الشيعة تجيب

الشيعة تجيب0%

الشيعة تجيب مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 191

الشيعة تجيب

مؤلف: سيد رضا حسيني نسب
تصنيف:

الصفحات: 191
المشاهدات: 41733
تحميل: 5306

توضيحات:

الشيعة تجيب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 191 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41733 / تحميل: 5306
الحجم الحجم الحجم
الشيعة تجيب

الشيعة تجيب

مؤلف:
العربية

السؤال الثالث

لماذا تقولون إنّ عليّاًعليه‌السلام وصيّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وخليفته ؟

الجواب:

أشرنا - في الجواب على السؤال السابق - إلى أنّ الشيعة تعتقد بوضوح أنّ الخلافة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله منصوصةٌ، وتعتقد أنّ الإمامة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تساوق النبوّة من جهات عديدة، فكما أنّ تعيين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من الله، كذلك تعيين وصيّه وخليفته يجب أن يكون من الله جلّ وعلا.

وتاريخ حياة نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد لما نقول ; حيث نراهصلى‌الله‌عليه‌وآله عرّف عليّاً للناس في مواطن متعدّدة بعنوان الولي والخليفة من بعده، ونحن نكتفي بذكر ثلاث منها:

١ - في بدء البعثة المباركة، وعندما اُمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بدعوة عشيرته للتوحيد بقوله تعالى:( وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَقْرَبِينَ ) (١) ، خاطب الحاضرين بقوله:

إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟

____________________

(١) الشعراء: ٢١٤.

٢١

فأحجم القوم عنها جميعاً، إلاّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فعندها التفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الى الحاضرين وقال:

إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا(١)

٢ - قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام في غزوة تبوك:

أفلا ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ؟ !(٢)

يعني أنّه كما كان هارونعليه‌السلام الوصيّ المباشر ومن دون فصل لموسىعليه‌السلام ، كذلك أنت وصيّي وخليفتي.

٣ - في السنة العاشرة من الهجرة وعند رجوع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حجّة الوداع وفي منطقة «غدير خم» و أمام حشود بشريّة عظيمة من المسلمين عرّف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً بعنوانه وليّاً للمسلمين، فقال:

«من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه»

الأمر الجالب للانتباه هو قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل ذلك وفي أول خطبته حيث قال:

«ألَستُ أولى بكم من أنفسكم ؟»

فأجابه المسلمون أجمع بقولهم: بلى.

وينبغي القول بأن مراد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من قوله: «مولاه» هو أولويّته بالمؤمنين وولايته عليهم و أنّه صاحب الاختيار التامّ فيهم. ويمكن أن

____________________

(١) تاريخ الطبري، ج ٢، ص ٦٣. الكامل في التاريخ، ج ٢، ص ٤٠ - ٤١. مسند أحمد، ج ١، ص ١١١. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ١٣، ص ٢١٠ - ٢١٢.

(٢) سيرة النبي (ص) لابن هشام، ج ٤، ص ٩٤٧. السيرة النبوية لابن كثير، ج ٤، ص ١٢.

٢٢

نستنتج أنّه أثبت بذلك لعليّعليه‌السلام نفس الأولويّة الثابتة لهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفي هذا اليوم قال حسان بن ثابت أبياته التي ذكر فيها هذه الحادثة التاريخيّة المهمّة فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأسمع بالرسول مناديا

فقال فمن مولاكم ونبيكم؟ فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا وأنت نبينا ولم تلق منّا في الولاية عاصيا فقال له قم يا عليّ فانّني رضيتك من بعدي إماماً وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أتباع صدق مواليا هناك دعا اللّهمّ وال وليّه وكن للذي عادى عليّاً معاديا(١)

وحديث الغدير من الأحاديث المتواترة بين المسلمين وقد رواه علماؤنا وحدود ثلاثمئة وستون عالماً من علماء أهل السنّة(٢) ، وتنتهي أسانيدها الى مئة وعشر من الصحابة.

وقد كتب ستة وعشرون من كبار علماء المسلمين كتباً في أسناد وطريق حديث الثقلين. وقد جمع أبو جعفر الطبري - المؤرّخ المعروف - أسناد وطرق هذا الحديث في جزئين كبيرين. وللاطلاع على تفصيل أكثر في هذا المجال راجع كتاب الغدير.

____________________

(١) الغدير، ج ٢، ص ٣٤. المناقب للخوارزمي، ص ٨٠. تذكرة خواصّ الاُمة لسبط ابن الجوزي، ص ٢٠. كفاية الطالب، ص ١٧.

(٢) انظر - كنموذج لذلك - كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر (الطبعة الثانية، طبع مصر) الفصل ٢، ص ١٢٢.

٢٣

السؤال الرابع

من هم الأئمّة ؟

الجواب:

صرّح النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته الشريفة أنّ الخلفاء بعده اثنا عشر خليفة، كلّهم من قريش، و أنّ عزة الإسلام في ظل خلافتهم، فروى جابر بن سمرة:

سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، ثمّ قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال ؟ فقال: كلّهم من قريش(١)

ولا نجد في تاريخ الإسلام اثني عشر خليفة حافظين لعزة الإسلام سوى الاثني عشر خليفة الذين يعتقد بهم الشيعة، وذلك أنّ هؤلاء الخلفاء الذين ذكرهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله جاؤوا بعده مباشرة ومن دون فصل. ومن هنا فلابدّ من معرفتهم. وإذا لاحظنا الخلفاء - عدا الخلفاء الأربعة والذين يطلق عليهم عند أهل السنّة عنوان «الخلفاء الراشدون» - فلا نجدهم سبب عزّة للإسلام، وتاريخ حياة خلفاء بني اُميّة وبني العباس يشهد لما نقول.

و أمّا أئمّتنا الاثنا عشر فإنّهم جميعاً مظاهر الورع والتقوى في زمانهم وعصرهم، والحافظين لسنّة نبيّنا الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل كانوا محطّ أنظار الصحابة والتابعين ومن تلاهم، بل قد شهد المؤرخون بعلمهم ووثاقتهم.

وهؤلاء الأئمة الاثنا عشر هم:

____________________

(١) صحيح مسلم، ج ٦، ص ٣.

٢٤

١ - علي بن أبي طالب.

٢ - الحسن بن علي (المجتبى).

٣ - الحسين بن علي.

٤ - علي بن الحسين (زين العابدين).

٥ - محمد بن علي (الباقر).

٦ - جعفر بن محمد (الصادق).

٧ - موسى بن جعفر (الكاظم).

٨ - علي بن موسى (الرضا).

٩ - محمد بن علي (التقيّ).

١٠ - علي بن محمد (النقيّ).

١١ - الحسن بن علي (العسكري).

١٢ - الإمام المهدي (القائم)، والذي روى المحدّثون في شأنه روايات متواترة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله و أنّه (المهدي الموعود).

ولأجل التعرّف والاطلاع على حياة هؤلاء القادة العظماء - والذين وردت أسماؤهم على لسان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله - راجع الكتب التالية:

١ - تذكرة خواصّ الاُمّة.

٢ - كفاية الأثر.

٣ - وفيات الأعيان.

٤ - أعيان الشيعة (للسيّد محسن الأمين) وهو أجمع هذه الكتب.

٢٥

السؤال الخامس

لِم تعطفوا الآل على اسم النبيّ عند الصلاة عليه ؟

الجواب:

إنّ من المسلّمات والقطعيّات هو أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله علّم المسلمين كيفيّة الصلاة عليه، فعندما نزلت الآية الكريمة:( إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (١) سأله المسلمون عن كيفيّة الصلاة عليه، فأجابهم:

«لا تُصلُّوا عليّ الصلاةَ البتراء»

فسألوه ثانياً: كيف نصلّي عليك يا رسول الله ؟ فقال: قولوا:

«اللّهمَّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد»(٢) .

ولآل الرسول منزلة ذكرها الشافعي في أبياته المعروفة حيث قال:

يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له(٣)

____________________

(١) الأحزاب: ٥٦.

(٢) الصواعق المحرقة، الباب ١١، الفصل الأول، ص ١٤٦ (طبعة مكتبة القاهرة). وورد نظيره في الدر المنثور، ج ٥، ص ٢١٦، تفسير الآية ٥٦ من سورة الأحزاب نقلاً عن جملة من المحدّثين و أصحاب الصحاح كالبخاري ومسلم والترمذي و أبي داود والنسائي وابن ماجة و أحمد وعبد الرزاق وابن ابي شيبة وابن مردويه عن كعب بن عجرة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفي خصائص الوحي المبين للحافظ ابن البطريق، ص ٢٠٧: (لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء. فقالوا: وما الصلاة البتراء ؟ قال: تقولون: «اللهم صلّ على محمد» وتمسكون، بل قولوا: «اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد»).

(٣) الصواعق المحرقة، الباب ١١، ص ١٤٨. الاتحاف (للشبراوي)، ص ٢٩. مشارق الأنوار (للحمزاوي المالكي)، ص ٨٨. المواهب (للزرقاني) و الاسعاف (للصبان)، ص ١١٩.

٢٦

السؤال السادس

لِم تسمّون أئمّتكم بالمعصومين ؟

الجواب:

الأدلّة على عصمة أئمتنا - والذين هم جميعاً أهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله - متعدّدة، نكتفي بذكر أحدها فقط.

روى علماء المسلمين - سنّة وشيعة - عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله في آخر أيام حياته الشريفة:

إني تارك فيكم الثقلين; كتابَ الله، وأهلَ بيتي، وإنّهما لن يتفرّقا حتى يرِدا عليَّ الحوض(١)

ومما لا ريب فيه ولا شكّ يعتريه أنّ القرآن الكريم مصون عن التحريف والخطأ، إذ لا يمكن سريان الاشتباه والخطأ إلى الوحي الإلهيّ، مع أنّ الموحي هو الله جل وعلا، والحامل للوحي هو جبرئيلعليه‌السلام ، والمتلقّي له نبيّنا الكريم عليه وآله صلوات المصلّين، فكيف يعقل وقوع الاشتباه والخطأ في مثله مع وضوح عصمة الجميع، بل عصمتهم أجلى من الشمس في رابعة النهار ؟! كما انّ عقيدة جميع المسلمين في النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه مصون من الاشتباه والخطأ في مقام تلقي الوحي وفي مقام تبليغه.

____________________

(١) المستدرك على الصحيحين (للحاكم النيشابوري)، ج ٣، ص ١٤٨، الصواعق المحرقة، الباب ١١، الفصل الأول، ص ١٤٩. وورد هذا المضمون في مسند احمد بن حنبل، ج ٥، ص ١٨٢ و ١٨٩. كنزالعمال، ج ١، ص ١٨٦، ح ٩٤٤.

٢٧

فلمّا كان للكتاب العزيز هذه الصيانة والعصمة فمن الواضح أنها ثابتة لأهل بيت النبيّ أيضاً; وذلك أنّ هذا الحديث الشريف جعلهم عِدلاً للقرآن وقريناً مساوياً له في مقام هداية الناس وقيادتهم، ومن لوازم هذه المقارنة والتساوي هو استواؤهما من ناحية العصمة وعدم الخطأ.

وبعبارة اُخرى: لا يصحّ جعل شخص أو أشخاص غير معصومين كِفئاً وقريناً لما لا يعتريه الخطأ والزلل.

ومن أوضح الأدلّة على عصمتهم قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

«وإنّهما لن يتفرّقا حتى يرِدا عليَّ الحوض»

فإذا أمكن وقوع الأئمّة من أهل البيتعليهم‌السلام في الخطأ ووقعوا فيه، فإنّه يلزم افتراقهم عن الكتاب - الذي لا يعتريه الخطأ والزلل - وسيكون سبيلهم غير سبيل القرآن، مع أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نفى ذلك بشدّة.

نعم، المراد من «أهل البيت» في الحديث الشريف ليس هو جميع من انتسب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نسباً أو سبباً; لوضوح عدم كون الجميع مصوناً عن الخطأ. وعلى هذا فالمتّصف بهذه الصفة والمتحلّي بهذا المقام إنّما هو جماعة خاصّة من عترته، وهم أئمّتناعليهم‌السلام الذين هم مشاعل الهداية لاُمة جدّهمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والحافظين لسنّته، والحامين لشريعته.

٢٨

السؤال السابع

لِم تشهدون بالولاية لعليّ في الأذان ؟

الجواب:

من الجدير مدّ النظر إلى الاُمور التالية قبل الجواب على هذا السؤال:

١- ذكر فقهاء الشيعة أجمع في كتبهم الفقهيّة - الاستدلاليّة وغيرها - أنّ الشهادة بالولاية لعليّعليه‌السلام ليست جزءاً للأذان والإقامة، و أنّه لا يجوز ذكرها بعنوان الجزئيّة لهما.

٢- إنّ عليّاً في النظرة القرآنيّة أحد أولياء الله، بل صرّحت آية الولاية بولايته على المؤمنين، حيث تقول:

( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ) (١) .

وقد صرّحت الروايات الصحيحة في كتب الفريقين بأنّ الآية الشريفة نزلت في حقّ عليّ عندما تصدّق بخاتمه على الفقير أثناء الركوع. وقد نظم الشاعر المعروف حسّان بن ثابت هذه الواقعة في أبيات له بعد نزول هذه الآية في شأن عليّ، فقال:

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي وكلّ بطيء في الهدى ومسارع

أيذهب مدحي والمحبين ضايعاً! وما المدح في ذات الإله بضايع

فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكع فدتك نفوس القوم يا خير راكع

بخاتمك الميمون يا خير سيد ويا خير شار ثمّ يا خير بايع

____________________

(١) المائدة: ٥٥.

٢٩

فأنزل فيك الله خير ولاية وبيّنها في محكمات الشرايع(١)

٣ - قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله :

«إنّما الأعمال بالنيّات»(٢)

أي أنّ حقيقة كلّ عمل رهينة بنيّة العامل.

وعلى هذا الأساس نقول: ما المانع من ذكر الشهادة بولاية عليعليه‌السلام إلى جانب الشهادة بالرسالة إذا لم يُقصد بها الجزئيّة، مع وضوح أنّها أصل قرآني صرّح به الذكر الحكيم ؟!

بقي أمر ينبغي الإشارة إليه، وهو أنّ إضافة جملة إلى الأذان أو حذف جملة منه اذا لم يكن مستحسناً فما هو جوابكم على الأمرين التاليين:

١- يشهد التأريخ الصحيح بأنّ جملة «حيّ على خير العمل» كانت من مقاطع الأذان و أجزائه(٣) ، وفي زمان الخليفة الثاني رُفعت هذه الجملة بسبب تصوّر الخليفة أنّ الناس سيتخلفون عن الجهاد بسبب سماعهم هذه الجملة وفهمهم منها أفضلية الصلاة على الجهاد، فلئلاّ يتخلّف المسلمون عن الجهاد رُفعت هذه الفقرة وبقي الأذان على تلك الصورة إلى يومنا هذا.

____________________

(١) الغدير، ج ٢، ص ٥٨. المناقب للموفق الخوارزمي، ص ٢٦٥.

(٢) تهذيب الأحكام، ج ١، ص ٨٣، ح ٢١٨. صحيح البخاري، ج ١، ص ٢. سنن ابن ماجة، ج ٢، ص ١٤١٣، ح ٤٢٢٧.

(٣) كنز العمال، كتاب الصلاة، ج ٨، ص ٣٤٢ نقلاً عن الطبراني: «كان بلال يؤذن بالصبح فيقول: حيّ على خير العمل». سنن البيهقي، ج ١، ص ٤٢٤ و ٤٢٥. الموطأ لمالك، ج ١، ص ٩٣.

٣٠

٢- لم تكن جملة «الصلاة خير من النوم» جزءاً من الأذان على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنّما اُضيفت إليها فيما بعد(١) ، ولهذا قال الشافعي في كتاب الاُم:

«أكره في الأذان الصلاة خير من النوم; لأنّ أبا محذورة لم يذكره»(٢) .

____________________

(١) كنز العمال، كتاب الصلاة، ج ٨، ص ٣٥٧، ح ٢٣٢٥١ و ٢٣٢٥٢.

(٢) نقلاً عن دلائل الصدق، ج ٣، القسم الثاني، ص ٩٧.

٣١

السؤال الثامن

من هو المهدي ولماذا تنتظرونه ؟

الجواب:

ممّا اتّفقت عليه الشرائع السماوية هو مجيء المصلح العالمي في آخر الزمان، وهذا ما يعتقد به النصارى واليهود فضلاً عن المسلمين، والجميع في حال انتظار هذا العادل الذي سيملأ الأرض عدلاً. وبمراجعة كتب العهد القديم والعهد الجديد تتضح هذه الحقيقة بشكل أكثر(١) .

وفي هذا المضمار روى المحدثون عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله:

«لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً»(٢) .

فهذا المصلح الذي ينتظره الجميع مما اتّفقت عليه الأديان المختلفة - كما مرّت الإشارة إليه - كما وردت فيه روايات كثيرة من طرق الفريقين بل في صحاح ومسانيد أهل السنة روايات كثيرة في حقه، وقد حرر جملة من المؤلّفين والمحققين كتباً ورسائل كثيرة تعنى به(٣) .

____________________

(١) كتب العهد القديم هي: مزامير داودعليه‌السلام ، المزمور ٩٦ و ٩٧، وكتاب النبيّ دانيالعليه‌السلام ، الباب ١٢.

(٢) سنن أبي داود، ج ٢، ص ٣١٠، ح ٤٢٨٣. ينابيع المودة، ص ٤٣٢. نور الأبصار، الباب ٢، ص ١٥٤.

(٣) من هذه الكتب: البيان في أخبار صاحب الزمان، تأليف: محمد بن يوسف الكنجي الشافعي. والبرهان في علامات مهديّ آخر الزمان، تأليف: عليّ بن حسام الدين المعروف بالمتقي الهندي. والمهديّ والمهدوية، تأليف: أحمد أمين.

و أما علماء الشيعة فلهم تأليفات كثيرة في هذا المجال يعسر احصاؤها وعدّها، ككتاب الملاحم والفتن و...

٣٢

وقد ذكرت هذه الروايات أوصافه بنحو بحيث تنطبق بدقّة على الثاني عشر من أئمة أهل البيت وهو المهدي ابن الإمام الحسن العسكريعليهما‌السلام (١) ، ففي هذه الروايات أنّ اسمه كاسم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، و أنّه الوصي الثاني عشر، و أنّه من ذرّية الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام .

هذا، وقد ولد المهديعليه‌السلام في السنة ٢٥٥ بعد الهجرة، ولا زال حيّاً، يعيش بيننا لكننا لا نعرفه. علماً أنّ طول عمره بهذا المقدار لا ينافي شيئاً مما ثبت علمياً، ولا شيئاً مما ثبت بالنقل. بل يحاول العلم في يومنا هذا إطالة العمر الطبيعي للإنسان، ويرى أنّه ممكن إذا ما أمكن الحدّ من تأثير بعض العوامل الدخيلة في إلحاق الضرر بالانسان. ومن جانب آخر فقد ذكر التأريخ أسماء جملة من المعمّرين، بل إنّ القرآن الكريم صرّح بذلك حيث قال في شأن نوحعليه‌السلام :

( وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحًا إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَة إِلاّ خَمْسِينَ عامًا ) (٢) .

وقال في شأن يونسعليه‌السلام :

( فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِين * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (٣) .

كما أنّ الخضر وعيسىعليهما‌السلام - من خلال الرؤية القرآنيّة - أحياء فعلاً، بل عليه اتّفاق جميع المسلمين.

____________________

(١) ينابيع المودة، الباب ٧٦، في المناقب المرويّة عن جابر بن عبد الله.

(٢) العنكبوت: ١٤.

(٣) الصافات: ١٤٣ - ١٤٤.

٣٣

السؤال التاسع

إن كانت الشيعة على حقّ فلماذا هم أقلّية بين المسلمين ؟

الجواب:

لا يمكن معرفة الحق وتمييزه عن الباطل من خلال كثرة الاتباع وقلّتهم، فنسبة المسلمين إلى غيرهم في عصرنا الحاضر هي حدود الخمس أو السدس، كما تشكّل أكثرية الشرق الأقصى عَبَدة الأوثان وعَبَدة الأبقار وغيرهما من منكري ما وراء المادة.

كما أنّ نفوس الصين التي تجاوزت المليار نسمة تتشكّل من الشيوعيين الملحدين. وكذا فإنّ نفوس الهند التي هي حدود المليار نسمة تتشكّل من الهندوس وعَبَدة الأوثان.

كما لا تعدّ الأكثرية علامة للحق، بل إنّ القرآن الكريم ذمّ الأكثرية في أغلب الأحيان، ومدح الأقلّية في مواضع عديدة، وإليك نموذجاً من تلك الآيات:

١-( وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) (١) .

٢-( إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (٢) (٣) .

٣-( وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) (٤) .

____________________

(١) الأعراف: ١٧.

(٢) الأنفال: ٣٤.

(٣) وغيرهما من الآيات الكثيرة والتي منها:( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) (البقرة: ١٠٠) ،( وَ أَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ ) (آل عمران: ١١٠) ،( وَ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) (المائدة: ١٠٣) ،( وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (الأنعام: ٣٧) ،( وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) (الأنعام: ١١١) ،( وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ ) (الأعراف: ١٠٢) ،( وَ أَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ ) (التوبة: ٨) ،( وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الاَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ ) (الأنعام: ١١٦) ،( فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْت مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) (الذاريات: ٣٦).

(٤) سبأ: ١٣.

٣٤

وعليه فينبغي للإنسان الطالب للحقّ أن لا يترك عقيدته لقلّة الأتباع، كما لا ينبغي أن يباهي الآخرين بكثرة الأتباع، وإنما اللازم عليه أن يستنير بنور عقله في معرفة الحقّ من الباطل.

ولهذا قال أمير المؤمنينعليه‌السلام للحرث بن حوط الليثي عندما سأله عن كثرة مخالفيه في حرب الجمل، فقال: أترى أن طلحة والزبير وعائشة اجتمعوا على باطل ؟ ! فقال عليعليه‌السلام :

«يا حار، أنت ملبوس عليك، إنّ الحقّ والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، وبأعمال الظن، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله»(١) .

فيجب على المسلم أن يبحث المسألة بحثاً علمياً، ويحلّلها تحليلاً منطقياً، ويجعل مشعل هدايته قوله تعالى:

( وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) (٢) .

ومع الغض عن ذلك كلّه فإن الشيعة وإن كانوا لا يساوون أهل السنّة عدداً، لكن إذا ما اُجريت إحصائية سكانية لنفوس المسلمين فإنّه سيتبين أنّ نسبتهم إلى جميع المسلمين هي الربع، و أنّهم يسكنون في أغلب المناطق التي يسكنها المسلمون في بقاع العالم المختلفة. وقد عاش - على مرّ العصور - جملة من العلماء والكتّاب المعروفين والذين لهم كتب معروفة بين الشيعة.

من الجدير بالذكر أنّ المؤسس لجملة من العلوم هم من الشيعة، ومنهم:

أبو الأسود الدؤلي (مؤسس علم النحو).

____________________

(١) انساب الاشراف للبلاذري، ص ٢٣٨. فيض القدير في شرح الجامع الصغير، ج ١، ص ٢٧٢ و ج ٤، ص ٢٣.

(٢) الإسراء: ٣٦.

٣٥

الخليل بن أحمد الفراهيدي (مؤسس علم العروض).

معاذ بن مسلم بن أبي سارة (مؤسس علم الصرف).

أبو عبد الله محمد بن عمران الكاتب الخراساني (أحد المقدّمين في علم البلاغة).

وللاطلاع على التآليف الكثيرة لعلماء الشيعة والتي يعسر إحصاؤها راجع كتاب «الذريعة إلى تصانيف الشيعة»، وللتعرّف على الشخصيات والوجوه الشيعية المعروفة راجع كتاب «أعيان الشيعة»، ولمعرفة تأريخ الشيعة الميمون راجع كتاب «تاريخ الشيعة».

٣٦

السؤال العاشر

ما هي الرجعة، ولماذا تعتقدون بها ؟

الجواب:

في اللغة: «الرَّجْعة: الرجوع»، وفي الاصطلاح: «رجوع جمع من الناس بعد الموت وقبل يوم القيامة إلى الحياة الدنيا» وتحصل عند ظهور الإمام المهديّعليه‌السلام ، وهذه الرجعة لا تنافي العقل ولا النقل. فنجد أنّ حقيقة الإنسان - في الرؤية الإسلامية والشرائع السماوية الاُخرى - هي روحه، والتي قد يعبّر عنها بالنفس أيضاً، ولا تفنى هذه الروح بفناء البدن، بل تبقى حيّة، وتدوم حياتها الخالدة.

ومن جانب آخر فإن الباري سبحانه وتعالى - وكما يصرح الكتاب العزيز - قادر مطلق، وليس لقدرته حدّ تنتهي إليه.

فتبيّن من خلال هاتين المقدّمتين أنّ الرجعة ممكنة عقلاً، وذلك أنّ العقل إذا تأمّل قليلاً أذعن أنّ الرجعة أسهل بكثير من أصل الخلقة، فالباري سبحانه الذي ابتدع وفطر الخلائق من العدم قادر على إرجاعهم بلا ريب.

و أما من اُفق النقل، فيمكن أن نرى نماذج من الرجعة في الاُمم السالفة، حيث يصرح القرآن الكريم في هذا المجال بقوله:

( وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (١) .

____________________

(١) البقرة: ٥٥ و ٥٦.

٣٧

وقال في موضع آخر عن لسان عيسىعليه‌السلام :

( وَ أُحْيِي الْمَوْتى بِإِذْنِ اللّهِ ) (١) .

بل إنّ القرآن الكريم مضافاً إلى تصريحه بإمكان الرجعة، يؤيد وقوعها في اُناس ماتوا، فذكر في آيتين رجوع أقوام إلى الدنيا بعد رحلتهم عنها وقبل يوم القيامة، والآيتان هما:

( وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دابَّةً مِنَ الاَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ * وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّة فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) (٢) .

ولنذكر مقدمة ليتّضح الاستدلال بالآيتين الشريفتين على الرجعة قبل يوم القيامة، وهي من أمرين:

١- قال المفسّرون إنّ الآيتين الكريمتين تتحدّثان حول يوم القيامة، و أنّ الآية الاُولى تبيّن أحد العلائم التي تكون قبل يوم القيامة، كما يقول جلال الدين السيوطي في تفسيره «الدر المنثور»، حيث أخرج عن ابن أبي شيبة عن حذيفة قال:

«تخرج الدابة مرتين قبل يوم القيامة...»(٣) .

٢- لا ريب أنّه في يوم القيامة يحشر الناس جميعاً، لا طائفة معينة من كلّ اُمّة، ولهذا تقول الآية الكريمة:

( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ ) (٤) (٥) .

____________________

(١) آل عمران: ٤٩.

(٢) النمل: ٨٢ و ٨٣.

(٣) الدر المنثور، ج ٥، ص ١١٧.

(٤) هود: ١٠٣.

(٥) فسّر السيوطي اليوم ب- «يوم القيامة»، (انظر: الدر المنثور، ج ٣، ص ٣٤٩).

٣٨

وقال في موضع آخر:

( وَ يَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَ تَرَى الاَرْضَ بارِزَةً وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) (١) .

وعليه فإن الناس جميعاً محشورون يوم القيامة، ولا يختصّ الحشر بقوم دون آخرين.

٣- إنّ الآية الثانية من الآيتين المذكورتين تصرّح بأنه يوجد حشرٌ لقوم معيّنين دون عموم الناس حيث تقول:

( وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّة فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) .

وهي صريحة في عدم حشر جميع الناس.

النتيجة:

اتضح جيداً من هذه المقدمات الثلاث أنّ حشر جمع خاصّ من الناس وهم المكذّبون بآيات الله - كما صرحت به الآية الكريمة - سيكون قبل يوم القيامة; وذلك أنّ الحشر في القيامة سيعمّ الجميع بلا ريب، ولا يختصّ بقوم دون آخرين.

وبهذا البيان اتّضح أنّه سترجع طائفة من الناس بعد الموت وقبل القيامة إلى هذه الحياة الدنيا، وهي الرجعة التي نقول بها.

ومن هنا نجد أنّ أهل البيتعليهم‌السلام - والذين هم قرين القرآن الكريم والمفسّرين للكتاب العزيز - بيّنوا ذلك بوضوح. ورعاية للاختصار ننقل إليك نموذجين من كلماتهم في هذا المجال:

____________________

(١) الكهف: ٤٧.

٣٩

«العطار، عن سعد، عن ابن يزيد، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن مثنى الحناط قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: أيام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم الكرّة، ويوم القيامة»(١) .

وقال الصادقعليه‌السلام :

«ليس منّا من لم يؤمن بكرّتنا»(٢) .

ومن المناسب للمقام ذكر الأمرين التاليين:

١- فلسفة الرجعة

عند التأمّل في أهداف الرجعة نجد أنّ من أهدافها ما يلي:

١- لبيان عظمة الإسلام الحقيقي، وإبراز خور الكفر.

٢- لجزاء المؤمنين والمحسنين، وعقوبة الكافرين والظالمين.

٢- الفرق الجوهري بين الرجعة و التناسخ

تجب الإشارة إلى أنّ الاعتقاد بالرجعة - في عقيدة الشيعة - لا يلازم الاعتقاد بالتناسخ ; وذلك أنّ أساس القول بالتناسخ مبنيّ على إنكار القيامة، و أنّ العالم في حالة تكرار مستمرّة، فكلّ جيل ينسخ الجيل السابق عليه، وهكذا. وعلى أساس هذا النظريّة ترجع الروح الانسانية بعد الموت إلى هذا العالم وتحلّ في بدن آخر، فإن كانت الروح روح صالح انتقلت إلى بدن يريحها بالسيرة والأعمال، وإن كانت الروح روح كافر انتقلت إلى بدن يؤذيها بالسيرة والأعمال، وهذا الرجوع بمنزلة الحساب لها.

____________________

(١) بحار الأنوار: ج ٧، ص ٦١، ح ١٣ نقلاً عن الخصال.

(٢) من لا يحضره الفقيه، ج ٣، ص ٤٥٨، ح ٤٥٨٣.

٤٠