إيضاح مناسك الحج

إيضاح مناسك الحج14%

إيضاح مناسك الحج مؤلف:
المحقق: الشيخ أحمد الماحوزي
تصنيف: علم الفقه
الصفحات: 415

إيضاح مناسك الحج
  • البداية
  • السابق
  • 415 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112065 / تحميل: 9988
الحجم الحجم الحجم
إيضاح مناسك الحج

إيضاح مناسك الحج

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

حتى بلغ في ذلك الرضى، وسلم إليك القضاء وعبدك مخلصا، ونصح لك مجتهدا حتى أتاه اليقين، فقبضته إليك شهيدا سعيدا، وليا تقيا، رضيا زكيا، هاديا مهديا.

اللهم صل على محمد وعليه أفضل ما صليت على أحد من أنبيائك وأصفيائك يا رب العالمين ».

٢٠ -( باب استحباب الغسل لزيارة أمير المؤمنين وغيره منالأئمةعليهم‌السلام ، ثم يمشي إليه حافيا متطيبا لابسا أنظف ثيابه على سكينة ووقار، ذاكرا لله، يقصر خطاه ويكبر ثلاثين مرة، أو مائة)

[١١٨٩٧] ١ - الشيخ المفيد (ره) في مزاره: عن صفوان قال: سألت الصادقعليه‌السلام : كيف نزور أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقال: يا صفوان إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين، ونل شيئا من الطيب، فإن لم تنل أجزأك » الخبر.

[١١٨٩٨] ٢ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: بإسناده عن يوسف الكناسي، وعن معاوية بن عمار جميعا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أردت الزيارة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فاغتسل حيث تيسر لك - إلى أن قال - ثم امش وعليك السكينة والوقار، حتى تأتي باب الحرم » الخبر.

[١١٨٩٩] ٣ - وفي مزار كبير للشيخ الطبرسي(١) صاحب الاحتجاج أو للقطب

__________________

الباب ٢٠

١ - مزار المفيد، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٨١.

٢ - مزار المشهدي ص ٢٩٤ وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٣٤.

٣ - مزار الطوسي:

٢٢١

الراوندي أو لبعض من عاصر هما: بإسناده عن أبي عبد الله محمد بن حماد النجار الأعرج قال: حدثنا أبو علي الحسين إبراهيم، عن عبد الله بن العباس بن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسينعليهم‌السلام قال: « إذا أردت زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، فاغتسل غسلا نظيفا، والبس البياض من الثياب وامش حافيا وعليك السكينة والوقار، بالتكبير والتهليل والتمجيد والتسبيح والتعظيم لله تبارك وتعالى، والصلاة على النبي وآله، وتقول إذا استقبلت القبر » الزيارة.

٢١ -( باب استحباب زيارة أمير المؤمنين والأئمةعليهم‌السلام بالزيارات المأثور)

[١١٩٠٠] ١ - المزار القديم: روي عن مولانا محمد الباقرعليه‌السلام أنه قال: « مضيت مع والدي علي بن الحسينعليهما‌السلام إلى قبر جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بالنجف بناحية الكوفة، فوقف عليه ثم بكى، وقال: السلام على أبي الأئمة، وخليل النبوة، والمخصوص بالاخوة، السلام على يعسوب الايمان، وميزان الاعمال، وسيف ذي الجلال، السلام على صالح المؤمنين، ووارث علم النبيين، الحاكم في يوم الدين، السلام على شجرة التقوى، السلام على حجة الله البالغة، ونعمته السابغة، ونقمته الدامغة، السلام على الصراط الواضح، والنجم اللائح، والامام الناصح ورحمة الله وبركاته.

ثم قال: أنت وسيلتي إلى الله وذريعتي، ولي حق موالاتي وتأميلي

__________________

(١) في هامش المخطوط: « يعبر عنه بالمزار القديم. ( منه قده ).

الباب ٢١

١ - المزار القديم:

٢٢٢

فكن لي شفيعي إلى الله عز وجل في الوقوف على قضاء حاجتي، وهي فكاك رقبتي من النار، واصرفني في موقفي هذا بالنجح وبما سألته كله برحمته وقدرته، اللهم ارزقني عقلا كاملا، ولبا راجحا، وقلبا زاكيا، وعملا كثيرا، وأدبا بارعا، واجعل ذلك كله لي، ولا تجعله علي، برحمتك يا أرحم الراحمين ».

[١١٩٠١] ٢ - وفي زيارة المصافقة لسائر الأئمةعليهم‌السلام ، وتجديد العهد لهم ( صلوات الله عليهم ): وروي عنهمعليهم‌السلام قال: إن زيارتنا إنما هي تجديد العهد والميثاق المأخوذ في رقاب العباد، وسبيل الزائر أن يقول عند زيارتهمعليهم‌السلام : جئتك يا مولاي زائرا لك، ومسلما عليك، ولائذا بك وقاصدا إليك أجدد ما أخذ الله لكم في رقبتي من العهد والميثاق والولاية لكم، والبراءة من أعدائكم، معترفا بالفرض من طاعتكم.

ثم ضع يدك اليمنى على القبر وقل: هذه يد مصافقة لك على البيعة الواجبة علينا، فاقبل مني ذلك يا إمامي فقد زرتك وأنا معترف بحقك مع ما ألزم الله سبحانه وتعالى من نصرتك، وهذه يدي مصافقة على ما أمر الله عز وجل من موالاتكم، والاقرار بالمفترض من طاعتكم، والبراءة من أعدائكم(١) ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم قبل الضريح وقل: يا سيدي ومولاي وإمامي المفترض طاعته، أشهد أنك بقيت على الوفاء بالوعد، والدوام على العهد، وقد سلف من جميل وعدك لمن زار قبرك ما أنت المرجو للوفاء به، والمؤمل

__________________

٢ - المزار لقديم:

(١) في نسخة. أعدائك. - ( منه قده ).

٢٢٣

لتمامه، وقد قصدتك من بلدي، وجعلتك عند الله معتمدي فحقق ظني ومخيلي فيك، صلوات الله عليك وسلم تسليما، اللهم إني أتقرب إليك بزيارتي إياه، وأرجو منك النجاة لي به من النار، به وبآبائه وأبنائه ( صلوات الله عليهم )، رضينا بهم أئمة وسادة وقادة، اللهم أدخلني في كلّ خير أدخلتهم فيه، وأخرجني من كلّ سوء أخرجتهم منه، واجعلني معهم في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين.

وباقي الزيارات المطولات يطلب من كتب المزار.

٢٢ -( باب استحباب زيارة هود وصالحعليهما‌السلام عند قبر أمير المؤمنينعليهم‌السلام )

[١١٩٠٢] ١ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن سعد بن طريف، عن أصبغ بن نباتة قال: ( مرت جنازة على عليعليه‌السلام وهو بالنخيلة، فقال )(١) : « ما يقول الناس في هذا القبر؟ وفي النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله، فقال الحسن بن عليعليهما‌السلام : يقولون هذا قبر هود النبيعليه‌السلام لما أن عصاه قومه جاء فمات هاهنا، قالعليه‌السلام : كذبوا لأنا أعلم به منهم، هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بكر يعقوب، ثم قال: هاهنا أحد من مهرة، قال: فأتي بشيخ كبير فقال: أين منزلك؟ قال: على شاطي البحر قال: أين من الجبل الأحمر؟ قال: قريبا منه، قال: فما يقول قومك؟ قال: يقولون قبر ساحر، قال: كذبوا ذاك قبر هود، وهذا

__________________

الباب ٢٢

١ - وقعة صفين ص ١٢٦.

(١) ما بين القوسين في المصدر: قال علي عليه‌السلام .

٢٢٤

قبر يهودا بن يعقوب، يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا على غرة الشمس والقمر(٢) ، يدخلون الجنة بغير حساب ».

٢٣ -( باب استحباب زيارة رأس الحسين عند قبر أمير المؤمنينعليهما‌السلام )

[١١٩٠٣] ١ - السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: عن عبد الرحمن بن أحمد الحربي، عن عبد العزيز بن الأخضر، عن أبي الفضل بن ناصر، عن محمد بن علي بن ميمون، عن محمد بن علي بن الحسن العلوي، عن ميمون بن علي بن حميد، عن إسحاق بن محمد المقرئ، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن يعقوب بن الياس، عن أبي الفرج السندي قال: كنت مع أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام حين قدم إلى الحيرة، فقال ليلة: « أسرجوا لي البغلة » فركب وأنا معه حتى انتهينا إلى الظهر(١) ، فنزل وصلى ركعتين ثم تنحى فصلى ركعتين، ثم تنحى فصلى ركعتين، فقلت: جعلت فداك إني رأيتك صليت في ثلاث مواضع فقال: « أما الأول فموضع قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والثاني موضع رأس الحسينعليه‌السلام والثالث موضع منبر القائمعليه‌السلام ».

[١١٩٠٤] ٢ - وعن الوزير نصير الدين الطوسي، عن والده، عن فضل الله الراوندي، عن ذي الفقار بن معبد، عن الطوسي، عن المفيد، عن

__________________

(٢) ليس في المصدر.

الباب ٢٣

١ - فرحة الغري ص ٥٦.

(١) المراد هنا ظهر الكوفة، وهو النجف الأشرف، سمي بذلك لعلو أرضه عن أرض الكوفة ( معجم البلدان ج ٥ ص ٢٧١ ).

٢ - فرحة الغري ص ٦٥.

٢٢٥

محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن علي، عن عمه قال: حدثني أحمد بن حماد بن زهير القرشي، عن يزيد بن إسحاق، عن أبي السحيق الأرحبي(١) ، قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن طلحة النهدي، عن أبيه، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فذكر حديثا فحدثنا، قال: فمضينا معه - يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام - حتى انتهينا إلى الغري فأتى موضعا فصلى، ثم قال لابنه إسماعيل: « قم فصل عند رأس أبيك الحسينعليه‌السلام . قلت: أليس قد ذهب برأسه إلى الشام؟ قال: بلى ولكن فلانا هو مولانا(٢) سرقه، فجاء به وهو هنا(٣) ».

[١١٩٠٥] ٣ - محمد بن المشهدي في مزاره: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه زار رأس الحسينعليه‌السلام عند رأس أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وصلى عنده أربع ركعات، وهي هذه:

السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا حتى أتاك اليقين، وأشهد أن الذين خالفوك وحاربوك، وأن

__________________

(١) كذا في المخطوط، وفي المصدر. أبو السحيف الأرجبي.، والظاهر أن صوابه أبو السخيف - السخين - الأرجني. راجع معجم رجال الحديث ج ٢١ ص ١٦٤.

(٢) في نسخة: مولى لنا، ( منه قدة ).

(٣) في نسخة: فدفنه ها هنا، ( منه قدة ).

٣ - مزار المشهدي ص ٧٤٧، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٩٣.

٢٢٦

الذين خذلوك والذين قتلوك ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، أتيتك يا مولاي يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا بضلاله من خالفك، فاشفع لي عند ربك

٢٤ -( باب استحباب الشرب من ماء الفرات، والاغتسال فيه، والتبرك به، والتحنيك به)

[١١٩٠٦] ١ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: روى مقاتل، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إن الله تعالى أنزل من الجنة خمسة أنهار: سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله تعالى من عين واحدة، وأجراها في الأرض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، وذلك قوله:( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ) (١) .

[١١٩٠٧] ٢ - البحار، عن كتاب الأقاليم والبلدان والأنهار: للفرات فضائل كثيرة روي أن أربعة أنهار من الجنة: سيحون وجيحون، والنيل، والفرات.

[١١٩٠٨] ٣ - وعن عليعليه‌السلام أنه قال: « يا أهل الكوفة نهركم

__________________

الباب ٢٤

١ - مجمع البيان ج ٤ ص ١٠٢.

(١) المؤمنون ٢٣: ١٨.

٢ - البحار ج ٦٠ ص ٤١ ح ٦.

٣ - البحار ج ٦٠ ص ٤١ ح ٧.

٢٢٧

هذا ينصب إليه ميزابان من الجنة ».

[١١٩٠٩] ٤ - وروي عن جعفر الصادقعليه‌السلام أنه شرب من ماء الفرات، ثم استزاد وحمد الله تعالى، وقال: « ما أعظم بركته! لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب، ما انغمس فيه ذو عاهة إلا برئ ».

وباقي الاخبار يأتي إن شاء الله في كتاب الأشربة.

٢٥ -( باب استحباب زيارة الحسنعليه‌السلام ، خصوصا عشية الجمعة)

[١١٩١٠] ١ - السيد المرتضى في الفصول: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال للحسنعليه‌السلام في حديث له أول مشروح في غير هذا الكتاب: « تزورك(١) طائفة من أمتي يريدون به بري وصلتي، فإذا كان يوم القيامة زرتها في الموقف، وأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده ».

٢٦ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسين بن عليعليهما‌السلام ، ووجوبها كفاية)

[١١٩١١] ١ - نوادر علي بن أسباط: عمن رواه، عن أحدهما

__________________

٤ - البحار ج ٦٠ ص ٤١ ح ٨.

الباب ٢٥

١ - الفصول المختار ص ٩٥، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٤٥ ح ٣٧.

(١) في المصدر: تزوركم.

الباب ٢٦

١ - نوادر علي بن إسباط ص ١٢٣.

٢٢٨

عليهما‌السلام - في حديث - أنه قال: « يا زرارة، أنه إذا كان يوم القيامة جلس الحسينعليه‌السلام في ظل العرش، وجمع الله زواره وشيعته ليصيروا من الكرامة والنضرة والبهجة والسرور إلى أمر لا يعلم صفته إلا الله، فيأتيهم رسل أزواجهم من الحور العين من الجنة، فيقولون: إنا رسل أزواجكم إليكم يقلن: إنا قد اشتقناكم وأبطأتم علينا(١) ، فيحملهم ما هم(٢) فيه من السرور والكرامة إلى أن يقولوا لرسلهم: سوف نجيئكم إن شاء الله تعالى ».

[١١٩١٢] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن عبد الله بن فضل بن محمد بن هلال، عن سعيد بن محمد، عن محمد بن سلام الكوفي، عن أحمد بن محمد الواسطي، عن عيسى بن أبي شيبة القاضي، عن نوح بن دراج، عن قدامة بن زائدة، عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، عن عمته زينبعليها‌السلام ، عن أم أيمن، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث طويل: أن جبرئيلعليه‌السلام قالت له بعد ذكر بعض ما جرى على الحسينعليه‌السلام في الطف وأنه يدفن ويجعل له رسم، قال: وتحفه ملائكة من كلّ سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم وليلة، ويصلون عليه(١) ، ويسبحون الله عنده، ويستغفرون الله لزواره(٢) ، ويكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله تعالى وإليك بذلك، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون في وجوههم بميسم نور

__________________

(١) في المصدر: عنا.

(٢) ليس في المصدر.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٦٥.

(١) في المصدر زيادة: ويطوفون عليه.

(٢) في المصدر: لمن زاره.

٢٢٩

عرش الله: هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء، فإذا كان يوم القيامة سطح في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار يدل عليهم ويعرفون به، وكأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعليعليه‌السلام أمامنا، ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصى عدده(٣) ، ونحن نلتقط - من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق، حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمد، أو قبر أخيك، أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله جل وعز.

[١١٩١٣] ٣ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكر(١) قال: حججت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قال فقلت: يا ابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، هل كان يصاب في قبره شئ؟ فقال: « يا ابن بكر(٢) ما أعظم مسألتك، إن الحسين بن عليعليهما‌السلام مع أبيه وأمه وأخيه في منزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعه، يرزقون ويحبرون، وأنه لعن يمين العرش متعلق به، يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني وانه لينظر إلى زواره فهو أعرف بهم(٣) وأسماء آبائهم، وما في رحالهم من أحدهم بولده » الخبر.

[١١٩١٤] ٤ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن

__________________

(٣) في المصدر: عددهم.

٣ - كامل الزيارات ص ١٠٣.

(١) في المصدر: بكير.

(٢) في المصدر: بكير.

(٣) في المصدر زيادة: وبأسمائهم.

٤ - كامل الزيارات، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٨ ح ٣٠، ومصباح الزائر ص ٧٠.

٢٣٠

ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو في مصلاه، فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول:

« يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة، وحملنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الأمم السالفة وخصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني، وزوار قبر أبي ( عبد الله )(١) الحسين بن علي ( صلوات الله عليهما )، الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا أدخلوه على نبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك فكافهم عنا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كلّ جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الإنس والجن، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.

اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا. وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.

اللهم إني أستودعك تلك الأنفس، وتلك الأبدان، حتى ترويهم

__________________

(١) أثبتناه من المصباح.

٢٣١

من الحوض يوم العطش ».

فما زال ( صلوات الله عليه ) يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلما انصرف قلت له: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا أبدا، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج.

فقال لي: « ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟ يا معاوية لا تدع ذلك. قلت: جعلت فداك فلم أدر أن الامر يبلغ هذا كله، فقال: « يا معاوية ومن يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان بيده، أما تحب أن تكون ممن يرى الله شخصك، وسوادك فيمن يدعو له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أما تحب أن تكون غدا ممن تصافحه الملائكة؟ أما تحب أن تكون غدا فيمن يأتي وليس عليه يذنب فيتبع به؟ أما تحب أن تكون غدا فيمن يصافح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ».

ورواه عن أبيه ومحمد بن عبد الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جمعيا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن عمر عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقيل لي: ادخل، فدخلت فوجدته، وساق إلى قوله: لهم في الأرض(٢) .

وعن محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن معاوية، مثله(٣) .

__________________

(٢) كامل الزيارات ص ١١٦ ح ٢.

(٣) نفس المصدر ص ١١٧ ذيل حديث ٢.

٢٣٢

وعن أبيه وجماعة ومشايخه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن معاوية، مثله(٤) .

وعن محمد بن الحسيني بن مت، عن محمد بن يحيى الأشعري، عن موسى بن عمر، عن غسان البصري، عن معاوية، مثله(٥) .

وعن محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين معا، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عقبة، عن معاوية، مثله(٦) .

وعن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشايخنا، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى معا، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن ابن أبي عمير، عن معاوية مثله،(٧) .

[١١٩١٥] ٥ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن قائد الحناط، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: وحدثني

__________________

(٤) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ٣.

(٥) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ٣.

(٦) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ٣.

(٧) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ١١٨.

٥ - بل الصدوق في الأمالي ص ١٢٢ ح وثواب الاعمال ص ١١٠ ح ٤، وقد أخرجه العلامة المجلسي عنهما في البحار ج ١٠١ ص ٢١ ح ١.

٢٣٣

الحميري، عن أبيه، عن علي بن إسماعيل، مثله(١) .

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن هند الحناط، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله، وزاد بعد قوله بحقه ويأتم به(٢) .

[١١٩١٦] ٦ - وعن أبي العباس، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود سليمان المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: « من أتى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وعن الحسين بن عامر، عن المعلى، عن المسترق، مثله(١) .

وعن القاسم بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٢) .

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن قائد، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام ، مثله(٣) .

وعن الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار ( عن صفوان )(٤) ، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله ( عليه

__________________

(١) كامل الزيارات ص ١٣٨.

(٢) كامل الزيارات ص ١٣٩.

٦ - كامل الزيارات ص ١٣٨.

(١) كامل الزيارات ص ١٤٠.

(٢ و ٣) نفس المصدر ص ١٣٩.

(٤) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، أنظر ترجمة صفوان في معجم رجال

٢٣٤

السلام )، مثله(٥) .

وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، ( عن محمد بن إسماعيل )(٦) ، عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي التميمي(٧) ، عن رجل، عن عبيد الله بن عبد الله وعلي بن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، عن أبيهعليه‌السلام ، مثله.

وبهذا الاسناد عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٨) .

وعن محمد بن جعفر، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٩) .

[١١٩١٧] ٧ - وعن أبي العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن الحسين بن كثير، عن هارون بن خارجة قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :

__________________

الحديث ج ٩ ص ١٠٨ و ١٠٩ و ١٣١ و ١٣٣.

(٥) نفس المصدر ص ١٤٠.

(٦) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، أنظر معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ١٠٠.

(٧) في المخطوط والطبعة الحجرية. القمي. وهو سهو، والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٦٧.

(٨) نفس المصدر ص ١٣٩.

(٩) نفس المصدر ص ١٣٩ - ١٤٠.

٧ - كامل الزيارات ص ١٣٨.

٢٣٥

إنهم يروون أن من زار قبر(١) الحسينعليه‌السلام كانت له حجة وعمرة، قال: « والله من زاره عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، مثله(٢) .

[١١٩١٨] ٨ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، قال: قال أبو الحسن موسىعليه‌السلام : « أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد اللهعليه‌السلام بشط فرات، إذا عرف حقه وحرمته وولايته، أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

[١١٩١٩] ٩ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن أبي يعقوب الابزاري، عن قائد، عن عبد صالحعليه‌السلام قال: دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك إن الحسينعليه‌السلام قد زاره الناس من يعرف هذا الامر ومن ينكره، وركبت إليه النساء، ووقع حال الشهرة، وقد انقبضت منه لما رأيت من الشهرة، قال: فمكث مليا لا يجيبني، ثم أقبل علي فقال: « يا عراقي إن شهروا أنفسهم فلا تشهر أنت نفسك، فوالله ما أتى الحسينعليه‌السلام آت عارفا بحقه، إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ١٣٨.

٨ - كامل الزيارات ص ١٣٨.

٩ - كامل الزيارات ص ١٤٠.

٢٣٦

[١١٩٢٠] ١٠ - وعن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن زائر الحسين ( صلوات الله عليه )، جعل ذنوبه جسرا على باب داره ثم عبرها، كما يخلف أحدكم الجسر وراءه ( إذا عبر )(١) ».

[١١٩٢١] ١١ - وعن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن زكريا المؤمن، عن الكاهلي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة، وفي شفاعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فليكن للحسينعليه‌السلام زائرا، ينال من الله ( أفضل الكرامة )(١) وحسن الثواب، ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا، ولو كانت ذنوبه عد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر، إن الحسين بن عليعليهما‌السلام قتل مظلوما مضطهدا نفسه، وعطشانا هو وأهل بيته وأصحابه ».

[١١٩٢٢] ١٢ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن وضاح، عن عبد الله بن شعيب التميمي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « ينادي مناد يوم القيامة: أين شيعة آل محمدعليهم‌السلام ؟ فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلا الله،

__________________

١٠ - كامل الزيارات ص ١٥٢.

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

١١ - كامل الزيارات ص ١٥٣.

(١) في المصدر: الفضل والكرامة.

١٢ - كامل الزيارات ص ١٦٦.

٢٣٧

فيقومون ناحية من الناس، ثم ينادي: مناد: أين زوار قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فيقوم أناس كثير، فيقال لهم: خذوا بيد من أحببتم وانطلقوا بهم إلى الجنة، فيأخذ من أحب، حتى أن الرجل من الناس يقول لرجل: يا فلان أما تعرفني أنا الذي قمت لك يوم كذا وكذا؟ فيدخله الجنة لا يدفع ولا يمنع ».

[١١٩٢٣] ١٣ - وعن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن أبي عبد الله المؤمن، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « إن لله في كلّ يوم وليلة مائة ألف لحظه إلى الأرض، يغفر لمن يشاء منه، ويعذب من يشاء منه، ويغفر لزائري قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام خاصة، ولأهل بيتهم، ولمن يشفع له يوم القيامة كائنا من كان، ( قال: قلت )(١) : وإن كان رجلا قد استوجب النار؟ قال: وإن كان، ما لم يكن ناصبا.

[١١٩٢٤] ١٤ - وعن جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن إلى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته، وقضى حاجته، وإن عنده لأربعة آلاف ملك منذ قبض، شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره شيعوه إلى مأمنه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتبعوا جنازته ».

__________________

١٣ - كامل الزيارات ص ١٦٦ باختلاف يسير.

(١) ما بين القوسين استظهار من المصنف. قده.

١٤ - كامل الزيارات ص ١٦٧.

٢٣٨

[١١٩٢٥] ١٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن كرام، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته وهو يقول: « إن الحسينعليه‌السلام قتل مكروبا، وحقيق على الله يأن لا يأتيه مكروب إلا رده الله مسرورا ».

[١١٩٢٦] ١٦ - حدثني أبي وجماعة مشايخي(١) ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن العمركي بن علي البوفكي، عن يحيى وكان في خدمة أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن بظهر الكوفة لقبرا ما أتاه مكروب قط إلا فرج الله كربته، يعني قبر الحسينعليه‌السلام ».

[١١٩٢٧] ١٧ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إن الحسينعليه‌السلام صاحب كربلا قتل مظلوما مكروبا عطشانا لهفانا، فآلى الله عز وجل على نفسه أن لا يأتيه لهفان، ولا مكروب، ولا مذنب، ولا مغموم، ولا عطشان، ولا من به عاهة، ثم دعا عنده وتقرب بالحسين بن عليعليهما‌السلام إلى الله عز وجل إلا نفس الله كربته، وأعطاه مسألته، وغفر ذنبه(١) ، ومد في عمره، وبسط في رزقه، فاعتبروا يا أولي الابصار ».

__________________

١٥ - كامل الزيارات ص ١٦٧.

١٦ - كامل الزيارات ص ١٦٨.

(١) في المخطوط: وعن جماعة من مشايخي أبيه وما أثبتناه من المصدر.

١٧ - كامل الزيارات ص ١٦٨.

(١) في نسخة. ذنوبه. - ( منه قده ).

٢٣٩

[١١٩٢٨] ١٨ - وعن أبي العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن الوليد بن حسان، عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : دعاني الشوق إليك إن تجشمت إليك على مشقة، فقال لي: « لا تشك ربك، فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك مني!. فكان من قوله: فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك مني إنه أشد علي من قوله: لا تشك ربك، قلت: ومن أعظم علي حقا منك؟! قال: « الحسين بن عليعليهما‌السلام ، ألا أتيت الحسينعليه‌السلام (١) فدعوت الله عنده، وشكوت إليه حوائجك ».

[١١٩٢٩] ١٩ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك، ما أدنى ما لزائر قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: « يا عبد الله إن أدني ما يكون له أن يحفظه الله في نفسه وماله(١) حتى يرده إلى أهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله أحفظ(٢) له ».

[١١٩٣٠] ٢٠ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد وعلي بن الحسين جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « وكل الله تبارك وتعالى بالحسين

__________________

١٨ - كامل الزيارات ص ١٦٨.

(١) في نسخة. الحائر. - ( منه قده ).

١٩ - كامل الزيارات ص ١٣٣.

(١) في المصدر: وأهله.

(٢) في نسخة. الحافظ. - ( منه قده ).

٢٠ - كامل الزيارات ص ١١٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ٩.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

التي يحرم منهالعمرة التمتع - ومر بيانها - نعم، إذا كان المكلف في مكة وأراد الإتيان بالعمرة المفردة جاز له أن يحرم من أدنى الحلّ، كالحديبية والجعرانة والتنعيم، ولا يجب عليه الرجوع الى المواقيت والإحرام منها(١) ، ويستثنى من ذلك من أفسد عمرته المفردة بالجماع قبل السعي، فإنه يجب عليه الاحرام للعمرة المعادة من أحد المواقيت، ولايجزيه الاحرام من أدنى الحل على الاحوط، كما مر توضيحه في المسألة ٩٠.

مسألة ٣٩٩: لايجوز دخول مكة بل ولادخول الحرم إلا محرما(٢) ، فمن أراد الدخول فيهما في غير أشهر الحج وجب عليه

____________________

(١) فقد أحرم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد رجوعه من الطائف من الجعرانة.

(٢) لعدة من النصوص، ففي صحيحة ابن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام هل يدخل الرجل الحرم (مكة) بغير إحرام ؟ قال: « لا، إلا مريضا او من به بطن » وفي صحيحة عاصم عنهعليه‌السلام : « يدخل الحرم احد إلا محرما ؟ قال: لا، إلا مريض أو مبطون » وفي مستطرفات السرائر نقلا عن كتاب جميل عن بعض اصحابه عن احدهماعليهما‌السلام في الرجل يخرج من الحرم الى بعض حاجته ثم يرجع من يومه، قال: « لابأس بأن يدخل بغير احرام» وفي مرسلة البختري وابان عن رجل عنهعليه‌السلام في الرجل يخرج

=

٣٦١

أن يحرم للعمرة المفردة، ويستثنى من ذلك من يتكرر منه الدخول والخروج لحاجة كالحطاب والحشاش ونحوهما(١) ، وكذلك من خرج من مكة بعد إتمامه أعمال عمرة التمتع والحج، أو بعد العمرة المفردة فإنه يجوز له العود إليها من دون إحرام قبل مضي الشهر الذي أدى فيه عمرته، وتقدم حكم الخارج من مكة بعد عمرة التمتع وقبل الحج في المسألة ١٠.

* مسألة ٤٠٠: إذا أتى بالعمرة المفردة نيابة عن الغير، وخرج من مكة ورجع قبل مضي الشهر الذي أدى فيه العمرة، فهل يجوز له

____________________

=

في الحاجة من الحرم، قال: « إن رجع في الشهر الذي خرج فيه دخل بغير إحرام، وإن دخل في غيره دخل بإحرام »، وما في المعتمد من أن المراد من دخول الحرم هو دخول مكة لعدم الريب في عدم وجوب الاحرام لمن كانت له حاجة في الحرم ولم يرد النسك، ودعوى أن القدسية والمزية والحرمة لمكة بخصوصها، خلاف ظاهر النصوص وإن القدسية والمزية لمكة أولا وبالذات وللحرم، وإلا ماوجه تسميته بذلك.

(١) كما هو مفاد بعض النصوص.

* اذا تكرر خروجه يوميا أو ثلاث او أربع مرات في الاسبوع لم يلزمه الاحرام للدخول.

٣٦٢

العود من دون إحرام، فيه إشكال والاحوط تجديد الاحرام(١) .

* مسألة ٤٠١: الظاهر أن دخول الحرم أو مكة بلا إحرام حرام حدوثا(٢) لابقاءً، فإذا دخلهما بغير إحرام عمداً او لعذر لايجب عليه الخروج فوراً.

مسألة ٤٠٢: من أتى بعمرة مفردة في أشهر الحج وبقي في مكة إلى يوم التروية وقصد الحج كانت عمرته متعة(٣) ، فيأتي بحج التمتع، ولافرق في ذلك بين الحج الواجب والمندوب.

* لكن كل ذلك بشرط عدم الخروج من مكة - ولو الى جدة - بعد الاتيان بالعمرة المفردة الى يوم التروية، فإذا خرج منها لاتكون متعة.

____________________

(١) اذ الفصل المعتبر بين العمرتين فيما اذا كان عن نفسه، مع امكان واحتمال شمول النصوص الدالة على عدم الحاجة الى الاحرام إذا رجع في نفس الشهر للمقام أيضا.

(٢) اذ هو غاية مايستفاد من النصوص فراجع.

(٣) كما هو مقتضى الروايات وقد مر بعضها.

٣٦٣

أحكام المصدود

مسألة ٤٠٣: المصدود: هو الذي منعه العدو أو نحوه من الوصول الى الاماكن المقدسة لأداء مناسك الحج أو العمرة بعد تلبسه بالإحرام.

مسألة ٤٠٤: المصدود في العمرة المفردة إذا كان سائقا للهدي جاز له التحلل من إحرامه بذبح هديه أو نحره في موضع الصد(١) .

وإذا لم يكن سائقا وأراد التحلل لزمه تحصيل الهدي وذبحه أونحره، ولايتحلل بدونه على الاحوط(٢) .

____________________

(١) ففي موثقة زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المصدود يذبح حيث صد ويرجع صاحبه فيأتي النساء.

(٢) كما هو مذهب الاكثر كما في المدارك والمفاتيح والذخيرة والرياض، بل في الغنية والمنتهى إجماعنا عليه، لقوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة فان احصرتم فما استيسر من الهدي ) وموثقة زرارة المتقدمة، وفعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما صده المشركون يوم الحديبية، وذهب والصدوقان وابن إدريس الى التحلل بدونه، لاختصاص الآية بالاحصار وعدم دلالتها صراحة على الوجوب، ومع التنزل يختص ذلك بمن ساق الهدي، وأما

=

٣٦٤

والاحوط لزوما ضم الحلق أو التقصير إلى الذبح أو النحر في كلتا الصورتين(١) .

____________________

=

موثقة زرارة وغيرها فكذلك تقيّد بما اذا ساق الهدي وإلا فيتخير بين الحلق والتقصير، كما يشير إليه مارواه علي بن ابراهيم بسند صحيح من أمر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه بنحر ماساقوه معهم من الابل وحلق رؤوسهم وأما من لم يسق فخيره بين الحلق والتقصير، فعن الصادقعليه‌السلام قال - في حديث طويل -: فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله تعظيماً للبدن رحم الله المحلّقين، وقال قوم لم يسوقوا البدن: يارسول الله والمقصرين ؟ لان من لم يسق هدياً لم يجب عليه الحلق، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثانياً رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدي، فقالوا يارسول الله والمقصرين، فقال: رحم الله المقصرين»، ولعله منشأ الاحتياط والله العالم.

(١) تبعا للشهيدين في الدروس والروضة والمسالك جمعا بين الاخبار، ففي رواية حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين صدّ بالحديبية قصّر وأحلّ ونحر ثم انصرف منها ولم يجب عليه الحلق حتى يقضي النسك، فأما المحصور فإنما يكون عليه التقصير.

وفي صحيحة رفاعة عن ابي عبد اللهعليه‌السلام قال: خرج الحسينعليه‌السلام معتمرا وقد ساق بدنة حتى انتهى الى السفيا فبرسم فحلق شعر رأسه ونحرها مكانه.

=

٣٦٥

وأما المصدود في عمرة التمتع، فإن كان مصدودا عن الحج ايضا فحكمه ماتقدم، وإلا - كما لو منع من الوصول الى البيت الحرام قبل الوقوفين خاصة - فلا يبعد انقلاب وظيفته الى حج الافراد(١) .

مسألة ٤٠٥: المصدود في حج التمتع إن كان مصدوداً عن الموقفين او عن الموقف بالمشعر خاصة، فالأحوط أن يطوف ويسعى ويحلق رأسه ويذبح شاة فيتحلل من إحرامه(٢) .

____________________

=

وفي موثقة الفضل بن يونس قال: سألته عن رجل عرض له سلطان فأخذه ظالما له يوم عرفة قبل أن يعرف، فبعث به إلى مكة فحبسه، فلما كان يوم النحر خلى سبيله كيف يصنع ؟ فقال: يلحق فيقف بجمع، ثم ينصرف الى منى فيرمي ويذبح ويحلق ولاشيء عليه، قلت: فإن خلى عنه يوم النفر كيف يصنع ؟ قال: هذا مصدود عن الحج إن كان دخل متمتعا بالعمرة الى الحج فليطف بالبيت اسبوعا، ثم يسعى اسبوعا ويحلق رأسه ويذبح شاة، فإن كان مفردا للحج فليس عليه ذبح ولاشيء عليه.

وعن الشيخ في النهاية وظاهر الشرائع والنافع، بل المنسوب الى الاكثر كما في الرياض عدم توقف التحلّل عليهما أصلا قصورا في مقتضى الادلة.

(١) لشمول بعض أدلة الانقلاب له كما لايخفي فراجع.

(٢) كما هو مقتضى موثقة الفضل المتقدمة فانها ظاهرة على التبدل الى العمرة المفردة إذ الطواف والسعي والحلق من اعمالها، ووجوب الذبح لالكونه عمرة مفردة حتى يشكل بعدم القائل وإنما تطبيقا لقولهعليه‌السلام

=

٣٦٦

وإن كان مصدودا عن الطواف والسعي فقط - بأن منع من الذهاب الى المطاف والمسعى - فعندئذ ان لم يكن متمكنا من الاستنابة وأراد التحلل، فالاحوط أن يذبح أو ينحر هديا ويضم إليه الحلق او التقصير(١) .

وإن كان متمكنا من الاستنابة فلا يبعد جواز الاكتفاء بها(٢) ، فيستنيب لطوافه وسعيه ويأتي هو بصلاة الطواف بعد طواف النائب.

وإن كان مصدودا عن الوصول الى منى لأداء مناسكها فوقتئذ إن كان متمكنا من الاستنابة استناب للرمي والذبح او النحر(٣) ، ثم حلق أو قصر ويبعث بشعره الى منى مع الإمكان، ويأتي ببقية المناسك.

____________________

=

في صحيحة زرارة «المصدود يذبح حيث صد»، وحيث ادعي الاجماع واتفاق الاصحاب كما في الجواهر على انه بالخيار بين التحلل بالذبح او البقاء على الاحرام حتى يفوت الموقفان ويتحلل بعمرة مفردة فالاحتياط في محله والله العالم.

(١) لصدق الصد حينئذٍ.

(٢) لحكومة أدلة الاستنابة على الصد كما لايخفي، وذهب في المعتمد الى قصور أدلة النيابة عن الشمول للمقام، مؤكداً كلامه بعدم المورد لعنوان المصدود لو قيل بشمولها، ولعل في كلامه مواضع للنظر والله العالم.

(٣) لتحقق العذر ومعه فعليه الاستنابة.

٣٦٧

وإن لم يكن متمكنا من الاستنابة سقط عنه الذبح والنحر فيصوم بدلا عن الهدي(١) ، كما يسقط عنه الرمي أيضا - وإن كان الاحوط الإتيان به فى السنة القادمة بنفسه إن حج او بنائبه إن لم يحج - ثم يأتي بسائر المناسك من الحلق أو التقصير وأعمال مكة، فيتحلل بعد هذه كلها من جميع مايحرم عليه حتى النساء من دون حاجة الى شيء آخر.

مسألة ٤٠٦: المصدود من الحج أو العمرة إذا تحلل من إحرامه بذبح الهدي لم يجزئه ذلك عنهما(٢) ، فلو كان قاصداً أداء حجة الإسلام فصُد عنها وتحلّل بذبح الهدي، وجب عليه الإتيان بها لاحقا إذا بقيت استطاعته أو كان الحج مستقراً في ذمته.

مسألة ٤٠٧: إذا صُدّ عن الرجوع إلى منى للمبيت ورمي الجمار لم يضره ذلك بصحة حجه(٣) ، ولايجري عليه حكم المصدود، فيستنيب للرمي إن امكنه في سنته، وإلا قضاه في العام القابل بنفسه إن حج أو بنائبه إن لم يحج على الاحوط الاولى(٤) .

____________________

(١) لاشتراط الذبح في منى، فتنتقل وظيفته الى فاقد الهدي.

(٢) اذ مقتضى ادلة الصدّ هو التحلل لا الاجزاء والاكتفاء والبدلية.

(٣) بلا خلاف في ذلك.

(٤) وقد تقدم فراجع.

٣٦٨

مسألة ٤٠٨: لافرق في الهدي المذكور بين أن يكون بدنة أو بقرة أو شاة، ولو لم يتمكن منه فالاحوط أن يصوم بدلا عنه عشرة أيام(١) .

مسألة ٤٠٩: إذا جامع المحرم للحج امرأته قبل الوقوف بالمزدلفة فوجب عليه إتمامه وإعادته - كما سبق في تروك الإحرام - ثم صُدّ عن الإتمام جرى عليه حكم المصدود(٢) ، ولكن تلزمه كفارة الجماع زائدا على هدي التحلل(٣) .

أحكام المحصور

مسألة ٤١٠: المحصور: هو الذي يمنعه المرض أو نحوه عن

____________________

(١) ففي صحيحة معاوية عنهعليه‌السلام في المحصور ولم يسق الهدي، قال: ينسك ويرجع، قيل: فإن لم يجد هدياً ؟ قال: يصوم » ووجه التوقف أن الصحيحة واردة في المحصور لا المصدود والقول بإشتراكهما في الاحكام مطلقا بحاجة الى دليل، مضافا الى مامر من تقريب عدم وجوب الهدي على المصدود في العمرة المفردة اذا لم يسق الهدي.

(٢) لوجوب إتمام الحجة المرتكب فيها الجرم، سواء قلنا بفسادها او أن الثانية عقوبة عليه.

(٣) عقوبة له.

٣٦٩

الوصول إلى الاماكن المقدّسة لأداء أعمال العمرة أو الحج بعد تلبسه بالإحرام.

مسألة ٤١١: المحصور إذا كان محصوراً في العمرة المفردة أو عمرة التمتع وأراد التحلّل، فوظيفته أن يبعث هدياً أو ثمنه ويواعد أصحابه أن يذبحوه أو ينحره بمكة في وقت معين، فإذا جاء الوقت قصّر أو حلق وتحلل في مكانه(١) .

وإذا لم يكن متمكناً من بعث الهدي أو ثمنه لفقد من يبعثه معه، جاز أن يذبح أو ينحر في مكانه ويتحلل(٢) .

____________________

(١) ففي صحيحة معاوية قال: سألت ابا عبداللهعليه‌السلام عن رجل أحصر فبعث بالهدي، فقال: « يواعد أصحابه ميعاداً، فان كان في حج فمحل الهدي يوم النحر، وإذا كان يوم النحر فليقصر من رأسه، ولايجب عليه الحلق حتى يقضي مناسكه، وإن كان عمرة فلينتظر مقدار دخول أصحابه مكة والساعة التي يعدهم فيها فإذا كان تلك الساعة قصر وأحل » ومثلها دلالة موثقة زرعة.

(٢) لعدة من النصوص التي ظاهرها ذبح الهدي محل الاحصار المحمولة على صورة تعذر بعثه الى مكة او منى، ففي صحيحة رفاعة عن ابي عبداللهعليه‌السلام قال: « خرج الحسينعليه‌السلام معتمراً وقد ساق بدنة حتى انتهى إلى السقيا فبرسم فحلق شعر رأسه ونحرها مكانه » وفي صحيحة

=

٣٧٠

وإن كان محصوراً في الحج، فوظيفته ماتقدم، إلا أن مكان الذبح أو النحر لهديه منى، وزمانه يوم النحر(١) .

وتحلل المحصور في الموارد المتقدمة إنما هو من غير النساء، وأما منها فلا يتحلل إلا بعد الإتيان بالطواف والسعي بين الصفا والمروة في حج أو عمرة(٢) .

مسألة ٤١٢: إذا مرض المعتمر فبعث هدياً ثم خف مرضه وتمكن

____________________

=

معاوية عنهعليه‌السلام في المحصور ولم يسق الهدي، قال: ينسك ويرجع، فإن لم يجد ثمن هدي صام.

(١) كما هو مقتضى صحيحة وموثقة معاوية وزرعة المتقدمتان.

(٢) تشهد له صحيحة معاوية عنهعليه‌السلام قال: « المحصور غير المصدود، وقال: المحصور هو المريض والمصدود هو الذي يرده المشركون كما ردوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس من مرض، والمصدود تحل له النساء والمحصور لاتحل له النساء »، وفي صحيحته الاخرى في حصر الحسينعليه‌السلام قال: أرأيت حين برىء من وجعه قبل أن يخرج الى العمرة حلت له النساء ؟ قال: لاتحل له النساء حتى يطوف بالبيت وبالصفا والمروة، قلت فما بال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين رجع من الحديبية حلّت له النساء ولم يطف بالبيت، قال: ليسا سواء، كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مصدودا والحسين محصوراً.

٣٧١

من مواصلة السير والوصول إلى مكة قبل أن يذبح أو ينحر هديه لزمه ذلك، فإن كان عمرته مفردة فوظيفته إتمامها ولاشيء عليه.

وإن كانت عمرة التمتع، فإن تمكن من اتمام أعمالها قبل زوال الشمس من يوم عرفة فلا إشكال(١) ، وإلا فالظاهر انقلاب حجه إلى الإفرد(٢) .

وكذلك الحال - في كلا الصورتين - لو لم يبعث بالهدي وصبر حتى خفّ مرضه وتمكن من مواصلة السير.

مسألة ٤١٣: إذا مرض الحاج فبعث بهديه، وبعد ذلك خف المرض، فإن ظن إدراك الحج وجب عليه الالتحاق(٣) ، وحينئذ فإن

____________________

(١) تدل عليه صحيحة زرارة عن ابي جعفرعليه‌السلام قال: إن أحصر الرجل بعث بهديه، فإذا أفاق ووجد في نفسه خفة فليمض إن ظن أنه يدرك الناس، فإن قدم مكة قبل أن ينحر الهدي فليقم على إحرامه حتى يفرغ من جميع المناسك، ولينحر هديه، ولاشيء عليه وإن قدم مكة وقد نحر هديه فإن عليه الحج من قابل والعمرة.

(٢) لكون عمرة التمتع مغياة بزوال الشمس يوم عرفة، فإذا لم يتمكن من أدائها قبل ذلك شملته أدلة الانقلاب المتقدمة في المسألة ١٣.

(٣) لوجوب اتمام النسك، والفرض انه متمكن، مضافا الى ظهور صحيحة زرارة المتقدمة.

٣٧٢

أدرك الموقفين أو الوقوف بالمشعر خاصة - حسبما تقدم - فقد أدرك الحج، فيأتي بمناسكه وينحر أو يذبح هديه(١) .

وإلا فإن لم يذبح أو ينحر عنه قبل وصوله انقلب حجه إلى العمرة المفردة(٢) ، وإن ذبح أو نحر عنه، قصر أو حلق وتحلل من غير النساء، وأما منها فلا يتحلل إلا أن يأتي بالطواف والسعي في حج أو عمرة(٣) .

مسألة ٤١٤: إذا أحصر الحاج من الطواف والسعي، بأن منعه المرض أو نحوه من الوصول الى المطاف والمسعى، جاز له أن يستنيب لهما(٤) ويأتي هو بصلاة الطواف بعد طواف النائب.

وإذا أحصر عن الذهاب الى منى وأداء مناسكها استناب للرمي والذبح(٥) ،

____________________

(١) وليس عليه الحج من قابل.

(٢) لعدة من النصوص الدالة على انقلاب الوظيفة الى العمرة المفردة عند عدم ادراك الحج مطلقا.

(٣) وقد مر في المسألة الثانية من الباب فراجع.

(٤) لعدة من النصوص، منها صحيحة حريز عن ابي عبداللهعليه‌السلام قال: المريض المغلوب والمغمى عليه يرمى عنه ويطاف عنه.

(٥) اذ المباشرة في الرمي شرط في ظرف القدرة، أما الذبح فتجوز

=

٣٧٣

ثم حلق أو قصر ويبعث بشعره إلى منى مع إلامكان(١) ، ويأتي بسائر المناسك فيتم حجه.

مسألة ٤١٥: إذا أحصر الرجل فبعث بهديه، ثم آذاه رأسه قبل أن يبلغ الهدي محله، جاز له ان يحلق، فإذا حلق وجب عليه أن يذبح شاة في محله أو يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة مساكين، لكل مسكين مُدّان(٢) .

مسألة ٤١٦: المحصور في الحج أو العمرة إذا بعث بالهدي وتحلل من إحرامه لم يجزئه ذلك عنهما، فلو كان قاصداً أداء حجة الاسلام فأحصر، فبعث بهديه وتحلل، وجب عليه الإتيان بها لاحقا إذا بقيت الاستطاعة أو كان الحج مستقراً في ذمته(٣) .

____________________

=

الاستنابة مطلقا.

(١) وقد تقدم بيانه فراجع.

(٢) تدل عليه صحيحة زرارة عن ابي عبداللهعليه‌السلام قال: إذا أحصر الرجل فبعث بهديه فآذاه رأسه قبل أن ينحر هديه فانه يذبح شاة في المكان الذي أحصر فيه أو يصوم أو يتصدق على ستة مساكين والصوم ثلاثة أيام والصدقة نصف صاع لكل مسكين.

(٣) لصحيحة البزنطي قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن محرم انكسرت ساقه، أي شيء يكون لحاله ؟ وأي شيء عليه ؟ قال: هو حلال من

٣٧٤

مسألة ٤١٧: المحصور إذا لم يجد هديا ولاثمنه صام عشرة أيام بدلا منه(١) .

مسألة ٤١٨: إذا تعذّر على المحرم مواصلة السير إلى الأماكن المقدسة لأداء مناسك العمرة أو الحج لمانع آخر غير الصد والإحصار، فإن كان معتمراً بعمرة مفردة جاز له التحلل في مكانه بذبح هديه مع ضم الحلق أو التقصير إليه على الاحوط.

وكذلك إذا كان معتمراً بعمرة التمتع ولم يمكنه إدراك الحج أيضا، وإلا فالظاهر انقلاب وظيفته إلى حج الإفراد.

وإذا كان حاجا وقد تعذر عليه إدراك الموقفين أو الموقف في المشعر خاصة، فعليه أن يتحلل من إحرامه بعمرة مفردة.

____________________

=

كل شيء... قال: أصلحك الله ماتقول في الحج ؟ قال: لابد أن يحج من قابل » وفي صحيحة حمزة بن حمران أنه سألة أبا عبداللهعليه‌السلام عن الذي يقول: حلني حيث حبستني، فقال: هو حل حيث حبسه، قال أو لم يقل، ولايسقط الاشتراط عنه الحج من قابل » وفي صحيحة رفاعة عنهعليه‌السلام قال: سألته عن الرجل يشترط وهو ينوي المتعة فيحصر هل يجزيه أن لايحج من قابل ؟ قال: يحج من قابل » وغيرها من النصوص، مضافا الى أن أدلة الاحصار وكذا الصد هي للتحلل لا للاجزاء.

(١) لصحيحة معاوية المتقدمة والتي موردها المحصور فراجع.

٣٧٥

وإذا تعذر عليه الوصول الى المطاف والمسعى لأداء الطواف والسعي، أو لم يتمكن من الذهاب إلى منى للاتيان بمناسكها فحكمه ماتقدم في المسألة ٤١٤.

* مسألة ٤١٩: من أصابه عارض صحي اثناء ادائه لطواف العمرة المفردة فأرجع الى بلده، فإن كان بعد إتمام الشوط الرابع فلا يبعد الاجتزاء بالنيابة في بقية الاشواط وكذا في السعي ويأتي هو بصلاة الطواف بعد طواف النائب ويحلق أو يقصر بعد سعيه ويستنيب لطواف النساء ويأتي بصلاته، فيحل من إحرامه تماما، وأما إذا كان قبل ذلك ففي خروجه من الاحرام من دون العود الى مكة والاتيان باعمال عمرته تأمل وإشكال(١) .

* مسألة ٤٢٠: من اصابته سكتة قلبية أثناء ادائه طواف عمرة التمتع فان كان وضعه الصحي لايسمح له بالبقاء في مكة لتكميل مناسك عمرته ولو بالاستنابة ثم الاحرام للحج وادراك الوقوفين بالمقدار الذي يصح به الحج، فالظاهر جريان أحكام المحصور عليه، وإلا فان رجع الى بلده وكان ذلك باختياره فلا يبعد بطلان

____________________

(١) وقد تقدم في المسألة ٤٠ الجزم بوجوب الرجوع واكمال العمرة المفردة لمن تركها.

٣٧٦

إحرامه وإن كان آثما في ذلك(١) ، وأما اذا كان رجوعه من دون ارادته واختياره فالاقرب جريان حكم المصدود عليه.

* مسألة ٤٢١: إذا احرم لعمرة التمتع ثم اغمي عليه فان احتمل أن يفيق من غيبوبته ويدرك الحج - بأن يدرك اختياري المشعر أو اضطراريه مع اختياري عرفة أو اضطراريه - اتخذ الولي من ينوب عنه فى الطواف وصلاته والسعي(٢) ثم يقصر شيئا من شعره فيحل من احرام عمرته، وفي يوم التروية الاحوط أن يحرم عنه الولي - اي يلبي عنه - ويجنبه محرمات الاحرام، ويذهب الى الموقفين فإن افاق هناك فالاحوط أن يجدد الاحرام بنفسه ولو من موضعه ان لم يتمكن من الذهاب الى مكة(٣) ، فإن ادرك الحج - بإدراك ماتقدم - يأتي ببقية مناسكه، وإن عاد الى الغيبوبة قبل الاتيان بها استناب له الولي من

____________________

(١) راجع ماقلناه عند الشروع في كيفية الاحرام.

(٢) لدلالة جملة من النصوص على مشروعية الطواف عن المغمى عليه، وهو وفق مقتضى القاعدة، اذ الحكم الاولي أن يطوف الانسان بالبيت وبين الصفا والمروة بنفسه، فإن لم يقدر فبمعونة الاخرين إعانة ثم حملا، وإن لم يقدر طيف وسعي عنه.

(٣) وقد تقدم فيمن نسى او جهل الاحرام من مكة حتى خرج منها الى عرفات، فراجع.

٣٧٧

يأتي بها عنه، واما اذا لم يفق حتى فات عنه الوقوفان بطل حجه.

* مسألة ٤٢٢: إذا اتى بعمرة التمتع ثم عرض له مايوجب الخوف على نفسه من الاتيان بالحج أو خاف أن يصاب بضرر بليغ، فإن كان خوفه عقلائياً لم يجب عليه الاتمام(١) ، والاحوط ان يجعلها عمرة مفردة فيأتي بطواف النساء.

مسألة ٤٢٣: ذكر جماعة من الفقهاء: أن الحاج او المعتمر إذا لم يكن سائقا للهدي، واشترط في إحرامه على ربه تعالى أن يحله حيث حبسه، فعرض له عارض - من عدو أو مرض أو غيرهما - حبسه عن الوصول الى البيت الحرام أو الموقفين، كان أثر هذا الاشتراط أنه يحل بمجرد الحبس من جميع ما للتحلل من إحرامه، كما لايجب عليه الطواف والسعي للتحلل من النساء إذا كان محصوراً.

وهذا القول وإن كان لايخلو من قوة(٢) ، إلا أن الاحوط لزوما

____________________

(١) السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين.

(٢) بل لعله المتعيّن، وإليه ذهب المرتضى وابن ادريس مع دعوى الاجماع، تمسكاً بصحيحة ذريح عن ابي عبداللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل تمتع بالعمرة الى الحج، واحصر بعد ما أحرم، كيف يصنع ؟ قال: فقال:

=

٣٧٨

=

أو اشترط على ربه قبل أن يحرم أن يحله الله عند عارض عرض له من أمر الله؟ فقلت: بل قد اشترط ذلك، قال: فليرجع الى أهله حلالا لا احرام عليه، إن الله أحق من وفي بما اشترط عليه، قلت: افعليه الحج من قابل ؟ قال: لا » فهي دالة على التحلل بمجرد الاحصار بلا تعرض للهدي، إذ لو كان واجبا لذكرهعليه‌السلام لكونه في مقام البيان.

وصحيحة البزنطي قال: سألت ابا الحسنعليه‌السلام عن محرم انكسرت ساقه، أي شيء يكون حاله ؟ وأي شيء عله ؟ قال: هو حلال من كل شيء، فقلت: ومن النساء والثياب والطيب ؟ فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم، قال: أما بلغك قول أبي عبداللهعليه‌السلام : حلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت عليّ، قلت: أصلحك الله ماتقول في الحج ؟ قال: لابد أن يحج من قابل.

ويويدهما ماورد في جملة من الصحاح في كتاب الاعتكاف من وجوب الاتمام اذا اعتكف يومين إلا اذا اشترط على ربه فله ان يفسخ، كصحيحة محمد بن مسلم وابي ولاد الحناط، وفي صحيحة ابي بصير عنهعليه‌السلام في حديث: وينبغي للمعتكف إذا اعتكف أن يشترط كما يشترط الذي يحرم» وفي صحيحة ابن يزيد عنهعليه‌السلام قال: واشترط على ربّك في اعتكافك كما تشترط في احرامك أن يحلك من اعتكافك عند عارض إن عرض لك من علة تنزل بك من أمر الله تعالى.

وقيل: أن فائدة الاشتراط جواز التحلل من غير تربص الى ان يبلغ الهدي محله، وهو ظاهر المحقق في الشرائح وصريحه في النافع، ويدفعه قوله عليه

=

٣٧٩

مراعاة ماسبق ذكره في المسائل المتقدمة في كيفية التحلل عند الحصر والصد، وعدم ترتيب الأثر المذكور على اشتراط التحلل.

***

إلى هنا فرغنا من واجبات الحج، فلنشرع الان في آدابه، وقد ذكر الفقهاء من الاداب مالاتسعه هذه الرسالة فنقتصر على يسير منها.

وليعلم أن استحباب جملة من المذكورات مبتنٍ على قاعدة

____________________

=

السلام « فليرجع الى أهله حلالا لا إحرام عليه ».

وقيل: أن فائدته سقوط الحج عنه فى العام القابل، وهو المحكي عن الشيخ في يالتهذيب، لذيل الصحيحة المتقدمة، وتقابلها عدة من الصحاح فلابد من رفع اليد عن ذيلها.

وقيل: أن الفائدة ادراك الثواب بذكره في عقد الاحرام، وهو الذي يظهر من الشهيد في المسالك قال: - بعد أن ذكر ان سقوط الهدي في غير السائق، وتعجيل التحلل فمخصوص بالمحصر دون المصدود، وسقوط القضاء فمخصوص بالمتمتع - ومن الجائز كونه تعبداً، أو دعاءً مأمورا به يترتب على فعله الثواب.

وذهب الشيخ وابن الجنيد والعلامة في المختلف والمنتهى الى عدم سقوط الهدي، تمسكا بإطلاق قوله تعالى ( فإن احصرتم فما استيسر من الهدي )، وفيه أنه مقيد بصحيحتي ذريح والبزنطي المتقدمين.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415