حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء ٢

حياة أمير المؤمنين عن لسانه8%

حياة أمير المؤمنين عن لسانه مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 491

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 364602 / تحميل: 6998
الحجم الحجم الحجم
حياة أمير المؤمنين عن لسانه

حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

٤- إنك و الله ما أردت بهذا إلا الفتنة.

لما اجتمع الناس على بيعة أبي بكر،أقبل أبو سفيان،و هو يقول:و الله إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم!يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم؟أين المستضعفان؟أين الأذلان علي و العباس؟و قال:أبا حسن،ابسط يدك حتى أبايعك.فأبى عليعليه‌السلام عليه،فجعل يتمثل بشعر المتلمس:

و لن يقيم على خسف يراد به

إلا الأذلان عير الحي و الوتد

هذا على الخسف معكوس برمته

و ذا يشج فلا يبكي له أحد

‏فزجره عليعليه‌السلام و قال:

«إنك و الله ما أردت بهذا إلا الفتنة،و إنك و الله طالما بغيت الإسلام شرا!لا حاجة لنا في نصيحتك».

*تاريخ الطبري ج ٢ ص .٢٣٧

٢٦١

٥- مجتني الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و خاطبه العباس و أبو سفيان في أن يبايعا له بالخلافة،و ذلك بعد أن تمت البيعة لأبي بكر من السقيفة :

«أيها الناس،شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة،و عرجوا عن طريق المنافرة،وضعوا تيجان المفاخرة.

أفلح من نهض بجناح،أو استسلم فأراح.هذا ماء آجن(١) ،و لقمة يغص بها آكلها،و مجتني الثمرة لغير وقت إيناعها(٢) كالزارع بغير أرضه.فإن أقل يقولوا:حرص على الملك،و إن أسكت يقولوا:جزع(٣) من الموت!هيهات بعد اللتيا و التي!و الله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي امه،بل اندمجت(٤) على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية(٥) في الطوي(٦) البعيدة».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة ٥ ص ٥٢،تذكرة الخواص لابن الجوزي ص ١٢١،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص .٢٤٣

____________________

(١)الآجن:المتغير الطعم و اللون لا يستساغ.و الإشارة الى الخلافة.

(٢)ايناعها:نضجها و إدراك ثمرها.

(٣)جزع:خاف.

(٤)اندمجت:انطويت.

(٥)الأرشية:جمع رشاء بمعنى الحبل.

(٦)الطوى:جمع طوية و هي البئر.و البئر البعيدة:العميقة.

٢٦٢

٢٦٣

الفصل السادس: تظلمهعليه‌السلام من قريش

١- اللهم إني أستعديك على قريش.

٢- إنما ينظر الناس إلى قريش.

٣- إن قريشا قد اجتمعت على حرب أخيك.

٤-م يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.

٥- شحت عليها نفوس قوم.

٦-جمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم.

٧- ما تركت بدر لنا مذيقا.

٢٦٤

١- اللهم إني أستعديك على قريش.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام في ذكر يوم الشورى و الاستنصار على قريش:

«و قد قال قائل(١) :إنك على هذا الأمر يابن أبي طالب لحريص،فقلت:بل أنتم و الله لأحرص و أبعد،و أنا أخص و أقرب،و إنما طلبت حقا لي و أنتم تحولون بيني و بينه،و تضربون وجهي(٢) دونه.فلما قرعته بالحجة(٣) في الملأ الحاضرين هب(٤) كأنه بهت لا يدري ما يجيبني به!

اللهم إني أستعديك على قريش و من أعانهم!فإنهم قطعوا رحمي،و صغروا عظيم منزلتي،و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي.ثم قالوا:ألا إن في الحق أن تأخذه،و في الحق أن تتركه».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة ١٧٢ ص ٢٤٦،شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة ج ٤ ص ١٠٣- .١٠٤

____________________

(١)القائل هو عبد الرحمن بن عوف.

(٢)ضرب الوجه:كناية عن الرد و المنع.

(٣)من قرعه بالعصا ضربه بها.

(٤)هب:من هبيب التيس أي صياحه،أي كان يتكلم بالمهمل مع سرعة حمل عليها الغضب.

٢٦٥

٢- إنما ينظر الناس إلى قريش.

قال جندب بن عبد الله:دخلت على أمير المؤمنينعليه‌السلام و قد بويع لعثمان بن عفان،فوجدته مطرقا كئيبا،فقلت له:ما أصابك- جعلت فداك- من قومك؟فقال:«صبر جميل».فقلت:سبحان الله!إنك لصبور.قال:«فأصنع ماذا؟»قلت:تقوم في الناس و تدعوهم إلى نفسك و تخبرهم أنك أولى بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و بالفضل و السابقة،و تسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك،فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشر على المائة،فإن دانوا لك كان ذلك ما احببت،و إن أبوا قاتلهم،فإن ظهرت عليهم فهو سلطان الله الذي أتاه نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله و كنت أولى به منهم،و إن قتلت في طلبه قتلت إن شاء الله شهيدا،و كنت أولى بالعذر عند الله،لأنك أحق بميراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«أتراه- يا جندب- كان يبايعني عشرة من مائة؟»فقلت:أرجوا ذلك.فقال:

«لكني لا أرجو و لا من كل مائة اثنان،و ساخبرك من أين ذلك،إنما ينظر الناس إلى قريش،و إن قريشا تقول:إن آل محمد يرون لهم فضلا على سائر قريش،و أنهم أولياء هذا الأمر دون غيرهم من قريش،و أنهم إن ولوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحد أبدا،و متى كان في غيرهم تداولوه بينهم،و لا و الله لا يدفع إلينا هذا السلطان قريش أبدا طائعين».

قال:فقلت:أفلا أرجع و أخبر الناس مقالتك هذه و أدعوهم إلى نصرك؟فقال:«يا جندب،ليس ذا زمان ذلك».

*الامالي للطوسي المجلس ٩ الحديث ٧ ص ٢٣٤،تاريخ الطبري ج ٢ ص ٥٨٣،الكامل‏لابن أثير ج ٢ ص ٤٦٤،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ١٩٤،بحار الأنوار ج ٢٩ ص ٤٣٢ الرقم .١٧

٢٦٦

٣- إن قريشا قد اجتمعت على حرب أخيك.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أخيه عقيل:

«...فدع ابن أبي سرح و قريشا و تركاضهم(١) في الضلال،فإن قريشا قد إجتمعت على حرب أخيك،إجتماعها على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل اليوم،و جهلوا حقي،و جحدوا فضلي،و نصبوا لي الحرب،و جدوا في إطفاء نور الله،اللهم فاجز قريشا عني بفعالها،فقد قطعت رحمي،و ظاهرت علي،و سلبتني سلطان ابن عمي،و سلمت ذلك لمن ليس في قرابتي و حقي في الإسلام،و سابقتي التي لا يدعي مثلها مدع،إلا أن يدعي ما لا أعرف،و لا أظن الله يعرفه،و الحمد لله على ذلك كثيرا...».

*الإمامة و السياسة لابن قتيبة ص ٧٥،نهج البلاغة(صبحي الصالح)الكتاب ٣٦ ص ٤٠٩،بحار الانوار ج ٢٩ ص .٦٢٨

____________________

(١)التركاض:مبالغة في الركض،و استعاره لسرعة خواطرهم في الضلال.

٢٦٧

٤-ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام قاله لابن عباس:

«...إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر من أمر من أصحابه بالسلام علي في حياته بإمرة المؤمنين،فكنت أوكد أن أكون كذلك بعد وفاته.

يابن عباس أنا أولى الناس بالناس بعده و لكن أمور إجتمعت على(١) رغبة الناس في الدنيا و أمرها و نهيها و صرف قلوب أهلها عني،و أصل ذلك ما قال الله عز و جل في كتابه:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْکِتَابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ آتَيْنَاهُمْ مُلْکاً عَظِيماً ) (٢) فلو لم يكن ثواب و لا عقاب لكان بتبليغ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فرض على الناس إتباعه،و الله عز و جل يقول:( مَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (٣) ،أتراهم نهوا عني فأطاعوا،و الذي فلق الحبة و برأ النسمة و غدا(٤) بروح أبي القاسمصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الجنة لقد قرنت برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث يقول عز و جل:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) (٥) ...».

*اليقين في إمرة أمير المؤمنين للسيد ابن طاووس ص ١٠١ الباب ١٢٢،بحار الأنوار ج ٢٩ ص ٥٥٠ الرقم .٦

____________________

(١)كلمة«على»هنا بمعنى:مع.

(٢)النساء: .٥٤

(٣)الحشر: .٧

(٤)غدا غدوا:ذهب غدوة،هذا أصله،ثم كثر حتى استعمل في الذهاب و الإنطلاق أي وقت كان.

(٥)الاحزاب: .٣٣

٢٦٨

٥- شحت عليها نفوس قوم.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام لبعض أصحابه و قد سأله:كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحق به؟فقال:

«يا أخا بني أسد،إنك لقلق الوضين(١) ،ترسل(٢) في غير سدد(٣) ،و لك بعد ذمامة(٤) الصهر و حق المسألة،و قد استعلمت فاعلم:أما الإستبدادعلينا بهذا المقام و نحن الأعلون نسبا،و الأشدون برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نوطا(٥) ،فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم،و سخت عنها نفوس آخرين،و الحكم الله،و المعود إليه القيامة.

ودع عنك نهبا(٦) صيح(٧) في حجراته(٨)

و لكن حديثا ما حديث الرواحل

و هلم(٩) الخطب(١٠) في ابن أبي سفيان،فقد أضحكني الدهر بعد إبكائه،و لا غرو و الله،فيا له خطبا يستفرغ العجب،و يكثر الأود(١١) !حاول القوم إطفاء نور الله من مصباحه،و سد فواره(١٢) من ينبوعه،و جدحوا(١٣) بيني و بينهم شربا و بيئا(١٤) ،فإن ترتفع عنا و عنهم محن البلوى،أحملهم من الحق على محضه(١٥) ،و إن تكن الاخرى( فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُکَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ‌ ) (١٦) ».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة ١٦٢ ص ٢٣١،الامالي للصدوق المجلس ٩٠ الحديث ٥،علل الشرايع للصدوق ج ١ الباب ١٢١ الرقم ٢ ص ١٧٥،الارشاد للمفيد ج ١ ص ٢٩٤،المسترشد للطبري ص ٦٣- ٦٤،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٤٨٥ الرقم .٦

____________________

(١)الوضين:بطان يشد به الرحل على البعير كالحزام للسرج،فإذا قلق و اضطرب اضطرب الرحل فكثر تململ الجمل و قل ثباته في سيره.

(٢)الارسال:الإطلاق و الإهمال.

(٣)السدد:الاستقامة.

(٤)الذمامة:الحماية و الكفاية،و الصهر:الصلة بين أقارب الزوجة و أقارب الزوج.

(٥)النوط:التعلق و الالتصاق.

(٦)النهب:الغنيمة.

(٧)صيح:صيغة المجهول من صاح:أي صاحوا للغارة.

(٨)حجراته:جمع حجرة:الناحية.

(٩)هلم:اذكر.

(١٠)الخطب:عظيم الأمر و عجيبه.

(١١)الأود:الإعوجاج.

(١٢)الفوار من الينبوع:الثقب الذي يفور الماء منه بشدة.

(١٣)جدحوا:خلطوا.

(١٤)الشرب:النصيب من الماء.و الوبئ:ما يوجب شربه من الوباء.

(١٥)محض الحق:خالصه.

(١٦)فاطر: .٨

٢٦٩

٦-جمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام لشيعته:

«...اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم قطعوا رحمي و أضاعوا أيامي و دفعوا حقي و صغروا قدري و عظيم منزلتي،و أجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم،فاستلبونيه،ثم قالوا :اصبر مغموما أو مت متأسفا.

و أيم الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي كما قطعوا سببي فعلوا و لكنهم لن يجدوا إلى ذلك سبيلا».

*كشف المحجة للسيد بن طاووس الفصل ١٥٥ ص ٢٤٨،الامامة و السياسة لابن قتيبة ج ١ ص ١٧٦،الغارات للثقفي ص ٢٠٤،المسترشد للطبري ص ٧٧،معادن الحكمة لعلم الهدى ج ١ ص ٣٣،بحار الانوار ج ٣٠ ص .٧

٢٧٠

٧- ما تركت بدر لنا مذيقا.

قال ابن عمر لعليعليه‌السلام :كيف تحبك قريش و قد قتلت في يوم بدر و احد من ساداتهم سبعين سيدا تشرب انوفهم الماء قبل شفاههم.و قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«ما تركت بدر لنا مذيقا(١)

و لا لنا من خلفنا طريقا»

*مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ٢٢١،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٤٨٢ الرقم ٤،الديوان المنسوب الى عليعليه‌السلام ص .٣٩٢

____________________

(١)و في الديوان:صديقا.

٢٧١

٢٧٢

الفصل السابع: تفسير شامل لما حصل بعد رحيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

١- لقد قبض الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله و لأنا أولى الناس به مني بقميصي هذا.

٢- فعلوا ذلك و أنا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مشغول.

٣- رأيت أن الصبر على هاتا أحجى.

٤- كان من نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلي عهد.

٥- غفرنا ذلك لهما.

٦- إن الناس آلوا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ثلاثة.

٧- رجع قوم على الأعقاب.

٨- لو كنتم قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله...

٩- لو أن الامة لاتبعوني و أطاعوني...

٢٧٣

١- لقد قبض الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله و لأنا أولى الناس به مني بقميصي هذا.

كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى شيعته

قال ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الرسائل:عن علي بن إبراهيم باسناده قال :كتب أمير المؤمنينعليه‌السلام كتابا بعد منصرفه من النهروان و أمر أن يقرأ على الناس،و ذلك أن الناس سألوه عن أبي بكر و عمر و عثمان،فغضبعليه‌السلام و قال:

«قد تفرغتم للسؤال عما لا يعنيكم و هذه مصر قد انفتحت و قتل معاوية ابن خديج و محمد بن أبي بكر،فيالها من مصيبة ما أعظمها بمصيبتي بمحمد،فو الله ما كان إلا كبعض بني،سبحان الله بينا نحن نرجوا أن نغلب القوم على ما في أيديهم إذ غلبونا على ما في أيدينا،و أنا كاتب لكم كتابا فيه تصريح ما سألتم إن شاء الله تعالى».

فدعاعليه‌السلام كاتبه عبيد الله بن أبي رافع فقال له:

«ادخل علي عشرة من ثقاتي».

فقال:سمهم لي يا أمير المؤمنين.فقال:

«ادخل أصبغ بن نباتة،و أبا الطفيل عامر بن وائلة الكناني،و رزين بن‏

٢٧٤

حبيش الأسدي،و جويرية بن مسهر العبدي،و خندف بن زهير الأسدي،و حارثة بن مضرب الهمداني،و الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني،و مصباح النخعي،و علقمة بن قيس،و كميل بن زياد،و عمير بن زرارة».

فدخلوا عليه،فقالعليه‌السلام لهم:

«خذوا هذا الكتاب،و ليقرأه عبيد الله بن أبي رافع و أنتم شهود كل يوم جمعة،فإن شغب(١) شاغب عليكم فانصفوه بكتاب الله بينكم و بينه».

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى شيعته من المؤمنين و المسلمين،فإن الله يقول:( وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ‌ ) (٢) و هو اسم شرفه الله تعالى في الكتاب،و أنتم شيعة النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ،كما أن من شيعته إبراهيم،إسم غير مختص،و أمر غير مبتدع،و سلام الله عليكم،و الله هو السلام المؤمن أوليائه من العذاب المهين،الحاكم عليكم بعدله.

أما بعد فإن الله تعالى بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله و أنتم معاشر العرب على شر حال،يغذو أحدكم كلبه،و يقتل ولده،و يغير على غيره فيرجع و قد أغير عليه،تأكلون العلهز(٣) و الهبيد(٤) و الميتة و الدم،تنيخون على أحجار خشن(٥) و أوثان مضلة،و تأكلون الطعام الجشب(٦) ،و تشربون الماء الآجن(٧) ،تسافكون دماءكم و يسبي بعضكم بعضا،و قد خص الله قريشا بثلاث آيات و عم العرب بآية،فأما الآيات اللواتي في قريش فهو قوله

____________________

(١)الشغب:تهييج الشر و العناد.

(٢)الصافات: .٨٣

(٣)العلهز- كزبرج- :طعام كانوا يتخذونه من الدم،و وبر البعير،في سني القحط و المجاعة.

(٤)الهبيد:الحنظل أو حبه.

(٥)تنيخون:تقيمون.و الخشن- كالقفل- جمع خشناء،من الخشونة ضد«لان».

(٦)جشب الطعام:غلظ.

(٧)الآجن:المتغير اللون و الطعم.

٢٧٥

‏تعالى:( وَ اذْکُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَکُمُ النَّاسُ فَآوَاکُمْ وَ أَيَّدَکُمْ بِنَصْرِهِ وَ رَزَقَکُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ‌ ) (١) .

و الثانية:( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِکُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ کَفَرَ بَعْدَ ذٰلِکَ فَأُولٰئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ‌ ) (٢) .

و الثالثة:قول قريش لنبي الله تعالى حين دعاهم إلى الإسلام و الهجرة فقالوا:( وَ قَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَکَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ) فقال الله تعالى:( أَ وَ لَمْ نُمَکِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ کُلِّ شَيْ‌ءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَ لٰکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) (٣) .

و أما الآية التي عم بها العرب فهو قوله تعالى:( وَ اذْکُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَ کُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْهَا کَذٰلِکَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَکُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ‌ ) (٤) .

فيالها من نعمة ما أعظمها إن لم تخرجوا منها إلى غيرها،و يالها من مصيبة ما أعظمها إن لم تؤمنوا بها و ترغبوا عنها.

فمضى نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و قد بلغ ما ارسل به،فيالها مصيبة خصت الأقربين،و عمت المؤمنين،لن تصابوا بمثلها،و لن تعاينوا بعدها مثلها،فمضىصلى‌الله‌عليه‌وآله لسبيله و ترك كتاب الله و أهل بيته إمامين لا يختلفان،و أخوين لا يتخاذلان،و مجتمعين لا يتفرقان

____________________

(١)الانفال: .٢٦

(٢)النور: .٥٥

(٣)القصص: .٥٧

(٤)آل عمران: .١٠٣

٢٧٦

و لقد قبض الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله و لأنا أولى الناس به منى بقميصي هذا،و ما ألقي في روعي(١) و لا عرض في رأيي أن وجه الناس إلى غيري،فلما أبطأوا عني بالولاية لهممهم(٢) و تثبط الأنصار- و هم أنصار الله و كتبية الإسلام- و قالوا:أما إذا لم تسلموها لعلي فصاحبنا أحق بها من غيره.

فو الله ما أدري إلى من أشكو فإما أن يكون الأنصار ظلمت حقها،و إما أن يكونوا ظلموني حقي،بل حقى المأخوذ و أنا المظلوم،فقال قائل قريش:الأئمة من قريش،فدفعوا الأنصار عن دعوتها و منعوني حقي منها.

فأتاني رهط(٣) يعرضون علي النصر،منهم ابنا سعيد،و المقداد بن الأسود،و أبو ذر الغفاري،و عمار بن ياسر،و سلمان الفارسي،و الزبير بن العوام،و البراء بن عازب،فقلت لهم:إن عندي من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عهدا،و له إلي وصية لست أخالفه عما أمرني به،فو الله لو خزموني بأنفي لأقررت لله تعالى سمعا و طاعة. فلما رأيت الناس قد انثالوا على أبي بكر للبيعة،أمسكت يدي و ظننت(٤) أني أولى و أحق بمقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منه و من غيره،و قد كان نبي الله أمر أسامة بن زيد على جيش و جعلهما(٥) فى جيشه و ما زال النبي إلى أن فاضت نفسه يقول:أنفذوا جيش أسامة،أنفذوا جيش أسامة فمضى جيشه إلى الشام حتى انتهوا إلى أذرعات فلقي جيشا من الروم فهزموهم و غنمهم الله أموالهم.

____________________

(١)الروع- بضم الراء على زنة الروح- :القلب.

(٢)لعله جمع الهمة- كعلة- و هو العزم القوي.

(٣)الرهط:الجماعة و العدة،هو جمع لا واحد له من لفظه.

(٤)أي:أيقنت.ورود الظن بمعنى العلم و اليقين شائع في كلام البلغاء و الآيات و الروايات.

(٥)الضمير عائد إلى أبي بكر و عمر.

٢٧٧

فلما رأيت راجعة من الناس قد رجعت عن الإسلام تدعوا إلى محو دين محمد و ملة إبراهيمعليهما‌السلام خشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أرى فيه ثلما و هدما تكون المصيبة علي فيه أعظم من فوت ولاية أموركم التي إنما هي متاع أيام قلائل،ثم تزول و تنقشع كما يزول و ينقشع السحاب،فنهضت مع القوم في تلك الأحداث حتى زهق الباطل،و كانت كلمة الله هي العليا و إن رغم الكافرون.

و لقد كان سعد لما رأى الناس يبايعون أبا بكر،نادى أيها الناس إني و الله ما أردتها حتى رأيتكم تصرفونها عن علي،و لا أبايعكم حتى يبايع علي،و لعلي لا أفعل و إن بايع.ثم ركب دابته و أتى حوران و أقام في خان حتى هلك و لم يبايع.

و قام فروة بن عمرو الأنصاري،و كان يقود مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرسين،و يصرم ألف وسق من ثمر فيتصدق به على المساكين فنادى:يا معشر قريش أخبروني هل فيكم رجل تحل له الخلافة و فيه ما في علي؟فقال قيس بن مخرمة الزهري:ليس فينا من فيه ما في علي.فقال :صدقت،فهل في علي ما ليس في أحد منكم؟قال:نعم.قال:فما صدكم عنه؟قال:اجتماع الناس على أبي بكر.قال:أما و الله لئن أصبتم سنتكم لقد أخطأتم سنة نبيكم،و لو جعلتموها في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم.

فولي أبو بكر فقارب و اقتصد،فصحبته مناصحا و أطعته فيما أطاع الله فيه جاهدا حتى إذا احتضر قلت في نفسي:ليس يعدل بهذا الأمر عني،و لولا خاصة بينه و بين عمر،و أمر كانا رضياه بينهما لظننت أنه لا يعدله عني،و قد سمع قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لبريدة الأسلمي حين بعثني و خالد بن

٢٧٨

الوليد إلى اليمن،و قال:إذا افترقتما فكل واحد منكما على حياله(١) و إذا اجتمعتما فعلي عليكم جميعا فغزونا و أصبنا سبيا فيهم خولة بنت جعفر جار الصفا،فأخذت الحنفية خولة،و اغتنمها خالد مني،و بعث بريدة إلى رسول الله محرشا(٢) علي،فأخبره بما كان من أخذي خولة فقال:«يا بريدة حظه في الخمس أكثر مما أخذ،إنه وليكم بعدي».سمعها أبو بكر و عمر،و هذا بريدة حي لم يمت،فهل بعد هذا مقال لقائل؟!!

فبايع عمر دون المشورة،فكان مرضي السيرة من الناس عندهم،حتى إذا احتضر قلت في نفسي:ليس يعدل بهذا الأمر عني للذي قد رآى مني في المواطن،و سمع من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فجعلني سادس ستة و أمر صهيبا أن يصلي بالناس،و دعا أبا طلحة زيد بن سعد الأنصاري فقال له:كن في خمسين رجلا من قومك فاقتل من أبى أن يرضى من هؤلاء الستة.

فالعجب من اختلاق(٣) القوم،إذ زعموا أن أبا بكر استخلفه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فلو كان هذا حقا لم يخف على الأنصار،فبايعه الناس على شورى،ثم جعلها أبو بكر لعمر برأيه خاصة،ثم جعلها عمر برأيه شورى بين ستة،فهذا العجب من اختلافهم،و الدليل على ما لا أحب أن أذكره قوله:«هؤلاء الرهط الذين قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و هو عنهم راض».فكيف يأمر بقتل قومرضي‌الله‌عنه م و رسوله،إن هذا لأمر عجيب،و لم يكونوا لولاية أحد منهم أكره منهم لولايتي،كانوا يسمعون و أنا أحاج أبا بكر و أقول:يا معشر قريش أنا أحق بهذا الأمر منكم،ما كان منكم من يقرأ القرآن‏

____________________

(١)أي على إنفراده:أي في صورة الانفراد كل واحد منكم أمير على جنده.

(٢)التحريش:الاغراء بين القوم و الفساد بينهم بالسعاية و النميمة.

(٣)و في بعض النسخ:«فالعجب من خلاف القوم».

٢٧٩

و يعرف السنة و يدين بدين الله الحق؟و إنما حجتي أني ولي هذا الأمر من دون قريش،إن نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،قال:«الولاء لمن اعتق»فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعتق الرقاب من النار و أعتقها من الرق،فكان للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ،ولاء هذه الأمة،و كان لي بعده ما كان له،فما جاز لقريش من فضلها عليها بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جاز لبني هاشم على قريش،و جاز لي على بني هاشم بقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم:«من كنت مولاه فعلي مولاه»إلا أن تدعي قريش فضلها على العرب بغير النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فإن شاءوا فليقولوا ذلك.

فخشي القوم إن أنا وليت عليهم أن آخذ بأنفاسهم و أعترض في حلوقهم و لا يكون لهم في الأمر نصيب،فأجمعوا علي إجماع رجل واحد منهم حتى صرفوا الولاية عني إلى عثمان رجاء أن ينالوها و يتداولوها في ما بينهم،فبيناهم كذلك إذ نادى مناد لا يدرى من هو فأسمع أهل المدينة ليلة بايعوا عثمان فقال:

يا ناعي الإسلام قم فانعه

قد مات عرف و بدا منكر

ما لقريش لا على كعبها

من قدموا اليوم و من أخروا

إن عليا هو أولى به

منه فولوه و لا تنكروا

‏فدعوني إلى بيعة عثمان،فبايعت مستكرها و صبرت محتسبا،و علمت أهل القنوط أن يقولوا:اللهم لك أخلصت القلوب،و إليك شخصت الأبصار،و أنت دعيت بالألسن،و إليك تحوكم في الأعمال،فافتح بيننا و بين قومنا بالحق.اللهم إنا نشكوا إليك غيبة نبينا و كثرة عدونا،و قلة عددنا،و هواننا على الناس،و شدة الزمان و وقوع الفتن بنا،اللهم ففرج ذلك بعدل تظهره و سلطان حق تعرفه.

فقال عبد الرحمن بن عوف:يابن أبي طالب إنك على هذا الأمر

٢٨٠

لحريص،فقلت:لست عليه حريصا و إنما أطلب ميراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،و حقه و أن ولاء أمته لي من بعده،و أنتم أحرص عليه مني إذ تحولون بيني و بينه و تصرفون وجهي دونه بالسيف.

اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم قطعوا رحمي و أضاعوا أيامي و دفعوا حقي و صغروا قدري و عظيم منزلتي،و أجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم فاستلبونيه،ثم قالوا:اصبر مغموما أو مت متأسفا،و أيم الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي كما قطعوا سببي فعلوا و لكنهم لن يجدوا إلى ذلك سبيلا.

و إنما حقي على هذه الأمة كرجل له حق على قوم إلى أجل معلوم،فإن أحسنوا و عجلوا له حقه قبله حامدا،و إن أخروه إلى أجله أخذه غير حامد،و ليس يعاب المرء بتأخير حقه،إنما يعاب من أخذ ما ليس له،و قد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلي عهدا فقال:«يا بن أبي طالب لك ولاء امتي فإن ولوك في عافية و أجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم،و إن اختلفوا عليك فدعهم و ما هم فيه فإن الله سيجعل لك مخرجا».

فنظرت فإذا ليس لي رافد(١) و لا معي مساعد إلا أهل بيتي فضننت(٢) بهم عن الهلاك،و لو كان لي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عمي حمزة و أخي جعفر لم ابايع كرها،و لكني بليت برجلين حديثي عهد بالإسلام،العباس و عقيل،فضننت بأهل بيتي عن الهلاك،فأغضيت عيني على القذى(٣) ،و تجرعت ريقي على الشجى(٤) ،و صبرت على أمر من العلقم(٥) ،و آلم

____________________

(١)الرافد:المعين و المساعد.

(٢)ضننت بهم:بخلت بهم و احتفظت عليهم.

(٣)الإغضاء:غمض جفني العين و تطبيقهما حتى لا يرى شيئا،و القذى:ما يقع في العين من تبن و نحوه.

(٤)الشجى:ما اعترض في الحلق من عظم و نحوه.

(٥)العلقم:شجر مر بالغ المرارة و يطلقه العرب على كل مر.

٢٨١

‏للقلب من حز الشفار(١) .

و أما أمر عثمان فكأنه علم من القرون الاولى علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي و لا ينسى،خذله أهل بدر،و قتله أهل مصر،و الله ما أمرت و لا نهيت،و لو أنني أمرت كنت قاتلا،و لو أنني نهيت كنت ناصرا،و كان الأمر لا ينفع فيه العيان،و لا يشفي منه الخبر،غير أن من نصره لا يستطيع أن يقول هو:«خذله من أنا خير منه»و لا يستطيع من خذله أن يقول:«نصره من هو خير مني».و أنا جامع أمره:إستأثر فأساء الأثرة،و جزعتم فأسأتم الجزع،و الله يحكم بينكم و بينه،و الله ما يلزمني في دم عثمان تهمة،ما كنت إلا رجلا من المسلمين المهاجرين في بيتي.

فلما قتلتموه أتيتموني تبايعوني،فأبيت عليكم و أبيتم علي،فقبضت يدي فبسطتموها،و بسطتها فمددتموها،ثم تداككتم(٢) علي تداك الإبل الهيم(٣) على حياضها يوم ورودها،حتى ظننت أنكم قاتلي و أن بعضكم قاتل بعض،حتى انقطعت النعل،و سقط الرداء،و وطئ الضعيف،و بلغ من سرور الناس ببيعتهم إياي أن حمل إليها الصغير و هدج(٤) إليها الكبير و تحامل(٥) إليها العليل و حسرت(٦) لها الكعاب(٧) .

فقالوا:بايعنا على ما بويع عليه أبو بكر و عمر،فإنا لا نجد غيرك و لا نرضى إلى بك،بايعنا لا نفترق و لا نختلف،فبايعتكم على كتاب الله و سنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،دعوت الناس إلى بيعتي فمن بايعني طائعا قبلت منه،

____________________

(١)الحز:الوجع و الألم.الشفار:السكاكين العظيمة العريضة.

(٢)التداك و التداكك:التدافع الذي يقع بين المتزاحمين الواردين على شي‏ء واحد.

(٣)الهيم:العطاش.

(٤)هدج- هدجا:مشى في ارتعاش.

(٥)تحامل إلى الأمر:تكلفه على مشقة.

(٦)الحسر:الكشف.

(٧)الكعاب:كل مفصل للعظام و يراد منه هنا:الركبة أو الساق.

٢٨٢

و من أبى تركته،فكان أول من بايعني طلحة و الزبير ...».

*كشف المحجة للسيد بن طاووس،الفصل ١٥٥ ص ٢٣٥،الامامة و السياسة ص ١٧٤،انساب الأشراف ج ١ ص ٤٠٠،الغارات للثقفي ص ١٩٩،المسترشد للطبري ص ٧٧،معادن الحكمة لعلم الهدى ج ١ ص ٣٣،بحار الانوار ج ٣٠ ص .٧

٢٨٣

٢- فعلوا ذلك و أنا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مشغول.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام في جواب اليهودي الذي سأل عما فيه من خصال الأوصياء و فيما امتحنه الله به،و بيانهعليه‌السلام وقائع ما بعد رحيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقالعليه‌السلام :

«و أما الثانية يا أخا اليهود فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمرني في حياته على جميع أمته،و أخذ على جميع من حضره منهم البيعة و السمع و الطاعة لأمري،و أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ذلك،فكنت المؤدي إليهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمره إذا حضرته و الأمير على من حضرني منهم إذا فارقته،لا تختلج في نفسي منازعة أحد من الخلق لي في شي‏ء من الأمر في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و لا بعد وفاته،ثم أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بتوجيه الجيش الذي وجهه مع اسامة بن زيد عند الذي أحدث الله به من المرض الذي توفاه فيه،فلم يدع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أحدا من أفناء(١) العرب و لا من الأوس و الخزرج و غيرهم من سائر الناس ممن يخاف على نقضه و منازعته و لا أحدا ممن يراني بعين البغضاء ممن قد و ترته بقتل أبيه أو أخيه أو حميمه إلا وجهه في ذلك الجيش،و لا من المهاجرين و الأنصار و المسلمين و غيرهم و المؤلفة قلوبهم و المنافقين،لتصفو قلوب من يبقى معي بحضرته،

____________________

(١)أفناء الناس هم الذين لم يعلم ممن هم.و الواحدة:فنو:و في بعض النسخ«أبناء العرب».

(٢)أو عز إليه في كذا:تقدم.

(٣)ركض:عدا مسرعا.

(٤)استقاله البيعة:طلب منه اين يحلها.

(٥)أي:مصروف و ممنوع.

٢٨٤

و لئلا يقول قائل شيئا مما أكرهه،و لا يدفعني دافع من الولاية و القيام بأمر رعيته من بعده،ثم كان آخر ما تكلم به في شي‏ء من أمر امته أن يمضي جيش اسامة و لا يتخلف عنه أحد ممن أنهض معه،و تقدم في ذلك أشد التقدم و أوعز فيه أبلغ الإيعاز(١) و أكد فيه أكثر التأكيد،فلم أشعر بعد أن قبض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلا برجال من بعث أسامة بن زيد و أهل عسكر قد تركوا مراكزهم،و أخلوا مواضعهم و خالفوا أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما أنهضهم له و أمرهم به و تقدم إليهم من ملازمة أميرهم و السير معه تحت لوائه حتى ينفذ لوجهه الذي أنفذه إليه،فخلفوا أميرهم مقيما في عسكره و أقبلوا يتبادرون على الخيل ركضا(٢) إلى حل عقدة عقدها الله عز و جل لي و رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أعناقهم فحلوها،و عهد عاهدوا الله و رسوله فنكثوه،و عقدوا لأنفسهم عقدا ضجت به أصواتهم و اختصت به آراؤهم من غير مناظرة لأحد منا بني عبد المطلب أو مشاركة في رأي أو استقالة(٣) لما في أعناقهم من بيعتي،فعلوا ذلك و أنا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مشغول و بتجهيزه عن سائر الأشياء مصدود(٤) ،فإنه كان أهمها و أحق ما بدئ به منها،فكان هذا يا أخا اليهود أقرح(٥) ما ورد على قلبي مع الذي أنا فيه من عظيم الرزية و فاجع المصيبة،و فقد من لا خلف منه إلا الله تبارك و تعالى،فصبرت عليها إذا أتت بعد أختها على تقاربها و سرعة اتصالها».

ثم التفتعليه‌السلام إلى أصحابه فقال:أليس كذلك؟قالوا:بلى يا أمير المؤمنين فقالعليه‌السلام :

____________________

(١)أو عز إليه في كذا:تقدم.

(٢)ركض:عدا مسرعا.

(٣)استقاله البيعة:طلب منه اين يحلها.

(٤)أي:مصروف و ممنوع.

(٥)قرحه:جرحه.

٢٨٥

«و أما الثالثة يا أخا اليهود فإن القائم بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يلقاني معتذرا في كل أيامه و يلوم غيره ما ارتكبه من أخذ حقي و نقض بيعتي،و يسألني تحليله،فكنت أقول:تنقضي أيامه ثم يرجع إلي حقي الذي جعله الله لي عفوا(١) هنيئا من غير أن احدث في الاسلام مع حدوثه و قرب عهده بالجاهلية حدثا في طلب حقي بمنازعة،لعل فلانا يقول فيها:نعم و فلانا يقول:لا،فيؤول ذلك من القول إلى الفعل،و جماعة من خواص أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعرفهم بالنصح لله و لرسوله و لكتابه و دينه الإسلام يأتوني عودا و بدءا(٢) و علانية و سرا فيدعوني إلى أخذ حقي و يبذلون أنفسهم في نصرتي ليؤدوا إلي بذلك بيعتي في أعناقهم،فأقول:رويدا و صبرا قليلا لعل الله يأتيني بذلك عفوا بلا منازعة و لا إراقة الدماء فقد ارتاب كثير من الناس بعد وفاة النبي و طمع في الأمر بعده من ليس له بأهل،فقال كل قوم:منا أمير!و ما طمع القائلون في ذلك إلا لتناول غيري الأمر،فلما دنت وفاة القائم(٣) ،و انقضت أيامه صير الأمر بعده لصاحبه فكانت هذه اخت أختها،و محلها مني مثل محلها،و أخذا مني ما جعله الله لي،فاجتمع إلي من أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ممن مضى و ممن بقي ممن أخره الله من اجتمع فقالوا لي فيها مثل الذي قالوا في أختها،فلم يعد قولي الثاني قولي الأول صبرا و احتسابا و يقينا و إشفاقا من أن تفنى عصبة تألفهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باللين مرة و بالشدة أخرى بالنذر مرة و بالسيف أخرى،حتى لقد كان من تألفه لهم أن كان الناس في الكر و الفر و الشبع و الري و اللباس و الوطاء

____________________

(١)العفو:السهل المتيسر.

(٢)يقال:رجع عودا على بدء أي:لم يتم ذهابه حتى وصله برجوعه.

(٣)أي:القائم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعني:أبا بكر.

٢٨٦

و الدثار،و نحن أهل بيت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله لا سقوف لبيوتنا و لا أبواب و لا ستور إلا الجرائد و ما أشبهها،و لا وطاء(١) لنا و لا دثار(٢) علينا،يتداول الثوب الواحد في الصلاة أكثرنا،و نطوي الليالي و الأيام جوعا عامتنا،و ربما أتانا الشي‏ء مما أفاءه الله علينا و صيره لنا خاصة دون غيرنا و نحن على ما وصفت من حالنا فيؤثر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أرباب النعم و الأموال تألفا منه لهم،فكنت أحق من لم يفرق هذه العصبة التي ألفها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و لم يحملها على الخطة(٣) التي لا خلاص لها منها دون بلوغها أو فناء آجالها،لأني لو نصبت نفسي فدعوتهم إلى نصرتي كانوا مني و في أمري على إحدى منزلتين:إما متبع مقاتل و إما مقتول إن لم يتبع الجميع،و إما خاذل يكفر بخذلانه إن قصر في نصرتي أو أمسك عن طاعتي،و قد علم الله أني منه(٤) بمنزلة هارون من موسى،يحل به في مخالفتي و الإمساك عن نصرتي ما أحل قوم موسى بأنفسهم في مخالفة هارون و ترك طاعته،و رأيت تجرع الغصص و رد أنفاس الصعداء و لزوم الصبر حتى يفتح الله أو يقضي بما أحب أزيد(٥) لي في حظي و أرفق بالعصابة التي وصفت أمرهم( وَ کَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ) (٦) ،و لو لم أتق هذه الحالة- يا أخا اليهود- ثم طلبت حقي لكنت أولى ممن طلبه لعلم من مضى من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و من بحضرتك منهم بأني كنت أكثر عددا و أعز عشيرة و أمنع رجالا و أطوع أمرا و أوضح حجة و أكثر في هذا الدين مناقب

____________________

(١)الوطاء:خلاف الغطاء،أي:ما تفترشه.

(٢)الدثار:الثوب الذي يستدفأ به من فوق الشعار،و ما يتغطى به النائم.

(٣)الخطة:الأمر المشكل الذي لا يهتدي إليه.

(٤)أي:من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٥)مفعول رأيت.

(٦)الاحزاب: .٣٨

٢٨٧

‏و آثارا لسوابقي و قرابتي و وراثتي فضلا عن استحقاقي ذلك بالوصية التي لا مخرج للعباد منها،و البيعة المتقدمة في أعناقهم ممن تناولها،و لقد قبض محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله و إن ولاية الامة في يده و في بيته لا في يد الاولى(١) تناولوها و لا في بيوتهم،و لأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا أولى بالأمر من بعده من غيرهم في جميع الخصال».

ثم التفتعليه‌السلام إلى أصحابه فقال:أليس كذلك؟

قالوا:بلى يا أمير المؤمنين.

فقالعليه‌السلام :

«و أما الرابعة يا أخا اليهود فإن القائم بعد صاحبه كان يشاورني في موارد الامور فيصدرها عن أمري و يناظرني في غوامضها فيمضيها عن رأيي،لا أعلم أحدا و لا أعلم أحدا و لا يعلمه أصحابي يناظره في ذلك غيري،و لا يطمع في الأمر بعده سواي،فلما ان أتته منيته على فجأة بلا مرض كان قبله و لا أمر كان أمضاه في صحة من بدنه لم أشك أني قد استرجعت حقي(٢) في عافية بالمنزلة التي كنت أطلبها،و العاقبة التي كنت ألتمسها و إن الله سيأتي بذلك على أحسن ما رجوت و أفضل ما أملت،فكان من فعله أن ختم أمره بأن سمى قوما أنا سادسهم و لم يستوني بواحد منهم و لا ذكر لي حالا في وراثة الرسول و لا قرابة و لا صهر و لا نسب،و لا لواحد منهم مثل سابقة من سوابقي و لا أثر من آثاري و صيرها شورى بيننا و صير ابنه فيها حاكما علينا!و أمره أن يضرب أعناق النفر الستة الذين صير الأمر فيهم إن‏لم ينفذوا أمره!و كفى بالصبر على هذا- يا أخا اليهود- صبرا،فمكث القوم أيامهم كلها،كل يخطب لنفسه و أنا ممسك عن أن سألوني عن أمري،فناظرتهم في أيامي و أيامهم و آثاري و آثارهم،و أوضحت لهم ما لم يجهلوه من وجوه استحقاقي لها دونهم و ذكرتهم عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إليهم و تأكيد ما أكده من البيعة لي في أعناقهم،دعاهم حب الإمارة و بسط الأيدي و الألسن في الأمر و النهي و الركون إلى الدنيا و الإقتداء بالماضين قبلهم إلى تناول ما لم يجعل الله لهم،فإذا خلوت بالواحد ذكرته أيام الله و حذرته ما هو قادم عليه و

____________________

(١)أولاء و أولى:اسم موصول،يعني:يد الذين تناولوها.

(٢)قال العلامة المجلسي:أمثال هذا الكلام انما صدر عنهعليه‌السلام بناء على ظاهر الأمر،مع قطع النظر عما كان يعلمه باخبار الله و رسوله.و حاصل الكلام أن حق المقام كان يقتضي أن لا يشك في ذلك.

٢٨٨

صائر إليه،إلتمس مني شرطا أن أصيرها له بعدي!فلما لم يجدوا عندي إلا المحجة البيضاء و الحمل على كتاب الله عز و جل و وصية الرسول و إعطاء كل امرئ منهم ما جعله الله له،و منعه ما لم يجعل الله له،أزالها عني إلى ابن عفان طمعا في الشحيح معه فيها،و ابن عفان،رجل لم يستو به و بواحد ممن حضره حال قط فضلا عمن دونهم.لا ببدر التي هي سنا فخرهم و لا غيرها من المآثر التي أكرم الله بها رسوله و من اختصه معه من أهل بيته،ثم لم أعلم القوم أمسوا من يومهم ذلك حتى ظهرت ندامتهم و نكصوا على أعقابهم و أحال بعضهم على بعض،كل يلوم نفسه و يلوم أصحابه،ثم لم تطل الأيام بالمستبد بالأمر ابن عفان حتى أكفروه و تبرؤوا منه،و مشى إلى أصحابه خاصة و سائر أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عامة يستقيلهم من بيعته و يتوب إلى الله من فلتته،فكانت هذه يا أخا اليهود أكبر من أختها و أفظع و أحرى أن لا يصبر عليها،فنالني منها الذي لا يبلغ وصفه و لا يحد وقته،و لم يكن عندي فيها إلا الصبر على ما أمض(١) و أبلغ منها،و لقد أتاني الباقون من الستة من يومهم كل راجع

____________________

(١)أمض:أوجع.

٢٨٩

‏عما كان ركب مني!يسألني خلع ابن عفان و الوثوب عليه و أخذ حقي،و يؤتيني صفقته و بيعته على الموت تحت رايتي أو يرد الله عز و جل علي حقى،فو الله يا أخا اليهود ما منعني إلا الذي منعني من أختيها قبلها و رأيت الإبقاء على من بقي من الطائفة أبهج لي و آنس لقلبي من فنائها،و علمت أني إن حملتها على دعوة الموت ركبته،فأما نفسي فقد علم من حضر ممن ترى و من غاب من أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أن الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحر من ذي العطش الصدي(١) ،و لقد كنت عاهدت الله عز و جل و رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا و عمي حمزة و أخي جعفر و ابن عمي عبيدة على أمر و فينا به لله عز و جل و لرسوله،فتقدمني أصحابي و تخلفت بعدهم لما أراد الله عز و جل،فأنزل الله فينا( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (٢) حمزة و جعفر و عبيدة،و أنا و الله المنتظر يا أخا اليهود و ما بدلت تبديلا.

و ما سكتني عن ابن عفان و حثني على الإمساك عنه إلا أني عرفت من أخلاقه فيما اختبرت منه بما لن يدعه حتى يستدعي الأباعد إلى قتله و خلعه فضلا عن الاقارب،و أنا في عزلة،فصبرت حتى كان ذلك لم أنطق فيه بحرف من«لا»و لا«نعم».

ثم أتاني القوم و أنا- علم الله- كاره لمعرفتي بما تطاعموا به من اعتقال الأموال و المرح في الأرض و علمهم بأن تلك ليست لهم عندي،و شديد عادة منتزعة(٣) ،فلما لم يجدوا عندي تعللوا الأعاليل».ثم التفتعليه‌السلام إلى أصحابه فقال:أليس كذلك؟

فقالوا:بلى يا أمير المؤمنين.

*الخصال للصدوق باب السبعة الحديث ٥٨ ص ٣٧١،الاختصاص للمفيد،كتاب محنة أمير المؤمنينعليه‌السلام ص ١٧٠،بحار الانوار ج ٣٨ ص .١٧٣

____________________

(١)الصدي:العطش الشديد.

(٢)الاحزاب: .٢٣

(٣)لعل قوله:«عادة»مبتدأ و«شديد»خبره.أي:انتزاع العادة و سلبها شديد.

٢٩٠

٣- رأيت أن الصبر على هاتا أحجى.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام و هي المعروفة بالشقشقية.

قال ابن عباس:ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال:«أما و الله لقد تقمصها(١) فلان و إنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا.ينحدر عني السيل،و لا يرقى إلي الطير،فسدلت(٢) دونها ثوبا،و طويت عنها كشحا(٣) و طفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء(٤) ،أو أصبر على طخية(٥) عمياء،يهرم فيها الكبير،و يشيب فيها الصغير،و يكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه.

فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى(٦) فصبرت و في العين قذى،و في الحلق شجا(٧) ،أرى تراثي نهبا،حتى مضى الأول لسبيله،فأدلى(٨) بها إلى فلان بعده».

ثم تمثل بقول الاعشى:

شتان ما يومي على كورها(٩)

و يوم حيان أخي جابر

____________________

(١)لبسها كالقميص.

(٢)سدل الثوب:أرخاه.

(٣)طوي عنها كشحا:مال عنها.

(٤)الجذاء:المقطوعة.

(٥)طخية:ظلمة.

(٦)أي:ألزم.

(٧)الشجا:ما اعترض في الحلق من عظم و نحوه.

(٨)أدلى بها:ألقى بها.

(٩)الكور:الرحل أو هو مع أداتها.

٢٩١

«فيا عجبا بينا هو يستقيلها(١) في حياته إذ عقدها لاخر بعد وفاته- لشد ما تشطرا ضرعيها(٢) - فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها(٣) ،و يخشن مسها،و يكثر العثار(٤) فيها،و الاعتذار منها،فصاحبها كراكب الصعبة(٥) ،إن أشنق(٦) لها خرم(٧) ،و إن أسلس لها تقحم(٨) ،فمني الناس(٩) - لعمر الله- بخبط(١٠) و شماس(١١) ،و تلون و اعتراض(١٢) ،فصبرت على طول المدة،و شدة المحنة،حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم.

فيالله و للشورى(١٣) !متى اعترض الريب في مع الأول منهم،حتى صرت اقرن إلى هذه النظائر،لكني أسففت(١٤) إذ أسفوا،و طرت إذ طاروا،فصغا(١٥) رجل منهم لضغنه(١٦) ،و مال الآخر لصهره،مع هن وهن(١٧) ،

____________________

(١)أي:يطلب إعفاءه منها.

(٢)تشطر ضرعيها:اقتسماه فأخذ كل منها شطرا.و الضرع للناقة كالثدي للمرأة.

(٣)أي:جرحها،كأنه يقول:خشونتها تجرح جرحا غليظا.

(٤)أي:السقوط و الكبوة.

(٥)الصعبة من الإبل:ما ليست بذلول.

(٦)أشنق البعير و شنقه:كفه بزمامه حتى التصق ذفراه بقادمة الرحل.

(٧)أي:قطع.

(٨)أسلس:أرخى.تقحم:رمى بنفسه في القحمة أي:الهلكة.

(٩)منى الناس:ابتلوا و أصيبوا.

(١٠)خبط:سير على غير هدى.

(١١)الشماس:إباء ظهر الفرس عن الركوب.

(١٢)الاعتراض:السير على غير خط مستقيم.

(١٣)اشارة الى الستة الذين عينهم عمر ليختاروا أحدهم للخلافة.

(١٤)أسف الطائر:دنا من الأرض.

(١٥)صغى:مال.

(١٦)الضغن:الحقد.

(١٧)مع هن وهن:أي أغراض أخرى أكره ذكرها.

٢٩٢

إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه،بين نثيله(١) و معتلفه(٢) ،و قام معه بنو أبيه يخضمون(٣) مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع الى أن انتكث عليه فتله(٤) ،و أجهز عليه عمله(٥) ،و كبت(٦) به بطنته(٧) .

فما راعني إلا و الناس كعرف الضبع(٨) إلي،ينثالون(٩) علي من كل جانب،حتى لقد وطى‏ء الحسنان،و شق عطفاي(١٠) ،مجتمعين حولي كربيضة الغنم(١١) .

فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة(١٢) ،و مرقت اخرى(١٣) ،و قسط آخرون(١٤) ،كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول:( تِلْکَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَ لاَ فَسَاداً وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‌ ) (١٥) .بلى و الله لقد سمعوها و وعوها،و لكنهم حليت الدنيا(١٦) في أعينهم،و راقهم زبرجها(١٧) .

أما و الذي فلق الحبة،و برأ النسمة،لولا حضور الحاضر(١٨) ، و قيام‏

____________________

(١)نافجا حضنيه:رافعا لهما و الحضن:ما بين الإبط و الكشح.النثيل:الروث و قذر الدواب.

(٢)المعتلف:موضع العلف.

(٣)الخضم:أكل الشي‏ء الرطب.

(٤)انتكث عليه فتله:انتقض.

(٥)أي:تمم قتله.

(٦)كبت به:من كبا به الجواد:اذا سقط لوجهه.

(٧)البطنة:البطر و الأشر و التخمة.

(٨)عرف الضبع:ما كثر على عنقها من الشعر.يقال في الكثرة و الازدحام.

(٩)يتتابعون مزدحمين.

(١٠)شق عطفاه:خدش جانباه من الاصطكاك.

(١١)ربيضة الغنم:الطائفة الرابضة من الغنم.

(١٢)نكثت طائفة:نقضت عهدها.أراد أصحاب الجمل.

(١٣)خرجت و فسقت.أراد أصحاب النهروان.

(١٤)قسط آخرون:جاروا.أراد أصحاب الصفين.

(١٥)القصص: .٨٣

(١٦)من حليت المرأة:اذا تزينت بحليها.

(١٧)الزبرج:الزينة من وشي أو جوهر.

(١٨)أراد بالحاضر هنا من حضر لبيعته،فحضوره يلزمه بالبيعة.

٢٩٣

الحجة بوجود الناصر،و ما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا(١) على كظة(٢) ظالم،و لا سغب(٣) مظلوم،لألقيت حبلها على غاربها(٤) ،و لسقيت آخرها بكأس أولها،و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز(٥) ».

قالوا:و قام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته،فناوله كتابا،فأقبل ينظر فيه‏[فلما فرغ من قراءته‏]قال له ابن عباس:

يا أمير المؤمنين لو اطردت خطبتك من حيث أفضيت!فقال:

«هيهات يابن عباس!تلك شقشقة(٦) هدرت(٧) ،ثم قرت(٨) ».

قال ابن عباس:فو الله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام ألا يكون أمير المؤمنينعليه‌السلام بلغ منه حيث أراد.

*نهج البلاغة(صبحى الصالح)الخطبة ٣ ص ٤٨،علل الشرايع للصدوق ج ١ الباب ١٢٢ الرقم ١٢ ص ١٨١،معاني الاخبار للصدوق ص ٣٦٠،الارشاد للمفيد ج ١ ص ٢٨٧،الامالي للطوسي المجلس ١٣ الحديث ٥٤ ص ٣٧٢،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٤٥١،مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٢٥٤،تذكرة الخواص لابن الجوزي ص ١١٧،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ١٥١،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٤٩٧ الرقم ١،الغدير ج ٧ ص .٨٣

____________________

(١)ألا يقاروا:ألا يوافقوا مقرين.

(٢)الكظة:ما يعتري الآكل من الثقل و الكرب عند امتلاء البطن بالطعام.و المراد استئثار الظالم بالحقوق.

(٣)السغب:شدة الجوع،و المراد منه هضم حقوقه.

(٤)الغارب:الكاهل،و الكلام تمثيل للترك و إرسال الأمر.

(٥)عفطة العنز:ما تنثره من أنفها.

(٦)الشقشقة:شي‏ء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج.

(٧)هدرت:أطلقت صوتا كصوت البعير عند إخراج الشقشقة من فيه.

(٨)قرت:سكنت و هدأت.

٢٩٤

٤- كان من نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلي عهد.

روى أن عبد الرحمن بن أبي ليلى قام إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ‏فقال :يا أمير المؤمنين إني سائلك لآخذ عنك،و قد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئا فلم تقله،ألا تحدثنا عن أمرك هذا،أكان بعهد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو شي‏ء رأيته؟فإنا قد أكثرنا فيك الأقاويل،و أوثقه عندنا ما قبلناه عنك و سمعناه من فيك.إنا كنا نقول:لو رجعت إليكم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينازعكم فيها أحد،و الله ما أدرى إذا سئلت ما أقول؟أزعم أن القوم كانوا أولى بما كانوا فيه منك؟فإن قلت ذلك،فعلام نصبك رسول اللهعليه‌السلام بعد حجة الوداع،فقال:أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه،و إن تك أولى منهم بما كانوا فيه فعلام نتولاهم؟فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«يا عبد الرحمن إن الله تعالى قبض نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله و أنا يوم قبضه أولى بالناس مني بقميصي هذا.و قد كان من نبي الله إلي عهد لو خزمتموني(١) بأنفي لأقررت سمعا لله و طاعة.و إن أول ما انتقصناه بعده إبطال حقنا في الخمس،فلما رق أمرنا طمعت رعيان(٢) البهم من قريش فينا،و قد كان لي على الناس حق لو ردوه إلي عفوا(٣) قبلته و قمت به و كان إلى أجل معلوم،و كنت كرجل له على الناس حق إلى أجل،فإن عجلوا له ماله أخذه و حمدهم عليه،و إن أخروه أخذه غير محمودين،و كنت كرجل يأخذ السهولة و هو عند الناس حرون(٤) .

و إنما يعرف الهدى بقلة من يأخذه من الناس،فإذا سكت فاعفوني فإنه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلى الجواب أجبتكم،فكفوا عني ما كففت عنكم».

فقال عبد الرحمن:يا أمير المؤمنين فأنت لعمرك كما قال الأول:

لعمرك لقد أيقظت من كان نائما

و أسمعت من كانت له أذنان

*الأمالي للمفيد المجلس ٢٦ الحديث ٢،الأمالي للطوسي المجلس الأول الحديث ٩ ص ٨،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٤٢٩ الرقم ١٦،و ص ٥٨٢ الرقم .١٦

____________________

(١)خزمتموني:من خزم البعير:اذا جعل في جانب منخره الخزامة.

(٢)الرعيان:جمع الراعي.و الراعي:كل من ولي أمر قوم.

(٣)يقال:أعطيته عفوا،أي:بغير مسألة.

(٤)حرون:الشاة السيئة الخلق.

٢٩٥

٥- غفرنا ذلك لهما.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام بصفين لما جاء رسل معاوية و ذلك بعد وضع الحرب لحلول شهر محرم الحرام من سنة سبع و ثلاثين.

«أما بعد فإن الله بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فأنقذ به من الضلالة،و نعش(١) به من الهلكة،و جمع به بعد الفرقة،ثم قبضه الله إليه و قد أدى ما عليه،ثم استخلف الناس أبا بكر،ثم استخلف أبو بكر عمر،و أحسنا السيرة،و عدلا في الامة،و قد وجدنا عليهما أن توليا الأمر دوننا و نحن آل الرسول و أحق بالأمر،فغفرنا ذلك لهما،ثم ولي أمر الناس عثمان فعمل بأشياء عابها الناس عليه،فسار إليه ناس فقتلوه،ثم أتاني الناس و أنا معتزل أمرهم فقالوا لي:بايع،فأبيت عليهم،فقالوا لي:بايع فإن امة لا ترضى إلا بك،و إنا نخاف إن لم تفعل أن يفترق الناس،فبايعتهم...».

*وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٢٠١،تاريخ الطبري ج ٣ ص ٨٠،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٤ ص ٢٣،بحار الانوار ج ٣٢ ص .٤٥٦

____________________

(١)نعشه:تداركه.

٢٩٦

٦- إن الناس آلوا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ثلاثة.

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :«إن الناس آلوا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ثلاثة:آلوا(١) إلى عالم على هدى من الله قد أغناه الله بما علم عن علم غيره،و جاهل مدع للعلم لا علم له معجب بما عنده،قد فتنته الدنيا و فتن غيره،و متعلم من عالم على سبيل هدى من الله و نجاة،ثم هلك من ادعى و خاب من افترى».

*الاصول من الكافي ج ١ ص ٣٣ الرقم .١

____________________

(١)آلوا:رجعوا.

٢٩٧

٧- رجع قوم على الأعقاب.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام في بيان وقائع ما بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

«...حتى إذا قبض الله رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،رجع قوم على الأعقاب،و غالتهم السبل،و اتكلوا على الولائج(١) ،و وصلوا غير الرحم،و هجروا السبب الذي أمروا بمودته.و نقلوا البناء عن رص أساسه،فبنوه في غير موضعه،معادن كل خطيئة،و أبواب كل ضارب في غمرة(٢) ،قد ماروا(٣) في الحيرة،و ذهلوا في السكرة،على سنة من آل فرعون:من منقطع إلى الدنيا راكن،أو مفارق للدين مباين».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة ١٥٠ ص ٢٠٩،المسترشد للطبري ص .٧٤

____________________

(١)الولائج:جمع وليجة،و هي البطانة و خاصة الرجل من أهله و عشيرته،و يراد بها دخائل المكر و الخديعة.

(٢)الغمرة:الشدة.

(٣)ماروا:تحركوا و اضطربوا.

٢٩٨

٨- لو كنتم قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله...

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام في تعبير الامة بما فعلوا،و أنهم لو قدموا من قدمه‏الله و أخروا من أخره الله لاستقامت امور المسلمين.

روى الكليني بإسناده عن أبي عبد الله جعفر ابن محمد الصادقعليه‌السلام قال:قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه:

«الحمد لله الذي لا مقدم لما أخر و لا مؤخر لما قدم».

ثم ضربعليه‌السلام بإحدى يديه على الاخرى،ثم قال:

«يا أيتها الامة المتحيرة بعد نبيها لو كنتم قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله و جعلتم الولاية و الوراثة حيث جعلها الله،ما عال(١) ولي الله و لا عال سهم من فرائض الله!!!و لا اختلف اثنان في حكم الله،و لا تنازعت الامة في شي‏ء من أمر الله،إلا و عندنا علمه من كتاب الله،فذوقوا و بال أمركم،و ما فرطتم فيما قدمت أيديكم،و ما الله بظلام للعبيد،و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».

*الكافي ج ٧ ص ٧٨ الحديث .٢

____________________

(١)أي:ما مال عن الحق إلى الباطل.

٢٩٩

٩- لو أن الامة اتبعوني و أطاعوني...

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام قاله لطلحة:

«...ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسر إلي في مرضه مفتاح ألف باب من العلم،يفتح كل باب ألف باب.

و لو أن الامة منذ قبض الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله اتبعوني و أطاعوني لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم رغدا إلى يوم القيامة...».

*كتاب سليم بن قيس الحديث ١١ ص ٦٥٨،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٣٥٧،بحار الأنوار ج ٢٦ ص ٦٥ الرقم .١٤٧

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491