بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٦

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة6%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 601

  • البداية
  • السابق
  • 601 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 123058 / تحميل: 6201
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

اتضح ، واستبان الشيء وتبين : ظهر ، والبيان : ما يبين به الشيء.

كاشف الضرّ :

معناه : المفرّج( يجيب المضطرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السوء ) (222) .

والضرّ بفتح الضاد : خلاف النفع ، وبالضم : الهزال وسوء الحال ، وضرّه وضارّه بمعنى ، والاسم الضرر.

خير الناصرين :

معناه : كثرة تكرار النصر منه ، كما قيل : خير الراحمين لكثرة رحمته.

الوفيّ :

معناه : أنّه يفي بعهده ويوفي بوعده ، والوفاء ضد الغدر ، ووفى الشيء : تم وكثر ، ووفّاه حقه وأوفاه : أعطاه وافياً ، أي : تامّاً ، وتوفّيت حقّي من فلان واستوفيته بمعنى واحد ، أي : أخذته تاماً ، ومنه :( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ) (223) ودرهم واف وكيل واف ، أي : تام ، ومنه :( وأوفوا الكيل ) (224) وقوله :( وإبراهيم الذي وفّى ) (225) أي : وفي سهام الإسلام ، وامتحن بذبح ابنه فصبر ، وصبر على عذاب قومه ، وعلى مضض ختانه ، فقد وفى عدد ما اُمر به. وقيل : وفّى بمعنى وفى ولكنه أوكد.

الديّان :

الذي يجزي العباد بأعمالهم ، والدين : الجزاء ، ومنه : كما تدين تدان ،

__________________

(222) النمل 27 : 62.

(223) المطففين 83 : 2.

(224) الأنعام 6 : 152 ، الاسراء 17 : 35.

(225) النجم 53 : 37.

٨١

أي : كما تجازي تجازى.

قال :

كما يدين الفتى يوماً يدان به

من يزرع الثوم لا يقلعه ريحاناً

الشافي :

هو رزاق العافية والشفاء ، ومنه :( وإذا مرضت فهو يشفين ) (226) .

* * *

__________________

(226) الشعراء 26 : 80.

٨٢

خاتمة فيها أبحاث

أ : هنا سؤال ، تقديره : قد ثبت أن الله تعالى واحديّ الذات لا مجال للتعدد فيه ، فليس بمتكثر بحسب الوجود الخارجي لا فرضاً ولا اعتباراً ولا بشيء من الوجوه الموجبة للتكثر ، ولا شكّ أن هذه الصفات التي ذكرناها في الواجب تعالى متعددة ، فإما أن تكون معانيها ثابتة للواجب تعالى ، فيلزم التكثر في ذاته وهو محال ، أو ليست ثابتة ، فلم يجز صدقها عليه ، لكنها صادقة عليه تعالى ، فتكون معانيها ثابتة له ، فيلزم التكثر في ذاته ؟

والجواب : أنّ الاسم الذي يطلق عليه تعالى من غير اعتبار غيره ليس إلاّ لفظة ( الله ) تعالى ، ومعناها ثابت للواجب تعالى بالنظر إلى ذاته لا باعتبار أمر خارج ، وما عداه من الصفات إنما يطلق عليه باعتبار إضافته إلى الغير ، كالخالق فإنه يسمّى خالقاً باعتبار الخلق وهو أمر خارج عنه ، أو باعتبار سلب الغير عنه ، كالواحد فان معناه سلب الشريك ، أو باعتبار الإضافة والسلب عنه معاً ، كالحيّ فان معناه في حق الواجب تعالى كونه لا يستحيل أن يقدر ويعلم ويلزم صحة القدرة والعلم ، فهي سلبية باعتبار معناها وإضافية باعتبار لازمها ، فهذه التكثرات التي ذكرناها ليست حاصلة في ذات الواجب تعالى ، بل في اُمور خارجة عنه.

فالحاصل : أن الصفات المذكورة المتعددة ثابتة للواجب تعالى باعتبار تكثرات خارجة عنه ، فليس في الذات تكثر ، لا باعتبارها ولا باعتبار الصفات ، بل هي واحدة من جميع الجهات والاعتبارات ، قاله صاحب كتاب منتهى السّؤول فيه.

ب : قال الشهيد في قواعده : مرجع هذه الأسماء والصفات عندنا وعند المعتزلة إلى الذات ( وذلك لأنّ مرجع هذه إلى الذات )(227) والحياة والقدرة

__________________

(227) ما بين القوسين لم يرد في (ر) وأثبتناه من (ب) والمصدر.

٨٣

والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام ، والأربعة الأخيرة ترجع إلى العلم والقدرة ، والعلم والقدرة كافيان في الحياة ، والعلم والقدرة نفس الذات ، فرجعت جميعها إلى الذات ، إما مستقلة ، أو إليها مع السلب ، أو الإضافة ، أو هما ، أو إليها مع واحدة من الصفات الاعتبارية المذكورة ، أو إلى صفة مع إضافة ، أو إلى صفة مع زيادة إضافة ، أو إلى صفة مع فعل وإضافة ، أو إلى صفة فعل ، أو إلى صفة فعل مع إضافة زائدة :

فالأول : الله ، ويقرب منه الحقّ.

والثاني(228) : مثل القدوس والسلام والغني والأحد.

والثالث : كالعليّ والعظيم والأول والآخر.

والرابع : كالملك والعزيز.

والخامس : كالعليم والقدير.

والسادس : كالحكيم والخبير والشهيد والمحصي.

والسابع : كالقوي والمتين.

والثامن : كالرحمن والرحيم والرؤوف والودود.

والتاسع : كالخالق والباري والمصوّر.

والعاشر : كالمجيد والكريم واللطيف(229) .

ج : روي عن الصادقعليه‌السلام : أنه من عبدالله بالوهم فقد كفر ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه ـ بصفاته التي وصف بها نفسه وعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سريرته وعلانيته ـ فاُولئك هم المؤمنون حقاً(230) .

__________________

(228) في (ر) و (ب) ورد الترتيب من هنا على الحروف الأبجدية ، والمثبت من المصدر وهو الأنسب.

(229) القواعد والفوائد 2 : 175.

(230) التوحيد : 220 حديث 12 ، وفيه : « من عبدالله بالتوهّم فقد كفر ، ومن عبد الاسم ولم يعبد المعنى فقد كفر ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ».

٨٤

وقالعليه‌السلام لهشام بن الحكم(231) في حديث. لله تسعة وتسعون اسماً ، فلو كان الاسم هو المعنى لكانّ كلّ إسم منها إلهاً ، ولكن الله تعالى معنى واحد تدلّ عليه هذه الأسماء(232) .

و اعلم : أنّ تخصيص هذه الاسماء بالذكر لا يدلّ على نفي ما عداها ، لأنّ في أدعيتهمعليهم‌السلام أسماء كثيرة لم تذكر في هذه الأسماء ، حتى أنّه ذكر أن لله تعالى ألفاً واسماً من الأسماء المقدّسة المطهّرة ، وروي : أربعة الآف(233) . ولعلّ تخصيص هذه الأسماء بالذكر لاختصاصها بمزية الشرف على باقي الأسماء ، أو لأنّها أشهر الأسماء وأبينها معاني وأظهرها.

وحيث فرغنا من هذه العبارة الرابعة ، التي هي لأسماء العبارات الاُول جامعة ، فلنشرع في عبارة خامسة من غير ذكر المعنى ، تحتوي على كثير من الأسماء الحسنى ، ووضعتها على نسق الحروف المعجمة ، فصارت كالبرود المعلمة ، لا يضلّ سالكها ولا تجهل مسالكها ، وجعلت في غرّة كلّ اسم منها حروف النداء ، لتكون

__________________

(231) أبو محمد هشام بن الحكم الكندي ، مولاهم بغدادي ، عين الطائفة ووجهها ومتكلّمها وناصرها ، أجمع الأصحاب على وثاقته وسموّ قدره ، فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب بالنظر ، كان حاذقاً بصناعة الكلام حاضر الجواب عظيم الشان رفيع المنزلة من أرباب الاُصول ، له نوادر وحكايات ولطائف ومناظرات ، روي عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال في حقّه : هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ، وعن أبي جعفرعليه‌السلام حين سئل عنهرحمه‌الله : ما كان أذبّه عن هذه الناحية ، وكانرحمه‌الله كسابقه من العظماء لم يسلم من الأكاذيب والأباطيل والافتراءات عليه ، حتى نسب إليه الشهرستاني في الملل والنحل 1 : 164 الفرقة الهشامية ، ونسب إليه القول بالتشبيه ، ولكنّه كان عبداً صالحاً ناصحاً اُوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له كما روي عن الرضاعليه‌السلام ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، توفي سنة 179 بالكوفة في أيام الرشيد على قول الكشّي ، وسنة 199 ببغداد على قول النجاشي ، وبعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة مستتراً على قول الشيخ.

رجال النجاشي : 432 ، رجال الكشّي 2 : 526 ، رجال الشيخ : 329 ، الفهرست : 174 ، رجال العلاّمة : 178 ، سفينة البحار 2 : 719.

(232) التوحيد : 220 حديث 13 ، وفيه « لله ـ عزّوجلّ ـ تسعة وتسعون اسماً فلو كان الاسم هو المسمّى لكان كل اسم منها هو إلهاً ، ولكن الله ـ عزّوجلّ ـ معنى يدلّ عليه بهذه الأسماء وكلّها غيره ».

(233) عوالي اللآلي 4 : 106 حديث 157.

٨٥

مشتملة بربطة الدعاء وملاءة الثناء.

فادعوه بها ، والظوا على لزوم المثابرة على أسمائها ، وطيبّوا أدواءكم بمعجون نجاحها وأيارج لوغاذيائها(234) ، واكشفوا لأواءكم بنفحةٍ من نفحات نور خمائل آلائها ، ولمحة من لمحات نور مخائل لألائها.

الألف :

اللهّم إنّي أسألك باسمك : يا الله ، يا إلهُ ، يا أحدُ ، يا أبدُ ، يا أيد ، يا أبديُّ ، يا أزليُّ ، يا أوّابُ ، يا أمينُ ، يا أمنَ من لا أمنَ لهُ ، يا أمانَ الخائفينَ ، يا أشفعَ الشافعينَ ، يا أسرعَ الحاسبينَ ، يا أحسن الخالقينَ ، يا أسبغَ المنعمينَ ، يا أسفعَ السّافعينَ ، يا أكرمَ الأكرمينَ ، يا أعدلَ العادلينَ ، يا أحكمَ الحاكمينَ ، يا أصدقَ الصادقينَ ، يا أطهرَ الطاهرينَ ، يا أسمعَ السّامعينَ ، يا أبصرَ النّاظرينَ ، يا أجودَ الأجودينَ ، يا أرحمَ الرّاحمينَ ، يا أنيسَ الذّاكرينً ، يا أقدرَ القادرينَ ، يا أعلمّ العالمينَ ، يا إلهَ الخلقِ أجمعينَ ، يا أملَ الآملينَ ، يا اُنسَ المستوحشينَ ، يا آمراً بالطاعةِ ، يا أليمَ الأخذِ ، يا أهلَ التقوى ، يا أهلَ المغفرة ، يا أقدرَ من كلِّ قديرٍ ، يا أعظمَ من كلِّ عظيم ، يا أجلَّ من كلِّ جليلٍ ، يا أمجدَ من كلِّ ماجدٍ ، يا أرأفَ من كلِّ رؤوفٍ ، يا أعزَّ من كلِّ عزيزٍ ، يا أكبرَ من كلِّ كبيرٍ ، يا أقدمَ من كلِّ قديمٍ يا أعلى من كلِّ عليٍّ ، يا أسنى من كلِّ سنيٍّ ، يا أبهى من كلِّ بهيٍّ ، يا أنورَ من كلِّ منيرٍ ، يا أظهرَ من كلِّ ظاهرٍ ، يا أخفى من كلِّ خفيٍّ ، يا أعلم من كلِّ عليمٍ ، يا أخبرَ مِن كلِّ خبيرٍ ، يا أكرمَ من كلِّ كريم ، يا ألطف من كل لطيف ، يا أبصر من كل بصير يا أسمع من كل سميع يا أحفظ من كل حفيظ ، يا أملى من كل مليّ ، يا أوفى من كلِّ وفيٍّ ، يا أغنَى من كلِّ غنيٍّ ، يا أعطَى من كلِّ معطٍ ، يا أوسعَ من كلِّ واسعٍ ، يا أجودَ من كلّ جوادٍ ، يا أفضلَ من كلِّ مفضلٍ ،

__________________

(234) كذا في (ر) وفي (ب) : « لوغازيائها » وفي (م) : « لوغاذياتها » ولم أهتد إلى معنى لها يناسب المقام.

٨٦

يا أنعمَ من كلّ منعمٍ ، يا أسيدَ من كلّ سيدٍ ، يا أرحمَ من كلّ رحيم ، يا أشدَّ من كلّ شديدٍ ، يا أقوى من كلِّ قويٍّ ، يا أحمدَ من كلِّ حميدٍ ، يا أحكم مِن كلِّ حكيمِ ، يا أبطشَ من كلِّ باطشٍ ، يا أقومَ من كل قيّومٍ ، يا أدومَ من كلِّ دائمٍ ، يا أبقَى من كلِّ باقٍ ، يا أفردَ من فردٍ ، يا أوحدّ من كلِّ واحدٍ ، يا أحمد من كلِّ حمدٍ ، يا أكمل من كلِّ كاملٍ ، يا أتمَّ من كلِّ تامٍّ ، يا أعجب من كلِّ عجيبٍ ، يا أفخرَ من كلِّ فاخرٍ ، يا أبعدَ من كلِّ بعيدٍ ، يا أقربَ من كلّ قريب ، يا أمنع من كلِّ مانعٍ ، يا أغلبَ من كلِّ غالبٍ ، يا أعفى من كلِّ عفوٍّ ، يا أحسنَ من كلِّ محسنٍ ، يا أجملَ من كلَّ مجملٍ ، يا أقبلَ من كلّ قابلٍِ، يا أشكرَ من كلِّ شاكرٍ ، يا أغفَر من كلِّ غفورٍ ، يا أصبرَ من كلِّ صبور ، يا أجبرَ من كلِّ جبّارٍ ، يا أدينَ من كلِّ ديّان ، يا أقضى من كلِّ قاض ، يا أمضى من كلِّ ماضٍ ، يا أنفذَ من كلِّ نافذٍ ، يأ أحلمَ من كلِّ حليمٍ ، يا أخلقَ من كل خالقٍ ، يا أرزقَ من كلِّ رازقٍ ، يا أقهرَ من كلِّ قاهر ، يا أنشى من كلِّ منشٍ ، يا أملك من كلِّ مالكٍ ، يا أولى من كلِّ وليّ ، يا أرفعَ من كلِّ رفيعٍ ، يا أشرفَ من كلِّ شريفٍ ، يا أبسطَ من كلِّ باسطٍ ، يا أقبضَ من كلِّ قابضٍ ، يا أبدَى من كلِّ بادٍ ، يا أقدسَ من كلِّ قدوس ، يا أطهر من كلِّ طاهر ، يا أزكى من كلِّ زكيّ ، يا أهدى من كلِّ هادٍ ، يا أصدق من كلَّ صادقٍ ، يا أعود من كلّ عوّادٍ ، يا أفطر من كلِّ فاطرٍ ، يا أرعى من كلِّ راعٍ ، يا أعونَ من كلِّ معينٍ ، يا أوهبَ من كلِّ وهّاب ، يا أتوب من كلِّ توّاب ، يا أسخى من كلِّ سخيّ ، يا أنصرَ من كلِّ نصيرٍ ، يا أسلم من كلِّ سلامٍ ، يا أشفَى من كلِّ شافٍ ، يا أنجَى من كلِّ منجٍ ، يا أبرَّ من كلَِّ بارٍّ ، يا أطلبَ من كلِّ طالبٍ ، يا أدركَ من كلِّ مدركٍ ، يا أرشدَ من كلِّ رشيد ، يا أعطفَ من كلِّ معطفٍ ، يا أعدلَ من كلِّ عدل ، يا أتقنَ من كلِّ متقنٍ ، يا أكفلَ من كلِّ كفيلٍ ، يا أشهدَ من كلِّ شهيد(235) . أن تصليَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ

__________________

(235) في هامش (ر) : « هذه الأسماء المبنية على أفعل التفضيل كثيرة جداً ، اقتصرنا منها على الأسماء المذكورة في الدعاء المسمّى بدعاء الصحيفة ، وقد مرّ بعد دعاء المجير ، أوله : سبحان الله العظيم وبحمده

٨٧

المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الرّاحمينَ.

الباء :

اللّهمَّ إنّي أسالكَ باسمكَ : يا بديعُ ، يا بديُّ ، يا بادي ، يا برُّ ، يا بارُّ ، يا برهانُ ، يا بصيرُ ، يا باطنُ ، يا بائنُ ، يا بارئ ، يا باسطُ ، يا باطشُ ، يا باقِي ، يا باعثُ ، يا باذخُ ، يا بهيُّ ، يا برِياً من كلِّ عيبٍ ، يا بالغَ الحجّةِ ، يا بانيَ السماءِ بقوّتِه ، يا باسَّ الجبالِ بقدرته ، يا باثَّ الأقواتِ بعلمهِ ، يا بلاغّ العاجزينً ، يا بُشرَى المؤمنينَ ، يا باترَ عمرِ الباغينَ ، يا بعَدَ البعدِ ، يا بعيداً في قربه. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنت أهلُهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

التاء :

اللّهمّ إنّي أسالكَ باسمكَ : يا تامُّ ، يا توابُ ، يا تاليَ الأنباءِ على رسولهِ. أن تصليَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنين ما أنتَ اهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الثاء :

اللّهمّ إني أسالك باسمِكَ : يا ثقَة المتوكلينَ ، يا ثابتَ الربوبيةِ ، يا ثاني كلِّ وحيدٍ ، يا ثاجَّ المعصراتِ بقدرتِهِ ، يا ثالجَ قلوب المؤمنينَ بذكره. أن تصليَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميع المؤمنين ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الجيم :

اللّهم إني أسألكَ باسمكَ : يا جبّارُ ، يا جوادُ ، يا جامعُ ، يا جابرُ ، يا جليلُ ، يا جلالَ السماوات والأرضِ ، يا جمالَ السماواتِ والأرضِ ، يا جاعلَ الليلِ

__________________

من إلهٍ ما أقدره ، إلى آخر الدعاء ، منهرحمه‌الله ».

٨٨

سكناً ، يا جميلَ الصنعِ ، يا جاليَ الهمومِ ، يا جسيمَ النّعمِ ، يا جاريَ القدر ، يا جديداً لا يبلّى ، يا جاذَّ اُصول الضالمينَ ، يا جليَّ البراهينَ ، يا جارَ المستجيرينَ ، يا جليسَ الذّاكرينَ ، يا جُنّةً العائذينَ ، أنّ تصلّيَ علَى محمّدٍ وآله ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الحاء :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا حيُّ ، يا حامدُ ، يا حميدُ ، يا حافظُ ، يا حفيظُ ، يا حفيُّ ، يا حسيبُ ، يا حنّانُ ، يا حليمُ ، يا حكم ، يا حكيمُ ، يا حاكمُ ، يا حقُّ ، يا حامل العرشِ ، يا حلوَ الذّكرِ ، يا حسنَ التجاوزِ ، يا حاضرَ كلِّ ملأٍ ، يا حبيبَ من لا حبيبَ لهُ ، يا حرزَ من لا حرزَ لهُ ، يا حصنَ كلِّ هارب ، يا حياةَ كلِّ شيءٍ ، يا حافَّ العرشِ بملائكتهِ ، يا حارسَ السماءِ بالشّهبِ ، يا حابسَ السماواتِ والأرضِ أن تزولا ، يا حاشرَ الخلائقِ في اليوم الموعودِ ، يا حاثَّ عبادِهِ على شكرهِ ، يا حاشيَ العزِّ قلوبَ المتقينَ ، يا حاطَّ أوزارِ التائبينَ. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بِي وبجميع المؤمنينَ ما أنت اهلُهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الخاء :

اللّهمَّ إنّي أسألكَ باسمك : يا خافضُ ، يا خالقُ ، يا خلاّقُ ، يا خفيرُ ، يا خبيرُ ، يا خالد الملكِ ، يا خفيَّ الألطافِ ، يا خازنَ النّورِ في السماء ، يا خاصَّ موسى بكلامهِ ، يا خليفةَ النّبيّنّ ، يا خاذلَ الظالمينَ ، يا خادعَ الكافرينَ ، يا خيرَ الناصرينَ ، يا خيرَ الفاتحينَ ، يا خيرَ الوارثينَ ، يا خيرَ المنزلينَ ، يا خيرَ المحسنينَ ، يا خيرَ الرّازقينَ ، يا خيرَ الفاصلينَ ، يا خيرَ الغافرينَ ، يا خيرَ السّاترينَ ، يا خيرَ الحاكمينَ ، يا خير الحامدينً ، يا خيرَ الذّاكرين ، يا خير الشّاكرينَ ، يا خاتماً بالخيرِ لأوليائه(236) . أن تصليّ على محمّدٍ وآله ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنين ما

__________________

(236) في هامش (ر) : « الأسماء المضافة إلى خير كثيرة ، اقتصرنا منها على هذا القدر. منهرحمه‌الله ».

٨٩

أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الدال :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا داعِي ، يا دائبُ ، يا دائمُ ، يا ديمومُ ، يا ديَومُ ، يا دالُّ ، يا دليلُ ، يا دانٍ في علوّهِ ، يا ديانَ العبادِ ، يا دافعَ الهمومِ يا دامغَ الباغينَ ، يا داحَي المدحواتِ. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الرّاحمينَ.

الذال :

اللّهمَّ إنّي أسألك باسمكَ : يا ذاكرُ ، يا ذكورُ ، يا ذائدُ ، يا ذاريَ ما في الأرضِ ، يا ذخرَ من لا ذخرَ لهُ ، يا ذا الطّولِ ، يا ذا المعارج ، يا ذا القوةِ المتين ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ(237) . أن تصليَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنت اهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الراء :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا ربُّ ، يا رقيبُ ، يا رشيدُ ، يا راشدُ ، يا رفيعُ ، يا رافعُ ، يا رحمنُ ، يا رحيمُ ، يا راحمُ ، يا رؤوفُ ، يا رازقُ ، يا رزّاقُ ، يا رائي ، يا رضوانُ ، يا راصدُ ، يا رصدَ المرتصدِ ، يا رضيَّ القولِ ، يا راضٍ على أوليائه ، يا رافِدَ من استرفدهُ ، يا راعيَ من استراعاهُ ، يا ركنَ من لا ركنَ لهُ ، يا رايشَ كلِّ قانعٍ ، يا رادَّ ما فاتَ ، يا راميَ أصحابِ الفيلِ بالسّجيلِ ، يا رابطَ على قلوبِ أهلِ الكهفِ بقدرتهِ ، يا راجَّ الأرضِ بعظمتهِ ، يا رغبةَ العابدينَ ، يا رجاءَ المتوكلينَ. أن تصلّيَ

__________________

(237) في هامش (ر) : « النعوث والصفات المضافة إلى ذي كثيرة جداً ، مثل : ذو العزّة ذو القدرة ، وإنمّا تركنا ذكرها هنا لكونها من قبيل النعوت والصفات ، والمراد هنا ذكر ما يتيسّر من الأسماء ، وإنّما ذكرنا ذا الجلالِِ والإكرام فقط تبرّكاً به وتيمّناً ، ولوروده في القرآن ، وكذا ذو الطول ، ذو المعارج ، ذو القوة المتين ، منهرحمه‌الله ».

٩٠

علّى محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمُ الرّاحمينَ.

الزاء :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا زكيُّ ، يا زاكي ، يا زارعَ النباتِ ، يا زينَ السماوات والأرضِ ، يا زاجرَ الظَّلومِ ، يا زائدَ الخضرِ في علمهِ ، أن تصلّيَ علّى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنتَ أهلُه ، يا أرحم الرّاحمينَ.

السين :

الل ّهمّ إني أسألك باسمكَ : يا سمحُ ، يا سموحُ ، يا سلامُ ، يا سالمُ ، يا ساترُ ، يا ستّارُ ، يا سبحانُ ، يا سلطانُ ، يا سامقُ ، يا سبّوحُ ، يا سرمديُّ ، يا سخيُّ ، يا سنيُّ ، يا سابغَ النّعمِ ، يا ساميَ القدرِ ، يا سابقَ الفوتِ ، يا ساجَر البحرِ ، يا سالخَ النّهارِ من الليلِِ ، يا سادَّ الهواءِ بالسماءِ ، يا سيّدَ الساداتِ ، يا سببَ من لا سببَ لهُ ، يا سندَ من لا سندَ لهُ ، يا سريعَ الحسابِ ، يا سميعَ الدعاءِ ، يا سامعَ الأصواتِ ، يا سارَّ أوليائه ، يا سرورَ العارفينَ ، يا ساقيَ الظمآنينَ ، يا سبيلَ حاجةِ الطالبينَ ، يا سامكَ السماءِ ، يا ساطحَ الأرضينَ ، يا سالبَ نعمِ الجاحدينَ ، يا سافعاً بنواصي الخلقِ أجمعينَ ، أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الشين :

اللّهمّ إني أسالكَ باسمكَ : يا شاهدُ ، يا شهيدُ ، يا شاكرُ ، يا شكورُ ، يا شافعُ ، يا شفيعُ ، يا شاءٍ لا بهمّةٍ ، يا شاقَّ السماء بالغمامِ ، يا شفيقَ من لا شفيقَ لهُ ، يا شرفَ من لا شرفَ لهُ ، يا شديدَ البطشِ ، يا شريف الجزاءِ ، يا شارعً الأحكام ، يا شاملَ اللطفِ ، يا شاغبَ صدعِ المكسورين ، يا شادَّ أزرِ النّبيينَ ، يا شافيَ مرضَى المؤمنينَ. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ

٩١

أهلهُ ، يا أرحمَ الرّاحمينَ.

الصاد :

اللّهمَّ إنّي أسألكَ باسمكَ : يا صبّارُ ، يا صابر ، يا صبورُ ، يا صادقُ ، يا صدوقُ ، يا صافحُ ، يا صفوحُ ، يا صمدَ المؤمنينَ ، يا صانعَ كلِّ مصنوعٍ ، يا صالحَ خلقِه ، يا صارفَ اللزبةِ ، يا صابَّ ماءِ المطر بقدرتهِ ، يا صافَّ الملائكةِ بعظمتهِ ، يا صافيَ الملكِ ، يا صاحبَ كلِّ وحيدٍ ، يا صَغارَ المعتدينَ ، يا صريخَ المستصرخينَ. أن تصلّيَ علَى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الضاد :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا ضارَّ المعتدينَ ، يا ضامنَ الأرزاقِ ، يا ضاربَ الأمثالِ ، يا ضافيَ الفجرِ والجمالِ. أن تصلّيَ علَى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الرّاحمينَ.

الطاء :

اللّهمَّ إنّي أسألُكَ باسمِك : يا طُهرُ ، يا طاهرُ ، يا طهورُ ، يا طبيبَ الأولياءِ ، يا طامسَ عيونِ الأعداء ، يا طالباً لا يَعجزُ ، يا طاحي الأرضِ ، يا طاويَ السماءِ ، يا طلبَ الغادرينَ ، يا طاردَ العسر عن اليسر ، أن تصلّيَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنين ما أنت أهلُهُ ، يا أرحَمَ الراحمينَ.

الظاء :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا ظاهرُ ، يا ظهيرُ ، يا ظليلَ الظلِّ ، يا ظهر

٩٢

اللاجئينَ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمّ الراحمينَ.

العين :

اللّهمَّ إني أسألك باسمكَ : يا عدلُ ، يا عادلُ ، يا عليُّ ، يا عالِي ، يا عليمُ ، يا علاّمُ ، يا عالمُ ، يا عزُّ ، يا عزيزُ ، يا عظيمُ ، يا عاضدُ ، يا عاطفُ ، يا عطوفُ ، يا عافِي ، يا عفوُّ ، يا عتيد الإمكانِ ، يا عجيبَ القدرةِ ، يا عريضَ الكبرياءِ ، يا عائداً بالجودِ ، يا عوّاداً بالفضلِ ، يا عاجل النّفعِ ، يا عامَّ المعروف ، يا عاملاً بإرادتهِ ، يا عامرَ السمواتِ بملائكتهِ ، يا عاصمَ المستعصمينَ ، يا عينَ المتوكلينَ ، يا عدةَ الواثقينَ ، يا عمادَ المعتمدينَ ، يا عونَ المؤمنينَ ، يا عياذَ العائذينَ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الغين :

اللّهمَّ إنّي أسألك باسمكَ : يا غنيُّ ، يا غالبُ ، يا غفورُ ، يا غفّارُ ، يا غافُر ، يا غفرانُ ، يا غامرَ خلقِهُ برحمتهِ ، يا غارسَ أشجار الجنانِ لأوليائهِ ، يا غالقَ أبوابِ النارِ عَلى اعدائهِ ، يا غوثَ كلِّ طريدٍ ، يا غِنى كلِّ فقيرٍ ، يا غايةَ الطالبينَ ، يا غياثَ المستغيثينَ. أن تصلّيَ على محمدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنتَ اهلهُ ، يا أرحم الراحمنَ.

الفاء :

اللّهمَّ إنّي أسألكَ باسمكَ : يا فاتحُ ، يا فتّاحُ ، يا فردُ ، يا فاصلُ ، يا فاخرُ ، يا فاطرُ ، يا فائقُ ، يا فاعلَ ما يشاءُ ، يا فعّالاً لما يريدُ ، يا فالقَ الحبِّ والنَوى ، يا فارجَ الهمِّ ، يا فائضَ البرِّ ، يا فاكَّ العتاةِ ، يا فالجَ الحجّةِ ، يا فارضَ

٩٣

الطاعةِ ، يا فرجَ كلِّ حزينٍ ، يا فخرَ الأولياء ، يا فاضَّ رؤوسِ الضلالةِ ، يا فاقةَ كلِّ مفقودٍ ، يا فارقَ كلِّ أمرٍ حكيمٍ ، يا فكاكَ الرَّقابِ منَ النّار ، يا فاديَ إسماعيلَ منَ الذبحِ ، يا فاتقَ السماواتِ والأرضِ بعدَ رتقهما. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

القاف :

اللّهمَّ إني أسالكَ باسمكَ : يا قادرُ ، يا قديرُ ، يا قيّومُ ، يا قيّام ، يا قائمُ ، يا قاهرُ ، يا قهّارُ ، يا قديمُ ، يا قويُّ ، يا قريبُ ، يا قبلُ ، يا قدّوسُ ، يا قابضُ ، يا قاصدَ السبيلِ ، يا قاضيَ الحاجاتِ ، يا قاسمَ الأرزاقِ ، يا قاتلَ المردةِ ، يا قاصمَ الظلمةِ ، يا قامعَ الفجرة ، يا قاصفَ الشجرةِ الملعونةِ ، يا قبلَ القبلِ ، يا قابلَ التوب ، يا قائلَ الصّدقِ ، يا قاذفاً بالحقِّ ، يا قوامَ السماواتِ والأرضِ ، يا قوةَّ كلِّ ضعيفٍ ، يا قاصَّ نبأ الماضينَ ، يا قرةَ عينِ العابدينَ ، يا قائد المتوكلينَ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنين ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الكاف :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا كاملُ ، يا كالئ ، يا كبيرُ ، يا كائنُ ، يا كينونُ ، يا كريمُ ، يا كفيلُ ، يا كهيعص ، يا كافِي ، يا كافَّ الشرورِ ، يا كاسرَ الأحزابِ ، يا كافلَ موسَى ، يا كادرَ النّجومِ ، يا كاشطَ السماءِ ، يا كابتَ الأعداءِ ، يا كانفَ الأولياءِ ، يا كنزّ الفقراءِ ، يا كهفَ الضعفاءِ ، يا كثيرَ الخيرِ ، يا كاتبَ الحسناتِ ، يا كاشفَ الكربِ ، يا كاسيَ الجنوبِ العاريةِ ، يا كابسَ الأرضينَ عَلى الماءِ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

٩٤

اللام :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا لطيفُ ، يا لجأ اللاجئينَ ، يا لذيذَ الاسم ، يا ليّناً في تجبرهِ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الميم :

اللّهمّ إنّي أسألك باسمكَ : يا مزيلُ ، يا منيلُ ، يا مقيلُ ، يا مديلُ ، يا محيلُ ، يا مفيدُ ، يا مزيدُ ، يا مبيدُ ، يا مريدُ ، يا مجيدُ ، يا ماجدُ ، يا موجدُ ، يا منجدُ ، يا مرفدُ ، يا مرشدُ ، يا مسعدُ ، يا مؤيّدُ ، يا ممهّدُ ، يا مسدّد ، يا متوحّدُ ، يا منفردُ ، يا متفرّدُ ، يا مقصدُ ، يا موحدُ ، يا ممجّدُ ، يا مصّدقُ ، يا مقدسُ ، يا مسبّحُ ، يا مهلّلُ ، يا مكبّرُ ، يا مطهّرُ ، يا موقّرُ ، يا مبجّلُ ، يا مؤمّلُ ، يا منزّهُ ، يا مباركُ ، يا معظّمُ ، يا مكرّمُ ، يا مستغفرُ ، يا مسترزقُ ، يا مستنجدُ ، يا مستعصمُ ، يا مستحفظُ ، يا مُستهدّى ، يا مسترحمُ ، يا مستصرخُ ، يا مستجارُ ، يا مستعادُ ، يا مستعان ، يا مستغاثُ ، يا مُستكفَى ، يا معتمدُ ، يا مجتّدى ، يا مناجَى ، يا منادَى ، يا مخشى ، يا ممنّنُ ، يا منّانُ ، يا معتزُّ ، يا متعزّزُ ، يا متجاوزُ ، يا متقدّسُ ، يا متكبّرُ ، يا متجبّرُ ، يا متطهّرُ ، يا متسلّطُ ، يا متعظّمُ ، يا متكرّمُ ، يا متفضّلُ ، يا متطوّلُ ، يا متجلّلُ ، يا متحيّبُ ، يا مترحّمُ ، يا متحنّنُ ، يا متعطّفُ ، يا مترئّفُ ، يا متشرّفُ ، يا متعالِ ، يا محتجبُ ، يا مبتِلي ، يا مختبرُ ، يا ممتحّنُ ، يا مبينُ ، يا متينُ ، يا معين ، يا مكينُ ، يا ماكنُ ، يا مكوّنُ ، يا مزيّنُ ، يا مهوّنُ ، يا ملقّنُ ، يا مبيّنُ ، يا ممكّنُ ، يا محصّنُ ، يا مؤمنُ ، يا مهيمنُ ، يا متكلّمُ ، يا معلّمُ ، يا مقسّمُ ، يا معظّمُ ، يا مكرّمُ ، يا ملهمُ ، يا مفهّمُ ، يا مبدّلُ ، يا منوّلُ ، يا مذلّلُ ، يا مفضّلُ ، يا مفصّلُ ، يا منزّلُ ، يا معدّلُ ، يا مسهّلُ ، يا محوّل ، يا ممهّلُ ، يا موئلُ ، يا مرسلُ ، يا مجزلُ ، يا مجملُ ، يا محسنُ ، يا مكافي ، يا مقيمُ ، يا منعمُ ، يا منعامُ ، يا مفضلُ ، يا مفضالُ ، يا مصلحُ ، يا موضحُ ،

٩٥

يا منجحُ ، يا ممنحُ ، يا مانحُ ، يا منّاحُ ، يا مرتاحُ ، يا مؤنسُ ، يا منفّسُ ، يا محتجُّ ، يا مبلغُ ، يا مشفعُ ، يا ممتّعُ ، يا مطّلعُ ، يا مستمِعُ ، يا مرتفعُ ، يا مبتدعُ ، يا مخترعُ ، يا موسعُ ، يا منيعُ ، يا ممتنعُ ، يا مستطيعُ ، يا محيطُ ، يا مقسطُ ، يا مولى ، يا مليّ ، يا مملّكُ ، يا متملّكُ ، يا مالكُ ، يا مليكُ ، يا ملك ، يا مطاعُ ، يا ملاذُ ، يا معاذُ ، يا معيذُ، يا مجيبُ ، يا مستجيبُ ، يا مجابُ ، يا مقيتُ ، يا مغيثُ ، يا مستعلي ، يا مستغني ، يا مصرخُ ، يا منقذُ ، يا مخلّصُ ، يا ممحّصُ ، يا مخصّصُ ، يا معوّضُ ، يا منطقُ ، يا مطلقُ ، يا معتقُ ، يا مغلقُ ، يا مفرّقُ ، يا مطوّقُ ، يا موفّقُ ، يا مصدّقُ ، يا متجَلّ ، يا منجابُ ، يا مَخوفُ ، يا مَهوبُ ، يا مَهيبُ ، يا مُهابُ ، يا موهبُ ، يا مَرهوبُ ، يا مرَغوبُ ، يا مطلوبُ ، يا محجوبُ ، يا منيفُ ، يا مألوفُ ، يا موصوفُ ، يا معروفُ ، يا منعوتُ ، يا مشكورُ ، يا مذكورُ ، يا مشهورُ ، يا موجودُ ، يا معبودُ ، يا محمودُ ، يا مقصودُ ، يا موفودُ ، يا مسؤول ، يا مأمولُ ، يا مرجوُّ ، يا مدعوُّ ، يا ممدوحُ ، يا ممتحدحُ ، يا ممدحُ ، يا ممسكُ ، يا مهلكُ ، يا مدركُ ، يا مبوّئ ، يا مثوي ، يا مسوّي ، يا مقلّبُ ، يا مرغبُ ، يا مرهبُ ، يا مرتّبُ ، يا مسبّبُ ، يا محبّبُ ، يا مركّبُ ، يا معقبُ ، يا مخوّفُ ، يا مصرفُ ، يا مؤلفُ ، يا مكلّفُ ، يا مشرّفُ ، يا معرّفُ ، يا مضعفُ ، يا منصفُ ، يا مهني ، يا منبي ، يا موفي ، يا مرضي ، يا مرضيّ ، يا ممضي ، يا منجي ، يا محصي ، يا منشي ، يا مقني ، يا مجزي ، يا مجازي ، يا منتخبُ ، يا منتجبُ ، يا مصطفي ، يا مرتضي ، يا مجتبي ، يا مزكّي ، يا مختارُ ، يا مظفرُ ، يا مقدّرُ، يا مُقتَدِر ، يا مفتخرُ ، يا منتصرُ ، يا مستكبرُ ، يا منوّرُ، يا مصوّرُ ، يا مبصرُ ، يا مصبرُ ، يا مسخّرُ ، يا مغيّرُ ، يا مبشّرُ ، يا ميسّرُ ، يا مسّير ، يا مذكّرُ ، يا مدبّرُ ، يا مخبر ، يا محذرُ ، يا منذرُ ، يا منشرُ ، يا مقبرُ ، يا مرجِي ، يا مرتجي ، يا منجِي ، يا ملتجِي ، يا ملجأُ ، يا محسابُ ، يا مطلبُ ، يا مصيبُ ، يا مفرّجُ ، يا مسلّطُ ، يا مجيرُ ، يا مبيرُ ، يا محكمُ ، يا متقنُ ، يا مخفِي ، يا معلنُ ، يا مبقي ، يا مطعمُ ، يا مهينُ ، يا مكرمُ ، يا منتقمُ ، يا مسلمُ ، يا محلّلُ ، يا محرّم ، يا مقرّبُ ، يا مبعّدُ ، يا مثيبُ ، يا معذِبُ ، يا مخصبُ ، يا مجدبُ ، يا مقدّمُ ، يا مؤخّرُ ، يا مقلّلُ ، يا مكثّرُ ، يا معزُّ ، يا مذلُّ ، يا محيِي ، يا مميتُ ،

٩٦

يا موردُ ، يا مصدرُ ، يا مضعفُ ، يا مقوّي ، يا معيشُ ، يا متوفي ، يا مصحُّ ، يا مبرِئ ، يا ممرضُ ، يا مشفِي ، يا معلُّ ، يا مداوي ، يا معاقبُ ، يا معافِي ، يا مثبتُ ، يا ماحِي ، يا معيدُ ، يا مبدِي ، يا مضحكُ ، يا مبكي ، يا مضلُّ ، يا مهدِي ، يا مسعدُ ، يا مشقِي ، يا مدنِي ، يا مقضِي ، يا مفقرُ ، يا مغنِي ، يا مانعُ ، يا معطِي ، يا مبقِي ، يا مفني ، يا مرويَ الظمآن ، يا مشبعَ الغرثانَ ، يا مبليَ كلِّ جديدٍ ، يا مجدّدَ كلِّ بالٍ ، يا مظلمَ الليلِ ، يا مشرق النهارِ ، يا مسرجَ الشَمسِ ، يا منيرَ القمرِ ، يا مزهرَ النجومِ ، يا مطلِعَ النباتِ ، يا منبتَ الشجر ، يا مخالف طعمِ الثمرِ ، يا مُنبعَ العيونِ ، يا مثيرَ السّحاب ، يا مدجيَ الظلمة ، يا مشعشِعَ النور ، يا مهبَّ الرَياح ، يا مورقَ الأشجارِ ، يا مومضَ البرقِ ، يا مرزمَ الرعدِ ، يا ممطَر المطرِ ، يا مُهبِطَ الملائكةِ الى الأرضِ ، يا مرسيَ الجبالِ ، يا مجريَ الفلكِ ، يا مغطشَ الليلِ ، يا مولجَ الليلِ في النهارِ ومولجَ النهارِ في الليلِ ، يا مكوّرَ الليلِ على النهار ومكوّر النهارِ على الليلِ ، يا مخرجَ الحيَّ من الميتِ ومخرجَ الميتِ من الحيَّ ، يا مرخّص الأسعار ، يا معظّم البركةِ ، يا مباركَ في الأرضِ المقدسة ، يا مربح متاجريه ، يا مزيحَ العللِ ، يا مظهرَ الآياتِ ، يا مادَّ الظلِّ ، يا ممدَّ الأرضِ ، يا مموّرَ السماءِ ، يا مكيد المكر ، يا مستوجبَ الشكر ، يا منجزَ العِداتِ ، يا مؤديَ الأماناتِ ، يا منتهَى الرغباتِ ، يا متقبّلَ الحسناتِ ، يا مكفّر السيئاتِ ، يا مؤتي السؤلات ، يا مأمنَ الهالِع ، يا معقلَ الضارع ، يا مفزَع الفازِع ، يا مطمعَ الطامِع ، يا مأوَى الحيرانِ ، يا مخسئ الشيطانِ ، يا مضيء البرهانِ ، يا متمّمَ النعمِ ، يا مسبغَ المننِ ، يا مولي التطوّل ، يا مواتر الإنعامِ ، يا متتابعَ الإحسانِ ، يا مواليَ الإفضال ، يا متصلَ الآلاءِ ، يا مرادفَ النعماءِ ، يا مدِرَّ الأرزاقِ ، يا ملزمَ الدينِ ، يا موجبَ التعبدِ ، يا محقَ الحقِّ ، يا مبطلَ الباطلِ ، يا مميطَ الأذَى ، يا منعشاً من الصرعةِ ، يا محرِّكَ الحركاتِ ، يا محفوظَ الحفظِ ، يا مسلّي الأحزانِ ، يا مذهب الغمومِ ، يا موزعَ الشكرِ ، يا منهج الدّلالةِ ، يا مفعولَ الأمرِ ، يا متّسعَ الرَّحمةِ ، يا معدنَ العفوِ ، يا مخفّف الأثقالِ ، يا معشبَ البرِّ ، يا موطّدَ الجبالِ ، يا مفجّرَ البحارِ ، يا معذبَ الأنهارِ ، يا متكفّلاً بالرزقِ ، يا منخرَ العظامِ ، يا مستطيلَ

٩٧

القدرةِ ، يا مؤجّل الآجالِ ، يا موقتَ المواقيتِ ، يا مؤسّسَ الاُمورِ ، يا مكمّلَ الدينِ ، يا موضعَ كلِّ شكوَى ، يا مظلّلَ كلِّ شيءٍ ، يا مفتحَ الأبوابِ ، يا مكّاراً بالمترفينَ ، يا مخزيَ الكافرينَ ، يا مستدرجَ العاصينَ ، يا ماقتَّ أعمالِ المفسدينَ ، يا مبيّضَ وجوهِ المؤمنينَ ، يا مسوّدَ وجوهِ المجرمينَ ، يا مبدّدَ شملِ الباغينَ ، يا مجتثَّ أصلِ الطاغينَ ، يا متوّعداً بعذاب الجبارينَ ، يا مدحضَ كلمةِ الجاحدينَ ، يا مشّتتَ جمعِ المعاندينَ ، يا مفاجئاً بنكالهِ الظالمينَ ، يا مرغمَ اُنوفِ المستكبرينَ ، يا مخترماً بسطوتهِ المتجبرينَ ، يا مفلَّ حدِّ الناكثين ، يا مكلَّ سلاح القاسطينَ ، يا معفي آثارِ المارقينَ ، يا ممزّقَ ملكِ المتغلبينَ ، يا مرعبَ قلوبِ المحاربينَ ، يا مجنّبَ عقوبته الطائعينَ ، يا مباعداً بأسهُ عن التائبينَ ، يا موطّئ مسالكِ المتقين ، يا منضّرَ وجوهِ المتهجّدين ، يا مهيّئ اُمور المتوكلينَ ، يا مالَ المقلّينَ ، يا مهربَ الخائفينَ ، يا متوليَ الصالحينَ ، يا منى المحبّينَ ، يا مريحَ اللاغبينَ ، يا مخرسَ ألسنة المعاندينَ ، يا ملجمَ الجنَّ المتمردينَ ، يا مزوّجَ الحور العينِ ، يا محقّق أملِ الآملينَ ، يا مفيضَ عطيته علَى السائلينَ ، يا مديمَ نعمته على الشاكرينً ، يا مرجّحَ ميازينِ المطيعينَ ، يا مصعدَ أصواتِ الداعينَ ، يا معليَ دينه علَى كلِّ دينٍ ، يا مجيرَ غصصِ الملهوفينَ ، يا مزرعَ قبور العالمينَ ، يا مفحمَ بحجتهِ المجادلينَ ، يا مجلي عظائمِ الاُمور ، يا منتجعاً لكشفِ الضرِّ ، يا مستدَعى لبذلِ الرغائِب ، يا منزولاً بهِ كلّ حاجةٍ ، يا ماضيَ العلمِ فيما خلقَ ، يا ملقيَ الرواسِي في الأرضِ ، يا مربيَ نفقاتِ أهلِ التقوى ، يا مسكّنَ العروقِ الضاربة ، يا منوّم العيون الساهرة ، يا متلقّيَ العصاةِ بحلمهِ ، يا مملياً لمن لَجَّ في طغيانهِ ، يا معذراً إلى من تمادَى في غيِّهِ ، يا موصدَ النارِ على أهلِ معصيته ، يا مردفاً جندهُ بملائكتهِ ، يا مشريَ أنفسِ المؤمنينَ بجنتهِ ، يا مجلّلَ خلقه برداءِ رحمتهِ ، يا محلَّ كنوزِ أهلِ الغَنى ، يا مقرَّ السموات بغيرِ عمدِ ، يا مزلزلَ أقدامِ الأحزابِ ، يا منتزعَ المُلكِ ممّن يشاءُ ، يا مغرقَ فرعونَ وجنودِهُ ، يا مجاوزاً ببِني إسرائيلَ البحر ، يا مليّنَ الحديدِ لدوادَ ، يا مكلِّمَ موسَى تكليماً ، يا منادِيه من جانبِ الطّور ، يا مقيّظَ الركبِ ليوسفَ ، يا مبرّدَ نارِ الخليلِ ، يا مدمّراً على قومِ لوطٍ ، يا مُدَمدِماً علَى

٩٨

قومِ شعيبٍ ، يا متبّرَ الظّلمةِ ، يا مسأصل الكفرةِ ، يا متبَّ الفسقةِ ، يا مصطلمَ الفجرةِ ، ويا مدوّخَ المردةِ ، يا مبتَّ حبالِ الغَشمِ ، يا مُخملَ سوقِ الظّلمِ ، يا مزلفَ الجنةِ لمن أطاعهُ ، يا مسعِّرَ النار لمن ناواهُ ، يا موحيَ إلى عبدهِ ما أوحَى ، يا مبعثَر القبور بقدرتهِ ، يا محصّلَ ما في الصدورِ بعلمهِ ، يا مقصرَ الأبصارِ عن إدراكهِ ، يا مبايناً لخلقهِ في صفاتهِ ، يا محيِّرَ القلوبِ في شأنهِ ، يا مطفئ الأنوارِ بنورهِ ، يا مستعبدَ الأرباب بعزتهِ ِ، يا مستبقيَ الملكِ بوجههِ ، يا مالئ أركانه بعظمتهِ ، يا مبتدئ الخلق بقدرتهِ ، يا متأبّداً بخلودهِ ، يا متقدّماً بوعيدهِ ، يا متلطّفاً في ترغيبهِ ، يا مستولياً على سلطانهِ ، يا متمكّناً في ملكهِ ، يا مستوياً على عرشهِ ، يا متردّياً بكبريائهِ ، يا متأزّراً بعظمتهِ ، يا متسربلاً بجلالهِ ، يا مشتهراً بتجبّره ، يا مستأثراً بغيبهِ ، يا متمّاً نورهُ ، يا مدرجَ السعداءِ في غفرانهِ ، يا مُصلِيَ الأشقياءِ حرَّ نارهِ ، يا مدّخرَ الثواب لأوليائهِ ، يا معدَّ العقاب لأعدائهِ ، يا مطَمئنَ القلوب بذكرهِ ، يا مطيِّبَ النفوس بآلائهِ ، يا مفرّجَ عن المؤمنينَ بنصرهِ ، يا معرضَ أهلِ السقمِ لأجرهِ ، يا متعمّداً بفضلهِ ، يا متغمّداً بعفوه ، يا متودّداً بإحسانهِ ، يا متعرّفاً بامتنانهِ ، يا مغشياً برحمتهِ ، يا مئوياً في ظلهِ ، يا مجيباً بكرامتهِ ، يا مغدياً بآلائهِ ، يا مربياً بنعمائهِ ، يا مقرَّ عيونِ أوليائهِ ، يا ملبَسهم جُنّتهُ ، يا مؤتمنَ أنبيائهُ وأئمتهُ على وحيهِ ومستحفظّهم شرعهُ ومستخصّهم ببرهانه ومستخلصهم لدعوتهِ ومستصلحهم لعبادهِ ومستخلفهم في أرضهِ ومطلعهم على سرّهِ ومصطنعم لنفسهِ ومخلصهم بمشيتهِ ومريَهم ملوكتهُ ومسترعيهمُ الأنام ومورثهمُ الكتاب. أن تصليَ عَلى محمدٍ وآلهِ وافعل بي وبجميع المؤمنين ما أنت أهلهُ ، يا أرحم الراحمينً.

النون :

اللّهمّ إني أسألكَ باسمكَ : يا ناشرُ ، يا نافعُ ، يا نفّاعُ ، يا نفاحُ ، يا نصيرُ ، يا ناصرُ ، يا ناظرُ ، يا نورُ ، يا ناطقُ ، يا نوالُ ، يا ناهٍ عن المعاصي ، يا ناصبَ الجبالِ أوتاداً ، يا ناثر النجوم نثراً ، يا ناسفَ الجبالِ نسفاً ، يا نقياً من كلِّ جورٍ ، يا نافخَ النَّسمِ في الأجسادِ ، يا نائيَ في قربهِ ، يا نكالَ الظالمينَ ، يا نافذَ العلمِ ، يا

٩٩

نبيلَ العظمةِ والجلالِ ، يا نعمَ المولَى ، يا نعمَ النصيرِ ، أن تصلّيَ على محمدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الواو :

اللّهمَّ إني أسألك باسمكَ : يا واحدُ ، يا واجدُ ، يا وليُّ ، يا والِي ، يا وفيُّ ، يا وافِي ، يا واقِي ، يا وكيلُ ، يا ودودُ ، يا وادُّ ، يا واهبُ ، يا وهّابُ ، يا وارثُ ، يا وترُ ، يا واسع الرحمةِ ، يا واصل النعمِ ، يا واضعَ الآصارِ(238) ، يا وثيقَ العهدِ ، يا وحيَّ الإجابةِ ، يا واعداً بالجنةِ ، يا واضح السبيلِ. أن تصلّي على محمدٍ وآله ، وأفعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ اهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الهاء :

اللّهمَّ إني أسألك باسمكَ : يا هُوَ ، يا هُو ، يا هنيءَ العطاءِ ، يا هاديَ المضلينَ ، يا هازمَ الأحزابِ ، يا هاشم سوقِ الفجرةِ ، يا هاتك جنة الظلمة ، يا هادمَ بنيانِ البدعِ ، يا هادَّ ركنِ الضلالةِ ، أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

اللام ألف (لا) :

اللّهمَّ إنّي أسألكَ باسمكَ : يا لا إله إلاّ أنت(239) . أن تصلّي على محمدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

__________________

(238) في هامش (ر) : « هي : ما عقد من عهد ثقيل عليهم ، كقتلهم أنفسهم وقرض الجلد إذا أصابته النجاسة ، قاله الهروي. منهرحمه‌الله ».

(239) في هامش (ر) : « لا إله إلاّ أنت نعت يوجب تفردّه تعالى بالإلهية ، وليس باسم ، وإنما ذكرناه تبرّكاً به وتيمّناً ، ولاشتماله على كلمة الإخلاص وهي أفضل الكلام ، ولئلاّ يخلو حرف اللام ألف من ذكره تعالى. منهرحمه‌الله ».

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

و قال بعضهم و ما هذا ؟ فقال لهم سلوا أبا الحسن فقال عليه السلام لهم : إن كنتم اجتهدتم ما أصبتم ، و لئن كنتم قلتم برأيكم لقد أخطأتم ، ثم قال لعمر : عليك دية الصبيّ . رواه ابن أبي الحديد في موضع آخر و قال : و في خبره « عليك غرة » يعني عتق رقبة ١ .

و منها : ما رواه السروي في مناقبه أن عمر أمر برجل يمني محصن فجر بالمدينة أن يرجم ، فقال له علي عليه السلام : لا يجب عليه الرجم ، لأنه غائب عن أهله ، و أهله في بلد آخر ، انّما يجب عليه الحدّ ، فقال عمر : لا أبقاني اللّه لمعضلة لم يكن لها أبو الحسن ٢ .

و منها : ما رواه ( مناقب الخوارزمي ) أن عمر أتي بإمرأة حامل ، فسألها فاعترفت بالفجور ، فأمر بها أن ترجم ، فلقيها علي عليه السلام فقال : ما بال هذه المرأة ؟ فقالوا له : أمر عمر بها أن ترجم . فردّها ، و قال لعمر : أمرت بها أن ترجم ؟ قال : نعم ، اعترفت بالفجور . فقال عليه السلام له : هذا سلطانك عليها ، فما سلطانك على ما في بطنها ؟ ثم قال له : لعلّك انتهرتها أو أخفتها فقال : قد كان ذلك ، فقال له : أو ما سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول : لا حدّ على معترف بعد البلاء . إنّه من قيّدت أو حبست أو تهدّدت فلا إقرار له ، فخلّى عمر سبيلها ثم قال : عجزت النساء أن يلدن مثل علي لو لا علي لهلك عمر ٣ .

و منها : ما رواه ( فتوح البلاذري ) أنّ رجلا يقال له معن بن زائدة انتقش على خاتم الخلافة على عهد عمر ، فأصاب مالا من خراج الكوفة . قال : فلمّا صلّى عمر صلاة الصبح قال للنّاس : مكانكم ، و ذكر قصّته لهم و قال :

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٧ : ٣٧٤ ح ١١ ، لكن لم اظفر عليه في شرح ابن أبي الحديد .

( ٢ ) مناقب السروي ٢ : ٣٦٠ .

( ٣ ) أخرجه الخوارزمي في مناقبه : ٣٨ عن طريق زيد بن علي و الحديث جاء في مسند زيد : ٣٣٥ .

٣٢١

ما تقولون فيه ؟ فقال قائل اقطع يده ، و قال قائل اصلبه ، و علي عليه السلام ساكت ، فقال له عمر : ما تقول أبا الحسن ؟ قال : رجل كذب كذبة عقوبته في بشره ، فضربه عمر ضربا شديدا و حبسه ١ و منها : ما رواه ( الكافي ) عن عاصم السلولي قال : سمعت غلاما يقول : يا أحكم الحاكمين ، احكم بيني و بين امّي ، فقال له عمر : لم تدعو على امّك ؟ قال :

إنّها حملتني في بطنها تسعة أشهر و ارضعتني حولين ، فلما ترعرعت ،

و عرفت الخير من الشر طردتني ، و زعمت أنّها لا تعرفني ، فقال عمر : يا هذه ما يقول الغلام ؟ فقالت : و الذي احتجب بالنور ، فلا عين تراه ، ما أعرفه و لا أدري من أيّ الناس هو ؟ يريد أن يفضحني في عشيرتي ، و انّي جارية من قريش لم تتزوج قط ، فقال عمر : ألك شهود ؟ فقالت : نعم هؤلاء إخوتي ، فتقدّم أربعون قسامة فشهدوا عند عمر ، أنّ الغلام يريد أن يفضحها و أنّها جارية من قريش بخاتم ربّها ، فقال عمر : خذوا هذا الغلام و انطلقوا به الى السجن حتى نسأل عن الشهود ، فان عدلوا جلدته حدّ المفتري ، فأخذوه للسجن ، فتلقّاهم أمير المؤمنين عليه السلام في بعض الطريق ، فنادى الغلام : يا ابن عمّ النبي ، أنا غلام مظلوم و أعاد عليه الكلام الذي كلّم به عمر . فقال عليه السلام : ردّوه ، فقال لهم عمر :

أمرت به الى السجن قالوا : أمرنا علي عليه السلام أن نردّه و سمعناك تقول : لا تعصوا لعليّ أمرا ، فبينا هم كذلك إذا أقبل علي عليه السلام فقال : علي بأمّ الغلام . فأتي بها فقال علي عليه السلام : يا غلام ما تقول ؟ فأعاد الكلام ، فقال علي عليه السلام لعمر : أتأذن لي أن أقضي بينهم ؟ فقال عمر : سبحانه اللّه كيف لا و قد سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول :

« أعلمكم علي » ، ثم قال عليه السلام للمرأة : يا هذه ألك شهود ؟ قالت : نعم ، فتقدّم الأربعون قسامة فشهدوا بالشهادة الاولى . فقال عليه السلام : لأقضين اليوم بقضية

ــــــــــــــــــ

( ١ ) فتوح البلدان : ٤٤٩ .

٣٢٢

هي مرضاة للربّ علّمني حبيبي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . ثم قال لها : أ لك وليّ ؟ قالت : نعم إخوتي ، فقال عليه السلام لهم : أمري فيكم و في أختكم جائز ؟ قالوا : نعم يا ابن عمّ النبي ، فقال عليه السلام : أشهد اللّه و من حضر من المسلمين أنّي قد زوّجت هذا الغلام من هذه الجارية بأربعمائة درهم و النقد من مالي يا قنبر علي بالدراهم ، فأتاه قنبر بها فصبّها في يد الغلام و قال له : خذها فصبّها في حجر امرأتك ، و لا تأتني إلاّ و بك أثر العرس يعني الغسل فقام الغلام فصبّ الدراهم في حجر المرأة ثم تلببها ، فقال لها قومي ، فنادت المرأة : النار النار يا ابن عم رسول اللّه ،

تريد أن تزوّجني من ولدي هذا ، و اللّه ولدي زوّجني اخوتي هجينا فولدت منه هذا الغلام ، فلما ترعرع و شبّ أمروني أن انتفي منه و أطرده ، هذا و اللّه ولدي و فؤادي يتقلّى أسفا عليه ثم أخذت بيد الغلام و انطلقت ، فنادى عمر : و اعمراه لو لا علي لهلك عمر ١ .

و ما رواه محمد بن محمد بن النعمان المفيد في ( إرشاده ) : أنّ امرأتين تنازعتا على عهد عمر في طفل ادّعته كلّ واحدة منهما ولدا لها بغير بيّنة ، و لم ينازعهما فيه غيرهما ، فالتبس الحكم في ذلك على عمر ، و فزع فيه الى أمير المؤمنين عليه السلام ، فاستدعى المرأتين و وعظهما و خوّفهما ، فأقامتا على التنازع فقال عليه السلام عند تماديهما : إيتوني بمنشار ، فقالت المرأتان : ما تصنع ؟ فقال : أقدّه نصفين لكلّ واحدة منكما نصفه فسكتت إحداهما و قالت الاخرى : اللّه اللّه يا أبا الحسن ان كان لا بدّ من ذلك فقد سمحت به لها . فقال عليه السلام : اللّه أكبر هذا ابنك دونها ، و لو كان ابنها لرقّت عليه و أشفقت ، فاعترفت المرأة الاخرى أنّ الحقّ مع صاحبتها و الولد لها دونها ، فسرى عن عمر ( غمّه ) و دعا له عليه السلام بما فرّج عنه في القضاء .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٧ : ٤٢٣ ح ٦ ، و النقل بتصرف يسير .

٣٢٣

و رواه السروي في ( مناقبه ) و قال : و هذا حكم سليمان في صغره ١ .

و ما رواه الكافي ، أن عمر أتي بجارية قد شهدوا عليها أنها قد بغت ،

و كانت من قصتها أنّها كانت يتيمة عند رجل ، و كان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله ، فشبّت اليتيمة فتخوفت المرأة أن يتزوّجها زوجها ، فدعت بنسوة فأمسكتها فأخذت عذرتها باصبعها ، فلما قدم زوجها رمتها بالفاحشة و أقامت البينة من جاراتها اللاتي ساعدنها على ذلك ، فرفع ذلك إلى عمر ، فلم يدر كيف يقضي فيها ، ثم قال : نأت علي بن أبي طالب ، فأتوه و قصوا عليه القصة فقال لامرأة الرجل : ألك بيّنة ؟ قالت : هؤلاء جاراتي يشهدن عليها ،

و أحضرتهن ، فأخرج علي عليه السلام السيف من غمده ، و طرحه بين يديه و أمر بكل واحدة منهم فأدخلت بيتا ، ثم دعا امرأة الرجل فأدارها بكلّ وجه ، فأبت أن تزول عن قولها ، فردّها إلى البيت الذي كانت فيه و دعا احدى الشهود و جثا على ركبتيه ثمّ قال : تعرفيني أنا علي بن أبي طالب و هذا سيفي و قد قالت امرأة الرجل ما قالت و رجعت إلى الحقّ و أعطيتها الأمان و إن لم تصدّقيني لأمكنن السيف منك ، فالتفتت المرأة إلى عمر و قالت له : الأمان على الصدق . فقال لها علي عليه السلام : فاصدقي . فقالت : لا و اللّه إلاّ أنّها رأت جمالا و هيئة ، فخافت فساد زوجها ، فسقتها المسكر و دعتنا ، فأمسكناها فافتضتها بأصبعها . فقال علي عليه السلام : اللّه أكبر ، أنا أوّل من فرق بين الشهود إلا دانيال النبي عليه السلام ، و ألزمهن حد القاذف و ألزمهن جميعا العقر و جعل عقرها أربعمائة درهم ، و أمر بالمرأة أن تنفى من الرجل و يطلقها زوجها و زوجه الجارية و ساق عنه المهر . فقال عمر له عليه السلام : حدثنا بحديث دانيال الخبر ٢ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الإرشاد : ١١٠ ، و مناقب السروي ٢ : ٣٦٧ .

( ٢ ) الكافي ٧ : ٤٢٥ ح ٩ ، و النقل بتصرف يسير .

٣٢٤

و ما رواه عن الأصبغ أن عمر أتي بخمسة نفر أخذوا في الزنا ، فأمر أن يقام على كلّ واحد منهم حدّ ، و كان علي عليه السلام حاضرا ، فقال : يا عمر ليس هذا حكمهم ، قال : فأقم أنت عليهم الحكم ، فقدّم واحدا فضرب عنقه ، و قدّم الثاني فرجمه ، و قدّم الثالث فضربه الحدّ ، و قدّم الرابع فضربه نصف الحدّ ، و قدّم الخامس فعزّره ، فتحيّر عمر و تعجّب الناس من فعله ، فقال له عمر : خمسة نفر في قضية واحدة ، أقمت عليهم خمس حدود ، ليس شي‏ء منها يشبه الآخر .

فقال عليه السلام : أمّا الأوّل فكان ذميّا خرج عن ذمّته لم يكن له حكم إلا السيف ، و أمّا الثاني فرجل محصن كان حدّه الرجم ، و أما الثالث فغير محصن حدّه الجلد ،

و أمّا الرابع فعبد ضربناه نصف الحدّ ، و أمّا الخامس ، فمجنون مغلوب على عقله ١ .

و ما روي عن ( فضائل العشرة ) : أن عمر أتي بابن أسود انتفى منه أبوه ،

فأراد عمر أن يعزّره ، فقال علي عليه السلام للرجل : هل جامعت أمّه في حيضها ؟ قال :

نعم ، قال : فلذلك سوّده اللّه . فقال عمر : لو لا علي لهلك عمر ٢ .

و ما رواه ( مناقب السروي ) ، أن الهيثم كان في جيش ، فلمّا جاءت امرأته بعد قدومه بستّة أشهر بولد ، فأنكر ذلك منها ، و جاء به الى عمر و قصّ عليه ،

فأمر برجمها فأدركها علي عليه السلام قبل أن ترجم ، ثمّ قال لعمر : أربع على نفسك أنّها صدقت يقول تعالى : و حمله و فصاله ثلاثون شهرا ٣ و يقول :

و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ٤ فالحمل و الرضاع ثلاثون

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٧ : ٢٦٥ ح ٢٦ .

( ٢ ) نقله عنه السروي في مناقبه ٢ : ٣٦٣ .

( ٣ ) الاحقاف : ١٥ .

( ٤ ) البقرة : ٢٣٣ .

٣٢٥

شهرا ، فقال عمر : لو لا علي لهلك عمر ١ .

و ما رواه عن الصادق عليه السلام : أنّ عقبة بن أبي عقبة مات ، فحضر علي عليه السلام جنازته و جماعة من أصحابه و فيهم عمر ، فقال علي عليه السلام لرجل كان حاضرا :

إنّ عقبة لمّا توفي حرمت امرأتك فاحذر أن تقربها فقال عمر : كلّ قضاياك عجيبة و هذه من أعجبها ، يموت انسان فتحرم على آخر امرأته فقال : نعم ، انّ هذا عبد كان لعقبة تزوج امرأة حرّة ، و هي اليوم ترث بعض ميراث عقبة ، فقد صار بعض زوجها رقّا لها ، و بضع المرأة حرام على عبدها حتى تعتقه و يتزوّجها ، فقال عمر : لمثل هذا نسألك عمّا اختلفنا فيه ٢ .

و روى علي بن طاووس في كتابه ( تشريف المنن ) عن مجموع محمد بن الحسين المرزبان أن شريح القاضي قال : كنت أقضي لعمر ، فأتاني رجل يوما فقال : إن رجلا أودعني امرأتين احداهما حرة مهيرة و الاخرى سرية ،

فجعلتهما في دار و أصبحت اليوم ، و قد ولدتا غلاما ، و جارية ، و كلتاهما تدّعي الغلام و تنتفي من الجارية ، فاقض بينهما بقضائك فلم يحضرني شي‏ء فيهما ،

فأتيت عمر فقصصت عليه القصة فقال : فما قضيت ؟ فقلت : لو كان عندي قضاء ما أتيتك فجمع من حضره من الصحابة ، و أمرني فقصصت القصة و شاورهم ، فكلّهم ردّوا الرأي إليّ و إليه ، فقال عمر : لكني أعرف حيث مفزعها و أين منتزعها ، فقالوا : كأنّك أردت ابن أبي طالب ، قال : نعم و أين المذهب عنه قالوا : فابعث إليه يأتك فقال : لا ، له شمخة من هاشم ، و أثرة من علم يؤتى لها و لا يأتي ، و في بيته يؤتى الحكم ، فقوموا بنا إليه ، فأتيناه ، فوجدناه في حائط له يركل فيه على مسحاة و يقرأ أيحسب الإنسان أن يترك سدى ٣

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مناقب السروي ٢ : ٣٦٥ .

( ٢ ) مناقب السروي ٢ : ٣٦٠ .

( ٣ ) القيامة : ٣٦ .

٣٢٦

و يبكي فأمهلوه حتى سكن ثم استأذنوا عليه ، فخرج إليهم و عليه قميص قد نصّف أردانه ، فقال لعمر : ما الذي جاءك به ؟ فقال : أمر عرض ، و أمرني فقصصت عليه القصة ، فقال : فبم حكمت فيها ؟ قلت : لم يحضرني حكم فيها ،

فأخذ بيده من الأرض شيئا ثم قال : الحكم فيه أهون من هذا ثم أحضر المرأتين و أحضر قدحا ثم دفعه إلى احداهما فقال احلبي فيه ، فحلبت ثم وزن القدح و دفعه إلى الاخرى فقال احلبي فيه ، فحلبت فيه ثم وزنه ، فقال لصاحبة اللبن الخفيف ، خذي ابنتك ، و لصاحبة اللبن الثقيل خذي ابنك ، ثم التفت إلى عمر فقال : أما علمت أنّ اللّه تعالى حطّ المرأة عن الرجل ، فجعل عقلها و ميراثها دون عقله و ديته ، و كذلك لبنها دون لبنه . فقال عمر : لقد أرادك الحق يا أبا الحسن ،

و لكن قومك أبوا . فقال علي عليه السلام : خفّض عليك أبا حفص ان يوم الفصل كان ميقاتا ١ .

و رواه ( مناقب السروي ) و قال : و قد جعلت الأطباء ذلك أساسا في الاستدلال على الذكر و الانثى ٢ .

و ما رواه ( الكافي ) : أنّ عمر اتي بامرأة و زوجها شيخ فان ، فلمّا أن واقعها مات على بطنها ، فجاءت بولد فادّعى بنوه أنها فجرت و تشاهدوا عليها .

فأمر بها عمر أن ترجم ، فمرّ بها علي عليه السلام فقالت : يا ابن عمّ النبي : ان لي حجّة فقال : هاتي حجّتك ، فدفعت إليه كتابا فقرأه ، فقال : هذه المرأة تعلمكم بيوم تزوجها ، و يوم واقعها ، ردّوا المرأة ، فلما كان من الغد دعا بصبيان أتراب ،

و دعا بالصبي معهم فقال لهم : إلعبوا حتى إذا ألهاهم اللعب قال لهم : إجلسوا حتى اذا تمكنوا صاح بهم قوموا ، فقام الصبيان ، و قام الغلام فاتكى على

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الأنبياء : ١٧ .

( ٢ ) الملاحم و الفتن : ١٨٦ ، و هو نفس الكتاب تشريف المنن ، و مناقب السروي ٢ : ٣٦٧ .

٣٢٧

راحتيه ، فدعا به علي عليه السلام و ورثه من أبيه ، و جلد إخوته حدّ المفترين حدّا حدّا ،

فقال له عمر : كيف صنعت ؟ قال : عرفت ضعف الشيخ في اتكاء الغلام على راحتيه ١ .

و مما رواه أن عمر اتي برجل قد قتل أخا رجل ، فدفعه إليه و أمره بقتله ،

فضربه الرجل حتى رأى أنّه قد قتله ، فحمل إلى منزله ، فوجدوا به رمقا فعالجوه حتى برئ ، فلمّا برئ أخذه أخو المقتول فقال : أنت قاتل أخي ، ولي أن أقتلك ، فقال قد قتلتني مرة ، فانطلق به إلى عمر فأمر بقتله ، فمروا على علي عليه السلام فأخبره خبره ، فقال : لا تعجلوا حتى أخرج ، فدخل على عمر فقال له : ليس الحكم فيه هكذا ، فقال : ما هو ؟ فقال : يقتصّ هذا من أخ المقتول أوّلا ما صنع به ،

ثم يقتله بأخيه ، فنظر الرجل ، إنّه إن اقتصّ منه أتى على نفسه ، فعفا عنه ،

و تتاركا .

و روى السروي ذلك و زاد عليه : فرفع عمر يده إلى السماء ، و قال : الحمد للّه الذي جعلكم أهل بيت الرحمة ، ثمّ قال : لو لا علي لهلك عمر ٢ .

و قال المفيد في ( الإرشاد ) : إنّ العامّة و الخاصّة روتا أن امرأة شهد عليها الشهود أنّهم وجدوا في بعض مياه العرب رجلا يطأها ليس ببعل لها ،

فأمر عمر برجمها و كانت ذات بعل فقالت : اللّهم إنّك تعلم أني بريئة ، فغضب عمر و قال : و تجرحين الشهود أيضا ، فقال علي عليه السلام : ردّوها فاسألوها فلعلّ لها عذرا ، فردّت فسئلت فقالت : كانت لأهلي إبل فخرجت فيها ، و حملت معي ماء ،

و لم يكن في إبل أهلي لبن ، و خرج معي خليطنا و كان في إبله لبن ، فنفد مائي فاستسقيته فأبى أن يسقيني حتى امكّنه من نفسي ، فلما كادت نفسي تخرج

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٧ : ٤٢٤ ح ٧ ، و النقل بتصرف يسير .

( ٢ ) الكافي ٧ : ٣٦٠ ح ١ ، و مناقب السروي ٢ : ٣٦٥ ، و النقل بتصرف يسير .

٣٢٨

مكّنته كرها ، فقال علي عليه السلام : اللّه اكبر فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه ١ فخلّى عمر سبيلها ٢ .

و جاء في ( مناقب السروي ) : صبّت امرأة بياض البيض على فراش ضرّتها و قالت : قد بات عندها رجل ، و فتّش ثيابها فأصاب ذلك البياض ، و قصّ على عمر فهمّ أن يعاقبها ، فقال علي عليه السلام : إيتوني بماء حار قد اغلي غليانا شديدا ، فلمّا أتي به أمرهم فصبّوا على الموضع ، فاشتوى ذلك البياض فرمى به اليها ، و قال للمرأة : إنّه من كيدكن إنّ كيدكن عظيم ، و قال للرجل أمسك عليك زوجك ، فإنّها حيلة تلك التي قذفتها فضربها الحدّ ٣ .

و ما فيه أيضا : أن امرأة محصنة فجر بها غلام صغير ، فأمر عمر أن ترجم فقال له علي عليه السلام : لا يجب الرجم ، إنّما يجب الحدّ ، لأن الذي فجر بها ليس بمدرك ٤ .

و ما فيه أيضا : أن عمر أتي بإمرأة مجنونة حبلى قد زنت ، فأمر برجمها فقال له علي عليه السلام : أما سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول : رفع القلم عن ثلاثة : عن المجنون حتى يبرأ الخبر .

و رواه ( إرشاد المفيد ) و زاد : فرّج اللّه عنك لقد كدت أن أهلك ٥ و ما في ( الإرشاد ) أيضا : ان العامة و الخاصة روت أن قدامة بن مظعون شرب الخمر فأراد عمر أن يحدّه فقال له قدّامة : إنّه لا يجب علي الحدّ لأنّ اللّه تعالى يقول :

ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتّقوا

ــــــــــــــــــ

( ١ ) البقرة : ١٧٣ .

( ٢ ) الإرشاد : ١١٠ ، و النقل بتصرف يسير .

( ٣ ) مناقب السروي ٢ : ٣٦٧ .

( ٤ ) مناقب السروي ٢ : ٣٦٠ .

( ٥ ) رواه المفيد في الإرشاد : ١٠٩ ، و جاء قريب منه في مناقب السروي ٢ : ٣٦٦ .

٣٢٩

و آمنوا و عملوا الصالحات ١ ، فدرأ عمر عنه الحدّ فبلغ ذلك عليّا عليه السلام ، فمشى إلى عمر فقال له : لم تركت الحدّ على قدّامة ؟ فقال : تلا علي هذه الآية . فقال عليه السلام :

ليس قدّامة من أهل هذه الآية ، و لا من سلك سبيله في ارتكاب ما حرم ، إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات لا يستحلون حراما ، فاردد قدّامة و استتبه ممّا قال ،

فان تاب ، فأقم عليه الحدّ و إن لم يتب فاقتله ، فقد خرج عن الملّة ، فاستيقظ عمر لذلك و عرف قدّامة الخبر فأظهر التوبة الخبر ٢ .

و ما رواه الكافي عن زاذان : أن رجلين استودعا امرأة وديعة و قالا لها لا تدفعيها إلى واحد منّا حتى نجتمع عندك ، ثم انطلقا فغابا فجاء أحدهما إليها ،

فقال : أعطني وديعتي و إن صاحبي قد مات ، فأبت حتى كثر اختلافه ثمّ أعطته ،

ثم جاء الآخر فقال : هاتي وديعتي ، فقالت المرأة : أخذها صاحبك ، و ذكر أنّك متّ ، فارتفعا إلى عمر فقال لها : ما أراك إلاّ و قد ضمنت فقالت المرأة : اجعل بيني و بينه عليّا عليه السلام . فقال عمر له : اقض بينهما . فقال علي : هذه الوديعة عندي ،

و قد امرتماها ألاّ تدفعها إلى واحد منكما ، حتى تجتمعا عندها ، فآتني بصاحبك ، و لم يضمنها ٣ .

و ما في ( المناقب ) أن مصقلة العبدي قال :

إنّا روينا في الحديث خبرا

يعرفه سائر من كان روى

إن ابن خطاب أتاه رجل

فقال كم عدّة تطليق الأما

فقال يا حيدر كم تطليقة

للامة اذكره فاوما المرتضى

بإصبعيه فثنى الوجه الى

سائله و قال اثنتنان و انثنى

ــــــــــــــــــ

( ١ ) المائدة : ٩٣ .

( ٢ ) الإرشاد : ١٠٨ ، و النقل بتصرف يسير .

( ٣ ) الكافي ٧ : ٤٢٧ ح ١٢ ، و النقل بتصرف يسير .

٣٣٠

قال له تعرف هذا قال لا

قال له : هذا علي ذو العلا ١

و جاء في ( الفقيه ) : أن حفص بن غالب الأسدي قال : بينما رجلان جالسان في زمن عمر إذ مرّ بهما عبد مقيّد ، فقال أحد الرجلين : إن لم يكن في قيده كذا و كذا ، فامرأته طالق ثلاثا ، فقال الآخر : إن كان فيه كما قلت ، فامرأته طالق ثلاثا ، فذهبا إلى مولى العبد فقالا له : إنّا حلفنا على كذا و كذا ، فحلّ قيد غلامك حتى نزنه ، فقال مولى العبد : امرأته طالق ثلاثا ان حللت قيد غلامي ،

فارتفعوا إلى عمر فقصّوا عليه القصّة ، فقال عمر : مولاه أحق به ، إذهبوا بنا إلى علي بن أبي طالب لعلّه يكون عنده في هذا شي‏ء ، فأتوه فقصّوا عليه فقال : ما أهون هذا ثم أمر بجفنة و أمر بقيده فشد فيه خيطا ، و أدخل رجليه و القيد في الجفنة ، ثم صب عليه الماء حتى امتلأت ثم قال عليه السلام : ارفعوا القيد ، فرفعوه حتى أخرج من الماء ، فلما أخرج نقص الماء ثم دعا عليه السلام بزبر الحديد فأرسله في الماء حتى تراجع الماء إلى موضعه و القيد في الماء ثم قال : زنوا هذه الزبر فهو وزنه .

و رواه ( فضائل ابن شاذان ) و زاد : فلما فعلوا ذلك و انفصلوا دخلت نساؤهم عليهم و خرجوا ، و هم يقولون : نشهد أنّك عيبة علم النبوّة و قال الصدوق بعد نقله : إنما هدي عليه السلام إلى معرفة ذلك ليخلص الناس من أحكام من يجيز الطلاق باليمين ٢ .

و ما في ( تذكرة سبط ابن الجوزي ) نقلا عن ( فضائل أحمد بن حنبل ) مسندا أن عمر كان يقول « أعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو حسن » . قال

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مناقب السروي ٢ : ٣٧٠ .

( ٢ ) رواه الصدوق في الفقيه ٣ : ٩ ح ٢ ، و نقله المجلسي في البحار ٤٠ : ٢٨٠ ح ٤٣ ، عن كتابي الفضائل و الروضة و الحديث يوجد في الكتاب الروضة : ٤٠ ، لكن لم يوجد في الفضائل كما صرّح به في هامش البحار ، و النقل بتصرف يسير .

٣٣١

سعيد بن المسيب : و لهذا القول سبب ، و هو ان ملك الروم كتب إلى عمر يسأله عن مسائل ، فعرضها على الصحابة فلم يجد عندهم جوابا ، فعرضها على أمير المؤمنين عليه السلام فأجاب عنها في أسرع وقت بأحسن عبارات . كان قيصر كتب إليه : إنّي سائلك عن مسائل فأخبرني عنها : ما شي‏ء لم يخلقه اللّه ، و ما شي‏ء لا يعلمه اللّه ، و ما شي‏ء ليس عند اللّه ، و ما شي‏ء كلّه فم ، و ما شي‏ء كلّه رجل ، و ما شي‏ء كلّه عين ، و ما شي‏ء كلّه جناح ، و سائلك عن رجل لا عشيرة له ، و عن أربعة لم يحمل بهم رحم ، و عن شي‏ء يتنفّس و ليس فيه روح ، و عن صوت الناقوس ماذا يقول ، و عن ظاعن ظعن مرة واحدة ، و عن شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ما مثلها في الدنيا ، و عن مكان لم تطلع عليه الشمس إلا مرّة واحدة ، و عن شجرة نبتت من غير ماء ، و عن أهل الجنّة يأكلون و يشربون و لا يتغوطون ، و لا يبولون ، ما مثلهم في الدنيا ، و عن موائد الجنّة عليها القصاع في كلّ قصعة ألوان لا يختلط بعضها ببعض ما مثلها في الدنيا ، و عن جارية تخرج من تفاحة الجنة و لا ينقص منها شي‏ء ، و عن جارية تكون في الدنيا لرجلين و هي في الآخرة لواحد ، و عن مفاتيح الجنة ما هي ؟

فقرأ علي عليه السلام الكتاب و كتب في الحال خلفه :

بسم اللّه الرحمن الرحيم . اما بعد فقد وقفت على كتابك ايّها الملك و أنا اجيبك بعون اللّه تعالى و بركة نبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : أما الشي‏ء الذي لم يخلقه اللّه فالقرآن لأنه كلامه .

و أما الذي لا يعلمه اللّه فقولكم له ولد و له صاحبة و شريك ما اتخذ اللّه من ولد و ما كان معه من إله ١ لم يلد و لم يولد ٢ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) المؤمنون : ٩١ .

( ٢ ) الاخلاص : ٣ .

٣٣٢

و أما الذي ليس عند اللّه فالظلم و ما ربّك بظلاّم للعبيد ١ .

و أمّا الذي كلّه فم فالنار تأكل كلّ ما يلقى فيها ، و أمّا الّذي كلّه رجل فالماء . و أمّا الذي كلّه عين فالشمس ، و أمّا الذي كلّه جناح فالريح ، و أمّا الذي لا عشيرة له فآدم عليه السلام . و أمّا الذين لم يحمل بهم رحم فعصا موسى عليه السلام و كبش إبراهيم و شخص آدم و حوّاء . و أمّا الذي يتنفس من غير روح فالصبح قال تعالى و الصبح إذا تنفس ٢ .

و أما الناقوس فإنّه يقول :

طقا طقا

حقا حقا

مهلا مهلا

عدلا عدلا

صدقا صدقا

ان الدنيا قد غرتنا و استهوتنا

تمضي الدنيا قرنا قرنا

ما من يوم يمضي عنّا

إلا أوهى منا ركنا

ان الموتى قد أخبرنا

إنّا نرحل فاستوطنا

و اما الظاعن مرة فطور سيناء لما عصت بنو إسرائيل و كان بينه و بين الأرض المقدسة أيام ، فقلع اللّه منه قطعة و جعل لها جناحين من نور فنتقها عليهم ، فذلك قوله تعالى و إذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّة و ظنوا انّه واقع بهم ٣ . و قال لبني اسرائيل ان تؤمنوا و إلا أوقعته عليكم ، فلما تابوا ردّه إلى مكانه .

و أما المكان الذي لم تطلع عليه الشمس فأرض البحر لمّا فلقه اللّه تعالى

ــــــــــــــــــ

( ١ ) فصلت : ٤٦ .

( ٢ ) التكوير : ١٨ .

( ٣ ) الاعراف : ١٧١ .

٣٣٣
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد السادس الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

لموسى ، و قام الماء أمثال الجبال و يبست الأرض بطلوع الشمس عليها ، ثم عاد ماء البحر إلى مكانه .

و أما الشجرة التي يسير الركب في ظلّها مائة عام فشجرة طوبى ، و هي سدرة المنتهى في السماء السابعة تنتهي إليها أعمال بني آدم ، و هي من أشجار الجنة ليس في الجنة قصر و لا بيت إلاّ و فيه غصن من أغصانها ،

و مثلها في الدنيا الشمس أصلها واحد ، و ظلّها في كلّ مكان .

و أما الشجرة التي نبتت من غير ماء فشجرة يونس ، و كان ذلك معجزة له لقوله تعالى و أنبتنا عليه شجرة من يقطين ١ .

و أما غذاء أهل الجنّة فمثلهم في الدنيا الجنين في بطن امّه ، فانّه يتغذّى من سرّة امّه و لا يبول و لا يتغوّط . و أما الألوان في القصعة الواحدة فمثله في الدنيا البيضة فيها لو نان أبيض و أصفر و لا يختلطان .

و أما الجارية التي تكون بين اثنين فالنخلة التي تكون في الدنيا لمؤمن و كافر ، فهي للمؤمن في الآخرة لأنّها في الجنة ، و الكافر لا يدخلها ، و أما مفاتيح الجنّة فلا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه .

فلما قرأ قيصر الكتاب قال : ما خرج هذا الكلام إلاّ من بيت النبوّة ، ثم سأل عن المجيب فقيل له ابن عم محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ٢ .

و روى سبط ابن الجوزي في ( تذكرته ) عن ( فضائل أحمد بن حنبل ) و عن مسنده قضايا أربع قال عمر في بعضها « لا أبقاني اللّه بعد ابن أبي طالب » و في بعضها « اللّهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب » و في بعضها « لو لا علي لهلك عمر » .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الصافات : ١٤٦ .

( ٢ ) تذكرة الخواص : ١٤٤ ١٤٧ ، و النقل بتصرف يسير .

٣٣٤

ثم قال السبط : و في هذا المعنى يقول الصاحب بن عباد :

حبّ النبي و أهل البيت معتمدي

إذ الخطوب اساءت رأيها فينا

يا مذرة الدين يا فرد الزمان اصخ

لمدح مولى يرى تفضيلكم دينا

أيا ابن عم رسول اللّه أفضل من

ساد الأنام و ساس الهاشميينا

هل مثل سبقك في الاسلام لو عرفوا

و هذه الخصلة الغراء تكفينا

هل مثل علمك ان زلوا و ان وهنوا

و قد هديت كما أصبحت تهدينا

هل مثل جمعك للقرآن تعرفه

لفظا و معنى و تأويلا و تبيينا

هل مثل صبرك إذ خانوا و إذ فشلوا

حتى جرى ما جرى في يوم صفينا

هل مثل بذلك للعاني الاسير و لك

طفل الصغير و قد أعطيت مسكينا

هل مثل قولك إذ قالوا مجاهرة

لو لا علي هلكنا في فتاوينا ١ .

و روى الكافي : ان أبا بكر لما قام بالأمر أتى برجل قد شرب الخمر فقال أبو بكر : لم شربتها و هي محرمة ؟ فقال : إني أسلمت و منزلي بين ظهراني قوم يستحلونها و لو أعلم انّها حرام اجتنبتها . فقال أبو بكر لعمر : ما تقول في أمر هذا الرجل ؟ فقال عمر : معضلة و أبو الحسن لها . فقال أبو بكر : يا غلام ادع لنا عليّا . فقال عمر : يؤتى الحكم في منزله ، فأتوه و عنده سلمان ، فأخبروه فقال عليه السلام لأبي بكر : ابعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين و الأنصار فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد ، فإن لم يكن تليت عليه فلا شي‏ء عليه ،

ففعل فلم يشهد عليه أحد فخلّي سبيله . فقال سلمان له عليه السلام : لقد أرشدتهم فقال عليه السلام : انما أردت أن اجدد تأكيد قوله تعالى : أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ٢ فيّ و فيهم ٣ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) تذكرة الخواص : ١٤٤ ١٤٨ ، و النقل بتصرف يسير .

( ٢ ) يونس : ٣٥ .

( ٣ ) روى قريب منه في الكافي ٧ : ٢١٦ ح ١٦ .

٣٣٥

و من أراد الوقوف على غرائب قضاياه عليه السلام أكثر من هذا فعليه بكتابنا المؤلف في قضاياه عليه السلام فقد تكفل من ذلك مقدارا مشبعا ، و له عليه السلام قضايا في حياة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، و قضايا في أمرة الثلاثة ، و قضايا في أيام خلافته .

٢

الحكمة ( ٢٧١ ) رُوِيَ أَنَّهُ ع رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلاَنِ سَرَقَا مِنْ مَالِ اَللَّهِ أَحَدُهُمَا عَبْدٌ مِنْ مَالِ اَللَّهِ وَ اَلْآخَرُ مِنْ عُرُوضِ اَلنَّاسِ فَقَالَ ع أَمَّا هَذَا فَهُوَ مِنْ مَالِ اَللَّهِ وَ لاَ حَدَّ عَلَيْهِ مَالُ اَللَّهِ أَكَلَ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ أَمَّا اَلْآخَرُ فَعَلَيْهِ اَلْحَدُّ اَلشَّدِيدُ فَقَطَعَ يَدَهُ أقول : روى الرواية ( الكافي في الصحيح ) هكذا : قضى عليه السلام في رجلين سرقا من مال اللّه أحدهما عبد لمال اللّه و الآخر من عرض الناس فقال : أما هذا فمن مال اللّه ، ليس عليه شي‏ء من مال اللّه أكل بعضه بعضا ، و أما الآخر فقدمه فقطع يده ، ثم أمر أن يطعم السمن و اللحم حتى برئت منه ١ .

ثم ما في المتن « من عروض الناس » هو في ( المصرية ) ، و الصواب : « من عرض الناس » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) بل و في مستنده ٢ .

ثم و نظير قوله عليه السلام في سرقة رجل من عرض الناس من بيت المال و سرقة عبد من بيت المال باختصاص القطع بالأول لما ذكره عليه السلام من كونه مال اللّه أكل بعضه بعضا و لأن في قطعه اضرارا أكثر ببيت المال ، قوله عليه السلام

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٧ : ٢٦٤ ح ٢٤ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٦٠ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ٣٨٢ ، و الكافي ٧ : ٢٦٤ .

٣٣٦

في سرقة العبد من مولاه و من غيره ، فروى الكافي أيضا عنه عليه السلام قال : عبدي إذا سرقني لم أقطعه ، و عبدي إذا سرق غيري قطعته الخبر ١ .

ثم ما في المتن « و أما الآخر فعليه الحد الشديد » انما هو في ( ابن أبي الحديد ) و أخذه عنه ( المصرية ) و ليس في ( ابن ميثم و الخطية ) و ليس في مستنده و لا وجه له ٢ .

و قال ابن أبي الحديد بعد العنوان : هذا مذهب الشيعة أن عبد المغنم إذا سرق من المغنم لم يقطع ، فأما العبد الغريب يقطع إذا كان ما سرقه زائدا عمّا يستحقه بمقدار نصاب القطع ربع دينار ، فأمّا الفقهاء فانّهم لا يوجبون القطع على من سرق من الغنيمة قبل الغنيمة مطلقا لأن مخالطة حقّه شبهة تمنع من القطع ٣ .

قلت : ان ابن أبي الحديد قد خبط و خلط ، فالشيعة أيضا يمنعون القطع في من سرق مما له شرك فيه مطلقا . روى في ( الكافي محمد بن يعقوب الكليني ) في باب ما لا يقطع فيه السارق انّه عليه السلام أتي برجل قد سرق من بيت المال فقال ،

لا يقطع فإن له فيه نصيبا ٤ .

و روى في باب ما يجب على الطرار و المختلس عنه عليه السلام قال : أربعة لا قطع عليهم : المختلس ، و الغلول ، و من سرق الغنيمة ، و سرقة الأجير فإنّها خيانة ٥ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٧ : ٢٣٧ ح ٢٠ .

( ٢ ) لم توجد الفقرة في الكافي ٧ : ٢٦٤ ، و توجد بتمامها في شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٦٠ ، و توجد بلفظ « و اما الآخر فعليه الحد » في شرح ابن ميثم ٥ : ٣٨٢ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٦٠ ، و النقل بالمعنى .

( ٤ ) الكافي ٧ : ٢٣١ ح ٦ .

( ٥ ) الكافي ٧ : ٢٢٦ ح ٦ .

٣٣٧

و روى في باب حدّ القطع و كيف هو : أن رجلا أخذ بيضة من المغنم و قالوا له : قد سرق اقطعه . فقال عليه السلام : إنّي لا أقطع أحدا له فيما أخذ شرك ١ .

و انما عنوان النهج السرقة من مال اللّه أي الصدقات ، و حينئذ فيفصل فيه بما قال عليه السلام من اختلاف حكم سرقة عبد الصدقات من الصدقات ، و سرقة غيره من العبيد بقطع الثاني دون الأول لأنه مال اللّه أكل بعضه بعضا ، و اما الأوّل ، فيشمله عموم الآية ، و لا حقّ له في الصدقات لأن نفقته على مولاه .

و مثل الصدقات الغنائم لو سرق عبد منها منها لا يقطع للعلّة ، و لو سرق منها عبد أجنبي يقطع لأن الغنائم للأحرار دون العبيد . و قول ابن أبي الحديد غلط فاحش و نسبته إلى فقهائهم انّهم لا يقطعونه بهتان .

هذا و قالوا انّه فقد في دار بعض الرؤساء مشربة فضة ، فوجّه ذاك الشخص إلى ابن ماهان المنجم يسأله ، فقال ابن ماهان : المشربة سرقت نفسها ، فكشف أن في الدار جارية اسمها فضة سرقت تلك المشربة من الفضة .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٧ : ٢٢٣ ح ٧ .

٣٣٨

الفصل الثالث عشر في أجوبته التمثيلية و أدب السؤال و الجواب

٣٣٩

١

الخطبة ( ١٤١ ) و من كلام له عليه السلام :

أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ عَرَفَ مِنْ أَخِيهِ وَثِيقَةَ دِينٍ وَ سَدَادَ طَرِيقٍ فَلاَ يَسْمَعَنَّ فِيهِ أَقَاوِيلَ اَلرِّجَالِ أَمَا إِنَّهُ قَدْ يَرْمِي اَلرَّامِي وَ يُخْطِئُ اَلسِّهَامُ وَ يُحِيلُ اَلْكَلاَمُ وَ بَاطِلُ ذَلِكَ يَبُورُ وَ اَللَّهُ سَمِيعٌ وَ شَهِيدٌ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اَلْحَقِّ وَ اَلْبَاطِلِ إِلاَّ أَرْبَعُ أَصَابِعَ قال الشريف : فسئل عن معنى قوله هذا فجمع أصابعه و وضعها بين أذنه و عينه ثم قال اَلْبَاطِلُ أَنْ تَقُولَ سَمِعْتُ وَ اَلْحَقُّ أَنْ تَقُولَ رَأَيْتُ « أيّها الناس من عرف من أخيه » أي : في الدين ، فقد قال تعالى : انما المؤمنون إخوة ١ « وثيقة دين » أي : استحكامه في دينه « و سداد » بالفتح أي :

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الحجرات : ١٠ .

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601