بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٦

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 601

  • البداية
  • السابق
  • 601 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 123105 / تحميل: 6206
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٦

مؤلف:
العربية
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد السادس الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

كتاب بهج الصباغة

في شرح نهج البلاغة

المجلد السادس

الشيخ محمد تقي التّستري

١
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد السادس الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

بانتظار أن يوفقنا الله تعالى لتصحيح نصه وتقديمه بصورة أفضل في فرصة أخرى قريبة إنشاء الله تعالى.

٢

كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

المجلد السادس

الشيخ محمّد تقي التّستري (الشوشتري)

٣

المجلد السادس

تتمة الفصل التاسع

١٨

من الخطبة ( ١٣٦ ) كَأَنِّي بِهِ قَدْ نَعَقَ ؟ بِالشَّامِ ؟ وَ فَحَصَ بِرَايَاتِهِ فِي ضَوَاحِي ؟ كُوفَانَ ؟ فَعَطَفَ عَلَيْهَا عَطْفَ اَلضَّرُوسِ وَ فَرَشَ اَلْأَرْضَ بِالرُّءُوسِ قَدْ فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ وَ ثَقُلَتْ فِي اَلْأَرْضِ وَطْأَتُهُ بَعِيدَ اَلْجَوْلَةِ عَظِيمَ اَلصَّوْلَةِ وَ اَللَّهِ لَيُشَرِّدَنَّكُمْ فِي أَطْرَافِ اَلْأَرْضِ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْكُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ كَالْكُحْلِ فِي اَلْعَيْنِ فَلاَ تَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى تَئُوبَ إِلَى اَلْعَرَبِ عَوَازِبُ أَحْلاَمِهَا فَالْزَمُوا اَلسُّنَنَ اَلْقَائِمَةَ وَ اَلْآثَارَ اَلْبَيِّنَةَ وَ اَلْعَهْدَ اَلْقَرِيبَ اَلَّذِي عَلَيْهِ بَاقِي اَلنُّبُوَّةِ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَلشَّيْطَانَ إِنَّمَا يُسَنِّي لَكُمْ طُرُقَهُ لِتَتَّبِعُوا عَقِبَهُ أقول : قوله : كأنّي به قد نعق بالشام ، و فحص براياته في ضواحي كوفان » كقوله عليه السلام في سابقه : « لكأنّي أنظر إلى ضلّيل قد نقع بالشام ، و فحص براياته في ضواحي كوفان » في إرادة عبد الملك به كما عرفت بل الأصل فيهما واحد .

« فعطف عليها عطف الضروس » أي : ناقة سيّئة الخلق تعضّ حالبها . قال الجوهري : و منه قولهم هي بجنّ ضراسها أي : بحدثان نتاجها ، و إذا كانت

٤

كذلك حامت عن ولدها . قال بشر :

عطفنا لهم عطف الضروس من الملا

بشهباء لا يمشي الضراء رقيبها ١

« و فرش الأرض بالرؤوس » في حربه مع مصعب ، و في حروب عامله الحجّاج مع ابن الأشعث و غيره ، و في من قتله الحجّاج صبرا . فقالوا : قتل في مجلسه مئة ألف غير من قتله في الحروب ، و فعله فعل عبد الملك ، و لمّا انهزم ابن الأشعث بمسكن جعل الحجّاج يقتل من وجد من جنده حتّى قتل أربعة آلاف . فيقال انّ في من قتل عبد اللّه بن شداد ، و بسطام بن مصقلة ، و عمرو بن ضبيعة ، و بشر بن المنذر بن الجارود ، و الحكم بن مخزمة ، و بكير بن ربيعة .

فاتي الحجّاج ، برؤوسهم على ترس فأمر أن يوضع الترس بين يدي مسمع بن مالك . فبكى فقال : أحزنت عليهم ؟ قال : بل جزعت عليهم من النار .

و لمّا كتب مالك بن أسماء بن خارجة و كان الحجّاج حبسه و أمر بسقيه الماء المخلوط بالرماد و الملح إلى أبيه يستشفع فيه إلى الحجّاج قال أبوه :

أ بني فزارة لا تعنّوا شيخكم

ما لي و لزيارة الحجّاج

شبّهته شبلا غداة لقيته

يلقى الرؤوس شواخب الأوداج

تجري الدماء على النطاع كأنّها

راح شمول غير ذات مزاج

و قتل الحجّاج يوم الزاوية من أيامه مع ابن الأشعث أحد عشر ألفا خدعهم بالأمان أمر مناديا فنادى عند الهزيمة ألا لا أمان لفلان و لا فلان فسمّى رجالا من اولئك الأشراف ، و لم يقل الناس آمنون فقالت العامة :

قد آمن الناس كلّهم إلاّ هؤلاء النفر ، فأقبلوا إلى حجرته . فلمّا اجتمعوا أمرهم بوضع أسلحتهم ثمّ أمر بقتلهم و قالوا : بلغ ما قتل الحجّاج صبرا

ــــــــــــــــــ

( ١ ) صحاح اللغة ٢ : ٩٣٩ ، مادة ( ضرس ) .

٥

مئة و عشرين أو ثلاثين ألفا .

« و قد فغرت فاغرته ، و ثقلت في الأرض و طأته ، بعيد الجولة عظيم الصولة » هو كقوله عليه السلام في سابقه : « فإذا فغرت فاغرته ، و اشتدت شكيمته ، و ثقلت في الأرض وطأته » بل الأصل فيهما واحد كما عرفت ، و ان لم ينبّه عليه الرضي رضوان اللّه عليه كما هو دأبه .

« و اللّه ليشرّدنكم » أي : يفرّقنّكم .

« في أطراف الأرض حتّى لا يبقى منكم إلاّ قليل كالكحل في العين » في ( تاريخ الطبري ) : قدم عثمان بن حيان المرّي في سنة ( ٩٤ ) المدينة فأخذ رياح بن عبيد اللّه و منقذ العراقي و فلانا . فبعث بهم في جوامع إلى الحجّاج ، و لم يترك بالمدينة أحدا من أهل العراق تاجرا ، و لا غير تاجر و أمر بهم أن يخرجوا من كلّ بلد ، و قال على المنبر : وجدناكم أهل غش و قد ضوى إليكم من يزيدكم خبالا . أهل العراق أهل الشقاق و النفاق ، و اللّه لا اوتى بأحد منكم آوى أحدا منهم أو أكراه منزلا إلاّ هدمت منزله ، و أنزلت به ما هو أهله ١ .

« حتّى تؤوب » أي : ترجع .

« إلى العرب عوازب أحلامها » من إضافة الصفة أي : ما غاب من عقولها .

فيتفكرون أنّ بني اميّة الّذين اولو الجور ، و الفجور لا يرضى بسلطنتهم ذو شعور فيجتهدون في اضمحلالهم ، و كان بدء ذلك في سنة ( ١٠١ ) أوّل خلافة يزيد بن عبد الملك .

و في ( أخبار الدينوري ) : أوّل من قدم سنة ( ١٠١ ) على محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العباس بالحميمة من أرض الشام ، ميسرد العبدي ، و أبو عكرمة السرّاج ، و محمّد بن خنيس ، و حيان العطار . فقالوا له : ابسط يدك نبايعك ، على

ــــــــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٥ : ٢٥٨ ، سنة ٩٤ ، و النقل بتلخيص .

٦

طلب هذا السلطان لعل اللّه أن يحيي بك العدل ، و يميت بك الجور . فإنّ هذا وقت ذلك ، و أو انه الّذي وجدناه مأثورا . فقال لهم محمّد : هذا أوّل ما نؤمّل و نرجو من ذلك لانقضاء مئة سنة من التاريخ . فانه لم تنقض مئة سنة على امّة قط إلاّ أظهر اللّه حقّ المحقين ، و أبطل باطل المبطلين لقوله تعالى : أو كالّذي مرّ على قرية و هي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه اللّه بعد موتها فأماته اللّه مئة عام ثمّ بعثه ١ فانطلقوا و ادعوا الناس في رفق و ستر . ثمّ وجّه ميسرة و ابن خنيس إلى العراق ، و وجّه أبا عكرمة و حيّانا إلى خراسان . فجعلا يسيران من كورة إلى اخرى يدعوان إلى بيعة محمّد بن عليّ ، و يزهّدانهم في سلطان بني اميّة بخبث سيرتهم ، و عظيم جورهم . ثم قدما عليه و أخبراه أنّهما غرسا بخراسان غرسا يرجوان أن يثمر في أوانه إلى أن قال .

و في خلافة هشام بعث محمّد بن عليّ سليمان بن كثير ، و مالك بن الهيثم و موسى بن كعب ، و خالد بن هيثم ، و طلحة بن زريق . فكانوا يأتون كورة بعد كورة فيدعون الناس إلى أهل بيت نبيّهم ، و يبغّضون إليهم بني اميّة لما يظهر من جورهم و اعتدائهم حتّى استجاب لهم بشر كثير في جميع كور خراسان . . . ٢ .

هذا و قال ابن أبي الحديد : المراد بالعرب هاهنا بنو العباس ، و من اتّبعهم من العرب أيام ظهور الدولة كقحطبة الطائي ، و ابنيه ، و بني زريق و عدادهم في خزاعة ، و غيرهم من العرب من شيعة بني العباس ، و قيل : إنّ أبا مسلم أيضا عربي ٣ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) البقرة : ٢٥٩ .

( ٢ ) الأخبار الطوال : ٣٣٤ ، و النقل بتلخيص .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٣٨٩ .

٧

قلت : بل المراد بالعرب في كلامه عليه السلام عرب اليمن و ربيعة فإنّهم كانوا على بني اميّة ، و إنّما كانت مضر مع بني اميّة .

و في ( العقد ) : قال أبو هاشم بن محمّد بن الحنفية لمحمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العباس لمّا حضره الموت : انظر هذا الحي من ربيعة . فألحقهم بهم ( يعني اليمانية ) فإنّهم معهم في كلّ أمر ، و انظر هذا الحيّ من قيس ، و تميم ( و هما من مضر ) فأقصهم إلاّ من عصم اللّه منهم و ذلك قليل . . . ١ .

هذا و عكس نصر بن سيار لكونه من عمّال بني اميّة كلامه عليه السلام فجعل قيام العرب على خلاف بني اميّة ذهاب العقل . فقال مخاطبا لهم :

أبلغ ربيعة في مرو و إخوتهم

فليغضبوا قبل ألاّ ينفع الغضب

و لينصبوا الحرب إنّ القوم قد نصبوا

حربا يحرّق في حافاتها الحطب

ما بالكم تلقحون الحرب بينكم

كأنّ أهل الحجا عن رأيكم غرب

هذا ، و في ( الأغاني ) : اعترض الرشيد قينة فغنّت في قول الشاعر :

ما نقموا من بني اميّة إلاّ أنّهم

يحملون إن غضبوا

و إنّهم سادة الملوك فما

تصلح إلاّ عليهم العرب

فلمّا إبتدأت به تغيّر وجه الرشيد ، و علمت أنّها قد غلطت ، و أنّها إن مرّت فيه قتلت فغنّت .

ما نقموا من بني اميّة إلاّ أنّهم

يجهلون ان غضبوا

و أنّهم معدن النفاق فما

تفسد إلاّ عليهم العرب

ــــــــــــــــــ

( ١ ) العقد الفريد ٥ : ٢٠٥ .

٨

فقال الرشيد ليحيى بن خالد : أ سمعت ؟ قال : تبتاع و تثنى لها الجايزة و تعجل لها الإذن ليسكن قلبها قال : ذلك جزاؤها . فقال لها : قومي فأنت منّي بحيث تحبّين فاغمي على الجارية هذا . و قال البحتري :

فهل لا بني عدي من رشيد

يردّ شريد حلمهما الغريب

و معنى اعترض الرشيد جارية ، في الأوّل جعلها في معرض الابتياع .

١٩

من الخطبة ( ١٤٢ ) آثَرُوا عَاجِلاً وَ أَخَّرُوا آجِلاً وَ تَرَكُوا صَافِياً وَ شَرِبُوا آجِناً كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى فَاسِقِهِمْ وَ قَدْ صَحِبَ اَلْمُنْكَرَ فَأَلِفَهُ وَ بَسِئَ بِهِ وَ وَافَقَهُ حَتَّى شَابَتْ عَلَيْهِ مَفَارِقُهُ وَ صُبِغَتْ بِهِ خَلاَئِقُهُ ثُمَّ أَقْبَلَ مُزْبِداً كَالتَّيَّارِ لاَ يُبَالِي مَا غَرَّقَ أَوْ كَوَقْعِ اَلنَّارِ فِي اَلْهَشِيمِ لاَ يَحْفِلُ مَا حَرَّقَ أَيْنَ اَلْعُقُولُ اَلْمُسْتَصْبِحَةُ بِمَصَابِيحِ اَلْهُدَى وَ اَلْأَبْصَارُ اَللاَّمِحَةُ إِلَى مَنَارِ اَلتَّقْوَى أَيْنَ اَلْقُلُوبُ اَلَّتِي وُهِبَتْ لِلَّهِ وَ عُوقِدَتْ عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ اِزْدَحَمُوا عَلَى اَلْحُطَامِ وَ تَشَاحُّوا عَلَى اَلْحَرَامِ وَ رُفِعَ لَهُمْ عَلَمُ اَلْجَنَّةِ وَ اَلنَّارِ فَصَرَفُوا عَنِ اَلْجَنَّةِ وُجُوهَهُمْ وَ أَقْبَلُوا إِلَى اَلنَّارِ بِأَعْمَالِهِمْ وَ دَعَاهُمْ رَبُّهُمْ فَنَفَرُوا وَ وَلَّوْا وَ دَعَاهُمُ اَلشَّيْطَانُ فَاسْتَجَابُوا وَ أَقْبَلُوا أقول : « آثروا عاجلا ، و أخرّوا آجلا » قال تعالى : كلاّ بل تحبّون العاجلة و تذرون الآخرة ١ . و مراده عليه السلام بيان سبب اتباع الناس للمتقدمين عليه .

و في ( تاريخ الطبري ) في عنوان بيعة عثمان : قال عليّ عليه السلام :

« إنّ الناس ينظرون إلى قريش ، و قريش تنظر إلى بيتها . فتقول :

إن ولي عليكم بنو هاشم لم تخرج منهم أبدا ، و ما كانت في غيرهم

ــــــــــــــــــ

( ١ ) القيامة : ٢٠ ٢١ .

٩

من قريش تداولتموها بينكم » ١ .

و قال عليه السلام لابن عوف لمّا بايع عثمان : « حبوته حبو دهر . ليس هذا أوّل يوم تظاهرتم فيه علينا . فصبر جميل ، و اللّه المستعان على ما تصفون ، و اللّه ما ولّيت عثمان إلاّ ليردّ الأمر إليك و اللّه كلّ يوم هو في شأن » ٢ .

« و تركوا صافيا ، و شربوا آجنا » أي : غير الصافي ، و في ( تاريخ الطبري ) :

لمّا بايع ابن عوف عثمان قال له المقداد : يا عبد الرحمن أما و اللّه لقد تركته من الذين يقضون بالحق و به يعدلون إلى أن قال .

ما رأيت مثل ما اتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيّهم . إنّي لأعجب من قريش .

إنّهم تركوا رجلا ما إقول أنّ أحدا أعلم ، و لا أقضى منه بالعدل أما و اللّه لو أجد عليه أعوانا ٣ .

و في ( مقاتل أبي الفرج ) : إنّ معاوية أمر الحسن عليه السلام لمّا سلّم الأمر إليه أن يخطب ، و ظنّ أنه سيحصر . فقال الحسن عليه السلام في خطبته : « إنّما الخليفة من سار بكتاب اللّه تعالى و سنة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ليس الخليفة من سار بالجور . ذلك ملك ملك ملكا يتمتّع فيه قليلا ثم تنقطع لذته ، و تبقى تبعته ، و إن أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلى حين ٤ .

« كأنّي أنظر إلى فاسقهم » لا يبعد أن يكون إشارة إلى عبد الملك كقوله في سابقيه : « لكأنّي أنظر إلى ضلّيل قد نقع بالشام » و « كأنّي به قد نعق بالشام » و تأخّره عن قريش كانوا بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عادوه عليه السلام لا ينافيه . فالكلّ واحد ،

و بواسطتهم وصل كباقي بني اميّة إلى ما وصل .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٣ : ٢٩٨ ، سنة ٢٣ .

( ٢ ) رواه الطبري في تاريخه ٣ : ٢٩٧ ، سنة ٢٣ ، و الجوهري في السقيفة : ٨٥ ، و غيرهما .

( ٣ ) تاريخ الطبري ٣ : ٢٩٧ ، سنة ٢٣ .

( ٤ ) مقاتل الطالبيين : ٤٧ ، و الآية ١١١ من سورة الأنبياء .

١٠

و قال النظام عند قول عبد الملك « ما أنا بالخليفة المستضعف يعني عثمان و لا فلا و لا فلان » : « لو لا هم لما وصلت إلى ما وصلت » ١ .

« و قد صحب المنكر فألفه » في ( تاريخ اليعقوبي ) : منع عبد الملك أهل الشام من الحج ، و ذلك أنّ ابن الزبير كان يأخذهم إذا حجّوا بالبيعة فمنعهم عبد الملك من الخروج . فضجّ الناس ، و قالوا : منعنا من حجّ بيت اللّه ، و هو فرض من اللّه علينا . فقال لهم : هذا ابن شهاب الزهري يحدّثكم أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال : لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، و مسجدي ، و مسجد بيت المقدس ، و هو يقوم لكم مقام المسجد الحرام ، و هذه الصخرة الّتي يروي أنّ النبيّ وضع قدمه عليها لما اصعد إلى السماء تقوم لكم مقام الكعبة . فبنى على الصخرة قبة ، و علّق عليها ستور الديباج ، و أقام لها سدنة ، و أخذ الناس بأن يطوفوا حولها كالكعبة ٢ .

« و بسئ به » في ( الصحاح ) : بسأت به بالفتح و الكسر إذا استأنست به ٣ .

« و وافقه حتّى شابت عليه مفارقه » في ( الصحاح ) : « المفرق وسط الرأس كأنّهم جعلوا كلّ موضع منه مفرقا ، و هو الّذي يفرق فيه الشعر ٤ . فقالوا مفارق و شيب المفارق على المنكر كناية عن طول صحابته عليه كقولهم : من دبّ الى شبّ » .

« و صبغت به خلائقه » أي : طبائعه و هو أيضا كناية عن صيرورته كالطبيعة الثانية له كالثوب الّذي يصبغ . فيصير صبغه كلون طبيعي له ، و في ( نسب قريش مصعب الزبيري ) غضب عبد الملك غضبة . فكتب إلى هشام بن

ــــــــــــــــــ

( ١ ) رواه الجاحظ في البيان و التبيين ٢ : ٢٧٣ ، و النقل بالمعنى .

( ٢ ) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٦١ ، و النقل بتصرف يسير .

( ٣ ) صحاح اللغة ١ : ٣٦ ، مادة ( بسأ ) .

( ٤ ) صحاح اللغة ٤ : ١٥٤١ ، مادة ( فرق ) .

١١

إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة عامله على المدينة أن أقم آل عليّ يشتمون عليا فقيل له : إنّه أمر غير ممكن ١ .

« ثمّ اقبل مزبدا » أي : كبحر يقذف بالزبد .

« كالتيّار » أي : الموج .

« لا يبالي ما غرّق أو كوقع النار في الهشيم » أي : النبات اليابس المتكسّر ،

و الشجرة اليابسة يأخذها الحاطب كيف يشاء .

« لا يحفل » أي : لا يبالي :

« ما حرّق » في ( العقد ) : أنّ عبد الملك لمّا قتل الأشدق غدرا به و أراد أن يخرج إلى الكوفة لقتال مصعب جعل يستفزّ أهل الشام . فيبطئون عليه . فقال له الحجّاج : سلّطني عليهم . ففعل ، فكان لا يمرّ على بيت تخلّف إلاّ حرّقه . فلمّا رأى ذلك أهل الشام أسرعوا إليه فخرج إلى مصعب فقتله ٢ .

« أين العقول المستصبحة بمصابيح » أي : سرج .

« الهدى » حتّى تتبع أهل بيت نبيّه الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس ، و طهّرهم تطهيرا ، و تمتنع من اولئك الأجلاف الفجرة .

هذا و في ( بيان الجاحظ ) : قام أعرابي ليسأل فقال : « أين الوجوه الصباح ،

و العقول الصحاح و الألسن الفصاح ، و الأنساب الصراح ، و المكارم الرباح ،

و الصدور الفساح تعيذني من مقامي هذا » ٣ .

« و الأبصار اللامحة الى منار التقوى » في ( الصحاح ) : لأرينك لمحا باصرا ،

أي : أمرا واضحا ٤ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) نسب قريش : ٤٧ .

( ٢ ) العقد الفريد ٥ : ١٤٨ ، و النقل بالمعنى .

( ٣ ) البيان و التبيين ٣ : ٤٠٧ .

( ٤ ) صحاح اللغة ١ : ٤٠٢ ، مادة ( لمح ) .

١٢

« أين القلوب الّتي وهبت للّه ، و عوقدت على طاعته » و في ( صفّين نصر ) : أنّ عمّار بن ياسر نادى يوم صفّين : « أين من يبغي رضوان ربّه ، و لا يؤوب إلى مال و لا ولد » فأتته عصابة من الناس فقال : « أيّها الناس اقصدوا بنا نحو هؤلاء القوم الّذين يبغون دم عثمان ، و يزعمون أنه قتل مظلوما ، و اللّه إن كان إلاّ ظالما لنفسه ، الحاكم بغير ما أنزل اللّه ، و قال : أللّهم إنّك تعلم أنّي لو أعلم أنّ رضاك أن أضع ظبة سيفي في بطني ثمّ أنحني عليها حتّى يخرج من ظهري لفعلت . اللّهم إنك تعلم أنّي لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلت . اللّهم و إنّي أعلم ممّا أعلمتني أنّي لا أعمل اليوم عملا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين » ١ .

« إزدحموا على الحطام » اليابس المتكسّر .

« و تشاحّوا » ألشّحّ : البخل مع حرص .

« على الحرام » في ( صفين نصر ) : قام عمّار بصفّين . فقال : امضوا عباد اللّه إلى قوم يطلبون في ما يزعمون بدم الظالم لنفسه ، الحاكم على عباد اللّه بغير ما في كتاب اللّه ، إنّما قتله الصالحون المنكرون للعدوان ، الآمرون بالاحسان .

فقال : هؤلاء الّذين لا يبالون إذا سلمت لهم دنياهم لو درس هذا الدين : لم قتلتموه ؟ فقلنا : لإحداثه . فقالوا : إنّه ما أحدث شيئا ، و ذلك لأنّه مكنّهم من الدنيا فهم يأكلونها و يرعونها ، و لا يبالون لو انهدّت عليهم الجبال ، و اللّه ما أظنّهم يطلبون دمه ، إنّهم ليعلمون أنّه لظالم ، و لكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحبّوها و استمرؤوها و علموا لو أنّ الحق لزمهم لحال بينهم و بين ما يرعون فيه منها ،

و لم يكن للقوم سابقة في الإسلام يستحقّون بها الطاعة و الولاية . فخدعوا أتباعهم بأن قالوا : قتل إمامنا مظلوما ، ليكونوا بذلك جبابرة و ملوكا ، و تلك

ــــــــــــــــــ

( ١ ) وقعة صفين : ٣٢٠ و ٣٢٦ ، النقل بتقديم و تأخير .

١٣

مكيدة قد بلغوا بها ما ترون إلى أن قال .

و قال لعمرو بن العاص بعت دينك بمصر تبّا لك و طالما بغيت الإسلام عوجا إلى أن قال .

و قال لعبيد اللّه بن عمر « صرعك اللّه بعت دينك بالدنيا من عدوّ اللّه و عدوّ الإسلام ؟ قال : كلاّ . و لكن أطلب بدم عثمان الشهيد المظلوم ، قال : كلاّ أشهد على علمي فيك أنّك أصبحت لا تطلب بشي‏ء من فعلك وجه اللّه ، و أنك إن لم تقتل اليوم فستموت غدا . فانظر إذا أعطى اللّه على نياتهم ما نيتك ١ ؟

« و رفع لهم علم الجنّة و النار فصرفوا عن الجنّة وجوههم ، و أقبلوا إلى النار بأعمالهم » لكون النار محفوفة بالشهوات كالجنّة بالمكاره . و في ( كامل الجزري ) : قال ابن سيرين : قال عليّ عليه السلام لعمر بن سعد : كيف أنت إذا قمت مقاما تخيّر فيه بين الجنّة و النار فتختار النار ؟ ٢ فخيّره عبيد اللّه بين ردّه عهد الري أو خروجه لقتال الحسين عليه السلام و قتله فاختار الثاني و قال :

أ أترك ملك الريّ و الريّ رغبتي

أم أرجع مذموما بقتل حسين

و في قتله النار الّتي ليس دونها

حجاب و ملك الري قرّة عيني

« دعاهم ربّهم فنفروا و ولّوا » و لا تسمع الصم الدعاء إذا ولّوا مدبرين ٣ كأنّهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة ٤ .

« و دعاهم الشيطان فاستجابوا و أقبلوا » و قال الشيطان لما قضي الأمر إنّ اللّه وعدكم و عد الحقّ و وعدتكم فاخلفتكم ، و ما كان لي عليكم من سلطان إلاّ أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني و لوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم و ما

ــــــــــــــــــ

( ١ ) وقعة صفين : ٣١٩ .

( ٢ ) الكامل ٤ : ٢٤٢ ، سنة ٦٦ .

( ٣ ) النمل : ٨٠ .

( ٤ ) المدثر : ٥٠ ٥١ .

١٤

أنتم بمصرخيّ إنّي كفرت بما أشركتمون من قبل ١ .

٢٠

من الخطبة ( ١١٤ ) أَمَا وَ اَللَّهِ لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيْكُمْ غُلاَمُ ؟ ثَقِيفٍ ؟ اَلذَّيَّالُ اَلْمَيَّالُ يَأْكُلُ خَضِرَتَكُمْ وَ يُذِيبُ شَحْمَتَكُمْ إِيهٍ ؟ أَبَا وَذَحَةَ ؟ أقول الوذحة الخنفساء و هذا القول يومئ به إلى ؟ الحجاج ؟ و له مع الوذحة حديث ليس هذا موضع ذكره‏أقول : الوذحة : الخنفساء . و هذا القول يومئ به إلى الحجّاج ، و له مع الوذحة حديث ليس هذا موضع ذكره .

أقول : روى ( المسعودي في مروجه ) : عن المنقري عن عبد العزيز بن الخطاب عن فضيل بن مرزوق قال : لمّا غلب بسر بن أرطاة على اليمن ، و كان من قتله لابني عبيد اللّه بن العباس و لأهل مكّة و المدينة و اليمن ما كان ، قام عليّ عليه السلام خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه ، و صلّى على نبيه محمّد صلّى اللّه عليه و آله ثم قال : إنّ بسرا قد غلب على اليمن ، و اللّه ما أرى هؤلاء القوم إلاّ سيغلبون على ما في أيديكم و ما ذلك بحق في أيديهم ، و لكن بطاعتهم ، و استقامتهم لصاحبهم ،

و معصيتكم لي ، تناصرهم و تخاذلكم ، و إصلاح بلادهم و إفساد بلادكم إلى أن قال .

اللّهمّ عجّل عليهم بالغلام الثقفي الذيّال الميّال يأكل خضرتها ، و يلبس فروتها ، و يحكم فيها بحكم الجاهلية لا يقبل من محسنها ، و لا يتجاوز عن مسيئها و ما كان ولد الحجّاج يومئذ ٢ .

و روى ( ابو الفرج في مقاتله ) ، عن إسماعيل بن موسى من بيت السدي ،

عن عليّ بن مسهر ، عن الأحلج ، عن موسى بن أبي النعمان قال : جاء الأشعث

ــــــــــــــــــ

( ١ ) ابراهيم : ٢٢ .

( ٢ ) مروج الذهب ٣ : ١٤٢ .

١٥

إلى أمير المؤمنين عليه السلام يستأذن عليه فردّه قنبر . فأدمى الأشعث أنفه ، فخرج عليّ عليه السلام و هو يقول : مالي و لك يا أشعث أما و اللّه لو بعبد ثقيف تمرست لا قشعرّت شعيراتك . قيل يا أمير المؤمنين و من غلام ثقيف ؟ قال : غلام يليهم لا يبقي أهل بيت من العرب إلاّ أدخلهم ذلاّ . قيل : يا أمير المؤمنين كم يلي ، و كم يمكث ؟ قال عشرين إن بلغها ١ .

و روى عثمان بن سعيد و قد نقله ابن أبي الحديد في موضع آخر عن يحيى التيمي عن الأعمش ، عن إسماعيل بن رجاء قال : قام أعشى باهلة و هو يومئذ غلام حدث إلى عليّ عليه السلام و هو يخطب و يذكر الملاحم . فقال : يا أمير المؤمنين ما أشبه هذا الحديث بحديث خرافة . فقال عليّ عليه السلام : إن كنت آثما في ما قلت يا غلام فرماك اللّه بغلام ثقيف ثم سكت فقام رجال فقالوا : و من غلام ثقيف يا أمير المؤمنين ؟ قال : غلام يملك بلدتكم هذه لا يترك للّه حرمة إلاّ انتهكها يضرب عنق هذا الغلام بسيفه . فقالوا : كم يملك يا أمير المؤمنين ؟ قال :

عشرين إن بلغها . قالوا : فيقتل قتلا ام يموت موتا ؟ قال عليه السلام : « بل يموت حتف أنفه بداء البطن يثقب سريره لكثرة ما يخرج من جوفه » .

قال إسماعيل بن رجاء : فو اللّه لقد رأيت بعيني أعشى باهلة ، و قد أحضر في جملة الأسرى الذين اسروا من جيش ابن الأشعث بين يدي الحجّاج فقرعه و وبّخه ، و استنشده شعره الّذي يحرّض فيه ابن الأشعث على الحرب ، ثمّ ضرب عنقه في ذاك المجلس ٢ .

و روى ( الاحتجاج ) : أنّ عباد بن قيس من بكر بن وائل قام إلى عليّ عليه السلام بعد فتح البصرة ، و قال له : جئنا نطلب غنائمنا فجاءنا بالترهات . فقال

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مقاتل الطالبيين : ٢٠ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١ : ٢٠٩ ، شرح الخطبة ٣٧ .

١٦

له أمير المؤمنين عليه السلام : إن كنت كاذبا فلا اماتك اللّه حتّى يدركك غلام ثقيف .

قالوا : و من غلام ثقيف ؟ قال : رجل لا يدع للّه حرمة إلاّ انتهكها : قالوا : أفيموت أو يقتل ؟ فقال عليه السلام : يقتله قاصم الجبارين بموت فاحش يحترق منه دبره لكثرة ما يجري من بطنه ١ .

و نقل ( المختلف ) في أحكام البغاة عن العماني قال : إنّ رجلا من عبد القيس قام يوم الجمل . فقال : يا أمير المؤمنين ما عدلت حين تقسم بيننا أموالهم ، و لا تقسم بيننا نساءهم ، و لا أبناءهم . فقال له : إن كنت كاذبا فلا أماتك اللّه حتى تدرك غلام ثقيف ، و ذلك أنّ دار الهجرة حرّمت ما فيها ، و دار الشرك أحلّت ما فيها . فأيّكم يأخذ امّه من سهمه . فقام رجل فقال : و ما غلام ثقيف يا أمير المؤمنين ؟ قال : عبد لا يدع للّه ، حرمة إلاّ هتكها . قال : يقتل أو يموت ؟ قال :

بل يقصمه اللّه قاصم الجبارين ٢ .

و في ( كامل الجزري ) : قال الحسن البصري : سمعت عليّا عليه السلام على المنبر يقول : اللّهمّ ائتمنتهم فخانوني ، و نصحتهم فغشّوني . اللّهمّ فسلّط عليهم غلام ثقيف يحكم في دمائهم و أموالهم بحكم الجاهلية . فوصفه و هو يقول : الزيال مفجّر الأنهار . يأكل خضرتها ، و يلبس فروتها . قال الحسن : هذه و اللّه صفة الحجّاج . قال حبيب بن أبي ثابت قال عليّ عليه السلام لرجل : لا تموت حتّى تدرك فتى ثقيف . قيل له : يا أمير المؤمنين ما فتى ثقيف ؟ قال : ليقالنّ له يوم القيامة إكفنا زاوية من زوايا جهنّم . رجل يملك عشرين أو بعضا و عشرين سنة لا يدع للّه معصية إلاّ ارتكبها حتّى لو لم تبق إلاّ معصية واحدة بينه و بينه باب مغلق لكسره حتّى يرتكبها ٣ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الاحتجاج ١ : ١٦٨ .

( ٢ ) المختلف : ٣٣٧ .

( ٣ ) الكامل ٤ : ٥٨٧ ، سنة ٩٥ .

١٧

« أما و اللّه ليسلّطن عليكم غلام ثقيف » مراده عليه السلام بغلام ثقيف الحجّاج ، و أخبر عليه السلام في موضع آخر بغلام ثقيف آخر ابن عم الحجّاج باسمه و نسبه يوسف بن عمر .

ففي ( إرشاد المفيد ) : قال عليه السلام أيّها الناس إنّي دعوتكم إلى الحقّ فتوليتم عني ، و ضربتكم بالدرّة فأعييتموني . أما إنّه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتّى يعذّبوكم بالسياط و الحديد إنّه من عذّب الناس في الدنيا عذّبه اللّه في الآخرة ، و آية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتّى يحلّ بين أظهركم . فيأخذ العمال و عمّال العمال . رجل يقال له يوسف بن عمر ١ . قلت :

و صار الأمر كما ذكر عليه السلام فغضب هشام على خالد القسري عمله على العراق .

فكتب إلى يوسف باليمن بعهده على العراق فقدم و أخذ خالدا و عمّاله . فعذّبهم و صادرهم و مات خالد و عامله بلال بن أبي بردة في عذابه .

و نقله ابن أبي الحديد في موضع آخر بلفظ آخر . أخبر عليه السلام بالحجاج و يوسف معا بوصفهما فقال : قال عليه السلام : « لقد دعوتكم إلى الحق فتولّيتم ،

و ضربتكم بالدرّة . فما استقمتم و ستليكم ولاة يعذّبونكم بالسياط و الحديد ،

و سيأتيكم غلاما ثقيف أخفش و حصوب يقتلان و يظلمان ، و قليل ما يمكّنان » و قال : الأخفش ضعيف البصر خلقة . و كان الحجّاج كذلك ، و الحصوب القصير الدميم ، و كان يوسف كذلك .

ثمّ كما أنّه عليه السلام أخبر بتسلّط غلام ثقيف و هو الحجّاج في مواضع كثيرة عموما و خصوصا خبرا و دعاء ، و بتسلّطه مع ابن عمّه كما عرفت في موضع كذلك دعا الحسين عليه السلام على قتلته من أهل الكوفه بتسلّط غلام ثقيف أي المختار عليهم لينتقم منهم . فروى ( المناقب ) مسندا عن عبد اللّه بن

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الارشاد : ١٦٩ .

١٨
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد السادس الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

الحسن أنّه عليه السلام قال لهم في جملة ما قال لهم : « ألا ثمّ لا تلبثون بعدها إلاّ كريث ما يركب الفرس حتّى تدرو بكم الرحى ، عهد عهده إليّ أبي عن جدّي فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثم كيدوني جميعا ، و لا تنظرون . إنّي توكّلت على اللّه ربي و ربّكم ما من دابة إلاّ و هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم اللّهمّ احبس عنهم قطر السماء ، و ابعث عليهم سنين كسني يوسف و سلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبّرة ، و لا يدع فيهم أحدا إلاّ قتلة بقتلة و ضربة بضربة ينتقم لي و لأوليائي ، و أهل بيتي و أشياعي منهم . فإنّهم غرّونا و كذبونا و خذلونا . . . و رواه ( التحف ) و ( الاحتجاج ) و ( اللهوف ) ١ .

هذا ، و في ( الأغاني ) : قال عبد الملك لا بن الزبير الشاعر الأسدي : انشدني أبياتك فيّ و في الحجّاج و ابن الزبير بعد قتل الحجّاج لابن الزبير و بعثه برأسه إليه فانشده .

كأنّي بعبد اللّه يركب ردعه

و فيه سنان زاعبيّ محرّب

و قد فرّ عنه الملحدون و حلّقت

به و بمن آساه عنقاء مغرب

تولّوا فخلّوه فشال بشلوه

طويل من الاجذاع عار مشذّب

بكفّي غلام من ثقيف نمت به

قريش و ذو المجد التليد معتب

فقال له عبد الملك : لا تقل غلام ، و لكن قل : همام .

و في السير : قدمت لبلى الأخيلية على الحجّاج فأنشدته :

إذا ورد الحجّاج أرضا مريضة

تتبّع أقصى دائها فشفاها

شفاها من الداء العقام الذي فيها

غلام إذا هزّ القناة ثناها

ــــــــــــــــــ

( ١ ) رواه عن كتاب المناقب و هو غير مناقب السروي و أيضا عن التحف و الاحتجاج و اللهوف المجلسي في بحار الأنوار ٤٥ : ٩ ، لكن روى ابن شعبة في تحف العقول : ٢٤٢ ، و ابن طاووس في اللهوف : ٤٣ ، بعضه و روى الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٠٠ ، صدره فقط .

١٩

فقال لها : لا تقولي غلام ، و لكن قولي همام .

و أما ثقيف فاختلف فيها هل هي من بقايا ثمود أو أياد أو هوازن . و في ( كامل المبرد ) : قال الحجّاج على المنبر : تزعمون أنّا من بقايا ثمود . و اللّه تعالى يقول : « و ثمود فما أبقى » ١ .

و قال الحجّاج لأبي العسوس الطائي : أيّ أقدم أنزول ثقيف الطائف أم نزول طيئ الجبلين ؟ فقال له : إن كانت ثقيف من بكر بن هوازن فنزول طيئ قبلها ، و إن كانت ثقيف من ثمود فهي أقدم . فقال له الحجّاج : إتّقني فإنّي سريع الخطفة ٢ .

و قال الشاعر :

فلو لا بنو مروان كان ابن يوسف

كما كان عبدا من عبيد أياد

ثمّ تسلط الحجّاج على أهل العراق كما أخبر عليه السلام كان في سنة ( ٧٥ ) و سبب توليته أنّ المهلب بن أبي صفرة لمّا كان يقاتل الخوارج بالعراق . و كان الناس بطاء عنه ، كتب إلى عبد الملك كما في ( المروج ) إمّا بعثت إليّ بالرجال و إمّا خلّيت بينهم و بين البصرة . فخرج إلى أصحابه . فقال : ويلكم من للعراق ؟

فصمتوا و قام الحجّاج فقال : أنا ، و قال الثانية و الثالثة و يقول الحجّاج : أنا . فقال له في الثالثة : أنت زنبورها . فكتب له عهده فشخص . فلمّا بلغ القادسيّة أمر الجيش أن يقيلوا ، و يروّحوا ، و دعا بجمل عليه قتب . فجلس عليه بغير حشية و لا وطاء و أخذ الكتاب بيده ، و لبس ثياب السفر ، و تعمم بعمامة حتّى دخل الكوفة وحده . فجعل ينادي : الصلاة جامعة ، و ما منهم رجل جلس في مجلسه إلاّ و معه العشرون و الثلاثون و أكثر من أهله و مواليه . فصعد المنبر متلثما

ــــــــــــــــــ

( ١ ) النجم : ٥١ .

( ٢ ) كامل المبرد ٤ : ٢٠١ .

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

الإمام الهادي عليه السلام

كان هادياً إلى الدِّين وشريعة سيّد المرسلين، ونموذجاً لحسن أخلاق الطيّبين، ومهذباً لأصحابه على شكر النعم.

من ذلك ما في حديث أبي هاشم الجعفري قال: ـ

أصابتني ضيقة شديدة، فصرت إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام..

فأذنَ لي، فلمّا جلست قال: ـ

يا أبا هاشم إنّ نِعَم الله عزّوجلّ عليك، تريد أن تؤدّي شكرها؟

قال أبو هاشم: فوجمتُ، فلم أدرِ ما أقول له.

فابتدأ عليه السلام فقال:

رزَقَك الإيمان فحرّم بدنك على النار، ورزقك العافية فأعانتك على الطاعة، ورزقك القنوع فصانك عن التبذّل.

يا أبا هاشم: إنّما ابتدأتك بهذا لأنّني ظننتُ أنّك تريد أن تشكو لي من فَعَل بك هذا، وقد أمرتُ لك بمائة دينار فخذها (1) .

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 50 / ص 129.

٨١

٨٢

الإمام العسكري عليه السلام

كان صاحب معالي الأخلاق الطيّبة حتّى مع أعداءه فضلاً عن مواليه، ففي حديث محمّد بن إسماعيل العلوي قال:

جلس أبو محمّد عليه السلام عند عليّ بن أوتاش وكان شديد العداوة لآل محمّد صلى الله عليه وآله، غليظاً على آل أبي طالب... فما أقام إلّا يوماً حتّى وضع خدّه له، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً وإعظاماً، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرةً، وأحسنهم قولاً فيه (1) .

وهذا يدلّ على أجلّ محاسن الأخلاق التي يكنّ العدوّ له.

ومن ذلك تلاحظ سيرته الطيّبة حتّى مع أخيه جعفر التوّاب وذلك حين حبسه المعتمد العبّاسي، ففي الحديث أنّه حبسه مع أخيه جعفر عند سجّانه عليّ بن جرين.

قال: كان المعتمد يسأل عليّاً عن أخباره في كلّ وقت فيخبره أنّه يصوم النهار، ويصلّي الليل.

فسأله يوماً من الأيّام عن خبره فأخبره بمثل ذلك، فقال له: امض السّاعة إليه

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 50 / ص 3307.

٨٣

واقرئه منّي السلام، وقُل له: انصرف إلى منزلك مصاحباً.

قال عليّ بن جرين: فجئت إلى باب الحبس فوجدت حماراً مسرّجاً فدخلت عليه فوجدته جالساً وقد لبس خفّه وطيلسانه وشاشته ـ أي عمامته ـ فلمّا رآني نهض فأدّيت إليه الرسالة فركب.

فلمّا استوى على الحمار وقف.

فقلت له: ما وقوفك يا سيّدي؟

فقال لي: حتّى يجي جعفر.

فقلت: إنّما أمرنبي بإطلاقك دونه.

فقال لي: ترجع إليه فتقول له: خرجنا من دار واحدة جميعاً فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك فمضى وعاد، فقال له: يقول لك: قد أطلقت جعفراً لك لأنّي حبسته بجنايته على نفسه وعليك، وما يتكلّم به، وخلّى سبيله فصار معه إلى داره (1) .

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 50 / ص 314.

٨٤

الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف

وهو صفوة الصفوة من الاُسوة الباقية من رسول الله صلى الله عليه وآله في طيب الأخلاق، ومحاسن الفعال، وعظيم السجايا، مع الأولياء وغير الأولياء.

ففي قضيّة ياقوت الدهّان نقل المحدّث النوري عن المرحوم الشيخ علي الرشتي تلميذ الميرزا الشيرازي قال: ـ

رجعت مرّة من زيارتي أبي عبد الله عليه السلام عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات، فلمّا ركبنا في بعض السفن الصغار التي كانت بين كربلاء وطويريج، رأيت أهلها من أهل الحلّة، ومن طويريج يفترق، طريق الحلّة والنجف، واشتغل الجماعة باللّهو واللّعب والمزاح، رأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم، عليه آثار السكينة والوقار لا يمازح ولا يضاحك، وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه، ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم، فتعجّبت منه إلى أن وصلنا إلى محلّ كان الماء قليلاً فأخرَجنا صاحب السفينة منها فكنّا نمشي على شاطىء النهر.

فاتّفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه، وذمّهم إيّاه، وقدحهم فيه.

٨٥

فقال: هؤلاء من أقاربي من أهل السُّنّة، وأبي منهم واُمّي من أهل الإيمان، وكنت أيضاً منهم، ولكنّ الله مَنَّ عَليَّ بالتشيّع ببركة الحجّة صاحب الزمان عليه السلام.

فسألت عن كيفيّة إيمانه.

فقال: اسمي ياقوت وأنا أبيع الدّهن عند جسر الحلّة، فخرجت في بعض السنين لجلب الدّهن من أهل البراري خارج الحلّة، فبُعدت عنها بمراحل، إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت اُريده منه، وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلّة، ونزلنا في بعض المنازل ونُمنا، وانتبهت فما رأيت أحداً منهم وقد ذهبوا جميعاً، وكان طريقنا في بريّة قفر، ذات سباع كثيرة، ليس في أطرافها معموة إلّا بعد فراسخ كثيرة.

فقمت وجعلت الحمل على الحمار، ومشيت خلفهم فضلَّ عنّي الطريق، وبقيت متحيّراً خائفاً من السباع والعطش في يومه، فأخذت أستغيث بالخلفاء والمشايخ وأسألهم الإعانة، وجعلتهم شفعاء عند الله تعالى، وتضرّعت كثيراً، فلم يظهر منهم شيء، فقلت في نفسي: إنّي سمعتُ من اُمّي أنّها كانت تقول: إنّ لنا إماماً حيّاً يُكنّى أبا صالح يرشد الضالّ، ويُغيث الملهوف، ويُعين الضعيف، فعاهدت الله تعالى إن استغثت به فأغاثني، أن أدخل في دين اُمّي.

فناديته واستغثت به، فإذا بشخص في جنبي، وهو يمشي معي، وعليه عمامة خضراء، قال رحمه الله: وأشار حينئذٍ إلى نبات حافّة النهر، وقال: كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات.

ثمّ دلّني على الطريق وأمرني بالدخول في دين اُمّي، وذكر كلمات نسيتها، وقال: ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة.

قال: فقلت: يا سيّدي أنت لا تجيىء معي إلى هذه القرية؟

فقال ما معناه: لا، لأنّه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد اُريد أن

٨٦

أغيثهم، ثمّ غاب عنّي.

فما مشيت إلّا قليلاً حتّى وصلت إلى القرية، وكان في مسافة بعيدة، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم.

فلمّا دخلت الحلّة ذهبت إلى سيّد الفقهاء السيّد مهدي القزويني طاب ثراه، وذكرت له القصّة، فعلّمني معالم ديني، فسألت عنه عملاً أتوصّل به إلى لقائه عليه السلام مرّةً اُخرى، فقال: زُر أبا عبد الله عليه السلام أربعين ليلة الجمعة.

قال: فكنت أزوره من الحلّة في ليالي الجُمع إلى أن بقي واحدة، فذهبت من الحلّة في يوم الخميس، فلمّا وصلت إلى باب البلد، فإذا جماعة من أعوان الظّلَمة يطالبون الواردين التذكرة، وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها، فبقيت متحيّراً والناس متزاحمون على الباب فأردت مراراً أن أتخفّى وأجوز عنهم، فما تيسّر لي، وإذا بصاحبي صاحب الأمر عليه السلام في زيّ لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد، فلمّا رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه، وأدخلني من الباب فما رآني أحد، فلمّا دخلت البلد افتقدته من بين الناس (1) .

هذه نُبذة يسيرة من دروسهم العمليّة في حُسن الخلق وطيب الأخلاق.

وأمّا دروسهم القوليّة في أحاديثهم السَنيّة، فقد بيّنوا أروع الدروس، وأبلغ المعالم في الأخلاقيّات ومكارم الصِّفات، نذكر جملة منها في الفصل القادم.

__________________

(1) جنّة المأوى المطبوع في بحار الأنوار / ج 53 / ص 294.

٨٧

٨٨

4 / الدروس الأخلاقيّة القوليّة لأهل البيت عليهم السلام

تظافرت وتواترت أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام في الحثّ والترغيب والأمر بحُسن الخلق، وتهذيب النفوس على مكارم الأخلاق.

نتبرّك بذكر نُبذة منها، روُيت في الكتب والمجامع المعتبرة، وجُمعت في ينابيع الحكمة (1) منها: ـ

1 ـ عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً (2) .

2 ـ عن الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يوضع في ميزان امرئٍ يوم القيامة أفضل من حُسن الخُلق (3) .

3 ـ عن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما يَقدِمُ المؤمن على الله عزّوجلّ بعملٍ بعد الفرائض أحبَّ إلى الله تعالى من أن يسع الناسَ بخُلقه (4) .

4 ـ عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ صاحب الخُلق

__________________

(1) ينابيع الحكمة / ج 2 / ص 251 إلى ص 268.

(2) اُصول الكافي / ج 2 / ص 81 / ح 1.

(3) اُصول الكافي / ج 2 / ص 81 / ح 2.

(4) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 4.

٨٩

الحَسَن له مثل أجر الصائم القائم (1) .

5 ـ عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثر ما ثلج به اُمّتي الجنّة تقوى الله وحسن الخُلق (2) .

6 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: إنّ الخُلق يُميتُ الخطيئة كما تُميت الشمسُ الجليد (3) .

7 ـ عن الإمام الصادق عليه السلام قال: البرّ وحُسن الخلق يعمّران الدِّيار، ويزيدان في الأعمار (4) .

8 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: إنّ الله تبارك وتعالى ليُعطي العبد من الثواب على حسن الخُلق كما يُعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح (5) .

9 ـ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ سوء الخُلق ليفسد العمل كما يفسد الخَلُّ العسل (6) .

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 5.

(2) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 6.

(3) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 7.

(4) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 8.

(5) اُصول الكافي / ج 2 / ص 83 / ح 12.

ولا يخفى أنّ الغدوّ هو أوّل النهار، والرواح آخره.

وهذا بيان حال المجاهد في سبيل الله، يستمرّ له الثواب في أوّل النهار وآخره.

(6) اُصول الكافي / ج 2 / ص 242 / ح 1. واعلم أنّه ذكر العلّامة المجلسي قدس سره في المرآة ج 10 ص 260: وإيذائهم بسببٍ ضعيف أو بلا سبب، ورفض حقوق المعاشرة وعدم احتمال ما لا يوافق طبعه منهم.

وقيل: هو كما يكون مع الخلق يكون مع الخالق أيضاً، بعدم تحمّل ما لا يوافق طبعه من النوائب، والاعتراض عليه.

ومفاسده وآفاته في الدُّنيا والدِّين كثيرة منها: أنّه يفسد العمل بحيث لا يترتّب عليه ثمرته المطلوبة منه «كما يفسد الخلّ العسل» وهو تشبيه المعقول بالمحسوس، وإذا أفسد العمل أفسد الإيمان.

٩٠

10 ـ عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أبى الله عزّوجلّ لصاحب الخُلق السيء بالتوبة.

قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟

قال: لأنّه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه (1) .

11 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: من ساء خُلقه عذّب نفسه (2) .

12 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: إنّ سوء الخُلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل (3) .

13 ـ في مواعظ النبيّ صلى الله عليه وآله: سوء الخُلق شوم (4) .

14 ـ وقال صلى الله عليه وآله: أفضلكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً (5) .

15 ـ وقال صلى الله عليه وآله: حسن الخُلق يثبت المودّة (6) .

16 ـ وقال صلى الله عليه وآله: خياركم أحسنكم أخلاقاً، الذين يألِفون ويُؤلَفون (7) .

17 ـ وقال صلى الله عليه وآله: حسن الخُلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم.

فقيل له: ما أفضل ما اُعطي العبد؟

قال: حسن الخُلق (8) .

18 ـ وقال صلى الله عليه وآله: أقربكم منّي غداً في الموقف أصدقكم للحديث، وآداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من الناس (9) .

19 ـ في مواعظ أمير المؤمنين عليه السلام: حسن الخُلق خيرُ قرين، وعنوان

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 242 / ح 2.

(2) الكافي / ج 2 / ص 242 / ص 4.

(3) الكافي / ج 2 / ص 242 / ح 3.

(4) و (5) تحف العقول / ص 37.

(6) ـ (8) تحف العقول / ص 38.

(9) تحف العقول / ص 38.

٩١

صحيفة المؤمن حسن خُلقه (1) .

20 ـ في مواعظ الإمام الصادق عليه السلام: حسن الخُلق من الدِّين، وهو يزيد في الرزق (2) .

21 ـ في مواعظ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام: السخيّ الحسنُ الخُلق في كَنَفِ الله، لا يتخلّى الله عنه حتّى يدخله الجنّة، وما بعث الله نبيّاً إلّا سخيّاً، وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخُلق حتّى مضى (3) .

22 ـ عن الإمام الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بحسن الخُلق فإنّ حسن الخُلق في الجنّة لا محالة، وإيّاكم سوء الخُلق فإنّ سوء الخُلق في النار لا محالة (4) .

23 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حسن الخُلق نصف الدِّين (5) .

24 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اللّحمُ يُنبت اللّحم، ومن تركه أربعين يوماً ساء خُلقه، ومَن ساء خُلقه فأذّنوا في اُذنه (6) .

25 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً.

وقال صلى الله عليه وآله: ما عمل أثقل في الميزان من حسن الخُلق، وإنّ العبد ليدرك بحسن الخُلق درجة الصالحين (7) .

26 ـ وقال صلى الله عليه وآله: لا يلقى الله عبد بمثل خصلتين: طول الصمت، وحسن الخُلق (8) .

__________________

(1) تحف العقول / ص 141.

(2) تحف العقول / ص 275.

(3) تحف العقول / ص 304.

(4) الوسائل / ج 12 / ص 152 / ب 104 من العشرة / ح 17.

(5) الوسائل / ج 12 / ص 154 / ح 27.

(6) الوسائل / ج 24 / ص 395 / ب 88 من آداب المائدة.

(7) المستدرك / ج 8 / ص 447 / ب 87 من كتاب العشرة / ح 20.

(8) المستدرك / ج 8 / ص 447 / ح 22.

٩٢

27 ـ وقال صلى الله عليه وآله: من سعادة المرء حسن الخُلق، ومن شقاوته سوء الخُلق (1) .

28 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه سُئل عن أدوم الناس غمّاً؟

قال: أسؤوهم خُلقاً (2) .

29 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله (في حديث): وسوء الخُلق زمامٌ من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان يجرّه إلى الشرّ، والشرّ يجرّه إلى النار (3) .

30 ـ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم (4) .

31 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام لنوف: يا نوف، صِل رحمك يزيد الله في عمرك، وحسّن خلقك يخفّف الله حسابك (5) .

32 ـ عن الإمام جعفر بن محمّد عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ أحبّكم إليّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً وأشدّكم تواضعاً، وإنّ أبعدكم منّي يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون.

قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خُلقه (6) .

33 ـ عن ابن محبوب عن بعض أصحابنا قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حدّ حسن الخُلق؟

__________________

(1) المستدرك / ج 8 / ص 447 / ح 24.

(2) المستدرك / ج 12 / ص 76 / ح 12.

(3) المستدرك / ج 12 / ص 76 / ح 11.

(4) بحار الأنوار / ج 71 / ص 383 / ح 19.

(5) بحار الأنوار / ج 71 / ص 383 / ح 20.

(6) بحار الأنوار / ج 71 / ص 385 / ح 26.

٩٣

قال: تليّن جانبك وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشرٍ حسن (1) .

34 ـ... قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيّئة الخُلق تُؤذي جيرانها بلسانها.

فقال: لا خير فيها، هي من أهل النار (2) .

35 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام: حسن الخُلق في ثلاث: اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسّع على العيال (3) .

36 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً رزقهم الرفق في المعيشة، وحسن الخُلق (4) .

37 ـ ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى النبيّ صلى الله عليه وآله رجلُ فقال: إنّ فلاناً مات فحفرنا له فامتنعت الأرض.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّه كان سيّىءَ الخُلق (5) .

38 ـ... قال أمير المؤمنين عليه السلام ربّ عزيزٍ أذلّه خُلقه، وذليلٍ أعزّه خُلقه (6) .

39 ـ عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خصلتان لا تجتمعان في مسلم: البُخل وسوء الخُلق (7) .

40 ـ من كلم أمير المؤمنين عليه السلام: ـ

في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق (8) .

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 71 / ص 389 / ح 42.

(2 و 3) بحار الأنوار / ج 71 / ص 394 / ح 63.

(4) بحار الأنوار / ج 71 / ص 394 / ح 67.

(5) بحار الأنوار / ج 71 / ص 395 / ح 75.

(6) بحار الأنوار / ج 71 / ص 396 / ح 79.

(7) بحار الأنوار / ج 73 / ص 297 / ح 5.

(8) بحار الأنوار / ج 78 / ص 53.

٩٤

41 ـ عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّا لنحبّ من كان عاقلاً فهماً، حليماً، مدارياً، صبوراً، صدوقاً، وفيّاً.

إنّ الله عزّوجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومَن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّوجلّ وليسأله إيّاها.

قال: قلت: جُعلت فداك وما هُنّ؟

قال: هنّ الورع، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، والبرّ، وصدق الحديث، وأداء الأمانة (1) .

42 ـ عن المفضل الجعفي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: عليكم بمكارم الأخلاق، فإنّ الله عزّوجلّ يحبّها.

وإيّاكم ومذامّ الأفعال فإنّ الله عزّوجلّ يبغضها (2) .

43 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال لولده: ـ

إنّ الله عزّوجلّ جعل محاسن الأخلاق وُصلةً بينه وبين عباده فنحبّ أحدكم أن يمسك بخُلُق متّصلٍ بالله تعالى (3) .

44 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

الأخلاق منائح ـ أي عطايا ـ من الله عزّوجلّ.

فإذا أحبّ عبداً منحه خُلقاً حسناً، وإذا أبغض عبداً منحه خلقاً سيّئاً (4) .

45 ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: لو كنّا لا نرجو جنّة ولا نخشى ناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق، فإنّها ممّا تدلّ على سبيل

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 46 / ح 3.

(2) وسائل الشيعة / ج 15 / ص 199 / ح 8.

(3) المستدرك / ج 11 / ص 192 / ح 19.

(4) المستدرك / ج 11 / ص 193 / ح 20.

٩٥

النجاح، فقال رجل: فداك أبي وأمّي يا أمير المؤمنين، سمعتَهُ من رسول الله صلى الله عليه وآله؟

قال: نعم وما هو خيرٌ منه، لمّا أتانا سبايا طيّ، فإذا فيها جارية... فقالت:... أنا ابنة حاتم طيّ، فقال صلى الله عليه وآله: خلّوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارم الأخلاق (1) .

فقام أبو بردة فقال: يا رسول الله، الله يحبّ مكارم الأخلاق؟

فقال: يا أبا بردة، لا يدخل الجنّة أحدٌ إلّا بحسن الخُلق (2) .

46 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الأربعمائة الشريف.

روّضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة، فإنّ العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم (3) .

47 ـ في وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام:

وعوّد نفسك السماح، وتخيّر لها من كلّ خُلق أحسنه، فإنّ الخير عادة (4) .

48 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال:

وعليكم بمكارم الأخلاق فإنّها رفعة، وإيّاكم والأخلاق الدنيّة فإنّها تضع الشريف، وتهدم المجد (5) .

49 ـ في حديث المعراج الشريف، ودخول النبيّ صلى الله عليه وآله الجنّة، ورؤيته ما كُتب على أبوابها قال: ـ

__________________

(1) وفي بحار الأنوار / ج 21 / ص 366 نقل عن محمّد بن إسحاق أنّه كساها رسول الله صلى الله عليه وآله وأعطاها نفقة، فخرجت مع ركب حتّى قدمت الشام، وأشارت على أخيها بالقدوم، فقدم وأسلم وأكرمه الرسول صلى الله عليه وآله وأجلسه على وسادةٍ رمى بها إليه بيده.

(2) المستدرك / ج 11 / ص 193 / ح 21.

(3) بحار الأنوار / ج 10 / ص 99.

(4) بحار الأنوار / ج 77 / ص 215.

(5) بحار الأنوار / ج 78 / ص 53.

٩٦

وعلى الباب الثامن منها مكتوب:

لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليٌّ وليّ الله، من أراد الدخول من هذه الأبواب الثمانية فليتمسّك بأربع خصال:

بالصدقة، والسخاء ـ أي الجود والكرم ـ، وحسن الأخلاق، وكفّ الأذى عن عباد الله (1) .

50 ـ من كلم أمير المؤمنين عليه السلام وحِكَمِهِ في فضل حسن الخلق، وذمّ سوء الأخلاق، قال: ـ

أطهرالناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً    (الغرر / ج 1 / ص 185 / ف 8 / ح 206)

أرضى الناس من كانت أخلاقه رضيّة  (ص 187 / ح 246)

حسن الخُلق للنفس وحسن الخَلق للبدن (ص 376 / ف 27 / ح 6)

حسن الخُلق أفضل الدِّين    (ح 7)

حسن الخُلق خير قرين، والعُجب داءٌ دفين      (ص 378 / ح 37)

حسن الخُلق من أفضل القِسم وأحسن الشيم   (ح 39)

حسن الخُلق أحد العطائين   (ص 379 / ح 48)

حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق    (ح 52)

حسن الأخلاق يُدِرّ الأرزاق، ويونس الرفاق    (ح 53)

حسن الخُلق رأس كل برّ      (ح 54)

حسن الخُلق يورث المحبّة ويؤكّد المودّة   (ص 380 / ح 61)

سوء الخُلق شؤم، والإسائة إلى المحسن لؤم       (ص 433 / ف 39 / ح 17)

سوء الخُلق شرّ قرين (الغرر / ج 1 / ص 433 / ف 39 / ح 18).

__________________

(1) مدينة المعاجز / ج 1 / 397.

٩٧

سوء الخُلق يُوحش القريب ويُنفِّر البعيد (ص 435 / ح 44)

سوء الخُلق نكد العيش، وعذاب النفس (ص 439 / ح 89)

سوء الخُلق يوحش النفس، ويرفع الاُنس (ح 90)

كلّ داء يداوى إلّا سوء الخُلق (ج 2 / ص 546 / ف 62 / ح 54)

كم من وضيع رفعه حسن خلقه       (ص 552 / ف 63 / ح 52)

من ساء خُلقه عذّب نفسه   (ص 617 / ف 77 / ح 156)

من ساء خُلقه ملّه أهله       (ص 625 / ح 307)

من ساء خُلقه ضاق رزقه     (ص 629 / ح 378)

ما أعطى الله سبحانه العبد شيئاً من خير الدُّنيا والآخرة إلّا بحسن خلقه وحسن نيّته

  (ص 750 / ف 79 / ح 217)

نِعْمَ الإيمان جميل الخُلق       (ص 774 / ف 81 / ح 67)

والله لا يعذّب الله سبحانه مؤمناً إلّا بسوء ظنّه، وسوء خلقه

   (ص 787 / ف 83 / ح 81)

لا يعيش لسيّىء الخلق        (ص 833 / ف 86 / ح 81)

لا قرين كحسن الخلق        (ص 834 / ح 113)

لا سُؤدد لسيّىء الخلق        (ص 837 / ح 161)

لا عيش أهنأ من حسن الخلق (ص 846 / ح 329)

لا وحشة أوحش من سوء الخلق        (ح 330)

الخُلق المحمود من ثمار العقل  (الغرر / ج 1 / ص 45 / ف 1 / ح 1327)

الخلق المذموم من ثمار الجهل  (ص 46 / ح 1328)

أحسن شيء الخُلق  (ص 175 / ف 8 / ح 18)

أكبر الحسب الخُلق (ح 38)

أقوى الوسائل حسن الفضائل (ص 181 / ح 153)

٩٨

أسوء الخلائق التحلّي بالرذائل (ص 182 / ح 154)

أحسن السناء الخُلق السجيح (ص 197 / ح 379)

أحسن الأخلاق ما حملك على المكارم (ص 206 / ح 473)

إن كنتم لا محالة متنافسين فتنافسوا في الخصال الرغيبة، وخلال المجد

  (ص 277 / ف 10 / ح 35)

إذا رأيت المكارم فاجتنب المحارم        (ص 315 / ف 17 / ح 95)

إذا كانت محاسن الرجل أكثر من مساويه فذلك الكامل، وإذا كان متساوي المحاسن والمساوي فذلك المتماسك، وإذا زادت مساويه على محاسنه فذلك الهالك

  (ص 328 / ح 202)

تنافسوا في الأخلاق الرغيبة، والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة يعظم لكم
الجزاء (ص 355 / ف 22 / ح 94)

رأس العلم التمييز بين الأخلاق، وإظهار محمودها، وقمع مذمومها

  (ص 413 / ف 34 / ح 44)

هي ذا محاسن أخلاق أهل البيت عليهم السلام في حديثهم بعد سيرتهم..

أكبر مدرسة إلهيّة لتهذيب النفس، وتحسين الخلق، والترغيب إلى كرائم السجايا، وتطهير الطوايا.

فيلزم علينا أن نستلهم من أعمالهم، ونستضيء بأقوالهم، للسير على خُطاهم الطيّبة، وصفاتهم الحسنة.

ونجتنب عن سوء الأخلاق، ونسعى لعلاج الأخلاق السيّئة بمثل:

1 / التفكّر في فضائل الأخلاق الحسنة وآثاره.

2 / التذكّر بمساوئ سوء الخلق وأضراره.

3 / ترويض النفس على حُسن الفعال، وتحسين الأفعال بالأخلاق الطيّبة،

٩٩

فإنّ أفضل الجهاد جهاد النفس.

وها نحن نستنير بأشعّة من أنوار هداهم، ولمعة من هدى أخلاقهم، في مدرستهم الأخلاقيّة، على ضوء الصحيفة المباركة السجّاديّة في دعائها الأخلاقي الذي يمثِّل أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب الخُلق العظيم، والاُسوة والقدوة لجميع المسلمين.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601