الدروع الواقية

الدروع الواقية18%

الدروع الواقية مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: دراسات
الصفحات: 317

الدروع الواقية
  • البداية
  • السابق
  • 317 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 115522 / تحميل: 6672
الحجم الحجم الحجم
الدروع الواقية

الدروع الواقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

إيَّاك أنْ تكون فحَّاشاً أو صخَّاباً أو لعَّاناً

عن سماعة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال لي مُبتدئاً:

(يا سماعة، ما هذا الذي كان بينك وبين جمالك؟ إيَّاك أنْ تكون فَحَّاشاً أو صخَّاباً أو لعَّاناً).

فقلت: والله، لقد كان ذلك أنَّه ظلمني.

فقال: (إنْ كان ظلمك لقد أربيت عليه، إنَّ هذا ليس مِن فعالي ولا آمر به شيعتي. استغفرْ رَبَّك ولا تعُدْ).

قلت: أستغفر الله ولا أعود (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج2.

١٦١

إذا تناولتم المُشركين فعمُّوا ولا تخصُّوا

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

(خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعرض الخيل فمَرَّ بقبر أبي أُحيحة.

فقال أبو بكر: لعن الله صاحب هذا القبر. فوَ الله، إنْ كان ليصُدَّ عن سبيل الله، ويُكذِّب رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقال خالد ابنه: ولعنَ الله أبا قحافة. فوالله، ما كان يُقري الضيف، ولا يُقاتل العدوَّ؛ فلعن الله أهونهما على العشيرة فقداً.

فألقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) خِطام راحلته على غاربها، ثمَّ قال:

إذا أنتم تناولتم المُشركين فعمُّوا، ولا تخصُّوا فيغضب ولده) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج2.

١٦٢

حَقُّ شكر الله أنْ تقول: الحمد لله

روي أنَّ الصادق (عليه السلام) قد ضاعت دابَّته، فقال:

(لئن ردَّها الله عليَّ لأشكرَنَّ الله حَقَّ شُّكره).

قال الراوي: فما لبث أنْ أُتي بها.

فقال: (الحمد لله).

فقال قائل: جُعِلت فداك! أليس قلت: لأشكرنَّ الله حَقَّ شُكره؟!

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): (ألم تسمعني قلت: الحمد لله؟!) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج2.

١٦٣

اذهب مع أخيك في حاجته ولو كنت في الطواف

عن أبان بن تغلب قال:

كنت أطوف مع أبي عبد الله (عليه السلام)، فعرض لي رجل مِن أصحابنا، يسألني الذهاب معه في حاجة، فأشار إليَّ، فكرهت أنْ أدع أبا عبد الله (عليه السلام) وأذهب إليه، فبينا أنا أطوف، إذ أشار إليَّ أيضاً، فرآه أبو عبد الله (عليه السلام) فقال:

(يا أبان، إيَّاك يُريد هذا؟).

قلت: نعم.

قال: (فمَن هو؟).

قلت: رجل مِن أصحابنا.

قال: (هو على مِثل ما أنت عليه؟).

قلت: نعم.

قال: (فاذهب إليه).

قلت: فأقطع الطواف؟

قال: (نعم).

قلت: وإنْ كان طواف الفريضة؟

قال: (نعم).

قال: فذهبت إليه (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج2.

١٦٤

قضاء حاجة المؤمن كعبادة الله تسعة آلاف سنة..

عن ابن عباس قال:

كنت مع الحسن بن علي في المسجد الحرام، وهو مُعتكف يطوف بالكعبة. فعرض له رجل مِن شيعته فقال: يا ابن رسول الله، إنَّ عليَّ ديناً لفُلان، فإنْ رأيت أنْ تقضي عنِّي؟

فقال: (ورَبِّ هذه البنية، ما أصبح عندي شيء).

فقال: إنْ رأيت أنْ تستمهله عنِّي؛ فقد تَهدَّدني بالحبس.

قال ابن عباس: فقطع الحسن بن علي الطواف، وسعى معه.

فقلت: يا ابن رسول الله، أنسيت أنَّك مُعتكِف؟!

فقال: (لا، ولكنْ سمعت أبي (عليه السلام) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآل) يقول:

مَن قضى أخاه المؤمن حاجة، كان كمَن عبد الله تسعة آلاف سنة، صائماً نهاره وقائماً ليله) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج2.

١٦٥

ادفعوا حُجَّة الله بقضاء حوائج إخوانكم

عن داود بن سرحان قال:

كنَّا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، إذ دخل عليه سَدير الصيرفي، فسلَّم وجلس فقال له: (يا سدير، ما كثر مال رجل قطُّ إلاَّ عظمت الحُجَّة لله تعالى عليه، فإنْ قدرتم أنْ تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا).

فقال له: يا بن رسول الله، بماذا؟

قال: (بقضاء حوائج إخوانكم في أموالكم) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٦٦

إنْ كان أعتقني لله فليدَعْني لله..

روي أنَّ بلالاً أبى أنْ يُبايع أبا بكر وأنَّ عمر أخذ بتلابيبه وقال له:

يا بلال، هذا جزاء أبي بكر منك، أنْ أعتقك فلا تجيء تُبايعه؟

فقال: إنْ كان أبو بكر قد أعتقني لله فليَدَعْني لله، وإنْ كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا، وأمَّا بيعته فما كنت أُبايع مَن لم يستخلفه رسول الله، والذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة!

فقال له عمر: لا أباً لك، لا تُقِمْ معنا.

فارتحل إلى الشام، وتوفِّي في دمشق بباب الصغير (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٦٧

إنَّ لله يوماً يخسر فيه المُبطلون

كان بالمدينة رجل بطَّال يُضحِك الناس، وقد أعياه علي بن الحسين (عليهما السلام) أنْ يُضحكه، فمَرَّ عليٌّ وخلفه موليان له. فجاء الرجل حتَّى انتزع رداءه عن كتفيه (صلوات الله وسلامه عليه)، ثمَّ مضى، فلم يلتفت إليه عليٌّ (عليه السلام)، فاتبعه غُلاماه وأخذا الرِّداء منه، وجاءا به فطرحاه عليه، فقال لهم: (مَن هذا؟).

قالوا: هذا رجل بطَّال يُضحك أهل المدينة.

قال: (قولوا له: إنَّ لله يوماً يخسر فيه المُبطلون) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٦٨

كتمان أمري أحبُّ إليَّ

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) لا يُسافر إلاَّ مع رُفقة لا يعرفونه، ويشترط عليهم أنْ يكون مِن خَدم الرُفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مَرَّة مع قوم، فرآه رجل فعرفه فقال لهم: أتدرون مَن هذا؟

قالوا: لا.

قال: هذا عليُّ بن الحسين (عليهما السلام).

فوثبوا فقبَّلوا يده ورُجله، وقالوا: يا بن رسول الله، أردت أنْ تصلينا نار جَهنَّم؛ لو بدرت مِنَّا إليك يدٌ أو لسان، أما كنا قد هلكنا آخر الدهر فما الذي يحملك على هذا؟!

قال: (إنِّي كنت قد سافرت مَرَّة مع قوم يعرفونني، فأعطوني برسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لا أستحقُّ به، فإنِّي أخاف أنْ تُعطوني مِثل ذلك، فصار كتمان أمري أحبَّ إليَّ) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٦٩

ألا قلتَ: ربنا آتنا في الدنيا حسنة..؟!

روي أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل على مريض فقال: (ما شأنك؟).

قال صلَّيتَ بنا صلاة المغرب، فقرأت القارعة، فقلتُ: اللَّهمَّ إنْ كان لي عندك ذنب تُريد أنْ تعذِّبني به في الآخرة، فعجل ذلك في الدنيا، فصرت كما ترى.

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (بِئْسَ ما قلتَ! ألا قلتَ: ربَّنا، آتنا في الدنيا حَسنة، وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار).

فدعا له حتَّى أفاق (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٧٠

البِرِّ ما اطمأنَّ به الصدر والإثم ما تردَّد فيه..

وابصة الأسدي أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: لا أدع مِن البِرِّ والإثم شيئاً إلاّ سألته عنه.

فلمَّا أتاه قال له بعض أصحابه: إليك - يا وابصة - عن رسول الله.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (دعه، ادْنُ يا وابصة).

قال: فدنوت فقال: (تسأل عمَّا جئتَ له أو أُخبرك؟).

قال: أخبرني.

قال: (جئتَ تسأل عن البِرِّ والإثم).

قال: نعم.

فضرب بيده على صدره، ثمَّ قال: (يا وابصة، البِرُّ ما اطمأنَّ به الصدر، والإثم ما تردَّد في الصدر وجال في القلب، وإنْ أفتاك الناس وأفتوك) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٧١

إنَّما نجزع قبل المُصيبة

فإذا وقع أمر الله رضينا وسلَّمنا

عن قتيبة ابن الأعشى، قال: أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) أعود ابناً له، فوجدته على الباب، فإذا هو مُهتمٌّ حزين.

فقلت: جُعِلت فداك! كيف الصبيُّ؟

فقال: (إنَّه لِما به).

ثمَّ دخل فمكث ساعة، ثمَّ خرج إلينا وقد أسفر وجهه وذهب التغيُّر والحُزن. فطمعت أنْ يكون قد صَلح الصبيُّ، فقلت: كيف الصبيُّ؟ جُعلت فِداك!

فقال: (قد مضى لسبيله).

فقلت: جُعِلت فداك! لقد كنتَ وهو حَيٌّ مُغتمَّاً حزيناً، وقد رأيت حالك الساعة - وقد مات - غير تلك الحال، فكيف هذا؟!

فقال: (إنَّا أهل البيت، إنَّما نجزع قبل المُصيبة، فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلَّمنا لأمره) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٧٢

واهاً لمَن يُذلُّ المؤمنين!

قال الحسين بن أبي العلاء: خرجنا إلى مَكَّة نيِّفاً وعشرين رجلاً، فكنت أذبح لهم في كلِّ منزل شاة، فلمَّا أردت أنْ أدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

(واهاً - يا حسين - أتُذل المؤمنين؟!).

قلت: أعوذ بالله مِن ذلك.

فقال (عليه السلام): (بلغني أنَّك كنت تذبح لهم في كلِّ منزل شاة).

قلت: يا مولاي، والله، ما أردت بذلك إلاَّ وجه الله تعالى.

فقال (عليه السلام): (أما كنت ترى أنَّ فيهم مَن يُحبُّ أنْ يفعل مثل أفعالك، فلا يبلغ مقدرته ذلك فيتقاصر إليه نفسه).

قلت: يا ابن رسول الله.. أستغفر الله ولا أعود (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٧٣

يُقدَّر الرزق بالحلال فيُطلب بالحرام

دخل عليٌّ (عليه السلام) المسجد وقال لرجل: (امسِك عليَّ بغلتي).

فخلع لجامها وذهب به، فخرج عليٌّ (عليه السلام) بعدما قضى صلاته وبيده دِرهمان ليدفعهما إليه مُكافأة له، فوجد البغلة عطلى، فدفع إلى غُلامه الدرهمين ليشتري به لجام، فصادف الغُلام اللجام المسروق في السوق، قد باعه الرجل بدرهمين، فأخذه بالدرهمين وعاد إلى مولاه.

فقال عليٌّ (عليه السلام): (إنَّ العبد ليَحرم نفسه الرِّزق الحلال بترك الصبر، ولا يزداد على ما قدر له) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٧٤

أحاديث أهل مصرنا مُنذ دهرنا..!!

جاء رجل إلى الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد فقال: حدَّثني سفيان الثوريّ، عن محمّد بن المنكدر: أنَّه رأى عليَّاً (عليه السلام) على منبرٍ بالكوفة وهو يقول: (لئن أُتيت برجلٍ يُفضلِّني على أبي بكرٍ وعمر لأجلدنَّه حَدَّ المُفتري).

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): (زِدْنا).

قال: حدَّثنا سفيان عن جعفرٍ أنَّه قال: حُبُّ أبي بكرٍ وعمر إيمانٌ وبغضهما كُفرٌ .

قال أبو عبد الله (عليه السلام): (زِدْنا).

قال: حدَّثنا سفيان الثوريّ، عن جعفر بن محمّدٍ أنَّ عليَّاً (عليه السلام): لمَّا قتلَ أهل صِفِّين بكى عليهم، وقال جمع الله بيني وبينهم في الجَنَّة.

فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): (مِن أيِّ البلاد أنت؟).

قال: مِن أهل البصرة.

قال: (هذا الذي تُحدِّث عنه وتذكر اسمه (جعفر بن محمّدٍ) هل تعرفه؟).

قال: لا.

قال: (فهل سمعت منه شيئاً قَطُّ؟).

قال: لا.

قال: (فهذه الأحاديث عندك حَقٌّ؟).

قال: نعم.

قال: (فمِنِّي سمعتها؟).

قال: لا أحفظ. ألاَّ أنَّها أحاديث أهل مِصرنا مُنذ دهرنا.

١٧٥

قال له أبو عبد الله (عليه السلام): (لو رأيت هذا الرجل الذي تُحدِّث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عِنِّي كَذِبٌ، لا أعرفها ولم أُحدِّث بها، هل كنت تُصدِّقه؟).

قال: لا.

قال: (ولِمَ؟).

قال: لأنَّه شَهِد على قوله رجالٌ، لو شهد أحدهم على عِتق رجلٍ لجاز قوله (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٧٦

فعلت هذا اقتداءً بجَدِّي

روي أنَّه لمَّا حُمل عليُّ بن الحسين (عليهم السلام) إلى يزيد هَمَّ بضرب عُنقه، فوقَّفه بين يديه وهو يُكلِّمه ليستنطقه بكلمةٍ يوجب بها قتله، وعليُّ بن الحسين (عليه السلام) يُجيبه حيثما يُكلِّمه وفي يده سِبحةٌ صغيرةٌ يُديرها بأصابعه وهو يتكلَّم.

فقال له يزيد: أنا أُكلِّمك وأنت تُجيبني وتُدير أصابعك بسبحةٍ في يدك، فكيف يجوز ذلك؟

فقال: (حدَّثني أبي عن جَدِّي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنّه كان إذا صلَّى الغداة وانفتل لا يُكلِّم حتَّى يأخذ سِبحةً بين يديه، فيقول:

اللَّهمَّ، إنِّي أصبحت أُسبِّحك وأحمدك، وأُهلِّلك وأُكبِّرك، وأُمجِّدك بعدد ما أُدير به سِبحتي، ويأخذ السِّبحة في يده ويُديرها وهو يتكلَّم بما يُريد مِن غير أنْ يتكلَّم بالتَّسبيح، وذكر أنَّ ذلك مُحتسبٌ له، ففعلت هذا اقتداءً بجَدِّي).

فقال له يزيد مَرّةً بعد أُخرى: لست أُكلِّم أحداً منكم إلاَّ يُجيبني بما يفوز به (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٧٧

أبو الحسن وقضيَّة لم يَرد مثلها

قال الصادق (عليه السلام): (رجل مِن أهالي جَبَل - في زمن خلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام) - قصد حَجَّ بيت الله الحرام وكان له غُلام معه. فارتكب الغُلام ذنباً وعندها ضرب المولى الغُلام تأديباً.

التفت الغُلام إلى مولاه وقال: أنت لستَ بمولاي بلْ أنا مولاك!

فقررا أنْ يذهبا إلى الكوفة. وعندما وصلا إلى الكوفة ذهبا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال الذي ضرب الغُلام: أصلحك الله، هذا غُلامٌ لي، وإنَّه أذنب فضربته فوثب عليَّ.

وقال الآخر: هو - والله - غلامٌ لي، إنَّ أبي أرسلني معه ليُعلِّمني، وإنَّه وثب عليَّ يدَّعيني ليذهب بمالي.

قال: فأخذ هذا يَحلف، وهذا يَحلف، وهذا يُكذِّب هذا، وهذا يُكذِّب هذا.

قال فقال عليٌّ (عليه السلام): انطلقا فتصادقا في ليلتكما هذه، ولا تجيئاني إلاّ بحَقٍّ.

فلمَّا أصبح أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لقَنبرٍ: اثقُب في الحائط ثَقبين.

قال: وكان إذا أصبح عقَّب حتَّى تصير الشَّمس على رمحٍ يُسبِّح.

فجاء الرَّجلان واجتمع النَّاس، فقالوا: لقد وردت عليه قضيَّةٌ ما ورود عليه مثلها لا يخرج منها.

فقال لهما: ما تقولان؟

فحلف هذا، إنَّ هذا عبده. وحلف هذا، إنَّ هذا عبده.

فقال لهما: فإنِّي لست أراكما تصدقان. ثمَّ قال لأحدهما: أدخِل رأسك في

١٧٨

هذا الثَّقب، وقال للآخر: أدخل رأسك في هذا الثَّقب.

ثمَّ قال: يا قنبر، عليَّ بسيف رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عَجِّل اضرب رقبة العبد منهم.

قال: فأخرج الغلام رأسه مُبادراً.

فقال عليٌّ (عليه السلام) للغُلام: ألست تزعم أنَّك لست بعبدٍ؟

ومَكث الآخر في الثَّقب.

فقال: بلى، ولكنَّه ضربني وتعدَّى عليَّ.

قال فتوثَّق له أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفعه إليه) (1).

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٧٩

ما قلَّ وكفى خيرٌ مِمَّا كثُر وألهى

مَرَّ رسول الله براعي إبلٍ فبعث يستسقيه، فقال: أمَّا ما في ضروعها فصَبوح الحَيِّ، وأمَّا ما في آنيتنا فغَبوقهم.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (اللَّهمَّ، أكثر ماله ووُلده).

ثمَّ مَرَّ براعي غنم، فبعث إليه يستسقيه، فحلب له ما في ضُروعها وأكفأ ما في إنائه في إناء رسول الله وبعث إليه بشاة، وقال: هذا ما عندنا وإنْ أحببت أنْ نزيدك زدناك.

فقال رسول الله: (اللَّهمَّ، ارزقه الكَفاف).

فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله، دعوت للذي رَدَّك بدعاءٍ عامَّتُنا نُحبُّه، ودعوت للذي أسعفك بحاجتك بدعاءٍ كلُّنا نكرهه!

فقال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنَّ ما قلَّ وكفى خيرٌ مِمَّا كثُر وألهى، اللَّهمَّ، ارزق محمَّداً وآل محمّدٍ الكَفاف) (1) .

____________________

(1) شرح مكارم الأخلاق، ج3.

١٨٠

اليوم الخامس :

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في اللَيلِ إذ أدبرَ ، ولَكَ الحَمدُ في الليلِ إذا أسفَرَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً يبلُغُ أوّلهُ شُكركَ ، وعاقِبتهُ رِضوانكَ ، ولَكَ الحَمدُ في السّماواتِ مَحموداً ، وفي عِبادِكَ مَعبوداً.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في القضاءِ ، ولَكَ الحَمدُ في الرخاءِ ، ولَكَ الحَمدُ في النِعَمِ الظاهِرةِ ، ولَكَ الحَمدُ في النِعَمِ الباطِنَةَ ، ولَكَ الحَمدُ في النِعَمِ المُتظاهِرَةِ ، ولَكَ الحَمدُ ربَّ العالمين ، أهل الحمدِ ، وولي الحَمدِ ، مِنهُ بَدَأ الحَمدُ ، واليهِ يَنتهي الحَمدُ.

الحَمدُ لله أوَّلِ الليلِ ، وآخِرِ النّهارِ ، وأوّلِ النّهار وآخِرِ الليلِ ، والحَمدُ لله في الأوّلينَ ، والحَمدُ لله مِلء السّماوات والأرضينَ ، وما يشاءُ بَعدَ ذلَكَ حَتى يَرضى ، الحَمدُ لله عَدَدَ خَلقِهِ وأفضلَ من ذلَكَ ما يشاءُ ، فإنّهُ أحصى كُلّ شيء عَدَدَاً ، ووَسِع كُلّ شيءٍ رَحَمةً.

الحَمدُ لله الّذي خَلقَ السّماوات والأرضَ وما بَينهُما في سِتّةِ أيّامٍ ثُمّ استوى على العرشِ ، الحَمدُ لله الّذي رَفَعَ السّماوات بغيرٍ عَمدٍ يرُى ، الحَمدُ لله الّذي جَعلَ في السّماءِ رِزقنا وما وعَدنا ربّنا ، الحَمدُ لله الّذي زَيّن السّماءَ الدُّنيا بمصَابيحَ وَجَعَلها رُجوماً لِلشياطينِ ، الحَمدُ لله الّذي جَعلَ الأرضَ قراراً فَأنْبتَ لَنا من الشّجَر والزّرعِ والفواكهِ والنخل ألواناً ، الحَمدُ للهِ الّذي جَعلَ في الأرضِ جَنّاتٍ وأعناباً وفَجّرَ فيها عُيوناً وَجعلَ

١٨١

فيها أنهاراً ، الحَمدُ لله الّذي جَعلَ في الأرضِ رَواسيَ أن تميدَ بنا فجعلها لِلأرضِ أوتاداً ، الحَمدُ لله الّذي سَخَّرَ لَنا البحر لتجريَ الفُلَكَ فيهِ بأِمرهِ وَلنَبتغي من فَضلِه وَجعَلَ لَنا مِنهُ حليةً نَلَبسها ولَحماً طَرياً ، الحَمدُ لله الّذي سَخّرَ لنَا الأنعامَ لِنَأكُلَ مِنها وَجعلَ ( لنا )(١) مِنها رُكُوباً وجَعلَ لَنا من جُلُودِ الأنعامِ بُيوتاً ولِباساً وفِراشاً ومتاعاً إلى حينٍ.

الحَمدُ لله الَكَريمِ في مُلَكهِ ، القاهرِ لَمِن فيه ، القادِرِ على أمرهِ ، المحمود في صنعِهِ ، اللطيف بعلمِهِ ، الرؤوف بعبادِهِ ، المستأثرِ في جَبَروتِهِ في عزّ جَلالِهِ وهَيبتِهِ.

الحَمدُ لله الفاشِي في خَلقهِ حَمدُهُ ، الظّاهِرِ ( بالَكبرياءِ )(٢) مجدُهُ ، الباسِطِ بالخَير يَده. الحَمدُ لله الّذي تَردّى بالحَمدِ ، وَتعَطَّفَ بالفَخرِ ، وَتَكبَّرَ بالمهابَةِ ، واستشعَرَ بالجَبروتِ ، ( واحتَجبَ بشعاعِ نورهِ عن نواظرِ خَلقِهِ )(٣) .

الحَمدُ لله الّذي لا مُضادَ لهُ في مُلَكَه ، ولا مُنازِعَ لهُ في أمرهِ ، ولا شبِهَ لهُ في خَلقِهِ ، لا إله إلاّ هُوَ لا رادَّ لأِمرهِ ، ولا دافِعَ لِقضائِهِ ، لَيس لَه ضِدٌّ ولا نِدٌّ ولا عِدلٌ ولا شِبهٌ ولا مِثلٌ ، ولا يُعجزُهُ من طَلَبه ، ولا يسبقُهُ مَن هَرَبَ ، ولا يَمَتنِعُ مِنهُ أحَدٌ ، خَلقَ الخلقَ على غَيرِ أصلٍ ، وابتَدَأهم على غَيرِ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : بالَكَبر في ، وما اثبتناه من نسخة « ن ».

(٣) في نسخة « ك » : اتخذ الأبد حجاباً ، واثبتنا ما في نسخة المجلسي.

١٨٢

مثالٍ ، وقهرَ العِبادَ بِغيرِ أعوانٍ ، ورَفع السّماء بِغَيرِ عَمَدٍ وبَسطَ الأرضَ على الهواءِ بِغيرِ أركانٍ.

الحَمدُ لله على ما مَضى وعلى ما بَقي ، ولهُ الحَمدُ على ما يُبدي وَعلَى ما يُخفي ، وله الحَمدُ على ما يَكونُ. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على حِلمكَ بَعدَ عِلمكَ ، ولَكَ الحَمدُ على عَفوكَ بَعدَ قدرتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على صَفحِكَ بَعدَ اعذارِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على ما تاخذ وعلى ما تعطي ، ولَكَ الحَمدُ على ما تُبلي وتبتَلي ، ولَكَ الحَمدُ على أمرِكَ حَمداً لا يَعجِزُ عَنكَ ، ولا يَقصِر دُون أفضَل رِضاكَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ(١) .

اليوم السادس :

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حمداً أبلُغُ به رِضاكَ ، واُؤدي به شكركَ ، وأستوجِبِ بِه المزيد مِن عِندِكَ. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على حلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على عفوِكَ بعدَ قُدرتِكَ. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كما أنعمتَ عَلينا نَعِماً بعدَ نعمٍ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بالإسلام ، ولَكَ الحَمدُ بالقُرآنِ ، ولَكَ الحَمدُ بالأهلِ والمالِ ، ولَكَ الحَمدُ بالمُعافاةِ ، ولَكَ الحَمدُ في السّرّاءِ والضّرّاءِ ، ولَكَ الحَمدُ في الشِدّةِ والرّخاءِ ، ولَكَ الحَمدُ على كُلّ حالٍ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كما أنت أهلُهُ ، وكما يَنبَغي لوجهِكَ الَكَريمِ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَددَ الشّعرِ والوبرِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ الشّجرِ والوَرَقِ ،

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٩١.

١٨٣

ولَكَ الحَمدُ عَددَ الحَصى والمَدَر ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ رَملِ عالجٍ(١) ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ أيام الدُّنيا والآخِرَةِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ نُجوُمِ السّماء.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ إنَّما أمرُك إذا أردتَ شيئاً أن تَقُولَ لهُ كُن فَيكوُنُ ، اصطَنَعتَ عِندنا أن نَشكُركَ. الحَمدُ لله الّذي لا ينسى من ذَكَرَهُ ، الحَمدُ لله الّذي لا يُخيّبُ من رَجاه ، الحَمدُ لله الّذي مَن تَوَكّلَ عَليهِ كَفاهُ ، والحَمدُ لله الّذي مَن وَثقَ بِهِ لم يَكِلُه إلى غَيرِهِ ، والحَمدُ لله الّذي يجزي بالصّبرَ نجاةً ، وبالاحسانِ إحساناً ، والحَمدُ للهِ الّذي يَكشِفُ عَنّا الضرَّ والَكَربَ ، والحَمدُ لله الّذي هو ثقتنا حين تَنقَطِعُ الحيلِ مِنّا ، والحَمدُ للهِ الّذي هو رَجاؤنا حين تسُوءُ ظُنونُنا بأعمالِنا.

الحَمدُ لله الّذي أُسائِلُهُ العافِيةَ فَيُعافيني وان كنت مُتعرِّضاً لما يؤذيني ، الحَمدُ لله الّذي أستغيثُهُ فَيُغيثُني ، الحَمدُ لله الّذي أستعينهُ فَيُعينني ، الحَمدُ لله الّذي أدعُوهُ فَيُجيبني ، الحَمدُ للهِ الّذي أسَتنصرهُ فينتصر لي ، الحَمدُ لله الّذي أسألهُ فَيعُطيني وإن كُنتُ بَخيلاً حينَ يَستَقرضُني ، الحَمدُ لله الّذي أُناجيهِ كما شِئتُ بما أريدُ من حاجَتي ، الحَمدُ للهِ الّذي يَحلمُ عَنّي كأني لا ذَنبَ لي ، الحَمدُ لله الّذي يَتَحبّبُ إليّ وهو غَنيّ عَني ، والحَمدُ لله الّذي لم يَكلني إلى النّاس فَيهينُوني.

__________________

(١) عالج ( باللام المكسورة والجيم ) : رمال بين فيد والقُريات وهي متصلة بالثعلبية على طريق مكة ، لا ماء بها. انظر معجم البلدان ٤ : ٦٩.

١٨٤

الحَمدُ للهِ الّذي مَنَّ عَلَينا بَنَبِيِّنا مُحمّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله . الحَمدُ لله الّذي حَمَلَنا في البرّ والبحرِ وَرزَقَنا من الطَيباتِ وفَضَّلَنا على كثيرٍ ممَّن خَلَقَ تَفَضيلاً ، والحَمدُ لله الّذي آمَنَ رَوعَنا ، والحمدُ للهِ الَّذي سَتَرَ عَورَتَنا ، والحمدُ للهِ الَّذي أشبع جَوعَتَنا ، والحَمدُ لله الّذي أقالنا عَثَرتَنا.

الحَمدُ لله الّذي رَزَقنا ، الحَمدُ لله الّذي آمَنَنا ، الحَمدُ للهِ الّذي كَبتَ عَدُوَنا ، الحَمدُ لله الّذي ألّفَ بَينَ قُلُوبِنا ، الحَمدُ للهِ مالِكِ الحَمدُ ، مُجرِي الفُلَكَ ، الحَمدُ للهِ ناشِرِ الرّياح ، فالِقِ الإصباحِ.

الحَمدُ لله الّذي عَلا فَقَهَرَ ، الحَمدُ للهِ الّذي بَطَنَ فَخَبَرَ ، الحَمدُ للهِ الّذي أحصى كُلّ شيءٍ عَدَداً ، الحَمدُ للهِ الّذي نَفذَ ( في )(١) كُلّ شيءٍ بَصَرهُ ، الحَمدُ للهِ الّذي لَطفَ بِكُلّ شيءٍ خبره ، الحَمدُ للهِ الّذي لَهُ الشّرفُ الأعلى ، والأسماءُ الحُسنى.

الحَمدُ لله الّذي ( ليس )(٢) مِن أمِرهِ مَنجا ، الحَمدُ للهِ الّذي لَيسَ عَنهُ مَحيدٌ ، ولا عَنهُ مُنصرفٌ ، بل إليهِ المَرجع والمُزدَلف. الحَمدُ لله ( الّذي )(٣) لا يَغفلُ عَن شيءٍ ، ولا يُلهيهِ شيءٌ عن شيءٍ.

الحَمدُ للهِ الّذي لا تَستُرُ مِنهُ القصوُرُ ، ولا تُكِنّ مِنهُ السُّتُورُ(٤) ، ولا

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٣) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٤) في هامش نسخة « ك » : الصدور (ظ).

١٨٥

تواري مِنهُ البُحورُ ، وكُلّ شيءٍ إليهِ يصيرُ ، الحَمدُ لله الّذي صَدقَ وَعدهُ ، ونَصرَ عَبدَهُ ، وهَزمَ الأحزابَ وحدَهُ ، الحَمدُ للهِ الّذي يُحيي الموتى ، ويُميتُ الأحياءَ ، وهو على كُلّ شيءٍ قديرٌ.

الحَمدُ للهِ جزيلِ العطاءِ ، فصلِ القضاءِ ، سابِغِ النَّعماءِ ، لَهُ الأرضُ والسَّماءُ ، والحَمدُ للهِ الّذي هُو أولى المحمودينَ بالحَمدِ ، وأولى المَمدوحين بالثّناءِ والمَجدِ. الحَمدُ لله الّذي لا يَزوُلُ مُلَكُهُ ولا يَتَضَعضَعُ رُكْنُهُ ، الحَمدُ لله الّذي لا ترامُ قوتهُ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في اللَيلِ إذا يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ في النّهارِ إذا تَجَلى ، ولَكَ الحَمدُ في الآخِرةِ والأُولى ، ولَكَ الحَمدُ في السّماوات العُلى ، ولَكَ الحَمدُ في الأرَضينَ وما تَحتَ الثّرى. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمداً يزَيدُ ولا يَبيدُ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً يَصعَدُ ولا ينفَذُ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حمداً يَبقى ولا يَفنى ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً تَضَعُ لهُ السّماواتُ كَنفيها ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً دائِماً أبَداً ، فَأنتَ الّذي تُسبِّحُ لَكَ الأرضُ وَمَن عَليها(١) .

اليوم السابع :

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمداً لا يَنفَذُ أوّلُهُ ، ولا يَنقَطِعُ آخِرُهُ ، ولا يقصرُ دون عَرشِك ( مُنتهاهُ )(٢) ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً لا يَحجُبُ عَنكَ ، ولا يَتناهى دونَكَ ،

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٩٢.

(٢) في نسخة « ك » : منتهى واثبتنا ما في نسخة « ن ».

١٨٦

ولا يَقصِرُ عن أفضلِ رِضاكَ. الحَمدُ لله الّذي لا يُطاعُ إلاّ بإذنِهِ ، والحَمدُ لله الّذي لا يُعصى إلاّ بِعلمِهِ ، والحَمدُ لله الّذي لا يُخافُ إلاّ عَدلُهُ ، والحَمدُ لله الّذي لا يُرجى إلاّ فَضلهُ.

الحَمدُ لله الّذي لَهُ الفضلُ على مَن أطاعَهُ ، والحَمدُ للهِ الّذي لَهُ الحُجّةُ على مَن عَصاهُ ، والحَمدُ لله الّذي من رَحِمَ من جَميع خَلقِهِ كان فَضَلاً مِنُه ، والحَمدُ لله الّذي مَن عَذبَ من خَلقِهِ كان عَدلاً مِنهُ.

الحَمدُ لله الّذي لا يَفُوتُهُ القَريبُ ، ولا يَبعُدُ عَليهِ البَعيدُ ، الحَمدُ لله الّذي حَمِدَ نَفسُهُ واستحمِد إلى خَلقِهِ ، الحَمدُ لله الّذي فَتحَ بالحَمدِكتابَهُ ، وَجَعلَهُ ( آخِر )(١) دَعوى أهل جَنّتِهِ ، وخَتَمَ بِه قَضاءهُ ، الحَمدُ لله الّذي لا يَزولُ ولا يزالُ ، الحَمدُ لله الّذي كانَ قَبلَ كانَ ، ولا يُوجَدُ لَكَانَ مَوضِعُ قَبلَهُ ، والحَمدُ لله الّذي لا يَكونُ كائِنٌ غَيرُهُ ، لأنِهُ هو الأوَّلُ لا شَيءَ قَبلَهُ ، وهُو الآخرُ لا شيءَ مِثلهُ ، وهُو الباقي الدّائم بغيرِ غايةٍ ولا فناءٍ.

الحَمدُ لله الّذي لا تدرك الاوهام وصفه ، الحَمدُ لله الّذي ذَهَلَتِ العُقولُ عن مبَلَغِ كُنهِ عظمَتِهِ حتى رَجعوا إلى ما امتدحَ اللهُ به نَفَسهُ مِن عِزه وجُودِهِ وطولِه.

الحَمدُ لله الّذي سَد الهواءَ بِالسّماءِ ، ودحا الأرضَ على الماءِ ، واختارَ لِنَفسِهِ أحسن الأسماءِ. الحَمدُ للهِ الواحِدِ بِغيرٍ تَشبيهٍ ، العالمِ بغيرِ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

١٨٧

تكوينٍ ، الباقي بَغيرِ كُلفَةٍ ، الخالِقِ بِغيرِ مَنصبةٍ ، الموصوف بغير غايةٍ ، المعروف بِغيرِ مُنتهى ، الحَمدُ لله رَبِّ العالميَنَ ، رَبِّ السّماوات السّبعِ ورَبِّ العرِشِ العظيمِ ، ورَبِّ الأنبياءِ ، ورَبِّ الأوَّلينَ والآخِرينَ ، أحَداً صَمداً لَم يَلِدْ ولَم يُولَدْ فَيورَثُ ، وَلمْ يَكُنْ لهُ كُفُؤاً أحَدٌ. مَلَكَ المُلوُك بِقدرتِهِ ، واستَعبَدَ الأربابَ بعزتِهِ ، وسَادَ العُظَماء بِجبروُتِهِ ، واصطنَعَ الفَخَر والاستكبارَ لِنَفسِهِ ، والفَضلَ والَكَرمَ والجودَ والمَجدَ لَهُ ، جارُ المُستَجيرينَ ، ولَجأُ المُضطَرينَ ، ومُعتمِدُ المُؤمِنينَ ، وسَبيلُ حاجَةَ العابِدينَ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بجميعِ مَحامِدكَ كُلِّها ما قد عَلِمنا منها وما لم نَعلَم ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً يُوفي نِعَمكَ ويُكافي مَزيدكَ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حمداً أبلُغُ به رِضاكَ ، وأُؤدّيَ به شُكركَ ، واستوجَبُ بِه المزيدَ مِن عِندِكَ. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على حِلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على عَفوِكَ بَعدَ قُدرَتِكَ(١) .

اليوم الثامن :

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَدَدَ الورَقِ والشَّجرِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ الحَصى والمَدرَ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ الشّعرِ والوَبَرِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ أيّامِ الدُّنيا والآخِرَةِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ نُجُوم السّماءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ قَطرِ المَطَرِ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ قَطر البَحر ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ كُلِّ شيءٍ خَلَقتَ ، ولَكَ

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٩٤ باختصار.

١٨٨

الحَمدُ عَددَ خَلقِكَ ، ولَكَ الحَمدُ مِلء عَرشِكَ ، ولَكَ الحَمدُ مِدادَ كَلِماتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ رِضا نَفسِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على ما أحاطَ به عِلمُكَ ، ولَكَ الحَمدُ في كُلّ شيءٍ احصيتَهُ عَدَداً ، ولَكَ الحَمدُ في كُلّ شيءٍ نَفَذهُ بَصَرُكَ ، ولَكَ الحَمدُ في كُلّ شَيءٍ بَلَغتهُ عَظَمَتُكَ ، ولَكَ الحَمدُ في كُلّ شيءٍ وسعتهُ رَحمتكَ ، ولَكَ الحَمدُ في كُلّ شيءٍ خزائِنُهُ بِيدِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على ما أحاطَ بهِ كِتابُكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً دائِماً سَرمَداً ، لا يَنقضي أبداً ، ولا تُحصيهِ الخلائِقُ عَدَداً.

اللّهُمَّ لَكَ الحمدُ على ما تَستجيبُ به لِمن دَعاكَ ، ولَكَ الحَمدُ بِمحامِدِكَ كُلها على نِعَمِكَ كُلها ، سِرها وعَلانِيتِها ، وأوَّلها واخِرها ، وظاهِرها وباطِنِها. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على ما كانَ وعلى ما لَم يَكُن ، ولَكَ الحَمدُ على ما هُوَ كائِنٌ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمداً كثيراً ، كما أنَعمتَ عَلَينا رَبّنا كثيراً.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ رَبّنا كُلُّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلُهُ ، وبِيدِكَ الخَيرُ كُلُهُ ، وإليكَ يَرجَعُ الأمرُ كُلُّهُ ، عَلانيتهُ وَسِرُّهُ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على بَلائِكَ وَصَنيعِكَ عِندَنا ، قَديماً وحَدَيثاً ، وعِندِي ( خاصة )(١) . من كَربٍ قَد كَشَفتَهُ عَنّي ، وَكَم من هَمّ قَد فَرّجتَهُ عَنّي ، وكَم من شِدّةٍ قَد جَعَلتَ بَعدَها رَخاءٍ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على نِعَمِكَ ما نُسي مِنها وما ذُكِرَ ، وما شُكِرَ مِنها

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

١٨٩

وما كُفِرَ ، وما مَضى مِنها وما بَقي. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَددَ مَغفِرتِكَ ورَحَمتِكَ ، ولكَ الحَمدُ عَدَدَ عَفوِكَ وسِترِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ تَفَضُّلَكَ ونعمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ بإصلاحِكَ أمرنا ، وحُسنِ بلائِكَ عِندَنا. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ رَبّنا أنتَ أهلٌ أن تُحمد وتُعبدَ وتُشكرَ(١) .

اليوم التاسع :

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على كُلّ خير أعطَيتَناهُ ، ولَكَ الحَمدُ على كُلّ شَرٍّ صرفتَهُ عَنّا ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ ما خَلقتَ وذَرَأتَ ، وبَرأتَ وأنشأتَ ، ولَكَ الحَمدُ عَددَ ما أبليتَ وأوليتَ وأغنيتَ ، وأخَذتَ وأعطَيتَ ، وأمتّ وأحييتَ ، فكُلّ ذلَكَ لَكَ وإليكَ ، فَتَبارَكتَ وتَعالَيتَ ، لا يُذلُّ من واليتَ ، ولا يعزُّ من عاديتَ ، تُبدئ والمعَادُ إليكَ ، وتَقضي ولا يُقضى عَلَيكَ ، وتَستغَني ونَفتقِرُ إليكَ ، فَلَبيكَ رَبَّنا وسَعدَيكَ ، ولَكَ الحَمدُ على ما وَرّثتَ وأوْرَثتَ ، فَإنّكَ تَرِثُ الأرضَ وَمَن عَليها وإليكَ يُرجَعُونَ ، وأنتَ كَما أثنيتَ على نَفسِكَ ، لا يبلغُ مَدحكَ قَولُ قائِلٍ فيكَ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ وليّ الحمد ، ومنتَهى الحَمدُ ، [ و ] أنتَ حَقيقٌ بالحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ حمداً لا يَنبغي إلاّ لَكَ. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في الليلِ إذا يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ في النّهارِ إذا تَجلّى ، ولَكَ الحَمدُ في الآخرة الأُولى ، ولَكَ

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٩٥.

١٩٠

الحَمدُ في السّماواتِ العُلى ، ولَكَ الحَمدُ في الأرضينَ السُّفلى ، وكُلّ شيءٍ هالَكَ إلاّ وجهكَ.

اللّهُمَّ لَكَ الفَضلُ ، اللّهُمَّ لَكَ الحمدُ في السّراءِ ، ولَكَ الحَمدُ في الضّراءِ ، ولَكَ الحَمدُ في العُسرِ واليُسرِ ، ولَكَ الحَمدُ في الرّخاءِ والبلاءِ ، ولَكَ الحَمدُ في الآلاءِ والنعماءِ.

اللّهُمَّ ولَكَ الحَمدُ كما حَمدتَ نَفسَكَ في أُمّ الَكِتابِ وفي التّوارةِ والإنجيلِ والزّبورِ والقُرآنِ العظيمِ ، ولَكَ الحَمدُ حَمداً لا يَنفذُ أوّلُهُ ، ولا يَنقطُعِ آخِرهُ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بالإسلام ، ولَكَ الحَمدُ بالقرآن ، ولَكَ الحَمدُ بالأهلِ والمالِ والولدِ ، ولَكَ الحَمدُ بالمعافاةِ والشُّكرِ ، ولَكَ الحَمدُ وإليكَ يَعوُدُ الحَمدُ ، لا شَريك لَكَ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ على حلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على عَفوِكَ بَعدَ قُدرتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ على نعمَتِكَ عَلَينا ، ولَكَ الحَمدُ على فَضلِكَ عَلَينا. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ لَن تُعدّ نعمُكَ ولا يُحصيها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كما ظَهرَت نِعمَتُكَ ولا تَخفى ، ولَكَ الحَمدُ كما كَثُرَتْ أياديكَ فَلا تُحصى ، ولَكَ الحَمدُ كما أحصيتَ كُلّ شيءٍ عَدَداً ، واحَطتَ بكُلّ شيءٍ عِلماً ، وانفذتَ كُلّ شيءٍ بَصراً ، وأحصيت كُلّ شيءٍ كتاباً.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كَما أنت أهلُهُ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، لا يواري مِنكَ لَيلٌ داج ، ولا سماءٌ ذاتُ أبراجٍٍ ، ولا أرضٌ ذاتُ فِجاجٍ ، ولا بِحار ذاتُ أمواجٍ ،

١٩١

ولا جِبالٌ ذات اثباجٍ(١) ، ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ.

يا رَبِّ أنَا الصَغيرُ الّذي رَبَّيتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الوضيعُ الّذي رَفَعتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا المهانُ الّذي أكرمتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الذّليلُ الّذي أعززتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا السائِلُ الّذي أعطَيتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الرّاغِبُ الّذي أرضيتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا العائلُ الّذي أغنيتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الرّاجِلُ الّذي حَملتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الضّالُّ الّذي هَديَتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الجاهِلُ الّذي عَلّمتَ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنا الخامِلُ الّذي شَرّفتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الخاطئ الّذي عَفَوتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا المُذنِبُ الّذي رَحمتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا المسافرُ الّذي صَحبتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الغائِبُ الّذي أدَّيت فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الشاهِدُ الّذي حَفَظتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا المَريضُ الّذي شَفَيتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا السقيمُ الَّذي أبرأتَ فَلكَ الحمدُ ، وأنا الجائع الّذي اشبعَتَ فَلَكَ الحمدُ ، وأنا العارِي الّذي كَسوتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الطَريدُ الّذي آويتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا الوحيدُ الذي عَضدتَ فَلكَ الحَمدُ ، وأنا المخذولُ الَّذي نَصرتَ فَلَكَ الحمدُ ، وأنا المهمومُ الّذي فَرّجتَ فلَكَ الحَمدُ ، وأنا المَغمومُ الّذي نَفّستَ فلَكَ الحَمدُ ، ولَكَ الحَمدُ كثيراً كثيراً كثيراً كَما أنعمتَ عليَّ كثيراً.

اللّهُمَّ(٢) وهذهِ نِعمٌ خَصصْتني بها مَعَ نِعمِكَ عَلى بني آدمَ فيما

__________________

(١) اثباج : جمع ثبج ، وهو المكان الكثير الرمل. الصحاح ـ ثبج ـ ١ : ٣٠١.

(٢) اثبتناها من نسخة « ن ».

١٩٢

سَخَّرتَ لَهُم ، ودَفَعتَ عَنهُم ، وأنعمتَ عَليهِم ، فلَكَ الحَمدُ رَبّ العالَمينَ كَثيراً ، اللّهُمَّ وَلَم تؤتني شَيئاً مّما آتيتني بِعَمل خَلا مِني ، ولا لَحِق استَوجبتُهُ مِنكَ ، ولَم تصرِف عنّي شيئاً من هُموم الدُّنيا وكربِها وأوجاعِها وأنواعِ بَلاياها وأمراضِها وأسقامِها ( لشيءٍ )(١) اكَونُ لُهُ أهلاً ، ولَكَن صَرفتهُ عَنّي رَحمةً مِنكَ لي ، وحجّةً لَكَ عَليّ يا أرحمَ الرّاحمينَ. فلَكَ الحَمدُ كثيراً ، كَما أنعمتَ عَليّ كثيراً ، وصَرَفتَ عنّي البلاءَ كثيراً(٢) .

اليوم العاشر :

إلهي كَم من شيءٍ غِبتُ عَنهُ فَحضَرتَهُ ، فَيسَّرَت لي فيهِ المنافع ، ودَفعتَ عَني فيه السوء ، وحَفِظتَ مِنّي فيهِ الغيبِةَ ، وَوَفيتَني فيهِ بلا عِلمٍ مِني ، ولا حَولَ ولا قُوةَ ، فلَكَ الحَمدُ على ذلَكَ والطّولُ والمَنّ. وكم من شيءٍلم أغب عنهُ يا إلهي ( فَتَوليتَهُ )(٣) لي وسَدَدتَ لي فيه الرأي ، وأعَطَيتَني فيهِ القَبُول ، وأنَجحتَ فيهِ الطّلبَةَ ، وقَربتَ فيهِ المعونَةَ ، فلَكَ الحمدُ يا إلهي كَثيراً ، ولَكَ الحَمدُ يا رَبّ العالمينَ.

اللّهُمَّ صَلّ على مُحمّدِ النَّبي المَرضِي الرَّضيّ ، الطَّيبِ التَّقي ، المُبارَك النَّقي ، الطاهِرِ الزَّكي ، المُطهر الوفي ، وعلى آل مُحمّدٍ الطّيبينَ

__________________

(١) في نسخة « ك » : الا ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٢) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٩٦.

(٣) في نسخة « ك » : وتوليت ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

١٩٣

الأخيارِ ، كما صَلَّيتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ.

اللّهُمَّ إني أسألَكَ على أثرِ مَحامِدِكَ ، والصّلاةُ على نَبيك مُحمّدٍ وآلهِ ، أن تَغفرَ لي ذُنوبي كُلِّها ، قَديمها وحديثها ، صِغيرِها وكبيرَها ، سِرِّها وعَلانِيتَها ، ما عَلمِتُ مِنها وما لم أعلَم ، وما أحصَيتَ عَليّ وحَفَظتَهُ ونَسيتُهُ أنا من نَفسي.

يا الله يا الله ، يا رَحمنُ يا رَحمنُ ، يا رحيمُ يا رحيمُ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَبِحمدِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ ، أنتَ يا إلهي موضِعُ كُلِّ شَكوى ، ومُنتهى الحاجاتِ ، وأنتَ أمَرتَ خَلقكَ بالدّعاءِ ، وتَكَفّلتَ لَهُم بالإجابةِ ، أنتَ قَريبٌ مُجيبٌ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبحمدِكَ ، ما أعظمَ أسمكَ في أهلِ السّماءِ ، وأحَمدَ فِعالَكَ في أهلِ الأرضِ ، وأفشى(١) خَيرُكَ في البرِ والبحرِ.

سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبحمدِكَ ، لا إله إلاّ أنتَ ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ ، أنتَ الرؤوفُ وإليكَ المرغَبُ ، تُنزِلُ الغَيثَ بِقَدرِ الأقواتِ. وأنتَ قاسِمُ المعاشِ ، قاضي الآجالِ ، رازِقُ العِبادِ ، مُروي البلادِ ، مُخرِجُ الثَمراتِ ، عَظيمُ البَركاتِ.

سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبحمدِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ ، أنتَ المُغيثُ وإليكَ المَرغبُ ، مُنزلُ الغيث يُسبّحُ الرَّعدُ بحمدِكَ والملائِكةُ من خيفَتِكَ والعرش الأعلى والعموُدُ الأسفَلُ

__________________

(١) في نسخة « ك » : وانشاء ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

١٩٤

والهَواء وما بَينَهُما وما تَحتَ الثَّرى ، والشمسُ والقمرُ ، والنُّجومُ والبُحوُرُ ، والضّياءُ والظُّلمةُ ، والنُّورُ والفيءُ ، والظلُ والحرُورُ. سُبحانَكَ أنتَ تُسيِّرُ الجِبالَ ، وتهب الرِّياحَ.

سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمدِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ ، سُبحانَكَ أسألُكَ باسمِكَ المرهوبِ حامِلُ مَن في سمائِكَ وأرضِكَ ، وَمَن في البُحورُ والهواءِ ، ومن في الظّلمةِ ، ومن في لُجج البِحارِ ، ومن تحتِ الثَّرى ، وما بَينَ الخافقين ، سُبحانَكَ ما أعظَمَكَ.

سبحانك اللّهُمَّ وبحمدك ، لا إله إلاّ أنت ، أستغفِرُكَ وأتُوبُ إليكَ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنت ، أسألُكَ إجابَةَ الدُّعاءِ في الشّدَّةِ والرَّخاءِ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمدِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، نَظَرتَ إلى السّماواتِ العُلى فَأوثقتَ أطباقَها ، سُبحانَكَ ونَظَرتَ إلى عِمادِ الأرَضينَ السُفلى فَزلزلت أقطارَها ، سُبحانَكَ ونَظَرتَ إلى ما في البُحورِ ولُججِها فَتَمخضَ ما فيها ـ سُبحانكَ ـ فَرقاً مِنك وهَيبةً مِنكَ ، سُبحانَكَ وَنَظرَتَ إلى ما أحاطَ بالخافِقينِ وما بَينَ ذلَكَ من الهَواء فَخضَعَ لَكَ ( خاشعاً )(١) ، ولِجلالِ وجهِكَ الكَريم أكرم الوجُوه وسيّدِ الوجوهِ خَاضِعاً.

سُبحانَكَ من ذَا الّذي أعانَكَ حينَ بَنيتَ السّماواتِ واستويتَ على عَرشكَ عرش عَظَمتِكَ ؟ سُبحانَكَ من ذَا الّذي حَضَركَ حين بَسطَتَ

__________________

(١) في نسخة « ك » : خاضعاً ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

١٩٥

الأرضَ فَمددتَها ثُم دَحوَتها فَجَعَلتها فِراشاً ؟ فَمن ذَا الّذي يَقدِرُ( على )(١) قُدرَتِكَ ، سبحانَكَ من ذا الّذي رَآك حينَ نَصَبتَ الجبالَ فأثبتَ أساسها بِأهلِها رَحَمةً مِنكَ لِخلقِكَ ، سُبحانَكَ مَن ذَا الّذي أعانَكَ حين فَجَّرتَ البُحورَ وأحَطت بها الأرضَ ، سُبحانَكَ لا إله إلاّ أنتَ وبحمدِكَ ، مَن ذَا الّذي يُضادّك ويغالِبُكَ ، أو يَمنَعُ مِنكَ أو ينجو مِن قَدَرِكَ.

سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمدِكَ ، ما للعيونِ لا تبكي لِغفلَةِ القُلوبِ إذا ذَكرتَ مخافَتكَ ؟! سُبحانَكَ ما أفضَلَ حلمكَ ، وأمضى حُكمِكَ ، وأحسنَ خَلقكَ.

سبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنتَ وبِحمدِك من يَبلُغُ مَدحكَ ؟ ويَستَطيعُ أن يَصفَ كُنهك ؟ أو يَستَطيعُ أن يَنالَ مُلَكَكَ ؟

سُبحانَكَ حارَتِ الأبصار دُونَكَ ، وامتلأَت القُلُوبُ فَرقاً مِنكَ ، وَوَجلاً من مَخافتِكَ. سُبحانَكَ اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنتَ وبِحمدِكَ ، وما أحكَمكَ وأعدَلَكَ وأرأفَكَ وأرحَمكَ وأبصَركَ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، لا تَحرمني رَحَمتكَ ، ولا تُعذْبني وأنا أستغْفِرُكَ ، آمينَ آمينَ رَبِّ العالمينَ(٢) .

* * *

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٩٨.

١٩٦

اليوم الحادي عشر :

( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (١) ( سُبحانهُ وَتَعالى عما يَقُولُون عُلُوَّاً كَبيراً *تُسبّحُ لَهُ السّماواتُ السَّبعُ وَالأرضُ وَمَنْ فيهنَّ وإنْ مِنْ شَيء إلاّ يُسّبحُ بِحَمدهِ وَلكِنْ لا تَفْقهونَ تَسْبيحَهُمْ إنه كانَ حَليماً غَفُوراً ) (٢) ( سُبحانه إذا قضى أمراً فَإنّما يَقولُ لهُ كن فيكون ) (٣) ( فَاصبِر على مَا يَقُولونَ وَسَبِّحْ بِحمدِ رَبّكَ قَبلَ طُلوعِ الشّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِنْ آناءِ الليلِ فَسبّح وأطرافَ النّهارِ لَعلّك تَرضى ) (٤) ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ *وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (٥) .

سُبحان اللهِ رَبِّ العرشِ العَظيمِ( سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (٦) ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ) (٧) ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا

__________________

(١) الاسراء ١٧ : ١.

(٢) الاسراء ١٧ : ٤٣ ـ ٤٤.

(٣) مريم ١٩ : ٣٥.

(٤) طه ٢٠ : ١٣٠.

(٥) الصافات ٣٧ : ١٨٠ ـ ١٨٢.

(٦) الأنبياء ٢١ : ٨٧.

(٧) الأنعام ٦ : ١٠٠.

١٩٧

يُشْرِكُونَ ) (١) ( سُبْحَانَهُ هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) (٢) ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (٣) ( سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (٤) سَبَّحَ للهِ ما في السّماوات واْلأرضِ يُحيي وَيُميتُ وَهُو حَيٌّ لا يَموُتُ بيدِهِ الخَيرُ وَهُو على كُلّ شَيءٍ قَديرٌ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ *يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) (٥) ( سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ ) (٦) ( هُوَ اللهُ الخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَىٰ ) (٧) ( يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٨) ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ

__________________

(١) الروم ٣٠ : ٤٠.

(٢) الزمر ٣٩ : ٤.

(٣) يس ٣٦ : ٨٣.

(٤) الزخرف ٤٣ : ٨٢.

(٥) الحديد ٥٧ : ٣ ـ ٦.

(٦) الحشر ٥٩ : ١.

(٧) الحشر ٥٩ : ٢٤.

(٨) التغابن ٦٤ : ١.

١٩٨

وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ) (١) ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) (٢) سُبحانَكَ أنتَ الّذي يُسبِّحُ لَكَ بِالغدُوّ والآصالِ( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ) (٣) .

يُسبِّحُ لَهُ ما في السّماواتِ وجلاً ، والملائِكةُ شَفَقاً ، والأرضُونَ طبقاً ، وكُلٌّ يُسبّحونَ داخِرينَ. فَلَهُ الجمالُ أبداً سُبحانهُ بالجمالِ مُتوحِّداً ، وبالتوحيدِ مَعروفاً ، وبالمعروُفِ مَوصُوفاً ، وبالصِّفَةِ على لِسانِ كُلّ قائِل رَبّاً ، وبالرّبوُبيَّةِ على العالمينَ قاهِراً ، فَلَهُ البهجة والحمال أبداً(٤) .

اليوم الثاني عشر :

سُبحانَ الّذي في السّماء عَرشُهُ ، سُبحانَ الّذي في الأرضِ بَطشهُ ، سُبحان الّذي في البرّ والبَحرِ سَبيلهُ ، سُبحانَ الّذي في السّماءِ سَطواتُهُ ، سُبحانَ الّذي في القبورِ قَضاؤهُ ، سُبحان الّذي لا يموتُ ، سُبحان الله حينَ تُمسونَ وحينَ تُصبحونَ ، سُبحانَ من في الجَنّةِ رحمتُهُ ، سُبحانَ الّذي في النار نَقمتهُ ، سُبحانَ الّذي لا مَنجا مِنهُ إلاّ إليهِ( فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ

__________________

(١) الانسان ٧٦ : ٢٦.

(٢) النصر ١١٠ : ٣.

(٣) النور ٢٤ : ٣٧.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٠٠ ـ ٢٠١.

١٩٩

وَحِينَ تُصْبِحُونَ *وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ *يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ ) (١) ( الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) (٢) .

سُبحانهُ عَددَ كُلّ شيءٍ وزِنَةَ كُلِّ شيءٍ اضعافاً مضاعفةً سَرمدَاً كما يَنبغي لِعَظمةِ رَبّي ، سُبحانكَ لا إله إلاّ أنتَ وبِحمدكَ ، سُبحانَ الله العظيمِ ، وبِحمدِهِ ، سُبحانَ اللهِ الحَيّ الحليمِ الَكَريمِ ، سُبحانَ اللهِ العَليّ العظيمِ ، سُبحانَ مَن هُوَ الحقُّ ، سُبحانَ القابِضُ الباسِطُ ، سُبحانَ الضَارُّ النَافعُ ، سُبحانَ القاضِي بالحَقّ ، سُبحانَ الرّفيعِ الأعلى ، سُبحانَ اللهِ العَظيمِ ، الأكبرِ ، الظّاهِرِ الباطِنِ ، الّذي هُوَ بكُلّ شيءٍ عَليمٌ.

سُبحانَ مَن هُوَ هكذا ولا يَكُون هكذا غَيرُهُ ، سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا يَسهوُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا يَلهو ، سُبحانَ من هُوَ غَنيٌ لا يَفتقِرٌ ، سُبحانَ مَن هُوَ جَوادٌ لا يَبخلُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قَويٌ لا يَضعَفُ ، سُبحانَ مَن هُوَ شَديدٌ لا يَضعَفُ ، سُبحانَ مَن هُوَ رَقيبٌ لا يَغْفلُ ، سُبحانَ الّذي لا يَموُتُ ، سُبحانَ الحَيُّ القَيُّومُ لا تَاخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحَدكَ لا شَريكَ لَكَ.

__________________

(١) الروم ٣٠ : ١٧ ـ ١٩.

(٢) الاسراء ١٧ : ١١١.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317