الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ١

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 418

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 418
المشاهدات: 94471
تحميل: 6257


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 94471 / تحميل: 6257
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أطاع اللهَ ومن عصاه عصى اللهَ. ومَن والاه والى اللهَ ومَن عاداه عادى اللهَ. الحديث وفيه فوائد كثيرة قيِّمةٌ جدّاً «كتاب سليم».

11 - (إحتجاج برد على عمرو)

ابن العاصي بحديث الغدير

قال أبو محمد ابن قتيبة «المترجم ص 96» في الإمامة والسياسة ص 93: وذكروا أنّ رجلاً من همدان يقال له: برد. قدم على معاوية فسمع عمرواً يقع في عليٍّ عليه - السلام فقال له يا عمرو إنَّ أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. فحقٌّ ذلك أم باطل؟ فقال عمرو: حقٌّ وأنا أزيدك: إنّه ليس أحدٌ من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب عليٍّ. ففزع الفتى فقال عمرو: إنَّه أفسدها بأمره في عثمان. فقال برد: هل أمر أو قتل؟ قال: لا ولكنه آوى ومنع. قال: فهل بايعه الناس عليها؟ قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته؟ قال: اتِّهامي إيّاه في عثمان، قال: له وأنت أيضاً قد اُتِّهمت: قال صدقت فيها خرجت إلى فلسطين. فرجع الفتى إلى قومه فقال: إنّا أتينا قوماً أخذنا الحجَّة عليهم من أفواههم، عليٌّ على الحقّ فاتَّبعوه.

12 - (إحتجاج عمرو بن العاص)

على معاوية بحديث الغدير

ذكر الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب ص 124 كتاباً لمعاوية كتبه إلى عمرو بن العاص يستهويه لنصرته في حرب صفّين ثمَّ ذكر كتاباً لعمرو مجيباً به معاوية وستقف على الكتابين في ترجمة عمرو بن العاص ومن كتاب عمرو قوله:

وأمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ووصيَّه إلى البغي والحسد على عثمان وسمّيت الصحابة فسقةً وزعمت أنَّه أشلاهم على قتله فهذا كذبٌ وغوايةٌ، ويحك يا معاوية؟ أما علمت أنَّ أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات على فراشه؟ وهو صاحب السبق إلى الاسلام والهجرة وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو منّي وأنا منه، وهو منيّ بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. وقال فيه يوم غدير

٢٠١

خمّ: ألا مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله.

13 - (إحتجاج عمار بن ياسر)

يوم صفّين على عمرو بن العاصي سنة 37

روى نصر(1) بن مزاحم الكوفي في كتاب [ صفّين ] ص 176 في حديث طويل عن عمّار بن ياسر يخاطب عمرو بن العاصي يوم صفّين قال:

أمرني رسول الله صلّى الله عليه وآله أن أُقاتل الناكثين وقد فعلت، وأمرني أن أُقاتل القاسطين فأنتم هم، وأمّا المارقين فما أدري أدركهم أم لا، أيّها الأبتر؟ ألستَ تعلم أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليٍّ: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ وأنا مولى الله ورسوله وعليٌّ بعده، وليس لك مولى، فقال له عمرو: لِمَ تشتمني يا أبا اليقظان؟. يأتي تمام الحديث في ترجمة عمرو بن العاصي فراجع، وذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 ص 273.

14 - (إحتجاج أصبغ بن نباتة)

بحديث الغدير في مجلس معاوية سنة 37

كتب أمير المؤمنين صلوات الله عليه أيّام صفّين كتاباً إلى معاوية بن أبي سفيان وأرسله إليه بيد أصبغ (المترجم ص 62) ابن نباتة قال الأصبغ: فدخلت على معاوية وهو جالسٌ على نطح من الأُدم متَّكئاً على وسادتين خضراويَّتين، ومن يمينه عمرو ابن العاص، وحوشب، وذو الكلاع(2) وعن شماله أخوه عتبة (المتوفّى 43 / 4) وابن عامر بن كريز (عبد الله المتوفّى 57 / 8) والوليد (الفاسق بنصِّ القرآن) ابن عقبة، وعبد الرحمن (المتوفّى 47) ابن خالد، وشرحبيل (المتوفّى 40 / 1) ابن

_____________________

1 - قال ابن أبي الحديث في شرح النهج ج 1 ص 183: ونحن نذكر ما أورده نصر بن مزاحم من كتاب صفّين في هذا المعنى، فهو في نفسه ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى ولا أدغال، وهو من رجال أصحاب الحديث.

2 - حوشب الحميري وذو الكلاع كانا مع معاوية في حرب صفِّين وقتلا بها.

٢٠٢

السمط، وبين يديه أبو هريرة، وأبو الدَّرداء(1) والنعمان (المتوفّى 65) ابن بشير، وأبو أمامة الباهلي (صدي المتوفّى 81) فلمّا قرأ الكتاب قال: إنَّ عليّاً لا يدفع إلينا قتلة عثمان. قال الأصبغ: فقلت له: يا معاوية؟ لا تعتلَّ بدم عثمان فإنَّك تطلب الملك والسلطان، ولو كنتَ أردت نصره حيّاً لنصرته، ولكنك تربَّصت به لتجعل ذلك سبباً إلى وصول الملك. فغضب من كلامي فأردت أن يزيد غضبه فقلت لأبي هريرة: يا صاحب رسول الله؟ إنّي أُحلّفك بالذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة، وبحقِّ حبيبه المصطفى عليه وآله السلام إلّا أخبرتني أشهدت يوم غدير خمَّ؟ قال: بلى شهدته. قلت: فما سمعته يقول في عليٍّ قال: سمعته يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله. فقلت له، فإذا أنت يا أبا هريرة؟ واليت عدوَّه وعاديت وليَّه. فتنفَّس أبو هريرة الصعداء وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. رواه الحنفي في مناقبه ص 130، وسبط ابن الجوزي في تذكرته ص 48.

15 - (مناشدة شابّ أبا هريرة)

بحديث الغدير بمسجد الكوفة(2)

أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي (المترجم 100) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا شريك عن أبي يزيد داود الأودي المتوفّى 150 عن أبيه يزيد الأودي، وأخرج الحافظ ابن جرير الطبري عن أبي كريب عن شاذان عن شريك عن إدريس وأخيه داود عن أبيهما يزيد الأودي قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس فقام إليه شابٌّ فقال: أُنشدك بالله سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ قال: فقال: إنّي أشهد أنّي سمعت رسول الله يقول: مَن كنت مولاه، فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه.

ورواه الحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 105 نقلاً عن أبي يعلى و

_____________________

1 - عويمر الأنصاري قال ابن عبد البر في الاستيعاب في الكنى: قال أهل الأخبار: إنه توفي بعد صفّين.

2 - إسناد هذه المناشدة من طريق إدريس بن يزيد صحيح رجاله كلهم ثقات.

٢٠٣

الطبراني والبزّار بطريقيه وصحَّح أحدهما ووثَّق رجاله وذكره ابن كثير في تاريخه 5 ص 213 من طريق أبي يعلى الموصلي، وابن جرير الطبري.

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1 ص 360: روى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن الغفار إنَّ أبا هريرة لَمّا قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيّات بباب كندة ويجلس الناس إليه فجاء شابٌّ من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة؟ أُنشدك الله أسمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليِّ بن أبي طالب: أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ فقال: أللهمَّ نعم قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوَّه وعاديت وليَّه. ثمّ قام عنه. وروت الرواة أنَّ أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ويلعب معهم، وكان يخطب وهو أمير المدينة فيقول: الحمد لله الذي جعل الدّين قياماً، وأبا هريرة إماماً. يضحك الناس بذلك، وكان يمشي وهو أمير المدينة في السوق فإذا انتهى إلى رجل يمشي أمامه ضرب برجليه الأرض ويقول الطريق الطريق قد جاء الأمير. يعني نفسه. قلت: قد ذكر ابن قتيبة هذا كلّه في كتاب المعارف في ترجمة أبي هريرة وقوله فيه حجّةٌ لأنَّه غير متَّهم عليه.

(قال الأميني): هذا كلّه قد أسقطته عن كتاب المعارف (ط مصر 1353 هـ) يد التحريف اللاعبة به، وكم فعلت هذه اليد الأمينة لدة هذه في عدّة موارد منه كما أنّها أدخلت فيه ما ليس منه وقد مرَّ الإيعاز إليه ص 192.

16 - (مناشدة رجل زيد)

ابن أرقم بحديث الغدير

روي عن أبي عبد الله الشيباني(1) رضي الله عنه قال: بينما أنا جالسٌ عند زيد بن أرقم إذ جاء رجلٌ فقال: أيّكم زيد بن أرقم؟ فقال القوم: هذا زيد. فقال: أُنشدك بالذي لا إله إلّا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ قال: نعم. مودّة القربى، وينابيع المودَّة ص 249.

_____________________

1 - كذا في النسخ ولعل الصحيح: أبو عمرو الشيباني، وهو التابعي الكبير شيبان بن ثعلبة الكوفي المتوفّى 98 كان يقرأ القرآن في المسجد الأعظم بالكوفة، ترجمه الذهبي في تذكرته ج 1 ص 59.

٢٠٤

17 - (مناشدة رجل عراقي)

جابر الأنصاري بحديث الغدير(1)

أخرج العلامة الكنجيُّ الشافعيُّ في كفاية الطالب ص 16 قال: أخبرني بذلك عالياً المشايخ منهم: الشريف الخطيب أبو تمام عليُّ بن أبي الفخار بن أبي منصور الهاشمي بكرخ بغداد، وأبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن عليِّ بن حمزة القبيطي بنهر معلّى، وإبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيّوب الكاشغري، قالوا جميعاً: أخبرنا أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي بن سليمان المعروف بنسيب ابن البطّي، وقال الكاشغري أيضاً: أخبرنا أبو الحسن عليُّ بن أبي القاسم الطوسي المعروف بابن تاج القرّاء، قالا: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، حدَّثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدَّثنا أبو سعيد الأشجّ، حدّثنا مطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته وعليّ بن الحسين، ومحمد بن الحنفيَّة، وأبو جعفر، فدخل رجلٌ من أهل العراق فقال: بالله(2) إلّا ما حدَّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كنّا بالجحفة بغدير خمّ وثمَّ ناسٌ كثيرٌ من جهينة ومزينة وغفار فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء (في الفرايد: أو) فسطاط فأشار بيده ثلاثاً فأخذ بيد عليِّ بن أبي طالب وقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

ورواه الحمويني في «فرايد السمطين» في الباب التاسع قال: أخبرني الشيخ مجد الدين عبد الله بن محمود بن مودود الحنفي بقرائتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة اثنين وسبعين وستمائة: قال الشيخ أبو بكر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعاً عليه قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي سماعاً عليه.

وأخبرنا الإمام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله السامري بقراءتي عليه بجامع النصر(3) ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمائة

_____________________

1 - سند هذه المناشدة صحيح رجاله كلهم ثقات.

2 - في لفظ شيخ الاسلام الحمويني. أنشدك الله الأحد.

3 - كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي: والصواب بجامع القصر وهو جامع سوق الغزل الحالي.

٢٠٥

قال: أنبأ الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الحرائيني سماعاً عليه في الحادي والعشرين من المحرَّم سنة اثنين وعشرين وستمائة قال: أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزعفراني سماعاً عليه في السادس عشر من شهر رجب سنة خمس وخمسمائة، قال: أنبأ أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليِّ بن إبراهيم الفرا البانياسي سماعاً عليه قال: ابن الزاغوني «المترجم ص 113» في شهر شعبان سنة ثلث وستّين وأربعمائة قال: أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءةً عليه وأنا أسمع في رجب ثالث عشر من الشهر سنة خمس وأربعمائة قال: إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنّى بأبي إسحاق قال: أنبأ أبو سعيد الأشجّ، قال: أنبأ أبو طالب المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر «الحديث بلفظه».

ورواه ابن كثير في تاريخه ج 5 ص 213 قال: قال المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل: سمع جابر بن عبد الله يقول: كنّا بالجحفة بغدير خمّ فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط فأخذ بيد عليٍّ فقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. قال شيخنا الذهبيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ.

(قال الأميني): لا يُهمّنا إسقاط ابن كثير من الحديث شطراً فيه الجمع الحضور عند جابر ومناشدة العراقي إيّاه، وذكره الحديث بصورة مصغَّرة، إذ صحايف تاريخه «البداية والنهاية» تنمُّ عن لسانه البذيِّ، ويده الجانية على ودايع النبيِّ الأعظم «فضايل آل الله» وعن قلبه المحتدم بعدائهم، فتراه يسبُّ ويشتم مَن والاهم ويمدح ويُثني على من ناواهم، وينبز الصحاح من مناقبهم بالوضع، ويقذف الراوي لها على ثقته بالضعف، كلّ ذلك تحكّماً منه بلا دليل، ويُحرِّف الكلم عن مواضعها، ولو ذهبنا لِنذكر كلَّ ما فيه من هذا القبيل لجاء منه كتاباً ضخماً، وحسبك من تحريفه ما ذكره من حديث بدء الدعوة النبويَّة عند نزول قوله تعالى:( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) . قال في تاريخه 3 ص 40 بعد ذكر الحديث الوارد في الآية الشريفة من طريق البيهقي: وقد رواه أبو جعفر ابن جرير عن محمد بن حميد الرازي. وساق إلى آخر السند ثمّ قال: وزاد بعد قوله «وإنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة»: وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت ولأني

٢٠٦

لَأحدثهم سنّاً وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبيَّ الله؟ أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي فقال: إنّ هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. وبهذا اللفظ ذكره في تفسيره 3 ص 351 وقال: وقد رواه أبو جعفر ابن جرير عن ابن حميد. إلى آخره حرفيّاً.

* (وها نحن نذكر لفظ الطبريِّ بنصِّه حتى يتبيِّن الرشد من الغيِّ) *

قال في تاريخه ج 2 ص 217 من الطبعة الأولى: إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوَكم إليه، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت وإنّي لأحدثهم سنّاً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبيَّ الله؟ أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثمّ قال: إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. فإلى الله المشتكى.

م - نعم: رواه الطبري في تفسيره 19: 74 محرَّفاً، فهّلا وقف ابن كثير على ما في تاريخه وقد أخرجه غير محَّرفٍ، أو على ما أخرجه غير الطبري من أئمة الحديث والتاريخ في تآليفهم؟ أو حدته ضغينته على اختيار المحرَّف من الكلم؟ والله يعلم ما تكنُّ صدورهم ].

18 - (إحتجاج قيس بن سعد)

بحديث الغدير على معاوية سنة 50 - 56

قدم معاوية بن أبي سفيان حاجّاً إلى المدينة في أيّام خلافته بعد ما تُوفّي الإمام السبط الحسن صلوات الله عليه، فاستقبله أهل المدينة، فجرى بينه وبين قيس بن سعد ابن عبادة الأنصاريِّ الخزرجيِّ الصحابيِّ الكبير حديثاً يأتي ذكره بطوله في ترجمة قيس في شعراء القرن الأوَّل، وفيه بعد قول قيس: ولعمري ما لأحد من الأنصار ولا لقريش ولا لأحد من العرب والعجم في الخلافة حقٌّ مع عليٍّ وولده من بعده ما نصّه:

٢٠٧

فغضب معاوية وقال: يا ابن سعد؟ ممَّن أخذت هذا؟ وعمَّن رويته؟ وعمَّن سمعته؟ أبوك أخبرك بذلك وعنه أخذته؟ فقال قيس: سمعته وأخذته ممَّن هو خيرٌ من أبي وأعظم حقاً من أبي. قال: من؟ قال: عليُّ بن أبي طالب عالم هذه الأُمَّة وصدّيقها الذي أنزل الله فيه:( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) . فلم يَدَع آيةً نزلت في عليٍّ عليه السلام إلّا ذكرها.

قال معاوية. فإنَّ صدّيقها أبو بكر وفاروقها عمر والذي عنده علم الكتاب عبد الله ابن سلام. قال قيس: أحقُّ هذه الأسماء وأولى بها الذي أنزل الله فيه:( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) ، والذي نصبه رسول الله صلّى الله عليه وآله بغدير خمّ فقال: مَن كنت مولاه أولى به من نفسه فعليٌّ أولى به من نفسه. وفي غزوة تبوك: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنَّه لا نبيَّ بعدي (كتاب سليم الهلالي).

19 - (إحتجاج دارميّة الحجونيّة)

على معاوية سنة 50 - 56

قال الزمخشري (المترجم ص 114) في ربيع الأبرار في الباب الحادي والأربعين: حجَّ معاوية فطلب امرأة يقال لها: دارميَّة(1) الحجونيّة من شيعة عليٍّ وكانت سوداء ضخمة فقال: كيف حالك؟ يا بنت حام؟ فقالت: بخير ولست بحام إنّما أنا امرأة من بني كنانة. فقال: صدقت، هل تعلمين لِمَ دعوتكِ؟ قالت: يا سبحان الله؟ وإنّي لم أعلم الغيب. قال: لِأسألك لم أحببتِ عليّاً وأبغضتيني، وواليتيه وعاديتيني؟ قالت: أو تَعفني؟ قال: لا. قالت: أمّا إذا أبيتَ فإنّي أحببت عليّاً على عدله في الرعيَّة، وقسمه بالسويَّة، وأبغضتك على قتال مَن هو أولى بالأمر منك، وطلبك ما ليس لك، وواليتُ عليّاً على ما عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الولاية يوم خمّ بمشهدٍ منك، وحبّه للمساكين، وإعظامه لأهل الدين، وعاديتك على سفكك الدماء، وشقِّك العصا، وجورك في القضاء،

_____________________

1 - نسبة إلى (داروم) قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر على ساحل البحر نزل بها بنو حام كما يظهر من قول معاوية: يا بنت حام. والحجون مكان معروف بمكة كانت الدارمية تنزل بها فنسبت إليها.

٢٠٨

وحكمك بالهوى. الحديث (1).

20 - (إحتجاج عمرو الأودي)

على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام

روى مفتي الكوفة وقاضيها شريك بن عبد الله النخعي (المترجم ص 78) عن أبي إسحاق السبيعيِّ (المترجم ص 69) عن عمرو بن ميمون الأودي (المترجم ص 69) إنه ذُكر عنده عليُّ بن أبي طالب (أمير المؤمنين) فقال: إنَّ قوماً ينالون منه أولئك هم وقود النار ولقد سمعت عدَّة من أصحاب محمد عليه السلام منهم: حذيفة بن اليمان، وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: لقد اُعطي عليٌّ ما لم يعطه بشرٌ هو زوج فاطمة سيِّدة نساء الأوَّلين والآخرين، فمن رأى مثلها؟ أو سمع أنه تزوَّج بمثلها أحدٌ في الأوَّلين والآخرين؟ وهو أبو الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنَّة من الأوَّلين والآخرين فمن له أيّها الناس مثلهما؟ ورسول الله حموه وهو وصيُّ رسول الله في أهله وأزواجه. وسُدّت الأبواب التي في المسجد كلّها غير بابه. وهو صاحب باب خيبر. وهو صاحب الراية يوم خيبر. وتفل رسول الله يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكاهما من بعدُ ولا وجد حَرّاً ولا برداً بعد يوم ذلك. وهو صاحب يوم الغدير إذ نوَّه رسول الله باسمه وألزم أُمّته ولايته وعرّفهم بخطره وبيَّن لهم مكانه فقال: أيّها الناس؟ مَن أولى بكم مِن أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه. الكلام.

21 - (إحتجاج عمر بن عبد العزيز)

الخليفة الأمويِّ المتوفّى 101

روى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 5 ص 364 عن أبي بكر محمد التستري عن يعقوب. وعن عمر بن محمد السري (المتوفّى 378) عن ابن أبي داود قالا: حدَّثنا

_____________________

1- يوجد هذا الاحتجاج بألفاظ أخرى في بلاغات النساء ص 72، والعقد الفريد 1 ص 162، وصبح الأعشى 1 ص 259.

٢٠٩

عمر بن شبّة عن عيسى عن يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يُعطي الناس فتقدَّمت إليه فقال لي: ممَّن أنت؟ قلت من قريش. قال: من أيِّ قريش؟ قلت: من بني هاشم. قال: فسكت فقال: من أيِّ بني هاشم؟ قلت: مولى علي؟ قال: مَن عليُّ؟ فسكت قال: فوضع يده على صدره فقال: وأنا والله مولى عليِّ بن أبي طالب كرَّم الله وجه، ثمّ قال: حدَّثني عدَّةٌ إنَّهم سمعوا النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. ثمّ قال: يا مزاحم(1) كم تُعطي أمثاله؟ قال مائة أو مائتي درهم. قال: اعطه خمسين ديناراً. وقال ابن أبي داود: ستّين ديناراً لولايته عليَّ بن أبي طالب ثم قال: ألحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك(2) .

م - وأخرجه أبو الفرج في الأغاني 8: 156 من طريق عمر بن شبَّة عن عيسى بن عبد الله ابن محمد بن عمر بن عليّ عن يزيد بن عيسى بن مورق ].

م - وأخرجه ابن عساكر في تاريخه 5: 320 عن رزيق القرشي المدني مولى أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب ].

ورواه الحمويني في «فرائد السمطين» في الباب العاشر عن شيخه أبي عبد الله بن يعقوب الحنبلي بإسناده عن الحافظ أبي نعيم بالسند واللفظ المذكورين، م - وذكره الحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين ]. والسمهودي في «جواهر العقدين» عن يزيد بن عمرو بن مرزوق (فيه تصحيف).

22 - (إحتجاج المأمون الخليفة)

على الفقهاء بحديث الغدير

روى أبو عمر ابن عبد ربِّه «المترجم ص 102» في العقد الفريد 3 ص 42 عن إسحاق بن إبراهيم بن إسمعيل بن حمّاد بن زيد قال: بعث إلىَّ يحيى بن أكثم وإلى عدَّة من أصحابي وهو يومئذ قاضي القضاة فقال: إنَّ أمير المؤمنين أمرني أن أحضر معي غداً مع الفجر أربعين رجلاً كلّهم فقيهٌ يفقه ما يُقال له ويحسن الجواب، فسمّوا من تظنّونه

_____________________

1 - مزاحم بن أبي مزاحم المكي مولى عمر بن عبد العزيز، وثّقه ابن حبّان.

2 - في نسخة الحلية أغلاط لا تخفى على من راجع فقد صححناها من لفظ الحمويني.

٢١٠

يصلح لِما يطلب أمير المؤمنين، فسمِّينا له عدَّة وذكر هو عدَّة حتى تمَّ العدد الذي أراد وكتب تسمية القوم وأمر بالبكور في السحر، وبعث إلى مَن يحضر فأمره بذلك، فغدونا عليه قبل طلوع الفجر فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالسٌ ينتظرنا فركب وركبنا معه حتى صرنا إلى الباب فإذا بخادم واقف فلمّا نظر إلينا قال يا أبا محمد؟ أمير المؤمنين ينتظرك، فأدخلنا فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها فلم نستتمَّها حتى خرج الرسول فقال: ادخلوا. فدخلنا فإذا أمير المؤمنين جالسٌ على فراشه - إلى أن قال -: ثمَّ قال: إنّي لم أبعث فيكم لهذا ولكنَّني أحببت أن أبسطكم أنَّ أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه والذي يدين الله به. قلنا: فليفعل أمير المؤمنين وفِّقه الله فقال: إنَّ أمير المؤمنين يدين الله على أنَّ عليَّ بن أبي طالب خيرُ خلفاء الله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى الناس بالخلافة له. قال إسحاق: فقلت: يا أمير المؤمنين؟ إنّ فينا من لا يَعرف ما ذكر أمير المؤمنين في عليٍّ وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة. فقال: يا إسحاق؟ إختر، إن شئت سألتك أسألك، وإن شئت أن تسأل فقل؟ قال إسحاق: فاغتنمتها منه فقلت: بل أسألك يا أمير المؤمنين؟ قال: سل. قلت: مِن أين قال أمير المؤمنين: إنَّ عليّ بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقّهم بالخلافة بعده؟ قال: يا إسحاق؟ خبِّرني عن الناس بِمَ يتفاضلون حتى يُقال: فلانٌ أفضل من فلان؟ قلت: بالأعمال الصالحة. قال: صدقت. قال: فأخبرني عمَّن فضل صاحبه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ إن المفضول إن عمل بعد وفاة رسول الله بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله أيلحق به؟ قال: فأطرقت: فقال لي: يا إسحاق؟ لا تقل: نعم. فإنَّك إن قلت. نعم. أوجدتك في دهرنا هذا مَن هو أكثر منه جهاداً وحجّاً وصياماً وصلاةً وصدقةً. فقلت: أجل. يا أمير المؤمنين؟ لا يلحق المفضول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاضل أبداً.

قال: يا إسحاق؟ هل تروي حديث الولاية؟ قلت: نعم. يا أمير المؤمنين؟ قال إروه. ففعلت. قال: يا إسحاق؟ أرأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه؟ قلت: إنّ الناس ذكروا أنَّ الحديث إنَّما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين عليٍّ وأنكر ولاء عليٍّ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن كنت مولاه

٢١١

فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. قال: في أيّ موضع قال هذا؟ أليس بعد منصرفه من حجَّة الوداع؟ قلت: أجل. قال: فإنَّ قتل زيد بن حارثة قبل الغدير كيف رضيت لنفسك بهذا؟ أخبرني لو رأيت ابناً لك قد أتت عليه خمسة عشر سنة يقول: مولاي مولى ابن عمّي أيّها الناس؟ فاعلموا ذلك. أكنت منكراً ذلك عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون؟ فقلت: أللهمَّ نعم. قال: يا إسحاق أفتنزِّه ابنك عمّا لا تنزِّه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ويحكم لا تجعلوا فقهائكم أربابكم إنَّ الله جلَّ ذكره قال في كتابه:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ) . ولم يصلّوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنَّهم أرباب ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم(1) .

وروى ابن مسكويه «المترجم 108» للمأمون الخليفة في تأليفه «نديم الفريد» كتاباً كتبه إلى بني هاشم وذكر منه قوله: فلم يقم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من المهاجرين كقيام عليِّ بن أبي طالب، فإنَّه آزره ووقاه بنفسه ونام في مضجعه. ثمّ لم يزل بعدُ متمسِّكا بأطراف الثغور، يُنازل الأبطال، ولا ينكل عن قرن، ولا يُولّي عن جيش، منيع القلب، يؤمِّر على الجميع، ولا يؤمَّر عليه أحدٌ، أشدُّ الناس وطأةً على المشركين وأعظمهم جهاداً في الله، وأفقههم في دين الله، وأقرأهم لكتاب الله، وأعرفهم بالحلال والحرام، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خمّ. وصاحب قوله صلى الله عليه وسلم: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي(2) .

* (كلمة المسعودي) *

قال أبو الحسن المسعودي الشافعي «المترجم ص 103» في مروج الذهب 2 ص 49: والأشياء التي استحقَّ بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل هي السبق إلى الإيمان والهجرة، والنصرة لرسول صلى الله عليه وسلم، والقربى منه، والقناعة، وبذل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل، والجهاد في سبيل الله؛ والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، والعفَّة، والعلم، وكلُّ ذلك لعليٍّ عليه السلام منه النصيب الأوفر والحظ الأكبر، إلى ما ينفرد به من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه: أنت أخي وهو صلى الله عليه وسلم

_____________________

1 - أخذنا من الحديث محل الحاجة وهو طويل غزير الفائدة جداً.

2 - ينابيع المودّة ص 484، والعبقات ج 1 ص 147.

٢١٢

لا ضدَّ له ولا ندّ. وقوله صلوات الله عليه: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي. وقوله عليه السلام: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. ثمّ دعاؤه عليه السلام وقد قدَّم إليه أنس الطائر: أللهمَّ أدخل إليَّ أحبَّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. فدخل عليه عليٌّ الكلام.

إنَّ هذِهِ تَذكِرَةٌ

( فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا )

«سورة المزمِّل»

٢١٣

الغدير في الكتاب العزيز

سلف الإيعاز منّا إلى أنّ المولى سبحانه شاء أن يبقى حديث الغدير غضّاً طريّاً لا يُبليه الـمَلّوان، ولا يأتي على جِدَّته مَرّ الحقب والأعوام، فأنزل حوله آيات ناصعة البيان، تُرتِّله الأُمَّة صباحاً ومساءاً، فكأنَّه سبحانه في كلِّ ترتيلة لأيٍّ منها يلفت نظر القارئ، وينكت في قلبه، أو ينقر في أُذنه ما يجب عليه أن يدين الله تعالى به في باب خلافته الكبرى، فمن الآيات الكريمة قوله تعالى في سورة المائدة:

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

نزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن عشر من ذي الحجَّة سنة حجَّة الوداع (10 هـ) لَمّا بلغ النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم غدير خمّ فأتاه جبرئيل بها على خمس ساعات مضت من النهار، فقال: يا محمد؟ إنَّ الله يقرءك السلام ويقول لك:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ «في عليٍّ»وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) - الآية - وكان أوائل القوم - وهم مائة ألف أو يزيدون - قريباً من الجحفة فأمره أن يُردَّ مَن تقدَّم منهم، ويُحبس مَن تأخَّر عنهم في ذلك المكان، وأن يقيم عليّاً عليه السلام عَلماً للناس ويبلِّغهم ما أنزل الله فيه، وأخبره بأنَّ الله عزَّ وجلَّ قد عصمه من الناس. وما ذكرناه من المتسالم عليه عند أصحابنا الإماميَّة، غير أنّا نحتجُّ في المقام بأحاديث أهل السنَّة في ذلك. فإليك البيان:

1 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفّى 310 (المترجم ص 100) أخرج بإسناده في - كتاب الولاية في طرق حديث الغدير - عن زيد بن أرقم قال لَمّا نزل النبيُّ صلى الله عليه وسلم بغدير خمّ في رجوعه من حجَّة الوداع وكان في وقت الضحى وحرّ شديد أمر بالدوحات فقمَّت ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثمّ قال: إنّ

٢١٤

الله تعالى أُنزل إليَّ:( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، وقد أمرني جبرئيل عن ربّي أن أقوم في هذا المشهد وأُعلم كلَّ أبيض وأسود: إنّ عليَّ بن أبي طالب أخي ووصيّي وخليفتي والإمام بعدي، فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربّي لعلمي بقلَّة المتَّقين وكثرة المؤذين لي واللائمين لكثرة ملازمتي لعليٍّ وشدَّة إقبالي عليه حتى سمّوني أُذناً، فقال تعالى:( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ ) . ولو شئت أن أُسمّيهم وأدلُّ عليهم لفعلت ولكنّي بسترهم قد تكرَّمت، فلم يرض الله إلّا بتبليغي فيه فاعلموا.

معاشر الناس؟ ذلك: فإن الله قد نصبه لكم وليّاً وإماماً، وفرض طاعته على كلّ أحد، ماض حكمه، جائز قوله، ملعونٌ مَن خالفه، مرحومٌ مَن صدَّقه؛ إسمعوا وأطيعوا، فإنَّ الله مولاكم وعليٌّ إمامكم، ثمّ الإمامة في ولدي من صلبه إلى القيامة لا حلال إلّا ما أحلّه الله ورسوله، ولا حرام إلّا ما حرَّم الله ورسوله وهم، فما مِن علم إلّا وقد أحصاه الله فيَّ ونقلته إليه فلا تضلّوا عنه ولا تستنكفوا منه، فهو الذي يهدي إلى الحقَّ ويعمل به، لن يتوب الله على أحد أنكره ولن يغفر له، حتماً على الله أن يفعل ذلك أن يعذِّبه عذاباً نُكراً أبد الآبدين، فهو أفضل الناس بعدي ما نزل الرزق وبقي الخلق، ملعونٌ مَن خالفه، قولي عن جبرئيل عن الله، فلتنظر نفسٌ ما قدَّمت لغد.

إفهموا محكم القرآن ولا تتَّبعوا متشابهه، ولن يفسِّر ذلك لكم إلّا مَن أنا آخذٌ بيده وشائلٌ بعضده ومعلمكم: إنَّ مَن كنت مولاه فهذا فعليٌّ مولاه، وموالاته من الله عزَّ وجلَّ أنزلها عليَّ. ألا وقد أدَّيتُ، ألا وقد بلّغتُ، ألا وقد أسمعتُ، ألا ووقد أوضحتُ، لا تحلُّ إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثمَّ رفعه إلى السماء حتى صارت رجله مع ركبة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقال:

معاشر الناس؟ هذا أخي ووصيّي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى: تفسير كتاب ربّي. وفي رواية: أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، والعن مَن أنكره، وأغضب على مَن جحد حقَّه، أللهمّ؟ إنَّك أنزلت عند تبيين ذلك في عليٍّ اليوم أكملت لكم دينكم. بإمامته فمن لم يأتمَّ به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى القيامة فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون، إنَّ إبليس أخرج آدم (عليه السلام)

٢١٥

من الجنَّة مع كونه صفوة الله بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزلّ أقدامكم، في عليٍّ نزلت سورة والعصر إنَّ الإنسان لفي خسر(1) .

معاشر الناس؟ آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أُنزل معه من قبل أن نطمس وجوهاً فنردَّها على أدبارهم أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت. النور من الله فيَّ ثمَّ في عليٍّ ثمَّ في النسل منه إلى القائم المهديِّ. معاشر الناس؟ سيكون من بعدي أئمَّة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا يُنصرون، وإن الله وأنا بريئان منهم إنَّهم وأنصارهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار، وسيجعلونها ملكاً اغتصاباً فعندها يفرغ لكم أيّها الثقلان؟ ويُرسل عليكما شواظٌ مِن نار ونحاس فلا تنتصران. الحديث. «ضياء العالمين».

2 - الحافظ ابن أبي حاتم أبو محمد الحنظليّ الرازيّ المتوفّى 327 «المترجم ص 101» أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنّ الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب(2) .

3 - الحافظ أبو عبد الله المحاملي المتوفّى 330 «المترجم ص 102» أخرج في أماليه بإسناده عن ابن عبّاس حديثاً مرَّ ص 51 وفيه: حتّى إذا كان [ رسول الله ] بغدير خمِّ أنزل الله عزَّ وجلَّ:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. فقام مناد فنادى الصلوة جامعة. الحديث.

4 - الحافظ أبو بكر الفارسي الشيرازي المتوفّى 407 / 11 «المترجم ص 108» روى في كتابه ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين بالإسناد عن ابن عباس: أنّ الآية نزلت يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب.

5 - الحافظ ابن مردويه المولود 323 والمتوفّى 416 «المترجم ص 108» أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنَّها نزلت يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب. وبإسناد آخر عن ابن مسعود أنَّه قال: كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا

_____________________

1 - في الدر المنثور 6 ص 392 من طريق ابن مردويه عن ابن عبّاس أن قوله تعالى:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) نزل في علي وسلمان

2 - الدر المنثور 2 ص 298، وفتح القدير 2 ص 57.

٢١٦

أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) - إنّ عليّاً مولى المؤمنين -( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (1) .

وروى بإسناده عن ابن عبّاس قال: لَمّا أمر الله رسوله صلّى الله عليه وآله أن يقوم بعليّ فيقول له ما قال فقال: يا ربّ إنّ قومي حديث عهد بجاهلية ثمّ مضى بحجَّه فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدير خمّ أنزل الله عليه:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. فأخذ بعضد علىٍّ ثمَّ خرج إلى الناس فقال: أيّها الناس؟ ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: أللهمَّ مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأعن مَن أعانه، واخذل مَن خذله، وانصر مَن نصره، وأحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه.قال ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم. وقال حسان بن ثابت:

يناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

بخمٍّ وأسمع بالرسول مناديا

يقول: فمن مولاكمُ ووليّكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

:إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولم تر منّا في الولاية عاصيا

فقال له: قم يا عليُّ؟ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

وروى عن زيد بن علي أنّه قال: لما جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبيُّ صلّى الله عليه وآله بذلك ذرعا وقال: قومي حديثوا عهدٍ بالجاهليَّة فنزلت الآية. (كشف الغمّة 94).

6 - أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفّى 427 / 37 (المترجم 109) روى في تفسيره «الكشف والبيان» عن أبي جعفر محمد بن عليّ (الإمام الباقر) إنّ معناها: بلِّغ ما أُنزل إليك مِن ربِّك في فضل عليٍّ. فلمّا نزلت أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليٍّ فقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

وقال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القايني، نا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي، نا أبو بكر محمد بن الحسن السبيعي، نا عليّ بن محمد الدهّان والحسين بن إبراهيم

_____________________

1 - روى الحديثين عنه السيوطي في الدر المنثور 2 ص 298، والشوكاني في فتح القدير، والأربلي في كشف الغمة 94 عنه عن زر عن ابن مسعود.

٢١٧

الجصّاص، نا حسين بن حكم، نا حسن بن حسين، عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. قال: نزلت في عليّ، أُمر النبيُّ صلّى الله عليه وآله أن يبلِّغ فيه فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليٍّ فقال، مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه(1) .

7 - الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفّى 430 (المترجم ص 109) روى في تأليفه ما نزل من القرآن في عليٍّ: عن أبي بكر بن خلاد عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن عليِّ بن عابس عن أبي الحجاف والأعمش عن عطيَّة قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عليٍّ يوم غدير خمّ (الخصايص 29).

8 - أبو الحسن الواحديّ النيسابوريّ المتوفّى 468 (المترجم 111) روى في «أسباب النزول» ص 150 عن أبي سعيد محمد بن عليّ الصفّار عن الحسن بن أحمد المخلّدي عن محمد بن حمدون بن خالد عن محمد بن إبراهيم الحلواني عن الحسن بن حمّاد سجادة عن عليّ بن عابس عن الأعمش وأبي الحجاف عن عطيَّة عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

9 - الحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفّى 477 (المترجم 112) في كتاب الولاية بإسناده من عدَّة طرق عن ابن عبّاس قال: أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلِّغ بولاية عليٍّ فأنزل الله عزَّ وجلَّ:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. فلمّا كان يوم غدير خمّ قام فحمد الله وأثنى عليه وقال صلى الله عليه وسلم: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: فمَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه، وانصر مَن نصره، وأعزَّ مَن أعزَّه، وأعن مَن أعانه (الطرائف).

10 - الحافظ الحاكم الحسكاني أبو القاسم (المترجم 112) روى في «شواهد

_____________________

1 - روى الحديثين عنه ابن بطريق في العمدة ص 49، والسيد ابن طاوس في الطرايف، والأربلي في كشف الغمة 94، ونقل الطبرسي في مجمعه 2 ص 223 ثانى الحديثين عن تفسيره الكشف والبيان، وابن شهر آشوب عنه أول الحديثين في مناقبه 1 ص 526.

٢١٨

التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل» بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس وجابر الأنصاري قالا: أمر الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم أن ينصب عليّاً للناس فيخبرهم بولاية فتخوَّف النبيُّ أن يقولوا: حابى ابن عمِّه وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بولايته يوم غدير خمّ [ مجمع البيان 2 ص 223 ].

11 - الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الشافعيُّ المتوفّى 571 [ المترجم 116 ] أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنَّها نزلت يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب(1) .

12 - أبو الفتح النطنزي (المترجم ص 115) أخرج في الخصايص العلويَّة بإسناده عن الإمامين محمد بن عليِّ الباقر وجعفر بن محمد الصادق «صلوات الله عليهم» قالا: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ [ ضياء العالمين ].

13 - أبو عبد الله فخر الدين الرازيُّ الشافعيُّ المتوفّى 606 [ المترجم 118 ] قال في تفسيره الكبير 3 ص 636: العاشر(2) : نزلت الآية في فضل عليٍّ ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال. هنيئاً لك يا بن أبي طالب؟ أصحبت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عبّاس، والبراء بن عازب، ومحمد ابن عليّ.

14 - أبو سالم النصيبيّ الشافعيّ المتوفّى 652، تأتي ترجمته في شعراء القرن السابع قال في مطالب السئول ص 16: نقل الإمام أبو الحسن عليّ الواحدي في كتابه المسمّى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب.

15 - الحافظ عزُّ الدين الرسعني(3) الموصليُّ الحنبليُّ المولود 589 والمتوفّى

_____________________

1 - الدر المنثور 2 ص 298، وفتح القدير 2 ص 57.

2 - من أسباب نزول الآية وسيوافيك الكلام عليها.

3 - بفتح المهملة وسكون السين وفتح المهملة الثالثة ثم النون نسبة إلى مدينة رأس عين بديار بكر يخرج منها ماء دجله (شرح المواهب 7 ص 14).

٢١٩

661 «المترجم 121» روى في تفسيره [ مرّ الثناء عليه عن الذهبي ] عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: لَمّا نزلت هذه الآية أخذ النبيُّ بيد عليٍّ فقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه(1) .

16 - شيخ الاسلام أبو إسحاق الحمويني المتوفّى 722 «المترجم ص 123» أخرج في فرايد السمطين عن مشايخه الثلاث: السيّد برهان الدين إبراهيم بن عمر الحسيني المدني، والشيخ الإمام مجد الدين عبد الله بن محمود الموصلي، وبدر الدين محمد بن محمد ابن أسعد البخاري بإسنادهم عن أبي هريرة: أنّ الآية نزلت في عليٍّ.

17 - السيّد علي الهمداني المتوفّى 786 «المترجم ص 127» قال في مودّة القربى: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع فلمّا كان بغدير خمّ نودي الصلاة جامعة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وأخذ بيد عليٍّ وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله؟ فقال: ألا؟ من أنا مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال: هنيئاً لك يا عليَّ بن أبي طالب؟ أصبحت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة. وفيه نزلت:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية.

18 - بدر الدين ابن العينيِّ الحنفيُّ المولود 762 والمتوفّى 855 «المترجم ص 131» ذكر في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 8 ص 584 في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ ) . عن الحافظ الواحدي ما مرَّ عنه من حديث حسن بن حمّاد سجادة سنداً ومتناً، ثمّ حكى عن مقاتل والزمخشري بعض الوجوه الأخرى المذكورة في سبب نزول الآية فقال: قال أبو جعفر محمد بن عليِّ بن الحسين: معناه بلّغ ما أُنزل إلَيك مِن ربِّك في فضلِ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. فلمّا نزلت هذه الآية أخذ بيد عليٍّ وقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

_____________________

1 - نقله عنه البدخشاني في مفتاح النجا في مناقب آل العبا. وزميله الأربلي في كشف الغمة ص 92 مرفوعاً إلى ابن عبّاس ومحمد بن علي الباقر عليه السلام، ثم قال في ص 96: كان صديقنا وكنا نعرفه وكان حنبلي المذهب. وقال في ص 25: كان رجلاً فاضلاً أديباً حسن المعاشرة، حلو الحديث، فصيح العبارة، اجتمعت به في الموصل.

٢٢٠