الروضة من الكافي الجزء ٨

الروضة من الكافي0%

الروضة من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 311

الروضة من الكافي

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف:

الصفحات: 311
المشاهدات: 48723
تحميل: 6781

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48723 / تحميل: 6781
الحجم الحجم الحجم
الروضة من الكافي

الروضة من الكافي الجزء 8

مؤلف:
العربية

سلمان(١) فقد سمعته فقال: جعلت فداك حدثني بحديث سلمان، فقال: قد سمعته، ولم يحدثه لسوء أدبه.

٤٥٨ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) أن ثمامة بن أثال(٢) أسرته خيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد

____________________

(١) حديث اسلام سلمانرضي‌الله‌عنه رواه الصدوقرحمه‌الله في كتاب كمال الدين مفصلا عن موسى بن جعفرعليه‌السلام واورده صاحب الوافي في روضة الوافي ابواب القصص باب قصة سلمانرضي‌الله‌عنه فليراجع.

(٢) قال ابن عبدالبر القرطبي في الاستيعاب: ثمامة بن اثال الحنفي سيد اهل اليمامة روى حديثه ابوهريرة، ذكزه عبد الزراق عن عبيد الله ابني عمر عن سعيد المقبري عن ابي هريرة ان ثمامة الحنفي اسر، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما عندك يا ثمامة؟ قال: ان تقتل تقتل ذا دم وان تمنن تمنن على شاكر وان ترد المال تعط ما شئت، قال: فغدا عليه يوما فقال له مثل ذلك واسلم فامره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يغتسل، وروى عمارة بن غزية عن سعيد المقبري عن ابي هريرة قال: خرج ثمامة بن اثال الحنفي معتمرا فظفرت به خيل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنجد فجاؤوا به فاصبح مربوطا باسطوانة عند باب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرآه فعرفه فقال: ما تقول يا ثمام؟ قال: إن تسأل مالا تعطه وإن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر فمضى عنه وهو يقول: اللهم ان اكلة من لحم جزور احب الي من دم ثمامة ثم كر عليه فقال ما تقول يا ثمام؟ فقال ان تسال مالا تعطه وان تقتل تقتل ذا دم وان تنعم تنعم على شاكر فدخل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول: اللهم ان اكلة من لحم جزور احب إلى من دم ثمامة، ثم خرج فقال: ما تقول يا ثمام؟ قال: ان تسأل مالا تعطه وان تقتل تقتل ذا دم وان تنعم تنعم على شاكر قال اللهم ان أكلة من لحم جزور احب إلى من دم ثمامة، ثم امر به فأطلق فذهب ثمامة إلى المصانع فغسل ثيابه واغتسل، ثم جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلم وشهد شهادة الحق وقال: يا رسول الله ان خيلك اخذتني وانا أريد العمرة فمر من يسيرني إلى الطريق فامر من يسيره خرج حتى إذا قدم مكة فلما سمع به المشركون جاؤوه فقالوا: يا ثمامة صبوت وتركت دين آبائك؟ قال لا ادري ما تقولون الا اني أقسمت برب هذه البينة لا يصل اليكم من اليمامة شئ مما تنتفعون به حتى تتبعوا محمدا من آخركم قال: وكانت ميرة قريش ومنافعهم من اليمامة، ثم خرج فحبس عنهم ما كان ياتيهم منها من ميرتهم ومنافعهم فلما اضر بهم كتبوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان عهدنا بك وانت تأمر بصلة الرحم وتحض عليها وان ثمامة قد قطع عنا ميرتنا و أضر بنا فان رايت ان تكتب اليه ان يخلى بيننا وبين ميرتنا فافعل فكتب اليه رسول الله صلى الله عليه

٢٠١

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: اللهم أمكني من ثمامة فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إني مخيرك واحدة من ثلاث: أقتلك، قال: إذا تقتل عظيما أو أفاديك، قال: إذا تجدني غاليا، أو أمن عليك قال: إذا تجدني شاكرا، قال: فإني قد مننت عليك قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله وقد والله أنك رسول الله حيث رأيتك وما كنت لاشهد بها وأنا في الوثاق.

٤٥٩ - عنه، عن أبيه، عن أحمد بن محمد، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (ع) قال: لما ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملا من قريش فيهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام وأبووجزة بن أبي عمرو بن امية وعتبة بن ربيعة فقال: وسلم ان ل بين قومي وبين ميرتهم.

وكان ثمامة حين اسلم قال: يا رسول الله والله لقد قدمت عليك وما على الارض وجه ابغض الي من وجهك ولا دين ابغض إلى من دينك ولا بلد ابغض إلى من بلدك وما اصبح على الارض وجه احب الي من وجهك ولا دين احب إلى من دينك ولا بلد احب الي من بلدك، وقال محمد بن اسحاق ارتد اهل اليمامة عن الاسلام غير ثمامة بن أثال ومن اتبعه من قومه فكان مقيما باليمامة ينهاهم عن اتباع مسيلمة وتصديقه ويقول اياكم وامرا مظلما لا نور فيه وانه لشقاء كتبه الله عزوجل على من اخذ به منكم وبلاء على من لم ياخذ به منكم يا بني حنيفة فلما عصوه ورأى انهم قد اصفقوا على اتباع مسيلمة عزم على مفارقتهم ومر العلاء بن الحضرمى ومن معه على جانب اليمامة فلما بلغه ذلك قال لاصحابه من المسلمين: اني والله ما ارى ان اقيم مع هؤلاء مع ما قد احدثوا وان الله تعالى لضار بهم ببلية لا يقومون بها ولا يقعدون وما نرى انت نتخلف عن هؤلاء وهم مسلمون وقد عرفنا الذي يريدون وقد مروا قريبا ولا أرى الا الخروج اليهم فمن أراد الخروج منكم فليخرج فخرج ممدا للعلاء بن الحضرمى ومعه اصحابه من المسلمين فكان ذلك قد فت في اعضاد عدوهم حين بلغهم مدد بني حنيفة وقال ثمامة بن أثال في ذلك:

دعانا إلى ترك الديانة والهدى

مسيلمة الكذاب اذ جاء يسجع

فيا عجبا من معشر قد تتابعوا

له في سبيل الغي والغي اشنع

في ابيات كثيرة ذكرها ابن اسحق في الردة وآخرها:

وفي البعد عن دار وقد ضل اهلها

هدى واجتماع كل ذلك مهيع

وروى ابن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن ابي هريرة نحو حديث عمارة بن غزية ولم يذكر الشعر وبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرات بن حيان إلى ثمامة بن أثال في قتال مسيلمة وقتله.

انتهى.

٢٠٢

أولد فيكم مولود الليلة؟ فقالوا: لا، قال: فولد إذا بفلسطين(١) غلام اسمه أحمد به شامة كلون الخز الادكن(٢) ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه قد أخطاكم والله يا معشر قريش(٣) فتفرقوا وسألوا فاخبروا أنه ولد لعبد الله بن عبدالمطلب غلام فطلبوا الرجل فلقوه، فقالوا: إنه قد ولد فينا والله غلام قال: قبل أن أقول لكم أو بعد ما قلت لكم؟ قالوا: قبل أن تقول لنا، قال: فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه، فانطلقوا حتى أتوا امه فقالوا: اخرجي ابنك حتى ننظر إليه، فقالت: إن ابني والله لقد سقط وما سقط كمايسقط الصبيان لقد اتقى الارض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها، ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصرى(٤) وسمعت هاتفا في الجو يقول: لقد ولدتيه سيد الامة فإذا وضعتيه فقولي: اعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمدا، قال الرجل: فأخرجيه فأخرجته فنظر إليه ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه فخر مغشيا عليه فأخذوا الغلام فأدخلوه إلى امه وقالوا: بارك الله لك فيه، فلما خرجوا أفاق فقالوا له: مالك ويلك؟ قال: ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة هذا والله من يبيرهم(٥) ففرحت قريش بذلك فلما رآهم قد فرحوا قال [قد]: فرحتم أما والله ليسطون بكم سطوة(٦) يتحدث بها أهل المشرق والمغرب وكان أبوسفيان يقول: يسطو بمصره(٧) .

____________________

(١) فلسطين: كورة بالشام وقرية بالعراق، (القاموس)

(٢) (شامة) اي خال وعلامة والمراد خاتم النبوة. وقوله (كلون الخز الادكن) قال الجوهري: الدكنة: لون يضرب إلى السواد والشئ ادكن.

(٣) الظاهر: اخطأتم كما في تفسير على بن ابراهيم وعلى ما في اكثر نسخ الكتاب يمكن ان يقرأ بالهمزة وغيره وعلى التقديرين يكون المراد جاوزكم خبره ولم يصل بعد إليكم أو جاوزكم أمره ولا محيص لكم عنه؛ (آت).

(٤) بصرى بالضم والقصر: بلد بالشام وهي التي وصل اليها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للتجارة وهي المشهورة عند العرب والاخرى قرية من قرى بعداد قرب عكبر. (المراصد)

(٥) أباره: اهلكه.

(٦) السطو: القهر بالبطش، يقال: سطا به، والسطوة المرة الواحدة قوله: (يسطو بمصره) الظاهر انه قاله على الهزء والانكار اي كيف يقدر على ان يسطو بمصره او كيف يسطو بقومه وعشيرته؛ (آت).

(٧) في خرائج الراوندي وبعض نسخ الكتاب (يسطو بمضره).

٢٠٣

٤٦٠ - حميد بن زياد، عن محمد بن أيوب، عن محمد بن زياد، عن أسباط بن سالم، عن أبي عبدالله (ع) قال: كان حيث طلقت آمنة(١) بنت وهب وأخذها المخاض بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حضرتها فاطمة بنت أسد امرأة أبي طالب فلم تزل معها حتى وضعت فقالت، إحداهما للاخرى: هل ترين ما أرى؟ فقالت: وما ترين؟ قالت: هذا النور الذي قد سطع ما بين المشرق والمغرب فبينما هما كذلك إذا دخل عليهما أبوطالب فقال لهما: ما لكما من أي شئ تعجبان؟ فأخبرته فاطمة بالنور الذي قد رأت فقال: لها أبوطالب: ألا ابشرك؟ فقالت: بلى، فقال: أما إنك ستلدين غلاما يكون وصي هذا المولود(٢) .

٤٦١ - محمد بن أحمد(٣) ، عن عبدالله بن الصلت، عن يونس، وعن عبد العزيز بن المهتدي، عن رجل، عن أبي الحسن الماضي (ع) قي قوله تعالى: "( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ کَرِيمٌ‌ ) (٤) " قال: صلة الامام في دولة الفسقة(٥) .

٤٦٢ - يونس، عن سنان بن طرفة قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: ينبغي للمؤمن أن يخاف الله تبارك وتعالى خوفا كأنه مشرف على النار ويرجوه رجاء‌ا كأنه من أهل الجنة ثم قال: إن الله عزوجل عند ظن عبده إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا.

٤٦٣ - محمد بن يحيى، عن أحمدبن محمد، عن ابن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) بمكة إذ جاء‌ه رسول من المدينة فقال له: من صحبت؟ قال: ما صحبت أحدا، فقال له أبوعبدالله (ع): أما لو كنت تقدمت إليك(٦) لاحسنت أدبك؟ ثم قال: واحد الشيطان واثنان شيطانان وثلاث صحب وأربعة رفقاء.

____________________

(١) طلقت بكسر اللام: اي اخذها الطلق وهو وجع المخاض.

(٢) روى الصدوق باسناده عن عبدالله بنت مسكان قال: قال ابوعبداللهعليه‌السلام : ان فاطمة بنت اسد جاء‌ت إلى ابي طالب تبشره بمولد النبي فقال لها ابوطالب: اصبري لي سبتا اتيك بمثله الا النبوة وقال: السبت ثلاثون سنة وكان بين رسول الله وامير المؤمنين ثلاثون سنة؛ (آت).

(٣) الظاهر انه محمد بن احمد بن علي بن الصلت القمي روى عن عبدالله بن الصلت كما مر وياتي.

(٤) الحديد: ١١.

(٥) اي هي افضل افراده ويحتمل اختصاصه بها؛ (آت).

(٦) اي لو كنت ادركتك عند خروجك من المدينة لعلمتك ان لا تفعل ما فعلت، او المراد لو كنت نصحتك واوصيت اليك قبل هذا وعلمت انه لا ينبغي ذلك ثم فعلت ما فعلت لضربتك وأدبتك؛ (آت).

٢٠٤

٤٦٤ - عنه، عن أحمد، عن الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن أبيه قال: حدثني محمد بن المثنى قال: حدثني رجل من بني نوفل بن عبدالمطلب قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن علي (ع) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أحب الصحابة إلى الله أربعة وما زاد قوم على سبعة إلا كثر لغطهم(١) .

٤٦٥ - عدة من أصحابنا، عن احمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عمن ذكره، عن أبي الحسن موسى (ع)، عن أبيه، عن جده (ع) في وصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي (ع): لا تخرج في سفر وحدك فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد يا علي إن الرجل إذا سافر وحده فهو غاو(٢) والاثنان غاويان والثلاثة نفر، قال: وروي بعضهم سفر.

٤٦٦ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد بن وعلي بن محمد القاساني عن سليمان بن داود، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبدالله (ع) قال: في وصية لقمان لابنه: يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك وأبرتك وخيوطك ومخرزك(٣) وتزود معك من الادوية ماتنتفع بها أنت ومن معك وكن لاصحابك موافقا إلا في معصية الله عزوجل.

٤٦٧ - علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (ع) عن آبائه (عل) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفره.

٤٦٨ - علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) إذا سافر إلى الحج والعمرة تزود من أطيب الزاد، من اللوز والسكر والسويق المحمص والمحلي.

____________________

(١) اللغط: صوت وضجة لا يفهم معناه. (النهاية).

(٢) اي ضال عن طريق الحق او يضل في سفره والاول اظهر وقوله: (والثلاثة نفر) اي جماعة يصح ان يجتزى بهم في السفر ثم اعلم ان ظاهر بعض الاخبار ان المراد رفيق الزاد وظاهر بعضها رفيق السير فلا تغفل؛ (آت).

(٣) (وخبائك) هي ككتاب: الخيمة والمخرز: ما يخرز به الخف ونحوه؛ (آت).

٢٠٥

٤٦٩ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبدالله (ع) أنه قال: دخلت عليه يوما فألفى إلى ثيابا وقال: يا وليد ردها على مطاويها فقمت بين يديه، فقال أبوعبدالله (ع): رحم الله المعلى بن خنيس، فظننت أنه شبه قيامي بن يديه بقيام المعلى بين يديه، ثم قال: اف للدنيا أف للدنيا إنما الدنيا دار بلاء يسلط الله فيها عدوه على وليه وإن بعدها دارا ليست هكذا، فقلت: جعلت فداك وأين تلك الدار؟ فقال: ههنا وأشار بيده إلى الارض(١) .

٤٧٠ - محمد بن أحمد، عن عبدالله بن الصلت، عن يونس عمن ذكره، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (ع) يا أبا محمد إن لله عزوجل ملائكة يسقطون الذنوب(٢) .

عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر في أوان سقوطه وذلك قوله عزوجل: "( يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ) (٣) " والله ما أراد بهذا غيركم.

٤٧١ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن عمر بن اذينه، عن زرارة قال: حدثني أبوالخطاب في أحسن ما يكون حالا قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: " وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة " فقال:( وَ إِذَا ذُکِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ (بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمد)اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ إِذَا ذُکِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ‌ ) (٤) ".

٤٧٢ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم صاحب الشعير، عن كثير بن كلثمة، عن أحدهما (ع) في قول الله عزوجل: "( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِمَاتٍ ) (٥) " قال: لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سواء‌ا وظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين، لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سواء وظلمت

____________________

(١) اي القبر او الجنة الدنيا ونارها اللتان تكون فيهما ارواح المؤمنين والكفار في البرزخ او الارض في زمن القائم او ارض القيامة ولا يخفى بعد الاولين؛ (آت).

(٢) اي بالاستغفار لهم كما يشهد به استشهاده بالاية؛ (آت).

(٣) المؤمن: ٧.

(٤) الزمر: ٤٥.

لما كان ترك طاعة من أمر الله تعالى بطاعته بمنزلة الشرك بالله حيث لم يطع الله في ذلك واطاع شياطين الجن والانس فلذا عبر عن طاعة اولى الامر بذكر الله وحده، او لان توحيده تعالى لما لم يعلم الا بالاخذ عنهم سمى ولايتهم توحيدا. والاشمئزاز: الانقباض والانكار (آت)

(٥) البقرة: ٣٧.

٢٠٦

نفسي فاغفر لي وارحمني وأنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمد عملت سوء‌ا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم وفي رواية أخرى في قوله عزوجل: " فتلقى آدم من ربه كلمات " قال: سأله بحق محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة صلى الله عليهم.

٤٧٣ - محمد بن يحيى، بن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي ايوب الخزاز، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع): قال لما رأى إبراهيم (ع) ملكوت السماوات والارض(١) التفت فرأى رجلا يزني فدعا عليه فمات ثم رأى آخر فدعا عليه فمات حتى رأى

٢٠٧

٤٧٤ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبدالله(ع)، عن الحر والبرد مما يكونان؟ فقال لي: يا أبا أيوب(١) إن المريخ كوكب حار وزحل كوكب بارد فإذا بدأالمريخ في الارتفاع انحط زحل وذلك في الربيع فلا يزالان كذلك كلما ارتفع المريخ درجة انحط زحل درجة ثلاثة أشهر حتى ينتهي المريخ في الارتفاع وينتهي زحل في الهبوط فيجلو المريخ فلذلك يشتد الحر فإذا كان في آخر الصيف وأول الخريف بدأ زحل في الارتفاع وبدأ المريخ في الهبوط فلا يزالان كذلك كلما ارتفع زحل درجة انحط المريخ درجة حتى ينتهي المريخ في الهبوط وينتهي زحل في الارتفاع فيجلو زحل وذلك في أول الشتاء وآخر الخريف فلذلك يشتد البرد وكلما ارتفع هذا هبط هذا و كلما هبط هذا ارتفع هذا فإذاكان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر وإذا كان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلك للشمس هذا تقدير العزيز العليم وأنا عبد رب العالمين(٢) .

٤٧٥ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه ومن أحبك ولم يمت فهو ينتظر وما طلعت شمس ولا غربت إلا طلعت عليه برزق وإيمان - وفي نسخة نور.

٤٧٦ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيأتي على امتي زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا ولا يريدون به ما عند الله ربهم، يكون دينهم رياء ا، لا

____________________

(١) لم يكن سليمان معروفا بهذه الكنية في كتب الرجال بل يكنى بابي الربيع.

(٢) لعله كان في المجلس من يذهب مذهب الغلاة أو علمعليه‌السلام ان في قلب الراوي شيئا من ذلك فنفاه واذعن بعبودية نفسه وان الله رب العالمين؛ (آت). ولا ينافي هذا الحديث حدوث الحرارة في الصيف بارتفاع الشمس والبرودة في الشتاء بانخفاضها لجواز ان يكون لكلا الامرين مدخل في ذلك احدهما يكون خفيا والاخر جليا؛ (في).

(٣) اشارة إلى قوله تعالى في سورة الاحزاب: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهد الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا). وقال الطبرسي: (من قضى نحبه) اي مات او قتل في سبيل الله فادرك ما تمنى فذلك قضاء النحب وقيل: (قضى نحبه) اي فرغ من عمله ورجع إلى ربه.

٢٠٨

يخالطهم خوف يعمهم الله(١) منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم.

حديث الفقهاء والعلماء

٤٧٧ - عنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): كانت الفقهاء والعلماء إذا كتب بعضهم إلى بعض كتبوا بثلاثة ليس معهم رابعة: من كانت همته آخرته كفاه الله همه من الدنيا ومن أصلح سريرته(٢) أصلح الله علانيته ومن أصلح فيما بينه وبين الله عزوجل أصلح الله تبارك وتعالى فيما بينه وبين الناس.

٤٧٨ - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن سعدان بن مسلم، عن بعض اصحابنا، عن أبي عبدالله (ع) قال كان رجل بالمدينة يدخل مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: اللهم آنس وحشتي وصل وحدتي وارزقني جليسا صالحا، فإذا هو برجل في أقصى المسجد فسلم عليه وقال له: من أنت يا عبدالله فقال: أنا أبوذر، فقال الرجل: الله أكبر الله أكبر، فقال أبوذر: ولم تكبر يا عبدالله؟ فقال: إني دخلت المسجد فدعوت الله عزوجل أن يؤنس وحشتي وأن يصل وحدتى وأن يرزقني جليسا صالحا، فقال له أبوذر: أنا أحق بالتكبير منك إذا كنت ذلك الجليس فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: أنا وأنتم على ترعة يوم القيامة(٣) حيت يفرغ الناس من الحساب قم يا عبدالله فقد نهى السلطان(٤) عن مجالستي.

٤٧٩ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله

____________________

(١) كاستيلاء الظلمة واهل الجور وغير ذلك مما ابتلى به الناس.

(٢) اي قلبه ونيته.

(٣) الترعة: الباب، يقال: (فتح ترعة الدار) والروضة ومسيل الماء إلى الروضة ونهر عميق مصنوع بين نهرين اوبحرين او قطع اخرى من الماء، جمع ترع. وقال: ذلك مخاطبا لقوم كان ابوذر فيهم وانما ذكر ذلك لتأييد كلام الرجل.

(٤) أراد بالسلطان عثمان بن عفان.

٢٠٩

عليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنين (ع): قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الاسلام إلا اسمه، يسمعون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود.

٤٨٠ - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الحسين بن يزيد قال: سمعت الرضا (ع) بخراسان وهو يقول: إنا أهل بيت ورثنا العفو من آل يعقوب وورثنا الشكر من آل داود - وزعم أنه كان كلمة اخرى و نسيها محمد، فقلت: له: لعله وورثنا الصبر من آل أيوب؟ فقال: ينبغي.

قال علي بن أسباط: وإنما قلت ذلك لاني سمعت يعقوب بن يقطين يحدث عن بعض رجاله قال: لما قدم أبوجعفر المنصور المدينة سنة قتل محمد وإبراهيم ابني عبدالله ابن الحسن التفت إليه عمه عيسى بن علي فقال له: يا أبا العباس إن أمير المؤمنين قد رأى أن يعضد شجر المدينة(١) وأن يعور عيونها وأن يجعل أعلاها أسفلها، فقال له: يا أمير المؤمنين هذا ابن عمك جعفر بن محمد بالحضرة فابعث إليه فسله عن هذا الرأي، قال: فبعث إليه فأعلمه عيسى فأقبل عليه فقال له: يا أمير المؤمنين إن داود (ع) اعطى فشكر وإن أيوب (ع) ابتلى فصبر وإن يوسف (ع) عفا بعد ما قدر، فاعف فإنك من نسل اولئك.

٤٨١ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر ابن سويد، عن زرعة بن محمد، عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عزوجل: "( وَ کَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ کَفَرُوا ) " فقال: كانت اليهود تجد في كتبها

____________________

(١) اراد بامير المؤمنين نفسه الخبيثة ويريد بقوله: (يعضد شجر المدينة) قطعها وبقوله: (يعور عيونها) سدا عينها التي ينبع منها الماء؛ (آت).

(٢) البقرة: ٨٩. وقوله: (يستفتحون) في المجمع عن ابن عباس والعياشى كانت اليهود يستفتحون اي يستنصرون على الاوس والخزرج برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل مبعثه فلما بعثه الله تعالى من العرب ولم يكن من بني اسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء: يا معشر اليهود اتقوا الله واسلموا ققد كنتم تستفتحون علينا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن اهل الشرك وتصفونه وتذكرونه انه مبعوث فقال سلام بن مثكم اخو بني النضير: ما جاء‌نا بشئ تعرفه وما هو بالذي كنا نذكره لكم فانزل الله تبارك وتعالى هذه الاية.

٢١٠

أن مهاجر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما بين عير واحد(١) فخرجوا يطلبون الموضع فمروا بجبل يسمى حداد فقالوا: حداد(٢) وأحد سواء فتفرقوا عنده فنزل بعضهم بتيماء وبعضهم بفدك وبعضهم بخيبر، فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا(٣) منه وقال لهم: أمر بكم ما بين عير واحد، فقال له: إذا مررت بهما فآذنا بهما، فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم: ذاك عير وهذا احد فنزلوا عن ظهر إبله، وقالوا: قد أصبنا بغيتنا(٤) فلا حاجة لنا في إبلك فاذهب حيث شئت وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر: أنا قد أصبنا الموضع فهلموا إلينا، كتبوا إليهم: أنا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الاموال وما أقربنا منكم فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم فاتخذوا بأرض المدينة الاموال فلما كثر أموالهم بلغ تبع فغزاهم فتحصنوا منه فحاصرهم وكانوا يرقون لضعفاء أصحاب تبع(٥) فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير فبلغ ذلك تبع فرق لهم وآمنهم فنزلوا إليه فقال لهم: إني قد استطبت بلادكم ولا أراني إلا مقيما فيكم فقالوا له: إنه ليس ذاك لك، إنها مهاجر نبي وليس ذلك لاحد(٦) حتى يكون ذلك، فقال لهم: إني مخلف فيكم من اسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره فخلف حيين الاوس والخزرج فلما كثروا بهاكانوا يتناولون أموال اليهود وكانت اليهود تقول لهم: أما لو قد بعث محمد ليخرجنكم من ديارنا وأموالنا فلما بعث الله عز وجل محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله آمنت به الانصار وكفرت به اليهود وهو قول الله عزوجل: " وكانوا

____________________

(١) عير: جبل بالمدينة؛ (الصحاح).

(٢) حدد محركة: جبل بتيماء وتيماء اسم موضع قريب من المدينة (القاموس) وقال المجلسيرحمه‌الله : لعله زيد الف حداد من النساخ أو كان جبل يسمى بكل منها.

(٣) من الكراء اي استاجروا منه.

(٤) اي حاجتنا. ومطلوبنا.

(٥) (تبع) كسكر: واحد التبايعة من ملوك حمير سمى تبعا لكثرة اتباعه وقيل: سموا تبايعة لان الاخير يتبع الاول في الملك وهم سبعون تبعا ملكوا جميع الارض ومن فيها من العرب والعجم. (مجمع البحرين).

(٦) اي السلطنة في المدينة لان نزوله فيها كان على جهة السلطنة؛ (آت).

(٧) الاسرة بالضم من الرجل: الرهط الادنون (القاموس)

٢١١

من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاء هم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله عن الكافرين " ٤٨٢ - علي بن إبراهيم، عن أييه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله تبارك وتعالى: " وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاء هم ما عرفوا كفروا به " قال: كان قوم فيما بين محمد وعيسى صلى الله عليهما وكانوا يتوعدون أهل الاصنام بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ويقولون: ليخرجن نبي فليكسرن أصنامكم وليفعلن بكم [وليفعلن] فلماخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كفروا به.

٤٨٣ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة(١) والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني، فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: لا، فلما كان من الغد تلوت هذه الآية "( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ‌ ) (٢) " فقلت له: أهي الصيحة؟ فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عزوجل(٣) .

٤٨٤ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن عليا وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي مناد [في] آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون(٤) .

____________________

(١) اي النداء الذي يأتي ذكره في الخبر الاتي. والخسف هي خسف جيش السفياني بالبيداء؛ (آت).

(٢) الشعراء: ٤ اي منزل من السماء علامة تلجئهم وتضطرهم إلى الايمان. (فظلت اعناقهم) اي جماعاتهم ورؤساؤهم كما تقول: اتاني عنق من الناس، اي جماعة ويقال: ظلت اعناقهم اضاف الاعناق اليهم، يريد الرقاب ثم جعل الخبر عنهم لان خضوعهم بخضوع الاعناق. وقيل: اصله فظلوا خاضعين فاقحمت الاعناق لبيان موضع الخضوع وترك الخبر على اصله.

(٣) الظاهر انهعليه‌السلام قرره على انت المراد بها الصيحة وبين أن الصيحة تصير سببا لخضوع اعناق أعداء الله؛ (آت).

(٤) قد مر مثله مع بيانه.

٢١٢

٤٨٥ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة(١) على أبي جعفر (ع) فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: هكذا يزعمون فقال أبوجعفر (ع): بلغني أنك تفسر القرآن؟ فقال له قتادة: نعم، فقال له أبوجعفر (ع) بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا بعلم، فقال له أبوجعفر (ع): فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت(٢) وأنا أسألك؟ قال قتادة: سل قال: أخبرني عن قول الله عزوجل في سبأ: " وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين(٣) " فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله، فقال أبوجعفر (ع): نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟(٤) قال قتادة: اللهم نعم، فقال أبوجعفر (ع): ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وإن كنت قد اخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عزوجل: "( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) (٥) " ولم يعن البيت

____________________

(١) هو من مشاهير محدثي العامة ومفسريهم روى عن انس بن مالك وابي الطفيل وسعيد بن المسيب والحسن البصري؛ (آت).

(٢) اي فأنت العالم المتوحد الذي لا يحتاج إلى المدح والوصف وينبغي ان يرجع اليك في العلوم؛ (آت).

(٣) ١٨. واعلم ان المشهور بين المفسرين ان هذه الاية لبيان حال تلك القرى في زمان قوم سبأ اي قدرنا سيرهم في القرى على قدر مقيلهم ومبيتهم لا يحتاجون إلى ماء ولا زاد لقرب المنازل والامر في قوله: (سيروا) متوجه اليهم على ارادة القول بلسان الحال او المقال ويظهر من كثير من اخبارنا ان الامر متوجه إلى هذه الامة او خطاب عام يشملهم ايضا؛ (آت).

(٤) الاجتياح: الاهلاك.

(٥) ابراهيم: ٣٧ (تهوى اليهم) بكسر الواو اي تقصدهم وتهوى اليهم بفتح الواو على قراء‌ة امير المؤمنين وابي جعفر الباقر وجعفر بن محمدعليهم‌السلام بمعنى يحبهم ويهواهم ويميل اليهم.

من هويت الشئ إذا احببته وجاء تعديته بالى لان معنى هويت: ملت اليه.

٢١٣

فيقول: إليه، فنحن والله دعوة إبراهيم (ع) التي من هوانا قلبه قبلت حجته وإلا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة، قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها إلا هكذا، فقال أبوجعفر (ع): ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به.

٤٨٦ - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني الروح الامين أن الله لا إله غيره إذا وقف الخلائق وجمع الاولين والآخرين اتي بجنهم تقاد بألف زمام، أخذ بكل زمام مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد ولها هدة وتحطم(١) وزفير وشهيق، وإنها لتزفر الزفرة فلو لاأن الله عزوجل أخرها إلى الحساب لاهلكت الجميع، ثم يخرج منها عنق يحيط بالخلائق البر منهم والفاجر، فما خلق الله عبدا من عباده ملك ولا نبي إلا وينادي يا رب نفسي نفسي وأنت تقول: يا رب امتي أمتي، ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف، عليه ثلاث قناطر: الاولى عليها الامانة والرحمة(٢) والثانية عليها الصلاة والثالثة عليها رب العالمين(٣) لا إله غيره، فيكفلون الممر عليها فتحبسهم الرحمة والامانة فإن نجوا منها حبستهم الصلاة فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى: "( إِنَّ رَبَّکَ لَبِالْمِرْصَادِ ) (٤) " والناس على الصراط فمتعلق تزل قدمه وتثبت قدمه والملائكة حولها ينادون يا كريم يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم، والناس يتهافتون(٥) فيها كالفراش

____________________

(١) الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه والتحطم: التلظي، ويقال: تحطم الرجل غيظا اي تلظى.

(٢) رواه علي بن ابراهيم في التفسير والصدوق في الامالى وفيهما (الامانة والرحم) والرحمة هنا بمعني الرحم وترك ظلم العباد وعلى روايتي الصدوق وعلي بن ابراهيم يمكن ان يقرء (الرخم) بكسرالحاء بمعنى صلة الرحم.

(٣) كذا في التفسير ولكن في الامالى (عليها عدل رب العاملين).

(٤) الفجر: ١٤. والمرصاد: الطريق والمكان يرصد فيه العدو.

(٥) التهافت: التساقط قطعة قطعة.

٢١٤

فإذا نجا ناج برحمة الله تبارك وتعالى نظر إليها فقال: الحمد لله الذي نجاني منك بعد يأس بفضله ومنه إن ربنا لغفور شكور.

٤٨٧ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي خالد، عن أبي جعفر (ع) في قول الله عزوجل: "( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَکُونُوا يَأْتِ بِکُمُ اللَّهُ جَمِيعاً ) (١) " قال: الخيرات الولاية وقوله تبارك وتعالى: " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا، قال: وهم والله الامة المعدودة قال: يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف(٢) .

٤٨٨ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منذر بن جعفر، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: سيروا البردين(٣) ؟ قلت: إنا نتخوف من الهوام، فقال: إن أصابكم شئ فهو خير لكم مع أنكم مضمونون(٤) .

____________________

(١) البقرة: ١٤٨.

(٢) (الامة المعدودة) اي الذين ذكرهم الله في قوله: (ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة ليقولن ما نحبسه) وقال الطبرسيرحمه‌الله معناه ولئن اخرناه عن هؤلاء الكفار عذاب استيصال إلى أجل مسمى ووقت معلوم. والامة: الحين وقيل: إلى امة اي إلى جماعة يتعاقبون فيصيرون على الكفر ولا يكون فيهم من يؤمن كما فعلنا بقوم نوح وقيل: معناه إلى امة بعد هؤلاء نكلفهم فيعصون فيقتضى الحكمة اهلاكهم واقامة القيامة وقيل: ان الامة المعدودة هم اصحاب المهدي في آخر الزمان ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا كعدة اهل بدر، يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخزيف وهو المروى عن ابي جعفر وابي عبداللهعليهما‌السلام . انتهى، وقزع الخريف اي قطع السحاب المتفرقة وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك؛ (آت).

(٣) اي الغداة والعشي. وقوله: (انا نتخوف الهوام) هي جمع هامة وهي الدابة او كل ذات سم يقتل والاول اظهر ويمكن ان يقرء بتشدديد الواو وتخفيف الميم قال الفيروزآبادي: الهوام كشداد: الاسد

(٤) اي انتم معشر الشيعة ضمن الله لكم حفظكم، اي غالبا او مع التوكل والتفويض التام. (آت) ويحتمل ان يكون المراد ما في قوله تعالى: (هو الذي يسيركم في البر والبحر).

٢١٥

٤٨٩ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول الله (ع): عليكم بالسفر بالليل فإن الارض تطوى بالليل(١) .

٤٩٠ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن بشير النبال، عن حمران بن أعين قال: قلت لابي جعفر (ع): يقول الناس: تطوى لنا الارض بالليل كيف تطوى؟ قال: هكذا - ثم عطف ثوبه -(٢) .

٤٩١ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله (ع) قال: الارض تطوى في آخر الليل(٣) .

٤٩٢ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز قال: أردنا أن نخرج فجئنا نسلم على أبي عبدالله (ع) فقال: كأنكم طلبتم بركة الاثنين؟ فقلنا: نعم فقال: وأي يوم أعظم شوما من يوم الاثنين يوم فقدنا فيه نبينا وارتفع الوحي عنا لا تخرجوا واخرجوا يوم الثلاثاء.

٤٩٣ - عنه، عن بكر بن صالح(٤) ، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن موسى (ع) قال: الشوم(٥) للمسافر في طريقه خمسة أشياء(٦) : الغراب الناعق، عن يمينه، والناشر لذنبه(٧) ، والذئب العاوي الذي يعوي في وجه الرجل وهو مقع على

____________________

(١) هذا كناية عن سهولة السير.

(٢) قال الجزري: في حديث السفر: اطو لنا الارض اي قربها وسهل السير فيها حتى لا تطول علينا فكانها قد طويت ومنه الحديث ان الارض لتطوى بالليل مالا تطوى بالنهار اي يقطع مسافتها لان الانسان فية انشط من النهار واقدر على المشي والسير لعدم الحر وغيره.

(٣) يدل على ان السير في آخر الليل اسهل من سائره؛ (آت).

(٤) هو بكر بن صالح الرازي الضبي مولى بي ضبة روى عن ابي الحسن الكاظمعليه‌السلام ضعيف جدا كثير التفرد بالغرائب. (صه عن جش)

(٥) اي ما يتشأم به الناس وربما تؤثر بتأثر النفس بها ويرتفع تاثيرها بالتوكل وبالدعاء المذكور في هذا الخبر وغيره؛(آت).

(٦) الظاهر سبعة كما في بعض نسخ الفقيه وفي بعضها ستة. ولكن في المحاسن كما في الكتاب

(٧) في الفقيه (الكلب الناشر لذنبه) وفي الخصال (الناشر) وكذا في المحاسن بدون الواو والمعنى الغراب الناشر لذنبه.

٢١٦

ذنبه يعوي(١) ثم يرتفع ثم ينخفض ثلاثا، والظبي السانح من يمين إلى شمال، والبومة الصارخة، والمرأة الشمطاء تلقاء فرجها(٢) ، والاتان العضباء يعني الجدعاء فمن أوجس في نفسه منهن شيئا فليقل: " اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي " قال: فيعصم من ذلك.

٤٩٤ - محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبدالله(٢) ، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام قال: قال أبو عبدالله (ع): إن الله تبارك وتعالى زين شيعتنا بالحلم وغشاهم بالعلم لعلمه بهم قبل أن يخلق آدم (ع).

٤٩٥ - أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عمر بن أبان، عن الصباح ابن سيابه، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن الرجل ليحبكم وما يدري ما تقولون فيدخله الله عزوجل الجنة وإن الرجل ليبغضكم وما يدري ماتقولون فيدخله الله عزوجل النار وإن الرجل منكم لتملا صحيفته من غير عمل، قلت: وكيف يكون ذلك؟ قال: يمر بالقوم ينالون منا فإذا رأوه قال: بعضهم لبعض كفوا فإن هذا الرجل من شيعتهم ويمر بهم الرجل من شيعتنا فيهمزونه(٥) ويقولون فيه فيكتب الله له بذلك حسنات حتى يملاء صحيفته من غير عمل.

٤٩٦ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة قال: قابل لي أبوعبدالله (ع): كم بينك وبين البصرة؟ قلت: في الماء خمس إذا طابت الريح وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك، فقال: ما أقرب هذا تزاوروا

__________________________________

(١) اقعى الكلب إذا جلس على استه مفترشا رجليه وناصبا يديه.

(٢) السانح مامر من الطير والوحش بين يديك من جهة يسارك إلى يمينك. والشمطاء: قال الجوهرى: الشمط: بياض شعر الراس يخالط سواده والرجل اشمط والمراة شمطاء. وقوله: (تلقاء فرجها) كذا في الاربعة ولعله تصحيف (تلقاء وجهها) اي شعر ناصيتها بياض مخلوط بالسواد وقيل: الظاهر انه كناية عن استقبالها اياك ومجيئها من قبل وجهك فان فرجها من قدامها وقيل فيه وجوه اخر لا يخلو الجميع عن الركاكة. وقوله: (والاتان العضباء) اي المقطوعة الاذن وقال المجلسيرحمه‌الله : فسره بالجدعاء لئلا يتوهم ان المراد الشمقوقة الاذن.

(٣) كذا. ولعله هو عبدالله بن الصلت.

(٤) اي يسبوننا ويعادوننا.

(٥) اي يعيبونه.

٢١٧

ويتعاهد بعضكم بعضا فإنه لا بد يوم القيامة من أن يأتي كل إنسان بشاهد يشهد له على دينه.

وقال إن المسلم إذا رأى أخاه كان حياة لدينه إذا ذكر الله عزوجل.

٤٩٧ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن أبي عبدالله (ع) قال: والله لا يحبنا من العرب والعجم إلا أهل البيوتات والشرف والمعدن(١) ولا يبغضنا من هؤلاء وهؤلاء إلا كل دنس ملصق(٢) .

٤٩٨ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمدبن خالد، والحسن بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (ع) في قول الله عزوجل: "( إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَکُمْ طَالُوتَ مَلِکاً قَالُوا أَنَّى يَکُونُ لَهُ الْمُلْکُ عَلَيْنَا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْکِ مِنْهُ ) " قال: لم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة، قال: "( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْکُمْ ) " وقال: "( إِنَّ آيَةَ مُلْکِهِ أَنْ يَأْتِيَکُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَکِينَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَکَ آلُ مُوسَى وَ آلُ هَارُونَ ) " فجاء‌ت به الملائكة تحمله وقال الله جل ذكره: "( إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيکُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ) " فشربوا منه إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، منهم من اغترف ومنهم من لم يشرب فلما برزوا قال الذين اغترفوا: "( لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَ جُنُودِهِ ) " وقال الذين لم يغترفوا: "( کَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً کَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ‌ ) ".

____________________

(١) (اهل البيوتات) اي ذوي الانساب والاحساب الشريفة والبيت يكون بمعنى الرف و (المعدن) قال الجزري: المعدن مركز كل شئ مومنه الحديث: (فعن معادن العرب تسالوني قالوا: نعم) اي اصولها التي ينسبون اليها وبتفاخرون بها؛ (آت).

(٢) (من هؤلاء وهؤلاء) اي العرب والعجم.

والدنس محركة: الوسخ وينسب إلى الثوب والعرض والنسب والخلق اي ذى النسب او الاخلاق.

و(الملصق) بتشديد اذلصاد ويخفف الدعى المتهم في نسبه والرجل المقيم في الحيي وليس منهم بنسب ووردت الاخبار المتواترد على ان حب اهل البيت علامة طيب الولادة وبغضهم علامة خبثها؛ (آت).

(٣) الايات في سورة البقرة: ٢٤٦ إلى ٢٤٩.

٢١٨

٤٩٩ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن يحيى الحلبي، عن عبدالله بن سليمان، عن أبي جعفر (ع) أنه قرأ " أن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة "؟ قال: كانت تحمله في صورة البقرة.

٥٠٠ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عمن أخبره، عن أبي جعفر (ع) في قول الله تبارك وتعالى: " يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة " قال: رضراض الالواح فيها العلم والحكمة(١) .

٥٠١ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن ظريف، عن عبدالصمد بن بشير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (ع) قال: قال [لي] أبوجعفر (ع): يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين (ع)؟ قلت: ينكرون علينا أنهما ابنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال: فأي شئ إحتججتم عليهم؟.

قلت: احتججنا عليهم بقول الله عزوجل في عيسى ابن مريم (ع): "( وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَ سُلَيْمَانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسَى وَ هَارُونَ وَ کَذٰلِکَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَ زَکَرِيَّا وَ يَحْيَى وَ عِيسَى ) (٢) " فجعل عيسى ابن مريم من ذرية نوح (ع).

قال: فأي شئ قالوا لكم؟.

قلت: قالوا: قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب.

قال: فأي شئ احتججتم عليهم؟.

قلت: احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : "( قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَکُمْ وَ نِسَاءَنَا وَ نِسَاءَکُمْ وَ أَنْفُسَنَا وَ أَنْفُسَکُمْ ) (٣) ".

____________________

(١) الرضراض: مادق من الحصى وفي بعض النسخ (رضاض) وهو بالضم: فتاته، و المراد اجزاؤها المنكسرة بعد ان القاها موسىعليه‌السلام وضمير فيها راجع إلى الالواح (آت).

(٢) انعام: ٨٤ و ٨٥.

(٣) آل عمران: ٦١.

٢١٩

قال: فأي شئ قالوا؟.

قلت: قالوا: قد يكون في كلام العرب أبناء‌رجل وآخر يقول: ابناؤنا.

قال: فقال أبوجعفر (ع): يا أبا الجارود لاعطينكها من كتاب الله جل وتعالى أنهما من صلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يردها إلا الكافر.

قلت: وأين ذلك جعلت فداك؟.

قال: من حيث قال الله تعالى: " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم " الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك تعالى: "( وَ حَلاَئِلُ أَبْنَائِکُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِکُمْ ) (١) " فسلهم يا ابا الجارود هل كان يحل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نكاح حليلتيهما؟ فإن قالوا: نعم كذبوا وفجروا وإن قالوا: لا فهما ابناه لصلبه.

٥٠٢ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين أبي العلاء الخفاف، عن أبي عبدالله (ع) قال: لما انهزم الناس يوم احد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انصرف إليهم بوجهه وهو يقول: أنا محمد أنارسول الله لم أقتل ولم أمت، فالتفت إليه فلان وفلان فقالا: الآن يسخر بنا أيضا وقد هزمنا وبقي معه علي (ع) وسماك بن خرشة أبودجانةرحمه‌الله (٢) فدعاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ياابا دجانة انصرف وأنت في حل من

____________________

(١) النساء: ٢٣.

(٢) ظاهر اكثر الاخبار يدل على انه لم يثبت مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ إلا عليعليه‌السلام وابودجانة ولا خلاف بين العامة في ان عثمان كان من الفارين واختلفوا في عمر وروى كثير منهم انه فر وذهب اكثرهم إلى ان ابا بكر لم يفر قال ابن ابي الحديد: قال الواقدي: حدثني موسى بن يعقوب عن عمته عن امها عن المقداد قال: لما تصاف القوم للقتال يوم أحد جلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحت راية مصعب بن عمير فلما قتل اصحاب اللواء وهزم المشركون الهزيمة الاولى وأغار المسلمون على معسكرهم ينهبونه ثم كر المشركون على المسلمين فاتوهم من خلفهم فتفرق الناس ونادى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في اصحاب الالوية فقتل مصعب بن عمير حامل لوائهصلى‌الله‌عليه‌وآله واخذ راية الخزرج سعد بن عبادة فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحتها و اصحابه محدقون به ودفع لواء المهاجرين إلى ابي الردم أحد بني عبد الدار آخر نهار ذلك اليوم و نظرت إلى لواء الاوس مع أسيد بن حضير فناوشوا المشركين ساعة واقتتلوا على اختلاط من الصفوف ونادى المشركون بشعارهم يا للعزى يا لهبل فاوجعوا والله فينا قتلا ذريعا ونالوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما نالوا لا والذي بعثه بالحق مازال شبرا واحدا انه لفي وجه العدو وتثوب اليه طائفة من اصحابه مرة وتتفرق عنه مرة، (فربما رايته قائما يرمى عن قوسه او يرمى بالحجر حتى تحاجزوا)، وكانت العصابة التي ثبتت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربعة عشر رجلا: سبعة من المهاجرين وسبعة من الانصار، فاما المهاجرون فعليعليه‌السلام وابوبكر و عبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص وطلحة بن عبيد الله وابوعبيدة بن الجراح والزبير بن العوام، واما الانصار فالحباب ابن المنذر وابودجانة وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف وسعد بن معاذ واسيد بن حضير، قال الواقدي: وقد روى ان سعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة ثبتا يومئذ ولم يفرا ومن روى ذلك جعلهما مكان سعد بن معاذ وأسيد بن حضير.

قال الواقدي: وبايعه يومئذ على الموت ثمانية ثلاثة من المهاجرين وخمسة من الانصار اما المهاجرون فعليعليه‌السلام وطلحة والزبير واما الانصار فابو دجانة والحارث بن الصمة والحباب بن المنذر وعاصم بن ثابت وسهل ابن حنيف، قال:=

٢٢٠