الفروع من الكافي الجزء ٦

 الفروع من الكافي8%

 الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 675

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 675 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 178019 / تحميل: 9244
الحجم الحجم الحجم
 الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

٤٩١٠/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

دَخَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ : رَأَيْتُ ابْنَكَ مُوسىعليه‌السلام يُصَلِّي وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَا يَنْهَاهُمْ(١) وَفِيهِ مَا فِيهِ(٢) ؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « ادْعُوا لِي مُوسى ، فَدُعِيَ ، فَقَالَ لَهُ(٣) : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ يَذْكُرُ أَنَّكَ كُنْتَ(٤) تُصَلِّي(٥) وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَلَمْ تَنْهَهُمْ(٦) ؟ ».

فَقَالَ : نَعَمْ ، يَا أَبَتِ(٧) إِنَّ الَّذِي كُنْتُ أُصَلِّي(٨) لَهُ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيَّ مِنْهُمْ ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) (٩) .

قَالَ : فَضَمَّهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِلى نَفْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « يَا بُنَيَّ(١٠) ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، يَا مُوَدَّعَ(١١) الْأَسْرَارِ ».(١٢)

____________________

(١). في « ظ » : « ولا ينهاهم ».

(٢). فيمرآة العقول : « قوله : فيه ما فيه ، أي في هذا الفعل ما فيه من الكراهة ، أو فيهعليه‌السلام ما فيه من ظنّ الإمامة ، والأوّل أظهر ».

(٣). في « ظ ، غ ، بث ، بس ، جن » والوافي والوسائل : - « له ».

(٤). في « ظ ، بح » والاختصاص : - « كنت ».

(٥). في حاشية « بح ، جن »والوسائل : « صلّيت ».

(٦). في « غ ، ى » وحاشية « بث » والوافي : « فلم تنهاهم ». وفي حاشية « بح » والاختصاص : « فلا تنهاهم».

(٧). هكذا في « ى ، بث ، بخ ، بس ، جن » والوافي والوسائل والبحار. وفي « ظ ، غ » وحاشية « بث ، جن» : « يا أباه ». وفي « بح » والمطبوع : « يا أبة ».

(٨). في « بح » : « صلّيت ».

(٩). ق (٥٠) : ١٦.

(١٠). في « غ ، بث ، بخ ، بس ، جن » والوافي والبحار والاختصاص : - « يا بنيّ ».

(١١). في « ظ ، ى » وحاشية « بث ، بح ، بخ ، جن » والوافي والوسائل : « يا مستودع ».

(١٢).الاختصاص ، ص ١٨٩ ، صدر الحديث ، مرسلاً عن محمّد بن عبيد ، عن حمّاد ، عن محمّد بن مسلم، مع =

١٠١

وَهذَا تَأْدِيبٌ(١) مِنْهُعليه‌السلام لَا أَنَّهُ(٢) تَرَكَ الْفَضْلَ(٣)

١٥ - بَابُ الْمَرْأَةِ تُصَلِّي بِحِيَالِ الرَّجُلِ وَالرَّجُلِ يُصَلِّي وَالْمَرْأَةُ بِحِيَالِهِ‌

٤٩١١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الْمَرْأَةِ تُصَلِّي إِلى جَنْبِ الرَّجُلِ قَرِيباً مِنْهُ ، فَقَالَ : « إِذَا كَانَ بَيْنَهُمَا مَوْضِعُ رَحْلٍ(٤) ، فَلَا بَأْسَ(٥) ».(٦)

____________________

= اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٨٤ ، ح ٦٤٠٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٣٥ ، ح ٦١٣٧ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٧١ ، ح ٨ ؛ وج ٨٣ ، ص ٢٩٩ ، ذيل ح ٧.

(١). « هذا تأديب » كلام المصنّف ، نصّ عليه العلّامة الفيض ، وقال العلّامة المجلسي فيمرآة العقول : « قوله : هذا تأديب منه ، الظاهر أنّ هذا كلام الكليني ، وفي بعض النسخ : قال الكليني ، وربّما يتوهّم أنّه من كلام الإمامعليه‌السلام ».

(٢). في « بث » وحاشية « جن » : « لأنّه ». وفي « بح » : « إلّا أنّه ».

(٣). قال العلّامة الفيض فيالوافي : « أقول : ليس في الحديث أنّهعليه‌السلام ترك السترة ، وإنّما فيه أنّه لم ينه الناس عن المرور ، فلعلّه لا يلزم نهي الناس بعد وضع السترة ، وإنّما اللازم حنيئذٍ حضور القلب مع الله حتّى يكون جامعاً بين التوقير الظاهر للصلاة والتوقير ، الباطن لها ولهذا أدّبعليه‌السلام أبا حنيفة بذلك وكأنّ هذا هو المراد من كلام صاحبالكافي ». وذكر العلّامة المجلسي احتمالات اخر قريبة من هذا. راجع :مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٧١.

(٤). في « غ ، بث ، بح ، بخ » وحاشية « بس »والوسائل : « رجل ». وفيالوافي : « أراد بالرحل رحل البعير ، وهو الذي يكون له كالسرج للفرس ». وراجع أيضاً :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ( رحل ).

(٥). قال فيالحبل المتين ، ص ٥١٩ : « ما تضمّنه الحديث من المنع من صلاة المرأة بحذاء الرجل أو قدّامه من دون الحائل وما في حكمه محمول عند أكثر المتأخّرين والمرتضى وابن إدريس على الكراهة ، كما هو الظاهر من قولهعليه‌السلام في الحديث العاشر - وهو الحديث ٤٩١٤ هاهنا - : لا ينبغي ذلك ، وعند الشيخين وابن حمزة وأبي الصلاح على التحريم ، بل ادّعى عليه الشيخ الإجماع ، وهو ظاهر الأحاديث الاُخر. والقول به غير بعيد ، وقد اتّفق الكلّ على زوال الكراهة أو التحريم إذا كان بينهما حائل أو مقدار عشرة أزرع ».

(٦).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٣ ، ح ٦٣٨٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٦١١٠.

١٠٢

٤٩١٢/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي وَالْمَرْأَةُ بِحِذَاهُ(١) يَمْنَةً(٢) أَوْ يَسْرَةً(٣) ؟

قَالَ(٤) : « لَا بَأْسَ بِهِ إِذَا كَانَتْ لَاتُصَلِّي ».(٥)

٤٩١٣/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ يُصَلِّيَانِ فِي وَقْتٍ(٦) وَاحِدٍ ، الْمَرْأَةُ عَنْ(٧) يَمِينِ الرَّجُلِ بِحِذَاهُ(٨) ، قَالَ : « لَا ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا شِبْرٌ ، أَوْ ذِرَاعٌ(٩) ».(١٠)

٤٩١٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ(١١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ،

____________________

(١). في « غ ، ى ، بث ، بس » وحاشية « جن »والوسائل : + « عن ». وفيالوافي : « بحذائه ».

(٢). في « غ ، بث » وحاشية « بخ ، جن »والوسائل : « يمينه ».

(٣). في « غ ، ى ، بث ، بس » وحاشية « بخ ، جن » : « أو يساره ». وفيالوسائل : « أو عن يساره ».

(٤). في « غ ، بث ، بح »والوسائل : « فقال ».

(٥).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٦ ، ح ٦٣٨٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢١ ، ح ٦٠٩٤.

(٦). في « ظ ، غ » وحاشية « بح ، بخ ، جن »والتهذيب والاستبصار : « بيت ».

(٧). في « ى » : « في ».

(٨). فيالوافي : « بحذائه ».

(٩). فيالتهذيب ، ص ٢٣١ والاستبصار ، ص ٣٩٩ : + « أو نحوه ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣١ ، ح ٩٠٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٩ ، ح ١٥٢٣ ، بسندهما عن محمّد بن سنان. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٠ ، ح ٩٠٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٨ ، ح ١٥٢١ ، بسندهما عن ابن مسكان ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٤ ، ح ٦٣٨٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢٤ ، ذيل ح ٦١٠٣.

(١١). في « ى » : - « بن زياد ».

١٠٣

عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي فِي زَاوِيَةِ الْحُجْرَةِ وَامْرَأَتُهُ أَوِ ابْنَتُهُ تُصَلِّي بِحِذَاهُ(١) فِي الزَّاوِيَةِ الْأُخْرى؟

فَقَالَ : « لَا يَنْبَغِي لَهُ ذلِكَ ، فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا شِبْرٌ(٢) ، أَجْزَأَهُ(٣) ».(٤)

قَالَ(٥) : وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَةِ تُزَامِلُ الرَّجُلَ(٦) فِي الْمَحْمِلِ يُصَلِّيَانِ جَمِيعاً؟

فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنْ يُصَلِّي الرَّجُلُ ، فَإِذَا صَلّى ، صَلَّتِ الْمَرْأَةُ ».(٧)

٤٩١٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيِّ ، قَالَ :

____________________

(١). فيالوافي : « بحذائه ، أي بإزائه إلى جانبه ».

(٢). في حاشية « بث ، بخ » : « ستر ».

(٣). فيالتهذيب ين هاهنا زيادة وهي : « يعني إذا كان الرجل متقدّماً للمرأة بشبر » ، تفسيراً لقولهعليه‌السلام : « فإن كان بينهما شبر أجزأه » واحتمل الشيخ البهائي أن يكون المفسّر هو الشيخ ، أو محمّد بن مسلم بأن يكون فهم ذلك من الإمامعليه‌السلام بقرينة حاليّة أو مقاليّة ، ثمّ قال : « وقد استبعد بعض الأصحاب هذا التفسير واختار جعل الستر في الحديث بالسين المهملة والتاء المثنّاة من فوق وهو كما ترى ». راجع :الحبل المتين ، ص ٥١٩ - ٥٢٠ ؛الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٤ ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٧٣.

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٠ ، ح ٩٠٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٨ ، ح ١٥٢٠ ، بسندهما عن العلاء، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٣ ، ح ٦٣٨١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢٣ ، ذيل ح ٦١٠٠.

(٥). في « غ » : « وقال ».

(٦). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب . وفي « بح » : « عن الرجل والمرأة تزامل الرجل ». وفي «ظ ، ى » والمطبوع : « عن الرجل والمرأة يتزاملان ». وفيالاستبصار : « عن المرأة تواصل الرجل ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣١ ، ح ٩٠٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٩ ، ح ١٥٢٢ ، بسندهما عن العلاءالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٣ ، ح ٦٣٨١ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ذيل ح ٥٢٨٦ ؛ وج ٥ ، ص ١٢٤ ، ذيل ح ٦١٠١ ؛ وص ١٣١ ، ذيل ح ٦١٢٥.

١٠٤

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي وَبِحِيَالِهِ(١) امْرَأَةٌ(٢) قَائِمَةٌ(٣) عَلى فِرَاشِهَا جَنْبِهِ(٤) ؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَتْ قَاعِدَةً(٥) فَلَا يَضُرُّهُ(٦) ، وَإِنْ كَانَتْ تُصَلِّي فَلَا ».(٧)

٤٩١٦/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يُصَلِّي وَعَائِشَةُ نَائِمَةٌ(٨) مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهِيَ لَاتُصَلِّي ».(٩)

٤٩١٧/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يُصَلِّي وَالْمَرْأَةُ تُصَلِّي بِحِذَاهُ ، أَوْ إِلى جَانِبِهِ ،

____________________

(١). فيالوافي : « بحياله ، أي بإزائه إلى جانبه ».

(٢). في « بح » : « المرأة ».

(٣). في « بث ، بخ ، جن » ومرآة العقول : « نائمة ».

(٤). هكذا في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح » وحاشية « بخ ، جن »والوسائل . وفي « بس ، جن » وحاشية « بث» والوافي : « جنباً ». وفي المطبوع : « جنبته ».

(٥). فيالوافي : « لعلّ المراد بقعودها ، قعودها عن الصلاة ؛ يعني إذا كانت لم تصلّ ». وقريب منه فيمرآة العقول .

(٦). في « بث » : « فلا يضرّكم ». وفي « بح » والوافي : « فلا تضرّه ». وفيالوسائل : « فلا يضرّك ». وفيالتهذيب : « فلا تضرّك ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣١ ، ح ٩١٠ ، بسنده عن محمّد بن الحسين ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٥ ، ح ٦٣٨٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢١ ، ح ٦٠٩٣.

(٨). في « ظ » : - « نائمة ». وفي « بث » وحاشية « بح ، بخ »والوسائل : « قائمة ».

(٩).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٢ ، ح ٦٣٥٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢٢ ، ح ٦٠٩٥.

١٠٥

فَقَالَ : « إِذَا كَانَ سُجُودُهَا مَعَ رُكُوعِهِ(١) ، فَلَا بَأْسَ ».(٢)

١٦ - بَابُ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ وَكَرَاهِيَةِ (٣) الْعَبَثِ‌

٤٩١٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِذَا قُمْتَ فِي(٤) الصَّلَاةِ ، فَعَلَيْكَ بِالْإِقْبَالِ(٥) عَلى صَلَاتِكَ(٦) ؛ فَإِنَّمَا يُحْسَبُ(٧) لَكَ مِنْهَا مَا أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ ، وَلَاتَعْبَثْ فِيهَا بِيَدِكَ(٨) ، وَلَابِرَأْسِكَ ، وَلَا‌

____________________

(١). قال العلّامة الفيض : « يعني إذا كان موضع سجودها يحاذي موضع ركوعه وهي عبارة عن تقدّمه عليها بشبر ونحوه » ، وقال العلّامة المجلسي : « قولهعليه‌السلام : إذا كان سجودها ، أي يكون موضع جبهتها ساجدة محاذياً لما يحاذي رأسه راكعاً. وهذا يدلّ على وجوب تأخيرها بجميع البدن كظواهر بعض الأخبار السابقة ».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٩ ، ح ٩٠٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٩ ، ح ١٥٢٤ ، بسندهما عن ابن فضّال ، عمّن أخبره ، عن جميل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٦ ، ح ٦٣٨٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢٨ ، ح ٦١١٧.

(٣). في « ظ » : « وكراهة ».

(٤). في حاشية « بخ »والوسائل ، ح ٧٠٨١ : « إلى ».

(٥). في « بث ، بخ ، بس » وحاشية « غ » : « بالإكباب ».

(٦). فيالحبل المتين ، ص ٦٩٢ : « المراد من الإقبال على الصلاة رعاية آدابها الظاهرة والباطنة ، وصرف الأعمال عمّا يعتري في أثنائها من الأفكار الدنيّة والوساوس الدنيويّة ، وتوجّه القلب إليها لا من حيث إنّها أقوال وأفعال ، بل من حيث إنّها معراج روحانيّ ونسبة شريفة بين العبد والحقّ جلّ شأنه وعظم برهانه ».

(٧). في « ى »والوسائل ، ح ٧٠٨١ : - « يحسب ».

(٨). فيالوسائل ، ح ٧٠٨١ : « بيديك ».

١٠٦

بِلِحْيَتِكَ ، وَلَاتُحَدِّثْ نَفْسَكَ ، وَلَاتَتَثَاءَبْ(١) ، وَلَاتَتَمَطَّ(٢) ، وَلَاتُكَفِّرْ(٣) ؛ فَإِنَّمَا(٤) يَفْعَلُ(٥) ذلِكَ الْمَجُوسُ ، وَلَاتَلَثَّمْ(٦) ،.....................................................

____________________

(١). في « بث » وحاشية « ظ » : « ولا تتثاوب ». والتثاؤب : هي فَتْرَة من ثقل النعاس تعتري الشخص فيفتح‌ عندها فاه. راجع :المغرب ، ص ٦٥ ؛المصباح المنير ، ص ٨٧ ( ثأب ).

(٢). في « ى ، ظ » وحاشية « بخ » : « ولا تمطّ ». وفيالوسائل ، ح ٩٢٧٥ : « ولا تتمطى ». والتّمطّي : تمديد الجسد ، والتمدّد ، والتبخترو مدّ اليدين في المشي. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٨٤ ( مطا ).

(٣). التكفير في اللغة : هو أن يخضع الإنسان لغيره بأن يضع يده على صدره ويتطامن لصاحبه. وقيل : هو أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريباً من الركوع ، كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه. قال الشيخ البهائي : « والمرادُ من التكفير في قولهعليه‌السلام ولا تكفّر ، وضعُ اليمين على الشمال ، وهو الذي يفعله المخالفون ، والنهي فيه للتحريم عند الأكثر ، أمّا النهي عن الأشياء المذكورة قبله - من العبث باليد والرأس واللحية وحديث النفس والتثاؤب والامتخاط - فللكراهة ولا يحضرني الآن أنّ أحداً من الأصحاب قال بتحريم شى‌ء من ذلك. وهل تبطل الصلاة بالتكفير؟ أكثر علمائنا - رضوان الله عليهم - على ذلك ، بل نقل الشيخ والسيّد المرتضىرحمهم‌الله الإجماع عليه

وذهب أبو الصلاح إلى كراهته ، ووافقه المحقّق في المعتبر قال - طاب ثراه - : الوجه عندي الكراهة ؛ لمخالفته ما دلّ عليه الأحاديث من استحباب وضع اليدين على الفخذين ، والإجماع غير معلوم لنا وأمّا الرواية فظاهرها الكراهة ؛ لما تضمّنه من التشبّه بالمجوس ، وأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بمخالفتهم ليس على الوجوب ، وقد ناقشه شيخنا فيالذكرى بأنّه قائل في كتبه بالتحريم وإبطاله الصلاة ، والإجماع وإن لم نعلمه فهو إذا نقل بخبر الواحد حجّة عند جماعة من الاصوليّين ، وأمّا الروايتان فالنهي فيهما صريح وهو للتحريم ، ثمّ قال : فحينئذٍ الحقّ ما ذهب إليه الأكثر وإن لم يكن إجماعاً». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٠٨ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١٨٨ ( كفر ) ؛الحبل المتين ، ص ٦٩٢ - ٦٩٤. وللمزيد راجع :الخلاف ، ج ١ ، ص ١٠٩ ، المسألة ٧٤ ؛الانتصار ، ص ٤١ ؛الكافي في الفقه ، ص ١٢٥ ؛ المعتبر ، ج ٢ ، ص ٢٥٧ ؛منتهى المطلب ، ج ٥ ، ص ٢٩٨ - ٣٠٢ ؛ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٢٩٥ ؛مدارك الأحكام ، ج ٣ ، ص ٤٥٩ - ٤٦١.

(٤). في « غ ، جن » : « وإنّما ».

(٥). في « بس » : « تفعل ». وفي حاشية « بث » : « يعمل ».

(٦). « التلثّم » : شدّ الفم باللِثام ، وهو ما كان على الفم من النقاب. قال الشيخ البهائي : « والنهي في قولهعليه‌السلام و =

١٠٧

وَلَاتَحْتَفِزْ(١) ، وَلَاتَفَرَّجْ(٢) كَمَا يَتَفَرَّجُ(٣) الْبَعِيرُ ، وَلَاتُقْعِ(٤) عَلى قَدَمَيْكَ ، وَلَاتَفْتَرِشْ(٥) ذِرَاعَيْكَ ، وَلَاتُفَرْقِعْ أَصَابِعَكَ(٦) ؛ فَإِنَّ ذلِكَ كُلَّهُ نُقْصَانٌ مِنَ الصَّلَاةِ(٧) ، وَلَاتَقُمْ إِلَى‌

____________________

= لاتلثّم - بالتشديد - محمول على التحريم إن منع اللثام شيئاً من القراءة ، وإلّافعلى الكراهة ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٢٦ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣١ ( لثم ) ؛الحبل المتين ، ص ٦٩٤.

(١). في « غ ، ى ، بخ ، بس » ومرآة العقول : « لا تحتقن ». وفي « جن » : « لم تحتقن ». والاحتفاز : أن يتضامّ ويجتمع في السجود خلاف التخوية ، وهو أن يجافي بطنه عن الأرض في سجوده بأن يجنح بمرفقيه ويرفعهما عن الأرض ولا يفرشهما افتراش الأسد ويكون شبه المعلّق ، كما يتخوّى البعير عند البروك ، ويسمّى هذا تخوية ؛ لأنّه ألقى التخوية بين الأعضاء.

والاحتفاز أيضاً : هو أن يجلس مستعجلاً مستوفزاً غير مطمئنّ في جلوسه كأنّه يريد القيام ، يقال : احتفز ، أي استوى جالساً على وركيه كأنّه ينهض. والمراد هنا المعنى الثاني بقرينة قولهعليه‌السلام : « ولا تفرّج ». وعلى نسخة « وتفرّج » بدون « لا » احتمل المعنى الأوّل ، كما نصّ عليه الشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، ثمّ قال : « والجمع بين النهي عنه على تقدير إرادة هذا المعنى - أي الثاني - وبين النهي عن الإقعاء ، مثل الجمع بينه وبين الأمر بالتفرّج مع إرادة المعنى الأوّل». راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٧٤ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠٧ ؛مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ١٦ ( حفز ) ؛منتقى الجمان ، ج ٢ ، ص ٨٣. وللمزيد راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٩٠ ؛مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ١٣٢ ( خوا ).

(٢). في « غ ، بس ، جن » والوافي والوسائل ، ح ٧٠٨١ : « وتفرّج » بدون « لا ». وفي « ى ، بح » : «ولاتفرح».

(٣). في « ى ، بح » : « يتفرّح ».

(٤). في حاشية « جن » : « لا تقعي ». والإقعاء في اللغة : هو أن يُلصق الرجل أليتيه بالأرض ، وينصب ساقيه وفخذيه ، ويضع يديه على الأرض كما يُقعي الكلب. وفسّره الفقهاء بأنّه عبارة عن أن يعتمد بصدور قدميه على الأرض ويجلس على عقبيه. والمشهور فيه الكراهة. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٦٥ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٨٩ ( قعا ) ؛المعتبر ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ؛منتهى المطلب ، ج ٥ ، ص ١٧٠ ؛ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٤٠٢ ؛الحبل المتين ، ص ٦٩٤ ؛مدارك الأحكام ، ج ٣ ، ص ٤١٥.

(٥). في « ظ ، بخ » : « ولا تفرش ».

(٦). في « ى » : « ولا تقرقع أصابعك ». وقال ابن الأثير : « فَرْقَعَةُ الأصابع : غمزها حتّى يُسمَع لمفاصلها صوت».النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٤٠ ( فرقع ).

(٧). في العلل : « في الصلاة ».

١٠٨

الصَّلَاةِ مُتَكَاسِلاً(١) ، وَلَامُتَنَاعِساً ، وَلَامُتَثَاقِلاً ؛ فَإِنَّهَا مِنْ خِلَالِ النِّفَاقِ ؛ فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ نَهى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَقُومُوا إِلَى الصَّلَاةِ وَهُمْ سُكَارى(٢) ، يَعْنِي سُكْرَ النَّوْمِ(٣) ، وَقَالَ لِلْمُنَافِقِينَ :( وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً ) (٤) ».(٥)

٤٩١٩/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ(٦) الْفَارِسِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

____________________

(١). التكاسل : من الكسل ، وهو - على ما قال الجوهري - التثاقل عن الأمر. وقال الراغب : « الكَسَل : التثاقل‌عمّا لا ينبغي التثاقل عنه ، ولأجل ذلك صار مذموماً ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١٠ ؛المفردات للراغب ، ص ٧١١ ( كسل ).

(٢). إشارة إلى الآية ٤٣ من سورة النساء (٤).

(٣). فيالوافي : « يعني سكر النوم ، اُريد به أنّ منه سكر النوم ، كما يأتي في حديث الشحّام ، ومنه سكر الاستغراق في التفكّر في اُمور الدنيا بحيث لا يعقل ما يقوله في صلاته ويفعله. ويأتي في كتاب المطاعم والمشارب أنّ شارب الخمر لا يحتسب صلاته أربعين صباحاً ، أي لايعطى عليها أجراً ».

(٤). النساء (٤) : ١٤٢.

(٥).علل الشرائع ، ص ٣٥٨ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز.الكافي ، كتاب الصلاة ، باب القيام والقعود في الصلاة ، ح ٥٠٨٧ ، بسنده عن حمّاد ، عن حريز ، عن رجل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « ولاتكفّر » إلى قوله : « ولاتفترش ذراعيك » مع زيادة في أوّله.الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٧٩ ، ح ١٣٨٦ ، بسند آخر. وفيالكافي ، باب بناء المساجد وما يؤخذ منها ، ح ٥٢٣٨ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٢٢ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة من قوله : « فإنّ الله سبحانه نهى المؤمنين » إلى قوله : « يعني سكر النوم ». وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ، ح ١٣٤ ؛ وص ٢٨٢ ، ح ٢٩٣ ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قطعات منه ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٨٤٣ ، ح ٧٢٢٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٦٣ ، ح ٧٠٨١ ؛وفيه ، ج ٧ ، ص ٢٥٩ ، ح ٩٢٧٥ ، إلى قوله : « لا تتثاءب ولا تتمطّ » ؛وفيه ، ص ٢٦٢ ، ح ٩٢٨٥ ، قطعة منه ؛وفيه ، ص ٢٦٥ ، ح ٩٢٩٣ ، إلى قوله : « فإنّ ذلك كلّه نقصان من الصلاة » ؛وفيه ، ص ٢٦٦ ، ح ٩٢٩٦ ، إلى قوله : « فإنّما يفعل ذلك المجوس ».

(٦). في « ظ ، بح » وحاشية « بث » : « أبي الحسين ».

١٠٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَرْبَعاً وَعِشْرِينَ خَصْلَةً ، وَنَهَاكُمْ عَنْهَا : كَرِهَ لَكُمُ الْعَبَثَ فِي الصَّلَاةِ ».(١)

٤٩٢٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كُنْتَ(٢) دَخَلْتَ(٣) فِي صَلَاتِكَ ، فَعَلَيْكَ بِالتَّخَشُّعِ(٤) وَالْإِقْبَالِ عَلى صَلَاتِكَ ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) (٥) ».(٦)

٤٩٢١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَأَبُو دَاوُدَ جَمِيعاً ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي جَهْمَةَ ، عَنْ جَهْمِ بْنِ حُمَيْدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ(٧) كَأَنَّهُ سَاقُ شَجَرَةٍ ، لَايَتَحَرَّكُ مِنْهُ شَيْ‌ءٌ إِلَّا مَا حَرَّكَتِ(٨) الرِّيحُ مِنْهُ».(٩)

____________________

(١).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٥٦ ، صدر الحديث الطويل ٤٩١٤ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٣٠١ ، المجلس ٥٠ ، صدر الحديث الطويل ٣ ؛والخصال ، ص ٥٢٠ ، أبواب العشرين ، صدر الحديث الطويل ٩ ، بسندآخر عن عليّ بن الحسين ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٨ ، ص ٨٤٥ ، ح ٧٢٢٨ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٦١ ، ذيل ح ٩٢٨٢.

(٢). في «بخ ،بس ،جن» والوافي : - «كنت ».

(٣). في «ظ،غ،ى،بث،بح»والوسائل : - «دخلت».

(٤). في « ى » وحاشية « بح ، جن »والوسائل : « بالخشوع ».

(٥). المؤمنون (٢٣) : ٢.

(٦).الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ، ذيل ح ٩١٦الوافي ، ج ٨ ، ص ٨٤٤ ، ح ٧٢٢٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٧٣ ، ح ٧٠٩٦.

(٧). في البحار ، ج ٤٦ : « إلى الصلاة ».

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « حرّكه ».

(٩).الوافي ، ج ٨ ، ص ٨٤٥ ، ح ٧٢٢٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٧٤ ، ح ٧٠٩٨ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٦٤ ، ح ٢٢ ؛ =

١١٠

٤٩٢٢/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - إِذَا قَامَ فِي(١) الصَّلَاةِ ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ، فَإِذَا سَجَدَ ، لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتّى يَرْفَضَّ عَرَقاً(٢) ».(٣)

٤٩٢٣/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ بِوَجْهِكَ ، فَلَا تُقَلِّبْ(٤) وَجْهَكَ عَنِ الْقِبْلَةِ ؛ فَتَفْسُدَ(٥) صَلَاتُكَ(٦) ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ لِنَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي الْفَرِيضَةِ :( فَوَلِّ

____________________

= وج ٨٤ ، ص ٢٨٤ ، ذيل ح ٣٩.

(١). في « ى » وحاشية « بح ، بخ ، جن » والبحار : « إلى ».

(٢). « يرفضّ عرقاً » ، أي ترشّش عرقُه وجرى وسال. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٩ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٤٣ ( رفض ).

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ، ح ١١٤٥ ، معلّقاً عن محمّد بن إسماعيل.الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٨٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٨ ، ص ٨٤٦ ، ح ٧٢٣٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٧٤ ، ح ٧٠٩٧ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٦٤ ، ح ٢٣.

(٤). في « ظ » : « فلا تلتفت ». وفي « بس » : « فلا تَقْلِب ». وفي حاشية « بث ، بس » : « فلا تلفت ».

(٥). في « بخ » : « فيفسد ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٧٨ : « ظاهره أنّ الالتفات بالوجه إلى اليمين واليسار مفسد ، ولاينافيه ما رواه فيالتهذيب ، [ ج ٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ٧٨٤ ] عن عبدالملك قال : سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن الالتفات في الصلاة ، أيقطع الصلاة؟ فقال : « لا وما اُحبّ أن يفعل » ؛ إذ يمكن حمله على الالتفات بالعين ، أو على ما إذا لم يصل إلى اليمين واليسار ؛ فإنّ ما بين المغرب والمشرق قبلة وظاهر الأكثر بطلان الصلاة بالالتفات بالوجه إلى خلفه وأنّ الالتفات إلى أحد الجانبين لايبطل الصلاة ، وحكى الشهيد فيالذكرى عن بعض معاصريه أنّ الالتفات بالوجه يقطع الصلاة مطلقاً ، وربّما كان مستنده إطلاق الروايات كحسنة زرارة هذه ، وحملها الشيهد فيالذكرى على الالتفات بكلّ البدن». وللمزيد راجع :منتهى المطلب ، ج ٥ ، ص ٢٧٥ - ٢٧٧ ؛ذكرى الشيعة ، ج ٤ ، ص ٢١ ؛الحبل المتين ، ص ٦٢٤ ؛مدارك الأحكام ، ج ٣ ، ص ٤٦١ - ٤٦٢.

١١١

وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (١) وَاخْشَعْ بِبَصَرِكَ(٢) ، وَلَاتَرْفَعْهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَلْيَكُنْ(٣) حِذَاءَ(٤) وَجْهِكَ(٥) فِي مَوْضِعِ سُجُودِكَ ».(٦)

٤٩٢٤/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام أَنَّهُ قَالَ(٧) فِي الرَّجُلِ يَتَثَاءَبُ(٨) ، وَيَتَمَطّى فِي الصَّلَاةِ ، قَالَ : « هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَلَايَمْلِكُهُ(٩) ».(١٠)

٤٩٢٥/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنِ ابْنِ الْوَلِيدِ(١١) ، قَالَ :

____________________

(١). البقرة (٢) : ١٤٤ و ١٥٠.

(٢). في « بخ »والتهذيب : « بصرك ». وخَشَعَ ببصره ، أي غضّه ورمى به نحو الأرض. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٠٤ ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٧٠ ( خشع ).

(٣). في « غ ، بح »والتهذيب ، ص ١٩٩ : « ولكن ».

(٤). في « ظ » : « حد ».

(٥). فيمرآة العقول : « قولعليه‌السلام : وليكن حذاء وجهك ، أي وليكن بصرك حذاء وجهك ».

(٦).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٩٩ ، ح ٧٨٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٠٥ ، ح ١٥٤٥ ، معلّقاً عن الكليني.التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ، ح ١١٤٦ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ؛الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ، ح ٨٥٦ ، معلّقاً عن زرارة ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٣٩ ، ح ٦٥٤٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣١٣ ، ذيل ح ٥٢٤٣.

(٧). فيالوافي : - « أنّه قال ».

(٨). في « بث » وحاشية « بح » : « يتثاوب ».

(٩). فيالوافي : + « ( لن يملكه - خ ل ) ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : « لا يملكه ، أي السعي أوّلاً في رفع مقدّماتهما ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ، ذيل ح ١٣٢٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٨٤٩ ، ح ٧٢٣٧ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٥٩ ، ح ٩٢٧٦.

(١١). هكذا في حاشية « ت ، بز ، بس ، بط ، بى ، جش ». وفي النسخوالوسائل والمطبوع : « أبي الوليد ».

١١٢

كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ نَاجِيَةُ(١) أَبُو حَبِيبٍ(٢) ، فَقَالَ لَهُ : جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ(٣) ، إِنَّ لِي رَحًى أَطْحَنُ فِيهَا(٤) ، فَرُبَّمَا قُمْتُ فِي سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ، فَأَعْرِفُ مِنَ الرَّحى أَنَّ الْغُلَامَ قَدْ نَامَ ، فَأَضْرِبُ الْحَائِطَ لِأُوقِظَهُ؟

قَالَ(٥) : « نَعَمْ ، أَنْتَ فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، تَطْلُبُ رِزْقَهُ ».(٦)

٤٩٢٦/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى رَفَعَهُ :

____________________

= وفيالوافي : « ذريح » بدل « ابن الوليد ».

والصواب ما أثبتناه. والمراد من « ابن الوليد » هو المثنّى بن الوليد الحنّاط ؛ فقد ورد الخبر - باختلاف في الألفاظ - في كتاب المثنّي بن الوليد المطبوع ضمنالاُصول الستّة عشر ، ص ٣٠٨ ، ح ٥٦٤ ، والشيخ الصدوق أيضاً روى الخبر فيالفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧١ ، ح ١٠٨٠ ، قال : « وقال أبو حبيب ناجية لأبي عبداللهعليه‌السلام » ، وطريقة إلى أبي حبيب ناجية ينتهي إلى المثنّى الحنّاط.

هذا ، وقد روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر - بمختلف عناوينه - عن المثنّى بن الوليد والمثنّى الحنّاط في عددٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٦١٦ - ٦١٧ ، وص ٦٢٥ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣٤٧ - ٣٤٨. وأمّا ما وردفيالوافي من « ذريح » ، فالظاهر أنّه من تغييرات الفيضقدس‌سره ؛ فقد ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٣٢٩ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن أبي الوليد ؛ وأبو الوليد كنية ذريح بن محمّد ، كما فيرجال النجاشي ، ص ١٦٣ ، الرقم ٤٣١ ؛ورجال الطوسي ، ص ٢٠٣ ، الرقم ٢٥٩٥ ؛ فبدّل الفيض « أبا الوليد» بـ « ذريح » إيضاحاً للعنوان. ولم نجد في موضعٍ رواية ابن أبي نصر عن ذريح.

(١). في « بث » : « ناحية ».

(٢). في « ظ » وحاشية « بح ، بس » : « ابن حبيب ».

(٣). في « ظ ، غ ، ى » وحاشية « بث » : « جعلت فداك ».

(٤). في الفقيه : + « السمسم ».

(٥). في « ى ، بخ ، بس ، جن »والوسائل والتهذيب : « فقال ».

(٦).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٣٢٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر.الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧١ ، ح ١٠٨٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٨٩٦ ، ح ٧٣٣٦ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٥٦ ، ح ٩٢٦٦.

١١٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا قُمْتَ(١) فِي(٢) الصَّلَاةِ ، فَلَا تَعْبَثْ بِلِحْيَتِكَ وَلَا بِرَأْسِكَ ، وَلَاتَعْبَثْ بِالْحَصى وَأَنْتَ تُصَلِّي إِلَّا أَنْ تُسَوِّيَ(٣) حَيْثُ تَسْجُدُ ؛ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ(٤) ».(٥)

١٧ - بَابُ الْبُكَاءِ وَالدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ‌

٤٩٢٧/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَنْبَغِي لِمَنْ يَقْرَأُ(٦) الْقُرْآنَ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فِيهَا مَسْأَلَةٌ أَوْ تَخْوِيفٌ أَنْ يَسْأَلَ اللهَ(٧) عِنْدَ ذلِكَ خَيْرَ مَا يَرْجُو ، وَيَسْأَلَهُ(٨) الْعَافِيَةَ مِنَ النَّارِ وَمِنَ الْعَذَابِ ».(٩)

٤٩٢٨/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ‌

____________________

(١). في « غ » : « إذا أقمت ».

(٢). في حاشية « بخ » : « إلى ».

(٣). في « ى » : « أن يستوي ». وفي « بخ ، جن » : « أن تستوي ».

(٤). في « بح » وحاشية « ظ »والوسائل : « فلا بأس » بدل « فإنّه لا بأس ».

(٥).الوافي ، ج ٨ ، ص ٨٤٩ ، ح ٧٢٣٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٦٢ ، ح ٩٢٨٤.

(٦). في « ظ ، ى ، بخ ، بس ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب : « قرأ ».

(٧). في « بخ » والتهذيب : - « الله ».

(٨). في « بس » : « أو يسأله ». وفيالتهذيب : « ويسأل ».

(٩).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ، ح ١١٤٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.الكافي ، كتاب الدعاء ، باب البكاء ، ح ٣١٤٠ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « إن لم يجئك البكاء فتباك ، فإن خرج منك مثل رأس الذباب فبخّ بخّ »الوافي ، ج ٩ ، ص ٧٤٣ ، ح ١٧٤٣ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧١ ، ح ٧٦٥٦.

١١٤

عُثْمَانَ ، عَنْ سَعِيدٍ(١) بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيَتَبَاكَى الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ؟

فَقَالَ : « بَخْ بَخْ(٢) وَلَوْ(٣) مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ ».(٤)

٤٩٢٩/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ مَعَ الْإِمَامِ ، فَيَمُرُّ بِالْمَسْأَلَةِ أَوْ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ؟

قَالَ(٥) : « لَا بَأْسَ بِأَنْ يَسْأَلَ عِنْدَ ذلِكَ(٦) ، وَيَتَعَوَّذَ(٧) مِنَ النَّارِ ، وَيَسْأَلَ اللهَ(٨) الْجَنَّةَ ».(٩)

٤٩٣٠/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

____________________

(١). فيالاستبصار : « سعد ». وسعيد هذا ، وهو سعيد بن سنان بيّاع السابري المذكور فيرجال الطوسي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٢٧٩٨.

(٢). « بَخْ » : كلمة تقال عند المدح والرضا بالشي‌ء ، وتكرّر للمبالغة ، فيقال : بَخْ بَخْ. وهي مبنيّة على السكون وإن وصلت جررت ونوّنت فقلت : بَخٍ بَخٍ ، وربّما شدّدت كالاسم. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٤١٨ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٠١ ( بخخ ).

(٣). في « بث » : « فلو ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٨٧ ، ح ١١٤٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٠٧ ، ح ١٥٥٧ ، معلّقاً عن الحسين بن محمّدالوافي ، ج ٨ ، ص ٨٧٩ ، ح ٧٣٠١ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٤٨ ، ح ٩٢٤٤.

(٥). في « بح » : « فقال ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٨٠ : « والأحوط أن يكون السؤال إمّا بالقلب ، أو في غير وقت قراءة الإمام».

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل . وفي المطبوع : + « [ في الصلاة ] ».

(٨). في « ى » : - « الله ».

(٩).الوافي ، ج ٨ ، ص ٨٨٢ ، ح ٧٣٠٩ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٦٩ ، ح ٧٣٧٠.

١١٥

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ ذِكْرِ السُّورَةِ مِنَ الْكِتَابِ يَدْعُو(١) بِهَا فِي الصَّلَاةِ مِثْلَ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (٢) ؟

فَقَالَ : « إِذَا كُنْتَ تَدْعُو بِهَا ، فَلَا بَأْسَ ».(٣)

٤٩٣١/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كُلُّ مَا كَلَّمْتَ اللهَ بِهِ فِي صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ ، فَلَا بَأْسَ ».(٤)

١٨ - بَابُ بَدْءِ (٥) الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ وَفَضْلِهِمَا وَثَوَابِهِمَا (٦)

٤٩٣٢/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ وَ(٧) الْفُضَيْلِ(٨) :

____________________

(١). في « بس » : « ندعو ».

(٢). فيالوافي : « لعلّ مراد السائل الرخصة في الإتيان بقراءة القرآن في غير محلّها على وجه الدعاء والتمجيد طلباً لمعناها لا على وجه التلاوة ». ونحوه فيمرآة العقول .

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣١٤ ، ح ١٢٧٨ ، بسنده عن ابن بكيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٨٨٢ ، ح ٧٣١٠ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٥٣ ، ذيل ح ٧٣٢٥.

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٣٣٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٨٧٩ ، ح ٧٢٩٨ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٦٤ ، ح ٩٢٩٠.

(٥). في « ظ ، بح ، بخ » : « بدو ».

(٦). في حاشية « بخ » : + « وأبوابهما ، أي : فصولهما ».

(٧). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس » والبحار : « أو ».

(٨). هكذا في « بح ، بز ، جش » والوافي والوسائل والبحار. وفي « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جن » والمطبوع : « الفضل ».

وقد تكرّرت في الأسناد رواية [ عمر ] بن أُذينة ، عن الفضيل [ بن يسار ] ، عن أبي جعفرعليه‌السلام . راجع :معجم رجال الحديث ؛ ج ١٣ ، ص ٤٦٦ - ٤٦٧ ؛ وص ٤٧١ - ٤٧٢. =

١١٦

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَى السَّمَاءِ ، فَبَلَغَ(١) الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ ، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ ، فَأَذَّنَ جَبْرَئِيلُ(٢) وَأَقَامَ ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَصَفَّ(٣) الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ خَلْفَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٤)

٤٩٣٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ(٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا هَبَطَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِالْأَذَانِ(٦) عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ رَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّعليه‌السلام ، فَأَذَّنَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام وَأَقَامَ ، فَلَمَّا انْتَبَهَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : يَا عَلِيُّ ، سَمِعْتَ؟ قَالَ : نَعَمْ(٧) ، قَالَ : حَفِظْتَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ادْعُ(٨) بِلَالاً فَعَلِّمْهُ ، فَدَعَا عَلِيٌّعليه‌السلام بِلَالاً فَعَلَّمَهُ ».(٩)

____________________

= وتفصيل الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٦٠ ، ح ٢١٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٠٥ ، ح ١١٣٤ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن [ عمر ] بن اُذينة ، عن زرارة والفضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .

(١). في « ى » : + « إلى ».

(٢). فيمرآة العقول : « الحديث يدلّ على ما أجمع عليه أصحابنا من أنّ الأذان والإقامة بالوحي ، لا بالنوم كما ذهبت إليه العامّة ، وعلى ثبوت المعراج. وهو معلوم متواتر ».

(٣). في « بخ » : « وصفّت ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٦٠ ، صدر ح ٢١٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٠٥ ، صدر ح ١١٣٤ ، بسندهما عن ابن أبي عمير ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٥٧ ، ح ٦٥٨٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٦٩ ، ح ٦٨١٤ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٣٠٧ ، ح ١٤.

(٥). فيالتهذيب : - « بن حازم ».

(٦). فيالوافي : « في هذا الحديث ردّ على ما أطبق عليه العامّة من أنّ الأذان ليس بالوحي وإنّما منشؤه أنّ عبدالله ‌بن زيد أو اُبيّ بن كعب رأى ذلك في المنام فعرضه على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فأمره أن يعلّمه بلالاً ».

(٧). فيالوافي والفقيه : + « يا رسول الله ».

(٨). في حاشية « بخ » : + « لي ».

(٩).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، ح ١٠٩٩ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٨٢ ، ح ٨٦٥ ، معلّقاً =

١١٧

٤٩٣٤/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسىَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ(١) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « الْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ حَرْفاً » فَعَدَّ(٢) ذلِكَ بِيَدِهِ وَاحِداً وَاحِداً : الْأَذَانَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ حَرْفاً ، وَالْإِقَامَةَ سَبْعَةَ عَشَرَ حَرْفاً.(٣)

٤٩٣٥/ ٤. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْأَذَانُ مَثْنى مَثْنى ، وَالْإِقَامَةُ مَثْنى مَثْنى ».(٤)

____________________

= عن منصور بن حازم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٥٨ ، ح ٦٥٨٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٦٩ ، ح ٦٨١٥ ؛البحار ، ج ٤٠ ، ص ٦٢ ، ح ٩٦.

(١). فيالاستبصار : - « عن يونس ». وهو سهو ؛ فإنّ عمدة مشايخ محمّد بن عيسى بن عبيد - وهم يونس بن ‌عبدالرحمن والقاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد ومحمّد بن أبي عمير وعبيد الله بن عبدالله الدهقان وصفوان يحيى - في طبقة رواة أبان بن عثمان. ولم يثبت رواية محمّد بن عيسى ، عن أبان بن عثمان مباشرة. وما ورد في بعض الأسناد القليلة جدّاً ، لايأمن من التحريف.

(٢). في « غ ، بح ، جن » وحاشية « بخ » والبحار : « فعدّد ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٥٩ ، ح ٢٠٨ ، معلّقاً عن الكليني ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٠٥ ، ح ١١٣٢ ، بسنده عن الكليني.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٩٦ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٧٣ ، ح ٦٦١٤ ؛والوسائل ، ج ٥ ، ص ٤١٣ ، ح ٦٩٦٢ ؛البحار ، ج ٨٤ ، ص ١١٠.

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ٢١٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٠٧ ، ح ١١٤١ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد.علل الشرائع ، ص ٣٣٧ ، صدر ح ١ ، بسنده عن صفوان بن مهران ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ٢١٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٠٧ ، ح ١١٣٨ ، بسند آخر ، هكذا : « الأذان مثنى مثنى والإقامة واحدة واحدة ».وفيه ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ، صدر ح ١١١١ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام .الأمالي للصدوق ، ص ٦٤١ ، المجلس ٩٣ ، ضمن وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ، وتمام الرواية في الأخيرين هكذا : « الأذان والإقامة مثنى مثنى »الوافي ، ج ٧ ، ص ٥٣٧ ، ح ٦٦١٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤١٤ ، ح ٦٩٦٥.

١١٨

٤٩٣٦/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ(١) ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(٢) : « يَا زُرَارَةُ ، تَفْتَتِحُ(٣) الْأَذَانَ بِأَرْبَعِ تَكْبِيرَاتٍ ، وَتَخْتِمُهُ بِتَكْبِيرَتَيْنِ وَتَهْلِيلَتَيْنِ ».(٤)

٤٩٣٧/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ التَّثْوِيبِ(٥) فِي(٦) الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ؟

____________________

(١). فيالتهذيب ، ص ٦١ : - « عن حريز ». وهو سهو واضح.

(٢). فيالتهذيب ، ص ٦١ : - « قال ».

(٣). في حاشية « بخ » : « تفتح ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ٢١٣ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٠٧ ، ح ١١٣٧ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ٢٢٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٠٩ ، ح ١١٤٨ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٧٣ ، ح ٦٦١٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤١٣ ، ح ٦٩٦٣.

(٥). قال العلّامة : « التثويب في أذان الغداة وغيرها غير مشروع ، وهو قول : الصلاة خير من النوم لكن عن أبي حنيفة روايتان في كيفيّته ، فرواية كما قلناه ، والاُخرى : أنّ التثويب عبارة عن قول المؤذّن بين أذان الفجر وإقامته : حيّ على الصلاة مرّتين ، حيّ على الفلاح مرّتين ». وصرّح بالتفسير الأوّل ابن الأثير : « وقيل : إنّما سمّي تثويباً من ثاب يثوب : إذا رجع ، فهو رجوع إلى الأمر بالمبادرة إلى الصلاة ، وأنّ المؤذّن إذا قال : حيّ على الصلاة ، فقد دعاهم إليها ، وإذا قال بعدها : الصلاة خير من النوم ، فقد رجع إلى كلام معناه المبادرة إليها » ، وقال أيضاً : « وهو - أي التثويب - هو قول : الصلاة خير من النوم مرّتين ». قال الشهيد الأوّل : « أجمعنا على ترك التثويب في الأذان سواء فسّر بالصلاة خير من النوم ؛ أو بما يقال بين الأذان والإقامة من الحيّعلتين مثنى في أذان الصبح أو غيرها ». ويفسّر التثويب بتفاسير اخرى. راجع :منتهى المطلب ، ج ٤ ، ص ٣٨١ - ٣٨٤ ؛ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٢٠١ ؛الحبل المتين ، ص ٦٧٣ ؛مدارك الأحكام ، ج ٣ ، ص ٢٩٠ - ٢٩٢ ؛الوافي ، ج ٧ ، ص ٥٧٥ ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٨٣ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ( ثوب ).

(٦). في الفقيهوالتهذيب والاستبصار : « الذي يكون بين » بدل « في ».

١١٩

فَقَالَ(١) : « مَا نَعْرِفُهُ(٢) ».(٣)

٤٩٣٨/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ:

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِذَا أَذَّنْتَ فَأَفْصِحْ بِالْأَلِفِ وَالْهَاءِ(٤) ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ كُلَّمَا ذَكَرْتَهُ ، أَوْ ذَكَرَهُ ذَاكِرٌ فِي أَذَانٍ وَغَيْرِهِ(٥) ».(٦)

٤٩٣٩/ ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَذَّنْتَ وَأَقَمْتَ ، صَلّى خَلْفَكَ صَفَّانِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَإِذَا أَقَمْتَ ، صَلّى خَلْفَكَ صَفٌّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ».(٧)

____________________

(١). في « ى ، بث ، بح ، بس ، جن » : « قال ».

(٢). فيالوافي : « قولهعليه‌السلام : ما نعرفه ، كناية عن كونه بدعة وغير مشروع ، أي هو ليس بمشروع ، إذ لو كان مشروعاً نعرفه.

(٣).الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٨٩ ، ح ٨٩٥ ، معلّقاً عن معاوية بن وهب. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ٢٢٣ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٠٨ ، ح ١١٤٨ ، بسند آخر عن معاوية بن وهبالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٧٥ ، ح ٦٦١٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٢٥ ، ذيل ح ٦٩٩٤.

(٤). في حاشية « بث » : « بالهاء والألف ». والإفصاح بالألف والهاء : إظهارهما. قال الشهيد الأوّل : « الظاهر أنّه ‌ألف الله الأخيرة المكتوبة ، وهاؤه في آخر الشهادتين ، وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : لايؤذّن لكم من يدغم الهاء وكذا الألف والهاء في الصلاة من حيّ على الصلاة ، وقال ابن إدريس : المراد بالهاء هاء إله ، لا هاء أشهد ، ولا هاء الله ؛ لأنّهما مبنيّتان». قال الشيخ البهائي : « كأنّه فهم من الإفصاح بالهاء إظهار حركتها لا إظهار نفسها ». راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٥٤٤ ( فصح ) ؛ذكرى الشيعة ، ص ١٧٠ ؛الحبل المتين ، ج ٣ ، ص ٢٠٨.

(٥). في « غ ، ى ، بح ، بس ، جن » : « أو غيره ».

(٦).الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٨٤ ، ح ٨٧٥ ، معلّقاً عن زرارة ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٧٤ ، ح ٦٦١٧ ؛ وص ٥٧٦ ، ح ٦٦٢١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٠٨ ، ح ٦٩٤٥ ، إلى قوله : «بالألف والهاء ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٥٢ ، ح ١٧٣ ، بسنده عن يحيى الحلبيّ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .وفيه ، ح ١٧٤ ، بسند آخر ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٥٩ ، ح ٦٥٨٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٨١ ، ح ٦٨٥٢.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

للأعداء، سواء علم صاحبه أم لم يعلم..

إنّ الاعتقاد بالمهدويّة وبفكر المهدي الموعود أرواحنا فداه، يحيي الأمل في القلوب، والإنسان الذي يؤمن بهذه العقيدة لا يعرف اليأس طريقه إلى قلبه أبداً، وذلك لثقته بحتميّة وجود نهاية مشرقة، فيحاول إيصال نفسه إليها بلا وجل من احتمالات الإخفاق..

إنّ كلّ شيعي يعلم أنّ بساط الظلم والجور والتسلّط الموجود اليوم في العالم سيطوى ذات يوم، وقد يكون قريباً جداً أو قد يكون بعيداً، إلّا أنّه على كلّ الأحوال سيأتي قطعاً، ويوقن أنّ هذا الوضع الذي أوجده المستكبرون في العالم من قبيل الضغط على كلّ من ينطق بكلمة حقّ أو ينتهج سبيل الحقّ، وفرض إرادتهم الفاسدة على الشعوب سينتهي يوماً ما، وسيجد الطغاة والمستبدّون والقوى المتجبّرة أنفسهم مضطرين للاستسلام أمام الحقّ يوماً ما، أو أن يُزالوا عن طريق الحقّ..

العلاقة مع الإمام:

إنّ الأعتقاد بالمهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، هذه العقيدة هي بالنسبة إلى الشيعة - إذا فهموها على حقيقتها وتعاملوا معها كماينبغي

٢٠١

مصدر فيض ونور، كما أنّها توجب أيضاً على كلّ مسلم وعلى كلّ مؤمن بها وعلى كلّ شيعي أن يسعى فكراً وعملاً للحفاظ على علاقته المعنويّة والفكريّة بإمام زمانه، وتربية وتهذيب ذاته بالشكل الذي يبعث الرضا في نفس هذا الإمام المعصوم الذي يحيط - بإذن الله وإرادته - بكلّ حركة من حركاتنا..".

٢٠٢

المسائل الثماني

المناسبة: شهادة الإمام الصادقعليه‌السلام

التاريخ: ٢٥ شوال سنة ١٤٨ ه

روي أنّ الصادقعليه‌السلام قال لبعض تلامذته يوماً:" أيّ شيء تعلّمت منّي؟ قال: يا مولاي ثماني مسائل.قالعليه‌السلام : قصَّها عليَّ لأعرفها.

قال: الأولى: رأيت كلّ محبوب يفارق عند الموت محبوبه فصرفت همّي إلى ما لا يفارقني بل يؤنسني عند وحدتي وهو فعل الخير.

قالعليه‌السلام : أحسنت والله، الثانية؟.

قال: رأيت قوماً يفتخرون بالحسب، وآخرين بالمال والولد، وإذ ذلك لا فخر فيه، ورأيت الفخر العظيم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ

٢٠٣

أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ(١) فاجتهدت أن أكون عنده كريماً.

قالعليه‌السلام : أحسنت والله، الثالثة؟.

قال: رأيت الناس في لهوهم وطربهم وسمعت قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(٢) فاجتهدت في صرف الهوى عن نفسي حتى استقرّت على طاعة الله تعالى.

قالعليه‌السلام : أحسنت والله، الرابعة؟

قال: رأيت كلّ من وجد شيئاً مكرَّماً اجتهد في حفظه، وسمعت قوله تعالى:﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(٣) فأحببت المضاعفة ولم أرَ أحفظ مما يكون عنده، فكلّما وجدت شيئا يكرَّم عندي وجّهت به إليه ليكون لي ذخراً إلى وقت حاجتي إليه.

قال: أحسنت والله، الخامسة؟.

قال: رأيت حسد الناس بعضهم لبعض في الرزق وسمعت

___________________

١- الحجرات: ١٣

٢- النازعات: ٤٠-٤١

٣- البقرة : ٢٥٤

٢٠٤

قوله تعالى: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ(١) ،فما حسدت أحداً ولا أسفت على ما فاتني.

قالعليه‌السلام : أحسنت والله، السادسة؟.

قال: رأيت عداوة الناس بعضهم لبعض في دار الدنيا والحزازات (الالآم) التي في صدورهم، وسمعت قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً..(٢) فاشتغلت بعداوة الشيطان عن عداوة غيره.

قالعليه‌السلام : أحسنت والله، السابعة؟.

قال: رأيت كدح الناس واجتهادهم في طلب الرزق، وسمعت قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ(٣) .

فعلمت أنّ وعده حقّ، وقوله صدق، فسكنت إلى وعده،

___________________

١- الزخرف: ٣٢

٢- فاطر: ٦

٣- الذريات: ٥٦-٥٧

٢٠٥

ورضيت بقوله، واشتغلت بما له عليَّ عمّا لي عنده.

قالعليه‌السلام : أحسنت والله.الثامنة؟.

قال: رأيت قوماً يتكلون على صحّة أبدانهم، وقوماً على كثرة أموالهم، وقوماً على خلق مثلهم، وسمعت قوله تعالى ﴿..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا(١) فاتكلت على الله وزال اتكالي على غيره.

قالعليه‌السلام له: "والله إنّ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وسائر الكتب ترجع إلى هذه الثمان المسائل"(٢) .

____________________

١- الطلاق: ٢-٣

٢- الريشهري - محمد - موسوعة العقائد الاسلامية - ج ٢ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام ص ٣١٢

٢٠٦

كريمة آل محمدعليه‌السلام : فاطمة المعصومةعليها‌السلام

المناسبة: ولادة المعصومةعليها‌السلام

التاريخ: أول ذي القعدة سنة ١٧٣ ه

السيدة المعصومة:

ولدت في المدينة المنورة، والدها الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وأمها السيدة نجمة خاتون، وكانت من بعد أخيها الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ثاني وآخر أبناء السيدة نجمة خاتون، توفيت السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام بعد انقضاء ١٧ يوماً من وصولها الى قم، في ١٠ ربيع الثاني سنة ٢٠١ ه.

مكانة السيدة المعصومةعليها‌السلام :

للسيدة المعصومة مكانة خاصة عند أهل البيتعليهم‌السلام ،

٢٠٧

ورد عن الإمام الرضاعليه‌السلام : " من زار المعصومةعليها‌السلام بقم كمن زارني"(١) ،وعن الإمام الصادقعليه‌السلام حول مقام السيدة المعصومةعليها‌السلام : " تقبض فيها (في قم) امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى وتُدخِل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم"(٢) .

وقد ذكر الإمام الصادقعليه‌السلام هذا الحديث في حين لم تر السيدة المعصومةعليها‌السلام وأباها عيناهما الدنيا، وهذه علامة في علوّ مقامها.

ومن الكرامات الخاصة للسيدة المعصومة ورود الزيارة الماثورة لها عن المعصومعليه‌السلام وقد جاء في زيارتهاعليه‌السلام : "...يا فاطمة، اشفعي لي في الجنة فإن لك عند الله شاناً من الشأن..."(٣) .

علم السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام :

عاشت السيدة المعصومة في كنف والديها الكريمين،

____________________

١- المعلم - محمد علي - الفاطمة المعصومةعليها‌السلام - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٦٦

٢- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٥٧ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٢٢٨

٣- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٩٩ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٢٦٧

٢٠٨

تكتسب منهما الفضائل والمكارم، فكانت تستفيد كل يوم من والدها وأخيها المعصومينعليه‌السلام وأمها التقية العالمة بحيث وصلت الى مقام رفيع من العلم والفضيلة وصارت عارفة بالكثير من العلوم والمسائل الإسلامية في أيام صباها.

في أحد تلك الأيام أتى جمع من الشيعة الى المدينة لكي يعرضوا بعض أسئلتهم الدينية على الإمام الكاظمعليه‌السلام ويأخذوا العلم من معدنه، ولكن كان الإمام الكاظمعليه‌السلام وكذلك الإمام الرضاعليه‌السلام مسافرين، ولم يكونا حاضرين في المدينة، فاغتمَّ الجمع، لأنهم لم يجدوا حجة الله ومن يقدر على جواب مسائلهم، واضطروا للتفكير بالرجوع إلى بلدهم، وعندما رأت السيدة المعصومةعليها‌السلام حزن هؤلاء النفر أخذت منهم أسئلتهم التي كانت مكتوبة، واجابت عليها، وعندئذ تبدّل حزن الجماعة بفرح شديد ورجعوا الى ديارهم راجحين مفلحين.ولكنهم في الطريق التقوا بالإمام الكاظمعليه‌السلام وحدثوّه بما جرى عليهم، وبعد ما رأى جواب ابنته على تلك المسائل أثنى على ابنته بعبارة مختصرة قائلاً:" فداها أبوها"(١) .

____________________

١- المعلم - محمد علي - الفاطمة المعصومةعليها‌السلام - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٧٦

٢٠٩

بداية المحنة وشهادة الإمام الكاظمعليه‌السلام :

لاقى الإمام الكاظمعليه‌السلام من الحكَّام والخلفاء الظلم والأذى الكثيرين، وهذه الآلام والمحن كانت تؤلم القلب الطاهر للسيدة المعصومةعليها‌السلام ،وكان المسلي الوحيد لها وللعائلة هو أخوها الإمام الرضاعليه‌السلام ، فعندما ولدت السيدة المعصومةعليها‌السلام كانت قد مضت ثلاث سنوات من خلافة هارون العباسي، وقبل أن تكمل العشر سنوات من العمر.

وعندما أمر هارون الرشيد باعتقال الإمام الكاظمعليه‌السلام وسجنه، فحرمت السيدة المعصومةعليها‌السلام من والدها، لتفجع بعد ذلك باستشهادهعليه‌السلام فشعرت بالحزن على فقده، وكانت تحترق لفراقه وتطيل البكاء عليه.

إنتقال الإمام الرضاعليه‌السلام الى مرو:

بعد استشهاد الإمام الكاظمعليه‌السلام انتقلت الإمامة الى ابنه علي بن موسى الرضاعليه‌السلام الذي كان في الخامسة والثلاثين من عمره وفي سنة ١٩٣ ه.

مرض هارون الرشيد ومات بمرضه، ارتقى " الأمين" منصة الخلافة ولم تدم خلافته أكثر من أربع سنوات، وفي سنة

٢١٠

ه، قتل الأمين بيد أخيه وتسنَّم المأمون منصب الخلافة فأرسل المأمون " رجاء بن أبي الضحاك" الى المدينة وذلك سنة ٢٠٠ه لكي يدعو الإمامعليه‌السلام من المدينة الى " مرو" التي كانت مركز حكومته، والمأمون كان يأمل أنه يستطيع أن يحصل على موافقة الإمامعليه‌السلام لقبول ولاية العهد، وبعد إجبار الإمام وإكراهه على الخروج من المدينة، قام الى زيارة قبر جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة الأربعة في البقيععليهم‌السلام ثم ودّع أولاده وإخوانه وأخواته ومنهن أخته الكريمة السيدة المعصومةعليها‌السلام وغادر متجهاً الى مرو.

ومع مغادرة الإمام الرضاعليه‌السلام انتهت اللحظات السعيدة في حياة السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام لأنها بعد استشهاد أبيها الإمام الكاظمعليه‌السلام وجدت الرحمة والحنان في كنف أخيها الرضاعليه‌السلام .

توجّه السيدة المعصومةعليها‌السلام من المدينة الى مرو:

وبعد سنة على سفر الإمام الرضاعليه‌السلام الى مرو، أرسل الإمامعليه‌السلام رسالة مخاطباً أخته السيدة المعصومةعليها‌السلام بيد أحد خدامه الى المدينة المنورة، وأمره أن لا يتوقف وسط

٢١١

بن خزرج " ممثلاً عن أهل قم الى بنت الإمام الكاظمعليه‌السلام وأخبرها برغبة القميّين وفرط اشتياقهم بزيارتها، فأجابت السيد المعصومة طلبهم وأمرت بالحركة نحو قم، وأخذ ابن خزرج زمام ناقة السيدة المعصومةعليها‌السلام مفتخراً، وقادها الى المدينة التي كانت تنتظر قدوم أخت الإمام الرضاعليه‌السلام حتى وصلت القافلة الى بداية مدينة قم.

وفاة السيدة المعصومةعليها‌السلام :

في ٢٣ ربيع الأول سنة ٢٠١ه، وصلت قافلة السيدة المعصومة الى مدينة قم، واستقبلها الناس بحفاوة بالغة، وكانوا مسرورين لدخول السيدة ديارهم.وكان " موسى بن خزرج" ذا يسر وبيت وسيع، أنزل السيدة في داره وتكفل ضيافتها ومرافقيها، واستشعر موسى ابن خزرج فرط السعادة بخدمته لضيوف الرضاعليه‌السلام القادمين من مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ثم اتخذت السيدة المعصومة مصلَّى لها في منزل موسى بن خزرج لكي تبتهل الى الله وتعبده وتناجيه وتشكو إليه آلامها وتستعينه على ما ألمَّ بها، وهذا المصلَّى باقٍ الى الان ويسمى بـ " بيت النور".

٢١٢

أقلق مرض بنت الامام الكاظم مرافقيها وأهالي قم كثيراً، مع أنهم لم يبخلوا عليها بشيء من العلاج، إلا أن حالها كان يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حتى توفيتعليه‌السلام في العاشر من ربيع الثاني ٢٠١ ه.

مراسم الدفن:

تكفلت نساء الشيعة ومحبات أهل البيتعليه‌السلام باحترام كبير غسل الجسد المطهر للسيدة المعصومة وكفنوها.

وكان موسى بن خزرج قد خصص بستاناً كبيراً له في منطقة يقال لها:" بابلان" عند نهر قم (مكان الحرم الحالي) حيث دفن جسدها الطاهر واصبح مرقدها مزار المؤمنين العاشقين لأهل البيتعليهم‌السلام .

٢١٣

الإمام الرضاعليه‌السلام : شذرات من سيرته المضيئة

المناسبة: ولادة الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام

التاريخ: ١١ذو القعدة سنة ١٤٨ ه

ولد الامام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام في المدينة المنورة في ١١ ذو العقدة عام ١٤٨ه وقد ملأ الدنيا فضله ونحن نذكر بعض فضائل الامام لتكون لنا خير معين في سلوك طريق الآخرة.

أعلم الناس:

لقد ملأ الإمام الرضاعليه‌السلام المرحلة التي عاش فيها علماً ومعرفةً ووعياً حتى اعترف بعلمه وفضله القاصي والداني.وقد ذكر بعض معاصريه وهو يتحدّث عنه فقال: " ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ولا رآه عالم إلّا شهد له بمثل

٢١٤

شهادتي.وقد جمع المأمون له في مجلس عدداً من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلّمين فناظرهم وغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي أحد منهم إلّا أقرّ له بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور".ويقول بعض الروّاة عنه وهو يتحدّث عن غزارة علمهعليه‌السلام : " جمعتُ من مسائله ممّا سُئل عنه وأجاب فيه، ثمانية عشر ألف مسألة".وقد مثّل الإمام الرضاعليه‌السلام في تلك المرحلة التي عاش فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كلّ أخلاقه وصفاته الخاصّة والعامّة، وننقل هنا صورة من أخلاقه الفرديّة والاجتماعيّة وقبساً من كلماته المضيئة من أجل الاقتداء به والإستفادة من تعاليمه وتوجيهاته.

أخلاق الإمام:

ينقل بعض الرواة المعاصرين له، وهو إبراهيم بن العباس فيما يرتبط بأخلاقه وسلوكهعليه‌السلام فيقول: " ما رأيت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام جفا أحداً بكلامه قط، وما رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجليه بين يدي جليس قط، ولا اتكأ بين يدي جليس له قط، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته تفل قط،

٢١٥

ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط، بل كان ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه حتى البواب والسائس".

ومن كلماته المرويّة عنهعليه‌السلام أنّه قال: " لا يتمّ عقل امرئ حتى تكون فيه عشر خصال:

١- الخير من مأمول: أي أنّ الناس يأملون خيره لأنّه يحبّ الخير لهم سواء كان الخير علماً أو خبرةً أو قوةً أو مالاً أو جاهاً أو غير ذلك.

٢- والشرّ منه مأمون: فالناس يأمنون شرّه لأنّه لا يفكر بالشرّ ضدّ الناس بل يعمل على إبعادهم عن شرّ نفسه وعن شرّ غيره.

٣- ويستكثر قليل الخير من غيره: من أجل أن يشجّعهم على فعل الخير باستمرار.

٤- ويستقلّ كثير الخير من نفسه: لأنّه طموح دائماً ليبلغ القمّة في عمل الخير.فهو يتّهم نفسه بالتقصير حتى يدفعها إلى المزيد من العمل.

٥- لا يسأم من طلب الحوائج إليه: أي لا يملّ من كثرة مراجعة

٢١٦

الناس له لقضاء حاجاتهم لأنّه يعتبر أنّ طاقته وما منحه الله إيّاه ليس ملكه وإنّما أمانة الله عنده فمهما طلب الناس منه وممّا يملك فإنّه لا يملّ ولا يسأم من تلبية ذلك.

٦- ولا يملّ من طلب العلم طول دهره.

٧- والفقر في الله أحبّ إليه من الغنى: فلو دار أمره بين أن يكون غنياً مع الشيطان ومع أولياء الشيطان وبين أن يكون فقيراً عندما يكون في خطّ الله وفي طاعته ورضاه، فإنّه يفضل السير في خطّ الله فقيراً على أن يكون في معصيته غنياً.

٨- والذلّ في الله أحبّ إليه من العزّ مع عدوّه.

٩- والخمول أشهى إليه من الشهرة: أي أن يكون إنساناً عادياً أحبّ إليه من الشهرة والجاه.

١٠- والعاشرة أن لا يرى أحداً إلّا قال هو خير مني وأتقى"(١) .

وعنهعليه‌السلام أنّه قال: " العجب درجات منها: أن يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه، ويحسب أنّه يحسن صنعاً، ومنها ان يؤمن العبد بربه في منّ على الله عزَّ وجلّ ولله سبحانه عليه

____________________

١- الأمين - السيد محسن - أعيان الشيعة -ج ٢ - مكتبة اهل البيت - ص ٢٨

٢١٧

المنّ..."(١) . " إنّ الله عزّ وجلّ أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى، أمر بالصلاة والزكاة، فمن صلّى ولم يزكِ لم تقبل منه صلاته، وأمر بالشكر له وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله عزّ وجلّ، وأمر باتقاء الله عزّ وجلّ صلة الرحم، فمن لم يصل رحمه لم يتقّ الله عزَّ وجلَّ"(٢) .

____________________

١- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٦٩ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٣١٠

٢- الشيخ الصدوق - الخصال - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٥٦

٢١٨

الإمام الجوادعليه‌السلام : مَظْهَر علوم الأئمة

المناسبة: شهادة الإمام الجوادعليه‌السلام

التاريخ: ٢٩ ذي القعدة سنة ٢٢٠ه

تميّز الإمام الجوادعليه‌السلام بتولّي زمام الإمامة الإلهيّة وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره الشريف ولعل هذا ما دعا الحاكم العباسي المأمون إلى تنظيم مناظرات بهدف بيان إمكانيّة ظهور ضعف علمي عند الإمام الجوادعليه‌السلام ، وبالتالي سقوط أطروحة إمامة أهل البيتعليه‌السلام التي طالما أرّقته وأقلقته.

مناظرات الامام:

وفيما يروى في ذلك أنّ المأمون قال لمن كان يعرف بقاضي الزمان يحيى بن أكثم: اطرح على أبي جعفر محمّد بن الرضا مسألة تقطعه فيها.

٢١٩

فكان من ابن أكثم أن سأل الإمام الجوادعليه‌السلام : ما تقول في محرِمٍ قتل صيداً.

فأجابه الإمامعليه‌السلام سائلاً التفصيل: قتله في حلّ أم حرم؟ عالماً أو جاهلاً؟ عمداً أو خطأً؟ عبداً أو حراً؟ صغيراً أو كبيراً؟ مبتدئاً أم معيداً؟ من ذوات الطير أومن غيرها؟ من صغار الصيد أو من كبارها؟ مصراً عليها أو نادماً؟ بالليل في وكرها أو بالنهار عياناً؟ محرماً للعمرة أوالحج؟(١) .

فتحيّر ابن أكثم وانقطع انقطاعاً لم يخفَ على أحد.

فقال المأمون بعدها: " ويحكم إنّ أهل هذا البيت خُصّوا من بين الخلق بما ترون من الفضل، وإن صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال، أما علمتم أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام وهو ابن عشر سنين وقبل الإسلام منه، وحكم له به، ولم يدعُ أحداً في سنّه غيره، أفلا تعلمون الآن ما خصّ الله به هؤلاء القوم، وأنّهم ذريّة بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم.

شهادة الإمام:

هكذا واجه الإمام الجوادعليه‌السلام التحديات العلميّة والثقافيّة

____________________

١- الشيخ المفيد - الاختصاص - مكتبة اهل البيت عليهم‌السلام ص ٩٩

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675