الفروع من الكافي الجزء ٧

الفروع من الكافي8%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 700

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 700 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 216138 / تحميل: 7448
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

وفي رواية سماعة : « وقد تحلّ لصاحب سبعمائة ، وتحرم على صاحب خمسين درهماً » ( قلت )(١) له : كيف هذا؟ فقال : « إذا كان صاحب السبعمائة له عيال كثير ، فلو قسّمها بينهم لم تكفه ، فليعف عنها نفسه وليأخذها لعياله ، وأمّا صاحب الخمسين فإنّه تحرم عليه إذا كان وحده وهو محترف يعمل بها وهو يصيب فيها ما يكفيه إن شاء الله »(٢) .

والقول الثاني للشيخ : أنّ الضابط : من يملك نصاباً من الأثمان أو قيمته فاضلاً عن مسكنه وخادمه(٣) ، وبه قال أبو حنيفة(٤) ، لقولهعليه‌السلام لمعاذ : ( أعلمهم أنّ عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وتردّ في فقرائهم )(٥) .

وللمنافاة بين جواز أخذها ووجوب دفعها.

والجواب : أنّهعليه‌السلام لم يقصد بيان مصرف الزكاة ، وما قلنا بيان له فكان أولى ، ونمنع التنافي.

وقال أحمد : إذا ملك خمسين درهما لم يجز له أن يأخذ(٦) ، لقولهعليه‌السلام : ( من سأل وله ما يغنيه جاء يوم القيامة وفي وجهه خدوش ) قيل : يا رسول الله ما الغنى؟ قال : ( خمسون درهماً )(٧) .

____________________

(١) في النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق : قيل.

(٢) الكافي ٣ : ٥٦١ - ٥٦٢ / ٩ ، التهذيب ٤ : ٤٨ / ١٢٧.

(٣) الخلاف ٢ : ١٤٦ ، المسألة ١٨٣.

(٤) المبسوط للسرخسي ٣ : ١٤ ، اللباب ١ : ١٥٥ ، الهداية للمرغيناني ١ : ١١٥ ، المغني ٢ : ٥٢٣ و ٧ : ٣١٥ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٣.

(٥) صحيح البخاري ٢ : ١٣٠ ، صحيح مسلم ١ : ٥٠ / ١٩ ، سنن أبي داود ٢ : ١٠٤ - ١٠٥ / ١٥٨٤ ، سنن الترمذي ٣ : ٢١ / ٦٢٥ ، سنن النسائي ٥ : ٣ - ٤ ، وسنن البيهقي ٤ : ٩٦ ، بتفاوت يسير في الجميع.

(٦) المغني ٢ : ٥٢٢ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٨٨ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٣.

(٧) سنن ابن ماجة ١ : ٥٨٩ / ١٨٤٠ ، سنن أبي داود ٢ : ١١٦ / ١٦٢٦ ، سنن النسائي ٥ : ٩٧ ، ومسند أحمد ١ : ٤٤١ بتفاوت في الجميع ، وانظر أيضاً : المغني ٢ : ٥٢٢ ، والشرح الكبير ٢ : ٦٨٨.

٢٤١

وهو محمول على أنّه إذا كان تحصل به الكفاية على ما فسّره أهل البيتعليهم‌السلام .

وقال الحسن البصري وأبو عبيد : الغني : من يملك أربعين درهماً(١) ؛ لما روى أبو سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من سأل وله قيمة اُوقيَّة فقد ألحف(٢) )(٣) والاُوقيَّة : أربعون درهماً(٤) .

ولا دلالة فيه.

وفي رواية عن الصادقعليه‌السلام ، قال : « لا تحلّ لمن كانت عنده أربعون درهماً يحول عليها الحول أن يأخذها ، وإن أخذها أخذها حراماً »(٥) .

ولا حجّة فيه أيضاً ؛ لأنّ حولان الحول عليها يدلّ على استغنائه عنها فيحرم عليه أخذها.

مسألة ١٦٤ : لو كان له بضاعة يتّجر بها أو ضيعة يستغلّها‌ ، فإن كفاه الغلّة له ولعياله ، أو الربح لم يجز له أن يأخذ الزكاة ، وإن لم يكفه جاز أن يأخذ من الزكاة ما يتمّ به كفايته ، ولم يكلّف الإِنفاق من البضاعة ولا من ثمن الضيعة ، لما فيه من التضرّر.

ولأنّ سماعة سأله عن الزكاة هل تصلح لصاحب الدار والخادم؟ فقال : « نعم إلّا أن تكون داره دار غلّة فيخرج له من غلّتها دراهم تكفيه وعياله ، فإن‌

____________________

(١) المغني ٢ : ٥٢٣ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٨٩ ، الأموال - لأبي عبيد - : ٥٥٠ - ٥٥١.

(٢) ألحف في المسألة : إذا ألحّ فيها ولزمها. النهاية لابن الأثير ٤ : ٢٣٧.

(٣) سنن أبي داود ٢ : ١١٦ - ١١٧ / ١٦٢٨ ، سنن النسائي ٥ : ٩٨ ، سنن الدارقطني ٢ : ١١٨ / ١ ، مسند أحمد ٣ : ٧ و ٩ ، شرح معاني الآثار ٢ : ٢٠ ، وانظر أيضاً : المغني ٢ : ٥٢٣ ، والشرح الكبير ٢ : ٦٨٩.

(٤) اُنظر : الصحاح ٦ : ٢٥٢٧.

(٥) التهذيب ٤ : ٥١ / ١٣١.

٢٤٢

لم تكن الغلّة تكفيه لنفسه وعياله في طعامهم وكسوتهم وحاجتهم من غير إسراف فقد حلّت له الزكاة ، وإن كانت غلّتها تكفيهم فلا »(١) فقد نصّ على جواز الأخذ مع عدم الاكتفاء بالغلّة مع قطع النظر عن الثمن.

ولا فرق بين الدار والبضاعة والضيعة ؛ إذ المشترك - وهو المالية - هو الضابط دون خصوصيّات الأموال.

فروع :

أ - لو لم يكن محتاجاً حرمت عليه الصدقة وإن لم يملك شيئاً ، وإن كان محتاجاً حلّت له الصدقة وإن ملك نُصباً سواء في ذلك الأثمان وغيرها ، وبه قال مالك والشافعي(٢) ، لأنّ الحاجة هي : الفقر ، وضدّها : الغنى ، فمن كان محتاجاً فهو فقير ، ومن استغنى دخل في عموم النصوص المحرِّمة.

ب - لو ملك من العروض أو الحبوب أو السائمة أو العقار ما لا تحصل به الكفاية لم يكن غنياً وإن ملك نُصباً ، وبه قال الثوري والنخعي وابن المبارك وإسحاق وغيرهم(٣) .

ج - لو كانت له كفاية باكتساب أو صناعة أو مال غير زكوي لم تحلّ له الصدقة ، وبه قال الشافعي وإسحاق وأبو عبيد وابن المنذر(٤) ، لقولهعليه‌السلام : ( لا تحل الصدقة لغني ولا لقوي مكتسب )(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٤ : ٤٨ - ٤٩ / ١٢٧ و ١٠٧ - ١٠٨ / ٣٠٨ ، الكافي ٣ : ٥٦١ / ٤ ، والفقيه ٢ : ١٧ - ١٨ / ٥٧.

(٢) المغني ٢ : ٥٢٢ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٨٩ ، الكافي في فقه أهل المدينة : ١١٥ ، المجموع ٦ : ١٩٧.

(٣) المغني ٢ : ٥٢٢ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٨٨.

(٤) المغني ٢ : ٥٢٣ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٨٨ ، المجموع ٦ : ١٩٠ ، المنتقى للباجي ٢ : ١٥٢.

(٥) سنن أبي داود ٢ : ١١٨ / ١٦٣٣ ، سنن الدارقطني ٢ : ١١٩ / ٧ ، سنن النسائي =

٢٤٣

ولأنّه يملك ما يغنيه عن الصدقة فخرج عن الحاجة فلا يتناوله اسم الفقراء.

وقال أبو يوسف : إن دفع الزكاة إليه فهو قبيح ، وأرجو أن يجزئه(١) .

وقال أبو حنيفة ومحمد وزفر : يجوز دفع الزكاة إليه ؛ لأنّه ليس بغني(٢) ؛ لما مرّ من قولهعليه‌السلام : ( أعلمهم أنّ عليهم الصدقة )(٣) .

د - لو ملك نصاباً زكويّاً أو نُصباً تقصر عن مؤونته ومؤونة عياله حلّت له ، وبه قال الشافعي وأحمد(٤) ، لأنّه لم يملك ما يغنيه ، ولا يقدر على كسب ما يكفيه ، فجاز له الأخذ من الزكاة ، كما لو كان ما يملكه من غير الزكوي ، ولأنّ الفقر : الحاجة. وهي متحقّقة فيه.

وقال أصحاب الرأي : ليس له أن يأخذ ؛ لأنّه تجب عليه الزكاة فلا تجب له ؛ للخبر(٥) .

والغنى المانع من الأخذ ليس هو الغنى الموجب للدفع.

ه- لو كان له مال معدٌّ للإِنفاق ولم يكن مكتسباً ولا ذا صناعة اعتبرت الكفاية به حولاً كاملاً له ولعياله ومن يمونه ، لأنّ كلّ واحد منهم مقصود دفع حاجته ، فيعتبر له ما يعتبر للمنفرد ؛ لأنّه لا يسمّى فقيراً بالعادة.

ويحتمل أن يمنع من الزكاة حتى يخرج ما معه بالإِنفاق.

والحقّ : الأول ؛ لما روي من جواز تناولها لمن ملك ثلاثمائة درهم أو‌

____________________

= ٥ : ٩٩ - ١٠٠ ، سنن البيهقي ٧ : ١٤ ، ومسند أحمد ٤ : ٢٢٤ و ٥ : ٣٦٢ ، وفي الجميع : ( لا حَظّ فيها لغني ).

(١ و ٢ ) المغني ٢ : ٥٢٣ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٨٨.

(٣) تقدّمت الإِشارة إلى مصادره في المسألة ١٦٣.

(٤) المجموع ٦ : ١٩٧ ، المغني ٢ : ٥٢٤ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٨٩.

(٥) الهداية للمرغيناني ١ : ١١٤ ، المبسوط للسرخسي ٣ : ١٤ ، بداية المجتهد ١ : ٢٧٦ ، المجموع ٦ : ١٩٧ ، المغني ٢ : ٥٢٤ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٨٩.

٢٤٤

سبعمائة مع التكسب القاصر(١) ، فمع عدمه أولى.

و - لو جعلنا مناط المنع ملك النصاب وإن قصر عن الكفاية ، فلو كان له عائلة جاز أن يأخذ لعياله حتى يصير لكلّ واحد منهم ما يحرم معه الأخذ ؛ لأنّ الدفع إنّما هو إلى العيال وهذا نائب عنهم في الأخذ.

ز - لو كان للولد المعسر ، أو الزوجة الفقيرة ، أو الأب الفقير والد أو زوج أو ولد موسرون ، وكلٌّ منهم ينفق على من تجب عليه لم يجز دفع الزكاة إليهم ؛ لأنّ الكفاية حصلت لهم بما يصلهم من النفقة الواجبة ، فأشبهوا من له عقار يستغني باُجرته.

وإن لم ينفق أحد منهم وتعذّر ذلك جاز الدفع إليهم ، كما لو تعطّلت منفعة العقار.

مسألة ١٦٥ : ويعطى من ادّعى الفقر إذا لم يعلم كذبه‌ سواء كان قويّاً قادراً على التكسب أو لا ، ويقبل قوله من غير يمين سواء كان شيخاً ضعيفاً أو شاباً ضعيف البُنية أو زمناً أو كان سليماً قويّ البُنية جلداً ، وهو أحد وجهي الشافعية(٢) ؛ لأنّ رجلين أتيا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقسّم الصدقة ، فسألاه شيئاً منها ، فصعَّد بصره فيهما وصوَّبه(٣) ، وقال لهما : ( إن شئتما أعطيتكما ولا حظّ فيها لغني ولا ذي قوة مكتسب )(٤) ودفع إليهما ولم يحلّفهما.

والثاني للشافعي : أنّه يحلف إن كان قويّاً في بُنيته ظاهرة الاكتساب ؛ لأنّ‌

____________________

(١) اُنظر : المعتبر : ٢٧٨ ، والكافي ٣ : ٥٦٠ / ١.

(٢) الاُم ٢ : ٧٣ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٨٧ ، المجموع ٦ : ١٩٥ ، الوجيز ١ : ٢٩٤ ، حلية العلماء ٣ : ١٥١ - ١٥٢.

(٣) صوّبه : خفضه. النهاية لابن الأثير ٣ : ٥٧.

(٤) سنن أبي داود ٢ : ١١٨ / ١٦٣٣ ، سنن الدارقطني ٢ : ١١٩ / ٧ ، سنن النسائي ٥ : ٩٩ - ١٠٠ ، سنن البيهقي ٧ : ١٤ ، مسند أحمد ٤ : ٢٢٤ و ٥ : ٣٦٢ بتفاوت يسير.

٢٤٥

ظاهره يخالف ما قاله(١) .

وليس بجيّد ؛ لأنّه مسلم ادّعى ممكناً ولم يظهر ما ينافي دعواه.

ولو عرف له مال وادّعى ذهابه ، قال الشيخ : يكلّف البيّنة ؛ لأنّه ادّعى خلاف الظاهر ، والأصل البقاء(٢) ، وبه قال الشافعي(٣) .

والأقرب : أنّه لا يكلّف بيّنة تعويلاً على صحة اخبار المسلم. وكذا البحث في العبد لو ادّعى العتق أو الكتابة.

ولو ادّعى حاجة عياله ، فالوجه القبول من غير يمين ، لأنّه مسلم ادّعى أمراً ممكناً ولم يظهر ما ينافي دعواه.

ويحتمل الإِحلاف ؛ لإِمكان إقامة البيّنة على دعواه. وللشافعي كالوجهين(٤) .

مسألة ١٦٦ : العاملون عليها لهم نصيب من الزكاة‌ وهم السُّعاة في جباية الصدقات عند علمائنا أجمع ، وبه قال الشافعي(٥) ؛ لقوله تعالى( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها ) (٦) .

ولقول الصادقعليه‌السلام وقد سئل عن قوله تعالى( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها ) أكلّ هؤلاء يعطى؟ : « إنّ الإِمام يعطي هؤلاء جميعاً »(٧) .

____________________

(١) المهذب للشيرازي ١ : ١٧٨ ، المجموع ٦ : ١٩٥ ، الوجيز ١ : ٢٩٤ ، حلية العلماء ٣ : ١٥١ - ١٥٢.

(٢) المبسوط للطوسي ١ : ٢٤٧.

(٣) المهذب للشيرازي ١ : ١٧٨ ، المجموع ٦ : ١٩٥ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٢.

(٤) المجموع ٦ : ١٩٧ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٢.

(٥) الاُم ٢ : ٧١ - ٧٢ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٧٨ ، المجموع ٦ : ١٨٨ ، الوجيز ١ : ٢٩٢ ، حلية العلماء ٣ : ١٤٩ ، تفسير الرازي ١٦ : ١١٠.

(٦) التوبة : ٦٠.

(٧) الكافي ٣ : ٤٩٦ / ١ ، التهذيب ٤ : ٤٩ / ١٢٨ ، الفقيه ٢ : ٢ - ٣ / ٤.

٢٤٦

وقال أبو حنيفة : يعطي عوضاً واُجرة لا زكاةً ، لأنّه لا يعطي إلّا مع العمل ، ولو فرّقها الإِمام أو المالك لم يكن له شي‌ء ، والزكاة تدفع استحقاقاً لا عوضاً ، ولأنّه يأخذها مع الغنى والصدقة لا تحلّ لغني(١) .

ولا يلزم من توقّف الإِعطاء على العمل سقوط الاستحقاق ، والمدفوع ليس عوضاً ، بل استحقاقاً مشروطاً بالعمل.

ونمنع عدم الدفع إلى الغني مطلقاً ؛ لأنّ العامل لا يأخذ باعتبار الفقر ، وابن السبيل يأخذ وإن كان غنيّاً في بلده فكذا هنا.

مسألة ١٦٧ : يجب على الإِمام أن يبعث ساعياً في كلّ عام لتحصيل الصدقات من أربابها‌ ؛ لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يبعثهم في كلّ عام ؛ فيجب اتّباعه ، ولأنّ تحصيل الزكاة غالباً إنّما يتمّ به ، وتحصيل الزكاة واجب فيجب ما لا يتمّ إلّا به.

إذا ثبت هذا فينبغي للإِمام أن يوصيه كما وصّى أمير المؤمنينعليه‌السلام عامله.

قال الصادقعليه‌السلام : « بعث أمير المؤمنينعليه‌السلام مصدّقاً من الكوفة إلى باديتها ، فقال له : يا عبد الله انطلق وعليك بتقوى الله وحده لا شريك له ، ولا تؤثرنّ دنياك على آخرتك ، وكن حافظاً لما ائتمنتك عليه راعياً لحقّ الله فيه حتى تأتي نادي بني فلان ، فإذا قدمت فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم ، ثم امض إليهم بسكينة ووقار حتى تقوم بينهم فسلِّم عليهم ، وقُل : يا عباد الله أرسلني إليكم ولي الله لآخذ منكم حق الله في أموالكم ، فهل لله في أموالكم حقّ فتؤدّوه إلى وليّه؟ فإن قال لك قائل : لا ، فلا تراجعه ، فإن أنعم لك منعم منهم فانطلق معه من غير أن تخيفه أو تعده إلّا خيراً.

فإذا أتيت ماله فلا تدخله إلّا بإذنه ، فإنّ أكثره له ، فقُل له : يا عبد الله‌

____________________

(١) بدائع الصنائع ٢ : ٤٤ ، تحفة الفقهاء ١ : ٢٩٩.

٢٤٧

أتأذن لي في دخول مالك؟ فإن أذن لك فلا تدخل دخول متسلّط عليه ولا عنف به ، فاصدع المال صَدْعين ، ثم خيِّره أيّ الصدعين شاء ، فأيّهما اختار فلا تعرّض له ، ثم اصدع الباقي صدعين ، ثم خيّره فأيّهما اختار فلا تعرّض له فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء لحقّ الله عزّ وجلّ في ماله ، فإذا بقي ذلك فاقبض حقّ الله منه ، فإن استقالك فأقله ، ثم اخلطهما واصنع مثل الذي صنعت أوّلاً حتى تأخذ حقّ الله في ماله ، فاذا قبضته فلا توكل به إلّا ناصحاً شفيقاً أميناً حفيظاً غير معنف بشي‌ء منها ، ثم احدر ما اجتمع عندك من كلّ ناد إلينا نصيّره حيث أمر الله عزّ وجل.

فإذا انحدر بها رسولك فأوعز إليه أن لا يحول بين ناقة وبين فصيلها ، ولا يفرّق بينهما ، ولا يصرّنّ(١) لبنها فيضرّ ذلك بفصيلها ، ولا يجهد بها ركوباً ، وليعدل بينهن في ذلك ، وليوردهن كلّ ماء يمرّ به ، ولا يعدل بهن عن نبت الأرض إلى جوادِّ الطرق في الساعة التي فيها تريح(٢) وتغبق(٣) وليرفق بهنّ جهده حتى تأتينا بإذن الله سحاحاً(٤) سماناً غير متعبات ولا مجهدات ، فنقسمهنّ بإذن الله على كتاب الله وسُنّة نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أولياء الله فإنّ ذلك أعظم لأجرك وأقرب لرشدك ، ينظر الله إليها وإليك وإلى جهدك ونصيحتك لمن بعثك وبعثت في حاجته ، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ما ينظر الله عزّ وجلّ إلى وليّ له يجهد نفسه بالطاعة والنصيحة لإِمامه إلّا كان معنا في الرفيق الأعلى ».

____________________

(١) الصرار - وزان كتاب - خرقة تشدّ على أطباء الناقة لئلّا يرتضعها فصيلها. وأطباء جمع طبي.

وهي لذات الخف والظلف كالثدي للمرأة. المصباح المنير : ٣٣٨ و ٣٦٩.

(٢) الإِراحة : ردّ الإِبل والغنم من العشي الى مُراحها حيث تأوي اليه ليلاً. لسان العرب ٢ : ٤٦٤ « روح ».

(٣) الغبوق : الشرب بالعشي. الصحاح ٤ : ١٥٣٥ « غبق ».

(٤) سحت الشاة : اسمنت. وغنم سحاح : أي سمان. الصحاح ١ : ٣٧٣ « سحح ».

٢٤٨

ثم بكى الصادقعليه‌السلام ، وقال لبريد بن معاوية : « يا بريد والله ما بقيت لله حرمة إلّا انتهكت، ولا عمل بكتاب الله ولا سنّة نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا العالم ، ولا اُقيم في هذا الخلق حدّ منذ قبض الله أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولا عمل بشي‌ء من الحقّ إلى يوم الناس هذا ».

ثم قال : « أما والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ، ويميت الأحياء ، ويردّ الحق إلى أهله ، ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأبشروا ثم أبشروا ، والله ما الحقّ إلّا في أيديكم »(١) .

مسألة ١٦٨ : إذا تولّى الرجل إخراج الزكاة بنفسه سقط حق العامل منها‌ ؛ لأنّه إنّما يأخذ بالعمل.

وكذا لو تولّى الإِمام أو الوالي من قبله قسمتها لم يستحق شيئاً ، لأنّه يأخذ رزقه من بيت المال ؛ لأنّه يتولّى اُمور المسلمين ، وهذا من جملة المصالح.

أمّا الساعي فإن رأى الإِمام أن يجعل له اُجرةً من بيت المال لم يستحق شيئاً من الصدقة ، وإن لم يجعل له شيئاً كان له نصيب من الزكاة.

ويتخيّر الإِمام بين أن يستأجره لمدّة معلومة باُجرة معلومة ، أو يعقد له جعالة ، فإذا عمل ما شرط عليه ، فإن كان أجر مثله أقلّ كان الفاضل من الثمن من الصدقة مردوداً على أهل السُّهمان ، وإن كان السهم أقلّ من اُجرته جاز للإِمام أن يعطيه الباقي من بيت المال ؛ لأنّه من المصالح ، وهو أحد قولي الشافعي(٢) .

ويجوز أن يعطيه من باقي الصدقة ويقسّم الفاضل عن اُجرته بين باقي المستحقين ؛ لأنّ الفاضل لمـّا ردّ عليهم كان الناقص عليهم ، وهو القول الثاني للشافعي(٣) .

____________________

(١) الكافي ٣ : ٥٣٦ - ٥٣٨ / ١ ، التهذيب ٤ : ٩٦ - ٩٧ / ٢٧٤.

(٢ و ٣ ) المهذب للشيرازي ١ : ١٧٨ ، المجموع ٦ : ١٨٨ ، حلية العلماء ٣ : ١٤٩.

٢٤٩

وله ثالث : تخيير الإِمام بينهما(١) كما قلناه.

وله رابع : أنّه يأخذ من سهم المصالح إذا لم يفضل عن أهل السُّهمان فضل ، وإن فضل أخذ من الصدقة(٢) .

والوجه : أنّه لا يشترط تقدير الاُجرة أو السهم ؛ لأنّ له نصيباً بفرضه تعالى ، فلا يشترط في استعماله غيره.

ولقول الصادقعليه‌السلام وقد سأله الحلبي ما يعطى المصدّق؟ قال : « ما يرى الإِمام ، ولا يقدَّر له شي‌ء »(٣) .

مسألة ١٦٩ : والمؤلَّفة قلوبهم لهم نصيب من الزكاة‌ بالنص والإِجماع ، وهم الذين يستمالون إلى الجهاد بالإِسهام وإن كانوا كفّاراً ، وحكمهم باقٍ عند علمائنا - وبه قال الحسن البصري والزهري وأحمد ، ونقله الجمهور عن الباقرعليه‌السلام (٤) - للآية(٥) ، فإنّه تعالى سمّى المؤلَّفة في الأصناف الذين سمّى الصدقة لهم.

وروى زياد بن الحارث الصدائي ، قال : أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبايعته ، قال : فأتاه رجل فقال : أعطني من الصدقة ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إنّ الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها هو فجزَّأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك )(٦) .

ومن طريق الخاصة : رواية سماعة ، قال : سألته عن الزكاة لمن يصلح‌

____________________

(١ و٢ ) المهذب للشيرازي ١ : ١٧٨ ، المجموع ٦ : ١٨٨ ، حلية العلماء ٣ : ١٤٩.

(٣) الكافي ٣ : ٥٦٣ / ١٣ ، التهذيب ٤ : ١٠٨ / ٣١١.

(٤) المغني ٢ : ٥٢٦ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٩٣.

(٥) التوبة : ٦٠.

(٦) سنن أبي داود ٢ : ١١٧ / ١٦٣٠ ، سنن البيهقي ٤ : ١٧٤ و ٧ : ٦.

٢٥٠

أن يأخذها؟ قال : هي محلَّلة للّذين وصف الله في كتابه( لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) (١) الحديث(٢) .

وقال الشعبي ومالك والشافعي وأصحاب الرأي : انقطع سهم المؤلّفة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لأنّ الله تعالى أعزّ الإِسلام ، وأغناه عن أن يتألّف عليه رجال فلا يعطى مشرك تألّفاً بحال. وروي هذا عن عمر(٣) .

وهو مدفوع بالآية(٤) ، وبعمل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أن مات ، ولا يجوز ترك الكتاب والسنّة إلّا بنسخ ، والنسخ لا يثبت بعد موتهعليه‌السلام ، فلا يجوز ترك الكتاب والسنّة بمجرّد الآراء والتحكّم ، ولا بقول صحابي.

على أنّهم لا يعملون بقول الصحابي إذا عارض القياس فكيف إذا عارض الكتاب والسنّة!

قال الزهري : لا أعلم شيئاً نسخ حكم المؤلَّفة(٥) .

على أنّ ما ذكروه لا يعارض حكم الكتاب والسنّة ، فإنّ الاستغناء عنهم لا يوجب رفع حكمهم ، وإنّما يمنع عطيّتهم حال الغنى عنهم ، فإذا دعت الحاجة إلى إعطائهم اُعطوا ، كما أنّ باقي الأصناف إذا عدم منهم صنف في زمان سقط حكمه في ذلك الزمان ، فإذا وجد عاد حكمه.

قال الشيخ : يجوز للإِمام القائم مقام النبيعليه‌السلام أن يتألّف‌

____________________

(١) التوبة : ٦٠.

(٢) الكافي ٣ : ٥٦٠ / ٩ ، التهذيب ٤ : ٤٨ / ١٢٧.

(٣) الكافي في فقه أهل المدينة : ١١٤ ، التفريع ١ : ٢٩٨ ، المنتقى للباجي ٢ : ١٥٣ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٧٩ ، المجموع ٦ : ١٩٨ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٥ ، المغني ٢ : ٥٢٦ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٩٣ ، المبسوط للسرخسي ٣ : ٩ ، بدائع الصنائع ٢ : ٤٥.

(٤) التوبة : ٦٠.

(٥) المغني ٢ : ٥٢٦.

٢٥١

الكفّار ، ويعطيهم سهمهم الذي سمّاه الله تعالى ، ولا يجوز لغير الإِمام القائم مقامهعليه‌السلام ذلك ، وسهم المؤلَّفة مع سهم العامل ساقط اليوم(١) .

مسألة ١٧٠ : قال الشيخ : المؤلَّفة عندنا هم : الكفّار الذين يستمالون بشي‌ء من الصدقات إلى الإِسلام‌ يتألَّفون ليستعان بهم على قتال المشركين ، ولا يعرف أصحابنا مؤلَّفة أهل الإِسلام(٢) .

وقال المفيدرحمه‌الله : المؤلَّفة ضربان : مسلمون ومشركون(٣) ، وبه قال الشافعي(٤) .

وهو الأقوى عندي ، لوجود المقتضي وهو المصلحة الناشئة من الاجتماع والكثرة على القتال.

وقسَّم الشافعي المؤلَّفة قسمين : مشركون ومسلمون(٥) ، فالمشركون ضربان : أحدهما : من له نيّة حسنة في الإِسلام والمسلمين فيعطى من غير الصدقة ، بل من سهم المصالح لتقوى نيّتهم في الإِسلام فيميلون إليه فيسلمون.

لما روي أنّ صفوان بن اُميّة لَمـّا أعطاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكة خرج معه إلى هوازن ، واستعار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله منه ثلاثين درعاً ، وكانت أوّل الحرب على المسلمين ، فقال قائل : غلبت هوازن وقُتل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال صفوان : بفيك الحجر ، لَربٌّ من قريش أحب إلينا‌

____________________

(١ و ٢ ) المبسوط للطوسي ١ : ٢٤٩.

(٣) حكاه عنه المحقق في المعتبر : ٢٧٩.

(٤) المهذب للشيرازي ١ : ١٧٩ ، المجموع ٦ : ١٩٨ ، الوجيز ١ : ٢٩٣ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٤.

(٥) رفعهما بناءً على تقدير مبتدأ محذوف.

٢٥٢

من ربّ من هوازن(١) .

ولَمـّا أعطى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله العطايا ، قال صفوان : ما لي ؛ فأومأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى وادٍ فيه إبل محمَّلة ، فقال : ( هذا لك ) فقال صفوان : هذا عطاء من لا يخشى الفقر(٢) .

الثاني : مشركون لم يظهر منهم ميل إلى الإِسلام ، ولا نيّة حسنة في المسلمين لكن يخاف منهم ، فإن أعطاهم كفّوا شرّهم وكفّ غيرهم معهم.

روى ابن عباس أنّ قوماً كانوا يأتون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن أعطاهم مدحوا الإِسلام وقالوا : هذا دين حسن ، وإن منعهم ذمّوا وعابوا(٣) .

فهذان الضربان هل يعطون بعد موت النبيعليه‌السلام ؟ قولان :

أحدهما : يعطون ، لأنّهعليه‌السلام أعطاهم ، ومعنى العطاء موجود.

والثاني : لا يعطون ؛ لأنّ مشركاً جاء إلى عمر يلتمس المال فلم يعطه ، وقال : من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر(٤) ، ولأنّه تعالى أظهر الإِسلام وقمع المشركين ، فلا حاجة بنا إلى ذلك.

فإن قلنا : يعطون ، فإنّهم يعطون من سهم المصالح لا من الزكاة ؛ لأنّها لا تصرف إلى المشركين.

وهو ممنوع ؛ للآية(٥) .

وأما المؤلَّفة من المسلمين فعلى أربعة أضرب :

ضرب أشراف مطاعون ، علم صدقهم في الإِسلام ، وحسن نيّتهم فيه ، إلّا أنّ لهم نظراء من المشركين إذا اُعطوا رغب نظراؤهم في الإِسلام‌

____________________

(١) سنن البيهقي ٧ : ١٨ - ١٩ نحوه.

(٢) أورده ابنا قدامة في المغني ٧ : ٣٢٠ ، والشرح الكبير ٢ : ٦٩٣.

(٣) عنه في الدرّ المنثور - للسيوطي - ٣ : ٢٥١ ، والمغني ٧ : ٣٢٠ ، والشرح الكبير ٢ : ٦٩٣.

(٤) ذكره ابنا قدامة في المغني ٧ : ٣١٩ ، والشرح الكبير ٢ : ٦٩٣.

(٥) التوبة : ٦٠. وقوله : ( وهو ممنوع ) جواب من المصنف عن الشافعي.

٢٥٣

فهؤلاء يعطون ؛ لأنّ النبيعليه‌السلام أعطى عدي بن حاتم والزبرقان بن بدر(١) مع ثباتهم وحسن نيّتهم.

وضرب أشراف مطاعون في قومهم نيّاتهم ضعيفة في الإِسلام إذا اُعطوا رجي حسن نيّاتهم وثباتهم فإنّهم يعطون ؛ لأنّهعليه‌السلام أعطى أبا سفيان بن حرب مائة من الإِبل ، وأعطى صفوان بن اُمية مائة ، وأعطى الأقرع بن حابس مائة ، وأعطى عُيَيْنَة مائة ، وأعطى العباس بن مرداس أقلّ من مائة ، فاستعتب فتمّم المائة(٢) .

وهل يعطون بعد النبيعليه‌السلام ؟ قولان :

أحدهما : المنع - وبه قال أبو حنيفة(٣) - لظهور الإِسلام ، ولأنّ أحداً من الخلفاء لم يعط شيئاً من ذلك.

والثاني : يعطون ؛ لأنّ النبيعليه‌السلام أعطى ، وأعطى أبو بكر عدي ابن حاتم - وقد قدم عليه بثلاثمائة جمل من إبل الصدقة - ثلاثين بعيراً(٤) .

وحينئذٍ هل يعطون من الصدقات من سهم المؤلَّفة ، للآية ، أو من سهم المصالح ، لأنّه منها؟ قولان.

الضرب الثالث : قوم من المسلمين أعراب أو عجم في طرف من أطراف المسلمين لهم قوة وطاقة بمن يليهم من المشركين ، فإذا جهّز الإمام إليهم جيشا لزمه مؤونة ثقيلة ، وإذا أعطى من يقربهم من أصحاب القوّة والطاقة أعانوهم ودفعوا المشركين.

____________________

(١) نقله أبو إسحاق الشيرازي في المهذب ١ : ١٧٩.

(٢) صحيح مسلم ٢ : ٧٣٧ / ١٠٦٠ ، سنن البيهقي ٧ : ١٧ ، أسد الغابة ٣ : ١١٢ - ١١٣.

(٣) المبسوط للسرخسي ٣ : ٩ ، اللباب ١ : ١٥٣ ، الميزان للشعراني ٢ : ١٤ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٥.

(٤) سنن البيهقي ٧ : ١٩ - ٢٠ ، وذكره أيضاً ابنا قدامة في المغني ٧ : ٣٢٠ ، والشرح الكبير ٢ : ٦٩٣.

٢٥٤

والضرب الرابع : مسلمون من الأعراب أو غيرهم في طرف من أطراف الإِسلام بإزائهم قوم من أهل الصدقات لا يؤدّون الزكاة إلّا خوفاً من هؤلاء الأعراب ، فإن أعطاهم الإِمام جبوها وحملوها إليه ، وإن لم يعطهم لم يفعلوا ذلك ، واحتاج الإِمام إلى مؤونة ثقيلة في إنفاذ من يحصّلها ، فإنّه يعطيهم.

ومن أين يعطيهم؟ أربعة أقوال :

الأول : من سهم المؤلّفة من الصدقة ؛ لأنّهم يتألّفون على ذلك.

الثاني : من سهم الغزاة ؛ لأنّهم غزاة أو في معناهم.

الثالث : من سهم المصالح ؛ لأنّ هذا في مصالح المسلمين.

الرابع : من سهم المؤلّفة ، وسهم الغزاة من الصدقة.

واختلف أصحابه في هذا القول ، فقال بعضهم : إنّما أعطاهم من السهمين بناءً على جواز أخذ من اجتمع فيه سببان بهما ، وعلى المنع لا يعطون منهما.

وقال آخرون : يعطون من السهمين ، لأنّ معناهما واحد وهو أنّه يعطى منهما ، لحاجتنا إليهم وهم المؤلَّفة والغزاة ، بخلاف أن يكون فقيراً وغازياً ؛ لاختلاف السببين.

وقال آخرون : إنّه اراد أنّ بعضهم يعطى من سهم الغزاة وهم الذين يغزون منهم ، وبعضهم من سهم المؤلَّفة وهُم الذين اُلّفوا على استيفاء الزكاة(١) .

قال الشيخ : وهذا التفصيل لم يذكره أصحابنا ، غير أنّه لا يمتنع أن نقول : إنّ للإِمام أن يتألّف هؤلاء القوم ويعطيهم إن شاء من سهم المؤلَّفة ، وإن شاء من سهم المصالح ؛ لأنّ هذا من فرائض الإِمام ، وفعله حجّة ، وليس يتعلق علينا في ذلك حكم اليوم ، وفرضنا تجويز ذلك والشك فيه وعدم القطع‌

____________________

(١) المهذب للشيرازي ١ : ١٧٩ ، المجموع ٦ : ١٩٨ - ١٩٩ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٤ - ١٥٦.

٢٥٥

بأحد الأمرين(١) .

مسألة ١٧١ : والرقاب من جملة الأصناف المعدودة في القرآن‌ ، وأجمع المسلمون عليه ، واختلفوا في المراد.

فالمشهور عند علمائنا : أنّ المراد به صنفان : المكاتبون يعطون من الصدقة ؛ ليدفعوه في كتابتهم. والعبيد تحت الشدّة يشترون ويعتقون ؛ لقوله تعالى( وَفِي الرِّقابِ ) (٢) وهو شامل لهما ، فإنّ المراد إزالة رقّيته.

وشرطنا في الثاني الضُرّ والشدّة ؛ لما روي عن الصادقعليه‌السلام في الرجل يجتمع عنده الزكاة يشتري بها نسمة ويعتقها ، فقال : « إذن يظلم قوماً آخرين حقوقهم - ثم قال - إلّا أن يكون عبداً مسلماً في ضرورة فيشتريه ويعتقه »(٣) .

والجمهور رووا المكاتبين عن عليعليه‌السلام (٤) ، والعبد يشترى ابتداءً عن ابن عباس(٥) .

وروى علماؤنا ثالثاً وهو : أنّ من وجب عليه كفّارة في عتق في ظهار وشبهه ولم يجد ما يعتق جاز أن يعطى من الزكاة ما يشتري به رقبة ويعتقها في كفارته.

لرواية علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره عن العالمعليه‌السلام : «( وَفِي الرِّقابِ ) قوم لزمتهم كفّارات في قتل الخطأ أو الظهار أو الأيمان وليس عندهم ما يكفِّرون جعل الله لهم سهماً في الصدقات ليكفِّر عنهم »(٦) .

____________________

(١) المبسوط للطوسي ١ : ٢٥٠.

(٢) التوبة ٦٠ :.

(٣) الكافي ٣ : ٥٥٧ / ٢ ، التهذيب ٤ : ١٠٠ / ٢٨٢.

(٤) المجموع ٦ : ٢٠٠ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٨ ، أحكام القرآن لابن العربي ٢ : ٩٦٧.

(٥) المغني ٧ : ٣٢٢ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٩٥ ، المجموع ٦ : ٢٠٠ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٨ ، والدرّ المنثور للسيوطي ٣ : ٢٥٢.

(٦) التهذيب ٤ : ٤٩ - ٥٠ / ١٢٩ ، وتفسير القمي ١ : ٢٩٩.

٢٥٦

قال الشيخ : والأحوط عندي أن يعطى ثمن الرقبة لكونه فقيراً فيشتري هو ويعتق عن نفسه(١) . وهو جيد.

ولو لم يوجد مستحق جاز شراء العبد من الزكاة وعتقه وإن لم يكن في ضُرّ وشدّة ، وعليه فقهاؤنا.

لقول الصادقعليه‌السلام وقد سئل عن رجل أخرج زكاة ماله فلم يجد لها موضعاً يدفعها إليه فنظر مملوكاً يباع فاشتراه بها فأعتقه فهل يجوز ذلك؟

قال : « نعم »(٢) .

وقال الشافعي : المراد بقوله تعالى :( وَفِي الرِّقابِ ) المكاتبون خاصة يعطيهم من الصدقة ليدفعوه في كتابتهم(٣) - ورووه عن عليعليه‌السلام ، وهو مذهب سعيد بن جبير والنخعي والليث بن سعد والثوري وأصحاب الرأي - لأنّ مقتضى الآية الدفع إليهم بدليل قوله( وَفِي سَبِيلِ اللهِ ) يريد الدفع إلى المجاهدين ، فكذا هنا(٤) .

وهو لا يمنع ما قلناه.

وقال مالك : المراد به أن يشتري العبيد من الصدقة ويبتدئ عتقهم - ورووه عن ابن عباس والحسن البصري ، وبه قال أحمد وإسحاق ، ولم يشرطوا الشدة - لقوله تعالى( وَفِي الرِّقابِ ) والرقبة إذا اُطلقت انصرفت إلى القنّ كقوله تعالى( فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ) (٥) (٦) .

ونمنع الحصر.

____________________

(١) المبسوط للطوسي ١ : ٢٥٠.

(٢) الكافي ٣ : ٥٥٧ / ٣ ، التهذيب ٤ : ١٠٠ / ٢٨١.

(٣) في النُسخ الخطية المعتمدة في التحقيق : ( كتابته ) وما أثبتناه من الطبعة الحجرية.

(٤) الاُم ٢ : ٧٢ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٧٩ ، المجموع ٦ : ٢٠٠ - ٢٠١ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٨ ، المغني ٧ : ٣٢٢ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٩٥ ، المبسوط للسرخسي ٣ : ٩.

(٥) النساء : ٩٢.

(٦) الكافي في فقه أهل المدينة : ١١٤ ، أحكام القرآن لابن العربي ٢ : ٩٦٧ ، تفسير القرطبي =

٢٥٧

وأجاب الشافعيّة : بأنّ الزكاة يعود نفعها حينئذٍ إلى المعطي ويثبت له الولاء.

ونمنع اختصاص النفع بالمعطي وثبوت الولاء للمعتق على ما يأتي.

مسألة ١٧٢ : والغارمون لهم سهم من الصدقات‌ بالنص والإِجماع ، وهُم : المدينون في غير معصية ، ولا خلاف في صرف الصدقة إلى من هذا سبيله.

ولو استدان للمعصية لم يقض عند علمائنا أجمع - وبه قال أبو علي بن أبي هريرة من الشافعية(١) - لأنّه دين استدانه للمعصية فلا يدفع إليه ، كما لو لم يثبت ، ولما فيه من الإِغراء بالمعصية ؛ إذ الفاسق إذا عرف أنّه يقضى عنه ما استدانه في معصية أصرَّ على ذلك ، فيمنع حسماً لمادّة الفساد.

ولقول الرضاعليه‌السلام : « يقضى ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة الله عزّ وجلّ ، وإن كان أنفقه في معصية الله فلا شي‌ء له على الإِمام »(٢) .

وقال أبو إسحاق من الشافعية : يدفع إليه(٣) ؛ لأنّه لو كان قد أتلف ماله في المعاصي وافتقر دفع إليه من سهم الفقراء ، وكذلك إذا خرج في سفر معصية ، ثم أراد أن يرجع دفع إليه من سهم ابن السبيل.

والفرق : أنّ مُتلف ماله يعطى للحاجة في الحال ، وهنا يراعى الاستدانة في الدين وكان للمعصية ، فافترقا.

____________________

= ٨ : ١٨٣ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٨ ، المغني ٧ : ٣٢١ و ٣٢٢ ، الشرح الكبير ٢ : ٦٩٤ و ٦٩٥.

(١) قال النووي في المجموع ٦ : ٢٠٨ : فإن تاب فهل يعطى؟ أصحّهما : لا يعطى ، وبه قال أبو علي بن أبي هريرة.

(٢) تفسير العياشي ١ : ١٥٥ / ٥٢٠.

(٣) المجموع ٦ : ٢٠٨ ، وفيه بعد عنوان التوبة.

٢٥٨

فروع :

أ - لو لم يعلم فيما ذا أنفقه ، قال الشيخ : يمنع(١) ، لأنّ رجلاً من أهل الجزيرة يكنّى أبا محمد سأل الرضاعليه‌السلام ، قلت : فهو لا يعلم فيما ذا أنفقه في طاعة أو معصية؟ قال : « يسعى في ماله فيردّه عليه وهو صاغر »(٢) .

ولأنّ الشرط - وهو الإِنفاق في الطاعة - غير معلوم.

وقال أكثر علمائنا : يعطى ؛ بناءً على أنّ ظاهر تصرفات المسلم إنّما هو على الوجه المشروع دون المحرَّم. ولأنّ تتبّع مصارف الأموال عسر فلا يقف دفع الزكاة على اعتباره. وفي سند الرواية ضعف(٣) .

ب - لو أنفقه في معصية وتاب احتمل جواز الدفع وعدمه.

وقال الشيخ : يدفع إليه من سهم الفقراء إن كان منهم لا من سهم الغارمين(٤) . وهو حسن.

ج - لو كان المدفوع كلّ الدين جاز للإِمام أن يدفعه إلى الغرماء ؛ لأنّه قد استحقّ عليه الدفع فناب عنه ، ولو كان لا يفي وأراد أن يتّجر به دفع إليه ؛ لما فيه من المصلحة.

مسألة ١٧٣ : الغارمون صنفان : أحدهما : من استدان في مصلحته ونفقته في غير معصية ، وعجز عن أدائه ، وكان فقيراً ، فإنّه يأخذ من سهم الغارمين إجماعاً ليؤدّي ذلك.

وإن كان غنيّاً لم يجز أن يعطى عندنا ، وهو أحد قولي الشافعي ، و(٥) لأنّه‌

____________________

(١) النهاية : ٣٠٦ ، وفيه : لم يجب عليه القضاء عنه. وحكى المحقق في المعتبر : ٢٨٠ عنه هكذا : لا يقضى عنه.

(٢) تفسير العياشي ١ : ١٥٥ / ٥٢٠.

(٣) منهم : ابن إدريس في السرائر : ١٦٢ ، والمحقّق في المعتبر : ٢٨٠ ، والفاضل الآبي في كشف الرموز ١ : ٢٥٤.

(٤) المبسوط للطوسي ١ : ٢٥١.

(٥) كذا في جميع النسخ الخطية والطبعة الحجرية ، والظاهر زيادة حرف الواو.

٢٥٩

يأخذ لا لحاجتنا إليه ، فاعتبر فقره كالمكاتب وابن السبيل.

والثاني : يأخذ لعموم الآية(١) (٢) .

الثاني : من تحمّل حمالة لإِطفاء الفتنة ، وسكون ( نائرة )(٣) الحرب بين المتقاتلين وإصلاح ذات البين ، وهو قسمان :

أحدهما : أن يكون قد وقع بين طائفتين فتنة لقتل وجد بينهما فيتحمّل رجل ديته لإِصلاح ذات البين ، فهذا يدفع إليه من الصدقة ليؤدّي ذلك ، لقوله تعالى( وَالْغارِمِينَ ) (٤) .

ولا فرق بين أن يكون غنيّاً أو فقيراً ؛ لقولهعليه‌السلام : ( لا تحلّ الصدقة لغني إلّا لخمس : غازٍ في سبيل الله ، أو عاملٍ عليها ، أو غارم )(٥) .

ولأنّه إنّما يقبل ضمانه وتحمّله إذا كان غنيّاً فيه حاجة إلى ذلك مع الغنى ، فإن أدّى ذلك من ماله لم يكن له أن يأخذ ؛ لأنّه قد سقط عنه الغرم.

وإن كان قد استدان وأدّاها جاز أن يعطى من الصدقة ، ويؤدّي الدين لبقاء الغرم والمطالبة.

الثاني : أن يكون سبب الفتنة إتلاف مال ولا يعلم مَن أتلفه ، وخشي من الفتنة ، فتحمّل ذلك المال حتى سكنت النائرة ، فإنّه يدفع إليه من سهم الغارمين ؛ لصدق اسم الغرم عليه ، وللحاجة إلى إصلاح ذات البين ، وهو أصحّ وجهي الشافعيّة.

____________________

(١) التوبة : ٦٠.

(٢) الْأُم ٢ : ٧٢ ، المهذّب للشيرازي ١ : ١٧٩ ، المجموع ٦ : ٢٠٧ ، حلية العلماء ٣ : ١٥٩ ، الحاوي الكبير ٨ : ٥٠٨.

(٣) في « ن » : ثائرة بدل نائرة.

(٤) التوبة : ٦٠.

(٥) مصنّف عبد الرزاق ٤ : ١٠٩ / ١٧٥١ ، سنن ابن ماجة ١ : ٥٩٠ / ١٨٤١ ، سنن أبي داود ٢ : ١١٩ / ١٦٣٥ ، موطّأ مالك ١ : ٢٦٨ / ٢٩ ، ومسند أحمد ٣ : ٥٦.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

فَقَالَ لِي(١) : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَفْدُ الْحَاجِّ يُكْتَبُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَالْمَنَايَا(٢) وَالْبَلَايَا(٣) وَالْأَرْزَاقُ وَمَا يَكُونُ إِلى مِثْلِهَا(٤) فِي قَابِلٍ(٥) ، فَاطْلُبْهَا فِي لَيْلَةِ إِحْدى وَعِشْرِينَ(٦) ، وَثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ(٧) ، وَصَلِّ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ(٨) مِنْهُمَا مِائَةَ رَكْعَةٍ ، وَأَحْيِهِمَا(٩) إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَى النُّورِ(١٠) ، وَاغْتَسِلْ فِيهِمَا».

قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَقْدِرْ عَلى ذلِكَ وَأَنَا قَائِمٌ؟

قَالَ : « فَصَلِّ(١١) وَأَنْتَ جَالِسٌ(١٢) ».

قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟

قَالَ : « فَعَلى فِرَاشِكَ(١٣) ، لَاعَلَيْكَ أَنْ تَكْتَحِلَ(١٤) أَوَّلَ اللَّيْلِ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ النَّوْمِ ؛ إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ فِي رَمَضَانَ ، وَتُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ(١٥) ،................................

__________________

= واسترفاد وانتجاع وغير ذلك. ووفد الحاجّ - كما قال العلّامة الفيض - هم القادمون إلى مكّة للحجّ ؛ فإنّ تلك الليلة تكتب أسماء من قدّر أن يحجّ في تلك الليلة ». راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٩ ( وفد ).

(١). في « بخ ، بر ، بف » والوافي والفقيه والتهذيب : - « لي ».

(٢). « المـَنايا » : جمع المـَنَّية ، وهي الموت ؛ من المـَنْي بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ ( منا ).

(٣). في « بح » : « البلايا والمنايا ».

(٤). في « ظ » : « مثله ».

(٥). في « ظ ، ى » : « القابل ».

(٦). في جميع النسخ التي قوبلت - إلّا « ى » - والتهذيب والأمالي للطوسي : - « وعشرين ».

(٧). في جميع النسخ التي قوبلت والتهذيب والأمالي للطوسي : - « وعشرين ».

(٨). في « ظ » : « واحد ».

(٩). في «بخ،بر،بف» وحاشية «ى،بث» : «وأحيها».

(١٠). في الوافي : « النور ، كناية عن انفجار الصبح بالفلق ».

(١١). في « جن » : « وصلّ ».

(١٢). في التهذيب : - « إلى النور واغتسل - إلى - أنت جالس ».

(١٣). في الوسائل والفقيه : + « قلت : فإن لم أستطع؟ فقال ».

(١٤). في « ظ » والتهذيب : + « في ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لا عليك ، أي لا بأس. والاكتحال بالنوم كناية عن القليل منه ».

(١٥). «تصفّد الشياطين» أي تشدّ وتوثق بالأغلال ، يقال : صَفَدَه وصفّده. راجع :الصحاح ،ج ٢ ،ص ٤٩٨؛ =

٦٢١

وَتُقْبَلُ(١) أَعْمَالُ الْمُؤْمِنِينَ ، نِعْمَ الشَّهْرُ رَمَضَانُ ، كَانَ(٢) يُسَمّى عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الْمَرْزُوقَ ».(٣)

٦٦٢١/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْعَلَاءِ(٥) بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : سأَلْتُهُ عَنْ عَلَامَةِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟

فَقَالَ : « عَلَامَتُهَا أَنْ تَطِيبَ(٦) رِيحُهَا ، وَإِنْ(٧) كَانَتْ(٨) فِي بَرْدٍ دَفِئَتْ(٩) ، وَإِنْ(١٠) كَانَتْ(١١) فِي حَرٍّ بَرَدَتْ ، فَطَابَتْ(١٢) ».

قَالَ : وَسُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟

فَقَالَ : « تَنْزِلُ(١٣) فِيهَا الْمَلَائِكَةُ وَالْكَتَبَةُ(١٤) إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَكْتُبُونَ مَا يَكُونُ فِي

__________________

=النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٥ ( صفد ).

(١). في « بر » : « ويقبل ».

(٢). في الوافي : « وكان ».

(٣).الأمالي للطوسي ، ص ٦٩٠ ، المجلس ٣٩ ، ح ١٠ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .التهذيب ، ج ٣ ، ص ٥٨ ، ح ٢٠١ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ؛ثواب الأعمال ، ص ٩٢ ، ح ٩ ، بسنده عن الحسين بن سعيد ، من قوله : « إنّ أبواب السماء ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٩ ، ح ٢٠٢٩ ، معلّقاً عن عليّ بن أبي حمزة.المقنعة ، ص ٣٠٩ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، من قوله : « إنّ أبواب السماء »الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨٢ ، ح ١١٠٦١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٤ ، ح ١٣٥٩٢.

(٤). السند معلّق ، كسابقه.

(٥). في « بخ ، بر ، بس » : « علا ».

(٦). في « بخ » والوسائل : « أن يطيب ».

(٧). في « بخ ، بر ، بف » : « فإن ».

(٨). في « ظ » : « كان ».

(٩). « دفئت » أي سخنت ؛ من الدِّف‌ء بمعنى السخونة. والدِّف‌ء ، أيضاً : نقيض حدّة البرد. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٥٠ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٥ ( دفأ ). (١٠). في الوافي : « فإن ».

(١١). في « ظ » : « كان ».

(١٢). في « ظ ، بث ، بخ ، بر ، بف ، جن » والوافي والفقيه : « وطابت ».

(١٣). في « بث » وتفسير العيّاشي : « ينزل ».

(١٤). في « بر ، بف » : « والكتب ».

٦٢٢

أَمْرِ السَّنَةِ وَمَا يُصِيبُ الْعِبَادَ ، وَأَمْرُهُ(١) عِنْدَهُ مَوْقُوفٌ لَهُ(٢) ، وَفِيهِ(٣) الْمَشِيئَةُ ، فَيُقَدِّمُ(٤) مَا يَشَاءُ ، وَيُؤَخِّرُ مِنْهُ مَا يَشَاءُ ، وَيَمْحُو(٥) وَيُثْبِتُ ، وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ(٦) ».(٧)

٦٦٢٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالُوا : قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا(٨) - قَالَ : وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا سَعِيداً السَّمَّانَ - : كَيْفَ يَكُونُ(٩) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْراً(١٠) مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ؟!

قَالَ : « الْعَمَلُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا(١١) لَيْلَةُ الْقَدْرِ(١٢) ».(١٣)

__________________

(١). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بف ، جن » وتفسير العيّاشي والأمالي للطوسي : « وأمر ».

(٢). في « ظ ، ى ، بح ، بس ، بف ، جن » والوسائل : - « له ». وفي الأمالي للطوسي : « لله تعالى ».

(٣). في « بخ ، بر » والوافي وتفسير العيّاشي : « فيه » بدون الواو.

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل. وفي المطبوع والوافي : + « منه ».

(٥). فيالأمالي للطوسي : « وهو قوله تعالى :( يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَآءُ ) » بدل « ويمحو ».

(٦). إشارة إلى الآية ٣٩ من سورة الرعد (١٣). :( يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) .

(٧).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٩ ، ح ٢٠٢٧ ، معلّقاً عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، إلى قوله : « فطابت ».الأمالي للطوسي ، ص ٦٠ ، المجلس ٢ ، ح ٥٨ ، بسنده عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٦٦ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « وسئل عن ليلة القدر » مع اختلاف وزيادة في آخره.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٥٨ ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٢١٦ ، ح ٢٢ ، عن حمران ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « وسئل عن ليلة القدر » مع اختلاف وزيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨٢ ، ح ١١٠٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٠ ، ح ١٣٥٨٢.

(٨). في « بح » : « أصحابه ».

(٩). في الوافي : « تكون ».

(١٠). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، جن » : « خير ».

(١١). في « بر » : « فيه ».

(١٢). « ليس فيها ليلة القدر » أي سلب فيها فضل ليلة القدر بسوء أعمال بني اُميّة ، أو مع قطع النظر عن ليلة القدر وإن كانت فيها ، لا أنّ الله سلبها في تلك المدّة. أو المراد أنّ الثواب الذي يمنحه الله على العمل فيها خير من سلطنة بني اُميّة وشوكتهم واقتدارهم في تلك المدّة ، ولكن يأبى عن هذا المعنى كثير من الأخبار. قاله العلّامة المجلسي فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٣٨٤.

(١٣).الكافي ، كتاب الصيام ، باب فضل شهر رمضان ، ذيل ح ٦٢٧٠ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٢ ، ذيل ح ٥٤٧ ؛ =

٦٢٣

٦٦٢٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ(١) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « نَزَلَتِ التَّوْرَاةُ فِي سِتٍّ مَضَتْ(٢) مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ(٣) ، وَنَزَلَ الْإِنْجِيلُ فِي اثْنَتَيْ(٤) عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَنَزَلَ الزَّبُورُ فِي لَيْلَةِ ثَمَانِيَ(٥) عَشْرَةَ(٦) مَضَتْ(٧) مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ(٨) ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ(٩) فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ».(١٠)

٦٦٢٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ(١١) بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ وَزُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ(١٢) ، عَنْ حُمْرَانَ :

__________________

=وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٠٣ ، ذيل ح ٩٠ ؛ وص ١٢٣ ، ذيل ح ١٢٩ ، بسند آخر ، إلى قوله : « من العمل في ألف شهر ». وفيالتهذيب ، ج ٣ ، ص ٥٨ ، ضمن ح ١٩٩ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٨٩ ، المجلس ٣٩ ، ضمن ح ٨ ، بسند آخر من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٠٤ ؛الفقيه ، ج ٢ ، ص ٩٩ ، ذيل ح ١٨٤٢ ، مرسلاً ، إلى قوله : « من العمل في ألف شهر » ، وفي كلّ المصادر من قوله : « العمل فيها خير ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ، ح ٢٠٢٥ ، مرسلاً ، من قوله : « كيف يكون ليلة القدر»الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨٠ ، ح ١١٠٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٠ ، ح ١٣٥٨٣.

(١). في التهذيب : - « بن أبي حمزة ».

(٢). في « بخ ، بر ، بف » وحاشية « ى ، بث » والفقيه والتهذيب والمقنعة : « مضين ».

(٣). في « بس » : « ونزلت ». وفي « بر » : + « ونزل الزبور في ليلة ثمانية عشر مضت من شهر رمضان ».

(٤). هكذا في « ظ ، بخ ، بر » والوافي. وفي المطبوع والفقيه : « اثني ».

(٥). في « بث » : « ثمانية ». وفي الوافي : « ثمان ».

(٦). في « بف » : « عشر ».

(٧). في حاشية « بث » : « مضين ».

(٨). في « بر »والمقنعة : - « ونزل الزبور - إلى - شهر رمضان ».

(٩). في التهذيب : « الفرقان ».

(١٠).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٣ ، ح ٥٥٢ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٩ ، ح ٢٠٢٦ ، معلّقاً عن عليّ بن أبي حمزة.الكافي ، كتاب فضل القرآن ، باب النوادر ، ذيل ح ٣٥٧٤ ، بسند آخر.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٠ ، ذيل ح ١٨٤ ، عن إبراهيم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف.المقنعة ، ص ٣٠٩ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٧٧ ، ح ١١٠٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣١١ ، ذيل ح ١٣٤٩٠.

(١١). في « بخ ، بر ، جر » : - « عمر ».

(١٢).ورد الخبر فيثواب الأعمال ، ص ٩٢ ، ح ١١ ، بسنده عن ابن أبي عمير،عن عمر بن اُذينة ، عن الفضيل =

٦٢٤

أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) ؟

قَالَ : « نَعَمْ(١) ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، وَهِيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي(٢) شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ، فَلَمْ يُنْزَلِ(٣) الْقُرْآنُ إِلَّا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٤) ».

قَالَ : « يُقَدَّرُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ كُلُّ شَيْ‌ءٍ يَكُونُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلى مِثْلِهَا مِنْ قَابِلٍ(٥) : خَيْرٍ وَشَرٍّ(٦) ، وَطَاعَةٍ(٧) وَمَعْصِيَةٍ(٨) ، وَمَوْلُودٍ(٩) وَأَجَلٍ(١٠) ، أَوْ رِزْقٍ(١١) ، فَمَا قُدِّرَ(١٢) فِي تِلْكَ السَّنَةِ(١٣) وَقُضِيَ ، فَهُوَ الْمَحْتُومُ(١٤) ، وَلِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِ الْمَشِيئَةُ(١٥) ».

__________________

= وزرارة ، عن محمّد بن مسلم ، عن حمران ، والمذكور فيالبحار ، ج ٩٧ ، ص ١٩ ، ح ٤١ نقلاً منثواب الأعمال : « الفضيل وزرارة ومحمّد بن مسلم » ، وهو الظاهر ؛ فإنّه لم يثبت وقوع واسطة بين زرارة وبين أخيه حمران بن أعين. (١). في الوافي : « هي ».

(٢). في « بف » : « من ».

(٣). في « بخ ، بف » والوافي والفقيه : « ولم ينزل ».

(٤). الدخان (٤٤) : ٣ - ٤.

(٥). في الوافي والوسائل والفقيه والثواب : + « من ».

(٦). في « ى ، بخ ، بف » والوافي والفقيه والثواب : « أو شرّ ».

(٧). في « بخ ، بف » والوافي والفقيه والثواب : « أو طاعة ».

(٨). في « بخ » والوافي والفقيه والثواب : « أو معصية ». (٩). في الوافي : « أو مولود ».

(١٠). في « بث ، بخ ، بر » والوافي والفقيه والثواب : « أو أجل ».

(١١). في « ظ » : « ورزق ».

(١٢). في « بث » : « يقدّر ».

(١٣). في « بخ ، بف » وحاشية « بث » والوافي والفقيه والثواب : « الليلة ».

(١٤). في « ى » : « المختوم ». وفي « بر » : « المحترم ».

(١٥). فيالوافي : « يشبه أن يكون هذا الحديث قد سقط منه شي‌ء ؛ لأنّ المحتوم ما ليس لله‌ فيه المشيئة ولا يلحقه البداء ، وما لله‌ فيه المشيئة ويلحقه البداء فليس بمحتوم. ويؤيّد هذا ما يأتي في آخر حديث علامة ليلة القدر - وهو الحديث الثالث هنا - من قوله : وأمر موقوف له فيه المشيئة ، وما يأتي في آخر حديث إسحاق بن عمّار - وهو الحديث الثامن هنا - من هذا الباب ».

وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فهو المحتوم ، لعلّ المعنى أنّه محتوم بالنسبة إلى التقدير السابق بحيث يعسر تغييره ، لكن لله‌ فيه المشيئة أيضاً. قولهعليه‌السلام : ولله عزّوجلّ فيه المشيئة ، قال الفاضل الإستر آبادي : مقتضى الحديث السابق ومقتضى الأحاديث الصريحة في أنّ الله تعالى لا يكذّب ملائكته ورسله أنّ الملائكة إنّما يكتبون ما تحتّم في تلك الليلة وهنا أمر آخر يعلمه الله لا يكتبونه ولله فيه المشيئة ، والظاهر أنّه سقط هنا شي‌ء والأصل : وأمر موقوف ولله عزّوجلّ فيه المشيّة ، انتهى. وبسطنا الكلام فيالفرائد الطريقة ».

٦٢٥

قَالَ : قُلْتُ :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (١) : أَيُّ شَيْ‌ءٍ عُنِيَ بِذلِكَ؟

فَقَالَ : « الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا مِنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَأَنْوَاعِ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ(٢) فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، وَلَوْلَا مَا يُضَاعِفُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لِلْمُؤْمِنِينَ ، مَا بَلَغُوا(٣) ، وَلكِنَّ اللهَ يُضَاعِفُ لَهُمُ الْحَسَنَاتِ(٤) ».(٥)

٦٦٢٥/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ السَّيَّارِيِّ(٦) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ ، قَالَ :

سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، كَانَتْ ، أَوْ تَكُونُ فِي كُلِّ عَامٍ؟

فَقَالَ(٧) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَوْ رُفِعَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَرُفِعَ الْقُرْآنُ(٨) ».(٩)

__________________

(١). القدر (٩٧) : ٣.

(٢). فيالفقيه :-«فيها من الصلاة-إلى- شهر ليس».

(٣). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ما بلغوا ، أي غاية الفضل والثواب ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والفقيه والثواب. وفي حاشية « بث » والمطبوع : + « بحبّنا ».

(٥).ثواب الأعمال ، ص ٩٢ ، ح ١١ ، بسنده عن ابن أبي عمير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ، ح ٢٠٢٤ ، معلّقاً عن حمرانالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٧٩ ، ح ١١٠٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥١ ، ح ١٣٥٨٤.

(٦). فيالوافي : « محمّد ، عن السياري » ، ولازمه عدم توسّط « محمّد بن أحمد » في البين. ولم يثبت رواية محمّدبن يحيى عن السياري - وهو أحمد بن محمّد السياري - في أسنادالكافي مباشرة.

(٧). في « ظ ، ى ، بخ ، بر ، بس ، بف » والوافي : + « له ».

(٨). فيالوافي : « وذلك لأنّ في ليلة القدر ينزل كلّ سنة من تبيين القرآن وتفسيره ما يتعلّق باُمور تلك السنة إلى صاحب الأمر ، فلو لم تكن ليلة القدر لم ينزل من أحكام القرآن ما لابدّ منه في القضايا المتجدّدة ، وإنّما لم ينزل ذلك إذا لم يكن من ينزل عليه لم يكن قرآن ؛ لأنّهما متصاحبان لن يفترقا حتّى يردا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حوضه ، كما ورد في الحديث المتّفق عليه ».

وذكر العلّامة المجلسي وجوهاً اُخر في مرآة العقول ثمّ قال : « ثمّ اعلم أنّه لا خلاف بين الإماميّة في استمرار ليلة القدر وبقائها ، وإليه ذهب أكثر العامّة ، وذهب شاذّ منهم إلى أنّها كانت مختصّة بزمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعد وفاته رفعت ».

(٩).علل الشرائع ، ص ٣٨٨ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن بعض أصحابنا ، عن داود بن فرقد، =

٦٢٦

٦٦٢٦/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُهُ يَقُولُ ، وَنَاسٌ يَسْأَلُونَهُ يَقُولُونَ : الْأَرْزَاقُ تُقَسَّمُ(١) لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ؟

قَالَ : فَقَالَ : « لَا وَاللهِ ، مَا ذَاكَ(٢) إِلَّا فِي لَيْلَةِ تِسْعَ(٣) عَشْرَةَ(٤) مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَإِحْدى وَعِشْرِينَ وَثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، فَإِنَّ فِي لَيْلَةِ(٥) تِسْعَ(٦) عَشْرَةَ(٧) يَلْتَقِي الْجَمْعَانِ ، وَفِي لَيْلَةِ إِحْدى وَعِشْرِينَ( يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٨) وَفِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ يُمْضى مَا أَرَادَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ ذلِكَ ، وَهِيَ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) الَّتِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (٩) ».

قَالَ : قُلْتُ : مَا(١٠) مَعْنى قَوْلِهِ : « يَلْتَقِي الْجَمْعَانِ »؟

قَالَ(١١) : يَجْمَعُ اللهُ فِيهَا مَا أَرَادَ مِنْ(١٢) تَقْدِيمِهِ وَتَأْخِيرِهِ(١٣) وَإِرَادَتِهِ وَقَضَائِهِ.

__________________

= عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ، ح ٢٠٢٣ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨٠ ، ح ١١٠٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٦ ، ح ١٣٥٩٤.

(١). في « ظ » : « تقتسم ».

(٢). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جن » : « ذلك ».

(٣). في « ى ، بث ، جن » : « تسعة ».

(٤). في « ى ، بث ، بف ، جن » : « عشر ».

(٥). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، جن » والوافي : - « ليلة ».

(٦). في « ى ، بر ، بف ، جن » : « تسعة ».

(٧). في « ى ، بخ ، بر ، بف ، جن » وحاشية « بث » : « عشر ».

(٨). الدخان (٤٤) : ٤.

(٩). القدر (٩٧) : ٣.

(١٠). في الوافي : « وما ».

(١١). في « بف » : « فقال ».

(١٢). في « بث » : - « من ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : من تقديمه ، الظاهر أنّ كلمة « من » تعليليّة ، أي إنّما يجمعها لتقديمه وتأخيره ، ويحتمل أن تكون بيانيّة وزائدة ».

(١٣). في « بث ، بح » : « أو تأخيره ».

٦٢٧

قَالَ : قُلْتُ : فَمَا مَعْنى : يُمْضِيهِ فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ؟

قَالَ : إِنَّهُ يَفْرُقُهُ(١) فِي لَيْلَةِ إِحْدى وَعِشْرِينَ(٢) ، وَيَكُونُ لَهُ(٣) فِيهِ الْبَدَاءُ ، فَإِذَا(٤) كَانَتْ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ أَمْضَاهُ ، فَيَكُونُ مِنَ‌الْمَحْتُومِ الَّذِي لَايَبْدُو لَهُ فِيهِ(٥) تَبَارَكَ وَتَعَالى.(٦)

٦٦٢٧/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « التَّقْدِيرُ(٧) فِي لَيْلَةِ تِسْعَ(٨) عَشْرَةَ(٩) ، وَالْإِبْرَامُ فِي لَيْلَةِ إِحْدى وَعِشْرِينَ ، وَالْإمْضَاءُ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ(١٠) وَعِشْرِينَ ».(١١)

٦٦٢٨/ ١٠. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ(١٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ‌

__________________

(١). في « بر » : « لا يفرقه ». وفي « بف » : « ما يفرقه ». وفي « بث ، بس » : « يفرق ».

(٢). في « ظ ، ى ، بر ، بس ، جن » والمطبوع والوسائل : + « إمضاؤه ». وفي « بف » : + « له إمضاؤه ».

(٣). في « ى ، بح » : - « له ».

(٤). في الوافي : « وإذا ».

(٥). في الوافي : « كأنّ في اُولى الثلاث يجمع بين طرفي كلّ حكم ، وفي الثانية يحكم مشروطاً ، وفي الثالثة يحكم‌ حتماً».

(٦).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٦٤ ، ح ٦٧ ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قطعة منه ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨٤ ، ح ١١٠٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٧ ، ح ١٣٥٩٥.

(٧). في « بر » : + « والابرام ».

(٨). في « بر ، بف ، جن » والوسائل : « تسعة ».

(٩). في « ى ، بخ ، بر ، بف ، جن » والوسائل : « عشر ».

(١٠). في « جن » : « ثلاثة ».

(١١).الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨٥ ، ح ١١٠٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٤ ، ح ١٣٥٩١.

(١٢). تقدّم فيالكافي ، ذيل ٦٤٤٦ ، أنّ أحمد بن محمّد هذا ، هو أحمد بن محمّد العاصمي - شيخ الكليني - فليس في ‌السند تعليق.

(١٣). هكذا في « جر » وحاشية « بث » والتهذيب. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن » والمطبوع والوسائل : « الحسين ».

وعليّ بن الحسن هو عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال. روى بعنوان عليّ بن الحسن وعليّ بن الحسن بن =

٦٢٨

وَمُحَسِّنِ(١) بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْقَمَّاطِ ، عَنْ عَمِّهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « رَأَى(٢) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فِي مَنَامِهِ(٣) بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ عَلى(٤) مِنْبَرِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَيُضِلُّونَ(٥) النَّاسَ عَنِ الصِّرَاطِ الْقَهْقَرى ، فَأَصْبَحَ كَئِيباً(٦) حَزِيناً ».

قَالَ : « فَهَبَطَ عَلَيْهِ(٧) جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً؟ قَالَ : يَا جَبْرَئِيلُ ، إِنِّي رَأَيْتُ بَنِي أُمَيَّةَ فِي لَيْلَتِي هذِهِ يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي مِنْ بَعْدِي ، وَيُضِلُّونَ(٨) النَّاسَ عَنِ الصِّرَاطِ الْقَهْقَرى ، فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً(٩) ، إِنَّ هذَا شَيْ‌ءٌ(١٠) مَا اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ ، فَعَرَجَ(١١) إِلَى السَّمَاءِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَزَلَ‌

__________________

= فضّال وعليّ بن الحسن التيمي عن محمّد بن الوليد في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٥٢ - ٥٥٣ ، ص ٥٦٧ وص ٥٧٠.

(١). هكذا في « بخ ، بر ، بف ، جر » والتهذيب. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جن » والمطبوع والوسائل : « محمّد ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى محسّن بن أحمد عن يونس بن يعقوب في عدّة من الأسناد ، توسّط في بعضها بين عليّ بن الحسن [ بن فضّال ] ويونس بن يعقوب. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٣٨٧. فعليه ما ورد فيالتهذيب ، من « عن محسّن بن أحمد » ، سهو.

(٢). في « ظ ، ى ، بح ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار ، ج ٢٨ ، ص ٧٧ والتهذيب والأمالي للطوسي : « أرى ».

(٣). في « ى » : + « أنّ ». وفي الأمالي للطوسي : - « في منامه ».

(٤). في « بخ ، بر » والفقيه والتهذيب : - « على ».

(٥). في « بف » : « ويصدّون ». وفي الوافي : « يضلّون » بدون الواو.

(٦). الكئيب ، من الكأبة. قال الخليل : « الكأبة : سوء الهيئة والانكسار من الحزن في الوجه خاصّة ». وكذا قال الجوهري بدون قيد « في الوجه خاصّة ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٥٤٧ ؛الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ( كأب ).

(٧). في « بخ » والوافي والبحار : - « عليه ».

(٨). في « ى ، بح ، بخ ، بر ، بس ، جن » والوافي : « يضلّون » بدون الواو. وفي « بف » : « ويصدّون ».

(٩). في « بر »والتهذيب : - « نبيّاً ».

(١٠). في « ظ ، ى ، بث ، بس » : « إننّي » وفيالأمالي للطوسي : « إنّي » بدل « إنّ هذا شي‌ء ». وفي «بف» : - « شي‌ء ».

(١١). في « بخ ، بر ، بف » والوافي والفقيه والتهذيب : « ثمّ عرج ».

٦٢٩

عَلَيْهِ(١) بِآيٍ مِنَ الْقُرْآنِ يُؤْنِسُهُ بِهَا ، قَالَ :( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ * ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ) (٢) وَأَنْزَلَ(٣) عَلَيْهِ :( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (٤) جَعَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِنَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ خَيْراً(٥) مِنْ أَلْفِ شَهْرِ(٦) مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ(٧) ».(٨)

٦٦٢٩/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ رِفَاعَةَ :

__________________

(١). في « ى » : - « عليه ».

(٢). الشعراء (٢٦) : ٢٠٥ - ٢٠٧. وقال الشيخ الطبرسي فيمجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٣٥٤ : « أي : أرأيت إن أنظرناهم‌ و أخرّناهم سنين ، ومتّعناهم بشي‌ء من الدنيا ، ثمّ أتاهم العذاب ، لم يغن عنهم ما متعّوا في تلك السنين من النعيم ؛ لازديادهم في الآثام ، واكتسابهم من الأجرام. وهو استفهام في معنى التقدير ».

(٣). في الوافي والتهذيب : + « الله ». وفي الوسائل : « فأنزل ».

(٤). القدر (٩٧) : ١ - ٣.

(٥). في « ظ ، بح ، بر ، بف ، جن » : « خير ».

(٦). فيالفقيه : + « من ».

(٧). فيالوافي : « قد حوسب مدّة ملك بني اُميّة ، فكان ألف شهر من دون زيادة يوم ولا نقصان يوم ، وإنّما اُري إضلالهم للناس عن الدين القهقرى ؛ لأنّ الناس كانوا يظهرون الإسلام ، وكانوا يصلّون إلى القبلة ، ومع هذا كانوا يخرجون من الدين شيئاً فشيئاً ، كالذي يرتدّ عن الصراط السويّ القهقرى ، ويكون وجهه إلى الحقّ حتّى إذا بلغ غاية سعيه رأى نفسه في جهنّم ». وفي هامش المطبوع : « أقول : في هامش الطبع الأوّل منالوافي ، قال : المستفاد من كتب السير أنّ أوّل انفراد بني اُميّة بالأمر وكان عندما صالح الحسن بن عليّعليهما‌السلام معاوية سنة أربعين من الهجرة ، وكان انقضاء ملكهم على يدي أبي مسلم المروزي سنة اثنتين وثلاثين ومائة منها ، فكانت تمام دولتهم اثنتان وتسعون سنة ، حذفت منها خلافة عبد الله بن الزبير - وهي ثمان سنين وثمانية أشهر - بقي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر بلا زيادة يوم ولا نقصان ، وهي ألف شهر ».

(٨).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٥٩ ، ح ٢٠٢ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٠٩٦ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٨٨ ، المجلس ٣٩ ، ح ٧ ، بسندهما عن يونس ، عن عليّ بن عيسى القمّاط.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٧ ، ح ٢٠٢٢ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام . راجع :الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣٥٨ ؛وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٩٨ ، ح ٩٦ و٩٧ و١٠١الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٧٨ ، ح ١١٠٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٣٥٨٥ ؛البحار ، ج ٢٨ ، ص ٧٧ ، ح ٣٦.

٦٣٠

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْلَةُ الْقَدْرِ هِيَ أَوَّلُ السَّنَةِ ، وَهِيَ آخِرُهَا(١) ».(٢)

٦٦٣٠/ ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ رَبِيعٍ الْمُسْلِيِّ وَزِيَادِ بْنِ أَبِي الْحَلاَّلِ ، ذَكَرَاهُ عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي لَيْلَةِ تِسْعَ(٣) عَشْرَةَ(٤) مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ التَّقْدِيرُ ، وَفِي لَيْلَةِ إِحْدى وَعِشْرِينَ الْقَضَاءُ ، وَفِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ إِبْرَامُ مَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ إِلى مِثْلِهَا ؛ لِلّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ(٥) يَفْعَلَ مَا يَشَاءُ فِي خَلْقِهِ ».(٦)

٧٠ - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ‌

٦٦٣١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

__________________

(١). فيالوافي : « وذلك لأنّ بإقبال تلك الليلة يتحقّق الأمران معاً ». وفي مرآة العقول : « قال الوالد العلّامةقدس‌سره : الظاهر أنّ الأوّليّة باعتبار التقدير ، أي أوّل السنة التي يقدّر فيها الاُمور ليلة القدر ، والآخريّة باعتبار المجاورة ؛ فإنّ ما قدّر في السنة الماضية انتهى إليها ، كما ورد أنّ أوّل السنة الاُولى وأوّل السنة الثانية ، كصلاة الصبح في أوّل الوقت ، أو يكون أوّل السنة باعتبار تقدير ما يكون في السنة الآتية وهو آخر السنة المقدّر فيها الاُمور ».

(٢).الخصال ، ص ٥١٩ ، أبواب العشرين ، ح ٧ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن فضّال.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٠٢١ ، معلّقاً عن رفاعة ؛التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٠٤٢ ، بسنده عن رفاعة ، وتمام الرواية فيه : « رأس السنة ليلة القدر يكتب فيها ما يكون من السنة إلى السنة ». وراجع :التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٣٣ ، ح ١٠٤٦الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨١ ، ح ١١٠٥٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٣ ، ذيل ح ١٣٥٨٧ ؛البحار ، ج ٥٨ ، ص ٣٧٨ ، ذيل ح ٩.

(٣). في « بف ، جن » : « تسعة ».

(٤). في « بث ، بف ، جن » : « عشر ».

(٥). هكذا في « ظ ، ى ، بخ ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « أن ».

وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام ولله جلّ ثناؤه إشارة إلى احتمال البداء بعده أيضاً كما مرّ ».

(٦).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٠٢٠ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨٥ ، ح ١١٠٦٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٧ ، ح ١٣٥٩٦.

٦٣١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « تَقُولُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ كُلَّ(١) لَيْلَةٍ : أَعُوذُ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضَانَ ، أَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ ، وَلَكَ(٢) قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ(٣) تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ ».(٤)

٦٦٣٢/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ(٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ يَقْطِينٍ أَوْ غَيْرِهِ :

عَنْهُمْعليهم‌السلام : دُعَاءُ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ؛ تَقُولُ فِي اللَّيْلَةِ الْأُولى(٦) : « يَا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهَارِ ، وَمُولِجَ(٧) النَّهَارِ فِي اللَّيْلِ ، وَمُخْرِجَ الْحَيِّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَمُخْرِجَ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ، يَا رَازِقَ مَنْ يَشَاءُ(٨) بِغَيْرِ حِسَابٍ ، يَا اللهُ يَا رَحْمَانُ ، يَا اللهُ يَا رَحِيمُ ، يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، وَالْأَمْثَالُ الْعُلْيَا ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْآلَاءُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ ، وَعَلى(٩) أَهْلِ بَيْتِهِ(١٠) ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَإِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ‌

__________________

(١). هكذا في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن »والوافي . وفي « بث » : « من كلّ ». وفي المطبوع : « في كلّ ».

(٢). في « بح » : + « من ».

(٣). في « بخ ، بف »والوافي : « تبعة أو ذنب » بدل « ذنب أو تبعه ». والتبعة وزان كلمة : الشي‌ء الذي لك فيه بغية ، وطلب شِبْهُ ظلامة ونحوها. راجع :المصباح المنير ، ص ٧٢ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٤٩ ( تبع ).

(٤).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٦١ ، صدر ح ٢٠٣٢ ، وفيه : « في نوادر محمّد بن أبي عمير أنّ الصادقعليه‌السلام قال : تقول في العشر الأواخر »الوافي ، ج ١١ ، ص ٤٧١ ، ح ١١١٥٤.

(٥). هكذا في « بخ ، بر ، بف ، جر » وحاشية « بث »والتهذيب . وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جن » والمطبوع : « الحسين ». وقد تكرّرت رواية الكليني عن أحمد بن محمّد ، أو أحمد بن محمّد العاصمي ، أو أحمد بن محمّد الكوفي عن عليّ بن الحسن بن فضّال بعناوينه المختلفة في الأسناد. راجع ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٣٥ - ٥٣٦ ؛ وص ٧٠٧ - ٧٠٨. وأمّا رواية أحمد بن محمّد هذا ، عن عليّ بن الحسين ، أو رواية عليّ بن الحسين عن محمّد بن عيسى ، فلم تثبت.

(٦). فيالتهذيب : + « دعاء الليلة الاُولي ».

(٧). في « ى ، بس » : « ويا مولج ».

(٨). في « بخ ، بر » : « تشاء ».

(٩). في « بس »والوافي والفقيه : - « على ».

(١٠).في«بس»وحاشية«بر»:«آل محمّد»بدل«أهل بيته».

٦٣٢

لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيمَاناً يَذْهَبُ بِالشَّكِّ(١) عَنِّي ، وَتُرْضِيَنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي ، وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ(٢) الْحَرِيقِ(٣) ، وَارْزُقْنَا(٤) فِيهَا ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالْإِنَابَةَ(٥) وَالتَّوْفِيقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ».

وَتَقُولُ(٦) فِي(٧) اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ : « يَا سَالِخَ النَّهَارِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَإِذَا نَحْنُ مُظْلِمُونَ ، وَمُجْرِيَ الشَّمْسِ لِمُسْتَقَرِّهَا(٨) بِتَقْدِيرِكَ ، يَا عَزِيزُ يَا عَلِيمُ ، وَمُقَدِّرَ الْقَمَرِ مَنَازِلَ حَتّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ(٩) الْقَدِيمِ ، يَا نُورَ كُلِّ نُورٍ ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ ، وَوَلِيَّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، يَا اللهُ يَا رَحْمَانُ ، يَا اللهُ يَا قُدُّوسُ(١٠) ، يَا أَحَدُ(١١) يَا وَاحِدُ يَا فَرْدُ(١٢) ، يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ(١٣) ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى وَالْأَمْثَالُ الْعُلْيَا(١٤) ».

ثُمَّ تَعُودُ إِلَى الدُّعَاءِ الْأَوَّلِ إِلى(١٥) قَوْلِهِ : « أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ(١٦) » ‌

__________________

(١). في « بث ، بخ ، بر »والتهذيب : « الشكّ ».

(٢). في « بث »والتهذيب : + « النار ».

(٣). في « بس ، جن »والفقيه : « النار ».

(٤). في « بث ، بخ ، بر ، بف » والوافي والفقيه والتهذيب : « وارزقني ».

(٥). في « بر » وحاشية « بث »والوافي والفقيه : + « والتوبة ».

(٦). في « ى ، بخ » : « ويقول ». وفي « بف » : - « وتقول ».

(٧). في « بف » : + « دعاء ».

(٨). فيالتهذيب : « لمستقرّ لها ».

(٩). قال الخليل : « العُرْجون : أصل العِذْق - وهو كلّ غصْن له شعب - وهو أصفر عريض يشبه الهلال إذا انمحق ». وقال ابن الأثير : « العُرجون هو العود الأصفر الذي فيه شما ريخ العِذْق ». وكلّ غصن من أغصان العذق شمراخ وهو الذي فيه البُسْر. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٦٧ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٣ ( عرج ).

(١٠). في « بر » : + « يا ماجد ». وفي « بف » : + « يا ألله ، يا ماجد ». وفيالتهذيب : + « يا ألله ».

(١١). في « بر ، بف » : - « يا أحد ».

(١٢). فيالفقيه : + « يا صمد ».

(١٣). في « بح ، جن » : - « يا ألله ».

(١٤). في « بر »والفقيه : + « والكبرياء والآلاء ». وفيالتهذيب : + « والكبرياء ».

(١٥). في « بر » : « من ».

(١٦). في « بث ، بخ ، بر ، بف »والتهذيب : « وآل محمّد » بدل « وأهل بيته ». وفيالفقيه : « وآل محمّد وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء » بدل « أهل بيته ».

٦٣٣

إِلى آخِرِ الدُّعَاءِ.

وَتَقُولُ(١) فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ(٢) : « يَا رَبَّ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَجَاعِلَهَا خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، وَرَبَّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَالْجِبَالِ وَالْبِحَارِ ، وَالظُّلَمِ وَالْأَنْوَارِ ، وَالْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ ، يَا بَارِئُ يَا مُصَوِّرُ ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ، يَا اللهُ يَا رَحْمَانُ ، يَا اللهُ يَا قَيُّومُ ، يَا اللهُ يَا بَدِيعُ(٣) ، يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، وَالْأَمْثَالُ الْعُلْيَا ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْآلَاءُ(٤) ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(٥) ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَإِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيمَاناً يُذْهِبُ الشَّكَّ(٦) عَنِّي ، وَتُرْضِيَنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ(٧) الْحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي(٨) فِيهَا ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ(٩) ، وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ، وَالْإنَابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍعليهم‌السلام (١٠) ».(١١)

٦٦٣٣/ ٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(١٢) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ :

__________________

(١). في « ى » : « ويقول ». وفي « بر ، بف »والتهذيب : - « وتقول ».

(٢). فيالفقيه : + « وهي ليلة القدر ».

(٣). فيالتهذيب : + « السماوات والأرض ».

(٤). في « بف ، جن » : - « والآلاء ». وفي « بر » : + « ثمّ إلى الدعاء من قوله ». وفيالتهذيب : « الآلاء والكبرياء » بدل « الكبرياء والآلاء ». (٥). في « بر » : + « إلى آخر الدعاء ».

(٦). في « بس » : « بالشكّ ».

(٧). فيالتهذيب : + « النار ».

(٨). في « ظ ، بس » : « وارزقنا ».

(٩). في « ظ » : « شكرك وذكرك ».

(١٠). في « بر » : - « وأن تجعل اسمي - إلى - وآل محمّدعليهم‌السلام ». وفيالوافي تتمّة طويلة للحديث ، وهي تتمّة الحديث الرابع هنا.

(١١).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٠١ ، ح ٢٦٣ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٦١ ، ضمن ح ٢٠٣٢ ، وفيه : « في نوادر محمّد بن أبي عمير أنّ الصادقعليه‌السلام قال » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٧١ ، ح ١١١٥٦.

(١٢). في « بر » : « محمّد بن أبي عمير ».

ثمّ إنّ الظاهر كون السند معلّقاً على سند الحديث الأوّل. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

٦٣٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الدُّعَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ تَقُولُ(١) : « اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ فِي الْأَمْرِ الْحَكِيمِ مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِي لَايُرَدُّ وَلَايُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ(٢) ، الْمُكَفَّرِ(٣) عَنْهُمْ(٤) سَيِّئَاتُهُمْ ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ ، الْمَشْكُورِ(٥) سَعْيُهُمْ(٦) ، وَأَنْ تَجْعَلَ(٧) فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ فِي(٨) الْأَمْرِ الْحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ(٩) الْقَضَاءِ الَّذِي لَايُرَدُّ وَلَايُبَدَّلُ أَنْ تُطِيلَ عُمُرِي ، وَأَنْ(١٠) تُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ(١١) ، وَلَا تَسْتَبْدِلَ بِي غَيْرِي ».(١٢)

٦٦٣٤/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ عِيسى(١٣) بِإِسْنَادِهِ :

عَنِ الصَّالِحِينَ(١٤) عليهم‌السلام ، قَالَ : « تُكَرِّرُ(١٥) فِي(١٦) لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هذَا الدُّعَاءَ سَاجِداً وَقَائِماً وَقَاعِداً وَعَلى كُلِّ حَالٍ ، وَفِي الشَّهْرِ كُلِّهِ ، وَكَيْفَ أَمْكَنَكَ ، وَمَتى حَضَرَكَ مِنْ دَهْرِكَ ، تَقُولُ بَعْدَ(١٧) تَحْمِيدِ(١٨) اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - وَالصَّلَاةِ عَلَى‌

__________________

(١). في « ظ ، ى » : « يقول ».

(٢). في « بخ » : + « المشكور سعيهم ».

(٣). في « ظ » : « والمكفّر ».

(٤). في «ظ،بح،بخ،بر ، بف ، جن » : - « عنهم ».

(٥). في « ظ » : « والمشكور ».

(٦). في « بخ » : - « المشكور سعيهم ».

(٧). فيالوافي : « واجعل ».

(٨). في « بح » : « من ».

(٩). في « بر » : « في ».

(١٠). في « بح » : - « أن ».

(١١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والتهذيب . وفي المطبوع : + « [ لدينك ] ».

(١٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٠٢ ، ح ٢٦٤ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير. راجع :الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء للرزق ، ح ٣٣٧١ ؛ وباب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة ، ح ٣٤٦٤ ؛ وكتاب الصيام ، باب ما يقال في مستقبل شهر رمضان ، ح ٦٢٨٣ ؛والفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٦ ، ح ٩٨٢ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٩٢ ، ح ٢٥٢الوافي ، ج ١١ ، ص ٤٠٤ ، ح ١١٠٨٨.

(١٣). السند معلّق على سند الحديث الثاني. ويروي عن محمّد بن عيسى ، أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحسن.

(١٤). فيالوافي : « الصادقين ».

(١٥). في « بخ ، بر ، بف »والوافي : « وكرّر ».

(١٦). في « بف » : + « كلّ ».

(١٧). في حاشية « بخ ، بر » : « عند ».

(١٨). فيالوافي : « تمجيد ».

٦٣٥

النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : اللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فِي هذِهِ السَّاعَةِ ، وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيّاً وَحَافِظاً وَنَاصِراً وَدَلِيلاً وَقَائِداً وَعَوْناً(١) وَعَيْناً ، حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً ، وَتُمَتِّعَهُ فِيهَا طَوِيلاً.

وَتَقُولُ(٢) فِي اللَّيْلَةِ الرَّابِعَةِ : يَا فَالِقَ الْإِصْبَاحِ ، وَجَاعِلَ اللَّيْلِ سَكَناً ، وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ حُسْبَاناً ، يَا عَزِيزُ يَا عَلِيمُ ، يَا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ ، وَالْقُوَّةِ وَالْحَوْلِ ، وَالْفَضْلِ(٣) وَالْإِنْعَامِ(٤) ، وَالْمُلْكِ وَالْإِكْرَامِ(٥) ، يَا(٦) ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(٧) ، يَا اللهُ يَا رَحْمَانُ يَا اللهُ ، يَا فَرْدُ(٨) يَا وَتْرُ(٩) يَا اللهُ(١٠) ، يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ ، يَا حَيُّ ، يَا(١١) لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، وَالْأَمْثَالُ الْعُلْيَا وَالْكِبْرِيَاءُ(١٢) ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى(١٣) أَهْلِ بَيْتِهِ(١٤) ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَإِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيمَاناً‌

__________________

(١). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف » : - « وعوناً ».

(٢). في « بف »والفقيه : - « وتقول ».

(٣). في « بر » : - « والفضل ».

(٤). في « ى » : + « ويا ذا الجلال والإكرام ».

(٥). في « بخ ، بر ، بف »والوافي والفقيه : - « والملك والإكرام ».

(٦). في « بف ، جن » : - « يا ».

(٧). في«ظ،ى،بث،بح،بس»:-«يا ذا الجلال والإكرام».

(٨). فيالفقيه : + « يا الله ». والفرد في صفات الله تعالى : هو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا مثل ولا ثاني.لسان‌العرب ، ج ٣ ، ص ٣٣١ ( فرد ).

(٩). قال ابن الأثير : « الوِتْر : الفرد ، وتكسر واوه وتفتح ، فالله واحد في ذاته ، لا يقبل الانقسام والتجزئة ، واحد في صفاته ، فلا شبه له ولا مثل ، واحد في أفعاله فلا شريك له ولا معين ». وقال الطريحي : « قيل : قوله : الله وتر ؛ لأنّه البائن من خلقه الموصوف بالوحدانيّة من كلّ وجه ولا نظير له في ذاته ، ولا سميّ له في صفاته ، ولا شريك له في ملكه ، فتعالى الله الملك الحقّ ». راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٤٧ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٥٠٩ ( وتر ).

(١٠). في « ى » : + « يا الله ».

(١١). في « بث ، بخ ، بس ، بف ، جن »والوافي والفقيه : - « يا ».

(١٢). في « ظ ، بث ، بر » وحاشية « بح »والوافي والفقيه : + « والآلاء ». وفي « بر » : + « ثمّ تعود إلى قوله».

(١٣). في « ظ » : - « على ».

(١٤). في « بر » : + « إلى آخر الدعا ». وفيالفقيه : « وآل محمّد » بدل « وعلى أهل بيته ».

٦٣٦

يَذْهَبُ(١) بِالشَّكِّ(٢) عَنِّي ، وَرِضًا(٣) بِمَا قَسَمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ الْحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي(٤) فِيهَا ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالْإِنَابَةَ وَ(٥) التَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.

وَتَقُولُ(٦) فِي اللَّيْلَةِ الْخَامِسَةِ : يَا جَاعِلَ اللَّيْلِ لِبَاساً ، وَالنَّهَارِ مَعَاشاً ، وَالْأَرْضِ مِهَاداً ، وَالْجِبَالِ أَوْتَاداً ، يَا اللهُ(٧) يَا قَاهِرُ ، يَا اللهُ(٨) يَا جَبَّارُ(٩) ، يَا اللهُ يَا سَمِيعُ ، يَا اللهُ يَا قَرِيبُ ، يَا اللهُ(١٠) يَا مُجِيبُ ، يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، وَالْأَمْثَالُ الْعُلْيَا ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْآلَاءُ(١١) ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى(١٢) أَهْلِ بَيْتِهِ(١٣) ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَإِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيمَاناً يُذْهِبُ الشَّكَّ(١٤) عَنِّي ، وَرِضًا(١٥) بِمَا قَسَمْتَ لِي ، وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَ(١٦) فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ الْحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيهَا ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالْإِنَابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.

__________________

(١). في « بح » : « تذهب ».

(٢). فيالوافي : « الشكّ ».

(٣). فيالوافي : « وترضيني ».

(٤). في « ظ ، بس » : « وارزقنا ».

(٥). في«بر» : -«وأن تجعل اسمي - إلى - والإنابة و ».

(٦). في « ى » : « ويقول ». وفي « بر » : - « التوبة والتوفيق - إلى - وتقول ».

(٧). في « بس » : + « يا الله ».

(٨). في « بث »والفقيه : - « يا الله ».

(٩). في حاشية « بث » : « حنّان ».

(١٠). في « بر » : - « يا ألله ».

(١١). في « بر » : + « ثمّ تعود من قوله ». وفي سائر النسخ التي قوبلت : « والآلاء والكبرياء ».

(١٢). في « ظ ، ى ، بح ، بس »والوافي : - « على ».

(١٣). في « بر » : + « إلى آخر الدعاء ». وفيالفقيه : « آل محمّد » بدل « على أهل بيته ».

(١٤). في « بس » : « بالشكّ ».

(١٥). فيالوافي : « وترضيني ».

(١٦). في « بر » : - « وأن تجعل اسمي - إلى - في الدنيا حسنة و ».

٦٣٧

وَتَقُولُ(١) فِي اللَّيْلَةِ السَّادِسَةِ : يَا جَاعِلَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ آيَتَيْنِ ، يَا مَنْ مَحَا آيَةَ اللَّيْلِ ، وَجَعَلَ آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِيَبْتَغُوا(٢) فَضْلاً مِنْهُ وَرِضْوَاناً ، يَا مُفَصِّلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ تَفْصِيلاً(٣) ، يَا مَاجِدُ(٤) يَا وَهَّابُ ، يَا اللهُ يَا جَوَادُ ، يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، وَالْأَمْثَالُ الْعُلْيَا ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْآلَاءُ(٥) ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ(٦) ، وَعَلى(٧) أَهْلِ بَيْتِهِ(٨) ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَإِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيمَاناً يُذْهِبُ الشَّكَّ(٩) عَنِّي ، وَتُرْضِيَنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ الْحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي(١٠) فِيهَا(١١) ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ ، وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ، وَالْإِنَابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ(١٢) مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍعليهم‌السلام .

وَتَقُولُ(١٣) فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ : يَا مَادَّ الظِّلِّ ، وَلَوْ شِئْتَ لَجَعَلْتَهُ سَاكِناً ، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ، ثُمَّ قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ(١٤) قَبْضاً يَسِيراً ، يَا ذَا الْجُودِ وَالطَّوْلِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ‌

__________________

(١). في « بر » : - « في الآخرة حسنة - إلى - وتقول ».

(٢). هكذا في « ى ، بر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « لتبتغوا ». ومقتضي السياق ما أثبتناه. وفيالفقيه : « لنبتغي ».

(٣). في « ظ ، بح ، بخ ، بف » : « يا مفضَّل كلّ شي‌ء تفضيلاً ».

(٤). قال ابن الأثير : « المجد في كلام العرب : الشرف الواسع ، ورجل ماجد : مفضال كثير الخير شريف ، والمجيد : فعيل منه للمبالغة. وقيل : هو الكريم الفعال. وقيل : إذا قارن شرف الذات حسن الفعال سمّي مجداً ، وفعيل أبلغ من فاعل ، فكأنّه يجمع معنى الجليل والوهّاب والكريم ».النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ( مجد ).

(٥). في « بر » : + « ثمّ تعود من قوله ».

(٦). في « ظ » : + « صلى‌ الله ‌عليه ‌و آله‌ ». وفي « جن » : + « وآل محمّد ».

(٧). في « ظ ، بح ، بر ، بس ، بف »والوافي : - « على ».

(٨). في « بر » : + « إلى آخر الدعاء ». وفيالفقيه والتهذيب : « آل محمّد » بدل « على أهل بيته ».

(٩). في«ظ، ى ، بث ، بس،بف،جن» : « بالشكّ ».

(١٠). في « بح » : « وارزقنا ».

(١١). في«ظ،ى،بح، بخ ، بس ، بف » : - « فيها ».

(١٢). في « ظ » : - « له ».

(١٣). في « بر » : - « وأن تجعل اسمي - إلى - وتقول ».

(١٤). في « بر ، بف » : - « إليك ».

٦٣٨

وَالْآلَاءِ ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، يَا قُدُّوسُ يَا سَلَامُ ، يَا مُؤْمِنُ يَا مُهَيْمِنُ ، يَا عَزِيزُ يَا جَبَّارُ يَا مُتَكَبِّرُ ، يَا اللهُ يَا خَالِقُ ، يَا بَارِئُ يَا مُصَوِّرُ ، يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، وَالْأَمْثَالُ الْعُلْيَا ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْآلَاءُ(١) ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ ، وَعَلى(٢) أَهْلِ بَيْتِهِ(٣) ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ ، وَ رُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَإِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيمَاناً يُذْهِبُ(٤) الشَّكَّ(٥) عَنِّي ، وَتُرْضِيَنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ الْحَرِيقِ(٦) ، وَارْزُقْنِي فِيهَا ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالْإِنَابَةَ وَ(٧) التَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍعليهم‌السلام .

وَتَقُولُ(٨) فِي اللَّيْلَةِ الثَّامِنَةِ : يَا خَازِنَ اللَّيْلِ فِي الْهَوَاءِ ، وَخَازِنَ النُّورِ فِي السَّمَاءِ ، وَمَانِعَ السَّمَاءِ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، وَحَابِسَهُمَا أَنْ تَزُولَا ، يَا عَلِيمُ(٩) يَا غَفُورُ ، يَا دَائِمُ يَا اللهُ ، يَا وَارِثُ يَا بَاعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، وَالْأَمْثَالُ الْعُلْيَا وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْآلَاءُ(١٠) ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ ، وَعَلى(١١) أَهْلِ بَيْتِهِ(١٢) ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ،

__________________

(١). في « بر » : + « ثمّ تقرأ من قوله ».

(٢). في «ظ، ى، بث، بح، بس»والوافي : - «على».

(٣). في « بر » : + « إلى آخر الدعاء ». وفيالفقيه : « آل محمّد » بدل « على أهل بيته ».

(٤). في « جن » : « تذهب ».

(٥). في « بس » : « بالشكّ ».

(٦). في « جن » : « النار ».

(٧). في«بر»:-«وأن تجعل اسمي-إلى- إليك والإنابة و».

(٨). في « ى » : « ويقول ». وفي « بر » : - « التوبة والتوفيق - إلى - وتقول ».

(٩). فيالفقيه : « عظيم ».

(١٠). في « بر » : + « ثمّ تعود الدعاء من قوله ».

(١١). في « ظ ، ى ، بح ، جن »والوافي : - « على ».

(١٢). في « بخ ، بس ، بف » وحاشية « بث »والفقيه : « وآل محمّد » بدل « وعلى أهل بيته ». وفي « بر » : « وآل محمّد إلى‌آخره ».

٦٣٩

وَإِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ(١) تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيمَاناً يُذْهِبُ(٢) الشَّكَّ(٣) عَنِّي ، وَتُرْضِيَنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي ، وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا(٤) عَذابَ الْحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي(٥) فِيهَا ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ ، وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ، وَالْإِنَابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍعليهم‌السلام .

وَتَقُولُ(٦) فِي اللَّيْلَةِ التَّاسِعَةِ : يَا مُكَوِّرَ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ(٧) ، وَمُكَوِّرَ النَّهَارِ عَلَى اللَّيْلِ ، يَا عَلِيمُ(٨) يَا حَكِيمُ ، يَا اللهُ ، يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ ، وَسَيِّدَ السَّادَاتِ(٩) ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، يَا أَقْرَبَ(١٠) إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، وَالْأَمْثَالُ الْعُلْيَا ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْآلَاءُ(١١) ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ ، وَعَلى(١٢) أَهْلِ بَيْتِهِ(١٣) ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَإِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيمَاناً يُذْهِبُ الشَّكَّ(١٤) عَنِّي ،

__________________

(١). في « بر » : - « وأن تجعل اسمي - إلى - مغفورة وأن ».

(٢). في « بح ، بخ » : « تذهب ».

(٣). في « بس ، بف » : « بالشكّ ».

(٤). في « بخ ، بف » : « وقني ».

(٥). في « بس ، بس » : « وارزقنا ».

(٦). في « بر » : - « تهب لي يقيناً - إلى - وتقول ».

(٧). التكوير : لفّ الشي‌ء على جهة الاستدارة. وقال الجوهري : « تكوير الليل على النهار : تغشيته إيّاه ، ويقال : زيادة هذا من ذاك ». وقال ابن منظور : « في التنزيل العزيز :( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ ) [ الزمر (٣٩) : ٥ ] أي يدخل هذا على هذا ، وأصله من تكوير العمامة ، وهو لفّها وجمعها ». وقال العلّامة المجلسي : « أي يغشى كلّ واحد منهما الآخر ، كأنّه يلفّ عليها لفّ اللباس باللابس ، أو يغيبه به كما يغيب الملفوف باللفافة ، أو يجعله كارّاً عليه كروراً متتابعاً تتابع أكوار العمامة ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨١٠ ؛لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٥٦ ( كور ). (٨). فيالفقيه : + « يا حليم ».

(٩). في « ظ ، بخ » : « السادة ».

(١٠). في « بر » : « يا من أقرب ». وفيالفقيه : « يا من هو أقرب ».

(١١). في « بر » : + « ثمّ تعود من قوله ».

(١٢). في « ظ ، جن »والوافي : - « على ».

(١٣). في « بس »والفقيه : « وآل محمّد » بدل « وعلى أهل بيته ». وفي « بر » : + « إلى آخر الدعاء ».

(١٤). في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، بف » : « بالشكّ ».

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700