الفروع من الكافي الجزء ٦

 الفروع من الكافي8%

 الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 675

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 675 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 183650 / تحميل: 9566
الحجم الحجم الحجم
 الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

قال ابن حجر : وقد أخطأ من زعم أن له رؤية [أي للنبي] ، فإن أباه لا تصحّ له صحبة. بل يقال إن له رؤية وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما مات كان له نحو ثمان سنين. وقال أبو حاتم : ليست له صحبة. ويقال : كان يلقّب لطيم الشيطان.

(تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ، ج ٨ ص ٣٨)

مراسلة البصريين والكوفيين

٤٩٣ ـ اجتماع الشيعة في البصرة بدار مارية بنت سعدة :

(الكامل في التاريخ لابن الأثير ، ج ٤ ص ٢١)

لما بلغت أخبار الحركة الحسينية إلى البصرة ، اجتمع الشيعة في بيت إحدى النساء العاملات في حقل السياسة ، وكانت توالي أهل البيتعليهم‌السلام . وقرروا نصرة الحسينعليه‌السلام والبيعة له ومكاتبته بذلك.

وقد ذكر ابن الأثير هذا الاجتماع وسجّله في كتابه (الكامل) قال :

واجتمع ناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبد القيس ، يقال لها : مارية بنت سعدة ، وكانت تتشيّع ، وكان منزلها لهم مألفا يتحدثون فيه. فعزم يزيد بن بنيط على الخروج إلى الحسينعليه‌السلام وهو من عبد القيس ، وكان له بنون عشرة ، فقال لهم : أيّكم يخرج معي؟. فخرج معه ابنان له : عبد الله وعبيد الله ، فساروا فقدموا عليه بمكة. ثم ساروا معه فقتلوا معه.

تعليق :

سنرى في الفقرة التالية كيف أن الإمام الحسينعليه‌السلام بعث برسالة إلى أهل الأخماس في البصرة ، يطلب منهم فيها بيعته ونصرته ، وقد كان ذلك ابتداء منه دون أن يكاتبوه ، ولو أن أهل الكوفة لم يكاتبوه لابتدأهم أيضا بالدعوة.

وهذا يدل على أن الإمام الحسينعليه‌السلام كان هدفه في نهضته هو إقامة الدولة الإسلامية ، وليس الذهاب إلى كربلاء ليستشهد كما توهّم البعض. وأما علمه بمصيرة المحتوم ، فلا يثنيه عن تكليفه الشرعي.

٤٤١

٤٩٤ ـ كتاب الحسينعليه‌السلام إلى أهل البصرة يستحثهم على نصرته ، وخبر مقتل الرسول سليمان :

(مقتل الحسين للمقرم ، ص ١٥٩)

وفي مكة كتب الحسينعليه‌السلام نسخة واحدة إلى رؤساء الأخماس(١) بالبصرة ، وهم مالك بن مسمع البكري ، والأحنف بن قيس ، والمنذر بن الجارود ، ومسعود ابن عمرو ، وقيس بن الهيثم ، وعمرو بن عبيد بن معمّر. وأرسله مع مولى له يقال له سليمان(٢) ، وفيه : أما بعد فإن الله اصطفى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خلقه وأكرمه بنبوته واختاره لرسالته ، ثم قبضه إليه وقد نصح لعباده وبلّغ ما أرسل بهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكنا أهله وأولياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه. وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ، فإن السّنّة قد أميتت ، والبدعة قد أحييت. فإن تسمعوا قولي أهدكم إلى سبيل الرشاد.

فسلّم المنذر بن الجارود العبدي رسول الحسين إلى ابن زياد ، فصلبه عشية الليلة التي خرج في صبيحتها إلى الكوفة ليسبق الحسين إليها(٣) . وكانت ابنة المنذر (بحرية) زوجة ابن زياد ، فزعم أن يكون الرسول دسيسا من ابن زياد. (وفي رواية مقتل أبي مخنف ، ص ٢٣) قال : «ولم يبق أحد من الأشراف إلا قرأ الكتاب وكتمه ، ما خلا المنذر بن الجارود ، وكانت ابنته تحت ابن زياد ، فلما قرأ الكتاب قبض الرسول وأدخله على ابن زياد ، فضربت عنقه ، وكان أول رسول قتل في الإسلام»(٤) .

قال ابن كثير في (البداية والنهاية) ج ٦ ص ١٦٥ ، بعد إيراده هذا الكتاب :«وعندي في صحة هذا عن الحسينعليه‌السلام نظر ، والظاهر أنه مطرّز بكلام مزيد من

__________________

(١) إشارة إلى قبائل البصرة الخمس.

(٢) هذا في تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٠٠ ، وفي الله وف ، ص ٢١ : يكنى أبا رزين ، وفي مثير الأحزان لابن نما ، ص ١٢ : أرسله مع ذراع السدوسي.

(٣) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٠٠.

(٤) لعل المقصود به أنه أول رسول قتله من يدّعي الإسلام.

٤٤٢

بعض رواة الشيعة». يقصد بذلك قولهعليه‌السلام : وكنا أهله وأولياءه ، وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك

٤٩٥ ـ خطاب مسعود بن عمرو في قومه من بني حنظلة بعد وصول كتاب الحسينعليه‌السلام :(مقتل المقرّم ، ص ١٦٠)

وأما مسعود بن عمرو (هذا في تاريخ الطبري وابن الأثير ، وفي مثير الأحزان لابن نما: يزيد بن مسعود) فإنه جمع بني تميم وبني حنظلة وبني سعد ، وخطب فيهم قائلا : يا بني تميم ، إن معاوية مات فأهون به والله هالكا ومفقودا. ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم ، وتضعضعت أركان الظلم. وكان قد أحدث بيعة عقد بها أمرا ، ظنّ أنه قد أحكمه ، وهيهات والذي أراد. اجتهد والله ففشل ، وشاور فخذل. وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدّعي الخلافة على المسلمين ، ويتأمّر عليهم بغير رضى منهم ، مع قصر حلم وقلة علم ، لا يعرف من الحق موطئ قدميه. فأقسم بالله قسما مبرورا ، لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين. وهذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن رسول الله ، ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل ، له فضل لا يوصف وعلم لا ينزف ، وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه وقدمه(١) وقرابته ، يعطف على الصغير ويحسن إلى الكبير. فأكرم به راعي رعية ، وإمام قوم وجبت لله به الحجة ، وبلغت به الموعظة. فلا تعشوا عن نور الحق ، ولا تسكّعوا(٢) في وهد الباطل. فقد كان صخر بن قيس(٣) انخذل بكم يوم الجمل ، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونصرته. والله لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله تعالى الذل في ولده والقلة في عشيرته ، وهأنذا قد لبست للحرب لامتها(٤) ، وادّرعت لها بدرعها ، من لم يقتل يمت ، ومن يهرب لم يفت. فأحسنوا رحمكم الله ردّ الجواب فتكلمت بنو حنظلة فقالوا : أبا خالد ، نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك ، إن رميت بنا أصبت ، وإن غزوت بنا فتحت ، لا تخوض والله غمرة إلا خضناها ، ولا تلقى والله شدة إلا لقيناها ، ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا.

__________________

(١) القدم : التقدم والسابقة.

(٢) التسكّع : هو التمادي في الباطل.

(٣) يعني الأحنف بن قيس.

(٤) اللامة : الدرع.

٤٤٣

٤٩٦ ـ كتاب مسعود بن عمرو إلى الحسينعليه‌السلام :

(مقتل المقرم ص ١٦٢)

ثم كتب مسعود بن عمرو إلى الحسينعليه‌السلام :

أما بعد فقد وصل إليّ كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك ، والفوز بنصيبي من نصرتك. وإن الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير ، ودليل على سبيل نجاة. وأنتم حجة الله على خلقه ، ووديعته في أرضه.تفرعتم من زيتونة أحمدية ، هو أصلها وأنتم فرعها. فاقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشدّ تتابعا في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها ، وقد ذلّلت لك رقاب بني سعد ، وغسلت درن قلوبها بماء مزن حين استهلّ برقها فلمع.

فلما قرأ الحسينعليه‌السلام الكتاب قال : مالك آمنك الله من الخوف ، وأعزّك وأرواك يوم العطش الأكبر.

ولما تجهّز مسعود بن عمرو إلى المسير ، بلغه قتل الحسينعليه‌السلام ، فاشتدّ جزعه وكثر أسفه ، لفوات الأمنيّة من السعادة بالشهادة(١) .

(أقول) : ولعمري هكذا تكون النصرة ، وهكذا تكون الولاية.

٤٩٧ ـ الكوفة على فوهة بركان :

(مع الحسين في نهضته لأسد حيدر ، ص ٧٥)

كان الحسينعليه‌السلام أمر شيعته في الكوفة معقل أبيه ، بالتريّث وعدم التسرع ، مادام معاوية حيا ، وذلك رعاية للظروف وإحكاما لخطة الثورة. فلما مات معاوية ماجت الكوفة بأهلها ، وحدثت بها هزة سياسية. وبدأ أهل الكوفة بمراسلة الإمام الحسينعليه‌السلام يستقدمونه لإمرة المسلمين.

فعقدوا أول اجتماع لهم في دار سليمان بن صرد الخزاعي ، أحد زعماء الشيعة وشجعان العرب المشهورين.

وبعد وصول آلاف الكتب من العراق ، كان على الحسينعليه‌السلام واجب النهوض لإنقاذ المسلمين من براثن الظالمين ، فيحقّ الحقّ ويبطل الباطل. وكانت استجابته سريعة ، لأنه وجد أن المناخ ملائم.

__________________

(١) مثير الأحزان لابن نما ، ص ١٣ ؛ واللهوف على قتلى الطفوف ، ص ٢١.

٤٤٤

٤٩٨ ـ مراسلة الكوفيين للحسينعليه‌السلام يستعجلونه بالقدوم إليهم :

(تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٩٤ ط أولى مصر)

اجتمع سليمان بن صرد والمسيّب بن نجبة ورفاعة بن شدّاد وحبيب بن مظاهر من الكوفة ، وكتبوا كتابا للحسينعليه‌السلام . ثم سرّحوا بالكتاب مع عبد الله بن سبيع الهمداني وعبد الله بن وال. ثم سرّحوا إليه قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن ابن عبد الله بن الكدن الأرحبي وعمارة بن عبيد السلولي. فأخذوا معهم نحوا من ٥٣ صحيفة من الرجل والاثنين والأربعة. ثم سرّحوا إليه شبث بن ربعي وحجّار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعزرة بن قيس وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي وتلاقت الرسل كلها عنده. وذكر المقرم في مقتله ، ص ١٦٣ «أن الكتب تكاثرت عليه حتّى ورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب ، واجتمع عنده من نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب». فقرأ الكتب وسأل الرسل عن أمر الناس. ثم كتب جوابا وأرسله مع هانئ بن هانئ وسعيد بن عبد الله الحنفي.

٤٩٩ ـ خطاب سليمان بن صرد الخزاعي بالشيعة في منزله بالكوفة :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٣)

لما علمت الشيعة في الكوفة بنزول الحسينعليه‌السلام مكة ، اجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي. فلما تكاملوا في منزله قام فيهم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر النبي فصلى عليه ، ثم ذكر أمير المؤمنين ومناقبه وترحم عليه. ثم قال :

يا معشر الشيعة ، إنكم علمتم أن معاوية قد هلك ، فصار إلى ربه ، وقدم على عمله ، وسيجزيه الله تعالى بما قدّم من خير وشر ، وقد قعد بموضعه ابنه يزيد. وهذا الحسين بن عليعليه‌السلام قد خالفه ، وصار إلى مكة هاربا من طواغيت آل أبي سفيان.وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله ، وقد احتاج إلى نصرتكم اليوم ، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا له ، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه.

فقال القوم : بل نؤويه وننصره ونقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه ، حتّى ينال حاجته.

ثم قال : فاكتبوا إليه الآن كتابا من جماعتكم أنكم له كما ذكرتم ، وسلوه القدوم

٤٤٥

عليكم. فقالوا : أفلا تكفينا أنت الكتاب؟. قال : بل نكتب إليه جماعتكم. فكتب القوم إلى الحسينعليه‌السلام :

١٠ شهر رمضان سنة ٦٠ ه

٥٠٠ ـ من كتاب كتبه أهل الكوفة للحسينعليه‌السلام بعد أن اجتمعوا في دار سليمان بن صرد :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٤)

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) . للحسين بن علي أمير المؤمنين ، من سليمان بن صرد والمسيّب بن نجبة وحبيب بن مظاهر ورفاعة بن شدّاد وعبد الله بن وال وجماعة من المؤمنين. سلام عليك ، أما بعد فالحمد لله الّذي قصم عدوّك وعدوّ أبيك من قبل ، الجبار العنيد ، الغشوم الظلوم ، الّذي ابتزّ هذه الأمة أمرها ، وغصبها فيأها ، وتأمّر عليها بغير رضى منها. ثم قتل خيارها ، واستبقى شرارها ، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وعتاتها ، فبعدا له كما بعدت ثمود. ثم إنه قد بلغنا أن ولده اللعين قد تأمّر على هذه الأمة بلا مشورة ولا إجماع ، ولا علم من الخيار. وبعد فإنا مقاتلون معك وباذلون أنفسنا من دونك ، فأقبل إلينا فرحا مسرورا ، مباركا منصورا ، سعيدا سديدا ، إماما مطاعا ، وخليفة مهديا ، فإنه ليس علينا إمام ولا أمير إلا النعمان بن بشير الأنصاري ، وهو في قصر الإمارة ، وحيد طريد ، لا نجتمع معه في جمعة ، ولا نخرج معه إلى عيد ، ولا نؤدي إليه الخراج. يدعو فلا يجاب ، ويأمر فلا يطاع. ولو بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه عنا حتّى يلحق بالشام(١) . فاقدم علينا فلعل الله تعالى أن يجمعنا بك على الحق. والسلام عليك يابن رسول الله وعلى أبيك وأخيك ورحمة الله وبركاته.

ثم طووا الكتاب وختموه ودفعوه إلى عبد الله بن سبيع الهمداني وعبد الله ابن مسمع البكري (وقيل : عبد الله بن وال) ، فخرجا مسرعين حتّى قدما على الحسينعليه‌السلام بمكة لعشر من شهر رمضان(٢) .

__________________

(١) مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٤١ ط نجف.

(٢) اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ٣٦.

٤٤٦

فقرأ الحسينعليه‌السلام كتاب أهل الكوفة ، فسكت ولم يجبهم بشيء.

٥٠١ ـ كتب أهل الكوفة إلى الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٥)

ثم بعث أهل الكوفة بعدهما بيومين قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الله ابن عبد الرحمن الأرحبي وعامر بن عبيد السلولي وعبد الله بن وال التميمي ، ومعهم نحو من خمسين ومائة كتاب ، الكتاب من الرجلين والثلاثة والأربعة ، يسألونه القدوم عليهم ، والحسينعليه‌السلام يتأنى في أمره ، ولا يجيبهم في شيء.

ترجمة سليمان بن صرد الخزاعي

(العيون العبرى للميانجي ، ص ٢٩)

كان سليمان بن صرد خيّرا فاضلا ، له دين وعبادة. سكن الكوفة أول ما نزلها المسلمون. وكان له قدر وشرف في قومه ، وشهد مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام مشاهده كلها.

قال سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) : قال ابن سعد : سليمان بن صرد ، كنيته أبو المطرف ، صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان اسمه (يسار) فسمّاه رسول الله (سليمان). وكان له سنّ عالية وشرف في قومه. فلما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحوّل فنزل الكوفة ، وشهد مع عليعليه‌السلام الجمل وصفين.

وكان في الذين كتبوا إلى الحسينعليه‌السلام أن يقدم الكوفة ، غير أنه لم يقاتل معه خوفا من ابن زياد [أو أنه كان محبوسا عند ابن زياد حين حبس أربعة آلاف وخمسمائة لأنهم كاتبوا الحسينعليه‌السلام ]. ثم ندم سليمان بعد مقتل الحسينعليه‌السلام ألا يكون قد استشهد معه ، فخرج هو والمسيّب بن نجبة الفزاري وجميع من خذله ولم يقاتل معه ، في ثورة (التوّابين) ، وقالوا : ما لنا توبة إلا أن نطلب بدم الحسينعليه‌السلام . فخرجوا من الكوفة مستهل ربيع الآخر من سنة ٦٥ ه‍ ، وولوا أمرهم سليمان بن صرد وسمّوه أمير التوّابين. وساروا إلى عبيد الله بن زياد ، وكان قد سار من الشام في جيش كبير يريد العراق ، فالتقوا (بعين الوردة) من أرض الجزيرة في سورية ، وهي رأس العين من أعمال قرقيسيا.

٤٤٧

وكان على أهل الشام الحصين بن نمير ، فاقتتلوا ، فترجّل سليمان ، فرماه الحصين بسهم فقتله ، فوقع وقال : فزت وربّ الكعبة. وقتل معه المسيّب بن نجبة ، فقطع رأسيهما وبعث بهما إلى مروان بن الحكم في الشام. وكانت سنّ سليمان يوم قتل ثلاثا وتسعين (٩٣) سنة.

٥٠٢ ـ أحد كتب أهل الكوفة إلى الحسينعليه‌السلام :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٤٨ ط ٢ نجف)

ولما استقرّ الحسينعليه‌السلام بمكة وعلم به أهل الكوفة ، كتبوا إليه يقولون : إنا حبسنا أنفسنا عليك ، ولسنا نحضر الصلاة مع الولاة ، فاقدم علينا فنحن في مائة ألف. فقد فشا فينا الجور ، وعمل فينا بغير كتاب الله وسنة نبيّه. ونرجو أن يجمعنا الله بك على الحق ، وينفي عنا بك الظلم ، فأنت أحقّ بهذا الأمر من يزيد وأبيه ، الّذي غصب الأمة فيئها ، وشرب الخمور ولعب بالقرود والطنابير ، وتلاعب بالدين.

٥٠٣ ـ من كتاب كتبه شيعة الكوفة للحسينعليه‌السلام بواسطة هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٥)

ثم قدم عليه بعد (يومين) هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي بكتاب ، وهو آخر ما ورد إليه من أهل الكوفة ، وفيه :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. للحسين بن علي أمير المؤمنين من شيعته(١) وشيعة

__________________

(١) وردت كلمة (شيعة) بشكل مضاف وبشكل مفرد في عهد الحسينعليه‌السلام . وقد ذكرت نبيلة عبد المنعم داود في رسالتها (نشأة الشيعة الإمامية) لنيل درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة بغداد ، طبع بغداد ١٩٦٨ ص ٧٤ و ٧٦ : أن ظهور (الشيعة) كان على عهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد أطلقت هذه الكلمة على شيعة عليعليه‌السلام وأنصاره. وأول الشيعة من الصحابة : سلمان الفارسي وأبوذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر. وظلت هذه الكلمة لا تستعمل بمفردها بل بشكل مضاف (شيعة علي) إلى أيام الحسينعليه‌السلام حيث بدأت تستعمل مفردة معرّفة بأل التعريف (الشيعة) يقصد بها أتباع أمير المؤمنين علي وأبنائه المعصومينعليه‌السلام ، القائلون بإمامتهم ولزوم اتباعهم.

٤٤٨

أبيه. أما بعد فحيّهلا(١) فإن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول الله. فقد اخضرّ الجناب(٢) ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار. فاقدم إذا شئت ، فإنما تقدم إلى جند لك مجنّدة(٣) والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبل.

فقال الحسينعليه‌السلام لهانئ وسعيد : خبّراني من اجتمع على هذا الكتاب الّذي كتب معكما؟. فقالا له : يابن رسول الله اجتمع عليه شبث بن ربعي ، وحجّار بن أبجر ، ويزيد بن الحرث ، ويزيد بن رويم ، وعزرة بن قيس ، وعمرو ابن الحجاج ، ومحمد بن عمير بن عطارد.

٥٠٤ ـ ما قاله الحسينعليه‌السلام وقد استخار الله في أمر السفر إلى العراق ، بعد توارد الكتب عليه :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٥)

فعندها قام الحسينعليه‌السلام وتوضأ وصلّى ركعتين بين الركن والمقام(٤) ولما انفتل من صلاته سأل ربه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة ، ثم رجع إلى الرسل فقال لهم : إني رأيت جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامي ، وقد أمرني بأمر وأنا ماض لأمره. فعزم الله لي بالخير ، فإنه ولي ذلك والقادر عليه.

ترجمة شبث بن ربعي

قال السيد إبراهيم الموسوي في (وسيلة الدارين) ص ٨٧ ، على ما رواه ابن الأثير في (أسد الغابة) وابن عبد البر في

(الاستيعاب) وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) : شبث بفتح أوله والموحدة ثم مثلثة ، ابن ربعي التميمي اليربوعي ، أبو عبد القدوس ، له إدراك مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) حيّهلا : اسم فعل بمعنى أقبل وأسرع ، وأصلها حيّ هلا.

(٢) الجناب : الناحية وما قرب من محلة القوم. والكلام كناية عن استتباب الأمر.

(٣) مثير الأحزان لابن نما ، ص ١١.

(٤) اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ٢٠.

٤٤٩

وقال الدار قطني : يقال إنه كان مؤذّن (سجاح) التي ادّعت النبوة ، ثم راجع الإسلام.

وقال هشام الكلبي : كان من أصحاب عليعليه‌السلام في صفين ، ثم صار مع الخوارج ، ثم تاب ، ثم كان فيمن قاتل الحسينعليه‌السلام .

وقال السماوي في (إبصار العين) : وولده عبد القدوس المعروف بأبي الهندي الشاعر الزنديق السكّير. وسبطه صالح بن عبد القدوس الزنديق الّذي قتله المهدي على الزندقة وصلبه على جسر بغداد.

(أقول) : يظهر من سيرة (شبث بن ربعي) طبع المنافقين في التقلب والتغير. فلا غرابة إذا كان شبث أول من كتب إلى الحسينعليه‌السلام يدعوه إلى العراق ، ثم كان أول خارج عليه ، لا بل كان أحد أصحاب رايات ابن زياد وقائد فرقة تعدادها أربعة آلاف فارس ، خرجت لقتال الحسينعليه‌السلام في صعيد كربلاء. الله م إنا نعوذ بك من فساد السريرة وسوء العاقبة!.

ترجمة حجّار بن أبجر

(إبصار العين للسماوي)

هو حجّار بن أبجر بن جابر العجلي. أبوه (أبجر) نصراني مات على النصرانية بالكوفة ، فشيّعه بالكوفة : النصارى لأجله ، والمسلمون لأجل ولده ، إلى الجبانة. وكان حجّار عازما على قتل أمير المؤمنينعليه‌السلام مشتملا على السيف الّذي ضربه به.

٥٠٥ ـ كتاب الحسينعليه‌السلام إلى أهل الكوفة ردا على كتبهم ، وفيه يخبرهم بإرسال مسلم بن عقيل :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٥)

ولما اجتمع عند الحسينعليه‌السلام ما ملأ خرجين ، كتب إليهم كتابا واحدا دفعه إلى

٤٥٠

هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي ، وكانا آخر الرسل ، على هذا النحو : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين ، سلام عليكم. أما بعد ، فإن هانئ بن هانئ وسعيد بن عبد الله قدما عليّ من رسلكم ، وقد فهمت الّذي اقتصصتم وذكرتم ، ولست أقصر عما أحببتم.

(وفي رواية)(١) : «ومقالة جلّكم ، أنه ليس لنا إمام ، فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الهدى». وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي ، (وفي رواية)(٢) :

«وثقتي من أهل بيتي» ، مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وخبركم ورأيكم ورأي ذوي الحجى والفضل منكم ، وهو متوجه إليكم إنشاء الله ولا قوة إلا بالله. فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم ، وقرأت في كتبكم(٣) فقوموا مع ابن عمي وبايعوه ولا تخذلوه ، فلعمري ما الإمام العامل بالكتاب القائم بالقسط ، كالذي يحكم بغير الحق ، ولا يهتدي سبيلا. جمعنا الله وإياكم على الهدى ، وألزمنا كلمة التقوى ، إنه لطيف لما يشاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

٥٠٦ ـ ما قاله الحسينعليه‌السلام لمسلم بن عقيل حين قرر إنفاذه إلى الكوفة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٦)

ثم طوى الكتاب وختمه ودعا بمسلم بن عقيل فدفع إليه الكتاب ، وقال : إني موجّهك إلى أهل الكوفة ، وسيقضي الله من أمرك ما يحبّ ويرضى ، وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء ، فامض ببركة الله وعونه ، حتّى تدخل الكوفة ، فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها ، وادع الناس إلى طاعتي ، فإن رأيتهم مجتمعين على بيعتي فعجّل عليّ بالخبر حتّى أعمل على حسب ذلك إنشاء الله تعالى. ثم عانقهعليه‌السلام وودعه وبكيا جميعا.

__________________

(١) مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٤٢ ؛ ومقتل أبي مخنف ، ص ١٩.

(٢) تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي.

(٣) وفي مقتل المقرم ، ص ١٦٥ نقلا عن الطبري ، ج ٦ ص ١٩٨ ؛ والأخبار الطوال ، ص ٢٣٨ تتمة الكلام : أقدم عليكم وشيكا إنشاء الله ، فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله والسلام.

٤٥١

الفصل الرابع عشر

مسير مسلم بن عقيل

خرج من مكة في منتصف شهر رمضان ووصل إلى الكوفة في ٥ شوال سنة ٦٠ ه‍ واستشهد فيها يوم التروية ٨ ذي الحجة.

قال البلاذري في (أنساب الأشراف) ج ٢ ص ٧٧ :

وكان مسلم بن عقيل أرجل ولد عقيل وأكملهم ، ولذلك انتخبه الحسينعليه‌السلام سفيرا له إلى العراق.

٥٠٧ ـ مسير مسلم بن عقيل إلى المدينة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٦)

قال أخطب خوارزم : خرج مسلم من مكة نحو المدينة مستخفيا ليلا ، لئلا يعلم أحد من بني أمية. فلما دخل المدينة بدأ بمسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلى ركعتين.

٥٠٨ ـ ما حصل لمسلم بن عقيل في طريقه إلى الكوفة :

(المصدر السابق)

ثم خرج مسلم في جوف الليل وودّع أهل بيته ، واستأجر دليلين من قيس عيلان يدلّانه على الطريق ، ويمضيان به إلى الكوفة على غير الجادة.

فخرج به الدليلان من المدينة ليلا ، فسارا فأضلّا الطريق ، وجارا عن القصد.واشتدّ بهما العطش ، فماتا جميعا عطشا. وصار مسلم بن عقيل ومن معه إلى الماء ، وقد كادوا أن يهلكوا عطشا.

فكتب مسلم بن عقيل إلى الحسينعليه‌السلام :

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) . للحسين بن عليعليه‌السلام من مسلم بن عقيل :

٤٥٢

أما بعد فإني خرجت من المدينة مع دليلين استأجرتهما ، فضلّا عن الطريق ، واشتدّ بهما العطش فماتا. ثم إنا صرنا إلى الماء بعد ذلك ، وقد كدنا أن نهلك ، فنجونا بحشاشة أنفسنا ، وقد أصبنا الماء بموضع يقال له المضيق (وفي رواية :المضيق من بطن الخبت ، وهو ماء لبني كلب). وقد تطيّرت من وجهي الّذي وجّهتني فيه ، فرأيك في إعفائي عنه ، والسلام.

٥٠٩ ـ جواب الحسينعليه‌السلام لمسلم :(المصدر السابق)

فلما ورد كتابه على الحسينعليه‌السلام علم أنه قد تشاءم وتطيّر من موت الدليلين ، وأنه جزع. فكتب إليه :

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) . من الحسين بن عليعليهما‌السلام إلى مسلم بن عقيل : أما بعد ، فقد خشيت أن لا يكون حملك على الكتاب إليّ ، في الاستعفاء من وجهك الّذي أنت فيه ، إلا الجبن والفشل ، فامض لما أمرت به ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

فلما ورد كتاب الحسينعليه‌السلام على مسلم ، كأنه وجد [أي حزن] من ذلك في نفسه. فقال : لقد نسبني أبو عبد الله إلى الجبن والفشل ، وهذا شيء لم أعرفه من نفسي ساعة قط.

وأقبل حتّى دخل الكوفة.

٥١٠ ـ دخول مسلم بن عقيل الكوفة ونزوله بدار المختار :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٧)

وكان مسلم قد خرج من مكة للنصف من شهر رمضان ، ووصل الكوفة لخمس خلون من شوال. فنزل في دار مسلم بن المسيب ، وهي دار المختار بن أبي عبيد الثقفي. (وفي البداية والنهاية لابن كثير ، ج ٨ ص ١٦٥) : وقيل نزل في دار مسلم ابن عوسجة الأسدي.

البيعة

فجعلت الشيعة تختلف إليه ، وهو يقرأ عليهم كتاب الحسينعليه‌السلام ، والقوم يبكون شوقا إلى مقدم الحسينعليه‌السلام .

(وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٥ ط ٢ نجف) : ثم قالوا : والله لنضربنّ بين يديه بسيوفنا حتّى نموت جميعا.

٤٥٣

٥١١ ـ جرأة عابس بن شبيب الشاكري وثباته :(المصدر السابق)

ثم تقدم إلى مسلم رجل من همدان يقال له عابس الشاكري ، فقال : أما بعد ، فإني لا أخبرك عن الناس بشيء ، فإني لا أعلم ما في أنفسهم ، ولكن أخبرك عما أنا موطّن عليه نفسي. إني والله لأجيبنكم إذا دعوتم ، ولأقاتلن معكم عدوكم ، ولأضربنّ بسيفي دونكم أبدا حتّى ألقى الله ، وأنا لا أريد بذلك إلا ما عنده.

ثم قام حبيب بن مظاهر الأسدي (فقال : رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك) ثم قال : وأنا والله الّذي لا إله إلا هو ، لعلى مثل ما أنت عليه.وتتابعت الشيعة على مثل كلام هذين الرجلين. ثم بذلوا الأموال فلم يقبل مسلم منهم شيئا.

٥١٢ ـ كتاب مسلم بن عقيل للحسينعليه‌السلام بتوطّد الأمر :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٣٥ ط نجف)

وتسابق الناس على بيعة مسلم بن عقيل ، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا ، (وفي رواية) اثنا عشر ألفا. فكتب مسلم إلى الحسينعليه‌السلام كتابا يقول فيه :

أما بعد ، فإن الرائد(١) لا يكذب أهله ، وإن جميع أهل الكوفة معك ، وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفا ، فعجّل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

وأرسل الكتاب مع عابس بن شبيب الشاكري وقيس بن مسهر الصيداوي(٢) .

يزيد وعماله في العراق

٥١٣ ـ خطبة النعمان بن بشير في أهل الكوفة ، وموقفه المسالم من مسلم :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٧ ط نجف)

وبلغ النعمان بن بشير قدوم مسلم بن عقيل الكوفة ، واجتماع الشيعة إليه ، والنعمان يومئذ أمير الكوفة (وكان واليا على الكوفة من قبل معاوية فأقرّه يزيد عليها.

__________________

(١) الرائد : هو الّذي يرسله أرباب الماشية ليكتشف لهم خصوبة الأرض ومجامع الماء ، فإنه لا يكذبهم ، لأن الأمر الّذي يخبر عنه يهمه كما يهمّهم.

(٢) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢١٠.

٤٥٤

وكان من الصحابة وابن رئيس الأنصار ، وحضر مع معاوية حرب صفين ، وكان من أتباعه).

فخرج من قصر الإمارة مغضبا حتّى دخل المسجد الأعظم ، ونادى بالناس فاجتمعوا إليه. فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

أما بعد يا أهل الكوفة ، فاتقوا الله ربكم ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة ، فإن فيها سفك الدماء وقتل الرجال وذهاب الأموال. واعلموا أني لست أقاتل إلا من قاتلني ، ولا أثب بالقرف والظنّة والتهمة ، غير أنكم أبديتم صفحتكم ، ونقضتم بيعتكم ، وخالفتم إمامكم. فإن أنتم انتهيتم عن ذلك ورجعتم ، وإلا فوالذي لا إله إلا هو ، لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ، ولو لم يكن منكم لي ناصر ؛ مع أني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يريد الباطل.

فقام إليه (عبد الله بن) مسلم بن سعيد الحضرمي (حليف بني أمية) فقال : أيها الأمير أصلحك الله (إنه لا يصلح ما ترى إلا الغشم) ، إن هذا الّذي أنت عليه من رأيك ، إنما هو رأي المستضعفين.

فقال له النعمان : يا هذا لأن أكونن من المستضعفين في طاعة الله تعالى أحب إليّ من (أن) أكون من الغاوين في معصية الله.

ثم نزل عن المنبر ودخل قصر الإمارة.

٥١٤ ـ عيون يزيد يخبرونه بالأمر :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٨)

فكتب عبد الله بن مسلم إلى يزيد بن معاوية :

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) . لعبد الله يزيد أمير المؤمنين من شيعته من أهل الكوفة:أما بعد ، فإن مسلم بن عقيل قدم الكوفة ، وبايعه الشيعة للحسين بن علي ، وهم خلق كثير. فإن كان لك حاجة بالكوفة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ فيها أمرك ، ويعمل فيها كعملك في عدوك ، فإن النعمان بن بشير ضعيف أو هو يتضعّف ، والسلام.

وكتب إليه أيضا عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وعمر بن سعد ابن أبي وقاص بمثل ذلك.

٤٥٥

٥١٥ ـ استشارة يزيد كاتبه سرجون الرومي فيمن يولي على الكوفة :

(المصدر السابق)

فلما اجتمعت الكتب عند يزيد ، دعا بغلام كان كاتبا عند أبيه ، يقال له (سرجون) فأعلمه بما ورد عليه (وفي رواية ابن الأثير ، ج ٣ ص ٣٥٩ : سرجون مولى معاوية ، فأقرأه الكتب ، واستشاره فيمن يوليه الكوفة. وكان يزيد عاتبا على عبيد الله بن زياد). فقال له سرجون : أشير عليك بما تكره. قال : وإن كرهت. قال : استعمل عبيد الله بن زياد على الكوفة. قال : إنه لا خير فيه ـ وكان يبغضه ـ فأشر بغيره.

قال : لو كان معاوية حاضرا أكنت تقبل قوله وتعمل (برأيه)؟. قال : نعم. قال : فهذا عهد عبيد الله على الكوفة ، أمرني معاوية أن أكتبه ، فكتبته وخاتمه عليه ، فمات وبقي العهد عندي. قال : ويحك فامضه.

٥١٦ ـ كتاب يزيد إلى عبيد الله بن زياد بتعيينه على الكوفة :

(المصدر السابق)

وكتب : من عبد الله يزيد أمير المؤمنين إلى عبيد الله بن زياد ، سلام عليك. أما بعد ، فإن الممدوح مسبوب يوما ، وإن المسبوب ممدوح يوما ، ولك مالك ، وعليك ما عليك ، وقد انتميت ونميت إلى كل منصب ، كما قال الأول :

رفعت فما نلت السحاب تفوقه

فما لك إلا مقعد الشمس مقعد

وقد ابتلي بالحسين زمانك من بين الأزمان ، وابتلي به بلدك من بين البلدان ، وابتليت به (أنت من) بين العمال ، وفي هذه تعتق أو تكون (وفي رواية : تعود) عبدا تعبد كما تعبد العبيد.

(وفي تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ص ٢٤٢) : «فإن قتلته ، وإلا رجعت إلى نسبك وإلى أبيك عبيد ، فاحذر أن يفوتك».

وقد أخبرني شيعتي من أهل الكوفة أن مسلم بن عقيل بالكوفة ، يجمع الجموع ويشقّ عصا المسلمين ، وقد اجتمع إليه خلق كثير من شيعة أبي تراب.

فإذا أتاك كتابي هذا ، فسر حين تقرؤه حتّى تقدم الكوفة فتكفيني أمرها ، فقد ضممتها إليك وجعلتها زيادة في عملك.

وكان عبيد الله أمير البصرة.

٤٥٦

(وفي لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٢٦ ط نجف) : كتب يزيد لابن زياد :أما بعد ، فإنه كتب إليّ شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أن ابن عقيل فيها ، يجمع الجموع ليشقّ عصا المسلمين ، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي الكوفة ، فتطلب ابن عقيل طلب الخرزة ، حتّى تثقبه ، فتوثقه أو تقتله أو تنفيه ، والسلام.

ثم دفع يزيد كتابه إلى مسلم بن عمرو الباهلي ، وأمره أن يسرع السير إلى ابن زياد بالبصرة. فلما ورد الكتاب إلى عبيد الله وقرأه ، أمر بالجهاز وتهيأ للمسير إلى الكوفة.

تعليق السيد مرتضى العسكري على هذا الكتاب :

لعل يزيد يشير في كتابه هذا إلى أن زيادا والد عبيد الله ، ولد من أبوين عبدين ، وهما : عبيد وسميّة ، وبعد أن ألحقه معاوية بأبيه أبي سفيان ، أصبح أمويا ومن الأحرار في حساب العرف القبلي الجاهلي. وإن يزيد يهدد (عبيد الله) أنه إن لم يقم بواجبه في القضاء على الحسينعليه‌السلام فإنه سينفيه من نسب آل أبي سفيان ، فيعود عبدا.

(أقول) : كأن الأنساب ملعبة بيد الحكام ، يديرونها كيفما شاؤوا وفق مصالحهم وأهوائهم.

٥١٧ ـ قتل أبي رزين رسول الحسينعليه‌السلام إلى أشراف البصرة :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٩)

وقد كان الحسينعليه‌السلام كتب إلى رؤساء أهل البصرة وهم : الأحنف بن قيس ، ومالك بن مسمع [البكري] ، والمنذر بن الجارود ، وقيس بن الهيثم ، ومسعود بن عمرو ، وعمرو بن عبيد الله بن معمر ، يدعوهم لنصرته والقيام معه في حقه ، لكل واحد كتابا. فكل من قرأ كتاب الحسينعليه‌السلام كتمه ، إلا المنذر بن الجارود خشي أن يكون هذا الكتاب دسيسا من ابن زياد ، وكانت بحرية بنت المنذر تحت عبيد الله بن زياد. فأتى ابن زياد وأخبره ، فغضب وقال : من رسول الحسين إلى أهل البصرة؟فقال المنذر : رسوله إليهم مولى يقال له سليمان (أبو رزين). قال : فعليّ به ، فأتي به وكان مختفيا عند بعض الشيعة بالبصرة. فلما رآه ابن زياد لم يكلمه بشيء ، دون أن قدّمه فضرب عنقه صبرا ، ثم أمر بصلبه.

٤٥٧

٥١٨ ـ خطبة ابن زياد في أهل البصرة :

(الكامل في التاريخ لابن الأثير ، ج ٣ ص ٣٥٩)

ثم صعد ابن زياد المنبر فخطب في أهل البصرة ، فقال :

أما بعد ، فوالله ما بي تقرن الصّعبة ، وما يقعقع لي بالشنّان ، وإني لنكل لمن عاداني ، وسهم لمن حاربني ، وقد أنصف القارة من راماها.

يا أهل البصرة ، إن أمير المؤمنين (يزيد) قد ولاني الكوفة ، وأنا غاد إليها بالغداة ، وقد استخلفت عليكم أخي عثمان بن زياد ، فإياكم الخلاف والإرجاف.فوالله لئن بلغني عن رجل منكم خلاف لأقتلنّه وعريفه ووليه ، ولآخذنّ الأدنى بالأقصى حتّى تستقيموا ، ولا يكون فيكم مخالف ولا مشاقّ. وإني أنا ابن زياد ، أشبهته من بين من وطئ الحصى ، فلم ينتزعني شبه خال ولا عمّ.

إسراع ابن زياد إلى الكوفة

٥١٩ ـ ضمّ الكوفة إلى البصرة :

(سير أعلام النبلاء للذهبي ، ج ٣ ص ٢٩٩)

وكان على الكوفة النعمان بن بشير ، فخاف يزيد أن لا يقدم النعمان على الحسينعليه‌السلام ، فكتب إلى عبيد الله بن زياد وهو على البصرة ، فضمّ إليه الكوفة ، وقال له : إن كان لك جناحان فطر إلى الكوفة!. فبادر متعمما متنكّرا. ومرّ في السوق ، فلما رآه السّفلة اشتدوا بين يديه ، يظنونه الحسينعليه‌السلام وصاحوا : يابن رسول الله ، الحمد لله الّذي أراناك. وقبّلوا يده ورجله. فقال : ما أشدّ ما فسد هؤلاء!.

ثم دخل المسجد ، فصلى ركعتين ، وصعد المنبر وكشف لثامه.

٥٢٠ ـ مقدم عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، والناس يظنونه الحسينعليه‌السلام :

(مثير الأحزان للجواهري ، ص ١٦)

لما وصل إلى عبيد الله في البصرة عهد يزيد على الكوفة ، تجهّز ابن زياد وتهيّأ من وقته للمسير إلى الكوفة. وخرج في غد ، واستخلف أخاه عثمان بن زياد. وأقبل ابن زياد إلى الكوفة ومعه مسلم بن عمرو الباهلي وشريك بن الأعور الحارثي وحشمه وأهل بيته. حتّى دخل الكوفة مما يلي النجف ، وعليه عمامة سوداء ، وهو متلثّم.

٤٥٨

فقالت امرأة : الله أكبر ، ابن رسول الله وربّ الكعبة. فتصايح الناس وقالوا : إنا معك أكثر من أربعين ألفا. وازدحموا حتّى أخذوا بذنب دابته.

وكان الناس قد بلغهم إقبال الحسينعليه‌السلام إليهم وهم ينتظرونه ، فظنوا أنه الحسينعليه‌السلام . فأخذ لا يمرّ على جماعة من الناس إلا سلّموا عليه ، وقالوا :مرحبا بك يابن رسول الله ، قدمت خير مقدم. فرأى من تباشرهم بالحسينعليه‌السلام ما ساءه.

فقال مسلم الباهلي لما أكثروا : تأخروا ، هذا الأمير عبيد الله بن زياد.

وسار حتّى وافى القصر ليلا ومعه جماعة قد التفّوا به ، لا يشكّون أنه الحسينعليه‌السلام . فأغلق النعمان بن بشير القصر عليه

٥٢١ ـ ابن زياد يتزيّى بزيّ الحسينعليه‌السلام ليخدع الناس :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٩)

فلما كان من الغد نادى في الناس ، وخرج من البصرة يريد الكوفة ، ومعه أبو قتيبة مسلم بن عمرو الباهلي ، والمنذر بن الجارود العبدي ، وشريك بن عبد الله الهمداني. فلم يزل يسير حتّى بلغ قريبا من الكوفة ، ثم نزل.

ولما أمسى وجاء الليل ، دعا بعمامة سوداء فاعتجر بها متلثما ، ثم تقلد سيفه وتوشح قوسه وتنكّب كنانته ، وأخذ في يده قضيبا ، واستوى على بغلة له شهباء.وركب أصحابه ، وسار حتّى دخل الكوفة عن طريق البادية ، وذلك في ليلة مقمرة ، والناس يتوقعون قدوم الحسينعليه‌السلام . فجعلوا ينظرون إليه وإلى أصحابه ، وهو في ذلك يسلّم عليهم ، وهم لا يشكوّن في أنه الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فهم يمشون بين يديه ويقولون : مرحبا بك يابن رسول الله ، قدمت خير مقدم. فرأى عبيد الله من تباشير الناس ما ساءه ، فسكت ولم يكلمهم ولا ردّ عليهم شيئا. فتكلم مسلم بن عمرو الباهلي ، فقال : إليكم عن الأمير يا ترابيّة ، فليس هذا من تظنون ، هذا الأمير عبيد الله بن زياد ، فتفرق الناس عنه.

(وفي مروج الذهب للمسعودي ، ج ٣ ص ٦٧) :

حتّى انتهى إلى القصر وفيه النعمان بن بشير ، فتحصّن (النعمان) فيه ثم أشرف عليه ، فقال : يابن رسول الله مالي ولك![يظن القادم هو الحسين] ، وما حملك على قصد بلدي من بين البلدان؟. فقال ابن زياد : لقد طال نومك يا نعيم ، وحسر اللثام

٤٥٩

عن فيه فعرفه ، ففتح له. وتنادى الناس : ابن مرجانة ، وحصبوه بالحصباء ، ففاتهم ودخل القصر.

(وفي لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٤٨ ط نجف) :

ودخل عبيد الله بن زياد الكوفة ليلا مسرعا ، وقد لبس ثيابا يمانية وعمامة سوداء ، وهو متلثّم ليوهم الناس أنه الحسينعليه‌السلام ، فلما رآه الناس ظنوه الحسينعليه‌السلام فتصايحوا وقالوا : إنا معك أكثر من أربعين ألفا. وأخذ لا يمرّ على جماعة من الناس إلا سلّموا عليه وقالوا : مرحبا بك يابن رسول الله ، قدمت خير مقدم.وازدحموا عليه ، حتّى أتى قصر الإمارة.

وفي الصباح نادى ابن زياد في الناس : الصلاة جامعة ، فخطب فيهم وهددهم وتوعّد منهم كل من يساعد مسلم بن عقيل.

٥٢٢ ـ أول خطاب لابن زياد في أهل الكوفة :

(أيام العرب في الإسلام لمحمد أبي الفضل إبراهيم ، ص ٤٠٤ ط ٤)

وأصبح ابن زياد فجلس على المنبر ، وقال :

أما بعد ، فإن أمير المؤمنين ولّاني مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم ، وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم ، وبالشدة على مريبكم وعاصيكم ، وأنا متّبع فيكم أمره ، ومنفّذ عهده ؛ فأنا لمحسنكم كالوالد البرّ ، ولمطيعكم كالأخ الشقيق ، وسيفي وسوطي على من ترك أمري وخالف عهدي ، فليبق امرؤ على نفسه.

٥٢٣ ـ ابن زياد يعامل الناس معاملة شديدة :

(المصدر السابق)

ثم نزل ، وأخذ العرفاء والناس أخذا شديدا ، وقال : اكتبوا إلى الغرباء ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين ، ومن فيكم من الحرورية [فريق من الخوارج] وأهل الريب الذين رأيهم الخلاف والشقاق ، فمن كتبهم لنا برئ ، ومن لم يكتب لنا أحدا فليضمن لنا من في عرافته ؛ ألّا يخالفنا فيهم مخالف ، ولا يبغي علينا منهم باغ ؛ فمن لم يفعل برئت منه الذمة ، وحلال لنا دمه وماله. وأيما عريف وجد في عرافته من بغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا ، صلب على باب داره ، وألغيت تلك العرافة من العطاء.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَمَّنْ لَمْ يُدْرِكِ الْخُطْبَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟

قَالَ(١) : « يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، فَإِنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ فَلَمْ يُدْرِكْهَا(٢) ، فَلْيُصَلِّ أَرْبَعاً » وَقَالَ : « إِذَا أَدْرَكْتَ الْإِمَامَ قَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ الرَّكْعَةَ(٣) الْأَخِيرَةَ ، فَقَدْ أَدْرَكْتَ الصَّلَاةَ ؛ وَإِنْ(٤) كُنْتَ(٥) أَدْرَكْتَهُ بَعْدَ مَا رَكَعَ ، فَهِيَ الظُّهْرُ أَرْبَعٌ(٦) ».(٧)

٧٤ - بَابُ التَّطَوُّعِ (٨) يَوْمَ الْجُمُعَةِ‌

٥٤٨٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ(٩) وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ‌

____________________

(١). في « ظ »والتهذيب والاستبصار : « فقال ».

(٢). في « ى » : « ولم يدركها ».

(٣). فيالتهذيب ، ص ١٦٠ : - « الركعة ».

(٤). في « بح »والتهذيب والاستبصار : « فإن ».

(٥). في « ظ » وحاشية « بث » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : « أنت ».

(٦). فيالوافي : « أربعاً ».

(٧).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٦٠ ، ح ٣٤٣ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٢٤٣ ، ح ٦٥٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢١ ، ح ١٦٢٢ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٥٩ ، ح ٧٩٣٦ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٤٥ ، ح ٩٥٣٦.

(٨). في « بث » : + « في ».

(٩). فيالتهذيب والاستبصار : « محمّد بن يحيى » ، وقد تكرّرت في أسناد الكافي رواية عليّ بن محمّد وغيره‌عن سهل بن زياد. اُنظر على سبيل المثال ح ٣٩٠٩ و ٤١٧٤ و ٥٠٦١ و ٥٢٦٠ و ٥٤٨٦ و ٥٦٤٩.

وأمّا رواية محمّد بن يحيى عن سهل بن زياد ، فلم تثبت في أسناد الكافي. وما ورد في الكافي ، ح ١٢١٧١ من رواية محمّد بن يحيى ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، الظاهر أنّ محمّد بن يحيى فيه مصحّف من محمّد بن الحسن ؛ فقد تكرّر هذا الارتباط في الكافي ، ح ٦١ و ٥٤٩٠ و ٥٦٩٩.

٤٨١

أَبي نَصْرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « الصَّلَاةُ(١) النَّافِلَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سِتُّ رَكَعَاتٍ بُكْرَةً(٢) ، وَسِتُّ رَكَعَاتٍ صَدْرَ النَّهَارِ(٣) ، وَرَكْعَتَانِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ(٤) ، ثُمَّ صَلِّ(٥) الْفَرِيضَةَ ، وَصَلِّ(٦) بَعْدَهَا سِتَّ رَكَعَاتٍ(٧) ».(٨)

٥٤٨٧/ ٢. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مُرَادِ بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ :

____________________

= وأمّا ما ورد في الكافي ، ح ١٣٥١٤ من رواية عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد ، ومحمّد بن يحيى عن سهل بن زياد ، ومحمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد ، وعليّ بن إبراهيم عن أبيه ، فلم يرد « محمّد بن يحيى عن سهل بن زياد » في بعض النسخ وهو الظاهر ، كما يأتي في موضعه.

(١). في « ى » : - « الصلاة ». وفيالوافي : « صلاة ».

(٢). فيالتهذيب والاستبصار : - « ستّ ركعات بكرة و ».

(٣). فيالاستبصار : + « وستّ ركعات عند ارتفاعه ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣٦٧ : « قولهعليه‌السلام : إذا زالت الشمس ، أي قبل تحقّق الزوال ، كما يدلّ عليه الخبر الآتي وقال الفاضل التستريرحمه‌الله : في الخلاف بعد ما اختار استحباب تقديم نوافل الظهر ، قال : ولم أعرف من الفقهاء وفاقاً في ذلك. فالعمل بما يدلّ على التقديم أولى ؛ لما فيه من المخالفة للعامّة ». وراجع : الخلاف ، ج ١ ، ص ٦٣٢ ، المسألة ٤٠٦.

(٥). فيالاستبصار : « تصلّي ».

(٦). في الوسائل والتهذيب والاستبصار : « ثمّ صلّ ».

(٧). في « ى » : - « بكرة - إلى - ستّ ركعات ».

(٨).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٠ ، ح ٣٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٠٩ ، ح ١٥٦٥ ، معلّقاً عن الكليني.قرب الإسناد ، ص ٣٦٠ ، ح ١٢٨٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٠١ ، ح ٧٨١٨ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٢٥ ، ح ٩٤٨٤.

٤٨٢

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَمَّا أَنَا ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَكَانَتِ(١) الشَّمْسُ مِنَ الْمَشْرِقِ بِمِقْدَارِهَا(٢) مِنَ الْمَغْرِبِ فِي وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ ، صَلَّيْتُ سِتَّ رَكَعَاتٍ ، فَإِذَا انْتَفَخَ النَّهَارُ(٣) ، صَلَّيْتُ سِتّاً ، فَإِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ(٤) أَوْ زَالَتْ ، صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ، ثُمَّ صَلَّيْتُ بَعْدَهَا سِتّاً ».(٥)

٥٤٨٨/ ٣. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ(٦) ، أَوْ(٧) عَنْ(٨) مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَجْلَانَ(٩) ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِذَا كُنْتَ شَاكّاً فِي الزَّوَالِ ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ(١٠) ، فَإِذَا اسْتَيْقَنْتَ ،

____________________

(١). في « ظ » : « فكانت ».

(٢). فيالوسائل والتهذيب : « مقدارها ».

(٣). في « ظ ، ى ، بث » وحاشية « بس ، جن » : « انفتح النهار ». وفيالوسائل والتهذيب : « ارتفع النهار ». وقوله : « انتفخ النهار » ، أي ارتفع وعلا. وقيل : انتفخ النهار : علا قبل الانتصاف بساعة ، والنفخ : ارتفاع الضحى. اُنظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٦٤ ( نفخ ).

(٤). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جن » والوافي والوسائل : - « الشمس ».

(٥).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١١ ، ح ٣٥ ، معلّقاً عن الكليني.الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤١٠ ، ح ١٥٦٦ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيدالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٠١ ، ح ٧٨١٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٢٥ ، ح ٩٤٨٣.

(٦). في « ظ » : + « بن أيّوب ».

(٧). في « ظ »والوسائل : - « أو ». وهو سهو ؛ فقد أكثر الحسين بن سعيد من الرواية عن محمّد بن سنان ، ولم نجد رواية فضالة عن محمّد بن سنان في موضع. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٤٨٢ - ٤٨٣.

(٨). في « ى ، بح ، جن » وحاشية « بس » : - « عن ».

(٩). ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٣ ، ص ١٢ ، ح ٣٩ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤١٢ ، ح ١٠ بسنده عن ابن مسكان ، عن عبدالرحمن بن عجلان. وهو سهو ؛ فإنّه لم يرد لعبد الرحمن بن عجلان ذكر في كتب الرجال. والمذكور في أصحاب أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام ، هو عبدالله بن عجلان. راجع : رجال البرقي ، ص ١٠ ؛ وص ٢٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٣٩ ، الرقم ١٤٧٥.

(١٠). في الوافي والتهذيب والاستبصار : « الركعتين ».

٤٨٣

فَابْدَأْ بِالْفَرِيضَةِ ».(١)

٧٥ - بَابُ نَوَادِرِ الْجُمُعَةِ‌

٥٤٨٩/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « تَقُولُ(٢) فِي آخِرِ سَجْدَةٍ مِنَ النَّوَافِلِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ(٣) : "اللّهُمَّ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، وَاسْمِكَ(٤) الْعَظِيمِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ" سَبْعاً(٥) ».(٦)

٥٤٩٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ فِي‌

____________________

(١).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٢ ، ح ٣٩ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤١٢ ، ح ١٥٧٤ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن عبدالرحمن بن عجلانالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٠٧ ، ح ٧٨٣٣ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣١٨ ، ح ٩٤٥٨.

(٢). في « بث » : « يقول ».

(٣). في الفقيهوالخصال : + « وإن قاله كلّ ليلة فهو أفضل ».

(٤). فيالوافي والتهذيب ، ج ٣ : « وأسألك باسمك ». وفيالوسائل : « وباسمك ».

(٥). فيالتهذيب ، ج ٢ : - « سبعاً ».

(٦).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٨ ، ح ٢٤ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٢٤ ، صدر ح ١٢٥١ ، معلّقاً عن عبدالله بن سنان ؛الخصال ، ص ٣٩٣ ، باب السبعة ، صدر ح ٤٣١ ، بسنده عن عبدالله بن سنان.التهذيب ، ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ٤٣١ ، بسند آخر. وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٠٩٦ ، ح ٧٨٠٤ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٩٤ ، ح ٩٦٧٤.

٤٨٤

اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ ، وَالْيَوْمِ الْأَزْهَرِ : لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ ، وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ. فَسُئِلَ(١) إِلى كَمِ الْكَثِيرُ؟ قَالَ : إِلى مِائَةٍ ، وَمَا زَادَتْ فَهُوَ أَفْضَلُ ».(٢)

٥٤٩١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يُعْبَدُ اللهُ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ».(٣)

٥٤٩٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ : « إِذَا صَلَّيْتَ(٤) يَوْمَ الْجُمُعَةِ(٥) ، فَقُلِ : "اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(٦) ، الْأَوْصِيَاءِ الْمَرْضِيِّينَ ، بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ ، وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ ، وَالسَّلَامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ" ؛ فَإِنَّهُ(٧) مَنْ قَالَهَا فِي دُبُرِ الْعَصْرِ ، كَتَبَ اللهُ لَهُ(٨) مِائَةَ‌

____________________

(١). في « ى » : « وسئل ».

(٢).المحاسن ، ص ٥٩ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ٩٦ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف. فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ١٣٠ ، إلى قوله : « ليلة الجمعة ويوم الجمعة » مع اختلاف يسير. وراجع :الخصال ، ص ٣٩٣ ، باب السبعة ، ح ٩٥الوافي ، ج ٨ ، ص ١٠٩٧ ، ح ٧٨٠٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٨٧ ، ح ٩٦٥٦.

(٣).الوافي ، ج ٨ ، ص ١٠٩٨ ، ح ٧٨١٠ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٨٨ ، ح ٩٦٥٧.

(٤). في التهذيب والأمالي للصدوق وثواب الأعمال والأمالي للطوسي : + « العصر ».

(٥). فيالوافي : « إذا صلّيت يوم الجمعة ؛ يعني إذا فرغت من الفريضتين ، كما يظهر من آخر الحديث والحديث الآتي ». الحديث الآتي هو الذي روي فيالتهذيب ، ج ٣ ، ص ١٩ ، ح ٦٨ ، وفيه : « إذا صلّيت العصر يوم الجمعة فقل : اللّهمّ صلّ ».

(٦). في « بث ، بح ، بس ، جن » : « وعلى آل محمّد ».

(٧). في « ظ »والأمالي للصدوق وثواب الأعمال : « فإنّ ».

(٨). في « بث » : - « له ».

٤٨٥

أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَحَا عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ، وَقَضى لَهُ(١) بِهَا(٢) مِائَةَ أَلْفِ حَاجَةٍ ، وَرَفَعَ(٣) لَهُ بِهَا مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ».(٤)

٥٤٩٣/ ٥. وَرُوِيَ : « أَنَّ(٥) مَنْ قَالَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ ، رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ عَبْدٍ حَسَنَةً ، وَكَانَ عَمَلُهُ فِي(٦) ذلِكَ الْيَوْمِ مَقْبُولاً ، وَجَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ نُورٌ ».(٧)

٥٤٩٤/ ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ(٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « يُسْتَحَبُّ أَنْ تَقْرَأَ(٩) فِي دُبُرِ الْغَدَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‌

____________________

(١). في « بح » : - « له ».

(٢). في « جن » : - « بها ».

(٣). في « جن » : « فرفع ».

(٤).المحاسن ، ص ٥٩ ، كتاب ثواب الأعمال ، ذيل ح ٩٦ ؛وثواب الأعمال ، ص ١٨٩ ، ذيل ح ١ ، بسند آخر عن أحدهماعليهما‌السلام . وفيالأمالي للصدوق ، ص ٣٩٩ ، المجلس ٦٢ ، ح ١٦ ؛وثواب الأعمال ، ص ٥٩ ، ح ١ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ١٩ ، ح ٦٨ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٤٠ ، المجلس ١٥ ، ح ٤٣ ، بسند آخر عن الباقرعليه‌السلام هكذا : « إذا صلّيت العصر يوم الجمعة فقل » ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٩٨ ، ح ١٠٩٨ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٩٨ ، ذيل ح ٩٦٨١.

(٥). في « ظ » : « أنّه ».

(٦). فيالوسائل : - « في ».

(٧).الوافي ، ج ٨ ، ص ١٠٩٨ ، ح ٧٨١٢ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٩٨ ، ح ٩٦٨٢.

(٨). فيالوسائل : « معلّى بن محمّد » بدل « عبدالله بن عامر ». وهو سهو ؛ فقد روى الحسين بن محمّد ، عن‌عبدالله بن عامر ، عن عليّ بن مهزيار في أسنادٍ عديدة ، ولم يثبت توسّط معلّى بن محمّد بين الحسين بن محمّد وبين عليّ بن مهزيار في موضع. والظاهر أنّ كثرة روايات الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد ، أوجب سبق قلم بعض النسّاخ إلى كتابة « معلّى بن محمّد » موضع « عبدالله بن عامر ». راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ - ٣٤٧ ؛ وج ١٠ ، ص ٤٨٢ - ٤٨٣.

(٩). في « بث ، بح » والبحار : « أن يقرأ ».

٤٨٦

« الرَّحْمنَ » كُلَّهَا ، ثُمَّ تَقُولَ كُلَّمَا قُلْتَ :( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) (١) : لَابِشَيْ‌ءٍ مِنْ آلَائِكَ رَبِّ أُكَذِّبُ ».(٢)

٥٤٩٥/ ٧. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَنْ قَرَأَ(٣) الْكَهْفَ فِي كُلِّ(٤) لَيْلَةِ جُمُعَةٍ(٥) ، كَانَتْ كَفَّارَةَ(٦) مَا بَيْنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ ».(٧)

* قَالَ : وَرَوى غَيْرُهُ(٨) أَيْضاً فِيمَنْ قَرَأَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ مِثْلَ ذلِكَ.(٩)

٥٤٩٦/ ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

____________________

(١). الرحمن (٥٥) : ١٣.

(٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٨ ، ح ٢٥ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيار ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز. ثواب الأعمال ، ص ١٤٤ ، ح ٢ ، بسند آخر ، من قوله : « كلّما قلت( فَبِأَيِّ آلاءِ ) ، مع زيادة في آخره. المقنعة ، ص ١٥٨ ، مرسلاً ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٠٠ ، ح ٧٨١٥ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٠٩ ، ذيل ح ٩٧١٢ ؛ البحار ، ج ٩٢ ، ص ٣٠٦ ، ح ٣.

(٣). فيالوافي والتهذيب : + « سورة ».

(٤). في « بث » : - « كلّ ».

(٥). في « ى ، بخ » : « الجمعة ».

(٦). فيالوافي والتهذيب : + « له ».

(٧).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٨ ، ح ٢٦ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيار. المقنعة ، ص ١٥٧ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٠٠ ، ح ٧٨١٦ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٠٨ ، ح ٩٧١٢.

(٨). الظاهر رجوع الضمير المستتر في « قال » ، إلى المصنّف ، كما أنّ ضمير « غيره » راجع إلى عليّ بن مهزيار.

(٩).الوافي ، ج ٨ ، ص ١١٠٠ ، ح ٧٨١٧ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٠٨ ، ح ٩٧١٣.

٤٨٧

كَانَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام يُبَكِّرُ(١) إِلَى الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ تَكُونُ(٢) الشَّمْسُ قِيدَ(٣) رُمْحٍ ، فَإِذَا كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ ، يَكُونُ قَبْلَ ذلِكَ ، وَكَانَ يَقُولُ : « إِنَّ لِجُمَعِ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلى جُمَعِ سَائِرِ الشُّهُورِ فَضْلاً(٤) ، كَفَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلى سَائِرِ الشُّهُورِ ».(٥)

٥٤٩٧/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(٦) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ(٧) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ فِي رَجُلٍ أَدْرَكَ الْجُمُعَةَ وَقَدِ ازْدَحَمَ النَّاسُ ، فَكَبَّرَ مَعَ الْإِمَامِ وَرَكَعَ ، وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى السُّجُودِ ، وَقَامَ الْإِمَامُ وَالنَّاسُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ ، وَقَامَ هذَا مَعَهُمْ ، فَرَكَعَ الْإِمَامُ ، وَلَمْ يَقْدِرْ هذَا عَلَى الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الزِّحَامِ ، وَقَدَرَ عَلَى السُّجُودِ : كَيْفَ يَصْنَعُ؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَمَّا الرَّكْعَةُ الْأُولى ، فَهِيَ إِلى عِنْدِ الرُّكُوعِ تَامَّةٌ ، فَلَمَّا لَمْ‌

____________________

(١). التبكير : الاتيان بكرةً ، قال العلّامة الفيض : « اُريد بالتبكير إلى المسجد إتيانه بكرةً وإدراكه بِكراً ». اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٠٥ ( بكر ).

(٢). في « ى ، بح » والوافي : « يكون ».

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع : « قدر ». والقيد ، بالكسر : القدر ، تقول : بينهما قِيدُ رُمْح وقادُ رمح ، أي قدر رمح. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٢٩ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣١ ( قيد ).

(٤). في ثواب الأعمال : + « كفضل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على سائر الرسل و ».

(٥).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٤٤ ، ح ٤٢ ، معلّقاً عن أبي عليّ الأشعري. ثواب الأعمال ، ص ٦٢ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن النضر الخزّاز ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١١٣ ، ح ٧٨٤٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٤٨ ، ح ٩٥٤٣.

(٦). في « بث ، بخ ، بس » : « القاشاني ».

(٧). فيالوسائل : - « المنقري ».

٤٨٨

يَسْجُدْ لَهَا حَتّى دَخَلَ فِي الثَّانِيَةِ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ ذلِكَ ، فَلَمَّا سَجَدَ فِي الثَّانِيَةِ ، إِنْ(١) كَانَ نَوى(٢) هذِهِ السَّجْدَةَ الَّتِي(٣) هِيَ الرَّكْعَةُ(٤) الْأُولى ، فَقَدْ تَمَّتْ لَهُ الْأُولى ، وَإِذَا(٥) سَلَّمَ الْإِمَامُ ، قَامَ فَصَلّى رَكْعَةً ، ثُمَّ(٦) يَسْجُدُ فِيهَا ، ثُمَّ يَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ ؛ وَإِنْ كَانَ لَمْ يَنْوِ أَنْ تَكُونَ(٧) تِلْكَ السَّجْدَةُ لِلرَّكْعَةِ الْأُولى ، لَمْ تُجْزِ(٨) عَنْهُ الْأُولى وَلَا الثَّانِيَةُ »(٩) (١٠)

٥٤٩٨/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

____________________

(١). في الوافي والتهذيب : « فإن » ‌

(٢). في الوافي والتهذيب : + « أنّ ».

(٣). فيا لوافي والتهذيب : - « التي ».

(٤). فيالوافي : « للركعة ».

(٥). في « بح ، بس » والوافي والتهذيب والفقيه : « فإذا ».

(٦). فيالوافي : - « ثمّ ».

(٧). في « ظ ، ي ، بح ، بخ ، جن » : « أن يكون ».

(٨). في « بخ ، بس » : « لم يجز ». وفيالوافي : « لم يجزء ».

(٩). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام ولا الثانية ، وفيالتهذيب بعد ذلك : وعليه أن يسجد سجدتين وينوي أنَّهما للركعة الأولى ، وعليه بعد ذلك بركعة الثانية يسجد فيها. وعمل به الشيخ في المبسوط والمرتضى في المصباح ، والمشهور : بطلان الصلاة حينئذٍ. وقال بعض الأفاضل : قوله : وإن كان لم ينو ، إلى آخره كلام تام لايدلّ على خلاف ما قلناه ، بل يوافقه. وقوله : وعليه أن يسجد ، إلى آخره ، كلام مستأنف مؤكّد لما تقدّم ، ويصير التقدير أنّه ليس له أن ينوى أنّها للركعة الثانية ، فإن نواها لها ، لم يسلّم له الاُولى والثانية ، بل عليه أن يسجد سجدتين ينوي بهما الاُولى ، لابعد السجود للثانية ». وراجع : المبسوط ، ج ١ ، ص ١٤٥.

(١٠).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢١ ، صدر ح ٧٨ ، بسنده عن القاسم بن محمّد. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤١٩ ، ح ١٢٣٧ ، معلّقاً عن سليمان بن داود المنقري ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٦٠ ، ح ٧٩٤٢ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٣٦ ، ذيل ح ٩٥١٥.

(١١). في البحار : + « عن أبيه ». وهو سهو ؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن أحمد بن أبي عبدالله بعنوان هذا وبعنوانيه الآخرين : أحمد بن محمّد البرقي وأحمد بن محمّد بن خالد. ولم يثبت رواية إبراهيم بن هاشم والد عليّ ، عن أحمد هذا ، في موضع. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٤٧٥.

٤٨٩

قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : يَزْعُمُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ النُّورَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَكْرُوهَةٌ؟

فَقَالَ : « لَيْسَ حَيْثُ ذَهَبَ(١) ، أَيُّ طَهُورٍ أَطْهَرُ مِنَ النُّورَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟(٢) ».(٣)

____________________

(١). فيالوافي والكافي ، ح ١٢٨١٨ : « ذهبت ».

(٢). فيمرآة العقول : « يدلّ على أنّ المنع الوارد فيه محمول على التقيّة ».

(٣). الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل والمروءة ، باب النورة ، ح ١٢٨١٨الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٢٣ ، ح ٥٠٨٢ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٦٦ ، ح ٩٥٩٦ ؛ البحار ، ج ٨٩ ، ص ٣٦٢ ، ذيل ح ٤٤.

٤٩٠

أَبْوَابُ السَّفَرِ‌

٧٦ - بَابُ وَقْتِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ وَالْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ‌

٥٤٩٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :

صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عِنْدَ الزَّوَالِ(١) ، فَقُلْتُ : بِأَبِي(٢) وَأُمِّي ، وَقْتُ الْعَصْرِ(٣) ؟

فَقَالَ : « وَقْتُ(٤) مَا تَسْتَقِيلُ(٥) إِبِلَكَ ».

فَقُلْتُ : إِذَا(٦) كُنْتُ فِي غَيْرِ سَفَرٍ؟

فَقَالَ : « عَلى أَقَلَّ مِنْ قَدَمٍ(٧) ، ثُلُثَيْ قَدَمٍ وَقْتُ الْعَصْرِ ».(٨)

____________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣٧٢ : « قولهعليه‌السلام : صلّيت ، أي في السفر ، عند الزوال ، أي أوّل الوقت ».

(٢). في « ى ، بث ، بح » والوافي : + « أنت ».

(٣). فيمرآة العقول : « قوله : وقت العصر؟ أي بنيّته؟ أو متى هو؟ ».

(٤). في « ظ »والوسائل : « ريث ».

(٥). في « بث ، بح ، بخ »والوسائل : « تستقبل ». وفي « بس » والوافي : « يستقبل ». والاستقالة : طلب الإقالة ، والاقالة : فسخ البيع وعود المبيع إلى المالك والثمن إلى المشتري. اُنظر : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٨٨ ( قيل ).

(٦). في « بث » : « فإذا ».

(٧). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : على أقلّ من قدم ، أي بعد الفراغ من الظهر ، وثلثا القدم مقدار نافلة العصر لمن يأتي بها وسطاً أو من أوّل الوقت للمستعجل ؛ فإنّه يمكن الإتيان بقرينة الظهر ونافلتها ونافلة العصر على الاستعجال في تلك المدّة. والأوّل أظهر ».

(٨).الوافي ، ج ٧ ، ص ٢٣٣ ، ح ٥٨٢٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ١٤٣ ، ح ٤٧٤٨.

٤٩١

٥٥٠٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ(١) ، عَنْ مِسْمَعٍ أَبِي سَيَّارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ وَقْتِ الظُّهْرِ فِي(٢) يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي السَّفَرِ؟

فَقَالَ : « عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ ، وَذلِكَ وَقْتُهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِ السَّفَرِ(٣) ».(٤)

٥٥٠١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ ، أَوْ عَجَّلَتْ بِهِ حَاجَةٌ ، يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ ».

قَالَ : وَقَالَ(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا بَأْسَ بِأَنْ تُعَجِّلَ(٦) الْعِشَاءَ(٧) الْآخِرَةَ فِي السَّفَرِ‌

____________________

(١). روى محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عبدالله بن عبدالرحمن كتاب عبدالله بن القاسم الحضرمي البطل ، كما في رجال النجاشي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٥٩٤ ، ووردت في الكافي ، ح ٥٢٢ و ٦٦١ و ١٤١٣ و ٢٩٣٧ و ٤٢٩٦ و ٤٧٠٢ و ١٥٠٦٦ و ١٥٠٧٦ رواية محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عبدالله بن عبدالرحمن [ الأصمّ ] ، عن عبدالله بن القاسم.

فعليه الظاهر سقوط الواسطة في ما نحن فيه ، وأنّ الموجب للسقط جواز النظر من « عبدالله » إلى « عبدالله » ، كما لايخفى.

(٢). فيالوافي : - « في ».

(٣). في حاشية « جن » : « سفر ».

(٤). الكافي ، كتاب الصلاة ، باب وقت صلاة الجمعة و ، ح ٥٤٦٢ ؛ الفقيه ، ج ١ ، ص ٤١٦ ، ح ١٢٢٩ ، مع زيادة في آخره ؛التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٤٤ ، ح ٩٧٠ و ٩٧١ ؛ وج ٣ ، ص ١٣ ، ح ٤٥ ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٤٧ ، ح ٨٨٤ و ٨٨٥ ؛ وص ٤١٢ ، ح ١٥٧٧ ، وفي كلّها بسند آخر.التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٢ ، ح ٤١ ، بسند آخر من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام . فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ١٢٣ ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١١١ ، ح ٧٨٤٤ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣١٦ ، ح ٩٤٥٠.

(٥). فيالوافي والتهذيب ، ج ٣ : « فقال ».

(٦). في « ى ، جن » والوافي والاستبصار ، ح ٤٤ : « بأن يعجّل ».

(٧). هكذا في « بس ، جت » وحاشية « جش »والتهذيب ، ح ٥٨. وفي سائر النسخ والمطبوع : « عشاء ».

٤٩٢

قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ(١) ».(٢)

٥٥٠٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

كُنْتُ أَنَا وَنَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مُتَرَافِقِينَ(٣) فِيهِمْ مُيَسِّرٌ فِيمَا(٤) بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَارْتَحَلْنَا وَنَحْنُ نَشُكُّ فِي الزَّوَالِ ، فَقَالَ(٥) بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : فَامْشُوا بِنَا قَلِيلاً حَتّى نَتَيَقَّنَ(٦) الزَّوَالَ ، ثُمَّ نُصَلِّيَ ، فَفَعَلْنَا ، فَمَا مَشَيْنَا إِلَّا قَلِيلاً حَتّى عَرَضَ لَنَا قِطَارُ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : أَتَى الْقِطَارُ(٧) ، فَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ ، فَقُلْتُ لَهُ : صَلَّيْتُمْ؟ فَقَالَ لِي : أَمَرَنَا جَدِّي(٨) ، فَصَلَّيْنَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعاً ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا ، فَذَهَبْتُ إِلى‌

____________________

(١). في « بح » : « أن تغيب الشمس » بدل « أن يغيب الشفق ».

(٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٣٣ ، ح ٦٠٩ ؛ وج ٢ ، ص ٣٥ ، ح ١٠٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ، ح ٩٨٣ ؛ معلّقاً هم عن عليّ بن إبراهيم. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٥ ، ح ١٠٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ، ح ٩٨٤ ، بسندهما عن حمّاد بن عثمان ، عن محمّد بن عليّ الحلبي ، عن عبيد الله الحلبي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « قال أبو عبداللهعليه‌السلام : لابأس ». علل الشرائع ، ص ٣٢٢ ، ح ٧ ، بسند آخر عن ابن عبّاس.الأمالي للطوسي ، ص ٣٨٦ ، المجلس ١٣ ، ح ٩١ ، بسند آخر عن معاذ بن جبل ، وفي الأخيرين إلى قوله : « بين المغرب والعشاء » مع اختلاف. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٤٧ ، ذيل ح ١٢٩٩ ، من قوله : « قال أبو عبداللهعليه‌السلام : لا بأس »الوافي ، ج ٧ ، ص ٢٨١ ، ح ٥٩٠٩ ؛ وص ٢٩٩ ، ح ٥٩٥٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٢٠٣ ، ذيل ح ٤٩٢٣ ؛ وص ٢١٩ ، ذيل ح ٤٩٦٦.

(٣). يقال : ترافق القوم وارتفقوا ، أي صاروا رفقاء. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٢٠ ( رفق ).

(٤). في « بث » : « ما ».

(٥). في « ظ ، بخ » والوافي : « وقال ».

(٦). في « بخ ، جن » : « حتّى يتيقّن ».

(٧). القِطار والقِطارة : أن تُشَدَّ الإبل على نَسَقٍ واحداً خلف واحد. اُنظر : النهاية ، ج ٤ ، ص ٨٠ ( قطر ).

(٨). في « ى » : « جدّنا ». وفيمرآة العقول : « قوله : جدّنا ، أي الصادقعليه‌السلام ؛ لأنّ محمّداً كان سبطهعليه‌السلام ، ويدلّ على‌جواز الجمع بين الصلاة وإيقاعهما معاً أوّل الوقت في السفر ، بل رجحان ذلك ».

٤٩٣

أَصْحَابِي ، فَأَعْلَمْتُهُمْ ذلِكَ.(١)

٥٥٠٣/ ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَقْتُ الْمَغْرِبِ فِي السَّفَرِ إِلى ثُلُثِ اللَّيْلِ ».

* وَرُوِيَ أَيْضاً : « إِلى نِصْفِ اللَّيْلِ ».(٢)

٧٧ - بَابُ حَدِّ الْمَسِيرِ الَّذِي تُقْصَرُ (٣) فِيهِ الصَّلَاةُ‌

٥٥٠٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلٍ(٤) ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « التَّقْصِيرُ(٥) فِي بَرِيدٍ(٦) ؛ وَالْبَرِيدُ أَرْبَعَةُ‌

____________________

(١).الوافي ، ج ٧ ، ص ٢٨١ ، ح ٥٩١٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ١٣١ ، ح ٤٧١٤.

(٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٣٣ ، ح ٦١٠ ، بسنده عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن عمر بن يزيد. الكافي ، كتاب الصلاة ، باب وقت المغرب والعشاء الآخرة ، ح ٤٨٥٤ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن عمر بن يزيد ، وتمام الرواية فيهما : « وقت المغرب في السفر إلى ربع الليل ». راجع : الكافي ، نفس الباب ، ح ٤٨٥٦ ؛والفقيه ، ج ١ ، ص ٤٤٧ ، ح ١٢٩٩ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٠٣٧ ؛ وج ٣ ، ص ٢٣٤ ، ح ٦١١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٧٠ ، ح ٩٧٦الوافي ، ج ٧ ، ص ٢٩١ ، ح ٥٩٣٤ و ٥٩٣٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ١٩٣ ، ح ٤٨٩٥ و ٤٨٩٧.

(٣). في « ى ، بخ ، جن » : « يقصر ».

(٤). في « بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » وحاشية « ظ » : « حمّاد ».

(٥). فيالوسائل : + « في السفر ».

(٦). في « بس » : « البريد ». وقال ابن الأثير : « البريد : كلمة فارسيّة يراد بها في الأصل البغل ، وأصلها : بُريده دم ، أي محذوف الذَنَب ؛ لأنّ بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها فاُعربت وخُفّفت ، ثمّ سمّي الرسول الذي يركبه بريداً ، والمسافة التي بين السكّتين بريداً ، والسكّة : موضع كان يسكنه الفُيوج =

٤٩٤

فَرَاسِخَ(١) ».(٢)

٥٥٠٥/ ٢. وَعَنْهُ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَدْنى مَا يَقْصُرُ فِيهِ الْمُسَافِرُ؟ فَقَالَ : « بَرِيدٌ(٤) ».(٥)

____________________

= المرتّبون من بيت أو قبّة أو رباط ، وكان يرتّب في كلّ سكّة بغال ، وبُعد ما بين السكّتين فرسخان ، وقيل : أربعة ، والفرسخ ثلاثة أميال ، والميل أربعة آلاف ذراع ». النهاية ، ج ١ ، ص ١١٥ ( برد ).

(١). هذا الحديث بتمامه لم يرد في « ى ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣٧٤ : « ذهب علماؤنا أجمع إلى أنّ القصر يجب في مسير يوم تامّ بريدان ، أربعة وعشرون ميلاً » ثمّ ذكر أن اختلف الأصحاب في حكم المسافة في الأربعة فراسخ ، فذهب جمع إلى وجوب التقصير عليه إذا أراد الرجوع ليومه والمنع من التقصير إذا لم يرد ذلك ، وذهب جمع آخر إلى التخيير في الأخير ، وظاهر الكلينيقدس‌سره اختيار الأربعة مطلقاً.

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ، ح ٦٥٣ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٢٠٧ ، ح ٤٩٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ، ح ٧٩٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ، ح ٦٥٦ ، بسنده عن ابن أبي عمير. وفيه ، ج ٣ ، ص ٢٠٩ ، ح ٥٠١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٢٤ ، ح ٧٩٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وفيه ، ح ٧٩٥ ؛ وص ٢٢٥ ، ح ٧٩٨ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٠٨ ، ح ٤٩٩ و ٥٠٠ ؛ وص ٢٠٩ ، ح ٥٠٢ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. راجع :قرب الإسناد ، ص ٣٨٣ ، ح ١٣٤٩ ؛والفقيه ، ج ١ ، ص ٤٣٦ ، ح ١٢٦٨ ؛ وص ٤٤٧ ، ح ١٣٠٢ ؛ وص ٤٤٩ ، ح ١٣٠٣ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٠٧ ، ح ٤٩٣ ؛ وص ٢٠٩ ، ح ٥٠٤ ؛ وص ٢١٠ ، ح ٥٠٦ ؛ وج ٤ ، ص ٢٢٣ ، ح ٦٥٢ ؛ وص ٢٢٤ ، ح ٦٥٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ، ح ٧٨٧ و ٧٨٨ ؛ وص ٢٢٥ ، ح ٨٠٠الوافي ، ج ٧ ، ص ١٢٣ ، ح ٥٥٩٥ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٥٩ ، ح ١١١٦٦.

(٣). في « ى » : « عليّ بن إبراهيم » بدل « وعنه ».

(٤). فيالتهذيب ، ح ٤٩٦ و ٦٥٧والاستبصار ، ح ٧٩٢ : « بريد ذاهباً وبريد جائياً ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ، ح ٦٥٤ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ج ٣ ، ص ٢٠٧ ، ح ٤٩٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ، ح ٧٩١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. وفيه ، ح ٧٩٢ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٠٨ ، ح ٤٩٦ ، بسند آخر. وفيه ، ج ٤ ، ص ٢٢٤ ، ح ٦٥٧ ، بسند آخر ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ١٢٣ ، ح ٥٥٩٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٦٠ ، ح ١١١٦٧.

٤٩٥

٥٥٠٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَزَّازِ(١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٢) : « بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ ، وَأَبِي عِنْدَ وَالٍ لِبَنِي أُمَيَّةَ عَلَى الْمَدِينَةِ(٣) إِذْ جَاءَ أَبِي ، فَجَلَسَ ، فَقَالَ : كُنْتُ عِنْدَ هذَا قُبَيْلُ ، فَسَأَلَهُمْ عَنِ التَّقْصِيرِ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : فِي ثَلَاثٍ(٤) ، وَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ(٥) : يَوْمٍ(٦) وَلَيْلَةٍ ، وَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : رَوْحَةٍ(٧) ، فَسَأَلَنِي ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِالتَّقْصِيرِ ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله : فِي كَمْ ذَاكَ؟ فَقَالَ : فِي بَرِيدٍ(٩) ، قَالَ : وَأَيُّ شَيْ‌ءٍ الْبَرِيدُ؟ قَالَ(١٠) : مَا بَيْنَ ظِلِّ عَيْرٍ إِلى فَيْ‌ءِ وُعَيْرٍ(١١) ».

____________________

(١). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس »والوسائل : « الخرّاز ». وهو سهو كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٥٤٧٠ ، فلاحظ.

(٢). في « بث ، بس » : - « قال ».

(٣). في « ى » : - « على المدينة ».

(٤). قولهعليه‌السلام : « في ثلاث » ، أي في ثلاث ليال. اُنظر :الوافي ومرآة العقول .

(٥). في « ى » : + « في ».

(٦). في « بخ » والوافي : « يوماً ».

(٧). « رَوْحة » ، أي مقدار روحة ، وهي مرّة من الرواح بمعنى السير أيّ وقت كان ، وقيل : أصل الرواح أن يكون‌بعد الزوال إلى الليل. اُنظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧٣ ( روح ).

(٨). في « جن » : « النبي له ».

(٩). في « ظ » : « قال بريد » بدل « فقال : في بريد ».

(١٠). في « بس »والوسائل : « فقال ».

(١١). فيالوافي : « عير ، وَوُعَيْر : جبلان بالمدينة معروفان. وإنّما قال : ما بين ظلّ عير إلى في‌ء وُعَير ؛ لأنّ الفي‌ء إنّما يطلق على ما يحدث بعد النور ، من فاء يفي‌ء : إذا رجع. ولعلّ عيراً في جانب المشرق ووُعيراً في جانب المغرب ، وإنّما العبرة بالظلّ عند الطلوع والغروب ». وانظر أيضاً : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٣ ( عير ) ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٥١١ ( وعر ) ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣٧٦.

٤٩٦

قَالَ : « ثُمَّ عَبَرْنَا زَمَاناً(١) ، ثُمَّ رَأى(٢) بَنُو أُمَيَّةَ يَعْمَلُونَ أَعْلَاماً عَلَى الطَّرِيقِ(٣) ، وَأَنَّهُمْ ذَكَرُوا مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَذَرَعُوا مَا بَيْنَ ظِلِّ عَيْرٍ إِلى فَيْ‌ءِ وُعَيْرٍ ، ثُمَّ جَزَّؤُوهُ(٤) إِلى(٥) اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً ، فَكَانَ(٦) ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةِ ذِرَاعٍ كُلُّ مِيلٍ ، فَوَضَعُوا(٧) الْأَعْلَامَ ، فَلَمَّا ظَهَرَ بَنُو هَاشِمٍ(٨) ، غَيَّرُوا أَمْرَ بَنِي أُمَيَّةَ غَيْرَةً(٩) ؛ لِأَنَّ الْحَدِيثَ هَاشِمِيٌّ ، فَوَضَعُوا إِلى جَنْبِ كُلِّ عَلَمٍ عَلَماً ».(١٠)

٥٥٠٧/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنْ حَدِّ الْأَمْيَالِ الَّتِي يَجِبُ فِيهَا التَّقْصِيرُ؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله جَعَلَ حَدَّ الْأَمْيَالِ مِنْ ظِلِّ عَيْرٍ إِلى‌

____________________

(١). فيالوافي : « ثمّ عبرنا ، أي مضينا ؛ يعني به أنّه مرّ على ذلك زمان ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي . وفي المطبوع : + « [ رُؤي ] ». وفيالوافي : « ثمّ رأى ، من الرأي ، ويجوز أن يكون من الرؤية على بناء المفعول » ، واستظهر الأوّل فيمرآة العقول .

(٣). في « بح » : « طريق ».

(٤). هكذا في أكثر النسخ. وفي بعض النسخ والمطبوع والوافي : « جزّوه ».

(٥). في « بح ، بس » والوافي والوسائل : « على ».

(٦). في « ظ » والوافي والوسائل : « فكانت ». وفي « بث » : « وكان ».

(٧). في حاشية « بح » : « ووضعوا ».

(٨). فيمرآة العقول : « المراد ببني هاشم بنو العبّاس ».

(٩). « غيرةً » مفعول مطلق ، أي تغييراً ما ؛ لأنّهم لم يغيرّوا المقدار ، أو مفعول له ؛ يعني أنّ الغيرة حملتهم على تغيير الأعلام ؛ لأنّ الحديث هاشمي صدر من بني هاشم ، أي صدر من أبي جعفرعليه‌السلام فغاروا عليه أن ينسب إلى بني اُميّة. اُنظر :الوافي ، ، ج ٧ ، ص ١٢٤ ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣٧٦.

(١٠). الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٤٧ ، ح ١٣٠٢ ، مرسلاً ، من قوله : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا نزل عليه » إلى قوله : « ثلاثه آلاف وخمسمائة ذراع كلّ ميل » مع اختلاف يسير ، وفيه : « فكان كلّ ميل ألفاً وخمسمائة ذراع وهو أربعة فراسخ »الوافي ، ج ٧ ، ص ١٢٣ ، ح ٥٥٩٧ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٦٠ ، ح ١١١٦٩.

(١١). في « بح » : « بعض أصحابنا ».

٤٩٧

ظِلِّ وُعَيْرٍ ، وَهُمَا جَبَلَانِ بِالْمَدِينَةِ ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، وَقَعَ ظِلُّ عَيْرٍ إِلى ظِلِّ وُعَيْرٍ(١) ، وَهُوَ الْمِيلُ الَّذِي وَضَعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلَيْهِ(٢) التَّقْصِيرَ ».(٣)

٥٥٠٨/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ الْجَبَلِيِّ(٤) ، عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ(٥) عليه‌السلام عَنْ قَوْمٍ خَرَجُوا فِي سَفَرٍ(٦) ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِمْ فِيهِ التَّقْصِيرُ ، قَصَّرُوا مِنَ الصَّلَاةِ ، فَلَمَّا(٧) صَارُوا عَلى فَرْسَخَيْنِ ، أَوْ عَلى(٨) ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ(٩) أَوْ(١٠) أَرْبَعَةٍ ، تَخَلَّفَ عَنْهُمْ(١١) رَجُلٌ لَايَسْتَقِيمُ لَهُمْ سَفَرُهُمْ إِلَّا بِهِ ، فَأَقَامُوا يَنْتَظِرُونَ(١٢) مَجِيئَهُ إِلَيْهِمْ ، وَهُمْ(١٣) لَايَسْتَقِيمُ لَهُمُ السَّفَرُ إِلَّا بِمَجِيئِهِ إِلَيْهِمْ ، فَأَقَامُوا(١٤)

____________________

(١). في « ى » : - « وهما جبلان - إلى - وعير ».

(٢). في « بس » : - « عليه ».

(٣).الوافي ، ج ٧ ، ص ١٢٥ ، ح ٥٥٩٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٦٠ ، ح ١١١٦٨.

(٤). ورد الخبر في علل الشرائع ، ص ٣٦٧ ، ح ١ ؛ وص ٣٨٢ ، ح ٥ ، بسنديه عن أحمد بن أبي عبدالله [ البرقي ] ، عن محمّد بن عليّ الكوفي ، عن محمّد بن أسلم الجبليّ ؛ وورد فيالمحاسن ، ص ٣١٢ ، ح ٢٩ ، عن أبي سمينة - وهو محمّد بن علىّ الكوفي المذكور في سند العلل - ، عن عليّ بن أسلم ؛ لكن المذكور في البحار ، ج ٨٩ ، ص ٦٢ ، ذيل ح ٣٠ ، نقلاً منالمحاسن ، محمّد بن أسلم ، وهو الظاهر.

فعليه احتمال سقوط الواسطة في سندنا هذا بين أحمد بن محمّد البرقي وبين محمّد بن أسلم ، غير منفيّ.

(٥). فيالمحاسن : + « موسى ». وفي العلل : + « موسى بن جعفر ».

(٦). فيالمحاسن والعلل : + « لهم ».

(٧). فيالمحاسن والعلل : « فلمّا أن » بدل « من الصلاة فلمّا ».

(٨). في « ظ » والمحاسن والعلل : - « على ».

(٩). فيالمحاسن والعلل : - « فراسخ ».

(١٠). في « بح » : + « على ».

(١١). في « بث » والمحاسن والعلل : + « فراسخ ».

(١٢). في « بث » : « ينظرون ».

(١٣). فيالمحاسن : - « لا يستقيم لهم - إلى - إليهم وهم ».

(١٤). في « ى ، بث ، بح ، بخ » والوافي : « وأقاموا ».

٤٩٨

عَلى ذلِكَ أَيَّاماً لَايَدْرُونَ هَلْ يَمْضُونَ فِي سَفَرِهِمْ أَوْ يَنْصَرِفُونَ؟ هَلْ(١) يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُتِمُّوا الصَّلَاةَ ، أَوْ(٢) يُقِيمُوا عَلى تَقْصِيرِهِمْ؟

قَالَ(٣) : « إِنْ كَانُوا بَلَغُوا مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ ، فَلْيُقِيمُوا(٤) عَلى تَقْصِيرِهِمْ - أَقَامُوا(٥) ، أَمِ(٦) انْصَرَفُوا - وَإِنْ كَانُوا سَارُوا أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ ، فَلْيُتِمُّوا(٧) الصَّلَاةَ - أَقَامُوا(٨) ، أَوِ انْصَرَفُوا(٩) - فَإِذَا مَضَوْا فَلْيُقَصِّرُوا »(١٠) .(١١)

٧٨ - بَابُ مَنْ يُرِيدُ السَّفَرَ أَوْ يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ

مَتى يَجِبُ عَلَيْهِ التَّقْصِيرُ أَوِ التَّمَامُ (١٢)

٥٥٠٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ

____________________

(١). فيالمحاسن : « فهل ».

(٢). فيالوسائل والمحاسن والعلل ،ص ٣٨٢ :« أم».

(٣). فيالمحاسن والعلل : « فقال ».

(٤). في العلل : « فليتمّوا ».

(٥). فيالوسائل : « قاموا ».

(٦). في « ى ، بث ، بح » : « أو ».

(٧). في العلل ، ص ٣٦٧ : « فليقيموا ».

(٨). فيالمحاسن والعلل ، ص ٣٦٧ : + « ما أقاموا ».

(٩). فيالمحاسن والعلل ، ص ٣٦٧ : - « أو انصرفوا ».

(١٠). فيمرآة العقول : « يدلّ الخبر على ما ذكره الأصحاب من أنّ منتظر الرفقة إن كان على رأس المسافة يجب عليه التقصير ما لم ينو المقام عشرة ، أو يمضي عليه ثلاثون متردّداً ، وإن كان على ما دون المسافة وهو في محلّ الترخّص وقطع بمجيئ الرفقة قبل العشرة ، أو جزم بالسفر من دونها فكالأوّل ، وإلّا وجب عليه الإتمام ».

(١١).المحاسن ، ص ٣١٢ ، كتاب العلل ، ح ٢٩. وفي علل الشرائع ، ص ٣٦٧ ، ح ١ ؛ وص ٣٨٢ ، ح ٥ ، بسندهما عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، وفي كلّ المصادر مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٧ ، ص ١٢٦ ، ح ٥٦٠٠ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٦٦ ، ح ١١١٨٥.

(١٢). في « بث » : « والإتمام ».

٤٩٩

الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الرَّجُلُ يُرِيدُ السَّفَرَ مَتى يُقَصِّرُ؟

قَالَ : « إِذَا تَوَارى مِنَ الْبُيُوتِ(١) ».

قَالَ : قُلْتُ : الرَّجُلُ يُرِيدُ السَّفَرَ ، فَيَخْرُجُ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ؟

قَالَ : « إِذَا خَرَجْتَ ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ».(٢)

* وَرَوَى(٣) الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ وَفَضَالَةَ ، عَنِ الْعَلَاءِ مِثْلَهُ.

٥٥١٠/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَأَنْتَ فِي الْمِصْرِ وَأَنْتَ تُرِيدُ السَّفَرَ ،

____________________

(١). « التواري من البيوت » : الاستتار منها. اُنظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٣ ( ورى ). قال فيالوافي : « لايخفى أنّ معنى تواريه من البيوت أنّه لايراه أحد ممّن كان عند البيوت ، لا أنّه لايرى البيوت كما زعمه أكثر أصحابنا فأشكل عليهم التوفيق بينه وبين عدم سماع الأذان ، كما في الخبر الآتي ؛ لتفاوت ما بين الأمرين ». والخبر الآتي هو الذي روي فيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٣٠ ، ح ٦٧٥.

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٣٠ ، ح ٦٧٦ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٧ ؛ وج ٣ ، ص ٢٢٤ ، ح ٥٦٦ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ، ح ١٢٦٦ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلم ، وفي الثلاثه الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ١٤١ ، ح ٥٦٣٢ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٧٠ ، ح ١١١٩٤ ، إلى قوله : « توارى من البيوت » ؛ وص ٥١٢ ، ذيل ح ١١٣١٢.

(٣). لايبعد زيادة هذه العبارة رأساً ؛ لتغايرها مع الاسلوب العامّ الحاكم على أسناد الكافي. والظاهر أنّها إشارة إلى ما ورد فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٧ حيث قال الشيخ : « ما رواه الحسين بن سعيد عن صفوان وفضالة عن العلاء عن محمّد بن مسلم ».

فعليه حال هذه العبارة من كونها في حاشية بعض النسخ ، ثمّ إدراجها في المتن سهواً ، حال ما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٤٨٣٧ و ٤٨٣٨. فلاحظ.

(٤). فيالاستبصار : « محمّد بن يعقوب ، عن معلّى بن محمّد ». وفيه سقط واضح.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675