الفروع من الكافي الجزء ٧

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 700

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 700
المشاهدات: 200259
تحميل: 6451


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 700 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 200259 / تحميل: 6451
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 7

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قَالَ : « لَأَنْ أَصُومَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُفْطِرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ(١) ».(٢)

٦٣١١/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنِ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، لَايَدْرِي أَهُوَ مِنْ شَعْبَانَ أَوْ مِنْ شَهْرِ(٣) رَمَضَانَ ، فَصَامَهُ ، فَكَانَ(٤) مِنْ(٥) شَهْرِ رَمَضَانَ؟

__________________

(١). فيالوافي : « معنى الحديث أنّ صيام يوم الشكّ بنيّة شعبان أحبّ إليّ من إفطاره ، وذلك لأنّه إن صامه بنيّة شعبان وكان في الواقع منه لكان قد صام يوماً من شعبان ، وأمّا إذا أفطر وكان في الواقع من شهر رمضان فكان قد أفطر يوماً من شهر رمضان ، وصيام يوم من شعبان خير من إفطار يوم من شهر رمضان وتحقيق الكلام في هذا المقام أنّ من رحمة الله سبحانه بناء الأحكام الشرعيّة على اليقين ، فإذا كان ثوبنا طاهراً مثلاً لم نحكم بورود النجاسة عليه إلّا إذا تيقّنّا ذلك وإن كان قد تنجّس في الواقع من دون معرفة لنا بنجاسته ، وذلك لأنّ اليقين لا ينقض بالشكّ أبداً ، بل إنّما ينقضه يقين آخر مثله - كما ورد به الأخبار - فكذلك إذا كنّا في شعبان لم نحكم بخروجنا منه ودخولنا في شهر رمضان إلّا إذا تيقّنّا ذلك ، ولا تيقّن لنا بالدخول في شهر رمضان إلّا برؤية هلاله ، أو بعد ثلاثين يوماً من شعبان ، فيوم الشكّ بهذا الاعتبار الشرعي معدود لنا في أيّام شعبان ، وليس من شهر رمضان في شي‌ء ، وإن كان في الواقع منه ؛ فإنّا لسنا مكلّفين بما في الواقع ، إذاً لهلكنا ووقعنا في الحرج ؛ إذ لا سبيل لنا إلى استعلام الواقع والعلم به ، فإذن كون الشي‌ء مشكوكاً فيه في نظر عقولنا لا ينافي كونه متيقّن الحكم عندنا باعتبار الحكم الشرعي ، فنحن إنّما نصوم يوم الشكّ بنيّة شعبان جزماً بحكم الشرع ؛ لنخرج من الشكّ الذي لنا بحسب عقولنا بالنسبة إلى الواقع ، وإنّما أجزأ حينئذٍ عن شهر رمضان إذا كان منه ؛ لأنّه قد وقع موقع الفريضة ، وموقع الفريضة لا يصلح لغيرها ، وقصد القربة كاف لصحّة العبادة إذا وقعت على وجهها ، وقد جاء ما كشف لنا أنّ نسبتنا إيّاه إلى شعبان كانت خطأ في الواقع وإن كنّا مكلّفين بها ؛ إذ لا سبيل لنا إلى العلم ومن وقف على ما فصّلناه وحقّقنا لم يشتبه عليه شي‌ء من الأخبار الواردة في هذا الباب ، وعرف أنّ كلّها متّفقة المعاني لا تعارض فيها ولا تناقض بوجه ، ولله‌الحمد ».

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨١ ، ح ٥٠٥ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٨ ، ح ٢٣٧ ، معلّقاً عن الكليني.فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٦٣ ، ح ٤٥ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام .وفيه ، ص ١٠٦ ، ح ٩٩ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام .المقنعة ، ص ٣٠٠ ، مرسلاً عن زكريّا بن آدم.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ، ح ١٩٢٢ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ١٠٥ ، ح ١٠٤٩٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٠ ، ح ١٢٧٣٠.

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل والتهذيب . وفي المطبوع : - « شهر ».

(٤). في « ظ » : + « هو ». وفي « بر » وحاشية « بف » : « فكاف ». وفيالتهذيب والاستبصار : - « فكان».

(٥). في « بر ، بف » : « في ».

٤٢١

قَالَ(١) : « هُوَ يَوْمٌ وُفِّقَ لَهُ ، لَاقَضَاءَ(٢) عَلَيْهِ ».(٣)

٦٣١٢/ ٣. عَلِيٌّ(٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الرَّجُلُ يَصُومُ الْيَوْمَ(٥) الَّذِي يَشُكُّ فِيهِ(٦) مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَيَكُونُ كَذلِكَ.

فَقَالَ : « هُوَ شَيْ‌ءٌ وُفِّقَ لَهُ ».(٧)

٦٣١٣/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الصُّهْبَانِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ(٨) بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي صُمْتُ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ ، فَكَانَ(٩) مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَفَأَقْضِيهِ(١٠) ؟

قَالَ : « لَا(١١) ، هُوَ يَوْمٌ وُفِّقْتَ لَهُ ».(١٢)

__________________

(١). في « ى ، بس » : « فقال ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل وفضائل الأشهر الثلاثة. وفي المطبوعوالوافي : « ولا قضاء ».

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨١ ، ح ٥٠٣ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٨ ، ح ٢٣٥ ، معلّقاً عن الكليني.فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٠٧ ، ح ١٠٠ ، بسنده عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ١٠٨ ، ح ١٠٥٠٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٢ ، ح ١٢٧٣٥.

(٤). في « ى » : + « بن إبراهيم ».

(٥). في « ظ » : « يوم ».

(٦). فيالوافي : + « أنّه ».

(٧).الوافي ، ج ١١ ، ص ١٠٨ ، ح ١٠٥٠٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٢ ، ح ١٢٧٣٤.

(٨). هكذا في « بث ، بر ، بف ، جر »والوسائل والتهذيب والاستبصار . وفي « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بف ، جن » والمطبوع : « الحسين ».

وابن رباط هذا ، هو عليّ بن الحسن بن رباط البجلي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٥١ ، الرقم ٦٥٩ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٨. (٩). في « ظ » : « وكان ».

(١٠). فيالتهذيب : « فأقضيه » بدون الهمزة.

(١١). في « ظ » : - « لا ».

(١٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٢ ، ح ٥٠٦ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٨ ، ح ٢٣٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ١٠٩ ، ح ١٠٥٠٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٠ ، ح ١٢٧٣١.

٤٢٢

٦٣١٤/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنِ(٢) ابْنِ أَبِي الصُّهْبَانِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ شَجَرَةَ ، عَنْ بَشِيرٍ النَّبَّالِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ(٣) يَوْمِ الشَّكِّ؟

فَقَالَ : « صُمْهُ(٤) ، فَإِنْ يَكُ مِنْ شَعْبَانَ ، كَانَ تَطَوُّعاً ، وَإِنْ يَكُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَيَوْمٌ وُفِّقْتَ لَهُ ».(٥)

٦٣١٥/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : رَجُلٌ صَامَ يَوْماً وَلَايَدْرِي(٦) أَمِنْ(٧) شَهْرِ(٨) رَمَضَانَ هُوَ(٩) ، أَوْ مِنْ(١٠) غَيْرِهِ ، فَجَاءَ قَوْمٌ ، فَشَهِدُوا أَنَّهُ كَانَ مِنْ شَهْرِ(١١) رَمَضَانَ ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ عِنْدَنَا : لَا يُعْتَدُّ بِهِ؟

__________________

(١). في « بخ ، بر ، بف ، جر »والاستبصار : - « بن محمّد ». والسند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّدعدّة من أصحابنا. وما ورد فيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨١ ، ح ٥٠٤ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٨ ، ح ٢٣٦ ؛ من نقل الخبر عن محمّد بن يعقوب - وقد عبّر عنه في الموضعين بالضمير - عن أحمد بن محمّد ، ناشٍ من عدم الالتفات إلى وقوع التعليق في السند.

(٢). في « بخ ، بر ، بف ، جر ، جن »والوسائل والتهذيب والاستبصار : + « محمّد ».

(٣). في « جن »والوافي : - « صوم ».

(٤). في « جن » : « صمته ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨١ ، ح ٥٠٤ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٨ ، ح ٢٣٦ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ، ح ١٩٢٤ ، معلّقاً عن بشير النبّالالوافي ، ج ١١ ، ص ١٠٩ ، ح ١٠٥٠٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢١ ، ح ١٢٧٣٢.

(٦). في « بث ، بخ ، بر ، بف »والوافي والتهذيب والاستبصار : « وهو لا يدري » بدل « ولا يدري ».

(٧). في « بر ، بس » : « من » من دون همزة الاستفهام.

(٨). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن »والوسائل : - « شهر ».

(٩). في « بس » : - « هو ». وفي الاستبصار : « هنا ».

(١٠). في « بر ، بف » : - « من ». وفيالوافي والتهذيب والاستبصار : « أم من » بدل « أو من ».

(١١). في « بث ، بح ، جن »والوسائل : - « شهر ».

٤٢٣

فَقَالَ(١) : « بَلى ».

فَقُلْتُ : إِنَّهُمْ قَالُوا : صُمْتَ وَأَنْتَ لَاتَدْرِي(٢) أَمِنْ(٣) شَهْرِ(٤) رَمَضَانَ هذَا ، أَمْ مِنْ(٥) غَيْرِهِ؟

فَقَالَ : « بَلى ، فَاعْتَدَّ بِهِ ؛ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْ‌ءٌ وَفَّقَكَ اللهُ لَهُ ، إِنَّمَا يُصَامُ يَوْمُ الشَّكِّ مِنْ شَعْبَانَ ، وَلَايَصُومُهُ(٦) مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ نُهِيَ أَنْ يَنْفَرِدَ(٧) الْإِنْسَانُ بِالصِّيَامِ(٨) فِي يَوْمِ الشَّكِّ ، وَإِنَّمَا يَنْوِي مِنَ اللَّيْلَةِ(٩) أَنَّهُ يَصُومُ(١٠) مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنْ كَانَ مِنْ شَهْرِ(١١) رَمَضَانَ ، أَجْزَأَ(١٢) عَنْهُ بِتَفَضُّلِ اللهِ تَعَالى وَبِمَا قَدْ وَسَّعَ عَلى عِبَادِهِ ، وَلَوْلَا ذلِكَ لَهَلَكَ النَّاسُ ».(١٣)

٦٣١٦/ ٧. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(١٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ رِفَاعَةَ ، عَنْ رَجُلٍ :

__________________

(١). فيالتهذيب : + « لي ».

(٢). في « بر » : « تدري » بدون « لا ».

(٣). في « ظ » : « من » من دون همزة الاستفهام.

(٤). في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن »والوسائل : - « شهر ».

(٥). في الاستبصار : « أو من » بدل « أم من ».

(٦). في « بخ ، بر ، بف »والوسائل والتهذيب والاستبصار : « ولا تصومه ».

(٧). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٣٩ : « الظاهر أنّ المراد بالانفراد بصيامه أن ينويه من رمضان من بين سائر الناس من غير أن يصحّ عند الناس أنّه منه ، لا ما فهمه المفيدرحمه‌الله ». وسيأتي زيادة بيان ذيل الحديث ٦٣١٩.

(٨). فيالتهذيب والاستبصار : « للصيام ».

(٩). في « ظ ، بخ ، بس » : « الليل ».

(١٠). في « جن » : « يصومه ».

(١١). في « بخ ، بر ، بف » : - « شهر ».

(١٢). في الاستبصار : « أجزأه ».

(١٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٢ ، ح ٥٠٨ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٩ ، ح ٢٤٠ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ١٠٩ ، ح ١٠٥٠٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢١ ، ح ١٢٧٣٣.

(١٤). ليس سهل بن زياد من مشايخ المصنّف. وليس في الأسناد السابقة ما يصلح أن يكون هذا السند معلّقاً عليه إلّاسند الحديث الرابع من الباب السابق. وتقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٦٠٥٢ ، أنّ هذا النحو من ذكر السند لوضوح طريق الكليني إلى سهل بن زياد ، فلاحظ.

٤٢٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْعَبَّاسِ(١) بِالْحِيرَةِ(٢) ، فَقَالَ :

يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، مَا تَقُولُ فِي الصِّيَامِ الْيَوْمَ؟ فَقُلْتُ : ذَاكَ(٣) إِلَى الْإِمَامِ ، إِنْ صُمْتَ صُمْنَا ، وَإِنْ أَفْطَرْتَ أَفْطَرْنَا ، فَقَالَ : يَا غُلَامُ ، عَلَيَّ بِالْمَائِدَةِ(٤) ، فَأَكَلْتُ مَعَهُ ، وَأَنَا أَعْلَمُ - وَاللهِ - أَنَّهُ يَوْمٌ(٥) مِنْ(٦) شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ فَكَانَ(٧) إِفْطَارِي يَوْماً وَقَضَاؤُهُ أَيْسَرَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يُضْرَبَ عُنُقِي وَلَايُعْبَدَ(٨) اللهُ(٩) ».(١٠)

٦٣١٧/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(١١) ، عَنْ عُبَيْسِ(١٢) بْنِ هِشَامٍ ، عَنِ‌

__________________

(١). « أبو العبّاس » : هو عبد الله محمّد السفّاح ، أوّل خليفة من خلفاء بني العبّاس ، وكانت مدّة خلافته أربع سنين وستّة أشهر ، ثمّ قام من بعده أخوه أبو جعفر المنصور ، وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً. وقيل غير ذلك. راجع :مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٧٣ ( سفح ) ؛مرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٤٠.

(٢). قال ابن الأثير : « الحيرة ، هي بكسر الحاء : البلد القديم بظهر الكوفة ، ومحلّة بنيسابور ». وقال المطرزي : « الحيرة بالكسر : مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر ، وهي على رأس ميل من الكوفة ». راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٧ ؛المغرب ، ص ١٣٤ ( حير ).

(٣). في « بث ، بح »والوافي : « ذلك ».

(٤). في « بخ » : « المائدة ».

(٥). في « بح » : - « يوم ».

(٦). فيالبحار : « من يوم » بدل « يوم من ».

(٧). فيالوافي : « وكان ».

(٨). في « بس » : « أعبد ». وفيالوافي : « نعبد ».

(٩). في « جن » : - « الله ». وفي مرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ولا يعبد الله ، أي يكون قتلي سبباً لأن يترك الناس عبادة الله ؛ فإنّ العبادة إنّما تكون بالإمام وولايته ومتابعته ».

(١٠).الوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٧ ، ح ١٠٥٩٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٣٢ ، ح ١٣٠٣٥ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢١٠ ، ح ٥٤.

(١١). فيالتهذيب والاستبصار : - « عن محمّد بن الحسين ». والظاهر - بملاحظة ما ورد فيالتهذيب ، ج ٣ ، ص ٣١٨ ، ح ٩٨٧ ، وما ورد فيالكافي ، ح ٥١٨ و١١٩١ ، من رواية محمّد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ الكوفي ، عن عبيس بن هشام ، وما ورد فيالفهرست للطوسي ، ص ٣٦٤ ، الرقم ٥٤٧ ، ورجال الطوسي ، ص ٤٣٥ ، الرقم ٦٢٢٥ ، من كون محمّد بن الحسين والحسن بن عليّ الكوفي روايين لكتاب عبيس بن هشام - ثبوت « عن محمّد بن الحسين ».

(١٢). في « ى » : « العبيس ». وفي الاستبصار : « عيسى ». والمذكور في بعض نسخه : « عبيس ».

٤٢٥

الْخَضِرِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنِ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ(٢) مَنْ صَامَهُ(٣) بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً(٤) فِي(٥) شَهْرِ رَمَضَانَ؟

فَقَالَ : « كَذَبُوا ، إِنْ كَانَ(٦) مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَهُوَ يَوْمٌ وُفِّقَ(٧) لَهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ غَيْرِهِ ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَا مَضى مِنَ الْأَيَّامِ ».(٨)

٦٣١٨/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْن عَامِرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ(٩) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهعليه‌السلام أَنَّهُ(١٠) قَالَ - وَهُوَ بِالْحِيرَةِ(١١) فِي زَمَانِ(١٢) أَبِي الْعَبَّاسِ - : « إِنِّي(١٣) دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ شَكَّ النَّاسُ فِي الصَّوْمِ وَهُوَ - وَاللهِ - مِنْ شَهْرِ(١٤) رَمَضَانَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ(١٥) ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، أَصُمْتَ الْيَوْمَ؟ فَقُلْتُ : لَا ، وَالْمَائِدَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ :

__________________

(١). فيالتهذيب : « الحسن بن عبد الله » بدل « الخضر بن عبد الملك ».

(٢). في « بر » : - « أنّ ».

(٣). في « جن » : « صام ».

(٤). في « ى ، جن »والوسائل : - « يوماً ».

(٥). في « ظ ، بث ، بخ ، بر ، بس ، بف »والتهذيب والاستبصار والمقنعة : « من ».

(٦). فيالتهذيب : + « يوماً ».

(٧). فيالتهذيب والمقنعة : « وفّقوا ».

(٨).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨١ ، ح ٥٠٢ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٧ ، ح ٢٣٤ ، معلّقاً عن الكليني.المقنعة ، ص ٢٩٩ ، مرسلاً عن محمّد بن حكيمالوافي ، ج ١١ ، ص ١١٠ ، ح ١٠٥٠٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٢ ، ح ١٢٧٣٦.

(٩). هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جر »والوافي والوسائل والبحار . وفي « ى ، جن » والمطبوع : « أصحابنا ».

(١٠). فيالبحار : - « إنّه ».

(١١). في حاشية « بث » : « في الحيرة ».

(١٢). في « بس » : « دار ».

(١٣). في « ى » : - « إنّي ».

(١٤). في « بخ ، بف » : - « شهر ».

(١٥). في « ى » : - « عليه ».

٤٢٦

فَادْنُ ، فَكُلْ » قَالَ(١) : « فَدَنَوْتُ ، فَأَكَلْتُ(٢) » قَالَ : « وَقُلْتُ(٣) : الصَّوْمُ مَعَكَ ، وَالْفِطْرُ مَعَكَ ».

فَقَالَ الرَّجُلُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : تُفْطِرُ يَوْماً مِنْ شَهْرِ(٤) رَمَضَانَ؟

فَقَالَ : « إِي وَاللهِ ، أَنْ(٥) أُفْطِرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُضْرَبَ عُنُقِي ».(٦)

١٠ - بَابُ وُجُوهِ الصَّوْمِ(٧)

٦٣١٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ(٨) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي(٩) يَوْماً : « يَا زُهْرِيُّ(١٠) ، مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ ».

__________________

(١). في « بر » : - « قال ».

(٢). في «بخ ، بر»وحاشية«بث»والوافي :«وأكلت ».

(٣). في « بث ، بس » : « فقلت ».

(٤). في « بخ ، بف » : - « شهر ».

(٥). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جن »والوافي والوسائل والبحار : - « أن ».

(٦).الوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٧ ، ح ١٠٥٩٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٣١ ، ح ١٣٠٣٤ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢١٠ ، ح ٥٣.

(٧). في « ظ ، بث ، بخ ، بر ، بف » : « الصيام ».

(٨). تقدّم سابقاً أنّ القاسم بن محمّد الراوي عن سليمان بن داود - وهو المنقري - هو القاسم بن محمّد الإصفهاني ، فعليه الظاهر زيادة قيد الجوهري في السند. لاحظ ما قدّمناه فيالكافي ، ذيل ح ٣٠٤٩. ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق فيالخصال ، ص ٥٣٤ ، ح ٢ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الإصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري.

(٩). في « بس »والتهذيب وتفسير القمّي : - « لي ».

(١٠). فيالوافي : « محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري ، راوي هذا الحديث ، وإن كان خصّيصاً بعليّ بن الحسينعليهما‌السلام وكان له ميل ومحبّة إلّا أنّه لـمّا كان من العامّة وفقهائهم أجملعليه‌السلام معه في الكلام ، ولم يذكر له صيام السنّة ولا صيام الترغيب ؛ لعدم اشتهار خصوصهما بين العامّة ، وما زعمته العامّة من صيام الترغيب والسنّة سمّاهعليه‌السلام بالذي فيه خيار لصاحبه تنبيهاً له على عدم الترغيب فيه ؛ فإنّ أكثره ممّا ترك صيامه أولى ولصيام بعضه شرائط ، كما يأتي في الأخبار إن شاء الله ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٤١ : « الزهري - بضمّ الزاي وسكون الهاء - نسبة إلى زهرة ، أحد أجداده ، واسمه محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن حارث بن شهاب بن زهرة بن كلاب ، وهو من علماء المخالفين وكان له رجوع إلى سيّد الساجدينعليه‌السلام ». وانظر :رجال الطوسي ، ص ٢٩٤ ، الرقم ٤٢٩٢ ؛رجال ابن داود ، ص ٣٣٦ ، الرقم ١٤٧٥.

٤٢٧

فَقُلْتُ(١) : مِنَ الْمَسْجِدِ.

قَالَ : « فِيمَ(٢) كُنْتُمْ(٣) ؟ ».

قُلْتُ : تَذَاكَرْنَا أَمْرَ الصَّوْمِ ، فَاجْتَمَعَ(٤) رَأْيِي وَرَأْيُ أَصْحَابِي عَلى(٥) أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الصَّوْمِ شَيْ‌ءٌ وَاجِبٌ إِلَّا صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ.

فَقَالَ : « يَا زُهْرِيُّ ، لَيْسَ كَمَا قُلْتُمْ ، الصَّوْمُ عَلى أَرْبَعِينَ وَجْهاً ، فَعَشَرَةُ أَوْجُهٍ مِنْهَا وَاجِبَةٌ كَوُجُوبِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَعَشَرَةُ أَوْجُهٍ(٦) مِنْهَا صِيَامُهُنَّ حَرَامٌ(٧) ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ(٨) مِنْهَا صَاحِبُهَا(٩) بِالْخِيَارِ ، إِنْ شَاءَ صَامَ ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ(١٠) ، وَصَوْمُ الْإِذْنِ عَلى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ ، وَصَوْمُ التَّأْدِيبِ ، وَصَوْمُ الْإِبَاحَةِ(١١) ، وَصَوْمُ السَّفَرِ وَالْمَرَضِ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَسِّرْهُنَّ(١٢) لِي.

قَالَ : « أَمَّا الْوَاجِبَةُ(١٣) : فَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَصِيَامُ(١٤) شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ فِي كَفَّارَةِ(١٥)

__________________

(١). في تفسير القمّيوالخصال : « قلت ».

(٢). في «بر»:«فبم».وفي حاشية « بث » : « فيما ».

(٣). في « بخ ، بر »والوافي : « كنت ».

(٤). في الوافي والتهذيب والخصال : « فأجمع ».

(٥). في تفسير القمّيوالخصال : - « على ».

(٦). في « بخ » : - « أوجه ».

(٧). في تفسير القمّي : - « وعشرة أوجه منها صيامهنّ حرام ».

(٨). في الوافي والفقيه والتهذيب والخصال : + « وجهاً ».

(٩). فيالوافي : + « فيها ». وفي تفسير القميّ : « صاحبها فيها » بدل « منها صاحبها ».

(١٠). في تفسير القمّي : + « وعشرة أوجه منها حرام ».

(١١). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وصوم الإذن ، أي الصوم الذي لا يصحّ إلّابإذن الآخر. وقولهعليه‌السلام : وصوم التأديب ، شامل للتمرين والإمساك مستحبّاً. وقولهعليه‌السلام : وصوم الإباحة ، أي صوم وقع فيه مفسد على بعض الوجوه ولم يفسد فكأنّه ابيح فيه المفسد ».

وفي هامشالوافي عن « مراد » : « قوله : وأمّا صوم الإباحة ، أي الصوم الذي وقع فيه ما من شأنه الإفطار ولم يؤاخذ الله تعالى عليه المكلّف بأن يوجب عليه قضاءه ، بل أباحه إتمام ذلك اليوم وإجراءه مجرى ما لم يقع فيه المضطرّ ». (١٢). فيالتهذيب : « ففسّرهنّ ».

(١٣). في « بث ، بخ ، بر ، بف » وحاشية « بح »والوافي وتفسير القمّي والخصال : « الواجب ».

(١٤). فيالتهذيب : - « صيام ».

(١٥). في « بر » : - « كفّارة ».

٤٢٨

الظِّهَارِ ؛ لِقَوْلِ اللهِ(١) تَعَالى :( الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (٢) مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسّا ) إِلى قَوْلِهِ(٣) ( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ ) (٤) ، وَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ(٥) فِيمَنْ(٦) أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ(٧) ، وَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ(٨) فِي قَتْلِ الْخَطَإِ(٩) لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْعِتْقَ وَاجِبٌ(١٠) ؛ لِقَوْلِ(١١) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ ) إِلى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً ) (١٢) ؛ وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ‌

__________________

(١). في « ظ » وحاشية « بث » : « لقوله » بدل « لقول الله ».

(٢). في « بث ، بخ » : + « مؤمنة ».

(٣). في جميع النسخ التي قوبلتوالتهذيب والفقيه : - « إلى قوله ».

(٤). المجادلة (٥٨) : ٣ - ٤. وفي تفسير القمّيوالخصال : - « وصيام شهرين متتابعين في كفّارة الظهار - إلى قوله - فصيام شهرين متتابعين ».

وفيمجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٤١٠ ، ذيل الآية الشريفة : «( ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا ) . اختلف المفسّرون والفقهاء في معنى العود هنا ، فقيل : إنّه العزم على وطئها ؛ عن قتادة ، وهو مذهب مالك وأبي حنيفة. وقيل : العود هو أن يمسكها بالعقد ، ولايتبع الظهار بطلاق ، وذلك أنّه إذا ظاهر منها فقد قصد التحريم وهو مذهب الشافعي. وقيل : إن العود هو أن يكرّر لفظ الظهار ؛ عن أبي العالية وهو مذهب أهل الظاهر وقال الأخفش : تقدير الآية : والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة ، لما قالوا ، ثمّ يعودون إلى نسائهم ؛ أي فعليهم تحرير رقبة لما نطقوا به من ذكر التحريم ، والتقديم والتأخير كثير في التنزيل. وأمّا ما ذهب إليه أئمّة الهدى أنّ المراد بالعود إرادة الوطء ، ونقض القول الذي قاله ؛ فإنّ الوطء لايجوز له إلّا بعد الكفّارة ، ولايبطل حكم قوله الأوّل إلّا بعد الكفّارة( مّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ) أي من قبل أن يجامعها فيتماسّا ».

(٥). في « بر » : - « متتابعين ».

(٦). في « بف »والخصال : « لمن ».

(٧). في الوافي وتفسير القمّي والخصال : + « متعمّداً ».

(٨). في « جن » : - « وصيام شهرين متتابعين ».

(٩). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : في قتل الخطأ ، إنّما خصّ به ؛ لأنّه المذكور صريحاً في الآية للاحتجاج عليه بها. ويحتمل أن يكون ذكره على المثال ». (١٠). في « بح » : - « واجب ».

(١١). في تفسير القمّيوالخصال : « قال ».

(١٢). النساء (٤) : ٩٢. وفي تفسير القمّي : « وصيام شهرين متتابعين في كفّارة الظهار لمن لم يجد العتق واجب ، قال =

٤٢٩

وَاجِبٌ(١) ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ(٢) :( فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ ذلِكَ كَفّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ ) (٣) هذَا لِمَنْ لَا يَجِدُ(٤) الْإِطْعَامَ(٥) ، كُلُّ ذلِكَ مُتَتَابِعٌ وَلَيْسَ بِمُتَفَرِّقٍ ؛ وَصِيَامُ أَذى حَلْقِ الرَّأْسِ وَاجِبٌ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) (٦) فَصَاحِبُهَا(٧) فِيهَا بِالْخِيَارِ ، فَإِنْ(٨) صَامَ(٩) ، صَامَ ثَلَاثَةَ(١٠) أَيَّامٍ(١١) ؛ وَصَوْمُ(١٢) الْمُتْعَةِ وَاجِبٌ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْهَدْيَ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ) ؛(١٣) وَصَوْمُ جَزَاءِ الصَّيْدِ وَاجِبٌ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً ) (١٤) أَوَتَدْرِي(١٥) كَيْفَ يَكُونُ( عَدْلُ ذلِكَ صِياماً ) يَا زُهْرِيُّ؟ ».

__________________

‌= الله تعالى :( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ ) ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسّا ) . » بدل( تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً ) ».

(١). في الوافي والفقيه وتفسير القمّي : + « لمن لم يجد الإطعام ».

(٢). في الوافي والفقيه وتفسير القمّي والخصال : +( فَمَن لَّمْ يَجِدْ ) .

(٣). المائدة (٥) : ٨٩.

(٤). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بف »والتهذيب : « لم يجد ».

(٥). في الوافي والفقيه وتفسير القمّي والخصال : - « هذا لمن لا يجد الإطعام ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لمن لا يجد الإطعام ، أي لم يجده ، أو لم يجد أخويه أيضاً ، وهما العتق والكسوة ، وإمّا تركهماعليه‌السلام للظهور ».

(٦). البقرة (٢) : ١٩٦.

(٧). في « ظ ، بر »والخصال : « وصاحبها ».

(٨). في « جن » : + « شاء ».

(٩). في « ظ ، ى ، بح » والتهذيب وتفسير القمّي : « شاء ».

(١٠). في « بف » والوافي والفقيه والتهذيب : « ثلاثاً ». وفي تفسير القمّيوالخصال : - « ثلاثة ».

(١١). في « بر ، بف » والوافي والفقيه والتهذيب وتفسير القمّي والخصال : - « أيّام ».

(١٢). في الوافي والفقيه والتهذيب وتفسير القمّي والخصال : + « دم ».

(١٣). البقرة (٢) : ١٩٦.

(١٤). المائدة (٥) : ٩٥.

(١٥). فيالوافي : « ثمّ قال : أو تدري ». وفيالتهذيب : « أتدري » بدون الواو.

٤٣٠

قَالَ(١) : قُلْتُ لَا أَدْرِي(٢)

قَالَ : « يُقَوَّمُ(٣) الصَّيْدُ قِيمَةَ عَدْلٍ(٤) ، ثُمَّ تُفَضُّ(٥) تِلْكَ الْقِيمَةُ عَلَى الْبُرِّ ، ثُمَّ يُكَالُ ذلِكَ الْبُرُّ أَصْوَاعاً ، فَيَصُومُ لِكُلِّ نِصْفِ صَاعٍ يَوْماً ؛ وَصَوْمُ النَّذْرِ(٦) وَاجِبٌ(٧) ، وَصَوْمُ الِاعْتِكَافِ وَاجِبٌ(٨)

وَأَمَّا الصَّوْمُ الْحَرَامُ : فَصَوْمُ يَوْمِ الْفِطْرِ ، وَيَوْمِ الْأَضْحى ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ(٩) التَّشْرِيقِ ، وَصَوْمُ يَوْمِ الشَّكِّ أُمِرْنَا بِهِ وَنُهِينَا عَنْهُ ، أُمِرْنَا بِهِ أَنْ نَصُومَهُ مَعَ صِيَامِ شَعْبَانَ ، وَنُهِينَا عَنْهُ(١٠) أَنْ يَنْفَرِدَ(١١) الرَّجُلُ بِصِيَامِهِ(١٢) فِي الْيَوْمِ الَّذِي يَشُكُّ فِيهِ النَّاسُ ».

__________________

(١). في « بف »وتفسير القمّي : - « قال ».

(٢). في تفسير القمّي : - « أدري ».

(٣). في « بخ »والخصال : « تقوّم ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي . وفي المطبوع : « يقوّم الصيد قيمة [ قيمة عدل ] ». وفيالتهذيب : « قيمة عادلة » بدل « قيمة عدل ».

(٥). في « ى ، بث ، بر ، بف ، جن »والوسائل : « يفضّ ». وفي تفسير القمّي : « تنقض ». وفي فقه الرضا : « يشتري ». و « تُفَضُّ » أي تكسر ؛ من الفضّ بمعنى التفرقة والكسر. وقيل : الفضّ : الكسر مع التفرقة. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٩٨ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٥٤ ( فضض ).

(٦). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وصوم النذر ، لعلّه ما يشمل العهد واليمين ».

(٧). في « ى » : - « واجب ».

(٨). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وصوم الاعتكاف واجب ، المراد به إمّا الوجوب الشرطي بمعنى عدم تحقّق الاعتكاف بدونه ، أو لكلّ ثالث ، كما سيأتي ».

(٩). في « ى ، بس »والفقيه وتفسير القمّي وفقه الرضا : - « من أيّام ».

(١٠). في « بر » : - « عنه ». وفي تفسير القمّي : - « امرنا به أن نصومه مع صيام شعبان ونهينا عنه ».

(١١). في « بث »وتفسير القمّي : « أن يتفرّد ».

(١٢). فيالوافي : « قولهعليه‌السلام : أن ينفرد الرجل بصيامه ، إضافة إلى الفاعل ، وانفراده به عبارة عن انفراده عن سائر أيّام شعبان بالصيام ؛ فإنّه مظنّة لاعتقاده وجوبه وكونه من شهر رمضان. أو المراد انفراده من بين جمهور الناس بصيامه من شهر رمضان مع عدم ثبوت كونه منه ، يدلّ على هذا حديث الزهري الآتي في باب صيام يوم الشكّ في هذا المعنى ؛ فإنّه نصّ فيه ، وهو بعينه هذا الحديث إلّا أنّه أورده بأبين من هذا ، ويأتي تمام تحقيق هذا =

٤٣١

فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَامَ مِنْ شَعْبَانَ شَيْئاً ، كَيْفَ(١) يَصْنَعُ؟

قَالَ : « يَنْوِي لَيْلَةَ الشَّكِّ أَنَّهُ صَائِمٌ(٢) مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنْ كَانَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَجْزَأَ عَنْهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ شَعْبَانَ ، لَمْ يَضُرَّهُ ».

__________________

= المقام في ذلك الباب مع معنى قولهعليه‌السلام : واُمرنا به أن نصومه مع صيام شعبان ، إن شاء الله. وكان قد سقط منالكافي في النسخ التي رأيناها منه كلمات من هذا الحديث نقلناها منالتهذيب ، حيث أسند الحديث إلى صاحبالكافي ، وكان بعضها ممّا لا يوجد فيالفقيه أيضاً في النسخ التي كانت عندنا ، ولعلّ ذلك من سهو النسّاخ ».

تنبيه : نقلنا تحقيقه للمقام في باب اليوم الذي يشكّ فيه من شهر رمضان هو أو من شعبان ، ذيل الحديث الأوّل ، وأمّا تحقيقه لقولهعليه‌السلام : « اُمرنا به أن نصومه مع صيام شعبان » مع تحقيقه للنهي عن الانفراد بصيامه ، فهو أنّه قال فيالوافي ، ج ١١ ، ص ١٠٧ : « وأمّا النهي عن الانفراد بصيامه على ما ورد في بعض الأخبار - كما مرّ وكما سيأتي - فلعلّ السرّ فيه أنّ من انفرد بصيامه على أنّه من رمضان لم يمتثل حكم الشرع ، مع أنّه لم يعتقد كونه من رمضان فكيف ينوي صيامه منه؟ وأمّا من صامه بنيّة شعبان أو بنيّة الترديد ، وميّزه من بين سائر أيّام شعبان بصيامه ، فيظهر منه أنّه إنّما فعل ذلك لزعمه أنّ صيامه لابدّ منه ، وأنّ إفطاره ممّا لا يجوز ، فكأنّه صامه بنيّة شهر رمضان وإن أخطر بباله بحكم الشرع أنّه من شعبان ، وذلك يشبه إدخال يوم من غير شهر رمضان فيه ، فالأولى أن لا يصومه على هذا الوجه أيضاً إلّا أن يكون قد صام من شعبان شيئاً ؛ ليسقط هذا التوهّم.

وهذا معنى قولهعليه‌السلام في حديث الزهري السابق : اُمرنا أن نصومه مع صيام شعبان ، ولكنّه إن فعل ذلك جاز صومه ، واحتسب من شهر رمضان ، إن ظهر كونه منه وإن ردّد فيه نيّته ؛ وذلك لأنّ معنى صيامه بنيّة شعبان صيامه على وجه الاستحباب دون الفرض ، وهذا يجتمع مع صيامه بنيّة الترديد أيضاً ؛ إذ لا ينافي الترديد اعتقاد عدم الفرض ، ولمّا ورد من إطلاق الرخصة في صيامه ، كما يأتي في هذا الباب خرج منه صيامه بنيّة شهر رمضان بأخبار أُخر وبقي جواز صيامه بنيّة الترديد ، كما بقي جواز صيامه بنيّة شعبان ، ولم يرد نهي عن صيامه بنيّة الترديد ، كما ورد عن صيامه بنيّة رمضان ».

وفي هامشالوافي عن سلطان : « قوله : أن ينفرد الرجل بصيامه ، يحتمل أنّ المراد أنّ الرجل ينفرد عن الناس في هذا الصوم ، أي يصومه بنيّة رمضان مع عدم ثبوته أنّه من رمضان وكونه مشكوكاً فيه عند الناس ، ويحتمل أنّ المراد أنّه ينفرد بصيامه عن شعبان ، أي أفرده عن شعبان وجعله من شهر رمضان بلا ثبوت بمجرّد الشكّ ، وعلى التقديرين كونه منهيّاً عنه لذلك ظاهراً ».

وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : أن ينفرد ، الظاهر أنّ مرادهعليه‌السلام ما أومأنا إليه في الحديث السادس من الباب السابق ، والراوي لم يتفطّن لذلك ، وفهمه كما فهمه بعض الأصحاب - كما أشرنا إليه سابقاً - فأجابهعليه‌السلام بما يظهر منه فساد وهمه ».

(١). في « بف » : « فكيف ».

(٢). في « بر ، بف » : « صام ».

٤٣٢

فَقُلْتُ(١) : وَكَيْفَ(٢) يُجْزِئُ(٣) صَوْمُ تَطَوُّعٍ عَنْ فَرِيضَةٍ؟

فَقَالَ : « لَوْ أَنَّ رَجُلاً صَامَ يَوْماً مِنْ(٤) شَهْرِ رَمَضَانَ تَطَوُّعاً وَهُوَ لَايَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ(٥) ، ثُمَّ عَلِمَ بَعْدُ(٦) بِذلِكَ(٧) ، لَأَجْزَأَ(٨) عَنْهُ ؛ لِأَنَّ الْفَرْضَ إِنَّمَا(٩) وَقَعَ عَلَى الْيَوْمِ(١٠) بِعَيْنِهِ.

وَصَوْمُ الْوِصَالِ(١١) حَرَامٌ ، وَصَوْمُ الصَّمْتِ حَرَامٌ ، وَصَوْمُ نَذْرِ الْمَعْصِيَةِ حَرَامٌ ، وَصَوْمُ الدَّهْرِ حَرَامٌ(١٢)

وَأَمَّا الصَّوْمُ الَّذِي صَاحِبُهُ فِيهِ بِالْخِيَارِ : فَصَوْمُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَالْخَمِيسِ(١٣) ، وَصَوْمُ أَيَّامِ(١٤) الْبِيضِ ، وَصَوْمُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَصَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ ،

__________________

(١). في « ظ ، بخ ، بر ، بف » : + « له ». وفيالتهذيب والخصال : « قلت ».

(٢). في « جن » : - « كيف ».

(٣). في « ظ ، بح » : « يكفي ».

(٤). في تفسير القمّي : - « يوماً من ».

(٥). فيالتهذيب : - « تطوّعاً وهو لا يعلم أنّه من شهر رمضان ».

(٦). في « ى ، بح ، جن » : - « بعد ».

(٧). في « ظ ، بث ، بخ ، بر ، بس ، بف » وحاشية « بح » : « ذلك ».

(٨). في الفقيه والتهذيب والخصال : « أجزأ ». وفي تفسير القمّي : « أجزأه ».

(٩). في « ظ » : - « إنّما ».

(١٠). في تفسير القمّي : « الشهر ».

(١١). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وصوم الوصال ، ذهب الشيخ فيالنهاية وأكثر الأصحاب إلى أنّ صوم الوصال هوأن ينوي صوم يوم وليلة إلى السحر ، وذهب الشيخ فيالاقتصاد وابن إدريس إلى أنّ معناه أن يصوم يومين مع ليلة بينهما ، وإنّما يحرم تأخير العشاء إلى السحر إذا نوى كونه جزءاً من الصوم ، أمّا لو أخّره الصائم بغير نيّة فإنّه لا يحرم فيما قطع به الأصحاب ، والاحتياط يقتضي اجتناب ذلك ». وللمزيد راجع :النهاية ، ص ١٧٠ ؛الاقتصاد ، ص ٢٩٣ ؛السرائر ، ج ١ ، ص ٤٢٠ ؛المختصر النافع ، ص ٧١ ؛كشف الغطاء ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ؛جواهر الكلام ، ج ١٧ ، ص ١٢٩.

(١٢). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وصوم الدهر ، حرمة صوم الدهر إمّا لاشتماله على الأيّام المحرّمة إن كان المراد كلّ السنة ، وإن كان المراد ما سوى الأيّام المحرّمة فلعلّه إنّما يحرم إذا صام على اعتقاد أنّه سنّة مؤكّدة ؛ فإنّه يتضمّن الافتراء على الله تعالى. ويمكن حمله على الكراهة ، أو التقيّة لاشتهار الخبر بهذا المضمون بين العامّة ».

(١٣). في الوافي والفقيه وتفسير القمّي والخصال وفقه الرضا : + « والاثنين ».

(١٤). هكذا في « ى ، بح » والوافي والتهذيب وتفسير القمّي والخصال وفقه الرضا. وفي سائر النسخ والمطبوع =

٤٣٣

وَصَوْمُ(١) يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، فَكُلُّ(٢) ذلِكَ صَاحِبُهُ فِيهِ(٣) بِالْخِيَارِ ، إِنْ(٤) شَاءَ صَامَ ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ(٥)

وَأَمَّا صَوْمُ الْإِذْنِ : فَالْمَرْأَةُ(٦) لَاتَصُومُ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا ، وَالْعَبْدُ لَايَصُومُ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِ مَوْلاهُ(٧) ، وَالضَّيْفُ لَايَصُومُ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِ صَاحِبِهِ(٨) ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مَنْ نَزَلَ عَلى قَوْمٍ ، فَلَا يَصُومُ(٩) تَطَوُّعاً(١٠) إِلَّا بِإِذْنِهِمْ.

وَأَمَّا صَوْمُ التَّأْدِيبِ : فَأَنْ(١١) يُؤْخَذَ الصَّبِيُّ(١٢) إِذَا رَاهَقَ(١٣) بِالصَّوْمِ(١٤) تَأْدِيباً ، وَلَيْسَ(١٥)

__________________

‌= ومرآة العقول : - « أيّام ». وقال في المرآة : « قولهعليه‌السلام : وصوم البيض ، أقول : إنّما لم يعدّعليه‌السلام صوم كلّ أيّام البيض وجميع السنة واحداً ، كما عدّ شهر رمضان واحداً ؛ إذ لم يكن الثواب المقرّر لكلّ يوم منها مشروطاً بفعل الباقي ، بخلاف صوم شهر رمضان وغيره من الواجبات ؛ فإنّ بإفطار كلّ يوم منها ينقص ثواب الباقي ، وفي بعضها يفسد ولا ينفع فيما جعل له ، ثمّ إنّها مع ذلك أيضاً يصير المجموع ثلاثة عشر. وفيالفقيه : فصوم يوم الجمعة والخميس والاثنين ، فيتمّ العدد. وأمّا على ما في الكتاب فلعلّهعليه‌السلام أراد بعاشوراء التاسع والعاشر ، كما روي : صوموا العاشوراء ، التاسع والعاشر ثمّ إنّه لعلّ المراد بصوم العاشر ، بل التاسع أيضاً الإمساك حزناً ؛ لورود النهي عن صومهما كثيراً ، والأظهر أنّه محمول على التقيّة ، بل الظاهر أنّ صوم السنة والاثنين أيضاً موافقان للعامّة ، كما يظهر من بعض الأخبار ، مع أنّ الراوي عامّيّ ».

(١). في الفقيه والتهذيب والخصال وفقه الرضا : - « صوم ».

(٢). في « بر ، بف » وفقه الرضا : « وكلّ ». وفي الفقيه وتفسير القمّي والخصال : « كلّ ».

(٣). فيالتهذيب : « فيه صاحبه ».

(٤). في « ظ » : « فإن ».

(٥). في تفسير القمّي : « ترك ».

(٦). في الفقيه وتفسير القمّي والخصال وفقه الرضا : « فإنّ المرأة ».

(٧). في الفقيه وتفسير القمّي والخصال : « سيّده ».

(٨). في فقه الرضا : « صاحب البيت ».

(٩). فيالوافي : « فلا يصومنّ ».

(١٠). في تفسير القمّي : - « تطوّعاً ».

(١١). في « ظ » وحاشية « بث »والتهذيب : « فإنّه ».

(١٢). في تفسير القمّي : « فالصبيّ يؤمر بالصوم » بدل « فأن يؤخذ الصبيّ ».

(١٣). في فقه الرضا : « بلغ سبع سنين » بدل « راهق ». و « راهق » أي قارب الاحتلام. وقيل : قارب الاحتلام ولم يحتلم بعد. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٨٧ ؛المصباح المنير ، ص ٢٤٢ ( رهق ).

(١٤). في تفسير القمّي : - « بالصوم ».

(١٥). فيالوافي : + « ذلك ».

٤٣٤

بِفَرْضٍ(١) ؛ وَكَذلِكَ الْمُسَافِرُ إِذَا أَكَلَ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ ، ثُمَّ قَدِمَ أَهْلَهُ(٢) ، أُمِرَ بِالإِمْسَاكِ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ(٣) ، وَلَيْسَ بِفَرْضٍ(٤)

وَأَمَّا صَوْمُ الْإِبَاحَةِ : لِمَنْ(٥) أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِياً(٦) ، أَوْ قَاءَ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ ، فَقَدْ أَبَاحَ اللهُ لَهُ ذلِكَ(٧) ، وَأَجْزَأَ عَنْهُ صَوْمُهُ.

وَأَمَّا(٨) صَوْمُ السَّفَرِ وَالْمَرَضِ ، فَإِنَّ الْعَامَّةَ قَدِ اخْتَلَفَتْ(٩) فِي ذلِكَ ، فَقَالَ قَوْمٌ : يَصُومُ ، وَقَالَ آخَرُونَ(١٠) : لَايَصُومُ ، وَقَالَ قَوْمٌ(١١) : إِنْ شَاءَ صَامَ ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ ، وَأَمَّا(١٢) نَحْنُ فَنَقُولُ : يُفْطِرُ فِي الْحَالَيْنِ(١٣) جَمِيعاً ، فَإِنْ صَامَ فِي(١٤) السَّفَرِ أَوْ فِي حَالِ الْمَرَضِ ، فَعَلَيْهِ(١٥) الْقَضَاءُ(١٦) ؛ فَإِنَّ(١٧) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ ) (١٨) فَهذَا تَفْسِيرُ الصِّيَامِ(١٩) ».(٢٠)

__________________

(١). في « بخ » : - « وليس بفرض ». وفي « بف » والوافي والفقيه والتهذيب وتفسير القمّي والخصال وفقه الرضا : + « وكذالك من أفطر لعلّة [التهذيب : + « من » ] أوّل النهار ، ثمّ قوّى [ تفسير القمّي : « عوفي » ] بقيّة يومه أمر بالإمساك [الوافي : + « عن الطعام » ] بقيّة يومه تأديباً وليس بفرض ».

(٢). في تفسير القمّي : « دخل مصره » بدل « قدم أهله ».

(٣). في الفقيه وتفسير القمّي والخصال وفقه الرضا : + « تأديباً ».

(٤). فيالوافي والتهذيب : + « وكذلك الحائض إذا طهرت أمسكت بقيّة يومها ».

(٥). في الوافي والفقيه والتهذيب وتفسير القمّي والخصال وفقه الرضا : « فمن ».

(٦). في تفسير القمّي : + « أو تقيّاً ».

(٧). في « بخ ، بر ، بف » : « ذلك له ».

(٨). في « بح ، جن » : « فأمّا ».

(٩). في « ى » : « اختلفوا ». وفي الفقيه وتفسير القمّي والخصال وفقه الرضا : « اختلفت » بدون « قد ».

(١٠). في الفقيه وتفسير القمّي والخصال وفقه الرضا : « قوم ».

(١١). في « بر ، بف » : « آخرون ».

(١٢). في « بح » : « وإنّما ».

(١٣). في الفقيه وتفسير القمّي وفقه الرضا : « الحالتين ».

(١٤). فيالتهذيب : + « حال ».

(١٥). في تفسير القمّي:«فهو عاص وعليه»بدل«فعليه».

(١٦). في الفقيه وتفسير القمّي والخصال : + « في ذلك ».

(١٧). في الفقيه وتفسير القمّي والخصال : « لأنّ ».

(١٨). البقرة (٢) : ١٨٤.

(١٩). في الفقيه وتفسير القمّي والخصال وفقه الرضا : - « فهذا تفسير الصيام ».

(٢٠)تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٨٥. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٩٤ ، ح ٨٩٥ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، =

٤٣٥

١١ - بَابُ أَدَبِ الصَّائِمِ‌

٦٣٢٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا صُمْتَ ، فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَشَعْرُكَ وَجِلْدُكَ » وَعَدَّدَ(١) أَشْيَاءَ غَيْرَ هذَا ، وَقَالَ : « لَا يَكُونُ(٢) يَوْمُ صَوْمِكَ كَيَوْمِ فِطْرِكَ ».(٣)

٦٣٢١/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْخَزَّازِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ(٥) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ : يَا جَابِرُ ، هذَا شَهْرُ رَمَضَانَ ، مَنْ صَامَ نَهَارَهُ ، وَقَامَ وِرْداً(٧) مِنْ لَيْلِهِ ، وَعَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ ، وَكَفَّ لِسَانَهُ(٨) ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَخُرُوجِهِ مِنَ الشَّهْرِ ، فَقَالَ جَابِرٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا أَحْسَنَ هذَا الْحَدِيثَ!

__________________

= ح ٤٢٧ ، معلّقاً عن الكليني ، وفي الأخير قطعة منه.الخصال ، ص ٥٣٤ ، أبواب الأربعين ومافوقه ، ح ٢ ، بسنده عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٧ ، ح ١٧٨٤ ، معلّقاً عن الزهري.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٠١ ، من قوله : « أو تدري كيف يكون عزل ذلك صياماً يا زهري » ؛المقنعة ، ص ٣٦٣ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٧ ، ح ١٠٣٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٤١ ، ذيل ح ١٣٣١٨ ، إلى قوله : « أمّا الواجبة فصيام شهر رمضان وصوم شهرين متتابعين » ؛وفيه ، ص ٣٦٧ ، ح ١٣٦١٨ ، إلى قوله : « وصوم الاعتكاف واجب ».

(١). في « بر ، بف » : « وعدّ ».

(٢). فيالوافي : « لا يكوننّ ».

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٤ ، ح ٥٥٤ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٨٥٥ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلم.النوادر للأشعري ، ص ٢٣ ، ح ١١ ، بسنده عن محمّد بن مسلم ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .وفيه ، ص ١٥ ، صدر ح ١٥ ، وتمام الرواية هكذا : « ونروي عن بعض آبائنا أنّه قال : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وجلدك وشعرك ».المقنعة ، ص ٣١٠ ، مرسلاً عن محمّد بن مسلم ، مع اختلاف يسير. راجع :فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٠٥ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٣٦٩ ، المجلس ٥٩ ، ح ١ ؛والخصال ، ص ٥٦٦ أبواب الخمسين ومافوقه ، ح ١الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢١ ، ح ١٠٧٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٦١ ، ذيل ح ١٣١٢٠.

(٤). في « بر ، بف ، جر » : - « بن إبراهيم ».

(٥). في « جر »والتهذيب : + « بن يزيد ».

(٦). فيالوافي : « أبي عبد الله ».

(٧). الوِرْد :الجزء.الصحاح ،ج ٢ ، ص ٥٤٩ ( ورد ).

(٨). في « ى » : - « وكفّ لسانه ».

٤٣٦

فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : يَا جَابِرُ(١) ، وَمَا أَشَدَّ(٢) هذِهِ الشُّرُوطَ! ».(٣)

٦٣٢٢/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الصِّيَامَ لَيْسَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَحْدَهُ ».

ثُمَّ قَالَ(٤) : « قَالَتْ مَرْيَمُ :( إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً ) (٥) أَيْ صَوْماً(٦) صَمْتاً(٧) - وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرى(٨) : أَيْ صَمْتاً(٩) - فَإِذَا(١٠) صُمْتُمْ فَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ ، وَلَا تَنَازَعُوا وَلَاتَحَاسَدُوا ».

قَالَ : « وَسَمِعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ امْرَأَةً تَسُبُّ جَارِيَةً لَهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بِطَعَامٍ ، فَقَالَ لَهَا : كُلِي ، فَقَالَتْ : إِنِّي صَائِمَةٌ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَكُونِينَ صَائِمَةً وَقَدْ سَبَبْتِ(١١) جَارِيَتَكِ؟! إِنَّ الصَّوْمَ(١٢) لَيْسَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ(١٣) ».

قَالَ : وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا صُمْتَ ، فَلْيَصُمْ(١٤) سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ مِنَ الْحَرَامِ‌

__________________

(١). في « ى » : - « رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا جابر ».

(٢). في « ى ، بر ، بف » : « ما أشدّ » بدون الواو.

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٥ ، ح ٥٦٠ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٧٤ ، ح ١١٠٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٦٢ ، ذيل ح ١٣١٢١.

(٤). في النوادر : « إنّما للصوم شرط يحتاج أن يحفظ حتّى يتمّ الصوم ، وهو الصمت الداخل ؛ أما تسمع ما » بدل « ثمّ‌قال ». (٥). مريم (١٩) : ٢٦.

(٦). في « ظ ، بث ، بخ ، بر ، بس ، بف » : - « صوماً ».

(٧). في « ى ، بح ، جن » ومرآة العقولوالوسائل : « وصمتاً ».

(٨). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٤٨ : « لعلّ قوله : وفي نسخة اُخرى ، من كلام رواةالكافي ، ويحتمل على بعد أن‌يكون من كلام الكليني بأن يكون نسخ الأصل الذي أخذ الحديث منه مختلفةً ».

(٩). في « بح ، بخ ، بر ، بف »والوافي والتهذيب ، ح ٥٥٣ والنوادر : - « وفي نسخة اُخرى : أي صمتاً ».

(١٠). في « بر ، بف »والوافي : « وإذا ».

(١١). هكذا في « بث ، بخ ، بر ، جن »والوافي . وفي سائر النسخ والمطبوع : « سبّيت ».

(١٢). في « ظ » : « الصيام ».

(١٣). فيالوسائل : + « فقط ».

(١٤). في « بر ، بف » : « فلتصم ».

٤٣٧

وَالْقَبِيحِ ، وَ دَعِ الْمِرَاءَ(١) وَأَذَى الْخَادِمِ ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارُ الصِّيَامِ(٢) ، وَلَاتَجْعَلْ يَوْمَ صَوْمِكَ كَيَوْمِ فِطْرِكَ ».(٣)

٦٣٢٣/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا صَامَ أَحَدُكُمُ الثَّلَاثَةَ الْأَيَّامِ مِنَ الشَّهْرِ ، فَلَا يُجَادِلَنَّ أَحَداً ، وَلَايَجْهَلْ(٤) ، وَلَايُسْرِعْ إِلَى الْحَلْفِ وَالْأَيْمَانِ بِاللهِ ، فَإِنْ جَهِلَ(٥) عَلَيْهِ أَحَدٌ ، فَلْيَتَحَمَّلْ(٦) ».(٧)

٦٣٢٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مَا مِنْ عَبْدٍ صَالِحٍ(٨)

__________________

(١). « الـمِراءُ » : الجدال ، ولا يكون المراء إلّا اعتراضاً ، بخلاف الجدال ؛ فإنّه يكون ابتداء واعتراضاً. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٢ ؛المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرا ).

(٢). في حاشية « بث »والوسائل والفقيه ، ح ١٨٦٢ : « الصائم ».

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٤ ، ح ٥٥٣ ، إلى قوله : « ليس من الطعام والشراب » ؛وفيه ، ص ١٩٤ ، ح ٥٥٥ ، من قوله : « قال : وقال أبوعبداللهعليه‌السلام : إذا صمت » ، وفيهما بسند آخر عن الحسين بن سعيد.النوادر للأشعري ، ص ٢٠ ، ح ٩ ، عن النضر بن سويد ، من قوله : « قال : وقال أبو عبداللهعليه‌السلام : إذا صمت » مع زيادة.وفيه ، ص ٢١ ، صدر ح ١٠ ، هكذا : « عن أبي عبداللهعليه‌السلام : إنّ الصيام ليس من الطعام » إلى قوله : « ولا تنازعوا وتحاسدوا ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠٩ ، ح ١٨٦١ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، من قوله : « وسمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » ، إلى قوله : « ليس من الطعام والشراب » ؛وفيه ، ج ٢ ، ص ١٠٩ ، ح ١٨٦٢ ، مرسلاً ، من قوله : « قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إذا صمت فليصم »الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢١ ، ح ١٠٧٣٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٦٢ ، ح ١٣١٢٢ ؛البحار ، ج ٩٧ ، ص ٣٥١.

(٤). في « بف ، جن » : « فلا تجادلنّ أحداً ولا تجهل ».

(٥). فيالوافي : « يعني بالجهل الشتم والأذى ».

(٦). في « بخ ، بر ، بف » وحاشية « بث » : « فليحمل ». وفيالوافي : « فليحتمل ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٥ ، ح ٥٥٧ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٨٢ ، ح ١٧٨٧ ، معلّقاً عن الفضيل بن يسارالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٠٧٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٦٧ ، ذيل ح ١٣١٣٤.

(٨). في الوافي والوسائل والفقيه : « صائم ». وفي الأمالي للصدوق وثواب الأعمال : « يصبح صائماً ».

٤٣٨

يُشْتَمُ ، فَيَقُولُ : إِنِّي صَائِمٌ ، سَلَامٌ عَلَيْكَ ، لَا أَشْتِمُكَ كَمَا شَتَمْتَنِي ،(١) إِلَّا قَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالى(٢) : اسْتَجَارَ عَبْدِي بِالصَّوْمِ مِنْ شَرِّ عَبْدِي ، فَقَدْ(٣) أَجَرْتُهُ مِنَ النَّارِ ».(٤)

٦٣٢٥/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَغَيْرِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يُنْشَدُ(٥) الشِّعْرُ بِلَيْلٍ ، وَلَايُنْشَدُ(٦) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِلَيْلٍ وَلَانَهَارٍ ».

فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : يَا أَبَتَاهْ ، فَإِنَّهُ فِينَا(٧)

قَالَ(٨) : « وَإِنْ كَانَ فِينَا(٩) ».(١٠)

__________________

(١). في « ى ، بح ، بخ ، بف »والوافي والوسائل والفقيه : « تشتمني ».

(٢). فيثواب الأعمال : + « لملائكته ».

(٣). في«ظ،بث،بح،بخ،بر،بس،بف»والوافي : « قد ».

(٤).الجعفريّات ، ص ٦٠ ، بسند آخر. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٥٨٦ ، المجلس ٨٦ ، ح ٦ ؛وثواب الأعمال ، ص ٧٦ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ .المحاسن ، ص ٧٢ ، كتابثواب الأعمال ، ح ١٥١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠٩ ، ح ١٨٦٠ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٠٧٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٦٧ ، ح ١٣١٣٥.

(٥). في « بف » بالياء والتاء معاً. وفيالفقيه والتهذيب ، ص ١٩٥ : « لا تنشد ».

وفيالوافي : « الإنشاد : قراءة الشعر ، والشعر غلّب على المنظوم من القول ، وأصله الكلام التخييلي الذي هو أحد الصناعات الخمس نظماً كان أو نثراً. ولعلّ المنظوم المشتمل على الحكمة والموعظة ، أو المناجاة مع الله سبحانه ممّا لم يكن فيه تخييل شعري مستثنى عن هذا الحكم ، أو غير داخل فيه ؛ لما ورد أنّ ما لا بأس به من الشعر فلا بأس به ». وراجع أيضاً :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٥ ( نشد ).

(٦). في « بف » بالياء والتاء معاً. وفي « بخ » : - « ينشد ». وفيالتهذيب ، ص ١٩٥ : « ولا تنشد ».

(٧). ضبطه فيالوافي : « وإن كان فينا » ، ثمّ قال في الهامش : « كذا فيالفقيه . وفي الكافي : فإنّه فينا. وما فيالفقيه أوضح ، ولذا اخترناه ».

(٨). في « بث ، بر ، بف »والوافي : + « فقال ».

(٩). فيالوافي : « وإن كان فينا ، أي في مدحنا أهل البيت وذلك لأنّ كونه في مدحهمعليهم‌السلام لا يخرجه عن التخييل الشعري ». وفيمرآة العقول : « ولعلّه في مدحهمعليهم‌السلام يرجع إلى كونه أقلّ ثواباً من سائر الأوقات ».

(١٠).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٥ ، ح ٥٥٦ ؛ وص ٣١٩ ، ح ٩٧٢ ، بسندهما عن ابن أبي عمير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٨٥٩ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ٢١٩ ، ح ١٠٧٣١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٦٩ ، ذيل ح ١٣١٣٨.

٤٣٩

٦٣٢٦/ ٧. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ(٢) بْنِ هَارُونَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ(٣) ، عَنْ حُصَيْنٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : عَلَيْكُمْ(٤) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِكَثْرَةِ الِاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ ، فَأَمَّا الدُّعَاءُ ، فَيُدْفَعُ بِهِ(٥) عَنْكُمُ الْبَلَاءُ ، وَأَمَّا الِاسْتِغْفَارُ ، فَيَمْحى(٦) ذُنُوبَكُمْ ».(٧)

٦٣٢٧/ ٨. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ(٨) :

« كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام إِذَا كَانَ شَهْرُ(٩) رَمَضَانَ ، لَمْ يَتَكَلَّمْ إِلَّا بِالدُّعَاءِ وَالتَّسْبِيحِ‌

__________________

(١). هكذا في « بخ ، بف » وحاشية « بث »والوسائل . وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بر ، بس ، جر ، جن » والوافي ‌والمطبوع : « الحسين ».

والصواب ما أثبتناه. والمراد من عليّ بن الحسن هذا ، هو عليّ بن الحسن بن فضّال ؛ فقد روى عليّ بن الحسن بن فضّال - وقد عُبّر عنه بالضمير - عن محمّد بن عبيد فيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥٢ ، ح ٤٢١ ، وعن محمّد بن عبيد بن عتبة في ح ٤٢٢ ، وكلا الخبرين مرتبط بشهر رمضان ودوره في غفران الذنوب.

فعليه المراد من أحمد بن محمّد ، هو العاصميّ الراوي عن عليّ بن الحسن [ بن فضّال ]. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧٠٦ - ٧٠٨.

وأمّا ما ورد فيالأمالي للصدوق ، ص ٥٩ ، المجلس ١٥ ، ح ٢ ؛وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٧٦ ، ح ٥٩ ؛ من نقل الخبر بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحسين - والمذكور فيالبحار ، ج ٩٣ ، ص ٣٧٨ ، ح ٢ ، عليّ بن الحسن ، نقلاً منالأمالي - فالظاهر إضافة قيد « بن عيسى » تفسيراً لأحمد بن محمّد ، بتخيّل كونه هو ابن عيسى. (٢). في فضائل الأشهر الثلاثة : « عتبة ».

(٣). في«ظ»:«أبو زيد». وفي«بخ»: « أبو بريد ».

(٤). في « بر » : « وعليكم ».

(٥). في « بر ، بف »والفقيه : - « به ».

(٦). في « ظ » : « فتمحى فيه ». وفي « ى ، بح » : « فتمحى ». وفيالوسائل والفقيه والأمالي للصدوق وفضائل الأشهر الثلاثة : « فتمحى به ».

(٧).الأمالي للصدوق ، ص ٦١ ، المجلس ١٥ ، ح ٢ ؛وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٧٦ ، ح ٥٩ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحسين.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٨٥٨ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٤٠٦ ، ح ١١٠٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٠٨ ، ذيل ح ١٣٤٨٥.

(٨). الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ، والمراد بهذا الإسناد ، هو السند المتقدّم إليه.

(٩). في « بر ، بف » : + « الله ».

٤٤٠