آداب المتعلّمين

آداب المتعلّمين25%

آداب المتعلّمين مؤلف:
الناشر: انتشارات كتابخانه مدرسه علميّه إمام عصر عجّل الله تعالى فرجه - شيراز
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 149

آداب المتعلّمين
  • البداية
  • السابق
  • 149 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88737 / تحميل: 9693
الحجم الحجم الحجم
آداب المتعلّمين

آداب المتعلّمين

مؤلف:
الناشر: انتشارات كتابخانه مدرسه علميّه إمام عصر عجّل الله تعالى فرجه - شيراز
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

بمصالحِ نَفْسِكَ تَضمَنَ ذلك(١٢٠) قَهرَ عَدُوكَ)(١٢١) .

وإيّاك والمعاداةَ، فإنّها تفضحُكَ، وتُضَيّعُ أوقاتَكَ.

وعليكَ بِالتحملِ، لا سيّما من السُفَهاء(١٢٢) .

____________________

(١٢٠) في الخشاب: (تَضْمَنُ بذلك).

(١٢١) قال الزرنوجي: واُنشدتُ:

إذا شِئْتَ أنْ تلقى عدوّكَ راغِما * وتقتُلَه غَمّا وتُحرِقَه همَا

فَرُمْ للعُلى وازْدَدْ من العلم إنَه * مَنِ ازْدادَ عِلما زادَ حاسِدَه غَمَا

وفي باب عَدَمِ الاعتناء بالأعداء والحاسدين، أمثال منظومة، منها قول

بعض الزعماء:

أوَ كُلّما طَنَ الذُبابُ طردْتُه * إنّ الذُبابَ إذَنْ عليَ كريمُ

وقال آخر:

وما كل كلبٍ نابِحٍ يَسْتَفِزني * وما كلَما طَنَ الذُبابُ اُراعُ

وقال ثالث:

لو كل كلبٍ عَوى ألْقَمْتُه حَجَرا * لأصْبَحَ الصَخْرُ مِثقالا بدِينارِ

وقال رابع:

إذا نَطق السفيه فلا تُجِبْه * فخير من إجابته السكوتُ

(١٢٢) قال أمير المؤمنين عليه السلام: (تعلّموا العِلمَ، وتعلّموا الحِلمَ، فإنّ العلمَ خليلُ المؤمنِ، والحلمُ وزيرُه، والعقل دليلُه، والرفقُ أخوه، والعمل رفيقه، والبر والدُه، والصبر أميرُ جنودِه). رواه في نزهة الناظر (ص٢٩) وروى نحوه باختصار عن الإمام الصادق (ص٥٩).

١٠١

[٤٩ - الابتعاد عن سُو الظنّ]

وإيّاك أنْ تَظُنَ بالمؤمِنِ سُوا، فإنَه منشأُ العَداوة.

ولا يحل ذلك، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (ظُنوا بالمُؤْمنينَ خَيْر)(١٢٣) .

____________________

(١٢٣) قال الخشاب: رواه في الفتوحات الربانيّة (٧/ ٢١) وفيه: (بالمؤمن).

واعلم أنّ الأحاديثَ عن المعصومين : في باب سُو الظنّ والنهي عنه، والأمر به، وكذلكَ في باب حُسْن الظنّ والأمر به، والنهي عنه، كثيرة وظاهرها المُعارضة والمُضادّة

فالاَمرة بحُسْن الظَنّ:

منها ما في المتن من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

ومنها: قول الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: (مَنْ حَسَنَ ظنَه روّح قلبه). رواه في نزهة الناظر (ص٥٤).

ومنها: قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (خُذْ من حُسْنِ الظنّ بطَرَفٍ تُروجُ به أمركَ، وتروّحُ به قلبك). رواه في نزهة الناظر (ص٥٣).

وقال البرقي في (باب محبة المسلمين والاهتمام بهم) من المحاسن: في كلام أمير المؤمنين عليه السلام: (لا تظننَ بكلمة خرجت من أخيك سوا، وأنت تجد لها في الخير محمل). رواه عن المحاسن في السرائر باب المستطرفات (٦٤٢٣) ونقله في الوسائل (٠٢١٢٣) باب ١٦١ من أبواب العشرة، ح٣ عن الكافي (٢٦٩٢) ح٣.

ومِن الدافعة على سو الظنّ:

قول الإمام الصادق عليه السلام: (احتَرِسُوا من الناسِ بِسُوِ الظن). رواه في نزهة الناظر (ص٣٠).

١٠٢

____________________

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (الحزْمُ سُوُْ الظَن). رواه في نزهة الناظر (ص٥٤). وابن الرازي في جامع الأحاديث.

ونقل الحلواني صاحب النزهة عن البرادي، أنّه قال: قيل للمقيت الجُرجاني: ما هذه المضادة

فقال: يُريدون بسو الظن: أنْ لا تستتمَ إلى كلّ أحَدٍ فتؤدّي سرّك وأمانتك. ويُريد بحسن الظنّ: أنْ لا تسي ظنَك بأحَدٍ أظهر لك نصْحا وقال لك جميلا، وصحَ عندك باطنه. وهو مثل قولهم: (احْمِلْ أمر أخيك على أحْسنِه حتّى يبدو لك ما يغلبك عليه). نقله في نزهة الناظر (ص٥٤).

أقول: بل الأولى حملُ ذلك على اختلاف الزمان وأهله صَلاحا وفسادا، كما تدلّ عليه أخبار شريفة، والحديث يفسّر بعضه بعضا، وهي: ما روي في حِكَمِ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه قال: (إذا استولى الصلاحُ على الزمانِ وأهله، ثُمَ أسأ رجل الظنَ بِرَجُلٍ - لم تظهر منه خِزية - فقد ظَلَمَ. وإذا استولى الفسادُ على الزمانِ وأهله، ثُمَ أحْسَنَ رَجُل الظنّ بِرَجُلٍ فقد غُررَ). رواه الرضيّ في نهج البلاغة، الحكمة (١١٤).

وما عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: (إذا سأَ الزمانُ وسأ أهلُه، فسوُ الظنّ من حُسْنِ الفِطَنِ).

وما رُوي عن الإمام أبي الحسن الهادي عليه السلام: (إذا كانَ زَمان -العدلُ فيه أغلبُ من السُوء - فليسَ لأحَدٍ أنْ يُظنَ بأَحَدٍ سُوءا، حتّى يَبْدو ذلكَ منه. وإنْ كانَ زَمان - فيه السُوُ أغْلَبُ من العَدْل - فليسَ لأحَدٍ أَنْ يظُنَ بأحَدٍ خَيْرا، حتّى يبدو ذلك منه). رواه في نزهة الناظر (ص٧١).

١٠٣

وإنّما يَنْشَأُ ذَلِكَ من خُبْثِ النِيّةِ(١٢٤) .

____________________

(١٢٤) كذا في أكثر النسخ والزرنوجي، وأضاف فيه: (... وسوء السريرة) وفي بعض النسخ: (من خُبث النفس).

١٠٤

الفصل التاسع

في الاسْتِفادة

[٥٠ - الاستفادة وطريقها]

فينبغي لطالب العلم أنْ يكونَ مستفيدا في كل وَقْتٍ، حتّى يَحصلَ له الفضْلُ.

وطريق الاستفادة: أنْ يكون مَعَه - في كُلّ وَقْتٍ - مَحْبَرة، حتّى يكتبَ ما يسمع من الفوائد(١٢٥) .

____________________

(١٢٥) لاحظ في كتابنا هذا، الفقرة [٥٥] في الفصل العاشر القادم.

ونقل عن بعضهم قوله: (إظهار المحبرة عز) وأشار بعضهم إلى المحابر وقال: (هذه سُرُج الإسلام) وقال آخر: (لولا المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر). وقد جاء ذكر (الحِبْر) و (الدواة) في الحديث الشريف في مقام الترغيب على الكتابة والتدوين، بوفرة، وقد جمعنا طَرَفا من ذلك في كتابنا: (تدوين السنّة الشريفة) فليراجع.

١٠٥

قيلَ: (ما حُفِظَ فَرَ، وما كُتِبَ قَرَ)(١٢٦) .

وقيل: (العلمُ ما يُؤْخَذُ من أفواه الرجال)(١٢٧)

____________________

(١٢٦) هذا أثر منقول عن السلف، لاحظ تدوين السنّة الشريفة (ص٣٨١).

وقد أكّد المعصومون:عليهم السلام على كتابة العِلْم وتدوينه وحثّوا على تقييده وحفظه في الكتب، إلى حدّ التواتُر فعن النبي والوصيّ ٨ أنهما قالا: (قيّدوا العلم بالكتاب).

وعن الإمام الصادق عليه السلام، قال: (القلب يتّكل على الكتابة).

وعنه عليه السلام، قال: (اكتبوا فإنّكم لا تحفظون حتى تكتبو).

وقد شرحنا هذا الحديث، شرحا عميقا في تدوين السنّة الشريفة (ص٣٧٦).

ثمّ إنّ سائر علماء الإسلام أكّدوا على أنّ الكتاب والكتابة لهما أثر بارز في حفظ المعلومات:

قال ابن المبارك: (لولا الكتاب ما حفظن).

وقال الشافعي: (اعلموا - رحمكم الله - إنّ هذا العلمَ ينِد كما تنِد الإبلُ، فاجعلوا الكتب له حماةً، والأقلام عليه رُعاةً).

وقد جمعنا ما يرتبط بالتدوين والكتابة، والمقارنة بينها وبين الحفظ بشكل موسّع، وموثّقا في كتابنا (تدوين السنّة الشريفة) فراجعه، وخاصة الصفحات (٣٦٥ - ٣٩٠).

(١٢٧) أتصوّر أنّ المؤلّف ذكر قولهم: (العلمُ ما يُؤخَذُ من أفواه الرجال) اعتراضا على ما ذكره من لزوم كتابة ما يسمع نظرا إلى أنّ العلم في هذا القول يعتمد على الأقوال الشفهيّة

وأجابَ بقوله: (لأنّهم ...) أي إنّما ذكروا ذلك القول، لأنّ العلماء إنّما ينطقون بالأفضل، بعد انتخابه من محفوظاتهم التي هي - بدورها - أفضل مَسْموعاتهم، وهذا لا يُنافي لزوم كتابة ما يُسمع من أقوالهم، حفاظا عليها من النسيان والضياع.

١٠٦

لاِنّهم يحفَظونَ أحْسَنَ ما يَسْمعونَ، ويقولونَ أحْسَنَ ما يحفَظونَ(١٢٨) .

ووصّى شَخْص ابْنَه بأنْ يحْفَظَ كلَ يومٍ شِقْصا(١٢٩) من العِلم، فإنّه يَسير، وعن قَرِيْبٍ يَصِيْرُ كَثيرا(١٣٠) .

____________________

(١٢٨) عن عملهم هذا لاحظ هذه الاَثار:

روى الراغب الاصفهاني، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: (قالت الحكمةُ: مَنْ أرادني فليعمل بأحْسَنَ ما عَلِمَ، ثم تلا: (الَذِيْنَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَبِعُونَ أَحْسَنَه)). مقدّمة جامع التفاسير (ص٩٥).

وروى الخطيب عن ابن عبّاس قوله: العِلمُ كثير، ولن تَعِيَه قلوبكم، ولكن ابتغوا أحسنَه، ألم تسمع قوله تعالي: (الَذِيْنَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَبِعُونَ أَحْسَنَه ُ .[الاَية ١٨ من سورة الزمر]اُوْلَئِكَ الَذِيْنَ هدَاهمُ الله وَاُولَئِكَ همْ اُولُوا الألْبَابِ) رواه في تقييد العلم (ص١٤١).

وكان يقول بعضهم لبنيه: (اُكتب أحْسَنَ ما تسمعُ، واحْفَظْ أحْسَنَ ما تكتبُ، وحَدث بأحْسَنَ ما تحفَظْ). نقله في تقييد العلم (ص١٤١) ونقله في هامشه عن مصادر عديدة.

وراجع حول اختيار الأحسن ما علّقناه على الفقرة .[١١]

(١٢٩) الشِقْصُ: الطائفة من الشي.

وفي الخشاب: (شيئ) بدل (شقص) وقد جمع بينهما في بعض النسخ، ولاحظ الهامش التالي.

(١٣٠) نقل الزرنوجي أنّ هذه الوصيّة وصّى بها الصدرُ الشهيدُ حسام الدين ابنه شمس الدين: أنْ يحفَظَ كلّ يومٍ يسيرا من العلم والحكمة إلى آخر المنقول هنا.

١٠٧

[٥١ - اغتنام الوقت والشيوخ]

والعُمُرُ قصير، والعلمُ كثير، فينبغي أنْ لا يُضيّعَ الطالبُ له الأوقاتَ، والساعاتِ، ويغتَنِمَ اللياليَ والخَلواتِ(١٣١) .

____________________

(١٣١) روى الزرنوجي - هنا - عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أنّه قال: (إذا كُنْتُ في أمْرٍ، فكُنْ فيه).

وقد وردت عن الأئمة عليهم السلام حول (الوقت) أحاديث شريفة ترشد إلى وجوب اغتنامه والاعتزاز به وعدم التفريط به، والمحافظة عليه، فلنتزوّد من فُرات معينها:

قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إنّ أوقاتَك أجزأُ عمرك فلا تُنفِدْ لك وقتا إلا فيما يُنجيك).

وقال: (في كلّ وقت فوت) و (في كلّ وقتٍ عمل).

وقال: (إنّ ماضيَ عمرك أجَل، وآتيه أمَل، والوقت عَمَل).

وقال: (أوقات الدنيا - وإن طالَتْ - قصيرة).

وقال: (إنّ ماضِيَ يومِكَ مُنْتقل، وباقيَه مُتّهم، فاغْتَنِمْ وَقْتَكَ بالعمل).

وقال: (ماضي يومِكَ فائِت، وآتيه مُتَهم، ووقتُكَ مُغْتَنَم، فبادِرْ فيه فُرْصَةَ الإمْكانِ، وإيّاكَ أنْ تثِقَ بالزمانِ).

فراجع معجم ألفاظ غرر الحكم، مادة (وقت).

وقال عليه السلام في خطبة له: (أيّها الناس: إنّ الأيّامَ صحائفُ آجالكم، فضمّنوها أحْسَنَ أعمالكم، فلو رأيتم قصيرَ ما بقيَ من آجالكم لزهدتم في طويل ما تعتذرون من آمالكم). رواها في نزهة الناظر (ص١٩).

وقالوا: (الوَقْتُ سَيْف، إنْ لم تَقطُعْه قَطعَكَ). نقله في مَنازل السائرين (ص٣٩٩).

وكان أحد مَشايخنا يَستحثّنا على الطلبِ، ويُنْشِدُنا:

ما فاتَ مَضى وما سَيأتيكَ فأيْنْ * قُمْ فاغتنمِ الفُرْصَةَ بين العَدَمَيْنْ

ما مضى فاتَ والمؤمّلُ غيب * فلكَ الساعةُ التي أنتَ فيها

١٠٨

قيل: (الليلُ طَوِيْل فلا تُقَصرْه بمنامِكَ، والنهارُ مُضي فلا تكَدّرْه بآثامِكَ)(١٣٢) .

وينبغي لطالبِ العلم أنْ يَغْتَنِمَ الشُيوخَ، ويَسْتَفِيْدَ منهم(١٣٣) .

ولا يتحسَرُ لِكُل ما فاتَ(١٣٤) بل يَغْتَنِمُ ما حَصَلَ له في الحالِ والاستِقْبال.

[٥٢ - تحمّل المشاق في سبيل الطلب]

ولابُدَ لطالبِ العلم من تحمل المشاق والمَذَلّةِ في طلب العلم(١٣٥) .

____________________

(١٣٢) نقل الزرنوجي هذا القول عن يحيى بن معاذ الرازي.

(١٣٣) قال أبو غالب الزراري، أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان - في رسالته إلى حفيده، يوصيه - : واصْحب مشايخ أصحابك مَنْ تتزيّنُ بصُحْبته بين الناس. وإنْ صحبتَ أحَدا من أتْرابكَ، فلا تَدَعْ صُحْبةَ المشايخ مع ذلك.

.اُنظر: رسالة أبي غالب الزراري (ص١٥٤) الفقرة [١٠ج]

(١٣٤) قال أمير المؤمنين عليه السلام: (الاشتغال بالفائت يُضيّع الوقت).

وقال عليه السلام: (لا تُشغل قلبك الهمَ على ما فات فيُشغلك عمّا هو آتٍ).

رواه في معجم غرر الحكم (ص١٢٠٦) و (ص١٢٣٦).

وقيل: (الاشتغال بالندم على الوقت الفائت تضييع للوقت الحاضر). نقله في منازل السائرين (ص٣٩٩).

(١٣٥) ومن حكم الإمام أمير المؤمنين ٧: (مَنْ لم يصبر على مَضَض التعلم بقيَ في ذُلّ الجهل). رواه في غرر الحكم (٤١١٥) اُنظر معجم ألفاظه (٨٩٧١).

وأنشد الشيخ الشهيد الثاني شعر الحماسة:

دَبَبْتَ للمجد والساعون قد بَلَغُوا * جهد النفوس وألْقَوْا دُونَه الأُزرا

وكابَدُوا المجدَ حتّى مَلَ أكثرهم * وفاز بالمجد مَنْ وافى ومَنْ صَبَرا

لا تحسبِ المجدَ تمْرا أنْتَ آكلُه * لن تبلغَ المجد حتّى تَلْعَقَ الصَبِرا

في منية المريد (ص٢٥٠) ونقل محقّقه في هامشه عن الحماسة أنه لرجلٍ من بني أسد، وخرّجه عن مصادر كثيرة.

١٠٩

والَتمَلقُ(١٣٦) مذموم إلا في طلب العلم(١٣٧) فإنّه لابُدَ له من تملق الاُستاذ والشركاء وغيرهم، للاستفادة منهم.

وقيل: (العِلْمُ عِز لا ذُلَ فيه، ولا يُدْرَكُ إلا بذُل لا عِزَ فيه)(١٣٨) .

____________________

(١٣٦) الَتمَلق: مصدر تَمَلَقَه، وتَمَلَقَ له: إذا تودَدَ إليه وتذلَلَ له، وليّنَ كلامَه ليستميلَه، وهو (المَلَقُ) أيضا.

(١٣٧) روى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال: (ليس من أخلاق المؤمن التَمَلقُ، إلا في طلب العلم). ورواه ابن الأشعث فيما أسنده من الجعفريات (وهي الأحاديث المسندة عن

الإمام جعفر الصادق عليه السلام) مرفوعا، لاحظ الاشعثيات (ص٢٣٥) وزاد بعد قوله (التملّق): (... ولا الحسد). ورواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (ج١، ص٣٢٠) رقم ٣٩١ بسنده إلى رواية الجعفريات هذه. ونقل عن البيهقي في شعب الايمان (٢٥٩١) ولاحظ جامع بيان العلم (ص١٣١) وأدب الدنيا والدين (ص٧٥) وفيه: المَلَقُ. وبحار الأنوار (٤٥٢) وكنوز الحقائق (١٦٥٢).

(١٣٨) إقرأ عن التملقِ في التعلّم، فصلا مفيدا، في أدب الدنيا والدين (ص٧٥ - ٨٠).

١١٠

الفصل العاشر

في الوَرَعِ في التَعَلمِ

[٥٣ - التزام الورع فعلا، وتركا]

رُويَ حديث في هذا البابِ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مَنْ لم يَتَوَرَعْ في تعلمه ابْتلاه الله بأحَدِ ثلاثةِ أشْيأ: إمّا يُميتُه في شَبابه. أوْ يُوقِعُه في الرساتيق(١٣٩) . أوْ يبتليه بخدمة السُلْطان)(١٤٠) .

فمهما كانَ طالبُ العِلمُ أوْرَعَ، كانَ علمُه أنْفَعَ، والتعلمُ له أيْسَرَ، وفوائدُه أَكْثَرَ.

____________________

(١٣٩) الرَساتِيْقُ: القُرَى وما يحيط بها من الأراضي الزراعيّة. جمع رُسْتاق، معرّب كلمة (رُوست) الفارسيّة.

(١٤٠) جاء الحديث في كتاب (الاثنا عشرية في المواعظ العددية) للعاملي (ص٨٦) بلفظ: (مَنْ لم يَتَورّعْ في دين الله ...) وانظر: جامع الأخبار (الباب ١٠٠) (ص١٦٣) وميزان الحكمة (١٢٨٤).

١١١

ومن الوَرَع:

أنْ يحترزَ عن الشبع، وكثرةِ النَوْمِ، وكثرةِ الكلام فيما لا يَنْفَعُ(١٤١) .

وأنْ يَحْتَرِزَ عن أكْلِ طعام السُوْقِ، إنْ أمْكَنَ، لأنَ طعامَ السوقِ أقربُ إلى النجاسة والخباثة(١٤٢) وأبْعَدُ عن ذكر الله تعالي، وأقْرَبُ إلى الغَفْلة.

ولاِنَ أبْصارَ الفُقَراءِ تَقَعُ عليه، ولا يقدرونَ على الشراء، فيتأذّون بذلك، فتذهبُ بركَتُه.

وينبغي أنْ يحترزَ عن الغِيْبَةِ.

وعن مُجالسة المِكْثار(١٤٣) فإنّ مَنْ يُكْثر الكلامَ يَسْرِقُ عُمُرَكَ، ويُضيّعُ أوْقاتَكَ.

ومن الوَرَع:

أنْ يجتنبَ من أهل الفَسادِ والتَعْطيلِ، فإنَ المجاورةَ مؤثّرة، لا مَحالةَ(١٤٤) .

وأنْ يَجْلسَ مُسْتَقْبِلَ القِبْلةَ، في حالِ التكرار والمطالعة، ويكونَ مستنّا بسُنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

ويَغْتَنِمَ دعوةَ أهلِ الخَيْرِ، ويحترز عن دَعْوة المظلوم، ويطلب الهمَةَ والاستدعاء (من الصالحين)(١٤٥) .

____________________

(١٤١)عن كثرة الكلام ومضارّها راجع الفقرة [ ٥٩ ] وتعاليقها

(١٤٢) كذا في الزرنوجي وبعض النسخ، وفي أكثر النسخ والخشاب: (الخيانة).

(١٤٣) المِكْثار: الشخص الكثير التكلّم، يطلق على المذكّر والمؤنّث.

(١٤٤) حول اختيار الشريك والمُذاكر لاحظ الفقرة .[٣٣] و [١٦]

(١٤٥) ما بين القوسين، لم يرد في الخشاب ولا الزرنوجي.

١١٢

[٥٤ - رعاية الاَداب والسنن]

فينبغي أنْ لا يَتَهاوَنَ برعايةِ الاَدابِ والسُنَنِ، فإنَ (مَنْ تَهاوَنَ بالاَداب، حُرِمَ السُنَنَ، ومَنْ تهاوَنَ بالسُنَنِ حُرِمَ الفرائضَ، ومَنْ تَهاوَنَ بالفرائض حُرِمَ الاَخِرَةَ).

وقال بعضهم: هذا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

(وينبغي أنْ يُكْثِرَ الصَلاة)(١٤٦) ويُصلّيَ صلاةَ الخاشعينَ، فإنّ ذلِكَ عَوْن على التحصيل والتعلّم.

[٥٥ - استصحاب آلات الكتابة والمُطالعة]

وينبغي أنْ يستصحبَ دفترا على كُلّ حالٍ لِيُطالعه.

وقيل: (من لم يكن الدفْتَرُ في كُمه(١٤٧) لم تثبت الحكمةُ في قلبه).

وينبغي أنْ يكونَ في الدفْتَرِ بياض، ويَسْتَصْحِبَ المحبَرَةَ ليكتبَ ما يسمعُ(١٤٨) .

كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهلال بن يَسار - حينَ قَرَرَ له العلمَ والحكمةَ - : (هلْ معك محبرة)(١٤٩) .

____________________

(١٤٦) ما بين القوسين، ليس في الخشاب.

(١٤٧) الكُم: مخرج اليد ومدخلها من الثوب، وكانت الأكمامُ عِراضا تستوعب مثل الدفتر فيحفظونه فيها.

(١٤٨) قارن بما مرّ في الفقرة [٥٠]

(١٤٩) أورده كذلك الزرنوجي في تعليم المتعلّم (ص٣٨) في فصل الاستفادة، وهو الفصل التاسع في كتابنا فلاحظ الفقرة.[٥٠]

١١٣

الفصل الحادي عشر

في ما يُورث الحفظ وما يورث النِسْيان

[٥٦ - أسباب الحفظ]

وأقوى أسْباب الحفظ:(١٥٠)

١ - الجِد.

٢ - والمُواظَبَةُ.

٣ - وتقليلُ الغذأِ.

____________________

(١٥٠) قد ذكروا للحفظ تحصيلا وتقوية أسبابا وعلاجاتٍ عديدة وأدعية وأورادا تجدها في أبوابها، وقد اقتصر كلّ مؤلّفٍ على ما عنَ له، ولئلاّ يطول الكتاب لم نتتبع الموارد لاستيعاب ذلك، وكذا لم نحاول توثيق ما جاء في كتابنا هذا كلّه، بل ذكرنا ما وقفنا على مصدره في عرض عملنا المتواضع هذا، ومن الله نستمدّ التوفيق.

وراجع كلمة (الحفظ) في فهرس المصطلحات في كتابنا هذا لتقف على ما ذكره المؤلّف عن ذلك في سائر الفقرات.

١١٤

٤ - وصلاةُ الليلِ، بالخُضوع والخُشوع.

٥ - وقراءةُ القُرآن من أسْباب الحفظ(١٥١) .

قيلَ: (ليسَ شي أزْيدَ للحفظ من قراءة القرآن لا سيّما آية الكرسيّ).

وقراءةُ القرآن نَظَرا أفضلُ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (أفْضَلُ أعمال اُمّتي قراءة القرآن نظر)(١٥٢) .

٦ - وتكثيرُ الصلاةِ على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

٧ - والسِواكُ(١٥٣) .

٨ - وشرب العَسَل(١٥٤) .

٩ - وأكل الكُنْدُر(١٥٥) مع السُكَر.

____________________

(١٥١) من الأحاديث التي أسندها الإمامُ علي الرضا عليه السلام عن آبائه : عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (ثلاثة يزدن في الحفظ، ويَذْهبن بالبلغَم: قرأة القرآن، والعَسَل، واللُبان). صحيفة الرضا عليه السلام، الحديث (١٢٧) ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام (٣٨٢) الحديث ١١١.

(١٥٢) رواه السيوطي في الجامع الصغير (٥١١) بلفظ: (أفضل عبادة أمّتي الحديث).

(١٥٣) لاحظ طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص٥١) رقم (٩).

(١٥٤) في الحديث عن الإمام الكاظم عليه السلام: (من لعق لعقةَ عَسَلٍ على الريق: يقطع البلغم ويصفّي الذهن، ويجوّد الحفظ إذا كان مع اللُبانِ الذَكَرِ). لاحظ طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص٢٨٩).

(١٥٥) الكُنْدُر: صَمْغُ شجرة شائكة ورقُها كالاَسِ، ويُسمَى البَسْتج، وسُمّي في الروايات ب-(اللُبان) انظر طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص٣١٩). لاحظ الحديث المنقول عن صحيفة الرضا عليه السلام في الهامش (٢) والمنقول عن الإمام الكاظم عليه السلام في الهامش (٥) من هذه الفقرة.

١١٥

١٠ - وأكل إحْدى وعِشْرين زَبيبة حَمْرأ - كلّ يوم - على الرِيْق(١٥٦) يُورِثُ الحِفْظ، ويَشْفي كثيرا من الأمراض والأسقام(١٥٧) .

١١ - وكلّ ما يُقلّل البَلْغَمَ والرطوباتِ يزيدُ في الحِفظ(١٥٨) . وكلّ ما يزيدُ في البلغم يُورث النسيان(١٥٩) .

____________________

(١٥٦) الرِيْقُ: لُعاب الفَم، والمراد من قولهم (على الريق) قبل أنْ يأكُلَ شيئا بعد الإفاقة من النوم صباحا.

(١٥٧) في حديث الإمام عليّ الرضا عليه السلام مرفوعا إلى الإمام عليّ أمير المؤمنين انّه قال: (مَنْ أكَلَ إحدى وعشرين زبيبة حمرأ على الريق، لم يجد في جسده شيئا يكرهه). رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام (٤١٢) ح١٣٣، ونقله البيهقي في المحاسن والمساوي (ص٢٩٦) ضمن نصائح طبيّة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

وفي ما اُسند عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام إلى عليّ عليه السلام، قال: (مَنْ يُصْبحْ بِواحدةٍ وعشرين زبيبة حمرأ لم يُصِبْه إلا مرض الموت). رواه ابن الأشعث في الجعفريات (ص٢٤٣).

(١٥٨) نقل السيّد صديق حسن خان القنّوجي الهندي، عن الحكمأ أنّ (الحفظ يستدعي مزيد يبوسة في الدماغ). راجع الحطّة (ص٤٧) وانظر تدوين السنّة الشريفة (ص٣٨٦).

(١٥٩) وراجع ما ذكره المؤلّف عن (البلغم) في هذا الكتاب مكرّرا.

وقد روى الخطيب بسنده عن إبراهيم بن المختار عن عبد الله بن جعفر، قال: جاء رجل إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فشكا إليه النسيان فقال عليه السلام: (عليك بألبان البقر، فإنّه يشجّع القلب ويذهب بالنسيان). في الجامع لأخلاق الراوي ( ٢ / ٣٩٥).

١١٦

[٥٧ - أسباب النِسْيان]

وأمّا ما يُورِثُ النِسْيانَ(١٦٠) :

١ - فالمَعاصي(١٦١) .

٢ - وكثرة الهموم والأحْزان في اُمور الدّنيا(١٦٢) .

____________________

(١٦٠) ذكروا الموجبات للنسيان في مواضع خاصة، ومنها: عند ذكر خواصّ الأغذية، وبعض الأعمال المكروهة شرعا، ولم نتصدّ كذلك لاستيعابها، وإنّما نعرِضُ في الهوامش ما وقفنا عليه عَرَضا.

(١٦١) أضاف في الخشاب ونسخة (أ) هنا كلمة (كثير).

وقد نظم الشافعي هذا المعنى شعرا، فقال:

شكَوْتُ إلى وكيعٍ سُوءَ حِفظي * فأومأ بي إلى ترك المعاصي

وقال بأنّ حِفْظَ الشيِء فضل * وفضل الله لا يُؤْتاه عاصِ

وفي الديوان:

وقال بأنَ حفظ الشيءِنُور * ونُورُ الله لا يُهدَى لعاصِ

نقله الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (٣٨٨٢) وهو في ديوان الشافعي (ص٥٤).

(١٦٢) من المناسب أنْ نورد ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (تفرَغوا من هموم الدُنيا ما استطعتُم، فإنّه مَنْ أقبل على الله عزّوجلّ بقلبه، جعل الله قلوب العباد منقادةً إليه بِالبرّ والرحمة، وكانَ إليه بكلّ خيرٍ أسرع). رواه في نزهة الناظر (ص٦).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (إطرحْ عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين). معجم ألفاظ غرر الحكم (ص١٢٣٧) مادة (همم).

١١٧

٣ - وكثرة الاشتغال والعلائق.

وقد ذكرنا(١٦٣) أنّه لا ينبغي للعاقل أنْ يهتمَ باُمور(١٦٤) الدنيا لأنّه يضرّ، ولا ينفعُ.

وهموم الدنيا لا تخلو عن الظُلمة في القلب، وهموم الاَخرة لا تخلو عن النور في القلب، وتحصيل العلوم ينفي الهمَ والحُزْنَ.

٤ - وأكل الكُزْبُرة(١٦٥) .

____________________

(١٦٣) لاحظ الفقرة.[٤١] ، وانظر: وكلمة (الدنيا) في فهرس المصطلحات

(١٦٤) كان في بعض النُسخ: (يهمّ لاُمور ...) وما أثبتناه الأصوب.

(١٦٥) أضاف في الزرنوجي: (... الرطبة).

وقد روى الصدوق مسندا إلى النبيّ ٦ أنّه قال: (تسعةُ أشيأ يُورِثْنَ النسيانَ:

١ - أكل التفاح الحامِض.

٢ - وأكل الكزبرة.

٣ - والجُبن.

٤ - وسُؤر الفارة.

٥ - وقرأة كتابة القُبور.

٦ - والمشيُ بين امْرَأتينِ.

٧ - وطرح القَمْلة.

٨ - والحجامة في النُقرة.

٩ - والبول في الماء الراكد).

رواه في الخصال (ص٤٢٣) الحديث (٢٣)، وفي كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه ( ٤/ ٣٦١ ) في حديث وصيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام. ورواه في الخصال (ص٤٢٢) الحديث (٢٢) موقوفا على أبي الحسن الكاظم ، فلاحظ طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص٣٧٦).

وروى الكليني بسنده عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام قال: (أكل التُفّاح، والكزبرة، يورث النسيان). الكافي (٦٦ - ٣٦٧).

واقرأ عن الحفظ وأسبابه، وما يزيده: الجامع لأخلاق الراوي للخطيب (ج٢، ص٣٨٥ - ٣٩٨).

١١٨

٥ - والتفّاح الحامِض.

٦ - والنظر إلى المَصْلُوب.

٧ - وقراءة لَوْح القُبور.

٨ - والمُرُور بَيْنَ قطار الجمل.

٩ - وإلقاء القَمْل الحيّ على الأرض.

١٠ - والحِجامة على نُقْرَة القَفا(١٦٦) .

كل ذلك يُورِثُ النِسْيانَ.

____________________

(١٦٦) في كنوز الحقائق ( ١/ ١٢٠): (الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان) (عن الفردوس للديلمي). وانظر الهامش السابق الرقم (٨) في الحديث.

١١٩

الفصل الثاني عشر

في ما يجلب الرزقَ، وما يمنع الرزقَ وما يزيد في العُمُر، وما ينقص

ثمَ لابُدَ لطالب العلم من القُوْت(١٦٧) ومعرفة ما يزيد فيه، وما يزيدُ في العمر وينقص، والصحّة، ليكونَ فارِغَ البالِ(١٦٨) في طَلَب العلم.

وفي كلّ ذلكَ صَنّفوا كُتُبا(١٦٩) .

فأوردتُ البعضَ هاهنا على الاختصار:

____________________

(١٦٧) كذا في عدّة نسخ وفي (ف، ب، ع): القُوَة.

(١٦٨) كذا في بعض النسخ، وفي الباقي: (فراغ البال) وفي الزرنوجي: (ليتفرغ لطلب العلم) بدل (ليكون العلم).

(١٦٩) كذا في الزرنوجي، وفي أكثر النسخ: كتابا.

١٢٠

[٥٨ - ما يُنْقِصُ الرِزْقَ ](١٧٠)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يزيدُ الرزق، ولا يرُدّ القَدَرَ إلا الدُعاء، ولا يزيدُ العُمُرَ إلا البرَ (فإنَ الرجُلَ ليحرم الرزق بالذنب يُصيبُه)(١٧١) )(١٧٢) .

١ - فيثبتُ بهذا الحديثِ أنَ ارتكابَ الذَنْبِ سَبَبُ حِرْمان الرزق(١٧٣)

____________________

(١٧٠)فيما يرتبط بهذا الفصل والفقرتين [٥٨ و ٥٩] من اُمور الرزق وأسباب زيادته،وموجبات نقصانه، ألّف الشيخ محمّد الكلباسي كتابا حافلا باسم (السعة والرزق) استوعب فيه الاَثار الواردة في ذلك.

وقد عقد (المقصد الأول) لذكر موجبات الفقر، وعدّد منها (٩٧) أمرا (ص٨ - ٣٩).

وعقد (المقصد الثاني) لذكر اُمور تنفي الفقر، وعدّد (٤٣) أمرا (ص٤١ - ٦٤).

وعقد (المقصد الثالث) لذكر موجبات السعة وجالبات الرزق، وعدّد منها (٥٣) أمرا.

هذا كلّه فيما يرتبط بالأفعال، ثمّ ذكر فصولا فيما يرتبط بالأقوال، والتروك، وهو كتاب قيّم في بابه، مفيد للطلاّب الكرام.

(١٧١) ما بين القوسين لم يَرد في أكثر النسخ.

(١٧٢) رواه الزرنوجي مبتدأ بلفظ: (لا يردّ القدر إلى آخرالحديث) وكذا في الجامع الصغير (٢٠٤٢) وكنوز الحقائق (١٧٧٢). ورواه كذلك من أصحابنا الحلواني في نزهة الناظر (ص٦) والشهيد الأوّل في الدرّة الباهرة (ص١٨) وعنهما المجلسي في البحار (٦٨٧٧١).

(١٧٣) روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: (إنّ روح القُدس نَفَثَ في رُوْعِيَ: أنّ نَفْسا لَنْ تموتَ حتّى تستوفي رزقها، فاتّقوا الله، وأجْمِلُوا في الطَلَبِ، ولا يحملنّكُم إبْطأُ الرزق على أنْ تطلبوه بمعاصي الله تعالى، فإنّ الله عزّوجلّ لا يُدرَك ما عنده إلاّض بطاعته). أدب الدنيا والدين (ص٣١٤).

١٢١

خصوصا الكذبُ، [فإنّه](١٧٤) يُورث الفقر، وقد وَرَدَ فيه حديث خاص لذلك(١٧٥) .

٢ - وكذا الصُبْحة(١٧٦) تمنع الرزق.

____________________

(١٧٤) زيادة منّا، يقتضيها تصحيح الجملة.

(١٧٥) روى الصدوق في (ثواب الأعمال) بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها رزقه الحديث نقله في السعة والرزق (ص٣٢ - ٣٣).

(١٧٦) الصُبْحة: نَوم الصَباح.

قال السِيْد البطليوسي: يقال: (ينام فلان الصُبْحَة) إذا كان ينام ارتفاعَ النهار، وفي الحديث: (الصُبْحةُ تمنع الرزقَ) وهو ضدّ قوله: (بورك لاُمّتي في بكوره). الفرق بين الحروف الخمسة (ص٤٤٧) وخرج محققه الحديث الأول: (الصبحة ...) من مسند ابن حنبل (٧٣١) وفي النهاية لابن الأثير (٢٥٠٢): انّه نهى عن (الصبحة) وهي النوم أوّل النهار، لأنّه وقت الذكر، ثمّ وقت طلب الكسب.

وقد ورد في هذه النومة مذامّ في الحديث الشريف: روى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (نومَةُ الصُبْحة: مَعْجزة، منفخَة، مَكْسَلة، مَوْرَمة، مَفْشلة، مَنْساة للحاجة). رواه الماوردي في أدب الدين والدنيا (ص٣٤١).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: (اتّقوا الصُبْحَة فإنّها مَجْفَرة، مَنْتَنَة لِلجرْم). رواه في لسان العرب (١٤ / ٣٥٩ ) مادّة (جرم).

١٢٢

٣ - وكذا كثرة النوم.

٤ - ثمَ النوم عُرْيانا.

٥ - والبولُ عُرْيانا.

٦ - والأكْل(١٧٧) جُنُبا.

٧ - ومتّكئا على جَنْبٍ.

٨ - والتَهاوُن بِسقاط المائدة(١٧٨) .

٩ - وحَرْق قشر البَصَل والثوم.

١٠ - وكَنْس البيت في الليل.

١١ - وترك القُمامة(١٧٩) في البيت.

١٢ - والمشي قدّامَ المشايخ.

١٣ - ونداء الأبَويْنِ باسْمهما.

١٤ - والخلال بكلّ خَشَبَةٍ(١٨٠) .

١٥ - وغسل اليدينِ بالطين والترابِ.

١٦ - والجلوس على العتبة.

١٧ - و الاتّكاء على أحَدِ زوجي الباب(١٨١) .

١٨ - والتَوَضؤِ في المَبْرَز(١٨٢) .

____________________

(١٧٧) أضاف في بعض النسخ هنا: (والشرب).

(١٧٨) كتب في هامش نسخة (أ) هنا: أي تحقير حتات الخبز.

(١٧٩) القُمامة: الكُناسة، وهي الزبالة، يعني ما يُجمع من الكنس ليُطرحَ.

(١٨٠) كتب في (أ) كلمة (مجوّف) فوق (خشبة)

(١٨١) في نسخة (أ): (ألواحي الباب) بدل (زوجي الباب).

(١٨٢) المَبْرَزْ: محلّ البِراز - يعني الغائط - وهو مجمعه.

١٢٣

١٩ - وخياطة الثوب على بدنه(١٨٣) .

٢٠ - وتجفيف الوجه بالثوب.

٢١ - وترك بيت العنكبوت في البيت.

٢٢ - والتهاوُنُ بالصلاة.

٢٣ - وإسْراع الخروج من المسجد(١٨٤) .

٢٤ - والإبكار(١٨٥) في الذهاب إلى السوق.

٢٥ - والإبطاءُ في الرجوع منه(١٨٦) .

٢٦ - وشراء كسرات الخبز من الفُقراء والسائلين(١٨٧) .

٢٧ - ودعاء الشرّ على الوالِدَيْنِ(١٨٨) .

____________________

(١٨٣) في الخشاب: على جسده.

(١٨٤) أضاف في بعض النسخ والزرنوجي: (... بعد صلاة الفجر) وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (الجلوس في المسجد من بعد طلوع الفجر إلى حين طلوع الشمس للاشتغال بِذكْرِ الله سبحانه أسرعُ في تيسير الرزق من الضرب في أقطار الأرض). معجم ألفاظ غرر الحكم (ص١٢٧٠) رقم (١١٠).

(١٨٥) في بعض النسخ والخشاب: (الابتكار).

(١٨٦) كلمة (منه) لم ترد في الخشاب، والمراد الرجوع من السوق.

(١٨٧) في نسخة (أ): (والمساكين) بدل (والسائلين). وفي الزرنوجي: من الفقرأ السُؤّال.

(١٨٨) كذا في النسخ، إلا أنّ في نسخة (أ، ف) على الوالد، وفي الزرنوجي: على الولد وفي (و، ف) السو، بدل (الشر). وانظر الرقم (٣٢) في هذه القائمة لمانعات الرزق.

١٢٤

٢٨ - وترك تخمير(١٨٩) الأواني.

٢٩ - وإطْفاء السراج بالنَفَس.

كل ذلك يُورِثُ الفقر، عُرِفَ بالاَثار(١٩٠) .

٣٠ - وكذا الكِتابةُ بقَلَمٍ مَعْقودٍ(١٩١) .

٣١ - والامْتشاط بمشط متكَسّرٍ.

٣٢ - وترك الدعاء للوالدَيْن.

٣٣ - والتَعَممُ(١٩٢) قاعدا.

٣٤ - والتَسَرْوُلُ(١٩٣) قائما.

____________________

(١٨٩) التخمير: الستر، والمراد عدم تغطية الأواني بل تركها مكشوفة. وفي (أ) كتب (خمر) ثم شطبها وكتب (غسل) بدلها، وفي بعض النسخ (تجهيز) وهو تصحيف

(١٩٠) جأ ذكر كثير من الاُمور المذكورة مجموعا في روايات:

منها رواية (جامع الأخبار) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال: (عشرون خصلةً تورث الفقر ...) وذكرها وفيها كثير ممّا في كتابنا، فلاحظ: جامع الأخبار (ص٣٤٣، رقم٩٥١).

ومنها ما ذكره المجلسي مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (الفقر من خمسة وعشرين شيئا ...) وذكرها ومنها مجموعة ممّا هنا، فلاحظ السعة والرزق (ص٣٥) فقد أوردها وغيرها. ولاحظ الأبواب الخاصة بذلك في كتب الحديث، وراجع مادة (فقر) من سفينة البحار، والمعاجم الحديثية.

(١٩١) المراد بالقلم ما هو من عود القصب، إذا كانت معه واحدة من العُقَد التي فيه.

(١٩٢) أي لبس العمامة على الرأس.

(١٩٣) أي لبس السروال.

١٢٥

٣٥ - والبُخْلُ(١٩٤) .

٣٦ - والتقتير(١٩٥) .

٣٧ - والإسراف(١٩٦) .

٣٨ - والكَسَل، والتواني(١٩٧) .

٣٩ - والسؤال(١٩٨) .

____________________

(١٩٤) في حكم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: (البُخْلُ فقر). و (البخيلُ متعجّلُ الفقر). وقال: (البخلُ أحَدُ الفقرين).

لاحظ معجم ألفاظ غرر الحكم (ص٧ - ٨٧٩) مادة (فقر).

(١٩٥) قال أمير المؤمنين عليه السلام: (أفقر الناس من قتّر على نفسه مع الغنى والسعة). المصدر السابق.

(١٩٦) قال أمير المؤمنين عليه السلام: (سببُ الفقر الإسرافُ).

وقال عليه السلام: (من أسْرفَ في طلب الدنيا مات فقير).

المصدر السابق.

(١٩٧) (والتواني) لم يرد في الخشاب.

وإنّما عطفناه على الكسل، لارتباطهما، قال أمير المؤمنين عليه السلام: (من التواني يتولّد الكسلُ). معجم ألفاظ غرر الحكم (وني).

(١٩٨) هذا في الخشاب، ولم يرد في سائر النسخ.

وقد قالَ الإمامُ عليّ أميرُ المؤمنين عليه السلام: (المسألة مفتاح الفقر).

وقالَ: (من الواجب على الفقير أنْ لا يبذل - من غير اضطرار - سؤاله).

وقالَ: (السؤالُ يُضعف لسان المتكلّم ويَمْحقُ الرزقَ).

معجم ألفاظ غرر الحكم (ص١٢٦٩) رقم (١٠٥).

١٢٦

٤٠ - والتهاوُنُ في الاُمور.

[٥٩ - ما يزيد في الرزق]

١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (اسْتنزلوا الرزق بالصَدَقةِ)(١٩٩) .

٢ - والشكر(٢٠٠) .

____________________

(١٩٩) رواه في قرب الاسناد مسندا مرفوعا عن أهل البيت عنه صلى الله عليه وآله وسلم رقم ( ص١١٨) وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام (٣٥٢) رقم ٧٥ وهو من مسند الطائي من رواة الصحيفة، فلاحظ.

وقد رواه من العامة في الجامع الصغير (٤١١).

وهو موقوف على عليّ عليه السلام في غرر الحكم (رزق) وهو في نهج البلاغة (رقم ١٣٧) من قصار الحكم (ص٤٩٤).

(٢٠٠) هذا في (أ) والخشاب، ولم يرد في نسخ اُخري.

وقد قال الله تعالي: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاَضَزِيدَنَكُمْ).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (مَنْ شكر اسْتَحقَ الزيادةَ).

و (مَنْ شكرَ دامتْ نعمتُه).

و (من شكرَ الله زادَه).

و (من شكرَ بِجِنانه اسْتحقّ المزيدَ قبل أنْ يَظْهرَ على لسانه).

وقال: (اُشكُرْ تُزَدْ).

و (شُكْرُ الإله يُدِرّ النِعَمَ).

و (الشُكْرُ زيادة).

و (ثمرةُ الشُكْر زيادةُ النِعَمِ).

و (كافِلُ المزيد الشُكْرُ).

و (أحق الناس بزيادة النِعمة أشكَرُهم لما اُعطيَ منه).

راجع معجم ألفاظ غرر الحكم، مادة (شكر).

وقال الإمام الحسين السبط الشهيد عليه السلام: (شكرك لنعمةٍ سالفةٍ يقتضي نعمةً آنفةً). نزهة الناظر (ص٣٨)

١٢٧

٣ - والبُكُور(٢٠١) مُبارَك، يزيدُ في جميع النِعَم خصوصا في الرزق.

٤ - و(حُسْنُ الخطّ(٢٠٢) من مفاتيح الرزق).

٥ - وبسط الوجه(٢٠٣) .

٦ - وطيب الكلام يزيد في الرزق.

وعن الحسن بن عليّ عليه السلام:

٧ - (تركُ الزِنى

٨ - وكنسُ الفِنَا

٩ - وغسلُ الإنَا

____________________

(٢٠١) البُكُور: الخروج إلى العمل بُكْرة، أي أوّل النهار.

(٢٠٢) في نسخة (أ): الخُلُق، بدل ( الخطّ). وقد رواه المجلسي كما فيالمتن حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بحار الأنوار (٧٦ ٣١٨).

وعلّق صديقنا الفاضل السيد الحسن من آل الحسن المجدّد دام مجده هنا بما يلي: ببالي حديث عن الإمام علي عليه السلام نصّه: (عليكم بحسن الخطّ فانّه من مفاتيح الرزق).

وقد وَرَدَ أنّ حُسْنَ الخلق من أسباب زيادة الرزق:

قال أمير المؤمنين عليه السلام: (حُسْنُ الأخلاق يُدِر الأرزاقَ).

وقال: (مَنْ ساء خلقُه ضاقَ رزقُه، ومَنْ كرُم خلقُه اتّسعَ رزقُه).

معجم ألفاظ غرر الحكم (رزق).

(٢٠٣) هذا المورد لم يذكر إلاّ في بعض النسخ والزرنوجي.

١٢٨

مَجْلبة للغِنى)(٢٠٤) .

١٠ - وأقوى الأسباب الجالبة للرزق: إقامة الصلاةِ بالتعظيم والخشوع.

١١ - وقراءة سورة (الواقعة)(٢٠٥) خصوصا بالليل، ووقت العشاء(٢٠٦) . (وسورة (يَسَ)(٢٠٧) و (تَبَارَكَ الَذِي بِيَدِه الْمُلْكُ)(٢٠٨) وقت الصُبْح)(٢٠٩) .

١٢ - وحضور المسجد قبل الأذان.

١٣ - والمُداومة على الطهارة.

١٤ - وأداء سُنَة الفجْر، والوتر، في البيت.

١٥ - وأنْ لا يتكلّم بكلام الدُنيا بعد الوِتر.

____________________

(٢٠٤) لم نجد للحديث تخريجا.

وقد أبقينا كلمتي (الفنا والإن) على القصر، رعايةً للسجع وهي لغة قريش في تخفيف الهمزة.

(٢٠٥) هي سورة (٥٦) من القرآن الكريم.

(٢٠٦) في الزرنوجي: (وقت النوم) بدل: (وقت العش).

(٢٠٧) هي السورة (٣٦) من القرآن المجيد.

(٢٠٨) هي السورة (٦٧) من القرآن العظيم، وتسمّى بسورة (المُلْك).

(٢٠٩) جاء بدل ما بين القوسين في بعض النسخ والزرنوجي، ما نصّه: (وقرأة سورة (المُلْك) و (المزّمل) و (وَاللَيْلِ إذا يَغْشَى) و (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ)). وسورة المزمّل هي السورة (٧٣) وسورة الليل رقمها (٩٢) وسورة (أَلَمْ نَشْرَحْ) برقم (٩٤) وتسمّى (الشَرْحُ) و (الانْشِراحُ).

١٢٩

١٦ - ولا يُكثر مجالسة النِساء، إلاّ عند الحاجة(٢١٠) .

١٧ - وأنْ لا يتكلّم بكلامٍ لغْوٍ (غير مفيد لدينه ودنياه)(٢١١) .

قيل: (مَنِ اشْتَغَلَ بما لا يعنيه، يفوته ما يعنيه)(٢١٢) .

____________________

(٢١٠) قال أمير المؤمنين عليه السلام (أقلل محادثة النساء، يكمل لك السناءُ).

وقال عليه السلام: (لا تكثر الخلوة بالنساء يمللْنك).

وهذان الموردان (١٥ و ١٦) لم يردا إلا في الزرنوجي وبعض النسخ.

(٢١١) ما بين القوسين من الزرنوجي.

(٢١٢) هذا من الحكم المروية عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، لاحظ معجم ألفاظ غرر الحكم (عني).

وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : (الصَمْتُ حكم وقليل فاعله، ومَنْ كان كلامه فيما لا يعنيه كثرت خطاياه). نزهة الناظر (ص٧).

ومن الحديث المشهور قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من حُسْن اِسْلام المرء تركه ما لا يعنيه) وقد أسنده الرامهرمزي عن الزهري عن عليّ بن الحسين عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، في المحدّث الفاصل (ص٢٠٦) رقم (٩٠).

وفي حكم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الكثير ممّا يدور حول هذا المعني، إليك منه:

قال عليه السلام: (مَن اطرح ما يعنيه وقَعَ إلى ما لا يعنيه).

وقال: (طوبى لمن قصر همَته على ما يعنيه، وجعل كلّ جِدّه فيما يُنجيه).

وقال: (كفى بالمر غفلةً أنْ يصرف همّته فيما لا يعنيه).

وقال: (دَعِ الخوضَ فيما لا يعنيك تكرم).

وقال: (أكْبَرُ الكُلْفة تعنّيك في ما لا يعنيك).

وقال: (بترك ما لا يعنيك يتمّ لك العقلُ).

وقال: (دَعِ الكلام فيما لا يعنيك، وفي غير موضعه، فرُبّ كلمةٍ سلبتْ نعمةً ولفظةٍ أتَتْ على مُهجَةٍ).

وقال: (وقوعُك فيما لا يعنيك جهل مُضِرّ).

وقال: (اْقصِرْ همَتكَ على ما يلزمك ولا تخض فيما لا يعنيك).

أخذنا كلّ هذه الحكم من معجم ألفاظ غرر الحكم، مادّة (عني).

١٣٠

(قال بوذرجُمِهر: (إذا رأيتَ الرجُلَ يكثُر كلامُه، فاسْتَيْقنْ بجنونه))(٢١٣) .

قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: (إذا تمَ العَقْلُ نَقَصَ الكلامُ)(٢١٤) .

____________________

(٢١٣) جاء ما بين القوسين في الزرنوجي وبعض النسخ، وخلت منه نسخ اُخري.

(٢١٤) هذه هي الحكمة رقم (٧١) من الحكم التي أوردها الشريف الرضي في نهج البلاغة (ص٤٨٠). وهي منقولة في غرر الحكم أيضا.

وقال عليه السلام: (الكلام كالدواء قليله ينفع وكثيره قاتل).

وقال عليه السلام: (إيّاك وكثرة الكلام فإنّه يكثر الزلل ويورث الملل).

وقال: (كثرة الكلام تملّ السمع) (... تملّ الإخوان).

وقال: (إياك والهذرَ، فمن كثر كلامه كثرت آثامه).

نقلنا هذه الحكم من معجم ألفاظ غرر الحكم، مادة (كلم).

ومما روي عنه عليه السلام من الشعر، قوله:

إنّ القليل من الكلام بأهله * حَسَن وإنَ كثيرَه مَمْقُوتُ

ما زَلَ ذو صَمْتٍ وما من مُكْثرٍ * إلاّ يزلّ وما يُعابُ صَمُوتُ

إنْ شُبه النُطْقُ المبينُ بِفِضةٍ * فالصَمْتُ دُر زانَه ياقوتُ

وهو في الديوان (ص٥٩)، وقد نقلناه سابقا عند الفقرة [٣٤] في الفصلالخامس.

١٣١

____________________

وفي الحديث الشريف: (السكوت ذهب والكلام فضّة) أورده الرازي في جامع الأحاديث رقم (٢٠٦).

هذا، ولكنّ هذه المقارنة بين الكلام والسكوت، فيما إذا كان الكلام في ما لا يعني المتكلّم، ولم يكن من الحقّ، ولم يستتبع خيْرا، أو فضيلة، أو كانت فيه

مضرّة، واستتبع شرّا، وكانت فيه آفَة

وفي الحديث الشريف أيضا: (السكوتُ خير من إملاء الشرّ وإملاء الخير خير من السكوتِ). رواه الرازي في جامع الأحاديث رقم (٢٠٥).

أمّا إذا تساويا، ولم يرجح أحدهما بمرجّحٍ كجلب نفع أو دفع ضرر، فإنّ الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام (فضّل الكلام على السكوت) لما سُئل عن الكلام والسكوت، أيهما أفضل

فقال عليه السلام: (لكلّ واحدٍ منهما آفات، وإذا سلما من الاَفات، فالكلام أفضل من السكوت:

لأنّ الله عز وجلّ ما بعث الأنبياء و الأوصياء بالسكوت، وإنّما بعثهم بالكلام.

ولا اسْتُحِقّت الجنّةُ بالسكوت.

ولا استُوجبَتْ ولايةُ الله بالسكوت.

ولا تُوُقيت النارُ بالسكوت.

ولا يُجْنَبُ سخطُ الله بالسكوت.

إنّما كلّه بالكلام.

وما كنتُ لأعدلَ القَمَرَ بالشمس. إنّك تصفُ فضل السكوتِ بالكلام، ولستَ تصفُ فَضْلَ الكلامِ بالسكوتِ). الاحتجاج للطبرسي(ص٣١٥)ولاحظ جهاد الإمام السجاد عليه لسلام(ص٦٢-٦٣).

وقد مرّ تعليق على الكلام وذم كثرته ومدح قلته في الفصل الخامس الفقرة .[٣٤] الهامش (١٩) وانظر موضعه من المتن

١٣٢

[٦٠ - ما يزيدُ في العُمُر]

وممّا يَزيدُ في العُمُر:

١ - تَرْكُ الأذى(٢١٥) .

٢ - وتوقير الشيوخ.

٣ - وصلة الرحم(٢١٦) .

٤ - وأنْ يحترز عن قطع الأشجار الرطبة، إلا عند الضرورة.

٥ - وإسباغ الوضوء.

٦ - وحفظ الصحّة.

ولابُدّ أنْ يتعلّمَ شيئا من الطِبّ، ويتبرّك بالاَثار الواردة في الطبّ، التي جمعها((٢١٧) ) الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري، في كتابه

____________________

(٢١٥) قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : (كثرة اصطناع المعروف تزيد في العمر وتنشُر الذِكْر).

وقال عليه السلام : (الذكر الجميلُ أحَدُ العُمْرَيْنِ).

راجع معجم ألفاظ غرر الحكم (عمر).

(٢١٦) عن عاصم بن ضمرة عن عليّ عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مَنْ سَرَه أنْ يُمَدَ له في عُمره، ويوسَعَ له في رزقه، فلْيَتّقِ الله، وليَصِلْ رَحِمَه). رواه في مكارم الأخلاق ومعاليها (ص٥١) رقم ٢٥٧. والاَيات الكريمة والأحاديث الشريفة المؤكّدة على صلة الرحم كثيرة جدّا، لا يخلو منها كتاب.

(٢١٧ ) كذا الصواب، وفي النسخ - كلها - : الذي جَمَعه

١٣٣

المسمَى (طبّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ) يجدُه مَنْ يَطلبُه(٢١٨) .

____________________

(٢١٨) كتاب (طبّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ) تأليف جعفر بن محمّد النسفي الشهير بالمستغفري المتوفى سنة (٤٣٢).

أدرجه المجلسي في موسوعة بحار الأنوار.

وطبع قديما وحديثا عدّة طبعات، وأخيرا في النجف الأشرف بالمطبعة الحيدرية سنة ١٣٨٥ بتقديم السيّد محمّد مهدي الموسوي الخرسان، وأعادت طبعه دار الرضيّ في قم سنة ١٤٠٢ ه

وفي تراثنا القديم: طب الإمام الرضا عليه السلام، المعروف باسم (الرسالة الذهبية) المنسوب تأليفه إلى الإمام أبي الحسن عليّ الرضا عليه السلام، والذي رواه أبو محمّد العمّي، الحسن بن محمّد بن جمهور البصري، من رواة الإمام، وقد ذكره أصحاب الفهارس في ترجمته.

وقد طبع بالاسم الأول، بالمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ١٣٨٥ بتقديم السيّد محمّد مهدي الموسوي الخرسان.

وطبع بالاسم الثاني، بمطبعة الخيام، في قم ١٤٠٢ ه بتحقيق الشيخ محمّد مهدي نجف.

وطبّ الأئمة :، للمحدّثين الأقدمين الأخوين ابنا بِسطام مطبوع أيضا.

وقد ألّف الاُستاذ شاكر شبع (أبو جهاد) كتابا حافلا باسم (طبّ الإمام الكاظم عليه السلام) أبدع في تنظيمه وإخراجه وطبع في المؤتمر العالمي السنوي للإمام الرضا عليه السلام في مشهد المقدّسة سنة ١٤١١ ه برقم (٣٤).

وبهذا انتهينا من التعليق على هذا الكتاب الجليل ومن الله التوفيق.

(وآخِرُ دَعْواهمْ أَنِ الْحَمْدُ لله رَب الْعَالَمِينَ)

١٣٤

نهايات بعض النسخ

جاء في نهاية نسخة (و) المرقّمة (٦١١٢) في المكتبة المرعشية، ما نصّه:

قد فرغت من تسويده في يوم الخميس عشرين ذي الحجة سنة ست وسبعين وألف في دار المؤمنين (قم). وأنا العبد الضعيف ابن ملاّض أحمد المرحوم: محمّد أمين الليماني الجيلاني، عفي عنهما.

وجاء في آخر نسخة الفاضل الخونساري، ما نصّه:

(الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وآله الطاهرين، تمّ الكتاب بعون الملك الوهاب).

وفي آخر نسخة (ع) المرقّمة (٣٦٣٥) في المكتبة المرعشية:

فرغ من تسويد (آداب المتعلمين) في شهر رمضان المبارك من شهور سنة (١٢٦٧).

١٣٥

وجاء في نهاية نسخة الخشاب، ما نصّه:

(والله العالم

تمّتْ الرسالةُ الشريفةُ المسمّاةُ بآداب المتعلّمين، لشيخ الملّة والدين خواجه نصير الدين الطوسي رحمة الله عليه. في يد المذنب العاصي الفقير المحتاج لرحمة الله الملك الباقي محمّد إبراهيم الفاني. في سلخ شهر رجب المرجّب في سَنَة (١٠٤٩)).

وجاء في نهاية نسخة (أ) ما نصّه:

(والله العالم تمّتْ الرسالة الشريفةُ المسمّاة بآداب المتعلّمين، بعون ربّ العالمين، وبعنايته، وصلّى الله على سيّد المرسلين وعترته الطيّبين الطاهرين، برحمتك يا أرحم الراحمين).

وفي نهاية بعض النسخ ما نصّه:

(تمّتْ، بعون الله وحسن توفيقه، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله ى محمّد وآله الطيّبين الطاهرين).

ونقول في نهاية هذه النسخة المحقّقة:

(الحمدُ لله الذي وفّقنا من فضله لمراجعة هذه الرسالة والعمل فيها بالتحقيق لنصّها، والتخريج لأحاديثها، والتعليق عليها، والاستدراك

لمطالبها، ومقابلتها الدقيقة مع النسخ العديدة بما في ذلك أصلها الذي ألّفه

١٣٦

الزرنوجي، وإخراجها بهذا الشكل المتكامل، مع المقدّمة الضافية، والفهارس الوافية.

وقد وفّقني الله جلّ ذكره - من قبلُ - لمطالعتها مكرّرا، والاستفادة ممّا فيها من النصائح القيّمة.

وأسأله تعالى أنْ يوفّق طلاّبنا الأعزاء للاستفادة منها والتزوّد من إرشاداتها، راجيا منهم الدعاء لي، ولمؤلّفها وتغمّده الله جلّ ذكره بوافر فضله ورحمته.

ثمّ أشكره جزيلا على ما أولاني من برّه وفضله وإحسانه حيث حبّبَ إليّ العلم وهداني إليه، وسهل لي أمره وأعانَني عليه، ويسّر لي سبيله ووفّقني له.

راجيا من فضله وبرّه أنْ يتغمّدَ والدينا ومشايخنا وأساتذتنا ومن علّمنا خيرا أو تعلّم منّا علما بالرحمة والغفران وأن يشركهم في ثواب أعمالنا وصالح دعواتنا، وأن يشركنا في صالح دعائهم. وصلّى الله على سيّدنا محمّد رسوله وأمينه، وعلى الأئمّة من آله المعصومين خيرة الله من خلقه.

وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين.

حُرّر في الرابع والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة (١٤١٤) في قم المقدّسة.

وكتب

السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي

كان الله له

١٣٧

١٣٨

المَصادِرُ والمَراجع لكتاب آداب المتعلمين

- الاثنا عشرية في المواعظ العددية، للعاملي.

- الاحتجاج على أهل اللجاج، للطبرسىّ أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب، تحقيقالسيد محمد باقر الخرسان - النجف الأشرف - مطبعة النعمان ١٣٨٦ه.

- أحوال وآثار خواجه نصير الدين طوسي، للسيد محمّد تقي مدرس رضوي، بنياد فرهنكإيران ١٣٥٤ ه.

- أدب الإملاء والاستملاء، للسمعاني، أبي سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور (ت ٥٦٢ هج)دار الكتب - بيروت ١٤٠١ ه.

- أدب الدنيا والدين، للماوردي علي بن محمد بن حبيب البصري (ت٤٥٠ هج)، تحقيق الاُستاذمصطفى السقا - مصر، أعادته دار الكتب العلمية - بيروت.

- الأربعين البلدانيّة، لابن عساكر عليّ بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي (ت٥٧١هج)،تحقيق محمد مطيع الحافظ، دار الفكر - دمشق مركز الماجد للثقافة والتراث، دبي - ٣١٤١ ه

- الأشعثيات، مجموع ما أسنده محمّد بن محمّد بن الأشعث، أبو علي، من أحاديثالجعفريات، أمر بطبعه السيد الامام البروجردي رحمه الله، المطبعة الاسلامية طهران، وأعادت تصويرهمكتبة نينوى الحديثة - طهران.

- أمالي الطوسي، للشيخ محمّد بن الحسن أبي جعفر الطوسي (ت٤٦٠هج)، تقديم السيّد محمّدصادق بحر العلوم، نشر المكتبة الأهلية - بغداد ١٣٨٤هج.

- أُنس العالم، للصفواني.نقل قطعة منه الشيخ ابن إدريس الحلّي في (مستطرفات السرائر) وهو برقم (١٩) في المطبوعمستقلا (ص ١٤٩_ ١٥٠) وهو مطبوع أيضا في الجزء الثالث من السرائر (ص٦٣٩_ ٦٤٠).

- بحار الأنوار، للشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي الاصبهاني (ت١١١٠هج)الطبعةالحديثة طهران، وأُعيد في بيروت.

- تاريخ الأدب العربي، لبروكلمان الألماني، ترجمة النجار وزميليه، دار المعارف - مصر١٩٧٧م.

- تاريخ التمدن الإسلامي، لجورجي زيدان.

- تدوين السنّة الشريفة، للسيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي (محقق الكتاب) نشر مكتبالإعلام الإسلامي (دفتر تبليغات) قم١٤١٣ ه.

- تذكرة الموضوعات لمحمد طاهر بن علي الهندي الفتني طبع امين دمج - بيروت

١٣٩

- التراث العربي في خزانة مكتبة آية الله المرعشي - قم، إيران. للسيد أحمد الحسيني، نشرمكتبة السيّد المرعشي - قم٤١٤ ١ه.

- تفسير القراَن الكريم لصدر المتالّهين محمّد بن إبراهيم الشيرازي انتشارات بيدار - قمالجمهوريّة الإسلاميّة

- تقييد العلم، للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت (ت٤٦٣هج)، تحقيق وتقديم الدكتوريوسف العشّ، الطبعة الاُولى١٩٤٩م، نشر دار إحياء السنّة النبويّة، طبعة ثانية ١٣٩٥هج

- تهذيب الأحكام، للشيخ الطوسي محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠هج)تحقيق السيد حسن الموسويالخرسان، دار الكتب الإسلامية - النجف، واعادته في طهران في (١٠) مجلّدات.

- جامع الأحاديث، للرازي القمي جعفر بن أحمد بن علي (ق٤)، نسخة مخطوطة حقّقهاورقّمها السيّد حسن آل الحسن المجدد دام ظله وهي موجودة عنده.

- جامع الأخبار، للشيخ محمّد بن محمّد السبزواري (ق٧)، تحقيق علاء آل جعفر، مؤسسة آلالبيت عليهم السلام ، بيروت١٤١٣ هج

- جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البرّ القرطبي، يوسف (ت٤٦٣هج)الطبعة الاُولى بتصحيحإدارة الطباعة المنيرية - مصر، أعادته دار الكتب العلمية - بيروت.

- الجامع الصغير، لجلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت٩١١)طبعة عبدالحميد أحمد الحنفي، وبهامشه كنوز الحقائق للمناوي - مصر.

- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي أحمد بن علي (ت٤٦٣هج)، تحقيقالدكتور محمد عجاج الخطيب مؤسسة الرسالة - بيروت ١٣١٢ هج.

- الجعفريات، مسند الامام جعفر الصادق عليه السلام ، برواية محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي (طبعباسم الأشعثيات) مع قرب الإسناد للحميري، في قم - وأعادته مكتبة نينوى - طهران.

- جهاد الامام السجاد عليه السلام ، للسيد محمّد رضا الحسيني الجلالي (محقّق الكتاب) قم المقدّسة -الجمهورية الإسلامية في إيران ١٤١٣ ه.والطبعة الثانية - دار الحديث ١٤١٨

- الحِطة في ذكر الكتب الستة، للسيد صديق حسن خان القنوجي (ت١٣٠٧)، تحقيق علي حسن الحلبي، دار عمّار - الأردن، عمّان ١٤٠٨ه.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149