الفروع من الكافي الجزء ٦

 الفروع من الكافي8%

 الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 675

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 675 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 181262 / تحميل: 9428
الحجم الحجم الحجم
 الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

والفهم وصحة الإِدراك »(١) .

٤ - الأسنوي: « أبو الحجّاج جمال الدين أحفظ أهل زمانه لا سيّما للرجال المتقدمين، وانتهت إليه الرحلة من أقطار الأرض لروايته ودرايته. وكان إماماً في اللغة والتصريف، ديّناً خيّراً، منقبضاً عن الناس، طارحاً للتكلّف »(٢). .

٥ - ابن الوردي: « شيخ الإِسلام الحافظ جمال الدين. منقطع القرين في معرفة أسماء الرّجال مشاركاً في علوم »(٣) .

٦ - السبكي: « شيخنا واُستأذنا وقدوتنا: الشيخ جمال الدين أبو الحجاج المزي، حافظ زماننا، حامل راية السنّة والجماعة، والقائم بأعباء هذه الصناعة، والمتدرّع جلباب الطاعة، إمام الحفّاظ كلمة لا يجحدونها وشهادة على أنفسهم يؤدّونها ورتبة لو نشر أكابر الأعداء لكانوا يؤدونها. واحد عصره بالإجماع وشيخ زمانه الذي تصغى لما يقوله الأسماع، والذي ما جاء بعد ابن عساكر مثله وإنْ تكاثرت جيوش هذا العلم فملأت البقاع

أقول: ما رأيت أحفظ من ثلاثة: المزي والذهبي والوالد

وبالجملة: كان شيخنا المزي أعجوبة زمانه، يقرأ عليه القارئ نهاراً كاملاً والطرق تضطرب والأسانيد تختلف وضبط الأسماء يشكل، وهو لا يسهو ولا يغفل وكان قد انتهت إليه رياسة المحدّثين في الدنيا .. »(٤). .

٧ - ابن حجر العسقلاني: « المزّي، أبو الحجاج جمال الدين المزّي سمع: بالشام والحرمين، ومصر، وحلب، والإِسكندرية، وغيرها، وأتقن اللّغة والتصريف، وكان كثير الحياء والإِحتمال والقناعة والتواضع والتودّد

__________________

(١). تذهيب التهذيب. مقدمة الكتاب

(٢). طبقات الشّافعية ٢ / ٢٥٧.

(٣). تتمة المختصر حوادث ٧٤٢.

(٤). طبقات الشّافعية ٦ / ٢٥١ - ٢٥٢.

٦١

إلى الناس مع الانجماع عنهم، قليل الكلام جدّاً حتى يسأل فيجيب ويجيد قال الذهبي: ما رأيت أحداً في هذا الشأن أحفظ منه وصنف تهذيب الكمال فاشتهر في زمانه وحدّث به خمس مرار، وحدّث بكثير من مسموعاته الكبار والصغار عالياً ونازلاً، وغالب المحدثين من دمشق وغيرها قد تلمّذوا واستفادوا منه، وسألوه عن المعضلات فاعترفوا بفضيلته وعلوّ ذكره. بالغ أبو حيان في القطر الحبي في تقريظه والثناء عليه، وكذلك ابن سيد الناس وقال الذهبي: كان خاتمة الحفّاظ وكان لا يكاد يعرف قدره إلّا من أكثر مجالسته، وكان خيّراً ذا ديانةٍ وتصوّن من الصّغر وسلامة باطن »(١). .

٨ - ابن قاضي شهبة: « الإِمام العلّامة الحافظ الكبير، شيخ المحدثين عمدة الحفاظ، اُعجوبة الزمان أقرّ له الحفاظ من مشايخه وغيرهم بالتقديم، وحدّث بالكثير نحو خمسين سنة، فسمع منه الكبار والحفاظ، وولي دار الحديث الأشرفية ثلاثاً وعشرين سنة. وقال الذهبي وقد بالغ في الثناء عليه أبو حيان وابن سيد الناس وغيرهما من علماء العصر، توفي في صفر سنة ٧٤٢ »(٢) .

٩ - السيوطي: « المزي، الإِمام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدّث الشام »(٣) .

١٠ - ابن تغري بردي: « الحافظ الحجة جمال الدين كان إماماً في عصره، وأحد الحفاظ المشهورين »(٤) .

١١ - الشوكاني: « الإِمام الكبير الحافظ قال الذهبي وقد أخذ عنه الأكابر وترجموا له وعظّموه جدّاً. قال ابن سيد الناس في ترجمته: إنّه أحفظ

__________________

(١). الدرر الكامنة ٤ / ٤٥٧.

(٢). طبقات الشّافعية ٣ / ٧٤.

(٣). طبقات الحفّاظ: ٥٢١.

(٤). النجوم الزاهرة ١٠ / ٧٦.

٦٢

الناس للتراجم وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم. وأطال الثناء عليه ووصفه بأوصاف ضخمة. وقال الصفدي »(١) .

الكلمات في وثاقة رجال سند الطيالسي

وإذا عرفت صحة سند رواية أبي داود الطيالسي بنص أكابر الحفّاظ كابن عبد البرّ والمزي فلا بأس بأنْ نورد بعض كلمات علماء الجرح والتعديل في كلّ واحدٍ من رجال السند المذكور:

١ - أبو عوانة

فأمّا أبو عوانة - وهو وضّاح بن عبد الله اليشكري - فيكفي في وثاقته كونه من رجال الصّحاح الستّة كما نصّ عليه الذهبي وابن حجر العسقلاني بجعلهما علامة الكتب الستة على اسمه عند ترجمته.

قال الذهبي: « ٦ - وضّاح بن عبد الله، الحافظ أبو عوانة اليشكري، مولى يزيد بن عطا، سمع قتادة وابن المنكدر. وعنه: عفان وقتيبة ولوين. ثقة متقن الكتابة. توفّي ١٧٦ »(٢). .

قال الذهبي: « ٦ - وضاح - بتشديد المعجمة ثم مهملة - بن عبد الله اليشكري - بالمعجمة - الواسطي البزّاز، أبو عوانة، مشهور بكنيته. ثقة ثبت. من السابعة. مات سنة خمس أو ست وسبعين »(٣). .

__________________

(١). البدر الطّالع ٢ / ٣٥٣.

(٢). الكاشف عن أسماء رجال الستّة ٣ / ٢٠٧.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٣١.

٦٣

ولا يخفى أن مراده من الطبعة السابعة: طبقة كبار أتباع التابعين كمالك والثوري، كما نص عليه في مقدمة كتابه.

٢ - أبو بلج

وأمّا أبو بلج - وهو يحيى بن سليم - فسليم عن المعايب وبرئ عن المثالب، مدحه الأكابر ووثّقه الأئمة.

قال المزّي: « أبو بلج الفزاري الواسطي - ويقال الكوفي - وهو الكبير: إسمه يحيى بن سليم بن بلج روى عنه: إبراهيم بن المختار، وأبو يونس حاتم بن أبي صغيرة، وحصين بن نمير، وزائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وسفيان الثوري، وسويد بن عبد العزيز، وشعبة بن الحجاج، وشعيب بن صفوان، وهشيم بن بشير، وأبو حمزة السكري، وأبو عوانة.

قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة.

وكذلك قال محمّد بن سعد. والنسائي. والدار قطني.

وقال البخاري: فيه نظر.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به.

وقال محمّد بن سعد قال يزيد بن هارون: قد رأيت أبا بلج، وكان جاراً لنا، وكان يتّخذ الحمام يستأنس بهنّ، وكان يذكر الله كثيراً وقال: لو قامت القيامة لدخلت الجنة، يقول لذكر الله عزّ وجلّ.

روى له الأربعة »(١). .

فالأربعة - وهم أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة - يصحّحون حديثه ويخرّجون له في صحاحهم

__________________

(١). تهذيب الكمال ٣٣ / ١٦٢.

٦٤

وابن معين وابن سعد والنسائي والدار قطني ينصّون على وثاقته.

وأبو حاتم يقول: صالح الحديث لا بأس به.

وكبار الأئمة أمثال شعبة وسفيان الثوري يروون عنه.

هذا، وليس في المقابل إلّا قول البخاري: « فيه نظر » وهذا ممّا لا ينظر إليه ولا يعبأ به في المقام وفي أشباهه ونظائره ولنذكر منها نموذجاً:

قال العيني: بشرح الحديث: « إجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً »:

« فيه دلالة على وجوب الوتر. واختلف العلماء فيه:

فقال القاضي أبو الطّيب: إن العلماء كافةً قالت: إنّه سنّة حتّى أبو يوسف ومحمّد، وقال أبو حنيفة وحده: هو واجب وليس بفرض.

وقال أبو حامد في تعليقه: الوتر سنّة مؤكدة وليس بفرض ولا واجب، وبه قالت الاُمة كلّها إلّا أبا حنيفة، وقال بعضهم. وقد استدل بهذا الحديث بعض من قال بوجوبه، وتعقّب بأنّ صلاة الليل ليست واجبة، إلى آخره. وبأن الأصل عدم الوجوب حتى يقوم دليله.

وقال الكرماني أيضاً ما يشبه هذا.

قلت: هذا كلّه من آثار التعصّب، فكيف يقول القاضي أبو الطّيب وأبو حامد - وهما إمامان مشهوران - بهذا الكلام الذي ليس بصحيح ولا قريبٍ من الصحة؟ وأبو حنيفة لم ينفرد بذلك، هذا القاضي أبو بكر بن العربي ذكر عن سحنون وأصبغ بن الفرج وجوبه. وحكى ابن حزم أن مالكاً قال: من تركه اُدّب وكانت جرحةً في شهادته، وحكاه ابن قدامة في المغني عن أحمد، وفي المصنَّف عن مجاهد بسندٍ صحيح: هو واجب ولم يكتب، وعن ابن عمر بسند صحيح: ما اُحب - اني تركت الوتر - وأنّ لي حمر النعم. وحكى ابن بطّال وجوبه عن أهل القرآن عن ابن مسعود وحذيفة وإبراهيم النخعي، وعن يوسف بن خالد السمتي شيخ الشافعي وجوبه، وحكاه ابن أبي شيبة أيضاً عن سعيد بن المسيب وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود والضحاك. انتهى.

٦٥

فإذا كان الأمر كذلك كيف يجوز لأبي الطّيب ولأبي حامد أن يدّعيا هذه الدعوى الباطلة؟ فهذا يدل على عدم إطّلاعهما فيما ذكرنا، فجهل الشخص بالشيء لا ينفي علم غيره به.

وقول من ادّعى التعقب بأنّ صلاة الليل ليست بواجبة. إلى آخره، قول واه، لأنّ الدلائل قامت على وجوب الوتر، منها:

ما رواه أبو داود: نا محمّد بن المثنى. نا اُبو إسحاق الطالقاني نا الفضل ابن موسى، عن عبيد الله بن عبد الله العتكي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا، الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا، الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا.

وهذا حديث صحيح، ولهذا أخرجه الحاكم في مستدركه وصحّحه.

فإنْ قلت: في إسناده أبو المنيب عبيد الله بن عبد الله، وقد تكلّم فيه البخاري وغيره.

قلت: قال الحاكم: وثّقه ابن معين. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو صالح الحديث، وأنكر على البخاري إدخاله في الضعفاء. فهذا ابن معين إمام هذا الشأن، وكفى حجة في توثيقه إيّاه »(١). .

أقول: وكذا الأمر في المقام، فقد وثق ابن معين أبا بلج، وكفى حجةً وكذا وثّقه غيره من أئمة هذا الشأن

موجز تراجم الموثّقين لأبي بلج

فقد عرفت أن يحيى بن معين، والنّسائي، والدار قطني، ومحمّد بن سعد يوثّقون أبا بلج فأما ابن معين، والنسائي، والدار قطني وغيرهم

__________________

(١). عمدة القاري ٧ / ١١.

٦٦

من الأئمة الموثّقين له، فسنذكر تراجمهم بإيجاز فيما سيأتي. وأمّا ابن سعد فهذا موجز ترجمته:

١ - السمعاني: « أبو عبد الله محمّد بن سعد بن منيع الكاتب الزهري كان من أهل الفضل والعلم، وصنّف كتاباً كبيراً في طبقات الصحابة والتّابعين والصالحين إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن. روى عنه: الحارث بن أبي اُسامة، والحسين بن فهم، وأبو بكر ابن أبي الدنيا. وحكي عن يحيى بن معين أنّه رماه بالكذب. ولعلّ الناقل غلط أو وهم، لأنّه من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه، فإنّه يتحرى في كثير من رواياته. وقال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن محمّد بن سعد فقال: يصدّق روايته، جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدّثه. وحكى إبراهيم الحربي قال: كان أحمد ابن حنبل يوجّه في كلّ جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد يأخذ منه جزئين من حديث الواقدي ينظر فيهما إلى الجمعة الاُخرى ثم يردّهما ويأخذ غيرهما. قال إبراهيم: ولو ذهب وسمعها كان خيراً له.

ومات في جمادى الآخرة سنة ٢٣٠ »(١). .

٢ - ابن خلكان: « كان أحد الفضلاء الأجلاّء، وكان صدوقاً ثقة، وكان كثير العلم، غزير الحديث والرواية، كثير الكتب، كتب الحديث والفقه وغيرهما.

وقال الحافظ أبو بكر صاحب تاريخ بغداد في حقّه: ومحمّد بن سعد عندنا من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه، فإنّه يتحرّى في كثير من رواياته »(٢). .

٣ - الذهبي: « محمّد بن سعد الحافظ العلّامة قال ابن فهم: كان

__________________

(١). الأنساب ١٠ / ٣٠٧.

(٢). وفيات الأعيان ٤ / ٣٥١.

٦٧

كثير العلم، كثير الكتب، كتب الحديث والفقه والغريب »(١). .

٤ - الذهبي أيضاً: « الإِمام الحبر أبو عبد الله محمّد بن سعد الحافظ

قال أبو حاتم: صدوق »(٢). .

٥ - الذهبي أيضا: « محمّد بن سعد الكاتب مولى بني هاشم. عن هشيم وابن عينة وخلق. مات سنة ٢٣٠. د حكاية »(٣). .

٦ - ابن حجر: « صدوق فاضل. من العاشرة. مات سنة ٢٣٠ وهو ابن ٦٢ »(٤). .

٧ - السيوطي: « محمّد بن سعد بن منيع البصري الحافظ »(٥). .

٣ - عمرو بن ميمون

وأمّا عمرو بن ميمون فثقة مأمون نصَّ عليه المتقدّمون والمتأخرون:

١ - ابن عبد البر: « عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد الله. أدرك النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - وصدّق إليه، وكان مسلماً في حياته وعلى عهد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين. وروي أن عمرو بن ميمون حج ستين مرةً ما بين حجة وعمرة. ومات سنة ٧٥ »(٦). .

٢ - ابن الأثير: « أسلم في زمان النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - وحج مائة حجة وقيل: سبعون حجة، وأدّى صدقته إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو

__________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٢ / ٤٢٥.

(٢). العبر ١ / ٣٢٠.

(٣). الكاشف ٣ / ٤١.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ١٦٣.

(٥). طبقات الحفّاظ: ١٨٦.

(٦). الإِستيعاب ٢ / ٥٤٢ - ٥٤٤.

٦٨

معدود في كتاب التابعين من الكوفيين. وتوفي سنة ٧٥. أخرجه الثلاثة »(١). .

٣ - الذهبي: « عمرو بن ميمون الأودي، عن عمر ومعاذ وطائفة. وعنه: زياد بن علاقة وأبو إسحاق ومحمد بن سوقة وآخرون. كان كثير الحج والعبادة، وهو الذي رجم القردة. مات ٧٤»(٢). .

٤ - ابن حجر: « ثقة عابد، نزل الكوفة، مات سنة أربع وسبعين، وقيل بعدها »(٣). .

٥ - ابن حجر أيضاً: « أدرك الجاهلية ولم يلق النبيّ قال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وقال أبو بكر بن عيّاش عن أبي إسحاق: كان أصحاب النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - يرضون بعمرو بن ميمون وقال ابن معين والنسائي: ثقة وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب فقال: أدرك النبيّ وصدّق إليه وكان مسلماً في حياته. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين »(٤). .

٦ - ابن حجر أيضاً: « أدرك الجاهلية وأسلم في حياة النبيّ على يد معاذ وصحبه » ثم ذكر توثيقه، وخبر رجمه القردة الذي استنكره غير واحد مع كونه في البخاري(٥). .

إخراج أبي داود في مسنده دليل الثبوت

ثم إنّه بالإضافة إلى وثاقة رجال السند وصحّة الطريق كما عرفت، فإنّ مجرد إخراج أبي داود الطيالسي هذا الحديث في مسنده دليل على ثبوته

__________________

(١). اُسد الغابة ٣ / ٧٧٢.

(٢). الكاشف ٢ / ٢٩٦.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٨٠.

(٤). تهذيب التهذيب ٨ / ٩٦.

(٥). الإِصابة في معرفة الصحابة ٣ / ١١٨.

٦٩

واعتباره، وهو موجود فيه كما عرفت، وعنه نقل العلماء المتأخّرون قال الوصّابي: « عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: إن علياً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، والحسن بن سفيان في فوائده، وأبو نعيم في فضائل الصحابة »(١). .

تقديم ابن حزم مسند الطيالسي على موطأ مالك

وقد بلغت جلالة مسند أبي داود الطيالسي حدّاً قدّمه ابن حزم الأندلسي على موطّأ مالك، قال الذهبي: « قد ذكر لابن حزم قول من يقول: أجلّ المصنفات الموطّأ. فقال: بل أولى الكتب بالتعظيم: الصحيحان، وصحيح سعيد بن السّكن، والمنتقى لابن الجارود، والمنتقى لقاسم بن أصبغ، ومصنّف الطّحاوي، ومسند البزار، ومسند ابن أبي شيبة، ومسند أحمد بن حنبل، ومسند ابن راهويه، ومسند الطيالسي، ومسند الحسن بن سفيان وما جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - صرفاً.

ثم بعدها التي فيها كلامه وكلام غيره مثل: مصنّف عبد الرزاق وموطأ ابن أنس، وموطأ ابن أبي ذئب »(٢). .

ترجمة ابن حزم

وابن حزم - الذي قدّم سند الطّيالسي على موطأ مالك - ترجم له:

__________________

(١). الإِكتفاء في فضائل الأربعة الخلفاء - مخطوط.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٥٣.

٧٠

١ - الذهبي: « أبو محمد ابن حزم العلامة علي بن أحمد صاحب المصنفات، مات مشرّداً عن بلده وكان إليه المنتهى في الذكاء وحدّة الذهن وسعة العلم، بالكتاب والسنّة والمذاهب والملل والنحل والعربية والأدب والمنطق والشعر، مع الصّدق والأمانة والدّيانة والحشمة »(١). .

٢ - السيوطي: « ابن حزم الإِمام العلّامة الحافظ الفقيه مات في جمادى الاُولى سنة ٤٥٧»(٢). .

والجدير بالذكر ما ذكره ابن عربي في ( الفتوحات المكية ) من أنّه:

« رأيت النبيّ في المنام وقد عانق أبا محمّد ابن حزم المحدّث، فغاب الواحد في الآخر فلم ير إلّا واحد وهو رسول الله. فهذه غاية الوصلة، وهو المعبّر عنه بالاتّحاد ».

مسند الطيالسي في كتب الأسانيد

ومسند أبي داود الطيالسي من الكتب المشهورة المعتبرة، ولذا ذكره ( الدهلوي ) في كتابه ( بستان المحدثين ) الذي صنّفه في الكتب المعروفة المشهورة

وهو أيضاً من الكتب التي يذكر العلماء أسانيدهم إليها في رسائلهم المصنّفة في ذكر الأسانيد إلى الكتب الجليلة وهذا سند رواية أبي مهدي عيسى بن محمّد الثعالبي كما جاء في ( مقاليد الأسانيد ) والثعلبي - كما هو معروف - من المشايخ السبعة الذين يفتخر والد ( الدهلوي ) باتّصال أسانيده إليهم، وهو من العلماء الأعيان في القرن الحادي عشر(٣). :

__________________

(١). العبر ٢ / ٣٠٦.

(٢). طبقات الحفّاظ: ٤٣٥.

(٣). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣ / ٢٤٠.

٧١

« مسند أبي داود الطيالسي. قال الحافظ ابن حجر: هو القدر الذي جمعه بعض الأصفهانيّين من رواية يونس بن حبيب. أخبرني - أي علي بن محمّد بن عبد الرحمن الأجهوري به، قراءةً منّي عليه بجملة المسند من حديث أبي بكر الصّديق إلى حديث عمر، وإجازة لسائره - عن الشمس الرملي، عن زكريا. - ح - وعن البرهان العلقمي، عن عبد الحق السنباطي. كلاهما عن الحافظ أبي الفضل ابن حجر قال: قراءة على أبي الفرج عبد الرحمن بن المبارك الغزي ثم القاهري. - ح - وعن النور القرافي والكرخي وابن الجاتي عن الجلال السيوطي، سماعاً لكثير منه على أبي الفضيل محمّد بن عمر بن حصن الملتوتي، وإجازةً لسائره عن أبي الفرج الغزّي سماعاً وإجازةً لما فات عن أبي العباس أحمد بن منصور الجوهري. - ح - قال الجلال السيوطي: وأخبرني به عالياً محمّد بن محمّد بن مقبل الحلبي، عن الصّلاح بن أبي عمر قال هو والجوهري: أخبرنا به الفخر ابن البخاري قال الجوهري سماعاً وقال الآخر إجازةً قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمّد بن اللبّان وأبو جعفر الصّيدلاني إجازة قال: أخبرنا أبو علي الحداد - قال الأول: سماعا، وقال الثاني: حضورا - قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ. قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس سماعاً قال: حدّثنا يونس بن حبيب قال: حدّثنا أبو داود الطيالسي فذكره »

عبارة ابن عبد البر كاملة

ولنذكر عبارة الحافظ ابن عبد البر كاملةً لبعض الفوائد المستفادة من سياق كلامه، فإنه قال بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام :

« روي عن: سلمان، وأبي ذر، والمقداد، وحذيفة، وخباب، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم: إن علي بن أبي طالب أوّل من أسلم، وفضّله هؤلاء على غيره.

٧٢

قال ابن إسحاق: أوّل من آمن بالله ورسوله محمّد - صلّى الله عليه وسلّم - خديجة ومن الرجال علي بن أبي طالب. وهو قول ابن شهاب إلّا أنّه قال من الرجال بعد خديجة، وهو قول الجميع في خديجة.

حدّثنا أحمد بن محمّد، حدّثنا أحمد بن الفضل، حدّثنا محمّد بن جرير قال قال أحمد بن عبد الله الدقاق: حدّثنا مفضل بن صالح، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لعلي أربع خصال ليست لأحدٍ غيره: هو أول عربي وعجمي صلّى مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره، وهو الذي غسّله وأدخله في قبره.

وقد مضى في باب أبي بكر ذكر من قال إن أبا بكر أول من أسلم.

وروي عن سلمان الفارسي أنّه قال: أول هذه الاُمة وروداً على نبيّها الحوض أوّلها إسلاماً علي بن أبي طالب.

وروي هذا الحديث مرفوعاً عن سلمان الفارسي عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال: أول هذه الأمة وروداً على الحوض أوّلها إسلاماً علي بن أبي طالب. ورفعه أولى، لأنّ مثله لا يدرك بالرأي.

حدّثنا أحمد بن قاسم، حدّثنا قاسم بن أصبغ، حدّثنا الحارث بن أبي اُسامة، حدّثنا يحيى بن هاشم، حدّثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن حنش بن المعتمر، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: أوّلكم وروداً على الحوض أوّلكم إسلاماً علي بن أبي طالب.

وروى أبو داود الطيالسي: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال لعلي: أنت ولي كل مؤمنٍ بعدي.

وبه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - إنه قال: أول من صلّى مع النبي

٧٣

- صلّى الله عليه وسلّم - بعد خديجة علي بن أبي طالب.

حدّثنا عبد الوارث بن سفيان، حدّثنا قاسم بن أصبغ، حدّثنا أحمد بن زهير بن حرب، حدّثنا الحسن بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان علي أوّل من آمن بالله من الناس بعد خديجة.

قال أبو عمر: هذا إسناد لا مطعن فيه لأحدٍ لصحته وثقة نقلته »(١). .

اعتبار كتاب الإِستيعاب

وقد وصف ابن عبد البر كتابه ( الاستيعاب ) بما يدلُّ على اعتباره حيث قال في مقدّمته:

« واعتمدت في هذا الكتاب على الكتب المشهورة عند أهل العلم بالسّير والأنساب، وعلى التواريخ المعروفة التي عليها عوّل العلماء في معرفة أيام الإِسلام وسير أهله ».

وقال ابن الأثير في مقدمة ( أسد الغابة ): « وقد جمع الناس في أسمائهم كتباً كثيرةً، ومنهم من ذكر كثيراً من أسمائهم في كتب الأنساب والمغازي وغير ذلك، واختلفت مقاصدهم فيها، إلّا أن الذي انتهى إليه جمع أسمائهم الحافظان أبو عبد الله ابن مندة وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانيان، والإِمام أبو عمر ابن عبد البر القرطبي، رضي الله عنهم، وأجزل ثوابهم، وحمد سعيهم، وعظّم أجرهم، وأكرم مآبهم، فلقد أحسنوا فيما جمعوا، وبذلوا جهدهم، وأبقوا بعدهم ذكراً جميلاً، فالله تعالى يثيبهم أجراً جزيلاً، فإنّهم جمعوا ما تفرّق منه ».

__________________

(١). الاستيعاب ٣ / ٢٧ - ٢٨.

٧٤

وقال ابن خلكان بترجمة ابن عبد البر: « وجمع في أسماء الصحابة كتاباً جليلاً سمّاه كتاب الإِستيعاب »(١). .

وقال الذهبي بترجمته: « وله تواليف لا مثل لها في جميع معانيها

ومنها كتاب الإِستيعاب في الصحابة ليس لأحدٍ مثله »(٢). .

وقال أيضاً: « وجمع كتاباً جليلاً مفيداً وهو الاستيعاب في أسماء الصحابة »(٣). .

وقال كاشف الظنون: « الإستيعاب في معرفة الأصحاب، مجلد، للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣. وهو كتاب جليل القدر ...»(٤). .

وقال ( الدهلوي ) في ( بستان المحدّثين ): « الإِستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر ابن عبد البر، كتاب مشهور ومعروف ».

ونصّ تلميذه الرشيد الدهلوي في ( إيضاحه ) على أن ( الإستيعاب ) من الكتب المعتبرة.

ونص ابن الوزير الصنعاني في مقدمة كتابه ( الروض الباسم ) في ذكر ما الّف في الصحابة على أنّ ( الاستيعاب ) من مصادر كتاب ( اسد الغابة ) لابن الأثير ثم قال: « وأنفس كتاب فيهم كتاب عز الدين ابن الأثير ».

هذا، ولقد اعتمد علماء الكلام في غير موضع من بحوثهم على كتاب ( الإِستيعاب ) واستندوا إلى رواياته عند المناظرة مع الإِماميّة، فلاحظ كتاب ( التحفة ) لمؤلّفه ( الدهلوي ) وكتاب ( الإِيضاح ) لتلميذه الرشيد، وكتاب ( منتهى

__________________

(١). وفيات الأعيان ٧ / ٦٧.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٢٩.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٥٨.

(٤). كشف الظّنون ١ / ٨١.

٧٥

الكلام ) لحيدر علي الفيض آبادي وغيرها.

* و أخرجه أبو داود الطّيالسي بسندٍ صحيحٍ كذلك عن عمران بن حصين، وهذا نصّ روايته:

« حدّثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدّثنا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث علياً في جيش، فرأوا منه شيئاً فأنكروه، فاتّفق أربعة نفر وتعاقدوا أنْ يخبروا النبي صلّى الله عليه وسلّم بما صنع علي. قال عمران: وكنا إذا قدمنا من سفر لم نأت أهلنا حتى نأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وننظر إليه، فجاء النفر الأربعة، فقام أحدهم فقال:

يا رسول الله، ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثم قام الثاني فقال مثل ذلك. فأعرض عنه.

ثم قام الثالث فقال مثل ذلك. فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال مثل ذلك. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

ما لهم ولعلي! إنّ علياً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

وأمّا صحّة هذا الإِسناد فستعلم عند ما نذكر تراجم رواته في الكلام على رواية أحمد بن حنبل.

(٢)

رواية ابن أبي شيبة

وأخرجه الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمّد المعروف بابن أبي شيبة في ( المصنّف ) وهذا نص روايته:

__________________

(١). مسند الطيالسي: ١١١ رقم: ٨٢٩.

٧٦

« ١٢١٧٠ - حدّثنا عفّان قال: ثنا جعفر بن سليمان قال: حدّثني يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية، واستعمل عليهم عليّاً، فصنع علي شيئاً أنكروه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يعلموه، وكانوا إذا قدموا من سفرٍ بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسلّموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم. قال: فلما قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله: ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - يعرف الغضب في وجهه - فقال:

ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ علي منّي وأنا من علي، وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي»(١). .

أمّا أنّه قد صحّحه، فقد نصَّ على ذلك الحافظ السيوطي حيث قال:

« الحديث الأربعون - عن عمران بن حصين: إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: علي منّي وأنا من علي وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

أخرجه ابن أبي شيبة وصحّحه »(٢). .

ترجمة أبي بكر ابن أبي شيبة

ولنذكر بعض كلماتهم في مدح ابن أبي شيبة:

١ - عبد الغني المقدسي: « قال أبو زرعة الرازي: ما رأيت أحفظ من أبي بكر ابن أبي شيبة. وقال صالح بن محمد: أعلم من أدركت بالحديث

__________________

(١). المصنّف ١٢ / ٧٩ - ٨٠.

(٢). القول الجلي في مناقب علي: ٦٠.

٧٧

وعلله علي بن المديني، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين، وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر ابن أبي شيبة

... سمعت أبا جعفر محمّد بن صالح بن هاني يقول: سمعت يحيى ابن معين - وسألته عن سماع أبي بكر ابن أبي شيبة من شريك - فقال: أبو بكر عندنا صدوق، ولو ادّعى السماع ممّن هو أجلّ من شريك لكان مصدّقاً

... أخبرنا أبو طاهر السّلفي حدّثني محمد بن إبراهيم مربّع الحافظ قال: قدم علينا أبو بكر ابن أبي شيبة فانقلبت به بغداد، ونصب له منبر في جامع الرصافة

... سمعت عمرو بن علي يقول: ما رأيت أحفظ من ابن أبي شيبة، قدم علينا مع علي بن المديني

... حدّثني أبو زيد العلقي قلت لأحمد بن حميد: من أحفظ أهل الكوفة؟ فقال: أبو بكر ابن أبي شيبة. فذكرت ذلك لأبي بكر فقال: ما ظننته يقرّ لي. قال أحمد بن علي: أحمد بن حميد، يعرف بدار ام سلمة، وكان من شيوخ الكوفيّين ومفتيهم وحفّاظهم.

وقال أحمد بن حنبل: أبو بكر ابن أبي شيبة صدوق.

وقال أبو حاتم: كوفي ثقة.

قال البخاري: مات في المحرم سنة ٢٣٥ »(١). .

٢ - الذهبي: « الإِمام العلم سيّد الحفّاظ وصاحب الكتب الكبار: المسند والمصنف والتفسير وهو من أقران: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، في السنّ والمولد والحفظ، ويحيى بن معين أسن منهم بسنوات

وكان بحراً من بحور العلم، وبه يضرب المثل في قوة الحفظ.

__________________

(١). الكمال في أسماء الرجال - مخطوط.

٧٨

حدّث عنه: الشيخان، وأبو داود، وابن ماجة

وقال أحمد بن حنبل: أبو بكر صدوق، وهو أحبّ إليَّ من أخيه عثمان.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان أبو بكر ثقةً حافظاً للحديث.

وقال عمرو بن علي الفلّاس: ما رأيت أحداً أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة

قال الحافظ أبو العباس ابن عقدة: سمعت عبد الرحمن بن خراش يقول: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة

قال الخطيب: كان أبو بكر متقناً حافظاً »(١). .

٣ - الذهبي أيضاً: « أبو بكر بن أبي شيبة، الحافظ، عديم النظير، الثبت النحرير قال أحمد: أبو بكر صدوق هو أحب إليَّ من أخيه عثمان. وقال العجلي: ثقة حافظ وقال الفلاس: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة، وكذا قال أبو زرعة الرازي.

وقال أبو عبيد: انتهى الحديث إلى أربعة: فأبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد أفقههم فيه، وابن معين أجمعهم له، وابن المديني أعلمهم به.

وقال صالح بن محمد: أعلم من أدركت بالحديث وعلله ابن المديني، وأحفظهم له عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة.

وعن أبي عبيد قال: أحسنهم وضعاً للكتاب أبو بكر بن أبي شيبة. وقال الخطيب: كان أبو بكر متقناً حافظاً، صنف المسند والأحكام والتفسير.

قال البخاري: مات في سنة ٢٣٥ »(٢). .

٤ - ابن حجر: « روى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وروى له النسائي بواسطة أحمد بن علي القاضي وزكريا السّاجي

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١١ / ١٢٢.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٣٢.

٧٩

وأحمد بن حنبل ومحمد بن سعد، وأبو زرعة وأبو حاتم »(١). .

نقل السيوطي تصحيحه وموافقته له

ولقد نقل السيوطي الحافظ في رسالته ( القول الجلي ) تصحيح أبي بكر ابن أبي شيبة هذا الحديث الشريف، وسكت عليه كما عرفت، والسكوت في هكذا موضع قبول وموافقة.

وقد ذكر الحافظ السيوطي في خطبة رسالته المذكورة ما يدل على اعتبار أحاديثها حيث قال: « وبعد، فهذه نبذة من قطرة من قطرات بحار زاخرة، أوردت فيها يسيراً من المناقب الباهرة، لسيدنا علي كرّم الله وجهه، ملقبة بالقول الجلي في فضائل علي، وضمّنتها أربعين حديثاً متبعة بالعزو لمخرجيها، وبيان بعض عريب ألفاظها ومشكل معانيها. والله أسأل أنْ يتحفني بالقبول، وأن يرزقني ببركة الإِستمساك بحبّ أهل البيت أشرف مأمول ».

حكم السيوطي بصحة الحديث

بل إنّ السيوطي نفسه يرى صحّة هذا الحديث، حيث ينصّ على ذلك في كتابه ( جمع الجوامع ) فيقول: « علي منّي وأنا من علي وعلي ولي كلّ مؤمن بعدي. ش في المصنف عن عمران بن حصين. صحيح »(٢). .

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٦ / ٣.

(٢). جمع الجوامع - انظر ترتيبه: كنز العمال ١١ / ٣٢٩٤١.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

٥٩ - بَابُ الصَّلَاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَالْمَرْأَةِ فِي كَمْ تُصَلِّي

وَصَلَاةِ الْعُرَاةِ وَالتَّوَشُّحِ (١)

٥٣٣٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ ، أَوْ(٢) فِي(٣) قَبَاءٍ طَاقٍ(٤) ، أَوْ فِي(٥) قَبَاءٍ مَحْشُوٍّ وَلَيْسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ؟

فَقَالَ : « إِذَا كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ سَفِيقٌ(٦) ، أَوْ قَبَاءٌ لَيْسَ بِطَوِيلِ الْفُرَجِ(٧) ،

____________________

= دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه هكذا : « وإنّ الملائكة لاتدخل بيتاً » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٨ ، ح ٦٣٤٣ ؛ وج ٢٠ ، ص ٧٩٧ ، ح ٢٠٥٢٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٧٤ ، ح ٦٢٥٧ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٧٧ ، ذيل ح ١١ ؛ وج ٨٣ ، ص ٢٤٤.

(١). في حاشية « بح » : « المتوشّح ».

(٢). في « ى ، بث ، بخ ، جن » : - « أو ». وفي « بح » : « و ».

(٣). في « ظ »والوسائل والتهذيب : - « في ».

(٤). « الطاق » في اللغة : ضرب من الثيات ، وقيل : هو الطيلسان ، وقيل : هو الطليسان الأخضر. وكأنّ المراد به ما لم تكن له بطانة ، وهي خلاف الظهارة ، أو لم يكن محشوّاً بالقطن أو قباء فرد ، والمراد بالإزار هنا المئزر. اُنظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٩ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢٣٣ ( طوق ) ؛الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٣ ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣٠٠.

(٥). في « بخ »والتهذيب : - « في ».

(٦). في « ى » وحاشية « ظ » والوافي ومرآة العقول والوسائل : « صفيق ». وفي « بخ » : « ضيّق ». وفيالتهذيب : « صفيقاً ». و « السَفيق » : لغة في الصَفيق ، وهوخلاف سخيف ، ويقال : ثوب سخيف ، إذا كان قليل الغزل. اُنظر : المغرب ، ص ٢٦٨ ( صفق ) ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٩١ و ١١٨٧ ( سخف ) و ( سفق ).

(٧). قال العلّامة الفيض : « فرج القبا : شقوقها ». وقال العلّامة المجلسي : « قوله : ليس بطويل الفرج ، صفة =

٣٨١

فَلَا بَأْسَ(١) ، وَالثَّوْبُ الْوَاحِدُ يُتَوَشَّحُ(٢) بِهِ ، وَسَرَاوِيلُ(٣) ، كُلُّ ذلِكَ لَابَأْسَ بِهِ » وَقَالَ : « إِذَا لَبِسَ السَّرَاوِيلَ ، فَلْيَجْعَلْ عَلى عَاتِقِهِ شَيْئاً وَلَوْ حَبْلاً ».(٤)

٥٣٣٥/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام صَلّى فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ لَيْسَ بِوَاسِعٍ قَدْ عَقَدَهُ(٥) عَلى عُنُقِهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا تَرى لِلرَّجُلِ(٦) يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ؟

فَقَالَ : « إِذَا كَانَ كَثِيفاً ، فَلَا بَأْسَ بِهِ ؛ وَالْمَرْأَةُ تُصَلِّي فِي الدِّرْعِ(٧) وَالْمِقْنَعَةِ إِذَا‌

____________________

= للقباء ، ويعلم منه حكم القميص أيضاً ، والمراد بالفرج الجيب ». وقال الشيخ الطريحي : « ثوب طويل الفرج ، أي طويل الذيل ». اُنظر : مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ( فرج ).

(١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع : + « به ».

(٢). توشّح الرجل بالثوب : هو أن يُدخِل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلقيه على منكبه الأيسر ، كما يفعل المحرم. وكذلك الرجل يتوشّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة. وقال العلّامة المجلسي : « فسّر بعض اللغوييّن - وهو ابن سيده - وشرّاح كتب العامّة بأن يأخذ طرف الثوب الذي ألقاه على منكبه الأيمن عن تحت يده اليسرى ، ويأخذ طرفه الذي ألقاه على الأيسر تحت يده اليمنى ، ثمّ يعقدهما على صدره. وظاهر اللفظ جعل أحد الكتفين مكشوفاً والاُخرى مستوراً ». اُنظر :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٣٣ ؛ المحكم ، ج ٣ ، ص ٣٦١ ( وشح ).

(٣). فيالوسائل والتهذيب : « والسراويل ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، ح ٨٥٢ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٣ ، ح ٦١١٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٥٤٨٠.

(٥). في « بح » : « عقد ».

(٦). فيالوسائل ، ح ٥٤٧٤ : « الرجل ».

(٧). درع المرأة : قميصها ، أو الدرع : ثوب تجوب المرأة وسطه وتجعل له يدين وتخيط فرجيه. وقال العلّامةالفيض : « درع المرأة : قميصها. وقيل : الدرع ما جيبه على الصدر ، والقميص : ما جيبه على المنكب ». اُنظر :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٨٢ ( درع ).

٣٨٢

كَانَ الدِّرْعُ كَثِيفاً » يَعْنِي إِذَا كَانَ سَتِيراً.

قُلْتُ : رَحِمَكَ(١) اللهُ ، الْأَمَةُ تُغَطِّي رَأْسَهَا إِذَا صَلَّتْ؟

فَقَالَ : « لَيْسَ عَلَى الْأَمَةِ قِنَاعٌ(٢) ».(٣)

٥٣٣٦/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ(٤) أَمَّ قَوْماً فِي قَمِيصٍ(٥) لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ؟

فَقَالَ : « لَا يَنْبَغِي إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ(٦) أَوْ عِمَامَةٌ(٧) ‌..................

____________________

(١). في « ظ » : « يرحمك ».

(٢). القِناع والـمِقْنعة : ما تعطّي به المرأة رأسها ، أو القناع أوسع من المقنعة. اُنظر :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٠٠ ( قنع ). وفيمرآة العقول : « لاخلاف في أنّه يجوز للصبيّة والأمة أن تصلّيا بغير خمار. وإطلاق النصّ وكلام الأصحاب يقتضي أنّه لافرق بين الأمة وبين القنّ والمدبّرة واُمّ الولد والمكاتبة المشروطة والمطلقة التي لم تؤدّ شيئاً. وفي المدارك : يحتمل إلحاق اُمّ الولد مع حياة ولدها بالحرّه ؛ لصحيحة محمّد بن مسلم ، ويمكن حمله على الاستحباب إلّا أنّه يتوقّف على وجود المعارض ». وراجع :مدارك الأحكام ، ج ٣ ، ص ١٩٩.

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، ح ٨٥٥ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ١٠٨١ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلم ، وتمام الرواية فيه : « المرأة تصلّي في الدرع والمقنعة إذا كان كثيفاً يعني ستيراً ». وفي الكافي ، كتاب النكاح ، باب قناع الإماء واُمّهات الأولاد ، صدر ح ١٠٢٤٣ ؛وعلل الشرائع ، ص ٣٤٦ ، صدر ح ٣ ، بسندهما عن محمّد بن مسلم. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، صدر ح ١٠٨٥ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلم ، وتمام الرواية في الثلاثة الأخيرة هكذا : « ليس على الأمة قناع في الصلاة »الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٥ ، ح ٦١٢٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٩ ، ح ٥٤٧٩ ، إلى قوله : « كان كثيفاً فلا بأس به » ؛ وفيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٦ ، ح ٥٥٤٣ ؛ وص ٣٨٧ ، ح ٥٤٧٤ ، قطعة منه ؛ وفيه ، ص ٤٠٩ ، ح ٥٥٥٤ ، من قوله : « قلت : الأمة تغطّي ».

(٤). في « بث » : « عن الرجل ».

(٥). في « ظ ، بخ » والوافي : + « واحد ».

(٦). فيمرآة العقول : « الظاهر كراهة الإمامة بغير رداء إذا كان في القميص فقط لامطلقاً ، كما ذكره الأصحاب ».

(٧). في « ى » : « وعمامة ».

٣٨٣

يَرْتَدِي بِهَا ».(١)

٥٣٣٧/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى(٢) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَنَّهُ(٣) قَالَ : « إِيَّاكَ وَالْتِحَافَ الصَّمَّاءِ ».

قُلْتُ : وَمَا الْتِحَافُ الصَّمَّاءِ؟

قَالَ : « أَنْ تُدْخِلَ الثَّوْبَ مِنْ تَحْتِ جَنَاحِكَ ، فَتَجْعَلَهُ عَلى مَنْكِبٍ وَاحِدٍ(٤) ».(٥)

____________________

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٥٢١ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيارالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٣ ، ح ٦١٤٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٥٢ ، ذيل ح ٥٦٩٢ ؛ البحار ، ج ٨٣ ، ص ١٩١.

(٢). فيالاستبصار : - « بن عيسى ».

(٣). في « بخ » والوافي : - « أنّه ».

(٤). التحاف الصَمّاء مكروه بالإجماع ، واختلف في تفسيره فعن أبي عبيدة : « اشتمال الصمّاء أن تجلّل جسدك بثوبك ، نحو شملة الأعراب بأكسيتهم ، وهو أن يردّ الكساءَ من قبل يمينه على يده اليسرى وعاتقه الأيسر ، ثمّ يردّه ثانيةً من خلفه على يده اليمنى وعاتقه الأيمن فيغطّيهما جميعاً ». وإنّما قيل لها : صمّاء ؛ لأنّه يسدّ على يديه ورجليه المنافذ كلّها كالصخرة الصمّاء التي ليس فيها خَرْق ولا صَدْع. وعنه أيضاً : إنّ الفقهاء يقولون : هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره ، ثمّ يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه فيبدو منه فرجة. وفسّره الشيخ بقوله : « هو أن يلتحف بالإزار ويدخل طرفيه من تحت يده ويجمعهما على منكب واحد كفعل اليهود ». وقيل غير ذلك ، وقال العلّامة : « تفسير الفقهاء أولى ؛ لأنّهم أعرف ، وما ذكره الشيخ أصحّ الأقوال » ثمّ ذكر هذا الحديث دليلاً على قول الشيخ. وقال العلّامة الفيض : « في هذا التفسير - أي ما في الحديث - إجمال » ، ثمّ ذكر التفاسير وقال : « وما في الحديث لا ينافي شيئاً من هذه التفاسير ». اُنظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٦٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٥٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٨٩ ( صمم ) ؛ المبسوط ، ج ١ ، ص ٨٣ ؛ النهاية ، ص ٩٧ ؛منتهى المطلب ، ج ٤ ، ص ٢٤٨ ؛ ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٦٠ ؛ الحبل المتين ، ص ٦١٣ و ٦١٤.

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ح ٨٤١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٨ ، ح ١٤٧٤ ، معلّقاً عن الكليني. معاني الأخبار ، ص ٣٩٠ ، ح ٣٢ ، بسند عن حمّاد بن عيسى. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ح ٧٩٦ ، معلّقاً عن زرارة. معاني الأخبار ، ص ٢٨١ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٧ ، ح ٦١٥٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ح ٥٥١٦.

٣٨٤

٥٣٣٨/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ يُصَلِّي فِي سَرَاوِيلَ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ ، قَالَ : « يَجْعَلُ التِّكَّةَ(١) عَلى عَاتِقِهِ ».(٢)

٥٣٣٩/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، قَالَ :

سَأَلَ مُرَازِمٌ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - وَأَنَا مَعَهُ حَاضِرٌ - عَنِ الرَّجُلِ الْحَاضِرِ(٣) يُصَلِّي فِي إِزَارٍ(٤) مُرْتَدِياً(٥) بِهِ؟

قَالَ : « يَجْعَلُ عَلى رَقَبَتِهِ مِنْدِيلاً أَوْ عِمَامَةً يَتَرَدّى بِهِ(٦) ».(٧)

٥٣٤٠/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى(٨) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَنْبَغِي أَنْ تَتَوَشَّحَ(٩) بِإِزَارٍ فَوْقَ الْقَمِيصِ(١٠)

____________________

(١). « التِكَّةُ » : رباط السراويل ، والجمع تِكَك. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٠٦ ( تكك ).

(٢). الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٧٨٦ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٥١٩ ، بسنده آخر ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٩ ، ح ٦١٣٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٥٣ ، ح ٥٦٩٦.

(٣). في « بخ » : - « عن الرجل الحاضر ».

(٤). في « بح » : + « مؤتزر ».

(٥). في « ظ ، بخ ، بس » والوافي والوسائل ، ح ٥٤٨٢والتهذيب : « مؤتزراً ». والارتداء والتردّي : التوشّح ، أي اللبس ، ولبس الرداء. انظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣١٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٩ ( ردى ).

(٦). في « بح »والتهذيب : « بها ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٥١٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨١ ، ح ٦١٤٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٥٤٨٢ ؛ وص ٤٥٣ ، ح ٥٦٩٥ ؛ البحار ، ج ٨٣ ، ص ١٩٢.

(٨). فيالتهذيب : « عدّة من أصحابنا ».

(٩). في « بح ، جن » : « أن يتوشّح ».

(١٠). فيالاستبصار : « قميص ».

٣٨٥

وَأَنْتَ تُصَلِّي ، وَلَاتَتَّزِرْ بِإِزَارٍ فَوْقَ الْقَمِيصِ(١) إِذَا أَنْتَ(٢) صَلَّيْتَ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ زِيِّ(٣) الْجَاهِلِيَّةِ ».(٤)

٥٣٤١/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سُوقَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ أَنْ يُصَلِّيَ(٥) أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ وَإِزَارُهُ مُحَلَّلَةٌ(٦) ؛ إِنَّ دِينَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله حَنِيفٌ(٧) ».(٨)

٥٣٤٢/ ٩. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ رِفَاعَةَ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ(٩) أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَّزِراً(١٠) بِهِ ،

____________________

(١). فيالتهذيب : - «وأنت تصلّي- إلى -إذا أنت ».

(٢). في « جن » : - « أنت ».

(٣). « الزِيُّ » : اللباس والهيئة. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٦٦ ( زوى ).

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ح ٨٤٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٨ ، ح ١٤٧٣ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٥ ، ح ٦١٥٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٥ ، ح ٥٥٠٤.

(٥). في « جن » : « بأن يصلّي ».

(٦). فيالوافي والفقيه والتهذيب ، ص ٢١٦والاستبصار : « محلولة ». وفيمرآة العقول : « يدلّ على أنّ شدّ الإزار أولى ، وحمل على عدم كشف العورة في حال من أحوال الصلاة ».

(٧). « الحنيف » : المائل إلى الاستقامة ؛ من الحَنَف ، وهو الميل عن الضلال إلى الاستقامة. والمراد به هنا ما لا حرج فيه ولا ضيق. اُنظر :المفردات للراغب ، ص ٢٦٠ ( حنف ) ؛الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٤.

(٨).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٥٧ ، ح ١٤٧٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٤٩٢ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد.التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، ح ٨٥٠ ، بسنده عن الحسن بن محبوب. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٦٧ ، ح ٨٢٧ ، معلّقاً عن زياد بن سوقة. راجع :التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٢٦ ، ح ١٣٣٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٤٩٣الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٤ ، ح ٦١١٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٣ ، ح ٥٤٩٥ ؛ البحار ، ج ٨٣ ، ص ١٨٥.

(٩). فيالتهذيب : « سأل ».

(١٠). فيالوافي والتهذيب : « يأتزر ».

٣٨٦

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ(١) إِذَا رَفَعَهُ إِلَى الثُّنْدُوَتَيْنِ(٢) ».(٣)

٥٣٤٣/ ١٠. وَعَنْهُ(٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي(٥) الرَّجُلِ يُصَلِّي ، فَيُدْخِلُ(٦) يَدَيْهِ(٧) تَحْتَ(٨) ثَوْبِهِ ، قَالَ : « إِنْ(٩) كَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ آخَرُ - إِزَارٌ أَوْ سَرَاوِيلُ - فَلَا بَأْسَ ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ ذلِكَ ؛ وَإِنْ أَدْخَلَ يَداً وَاحِدَةً ، وَلَمْ يُدْخِلِ الْأُخْرى ، فَلَا بَأْسَ ».(١٠)

٥٣٤٤/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ‌

____________________

(١). في « ظ » : - « به ».

(٢). فيالتهذيب : « الثديين ». و « الثندوتان » : تثنية الثندوة ، وهي لحم الثدي ، وقيل : أصله ، وعن ابن السكّيت : هي اللحم الذي حول الثدي ، ومن همزها ضمّ أوّلها ، ومن لم يهمز فتحه. وعن غيره : الثندوة للرجل ، والثدي للمرأة. اُنظر : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٠٦ ( ثند ).

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، ح ٨٤٩ ، بسنده عن صفوان ، عن رفاعة بن موسىالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨١ ، ح ٦١٤٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٥٤٨١.

(٤). الظاهر رجوع الضمير إلى أحمد بن إدريس ؛ فقد روى أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] عن أحمد بن الحسن [ بن عليّ بن فضّال ] في عددٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣٧ - ٤٣٩ ؛ وج ١٥ ، ص ٣١٣ - ٣١٥. فعليه ما ورد فيالوسائل ، ذيل ح ٥٦٣٠ ، من إرجاع الضمير إلى محمّد بن يحيى ، لايخلو من تأمّلٍ.

(٥). فيالوافي : « قال : سألته عن » بدل « في ».

(٦). في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جن » : « يدخل » بدون الفاء.

(٧). فيالوافي : « يده ».

(٨). في حاشية « بث » والوافي : « في » بدل « تحت ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالتهذيب . وفي المطبوع : « إذا ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، ح ١٤٧٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٤٩٤ ، بسندهما عن أحمد بن الحسن بن عليّالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٩٨ ، ح ٦١٨٨ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٣٢ ، ذيل ح ٥٦٣٠.

٣٨٧

عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ : إِزَارٍ ، وَدِرْعٍ ، وَخِمَارٍ(١) ؛ وَلَايَضُرُّهَا(٢) بِأَنْ تُقَنِّعَ(٣) بِالْخِمَارِ ؛ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَثَوْبَيْنِ : تَتَّزِرُ(٤) بِأَحَدِهِمَا ، وَتُقَنِّعُ بِالْآخَرِ ».

قُلْتُ : فَإِنْ(٥) كَانَ دِرْعٌ(٦) وَمِلْحَفَةٌ(٧) لَيْسَ عَلَيْهَا مِقْنَعَةٌ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ إِذَا تَقَنَّعَتْ بِمِلْحَفَةٍ(٨) ؛ فَإِنْ لَمْ تَكْفِهَا ، فَلْتَلْبَسْهَا(٩) طُولاً ».(١٠)

____________________

(١). « الخِمار » : النصيف ، وهو ثوب تتغطّى به المرأة فوق ثيابها كلّها ، سمّي نصيفاً ؛ لأنّه نَصَفٌ بين الناس‌وبينها فحجز أبصارهم عنها. أو الخِمار : ما تغطّي به المرأة رأسها. اُنظر :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٥٧ ( خمر ) ؛ وج ٩ ، ص ٣٣٢ ( نصف ).

(٢). في « بس » : « ولا تضرّها ».

(٣). قرأه العلّامة الفيض فيالوافي من باب التفعلّ ، حيث قال : « تقنّعها بالخمار : أن تواري به رأسها وشعرها وعنقها ، وعنى بنفي الضرر نفيه في الاكتفاء في ستر رأسها بالثوب الواحد الذي هو الخمار ». وقرأه العلّامة المجلسي من باب التفعيل ، حيث قال فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لايضرّها ، يمكن أن يراد به الصلاة في الثلاثة الأثواب ، لكن مشروطاً بأن تقنّع بالخمار ، فالمستتر في « يضرّها » راجع إلى الثلاثة الأثواب ، والبارزة إلى المرأة ، أو يكون المراد بالتقنيع إسدال القناع على الرأس من غير لفّ ، لكنّه بعيد ، وكذا لو قرئ : تقنع ، بالتخفيف من القناعة ، أي تقنع به من دون إزار ، بعيد أيضاً ، والأوّل أظهر ».

(٤). فيالتهذيب : « تأتزر ».

(٥). فيالتهذيب : « وإن ».

(٦). فيالتهذيب والاستبصار : « درعاً ».

(٧). « الملحْفَة » : اللباس فوق سائر اللباس من دِثار البرد ونحوه ، كاللِحاف والمِلْحَف. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٣٤ ( لحف ).

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل . وفي المطبوع : « بالملحفة ».

(٩). في « جن » : « فتلبسها ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، ح ٨٥٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٩ ، ح ١٤٨٠ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ١ ، =

٣٨٨

٥٣٤٥/ ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِأَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَثَوْبُهُ عَلى ظَهْرِهِ وَمَنْكِبَيْهِ(١) ، فَيُسْبِلُهُ(٢) إِلَى الْأَرْضِ ، وَلَايَلْتَحِفُ بِهِ ». وَأَخْبَرَنِي مَنْ رَآهُ يَفْعَلُ ذلِكَ.(٣)

٥٣٤٦/ ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَشْتَمِلُ فِي صَلَاتِهِ(٤) بِثَوْبٍ وَاحِدٍ؟

قَالَ : « لَا يَشْتَمِلُ(٥) بِثَوْبٍ وَاحِدٍ(٦) ، فَأَمَّا أَنْ يَتَوَشَّحَ فَيُغَطِّيَ مَنْكِبَيْهِ(٧) ، فَلَا بَأْسَ ».(٨)

____________________

= ص ٣٧٣ ، ح ١٠٨٤ ، بسند آخر ، من قوله : « قلت : فإن كان درع وملحفة » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٦ ، ح ٦١٢٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠٦ ، ح ٥٥٤٤.

(١). في « ظ » : « ومنكبه ».

(٢). في « بس » : « فيسيله ». وإسبال الثوب : تطويله وإرساله إلى الأرض. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٢١ ( سبل ). وفيمرآة العقول : « يدلّ على عدم كراهة إسدال الرداء ، فيحمل ما ورد من أنّه زيّ اليهود على ما إذا ألقاه على رأسه ».

(٣).الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٦ ، ح ٦١٥٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ح ٥٤٩٦.

(٤). هكذا في معظم النسخ التي قوبلتوالوسائل والتهذيب . وفي « بح » : « صلواته ». وفي المطبوع : « صلاة ».

(٥). فيمرآة العقول : « المراد بالاشتمال إمّا التلفّف فيه ، فالنهي لمنافاته لبعض أفعال الصلاة ؛ أو مطلق اللبس ، فلكراهة الصلاة في ثوب واحد لايستر المنكبين ».

(٦). في « بح » : - « قال : لايشتمل بثوب واحد ».

(٧). في « بث » : + « فقال ».

(٨).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٨٤٥ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٧ ، ح ٦١٥٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ح ٥٥١٧.

٣٨٩

٥٣٤٧/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَصْلُحُ(١) لِلْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ تَلْبَسَ مِنَ الْخُمُرِ وَالدُّرُوعِ(٢) مَا لَايُوَارِي شَيْئاً »(٣) .(٤)

٥٣٤٨/ ١٥. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي فَلَاةٍ(٥) مِنَ الْأَرْضِ ، لَيْسَ(٦) عَلَيْهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ ، وَأَجْنَبَ فِيهِ ، وَلَيْسَ(٧) عِنْدَهُ مَاءٌ : كَيْفَ يَصْنَعُ؟

قَالَ : « يَتَيَمَّمُ ، وَيُصَلِّي عُرْيَاناً قَاعِداً(٨) يُومِئُ إِيمَاءً(٩) ».(١٠)

٥٣٤٩/ ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

____________________

(١). في « ى ، بخ » والوافي : « لاتصلح ».

(٢). في « بث ، بس » : « الدرع ».

(٣). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ما لايواري شيئاً ، ظاهره حكاية اللون أيضاً ، وهو إجماعيّ ، وإنّما الخلاف في ما إذا حكى الحجم وستر اللون ، والأحوط الترك إلّا مع الضرورة فتصلّى فيها ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، ح ٨٦١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٠ ، ح ١٤٨٥ ، معلّقاً عن الكليني.الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٩ ، ح ٦١٣٤ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٨ ، ح ٥٤٧٥.

(٥). « الفلاة » : المفازة ، أو هي التي لا ماء فيها ، أو هي الصحراء الواسعة ، أو غير ذلك. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٦٤ ( فلا ).

(٦). فيالوسائل : + « وليس ».

(٧). في « ى » : « فليس ».

(٨). فيالتهذيب ، ج ١والاستبصار : « قائماً ».

(٩). فيالتهذيب ، ج ٢ : « ويومئ » بدل « ويومئ إيماءً ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٣ ، ح ٨٨١ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ج ١ ، ص ٤٠٥ ، ح ١٢٧١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، ح ٥٨٢ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤١ ، ح ٦٣٠١ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٨٦ ، ح ٤٢٤٨.

٣٩٠

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ سَفِينَةٍ عُرْيَاناً ، أَوْ سُلِبَ ثِيَابَهُ ، وَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً يُصَلِّي فِيهِ؟

فَقَالَ : « يُصَلِّي إِيمَاءً ؛ فَإِنْ(١) كَانَتِ امْرَأَةً ، جَعَلَتْ يَدَهَا(٢) عَلى فَرْجِهَا ؛ وَإِنْ كَانَ رَجُلاً ، وَضَعَ يَدَهُ عَلى سَوْأَتِهِ(٣) ، ثُمَّ يَجْلِسَانِ ، فَيُومِئَانِ إِيمَاءً ، وَلَايَسْجُدَانِ وَلَا يَرْكَعَانِ(٤) ، فَيَبْدُو مَا(٥) خَلْفَهُمَا ، تَكُونُ(٦) صَلَاتُهُمَا إِيمَاءً بِرُؤُوسِهِمَا ».

قَالَ(٧) : « وَإِنْ كَانَا فِي مَاءٍ ، أَوْ بَحْرٍ لُجِّيٍّ(٨) ، لَمْ يَسْجُدَا عَلَيْهِ ، وَمَوْضُوعٌ عَنْهُمَا التَّوَجُّهُ فِيهِ، يُومِئَانِ(٩) فِي ذلِكَ إِيمَاءً رَفْعُهُمَا تَوَجُّهٌ(١٠) وَوَضْعُهُمَا(١١) ».(١٢)

____________________

(١). في « بث ، بس »والوسائل والتهذيب : « وإن ».

(٢). في « بخ ، بس » : « يديها ».

(٣). « السوأة » : العورة ، وهي فرج الرجل والمرأة ، سمّيت سوأة لأنّ انكشافها للناس يسوء صاحبها. المصباح‌المنير ، ص ٢٩٨ ( سوأ ).

(٤). فيالتهذيب : « لا يركعان ولا يسجدان ».

(٥). في « بخ » : - « ما ».

(٦). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » : « يكون ».

(٧). في « جن » : - « قال ».

(٨). « لُجِّيٍّ » : منسوب إلى لُجّة البحر ، وهي حيث لا يدرك قعره ، أو الماء الذي لا يرى طرفاه. وقيل : لجّة البحر : تردّد أمواجه. اُنظر :المفردات للراغب ، ص ٧٣٦ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ( لجج ).

(٩). فيالتهذيب ، ج ٢ : « فيومئان ».

(١٠). في « ظ ، ى ، بث ، بخ » : « بوجه ». وفي « بح » : « يوجّه ».

(١١). فيالتهذيب ، ج ٢ : + « توجّه ».

(١٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٧٨ ، ح ٤٠٣ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ، ح ١٥١٢ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٦٨ ، ذيل ح ١٣٤٩ ، من قوله : « فإن كانت امرأة جعلت يدها »الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٣٧ ، ح ٦٢٨٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٤٩ ، ح ٥٦٨٧.

٣٩١

٦٠ - بَابُ اللِّبَاسِ الَّذِي تُكْرَهُ (١) الصَّلَاةُ فِيهِ وَمَا لَاتُكْرَهُ (٢)

٥٣٥٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :

سَأَلَ زُرَارَةُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِي(٣) الثَّعَالِبِ وَالْفَنَكِ(٤) وَالسِّنْجَابِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْوَبَرِ؟

فَأَخْرَجَ كِتَاباً زَعَمَ أَنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أَنَّ الصَّلَاةَ فِي وَبَرِ كُلِّ شَيْ‌ءٍ حَرَامٍ أَكْلُهُ ، فَالصَّلَاةُ فِي وَبَرِهِ(٥) وَشَعْرِهِ وَجِلْدِهِ وَبَوْلِهِ وَرَوْثِهِ(٦) وَكُلِّ شَيْ‌ءٍ مِنْهُ فَاسِدَةٌ(٧) ، لَا تُقْبَلُ تِلْكَ الصَّلَاةُ حَتّى تُصَلِّيَ(٨) فِي غَيْرِهِ مِمَّا أَحَلَّ اللهُ أَكْلَهُ ».

____________________

(١). في « بث ، بح ، جن » : « يكره ».

(٢). في « بث ، بح » : « لا يكره ».

(٣). في « جن » : + « وبر ».

(٤). « الفنك » ، بالتحريك : دابّة يتّخذ منهما الفَرْو ، وهو ما يلبس من الجلد ، وفروتها أطيب أنواع الفِراء وأشرفها وأعدلها ، صالح لجميع الأمزجة المعتدلة. وقيل : الفَنَك : جلد يلبس ، معرّب. اُنظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٠٥ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٨٠ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٦٠ ( فنك ).

(٥). في الحبل المتين ، ص ٦٠١ : « لايخفى أنّ ما يتراءى من التكرار في عبارة هذا الحديث من قوله : إنّ الصلاةفي وبر كلّ شي‌ء حرام أكله فالصلاة في وبره وشعره ، إلى آخره ، وكذا ما يلوح من الحزازة في قوله : لايقبل تلك الصلاة حتّى يصلّى في غيرها ممّا أحلّ الله أكله ، يعطي أنّ لفظ الحديث لابن بكير وأنّه نقل ما في ذلك الكتاب بالمعنى ، ويمكن أن يكون هذا التصرّف وقع من بعض رجال السند سوى ابن بكير ، وكيف كان فالمقصود ظاهر لاسترة فيه ». ونحوه فيالوافي .

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب والاستبصار. وفي المطبوع والوافي : + « وألبانه ». إلّا أنّ هذه الزيادة فيالوافي بين المعقوفين.

(٧). في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل والاستبصار : « فاسد ». وما أثبتناه موافق للمطبوعوالتهذيب والوافي .

(٨). في « ظ ، ى ، بح ، جن »والتهذيب والاستبصار : « يصلّي ».

٣٩٢

ثُمَّ قَالَ : « يَا زُرَارَةُ ، هذَا عَنْ(١) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ، فَاحْفَظْ ذلِكَ يَا زُرَارَةُ ؛ فَإِنْ(٣) كَانَ مِمَّا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ، فَالصَّلَاةُ(٤) فِي وَبَرِهِ وَبَوْلِهِ وَشَعْرِهِ وَرَوْثِهِ وَأَلْبَانِهِ وَكُلِّ شَيْ‌ءٍ مِنْهُ جَائِزَةٌ(٥) إِذَا عَلِمْتَ أَنَّهُ ذَكِيٌّ قَدْ ذَكَّاهُ الذَّبْحُ ؛ فَإِنْ(٦) كَانَ غَيْرَ ذلِكَ مِمَّا قَدْ نُهِيتَ عَنْ أَكْلِهِ وَحَرُمَ(٧) عَلَيْكَ(٨) أَكْلُهُ ، فَالصَّلَاةُ فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ مِنْهُ فَاسِدَةٌ(٩) ، ذَكَّاهُ الذَّبْحُ أَوْ لَمْ يُذَكِّهِ ».(١٠)

٥٣٥١/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ عَيْثَمِ بْنِ أَسْلَمَ النَّجَاشِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْفِرَاءِ؟

قَالَ(١١) : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - رَجُلاً صَرِداً(١٢) لَاتُدْفِئُهُ(١٣)

____________________

(١). في « ى » : « من ».

(٢). فيالتهذيب : + « والله ».

(٣). فيالوافي : « وإن ».

(٤). في « بث » : + « فيه و ».

(٥). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جن »والوسائل : « جائز ».

(٦). في « بس » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : « وإن ».

(٧). فيالتهذيب والاستبصار : « أو حرم ».

(٨). في « ى » : « عليه ».

(٩). في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل : « فاسد ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ٨١٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٤٥٤ ، معلّقاً عن الكليني. راجع :التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ، ح ٨١١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٢ ، ح ١٤٥٠الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠١ ، ح ٦١٩٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٤٥ ، ح ٥٣٤٤.

(١١). في « بخ ، بس » والوافي والتهذيب : « فقال ».

(١٢). « الصَرِد » ككتف : من يجد البرد سريعاً ومن يشتدّ عليه البرد ولا يطيقه. وهو أيضاً من هو قويّ على البرد ، فهو من الأضداد ؛ من الصَرْد بمعنى البرد ، فارسيّ معرّب. اُنظر :لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٤٨ ( صرد ).

(١٣). في « بخ » والوافي والوسائل ، ح ٥٧٣٠ : « لا يدفئه ». وفيالتهذيب : « فلا تدفئه ». ولا تدفئه ، أي لا تسخّنه ؛ =

٣٩٣

فِرَاءُ(١) الْحِجَازِ ؛ لِأَنَّ دِبَاغَتَهَا(٢) بِالْقَرَظِ(٣) ، فَكَانَ(٤) يَبْعَثُ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَيُؤْتى مِمَّا قِبَلَهُمْ(٥) بِالْفَرْوِ ، فَيَلْبَسُهُ ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ أَلْقَاهُ ، وَأَلْقَى الْقَمِيصَ الَّذِي تَحْتَهُ(٦) ، الَّذِي يَلِيهِ(٧) ، فَكَانَ(٨) يُسْأَلُ عَنْ ذلِكَ ، فَقَالَ(٩) : إِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ يَسْتَحِلُّونَ لِبَاسَ الْجُلُودِ الْمَيْتَةِ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ دِبَاغَهُ ذَكَاتُهُ ».(١٠)

____________________

= من الدِفْ‌ء بمعنى السخونة. والدِفْ‌ء والدَفَأُ أيضاً : نقيض حِدّة البرد. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٥ ( دفأ ).

(١). « الفِراء » : جمع الفَرْو والفَرْوَة ، وهو الذي يلبس من الجلد ، وقيل : الفروة إذا لم يكن عليها وَبَر أو صوف لم‌تسمّ فروة. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٥١ - ١٥٢ ( فرا ).

(٢). في « بث ، بح ، بس »والوسائل ، ح ٥٧٣٠والتهذيب : « دباغها ».

(٣). في « بح » : « بالقراظ ». وقال الجوهري : « القَرَظُ : ورق السَلَم - وهو شجر العضاه وهو من شجر الشوك - يُدْبَغْ به ». وقال الفيّوميّ : « القَرَظ : حبّ معروف يخرج في غُلْف كالعدس من شجر العضاه. وبعضهم يقول : القرظ : ورق السلم يُدْبَغ به الأديم ، وهو تسامح ؛ فإنّ الورق لا يُدْبَغ به وإنّما يدبغ بالحبّ. وبعضهم يقول : القرظ : شجر ، وهو تسامح أيضاً ؛ فإنّهم يقولون : جنيت القرظ ، والشجر لايُجْنى وإنّما يُجْنى ثمره ، يقال : قرظت قَرْظاً ، من باب ضرب إذا جنيته أو جمعته ، وقرظت الأديم قَرْظاً أيضاً : دَبَغْتُه بالقَرَظ ». اُنظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٧٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٩٩ ( قرظ ).

(٤). في « بخ » والوافي : « وكان ». وفيالوسائل ، ح ٤٢٩٢ : « كان ».

(٥). في حاشية « بث ، بس »والوسائل والتهذيب : « قبلكم ».

(٦). في « بث »والوسائل والتهذيب : - « الذي تحته ».

(٧). في « ى » : - « الذي يليه ». وفيالوافي : « لعلّ اجتنابهعليه‌السلام كان استحباباً واحتياطاً ؛ لما يأتي من جواز الاكتفاءبعدم العلم ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣٠٩ : « يمكن حمله على الاستحباب ؛ إذ لوكان في حكم الميتة لم يكن يلبسهعليه‌السلام ولاخلاف في عدم جواز الصلاة في جلد الميتة ولو دبغ ، حتّى أنّ ابن الجنيد مع قوله بطهارته بالدباغ منع من الصلاة فيه ، ولكن خصّه الأصحاب أكثر بميتة ذي النفس ».

(٨). فيالوافي : « وكان ».

(٩). فيالتهذيب : « فيقول ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، ح ٧٩٦ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٤١٦ ، ح ٦٢٣٢ ؛الوسائل ، =

٣٩٤

٥٣٥٢/ ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ وَأَبَا الْحَسَنِعليهما‌السلام (١) عَنْ لِبَاسِ الْفِرَاءِ وَالصَّلَاةِ فِيهَا ، فَقَالَ : « لَا تُصَلِّ فِيهَا إِلَّا فِيمَا كَانَ مِنْهُ ذَكِيّاً ».

قَالَ : قُلْتُ : أَوَلَيْسَ الذَّكِيُّ مِمَّا(٢) ذُكِّيَ بِالْحَدِيدِ؟

فَقَالَ : « بَلى إِذَا كَانَ مِمَّا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ».

قُلْتُ : وَمَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ(٣) مِنْ غَيْرِ الْغَنَمِ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِالسِّنْجَابِ ؛ فَإِنَّهُ دَابَّةٌ لَاتَأْكُلُ اللَّحْمَ ، وَلَيْسَ(٤) هُوَ(٥) مِمَّا نَهى عَنْهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ إِذْ نَهى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ وَمِخْلَبٍ(٦) ».(٧)

٥٣٥٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « تُكْرَهُ(٨) الصَّلَاةُ فِي الْفِرَاءِ إِلَّا مَا صُنِعَ فِي‌

____________________

= ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٥٧٣٠ ؛ وج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ٤٢٩٢.

(١). فيالتهذيب : - « وأبا الحسنعليهما‌السلام ».

(٢). فيالوافي والتهذيب : « ما ».

(٣). في « جن » : - « ما يؤكل لحمه ». وفيالوسائل ، ح ٥٣٥٤والتهذيب : « وما لا يؤكل لحمه ». وفيالوافي : « لعلّ « ما » في « ما يؤكل لحمه من غير الغنم » استفهاميّة ؛ يعني أيّ شي‌ء يؤكل لحمه ممّا يلبس فراؤه من غير الغنم ». وفيمرآة العقول : « في بعض نسخالتهذيب : وما لا يؤكل لحمه ، وهو أظهر ».

(٤). في « بث » : « فليس ».

(٥). في « ى » : - « هو ».

(٦). « الـمِخْلَب » ، بكسر الميم : هو للطائر والسبع كالظُفُر للإنسان ؛ لأنّ الطائر يَخْلِب بمخلبه الجلد ، أي يقطعه ويمزّقه. اُنظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٢ ؛ المصباح المنير ، ص ١٧٦ ( خلب ).

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، ح ٧٩٧ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٢ ، ح ٦١٩٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ، ح ٥٣٥٤ ؛ وفيه ، ص ٣٤٥ ، ح ٥٣٤٥ ، إلى قوله : « إذا كان ممّا يؤكل لحمه ».

(٨). في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جن » : « يكره ».

٣٩٥

أَرْضِ(١) الْحِجَازِ ، أَوْ مَا(٢) عُلِمَتْ مِنْهُ ذَكَاةٌ ».(٣)

٥٣٥٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي أَدْخُلُ سُوقَ الْمُسْلِمِينَ - أَعْنِي هذَا الْخَلْقَ الَّذِينَ(٤) يَدَّعُونَ الْإِسْلَامَ - فَأَشْتَرِي مِنْهُمُ الْفِرَاءَ لِلتِّجَارَةِ ، فَأَقُولُ لِصَاحِبِهَا : أَلَيْسَ هِيَ ذَكِيَّةٌ؟ فَيَقُولُ : بَلى : فَهَلْ يَصْلُحُ لِي أَنْ أَبِيعَهَا عَلى أَنَّهَا ذَكِيَّةٌ؟

فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنْ لَابَأْسَ أَنْ تَبِيعَهَا(٥) وَتَقُولَ : قَدْ شَرَطَ لِيَ(٦) الَّذِي اشْتَرَيْتُهَا مِنْهُ أَنَّهَا ذَكِيَّةٌ ». قُلْتُ : وَمَا أَفْسَدَ ذلِكَ؟

قَالَ : « اسْتِحْلَالُ أَهْلِ الْعِرَاقِ لِلْمَيْتَةِ(٧) ، وَزَعَمُوا أَنَّ دِبَاغَ جِلْدِ الْمَيْتَةِ(٨) ذَكَاتُهُ ، ثُمَّ لَمْ يَرْضَوْا أَنْ يَكْذِبُوا فِي ذلِكَ إِلَّا عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٩)

٥٣٥٥/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ(١٠) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

____________________

(١). في « بح » : « فرو ».

(٢). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « جن » : « ومما ». وفي المطبوع : « أو ممّا ».

(٣).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤١٦ ، ح ٦٢٣١ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥٢٦ ، ح ٤٣٦٤ ؛ وج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٥٧٢٩.

(٤). فيالتهذيب : « الذي ».

(٥). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ولكن لابأس ، هذا لايدلّ على عدم جواز الصلاة في ما يؤخذ منهم ، كمالايخفى ، بل على أنّه لايخبر بالعلم بالتذكية حينئذ ».

(٦). في « بح ، بخ » : « إلى ». وفيالتهذيب : - « لي ».

(٧). فيالوافي : « الميتة ».

(٨). فيالوافي : « الميت » بدل « جلد الميتة ».

(٩).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٧٩٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٨٥ ، ح ١٧٢٩٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥٠٣ ، ح ٤٢٩٣.

(١٠). فيالوسائل والكافي ، ح ١١٥٠٩ : - « وغيره ».

٣٩٦

عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ(١) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٢) ، الْمَيْتَةُ يُنْتَفَعُ بِشَيْ‌ءٍ مِنْهَا؟ قَالَ(٣) : « لَا ».

قُلْتُ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ ، فَقَالَ : « مَا كَانَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الشَّاةِ(٤) إِذْ(٥) لَمْ يَنْتَفِعُوا بِلَحْمِهَا أَنْ يَنْتَفِعُوا بِإِهَابِهَا(٦) ؟ ».

قَالَ(٧) : « تِلْكَ شَاةٌ(٨) لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ زَوْجِ(٩) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَكَانَتْ(١٠) شَاةً مَهْزُولَةً لَا يُنْتَفَعُ بِلَحْمِهَا ، فَتَرَكُوهَا حَتّى مَاتَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا كَانَ عَلى أَهْلِهَا إِذْ(١١) لَمْ يَنْتَفِعُوا بِلَحْمِهَا أَنْ يَنْتَفِعُوا بِإِهَابِهَا أَنْ(١٢) تُذَكّى ».(١٣)

____________________

(١). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس » وحاشية « جن »والوسائل والكافي ، ح ١١٥٠٩. وفي « بح ، جن » والمطبوعوالتهذيب : « عليّ بن المغيرة ». والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم تفصيل الكلام في الكافي ، ذيل ح ٣٩٢٧ ، فلاحظ.

(٢). فيالوسائل ، ح ٣٠٢٩٩ : - « جعلت فداك ».

(٣). فيالوافي والوسائل والكافي ، ح ١١٥٠٩ : « منها بشي‌ء؟ فقال » بدل « بشي‌ء منها؟ قال ».

(٤). في « بث » : - « الشاة ».

(٥). فيالوافي والوسائل ، ح ٣٠٢٩٩ والكافي ، ح ١١٥٠٩ : « إذا ».

(٦). « الإهاب » : الجلد ، أو الجلد قبل الدبغ. اُنظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٨٩ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٨٣ ( أهب ).

(٧). فيالوافي والوسائل ، ح ٣٠٢٩٩والتهذيب : « فقال ».

(٨). فيالوسائل ، ح ٣٠٢٩٩ والكافي ، ح ١١٥٠٩ : + « كانت ».

(٩). في « ظ ، ى ، بح ، بخ » والوافي : « زوجة ».

(١٠). في « بخ » : « كانت » بدون الواو.

(١١). في « بح » والوافي والوسائل ، ح ٣٠٢٩٩ والكافي ، ح ١١٥٠٩ : « إذا ».

(١٢). في « بخ » والوافي والكافي ، ح ١١٥٠٩والتهذيب : « أي ». وهو الظاهر منمرآة العقول ، حيث قال : « ويمكن أن يكون التفسير من كلام الصادقعليه‌السلام ومن الراوي أيضاً ».

(١٣). الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب ما ينتفع به من الميتة وما لا ينتفع به منها ، ح ١١٥٠٩. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٧٩٩ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ج ٩ ، ص ٧٩ ، ح ٣٣٥ ؛والفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٤١ ، ح ٤٢١٠ ، =

٣٩٧

٥٣٥٦/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ(١) الْأَشْعَرِيِّ ، قَالَ :

كَتَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - : مَا تَقُولُ فِي الْفَرْوِ يُشْتَرى(٢) مِنَ السُّوقِ؟

فَقَالَ : « إِذَا كَانَ مَضْمُوناً(٣) ، فَلَا بَأْسَ ».(٤)

٥٣٥٧/ ٨. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ :

عَنْ رَجُلٍ سَأَلَ الْمَاضِيَعليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِي(٥) الثَّعَالِبِ ، فَنَهى عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا ، وَفِي الثَّوْبِ الَّذِي يَلِيهَا ، فَلَمْ أَدْرِ(٦) أَيُّ الثَّوْبَيْنِ : الَّذِي يَلْصَقُ بِالْوَبَرِ ، أَوِ الَّذِي يَلْصَقُ‌

____________________

= بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ١٩ ، ص ١٠١ ، ح ١٩٠١٠ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ٤٢٩١ ؛ وج ٢٤ ، ص ١٨٤ ، ح ٣٠٢٩٩.

(١). هكذا نقله العلّامة الخيبر السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - من نسخة رمز عنها بـ « خ » ، كما نقله من نسخة « ش » نقلاً من بعض النسخ. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والمطبوعوالوسائل : « الحسين ».

ومحمّد بن الحسن هذا ، هو محمّد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري المذكور في رجال البرقي ، ص ٥١ ؛ورجال الطوسي ، ص ٣٦٦ ، الرقم ٥٤٣٩ ، وروى في الكافي ، ح ١٥٧ بعنوان محمّد بن الحسن بن أبي خالد شينولة عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وتوسّط في بعض الأسناد بين عليّ بن مهزيار وبين أبي جعفر [ الثانى ]عليه‌السلام بعنوان محمّد بن الحسن الأشعري. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٨٢ - ٣٨٣. هذا ، ومحمّد بن الحسين الملقّب بالأشعري ، لم نجد له ذكراً في كتب الرجال.

(٢). فيالوافي : « نشتري ».

(٣). قولهعليه‌السلام : « مضموناً » ، فيالوافي : « يعني إذا ضمن البائع ذكاته » ، وفيمرآة العقول : « أي مأخوذاً من مسلم أو ممّن لايستحلّ الميتة بالدباغ أو ممّن يخبر بتذكيته ».

(٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٧٢٩٧ ؛ وج ٧ ، ص ٤١٩ ، ح ٦٢٣٩ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٩٣ ، ح ٤٢٦٩ ؛ وج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٥٧٣١.

(٥). فيالوافي - نقلاً عن نسخة -والتهذيب والاستبصار : + « جلود ».

(٦). في « ى » وحاشية « بح »والاستبصار : « فلم يدر ».

٣٩٨

بِالْجِلْدِ(١) ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام بِخَطِّهِ : « الَّذِي(٢) يَلْصَقُ بِالْجِلْدِ ».

قَالَ : وَذَكَرَ أَبُو الْحَسَنِ(٣) أَنَّهُ سَأَلَهُ(٤) عَنْ هذِهِ الْمَسْأَلَةِ ، فَقَالَ : « لَا تُصَلِّ فِي الثَّوْبِ الَّذِي فَوْقَهُ ، وَلَافِي(٥) الَّذِي تَحْتَهُ(٦) ».(٧)

____________________

(١). في « بح » : « بالجلدة ».

(٢). في حاشية « بث ، بس » والوافي والاستبصار : « الثوب الذي ».

(٣). هكذا نقله العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - من نسخة رمز عنها بـ « ش » والعلّامة المجلسي‌فيمرآة العقول من بعض النسخ. وفي « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » : + « عليه ‌السلام ». وذكر « عليه‌ السلام » في المطبوع نقلاً من بعض النسخ.

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ، وأنّ المراد من « أبو الحسن » ، هو عليّ بن مهزيار ؛ فقد كُنّي هو بأبي الحسن ، كما في رجال النجاشي ، ص ٢٥٣ ، الرقم ٦٦٤. فيكون مفادّ الخبر أنّ عليّ بن مهزيار بعد أن راى توقيعهعليه‌السلام سأل هو نفسه الإمام عن هذه المسألة ، فأجابه بغير ما أجاب الرجل.

فعليه ، الضمير المستتر في « قال وذكر أبو الحسن » ، راجع إلى محمّد بن عبدالجبّار.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، ح ١٤٤٦ ، بسنده عن عليّ بن مهزيار ، عن الرضاعليه‌السلام ، ولم يذكر « عليه ‌السلام » في ذيله بعد « أبوالحسن » ، كما أنّه لم يذكر في بعض نسخالتهذيب أيضاً.

(٤). في « ى » والوافي - نقلاً عن نسخة -والتهذيب : « سئل ».

(٥). في « بخ » والوافي : + « الثوب ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣١١ : « اعلم أنّ عبارات هذا الخبر لا تخلو من تشويش ، والذي يمكن توجيهه به هو أنّ عليّ بن مهزيار كتب إلى أبي الحسن الثالث وإلى العسكريّعليهما‌السلام وسأل عن تفسير الخبر الذي ورد عن أبي الحسن الثالث أو الثاني ، فأجابعليه‌السلام بالتفسير تقيّة ؛ حيث خصّ النهي بالذي يلصق به الجلد ؛ لأنّ جواز الصلاة في الوبر عندهم مشهور ، وأمّا الجلد فيمكن التخلّص باعتبار كونه ميتة غالباً فتكون التقيّة فيه أخفّ ، ويقول محمّد بن عبدالجبّار : إنّ أبا الحسن ، أي عليّ بن مهزيار بعد ما لقيهعليه‌السلام سأل عنه مشافهة فأجابعليه‌السلام بغير تقيّة بالجلد.

هذا على نسخة لم يوجد فيها «عليه‌السلام » ، وأمّا على تقديره كما في بعض النسخ فيمكن توجيهه على =

٣٩٩

٥٣٥٨/ ٩. عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ(١) ، قَالَ :

كَتَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ : عِنْدَنَا جَوَارِبُ وَتِكَكٌ(٢) تُعْمَلُ مِنْ وَبَرِ الْأَرَانِبِ ، فَهَلْ تَجُوزُ(٣) الصَّلَاةُ فِي وَبَرِ الْأَرَانِبِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ ، وَلَاتَقِيَّةٍ؟

فَكَتَبَعليه‌السلام : « لَا تَجُوزُ(٤) الصَّلَاةُ فِيهَا ».(٥)

٥٣٥٩/ ١٠. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍعليه‌السلام أَسْأَلُهُ : هَلْ يُصَلّى فِي قَلَنْسُوَةِ حَرِيرٍ مَحْضٍ ، أَوْ قَلَنْسُوَةِ دِيبَاجٍ(٦) ؟

____________________

= نسخة الماضي بأن يكون المكتوب إليه والذي سأل عنه الرجل واحداً وهو أبوالحسن الثالثعليه‌السلام ويكون المعنى أنّ عليّ بن مهزيار يقول : إنّي لـمّا لقيت أبا الحسنعليه‌السلام ذكر لي أنّ السائل الذي سألت عنهعليه‌السلام عن تفسير مسألته أجابهعليه‌السلام بالتفصيل حين سأله عنها فلم ينقله ، وجواب المكاتبة صدر عنهعليه‌السلام تقيّة. هذا غاية توجيه الكلام والله أعلم بالمرام ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ٨٠٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، ح ١٤٤٦ ، بسندهما عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن عليّ بن مهزيار ، عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٤ ، ح ٦١٩٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٥٧ ، ذيل ح ٥٣٨٢.

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن عليّ بن مهزيار ، أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبدالجبّار.

(٢). « تكَك » : جمع تِكَّة ، وهي رباط السراويل. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٠٦ ( تكك ).

(٣). في « ى ، بخ ، بس » : « يجوز ».

(٤). في « بخ ، بس »والاستبصار ، ح ١٤٥١ : « لايجوز ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ٨٠٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٤٥١ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيار. وفيه ، ح ١٤٥٢ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ٨٠٥ ، بسند آخر ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٥ ، ح ٦٢٠٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٥٦ ، ذيل ح ٥٣٧٧.

(٦). « الديباج » : ضرب من الثياب ، مشتقّ من الدَبْج بمعنى النقش والتزيّن ، فارسيّ معرّب. وقيل : هو الثوب الذي سداه ولحمته أبريسم وعندهم اسم للمنقّش ، فهو حرير منقوش. اُنظر : المغرب ، ص ١٥٩ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ( دبج ).

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675