الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ١

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب14%

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 418

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 100486 / تحميل: 7050
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

١٥٦ - الحافظ عبد الله بن محمد البغوي أبو القاسم المتوفّى ٣١٧، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ١٠ ص ١١١ - ١٧ وقال: كان ثقةً ثبتاً مكثراً فهماً عارفاً وحكى عن موسى ابن هارون: إنَّه قال: لو جاز أن يُقال لإنسان إنّه فوق الثقة لَقيل لأبي القاسم * أخرج في معجمه حديث الركبان الآتي، ومرّ عنه بإسناد حسن ص ٣١.

١٥٧ - أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي(١) المولود ٢٢٤ والمتوفى ٣٢٠ معتمدٌ عليه في الرواية عنه كما في تاريخ ابن خلكان ج ٢ ص ٨٥ * مرّ عنه ص ٢٣ و٣٠ بإسنادين صحيحين كلّ رجالهما ثقات.

١٥٨ - أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد البزّاز المعروف بابن النيري المولود ٢٣٢ والمتوفى ٣٢٠، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ٤ ص ٢٢٦ وقال: ثقةٌ * يأتي حديثه في آية إكمال الدين وفي حديث التهنئة بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات.

١٥٩ - الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمد الأزديّ الطحاويّ(٢) الحنفيّ المصريّ المولود ٢٢٩ والمتوفى ٣٢١، شيخ الفقه والحديث إنتهت إليه الرياسة الدينيّة بمصر، ترجمه ابن كثير في تاريخه ج ١١ ص ١٧٤ وقال: أحد الثقات الأثبات والحفّاظ الجهابذة، وحكى الذهبي عن ابن يونس في التذكرة ج ٣ ص ٣٠: كان ثقة ثبتاً فقيهاً عاقلاً لم يخلف مثله * مرّ حديثه ص ٤٠ بإسناد صحيح رجاله ثقاتٌ وكذلك ص ٥٥.

١٦٠ - أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي المتوفّى ٣٢٥، ترجمه الخطيب في تاريخه ص ٦ ص ١٣٧، يأتي بطريقه حديث مناشدة رجل عراقي جابر الأنصاري بحديث الغدير.

١٦١ - الحافظ الحكيم محمد بن علي الترمذي الصوفي الشافعيّ صاحب كتاب الفروق ونوادر الأصول، يروي عن بعض مشايخه سنة ٢٨٥ كما في ترجمته في أول كتابه نوادر الأصول أثنى عليه الحافظ أبو نعيم في حليته، وترجمه السبكي في طبقاته ج ٢ ص ٢٠ * مرّ الحديث عنه ص ٢٧.

١٦٢ - الحافظ ابن الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس التميميّ الحنظليّ

_____________________

١ - الدولاب قرية من أعمال الري وأخرى بأهواز وموضع في شرقي بغداد.

٢ - نسبة إلى طحا وهي قرية بصعيد مصر، وإلى الأزد حي من اليمن.

١٠١

الرازيّ المتوفّى ٣٢٧، ترجمه الذهبي في تذكرته ج ٣ ص ٤٨ وأثنى عليه بالإمامة والحفظ والنقد، وحكى عن أبي الوليد الباجي ثقته، ترجمه السبكي في طبقاته ج ٢ ص ٣٢٧، وحكى عن أبي يعلى الخليلي إنّه قال: كان زاهداً يُعدّ من الأبدال * مرّ عنه ص ٤٤ ويأتي عنه نزول آية التبليغ في عليّ عليه السلام.

١٦٣ - أبو عمر أحمد بن عبد ربِّه القرطبي المتوفّى ٣٢٨، ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ٣٤ وقال: كان من العلماء المكثرين من المحفوظات والإطّلاع على أخبار الناس وصنّف كتابه العقد وهو من الكتب الممتعة * قال في العقد الفريد ج ٢ ص ٢٧٥ أسلم عليٌّ وهو ابن خمس عشرة سنة، وهو أول مَن شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله، وقال النبيّ عليه الصلاة والسلام: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. ويأتي عنه احتجاج المأمون على أربعين فقيهاً بأحاديث منها حديث الغدير.

١٦٤ - الفقيه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن سعيد المحامليّ الضبيّ المتوفّى ٣٣٠ عن ٩٥ سنة، قال السمعاني في أنسابه: كان فاضلاً صادقاً ديِّناً ثقةً صدوقاً، وقال ابن كثير في تاريخه ج ٣ ص ٢٠٣: كان صدوقاً ديِّناً فقيهاً محدِّثاً ولي قضاء الكوفة ستّين سنة وأضيف إليه قضاء فارس وأعمالها، ثم استعفى من ذلك كلّه ولزم منزله واقتصر على إسماع الحديث وسماعه * مرّ عنه ص ٥١ و٥٥ بإسناد صحّحه في أماليه، ويأتي عنه حديث المناشدة بلفظ زيد بن يُثيع بإسناد صحيح رجاله ثقات.

١٦٥ - أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال المتوفّى ٣٣١ وكان مولده ٢٣٤، شيخ الحافظ الدارقطني ونظراءه، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ٨ ص ٢٩٠ وقال: كان ثقةً * يأتي حديثه وترجمته في صوم الغدير وستقف على صحّة إسناده وأنّ رجاله كلّهم ثقات.

١٦٦ - الحافظ أبو العباس أحمد بن عقدة المتوفّى ٣٣٣ ضع يدك على أيٍّ من معاجم التراجم تجد هناك ترجمته والثناء عليه * أفرد كتاباً في حديث الغدير وستقف في ذكر المؤلفين على تفصيله، وقد رواه بطرق كثيرة صحيحة منها ما مرّ ومنها ما يأتي.

١٦٧ - أبو عبد الله محمد بن علي بن خلف العطار الكوفيّ نزيل بغداد، ترجمه

١٠٢

الخطيب في تاريخه ج ٣ ص ٥٧ وقال سمعت: محمد بن منصور يقول: كان محمد بن علي بن خلف ثقةً مأموناً حسن العقل * مرّ حديثه ص ٦٦ بإسناد صحيح رجاله ثقات.

١٦٨ - الحافظ الهيثم بن كليب أبو سعيد الشاشي المتوفّى ٣٣٥، صاحب المسند الكبير ترجمه الذهبي في تذكرته ج ٣ ص ٦٦ ووثَّقه * مرّ حديثه ص ٤٠ قال الكنجي: هذا حديثٌ حسنٌ وأطرافه صحيحةٌ.

١٦٩ - الحافظ محمد بن صالح بن هانئ أبو جعفر الورّاق النيسابوري المتوفّى ٣٤٠، ترجمه ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية ج ١١ ص ٢٢٥ وقال: كان ثقةً زاهداً لا يأكل إلّا من كسب يده ولا يقطع صلاة الليل، وترجمه السبكي في طبقاته ج ٢ ص ١٦٤ وأثنى عليه * مرّ حديثه ص ٢٠ بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات.

١٧٠ - الحافظ أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري المعروف بابن الأخرم المولود ٢٥٠ والمتوفَّى ٣٤٤، صاحب المسند الكبير، ترجمه الذهبي في تذكرته ج ٣ ص ٨٢ وأثنى عليه وقال: وكان من أئمّة هذا الشأن. وقال الحاكم: كان من أنحى الناس ما أُخذ عليه لحنٌ قطّ، وله كلام حسن في العلل والرجال، وسمعت محمد ابن صالح بن هانئ يقول: كان ابن خزيمة يقدِّم أبا عبد الله ابن يعقوب على كافّة أقرانه ويعتمد على قوله فيما يرد عليه وإذا شكّ في شيء عرضه عليه * روى الحافظ أبو بكر البيهقي عن الحافظ الحاكم النيسابوري عنه ما مرّ في ص ٣٤ بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات.

١٧١ - الحافظ يحيى بن محمد بن عبد الله أبو زكريّا العنبري البغياني المتوفّى ٣٤٤ وهو ابن ٧٦ سنة، ترجمه السمعاني في أنسابه وأثنى عليه، وذكره السبكي في طبقاته ج ٢ ص ٣٢١ وقال: أحد الأئمّة قال الحاكم فيه: العدل الأديب المفسِّر الأوحد بين أقرانه، وسمعت أبا علي الحافظ يقول: الناس يتعجِّبون من حفظنا لهذه الأسانيد وأبو زكريا العنبري يحفظ من العلوم ما لو كُلِّفنا حفظ شيء منها لعجزنا عنه وما أعلم أني رأيت مثله * مرّ حديثه ص ٣٨.

١٧٢ - المسعودي علي بن الحسين البغدادي المصري المتوفّى ٣٤٦، ينتهي نسبة إلى عبد الله بن مسعود، ترجمه السبكي في طبقات الشافعيَّة ج ٢ ص ٣٠٧ وقال: كان أخباريّاً مفتياً علامةً، وقيل: إنه كان معتزليّ العقيدة * يأتي عنه احتجاج أمير المؤمنين عليه

١٠٣

السلام على طلحة يوم الجمل بحديث الغدير.

١٧٣ - أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الخيّاط القنطريُّ (كان ينزل قنطرة البردان) الحنظلي المولود ٢٥٩ والمتوفى ٣٤٠، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ١ ص ٢٨٣ * مرّ حديثه ص ٣١ بإسناد كلّ رجاله ثقات.

١٧٤ - الحافظ جعفر بن محمد بن نصير أبو محمد الخواصّ المعروف بالخلديّ المتوفّى ٣٤٧، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ٧ ص ٢٢٦ - ٢٣١ وقال: كان ثقةً صادقاً ديِّناً فاضلاً * يأتي عنه حديث نزول آية الاكمال في عليٍّ عليه السلام بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات.

١٧٥ - أبو جعفر محمد بن علي الشيبانيُّ الكوفيُّ ممّن ألّف في الحديث، صحَّح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه في غير موضع * مرّ حديثه ص ٢٠ بإسناد صحيح رجاله ثقات وكذلك ص ٣٢.

١٧٦ - الحافظ دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن أبو محمد السجستانيُّ المعدِّل المتوفّى ٣٤١، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ٨ ص ٣٨٧ - ٣٩٢ وقال: كان ثقةً ثبتاً قَبل الحكّام شهادته وأثبتوا عدالته وجمع له المسند، قال الدارقطني: لم أر في مشايخنا أثبت منه وكان ثقةً مأموناً، وقال عمر البصري: ما رأيت ببغداد ممّن انتخبت عليهم أصحّ كتباً ولا أحسن سماعاً من دعلج * مرّ حديثه ص ٣١ بإسناد صحّحه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٠٩.

١٧٧ - أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد النقّاش المفسِّر الموصليُّ البغداديُّ المتوفّى ٣٥١، ترجمه ابن كثير في تاريخه ج ١١ ص ٢٤٢ وقال: كان رجلاً صالحاً في نفسه عابداً ناسكاً له تفسير «شفاء الصدور» * يأتي عنه حديث نزول آية سألَ سائِلٌ حول نصّ الغدير.

١٧٨ - الحافظ محمد بن عبد الله الشافعيُّ البزّاز البغدادي المتوفّى ٣٥٤ والمولود ٢٦٠، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ٥ ص ٤٥٦ وقال: كان ثقةً ثبتاً كثير الحديث حسن التصنيف، وحكى عن الدارقطني أنّه قال: كان ثقةً مأموناً. وذكره الذهبي في تذكرته ج ٣ ص ٩٦ وقال: ثقةٌ ثبتٌ مأمونٌ ما كان في ذلك الوقت أحدٌ أوثق منه. وقال

١٠٤

ابن كثير في تاريخه ج ١١ ص ٢٦٠: كان ثقةً ثبتاً كثير الرواية * يأتي عنه حديث المناشدة في الرحبة بلفظ زيد بن أرقم بإسناد صحيح.

١٧٩ - الحافظ أبو حاتم محمد بن حبّان بن أحمد التميميُّ البستيُّ المتوفّى ٣٥٤، ترجمه الذهبيُّ في التذكرة ج ٣ ص ١٣٣ وقال: كان من فقهاء الدين وحفّاظ الآثار، قال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال، وقال الخطيب: كان ثقةً نبيلاً فهماً، وذكره ابن كثير في تاريخه ج ١١ ص ٢٥٩ وقال: أحد الحفّاظ الكبار المصنِّفين المجتهدين * روى الحافظ محبّ الدين الطبري في الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٩ حديث المناشدة في الرحبة الآتي بلفظ أبي الطفيل ثمّ قال: خرَّجه أبو حاتم.

١٨٠ - الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب اللخميُّ أبو القاسم الطبرانيُّ المولود ٢٦٠ والمتوفّى ٣٦٠، ترجمه الذهبيُّ في تذكرته ج ٣ ص ٢٦ - ١٣١ وقال: الإمام العلامة الحجَّة مسند الدنيا حدّث عن ألف شيخ ويزيدون، وكان من فرسان هذا الشأن مع الصدق والأمانة، قال أبو العباس الشيرازي: ثقةٌ * روى الحديث بطرق كثيرة جلّها صحيحٌ رجال إسناده ثقاتٌ راجع ص ١٨ و٢٣ و٢٥ و٢٦ و٢٧ و٢٨ و٣٣ و٣٤ و٣٥ و٣٧ و٤١ و٤٢ و٤٣ و٤٨ و٤٩ و٥١ و٥٣ و٥٥ و٥٨ و٥٩ و٦٦ ويأتي عنه حديث المناشدة بلفظ زيد بن يُثيع بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات.

١٨١ - أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم أبو بكر الحنبليُّ صاحب المسند الكبير المتوفّى ٣٦٥، قال ابن كثير ج ١١ ص ٢٨٣: كان ثقةً وقد قارف التسعين * مرّ حديثه ص ٦٦ بإسناد صحيح رجاله ثقات.

١٨٢ - أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعيُّ(١) المتوفّى ٣٦٧ عن ٩٦ عاماً، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ٤ ص ٧٤ وحكى عن ابن مالك أنّه قال: كان شيخاً صالحاً، وعن غيره أنه صدوق، وعن البرقاني: إنّه غرقت قطعةٌ من كتبه فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه فغمزوه لأجل ذلك وإلّا فهو ثقةٌ، وقال ابن كثير في تاريخه ج ١١ ص ٢٩٣: كان ثقةً كثير الحديث، وصحّح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبي

_____________________

١ - نسبة إلى قطيعة الرقيق محلة في أعلى غربي بغداد.

١٠٥

في تلخيصه * يأتي حديث المناشدة في الرحبة بطريقه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي الطفيل بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات، وأخرج الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٣٢ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه، ثنا عبد الله بن حنبل، حدَّثني أبي ثنا يحيى بن حمّاد ثنا أبو عوانة ثنا أبو بلج ثنا عمرو بن ميمون قال: إنّي لجالس عند ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط. إلى آخر الحديث المذكور ص ٥٠، والإسناد صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.

١٨٣ - أبو يعلى الزبير بن عبد الله(١) بن موسى بن يوسف البغداديُّ التوزّي(٢) نزيل نيسابور المتوفّى ٣٧٠، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ٨ ص ٤٧٣، وذكره ابن الأثير في الكامل ج ٩ ص ٤ * يأتي عنه حديث التهنئة بإسناد صحيح.

١٨٤ - أبو يعلى - أبو بكر - محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوريُّ المعدِّل المتوفّى ٣٧٤ عن ٩٤ عاماً، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ١ ص ٢٨٢ وحكى ثقته عن البرقاني، وأكثر الرواية عنه الحاكم في المستدرك وصحّح حديثه فيه والذهبي في تلخيصه * مرّ حديثه ص ٣١ بإسناد رجاله كلّهم ثقات.

١٨٥ - الحافظ عليُّ بن عمر بن أحمد الدارقطنيُّ المتوفّى ٣٨٥، توجد ترجمته في كثير من معاجم التراجم والتاريخ، قال الخطيب في تاريخه ج ١٢ ص ٣٤: كان فريد عصره وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، إنتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والفقه والعدالة وقبول الشهادة وصحّة الإعتقاد وسلامة المذهب والإضطلاع بعلوم سوى علم الحديث * يأتي عنه حديثا صوم الغدير والمناشدة في الرحبة كلاهما بإسناد صحيح رجاله ثقات.

١٨٦ - الحافظ الحسن بن إبراهيم بن الحسين أبو محمد المصري الشهير بابن زولاق المتوفّى ٣٨٧ عن ٨١ عاماً، ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ١٤٦، وابن كثير في البداية والنهاية ج ١١ ص ٣٢١ * رواه في تاريخه كما حكاه المقريزيُّ في الخطط ج ٢ ص ٢٢٢.

١٨٧ - الحافظ عبيد الله بن محمد العكبريُّ أبو عبد الله البطيُّ الحنبليُّ الشهير

_____________________

١ - في الكامل: عبد الواحد بن موسى، وفي المحكى عن الحاكم: عبيد الله بن موسى.

٢ - توز: بفتح أوله وتشديد الزاي، مدينة بفارس قريبة من كازرون (معجم البلدان).

١٠٦

بابن بطَّة المتوفّى ٣٨٧، ذكره السمعاني في أنسابه وأثنى عليه بالإمامة والفضل والعلم والحديث والفقه والزهد * أخرج حديث التهنئة الآتي بلفظ البراء بن عازب.

١٨٨ - الحافظ محمد بن عبد الرحمن بن العباس أبو طاهر الشهير بالمخلص الذهبيِّ المتوفّى ٣٨٨، ترجمه ابن كثير في تاريخه ج ١١ ص ٣٣٣ وقال: شيخٌ كثير الرواية وكان ثقةً من الصالحين * روى محب الدين الطبري في الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٩ حديث الغدير بلفظ حبشي المذكور ص ٢٥ وقال: خرَّجه المخلص الذهبي.

١٨٩ - الحافظ أحمد بن سهل الفقيه البخاري، أحد مشايخ الحاكم قد أكثر الرواية عنه في مستدركه وصحَّح فيه حديثه وكذلك الذهبيُّ في تلخيصه * مرّ حديثه ص ٣١ بإسنادين صحيحين كلّ رجالهما ثقات.

١٩٠ - العباس بن عليّ بن العباس النسائيُّ، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ١٢ ص ١٥٤ وقال: كان ثقة * مرّ حديثه ص ٦٦ بإسناد صحيح رجاله ثقات.

١٩١ - يحيى بن محمد الأخباري أبو عمر البغداديُّ، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ١٤ ص ٢٣٦ وأخرج هناك بطريقه حديث المناشدة في الرحبة بلفظ عبد الرحمن بإسناد حسن يأتي.

(القرن الخامس)

١٩٢ - المتكلّم القاضي محمد بن الطيب بن محمد أبو بكر الباقلانيُّ المتوفّى ٤٠٣، من أهل البصرة سكن بغداد، من أكثر الناس كلاماً وتصنيفاً في الكلام، وثّقه الخطيب في تاريخه ج ٥ ص ٣٧٩ وأثنى عليه * روى حديث الموالاة وحديث التهنئة الآتي في كتابه التمهيد في م - الردّ على المذاهب ص ١٦٩، ١٧١، ٢٢٧ ].

١٩٣ - الحافظ محمد بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله الحاكم الضبِّي المعروف بابن البيِّع النيسابوريُّ المتوفّى ٤٠٥، صاحب المستدرك على الصحيحين الساير الداير ولد ٣٢١ وطلب الحديث من صغره فسمع سنة ثلاثين(١) وثَّقه الخطيب والذهبي وابن كثير في التاريخ ج ٦ ص ٢٧٣، والتذكرة ج ٣ ص ٢٤٢، والبداية والنهاية ج ١١ ص ٣٥٥ * أخرج الحديث في مستدركه بطرق شتى صحَّح أكثرها، مرّ منها ص ٢٠

_____________________

١ - ذكره الذهبي في تذكرته ٣ ص ٢٤٢، وبهذا تصح روايته عن المحاملي المتوفّى ٣٣٠.

١٠٧

و٣١ و٣٢ و٣٥ و٣٩ و٤٥ و٤٨ و٥١ و٥٥، ويأتي عنه حديث المناشدة في الرحبة بلفظ زيد بن يُثيع بإسناد صحيح رجاله ثقات، وحديث الإحتجاج يوم الجمل.

١٩٤ - أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت أبو الحسن المجبِّر البغدادي المتوفّى ٤٠٥، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ٥ ص ٩٥ وحكى عن الدقاق إنَّه قال: كان شيخاً صالحاً ديِّناً * يأتي عنه حديث مناشدة رجل عراقي جابر الأنصاري بإسناد صحيح.

١٩٥ - الحافظ عبد الملك بن أبي عثمان أبو سعد النيسابوريُّ الشهير بخّركوشيِّ(١) المتوفّى ٤٠٧، ترجمه الذهبي في عبره وقال: قال الحاكم: لم أر أجمع منه علماً وزهداً وتواضعاً وإرشاداً إلى الله * يأتي بطريقين عنه حديث التهنئة.

١٩٦ - الحافظ أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد أبو بكر الفارسيُّ الشيرازيُّ المتوفّى ٤٠٧ / ١١، ترجمه الذهبي في تذكرته ج ٣ ص ٢٦٧ وقال: الحافظ الإمام الجوّال أبو بكر، وحكى عن أبي الفرج البجليِّ أنه قال: كان صدوقاً حافظاً يحسن هذا الشأن جيِّداً جيِّداً * أخرج الحديث عن ابن عبّاس فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين، مرّ الإيعاز إليه ص ٥٢ ويأتي في آية التبليغ.

١٩٧ - الحافظ محمد بن أحمد بن محمد بن سهل أبي الفتح ابن أبي الفوارس (جدّه سهل يُكنىّ بأبي الفوارس) وُلد ٣٣٨ وتوفّي ٤١٢، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ١ ص ٣٥٢ وقال: كَتب الكثير وجَمع، وكان ذا حفظٍ ومعرفةٍ وأمانةٍ وثقةٍ مشهوراً بالصلاح وكَتب الناس عنه بانتخابه على الشيوخ وتخريجه * يأتي عنه حديث التهنئة.

١٩٨ - الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني أبو بكر المتوفّى ٤١٦، ذكره الذهبيُّ في تذكرته ج ٣ ص ٢٥٢ وقال: الحافظ الثبت العلامة، كان قيِّماً بمعرفة هذا الشأن بصيراً بالرجال طويل البلاع مليح التصانيف * مرّ الإيعاز إلى حديثه ص ١٥ و٤٢ و٤٣ و٥٢ و٥٣ ويأتي في حديث الركبان، وآية إكمال الدين، وحديث التهنئة.

١٩٩ - أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب الملقَّب بمسكويه صاحب كتاب التجارب المتوفّى ٤٢١، أثنى عليه أبو حيّان في الإمتاع ج ١ ص ٣٥، وياقوت في معجم الأدباء ج ٥ ص ٥ - ١٩، وابن شاكر في الوافي بالوفيات ج ٢ ص ٢٦٩ وغيرهم * رواه في (نديم الفريد)

_____________________

١ - بفتح أوله وسكون المهملة بعد: سكة بمدينة نيسابور.

١٠٨

يأتي لفظه في احتجاج المأمون الخليفة العباسي على الفقهاء بحديث الغدير.

٢٠٠ - القاضي أحمد بن الحسين بن أحمد أبو الحسن المعروف بابن السمّاك البغداديُّ المتوفّى ٤٢٤ عن ٩٥ سنة، كان رجلاً كبيراً، وكان له مجلس وعظ يتكلّم فيه في جامع المنصور قاله الخطيب في تاريخه ج ٤ ص ١١٠ * روى حديث نزول آية إكمال الدين في عليّ عليه السلام.

٢٠١ - أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبيُّ النيسابوريُّ المفسِّر المشهور المتوفّى ٤٢٧ / ٣٧، ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ٢٢ وقال: كان أوحد زمانه في علم التفسير وصنَّف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير، وذكره الفارسي في تاريخ نيسابور وقال: هو صحيح النقل موثوقٌ به، حدَّث عن أبي طاهر ابن خزيمة والإمام أبي بكر ابن مهران المقري، وكان كثير الحديث كثير الشيوخ * أخرج في تفسيره الكشف والبيان حديثي نزول آيتي التبليغ وسألَ سائِلٌ حول واقعة الغدير.

٢٠٢ - أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد بن بشران المولود ٣٥٥ والمتوفّى ٤٢٩، شيخ الخطيب البغداديِّ قال في تاريخه ج ١٠ ص ١٤: كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً * يأتي حديثه في حديث التهنئة وصوم الغدير بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات.

٢٠٣ - أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبيُّ النيسابوريُّ المتوفّى ٤٢٩ صاحب يتيمة الدهر، ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ٣١٥ وأثنى عليه وعلى تآليفه القيِّمة، وذكره ابن كثير في تاريخه ج ١٢ ص ٤٤ وقال: كان إماماً في اللغة والأخبار وأيّام الناس بارعاً مفيداً * رواه في ثمار القلوب ص ٥١١ يأتي لفظه في عيد الغدير.

٢٠٤ - الحافظ أحمد بن عبد الله أبو نعيم الاصبهانيُّ المولود ٣٣٦ والمتوفّى ٤٣٠، توجد ترجمته والثناء عليه في كثير من معاجم التراجم والتاريخ، قال ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ٢٧: كان من الأعلام المحدِّثين وأكابر الحفّاظ الثقات، أخذ عن الأفاضل ووأخذوا عنه وانتفعوا به، وكتابه الحلية من أحسن الكتب، وقال الذهبيُّ في تذكرته ج ٣ ص ٢٩٢: قال ابن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرجولاً إليه لم يكن في أُفق من الآفاق أحدٌ أحفظ منه وأسند، كان حافظ الدنيا قد إجتمعوا عنده وكل يوم نوبة

١٠٩

واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر * مرّ عنه ص ٢٠ و٢٤ و٢٦ و٢٨ و٣٧ و٣٩ و٤١ و٤٣ و٥٥ و٦٠ و٦٦، ويأتي عنه حديث المناشدة في الرحبة، واحتجاج عمر بن عبد العزيز، ونزول آية التبليغ وإكمال الدين في عليّ عليه السلام، وغير واحد من أسانيده صحيحٌ رجاله ثقات.

٢٠٥ - أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميميُّ الواعظ المعروف بابن المذهِّب المتوفّى ٤٤٤ عن ٨٩ سنة، ترجمه الخطيب في تاريخه ج ٧ ص ٣٩٠ وقال: كان صحيح السماع لمسند أحمد عن القطيعي إلّا في أجزاء منه فإنّه ألحق إسمه فيها، قال ابن كثير(١) : قال ابن الجوزي: وليس هذا بقدح في سماعه لأنّه إذا تحقَّق سماعه جاز أن يلحق إسمه فيما تحقَّق سماعه له * يأتي عنه حديث المناشدة في الرحبة بلفظ عبد الرحمن ابن أبي ليلى.

٢٠٦ - الحافظ إسماعيل بن علي بن الحسين أبو سعيد الرازيُّ المعروف بابن السمّان المتوفّى ٤٤٥، ترجمه ابن عساكر في تاريخه ج ٣ ص ٣٥ وقال: سمع الحديث من نحو من أربعمائة شيخ، وكان إمام المعتزلة في وقته، وكان من الحفّاظ الكبار وكان فيه زهدٌ وورعٌ، وقال عمر الكلبي: كان شيخ العدليَّة - يعني المعتزلة - وعالمهم وفقيههم ومتكلّمهم ومحدِّثهم، وكان إماماً بلا مدافعة في القراءات والحديث ومعرفة الرجال والأنساب والفرايض والحساب والشروط والمقدورات، وكان إماماً أيضاً في فقه أبي حنيفة. إلى كلمات ضافية في الثناء عليه * مرّ الايعاز إلى حديثه ص ١٩ و٥٦.

٢٠٧ - الحافظ أحمد بن الحسين بن علي أبو بكر البيهقيُّ المتوفّى ٤٥٨ عن ٧٤ سنة، ترجمه جُلُّ أرباب معاجم التراجم والتاريخ، قال السبكي في طبقاته ج ٣ ص ٣: كان الإمام البيهقي أحد أئمِّة المسلمين وهُداة المؤمنين والدعاة إلى حبل الله المتين، فقيهٌ جليلٌ حافظٌ كبيرٌ أُصوليٌّ نحريرٌ زاهدٌ ورعٌ قانتٌ لله قائمٌ بنصرة المذهب أصولاً وفروعاً، جبلٌ من جبال العلم، وقال ابن الأثير في الكامل ج ١٠ ص ٢٠: كان إماماً في الحديث والفقه على مذهب الشافعيِّ وله فيه مصنفات أحدها السنن الكبرى عشر مجلّدات وغيره من التصانيف الحسنة كان عفيفاً زاهداً * مرّ عنه ص ١٩ و٢٠ و٣٤ و٥١ بأسانيد غير واحد منها صحيحٌ

_____________________

١ - في البداية والنهاية ج ١٢ ص ٩٤.

١١٠

ويأتي عنه حديث صوم الغدير وفيه نزول آية الاكمال بإسناد صحيح رجاله ثقات.

٢٠٨ - الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البرِّ النمريُّ القرطبيُّ المولود ٣٦٨ والمتوفّى ٤٦٣ صاحب الاستيعاب، قال الذهبيُّ في تذكرته ج ٣ ص ٣٢٤: الإمام شيخ الاسلام حافظ المغرب أبو عمر ساد أهل الزمان في الحفظ والإتقان، قال أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر في الحديث، دأب في طلب الحديث وافتنَّ به وبرع براعة فاق بها مَن تقدَّمه من رجال الأُندلس وكان مع تقدُّمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطةٌ كبيرة في علم النسب والأخبار، وكان ديِّناً صيِّتاً ثقةً حجَّةً صاحب سنِّة وأتباع، وكان أوَّلاً ظاهريّاً أثريّاً ثمَّ صار مالكيّاً مع ميل كثير إلى فقه الشافعيِّ * مرّ حديثه بطرق شتّى ص ١٥ و٢٠ و٢١ و٣٥ وعدَّه من الآثار الثابتة.

٢٠٩ - الحافظ أحمد بن عليّ بن ثابت أبو بكر الخطيب البغداديُّ المتوفّى ٤٦٣، قال ابن الأثير في الكامل ج ١٠ ص ٢٦: كان إمام الدنيا في عصره، وترجمه السبكي في طبقاته ج ٣ ص ١٢ - ١٦ وأثنى عليه وأكثر وقال: قال ابن ماكولا: كان أبو بكر آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفةً وحفظاً وإتقاناً وضبطاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفنّناً في علله وأسانيده وعلماً بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه ولم يكن للبغداديِّين بعد أبي الحسن الدارقطنيّ مثله: وتوجد له ترجمة ضافية في تاريخ ابن عساكر ج ١ ص ٣٩٨ * مرّ الحديث عنه ص ١٤ و١٥ و١٨ و٦٨ و٧٦ ويأتي عنه حديث صوم الغدير، وغير واحد من أسانيده صحيحٌ رجاله ثقات.

٢١٠ - المفسِّر الكبير أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن عليّ بن متَّويه(١) الواحديُّ النيسابوريُّ المتوفّى ٤٦٨، قال ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ٣٦١: كان استاد عصره في النحو والتفسير، ورُزق السعادة في تصانيفه وأجمع الناس على حسنها وذكرها المدرِّسون في دروسهم منها الوسيط والبسيط والوجيز في التفسير وله كتاب أسباب النزول * مرّ الإيعاز إلى حديثه ص ٤٤ ويأتي بإسناده حديث نزول آية التبليغ في عليّ عليه السلام حول واقعة الغدير.

_____________________

١ - بفتح الميم وتشديد المثناة وسكون الواو وفتح الياء كذا ضبط ابن خلكان وأحسبه بفتح الواو وسكون الياء.

١١١

٢١١ - الحافظ مسعود بن ناصر بن عبد الله بن أحمد أبو سعيد السجزيّ [ السجستانيّ ] المتوفّى ٤٧٧، ترجمه الذهبيُّ في تذكرته ج ٤ ص ١٦ وقال: الحافظ الفقيه الرّحال صاحب المصنَّفات، قال محمد بن عبد الوحد الدقّاق: لم أر في المحدِّثين أجود إتقاناً ولا أحسن ضبطاً منه، وقال ابن كثير في تاريخه ج ١٢ ص ١٢٧: رجل في الحديث وسمع الكثير وجمع الكتب النفيسة وكان صحيح الخطِّ صحيح النقل حافظاً ضابطاً * أفرد كتاباً في حديث الغدير مرّ الإيعاز إلى بعض طرقه ص ١٧ و٤٣ و٥٢ ويأتي عنه بعض آخر.

٢١٢ - أبو الحسن علي بن محمد الجلابيُّ الشافعيُّ المعروف بابن المغازليِّ المتوفّى ٤٨٣، كتابه «المناقب» يُعرب عن تضلّعُه في الحديث وفنونه * مرّ الحديث عنه ص ٢٢ و٢٤ ٢٨ و٢٩ و٣٧ و٤٢ و٤٤ و٤٩ و٥٦ ويأتي عنه غير هذه.

٢١٣ - أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الحسين القاضي الخلعيُّ موصليُّ الأصل مصريُّ الدار ولد بمصر ٤٠٥ وتوفي ٤٩٢، ترجمه السبكي في طبقاته ج ٣ ص ٢٩٦ وقال: كان مسند ديار مصر في وقته قال ابن سكرة: فقيهٌ له تصانيف ولي القضاء وحكم يوماً واحداً واستعفى وانزوى بالقرافة وكان مسند مصر بعد الحبّال * يأتي عن كتابه الخلعيّات حديث المناشدة في الرحمة بلفظ زيد بن يُثيع.

٢١٤ - الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان أبو القاسم الحاكم النيسابوريُّ الحنفيُّ المعروف بابن الحدّاد الحسكانيِّ، ترجمه الذهبيُّ في تذكرته ج ٣ ص ٣٩٠ وقال: شيخٌ متقنٌ ذو عناية تامّة بعلم الحديث كان معمَّراً عالي الاسناد صنَّف وجمع، تُوفّي بعد ٤٩٠ * أفرد كتاباً في حديث الغدير، مرَّ عنه ص ٢٧ و٤٣ و٥٢ ويأتي بإسناده حديثي نزول آيتي إكمال الدين وسأل سائلٌ في واقعة الغدير.

٢١٥ - أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصميُّ أحد أئمة القرن الخامس مؤلِّف [ زين الفتى في شرح سورة هل أتى ] وتأليفه هذا ينمُّ عن تضلّعُه في التفسير والحديث والأدب كما يُعرب عن شدَّة نكيره على الرفض والتشيّع * أخرج الحديث في زين الفتى بطرق شتّى مرّ بعضها ص ١٩ و٢٨ و٣٩ و٤٥ و٤٨ و٧٢ ويأتي عنه بطرق أُخرى.

١١٢

(القرن السادس)

٢١٦ - الحافظ أبو حامد محمد بن محمد الطوسيُّ الغزاليُّ الشهير بحجّة الاسلام المتوفّى ٥٠٥، توجد ترجمته والثناء عليه في طيّات معاجم التراجم وقد ترجمه السبكي في طبقاته ج ٤ ص ١٠١ - ١٨٢، وأفرد الدكتور أحمد فريد رفاعي المصري كتاباً في ترجمته في مجلّدات ثلث، وهذا التأليف يُعدّ من حسنات هذا العصر، فللباحث عن الغزالي أن يراجع إليهما * يأتي لفظه في الكلمات حول سند الحديث.

٢١٧ - الحافظ أبو الغنايم محمد بن علي الكوفيُّ النرسيُّ المولود ٤٢٤ والمتوفّى ٥١٠ محدِّث الكوفة، ترجمه الذهبي في تذكرته ج ٤ ص ٥٧ وحكى عن ابن طاهر إنه قال: كان النرسي حافظاً ثقةً متقناً ما رأينا مثله كان يتهجَّد ويقوم الليل * مرّ الإيعاز إلى حديثه ص ٤٠ ويأتي في حديث التهنئة.

٢١٨ - الحافظ يحيى بن عبد الوهاب أبو زكريا الاصبهانيُّ الشهير بابن مندة المتوفّى ٥١٢، قال ابن خلكان في تاريخه ج ٢ ص ٣٦٦: كان من الحفّاظ المشهورين وأحد أصحاب الحديث المبرَّزين وكان جليل القدر وافر الفضل واسع الرواية ثقةً حافظاً مكثراً صدوقاً كثير التصانيف * مرّ عنه ص ٤٧.

٢١٩ - الحافظ الحسين بن مسعود أبو محمد الفراء البغويُّ الشافعيُّ المتوفّى ٥١٦ ترجمه الذهبيُّ في تذكرته ج ٤ ص ٥٤ وقال: الإمام الحافظ المجتهد محيي السنَّة، كان من العلماء الربّانيّين ذا تعبّد ونسك وقناعة باليسير، وقال ابن كثير في تاريخه ج ١٢ ص ١٩٣: صاحب التفسير. وشرح السنَّة والتهذيب في الفقه. والجمع بين الصحيحين. والمصابيح في الصحاح والحسان وغير ذلك، برع في هذه العلوم وكان علامة زمانه فيها، وكان ديِّناً ورعاً زاهداً عابداً صالحاً * مرّ الإيعاز إلى حديثه ص ٣١ عن المصابيح.

٢٢٠ - أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيبانيُّ المتوفّى ٥٢٥ عن ٩٤ سنة، قال ابن كثير في تاريخه ٢٠٣: راوي المسند عن أبي علي ابن المذهِّب عن أبي بكر ابن مالك عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، وقد روى عنه ابن الجوزي وغير واحد، كان ثقةً ثبتاً صحيح السماع * يأتي بطريقه حديث المناشدة بالرحبة بلفظ عبد الرحمن.

٢٢١ - ابن الزاغوني علي بن عبد الله بن نصر بن السريّ الزاغونيُّ المتوفّى ٥٢٧،

١١٣

قال ابن كثير ج ١٢ من تاريخه ص ٢٠٥: الإمام المشهور قرأ القراءات وسمع الحديث واشتغل بالفقه والنحو واللغة، وله المصنّفات الكثيرة في الأصول والفقه وله يدٌ في الوعظ واجتمع الناس في جنازته وكانت حافلة جدّاً * يأتي عنه حديث مناشدة رجل عراقي جابر الأنصاريِّ بإسناد صحيح.

٢٢٢ - أبو الحسن رزين بن معاوية العبدريُّ الأندلسيُّ المتوفّى ٥٣٥، ترجمه الذهبيُّ في عِبره * قال في كتابه الجمع بين الصحاح الستَّة: عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

٢٢٣ - أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشريّ(١) المتوفّى ٥٣٨، ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج ٢ ص ١٩٧ وقال. الإمام الكبير في التفسير والحديث والنحو وعلم البيان، كان إمام عصره من غير مدافع تُشدُّ إليه الرجال في فنونه، وقال اليافعي في مرآته كان متقناً في التفسير والحديث والنحو واللغة والبيان إمام عصره في فنونه، وله التصانيف الكبيرة البديعة الممدوحة. وذكره السيوطي في بغية الوعاة ص ٣٨٨ وقال: كان واسع العلم كثير الفضل غاية في الذكاء وجودة القريحة متقناً في كلِّ علم معتزليّاً قويّاً في مذهبه مجاهراً به حنفيّاً، ثمَّ ذكر مشايخه وتآليفه، وتوجد ترجمته في الفوائد البهيّة ص ٢٠٩ وأثنى عليه وعدَّ تآليفه، وذكره ابن كثير في تاريخه ج ١٢ ص ٢١٩ * يأتي عنه حديث احتجاج دارميَّة على معاوية بن أبى سفيان نقلاً عن كتابه ربيع الأبرار الموجود عندنا، وقال فيه: ليلة الغدير معظَّمةٌ عند الشيعة محياةٌ عندهم بالتهجّد وهي الليلة التي خطب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خمّ أقتاب الجمال وقال في خطبته: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

٢٢٤ - الحافظ القاضي عياض بن موسى اليحصبيُّ السبتيُّ المتوفّى ٥٤٤، ترجمه كثيرٌ من أرباب معاجم التراجم، قال ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ٤٢٨: كان إمام وقته في الحديث وعلومه والنحو واللغة وكلام العرب وأيّامهم وأنسابهم، وصنَّف التصانيف المفيدة. ثم ذكر تآليفه ونماذج من شعره * روى حديث الغدير في كتابه الدائر السائر: الشفاء.

_____________________

١ - الزمخشر بفتح أوله وثانيه ثم السكون: قرية من قرى خوارزم كبيرة.

١١٤

٢٢٥ - أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم الشهرستانيّ الشافعيّ المتكلّم على مذهب الأشعريِّ المتوفّى ٥٤٨، قال ابن خلكان: كان إماماً مبرَّزاً فقيهاً متكلّماً، وترجمه السبكي في طبقاته ج ٤ ص ٧٨ وأثنى عليه وعلى كتابه «الملل والنحل» * ذكر حديث الغدير في الملل والنحل يأتي لفظه في حديث التهنئة.

٢٢٦ - أبو الفتح محمد بن عليِّ بن إبراهيم النطنزيّ المولود ٤٨٠ (لم أقف على وفاته) ذكره السمعانيُّ في أنسابه وقال: أفضل مَن بخراسان والعراق في اللغة والأدب والقيام بصنعة الشعر، قدم علينا مرو سنة إحدى وعشرين وقرأت عليه طرفاً صالحاً من الأدب، واستفدت منه واغترفت من بحره، ثمَّ لقيته بهمدان ثمَّ قدم علينا بغداد غير مرَّة في مدَّة مقامي بها وما لقيته إلّا وكتبت عنه واقتبست منه، ثمّ ذكر مشايخه * مرَّ الحديث بإسناده ص ٤٣ ويأتي عنه بطريق آخر في آية إكمال الدين.

٢٢٧ - الحافظ أبو سعد عبد الكريم بن أحمد السمعانيُّ الشافعيُّ المولود ٥٠٦ والمتوفى ٥٦٢/٣ صاحب الأنساب، وفضايل الصحابة. ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ٣٢٦ وأثنى عليه، وقال الذهبيُّ في تذكرته ج ٤ ص ١١١: كان ثقةً حافظاً حجَّةً واسع الرحلة عدلاً ديِّناً جميل السيرة حسن الصحبة كثير المحفوظ، قال ابن النجار: سمعت مَن يذكرانَّ عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، وهذا شيءٌّ لم يبلغه أحدٌ * مرّ الإيعاز إلى حديثه ص ٥٦.

٢٢٨ - أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الأزديُّ القرطبيُّ الملقّب بـ (سابق الدين) المولود ٤٨٦ / ٧ والمتوفى ٥٦٧ صاحب التفسير الكبير، قال ابن الأثير في الكامل ج ١١ ص ١٥٢: كان إماماً في القراءة والنحو وغيره من العلوم زاهداً عابداً إنتفع به الناس في كثير من البلاد ولا سيَّما أهل الموصل فإنّه أقام بها وفيها تُوفّي، وترجمه ياقوت في معجميه قال في البلدان ج ٧ ص ٥٤: قرأ عليه كثيرٌ من شيوخنا وكان أديباً فاضلاً مقرياً عارفاً بالنحو واللغة سمع كثيراً من كتب الأدب، وقال في الأدباء ج ٢٠ ص ١٤: شيخٌ فاضلٌ عارفٌ بالنحو ووجوه القراءات، وكان ثقةً صدوقاً ثبتاً ديِّناً كثير الخير * يأتي عن تفسيره حديث نزول آية سألَ سائلٌ حول قضية الغدير.

٢٢٩ - موفَّق بن أحمد أبو المؤيَّد أخطب الخطباء الخوارزميُّ المتوفّى ٥٦٨،

١١٥

أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته في شعراء القرن السادس * روى الحديث في مناقبه ومقتله بطرق كثيرة مرّ بعضها ص ١٤ و١٥ و١٦ و١٨ و٢٠ و٢١ و٢٢ و٢٣ و٢٤ و٢٧ و٢٨ و٣٤ و٣٨ و٤٠ و٤٢ و٤٨ و٤٩ يأتي عنه بطرق أخرى.

٢٣٠ - عمر بن محمد بن خضر الأردبيليُّ المعروف بملّا * رواه في وسيلة المتعبِّدين(١) بلفظ البراء بن عازب يأتي في حديث التهنئة.

٢٣١ - الحافظ عليُّ بن الحسن بن هبة الله أبو القاسم الدمشقيُّ الشافعيُّ الملقب به (ثقة الدين) الشهير بابن عساكر المتوفّى ٥٧١، صاحب التاريخ الكبير الساير الداير، ترجمه ابن خلكان ج ١ ص ٣٦٣، وأثنى عليه ابن الأثير في الكامل ج ١١ ص ١٧٧، وابن كثير في تاريخه ج ١٢ ص ٢٩٤ وقال: أحد أكابر حفَّاظ الحديث ومن عني به سماعاً وجمعاً وتصنيفاً واطِّلاعاً وحفظاً لأسانيده ومتونه وإتقاناً لأساليبه وفنونه صنَّف تاريخ الشام في ثمانين مجلّدة(٢) ثم أطنب في الثناء عليه وعلى تآليفه، وأوفى ترجمة له ما ذكره السبكي في طبقاته ج ٤ ص ٢٧٣ - ٧٧، أكثر في الثناء عليه وعلى ثقته وإتقانه وتآليفه * أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة في تاريخه كما ذكره ابن كثير مرّ منها ص ١٥ و٢٦ و٢٧ و٤٠ و٤٤ و٤٥ و٥١ ويأتي عنه حديث نزول آيني التبليغ والإكمال في عليّ عليه السلام.

٢٣٢ - الحافظ محمد بن أبي بكر عمر بن أبي عيسى أحمد أبو موسى المدينيُّ(٣) الاصبهانيُّ الشافعيُّ المولود ٥٠١ والمتوفى ٥٨١ * ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج ٢ ص ١٦١ وقال: كان إمام عصره في الحفظ والمعرفة وله في الحديث وعلومه تآليف مفيدة. ثمَّ ذكر تآليفه، وذكره السبكيّ في طبقاته ج ٤ ص ٩٠، والذهبيُّ في تذكرته ج ٤ ص ١٢٨ وقال: الحافظ شيخ الاسلام الكبير، إنتهى إليه التقدُّم في هذا لشأن مع علوِّ الاسناد، وقال ابن الزينبيِّ: عاش أبو موسى حتى صار وحيد وقته وشيخ زمانه

_____________________

١ - ذكرها له الچلبي في كشف الظنون ج ٢ ص ٦٣٤.

٢ - ذكر ابن كثير في تاريخه: إن ثلاث مجلدات منها في ترجمة علي «أمير المؤمنين» ومناقبه.

٣ - نسبة إلى مدينة أصبهان، ذكرها السمعاني في الأنساب.

١١٦

إسناداً وحفظاً، قال السمعاني: سمعت منه وكتب عني وهو ثقةٌ صدوقٌ، قال عبد القادر: حصل له من المسموعات باصبهان ما لم يحصل لأحد في زمانه، وانضمَّ إلى ذلك الحفظ والإتقان، وله التصانيف التي أربى فيها على المتقدّمين مع الثقة والعفَّة * مرّ الإيعاز إلى طرقه في الحديث ص ٢٤(١) و٢٦ و٢٩ و٤٥ و٤٦ و٥٣ و٥٨ و٥٩ و٦٠ وله غير ذلك.

٢٣٣ - الحافظ محمد بن موسى بن عثمان أبو بكر الحازميّ (نسبة إلى جدِّه حازم) الهمدانيّ الشافعيّ المولود ٥٤٨ والمتوفّى ٥٨٤، ترجمه السبكي في طبقاته ج ٤ ص ١٨٩ وقال: إمامٌ متقنٌ مبرَّزٌ، وعن ابن الزيني: كان من أحفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله مع زهد وتعبّد ورياضة وذكر، صنَّف في علم الحديث مصنَّفات وقال ابن النجّار: كان من الأئمَّة الحفّاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله، وكان ثقة حجَّةً نبيلاً زاهداً ورعاً ملازماً للخلوة والتصنيف ونشر العلم * صرّح بخطبة النبيِّ صلّى الله عليه وآله في غدير خمّ كما في تاريخ ابن خلكان ج ٢ ص ٢٢٣، ومعجم البلدان ج ٣ ص ٤٦٦.

٢٣٤ - الحافظ عبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج ابن الجوزي البكريُّ (نسبة إلى جدّه أبي بكر الصدّيق) البغداديُّ الحنبليُّ المتوفّى ٥٩٧، قال ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ٣٠١: كان علامة عصره وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ صنَّف في فنون عديدة، تُرجم في غير واحد من معاجم التراجم والتاريخ * م - روى حديث المناشدة بالرحبة بلفظ زاذان من طريق أحمد ] ويأتي لفظه في الكلمات حول سند الحديث.

٢٣٥ - الفقيه أسعد بن أبي الفضايل محمود بن خلف العجليُّ أبو الفتوح و(يقال: أبو الفتح) الشافعيُّ الاصبهانيُّ المتوفّى ٦٠٠ عن ٨٥ سنة، قال ابن الأثير في الكامل ج ١٢ ص ٨٣: وكان إماماً فاضلاً. وقال ابن كثير في تاريخه ج ١٣ ص ٤٠: سمع الحديث وتفقَّه وبرع وصنَّف، كان زاهداً عابداً، وترجمه السبكيُّ في طبقاته الكبرى ج ٥ ص ٥٠ وأثنى عليه وأكثر وعدّ تآليفه، وذكره ابن خلكان في تاريخه ج ١ ص ٧١ وأثنى عليه * مرّ الإيعاز إلى حديثه عن كتابه «الموجز» في فضايل الخلفاء الأربعة ص ٢٦ و٤٦.

_____________________

١ - أحد الثلاثة المذكورة هناك س ٢ وهم: هو وابن عقدة وأبو نعيم.

١١٧

(القرن السابع)

٢٣٦ - أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن فخر الدين الرازيُّ الشافعيُّ المتوفّى ٦٠٦، صاحب التفسير الكبير الشهير، ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج ٢ ص ٤٨ وقال: فريد عصره ونسيج وحده، فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوايل، ثم ذكر تآليفه، وقال ابن الأثير: كان إمام الدنيا في عصره، وذكر ابن كثير في تاريخه ج ١٣ ص ٥٥، وبسط القول في ترجمته السبكي في طبقاته ج ٥ ص ٣٣ - ٤٠ وأثنى عليه وبالغ في الردِّ على الذهبيِّ في غمزه على المترجم في ميزان الاعتدال * مرّ الحديث عنه ص ١٩ و٥٢ ويأتي عنه في آية التبليغ.

٢٣٧ - أبو السعادات مبارك بن محمد بن عبد الكريم ابن الأثير الشيبانيُّ الجزريُّ الشافعيُّ المتوفّى ٦٠٦، ترجمه أخوه ابن الأثير في كامله ج ١٢ ص ١٢٠ وقال: أخي مجد الدين أبو السعادات كان عالماً في عدَّة علوم منها الفقه والأصولان والنحو والحديث واللغة، وله تصانيف مشهورة في التفسير والحديث والنحو والحساب وغريب الحديث، وله رسائل مدوَّنة، وكان كاتباً مُفلقاً يُضرب به المثل ذا دين متين ولزوم طريق مستقيم * قال في جامع الأصول في أحاديث الرَّسول: عن زيد بن أرقم أو أبي سَريحة شكّ شعبة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أخرجه الترمذيُّ، وحكاه عن الشافعيِّ (إمام الشافعيّة) في نهايته ج ٤ ص ٢٤٦.

٢٣٨ - أبو الحجاج يوسف بن محمد البلويُّ المالكيُّ الشهير بابن الشيخ المتوفّى حدود ٦٠٥ مؤلِّف «ألف باء» تأليفه هذا ينمُّ عن فضله الجمِّ وأدبه الكثار ذكره الزركلي في الأعلام ج ٣ ص ١١٨٤ * يأتي لفظه في المجلّد الثاني في شعراء القرن الأوَّل في ما يتبع أبيات أمير المؤمنين عليه السلام.

٢٣٩ - تاج الدين زيد بن الحسن بن زيد الكنديُّ أبو اليمن البغداديُّ المولد والمنشأ المتوفّى ٦١٣، إنتقل إلى الشام فأقام بها، قال ابن الأثير في الكامل ج ١٢ ص ١٣٠: كان إماماً في النحو واللغة وله الاسناد العالي في الحديث، وكان ذا فنون كثيرة من أنواع العلوم * يأتي بإسناده حديث المناشدة في الرحبة بلفظ عبد الرحمن بن أبي ليلي.

٢٤٠ - الشيخ عليُّ بن حميد القرشيُّ المتوفّى ٦٢١ * ذكره في (شمس الأخبار

١١٨

المنتقى من كلام النبيِّ المختار) كما مرّ في ص ٥٠ ويأتي لفظه في مفاد الحديث.

٢٤١ - أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الروميُّ الجنس، الحمويُّ المولد، البغداديُّ الدار المتوفّى ٦٢٦، أُسر من بلاده صغيراً وإبتاعه بغداد رجل تاجر، له معجم البلدان ومعجم الأدباء، كانت له أشواطٌ بعيدةٌ في الأدب، وكان متعصِّباً على أمير المؤمنين عليّ عليه السلام. بسط القول في ترجمته محتداً وعلماً وأدباً وتأليفاً ومذهباً ابن خلكان في تاريخه ج ٢ ص ٣٤٩ - ٥٥ * ذكر في معجم البلدان ج ٣ ص ٤٦٦ عن الحازمي: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب عند غدير خمّ، ويأتي كلامه عن «معجم الأدباء» في المؤلِّفين في حديث الغدير.

٢٤٢ - الحافظ أبو الحسن علي بن محمد الشيبانيُّ المعروف بابن الأثير الجزريّ(١) المتوفّى ٦٣٠، صاحب التاريخ الكامل، وأُسد الغابة، ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج ٢ ص ٣٧٨ وقال: كان إماماً في حفظ الحديث ومعرفة ما يتعلّق به وحافظاً للتواريخ المتقدِّمة والمتأخِّرة، ثم ذكر تآليفه وأثنى عليها، وذكره اليافعيُّ في مرآة الجنان ج ٤ ص ٧٠ وأثنى عليه وعلى تآليفه، وعدّه الذهبيُّ من الحفّاظ في تذكرته ج ٤ ص ١٩١ وأطراه * رواه بطرق كثيرة منها ما يأتي ومنها ما مرّ ص ١٥ و٢٠ و٢٣ و٢٤ و٢٥ و٢٨ و٣٨ و٤٥ و٤٦ و٤٧ و٤٩ و٥٣ و٥٨ و٥٩ و٦٠.

٢٤٣ - حنبل بن عبد الله بن الفرج البغداديُّ الرصافيُّ المتوفّى ٦٤٠ عن ٩٠ سنة محدِّثٌ مكثرٌ يروي بإسناده الآتي مسند أحمد بن حنبل عن ابنه عبد الله ترجمه أبو شامة في ذيل الروضتين(٢) * يأتي بإسناده حديث مناشدة الرحبة بلفظ عبد الرحمن.

٢٤٤ - الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله المقدسيُّ الدمشقيُّ الحنبليُّ المولود ٥٦٩ والمتوفى ٦٤٣، ذكره ابن كثير في تاريخه ج ١٣ ص ١٦٩ وأطراه وأثنى علي تآليفه، وترجمه الذهبي في تذكرته ج ٤ ص ١٩٧ وحكى عن عمر بن الحاجب إنّه قال: شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته ونسيج وحده علماً وحفظاً وثقةً وديناً من العلماء

_____________________

١ - نسبة إلى جزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام كانت تحيط بها دجلة إلا من ناحية.

٢ - ذكر في تعليق ذيل تذكرة الحفاظ لأبي المحاسن الدمشقي ص ٣٣.

١١٩

الربّانيِّين كان، شديد التحرِّي في الرواية مجتهداً في العبادة كثير الذكر منقطعاً متواضعاً (إلى أن قال في الثناء عليه): قال ابن النجار: حافظٌ متقنٌ حجَّةٌ عالمٌ بالرجال ورعٌ تقيٌّ ما رأيت مثله في نباهته وعفَّته وحسن طريقته... إلخ * مرّ حديثه ص ٢٦ و٢٨ و٣٤ و٣٥ و٥٥ و٥٨ ويأتي عنه غير ذلك.

٢٤٥ - أبو سالم محمد بن طلحة القرشيُّ النصيبيُّ الشافعيُّ المتوفّى ٦٥٢ أحد شعراء الغدير في القرن السابع يأتي هناك شعره وترجمته * مرّ الإيعاز إلى حديثه ص ٣٣ ويأتي عنه غيره نقلاً عن كتابه المطبوع غير مرّة (مطالب السئول).

٢٤٦ - أبو المظفَّر يوسف الأمير حسام الدين قزأوغلي(١) ابن عبد الله البغداديُّ الحنفيُّ المتوفّى ٦٥٤ سبط الحافظ ابن الجوزيِّ الحنبليِّ من كريمته (رابعة) ترجمه اليافعيُّ في مرآته ج ٤ ص ١٣٦، وابن كثير في تاريخه ج ١٣ ص ١٩٤، وأثنى على علمه وفضله وحسن خطابته، وذكره أبو الحسنات في فوائده البهيَّة ص ٢٣٠ وقال: تفقَّه وبرع وكان عالماً فقيهاً واعظاً حسن المجانسة، وقال أبو المعالي السلاميُّ كما في «منتخب المختار» ٢٣٦: كان شيخاً صالحاً عالماً بالتفسير والحديث والفقه له تفسير كبير في تسعة وعشرين مجلّداً، وذكر مشايخه وتآليفه * مرَّ عنه ص ٣٦ ويأتي عنه في عناوين أخرى بألفاظ غير ما مرَّ نقلاً عن تأليفه الساير (تذكرة خواص الأُمَّة)

٢٤٧ - عزُّ الدين عبد الحميد بن هبة الله المدائني الشهير بابن أبي الحديد المعتزليُّ المتوفّى ٦٥٥ مؤلِّف شرح نهج البلاغة الداير الساير، وتأليفه هذا ينمُّ عن تضلّعه في الحديث والكلام والتأريخ والأدب، توجد ترجمته في شرح النهج له ج ٤ ص ٥٧٥ * مرّ الحديث عنه ص ٥٦ ويأتي عنه حديث المناشدة في الرحبة، وحديث الدعوة، وحديث الركبان، واحتجاج عمّار بحديث الغدير، ومناشدة شابٍّ أبا هريرة.

٢٤٨ - الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجيُّ الشافعيُّ المتوفّى ٦٥٨، صاحب كتاب كفاية الطالب(٢) المطبوع بمصر في ١٦٠ صحيفة محذوف الأسانيد، وفي النجف الأشرف مسنداً على ما هو في الأصل، والكتاب يُعرب عن تقدُّم مؤلِّفه في

_____________________

١ - في تاريخ ابن خلكان والفوائد البهية. قرغلي. وفى غيرهما قزغلي، والصحيح كما في تاريخ ابن كثير: قزاغلي بكسر القاف وسكون الزاي كلمة تركية معناها (ابن البنت) أي السبط.

٢ - ذكره له الچلبي في كشف الظنون ج ٢ ص ٣٢٣.

١٢٠

وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ) (١) .

وأمّا أصناف الشهداء ، فمنهم الشهداء الأولياء المقرّبون من البشر ، كالأنبياء والصالحين من الأولياء ، قال سبحانه : ( وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء ) .

وتمييز النبيّين من الشهداء كأنّه نوع تشريف لهم كما قيل .

وقال سبحانه : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمّة شَهِيداً ثمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) (٢) ، والأُمّة : الجماعة من النّاس ، وإذا أُضيفت إلى شيء كنبيّ أو زمان أو مكان تميّزت به ، فالآية عامّة لجميع الأولياء ولو اجتمع عدّة منهم في أُمّة نبي ، وقال سبحانه : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّة وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (٣) .

والبيان السابق في معنى الشهيد يوضّح أنّ هذه العطيّة والكرامة منه سبحانه ليست عامّة لجميع أُمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل هي خاصّة لبعض الأُمّة والخطاب الواقع لجمع الأُمّة بظاهره باعتبار وجودهم فيها ، وهو ذائع دائر في الخطابات كقوله سبحانه : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء ) (٤) إلى آخر الآية ، فإنّه شامل بظاهره لجميع مَن معه ، وفيهم المنافقون والفاسقون بإجماع الأُمّة ، وأمثاله كثيرة .

وبالجملة : فالشهداء من هذه الأُمّة شهداء على الناس ، والرسول شهيد عليهم ، فالأُمّة الشهيدة وسط بين الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والنّاس كما ذكره سبحانه .

وكذلك قوله سبحانه : ( هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ

ـــــــــــــ

(١) سورة الزمر : الآيتان ٦٩ و ٧٠ .

(٢) سورة النحل : الآية ٨٤ .

(٣) سورة البقرة : الآية ١٤٣ .

(٤) سورة الفتح : الآية ٢٩ .

١٢١

أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ) (١) ، وهذه الآية في اختصاص الشهداء أصرح من سابقتها .

وفي قوله سبحانه :( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ) إشارة إلى دعاء إبراهيم مع ولده إسماعيلعليهما‌السلام عند بناء الكعبة :( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمّة مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) (٢) .

ودعاؤهعليه‌السلام حيث إنّه لولْد إبراهيم وإسماعيل معاً ، ولمَن في مكّة ؛ فهو لقريش وحيث إنّهعليه‌السلام دعا أوّلاً بإسلامهم لله ، (وإراءة) الله إيّاه مناسكهم وتوبته لهم ، ثمَّ دعا ببعث رسول يطهّرهم ويزكّيهم ، فهم جمع من قريش جمعوا بين طهارة الذات(٣) والهداية والاهتداء إلى عهود الله ، وبين الإيمان برسوله والتزكّي والتطهّر بتزكيته وتطهيره ، فهم أشخاص مخصوصون بكرامة الله سبحانه من بين الأُمّة .

وقوله :( لِيَكُونَ الرَّسُولُ ) ، بيان لغاية قوله :( هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) .

وما ذكرناه في معنى الآية هو الذي تفسّره به الأخبار الواردة عن أئمّة أهل البيت .

ففي (الكافي)(٤) ، و(تفسير العيّاشي)(٥) عن الباقرعليه‌السلام :(نحن الأُمّة الوسطى ، ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه) .

وعن (شواهد التنزيل) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام :(إيّانا عنى بقوله : ( وَتَكُونُوا شُهَدَاء

ـــــــــــــ

(١) سورة الحجّ : الآية ٧٨ .

(٢) سورة البقرة : الآيتان ١٢٨ و ١٢٩ .

(٣) أهل السعادة الذاتية والسعادة المكتسبة ، وبعبارة أُخرى : طهارة الذات والتبعيّة (منه قُدِّس سرُّه) .

(٤) الكافي : ١ / ٢١٣ ، الحديث ٢ .

(٥) تفسير العيّاشي : ١ / ٨١ ، الحديث ١١٠ ، مع اختلاف يسير .

١٢٢

عَلَى النَّاسِ ) ، فرسول الله شاهد علينا ، ونحن شهداء الله على خلقه وحجّته في أرضه ، ونحن الذين قال الله : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّة وَسَطاً ) (١) .

وفي المناقب عن الباقرعليه‌السلام ـ في حديث :(ولا يكون شهداء على الناس إلاّ الأئمة والرُّسل فأمّا الأُمّة ، فإنّه غير جائز أن يستشهدها الله وفيهم مَن لا تجوز شهادته في الدنيا على خرمة بقل) (٢) .

وفي (تفسير العيّاشي) عن الصادقعليه‌السلام قال :(ظننتَ أنّ الله تعالى عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحّدين ؟! افترى أنّ مَن لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر ، يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأُمم الماضية ؟! كلا ، لم يعنِ الله مثل هذا من خلقه ، يعني الأئمّة الذين وجبت لهم دعوة إبراهيم ، وهم الأُمّة الوسطى ، وهم خير أُمّة أُخرجت للنّاس) (٣) .

والأخبار في هذا المعنى كثيرة مستفيضة .

ومن هنا يظهر معنى قوله سبحانه( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمّة بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ) (٤) ، فحيث إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس شاهداً على النّاس من أُمّته بلا واسطة ، بل على الشهداء منهم ، فالمشار إليهم بقوله : ( عَلَى هَـؤُلاء ) هم الشهداء من كلّ أُمّة المذكور في الآية .

وأصرح منها قوله سبحانه :( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمّة شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء ) (٥) ؛ وذلك لمكان قوله تعالى :( مِّنْ أَنفُسِهِمْ ) ، وقوله : ( نَبْعَثَ ) و( وَجِئْنَا ) .

فرسول الله كما أنّه شهيد على الشهداء من أُمّته ، شهيد على جميع الشهداء .

ـــــــــــــ

(١) شواهد التنزيل : ١ / ١١٩ ، الحديث ١٢٩ .

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٤ / ١٩٤ .

(٣) تفسير العيّاشي : ١ / ٨٢ ، الحديث ١١٤ .

(٤) سورة النساء : الآية ٤١ .

(٥) سورة انحل : الآية ٨٩ .

١٢٣

وروى القمّي في قوله تعالى : ( شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء ) ، يعني على الأئمّة ، فرسول الله شهيد على الأئمّة ، وهم شهداء على الناس(١) .

وفي (الاحتجاج) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في حديث يذكر فيه أحوال أهل الموقف ، قال :(فيقام الرُّسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها إلى أُممهم ، فأخبروا أنّهم قد أدّوا ذلك إلى أُممهم ، ويسأل الأُمم فيجحدون كما قال الله : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) (٢) ، فيقولون : ( مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ ) (٣) .

فيستشهد الرُّسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيشهد بصدق الرُّسل ويكذِّب مَن جحدها من الأُمم فيقول لكلّ أُمّة منهم : بلى ، قد جاءكم بشير ونذير ، واللهُ على كل شيء قدير ، أي مقتدر بشهادة جوارحكم بتبليغ الرُّسل إليكم رسالاتهم ؛ ولذلك قال الله لنبيّه : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمّة بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ) ) (٤) ـ الحديث .

وروى العيّاشي في تفسيره عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في صفة يوم القيامة ، قالعليه‌السلام :(يجتمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلق ، فلا يتكلّم أحد إلاّ مَن أذن له الرحمن وقال صواباً ، فيقام الرُّسل فيسأل ، فذلك قوله لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمّة بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ) وهو الشهيد على الشهداء ، والشهداء هم الرُّسل) (٥) .

وقد مرّ كلام في معنى الجحد والحلف والكذب الواقع في هذه الأحاديث .

ـــــــــــــ

(١) تفسير القمّي : ١ / ١٦٧ .

(٢) سورة الأعراف : الآية ٦ .

(٣) سورة الأعراف : الآية ١٩ .

(٤) الاحتجاج : ١ / ٣١٨ .

(٥) تفسير العيّاشي : ١ / ٢٦٨ ، الحديث ١٣٢ .

١٢٤

ومن الشهداء الملائكة الكَتَبَة ، قال سبحانه :( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ) (١) ، وقال :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٢) ، إلى أن قال :( وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) (٣) ، وقال سبحانه : ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) (٤) ، إلى غير ذلك من الآيات .

ومن الشهداء : الجوارح والأعضاء ، قال سبحانه : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (٥) ، وقال سبحانه وتعالى :( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٦) ، وقال سبحانه :( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم

ـــــــــــــ

(١) سورة يونس : الآية ٦١ .

(٢) سورة ق : الآيات ١٦ ـ ١٨ .

(٣) سورة ق : الآية ٢١ .

(٤) سورة الانفطار : الآيات ١٠ ـ ١٢ .

(٥) سورة يس : الآية ٦٥ .

(٦) سورة النُّور : الآية ٢٤ .

١٢٥

مِّنْ الْخَاسِرِينَ ) (١) .

وسياق الآيات واردة في أهل النار ، فشهادة الجوارح مخصوصة بهم ، وهي من الشواهد على شمول خطابات الفروع لغير المؤمنين .

وقوله تعالى : ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ ) ، وجه تخصيصهم السؤال بالجلود دون الجميع ، أنّ السمع والبصر أرفع من المادة ، وأقرب إلى الحياة والفهم ، بخلاف الجلود ـ وهي الفروج وما يتلوها في الحكم ـ فهي أوغل في المادة ، وشهادتها أعجب وأقطع .

وقوله تعالى : ( قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) ، جوابها لهم .

وقد عدلوا عن الشهادة إلى النطق ، ثمَّ إلى الإنطاق ؛ إشعاراً بأنّ الأمر إلى الله لا إليهم ، فلا وجه لعتابهم له بوضعهم موضع المستقلّ التامّ الاختيار في أمرهم ، بعد ما كان نطق كلّ شيء منه سبحانه وليس لشيء من الأمر شيء ؛ ولذا أردف ذلك بقوله : ( وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .

فالبدء والعَوْد كلاهما له سبحانه ، وهو القائم على كلّ نفس فليس سبحانه غائباً عن شيء ، بل هو الرقيب ، وإنّما يرقب الشيء بالشيء ، ويحتجب بالشيء عن الشيء ؛ ولذا أردفه سبحانه بقوله :( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ ) كأنّه يقول : ما كنتم تحتجبون عن شهادة الجوارح ، لا لأنّكم لا تحذرون منها ، ومن نتيجة شهادتها ، ولكن ظننتم استقلال الأشياء وغيبة الحقّ سبحانه عنها ، وأنّ كلّ واحد منها منفصل عن الحقّ ، ليس مرصاداً له سبحانه ، فظننتم أنّه لا يعلم كثيراً ممّا تعملون .

وهذه هي الغفلة عن الحقّ سبحانه ، وأنّه على كلّ شيء شهيد ، وأنّ كلّ ما يحضر عند شيء أو يعلمه شيء ، فهو حاضر عنده بعينه ، معلوم له بعينه :( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ) .

واعلم أنّ هذا الأصل ـ وهو أنّ علم الوسائط وقدرتها وسائر كمالاتها بعينها له سبحانه ـ كثير الفروع في القرآن ، كقوله سبحانه :( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ

ـــــــــــــ

(١) سورة فصّلت : الآيات ١٩ ـ ٢٣ .

١٢٦

فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (١) ، وقوله :( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) (٢) ، وقوله : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ) (٣) ، إلى غير ذلك من الآيات ، فترى أنّه سبحانه خلط علمه بعلم الألواح والكتبة .

وبما مرّ من المعنى يظهر معنى قوله : ( ثمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٤) ، وقد تكرّر هذا اللفظ في القرآن كثيراً .

ثمَّ اعلم أنّه يتحصّل من الآيات المزبورة ، أنّ الحياة سارية في جميع الأشياء ؛ إذ إيجاد النطق والكلام عند شيء ليس شهادة منه إلاّ إذا كان الكلام له ، وهو الحياة وكذلك إفاضة الحياة يوم القيامة ـ فحسب ـ لشيء ، وإنبائه عن واقعة قبل اتّصافه بالحياة كوقائع الدنيا ، ليس شهادة منه ؛ إذ لا حضور ولا تحمّل .

وبهذا يظهر معنى قوله سبحانه وتعالى :( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ) (٥) ، وقوله تعالى في وصف آلهتهم :( أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) (٦) .

ـــــــــــــ

(١) سورة يونس : الآية ٦١ .

(٢) سورة الزخرف : الآية ٨٠ .

(٣) سورة ق : الآيات ١٦ ـ ١٧ .

(٤) سورة التوبة : الآية ٩٤ .

(٥) سورة الأحقاف : الآيتان ٥ و ٦ .

(٦) سورة النحل : الآية ٢١ .

١٢٧

وفيما مرّ من المعاني أخبار كثيرة :

ففي (الكافي) عن الباقر في حديث : (وليست تشهد الجوارح على مؤمن ، إنّما تشهد على مَن حقّت عليه كلمة العذاب فأمّا المؤمن ، فيؤتى كتابه بيمينه) (١) الحديث .

أقول : يشيرعليه‌السلام إلى ما في ذيل آيات الشهادة المذكورة :( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ) (٢) .

وفي (تفسير القمّي)(٣) و(الفقيه)(٤) عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى :( شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ ) (٥) الآية ، قال : (يعني بالجلود : الفرج والأفخاذ) .

وفي (تفسير القمّي) ، قالعليه‌السلام :(إذا جمع الله الخلق يوم القيامة ، دُفع إلى كلّ إنسان كتابه ، فينظرون فيه فينكرون أنّهم عملوا من ذلك شيئاً ، فتشهد عليهم الملائكة ، فيقولون : يا ربّ ، ملائكتك يشهدون لك ، ثمَّ يحلفون أنّهم لم يعملوا من ذلك شيئاً ، وهو قوله : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ) . فإذا فعلوا ذلك ، ختم على ألسنتهم وتنطق جوارحهم بما كانوا يكسبون) (٦) .

ومن الشهداء : الزمان والمكان والأيّام الشريفة والشهور والأعياد والجمع

ـــــــــــــ

(١) الكافي : ٢ / ٥٨ ، الباب ٢٠٣ ، الحديث ١ .

(٢) سورة فصّلت : الآية ٢٥ .

(٣) تفسير القمّي : ٢ / ٢٦٨ .

(٤) ورد الحديث في وصيّة أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه محمّد بن الحنفيّة (رضي الله عنه) ، حيث استشهد الإمام بقوله تعالى : (( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ ) ، يعني بالجلود : الفروج ) راجع : مَن لا يحضره الفقيه : ٢ / ٣٧٠ ، الباب ٢٢٧ ، الحديث ١ .

(٥) سورة فصّلت : الآية ٢٠ .

(٦) تفسير القمّي : ٢ / ٢٦٧ .

١٢٨

والأرض والبقاع والمساجد وغيرها ، قال سبحانه :( وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) (١) .

والبيان المذكور آنفاً يوضّح هاهنا أنّ الأيّام من الشهود ، ويظهر به أنّ كلمة (من) في قوله : ( مِنْكُمْ ) ، ابتدائيّة لا تبعيضيّة ، والشهداء هي الأيّام .

وقال سبحانه :( ثمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) (٢) ، والبيان السابق عائد هاهنا أيضاً وقال سبحانه : ( وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ) (٣) .

وفي الكافي : عن الصادق ، قال :(إنّ النهار إذا جاء قال : يا بن آدم ، اعمل فيَّ يومك هذا خيراً أشهدُ لك به عند ربّك يوم القيامة ، فإنّي لم آتكَ فيما مضى ، ولا آتكَ فيما بقي وإذا جاء الليل قال مثل ذلك) (٤) .

وروي هذا المعنى ابن طاووس في كتاب (محاسبة النفس) عن الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام (٥) .

وروى الصدوق في (العلل) عن عبد الله الزرّاد ، قال : سأل كهمس أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فقال : يصلّي الرجل نوافله في موضع أو يفرّقها ؟ فقال : (لا بل هاهنا وهاهنا ،

ـــــــــــــ

(١) سورة آل عمران : الآية ١٤٠ .

(٢) سورة لقمان : الآيتان ١٥ و ١٦ .

(٣) سورة الزلزلة : الآيات ٢ ـ ٥ .

(٤) الكافي : ٢ / ٤٤٧ ، الباب ٣٨٩ ، الحديث ١٢ .

(٥) محاسبة النفس : ١٥ .

١٢٩

فإنّها تشهد له يوم القيامة) (١) .

ومن الشهداء : القرآن والأعمال والعبادات ، وسيأتي ملخّص الكلام فيها في (فصل : الشفاعة) إن شاء الله .

واعلم أنّ البرهان أيضاً يفيد ما مرّ من شهادة الشهود ؛ فإنّ الأعمال لا تتحقّق بينها وبين شيء من الموجودات نسبة ، إلاّ وهي متحقّقة بين الذات وبين ذلك الموجود ، فإنّ الأعمال من تنزّلاتها ووجوداتها قائمة الذات بتلك الذوات فببقاء الذات تبقى الصادرات عنها بحسب ما يتحقّق بها من الوجود ، وببقائها تبقى النسب التي إلى الأشياء ، وببقاء النسب تبقى الأشياء ؛ ضرورة كون وجوداتها رابطة لا تتحقّق إلاّ بطرفين ، وبحياتها تحيي الجميع ، وبحضورها عن الحقّ سبحانه وبين يديه تعالى بتمام ذاتها وشهادتها وبيانها ما عندها له سبحانه يفعل الجميع ذلك ، والله العالم .

من المعلوم أنّ الحساب ـ وهو : كشف المجهول العددي باستعمال الطرق الموصلة إليه ـ إنّما يتأتّى بلحاظ ظرف العلم والجهل وأمّا إذا فرض نفس الواقع ـ مع الغضّ عن العلم والجهل ـ فلا موضوع لهذا المعنى الذي نسمّيه حساباً وإنّما الذي في الواقع والخارج هو ترتّب النتيجة على المقدّمات ، والمعلوم على العلّة ، فالوضع الذي هو (٦ × ٨ ـ ٣ × ٦) ، يتدرّج فيه باستعمال الأسباب والأعمال الحسابيّة للحصول على النتيجة ، وهي (٣٠) بالنسبة إلينا لجهلنا أوّلاً بذلك ، وتحصيلنا العلم بالحساب ثانياً ، إنّ النتيجة هي الثلاثون .

ـــــــــــــ

(١) علل الشرائع : ٢ / ٣٩ ، الباب ٤٦ ، الحديث ١ .

١٣٠

الفصل العاشر : في الحساب

وأمّا ما في الخارج ، فإنّما هو عدد مع عدد ، لا انفكاك بينهما ولا فصل ، أو ترتّب النتيجة على تراكم أُمور واقعيّة موجودة في الخارج، ليس بينهما فرجة زمانيّة ولا فاصلة مكانيّة .

وعلمه سبحانه بالأشياء الواقعيّة حيث كان عين تلك الأشياء الواقعيّة على ما تعطيه الأُصول البرهانية ، دون الصور المنتزعة عن الخارج مثل علومنا الحصوليّة ، كان القول في علمه سبحانه عين القول في الأُمور الواقعيّة ، فحسابه سبحانه عين حساب الواقع ، وهو ترتّب نتائج الأُمور عليها فيما كان هناك أثر مترتّب .

وقد أخبر سبحانه أنّ لكلّ شيء أثراً في جانبي السعادة والشقاوة يترتّب عليه في الدنيا ، قال سبحانه :( قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) (١) ، قال :( نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) (٢) ، وقال :( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ ) (٣) ، وقال : ( ثمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ) (٤) ، وقال :( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً ) (٥) ، وقال : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) (٦) .

ومن هذا الباب قوله سبحانه :( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) (٧) ، وقوله : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) (٨) .

والآيات في هذا المعنى كثيرة جدّاً ، وهي على كثرتها تفيد : أنّ نتائج الأُمور تتبعها لا محالة في الدنيا والآخرة ، كما أنّ البرهان أيضاً يفيد ذلك .

ـــــــــــــ

(١) سورة يوسف : الآية ٩٠ .

(٢) سورة يوسف : الآية ٥٦ .

(٣) سورة الأعراف : الآية ٩٦ .

(٤) سورة الروم : الآية ١٠ .

(٥) سورة الطلاق : الآيات ٨ ـ ١٠ .

(٦) سورة الزلزلة : الآيتان ٧ و ٨ .

(٧) سورة الشورى : الآية ٣٠ .

(٨) سورة التغابن : الآية ١١ .

١٣١

ثمَّ إنّ الأُمور ونتائجها لا توجد بنفسها ولا بإيجادها ، بل بإفاضة منه سبحانه لوجودها ، فاستتباعها نتائجها استفاضتها منه سبحانه لنتائجها المترتّبة عليها كما أنّ ارتزاق المرزوقين استفاضتها منه سبحانه ما يديم به بقاؤها من الوجود ، فالحساب كالرزق بوجه ، فلا تزال سحابة الفيض تشرب من بحر الرحمة وتمطر مطر الفيض على بحر الإمكان ، فكلّ قطرة لاحقة تستمدّ بها سابقتها ، وهو الرزق ، وترفع بها حاجتها التي تستحقّها وتقتضيها ، وهو الحساب فكما أنّ إفاضة الرزق لها دائم مستمرّ ضروري ، كما قال سبحانه : ( إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ) (١) ، فكلّ الحساب بينهما دائم مستمرّ ضروري .

وفي (النهج) سُئِلعليه‌السلام : كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم ؟ فقالعليه‌السلام :(كما يرزقهم على كثرتهم) ، فقيل : فكيف يحاسبهم ولا يرونه ؟ قال : (كما يرزقهم ولا يرونه) (٢) ، وهو أنفس كلام في هذا الباب .

وبالجملة : الأُمور ـ ومنها الأعمال ـ لا تنفكّ عن حسابها عند تحقّقها في الخارج أدنى انفكاك ، قال سبحانه : ( وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) (٣) ، وقال سبحانه :( أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ) (٤) ، إذ مع اختصاص الحكم به سبحانه وعدم وجود حاكم غيره يضادّ بحكمه حكمَه ، ويدفع به أمرَه بنحو من الأنحاء : بإبطال وتعويق ، وتضعيف وإنظار ، لا يتصوّر لحكمه سبحانه بطء وتعويض وتأخير ، ولا يمكن فيه مساءة ولا صعوبة ولا يسر ولا عسر ولا غيرها .

فهذه المعاني إذا أُطلقت ، يراد بها حصول معانيها بالنسبة إلى إدراك المحاسَبيِن (بصيغة المفعول) كقوله سبحانه :( وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) (٥) ،

ـــــــــــــ

(١) سورة الذاريات : الآية ٢٣ .

(٢) نهج البلاغة : ٥٢٨ ، حِكم أمير المؤمنين ، رقم ٣٠٠ .

(٣) سورة الرعد : الآية ٤١ .

(٤) سورة الأنعام : الآية ٦٢ .

(٥) سورة الرعد : الآية ٢١ .

١٣٢

وقوله :( فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً ) (١) ، وقوله :( تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) (٢) .

وروى في (المجمع) عن أبي سعيد الخدري ، قال : قيل : يا رسول الله ، ما أطول هذا اليوم ؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(والذي نفس محمّد بيده ، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصلّيها في الدنيا) (٣) .

وفيه ـ أيضاً ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال :(لو وَلِيَ الحساب غيرُ الله ، لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل أن يفرغوا ، واللهُ سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة) (٤) .

أقول : وبهذين الخبرين يظهر معنى قوله تعالى : ( كَانَ ) الآية .

فيُخفّف ذلك على المؤمنين ؛ لأنّ وجوههم( يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) ، فيرون الأمر على حقيقته( وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ ) ، ويطول على الكافرين والفاسقين ؛ لـ( إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ) . فالاختلاف من جانب الناس وغيره وأمّا بالنسبة إلى سبحانه ، فأمره واحد لا اختلاف فيه .

وبالجملة : فأمر الحساب كما عرفت جارٍ دائماً وأمّا اختصاص يوم القيامة بوقوع الحساب فيه ، فهو من قبيل اختصاصه في كلامه تعالى بخصال أُخرى غير مختصّة به ظاهراً ، كاختصاص المُلك يومئذٍ لله ، وبروز الناس يومئذٍ لله ، وكون الأمر يومئذٍ لله ، وغير ذلك وقد عرفت ـ فيما مرّ ـ معنى ذلك ، فوقوع الحساب فيه هو ظهور النتيجة حقيقةً بتمام المعنى ، فهو ظهور نتيجة الخِلقة ، ووصول الممكن إلى غاية سيره في سبيله من الله إليه ، قال سبحانه :( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ

ـــــــــــــ

(١) سورة الطلاق : الآية ٨ .

(٢) سورة المعارج : الآية ٤ .

(٣) و (٤) تفسير مجمع البيان : ١٠ / ٥٣١ .

١٣٣

مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) (١) ، وقال :( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) (٢) ، وقال :( وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى ) (٣) .

ومن هنا يظهر أنّ الإنسان كلّما قرب من طريق السعادة ، ملازماً للصراط المستقيم ، كان الحساب عليه يسيراً ، فإنّه أقرب إلى النتيجة المقصودة من الخِلقة ، قال سبحانه :( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ) (٤) .

وكلّما بعد عن الحقّ ونكب عن مستقيم الصراط ، كان الحساب عليه عسيراً ؛ فإنّه أبعد عمّا أودع الله عزّ وجلّ في فطرته من نتيجة الخِلقة وغاية الوجود ، قال سبحانه :( فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ) (٥) ، وقال :( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً ) (٦) ، وقال :( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ ) (٧) .

وينتهي الأمر من الطرفين إلى مَن لا حساب له ، ممَّن لا يليه إلاّ ربّه ، فلا عمل له ، فلا كتاب ولا حساب ، وهم المخلَصون المقرّبون ، قال سبحانه : ( فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) (٨) .

وممّن لا مولى لهم فحبطت أعماهم ، فلا كتاب لهم فلا وزن ولا حساب .

ـــــــــــــ

(١) سورة الأنبياء : الآية ٤٧.

(٢) سورة المؤمنون : الآية ١١٥ .

(٣) سورة النجم : الآية ٤٢ .

(٤) سورة الانشقاق : الآيتان ٧ و ٨ .

(٥) سورة المدّثر : الآيتان ٩ و ١٠ .

(٦) سورة النبأ : الآية ٤٠ .

(٧) سورة الحاقّة : الآيتان ٢٥ و ٢٦ .

(٨) سورة الصافّات : الآيتان ١٢٧ و ١٢٨ .

١٣٤

روي في (المعاني) عن الباقرعليه‌السلام ، قال :( قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كلّ محاسَب معذَّب ، فقال قائل : يا رسول الله ، فأين قول الله : ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ) ؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ذلك العرض يعني التصفّح) (١) .

أقول : وهذا حديث أطبق الفريقان على رواية معناه واتّفقوا على صحّته .

وروى العيّاشي وغيره بطُرق متعدّدة عن الصادقعليه‌السلام في قوله سبحانه :( وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) (٢) (إنّ معناه الاستقصاء (والمداقّة) ، وأنّه يحسب لهم السيّئات ، ولا يحسب لهم الحسنات) (٣) .

وممّا مرّ يتّضح أمر السؤال ، وهو من توابع الحساب ، فإنّ السؤال ، وهو استيضاح ما عند المسئول من حقيقة الأمر والأمر يومئذٍ يدور مدار تفريغ ما عند النفس بحسب الحقيقة من تبعاتها ولواحقها وأذنابها ، التي اكتسبتها من السعادة والشقاوة ، وتفريغ حسابها وتوفية نتيجته لها ، قال سبحانه : ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) (٤) ، وهي مكامن النفوس ، وقال سبحانه :( بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ) (٥) ، وقال سبحانه :( وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً ) (٦) ، وقال سبحانه :( وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ ) (٧) .

ـــــــــــــ

(١) معاني الأخبار : ٢٦٢ ، باب كلّ محاسب معذّب ، الحديث ١ .

(٢) سورة الرعد : الآية ٢١ .

(٣) تفسير العيّاشي : ٢ / ٢٢٥ ، الحديث ٣٩ .

(٤) سورة الطارق : الآية ٩ .

(٥) سورة الأنعام : الآية ٢٨ .

(٦) سورة النساء : الآية ٤٢ .

(٧) سورة البقرة : الآية ٢٨٤ .

١٣٥

وما ورد أنّ الآية منسوخة بقوله تعالى :( إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) (١) ، فمعنى النسخ هو التفسير والبيان ، دون بيان غاية الكم وانقضائها ، فإنّ ذلك مختصّ بالشرائع والأحكام غير جائز في الحقائق .

وقال سبحانه :( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٢) ، وقال :( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) (٣) ، وقال :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (٤) .

واعلم أنّ هذه الآيات تعطي عموم السؤال والحساب لجمع الأعمال والنِّعم ، وهو المحصّل من جماعة الأخبار .

ففي نوادر الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(كلّ نعيم مسئول عنه يوم القيامة ، إلاّ ما كان في سبيل الله) (٥) .

وفي أمالي المفيد مسنداً عن ابن عيينة ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول :(ما من عبد إلاّ ولله عليه حجّة ، إمّا في ذنبٍ اقترفه ، وإمّا في نعمةٍ قصّر عن شكرها) (٦) .

وفي كتاب الحسين بن سعيد ، عن الصادقعليه‌السلام :(الدواوين يوم القيامة ثلاثة : ديوان فيه النِّعم ، وديوان فيه الحسنات ، وديوان فيه الذنوب فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات ، فتستغرق عامّة الحسنات وتبقى الذنوب) (٧) ، والأخبار في هذه المعاني كثيرة .

ـــــــــــــ

(١) سورة النجم : الآية ٣٢ .

(٢) سورة الحجر : الآيتان ٩٢ ـ ٩٣ .

(٣) سورة الأعراف : الآية ٦ .

(٤) سورة الصافّات : الآية ٢٤ .

(٥) نوادر الراوندي : ١٣٧ ، الحديث ١٨٢ .

(٦) ورد في بحار الأنوار نقلاً عن أمالي المفيد : ٧ / ٢٦٢ ، باب ١١ محاسبة العباد ، الحديث ١٣ .

(٧) بحار الأنوار : ٧ / ٢٦٧ ، الباب ١١ كتاب العدل ، ح٣٤ .

١٣٦

وأجمعها معنى ما رواه الصدوق في (التوحيد) عن ابن أُذينة ، عن الصادقعليه‌السلام ، قال : قلت له : جعلت فداك ، ما تقول في القضاء والقدر؟ قال :(أقول : إنّ الله إذا جمع العباد يوم القيامة ، سألهم عمّا عهد إليهم ، ولم يسألوا عمّا قضي عليهم) (١) الحديث .

نعم ، روى أصحابنا عن عليّ والباقر والصادق والرضاعليهم‌السلام في قوله سبحانه :( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (٢) أنّ المراد بالنعيم هو الولاية ، لا ما ترتفع به الحوائج الإنسانية من مأكول ومشروب وملبوس وغيرها .

فعن الصادقعليه‌السلام أنّه قال لأبي حنيفة :(بلغني أنّك تفسّر النعيم في هذه الآية بالطعام الطيّب والماء البارد في اليوم الصائف) ، قال : نعم ، قالعليه‌السلام :(لو دعاك رجل وأطعمك طعاماً طيباً ، وسقاك ماء بارداً ، ثُمَّ امتنّ عليك به ، إلى ما كنت تنسبه؟) قال : إلى البخل ، قالعليه‌السلام :(أفيبخل الله تعالى ؟! ) ، قال : فما هو ؟ قالعليه‌السلام :(حبّنا أهل البيت) (٣) .

وفي (الاحتجاج) عن عليّعليه‌السلام ـ في حديث ـ أن النعيم الذي يسأل عنه العباد :( رسول الله ومَن حلّ محلّه من أصفياء الله فإنّ الله أنعم بهم على من اتّبعهم من أوليائهم) (٤) .

وفي (المحاسن) عن أبي خالد الكابلي ، عن الباقرعليه‌السلام في حديث بعد ذكر الآية ، قالعليه‌السلام :(إنّما تسألون عمّا أنتم عليه من الحقّ) (٥) الحديث .

والاعتبار العقلي يساعد هذا المعنى ، فإنّ الولاية ـ وهي معرفة الله والتحقّق بها ـ

ـــــــــــــ

(١) التوحيد : ٣٥٤ ، الباب ٦٠ ، الحديث ٣ .

(٢) سورة التكاثر : الآية ٨ .

(٣) بحار الأنوار : ٧ / ٤٩ ، باب ١١ كتاب العدل ، مع اختلاف يسير .

(٤) الاحتجاج : ١ / ٣٣٢ .

(٥) المحاسن : ٢ / ١٦٣ ، الباب ٦ ، الحديث ٨٣ .

١٣٧

حيث كانت غاية الخلقة ، فلا غاية غيرها فكلّ إفاضة إنّما تكون نعمة وملائمة للكمال والراحة إذا وقعت في طريق الغاية ، أو لوحظت من حيث صحّة وقوعها في طريقها ، لكنّها بعينها إذا وقعت في طريق يضادّ الغاية صارت نقمة ، وإذا لم تقع في طريق أصلاً كانت لغواً باطلاً فكلّ شيء نعمة من حيث إيصاله الإنسان إلى ساحة الولاية وأمّا مع الغضّ عن ذلك ، فلا نعمة .

فصحّ أنّ النعمة المطلقة هي التوحيد والنبوّة والولاية كما في بعض الروايات وصحّ أنّ النعمة بالنسبة إلينا هي الولاية كما في بعض آخر ، فافهم والله الولي الحقّ .

الفصل الحادي عشر : في الجزاء

قال سبحانه :( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) (١) .

ومجازاة المحسن بالجنّة والمسيء بالنّار فيها آيات كثيرة جدّاً ، وقد جعلها سبحانه أحد الدليلين على وقوع الحشر ، فقال :( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) (٢) .

فإنّ الحكيم من حيث هو حكيم ، كما يستحيل أن يفعل فعلاّ لا غاية له ولا نتيجة متولّدة من فعله كما هو مفاد الدليل الأوّل ، كذلك يستحيل عليه أن يهمل أمر جماعة فيهم الصالح والطالح ، والظالم والمظلوم ، فلا يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته .

ثمَّ إنّك ترى أنّه سبحانه أقرّ النسبة بين العمل والجزاء ، فالإحسان يجزى بالإحسان ، والإساءة تجازى بالإساءة .

ثمَّ جاوز وعده ووعيده مطلق الإحسان والإساءة ؛ فأيّد بذلك أنّ بين الأعمال وجزائها نِسباً خاصّة وارتباطات مخصوصة .

ـــــــــــــ

(١) سورة النجم : الآية ٣١ .

(٢) سورة ص : الآيتان ٢٧ و ٢٨ .

١٣٨

ثمَّ جاز كلامه سبحانه ذلك بأن أخبر بالعينيّة والإتّحاد بين العمل وجزائه ، قال سبحانه : ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) (١) .

فصدر الآية يحكي عن النسبة المذكورة ، ووسطها عن الاتّحاد بين العمل والجزاء ، وذيلها عن الجزاء العادل ، وهو سبب النسبة والعينيّة المذكورتين .

وما ذكرناه من معنى الحساب وحقيقته في الفصل السابق ، عائد هاهنا أيضاً إليه تعالى ، وقال سبحانه :( وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) (٢) ، وقال : ( وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ) (٣) ، وقال :( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) (٤) ، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالّة على أنّ ما يعمله الإنسان من خير أو شرّ سيُرَدّ إليه بعينه .

ثمَّ شرح سبحانه معنى هذه العينيّة فقال :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (٥) ، فبيّن أنّ معصيتهم على كونها في هذه النشأة في صورة كتمان ما أنزل الله وشراء الثمن القليل بذلك ، فهي بعينها متصوّرة في الباطن بصورة أكل النّار كما ورد مثله في أكل مال اليتيم ظلماً .

ـــــــــــــ

(١) سورة الأحقاف : الآية ١٩ .

(٢) سورة البقرة : الآية ٢٨١ .

(٣) سورة البقرة : الآية ٢٨١ .

(٤٩ سورة الزلزلة : الآيتان ٧ و ٨ .

(٥) سورة البقرة : الآية ١٧٤ .

١٣٩

ثمَّ أردف سبحانه ذلك بقوله : ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) (١) ، فبيّن أنّ هؤلاء بدّلوا الهدى والمغفرة بهذا الضلال والعذاب والهدى والمغفرة مرتَّبان على الاستقامة والتقوى ، كما أنّ أكل النّار والضلالة والعذاب تترتّب على الكتمان والشراء المذكورين فالتعرّض منه سبحانه بالتبديل فيما يترتّب على المعاصي ، دون ظاهر نفس المعاصي ، وتبديله سبحانه أكل النّار وأخواته بمعنى عامّ ـ وهو الضلال والعذاب ـ بيان منه تعالى لكون تبديل صورة الأفعال مطّرداً في جانبي الطاعات والمعاصي جميعاً ، فافهم وتدبّر .

ثمَّ بيّن سبحانه ذلك في المؤمنين خاصّة فقال :( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ) (٢) ، وقال :( أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) (٣) ، وهو روح الإيمان وقال : ( وَلَكِن جَعَلْنَاهُ) أي النور المنزل على رسول الله ( نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا ) (٤) ، وهو روح القدس وقال :( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ) (٥) ، وقال :( لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) (٦) ، إلى غير ذلك من الآيات .

ـــــــــــــ

(١) سورة البقرة : الآية ١٧٥ .

(٢) سورة البقرة : الآية ٢٥٧ .

(٣) سورة المجادلة : الآية ٢٢ .

(٤) سورة الشورى : الآية ٥٢ .

(٥) سورة الحديد : الآية ٢٨ .

(٦) سورة الحديد : الآية ١٩ .

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418