الدروع الواقية

الدروع الواقية18%

الدروع الواقية مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: دراسات
الصفحات: 317

الدروع الواقية
  • البداية
  • السابق
  • 317 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 115648 / تحميل: 6691
الحجم الحجم الحجم
الدروع الواقية

الدروع الواقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

اتضح ، واستبان الشيء وتبين : ظهر ، والبيان : ما يبين به الشيء.

كاشف الضرّ :

معناه : المفرّج( يجيب المضطرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السوء ) (222) .

والضرّ بفتح الضاد : خلاف النفع ، وبالضم : الهزال وسوء الحال ، وضرّه وضارّه بمعنى ، والاسم الضرر.

خير الناصرين :

معناه : كثرة تكرار النصر منه ، كما قيل : خير الراحمين لكثرة رحمته.

الوفيّ :

معناه : أنّه يفي بعهده ويوفي بوعده ، والوفاء ضد الغدر ، ووفى الشيء : تم وكثر ، ووفّاه حقه وأوفاه : أعطاه وافياً ، أي : تامّاً ، وتوفّيت حقّي من فلان واستوفيته بمعنى واحد ، أي : أخذته تاماً ، ومنه :( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ) (223) ودرهم واف وكيل واف ، أي : تام ، ومنه :( وأوفوا الكيل ) (224) وقوله :( وإبراهيم الذي وفّى ) (225) أي : وفي سهام الإسلام ، وامتحن بذبح ابنه فصبر ، وصبر على عذاب قومه ، وعلى مضض ختانه ، فقد وفى عدد ما اُمر به. وقيل : وفّى بمعنى وفى ولكنه أوكد.

الديّان :

الذي يجزي العباد بأعمالهم ، والدين : الجزاء ، ومنه : كما تدين تدان ،

__________________

(222) النمل 27 : 62.

(223) المطففين 83 : 2.

(224) الأنعام 6 : 152 ، الاسراء 17 : 35.

(225) النجم 53 : 37.

٨١

أي : كما تجازي تجازى.

قال :

كما يدين الفتى يوماً يدان به

من يزرع الثوم لا يقلعه ريحاناً

الشافي :

هو رزاق العافية والشفاء ، ومنه :( وإذا مرضت فهو يشفين ) (226) .

* * *

__________________

(226) الشعراء 26 : 80.

٨٢

خاتمة فيها أبحاث

أ : هنا سؤال ، تقديره : قد ثبت أن الله تعالى واحديّ الذات لا مجال للتعدد فيه ، فليس بمتكثر بحسب الوجود الخارجي لا فرضاً ولا اعتباراً ولا بشيء من الوجوه الموجبة للتكثر ، ولا شكّ أن هذه الصفات التي ذكرناها في الواجب تعالى متعددة ، فإما أن تكون معانيها ثابتة للواجب تعالى ، فيلزم التكثر في ذاته وهو محال ، أو ليست ثابتة ، فلم يجز صدقها عليه ، لكنها صادقة عليه تعالى ، فتكون معانيها ثابتة له ، فيلزم التكثر في ذاته ؟

والجواب : أنّ الاسم الذي يطلق عليه تعالى من غير اعتبار غيره ليس إلاّ لفظة ( الله ) تعالى ، ومعناها ثابت للواجب تعالى بالنظر إلى ذاته لا باعتبار أمر خارج ، وما عداه من الصفات إنما يطلق عليه باعتبار إضافته إلى الغير ، كالخالق فإنه يسمّى خالقاً باعتبار الخلق وهو أمر خارج عنه ، أو باعتبار سلب الغير عنه ، كالواحد فان معناه سلب الشريك ، أو باعتبار الإضافة والسلب عنه معاً ، كالحيّ فان معناه في حق الواجب تعالى كونه لا يستحيل أن يقدر ويعلم ويلزم صحة القدرة والعلم ، فهي سلبية باعتبار معناها وإضافية باعتبار لازمها ، فهذه التكثرات التي ذكرناها ليست حاصلة في ذات الواجب تعالى ، بل في اُمور خارجة عنه.

فالحاصل : أن الصفات المذكورة المتعددة ثابتة للواجب تعالى باعتبار تكثرات خارجة عنه ، فليس في الذات تكثر ، لا باعتبارها ولا باعتبار الصفات ، بل هي واحدة من جميع الجهات والاعتبارات ، قاله صاحب كتاب منتهى السّؤول فيه.

ب : قال الشهيد في قواعده : مرجع هذه الأسماء والصفات عندنا وعند المعتزلة إلى الذات ( وذلك لأنّ مرجع هذه إلى الذات )(227) والحياة والقدرة

__________________

(227) ما بين القوسين لم يرد في (ر) وأثبتناه من (ب) والمصدر.

٨٣

والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام ، والأربعة الأخيرة ترجع إلى العلم والقدرة ، والعلم والقدرة كافيان في الحياة ، والعلم والقدرة نفس الذات ، فرجعت جميعها إلى الذات ، إما مستقلة ، أو إليها مع السلب ، أو الإضافة ، أو هما ، أو إليها مع واحدة من الصفات الاعتبارية المذكورة ، أو إلى صفة مع إضافة ، أو إلى صفة مع زيادة إضافة ، أو إلى صفة مع فعل وإضافة ، أو إلى صفة فعل ، أو إلى صفة فعل مع إضافة زائدة :

فالأول : الله ، ويقرب منه الحقّ.

والثاني(228) : مثل القدوس والسلام والغني والأحد.

والثالث : كالعليّ والعظيم والأول والآخر.

والرابع : كالملك والعزيز.

والخامس : كالعليم والقدير.

والسادس : كالحكيم والخبير والشهيد والمحصي.

والسابع : كالقوي والمتين.

والثامن : كالرحمن والرحيم والرؤوف والودود.

والتاسع : كالخالق والباري والمصوّر.

والعاشر : كالمجيد والكريم واللطيف(229) .

ج : روي عن الصادقعليه‌السلام : أنه من عبدالله بالوهم فقد كفر ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه ـ بصفاته التي وصف بها نفسه وعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سريرته وعلانيته ـ فاُولئك هم المؤمنون حقاً(230) .

__________________

(228) في (ر) و (ب) ورد الترتيب من هنا على الحروف الأبجدية ، والمثبت من المصدر وهو الأنسب.

(229) القواعد والفوائد 2 : 175.

(230) التوحيد : 220 حديث 12 ، وفيه : « من عبدالله بالتوهّم فقد كفر ، ومن عبد الاسم ولم يعبد المعنى فقد كفر ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ».

٨٤

وقالعليه‌السلام لهشام بن الحكم(231) في حديث. لله تسعة وتسعون اسماً ، فلو كان الاسم هو المعنى لكانّ كلّ إسم منها إلهاً ، ولكن الله تعالى معنى واحد تدلّ عليه هذه الأسماء(232) .

و اعلم : أنّ تخصيص هذه الاسماء بالذكر لا يدلّ على نفي ما عداها ، لأنّ في أدعيتهمعليهم‌السلام أسماء كثيرة لم تذكر في هذه الأسماء ، حتى أنّه ذكر أن لله تعالى ألفاً واسماً من الأسماء المقدّسة المطهّرة ، وروي : أربعة الآف(233) . ولعلّ تخصيص هذه الأسماء بالذكر لاختصاصها بمزية الشرف على باقي الأسماء ، أو لأنّها أشهر الأسماء وأبينها معاني وأظهرها.

وحيث فرغنا من هذه العبارة الرابعة ، التي هي لأسماء العبارات الاُول جامعة ، فلنشرع في عبارة خامسة من غير ذكر المعنى ، تحتوي على كثير من الأسماء الحسنى ، ووضعتها على نسق الحروف المعجمة ، فصارت كالبرود المعلمة ، لا يضلّ سالكها ولا تجهل مسالكها ، وجعلت في غرّة كلّ اسم منها حروف النداء ، لتكون

__________________

(231) أبو محمد هشام بن الحكم الكندي ، مولاهم بغدادي ، عين الطائفة ووجهها ومتكلّمها وناصرها ، أجمع الأصحاب على وثاقته وسموّ قدره ، فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب بالنظر ، كان حاذقاً بصناعة الكلام حاضر الجواب عظيم الشان رفيع المنزلة من أرباب الاُصول ، له نوادر وحكايات ولطائف ومناظرات ، روي عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال في حقّه : هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ، وعن أبي جعفرعليه‌السلام حين سئل عنهرحمه‌الله : ما كان أذبّه عن هذه الناحية ، وكانرحمه‌الله كسابقه من العظماء لم يسلم من الأكاذيب والأباطيل والافتراءات عليه ، حتى نسب إليه الشهرستاني في الملل والنحل 1 : 164 الفرقة الهشامية ، ونسب إليه القول بالتشبيه ، ولكنّه كان عبداً صالحاً ناصحاً اُوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له كما روي عن الرضاعليه‌السلام ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، توفي سنة 179 بالكوفة في أيام الرشيد على قول الكشّي ، وسنة 199 ببغداد على قول النجاشي ، وبعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة مستتراً على قول الشيخ.

رجال النجاشي : 432 ، رجال الكشّي 2 : 526 ، رجال الشيخ : 329 ، الفهرست : 174 ، رجال العلاّمة : 178 ، سفينة البحار 2 : 719.

(232) التوحيد : 220 حديث 13 ، وفيه « لله ـ عزّوجلّ ـ تسعة وتسعون اسماً فلو كان الاسم هو المسمّى لكان كل اسم منها هو إلهاً ، ولكن الله ـ عزّوجلّ ـ معنى يدلّ عليه بهذه الأسماء وكلّها غيره ».

(233) عوالي اللآلي 4 : 106 حديث 157.

٨٥

مشتملة بربطة الدعاء وملاءة الثناء.

فادعوه بها ، والظوا على لزوم المثابرة على أسمائها ، وطيبّوا أدواءكم بمعجون نجاحها وأيارج لوغاذيائها(234) ، واكشفوا لأواءكم بنفحةٍ من نفحات نور خمائل آلائها ، ولمحة من لمحات نور مخائل لألائها.

الألف :

اللهّم إنّي أسألك باسمك : يا الله ، يا إلهُ ، يا أحدُ ، يا أبدُ ، يا أيد ، يا أبديُّ ، يا أزليُّ ، يا أوّابُ ، يا أمينُ ، يا أمنَ من لا أمنَ لهُ ، يا أمانَ الخائفينَ ، يا أشفعَ الشافعينَ ، يا أسرعَ الحاسبينَ ، يا أحسن الخالقينَ ، يا أسبغَ المنعمينَ ، يا أسفعَ السّافعينَ ، يا أكرمَ الأكرمينَ ، يا أعدلَ العادلينَ ، يا أحكمَ الحاكمينَ ، يا أصدقَ الصادقينَ ، يا أطهرَ الطاهرينَ ، يا أسمعَ السّامعينَ ، يا أبصرَ النّاظرينَ ، يا أجودَ الأجودينَ ، يا أرحمَ الرّاحمينَ ، يا أنيسَ الذّاكرينً ، يا أقدرَ القادرينَ ، يا أعلمّ العالمينَ ، يا إلهَ الخلقِ أجمعينَ ، يا أملَ الآملينَ ، يا اُنسَ المستوحشينَ ، يا آمراً بالطاعةِ ، يا أليمَ الأخذِ ، يا أهلَ التقوى ، يا أهلَ المغفرة ، يا أقدرَ من كلِّ قديرٍ ، يا أعظمَ من كلِّ عظيم ، يا أجلَّ من كلِّ جليلٍ ، يا أمجدَ من كلِّ ماجدٍ ، يا أرأفَ من كلِّ رؤوفٍ ، يا أعزَّ من كلِّ عزيزٍ ، يا أكبرَ من كلِّ كبيرٍ ، يا أقدمَ من كلِّ قديمٍ يا أعلى من كلِّ عليٍّ ، يا أسنى من كلِّ سنيٍّ ، يا أبهى من كلِّ بهيٍّ ، يا أنورَ من كلِّ منيرٍ ، يا أظهرَ من كلِّ ظاهرٍ ، يا أخفى من كلِّ خفيٍّ ، يا أعلم من كلِّ عليمٍ ، يا أخبرَ مِن كلِّ خبيرٍ ، يا أكرمَ من كلِّ كريم ، يا ألطف من كل لطيف ، يا أبصر من كل بصير يا أسمع من كل سميع يا أحفظ من كل حفيظ ، يا أملى من كل مليّ ، يا أوفى من كلِّ وفيٍّ ، يا أغنَى من كلِّ غنيٍّ ، يا أعطَى من كلِّ معطٍ ، يا أوسعَ من كلِّ واسعٍ ، يا أجودَ من كلّ جوادٍ ، يا أفضلَ من كلِّ مفضلٍ ،

__________________

(234) كذا في (ر) وفي (ب) : « لوغازيائها » وفي (م) : « لوغاذياتها » ولم أهتد إلى معنى لها يناسب المقام.

٨٦

يا أنعمَ من كلّ منعمٍ ، يا أسيدَ من كلّ سيدٍ ، يا أرحمَ من كلّ رحيم ، يا أشدَّ من كلّ شديدٍ ، يا أقوى من كلِّ قويٍّ ، يا أحمدَ من كلِّ حميدٍ ، يا أحكم مِن كلِّ حكيمِ ، يا أبطشَ من كلِّ باطشٍ ، يا أقومَ من كل قيّومٍ ، يا أدومَ من كلِّ دائمٍ ، يا أبقَى من كلِّ باقٍ ، يا أفردَ من فردٍ ، يا أوحدّ من كلِّ واحدٍ ، يا أحمد من كلِّ حمدٍ ، يا أكمل من كلِّ كاملٍ ، يا أتمَّ من كلِّ تامٍّ ، يا أعجب من كلِّ عجيبٍ ، يا أفخرَ من كلِّ فاخرٍ ، يا أبعدَ من كلِّ بعيدٍ ، يا أقربَ من كلّ قريب ، يا أمنع من كلِّ مانعٍ ، يا أغلبَ من كلِّ غالبٍ ، يا أعفى من كلِّ عفوٍّ ، يا أحسنَ من كلِّ محسنٍ ، يا أجملَ من كلَّ مجملٍ ، يا أقبلَ من كلّ قابلٍِ، يا أشكرَ من كلِّ شاكرٍ ، يا أغفَر من كلِّ غفورٍ ، يا أصبرَ من كلِّ صبور ، يا أجبرَ من كلِّ جبّارٍ ، يا أدينَ من كلِّ ديّان ، يا أقضى من كلِّ قاض ، يا أمضى من كلِّ ماضٍ ، يا أنفذَ من كلِّ نافذٍ ، يأ أحلمَ من كلِّ حليمٍ ، يا أخلقَ من كل خالقٍ ، يا أرزقَ من كلِّ رازقٍ ، يا أقهرَ من كلِّ قاهر ، يا أنشى من كلِّ منشٍ ، يا أملك من كلِّ مالكٍ ، يا أولى من كلِّ وليّ ، يا أرفعَ من كلِّ رفيعٍ ، يا أشرفَ من كلِّ شريفٍ ، يا أبسطَ من كلِّ باسطٍ ، يا أقبضَ من كلِّ قابضٍ ، يا أبدَى من كلِّ بادٍ ، يا أقدسَ من كلِّ قدوس ، يا أطهر من كلِّ طاهر ، يا أزكى من كلِّ زكيّ ، يا أهدى من كلِّ هادٍ ، يا أصدق من كلَّ صادقٍ ، يا أعود من كلّ عوّادٍ ، يا أفطر من كلِّ فاطرٍ ، يا أرعى من كلِّ راعٍ ، يا أعونَ من كلِّ معينٍ ، يا أوهبَ من كلِّ وهّاب ، يا أتوب من كلِّ توّاب ، يا أسخى من كلِّ سخيّ ، يا أنصرَ من كلِّ نصيرٍ ، يا أسلم من كلِّ سلامٍ ، يا أشفَى من كلِّ شافٍ ، يا أنجَى من كلِّ منجٍ ، يا أبرَّ من كلَِّ بارٍّ ، يا أطلبَ من كلِّ طالبٍ ، يا أدركَ من كلِّ مدركٍ ، يا أرشدَ من كلِّ رشيد ، يا أعطفَ من كلِّ معطفٍ ، يا أعدلَ من كلِّ عدل ، يا أتقنَ من كلِّ متقنٍ ، يا أكفلَ من كلِّ كفيلٍ ، يا أشهدَ من كلِّ شهيد(235) . أن تصليَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ

__________________

(235) في هامش (ر) : « هذه الأسماء المبنية على أفعل التفضيل كثيرة جداً ، اقتصرنا منها على الأسماء المذكورة في الدعاء المسمّى بدعاء الصحيفة ، وقد مرّ بعد دعاء المجير ، أوله : سبحان الله العظيم وبحمده

٨٧

المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الرّاحمينَ.

الباء :

اللّهمَّ إنّي أسالكَ باسمكَ : يا بديعُ ، يا بديُّ ، يا بادي ، يا برُّ ، يا بارُّ ، يا برهانُ ، يا بصيرُ ، يا باطنُ ، يا بائنُ ، يا بارئ ، يا باسطُ ، يا باطشُ ، يا باقِي ، يا باعثُ ، يا باذخُ ، يا بهيُّ ، يا برِياً من كلِّ عيبٍ ، يا بالغَ الحجّةِ ، يا بانيَ السماءِ بقوّتِه ، يا باسَّ الجبالِ بقدرته ، يا باثَّ الأقواتِ بعلمهِ ، يا بلاغّ العاجزينً ، يا بُشرَى المؤمنينَ ، يا باترَ عمرِ الباغينَ ، يا بعَدَ البعدِ ، يا بعيداً في قربه. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنت أهلُهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

التاء :

اللّهمّ إنّي أسالكَ باسمكَ : يا تامُّ ، يا توابُ ، يا تاليَ الأنباءِ على رسولهِ. أن تصليَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنين ما أنتَ اهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الثاء :

اللّهمّ إني أسالك باسمِكَ : يا ثقَة المتوكلينَ ، يا ثابتَ الربوبيةِ ، يا ثاني كلِّ وحيدٍ ، يا ثاجَّ المعصراتِ بقدرتِهِ ، يا ثالجَ قلوب المؤمنينَ بذكره. أن تصليَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميع المؤمنين ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الجيم :

اللّهم إني أسألكَ باسمكَ : يا جبّارُ ، يا جوادُ ، يا جامعُ ، يا جابرُ ، يا جليلُ ، يا جلالَ السماوات والأرضِ ، يا جمالَ السماواتِ والأرضِ ، يا جاعلَ الليلِ

__________________

من إلهٍ ما أقدره ، إلى آخر الدعاء ، منهرحمه‌الله ».

٨٨

سكناً ، يا جميلَ الصنعِ ، يا جاليَ الهمومِ ، يا جسيمَ النّعمِ ، يا جاريَ القدر ، يا جديداً لا يبلّى ، يا جاذَّ اُصول الضالمينَ ، يا جليَّ البراهينَ ، يا جارَ المستجيرينَ ، يا جليسَ الذّاكرينَ ، يا جُنّةً العائذينَ ، أنّ تصلّيَ علَى محمّدٍ وآله ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الحاء :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا حيُّ ، يا حامدُ ، يا حميدُ ، يا حافظُ ، يا حفيظُ ، يا حفيُّ ، يا حسيبُ ، يا حنّانُ ، يا حليمُ ، يا حكم ، يا حكيمُ ، يا حاكمُ ، يا حقُّ ، يا حامل العرشِ ، يا حلوَ الذّكرِ ، يا حسنَ التجاوزِ ، يا حاضرَ كلِّ ملأٍ ، يا حبيبَ من لا حبيبَ لهُ ، يا حرزَ من لا حرزَ لهُ ، يا حصنَ كلِّ هارب ، يا حياةَ كلِّ شيءٍ ، يا حافَّ العرشِ بملائكتهِ ، يا حارسَ السماءِ بالشّهبِ ، يا حابسَ السماواتِ والأرضِ أن تزولا ، يا حاشرَ الخلائقِ في اليوم الموعودِ ، يا حاثَّ عبادِهِ على شكرهِ ، يا حاشيَ العزِّ قلوبَ المتقينَ ، يا حاطَّ أوزارِ التائبينَ. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بِي وبجميع المؤمنينَ ما أنت اهلُهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الخاء :

اللّهمَّ إنّي أسألكَ باسمك : يا خافضُ ، يا خالقُ ، يا خلاّقُ ، يا خفيرُ ، يا خبيرُ ، يا خالد الملكِ ، يا خفيَّ الألطافِ ، يا خازنَ النّورِ في السماء ، يا خاصَّ موسى بكلامهِ ، يا خليفةَ النّبيّنّ ، يا خاذلَ الظالمينَ ، يا خادعَ الكافرينَ ، يا خيرَ الناصرينَ ، يا خيرَ الفاتحينَ ، يا خيرَ الوارثينَ ، يا خيرَ المنزلينَ ، يا خيرَ المحسنينَ ، يا خيرَ الرّازقينَ ، يا خيرَ الفاصلينَ ، يا خيرَ الغافرينَ ، يا خيرَ السّاترينَ ، يا خيرَ الحاكمينَ ، يا خير الحامدينً ، يا خيرَ الذّاكرين ، يا خير الشّاكرينَ ، يا خاتماً بالخيرِ لأوليائه(236) . أن تصليّ على محمّدٍ وآله ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنين ما

__________________

(236) في هامش (ر) : « الأسماء المضافة إلى خير كثيرة ، اقتصرنا منها على هذا القدر. منهرحمه‌الله ».

٨٩

أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الدال :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا داعِي ، يا دائبُ ، يا دائمُ ، يا ديمومُ ، يا ديَومُ ، يا دالُّ ، يا دليلُ ، يا دانٍ في علوّهِ ، يا ديانَ العبادِ ، يا دافعَ الهمومِ يا دامغَ الباغينَ ، يا داحَي المدحواتِ. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الرّاحمينَ.

الذال :

اللّهمَّ إنّي أسألك باسمكَ : يا ذاكرُ ، يا ذكورُ ، يا ذائدُ ، يا ذاريَ ما في الأرضِ ، يا ذخرَ من لا ذخرَ لهُ ، يا ذا الطّولِ ، يا ذا المعارج ، يا ذا القوةِ المتين ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ(237) . أن تصليَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنت اهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الراء :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا ربُّ ، يا رقيبُ ، يا رشيدُ ، يا راشدُ ، يا رفيعُ ، يا رافعُ ، يا رحمنُ ، يا رحيمُ ، يا راحمُ ، يا رؤوفُ ، يا رازقُ ، يا رزّاقُ ، يا رائي ، يا رضوانُ ، يا راصدُ ، يا رصدَ المرتصدِ ، يا رضيَّ القولِ ، يا راضٍ على أوليائه ، يا رافِدَ من استرفدهُ ، يا راعيَ من استراعاهُ ، يا ركنَ من لا ركنَ لهُ ، يا رايشَ كلِّ قانعٍ ، يا رادَّ ما فاتَ ، يا راميَ أصحابِ الفيلِ بالسّجيلِ ، يا رابطَ على قلوبِ أهلِ الكهفِ بقدرتهِ ، يا راجَّ الأرضِ بعظمتهِ ، يا رغبةَ العابدينَ ، يا رجاءَ المتوكلينَ. أن تصلّيَ

__________________

(237) في هامش (ر) : « النعوث والصفات المضافة إلى ذي كثيرة جداً ، مثل : ذو العزّة ذو القدرة ، وإنمّا تركنا ذكرها هنا لكونها من قبيل النعوت والصفات ، والمراد هنا ذكر ما يتيسّر من الأسماء ، وإنّما ذكرنا ذا الجلالِِ والإكرام فقط تبرّكاً به وتيمّناً ، ولوروده في القرآن ، وكذا ذو الطول ، ذو المعارج ، ذو القوة المتين ، منهرحمه‌الله ».

٩٠

علّى محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمُ الرّاحمينَ.

الزاء :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا زكيُّ ، يا زاكي ، يا زارعَ النباتِ ، يا زينَ السماوات والأرضِ ، يا زاجرَ الظَّلومِ ، يا زائدَ الخضرِ في علمهِ ، أن تصلّيَ علّى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنتَ أهلُه ، يا أرحم الرّاحمينَ.

السين :

الل ّهمّ إني أسألك باسمكَ : يا سمحُ ، يا سموحُ ، يا سلامُ ، يا سالمُ ، يا ساترُ ، يا ستّارُ ، يا سبحانُ ، يا سلطانُ ، يا سامقُ ، يا سبّوحُ ، يا سرمديُّ ، يا سخيُّ ، يا سنيُّ ، يا سابغَ النّعمِ ، يا ساميَ القدرِ ، يا سابقَ الفوتِ ، يا ساجَر البحرِ ، يا سالخَ النّهارِ من الليلِِ ، يا سادَّ الهواءِ بالسماءِ ، يا سيّدَ الساداتِ ، يا سببَ من لا سببَ لهُ ، يا سندَ من لا سندَ لهُ ، يا سريعَ الحسابِ ، يا سميعَ الدعاءِ ، يا سامعَ الأصواتِ ، يا سارَّ أوليائه ، يا سرورَ العارفينَ ، يا ساقيَ الظمآنينَ ، يا سبيلَ حاجةِ الطالبينَ ، يا سامكَ السماءِ ، يا ساطحَ الأرضينَ ، يا سالبَ نعمِ الجاحدينَ ، يا سافعاً بنواصي الخلقِ أجمعينَ ، أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الشين :

اللّهمّ إني أسالكَ باسمكَ : يا شاهدُ ، يا شهيدُ ، يا شاكرُ ، يا شكورُ ، يا شافعُ ، يا شفيعُ ، يا شاءٍ لا بهمّةٍ ، يا شاقَّ السماء بالغمامِ ، يا شفيقَ من لا شفيقَ لهُ ، يا شرفَ من لا شرفَ لهُ ، يا شديدَ البطشِ ، يا شريف الجزاءِ ، يا شارعً الأحكام ، يا شاملَ اللطفِ ، يا شاغبَ صدعِ المكسورين ، يا شادَّ أزرِ النّبيينَ ، يا شافيَ مرضَى المؤمنينَ. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ

٩١

أهلهُ ، يا أرحمَ الرّاحمينَ.

الصاد :

اللّهمَّ إنّي أسألكَ باسمكَ : يا صبّارُ ، يا صابر ، يا صبورُ ، يا صادقُ ، يا صدوقُ ، يا صافحُ ، يا صفوحُ ، يا صمدَ المؤمنينَ ، يا صانعَ كلِّ مصنوعٍ ، يا صالحَ خلقِه ، يا صارفَ اللزبةِ ، يا صابَّ ماءِ المطر بقدرتهِ ، يا صافَّ الملائكةِ بعظمتهِ ، يا صافيَ الملكِ ، يا صاحبَ كلِّ وحيدٍ ، يا صَغارَ المعتدينَ ، يا صريخَ المستصرخينَ. أن تصلّيَ علَى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الضاد :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا ضارَّ المعتدينَ ، يا ضامنَ الأرزاقِ ، يا ضاربَ الأمثالِ ، يا ضافيَ الفجرِ والجمالِ. أن تصلّيَ علَى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الرّاحمينَ.

الطاء :

اللّهمَّ إنّي أسألُكَ باسمِك : يا طُهرُ ، يا طاهرُ ، يا طهورُ ، يا طبيبَ الأولياءِ ، يا طامسَ عيونِ الأعداء ، يا طالباً لا يَعجزُ ، يا طاحي الأرضِ ، يا طاويَ السماءِ ، يا طلبَ الغادرينَ ، يا طاردَ العسر عن اليسر ، أن تصلّيَ على محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنين ما أنت أهلُهُ ، يا أرحَمَ الراحمينَ.

الظاء :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا ظاهرُ ، يا ظهيرُ ، يا ظليلَ الظلِّ ، يا ظهر

٩٢

اللاجئينَ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمّ الراحمينَ.

العين :

اللّهمَّ إني أسألك باسمكَ : يا عدلُ ، يا عادلُ ، يا عليُّ ، يا عالِي ، يا عليمُ ، يا علاّمُ ، يا عالمُ ، يا عزُّ ، يا عزيزُ ، يا عظيمُ ، يا عاضدُ ، يا عاطفُ ، يا عطوفُ ، يا عافِي ، يا عفوُّ ، يا عتيد الإمكانِ ، يا عجيبَ القدرةِ ، يا عريضَ الكبرياءِ ، يا عائداً بالجودِ ، يا عوّاداً بالفضلِ ، يا عاجل النّفعِ ، يا عامَّ المعروف ، يا عاملاً بإرادتهِ ، يا عامرَ السمواتِ بملائكتهِ ، يا عاصمَ المستعصمينَ ، يا عينَ المتوكلينَ ، يا عدةَ الواثقينَ ، يا عمادَ المعتمدينَ ، يا عونَ المؤمنينَ ، يا عياذَ العائذينَ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الغين :

اللّهمَّ إنّي أسألك باسمكَ : يا غنيُّ ، يا غالبُ ، يا غفورُ ، يا غفّارُ ، يا غافُر ، يا غفرانُ ، يا غامرَ خلقِهُ برحمتهِ ، يا غارسَ أشجار الجنانِ لأوليائهِ ، يا غالقَ أبوابِ النارِ عَلى اعدائهِ ، يا غوثَ كلِّ طريدٍ ، يا غِنى كلِّ فقيرٍ ، يا غايةَ الطالبينَ ، يا غياثَ المستغيثينَ. أن تصلّيَ على محمدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنتَ اهلهُ ، يا أرحم الراحمنَ.

الفاء :

اللّهمَّ إنّي أسألكَ باسمكَ : يا فاتحُ ، يا فتّاحُ ، يا فردُ ، يا فاصلُ ، يا فاخرُ ، يا فاطرُ ، يا فائقُ ، يا فاعلَ ما يشاءُ ، يا فعّالاً لما يريدُ ، يا فالقَ الحبِّ والنَوى ، يا فارجَ الهمِّ ، يا فائضَ البرِّ ، يا فاكَّ العتاةِ ، يا فالجَ الحجّةِ ، يا فارضَ

٩٣

الطاعةِ ، يا فرجَ كلِّ حزينٍ ، يا فخرَ الأولياء ، يا فاضَّ رؤوسِ الضلالةِ ، يا فاقةَ كلِّ مفقودٍ ، يا فارقَ كلِّ أمرٍ حكيمٍ ، يا فكاكَ الرَّقابِ منَ النّار ، يا فاديَ إسماعيلَ منَ الذبحِ ، يا فاتقَ السماواتِ والأرضِ بعدَ رتقهما. أن تصلّيَ على محمّدٍ وآله ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

القاف :

اللّهمَّ إني أسالكَ باسمكَ : يا قادرُ ، يا قديرُ ، يا قيّومُ ، يا قيّام ، يا قائمُ ، يا قاهرُ ، يا قهّارُ ، يا قديمُ ، يا قويُّ ، يا قريبُ ، يا قبلُ ، يا قدّوسُ ، يا قابضُ ، يا قاصدَ السبيلِ ، يا قاضيَ الحاجاتِ ، يا قاسمَ الأرزاقِ ، يا قاتلَ المردةِ ، يا قاصمَ الظلمةِ ، يا قامعَ الفجرة ، يا قاصفَ الشجرةِ الملعونةِ ، يا قبلَ القبلِ ، يا قابلَ التوب ، يا قائلَ الصّدقِ ، يا قاذفاً بالحقِّ ، يا قوامَ السماواتِ والأرضِ ، يا قوةَّ كلِّ ضعيفٍ ، يا قاصَّ نبأ الماضينَ ، يا قرةَ عينِ العابدينَ ، يا قائد المتوكلينَ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنين ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الكاف :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا كاملُ ، يا كالئ ، يا كبيرُ ، يا كائنُ ، يا كينونُ ، يا كريمُ ، يا كفيلُ ، يا كهيعص ، يا كافِي ، يا كافَّ الشرورِ ، يا كاسرَ الأحزابِ ، يا كافلَ موسَى ، يا كادرَ النّجومِ ، يا كاشطَ السماءِ ، يا كابتَ الأعداءِ ، يا كانفَ الأولياءِ ، يا كنزّ الفقراءِ ، يا كهفَ الضعفاءِ ، يا كثيرَ الخيرِ ، يا كاتبَ الحسناتِ ، يا كاشفَ الكربِ ، يا كاسيَ الجنوبِ العاريةِ ، يا كابسَ الأرضينَ عَلى الماءِ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

٩٤

اللام :

اللّهمَّ إني أسألكَ باسمكَ : يا لطيفُ ، يا لجأ اللاجئينَ ، يا لذيذَ الاسم ، يا ليّناً في تجبرهِ. أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآله ، وافعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الميم :

اللّهمّ إنّي أسألك باسمكَ : يا مزيلُ ، يا منيلُ ، يا مقيلُ ، يا مديلُ ، يا محيلُ ، يا مفيدُ ، يا مزيدُ ، يا مبيدُ ، يا مريدُ ، يا مجيدُ ، يا ماجدُ ، يا موجدُ ، يا منجدُ ، يا مرفدُ ، يا مرشدُ ، يا مسعدُ ، يا مؤيّدُ ، يا ممهّدُ ، يا مسدّد ، يا متوحّدُ ، يا منفردُ ، يا متفرّدُ ، يا مقصدُ ، يا موحدُ ، يا ممجّدُ ، يا مصّدقُ ، يا مقدسُ ، يا مسبّحُ ، يا مهلّلُ ، يا مكبّرُ ، يا مطهّرُ ، يا موقّرُ ، يا مبجّلُ ، يا مؤمّلُ ، يا منزّهُ ، يا مباركُ ، يا معظّمُ ، يا مكرّمُ ، يا مستغفرُ ، يا مسترزقُ ، يا مستنجدُ ، يا مستعصمُ ، يا مستحفظُ ، يا مُستهدّى ، يا مسترحمُ ، يا مستصرخُ ، يا مستجارُ ، يا مستعادُ ، يا مستعان ، يا مستغاثُ ، يا مُستكفَى ، يا معتمدُ ، يا مجتّدى ، يا مناجَى ، يا منادَى ، يا مخشى ، يا ممنّنُ ، يا منّانُ ، يا معتزُّ ، يا متعزّزُ ، يا متجاوزُ ، يا متقدّسُ ، يا متكبّرُ ، يا متجبّرُ ، يا متطهّرُ ، يا متسلّطُ ، يا متعظّمُ ، يا متكرّمُ ، يا متفضّلُ ، يا متطوّلُ ، يا متجلّلُ ، يا متحيّبُ ، يا مترحّمُ ، يا متحنّنُ ، يا متعطّفُ ، يا مترئّفُ ، يا متشرّفُ ، يا متعالِ ، يا محتجبُ ، يا مبتِلي ، يا مختبرُ ، يا ممتحّنُ ، يا مبينُ ، يا متينُ ، يا معين ، يا مكينُ ، يا ماكنُ ، يا مكوّنُ ، يا مزيّنُ ، يا مهوّنُ ، يا ملقّنُ ، يا مبيّنُ ، يا ممكّنُ ، يا محصّنُ ، يا مؤمنُ ، يا مهيمنُ ، يا متكلّمُ ، يا معلّمُ ، يا مقسّمُ ، يا معظّمُ ، يا مكرّمُ ، يا ملهمُ ، يا مفهّمُ ، يا مبدّلُ ، يا منوّلُ ، يا مذلّلُ ، يا مفضّلُ ، يا مفصّلُ ، يا منزّلُ ، يا معدّلُ ، يا مسهّلُ ، يا محوّل ، يا ممهّلُ ، يا موئلُ ، يا مرسلُ ، يا مجزلُ ، يا مجملُ ، يا محسنُ ، يا مكافي ، يا مقيمُ ، يا منعمُ ، يا منعامُ ، يا مفضلُ ، يا مفضالُ ، يا مصلحُ ، يا موضحُ ،

٩٥

يا منجحُ ، يا ممنحُ ، يا مانحُ ، يا منّاحُ ، يا مرتاحُ ، يا مؤنسُ ، يا منفّسُ ، يا محتجُّ ، يا مبلغُ ، يا مشفعُ ، يا ممتّعُ ، يا مطّلعُ ، يا مستمِعُ ، يا مرتفعُ ، يا مبتدعُ ، يا مخترعُ ، يا موسعُ ، يا منيعُ ، يا ممتنعُ ، يا مستطيعُ ، يا محيطُ ، يا مقسطُ ، يا مولى ، يا مليّ ، يا مملّكُ ، يا متملّكُ ، يا مالكُ ، يا مليكُ ، يا ملك ، يا مطاعُ ، يا ملاذُ ، يا معاذُ ، يا معيذُ، يا مجيبُ ، يا مستجيبُ ، يا مجابُ ، يا مقيتُ ، يا مغيثُ ، يا مستعلي ، يا مستغني ، يا مصرخُ ، يا منقذُ ، يا مخلّصُ ، يا ممحّصُ ، يا مخصّصُ ، يا معوّضُ ، يا منطقُ ، يا مطلقُ ، يا معتقُ ، يا مغلقُ ، يا مفرّقُ ، يا مطوّقُ ، يا موفّقُ ، يا مصدّقُ ، يا متجَلّ ، يا منجابُ ، يا مَخوفُ ، يا مَهوبُ ، يا مَهيبُ ، يا مُهابُ ، يا موهبُ ، يا مَرهوبُ ، يا مرَغوبُ ، يا مطلوبُ ، يا محجوبُ ، يا منيفُ ، يا مألوفُ ، يا موصوفُ ، يا معروفُ ، يا منعوتُ ، يا مشكورُ ، يا مذكورُ ، يا مشهورُ ، يا موجودُ ، يا معبودُ ، يا محمودُ ، يا مقصودُ ، يا موفودُ ، يا مسؤول ، يا مأمولُ ، يا مرجوُّ ، يا مدعوُّ ، يا ممدوحُ ، يا ممتحدحُ ، يا ممدحُ ، يا ممسكُ ، يا مهلكُ ، يا مدركُ ، يا مبوّئ ، يا مثوي ، يا مسوّي ، يا مقلّبُ ، يا مرغبُ ، يا مرهبُ ، يا مرتّبُ ، يا مسبّبُ ، يا محبّبُ ، يا مركّبُ ، يا معقبُ ، يا مخوّفُ ، يا مصرفُ ، يا مؤلفُ ، يا مكلّفُ ، يا مشرّفُ ، يا معرّفُ ، يا مضعفُ ، يا منصفُ ، يا مهني ، يا منبي ، يا موفي ، يا مرضي ، يا مرضيّ ، يا ممضي ، يا منجي ، يا محصي ، يا منشي ، يا مقني ، يا مجزي ، يا مجازي ، يا منتخبُ ، يا منتجبُ ، يا مصطفي ، يا مرتضي ، يا مجتبي ، يا مزكّي ، يا مختارُ ، يا مظفرُ ، يا مقدّرُ، يا مُقتَدِر ، يا مفتخرُ ، يا منتصرُ ، يا مستكبرُ ، يا منوّرُ، يا مصوّرُ ، يا مبصرُ ، يا مصبرُ ، يا مسخّرُ ، يا مغيّرُ ، يا مبشّرُ ، يا ميسّرُ ، يا مسّير ، يا مذكّرُ ، يا مدبّرُ ، يا مخبر ، يا محذرُ ، يا منذرُ ، يا منشرُ ، يا مقبرُ ، يا مرجِي ، يا مرتجي ، يا منجِي ، يا ملتجِي ، يا ملجأُ ، يا محسابُ ، يا مطلبُ ، يا مصيبُ ، يا مفرّجُ ، يا مسلّطُ ، يا مجيرُ ، يا مبيرُ ، يا محكمُ ، يا متقنُ ، يا مخفِي ، يا معلنُ ، يا مبقي ، يا مطعمُ ، يا مهينُ ، يا مكرمُ ، يا منتقمُ ، يا مسلمُ ، يا محلّلُ ، يا محرّم ، يا مقرّبُ ، يا مبعّدُ ، يا مثيبُ ، يا معذِبُ ، يا مخصبُ ، يا مجدبُ ، يا مقدّمُ ، يا مؤخّرُ ، يا مقلّلُ ، يا مكثّرُ ، يا معزُّ ، يا مذلُّ ، يا محيِي ، يا مميتُ ،

٩٦

يا موردُ ، يا مصدرُ ، يا مضعفُ ، يا مقوّي ، يا معيشُ ، يا متوفي ، يا مصحُّ ، يا مبرِئ ، يا ممرضُ ، يا مشفِي ، يا معلُّ ، يا مداوي ، يا معاقبُ ، يا معافِي ، يا مثبتُ ، يا ماحِي ، يا معيدُ ، يا مبدِي ، يا مضحكُ ، يا مبكي ، يا مضلُّ ، يا مهدِي ، يا مسعدُ ، يا مشقِي ، يا مدنِي ، يا مقضِي ، يا مفقرُ ، يا مغنِي ، يا مانعُ ، يا معطِي ، يا مبقِي ، يا مفني ، يا مرويَ الظمآن ، يا مشبعَ الغرثانَ ، يا مبليَ كلِّ جديدٍ ، يا مجدّدَ كلِّ بالٍ ، يا مظلمَ الليلِ ، يا مشرق النهارِ ، يا مسرجَ الشَمسِ ، يا منيرَ القمرِ ، يا مزهرَ النجومِ ، يا مطلِعَ النباتِ ، يا منبتَ الشجر ، يا مخالف طعمِ الثمرِ ، يا مُنبعَ العيونِ ، يا مثيرَ السّحاب ، يا مدجيَ الظلمة ، يا مشعشِعَ النور ، يا مهبَّ الرَياح ، يا مورقَ الأشجارِ ، يا مومضَ البرقِ ، يا مرزمَ الرعدِ ، يا ممطَر المطرِ ، يا مُهبِطَ الملائكةِ الى الأرضِ ، يا مرسيَ الجبالِ ، يا مجريَ الفلكِ ، يا مغطشَ الليلِ ، يا مولجَ الليلِ في النهارِ ومولجَ النهارِ في الليلِ ، يا مكوّرَ الليلِ على النهار ومكوّر النهارِ على الليلِ ، يا مخرجَ الحيَّ من الميتِ ومخرجَ الميتِ من الحيَّ ، يا مرخّص الأسعار ، يا معظّم البركةِ ، يا مباركَ في الأرضِ المقدسة ، يا مربح متاجريه ، يا مزيحَ العللِ ، يا مظهرَ الآياتِ ، يا مادَّ الظلِّ ، يا ممدَّ الأرضِ ، يا مموّرَ السماءِ ، يا مكيد المكر ، يا مستوجبَ الشكر ، يا منجزَ العِداتِ ، يا مؤديَ الأماناتِ ، يا منتهَى الرغباتِ ، يا متقبّلَ الحسناتِ ، يا مكفّر السيئاتِ ، يا مؤتي السؤلات ، يا مأمنَ الهالِع ، يا معقلَ الضارع ، يا مفزَع الفازِع ، يا مطمعَ الطامِع ، يا مأوَى الحيرانِ ، يا مخسئ الشيطانِ ، يا مضيء البرهانِ ، يا متمّمَ النعمِ ، يا مسبغَ المننِ ، يا مولي التطوّل ، يا مواتر الإنعامِ ، يا متتابعَ الإحسانِ ، يا مواليَ الإفضال ، يا متصلَ الآلاءِ ، يا مرادفَ النعماءِ ، يا مدِرَّ الأرزاقِ ، يا ملزمَ الدينِ ، يا موجبَ التعبدِ ، يا محقَ الحقِّ ، يا مبطلَ الباطلِ ، يا مميطَ الأذَى ، يا منعشاً من الصرعةِ ، يا محرِّكَ الحركاتِ ، يا محفوظَ الحفظِ ، يا مسلّي الأحزانِ ، يا مذهب الغمومِ ، يا موزعَ الشكرِ ، يا منهج الدّلالةِ ، يا مفعولَ الأمرِ ، يا متّسعَ الرَّحمةِ ، يا معدنَ العفوِ ، يا مخفّف الأثقالِ ، يا معشبَ البرِّ ، يا موطّدَ الجبالِ ، يا مفجّرَ البحارِ ، يا معذبَ الأنهارِ ، يا متكفّلاً بالرزقِ ، يا منخرَ العظامِ ، يا مستطيلَ

٩٧

القدرةِ ، يا مؤجّل الآجالِ ، يا موقتَ المواقيتِ ، يا مؤسّسَ الاُمورِ ، يا مكمّلَ الدينِ ، يا موضعَ كلِّ شكوَى ، يا مظلّلَ كلِّ شيءٍ ، يا مفتحَ الأبوابِ ، يا مكّاراً بالمترفينَ ، يا مخزيَ الكافرينَ ، يا مستدرجَ العاصينَ ، يا ماقتَّ أعمالِ المفسدينَ ، يا مبيّضَ وجوهِ المؤمنينَ ، يا مسوّدَ وجوهِ المجرمينَ ، يا مبدّدَ شملِ الباغينَ ، يا مجتثَّ أصلِ الطاغينَ ، يا متوّعداً بعذاب الجبارينَ ، يا مدحضَ كلمةِ الجاحدينَ ، يا مشّتتَ جمعِ المعاندينَ ، يا مفاجئاً بنكالهِ الظالمينَ ، يا مرغمَ اُنوفِ المستكبرينَ ، يا مخترماً بسطوتهِ المتجبرينَ ، يا مفلَّ حدِّ الناكثين ، يا مكلَّ سلاح القاسطينَ ، يا معفي آثارِ المارقينَ ، يا ممزّقَ ملكِ المتغلبينَ ، يا مرعبَ قلوبِ المحاربينَ ، يا مجنّبَ عقوبته الطائعينَ ، يا مباعداً بأسهُ عن التائبينَ ، يا موطّئ مسالكِ المتقين ، يا منضّرَ وجوهِ المتهجّدين ، يا مهيّئ اُمور المتوكلينَ ، يا مالَ المقلّينَ ، يا مهربَ الخائفينَ ، يا متوليَ الصالحينَ ، يا منى المحبّينَ ، يا مريحَ اللاغبينَ ، يا مخرسَ ألسنة المعاندينَ ، يا ملجمَ الجنَّ المتمردينَ ، يا مزوّجَ الحور العينِ ، يا محقّق أملِ الآملينَ ، يا مفيضَ عطيته علَى السائلينَ ، يا مديمَ نعمته على الشاكرينً ، يا مرجّحَ ميازينِ المطيعينَ ، يا مصعدَ أصواتِ الداعينَ ، يا معليَ دينه علَى كلِّ دينٍ ، يا مجيرَ غصصِ الملهوفينَ ، يا مزرعَ قبور العالمينَ ، يا مفحمَ بحجتهِ المجادلينَ ، يا مجلي عظائمِ الاُمور ، يا منتجعاً لكشفِ الضرِّ ، يا مستدَعى لبذلِ الرغائِب ، يا منزولاً بهِ كلّ حاجةٍ ، يا ماضيَ العلمِ فيما خلقَ ، يا ملقيَ الرواسِي في الأرضِ ، يا مربيَ نفقاتِ أهلِ التقوى ، يا مسكّنَ العروقِ الضاربة ، يا منوّم العيون الساهرة ، يا متلقّيَ العصاةِ بحلمهِ ، يا مملياً لمن لَجَّ في طغيانهِ ، يا معذراً إلى من تمادَى في غيِّهِ ، يا موصدَ النارِ على أهلِ معصيته ، يا مردفاً جندهُ بملائكتهِ ، يا مشريَ أنفسِ المؤمنينَ بجنتهِ ، يا مجلّلَ خلقه برداءِ رحمتهِ ، يا محلَّ كنوزِ أهلِ الغَنى ، يا مقرَّ السموات بغيرِ عمدِ ، يا مزلزلَ أقدامِ الأحزابِ ، يا منتزعَ المُلكِ ممّن يشاءُ ، يا مغرقَ فرعونَ وجنودِهُ ، يا مجاوزاً ببِني إسرائيلَ البحر ، يا مليّنَ الحديدِ لدوادَ ، يا مكلِّمَ موسَى تكليماً ، يا منادِيه من جانبِ الطّور ، يا مقيّظَ الركبِ ليوسفَ ، يا مبرّدَ نارِ الخليلِ ، يا مدمّراً على قومِ لوطٍ ، يا مُدَمدِماً علَى

٩٨

قومِ شعيبٍ ، يا متبّرَ الظّلمةِ ، يا مسأصل الكفرةِ ، يا متبَّ الفسقةِ ، يا مصطلمَ الفجرةِ ، ويا مدوّخَ المردةِ ، يا مبتَّ حبالِ الغَشمِ ، يا مُخملَ سوقِ الظّلمِ ، يا مزلفَ الجنةِ لمن أطاعهُ ، يا مسعِّرَ النار لمن ناواهُ ، يا موحيَ إلى عبدهِ ما أوحَى ، يا مبعثَر القبور بقدرتهِ ، يا محصّلَ ما في الصدورِ بعلمهِ ، يا مقصرَ الأبصارِ عن إدراكهِ ، يا مبايناً لخلقهِ في صفاتهِ ، يا محيِّرَ القلوبِ في شأنهِ ، يا مطفئ الأنوارِ بنورهِ ، يا مستعبدَ الأرباب بعزتهِ ِ، يا مستبقيَ الملكِ بوجههِ ، يا مالئ أركانه بعظمتهِ ، يا مبتدئ الخلق بقدرتهِ ، يا متأبّداً بخلودهِ ، يا متقدّماً بوعيدهِ ، يا متلطّفاً في ترغيبهِ ، يا مستولياً على سلطانهِ ، يا متمكّناً في ملكهِ ، يا مستوياً على عرشهِ ، يا متردّياً بكبريائهِ ، يا متأزّراً بعظمتهِ ، يا متسربلاً بجلالهِ ، يا مشتهراً بتجبّره ، يا مستأثراً بغيبهِ ، يا متمّاً نورهُ ، يا مدرجَ السعداءِ في غفرانهِ ، يا مُصلِيَ الأشقياءِ حرَّ نارهِ ، يا مدّخرَ الثواب لأوليائهِ ، يا معدَّ العقاب لأعدائهِ ، يا مطَمئنَ القلوب بذكرهِ ، يا مطيِّبَ النفوس بآلائهِ ، يا مفرّجَ عن المؤمنينَ بنصرهِ ، يا معرضَ أهلِ السقمِ لأجرهِ ، يا متعمّداً بفضلهِ ، يا متغمّداً بعفوه ، يا متودّداً بإحسانهِ ، يا متعرّفاً بامتنانهِ ، يا مغشياً برحمتهِ ، يا مئوياً في ظلهِ ، يا مجيباً بكرامتهِ ، يا مغدياً بآلائهِ ، يا مربياً بنعمائهِ ، يا مقرَّ عيونِ أوليائهِ ، يا ملبَسهم جُنّتهُ ، يا مؤتمنَ أنبيائهُ وأئمتهُ على وحيهِ ومستحفظّهم شرعهُ ومستخصّهم ببرهانه ومستخلصهم لدعوتهِ ومستصلحهم لعبادهِ ومستخلفهم في أرضهِ ومطلعهم على سرّهِ ومصطنعم لنفسهِ ومخلصهم بمشيتهِ ومريَهم ملوكتهُ ومسترعيهمُ الأنام ومورثهمُ الكتاب. أن تصليَ عَلى محمدٍ وآلهِ وافعل بي وبجميع المؤمنين ما أنت أهلهُ ، يا أرحم الراحمينً.

النون :

اللّهمّ إني أسألكَ باسمكَ : يا ناشرُ ، يا نافعُ ، يا نفّاعُ ، يا نفاحُ ، يا نصيرُ ، يا ناصرُ ، يا ناظرُ ، يا نورُ ، يا ناطقُ ، يا نوالُ ، يا ناهٍ عن المعاصي ، يا ناصبَ الجبالِ أوتاداً ، يا ناثر النجوم نثراً ، يا ناسفَ الجبالِ نسفاً ، يا نقياً من كلِّ جورٍ ، يا نافخَ النَّسمِ في الأجسادِ ، يا نائيَ في قربهِ ، يا نكالَ الظالمينَ ، يا نافذَ العلمِ ، يا

٩٩

نبيلَ العظمةِ والجلالِ ، يا نعمَ المولَى ، يا نعمَ النصيرِ ، أن تصلّيَ على محمدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

الواو :

اللّهمَّ إني أسألك باسمكَ : يا واحدُ ، يا واجدُ ، يا وليُّ ، يا والِي ، يا وفيُّ ، يا وافِي ، يا واقِي ، يا وكيلُ ، يا ودودُ ، يا وادُّ ، يا واهبُ ، يا وهّابُ ، يا وارثُ ، يا وترُ ، يا واسع الرحمةِ ، يا واصل النعمِ ، يا واضعَ الآصارِ(238) ، يا وثيقَ العهدِ ، يا وحيَّ الإجابةِ ، يا واعداً بالجنةِ ، يا واضح السبيلِ. أن تصلّي على محمدٍ وآله ، وأفعل بي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنتَ اهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

الهاء :

اللّهمَّ إني أسألك باسمكَ : يا هُوَ ، يا هُو ، يا هنيءَ العطاءِ ، يا هاديَ المضلينَ ، يا هازمَ الأحزابِ ، يا هاشم سوقِ الفجرةِ ، يا هاتك جنة الظلمة ، يا هادمَ بنيانِ البدعِ ، يا هادَّ ركنِ الضلالةِ ، أن تصلّيَ عَلى محمّدٍ وآلهِ ، وافعل بِي وبجميعِ المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحمَ الراحمينَ.

اللام ألف (لا) :

اللّهمَّ إنّي أسألكَ باسمكَ : يا لا إله إلاّ أنت(239) . أن تصلّي على محمدٍ وآلهِ ، وافعل بي وبجميع المؤمنينَ ما أنت أهلهُ ، يا أرحم الراحمينَ.

__________________

(238) في هامش (ر) : « هي : ما عقد من عهد ثقيل عليهم ، كقتلهم أنفسهم وقرض الجلد إذا أصابته النجاسة ، قاله الهروي. منهرحمه‌الله ».

(239) في هامش (ر) : « لا إله إلاّ أنت نعت يوجب تفردّه تعالى بالإلهية ، وليس باسم ، وإنما ذكرناه تبرّكاً به وتيمّناً ، ولاشتماله على كلمة الإخلاص وهي أفضل الكلام ، ولئلاّ يخلو حرف اللام ألف من ذكره تعالى. منهرحمه‌الله ».

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

اليوم السابع من الشهر

مثلهُ(١) .

اليوم الثامن من الشهر

يومٌ صالح مباركٌ مختار يصلح للحوائج إلا السّفر فلا تسافر فيه(٢) .

اليوم التاسع من الشهر

يومٌ صالح ، وليس فيه شيء تكرهه ، فاطلب فيه ما أحبَبتَ فإنّه يوم خفيف ، من يولد فيه يكون مرزوقاً في معيشته ولا يصيبه ضيق أبداً ، ويمدّ له في عمره ، ويكون صالحاً(٣) .

اليوم العاشر من الشهر

ولد فيه نوح بن لِمَكٍ صلّى الله عليه ، وهو يوم صالح للحرث والزرع والسّلف ولكلّ خيرٍ(٤) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦١ / ٣٩ باختلاف فيه.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٢ / ٤٤ باختلاف فيه.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٣ / ٤٩ باختلاف فيه.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٣ / ٥٤ باختلاف فيه.

٢٦١

اليوم الحادي عشر من الشهر

من هربَ فيه من السّلطان اُخذ ، ومن يولد فيه يكون مرزُوقاً في مَعيشَتِهِ ، ولا يموتُ حتّى يهرم ، ولا يفتقر ابداً(١) .

اليوم الثاني عشر من الشهر

مثله(٢) .

اليوم الثالث عشر من الشهر

يَومٌ نحسٌ ، وهو يوم سوء ، فاتَّقِ فيه السّلطان أو عمّاله وغير ذلك ، ولا تطلبنّ فيه حاجة أصلاً(٣) .

اليوم الرابع عشر من الشهر

يوم صالحٌ سعيدٌ مباركٌ لكل حاجة وكلّ شيء تريده ، ومن يولد فيه يعمّر طويلاً ويكون مشغوفاً بطلب العلم ، ويكثر ماله في آخر عمره(٤) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٤ / ٥٩. باختلاف يسير.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٥ / ذيل ٦٣. باختلاف فيه.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٥ / ٦٧. باختلاف فيه.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٦ / ٧٢. باختلاف فيه.

٢٦٢

اليوم الخامس عشر من الشهر

يوم صالح لكلّ حاجة تريدها ، ومن يولد فيه يكون أخرس أو ألثغ لا محالة(١) .

اليوم السادس عشر من الشهر

يوم نحس ، من يولد فيه يكون مجنوناً لا بدّ منه ، ومن يسافر فيه يهلك في سفره ذلك(٢) .

اليوم السابع عشر من الشهر

يومٌ صالح. قال ابن معمر في رواية اُخرى : يوم ثقيل لا يصلح لطلب الحوائج(٣) .

اليوم الثامن عشر من الشهر

يومٌ صالح للسفر ولطلب الحَوائج ، مباركٌ لكلّ ما تريد عمله فيه(٤) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٨ / ٨١. باختلاف يسير.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٧٠ / ٩٢. باختلاف يسير.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٧١ / ذيل ح ١٠١ و ١٠٢. باختلاف يسير.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٧٢ / ١٠٩. باختلاف يسير.

٢٦٣

اليوم التاسع عشر من الشهر

مثله(١) .

اليوم العشرون من الشهر

يوم مبارك جيّد ، يَصلح للسَّفَر أو طلب الحوائج(٢) .

اليوم الحادي والعشرون من الشهر

يوم نحس ، وهو يوم إراقة الدّم ، فلا تطلب فيه حاجة وتوقَّ ما استطعتَ(٣) .

اليوم الثاني والعشرون من الشهر

خفيف ، صالح لكلّ شيء يلتمس فيه(٤) .

اليوم الثالث والعشرون من الشهر

مثله(٥) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٧٤ / ذيل ح ١١٧.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٧٥ / ١٣٠ باختلاف يسير.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٧٧ / ١٣٩ باختلاف.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٧٨ / ١٤٧ باختلاف يسير.

(٥) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٧٩ / ذيل ح٥٢.

٢٦٤

اليوم الرابع والعشرون من الشهر

اليوم يوم نحس مشؤوم وهو الذي أصاب فيه أهل مصر تسع ضُروب من الآفات ، وهو يومُ سوء ، ومن مرض فيه لم يفق من مرضه ، فاتقه(١) .

اليوم الخامس والعشرون من الشهر

يوم جيّد مبارك ، فيه ضرب موسى البحر فانفلق ، وهو صالح غير أن مَن تزوّج فيه فرق بينهما كما فرق بين البحر(٢) .

اليوم السادس والعشرون من الشهر

يوم سفر وصالح لكل شيء تُريدُ(٣) .

اليوم السابع والعشرون من الشهر

يوم صالح لكل شيء تريده(٤) (٥) .

اليوم الثامن والعشرون من الشهر

يوم سعد ولد فيه يعقوب النبي صلوات الله عيله ، ومن يولد فيه

__________________

(١) اورده المجلسي في البحار ٥٩ : ١٧٢ ـ في اليوم الخامس والعشرين.

(٢) اورده المجلسي في البحار ٥٦ : ٨٤ / ١٨١ في اليوم السادس والعشرون.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٨٣ / ١٨٠ باختلاف فيه.

(٤) لم يرد اليوم السابع والعشرون في نسخة « ك » ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٥) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٨٥ / ١٨٩ باختلاف فيه.

٢٦٥

يكون مرزوقا ، مشغوفا ، محسناً إلى أهله وسائر النّاس ، ويعمر طويلاً ، وتصيبه الهموم ويبتلى في بصره(١) .

اليوم التاسع والعشرون من الشهر

صالح مباركٌ ، مختار لكلّ حاجة تريدها ، وللقاء الإخوان والأصدقاء والسّلطان ، وفعل البرّ وطلب الحوائج والحركة(٢) .

اليوم الثلاثون [ من الشهر ]

يوم سعد مبارك ، جيّد خفيف ، وهو يصلح لكلّ حاجة تلتمس فيه(٣) وباللهِ التوفيق.

يقول السيّد الإمام ، العالم العامل ، الفقيه الكامل ، العلامة الفاضل ، الزّاهد العابد ، الورع ، رضي الدين ، ركن الإسلام ، جمال العارفين ، أفضل السّادة ، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمد الطّاووس : وقد قدمنا في الفصل السّادس والثّلاثين من الجزء الثّاني(٤) دعاء عن مولانا الهاديعليه‌السلام مختصراً في تعقيب الصّبح ، تزول به نحوس الأيّام المحذورة من الشّهر(٥) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٨٧ / ١٩٨ باختلاف يسير.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٨٨ / ٢٠٦ باختلاف فيه.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٩٠ / ٢١٥ باختلاف يسير.

(٤) المراد به الجزء الثاني في كتاب فلاح السائل المفقود ، علماً بان المصنف; اشار اليه في مقدمة الفلاح عند ذكره للفصول ، وهو في الفصل السادس والثلاثين.

(٥) ذكر الكفعمي في آخر نسخة « ن » الرواية هذه بدعاء الامام الهاديعليه‌السلام بما نصه :

٢٦٦

الفصل الثالث والعشرون

فيما نذكره من حديث اليوم الّذي ترفع فيه أعمال كل شهر

أخبرني الشيخ حسين بن أحمد السّوراوي ، والشّيخ علّي بن يحيى الخيّاط الحلي ، والشيخ أسعد بن شفروة الأصفهاني بإسنادي منهم رضي الله عنهم الذي قدمته إلى جدّي السّعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطّوسي.

أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطار ، عن محمّد بن أحمد بن قتادة ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن علي بن أسباط ، عن عبد الصمّد بن بشير ، عن عنبسة بن نجاد ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « آخر خميس في الشّهر ترفعُ فيه أعمال الشّهر »(١) .

__________________

هذه الرواية رواها ابو السري سهل بن اسحاق الملقب بابي نواس قال : كنت أخدم الامام الهاديعليه‌السلام بسر من رأى ، واسعى في حوائجه ، فقلت له ذات يوم : يا سيدي الأيام النحسات في الشهر الى التوجه في الحوائج فيها فدلني على ما احترز به من مخاوفها فقال له : يا سهل ان لشيعتنا وموالينا عصمة لو سلكوا بها في لجج البحار وسباسب البيد لأمنوا بها من كل مخوف ، يا سهل اذا اصبحت فقل ثلاثاً ـ وكذلك اذا امسيت ـ هذا الدعاء ، وهو دعاء امير المؤمنينعليه‌السلام ليلة المبيت على فراش النبي (ص) وهو :

امسيت اللهم معتصماً بذمامك المنيع ، الذي لا يطاول ولا يحاول ، من شر كل غاشم وطارق ، من سائر ما خلقت من خلقك الصامت والناطق ، في جنة من كل خوف ، بلباس سابغة ، باهل نبيك محمدعليهم‌السلام محتجباً من كل قاصد لي الى أذية بجدار حصين ، لا خلاف في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم موقناً ان الحق لهم ومعهم ومنهم وبهم اوالي من والوا واجانب من جانبوا فصل على محمد وآله واعذني اللهم بهم من شر كل ما اتقيه ، ياعظيم حجزت الأعادي عني ببديع السموات والأرض انا( جعلنا من بين ايديهم سداً ومن خلفهم سداً فاغشيناهم فهم لا يبصرون ) .

(١) رواه المصنف في محاسبة النفس : ٢٤ نقلاً عن كتاب العلل للقزويني.

٢٦٧

أقول : وقد رويت هذا الحديث باسنادي إلى أبي جعفر محمّد بن بابويه ، من كتاب العلل قال فيه : عن عنبسة العابد قال : سمعتُ أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « آخر خميس في الشّهر تُرفعُ فيه الأعمال »(١) .

أقول : ورويت هذا الحديث ايضاً باسنادي إلى جدّي أبي جعفر الطوسي; ، عن أحمد بن عبدون ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن شيبان القزويني من كتابه كتاب علل الشّريعة فقال فيه : قال عبد الصّمد بن عبد الملك : سمعتُ أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « آخرُ خميس في الشّهر ترفع فيه الأعمال »(٢) .

وأقول : لَعلَ قائلاً يقول ـ أو يخطر بباله ـ أن كلّ يوم اثنين وخميس من كلّ أسبوع ترفع فيه أعمال العباد ، فما وجه هذه الأحاديث في تخصيصها الخميس الآخر من الشّهر وهي صحيحة الاسناد ؟

فالجواب : أنّ العرض من الأعمال ما هو جنس واحدٌ على التّحقيق من كلّ طريق ، لأنّ الملكين الحافظين بالنهار يعرضان عمل العبد في نهاره كما يختصّان بِهِ ، ومَلكي الليل يعرضان ما يعمله العبد في ليلة كما ينفردان به ، وقد تقدّم حديث في الجزء الأول من هذا ـ كتاب المهمّات والتتمات(٣) ـ في الفصل الرّابع عشر منه يتضمّن كيفية عرض الملكين الحافظين أيّام الدّنيا ، ثمّ يوم القيامة تعرض تلك الأعمال عرضاً آخر بعد اجتماعها عَلَى تفصيلها وحقيقتها ، فكذا لَعلّ كلّ يوم

__________________

(١) رواه الصدوق في علل الشرائع ٣٨١ / ٣.

(٢) رواه المصنف في محاسبة النفس : ٢٤.

(٣) أي تتمات مصباح المتهجد « للشيخ الطوسي » والتي جعلها السيد ابن طاووس عشرة اجزاء سماها ب‍ « المهمات والتتمات » ، فالاقبال في اعمال السنه و « الدروع » في اعمال ايام الشهر ، و « جمال الاسبوع » في اعمال الأيام السبعة ، و « فلاح السائل » في اعمال اليوم والليلة انظر : الذريعة ٨ : ١٤٦.

٢٦٨

اثنين وكل يوم خميس من غير اخر الشّهر تعرض الأعمال فيها عرضا خاصّاً ، أو من غير كشفٍ للملائكة ولا لأرواح الأنبياءعليهم‌السلام في الملأ الأعلى ، بل بوجه مستور عنهم بجملتها ثم تعرض أعمال كُلّ شَهرٍ آخر خميس فيه عرضاً عامّاً بتفصيل أعمال الشّهرِ بجملتها أو على وجه مكشوف للرّوحانييّن ، وإظهار تلك الأعمال على صفتها.

أقول : أفَلا ترى لو ان ملكاً استعرض كلّ يوم عمل صانع أو صاحب أو عبدٍ يعملُ شيئاً من المصنوعات في كلّ شَهر لخاصّته ، ثم لما تكملت تِلكَ الاعمال أواخِر الشهر أراد عرضها دفعةً واحدة ، وقد كان عَرفها قَبلَ ذلِكَ مَعرِفَةً واكِدَةً ، وانَّما عَرضَها جُملَةً بَعدَ تَكميلَها في الشَّهرِ ، إمّا لنفع صانعِها ، أو اظهارِ كمال خدمتهِ واعمالِ سَعادَتِهِ إن كانَت الاعمال من المرضيات ، وان كانت من أعمالِ الجَناياتِ فَلَعَلَ الغَرَضَ في عَرضِها جُملةً عِندَ اجتماعِها بما فيها مِنَ السَّيئاتِ ، لِيكُونَ أعذَرَ لمولاهُ في مَؤاخذَتِهِ لِعَبدِهِ عِندَ جنايَتِهِ ، أو لِكَشفِ فَضلِ العَفوِ عَنهُ إن تَدارَكَهُ بِعفوه ورَحمَتِهِ.

أقولُ : وعلى كُلِّ حالٍ فَقد عَرَّفناكض أوَ ذكَّرناكَ بهذِهِ الرواياتِ وَبَعضَ طُرقِها علَى التَّفصيلِ دُونَ الإجمالِ ، وإذا لم تحصُل من ذلِكَ عَلى يَقينٍ ، ولا تجريها مجرى أمثالها مِن الرِّوايات في فُروعِ الفِقهِ والدّينِ ، فلا أقل أن يَكونَ الخطَرَ بها من جُملَةِ الضَّررِ المظنونِ ، فَتَراعي عِند كُلِّ خميسٍ في آخِرَ شَهركَ ما عَملتَهُ فيه من أعمالِ ظاهِرِكَ وسِترِكَ ، وتَذكُرُ اجتمَاعَهَا وكثرتها ، ورُبّما لا تَعرِفُ عُيُوبها وَمَضرّتها ، لأنَّ الإنسانَ في الغالِب لا يَعرِفُ عُيُوب نَفسِهِ عَلَى التَّحقيق ، وإن رأى لها عَيباً فَإنَّهُ يَراهُ دُونَ ما يَراهُ عِندَ عَدُوّهِ أو عِندَ الرَّفيقِ.

٢٦٩

وليكن عَلَيكَ من هذا الحديثِ آثارُ وُجوبِ التحرَّز عن الضَّرَرِ المظنونِ ، ودَلائِلِ التَصديقِ ، وما كُنتَ ما اهتَمَمتَ بحِفظِ أعمالِ الشَّهرِ المشارِ إليهِ ، ولا خائِفٌ من عَرضِ أعمالِهِ في آخِر خميسٍ كما دل النَّقلُ عَلَيهِ ، وما كانَ ذلِكَ لِتَركٍ لمعرفةِ أعمالِك لِعُذرٍ مِن نِسيانٍ ، أو سَبَبٍ يَقبَلهُ اللهُ جَلَّ جَلالُهُ من أعذارِ إهمالك ، ولا لِعقُوبَةٍ قَضَت طَردَ الله جلَّ جَلالُهُ لَكَ عن محاسَبةِ في نَفسكَ مُعاملَتِهِ ، فَقَد ذَكَرنا في عَمَلِ اليَومِ واللَّيلَةِ من هذا الكتابِ بَيان أنَّ اللهَ جلَّ جَلالُهُ قَد يخذُلُ بَعض العِبادِ العُصاة عن خِدمَتِهِ تارةً بالنّسيانِ ، وتارَةً بالنّوم ، وتارةً بِسَلبِ بَعضِ الألطافِ ، عُقُوبةً لهم على مَعصيتِهِ.

أقول : فَإن كنتَ واثقاً ـ وهيهات ـ أنَّكَ سَلِمتَ في شَهرِكَ من الجناياتِ في سائِرِ الحركاتِ والسّكناتِ ، فَأحمد اللهَ جلَّ جلالُهُ على توفيقِهِ وعنايَتِهِ ، واسألهُ زيادَةَ السَّعادَةِ بِطاعَتِهِ. وإن كُنتَ تَعلَم أنَّكَ ما سَلِمتَ من التّقصيرِ ، فَتُب من الآنِ تَوبَة نَصوحاً ، يوافقُ بها السّر الاعلان. وإن لم يحضَر قلبكَ ، ولا أطاعكَ هواكَ ، وغَلَبتكَ نفسكَ ودُنياكَ ، لِقِلَةِ معرفتكَ بِربّكَ ، وجَهلكَ بِعَظيمِ ذَنبِكَ ، من أن تَتُوبَ على التَّحقيقِ ، فاسأل الله جلَّ جَلالُهُ بلسانِ حالِ الذُل لتَوفيق زوالِ أمراضِ دينِكَ ، وأن يَزيدَ في يقينِكَ ، فَإنَّكَ تجدهُ جلَّ جَلالُهُ أرحمُ بِكَ من كُلِّ شفيقٍ ، واطلُب منهُ أن يَعفُو عَنك عَفوَ الرَّحمةِ المضاعَفَة بِغيرِ معاتَبَةٍ ولا مُواقفةً ، وأن تَعذّر منكَ طَلَبَ العَفو على صِفاتِ الذِّلَة والعُبُوديَّةِ ، فَقَد رَغَبتكَ ونَفسكَ إلى أخذِ القودِ مِنكَ بيدِ عَدلِ القُدرةِ الإلهيَّةِ.

وَقَد شَرَحنا لَكَ ذلِكَ عِند المحاسَبَةِ لِلحَفَظَةِ الكرامِ في الجزء الأوَّلِ من عَمَلِ اليومِ والليلةِ فاعمَل بما هناكَ من المهامِ ، فَقَد عَرَفتَ من نَفسِكَ الضَّعف

٢٧٠

عَن يَسيرٍ من الهوانِ ، وعن الكلمة اليَسيرةِ تَقعُ في حقِّكَ من إنسانٍ ، فكيفَ تكونُ إذا فضحتكَ ذُنوبكَ بَينِ أهلِ المغاربِ والمشارِق الّذينَ كنتُ تُوثِرهُم على الخالِقِ الرّازِقِ ، وتَستُر حالكَ عنهم ، وتَقدّم رضاهُم على رِضا مَولاكَ الذي هُوَ واللهِ أهَمُّ منكَ ومنهم. ثمَّ ترى نفسكَ وقد خرجَ من يديكَ رضا مولاكَ ، وما نَفَعَكَ أهلُ دُنياكَ ، وشمتَ بك حُسّادكَ ومن يُريدُ أذاك ، وصِرتَ في أسرِ الغضبِ وهول الهلاكَ. أما عَرفْتَ مقالَ مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وَهُوَ جَهينةِ الخبرِ بما تنتهي أحوالُ العبادِ إليه : « واعلَموا أنهُ ليس لهذا الجلدِ الرَّقيقِ صبر على النّارِ ، ( فارحموا نُفوسَكم فانكم قد جربتموها )(١) في مصائِبِ الدّنيا فَرَأيتم جَزَعَ أحدكم من الشَّوكةِ تُصيبُه ، والعَثرة تدمِيه ، والرَمضاءُ تحرِقُهُ. فكيفَ إذا كان بين طابقين من نارٍ ، ضجيع حَجَرٍ وقرين شيطانٍ ؟ اما عَلِمتُم أنَّ مالِكاً إذا غَضِبَ عَلَى النّارِ حَطَمَ بَعضها بَعضاً لِغَضَبهِ ، وإذا زَجَرَها تَوَثبت بينَ أبوابها جزعاً من زَجرَتِهِ ؟ أيّها اليفنُ(٢) الكبير الّذي قَد لهزَهُ القَتيرُ(٣) ، كيف أنت إذا التَحمت أطواقُ النّيرانِ بعظامِ الأعناقِ ( ونَشبتِ )(٤) الجوامِع حتّى أكَلت لحومَ السّواعِد »(٥) .

أ قول : فَهَل هذا مّما يقدر الإنسانُ على احتمالِهِ ، أو يُهَوِّن العاقل بأهوالِهِ ؟! وهَبكَ ما تصدِّقُ بِذلكَ ، أمّا تجوَّزُ تجويراً أن يكون اللهَ جَلَّ جَلالُهُ صادِقاً في وعيدِهِ ومَقالِهِ ؟! فَلأيّ حالٍ ما تَستَظهِرُ لنفسك حَتَّى تسلِمَ من عذابهِ ونكالهِ ؟!.

__________________

(١) في نسخة « ك » :وقد جربتم ، واثبتنا ما في نسخة المجلسي وهي الموافقة لما في نهج البلاغة.

(٢) اليفن : الشيخ الكبير. الصحاح ـ يفن ـ ٦ : ٢٢١٩.

(٣) لهزه القتير : أي خالطه الشيب لسان العرب ـ لهز ـ ٥ : ٤٠٧.

(٤) في نسخة « ك » : وتشبثت ، واثبتنا ما في نسخة المجلسي وهي الموافقة لنهج البلاغة.

(٥) خطبة امير المؤمنين في نهج البلاغة ٢ : ١٣٥ / خطبة ١٧٨ ، ونقله المجلسي في البحار ٨ : ٣٠٦ / ٦٨.

٢٧١

أقُولُ : ولَقَد ذَكره أبو محمّدٍ جَعفَر بن أحمدٍ القُمي في كتابِ زُهدِ النَّبي صلوات الله عليه وآله ( ان جبرئيلعليه‌السلام جاء إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )(١) من اللهِ عزّ وجَل مافيه بَلاغٌ. وهذا جَعفر بن أحمدٍ عَظيم الشّانِ من الأعيانِ ، ذَكَرَ الكراجكيّ في كتابِ الفهرستِ أنَهُ صَنَّفَ مائتين وعشرينَ كتاباً بِقُم والرَّي ، فقال : حَدَّثنا الشريفُ أبو جعفرٍ محمّد بن أحمد العَلَوي; ، قالَ : حَدَّثني عَلي بن الحسنِ شاذانِ ، حَدَّثنا محمّد بن علي بن الحسن ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو حفصٍ ، حَدَّثنا عصمة بن الفَضل ، حَدَّثنا يحيى ، عَن يُوسِفُ بن زيادٍ ، عن عَبد الملكِ بن الاصبهاني ، عَن الحسنِ قال : جاءَ جِبرئيل إلى النَّبي صلوات الله عليه وآله في ساعَةٍ ما كانَ يأتيهِ فيها ، فَجاءهُ عِندَ الزّوالِ وهو مُتغَيّر اللونِ ، وكَانَ النَّبيّ صَلواتُ الله عليهِ وآلِهِ يَسمعُ حسَّهُ وَجَرَسَهُ ، فَلَم يَسمَعْهُ يَومَئِذٍ ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يا جبرئيلَ مالي أراكَ جِئتني في ساعةٍ ما كنت تجيئني فيها ، وأرى لَونكَ متغيّراً ، وكُنتُ أسمع حِسَّكَ وجَرَسكَ ولم أسمعه اليومَ » ؟.

فقالَ : « إنّي جئتُ حين أمَرَ اللهُ بمنافِخِ النّار قوضعت على النَّارِ ، والّذي بَعَثَكَ بالحقَّ نبيّاً ما سمعتُ مُنذُ خُلِقتُ النَّار »

قال : « يا جبرئيلَ ( أخبرني )(٢) عن النّار وخَوِّفني بها ».

فقال : « انَّ اللهَ خَلَقَ النّارَ حينَ خَلَقَها فأبراها فَأوقَدَ عَليها ألفَ عامٍ

__________________

(١) اثبتناه من نسخة « ن ».

(٢) أثبتناه من نسخة المجلسي حيث لم ترد في نسختي « ك » و« ن ».

٢٧٢

حَتَّى اسوَدَّت ، فَهي سوداءُ مظلمةُ لا يضيء (جمرها ولاينطفي لهبها)(١) . والذّي بَعثَكَ بالحقِّ نَبيّاً ، لو أنّ مِثلَ خرقِ الإبرة خَرَجَ منها على أهل الأرض لاحترقوا من عن(٢) آخِرِهم ، ولو أن رَجلاً اُدخلَ جَهَنّم ثم اُخرج منها لمات أهل الأرض جميعاً حين يَنظُرون إليه لما يرونَ به ، ولو أنَّ ذراعاً من السّلسلةِ الّتي ذكر اللهُ في كتابهِ وضِعَت على جميع جبال الدُّنيا لذابت من عند آخِرِها حتّى تَبلُغَ الإرض ثمَّ ما استقلَّت أبداً ، ولو أنَّ بعض خُزّانِ جهنّمَ التّسعة عشر نظر إليه أهل الأرض لماتوا حين ينظرون إليهِ من تشوِّه خلقهِ ، ولو أنّ ثوباً من ثياب أهلِ جَهَنَّم عُلِّقَ بينَ السّماءِ والأرضِ لماتَ أهل الأرض من نَتنِ ريحِهِ ».

فقال رَسوُل اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « حَسبُكَ ياجبرئيلَ ، لا أتصدّع فأمُوتُ » وأكبَّ وأطرقَ يبكي.

فقال جبرئيل : « لماذا تَبكي وأنت من الله بالمكانِ الّذي أنت به ؟ ».

قال : « وما مَنعَني ألاّ أبكي وأنا أحَقُّ بالبكاء ، أخاف ألاّ أكون عَلَى الحال الّتي أصبَحتُ عليها ».

فلَم يَزالا يبكيان حَتّى ناداهما ملكٌ من السّماء : « يا جبرئيل ويا محمّد ، إنّ الله قد آمَنكما مِن أن تَعصيا فيعذبكما »(٣) .

وقال ـ ايضاً ـ أبو محمد جعفر بن أحمد القمي في كتاب زهد النّبي صلوات الله عليه وآله ، فيما رواه عن عَمرو بن خالد ، عن زيد بن عليعليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليعليه‌السلام قال : « ربّما خوّفنا رسول الله صلى الله عليه

__________________

(١) في نسخة « ك » : لهبها ولا لهبها ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : من عند ، وما اثبتناه من نسخة « ن » والبحار.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٨ : ٣٠٥ / ٦٤.

٢٧٣

وآله فيقول : والّذي نفس محمّد بيده لو أن قطرةً من الزّقّوم قطرت على جبالِ الأرض لساخَت أسفَل سَبع أرضين ولمّا أطاقته ، فكيف بمن هو طعامه ؟! ولو أنّ قطرةً من الغسلين أو من الصّديد قطرت على جبال الأرض لساخَت أسفَل سبع أرضين ولما أطاقَته ، فكيفَ بمن هو شرابُه ؟! والّذي نَفسي بيدِهِ لو أن مقماعاً واحداً مما ذكره الله في كتابه وضع على جبال الأرض لساخَت إلى أسفَل سَبع أرَضينَ ولما أطاقته ، فكيف بمن يُقمَعُ به يوم القيامةِ في النّار ؟»(١) .

وقال ـ ايضاً ـ مؤلف كتاب زُهد النّبيّ صلوات الله عليه وآله قال : لمّا نزلَت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ *لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ) (٢) بكى رسول الله صلّى عليه وآله بكاءً شديداً وبكى أصحابه ، ولا يدرون ما نزل به جبرئيلعليه‌السلام ، ولم يستطع أحد من أصحابه أن يكلّمه ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا رأى فاطمة فرح بها ، فانطلق بعض أصحابه إلى باب فاطمة وبين يديها شيء من شعير وهي تطحن وتقول : « ما عند الله خيرٌ وأبقى ».

قال : فقال : السلام عليك يا بنت رسول الله.

فقالت : « وعليك السّلام ، ما جاء بكَ ؟ ».

قال : تركت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باكياً حزيناً ، ولا أدري ما نزل به جبرئيل !!.

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٨ : ٣٠٢ / ٦١.

(٢) الحجر ١٥ : ٤٣ ـ ٤٤.

٢٧٤

فقالت : « تنحّ [ من ] بين يديّ أضم إليّ ثيابي وأنطلق إلى رسول الله لعلّه يخبرني بما نزل به جبرئيل ».

قال : فلبست فاطمة شملةً من صوف خلقاناً ، قد خيطت باثني عشر مكاناً من سعف النّخل ، فلمّا خرجت فاطمةعليها‌السلام نظر إليها سلمانرضي‌الله‌عنه فوضع يده على رأسه وهو ينادي : ( واحزناه )(١) إن قيصر وكسرى لفي السّندس والحرير ، وابنة محمّد عليها شملة من صوفٍ قد خيطت باثني عشر مكاناً بسعف النّخل.

فلّما دخلت فاطمةعليها‌السلام على رسول الله قالت : « يا رسول الله ، إنّ سلمان تعجَبَ من لِباسي ، فَوَالذّي بعثك بالحقّ نبيّا مالي ولعليّ منذ خمس سنين إلاّ ( مسك )(٢) كبشٍ ، تَعلفُ عليه بالنّهار بعيرنا ، فإذا كان الليل افترشناهُ ، وإن مرفَقَتنا(٣) لمن أدم حَشوها ليف النَّخلِ ».

قال النّبيّعليه‌السلام : « يا سلمان ، ويح ابنتي فاطمة ، لَعلّها تكون في الخَيل السّوابِق ».

قالت : « يا رسول الله ، فدتك نفسي يا أبَه ، ما الَّذي أبكاك ؟ ».

قال : « كيف لا أبكي وقد نزل جبرئيل بهذه الآية :( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ *لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ) »(٤) .

__________________

(١) في نسخة « ك » واحرباه لي من محمد ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : مثل ، وفي نسخة « ن » : مشك ، واثبتنا ما في نسخة المجلسي وهو الصواب ، والمسك ( بالفتح ) الجلد.

(٣) المرفقة : المتكأ والمخدة. لسان العرب ١٠ : ١١٩.

(٤) الحجر ١٥ : ٤٣ ـ ٤٤.

٢٧٥

قال فسقَطَت فَاطمَة على وَجهها وهي تقول : « الوَيلُ ثمّ الوَيل لمن دَخَل النّار ».

قال : فَسَمع ذلكَ سلمان فقال : يا ليتني كنتُ كبشاً لأهلي فأكلوا لحمي ومزقوا جلدي ولم أسمع بذكر النّار.

وقال عمّار : يا ليتني كنتُ طائراً في القفار ولم يكن عليّ حساب ولا عذابٌ.

ثم خرج عليٌّعليه‌السلام وهو يقولُ : « ياليتني لم تلدني اُمّي ، ويا ليت السِّباع مزقت لحمي ولم اسمع بذكر النّار » ثمّ وضع يده على راسه ( وجعل يبكي و )(١) يقول : « وا بُعد سفراه ، وا قلّة زاداه ، في سفر القيامة يذهبون ، وبين الجنّة والنّار يتردّدون ، وبكلاليب النّار ( يتخطفون )(٢) ، مرضى لا يعاد سقيمُهم ، وجرحى لا يداوى جريحهم ، ولا يفكّ أسيرهم ، ولا يعاد مريضهم ، ولا يجار ( قتيلهُم )(٣) من النّار ياكلون ، ومن النّار يشربون ، وبين أطباق النّيران يتقلّبون ».

فلقيه بلال فقال : يا أمير المؤمنين ما لي أراك باكياً ؟.

قال : « الويل لي ولك يا بلال إن كان مصيرنا إلى النّار ، ولباسُنا بعد القطن والكتان نلبس من مقطعات النّيران. الويل لي ولك يا بلال إن كان معانقُنا بعد الأزواج نقرن مع الشياطين في النّار » ثمّ تفرقا(٤) .

أقول : ولقد رأيت في احاديث النَبيّ صَلَواتُ الله عليه وآله ما سيأتي الإشارة إليه ، وأنّ أهل النّار إذا دخلوها وعجزوا عن أنكالها وأهوالها ، ورأوها كما

__________________

(١) اثبتناه من نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : يختطفون ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٣) كذا ، ولم ترد في نسخة « ن ».

(٤) نقله المجلسي في البحار ٨ : ٣٠٣ / ٦٢.

٢٧٦

قال زين العابدين صلوات الله عليه : « لا تبقي على من تضرّع إليها ، ولا ترحم من استعطفها واستبتل إليها ، ولا تقدر على التخفيف عمّن خشع لها واستسلم إليها ، تلقى سكانها باحَرَّ ما لَديها من أليمِ النّكال ، وشديد الوبال ».

وفي الحديث عن النبّيّ صلوات الله عليه وآله كما أشرنا إليه أنّهم يعرفون أنّ أهل الجنّة في نعيم عظيم فيؤمّلون أن يطعموهم أو يسقوهم ليخفَ عنهم بعض العذاب الأليم ، كما قال جلّ جلاله :( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ) (١) قال : « فَيحبسُ عَنهُم الجوابُ أربَعينَ سَنَةً ، ثمَّ يجيبونهم بلسان الاحتقار والتّهوّن( إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ) (٢) فَيَرون أنَّ الخزنَة عِندهُم يشاهدونَ ما قد نزل بهم من المصائب فيؤملون أن يجدوا عندهم ( فرجاً )(٣) بسبب من الأسباب ، فقال الله جلّ جَلالُه( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ) (٤) ».

ففي الحديث : أنهُم يُعرِضُون عنهم في الجوابِ أربعين سنة ثمّ يجيبونهم بعد خيبة الآمال( قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ ) (٥) فإذا ايسوا من خزنة جهنم رجعوا إلى مالك مقدّم الخزّان وقالوا لعلّه أرحم بهم من الخرنة ، ولعلّه يخلصهُم من ذلك الهوان ، وأمّلوا أن يشفع لهم ، وتعلّلوا بعسى وليت ولعلّ ذلك يكون( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ) (٦) فروي في الحديث : أنّه

__________________

(١ و ٢) الأعراف ٧ : ٥٠.

(٣) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٤) غافر ٤٠ : ٤٩.

(٥) غافر ٤٠ : ٥٠.

(٦) الزخرف ٤٣ : ٧٧.

٢٧٧

يعرض عنهم في الجواب أربعين سنةً ثمّ يجيبهم وقد هلكوا في العذاب الهون فيقول لهم( إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ) (١) .

فإذا أيسوا من مالك رَجعوا إلى مولاهُم المالك ، الَّذي كان أهون شيء عندهم في دنياهم ، وكان قد آثر كُلّ واحد منهم عليه هواه مدّة الحياة ، وقد كان قرّر عِندهُم بالعقل والنّقل أنّه أوضح لهم على يد الهداة سبيل النجاة ، وعرّفهم بلسان الحال أنهم الملقون بأنفسهم إلى دار النّكال والأهوال ، وأن بابَ القبول يغلق عن الكفّار بالممات أبدَ الآبدين ، وكان يقول لهم أوقات كانوا في الحياة الدنيا من المكلّفين بلسان الحال الواضح المبين : هب أنّكُم ما صدقتموني في هذا المقال ، أما تجوزون أن اكون من الصادقين ؟ فكيف تُقدِمُونَ عَلَى أن تعرضوا عنّي إعراض من يشهدُ بتكذيبي وتكذيب من صدّقني من المرسلين والعارفين ؟ وهلاّ تحرزتم من هذا الضّر ( المحذَّر )(٢) الهائل ؟ أما سمعتم بكثرة المرسلين وتكرار الرّسائل ؟.

ثمّ كرّر جل جلاله مواقفتهم وهم في النّار ببيان المقال فقال( أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ) (٣) فقالوا( رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ *رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ) (٤) فَيُعرضُ الله جَلّ جَلالُهُ عنهُم في الجواب ، لأنَّ جوابَهُ جلّ جلالُهُ كان كما قلناهُ قد تَقَدّمَ في الدُّنيا أيّام كانَ يَدعُوهُم إليه ببيان المقالِ ولِسان الحالِ ، ويُبالغ في الخِطاب وهُم لايلتفتون إليه بسببٍ من الأسباب ، فيبقون أربعين سنةً في ذلّ الهوان ، وعذاب

__________________

(١) الزخرف ٤٣ : ٧٧.

(٢) في نسخة « ك » : المجوز ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٣) المؤمنون ٢٣ : ١٠٥.

(٤) المؤمنون ٢٣ : ١٠٦ ـ ١٠٧.

٢٧٨

النّيران ، لا يجابون ولا يكلّمون ، ثم يجيبهم بعد أربعين سنة فيقول جلّ جَلاله( اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ) (١) .

قال : فعند ذلك ييأسون من كلّ فَرَج وراحةٍ ، وتُغلق أبوابُ جَهَنَّمَ عليهِم ، وتدومُ لَديهم مآتمُ الهلاكِ والشّهيق والزَّفير والصّراخ والنّياحة.

أقول : فهل هذا أو بَعضُهُ مماّ يجوز التّهوينُ به لذوي الألباب ، ولو كان الإنسان شاكاً في الحساب أما يجوز صدق الانبياء والمرسلينَ ؟ ما هذه المصيبة الهائلة الغفلة أيُّ مسكين ؟.

وكأني ببعض الغافلين يقول : هذا العذابُ لِلكافرين ، ويعتقد أنّه من المصدّقينَ الموقنين المؤمنين ، وهو يرى من نفسهِ أنّ وعُود اللهِ جلّ جلاله عنده أضعف الوُعُودِ ، وأنّه لا يسكن أليها إلاّ بشيء عنده موجودٌ. وأن وَعدَ بعض العباد أقوى في نفسه من وعد سلطان المعاد. ويرى أنّ وعيد الله جلّ جلاله أهون من كلّ وعيد ، وأنّه لو توعّده سلطان ببعض هذا التّهديد عجز عن الصّبر والسّكون ، وهجر رقاد العيون ، وتوصل في رضاه بأبلغ ما يكون.

وقد شرحنا لك فيما ذكرناه عند ركعة الوتر في الجزء الثّاني من كتاب فلاح السّائل ونجاح المسائل ، فانظُر ما هناك ، وما عمل الله جلّ جلاله معك من الإحسان ، وما عملت في الجواب من التهوين والاستخفاف بنفسك والعصيان. وهناك تعلم هل أنت من أهل الإيمان أو من أهلِ الكفران. وانظر فيما ذكرناه في ذلك المكان من الدّواء فداويه عقلك وقلبك بغاية الإمكان ، فلا بدّ لك من يوم

__________________

(١) المؤمنون ٢٣ : ١٠٨.

٢٧٩

تموت فيه وترمى في بئر النّسيان والهوان(١) .

أقول : ولكن قل الآن إن كنت من أهل الإيمان ، ما روينا بعض معناه عن الإمام الطّاهر محمّد بن عليّ الباقر عليه وعلى وآبنائه الصّلاة والسّلام والتّحيّة والإكرام : « اللّهُمَّ إنّكَ وهبتنا أجل شيء عندك وهو الإيمان بك من غير سؤال ، فلا تحرمنا ما دون ذلك من الغفران مع المسألة والابتهال ، فأنت الذي يغني علمه عن المقال ، وكرمه عن السؤال ».

أقول : وما روي عن الصّادق صلوات الله عليه أنّه يمحو ذنوب قائله ويتمّ النعمة عليه : « يا من وعد فوفى ، وتوعد فعفى ، صلّ على محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ، واغفر لمن ظلم وأساء واعتدى ، ولا اهلك وأنت الرّجاء »(٢) .

أقول : ثمّ قل ما في معناه :

يا مَنْ إذا وقفَ الوفودُ ببابهِ

ألهى شريدَهُمُ عنِ الاوطانِ

أنا عبدُ نعمتِكَ التي ملأتْ يدي

وربيبُ مَغناكَ الذي أغناني

جِزتُ الملوكَ ومَنْ يؤمّلُ رفدهُ

ووقفتُ حيثُ ارى الندى ويَراني

* * *

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٨ : ٣٠٤ / ٦٣.

(٢) روى الكفعمي صدر الحديث في مصباحه : ٧٩.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317