آداب المتعلّمين

آداب المتعلّمين25%

آداب المتعلّمين مؤلف:
الناشر: انتشارات كتابخانه مدرسه علميّه إمام عصر عجّل الله تعالى فرجه - شيراز
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 149

آداب المتعلّمين
  • البداية
  • السابق
  • 149 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88736 / تحميل: 9693
الحجم الحجم الحجم
آداب المتعلّمين

آداب المتعلّمين

مؤلف:
الناشر: انتشارات كتابخانه مدرسه علميّه إمام عصر عجّل الله تعالى فرجه - شيراز
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

المبتدئ هو عدم إتقانه وإحكامه للجوانب الفنيّة في الخطابة، فينشأ عنده شعور بالمخاوف من عدم أدائه بالنحو الصحيح حال ارتقائه المنبر، وهذا أمر طبيعي في بداية الممارسة، فلا يكون داعياً لتعظيمه حتّى لا يصير عقدة في النفس يصعب علاجها فيما بعد.

فعلى الخطيب المبتدئ أن يوطّد نفسه على الصبر، ويعمل حتّى تزول منه الأخطاء، وتثبت عنده القدرة على الأداء الصحيح.

6 - على الخطيب المبتدئ أن يراعي مراحل الممارسة العمليّة للخطابة ويتدرّج فيها، فلا يتجاوز مرحلة إلاّ بعد إتقانها وإحكامها بنحو تام؛ فإنّ عدم مراعاة ذلك لا يثمر إلاّ الفشل، ويكون سبباً لتعظيم المخاوف عند البعض.

وإذا أردنا تميّز مراحل الخطابة فهي على النحو التالي:

أ - مرحلة أداء (القريض) بالنحو المتعارف عليه عند أهل الفن وذوق الناس.

ب - مرحلة الجمع بين (القريض)، وقليل من ذكر (مصائب سيّد الشهداء).

ج - مرحلة أداء خطبة كاملة من (قريض - موضوع - وخاتمة).

ولا بدّ أن نلفت الانتباه إلى الاُمور التالية:

أ - على الخطيب المبتدئ أن يتبنّى في البدء المحاضرات القصيرة؛ فهي أيسر له من حيث الإعداد والأداء، ويستمر على هذا النحو إلى أن تكتمل عنده ملكة الخطابة.

٨١

ب - أن يتتلمذ عند أهل الخبرة من أستاذ في الخطابة، أو خطيب متكامل، وأمام حضور محدود من المستمعين؛ فإنّه أخفّ وطأة على النفس.

ج - يجب على الخطيب المبتدئ أن يمارس فعاليته في الخطابة في بدء الممارسة في محافل أعدّت للتدريب، وأمام مجموعة من المستمعين الذين لديهم خبرة في فنّ الخطابة؛ لغرض الانتفاع بتوجيهاتهم، ولا يخرج من دائرة التدريب إلى الممارسة الفعلية في التبليغ إلاّ بعد إذن أستاذ الخطابة أو أهل الخبرة.

7 - وقد تعود أسباب الخوف والاضطراب إلى عوامل وراثية وتربوية نشأ الفرد عليها حتّى كبر، فمرحلة الطفولة تلعب دوراً كبيراً في صياغة شخصيّة الفرد من حيث يشعر أو لا يشعر، فعلاقة الطفل بوالديه وإخوته لها أثر بالغ في تكوين اتّجاهاته وانفعالاته النفسيّة، وكذلك المجتمع الذي عاش فيه، وما عند المجتمع من تقاليد وأعراف وقوانين وأحداث تؤثّر في تربية الفرد.

وخلاصة الكلام هنا: مَنْ شبَّ على الهرب من المشاكل والصعوبات، استقبل عهد الرجولة خائفاً خانعاً منطوياً(1) .

فعلى الفرد الذي يعاني من أزمة الخوف أن يراجع اتّجاهاته النفسيّة، ويعيد بناء شخصيّته بما يتلاءم مع متطلبات الشخصيّة السويّة.

ما تقدّم كان توسلاً بالأسباب الطبيعيّة يلجأ إليها الخطيب لإصلاح

____________________

(1) علم النفس / 150.

٨٢

شأنه، وإنّماء قابلياته ورفع عيوبه، ولا ينبغي له أن يعتمد عليها من غير أن يرجع إلى مسبب الأسباب؛ فإنّ الاعتماد عليها فقط يعدّ من أوثق عرى الشيطان.

فعلى الخطيب أن يتوكّل على الله (تعالى) في جميع أموره، ويتضرّع إليه بصدق النيّة، وإخلاص العمل، طالباً منه تعالى التوفيق والتسديد، وإنزال السكينة على القلب، وإلهام العلم، وبلوغ المطالب السامية المقدّسة المطلوبة لوجهه تعالى وحده لا شريك له.

٨٣

تأثير العادات على الخطيب

غالباً ما تنعكس على الخطيب المبتدئ ما اعتاد عليه من السلوك في أفعاله وأقواله وهو في حال أداء خطبة منبريّة، فالذي اعتاد على سرعة الكلام في سلوكه العادي يبدو منه ذلك وهو على المنبر، ومَنْ كان يغلب عليه الهدوء يظهر أيضاً منه ذلك، وهكذا في الإشارات والحركات.

فعلى الخطيب هنا أن يلاحظ أنّ قواعد فنّ الخطابة تقتضي أن ينتزع من سلوكه ما تطبّع عليه من عادات تخالف هذا الفنّ، ونحن نعلم أنّ العادات إذا انطبعت في شخصيّة الفرد تلبّست بها وملكته، وظهرت في سلوكه شاء أم أبى. فترك العادة القبيحة ليس في متناول الفرد إلاّ إذا جدّ واجتهد في الخلاص منها.

وهناك طرق يمكن للخطيب الذي عنده عادات تخالف فنّ الخطابة التوسّل بها لاستبدالها بطبائع هذا الفنّ، منها:

1 - تحويل العادة اللاإراديّة إلى عادة إراديّة:

إنّ العادات تصدر من الفرد من غير احتياج إلى توجيه شعوره ووعيه الكامل؛ لأنّها تنساب منه لشدّة التصاقها بشخصيّته. فعلى الفرد هنا أن يقوم بنحو متعمد على ممارسة العادة السيّئة، وتوجيه الشعور إليها بالتحكّم في الاستجابة لها، وذلك بتغيّر نوع الاستجابة(1) .

2 - استبدال استجابة قديمة باستجابة جديدة:

أ - أفضل طريقة للتخلّص من العادات السيّئة هو استبدالها بعادة

____________________

(1) بتصرف من كتاب علم النفس ومشكلات الفرد.

٨٤

اُخرى جيدة.

ب - ممارسة العادة الجديدة بكلّ حماس.

ج - عدم السماح للعادة السيّئة بالعودة، وذلك من خلال الإكثار من ممارسة العادة الجديدة، وتكرارها بصفة دائمة؛ لغرض تعزيزها بصفة منتظمة ودائمة؛ فالعادات التي لا تعزز تنطفئ(1) .

____________________

(1) المصدر نفسه.

٨٥

أسباب الشرود الذهني عند السامع

مهمّة الخطيب أن يجذب ويحافظ على انتباه مستمعيه - الذي هو توجيه شعورهم وتركيزه - نحوه؛ استعداداً للتفاعل معه. وليس ذلك أمراً سهلاً؛ فإنّ الخطيب ليس كالمعلّم، فالمعلّم بوسعه أن يقول لتلميذه عند شرود ذهنه (انتبه) أو غير ذلك، ولا يستطيع ذلك الخطيب؛ لاختلاف الحال بين الخطابة والتدريس.

فيحتاج الخطيب التعرّف على العوامل التي تبعث على الشرود الذهني عند السامع، وهي ما توجب الملل والسأم في نفسه والانصراف.

وهناك جملة من العوامل هي:

أ - عدم السير على اُصول وقواعد فنّ الخطابة باعث على انصراف السامعين عن الخطيب، ومن ذلك كون الصوت على وتيرة واحدة، أو السرعة الزائدة وغير ذلك.

فعلى الخطيب أن يتقن ويحكم هذه الاُصول؛ لينال اهتمام الحاضرين وتفاعلهم معه.

واعلم أنّ مع إتقان هذه الاُصول يبقى التفاوت بين الخطباء؛ لاختلاف قدراتهم وقابلياتهم في كيفية توظيف تلك القواعد على المصاديق، والنماذج التي فيها التأثير على السامعين.

ب - ينبغي للخطيب الذي يريد إبقاء انتباه سامعيه أن لا يستطرد في موضوعه كثيراً؛ فإنّ الاستطراد غالباً ما يكون مدعاة إلى حيود الانتباه عن الموضوع الأصلي.

مثال ذلك: الإتيان بشواهد كثيرة متعاقبة على محور واحد، كما لو كان الحديث عن الصبر مثلاً وأتى بقصتين متتاليتين، وأعقبهما بأحاديث شريفة، أو الإتيان بتقسيمات أمر

٨٦

فتكثر تشعّباته، أو مع كثرة هذه التشعّبات يدخل في إبطال بعض وتأييد البعض الآخر؛ فإنّ ذلك ممّا يوجب ضياع المراد من ذهن السامع، فيذهب عنه انتباهه وتشوّقه.

ج - بسبب الولاء لأهل البيتعليهم‌السلام عمل محبّوهم على إبقاء جذوة ذكرهم خالدة على مرّ العصور؛ ولأجل ذلك ضحّوا بالغالي والعزيز من الأرواح والأموال.

وممّا بقي خالداً بهذا الولاء العظيم مجالس ذكر مصاب سيّد الشهداءعليه‌السلام ، حتّى صارت تلك المجالس أماكن شريفة للذكر يقصدها المؤمنون قاصدين القرب من الباري (عزّ وجلّ)، فعلى الخطيب أن يستوعب ذلك جيّداً فيعمل على تقويته وتثبيته.

ففي جانب من هذه المهمّة الملقاة على عاتق الخطيب أن يعرف أحوال الحاضرين الروحية والبدنية؛ ففي أيّام محرّم التي تحتلّ أهميّة خاصة في قلوب وعناية محبّي أبي عبد اللهعليه‌السلام تكثر المجالس، فيحضر العامل والفلاح والكاسب، كما يحضرها الشيخ الكبير والشاب، ويحضرها صحيح البدن وسقيمه، فجميع هؤلاء على الرغم ما فيهم من عناء عملهم اليومي، وما فيهم من وضع صحي، يأتون إلى المجالس؛ لغرض الحفاظ على خلود ذكر سيّد الشهداءعليه‌السلام ، ولغرض الانتفاع بما يقوله الخطيب في أمر دينهم ودنياهم.

فعلى الخطيب هنا أن يلاحظ ذلك فلا يطيل في مجلسه إلى الحد الذي يوجب نفورهم عن المجالس؛ فإنّ الإطالة قد تعمل على

٨٧

إخماد تلك الروح الحسينيّة، وهو خلاف مهمّة الخطيب ووظيفته.

فمراعاة الوقت مع أحوال الحاضرين وتلائمه وتناسبه معهم يجلب انتباههم، ويكسب إقبالهم على الخطيب، ويثبت النفوس على الولاء، ويشجعهم على الحضور والمواصلة، وخلاف ذلك التجربة والواقع شاهدان على فشله، فقد يُسهب الخطيب في كلامه إلى الحد الذي ينفر منه الحاضرون.

وخلاصة ذلك: إنّ من العوامل المهمّة في جلب انتباه السامعين هو عدم الإطالة عن الحدّ المسموح به من رغبتهم، والمطابقة بين المدّة الزمنية للمجلس مع أحوال الحاضرين الروحيّة والبدنيّة.

د - من العوامل الباعثة على انتباه السامع هو ما يحمله من تهيؤ ذهني للخطابة، ويراد من ذلك بأنّ السامع يتمركز في بؤرة شعوره إحساس بأنّ الخطيب سيتناول في خطبته موضوعاً يشبع نفسه بالرضا والقبول، فكلّ سامع يطلب في أعماقه أن يرضيه الخطيب بالحديث عن شيء يثير انتباهه واهتمامه وتفاعله.

فإذا فعل الخطيب ذلك فقد حاز على انتباه سامعيه، وإلاّ فقد خسرهم وصار على طرف مخالف لتوجيههم وانتباههم.

فعلى الخطيب أن يختار الموضوعات التي تتضمّن احتمالاً قويّاً في جلب انتباه السامعين، كما أن يكون دقيقاً في اختيار تفاصيل الموضوع.

٨٨

ومن الجدير بالذكر أنّ الموضوعات المعقّدة، والموضوعات الساذجة والمتكرّرة لا تثير انتباه السامعين، بل هي من أقوى الأسباب الباعثة على انصرافهم وإعراضهم.

أخيراً نودّ أن نذكّر بأنّ بعض أبحاث علم النفس أشارت إلى أن الاستماع الطبيعي لكلّ سامع (10) دقائق، وبعدها يحتاج المتكلّم إلى تزويد المخاطبين بالمثيرات التي تحافظ على انتباه السامع وتوجهه.

٨٩

٩٠

الباب السادس

صفات الخطيب

1 - آداب الخطيب

2 - صفات الخطيب الكامل

3 - الصفات المتفاوتة

4 - توجيهات عامة

٩١

صفات الخطيب

بعد أن اكتملت مراحل الخطابة، ومضى عليها الخطيب المبتدئ، فإنّ هناك جملة من الاُمور المكمّلة له ينبغي الاتّصاف بها:

آداب الخطيب

وهي الآداب التي يظهر بها الخطيب عند الخطبة:

أ - سداد الرأي

وهو يكون بدراسته للموضوع الذي يخطب فيه دراسة تامّة؛ فإنّ الرأي المحكم لا يكون إلاّ بدراسة عميقة، وإحاطة تامّة، واطّلاع واسع، وعلم غزير، وفكر قويم.

وليس معنى ذلك إنّه لا يخطب إلاّ إذا كان محضّراً مهيّأ للكلام، بل المراد أن لا يتكلّم إلاّ في موضوع سبقت له دراسته والإحاطة به؛ حتّى يكون كلاماً مسدّداً؛ سواء كان يلقي الخطبة بعد تهيئة، أم يلقي الكلام ارتجالاً من غير سابقة تحضير، وإن كان المرتجل لا يحسن ارتجاله في كلّ الأحوال.

فعلى الخطيب ألاّ يخوض في حديث ليس له به علم؛ حتّى لا يشطّ فيبدي رأياً فطيراً، والرأي الفطير مبتسر لا ينال الحقّ من كلّ نواحيه، وقد يكون مع الحقّ على طريق نقيض.

واعلم أنّ سداد الرأي دعامة الخطيب الأولى؛ لكي يثق الجمهور بفكره ويتّجه إلى رأيه(1) .

____________________

(1) الخطابة - اُصولها، تاريخها - محمد أبو زهرة / 48.

٩٢

ب - صدق اللهجة

وهو أن يظهر الخطيب مخلصاً فيما يدعو إليه، حريصاً على الحقيقة فيما يعمل؛ فإنّه إن ظهر كذلك وثق الناس به وصدّقوه فيما يدعو إليه، وأحسّوا بأنّه شريف تجب إجابته لشرفه وشرف ما يدعو إليه.

ومن أجل أن يكون الإخلاص بادياً يجب أن يكون من حاله ما يطابق مقاله، فلا يتجافى عمله عن قوله، بل يكون أكثر الناس أخذاً بقوله.

ومن علامات صدق اللهجة ألاّ يسرف في مدح ولا ذمّ، ولا في وعد ولا وعيد؛ فإنّ الإسراف مظنّة الكذب، والاعتدال مظنّة الصدق. وأن يكون نزيه اللسان مستقيم العمل؛ فلا يكون فاحشاً في تعبيره، ولا متّجهاً إلى الألفاظ الماجنة في خطبته(1) .

ج - التودّد مع السامعين

أن يكون الخطيب متواضعاً لهم، وأن يكون ممّن يألِفون ويُؤلَفون، فلا يكون جافياً خشناً قاسياً، وإن لم يكن هناك ما يقتضي مدحهم فلا يذكرهم بسوء، وأن يبيّن لهم أنّه يسعى في مصلحتهم، وأنّه يؤثرهم على نفسه، وأن لا يكون له غرض شخصي؛ فإنّ الغرض الشخصي يدخل الريبة إلى قوله فيتجافى السامعون عنه(2) .

____________________

(1) المصدر نفسه / 51.

(2) المصدر نفسه / 52.

٩٣

صفات الخطيب الكامل

بعد بيان ما يجب أن يدرع به الخطيب عند ملاقاة السامعين، وما يجب أن يلاقيهم به، وجب أن نذكر صفات الخطيب الكامل أو القريب منه التي رسخت في نفسه الخطابة حتّى صارت ملكة فيه أو كالملكات، والتي بمجموعها يمتاز الخطباء عن غيرهم من المتكلّمين، والتي هي القدرة على كلّ ما يوضع في عنق الخطيب من تكاليف البيان، وهذه هي:

أ - قوّة الملاحظة

يدرك بها أحوال السامعين عند إلقاء خطبته، أهم مقبلون عليه فيسترسل في قوله ويستمر في نهجه، أم هم معرضون عنه فيتّجه إلى ناحية اُخرى يراها أقرب إلى قلوبهم، وأدنى إلى مواطن التأثير فيهم؟

يجب أن تكون نظرات الخطيب إلى سامعيه نظرات فاحصة كاشفة، يقرأ من الوجوه خطرات القلوب، ومن اللمحات ما تكنّ نفوسهم نحو قوله؛ ليجدّد من نشاطهم، ويذهب بفتورهم، ولتصل روحه بأرواحهم، ونفسه بنفوسهم(1) .

ب - حضور البديهية

وهي تسعفه بالعلاج المطلوب إن وجد من القوم إعراضاً، والدواء الشافي إن وجد منهم اعتراضاً. وقد يلقي الخطيب خطبته، فيعقّب

____________________

(1) المصدر نفسه / 56.

٩٤

بعض السامعين معترضاً، أو طالباً الإجابة عن مسألة، أو أيّ حدث مفاجئ؛ فإذا لم تقدّم البديهة الحاضرة كلاماً قيّماً يسدّ به الخلّة ويدفع به الزلّة، ضاعت الخطبة وأثرها(1) .

ج - طلاقة اللسان

اللسان أداة الخطيب الأولى، فلا بد أن تكون الأداة سليمة كاملة؛ ليتسنّى له استعمالها على أكمل وجه وأتمّه(2) .

ومن طلاقة اللسان، أن تكون عنده قوّة البيان من غير تلعثم في أقواله، أو تردّد في عباراته.

د - رباطة الجأش

تحدّثنا عن ذلك بالتفصيل.

هـ - القدرة على مراعاة مقتضى الحال

مراعاة مقتضى الحال لبّ الخطابة وروحها، فلكلّ مقام مقال، ولكلّ جماعة من الناس لسان تخاطب به، فلكلّ مقام نوع من الأساليب.

ففي مقام التحميس والتهديد مثلاً نختار الأساليب الفخمة والعبارات الضخمة، وفي بعض مقامات التأبين وإظهار الألم والأسى نختار العبارات السهلة الرقيقة المؤثرة.

ولكلّ قوم خطاب؛ فالعامّة نختار لهم العبارات الساذجة حتّى لا تعلو على أفهامهم، ولا تسمو على مداركهم،

____________________

(1) المصدر نفسه / 56.

(2) المصدر نفسه / 57.

٩٥

والعلماء يخاطبون بعبارات منتقاة دقيقة محكمة. ولكلّ خطيب عبارات تستحسن منه؛ فمن الخطباء مَنْ لا يجمل منهم الهزل، ولا يليق بهم إلاّ الجدّ، فلا يصح أن يكون في كلامهم إلاّ ما هو مقبول منهم(1) .

الصفات المتفاوتة

هذه جملة من الصفات التي يتفاوت الخطباء في الاتّصاف بها، وهي تختلف عن الصفات السابقة، فتلك ممّا يجب الاتّصاف بها، أمّا هذه فهي من المكمّلات للخطيب، وهي اُمور:

أ - قوّة العاطفة

لا يؤثّر إلاّ المتأثر، ولا يثير الحماسة في قلوب السامعين إلاّ مَنْ امتلأ حماسةً فيما يدعو إليه، واعتقاداً بصدقه؛ لأنّ ما يخرج من القلب يدخل القلوب من غير استئذان، وكما أنّ الماء الذي علا سطحه ينساب في المجرى المنخفض، كذلك ذو العاطفة العالية، والحماسة الشديدة هو الذي ينحدر من فيه الشعور ألفاظاً، والعواطف عبارات وأساليب تلهب الحسّ، وتوقظ الضمير، وتثير الحميّة، وتحفّز الهمّة.

لا بدّ أن تكون حماسة الخطيب أقوى من حماسة سامعيه؛ ليفيض عليهم، ويروي غلّتهم، وإلاّ أحسّوا بفتور نفسه فضاع أثر قوله(2) .

____________________

(1) المصدر نفسه / 149.

(2) المصدر نفسه / 58.

٩٦

ب - النفوذ وقوة الشخصية

هذه هبة يهبها الله تعالى للخطباء المخلصين، فترى كلّ مَنْ يلقاه يحسّ بقوّة روحه وعظم نفسه، فتستمد كلماته من قوّة إخلاصه. صوته يهز النفس هزّات روحيّة، تجعلها تلقف عباراته فتنطبع فيها مكبرة(1) .

ج - حسن الهيئة

أن يظهر الخطيب أمام السامعين بمظهر مألوف من حيث الملابس والهيئة؛ فإن لم يرتدِ ما يزيده هيبة في القلوب فلا يظهر إليهم بما يحطّ منزلته عندهم، خاصة إذا واجههم في أوّل لقائه؛ فإنّ ذلك له أثر عظيم في نفوس الناس.

د - سعة الاطّلاع

يجب أن يكون الخطيب ملمّاً بكلّ ما له صلة بالجماعة التي يخاطبها؛ ليعرف نواحي التأثير، والمواطن التي يطرق حسّها من ناحيتها.

فالخطيب الديني يجب أن يكون ملمّاً بالاجتماع والاقتصاد، والسياسة والشرائع؛ ليستطيع أن يصل إلى قلوب السامعين، ويربط صلاحهم الدنيوي في كلّ نواحيه بصلاح دينهم وقلوبهم.

فالخطيب يجب أن

____________________

(1) المصدر نفسه / 59.

٩٧

يكون ملمّاً بكلّ ما له صلة بالجماعات، وطرق التأثير فيها، والابتعاد عمّا ينفّرها؛ لكيلا يجعل قلوبها عنه متجافية(1) .

____________________

(1) المصدر نفسه / 60.

٩٨

المنهج الخاص للخطيب

من الصعوبات التي يعاني منها الخطيب المبتدئ الذي تسلّط عمليّاً على قواعد الخطابة عدم استقراره على منهج واضح وخاص له؛ ممّا يبدو عليه الاضطراب والتخبّط في خطبه، وقد يحدو بالبعض لأجل التخلّص من هذه المعاناة باللجوء إلى تقليد الآخرين منهجاً، وقد يصل بهم التقليد إلى أقصى درجاته، وذلك بالظهور بصورة البديل عن المقلَّد حتّى في نبراته وحركاته.

ولاشكّ إنّ هذا الاُسلوب ممّا يزري بالخطيب، ويحطّ من منزلته، كما إنّه علامة تدلّ على عدم قدرته على اتّخاذ منهج خاص له؛ فإنّ من مكمّلات الخطيب أن ينتقي منهجاً خاصّاً يتميّز به عن غيره؛ لأجل استقطاب قدراته، ومنعها من التشتت.

إضافة إلى إتاحة فرصة عظيمة له، وذلك بفتح ميدان واسع لإظهار إبداعاته وطموحاته في التجديد.

أمّا المقصود من المنهج هو:

أولاً: أن يتميّز الخطيب بأسلوبه الخطابي الخاصّ، ويتميّز بطريقة إلقاء خاصّة.

ثانياً: أن يكون له اتّجاه خاصّ في انتقاء المواضيع، فهناك فروع عديدة ومتنوّعة يمكن أن تكون مواضيعَ للخطابة، فقد ينحى البعض منحى الوعظ والإرشاد الأخلاقي، أو يقوم بعرض المفاهيم المختلفة بطريقة علميّة أو تاريخيّة، أو عرفانيّة أو غير ذلك، وقد توجد إمكانيّة للبعض على جمع كلّ ذلك في خطبة واحدة.

٩٩

ولا شك أنّ اختيار المنهج الخاصّ لا يأتي اعتباطاً، وإنّما تتحكّم به عوامل عديدة، أهمّها قابلية الخطيب وقدراته العلميّة والفنيّة، فهذه هي التي تدفعه إلى سلوك هذا المنهج، ولا يستطيع سلوك غيره.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

[٥٨ - ما يُنْقِصُ الرِزْقَ ](١٧٠)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يزيدُ الرزق، ولا يرُدّ القَدَرَ إلا الدُعاء، ولا يزيدُ العُمُرَ إلا البرَ (فإنَ الرجُلَ ليحرم الرزق بالذنب يُصيبُه)(١٧١) )(١٧٢) .

١ - فيثبتُ بهذا الحديثِ أنَ ارتكابَ الذَنْبِ سَبَبُ حِرْمان الرزق(١٧٣)

____________________

(١٧٠)فيما يرتبط بهذا الفصل والفقرتين [٥٨ و ٥٩] من اُمور الرزق وأسباب زيادته،وموجبات نقصانه، ألّف الشيخ محمّد الكلباسي كتابا حافلا باسم (السعة والرزق) استوعب فيه الاَثار الواردة في ذلك.

وقد عقد (المقصد الأول) لذكر موجبات الفقر، وعدّد منها (٩٧) أمرا (ص٨ - ٣٩).

وعقد (المقصد الثاني) لذكر اُمور تنفي الفقر، وعدّد (٤٣) أمرا (ص٤١ - ٦٤).

وعقد (المقصد الثالث) لذكر موجبات السعة وجالبات الرزق، وعدّد منها (٥٣) أمرا.

هذا كلّه فيما يرتبط بالأفعال، ثمّ ذكر فصولا فيما يرتبط بالأقوال، والتروك، وهو كتاب قيّم في بابه، مفيد للطلاّب الكرام.

(١٧١) ما بين القوسين لم يَرد في أكثر النسخ.

(١٧٢) رواه الزرنوجي مبتدأ بلفظ: (لا يردّ القدر إلى آخرالحديث) وكذا في الجامع الصغير (٢٠٤٢) وكنوز الحقائق (١٧٧٢). ورواه كذلك من أصحابنا الحلواني في نزهة الناظر (ص٦) والشهيد الأوّل في الدرّة الباهرة (ص١٨) وعنهما المجلسي في البحار (٦٨٧٧١).

(١٧٣) روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: (إنّ روح القُدس نَفَثَ في رُوْعِيَ: أنّ نَفْسا لَنْ تموتَ حتّى تستوفي رزقها، فاتّقوا الله، وأجْمِلُوا في الطَلَبِ، ولا يحملنّكُم إبْطأُ الرزق على أنْ تطلبوه بمعاصي الله تعالى، فإنّ الله عزّوجلّ لا يُدرَك ما عنده إلاّض بطاعته). أدب الدنيا والدين (ص٣١٤).

١٢١

خصوصا الكذبُ، [فإنّه](١٧٤) يُورث الفقر، وقد وَرَدَ فيه حديث خاص لذلك(١٧٥) .

٢ - وكذا الصُبْحة(١٧٦) تمنع الرزق.

____________________

(١٧٤) زيادة منّا، يقتضيها تصحيح الجملة.

(١٧٥) روى الصدوق في (ثواب الأعمال) بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها رزقه الحديث نقله في السعة والرزق (ص٣٢ - ٣٣).

(١٧٦) الصُبْحة: نَوم الصَباح.

قال السِيْد البطليوسي: يقال: (ينام فلان الصُبْحَة) إذا كان ينام ارتفاعَ النهار، وفي الحديث: (الصُبْحةُ تمنع الرزقَ) وهو ضدّ قوله: (بورك لاُمّتي في بكوره). الفرق بين الحروف الخمسة (ص٤٤٧) وخرج محققه الحديث الأول: (الصبحة ...) من مسند ابن حنبل (٧٣١) وفي النهاية لابن الأثير (٢٥٠٢): انّه نهى عن (الصبحة) وهي النوم أوّل النهار، لأنّه وقت الذكر، ثمّ وقت طلب الكسب.

وقد ورد في هذه النومة مذامّ في الحديث الشريف: روى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (نومَةُ الصُبْحة: مَعْجزة، منفخَة، مَكْسَلة، مَوْرَمة، مَفْشلة، مَنْساة للحاجة). رواه الماوردي في أدب الدين والدنيا (ص٣٤١).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: (اتّقوا الصُبْحَة فإنّها مَجْفَرة، مَنْتَنَة لِلجرْم). رواه في لسان العرب (١٤ / ٣٥٩ ) مادّة (جرم).

١٢٢

٣ - وكذا كثرة النوم.

٤ - ثمَ النوم عُرْيانا.

٥ - والبولُ عُرْيانا.

٦ - والأكْل(١٧٧) جُنُبا.

٧ - ومتّكئا على جَنْبٍ.

٨ - والتَهاوُن بِسقاط المائدة(١٧٨) .

٩ - وحَرْق قشر البَصَل والثوم.

١٠ - وكَنْس البيت في الليل.

١١ - وترك القُمامة(١٧٩) في البيت.

١٢ - والمشي قدّامَ المشايخ.

١٣ - ونداء الأبَويْنِ باسْمهما.

١٤ - والخلال بكلّ خَشَبَةٍ(١٨٠) .

١٥ - وغسل اليدينِ بالطين والترابِ.

١٦ - والجلوس على العتبة.

١٧ - و الاتّكاء على أحَدِ زوجي الباب(١٨١) .

١٨ - والتَوَضؤِ في المَبْرَز(١٨٢) .

____________________

(١٧٧) أضاف في بعض النسخ هنا: (والشرب).

(١٧٨) كتب في هامش نسخة (أ) هنا: أي تحقير حتات الخبز.

(١٧٩) القُمامة: الكُناسة، وهي الزبالة، يعني ما يُجمع من الكنس ليُطرحَ.

(١٨٠) كتب في (أ) كلمة (مجوّف) فوق (خشبة)

(١٨١) في نسخة (أ): (ألواحي الباب) بدل (زوجي الباب).

(١٨٢) المَبْرَزْ: محلّ البِراز - يعني الغائط - وهو مجمعه.

١٢٣

١٩ - وخياطة الثوب على بدنه(١٨٣) .

٢٠ - وتجفيف الوجه بالثوب.

٢١ - وترك بيت العنكبوت في البيت.

٢٢ - والتهاوُنُ بالصلاة.

٢٣ - وإسْراع الخروج من المسجد(١٨٤) .

٢٤ - والإبكار(١٨٥) في الذهاب إلى السوق.

٢٥ - والإبطاءُ في الرجوع منه(١٨٦) .

٢٦ - وشراء كسرات الخبز من الفُقراء والسائلين(١٨٧) .

٢٧ - ودعاء الشرّ على الوالِدَيْنِ(١٨٨) .

____________________

(١٨٣) في الخشاب: على جسده.

(١٨٤) أضاف في بعض النسخ والزرنوجي: (... بعد صلاة الفجر) وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (الجلوس في المسجد من بعد طلوع الفجر إلى حين طلوع الشمس للاشتغال بِذكْرِ الله سبحانه أسرعُ في تيسير الرزق من الضرب في أقطار الأرض). معجم ألفاظ غرر الحكم (ص١٢٧٠) رقم (١١٠).

(١٨٥) في بعض النسخ والخشاب: (الابتكار).

(١٨٦) كلمة (منه) لم ترد في الخشاب، والمراد الرجوع من السوق.

(١٨٧) في نسخة (أ): (والمساكين) بدل (والسائلين). وفي الزرنوجي: من الفقرأ السُؤّال.

(١٨٨) كذا في النسخ، إلا أنّ في نسخة (أ، ف) على الوالد، وفي الزرنوجي: على الولد وفي (و، ف) السو، بدل (الشر). وانظر الرقم (٣٢) في هذه القائمة لمانعات الرزق.

١٢٤

٢٨ - وترك تخمير(١٨٩) الأواني.

٢٩ - وإطْفاء السراج بالنَفَس.

كل ذلك يُورِثُ الفقر، عُرِفَ بالاَثار(١٩٠) .

٣٠ - وكذا الكِتابةُ بقَلَمٍ مَعْقودٍ(١٩١) .

٣١ - والامْتشاط بمشط متكَسّرٍ.

٣٢ - وترك الدعاء للوالدَيْن.

٣٣ - والتَعَممُ(١٩٢) قاعدا.

٣٤ - والتَسَرْوُلُ(١٩٣) قائما.

____________________

(١٨٩) التخمير: الستر، والمراد عدم تغطية الأواني بل تركها مكشوفة. وفي (أ) كتب (خمر) ثم شطبها وكتب (غسل) بدلها، وفي بعض النسخ (تجهيز) وهو تصحيف

(١٩٠) جأ ذكر كثير من الاُمور المذكورة مجموعا في روايات:

منها رواية (جامع الأخبار) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال: (عشرون خصلةً تورث الفقر ...) وذكرها وفيها كثير ممّا في كتابنا، فلاحظ: جامع الأخبار (ص٣٤٣، رقم٩٥١).

ومنها ما ذكره المجلسي مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (الفقر من خمسة وعشرين شيئا ...) وذكرها ومنها مجموعة ممّا هنا، فلاحظ السعة والرزق (ص٣٥) فقد أوردها وغيرها. ولاحظ الأبواب الخاصة بذلك في كتب الحديث، وراجع مادة (فقر) من سفينة البحار، والمعاجم الحديثية.

(١٩١) المراد بالقلم ما هو من عود القصب، إذا كانت معه واحدة من العُقَد التي فيه.

(١٩٢) أي لبس العمامة على الرأس.

(١٩٣) أي لبس السروال.

١٢٥

٣٥ - والبُخْلُ(١٩٤) .

٣٦ - والتقتير(١٩٥) .

٣٧ - والإسراف(١٩٦) .

٣٨ - والكَسَل، والتواني(١٩٧) .

٣٩ - والسؤال(١٩٨) .

____________________

(١٩٤) في حكم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: (البُخْلُ فقر). و (البخيلُ متعجّلُ الفقر). وقال: (البخلُ أحَدُ الفقرين).

لاحظ معجم ألفاظ غرر الحكم (ص٧ - ٨٧٩) مادة (فقر).

(١٩٥) قال أمير المؤمنين عليه السلام: (أفقر الناس من قتّر على نفسه مع الغنى والسعة). المصدر السابق.

(١٩٦) قال أمير المؤمنين عليه السلام: (سببُ الفقر الإسرافُ).

وقال عليه السلام: (من أسْرفَ في طلب الدنيا مات فقير).

المصدر السابق.

(١٩٧) (والتواني) لم يرد في الخشاب.

وإنّما عطفناه على الكسل، لارتباطهما، قال أمير المؤمنين عليه السلام: (من التواني يتولّد الكسلُ). معجم ألفاظ غرر الحكم (وني).

(١٩٨) هذا في الخشاب، ولم يرد في سائر النسخ.

وقد قالَ الإمامُ عليّ أميرُ المؤمنين عليه السلام: (المسألة مفتاح الفقر).

وقالَ: (من الواجب على الفقير أنْ لا يبذل - من غير اضطرار - سؤاله).

وقالَ: (السؤالُ يُضعف لسان المتكلّم ويَمْحقُ الرزقَ).

معجم ألفاظ غرر الحكم (ص١٢٦٩) رقم (١٠٥).

١٢٦

٤٠ - والتهاوُنُ في الاُمور.

[٥٩ - ما يزيد في الرزق]

١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (اسْتنزلوا الرزق بالصَدَقةِ)(١٩٩) .

٢ - والشكر(٢٠٠) .

____________________

(١٩٩) رواه في قرب الاسناد مسندا مرفوعا عن أهل البيت عنه صلى الله عليه وآله وسلم رقم ( ص١١٨) وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام (٣٥٢) رقم ٧٥ وهو من مسند الطائي من رواة الصحيفة، فلاحظ.

وقد رواه من العامة في الجامع الصغير (٤١١).

وهو موقوف على عليّ عليه السلام في غرر الحكم (رزق) وهو في نهج البلاغة (رقم ١٣٧) من قصار الحكم (ص٤٩٤).

(٢٠٠) هذا في (أ) والخشاب، ولم يرد في نسخ اُخري.

وقد قال الله تعالي: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاَضَزِيدَنَكُمْ).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (مَنْ شكر اسْتَحقَ الزيادةَ).

و (مَنْ شكرَ دامتْ نعمتُه).

و (من شكرَ الله زادَه).

و (من شكرَ بِجِنانه اسْتحقّ المزيدَ قبل أنْ يَظْهرَ على لسانه).

وقال: (اُشكُرْ تُزَدْ).

و (شُكْرُ الإله يُدِرّ النِعَمَ).

و (الشُكْرُ زيادة).

و (ثمرةُ الشُكْر زيادةُ النِعَمِ).

و (كافِلُ المزيد الشُكْرُ).

و (أحق الناس بزيادة النِعمة أشكَرُهم لما اُعطيَ منه).

راجع معجم ألفاظ غرر الحكم، مادة (شكر).

وقال الإمام الحسين السبط الشهيد عليه السلام: (شكرك لنعمةٍ سالفةٍ يقتضي نعمةً آنفةً). نزهة الناظر (ص٣٨)

١٢٧

٣ - والبُكُور(٢٠١) مُبارَك، يزيدُ في جميع النِعَم خصوصا في الرزق.

٤ - و(حُسْنُ الخطّ(٢٠٢) من مفاتيح الرزق).

٥ - وبسط الوجه(٢٠٣) .

٦ - وطيب الكلام يزيد في الرزق.

وعن الحسن بن عليّ عليه السلام:

٧ - (تركُ الزِنى

٨ - وكنسُ الفِنَا

٩ - وغسلُ الإنَا

____________________

(٢٠١) البُكُور: الخروج إلى العمل بُكْرة، أي أوّل النهار.

(٢٠٢) في نسخة (أ): الخُلُق، بدل ( الخطّ). وقد رواه المجلسي كما فيالمتن حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بحار الأنوار (٧٦ ٣١٨).

وعلّق صديقنا الفاضل السيد الحسن من آل الحسن المجدّد دام مجده هنا بما يلي: ببالي حديث عن الإمام علي عليه السلام نصّه: (عليكم بحسن الخطّ فانّه من مفاتيح الرزق).

وقد وَرَدَ أنّ حُسْنَ الخلق من أسباب زيادة الرزق:

قال أمير المؤمنين عليه السلام: (حُسْنُ الأخلاق يُدِر الأرزاقَ).

وقال: (مَنْ ساء خلقُه ضاقَ رزقُه، ومَنْ كرُم خلقُه اتّسعَ رزقُه).

معجم ألفاظ غرر الحكم (رزق).

(٢٠٣) هذا المورد لم يذكر إلاّ في بعض النسخ والزرنوجي.

١٢٨

مَجْلبة للغِنى)(٢٠٤) .

١٠ - وأقوى الأسباب الجالبة للرزق: إقامة الصلاةِ بالتعظيم والخشوع.

١١ - وقراءة سورة (الواقعة)(٢٠٥) خصوصا بالليل، ووقت العشاء(٢٠٦) . (وسورة (يَسَ)(٢٠٧) و (تَبَارَكَ الَذِي بِيَدِه الْمُلْكُ)(٢٠٨) وقت الصُبْح)(٢٠٩) .

١٢ - وحضور المسجد قبل الأذان.

١٣ - والمُداومة على الطهارة.

١٤ - وأداء سُنَة الفجْر، والوتر، في البيت.

١٥ - وأنْ لا يتكلّم بكلام الدُنيا بعد الوِتر.

____________________

(٢٠٤) لم نجد للحديث تخريجا.

وقد أبقينا كلمتي (الفنا والإن) على القصر، رعايةً للسجع وهي لغة قريش في تخفيف الهمزة.

(٢٠٥) هي سورة (٥٦) من القرآن الكريم.

(٢٠٦) في الزرنوجي: (وقت النوم) بدل: (وقت العش).

(٢٠٧) هي السورة (٣٦) من القرآن المجيد.

(٢٠٨) هي السورة (٦٧) من القرآن العظيم، وتسمّى بسورة (المُلْك).

(٢٠٩) جاء بدل ما بين القوسين في بعض النسخ والزرنوجي، ما نصّه: (وقرأة سورة (المُلْك) و (المزّمل) و (وَاللَيْلِ إذا يَغْشَى) و (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ)). وسورة المزمّل هي السورة (٧٣) وسورة الليل رقمها (٩٢) وسورة (أَلَمْ نَشْرَحْ) برقم (٩٤) وتسمّى (الشَرْحُ) و (الانْشِراحُ).

١٢٩

١٦ - ولا يُكثر مجالسة النِساء، إلاّ عند الحاجة(٢١٠) .

١٧ - وأنْ لا يتكلّم بكلامٍ لغْوٍ (غير مفيد لدينه ودنياه)(٢١١) .

قيل: (مَنِ اشْتَغَلَ بما لا يعنيه، يفوته ما يعنيه)(٢١٢) .

____________________

(٢١٠) قال أمير المؤمنين عليه السلام (أقلل محادثة النساء، يكمل لك السناءُ).

وقال عليه السلام: (لا تكثر الخلوة بالنساء يمللْنك).

وهذان الموردان (١٥ و ١٦) لم يردا إلا في الزرنوجي وبعض النسخ.

(٢١١) ما بين القوسين من الزرنوجي.

(٢١٢) هذا من الحكم المروية عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، لاحظ معجم ألفاظ غرر الحكم (عني).

وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : (الصَمْتُ حكم وقليل فاعله، ومَنْ كان كلامه فيما لا يعنيه كثرت خطاياه). نزهة الناظر (ص٧).

ومن الحديث المشهور قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من حُسْن اِسْلام المرء تركه ما لا يعنيه) وقد أسنده الرامهرمزي عن الزهري عن عليّ بن الحسين عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، في المحدّث الفاصل (ص٢٠٦) رقم (٩٠).

وفي حكم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الكثير ممّا يدور حول هذا المعني، إليك منه:

قال عليه السلام: (مَن اطرح ما يعنيه وقَعَ إلى ما لا يعنيه).

وقال: (طوبى لمن قصر همَته على ما يعنيه، وجعل كلّ جِدّه فيما يُنجيه).

وقال: (كفى بالمر غفلةً أنْ يصرف همّته فيما لا يعنيه).

وقال: (دَعِ الخوضَ فيما لا يعنيك تكرم).

وقال: (أكْبَرُ الكُلْفة تعنّيك في ما لا يعنيك).

وقال: (بترك ما لا يعنيك يتمّ لك العقلُ).

وقال: (دَعِ الكلام فيما لا يعنيك، وفي غير موضعه، فرُبّ كلمةٍ سلبتْ نعمةً ولفظةٍ أتَتْ على مُهجَةٍ).

وقال: (وقوعُك فيما لا يعنيك جهل مُضِرّ).

وقال: (اْقصِرْ همَتكَ على ما يلزمك ولا تخض فيما لا يعنيك).

أخذنا كلّ هذه الحكم من معجم ألفاظ غرر الحكم، مادّة (عني).

١٣٠

(قال بوذرجُمِهر: (إذا رأيتَ الرجُلَ يكثُر كلامُه، فاسْتَيْقنْ بجنونه))(٢١٣) .

قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: (إذا تمَ العَقْلُ نَقَصَ الكلامُ)(٢١٤) .

____________________

(٢١٣) جاء ما بين القوسين في الزرنوجي وبعض النسخ، وخلت منه نسخ اُخري.

(٢١٤) هذه هي الحكمة رقم (٧١) من الحكم التي أوردها الشريف الرضي في نهج البلاغة (ص٤٨٠). وهي منقولة في غرر الحكم أيضا.

وقال عليه السلام: (الكلام كالدواء قليله ينفع وكثيره قاتل).

وقال عليه السلام: (إيّاك وكثرة الكلام فإنّه يكثر الزلل ويورث الملل).

وقال: (كثرة الكلام تملّ السمع) (... تملّ الإخوان).

وقال: (إياك والهذرَ، فمن كثر كلامه كثرت آثامه).

نقلنا هذه الحكم من معجم ألفاظ غرر الحكم، مادة (كلم).

ومما روي عنه عليه السلام من الشعر، قوله:

إنّ القليل من الكلام بأهله * حَسَن وإنَ كثيرَه مَمْقُوتُ

ما زَلَ ذو صَمْتٍ وما من مُكْثرٍ * إلاّ يزلّ وما يُعابُ صَمُوتُ

إنْ شُبه النُطْقُ المبينُ بِفِضةٍ * فالصَمْتُ دُر زانَه ياقوتُ

وهو في الديوان (ص٥٩)، وقد نقلناه سابقا عند الفقرة [٣٤] في الفصلالخامس.

١٣١

____________________

وفي الحديث الشريف: (السكوت ذهب والكلام فضّة) أورده الرازي في جامع الأحاديث رقم (٢٠٦).

هذا، ولكنّ هذه المقارنة بين الكلام والسكوت، فيما إذا كان الكلام في ما لا يعني المتكلّم، ولم يكن من الحقّ، ولم يستتبع خيْرا، أو فضيلة، أو كانت فيه

مضرّة، واستتبع شرّا، وكانت فيه آفَة

وفي الحديث الشريف أيضا: (السكوتُ خير من إملاء الشرّ وإملاء الخير خير من السكوتِ). رواه الرازي في جامع الأحاديث رقم (٢٠٥).

أمّا إذا تساويا، ولم يرجح أحدهما بمرجّحٍ كجلب نفع أو دفع ضرر، فإنّ الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام (فضّل الكلام على السكوت) لما سُئل عن الكلام والسكوت، أيهما أفضل

فقال عليه السلام: (لكلّ واحدٍ منهما آفات، وإذا سلما من الاَفات، فالكلام أفضل من السكوت:

لأنّ الله عز وجلّ ما بعث الأنبياء و الأوصياء بالسكوت، وإنّما بعثهم بالكلام.

ولا اسْتُحِقّت الجنّةُ بالسكوت.

ولا استُوجبَتْ ولايةُ الله بالسكوت.

ولا تُوُقيت النارُ بالسكوت.

ولا يُجْنَبُ سخطُ الله بالسكوت.

إنّما كلّه بالكلام.

وما كنتُ لأعدلَ القَمَرَ بالشمس. إنّك تصفُ فضل السكوتِ بالكلام، ولستَ تصفُ فَضْلَ الكلامِ بالسكوتِ). الاحتجاج للطبرسي(ص٣١٥)ولاحظ جهاد الإمام السجاد عليه لسلام(ص٦٢-٦٣).

وقد مرّ تعليق على الكلام وذم كثرته ومدح قلته في الفصل الخامس الفقرة .[٣٤] الهامش (١٩) وانظر موضعه من المتن

١٣٢

[٦٠ - ما يزيدُ في العُمُر]

وممّا يَزيدُ في العُمُر:

١ - تَرْكُ الأذى(٢١٥) .

٢ - وتوقير الشيوخ.

٣ - وصلة الرحم(٢١٦) .

٤ - وأنْ يحترز عن قطع الأشجار الرطبة، إلا عند الضرورة.

٥ - وإسباغ الوضوء.

٦ - وحفظ الصحّة.

ولابُدّ أنْ يتعلّمَ شيئا من الطِبّ، ويتبرّك بالاَثار الواردة في الطبّ، التي جمعها((٢١٧) ) الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري، في كتابه

____________________

(٢١٥) قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : (كثرة اصطناع المعروف تزيد في العمر وتنشُر الذِكْر).

وقال عليه السلام : (الذكر الجميلُ أحَدُ العُمْرَيْنِ).

راجع معجم ألفاظ غرر الحكم (عمر).

(٢١٦) عن عاصم بن ضمرة عن عليّ عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مَنْ سَرَه أنْ يُمَدَ له في عُمره، ويوسَعَ له في رزقه، فلْيَتّقِ الله، وليَصِلْ رَحِمَه). رواه في مكارم الأخلاق ومعاليها (ص٥١) رقم ٢٥٧. والاَيات الكريمة والأحاديث الشريفة المؤكّدة على صلة الرحم كثيرة جدّا، لا يخلو منها كتاب.

(٢١٧ ) كذا الصواب، وفي النسخ - كلها - : الذي جَمَعه

١٣٣

المسمَى (طبّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ) يجدُه مَنْ يَطلبُه(٢١٨) .

____________________

(٢١٨) كتاب (طبّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ) تأليف جعفر بن محمّد النسفي الشهير بالمستغفري المتوفى سنة (٤٣٢).

أدرجه المجلسي في موسوعة بحار الأنوار.

وطبع قديما وحديثا عدّة طبعات، وأخيرا في النجف الأشرف بالمطبعة الحيدرية سنة ١٣٨٥ بتقديم السيّد محمّد مهدي الموسوي الخرسان، وأعادت طبعه دار الرضيّ في قم سنة ١٤٠٢ ه

وفي تراثنا القديم: طب الإمام الرضا عليه السلام، المعروف باسم (الرسالة الذهبية) المنسوب تأليفه إلى الإمام أبي الحسن عليّ الرضا عليه السلام، والذي رواه أبو محمّد العمّي، الحسن بن محمّد بن جمهور البصري، من رواة الإمام، وقد ذكره أصحاب الفهارس في ترجمته.

وقد طبع بالاسم الأول، بالمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ١٣٨٥ بتقديم السيّد محمّد مهدي الموسوي الخرسان.

وطبع بالاسم الثاني، بمطبعة الخيام، في قم ١٤٠٢ ه بتحقيق الشيخ محمّد مهدي نجف.

وطبّ الأئمة :، للمحدّثين الأقدمين الأخوين ابنا بِسطام مطبوع أيضا.

وقد ألّف الاُستاذ شاكر شبع (أبو جهاد) كتابا حافلا باسم (طبّ الإمام الكاظم عليه السلام) أبدع في تنظيمه وإخراجه وطبع في المؤتمر العالمي السنوي للإمام الرضا عليه السلام في مشهد المقدّسة سنة ١٤١١ ه برقم (٣٤).

وبهذا انتهينا من التعليق على هذا الكتاب الجليل ومن الله التوفيق.

(وآخِرُ دَعْواهمْ أَنِ الْحَمْدُ لله رَب الْعَالَمِينَ)

١٣٤

نهايات بعض النسخ

جاء في نهاية نسخة (و) المرقّمة (٦١١٢) في المكتبة المرعشية، ما نصّه:

قد فرغت من تسويده في يوم الخميس عشرين ذي الحجة سنة ست وسبعين وألف في دار المؤمنين (قم). وأنا العبد الضعيف ابن ملاّض أحمد المرحوم: محمّد أمين الليماني الجيلاني، عفي عنهما.

وجاء في آخر نسخة الفاضل الخونساري، ما نصّه:

(الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وآله الطاهرين، تمّ الكتاب بعون الملك الوهاب).

وفي آخر نسخة (ع) المرقّمة (٣٦٣٥) في المكتبة المرعشية:

فرغ من تسويد (آداب المتعلمين) في شهر رمضان المبارك من شهور سنة (١٢٦٧).

١٣٥

وجاء في نهاية نسخة الخشاب، ما نصّه:

(والله العالم

تمّتْ الرسالةُ الشريفةُ المسمّاةُ بآداب المتعلّمين، لشيخ الملّة والدين خواجه نصير الدين الطوسي رحمة الله عليه. في يد المذنب العاصي الفقير المحتاج لرحمة الله الملك الباقي محمّد إبراهيم الفاني. في سلخ شهر رجب المرجّب في سَنَة (١٠٤٩)).

وجاء في نهاية نسخة (أ) ما نصّه:

(والله العالم تمّتْ الرسالة الشريفةُ المسمّاة بآداب المتعلّمين، بعون ربّ العالمين، وبعنايته، وصلّى الله على سيّد المرسلين وعترته الطيّبين الطاهرين، برحمتك يا أرحم الراحمين).

وفي نهاية بعض النسخ ما نصّه:

(تمّتْ، بعون الله وحسن توفيقه، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله ى محمّد وآله الطيّبين الطاهرين).

ونقول في نهاية هذه النسخة المحقّقة:

(الحمدُ لله الذي وفّقنا من فضله لمراجعة هذه الرسالة والعمل فيها بالتحقيق لنصّها، والتخريج لأحاديثها، والتعليق عليها، والاستدراك

لمطالبها، ومقابلتها الدقيقة مع النسخ العديدة بما في ذلك أصلها الذي ألّفه

١٣٦

الزرنوجي، وإخراجها بهذا الشكل المتكامل، مع المقدّمة الضافية، والفهارس الوافية.

وقد وفّقني الله جلّ ذكره - من قبلُ - لمطالعتها مكرّرا، والاستفادة ممّا فيها من النصائح القيّمة.

وأسأله تعالى أنْ يوفّق طلاّبنا الأعزاء للاستفادة منها والتزوّد من إرشاداتها، راجيا منهم الدعاء لي، ولمؤلّفها وتغمّده الله جلّ ذكره بوافر فضله ورحمته.

ثمّ أشكره جزيلا على ما أولاني من برّه وفضله وإحسانه حيث حبّبَ إليّ العلم وهداني إليه، وسهل لي أمره وأعانَني عليه، ويسّر لي سبيله ووفّقني له.

راجيا من فضله وبرّه أنْ يتغمّدَ والدينا ومشايخنا وأساتذتنا ومن علّمنا خيرا أو تعلّم منّا علما بالرحمة والغفران وأن يشركهم في ثواب أعمالنا وصالح دعواتنا، وأن يشركنا في صالح دعائهم. وصلّى الله على سيّدنا محمّد رسوله وأمينه، وعلى الأئمّة من آله المعصومين خيرة الله من خلقه.

وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين.

حُرّر في الرابع والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة (١٤١٤) في قم المقدّسة.

وكتب

السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي

كان الله له

١٣٧

١٣٨

المَصادِرُ والمَراجع لكتاب آداب المتعلمين

- الاثنا عشرية في المواعظ العددية، للعاملي.

- الاحتجاج على أهل اللجاج، للطبرسىّ أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب، تحقيقالسيد محمد باقر الخرسان - النجف الأشرف - مطبعة النعمان ١٣٨٦ه.

- أحوال وآثار خواجه نصير الدين طوسي، للسيد محمّد تقي مدرس رضوي، بنياد فرهنكإيران ١٣٥٤ ه.

- أدب الإملاء والاستملاء، للسمعاني، أبي سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور (ت ٥٦٢ هج)دار الكتب - بيروت ١٤٠١ ه.

- أدب الدنيا والدين، للماوردي علي بن محمد بن حبيب البصري (ت٤٥٠ هج)، تحقيق الاُستاذمصطفى السقا - مصر، أعادته دار الكتب العلمية - بيروت.

- الأربعين البلدانيّة، لابن عساكر عليّ بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي (ت٥٧١هج)،تحقيق محمد مطيع الحافظ، دار الفكر - دمشق مركز الماجد للثقافة والتراث، دبي - ٣١٤١ ه

- الأشعثيات، مجموع ما أسنده محمّد بن محمّد بن الأشعث، أبو علي، من أحاديثالجعفريات، أمر بطبعه السيد الامام البروجردي رحمه الله، المطبعة الاسلامية طهران، وأعادت تصويرهمكتبة نينوى الحديثة - طهران.

- أمالي الطوسي، للشيخ محمّد بن الحسن أبي جعفر الطوسي (ت٤٦٠هج)، تقديم السيّد محمّدصادق بحر العلوم، نشر المكتبة الأهلية - بغداد ١٣٨٤هج.

- أُنس العالم، للصفواني.نقل قطعة منه الشيخ ابن إدريس الحلّي في (مستطرفات السرائر) وهو برقم (١٩) في المطبوعمستقلا (ص ١٤٩_ ١٥٠) وهو مطبوع أيضا في الجزء الثالث من السرائر (ص٦٣٩_ ٦٤٠).

- بحار الأنوار، للشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي الاصبهاني (ت١١١٠هج)الطبعةالحديثة طهران، وأُعيد في بيروت.

- تاريخ الأدب العربي، لبروكلمان الألماني، ترجمة النجار وزميليه، دار المعارف - مصر١٩٧٧م.

- تاريخ التمدن الإسلامي، لجورجي زيدان.

- تدوين السنّة الشريفة، للسيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي (محقق الكتاب) نشر مكتبالإعلام الإسلامي (دفتر تبليغات) قم١٤١٣ ه.

- تذكرة الموضوعات لمحمد طاهر بن علي الهندي الفتني طبع امين دمج - بيروت

١٣٩

- التراث العربي في خزانة مكتبة آية الله المرعشي - قم، إيران. للسيد أحمد الحسيني، نشرمكتبة السيّد المرعشي - قم٤١٤ ١ه.

- تفسير القراَن الكريم لصدر المتالّهين محمّد بن إبراهيم الشيرازي انتشارات بيدار - قمالجمهوريّة الإسلاميّة

- تقييد العلم، للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت (ت٤٦٣هج)، تحقيق وتقديم الدكتوريوسف العشّ، الطبعة الاُولى١٩٤٩م، نشر دار إحياء السنّة النبويّة، طبعة ثانية ١٣٩٥هج

- تهذيب الأحكام، للشيخ الطوسي محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠هج)تحقيق السيد حسن الموسويالخرسان، دار الكتب الإسلامية - النجف، واعادته في طهران في (١٠) مجلّدات.

- جامع الأحاديث، للرازي القمي جعفر بن أحمد بن علي (ق٤)، نسخة مخطوطة حقّقهاورقّمها السيّد حسن آل الحسن المجدد دام ظله وهي موجودة عنده.

- جامع الأخبار، للشيخ محمّد بن محمّد السبزواري (ق٧)، تحقيق علاء آل جعفر، مؤسسة آلالبيت عليهم السلام ، بيروت١٤١٣ هج

- جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البرّ القرطبي، يوسف (ت٤٦٣هج)الطبعة الاُولى بتصحيحإدارة الطباعة المنيرية - مصر، أعادته دار الكتب العلمية - بيروت.

- الجامع الصغير، لجلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت٩١١)طبعة عبدالحميد أحمد الحنفي، وبهامشه كنوز الحقائق للمناوي - مصر.

- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي أحمد بن علي (ت٤٦٣هج)، تحقيقالدكتور محمد عجاج الخطيب مؤسسة الرسالة - بيروت ١٣١٢ هج.

- الجعفريات، مسند الامام جعفر الصادق عليه السلام ، برواية محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي (طبعباسم الأشعثيات) مع قرب الإسناد للحميري، في قم - وأعادته مكتبة نينوى - طهران.

- جهاد الامام السجاد عليه السلام ، للسيد محمّد رضا الحسيني الجلالي (محقّق الكتاب) قم المقدّسة -الجمهورية الإسلامية في إيران ١٤١٣ ه.والطبعة الثانية - دار الحديث ١٤١٨

- الحِطة في ذكر الكتب الستة، للسيد صديق حسن خان القنوجي (ت١٣٠٧)، تحقيق علي حسن الحلبي، دار عمّار - الأردن، عمّان ١٤٠٨ه.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149