حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار30%

حكايات بحار الانوار مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 196

حكايات بحار الانوار
  • البداية
  • السابق
  • 196 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 107005 / تحميل: 5782
الحجم الحجم الحجم
حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار

مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

١٤ - علي عليه السلام وبيت المال

قال زاذان انطلقت مع قنبر غلام الامام علي عليه السلام فقال له قنبر:

- يا أمير المؤمنين لقد خبّأت لك خبيئا؟

قال عليه السلام:

- وما هو ويحك؟

قال: غرارة مملوءة بالذهب والفضة فقد رأيتك لا تترك شيئا من غنائم وأموال بيت المال الا قسمته، فادخرت لك هذا من بيت المال.

فسل عليه السلام سيفه وقال لقنبر:

- ويحك يا قنبر؟ لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا عظيمة؟

ثم ضربها ضربات كثيرة فجعلها قطعا ودعا بالناس لتقسم عليهم بصورة عادلة(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤١، ص ١٣٥

٤١

١٥ - علي عليه السلام واليتامى

نظر علي عليه السلام الى امرأة على كتفها قربة ماء، فاخذ منها القربة وحملها الي موضعها وسألها عن حالها فقالت:

- بعث عليّ زوجي الى بعض الثغور، فقتل وترك عليّ صبياناً يتامى وليس عندي شيء فقد الجأتني الضرورة الى خدمة الناس.

فانصرف الامام (ع) وبات ليلته قلقاً، فلما اصبح حمل زنبيلاً فيه طعام فقال بعضهم: اعطني احمله عنك.

فقال عليه السلام: من يحمل وزري عني يوم القيامة.

فأتى وقرع الباب.

فقالت: من هذا؟

قال: انا ذلك العبد الذي حمل معك القربة فافتحي

٤٢

الباب فان معي شيئاً للصبيان.

فقالت: رضى الله عنك، وحكم بيني وبين علي بن ابي طالب.

فدخل وقال: اني احببت اكتساب الثواب فاختاري بين ان تعجنين وتخبزين وبين ان تعللين الصبيان.

فقالت: انا بالخبز ابصر وعليه اقدر، ولكن شأنك والصبيان فعللهم حتى افرغ من الخبز

قال فعمدت الى الدقيق فعجنته، وعمد علي عليه السلام الى اللحم فطبخه وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر، فكان كلما ناول الصبيان من ذلك شيئاً قال له:

- يا بني اجعل علي بن أبي طالب عليه السلام في حل مما امر في امرك.

فلما اختمر العجين، اسجر علي عليه السلام التنور وكان يقرب وجهه لتلقحه النار ويقول:

- ذق يا علي طعم النار فهذا جزاء من ضيع اليتامى والارامل.

واذا بأمرأة قد دخلت ذلك المنزل وكانت تعرف علياً عليه السلام فلما رأته بادرت مسرعة لصاحبة الدار ثم قالت لها:

٤٣

- ويحك! هذا امام المسلمين وامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.

فقصدته مذهولة وهي تقول:

- وا حيائي منك يا أمير المؤمنين! اعف عني!

قال عليه السلام:

- بل وا حيائي منك يا أمة الله، فيما قصرت في أمرك وأمر يتاماك(١) .

١٦ - على بن ابي طالب (ع) على لسان عمر

قال ابو وائل كنت مع عمر اذ التفت خلفه ينظر خائفاً.

قلت: مم خوفك؟

قال: ويحك اما ترى القثم بن القثم، الكريم، مجندل الشجعان، الضارب على هامة من ظلم وطغى؟

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤١، ص ٥٢

٤٤

قلت: هذا علي بن ابي طالب.

قال: انك لا تعرفه حق معرفته! فتعال احدثك عن شجاعته.

قال فاقتربت منه، فاذا هو يقول:

- بايعنا رسول الله (ص) يوم احد ان من فرّ منا فهو ضال ومن قتل فهو شهيد والرسول يضمن له الجنة. فلما شبت لظى الحرب هجم علينا العدو بمئة فارس وبأمرة كل فارس مئة مقاتل فهزمونا وهذا كان يحاربهم وحيدا. فرأيته كالأسد قد قطع علينا الطريق فرمانا بقبضة من الرمل، فما كان منا الا واصابت عينه رملة وهو يرعد غاضبا‍:

- شاهت الوجوه، اين تفرون؟ اتريدون الى النار؟

فلم نعد الى الميدان. فحمل علينا ثانية والدم يقطر من سيفه وهو يقول:

- لقد عاهدتم فنقضتم العهد، فو الله لأنتم اولى بالقتل من الكفار.

فنظرت عينيه كأنها السراج المنير، فايقنت انه سيحمل علينا فيقتلنا جميعاً فبادرته قائلا:

- الله، الله يا أبا الحسن فعادة العرب الكر والفر

٤٥

في الحرب.

فاشاح بوجهه عني وما زالت هيبته الى اليوم في قلبي ولن انساها ابداً(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ٢ ص ٥٢، ج ٤١، ص ٧٣ باختلاف طفيف

٤٦

١٧ - جهاز الزهراء (ع)

حين اراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يزوج عليا (ع) من الزهراء (ع) قال:

- يا علي قم فبع الدرع.

فباعه علي (ع) وجاء بثمنه الى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأمر (ص) بعض الصحابة بشراء بعض الأثاث. فكان ما اشتراه عبارة عن:

قميص بسبعة دراهم

خمار باربعة دراهم

قطيفة سوداء خيبرية

سرير مزمل بشريط

فراشين من خيش حشو أحدهما ليفا وحشو الآخر من جز الغنم.

اربع مرافق من آدم الطائف حشوها أذخر.

ستر من صوف.

حصير هجري (اسم مدينة في اليمن)

رحى لليد.

مخضب من النحاس.

سقاء من آدم.

٤٧

شن للماء.

مطهرة مزفتة

جرة خضراء.

كيزان خزف.

سفرة من الجلد.

عباءة كوفية.

جرة ماء

عطور (طيب)

ولما عرض المتاع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل يقلبه بيده ويقول:

- بارك الله لأهل بيت جل متاعهم من الخزف(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٩٣، ص ٩٤

٤٨

١٨ - تسبيح الزهراء عليها السلام

قال امير المؤمنين عليه السلام لأحد اصحابه:

- الا احدثك عني وعن فاطمة عليها السلام؟ انها استقت بالقربة حتى اثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، واوقدت النار لطبخ الطعام حتى دكنت وبليت ثيابها.

فقلت لها لو اتيت اباك فسألتيه، لعله يبعث لك بخادم يكفيك ما أنت فيه؛ فامتثلت وقصدت النبي (ص) فوجدته يتكلم مع بعض اصحابه، فعادت دون ان تكلمه؛ فعلم رسول الله (ص) انها جاءت لحاجة فغدا علينا في اليوم التالي، فسلم علينا وجلس قربنا، فقال:

- يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس؟

فاستحت فاطمة فلم تجبه. فقلت:

- يارسول الله (ص) لقد استقت الماء حتى اثر حبل القربة في صدرها، وطحنت بالرحى حتى...الخ فقلت هلا أتيتي رسول الله (ص) فيبعث لك

٤٩

خادماً.

فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

- افلا اعلمكما ما هو خير لكما من الخادم. اذا اخذت منامك فسبحي ثلاثا وثلاثين مرة واحمدي ثلاثا وثلاثين مرة وكبري اربعا وثلاثين مرة(١) .

فهذا الذكر مئة مرة الا ان ثوابه في صحيفة الاعمال بالف حسنة. فاذا ذكرت ذلك كل صباح قضى الله حوائجك في الدنيا والآخرة.

فقالت عليها السلام ثلاثا: رضيت عن الله ورسوله.

وجاء في موضع آخر:

انها قصت خبرها على رسول الله (ص) وسألته خادما، بكى رسول لله (ص) وقال:

- يافاطمة والذي بعثني بالحق ان في المسجد اربعمائة فقير ما لهم طعام ولا ثياب! واني اخشى ذهاب ثواب خدمتك في البيت ان كان لك جارية. واني اخاف ان يخصمك علي بن ابي طالب عليه

____________________

(١) صرحت بعض الروايات بالتكبير ٣٤ ثم الحمد ٣٣ ثم التسبيح ٣٣ مرة

٥٠

السلام يوم القيامة اذا طلب حقه منك!

ثم علمها التسبيح قال علي (ع) فقلت لها:

- مضيت تريدين من رسول الله (ص) الدنيا فاعطانا الله ثواب الأخرة(١) .

١٩ - الزهراء عليها السلام وفضل التعليم

حضرت امرأة عند السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت:

- ان لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في امر صلاتها شيئا وقد بعثتني اليك اسألك.

فأجابتها عليها السلام فسألتها ثانية حتى عشّرت. فاجابت عليها السلام ثم خجلت من كثرة الاسئلة، فقالت:

- لا اشق عليك يا إبنة رسول الله (ص).

قالت عليها السلام:

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٣، ص ٨٥

٥١

- لا بأس عليك سلي عما بدا لك فانا أجيب، أرأيت من اكترى يوماً يصعد الى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة الف دينار، يثقل عليه؟

قالت المرأة:

- لا، فهو يتسلم مقابله اجر كبير.

قالت عليها السلام:

- فان الله يعطيني لكل مسألة ما بين الثرى الى العرش لؤلؤا فأحرى ان لا يثقل عليّ، سمعت ابي (ص) يقول:

- علماء شيعتنا يحشرون يوم القيامة فيخلع عليهم من خلع الكرامات حتى يخلع على الواحد منهم مليون حلة من النور، ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: ايها الكافلون لايتام آل محمد (ص) هؤلاء تلامذتكم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون على البعض منهم مأة الف خلعة. يقول سبحانه: اعيدوا على هؤلاء العلماء حتى تتموا خلعهم. ثم يأمر مضاعفتها على من تعلم منهم...

ثم قالت عليها السلام لتلك المرأة:

- يا أمة الله! ان سلكة من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس الف الف مرة فان نعم الدنيا

٥٢

مشوبة بالتنغيص والكدر. وليست نعم الآخرة كذلك(١) .

٢٠ - المكانة العلمية للزهراء(ع) وفضل العلم

اختصمت الى الزهراء عليها السلام إمرأتان في شيء من أمر الدين احدهما مؤمنة والأخرى معاندة، ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة بعد ان استدلت عليها السلام بالدليل الناصع والبرهان القاطع، ففرحت فرحا شديدا

____________________

(١) بحار الانوار ج ٢ ص ٣

٥٣

فقالت لها عليها السلام:

- ان فرح الملائكة باستظهارك عليها اشد من فرحك، وان حزن الشيطان ومردته اشد من حزنها.

قال الامام العسكري عليه السلام:

- فأوحى الله الى الملائكة ان اوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المؤمنة من الجنان الف الف ضعف ما كنت اعددت لها واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على مؤمن - فيغلب عدوه المعاند - الف الف ما كان معدا له من الجنان(١) .

٢١ - الجار ثم الدار!

قال الإمام الحسن عليه السلام:

- رأيت أمي الزهراء (عليها السلام) ليلة

____________________

(١) بحار الانوار ج ٢ ص ٨

٥٤

الجمعة راكعة ساجدة وهي تدعو للمؤمنين باسمائهم حتى طلع الفجر ولم تكن تدع لنفسها فقلت:

- يا أماه مالك لا تدعين لنفسك؟

قالت عليها السلام:

- يا بني الجار ثم الدار(١) .

٢٢ - تبسم الزهراء وبكاؤها

قالت عائشة - زوج النبي (ص) -:

____________________

(١) بحار الانوار ج ٤٣،ص٨١ وج٨٩ ص ٣١٣، ج٩٣، ص ٣٨٨ مع بعض الاختلاف الطفيف

٥٥

- كانت فاطمة اشبه الناس برسول الله (ص) وكانت اذا دخلت عليه رحب بها وضمها الى صدره وأخذ بيدها واجلسها مجلسه. واذا دخل عليها رحبت به وقبلت يديه.

ولما مرض رسول الله (ص) واعتل علة الموت دعاها اليه فسرها، فرأيتها تبكي، ثم سرها (ص) فضحكت فقلت لنفسي هذه مزية اخرى لفاطمة فقد تمكنت من الضحك رغم امتعاضها وبكاءها. فسألتها الخبر، فقالت:

- ليس من الصواب كشف الاسرار.

ثم سألتها ذلك بعد أن توفى رسول ا لله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:

- اخبرني (ص) انه يموت فبكيت ثم اخبرني بأني اول أهله لحوقا به فسررت وضحكت(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، د ٤٣،ص ٢٥

٥٦

٢٣ - الغلام الفطن

يذكر ان غلاما للإمام الحسن عليه السلام جنى جناية، فامر به أن يضرب، فتلى الغلام الآية قائلاً:

- يامولاي ] والكاظمين الغيظ [

فقال عليه السلام: كظمت غيظي؛

قال: ] والعافين عن الناس [

قال عليه السلام: عفوت عنك.

قال سيدي: والله يحب المحسنين.

فقال عليه السلام: انت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك(١) .

____________________

(١) بحار الانورا، ج ٤٣ ص ٣٥٢

٥٧

٢٤ - ابن النبي وابن علي

دعا علي عليه السلام في معركة الجمل محمد بن الحنفية فاعطاه رمحه وقال له:

- احمل على العدو بهذا الرمح.

فأخذه وحمل عليهم غير انهم منعوه وحالوا دون زحفه، فانسحب ورجع الى الوراء فانتزع الحسن عليه السلام الرمح من يده وحمل على العدو ثم رجع الى والده وعلى رمحه أثر الدم، فتمغر(١) وجه محمد من ذلك واحمر خجلا لما رأى من شجاعة الحسن عليه السلام، فقال له علي عليه السلام:

- لا تأنف فانه ابن النبي وانت ابن علي(٢) .

____________________

(١) التمغر: أي التغير والتأثر.

(٢) بحار الانوار، ج ٤٣ ص ٣٤٥

٥٨

٢٥ - رفض تزويج معاوية

تولى معاوية خلافة المسلمين وحكم اغلب البلاد الاسلامية بعد شهادة امير المؤمنين علي عليه السلام فكتب الى مروان - عامله على المدينة - ان يخطب ليزيد، بنت عبدالله بن جعفر (ابن أخ الامام علي عليه السلام) على حكم ابيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ اضف الى ذلك فان هذا الزواج سيؤدي الى صلح الحيين بني هاشم وبني أمية.

فانطلق مروان الى عبدالله بن جعفر يخطب اليه؛ فقال عبدالله:

- ان أمر نسائنا الى الحسن بن علي عليه السلام فاطلب اليه.

فأتى مروان الحسن عليه السلام خاطباً فقال الحسن عليه السلام:

- اجمع من اردت لأعلن لكم رأيي.

٥٩

فدعي اشراف بني هاشم وبني أمية. ونهض مروان فحمد الله واثنى عليه ثم قال:

- أما بعد فأن معاوية امرني ان اخطب زينب بنت عبدالله بن جعفر(١) على يزيد بن معاوية وفق الشروط التالية:

١ - قبول ما يحكم به ابوها في الصداق

٢ - اداء دين أبيها بلغ مابلغ

٣ - الصلح بين طائفتي بني هاشم وبني امية

٤ - ان يزيد بن معاوية كفو من لا كفو له. ولعمري لمن يغبطكم بيزيد اكثر من يغبطه بكم.

٥ - يزيد من يستسقي الغمام بوجهه

ثم سكت وجلس.

فقام الحسن عليه السلام فحمد الله واثني عليه، وقال:

- اما بشأن الصداق فلسنا نعدل في قيمته عن سنة النبي (ص)(٢) ، واما دين أبيها فليست نسائنا

____________________

(١) رويت بعض الروايات التي صرحت بان البنت هي ام كلثوم والامام الحسين عليه السلام بدلا من الامام الحسن عليه السلام

(٢) اربعمئة او اربعمئة وخمسون وقيل خمسمئة درهما

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

الناس برسول الله (ص) فهو أخوه، وصهره ووصيّه، وكان منه بمنزلة هارون من موسى، وقد قال في حقّه يوم (غدير خم ): (مَن كنت مولاه فهذا علي مولاه)، ولنستمع إلى مقطوعة أخرى من شعره في مدح الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول:

نطق القرآن بفضل آل محمّدٍ

وولاية لعلّيه لم تجحدِ

لولاية المختار من خير الورى

بعد النبي الصادق المتودّدِ

إذ جاءه المسكين حال صلاته

فامتد طوعاً بالذراع وباليدِ

فتناول المسكين منه خاتماً

هبة الكريم الأجود بن الأجودِ

فاختصه الرحمان في تنزيله

مَن حاز مثل فخاره فليعددِ

إنّ الإله وليّكم ورسوله

والمؤمنين فمَن يشأ فليجحدِ

يكن الإله خصيمه فيها غداً

والله ليس بمخلف في الموعدِ(1)

وواضح هذا الشعر كل الوضوح فقد حكى فضيلة من فضائل الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهي أنّ مسكيناً قصد جامع الرسول في يثرب فطلب من المسلمين أن يسعفوه، فلم يعطه أحد منهم شيئاً، وكان الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام يصلّي فأومأ إليه، وأعطاه خاتمه، وهو كل ما يملكه، وحينما فرغ الإمام من صلاته نزل الوحي على الرسول (ص) وهو يقلّد الإمام وساماً من أغلى الأوسمة التي قلّدته بها السماء، فقد نزل الوحي بهذه الآية الكريمة:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (2) ودلالة هذه الآية واضحة فقد حصرت الولاية العامة في الله تعالى والرسول الأعظم، والإمام أمير المؤمنين الذي أدّى الزكاة وهو في حال ركوعه.

وهذه الآية من أوثق الأدلة على إمامة الإمام أمير المؤمنين، وأنّه أحق وأولى بخلافة المسلمين من غيره، فقد قرن تعالى ولايته بولاية الله وولاية رسوله...

ولنستمع إلى أبيات أخرى قالها في الإمامعليه‌السلام :

سقياً لبيعة أحمد ووصيه

أعني الإمام وليّنا المحسودا

أعني الذي نصر النبي محمّداً

قبل البرية ناشئاً ووليدا

أعني الذي كشف الكروب ولم يكن

في الحرب عند لقائها رعديدا

____________________

(1) ديوان دعبل (ص 101).

(2) سورة المائدة: آية 55.

١٢١

أعني الموحِّد قبل كل موحِّدٍ

لا عابداً وثناً ولا جلمودا

وهو المقيم على فراش محمّدٍ

حتى وقاه مكايداً ومكيدا

وهو المقدّم عند حومات الندا

ما ليس ينكر طارفاً وتليدا(1)

وعرض دعبل في هذه الأبيات إلى نصرة الإمامعليه‌السلام للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهو المنافح الأول عن كلمة التوحيد، وبجهوده وجهاده قام دين الإسلام، وقد كشف الكروب عن النبي (ص) في أحلك الظروف وأقساها، ففي واقعة بدر وأحد والخندق وغيرها كان الإمام البطل الأوحد الذي أطاح برؤوس المشركين، وسحق جيوشهم، ورفع راية التوحيد.

وعرض دعبل إلى مبيت الإمامعليه‌السلام على فراش النبي (ص) ووقايته له بمهجته، وقد قام بأروع عملية فدائية في الإسلام، فما أعظم أياديه على هذا الدين، هذا بعض ما قاله دعبل في مدح الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام .

رثاؤه للإمام الحسين:

وروع المسلمون بكارثة كربلاء التي انتهكت فيها حرمة الرسول (ص) في أبنائه وذرّيّته، فقد أبادت جيوش الأمويين بوحشية قاسية عترة النبي (ص) واقترفت فيهم أفظع الجرائم، وقد اهتزّ لهول هذه الفاجعة الضمير الإنساني، وقد اندفع دعبل الذي هو علوي الفكر إلى رثاء الإمام الحسينعليه‌السلام فرثاه بذوب روحه في مجموعة من روائع نظمه كان من بينها هذه اللوحات:

أأسبلت دمع العين بالعبرات

وبتّ تقاسي شدّة الزفراتِ

وتبكي على آثار آل محمّدٍ

فقد ضاق منك الصدر بالحسراتِ

ألا فابكهم حقّاً وأجر عليهم

عيوناً لريب الدهر منسكباتِ

ولا تنس في يوم الطفوف مصابهم

بداهية من أعظم النكباتِ

سقى الله أجداثاً على طفّ كربلا

مرابع أمطارٍ من المزناتِ

وصلّي على روح الحسين وجسمه

طريحاً على النهرين بالفلواتِ

قتيلاً بلا جرمٍ ينادي لنصره

- فريداً وحيداً - أين أين حماتي

أأنسى - وهذا النهر يطفح - ظامئاً

قتيلاً ومظلوماً بغير تراتِ

____________________

(1) ديوان دعبل (ص 102).

١٢٢

فقل لابن سعدٍ - أبعد الله سعده -

ستلقى عذاب النار واللعناتِ

سأقنت طول الدهر ما هبّت الصبا

وأقنت بالآصال والغدواتِ

على معشرٍ ضلّوا جميعاً وضيّعوا

مقال رسول الله بالشبهاتِ

لقد رفعوا رأس الحسين على القنا

وساقوا نساءً حسرّاً ولهاتِ

توفّوا عطاشا نازحين وغادروا

مدارس وحى الله مندرساتِ

يعزّ على المختار أن يمكث ابنه

طريحاً بلا دفنٍ لدى الهبواتِ

ويرفع رأس الرمح رأس حبيبه

ويسري به للشام في الحرباتِ

وينكثه بالعود مَن لاكت أمُّهُ

لحمزة كبداً لم يسغ بلهاةِ

مصائب أجرت عين كلّ موحِّدٍ

دماء رماها القلب بالعبراتِ(1)

ومثّلت هذه الأبيات لوعة الخزاعي وأساه على ما حلّ بابن الرسول وريحانته من فوادح الخطب، والمصائب المذهلة التي تذوب من هولها الجبال، فقد قتله البغاة استجابةً لرغبات أسيادهم الأمويين، وتركوا جثمانه الشريف ملقىً على صعيد كربلا لم يواروه، واحتزوا رأسه الشريف، وجعلوا يطوفون به في الأقطار والأمصار تشفّياً منه، وإظهاراً لفرحتهم الكبرى بقتله

ولنستمع إلى مقطوعة أخرى من رثائه للإمام الحسينعليه‌السلام يقول:

رأس ابن بنتِ محمّدٍ ووصيّه

يا للرجال على قناةٍ يرفعُ

والمسلمون بمنظرٍ وبمسمعٍ

لا جازع من ذا ولا متخشّعُ

أيقظت أجفاناً وكنت لها كرى

وأنمت عيناً لم تكن بك تهجعُ

كحلت بمنظرك العيون عمايةً

وأصمّ نعيك كل أذنٍ تسمعُ

ما روضة إلاّ تمنّت أنّها

لك مضجعٌ ولخط قبرك موضعُ(2)

لقد نعى دعبل ذهاب الحميّة الإسلامية، فقد استسلم المسلمون للذل والهوان، ومدّوا أعناقهم بخنوع لحكومة يزيد التي استهانت بقيمهم ومقدّراتهم، فرفعت رأس ابن بنت نبيّهم على أطراف الأسنّة والرماح يطاف به في الأقطار والأمصار؛ وذلك بمنظر ومسمع من جميع الأوساط، ولم يبد أحد نقمته وسخطه على يزيد، وفيما أحسب أنّ ذلك كان ناجماً من العنف والإرهاب اللذين سادا على الأمّة،

____________________

(1) ديوان دعبل (ص 107).                           (2) ديوان دعبل (ص 99 - 100).

١٢٣

فكانت السلطة تأخذ بالظنة والتهمة، وتأخذ البرئ بالسقيم، والمقبل بالمدبر، ومن الطبيعي أنّ ذلك أوجب انتشار أوبئة الخوف عند المسلمين...

هذه بعض مراثي دعبل لسيّد الشهداءعليه‌السلام .

هجاؤه:

لقد نقم دعبل على ملوك عصره العبّاسيين، وهجاهم بأقذع ألوان الهجاء، ولم يكن بذلك مدفوعاً وراء العواطف والأهواء التي لا تمتّ إلى الحق بصلة، فقد جانب أولئك الملوك الحق، وسخّروا اقتصاد الأمة إلى شهواتهم فانفقوا ملايين الأموال على المغنّين والعابثين وجلبوا لقصورهم ما حرّم الله من الخمر، وأنواع اللهو في حين أنّ الأُمّة كانت تعاني الفقر والحرمان، وقد خيّم عليها البؤس ولنستمع إلى بعض هجائه.

هجاؤه للرشيد:

ولـمّا توفّي الإمام الرضاعليه‌السلام سارع المأمون فدفنه إلى جانب أبيه، وسئُل عن ذلك، فقال: ليغفر الله لهارون بجواره للإمام الرضا، ولـمّا سمع دعبل ذلك هزأ وقال:

قبران في طوس خير الناس كلّهم

وقبر شرّهم هذا من العبرِ

ما ينفع الرجس من قرب الزكي ولا

على الزكي بقرب الرجس من ضررِ

هيهات كل امرئٍ رهن بما كسبت

له يداه فخذ ما شئت أو فذرِ

وأيّ هجاء لهارون أقذع وأمر من هذا الهجاء، فقد عبّر عنه تارة بشر الناس، وأخرى بالرجس، وأنّ قربه من مثوى الإمام لا ينتفع به، فكل امرئ يعامل بما كسبت يداه، ولا عبرة بغير ذلك.

هجاؤه لإبراهيم:

ولـمّا بايع المأمون الإمام الرضاعليه‌السلام بولاية العهد غضب العباسيون وانتفخت أوداجهم، فعمدوا إلى إبراهيم بن المهدي شيخ المغنّين فبايعوه، وانبرى دعبل إلى هجائه فقال:

نعر ابن شكلة بالعراق وأهله

فهفا إليه كل أطلس مائقِ

إن كان إبراهيم مضطلعاً بها

فلتصلحن من بعده لمخارق

ولتصلحن من بعد ذاك لزلزل

ولتصلحن من بعده للمارقِ

١٢٤

أنّى يكون وليس ذاك بكائنٍ

يرث الخلافة فاسقٌ عن فاسقِ(1)

وأقذع هجاء وأمرّه هذا الهجاء، فإنّ الخلافة لو صلحت لإبراهيم لصلحت لغيره من المغنّين، كمخارق وزلزل ومارق، وبذلك تكون الدولة دولة المغنّين، وأنّ من المستحيل أن تتحوّل الخلافة إلى هذا المستوى السحيق، وأن يرث الخلافة فاسق عن فاسق، ومن الطريف أنّ الجند اجتمعوا حول بلاطه يطالبونه برواتبهم ولم يكن عنده شيء من المال فانبرى أحد الظرفاء فخاطب الجند فقال لهم: سوف يخرج إبراهيم ويغنّي لهذا الجانب بصوت، ويغنّي للجانب الآخر بصوت، وهذا هو أرزاقكم وسمع دعبل بذلك فقال:

يا معشر الأجناد لا تقنطوا

خذوا عطاياكم ولا تسخطوا

فَسَوفَ يُعطيكُم حُنَينِيَّةً

يَلتَذُّها الأَمرَدُ وَالأَشمَطُ(2)

والمعبديات لقوادكم

لا تدخل الكيس ولا تربطُ

وهكذا يرزق أجناده

خليفةٌ مصحفه البربطُ

أرأيتم هذه السخرية؟ وهذا الاستهزاء بشيخ المغنّين الذي يرزق أجناده بالغناء الذي لا يدخل الكيس ولا يربط!؟.

هجاؤه للمعتصم:

أمّا هجاء دعبل للمعتصم فكان مرّاً وقاسياً، وكان المعتصم طاغياً، ظالماً لا عهد له بالرأفة والرحمة، وقد صدق دعبل في هجائه له بهذه المقطوعة:

بكى لشتات الدين مكتئبٌ صبُّ

وفاض بفرط الدمع من عينه غربُ

وقام إمام لم يكن ذا هدايةٍ

فليس له دين وليس له لبُّ

وما كانت الأنباء تأتي بمثله

يملّك يوماً أو تدين له العربُ

ولكن كما قالوا الذين تتابعوا

من السلف الماضين إذ عظم الخطبُ

ملوك بني العبّاس في الكتب سبعة

ولم تأتنا عن ثامنٍ لهم الكتبُ

كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة

كرام إذا عدوا وثامنهم كلبُ

وإنّي لأعلي كلبهم عنك رفعةً

لأنّك ذو ذنبٍ وليس له ذنبُ

____________________

(1) ديوان دعبل (ص 174).

(2) الأمرد: الذي لا لحية له، والأشمط الذي له لحية.

١٢٥

كأنّك إذ ملكّتنا لشقائنا

عجوزٌ عليها التاج والعقد والإتبُ

لقد ضاع ملك الناس إذ ساس ملكهم

وصيف وأشتات وقد عظم الكربُ(1)

ومثلت هذه الأبيات محنة المسلمين وشقاءهم بخلافة المعتصم الذي لم يتمتع بأي صفة كريمة تؤهّله لمركز الخلافة الإسلامية التي هي ظل الله في الأرض، وقد ظل دعبل في عهده مختفياً يطارده الرعب والفزع، فقد أوعز المعتصم إلى شرطته باعتقاله ولكنّهم لم يظفروا به، ولـمّا هلك المعتصم هجاه بهذه الأبيات:

قد قلت: إذ غيبوه وانصرفوا

في شرّ قبرٍ لشرِّ مدفونِ

اذهب إلى النار والعذاب فما

خلتك إلاّ من الشياطينِ

وما زلت حتى عقدت بيعة من

أضر بالمسلمين والدينِ(2)

هجاؤه للواثق:

ولـمّا تولّى الواثق عمد دعبل إلى طومار فكتب فيه الأبيات التالية، ودفعها إلى الحاجب، وقال له: قل له هذه أبيات امتدحك بها دعبل، وهذه الأبيات:

الحمد لله لا صبر ولا جلد

ولا عزاء إذا أهل الهوى رقدوا

خليفة مات لم يحزن له أحدٌ

وآخرٌ قام لم يفرح به أحدُ

فمرّ هذا، ومرّ الشؤم يتبعه

وقام هذا فقام الويل والنكدُ

ولـمّا فضّها الواثق وقرأها تميّز غيظاً وغضباً وطلب دعبل بكل ما يقدر عليه من الطلب فلم يظفر به حتى هلك الواثق(3) .

هذه صور من هجائه، وهي تمثّل اندفاعه نحو الحق، ونصرته للمظلومين والمضطهدين في عصره.

لقد كان دعبل من زعماء المعارضة للحكم العباسي في عصره، ومن الجناية على الفكر أن يوصم الرجل بأنّه خبيث اللسان لم يسلم أحد من الخلفاء من لسانه(4) فإنّ هذا القول رخيص، وبعيد عن الواقع، لقد هام دعبل في حب أهل البيت الذين اضطهدتهم الحكومات العبّاسية، وجهدت في ظلمهم وظلم شيعتهم فاندفع دعبل

____________________

(1) ديوان دعبل (ص 129 - 130).                             (2) ديوان دعبل (ص 209).

(3) ديوان دعبل (ص 149).                                       (4) الأغاني 18 / 29.

١٢٦

بوحي من عقيدته إلى نصرتهم والذب عنهم والتشهير بخصومهم وليس في ذلك أي نقص عليه، وإنّما هو فخر وشرف له.

إلى جنّة المأوى:

وظل دعبل معظم حياته مجاهداً ومناضلاً قد سخر من ملوك عصره الذين استباحوا حرمات الله، فهجاهم بأمرّ وأقذع ألوان الهجاء، وقد طاردته السلطة، ورامت تصفيته جسدياً ولكنّه اختفى، وراح يجوب في الأقطار يلاحقه الفزع والخوف، وهو القائل في تائيّته الخالدة:

لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها

وإنّي لأرجو الأمن بعد وفاتي

وقد أعلن بشجاعة فائقة استعداده للموت فقال: (لي خمسون سنة أحمل خشبتي - أي خشبة الإعدام - على كتفي أدور على مَن يصلبني عليها فما أجد مَن يفعل ذلك).

وكانت نهاية دعبل على يد ذئب من ذئاب عصره وهو مالك بن طوق التغلبي فقد طلبه فهرب إلى البصرة، وكان والياً عليها إسحاق بن العباس العباسي وقد بلغه هجاء دعبل له، فأمر بإلقاء القبض عليه، فجيء به إليه مخفوراً فدعا بالنطع والسيف ليضرب عنقه، فأنكر دعبل القصيدة التي قيلت في ذمّه وأنّ عدداً له قالها ونسبها له ليغري بدمه، وجعل دعبل يتضرّع إليه فأعفاه من القتل إلاّ أنّه دعا بالعصي والمقارع، وانهال عليه ضرباً بوحشيّة قاسية، ثمّ خلّى سبيله فهرب إلى (الأهواز)(1) .

وسارع مالك بن طوق فبعث رجلاً حصيفاً مقداماً وأعطاه سمّاً، وأمره باغتيال دعبل، وأعطاه عوض هذه الجريمة عشرة آلاف درهم، وانبرى الرجل مسرعاً إلى (الأهواز) فجدّ في طلب دعبل فعثر عليه في قرية من نواحي (السوس) فاغتاله بعد صلاة العتمة، فضربه على ظهر قدمه بعكاز له زج مسموم فتسمم بدنه، ومات في غده، ودفن بتلك القرية، وقيل: بل حمل إلى (السوس) فدفُن فيها(2) وانتهت بذلك حياة هذا المجاهد الذي قارع الباطل بشجاعة، وقد رثاه صديقه الشاعر الكبير أبو تمّام الطائي بهذه الأبيات:

____________________

(1) الأغاني 18 / 60.

(2) الأغاني 18 / 60.

١٢٧

قد زاد في كلفي وأوقد لوعتي

مثوى حبيب يوم مات ودعبل

أخوي لا تزل السماء نحيلة

تغشاكما بسماء مزن مسبل

جدث على الأهواز يبعد دونه

مسرى النعي ورمة بالموصل(1)

رحم الله دعبلاً فقد كان علماً من أعلام الإسلام، وقد استشهد في سبيل المبادئ الكريمة والمثل العليا التي تبنّاها في جميع أدوار حياته.

(ر)

128 - رحيم عبدوس:

الخنجي، روى عن الإمام أب] الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عنه علي بن الحكم(2) .

129 - ريان بن شبيب:

خال المعتصم العباسي، ثقة سكن (قم)، وروى عنه أهلها، وجمع مسائل الصباح ابن نصر الهندي للإمام الرضاعليه‌السلام (3) ، وقد روى عنه الإمام الرضاعليه‌السلام وروى عنه إبراهيم بن هاشم(4) .

130 - الريان بن الصلت:

الأشعري، القمّي، أبو علي، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، ثقة، صدوق، له كتاب جمع فيه كلام الإمام الرضاعليه‌السلام في الفرق بين الآل والأمّة(5) ، وروى معمر بن خلاد قال: قال لي الريان بن الصلت، وكان الفضل بن سهل بعثه إلى بعض كور خراسان: أحب أن تستأذن لي على أبي الحسنعليه‌السلام فأسلّم عليه وأودّعه وأحب أن يكسوني من ثيابه، وأن يهب لي من الدراهم التي ضُربت باسمه، قال: فدخلت عليه، فقال لي مبتدئاً: يا معمر بن ريان، أيحب أن يدخل علينا فأكسوه من ثيابي وأعطيه من دراهمي؟ قال: قلت سبحان الله!! والله ما سألني إلاّ أن أسألك ذلك له، فقال: يا معمر إنّ المؤمن موفّق

____________________

(1) وفيات الأعيان 1 / 180.

(2) معجم رجال الحديث 7 / 183.

(3) النجاشي.

(4) فروع الكافي الجزء السابع كتاب الوصية.

(5) النجاشي.

١٢٨

قل له: فليجئ قال: فأذنت له فدخل عليه فسلّم فدعا له بثوب من ثيابه، فلمّا خرج قلت: أي شيء أعطاك؟ وإذا في يده ثلاثون درهماً(1) .

(ز)

131 - زكريا بن آدم:

ابن عبد الله بن سعد الأشعري، القمّي، ثقة جليل، عظيم القدر، كان له وجه عند الإمام الرضاعليه‌السلام ، له كتاب(2) ، وروى الكشي أنّه سمع من بعض أصحابنا عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمّي، قال: دخلت على أبي جعفر الثانيعليه‌السلام في آخر عمره فسمعته يقول: جزى الله صفوان بن يحيى، ومحمد بن سنان، وزكريا ابن آدم عنّي خيراً، فقد وفوا لي.

وروى محمد بن حمزة عن زكريا بن آدم قال: قلت للرضاعليه‌السلام : إنّي أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم فقال: لا تفعل، فإنّ أهل بيتك يدفع عنهم - أي البلاء - بك، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظمعليه‌السلام (3) .

وممّا يدل على جلالة قدره وسمو مكانته ما رواه علي بن المسيب قال: قلت للرضاعليه‌السلام : شقّتي بعيدة، ولست أصل إليك في كل وقت فعمّن آخذ معالم ديني؟ فقالعليه‌السلام : من زكريا بن آدم القمّي المأمون على الدين والدنيا، قال علي بن المسيب: فلمّا انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عمّا احتجت إليه.

وروى محمد بن إسحاق والحسن بن محمد قالا: خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم بثلاثة أشهر نحو الحج، فتلقّانا كتابهعليه‌السلام في بعض الطريق فإذا فيه ذكرت ما جرى من قضاء الله به في الرجل المتوفّى رحمه الله يوم ولد، ويوم قبض، ويوم يبعث حيّاً، فقد عاش أيام حياته عارفاً بالحق، قائلاً به: صابراً محتسباً للحق، قائماً بما يحبه الله ورسوله ومضى رحمه الله غير ناكث، ولا مبدّل فجزاه الله أجر نبيّه وأعطاه خير أمنيته، وذكرت الرجل الموصى إليه، ولم تعرف فيه رأينا، وعندنا من المعرفة به أكثر ممّا

____________________

(1) الكشي.

(2) النجاشي.

(3) الكشي.

١٢٩

وصفت - يعني الحسن بن محمد بن عمران -(1) وقد كشفت هذه الرواية عن سمو مكانته عند الإمامعليه‌السلام .

132 - زكريا أبو يحيى:

كوكب الدم، عدّه الشيخ في باب الكنى من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (2) وقال أبو يحيى الموصلي: كان زكريا أبو يحيى شيخاً من الأخيار(3) وضعفه ابن الغضايري.

133 - زكريا بن إدريس:

ابن عبد الله بن سعد الأشعري، القمّي أبو جرير، روى عن الإمام أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأبي الحسن والرضاعليهم‌السلام ، له كتاب(4) ، وروى زكريا قال: دخلت على الرضاعليه‌السلام من أول الليل في حدثان موت أبي جرير فسألني عنه، وترحّم عليه، ولم يزل يحدثني وأحدّثه حتى طلع الفجر، فقامعليه‌السلام فصلّى الفجر(5) .

134 - زكريا بن عبد الصمد:

القمّي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ، وأضاف أنّه ثقة، يكنّى أبا جرير من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام (6) .

135 - زكريا بن محمد:

أبو عبد الله المؤمن، روى عن الإمام أبي عبد الله والإمام أبي الحسنعليهما‌السلام ، ولقي الإمام الرضاعليه‌السلام في المسجد الحرام، وحكى عنه ما يدل على الوقف، وكان مختلط الأمر في حديثه له كتاب منتحل الحديث(7) .

____________________

(1) الكشي.

(2) رجال الطوسي.

(3) معجم رجال الحديث 7 / 272.

(4) النجاشي.

(5) الكشي.

(6) رجال الطوسي.

(7) النجاشي.

١٣٠

136 - زكريا بن يحيى:

روى عن الإمام أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عنه بكر بن صالح(1) .

(س)

137 - سعد بن حماد:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام وأضاف: إنّه مجهول(2) .

138 - سعد بن سعد:

ابن الأحوص بن سعد بن مالك الأشعري القمّي، ثقة، روى عن الإمام الرضا والإمام أبي جعفرعليهما‌السلام كتابه المبوب، وروى محمد بن خالد عنه مسائله للإمام الرضاعليه‌السلام (3)، وروى عبد الله بن الصلت القمّي قال: دخلت على الإمام أبي جعفر الثاني في آخر عمره... قال: (جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان، وزكريا بن آدم، وسعد بن سعد فقد وفوا لي!)(4).

139 - سعد خادم أبي دلف:

قال الشيخ: له مسائل عن الإمام الرضاعليه‌السلام أخبرنا بها عدّة من أصحابنا عن أبي الفضل عن ابن بطة عن أحمد بن عبد الله(5).

140 - سعيد بن جناح:

الأزدي، مولاهم بغدادي، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام هو وأخوه أبو عامر، كانا ثقتين له كتاب صفة الجنة والنار، وكتاب قبض روح المؤمن والكافر(6) .

141 - سعيد بن سعيد:

القمّي، ثقة، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (7) .

____________________

(1) معجم رجال الحديث.

(2) رجال الطوسي.

(3) النجاشي.

(4) الكشي.

(5) فهرست الطوسي.

(6) النجاشي.

(7) رجال الطوسي.

١٣١

142 - سليمان بن جعفر:

الطالبي الجعفري، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، وروى أبوه عن الإمام أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكانا ثقتين، له كتاب (فضل الدعاء)(1) .

143 - سليمان بن الجعفري:

روى عن الإمام أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عنه أبو أيوب المدني(2) .

144 - سليمان بن حفص:

روى عن الإمام أبى الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عنه محمد بن إسماعيل(3) .

145 - سليمان بن حفص:

المروزي روى عن الإمام أبي الحسن الرضاعليه‌السلام (4) .

146 - سليمان بن داود:

الخفّاف: عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (5) .

147 - سليمان بن رشيد:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (6) ، روى عن أبيه وروى عنه محمد بن عيسى (7) .

148 - السندي بن الربيع:

الكوفي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (8) .

____________________

(1) النجاشي.

(2) معجم رجال الحديث 8 / 242.

(3) معجم رجال الحديث 8 / 244.

(4) معجم رجال الحديث 8 / 262.

(5) رجال الطوسي.

(6) رجال الطوسي.

(7) معجم رجال الحديث.

(8) رجال الطوسي.

١٣٢

149 - سوادة القطان:

روى عن الإمام أبى الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عنه الحسن بن علي ابن فضال(1) .

150 - سهل بن الأشعري:

روى عن الإمام أبى الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عنه ابنه محمد(2) .

151 - سهل بن اليسع:

ابن عبد الله بن سعد الأشعري، القمّي، ثقة، روى عن الإمام موسى والإمام الرضاعليهما‌السلام (3) .

(ش)

152 - شعيب بن حماد:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (4) ، وعدّه البرقي من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (5).

(ص)

135 - صالح بن عبد الله:

الخثعمي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (6)، وكذلك عدّه البرقي.

154 - صالح بن علي:

ابن عطية، البغدادي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (7) ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام .

____________________

(1) معجم رجال الحديث.

(2) معجم رجال الحديث 8 / 333.

(3) معجم رجال الحديث.

(4) رجال الطوسي.

(5) رجال البرقي.

(6) رجال الطوسي.

(7) رجال الطوسي.

١٣٣

155 - صالح الخباز:

الكوفي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (1) .

156 - صباح بن نصر:

الهندي: له مسائل الإمام الرضاعليه‌السلام (2) .

157 - صدقة الخراساني:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (3) .

158 - صفوان بن يحيى:

أبو محمد البجلي، بياع السابري، كوفي، ثقة، روى أبوه عن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، وروى هو عن الإمام الرضاعليه‌السلام ،

وكانت له عنده منزلة شريفة ذكره الكشي في رجال الإمام أبي الحسن موسىعليه‌السلام .

وقد توكّل للإمام الرضا والإمام أبي جعفر الجوادعليهما‌السلام ، وسلم مذهبه من الوقف، وكان على جانب عظيم من الزهد والعبادة، وقد بذل له جماعة من الواقفة أموالاً كثيرة، فلم يستجب لهم، وكان صديقاً حميماً لعبد الله بن جندب، وعلي بن النعمان، وروى أنّهم تعاقدوا في بيت الله الحرام، أنّه مَن مات منهم صلّى مَن بقي صلاته، وصام عنه صيامه، وزكّى عنه زكاته، فماتا وبقي صفوان، فكان يصلّي في كل يوم مائة وخمسين ركعة، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر، ويزكّي زكاته ثلاث دفعات وكل ما يتبرّع به عن نفسه ممّا عدا ما ذكرناه تبرّع عنهما مثله.

ومن شدّة تحرجه وتقواه أنّ إنساناً كلفه حمل دينارين إلى أهله في الكوفة، فقال له: إنّ جمالي مكراة، وأنا استأذن الأجراء، وكان على جانب كبير من الورع والعبادة على ما لم يكن عليه أحد من طبقته.

وقد صنّف ثلاثين كتاباً لم يعرف منها إلاّ ما يلي:

1 - كتاب الوضوء.

2 - كتاب الصلاة.

____________________

(1) رجال الطوسي.

(2) معجم رجال الحديث.

(3) رجال الطوسي.

١٣٤

3 - كتاب الصوم.

4 - كتاب الحج.

5 - كتاب الزكاة.

6 - كتاب النكاح.

7 - كتاب الطلاق.

8 - كتاب الفرائض.

9 - كتاب الوصايا.

10 - كتاب الشراء والبيع.

11 - كتاب العتق والتدبير.

12 - كتاب البشارات.

13 - كتاب النوادر.

وقد ذكرت عنه أحاديث مشرقة في التقوى، كما نقلت عن أئمة الهدى أحاديث في مدحه والثناء عليه... انتقل إلى رحمة الله تعالى سنة (210 ه‍)(1) .

(ط)

159 - طاهر بن حاتم:

ابن ما هوية القزويني، أخو فارس بن حاتم، كان صحيحاً ثم خلط، له كتاب ذكره الحسن بن الحسين(2) قال الشيخ: كان مستقيماً ثم تغيّر، وأظهر القول بالغلو، له روايات(3) .

(ع)

160 - عباد بن محمد:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (4) .

161 - العبّاس بن جعفر:

ابن محمد، ابن الأشعث، روى الصدوق بسنده إلى الحسن بن علي الوشاء،

____________________

(1) معجم رجال الحديث 9 / 128 - 133.

(2) النجاشي.

(3) رجال الطوسي.

(4) رجال الطوسي.

١٣٥

قال: سألني العباس بن جعفر، أن أسأل الإمام الرضاعليه‌السلام أن يحرق كتبه إذا قرأها مخافة أن تقع في يده غيره، فابتدأنيعليه‌السلام قبل أن أسأله... اعلم صاحبك أنّي إذا قرئت كتبه إليّ حرقتها(1) .

162 - العباس بن محمد:

الورّاق، يونسي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (2) .

163 - العباس بن معروف:

أبو الفضل مولى جعفر بن عبد الله الأشعري، قمّي، ثقة، له كتاب الآداب، وله نوادر(3).

164 - العباس بن موسى:

النخّاس، كوفي، ثقة، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (4) .

165 - العباس بن هشام:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (5) ، وقال النجاشي: إنّه من قبيلة بني أسد، وأنّه ثقة جليل في أصحابنا، كثير الرواية، كسر اسمه فقيل عبيس، له كتب منها كتاب الحج، وكتاب الصلاة، وكتاب المثالب سماه كتاب خالات فلان وفلان، وكتاب جامع الحلال والحرام، وكتاب الغيبة، وكتاب نوادر، والرواة كثيرة عنه في هذه الكتب. توفّي رحمه الله سنة (220 ه‍)(6) .

166 - العباس مولى الإمام الرضا:

روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، وروى عنه محمد بن علي(7) .

____________________

(1) عيون أخبار الرضا.

(2) رجال الطوسي.

(3) النجاشي.

(4) رجال الطوسي.

(5) رجال الطوسي.

(6) رجال النجاشي.

(7) معجم رجال الحديث.

١٣٦

167 - عباس النجاشي:

كوفي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (1) .

168 - عبد الجبار بن المبارك:

النهاوندي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ، كما عدّه من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (2) .

169 - عبد الحميد بن سعيد:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ، كما عدّه من أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام (3) .

170 - عبد الرحمن بن أبي نجران:

مولى كوفي، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، وروى أبوه نجران عن الإمام أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان عبد الرحمن ثقة، ثقة، معتمداً على ما يرويه، له كتب كثيرة، قال أبو العباس: لم أر منها إلاّ كتابه في البيع والشراء(4) .

171 - عبد السلام بن صالح:

الهروي، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، ثقة صحيح الحديث له كتاب (وفاة الرضاعليه‌السلام )(5) ، روى الصدوق عن محمد بن عبد الله ابن طاهر، قال: كنت واقفاً على رأس أبي، وعنده أبو الصلت الهروي، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، فقال أبي: ليحدثني كل رجل منكم بحديث، فقال أبو الصلت الهروي: حدثني علي بن موسى الرضاعليه‌السلام - وكان والله رضي كما سمي - عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: رسول الله (ص): الإيمان قول وعمل، فلمّا خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل: ما هذا الإسناد؟ فقال له أبي: هذا سعوط المجانين إذا سعط

____________________

(1) رجال الطوسي.

(2) رجال الطوسي.

(3) رجال الطوسي.

(4) النجاشي.

(5) النجاشي.

١٣٧

به المجنون أفاق(1) .

172 - عبد العزيز بن مسلم:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (2) وهو الذي روى عنه رواية مبسوطة في بيان مقام الإمامعليه‌السلام ، وأنّ منزلة الإمامة منزلة الأنبياء، وأنّها خلافة الله وخلافة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ومقام الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام وميراث الحسن والحسينعليهما‌السلام ، وفيها الاستدلال بالآيات على انحصار الإمامة في المعصومينعليهم‌السلام (3) .

173 - عبد العزيز بن المهتدي:

الأشعري، القمّي، ثقة، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، له كتاب(4) قال في حقّه الفضل بن شاذان: ما رأيت قمّيّاً يشبهه في زمانه، وقال أيضاً في حقّه:

كان خيّر، قمّي، فيمَن رأيته، وكان وكيل الرضاعليه‌السلام (5) ، كما كان للإمام الجوادعليه‌السلام ، وقد دفع إليه أموالاً من الحقوق فتسلّمها وكتب إليه بعد البسملة (وقد عرفت الوجوه التي صارت إليك منها غفر الله لك ولهم الذنوب ورحمنا وإيّاكم)(6) .

174 - عبد الله بن أبان:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (7) ، روى عنه الإمام الرضا، وروى عنه علي بن إسماعيل الدغشني(8) .

175 - عبد الله بن إبراهيم:

الأنصاري، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (9) .

____________________

(1) معجم رجال الحديث 10 / 20.

(2) رجال الطوسي.

(3) معجم رجال الحديث 10 / 38.

(4) معجم رجال الحديث.

(5) النجاشي.

(6) الغيبة للطوسي.

(7) رجال الطوسي.

(8) معجم رجال الحديث 10 / 81.

(9) رجال الطوسي.

١٣٨

176 - عبد الله بن أيوب:

الجزيني، أبو محمد، كان منقطعاً إلى الإمام الرضاعليه‌السلام ، وكان فاضلاً شاعراً أديباً، وقد رثا الإمام الرضاعليه‌السلام ، وقال يخاطب ولده الإمام الجواد:

يا بن الوصي وصيّ أكرم مرسلٍ

أعني النبيَّ الصادق المصدوقا

لا يسبقني في شفاعتكم غداً

أحدٌ فلست بحبّكم مسبوقا

يا بن الثمانية الأئمّة غربوا

وأبا الثلاثة شرّقوا تشريقا

إنّ المشارق والمغارب أنتم

جاء الكتاب بذلكم تصديقا(1)

177 - عبد الله بن جندب:

هو العالم العابد الزاهد، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق تارة، ومن أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام أخرى، وثالثة من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ، وهو أحد وكلاء الإمام الكاظم والإمام الرضاعليهما‌السلام ، وقد قال للإمام الكاظمعليه‌السلام ألستَ عنّي راضياً، قالعليه‌السلام : أي والله، ورسول الله عنك راض.

وروى يونس بن عبد الرحمن قال: رأيت عبد الله بن جندب وقد أفاض من عرفات، وكان عبد الله أحد المجتهدين، قال يونس: فقلت له: قد رأى الله اجتهادك منذ اليوم، فقال عبد الله: والله الذي لا إله إلاّ هو لقد وقفت موقفي هذا، وأفضت ما سمعني الله دعوت لنفسي بحرف واحد؛ لأنّي سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب ينادى من أعنان السماء لك بكل واحدة مائة ألف، فكرهت أن أدع مائة ألف مضمونة لواحدة لا أدري أُجاب إليها أم لا؟

وروى الحسن بن علي بن يقطين، وكان سيئ الرأي في يونس، قال: قيل لأبي الحسنعليه‌السلام وأنا أسمع أنّ يونس مولى آل يقطين يزعم أنّ مولاكم والمتمسّك بطاعتكم عبد الله بن جندب يعبد الله على سبعين حرفاً. ويقول إنّه شاك، فقالعليه‌السلام : هو والله أولى بأن يعبد الله على حرف، ما له ولعبد الله بن جندب إنّ عبد الله بن جندب لمن المخبتين(2) .

____________________

(1) معجم رجال الحديث، وحياة الإمام محمد الجواد (ع).

(2) الكشي.

١٣٩

178 - عبد الله بن الحارث:

وهو ممّن روى النص من الإمام الكاظمعليه‌السلام على إمامة ولده الإمام الرضاعليه‌السلام (1) .

179 - عبد الله بن الصلت:

أبو طالب القمّي، مولى بني تيم، ثقة مسكون إلى روايته، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، يعرف له كتاب التفسير(2) ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الرضا ومن أصحاب الإمام الجوادعليهما‌السلام (3) .

وقد كتب إلى الإمام الجوادعليه‌السلام أن يأذن له أن يندب أباه، فكتبعليه‌السلام له أن اندبني، واندب أبي(4) وكتب إلى الإمام الجواد

عليه‌السلام بأبيات شعر، وذكر فيها أباه الإمام الرضا، وسأله أن يأذن له ليقول فيه الشعر فقطع الشعر وحبسه، وكتب في صدر ما بقي من القرطاس قد أحسنت فجزاك الله خيراً(5) .

180 - عبد الله بن طاووس:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ، وأضاف أنّه عاش مائة سنة(6) .

181 - عبد الله بن علي:

ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام ، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام له نسخة رواها(7) .

182 - عبد الله بن المبارك:

النهاوندي، من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام (8) .

____________________

(1) معجم رجال الحديث نقلاً عن الإرشاد للشيخ المفيد.

(2) النجاشي.

(3) رجال البرقي.

(4) الكشي.

(5) الكشي.

(6) رجال الطوسي.

(7) النجاشي.

(8) معجم رجال الحديث 10 / 35.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196