حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء ٢

حياة أمير المؤمنين عن لسانه8%

حياة أمير المؤمنين عن لسانه مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 491

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 361426 / تحميل: 6882
الحجم الحجم الحجم
حياة أمير المؤمنين عن لسانه

حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و رغبوا عن أحكامه و بعدوا من أنواره و استبدلوا بمستخلفه بديلا اتخذوه و كانوا ظالمين،و زعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ممن اختار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمقامه،و أن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري الأنصاري الرباني ناموس هاشم بن عبد مناف.

ألا و إن أول شهادة زور وقعت في الإسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فلما كان من أمر سعد بن عبادة ما كان،رجعوا عن ذلك و قالوا:إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مضى و لم يستخلف،فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الطيب المبارك أول مشهود عليه بالزور في الإسلام و عن قليل يجدون غب(١) ما يعملون و سيجدون التالون غب ما أسسه الأولون،و لئن كانوا في مندوحة من المهل(٢) و شفاء من الأجل وسعة من المنقلب و استدراج من الغرور و سكون من الحال و إدراك من الأمل فقد أمهل الله عز و جل شداد بن عاد و ثمود بن عبود و بلعم بن باعور و أسبغ عليهم نعمة ظاهرة و باطنة و أمدهم بالأموال و الأعمار و أتتهم الأرض ببركاتها ليذكروا آلاء الله و ليعرفوا الإهابة له و الإنابة إليه و لينتهوا عن الإستكبار،فلما بلغوا المدة و استتموا الاكلة أخذهم الله عز و جل و اصطلمهم(٣) فمنهم من حصب،و منهم من أخذته الصيحة،و منهم من أحرقته الظلة،و منهم من أودته الرجفة،و منهم من أردته الخسفة( وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لٰکِنْ کَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‌ ) (٤) ،ألا و إن لكل أجل كتابا فإذا بلغ الكتاب أجله لو كشف لك عما هوى إليه الظالمون و آل إليه الأخسرون لهربت إلى الله عز

____________________

(١)الغب- بتشديد الباء-لعاقبة.

(٢)أي:كانوا في سعة من المهلة.

(٣)الاصطلام:الاستيصال.

(٤)العنكبوت: .٤٠

٢٢١

و جل مما هم عليه مقيمون و إليه صائرون.

ألا و إني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون،و كباب حطة في بني إسرائيل و كسفينة نوح في قوم نوح،إني النبأ العظيم و الصديق الأكبر،و عن قليل ستعلمون ما توعدون،و هل هي إلا كلعقة الآكل و مذقة الشارب و خفقة الوسنان(٢) ،ثم تلزمهم المعرات(١) خزيا في الدنيا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب،و ما الله بغافل عما يعملون،فما جزاء من تنكب محجته؟و أنكر حجته،و خالف هداته،و حاد عن نوره،و اقتحم في ظلمه،و استبدل بالماء السراب و بالنعيم العذاب و بالفوز الشقاء و بالسراء الضراء و بالسعة الضنك،إلا جزاء اقترافه و سوء خلافه،فليوقنوا بالوعد على حقيقته و ليستيقنوا بما يوعدون،( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذٰلِکَ يَوْمُ الْخُرُوجِ‌* إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَ نُمِيتُ وَ إِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ) (٣) إلى آخر السورة.

*الروضة من الكافي ص ١٨،التوحيد للصدوق ص ٧٢ الرقم ٢٧،تحف العقول ص ٩٢،بحار الأنوار ج ٢٤ ص ١٩ الرقم ٣٣،ج ٧٧ ص ٣٨٢ الرقم .٥

____________________

(١)الوسنان:من أخذته السنة و هو نائم الذي لم يستغرق في النوم.

(٢)المعرة:الاثم و العزم و الأذى.

(٣)ق:٤٢- .٤٤

٢٢٢

١٠-تمام الحجة على الخليفة.

إحتجاج أمير المؤمنينعليه‌السلام على أبي بكر لما كان يعتذر إليه من بيعة الناس له و يظهر الإنبساط له.

عن جعفر بن محمد،عن أبيه،عن جدهعليهم‌السلام قال:لما كان من أمر أبي بكر و بيعة الناس له و فعلهم بعليعليه‌السلام ،لم يزل أبو بكر يظهر له الإنبساط،و يرى منه‏الإنقباض،فكبر ذلك على أبي بكر و أحب لقاءه و استخراج ما عنده،و المعذرة إليه مما اجتمع الناس عليه،و تقليدهم إياه أمر الامة و قلة رغبته في ذلك و زهده فيه.

أتاه في وقت غفلة و طلب منه الخلوة فقال:يا أبا الحسن،و الله ما كان هذا الأمر عن مواطاة مني و لا رغبة فيما وقعت فيه و لا حرص عليه،و لا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الامة،و لا قوة لي بمال و لا كثرة العشيرة،و لا استيثار به دون غيري،فمالك تضمر علي ما لم أستحقه منك،و تظهر لي الكراهة لما صرت فيه،و تنظر إلي بعين الشنائة لي؟

قال:فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«فما حملك عليه إذ لم ترغب فيه،و لا حرصت عليه و لا وثقت بنفسك في القيام به؟»قال:فقال أبو بكر:حديث سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :«إن الله لا يجمع امتي على ضلال»فلما رأيت إجماعهم اتبعت قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ،و أحلت أن يكون إجماعهم على خلاف الهدى من الضلال،فأعطيتهم قود الإجابة،و لو علمت أن أحدا يتخلف لامتنعت.فقال عليعليه‌السلام :

«أما ما ذكرت من حديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :إن الله لا يجمع امتي على ضلال،أفكنت من الامة أم لم أكن؟»قال:بلى.قالعليه‌السلام :

«و كذلك العصابة الممتنعة عنك،من سلمان،و عمار،و أبي ذر،و المقداد،و ابن عبادة،و من معه من الأنصار؟»قال:كل من الامة.قال عليعليه‌السلام :

«فكيف تحتج بحديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و أمثال هؤلاء قد تخلفوا عنك؟و ليس للامة فيهم طعن و لا في صحبة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله و لصحبته منهم تقصير».

٢٢٣

قال:ما علمت بتخلفهم إلا من بعد إبرام الأمر،و خفت إن قعدت عن الأمر،ان يرجع الناس مرتدين عن الدين،و كان ممارستهم إلي إن أجبتهم أهون مؤونة على الدين و إبقاء له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعون كفارا،و علمت أنك لست بدوني في الإبقاء عليهم و على أديانهم.

فقال عليعليه‌السلام :

«أجل و لكن أخبرني على الذي يستحق هذا الأمر بما يستحقه؟»فقال أبو بكر:بالنصيحة،و الوفاء،و دفع المداهنة،و المحاباة،و حسن السيرة،و إظهار العدل،و العلم بالكتاب و السنة،و فصل الخطاب،مع الزهد في الدنيا و قلة الرغبة فيها،و انتصاف المظلوم من الظالم للقريب و البعيد،ثم سكت.

فقال عليعليه‌السلام :

«و السابقة و القرابة...».

فقال أبو بكر:و السابقة و القرابة.

فقال عليعليه‌السلام :

«أنشدك بالله يا أبا بكر،أفي نفسك تجد هذه الخصال أو في؟».

قال أبو بكر:بل فيك يا أبا الحسن.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا المجيب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل ذكران المسلمين أم أنت؟».

قال:بل أنت.قال عليعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا صاحب الأذان لأهل الموسم و الجمع الأعظم للامة بسورة براءة أم أنت؟»قال :بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله يا أبا بكر،أنا وقيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغار(١) أم أنت؟».

____________________

(١)يعبر عنه بحديث الغار،أو حديث الوقاية،أو حديث الفراش،أو حديث ليلة المبيت.

٢٢٤

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا المولى لك و لكل مسلم بحديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير أم أنت؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،ألي الولاية من الله مع ولاية رسوله في آية الزكاة بالخاتم(١) ،أم لك؟».

قال:بل لك.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،ألي الوزارة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و المثل من هارون من موسى أم لك؟».

قال:بل لك.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أبي برز رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و بأهلي و ولدي في مباهلة المشركين،أم بك و بأهلك و ولدك؟»قال:بل بكم.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،ألي و لأهلي و ولدي آية التطهير(٢)

____________________

(١)المائدة: .٥٥

(٢)الاحزاب: .٣٣

٢٢٥

من الرجس أم لك و لأهل بيتك؟».

قال:بل لك و لأهل بيتك.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا صاحب دعوة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و أهلي و ولدي يوم الكساء :«اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار».أم أنت؟».

قال:بل أنت و أهلك و ولدك.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا صاحب آية:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخَافُونَ يَوْماً کَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) (١) أم أنت؟».قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي ردت له الشمس لوقت صلاته،فصلاها ثم توارت أم أنا؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الفتى الذي نودي من السماء:لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي،أم أنا؟»

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي حباك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله برايته يوم خيبر،ففتح الله له أم أنا؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي نفست عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و عن المسلمين بقتل عمرو بن عبدود أم أنا؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي نفست عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و عن المسلمين بقتل عمر و بن عبد ود أم أنا؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي ائتمنك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على رسالته إلى الجن فأجابت،أم أنا؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا الذي طهره الله من السفاح من لدن آدم إلى أبيه،بقول رسول الله:«خرجت أنا و أنت من نكاح لا من سفاح،من لدن آدم إلى عبد المطلب»أم أنت؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا الذي اختارني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و زوجني ابنته فاطمةعليها‌السلام و قال:الله زوجك إياها في السماء أم أنت؟»

____________________

(١)الانسان: .٧

٢٢٦

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا والد الحسن و الحسين سبطيه و ريحانتيه إذ يقول:«هما سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما.أم أنت؟»قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أخوك المزين بالجناحين يطير في الجنة مع الملائكة أم أخي؟».

قال:بل أخوك.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا ضمنت دين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و ناديت في الموسم بإنجاز مواعده أم أنت؟»قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا الذي دعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و الطير عنده يريد أكله يقول :«اللهم إيتني بأحب خلقك إلي و إليك بعدي يأكل معي من هذا الطير»فلم يأته غيري،أم أنت؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا الذي بشرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين،و القاسطين،و المارقين،على تأويل القرآن أم أنت؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا الذي دل عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعلم القضاء و فصل الخطاب بقوله:«علي أقضاكم أم أنت؟»قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا الذي أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه بالسلام عليه بالإمرة في حياته،أم أنت؟»قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنا الذي شهدت آخر كلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و وليت غسله و دفنه،أم أنت؟»قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي سبقت له القرابة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أم أنا؟».

قال:بل أنت.

٢٢٧

قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي حباك الله بالدينار عند حاجته إليه و باعك جبرئيل،و أضفت محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله فأطعمت ولده،أم أنا؟».

قال:فبكى أبو بكر و قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي جعلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على كتفه في طرح صنم الكعبة و كسره حتى لو شئت أن أنال افق السماء لنلتها(١) ،أم أنا؟»

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي قال لك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :«أنت صاحب لواي في الدنيا و الآخرة أم أنا»

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي أمرك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بفتح بابه في مسجده عندما أمر بسد أبواب جميع أهل بيته و أصحابه و أحل لك فيه ما أحل الله له أم أنا؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي قدمت بين يدي نجوى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١)في الخصال:«حتى لو شاء أن ينال افق السماء لنا لها»و هو المناسب لما في صدر الجملة.

٢٢٨

صدقة فناجيته،إذ عاتب الله قوما فقال:( أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَاتٍ ) (١) الآية،أم أنا؟»

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله،أنت الذي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة:زوجتك أول الناس إيمانا،و أرجحهم إسلاما.في كلام له،أم أنا؟».

قال:بل أنت.قالعليه‌السلام :

«فأنشدك بالله يا أبا بكر،أنت الذي سلمت عليه ملائكة سبع سماوات يوم القليب،أم أنا؟»

قال:بل أنت.

قال:فلم يزلعليه‌السلام يورد مناقبه التي جعل له و رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله دونه و دون غيره،و يقول له أبو بكر:بل أنت.

قالعليه‌السلام :

«فبهذا و شبهه يستحق القيام بامور أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فما الذي غرك عن الله تعالى و عن رسوله و دينه،و أنت خلو مما يحتاج إليه أهل دينه».

قال:فبكى أبو بكر و قال:صدقت يا أبا الحسن،أنظرني قيام يومي فأدبر ما أنا فيه و ما سمعت منك.

قال:فقال عليعليه‌السلام :

«لك ذلك يا أبا بكر».

*الإحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٣٠٤،الخصال للصدوق ابواب الاربعين الرقم ٣٠ ص ٥٤٨،تاريخ الطبري ج ٢ ص ٢٣٦،بحار الأنوار ج ٢٩ ص .٣

____________________

(١)المجادلة: .١٣

٢٢٩

١١-الحق لنا دونكم.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى معاوية«...و لما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلجوا عليهم(١) ،فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم،و إن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم...».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الكتاب ٢٨ ص ٣٨٧،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٦٢١ الرقم .٣٠

____________________

(١)فلجوا عليهم:أي ظفروا بهم.

٢٣٠

١٢-تكون الخلافة بالصحابة و لا تكون بالصحابة و القرابة؟

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«و اعجباه!أتكون الخلافة بالصحابة و لا تكون بالصحابة و القرابة؟»قال الرضي:و روي له شعر في هذا المعنى:

«فإن كنت بالشورى ملكت امورهم

فكيف بهذا و المشيرون غيب؟

و إن كنت بالقربى حججت خصيمهم

فغيرك أولى بالنبي و أقرب»

قال ابن أبي الحديد في شرح هذا الكلام:حديثهعليه‌السلام في النثر و النظم المذكورين مع أبي بكر و عمر،أما النثر فإلى عمر توجيهه لأن أبا بكر لما قال لعمر:امدد يدك،قال له عمر:أنت صاحب رسول الله في المواطن كلها،شدتها و رخائها فامدد انت يدك.فقال عليعليه‌السلام :إذا احتججت لاستحقاقه الأمر بصحبته إياه في المواطن كلها،فهلا سلمت الأمر إلى من قد شركه في ذلك و زاد عليه«بالقرابة» !و اما النظم فموجه إلى أبي بكر،لأن أبا بكر حاج الأنصار في السقيفة،فقال:نحن عترة رسول الله،و بيضته التي تفقأت عنه،فلما بويع احتج على الناس بالبيعة،و أنها صدرت عن أهل الحل و العقد،فقال عليعليه‌السلام :اما احتجاجك على الأنصار بأنك من بيضة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و من قومه،فغيرك أقرب نسبا منك إليه،و اما احتجاجك بالاختيار و رضا الجماعة بك،فقد كان قوم من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد فكيف يثبت!

*نهج البلاغة(فيض الاسلام)،الحكمة ١٨١ ص ١١٧٣،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٨ ص ٤١٦،خصائص الائمة للرضي ص ١١١،كتاب التعجب للكراجكي ص ١٣،الديوان المنسوب الى أمير المؤمنينعليه‌السلام ص ١٣٨ الرقم ٨٢،غرر الحكم ج ٢ ص ٧٨٥ الرقم .٦٤

٢٣١

١٣-اما الكراهة لأمرهم فلست أعتذر منه إلى الناس.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام أجاب به معاوية:

«...و ذكرت حسدي الخلفاء،و إبطائي عنهم،و بغيي عليهم.فأما البغي فمعاذ الله أن يكون،و أما الإبطاء عنهم و الكراهة لأمرهم فلست أعتذر منه إلى الناس،لأن الله جل ذكره لما قبض نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت قريش:منا أمير،و قالت الأنصار:منا أمير.

فقالت قريش:منا محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فنحن أحق بذلك الامر،فعرفت ذلك الأنصار،فسلمت لهم الولاية و السلطان،فإذا استحقوها بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله دون الأنصار،فإن أولى الناس بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أحق بها منهم،و إلا فإن الأنصار أعظم العرب فيها نصيبا،فلا أدري أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا،أو الأنصار ظلموا،بل عرفت أن حقي هو المأخوذ،و قد تركته لهم تجاوز الله عنهم...».

*وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٩٠،العقد الفريد ج ٤ ص ٣٣٦،مناقب الخوارزمي ص ٢٥٣،شرح ابن أبي الحديد ج ١٥ ص ٧٨،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٦٣٢ الرقم .٤٧

٢٣٢

٢٣٣

الفصل الثالث: افتقادهعليه‌السلام المناصرين

١- ليس لي مساعد إلا أهل بيتي.

٢- لم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط.

٣- لو كان لي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حمزة و جعفر لم ابايع كرها.

٤- لو وجدت أربعين رجلا لما كففت يدي.

٥- لو كان لي عدة أصحاب لوط أو عدة أهل بدر...

٦- يا علي إن وجدت فئة تقاتل بهم فاطلب حقك.

٧- إن لي بستة من الأنبياء أسوة.

٢٣٤

١- ليس لي مساعد إلا أهل بيتي.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام في التظلم و التشكي من قريش:

«اللهم إني أستعديك(١) على قريش و من أعانهم،فإنهم قد قطعوا رحمي و أكفؤوا إنائي(٢) ،و أجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري،و قالوا:ألا إن في الحق أن تأخذه،و في الحق أن تمنعه،فاصبر مغموما،أو مت متأسفا.

فنظرت فإذا ليس لي رافد(٣) و لا ذاب(٤) و لا مساعد،إلا أهل بيتي،فضننت(٥) بهم عن المنية،فأغضيت على القذى(٦) ،و جرعت ريقي على الشجا(٧) ،و صبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم،و آلم للقلب من و خز الشفار(٨) ».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة ٢١٧ ص ٣٣٦،و الخطبة ٢٦ ص ٦٨،بحار الانوارج ٢٩ ص ٦٠٧ الرقم .٢٢

____________________

(١)أستعديك:استعينك لتنتقم لي.

(٢)اكفاء الإناء:قلبه،مجاز عن تضييع الحق.

(٣)الرافد:المعين.

(٤)الذاب:المدافع.

(٥)ضننت:أي بخلت.

(٦)القذى:ما يقع في العين،و أغضيت على القذى:غضضت الطرف عنه.

(٧)الشجا:ما اعترض في الحلق من عظم و نحوه،يريد به غصة الحزن.

(٨)جمع شفرة:حد السيف و نحوه و خز الشفار:طعنها الخفيف.

٢٣٥

٢- لم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام في جواب الأشعث بن قيس حين قال:فما يمنعك يابن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة و أخو بني عدي بن كعب و أخو بني امية بعدهما أن تقاتل و تضرب بسيفك؟و أنت لم تخطبنا خطبة منذ كنت قدمت العراق إلا و قد قلت فيها قبل أن تنزل عن منبرك:«و الله إني لأولى الناس بالناس و ما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟

فقال له عليعليه‌السلام :

«...فلما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه و أنا مشغول برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بغسله و دفنه.ثم شغلت بالقرآن،فآليت على نفسي أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب،ففعلت ثم حملت فاطمة و أخذت بيد إبني الحسن و الحسين،فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السابقة من المهاجرين و الأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي و دعوتهم إلى نصرتي فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط:سلمان و أبو ذر و المقداد و الزبير،و لم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به و لا أقوي به،أما حمزة فقتل يوم أحد،و أما جعفر فقتل يوم مؤتة،و بقيت بين جلفين جافيين ذليلين حقيرين عاجزين،العباس و عقيل،و كانا قريبي العهد بكفر.

فأكرهوني و قهروني فقلت كما قال هارون لأخيه:/يا بن ام إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني/(١) فلي بهارون اسوة حسنة ولي بعهدرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجة قوية».

*كتاب سليم بن قيس الحديث ١٢ ص ٦٦٥،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٤٤٩ الرقم ١٠٤،ارشاد القلوب ص ٣٩٤- ٣٩٥،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٤١٩ الرقم ٢،و ص .٤٦٨

____________________

(١)الاعراف: .١٥٠

٢٣٦

٣- لو كان لي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حمزة و جعفر لم أبايع كرها.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى شيعته:

«...و قد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلي عهدا فقال:يا بن أبي طالب لك ولاء امتي،فإن ولوك في عافية و أجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم،و إن اختلفوا عليك فدعهم و ما هم فيه فإن الله سيجعل لك مخرجا.

فنظرت فإذا ليس لي رافد و لا معي مساعد إلا أهل بيتي،فضننت بهم عن الهلاك،و لو كان لي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عمي حمزة و أخي جعفر لم ابايع كرها،و لكني بليت برجلين حديثي عهد بالإسلام،العباس و عقيل،فضننت بأهل بيتي عن الهلاك،فأغضيت عيني على القذى،و تجرعت ريقي على الشجا و صبرت على أمر من العلقم،و آلم للقلب من حز الشفار».

*كشف المحجة لثمرة المهجة،الفصل ١٥٥ ص ٢٤٨،بحار الانوار ج ٣٠ ص ١٥ الرقم .١

٢٣٧

٤- لو وجدت أربعين رجلا لما كففت يدي.

و من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام :دار بينه و بين الاشعث بن قيس:

«...يا بن قيس،أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة،إني لو وجدت يوم بويع أخو تيم-لذي عيرتني بدخولي في بيعته-ربعين رجلا كلهم على‏مثل بصيرة الأربعة الذين قد وجدت،لما كففت يدي و لناهضت القوم،و لكن لم أجد خامسا فأمسكت».

قال الاشعث:فمن الاربعة،يا أمير المؤمنين؟قالعليه‌السلام :

«سلمان و أبو ذر و المقداد و الزبير بن صفية قبل نكثه بيعتي،فإنه بايعني مرتين:أما بيعته الاولى التي و فى بها فإنه لما بويع أبو بكر أتاني أربعون رجلا من المهاجرين و الأنصار فبايعوني و فيهم الزبير،فأمرتهم أن يصبحوا عند بابي محلقين رؤوسهم عليهم السلاح،فما و فى لي و لا صدقني منهم أحد غير أربعة:سلمان و أبو ذر و المقداد و الزبير.

و أما بيعته الاخرى إياي،فإنه أتاني هو و صاحبه طلحة بعد ما قتل عثمان فبايعاني طائعين غير مكرهين،ثم رجعا عن دينهما مرتدين ناكثين مكابرين معاندين خاسرين،فقتلهما الله إلى النار.و أما الثلاثة- سلمان و أبو ذر و المقداد- فثبتوا على دين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله و على ملة إبراهيم حتى لحقوا بالله يرحمهم الله.

يا بن قيس،و الذي فلق الحبة و برأ النسمة،لو أن اولئك الأربعين الذين بايعوا وفوا لي و أصبحوا على بابي محلقين رؤوسهم قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعة لناهضته و حاكمته إلى الله عز و جل.و لو وجدت قبل بيعة عثمان أعوانا لناهضتهم و حاكمتهم إلى الله،فإن إبن عوف جعلها لعثمان و اشترط عليه فيما بينه و بينه أن يردها عليه عند موته،و أما بعد بيعتي إياهم فليس إلى مجاهدتهم سبيل».

*كتاب سليم بن قيس الحديث ١٢ ص ٦٦٨- ٦٦٩،ارشاد القلوب ص ٣٩٧،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٤٧٠- .٤٧١

٢٣٨

٥- لو كان لي عدة أصحاب لوط أو عدة أهل بدر...

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام في معاتبة أصحابه،خطبها بالمدينة.

«...أيها الامة التي خدعت فانخدعت و عرفت خديعة من خدعها فأصرت على ما عرفت و اتبعت أهواءها و ضربت في عشواء غوايتها و قد استبان لها الحق فصدت عنه،و الطريق الواضح فتنكبته،أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو اقتبستم العلم من معدنه و شربتم الماء بعذوبته و ادخرتم الخير من موضعه و أخذتم الطريق من واضحه و سلكتم من الحق نهجه،لنهجت بكم السبل و بدت لكم الأعلام و أضاء لكم الإسلام،فأكلتم رغدا و ما عال فيكم عائل و لا ظلم منكم مسلم و لا معاهد،و لكن سلكتم سبيل الظلام فأظلمت عليكم دنياكم برحبها و سدت عليكم أبواب العلم،فقلتم بأهوائكم و اختلفتم في دينكم،فأفتيتم في دين الله بغير علم و اتبعتم الغواة فأغوتكم و تركتم الأئمة فتركوكم،فأصبحتم تحكمون بأهوائكم إذا ذكر الامر سألتم أهل الذكر فإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه،فكيف و قد تركتموه و نبذتموه و خالفتموه(١) ؟رويدا عما قليل تحصدون جميع ما زرعتم و تجدون وخيم ما اجترمتم و ما اجتلبتم(٢) .

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة،لقد علمتم أني صاحبكم و الذي به أمرتم،و أني عالمكم و الذي بعلمه نجاتكم،و وصي نبيكم و خيرة ربكم و لسان نوركم و العالم بما يصلحكم،فعن قليل رويدا ينزل بكم ما وعدتم و ما نزل بالامم قبلكم و سيسألكم الله عز و جل عن أئمتكم،معهم‏تحشرون و إلى الله عز و جل غدا تصيرون.

أما و الله لو كان لي عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر و هم أعداؤكم لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق و تنيبوا للصدق فكان أرتق للفتق و آخذ بالرفق،اللهم فاحكم بيننا بالحق و أنت خير الحاكمين».

*الكافي ج ٨ ص ٣٢ الرقم ٥،بحار الأنوار ج ٢٨ ص ٢٤١ الرقم .٢٧

____________________

(١)أي:كيف ينفعكم هذا الاقرار و الاذعان و قد تركتم متابعة قائله.

(٢)الاجترام:الاكتساب.و الاجتلاب:جلب الشي‏ء إلى النفس.

٢٣٩

٦- يا علي إن وجدت فئة تقاتل بهم فاطلب حقك.

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«و أوصاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:يا علي إن وجدت فئة تقاتل بهم فاطلب حقك،و إلا فالزم بيتك،فإني قد أخذت لك العهد يوم غدير خم بأنك خليفتي و وصيي،و أولى الناس بالناس من بعدي،فمثلك كمثل بيت الله الحرام،يأتونك الناس و لا تأتيهم».

*بحار الانوار ج ٩٣ ص ١٥،نقله عن تفسير النعماني.

٢٤٠

٧- إن لي بستة من الأنبياء اسوة.

احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا:ما بال أمير المؤمنينعليه‌السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة و الزبير و عائشة و معاوية؟فبلغ ذلك علياعليه‌السلام ،فأمر أن ينادي بالصلاة جامعة،فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله و اثنى عليه ثم قال:«معاشر الناس،إنه بلغني عنكم كذا و كذا».قالوا:صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك.قالعليه‌السلام :

«فإن لي بستة من الأنبياء أسوة فيما فعلت،قال الله عز و جل في‏كتابه:( لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (١) ».

قالوا:و من هم يا أمير المؤمنين؟قالعليه‌السلام :

«أولهم إبراهيمعليه‌السلام إذ قال لقومه:( وَ أَعْتَزِلُکُمْ وَ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (٢) فإن قلتم إن إبراهيم إعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم،و إن قلتم إعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي اعذر.

ولي بابن خالته لوط أسوة إذ قال لقومه:( لَوْ أَنَّ لِي بِکُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُکْنٍ شَدِيدٍ ) (٣) ،فإن قلتم إن لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم،و إن قلتم لم يكن له قوة فالوصي أعذر.

ولي بيوسفعليه‌السلام أسوة إذ قال:( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) (٤) فإن قلتم فإن قلتم إن يوسف دعا ربه و سأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم،و إن قلتم إنه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن فالوصي أعذر.

ولي بموسىعليه‌السلام أسوة إذ قال:( فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ ) (٥) فإن قلتم إن موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم،و إن قلتم إن موسى خاف منهم فالوصي أعذر.

ولي بأخي هارونعليه‌السلام اسوة إذ قال لأخيه:( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ کَادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (٦) فإن قلتم لم يستضعفوه و لم يشرفوا على قتله فقد كفرتم،و إن قلتم استضعفوه و أشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر.ولي بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أسوة حين فر من قومه و بالغار من خوفهم و أنامني على فراشه،فإن قلتم فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم،و إن قلتم خافهم و أنامني على فراشه و لحق هو بالغار من خوفهم فالوصي أعذر».

ولي بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله اسوة حين قرّ من قومه و بالغار من خوفهم و أنا مني على فراشه، فإن قلتم فرّ من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم، و إن قلتم خافهم و أنا مني على فراشه و لحق هو بالغار من خوفهم فالوصيّ أعذر.

*علل الشرايع للصدوق الباب ١٢٢ الحديث ٧ ص ١٧٨،اثبات الوصية للمسعودي ص ١٤٦،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٤٤٦،بحار الانوار ج ٢٨ ص ٣٠٨،و ج ٢٩ ص ٤١٧ الرقم ١،و ص ٤٣٨ الرقم .٢٩

____________________

(١)الاحزاب: .٢١

(٢)مريم: .٤٨

(٣)هود: .٨٠

(٤)يوسف: .٣٣

(٥)الشعراء: .٢١

(٦)الاعراف: .١٥٠

٢٤١

٢٤٢

الفصل الرابع: الصبر...من أجل وحدة المسلمين

١-المسكت يدي و رأيت أني أحق بمقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس.

٢- رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام.

٣-اطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا.

٤- خشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أرى فيه ثلما و هدما.

٥- لو لا مخافة الفرقة بين المسلمين لكنا على غير ما كنا.

٦- رأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين.

٧-الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون.

٨- لم أحب أن أشق عصا المسلمون.

٩- فهذا عذري.

١٠- صبرت و في العين قذى و في الحلق شجا.

١١- كظمت غيظي و انتظرت أمر ربي.

١٢- و الله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين.

٢٤٣

١-امسكت يدي و رأيت أني أحق بمقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد فتح مصر،و قتل محمد بن أبي بكر.

«...فلما مضى لسبيلهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،تنازع المسلمون الأمر بعده،فو الله ما كان يلقى في روعي و لا يخطر على بالي أن العرب تعدل هذا الأمر بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أهل بيته،و لا أنهم منحوه عني من بعده.

فما راعني(١) إلا انثيال(٢) الناس على أبي بكر و إجفالهم(٣) إليه ليبايعوه،فأمسكت يدي،و رأيت أني أحق بمقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس ممن تولى الأمر من بعده...».

*شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٦ ص ٩٥،الامامة و السياسة ج ١ ص ١٧٥،الغارات للثقفي ص ٢٠٢،الغدير ج ٧ ص ٨٠- .٨١

____________________

(١)راعني:أفزعني.

(٢)انثيال الناس:انصبابهم.

(٣)أجفل الناس و انجفلوا:ذهبوا مسرعين.

٢٤٤

٢- رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أهل مصر،مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها:«أما بعد،فإن الله سبحانه بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله نذيرا للعالمين،و مهيمنا(١) على المرسلين.فلما مضىعليه‌السلام تنازع المسلمون الأمر من بعده،فو الله ما كان يلقى في روعي(٢) ،و لا يخطر ببالي،أن العرب تزعج هذا الأمر من بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أهل بيته،و لا أنهم منحوه عني من بعده!فما راعني(٣) إلا انثيال الناس(٤) على فلان يبايعونه،فأمسكت يدي(٥) ،حتى رأيت راجعة الناس(٦) قد رجعت عن الإسلام،يدعون إلى محق دين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما(٧) أو هدما،تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل،يزول منها ما كان،كما يزول السراب،أو كما يتقشع السحاب،فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل و زهق،و أطمأن الدين و تنهنه(٨) ».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الكتاب ٦٢ ص .٤٥١

____________________

(١)المهيمن:الشاهد،و النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد برسالة المرسلين الأول.

(٢)الروع- بضم الراء-لقلب،أو موضع الروع منه.

(٣)راعني:أفزعني.

(٤)انثيال الناس:انصبابهم.

(٥)أمسكت يدي:كففتها عن العمل و تركت الناس و شأنهم.

(٦)راجعة الناس:الراجعون منهم.

(٧)ثلما:أي خرقا.

(٨)تنهنه:أي كف.

٢٤٥

٣-اطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا.

قال عامر بن واثلة:كنت على الباب يوم الشورى،فارتفعت الأصوات بينهم،فسمعت علياعليه‌السلام يقول:

«بايع الناس أبا بكر و أنا و الله أولى بالأمر و أحق به،فسمعت و أطعت‏مخافة أن يرجع الناس كفارا،يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف،ثم بايع أبو بكر لعمر و أنا و الله أولى بالأمر منه،فسمعت و أطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا،ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان،إذا لا أسمع و لا أطيع.إن عمر جعلني في خمس أنا سادسهم،لأيم الله لا يعرف لي فضل في الصلاح و لا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء،و أيم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربهم و لا عجمهم و لا المعاهد منهم و لا المشرك أن يرد خصلة منها...».

*مناقب الخوارزمي الفصل ١٩ الرقم ٣١٤ ص ٣١٣،تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ٣ ص ١١٨ الرقم ١١٤٣،فرائد السمطين ج ١ ص ٣٢٠ الرقم .٢٥١

٢٤٦

٤- خشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أرى فيه ثلما و هدما.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام لشيعته:

«...فلما رأيت راجعة من الناس قد رجعت عن الإسلام تدعوا إلى محو دين محمد و ملة إبراهيمعليهما‌السلام خشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أرى فيه ثلما و هدما تكون المصيبة علي فيه أعظم من فوت ولاية أموركم التي إنما هي متاع أيام قلائل،ثم تزول و تنقشع كما يزول و ينقشع السحاب(١) ،فنهضت مع القوم في تلك الأحداث حتى زهق الباطل،و كانت كلمة الله هي العليا و إن رغم الكافرون...».

*كشف المحجة للسيد بن طاووس،الفصل ١٥٥ ص ٢٤١،الامامة و السياسة لابن قتيبة ج ١ ص ١٧٥،الغارات للثقفي ص ٢٠٢،المسترشد للطبري ص ٧٧،معادن الحكمة لعلم الهدى ج ١ ص ٣٣،بحار الانوار ج ٣٠ ص .٧

____________________

(١)انقشع السحاب:انكشف و زال.و انقشع القوم عن أماكنهم:ابتعدوا عنه.

٢٤٧

٥- لولا مخافة الفرقة بين المسلمين لكنا على غير ما كنا.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام في مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في أول إمارته :

«أما بعد،فإنه لما قبض الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلنا:نحن أهله و ورثته و عترته،و أولياؤه دون الناس،لا ينازعنا سلطانه أحد،و لا يطمع في حقنا طامع،إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا،فصارت الإمرة لغيرنا،و صرنا سوقة،يطمع فينا الضعيف،و يتعزز علينا الذليل،فبكت الأعين منا لذلك،و خشنت(١) الصدور،و جزعت النفوس.

و أيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين،و أن يعود الكفر،و يبور الدين،لكنا على غير ما كنا لهم عليه...».

*شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ٣٠٧،الارشاد للمفيد ج ١ ص ٢٤٥،الجمل للمفيد ص ٢٣٣،الامالي للمفيد المجلس ١٩ الحديث ٦،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٥٧٩ الرقم ١٥،و ص ٦٣٣ الرقم ٤٩،و ج ٣٢ ص ٦١ و ص ١١١ الرقم .٨٦

____________________

(١)خشنت:أي أو غرت.

٢٤٨

٦- رأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين.

لما أراد عليعليه‌السلام المسير إلى البصرة،قام فخطب الناس،فقال بعد أن حمد الله و صلى على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

«إن الله لما قبض نبيه،استأثرت علينا قريش بالأمر،و دفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة،فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين،و سفك دمائهم،و الناس حديثوا عهد بالإسلام،و الدين يمخض مخض الوطب،يفسده أدنى وهن،و يعكسه أقل خلف،فولي الأمر قوم لم يألوا في أمرهم إجتهادا،ثم انتقلوا إلى دار الجزاء و الله ولي تمحيص سيئاتهم،و العفو عن هفواتهم...».

*شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ٣٠٨،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٦٣٣ الرقم ٤٨،ج ٣٢ ص ٦٢،الغدير ج ٩ ص .٣٨١

٢٤٩

٧-الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون.

لما نزل أمير المؤمنينعليه‌السلام بذي قار أخذ البيعة على من حضره،ثم تكلم فأكثر من الحمد لله و الثناء عليه و الصلاة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،ثم قال:

«قد جرت أمور صبرنا فيها- و في أعيننا القذى- تسليما لأمر الله تعالى فيما امتحننا به رجاء الثواب على ذلك،و كان الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون و تسفك دماؤهم...».

*الارشاد للمفيد ج ١ ص ٢٤٩،بحار الانوار ج ٣٢ ص ١١٤ الرقم .٩١

٢٥٠

٨- لم أحب أن أشق عصا المسلمين.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام قاله لجمع من المنهزمين في يوم الجمل بالبصرة:

«أنشدكم الله أتعلمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبض و أنا أولى الناس به و بالناس من بعده؟»قلنا:اللهم نعم.قالعليه‌السلام :

«فعدلتم عني و بايعتم أبا بكر،فأمسكت و لم أحب أن أشق عصا المسلمين و أفرق بين جماعاتهم،ثم إن أبا بكر جعلها لعمر من بعده فكففت و لم أهج الناس،و قد علمت أني كنت أولى الناس بالله و برسوله‏و بمقامه،فصبرت حتى قتل و جعلني سادس ستة،فكففت و لم أحب أن افرق بين المسلمين،ثم بايعتم عثمان...».

*كتاب الجمل للمفيد ص ٢٢٢،الامالي للطوسي المجلس ١٨ الحديث ١٦ ص ٥٠٧،بحار الانوار ج ٣٢ ص ٢٦٣ الرقم .٢٠٠

٢٥١

٩- فهذا عذري.

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في جواب الأشعث حين سأله:يا أمير المؤمنين إني سمعتك تقول:ما زلت مظلوما،فما منعك من طلب ظلامتك و الضرب دونها بسيفك؟فقالعليه‌السلام :

«يا أشعث منعني من ذلك ما منع هارونعليه‌السلام إذ قال لأخيه موسىعليه‌السلام :( إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) (١) .

و كان معنى ذلك انه قال له موسى حين مضى لميقات ربه:إن رأيت قومي ضلوا و اتبعوا غيري فنابذهم و جاهدهم،فإن لم تجد أعوانا فاحقن دمك و كف يدك.و كذلك قال لي أخي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،و أنا فلا أخالف أمره و ما ضننت بنفسي عن الموت،فماذا أقول إذا لقيته و قال:ألم آمرك بحقن دمك و كف يدك؟فهذا عذري».

*المسترشد للطبري ص .٦٣

____________________

(١)طه: .٩٤

٢٥٢

١٠- صبرت و في العين قذى و في الحلق شجا.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام قاله في الخطبة الشقشقية:«...و طفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء(١) ،أو أصبر على طخية(٢) عمياء،يهرم فيها الكبير،و يشيب فيها الصغير،و يكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه.

فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى(٣) ،فصبرت و في العين قذى،و في الحلق شجا،أرى تراثي نهبا،حتى مضى الأول لسبيله،فأدلى(٤) بها إلى فلان بعده».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة ٣ ص ٤٨،الارشاد للمفيد ج ١ ص ٢٨٧،علل الشرائع للصدوق ج ١ الباب ١٢٢ الحديث ١٢ ص ١٨١،الامالي للطوسي المجلس ١٣ الحديث ٥٤ ص ٣٧٢،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٤٥١،تذكرة الخواص لابن الجوزي ص .١١٧

____________________

(١)الجذاء:المقطوعة.

(٢)طخية:الظلمة.

(٣)أحجى:ألزم.

(٤)أدلى بها:ألقى بها.

٢٥٣

١١- كظمت غيظي و انتظرت أمر ربي.

قال زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام :حدثني أبي عن أبيه قال:سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام يخطب الناس،قال في خطبته:

«و الله لقد بايع الناس أبا بكر و أنا أولى الناس بهم مني بقميصي هذا،فكظمت غيظي و انتظرت أمر ربي و ألصقت كلكلي(١) بالأرض،ثم إن أبا بكر هلك و استخلف عمر و قد علم و الله إني أولى الناس بهم مني بقميصي هذا،فكظمت غيضي و انتظرت أمر ربي،ثم إن عمر هلك و قد جعلها شورى فجعلني سادس ستة كسهم الجدة،و قال:اقتلوا الأقل و ما أراد غيري،فكظمت غيظي و انتظرت أمر ربي و ألصقت كلكلي بالأرض،ثم كان من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان،ثم لم أجدإلا قتالهم أو الكفر بالله».

*الأمالي للمفيد المجلس ١٩،الحديث ٥،بحار الانوار ج ٢٨ ص ٣٧٥،و ج ٢٩ ص ٥٧٨ الرقم .١٤

____________________

(١)الكلكل:الصدر.

٢٥٤

١٢- و الله لاسلمن ما سلمت أمور المسلمين.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام لما عزموا على بيعة عثمان

«لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري،و و الله لاسلمن ما سملت امور المسلمين،و لم يكن فيها جور إلا علي خاصة،التماسا لأجر ذلك و فضله،و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة ٧٤ ص ١٠٢،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٦١٢ الرقم .٢٧

٢٥٥

٢٥٦

الفصل الخامس: مواجهتهعليه‌السلام لفتنة أبي سفيان

١- (أبو سفيان)يحثني على النهوض في أخذ حقي.

٢-بوك(أبو سفيان)أتاني حين ولى الناس أبا بكر.

٣-رجع يا أبا سفيان فو الله ما تريد الله بما تقول.

٤- إنك و الله ما أردت بهذا إلا الفتنة.

٥- مجتني الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه.

٢٥٧

١- (أبو سفيان)يحثني على النهوض في أخذ حقي.

كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام في بيان موضع أبي سفيان بعد بيعة الناس أبا بكر:

«...و أبوه(١) بالأمس أول من سلم علي بإمرة المؤمنين،و جعل يحثني على النهوض في أخذ حقي من الماضين قبلي،و يجدد لي بيعته كلما أتاني».

*الخصال للصدوق باب السبعة الحديث ٥٨ ص ٣٧٨،الاختصاص للمفيد،كتاب محنة أمير المؤمنينعليه‌السلام ص ١٧٦،بحار الانوار ج ٣٨ ص .١٧٩

____________________

(١)أي:أبو معاوية.فالمراد أبو سفيان في أول خلافة أبي بكر.

٢٥٨

٢-ابوك(أبو سفيان)أتاني حين ولى الناس أبا بكر.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى معاوية بن أبي سفيان:

«...و قد كان أبوك أتاني حين ولى الناس أبا بكر فقال:أنت أحق بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الأمر،و أنا زعيم لك بذلك على من خالف عليك،أبسط يدك أبايعك،فلم أفعل.و أنت تعلم أن أباك قد كان قال ذلك و أراده حتى كنت أنا الذي أبيت،لقرب عهد الناس بالكفر،مخافة الفرقة بين أهل الإسلام،فأبوك كان أعرف بحقي منك،فإن تعرف من حقي ما كان يعرف أبوك تصب رشدك،و إن لم تفعل فسيغني الله عنك و السلام».

*وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٩١،أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ ص ٢٨١،العقد الفريد ج ٤ ص ٣٣٦،مناقب الخوارزمي ص ٢٥٤،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٥ ص ٧٨،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٦٣٢ الرقم .٤٧

٢٥٩

٣-ارجع يا أبا سفيان فو الله ما تريد الله بما تقول.

قد كان أبو سفيان جاء إلى باب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و عليعليه‌السلام و العباس متوفران على النظر في أمره فنادى:

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم

و لا سيما تيم بن مرة أو عدي

فما الأمر إلا فيكم و إليكم

و ليس لها إلا أبو حسن علي

أبا حسن فاشدد بها كف حازم

فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي

‏ثم نادى بأعلى صوته:يا بني هاشم،يا بني عبد مناف،أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل الرذل بن الرذل،أما و الله لئن شئتم لاملأنها خيلا و رجلا.

فناداه أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«إرجع يا أبا سفيان،فو الله ما تريد الله بما تقول،و ما زلت تكيد الإسلام و أهله،و نحن مشاغيل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و على كل امرئ ما اكتسب و هو ولي ما احتقب».

فانصرف أبو سفيان إلى المسجد فوجد بني امية مجتمعين فيه فحرضهم على الأمر فلم ينهضوا له.

*الارشاد للمفيد ج ١ ص ١٩٠،بحار الانوار ج ٢٢ ص ٥٢٠ الرقم .٢٧

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491