الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ١

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب14%

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 418

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 100516 / تحميل: 7052
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

فقال: خلّوا له نهجاً ولا تجدوا

بأساً بتمكينه قصدي وإتياني

فجاء حتّى رقى أعواد منبره

مهمهماً بلسان الخاضع الجاني

مَن غيره بطن العلم الخفيّ؟ ومَن

سواه قال: اسألوني قبل فقداني؟

ومَن وقت نفسه نفس الرَّسول وقد

وافى الفراش ذوو كفر وطغيانِ؟

ومَن تصدَّق في حال الرّكوع ولم

يسجد كما سجدت قومٌ لأوثانِ؟

مَن كان في حرم الرَّحمن مولده

وحاطه الله من باسٍ وعدوانِ؟

مَن غيره خاطب الرَّحمن واعتضدت

به النبوَّة في سرٍّ وإعلانِ؟

مَن أُعطي الراية الغرّاء إذ ربدت

نار الوغا فتحاماها الخميسانِ؟

مَن ردّت الكفُّ إذ بانت بدعوته؟

والعين بعد ذهاب المنظر الفاني؟

مَن أنزل الوحي في أن لا يُسدّ له

بابٌ وقد سُدَّ أبوابٌ لإخوانِ؟

ومَن به بُلغت من بعد أوبتها

براءةٌ لأولي شرك وكفرانِ؟

ومَن تظلّم طفلاً وارتقى كتف

المختار خير ذوي شيب وشبّانِ؟

ومَن يقول: خذي يا نار ذا وذري

هذا وبالكأس يسقي كلَّ ظمآنِ؟

مَن غسَّل المصطفى؟ من سال في يده

أجلُّ نفس نأت عن خير جثمانِ؟

ومَن تورَّك متن الرِّيح طائعة

تجري بأمر مليك الخلق رحمانِ؟

حتّى أتى فتية الكهف الذين جرت

على مراقدهم أعصار أزمانِ

فاستيقظوا ثمَّ قالوا بعد يقظتهم

: أنت الوصيُّ على علمٍ وإيقانِ

﴿ما يتبع الشعر﴾

في هذه القصيدة إشارةٌ إلى لمة من فضائل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد بسطنا القول في جملة مهمَّة منها في الأجزاء السابقة ونذكر هنا ما أشار إليه شاعرنا بقوله:

من كان في حرم الرَّحمن مولده

وحاطه الله من باسٍ وعدوانِ؟

يريد به قصَّة ولادته صلوات الله عليه في الكعبة المعظَّمة، وقد انشقَّ جدار البيت لأُمِّه فاطمة بنت أسد فدخلته ثمَّ التأمت الفتحة، فلم تزل في البيت العتيق حتّى ولدت مشرِّف البيت بذلك الهبوط الميمون، وأكلت من ثمار الجنَّة، ولم ينفلق

٢١

صدف الكعبة عن درِّه الدريِّ إلّا وأضاء الكون بنور محيّاه الأبلج، وفاح في الأجواء شذى عنصره الأقدس، وهذه حقيقةٌ ناصعةٌ أصفق على إثباتها الفريقان، وتضافرت بها الأحاديث، وطفحت بها الكتب، فلا نعبأ بجلبة رماة القول على عواهنه بعد نصِّ جمع من أعلام الفريقين على تواتر حديث هذه الأثارة.

قال الحاكم في «المستدرك» ٣: ٤٨٣: وقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه في جوف الكعبة.

وحكى الحافظ الكنجي الشافعي في (الكفاية) من طريق إبن النجّار عن الحاكم النيسابوري أنَّه قال: وُلد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمكّة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلثين من عام الفيل ولم يولد قبله ولا بعده مولودٌ في بيت الله الحرام سواه إكراماً له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم.

وتبعه أحمد بن عبد الرَّحيم الدهلوي الشهير بشاه وليّ الله والد عبد العزيز الدهلوي مصنِّف (التحفة الإثنى عشريَّة في الردِّ على الشيعة) فقال في كتابه [إزالة الخفاء]: تواترت الأخبار إنَّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّاً في جوف الكعبة فإنَّه وُلد في يوم الجمعة ثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلثين سنة في الكعبة ولم يولد فيها أحدٌ سواه قبله ولا بعده.

قال شهاب الدين السيِّد محمود الآلوسي صاحب التفسير الكبير في [سرح الخريدة الغيبيَّة في شرح القصيدة العينيَّة] لعبد الباقي أفندي العمري ص ١٥ عند قول الناظم:

أنت العليُّ الذي فوق العلى رفعا

ببطن مكّة عند البيت إذ وضعا

وكون الأمير كرَّم الله وجهه وُلد في البيت أمرٌ مشهورٌ في الدنيا وذكر في كتب الفريقين السنَّة والشيعة - إلى أن قال -: ولم يشتهر وضع غيره كرَّم الله وجهه كما اشتهر وضعه بل لم تتَّفق الكلمة عليه، وما أحرى بإمام الأئمَّة أن يكون وضعه فيما هو قبلةٌ للمؤمنين؟ وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين.

وقال في ص ٧٥ عند قول العمري:

وأنت أنت الذي حطّت له قدمٌ

في موضع يده الرَّحمن قد وضعا

وقيل: أحبّ عليه الصَّلاة والسلام (يعني عليّاً) أن يكافئ الكعبة حيث وُلد

٢٢

في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها فإنَّها كما ورد في بعض الآثار كانت تشتكي إلى الله تعالى عبادة الأصنام حولها وتقول: أي ربّ حتّى متى تُعبد هذه الأصنام حولي؟ والله تعالى يعدها بتطهيرها من ذلك. ا ه‍.

وإلى هذا المعنى أشار العلّامة السيِّد رضا الهندي بقوله:

لما دعاك الله قِدماً لأن

تولد في البيت فلبَّيته

شكرته بين قريش بأن

طهَّرتَ من أصنامهم بيته

ويجدها القارئ من المتسالم عليه من فضائل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في غير واحد من مصادر القوم منها:

١ - مروج الذهب ٢ ص ٢ تأليف أبي الحسن المسعودي الهذلي

٢ - تذكرة خواصّ الأُمَّة ص ٧ تأليف سبط إبن الجوزي الحنفي

٣ - الفصول المهمَّة ص ١٤ تأليف إبن الصبّاغ المالكي

٤ - السيرة النبويَّة ١ ص ١٥٠ تأليف نور الدين علي الحلبي الشافعي

٥ - شرح الشفا ج ١ ص ١٥١ تأليف الشيخ علي القاري الحنفي

٦ - مطالب السئول ص ١١ تأليف أبي سالم محمّد بن طلحة الشافعي

٧ - محاضرة الأوائل ص ١٢٠ تأليف الشيخ علاء الدين السكتواري

٨ - مفتاح النجا في مناقب آل العبا تأليف ميرزا محمّد البدخشي

٩ - المناقب تأليف الأمير محمّد صالح الترمذي

١٠ - مدارج النبوَّة تأليف الشيخ عبد الحقِّ الدهلوي

١١ - نزهة المجالس ٢ ص ٢٠٤ تأليف عبد الرَّحمن الصفوري الشافعي

١٢ - آيينه تصوّف ط ص ١٣١١ تأليف شاه محمّد حسن الجشتي

١٣ - روائح المصطفى ص ١٠ تأليف صدر الدين أحمد البردواني

١٤ - كتاب الحسين ١ ص ١٦ تأليف السيِّد علي جلال الدين

١٥ - نور الأبصار ص ٧٦ تأليف السيِّد محمّد مؤمن الشبلنجي

١٦ - كفاية الطالب ص ٣٧ تأليف الشيخ حبيب الله الشنقيطي

وأما أعلام الشيعة فقد ذكرت منهم هذه الأثارة أُمَّةٌ كبيرةٌ منها:

٢٣

١ - الحسن بن محمّد بن الحسن القمي في تاريخ قم الذي ألَّفه وقدَّمه إلى الصّاحب ابن عباد سنة ٣٧٨، وترجمه إلى الفارسيَّة الشيخ الحسن بن علي بن الحسن القمي سنة ٨٦٥، راجع ص ١٩١ من الترجمة.

٢ - الشريف الرَّضي المتوفّى ٤٠٦ [المترجم في ج ٤ ص ١٨١ – ٢٢١] ذكرها في خصائص الأئمَّة وقال: لم نعلم مولوداً في الكعبة غيره.

٣ - شيخ الأُمّة معلّم البشر أبو عبد الله المفيد المتوفّى ٤١٣ في المقنع، ومسار الشيعة ص ٥١ مصر، والإرشاد ص ٣ وقال: لم يولد قبله ولا بعده مولودٌ في بيت الله سواه، إكراماً من الله جلَّ اسمه بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم.

٤ - الشَّريف المرتضى المتوفّى ٤٣٦ [مرّت ترجمته في ج ٤ ص ٢٦٤ – ٢٩٩] ذكرها في شرح القصيدة البائيّة للحميري ص ٥١ ط مصر وقال: لا نظير له في هذه الفضيلة.

٥ - نجم الدِّين الشريف أبو الحسن عليُّ بن أبي الغنائم محمّد المعروف بابن الصّوفي ذكرها في كتابه (المجدي) المخطوط.

٦ - الشيخ أبو الفتح الكراجكي المتوفّى ٤٤٩ في «كنز الفوائد» ص ١١٥.

٧ - الشيخ حسين بن عبد الوهّاب معاصر الشَّريف المرتضى في (عيون المعجزات).

٨ - شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي المتوفّى ٤٦٠ في التهذيب ج ٢، ومصباح المتهجِّد ص ٥٦٠، والأمالي ص ٨٠ - ٨٢.

٩ - أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفّى ٥٤٨ صاحب «مجمع البيان» في (إعلام الورى) ص ٩٣ وقال: لم يولد قطُّ في بيت الله تعالى مولودٌ سواه لا قبله ولا بعده.

١٠ - إبن شهر آشوب السَّروي المتوفّى ٥٨٨ في (المناقب) ١ ص ٣٥٩، و ج ٢ ص ٥.

١١ - إبن البطريق شمس الدين أبو الحسين يحيى بن الحسن الحلّي المتوفّى ٦٠٠ في كتابه (العمدة) وقال: لم يولد قبله ولا بعده مولودٌ في بيت الله سواه.

١٢ - رضيُّ الدِّين عليُّ بن طاوس المتوفّى ٦٦٤ في كتابه «الإقبال» ص ١٤١.

٢٤

١٣ - عماد الدين الحسن الطبري الآملي صاحب «الكامل» المؤلَّف سنة ٦٧٥ في كتابه (تحفة الأبرار) في الفصل الثامن من الباب الرابع.

١٤ - بهاء الدين الأربلي المتوفّى ٦٩٢ [مرّت ترجمته في ج ٥ ص ٤٤٥] في كتابه [كشف الغمَّة] ص ١٩ وقال: لم يولد في البيت أحدٌ سواه قبله ولا بعده، وهي فضيلةٌ خصّه الله بها إجلالاً له، وإعلاءً لرتبته، وإظهاراً لتكرمته.

١٥ - أبو علي ابن الفتّال النيسابوري المترجم في كتابنا «شهداء الفضيلة» ص ٣٧ ذكرها في [روضة الواعظين] ص ٦٧.

١٦ - هندوشاه بن عبد الله الصّاحبي النخجواني في [تجارب السّلف] ص ٣٧.

١٧ - العلّامة الحسن بن يوسف الحلّي المتوفّى ٧٢٦ في كتابيه: كشف الحقّ، وكشف اليقين ص ٥ ونصَّ على أنّه لم يولد أحدٌ سواه فيها لا قبله ولا بعده.

١٨ - جمال الدِّين ابن عنبة المتوفّى ٨٢٨ في «عمدة الطالب» ص ٤١.

١٩ - الشيخ عليُّ بن يونس العاملي البياضي المتوفّى ٨٧٧ في «الصِّراط المستقيم».

٢٠ - السيِّد محمّد بن أحمد بن عميد الدِّين علي الحسيني، في «المشجَّر الكشّاف للسّادة الأشراف» ص ٢٣٠ ط مصر.

٢١ - الشيخ تقيُّ الدين الكفعمي الآتي ترجمته في هذا الجزء إنشاء الله، في المصباح ص ٥١٢.

٢٢ - أحمد بن محمّد بن عبد الغفّار الغفاري القزويني في «تاريخ نكارستان» المؤلَّف سنة ٩٤٩ ص ١٠ ط سنة ١٢٤٥.

٢٣ - القاضي نور الله المرعشي المستشهد ١٠١٩، المترجم في كتابنا «شهداء الفضيلة» ص ١٧١ في كتابه: إحقاق الحقِّ.

٢٤ - الشيخ عبد النبيِّ الجزائري المتوفّى ١٠٢١ في «حاوي الأقوال».

٢٥ - الشيخ محمّد بن الشيخ علي اللاهيجي في «محبوب القلوب».

٢٦ - المولى المحسن الكاشاني المتوفّى ١٠٩١ في كتابه «تقويم المحسنين»

٢٧ - الشيخ نظام الدين محمّد بن الحسين التفرشي السَّاوجي تلميذ شيخنا البهائي في تأليفه «تكملة الجامع العبّاسي» لشيخه المذكور.

٢٥

٢٨ - الشيخ أبو الحسن الشّريف المتوفّى ١١٠٠ في كتابه الضخم الفخم القيِّم «ضياء العالمين» وقال: كانت مشهورةً في الصّدر الأوَّل.

٢٩ - السيِّد هاشم التوبلي البحراني صاحب التآليف القيِّمة المتوفّى ١١٠٧ في «غاية المرام» وقال: بلغت حدَّ التواتر معلومة في كتب العامّة والخاصّة.

٣٠ - العلّامة المجلسي المتوفّى ١١١٠/١١ في جلاء العيون ص ٨٠ فقال ما معناه: مشهورٌ بين المحدِّثين والمؤرِّخين من الخاصّة والعامّة.

٣١ - السيِّد نعمة الله الجزائري المتوفّى ١١١٢ في «الأنوار النعمانيّة».

٣٢ - السيِّد علي خان الشيرازي ١١١٨/٢٠ في «الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة».

٣٣ - السيِّد محمّد الطباطبائي جدّ آية الله بحر العلوم الفارغ عن بعض تآليفه سنة ١١٢٦ في رسالته الموضوعة لتواريخ مواليد الأئمّة ووفياتهم.

٣٤ - السيِّد عبّاس بن عليّ بن نور الدين الموسوي الحسيني المكّي المتوفّى ١١٧٩ في كتابه «نزهة الجليس» ج ١ ص ٦٨.

٣٥ - أبو علي الحائري المتوفّى ١٢١٥ في رجاله الدائر «منتهى المقال» ص ٤٦.

٣٦ - السيِّد محسن الأعرجي المتوفّى ١٢٢٧ في «عمدة الرجال».

٣٧ - الشيخ خضر بن شلّال العفكاوي النجفي المتوفّى ١٢٥٥ في مزاره المسمّى بأبواب الجنان وبشائر الرِّضوان.

٣٨ - السيِّد حيدر الحسني الحسيني الكاظمي المتوفّى ١٢٦٥ في «عمدة الزائر» ص ٥٤.

٣٩ - السيِّد مهدي القزويني المتوفّى ١٣٠٠ في «فلك النجاة» ص ٣٢٦.

٤٠ - المولى السيِّد محمود بن محمّد علي بن محمّد باقر في «تحفة السّلاطين» ج ٢ فقال ما معناه: مشهورٌ كالشمس في رائعة النهار.

٤١ - المولى السلطان محمّد بن تاج الدين حسن في «تحفة المجالس» ص ٨٨ ط سنة ١٢٧٤.

٤٢ - السيِّد ميرزا حسن الزنوزي نزيل خوي في كتابه الضخم «بحر العلوم».

٢٦

٤٣ - الحاج المولى شريف الشرواني من تلمذة السيِّد العظيم صاحب الرِّياض في كتابه: الشهاب الثاقب في مناقب عليّ بن أبي طالب.

٤٤ - المولى علي أصغر البروجردي في عقائد الشيعة ص ٣١ ط سنة ١٢٦٣.

٤٥ - الحاج ميرزا حبيب الخوئي في كتابه الكبير: شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٧١.

٤٦ - أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسيني الأعرجي في «مناهل الضرب في أنساب العرب».

٤٧ - الحاج الشيخ عبّاس القمّي المتوفّى ١٣٥٩ في [سفينة البحار] ج ٢ ص ٢٢٩.

٤٨ - السيِّد محسن الأمين الحسيني العاملي في [أعيان الشيعة] ج ٣: ٣.

٤٩ - الشيخ جعفر نقدي في كتابه [نزهة المحبّين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام] ص ٢ - ٨.

٥٠ - شيخنا الأوردبادي ألَّف في الموضوع كتاباً فخما، وقد أغرق نزعاً في التحقيق ولم يبق في القوس منزعاً، وإليك فهرست عناوينه.

١ - حديث المولد الشريف وتواتره.

٢ - حديث الولادة الشريفة مشهورٌ بين الأُمَّة.

٣ - نبأ الولادة والمحدِّثون.

٤ - حديث الولادة والنسّابون.

٥ - حديث الولادة والمؤرِّخون.

٦ - حديث الولادة والشَّعراء.

٧ - حديث الولادة والإجماع عليه.

ألَّف القاضي أبو البحتري كتاباً في مولد أمير المؤمنين عليه السلام كما ذكره النجاشي و شيخ الطايفة، ورواه أبو محمّد العلوي الحسن بن محمّد عن حجر بن محمّد السّامي عن رجاء بن سهل الصنعاني عن أبي البحتري كما في تاريخ الخطيب البغدادي ٧ ص ٤١٩.

وذكر النجاشي في فهرسته ص ٢٧٩ كتاب مولد أمير المؤمنين لشيخنا إبن بابويه الصَّدوق].

وقد نظم هذه الأثارة كثيرون من أعلام الشيعة الفطاحل وشعرائها الأفذاذ نظراء:

٢٧

١ - السيِّد الحميري المتوفّى ١٧٣، وقد مرَّت ترجمته في ج ٢ ص ٢٣١ - ٢٧٨ قال:

ولدته في حرم الإله وأمنه

والبيت حيث فناؤه والمسجد

بيضاء طاهرة الثياب كريمة

طابت وطاب وليدها والمولد

في ليلة غابت نحوس نجومها

وبدت مع القمر المنير الأسعد

ما لُفَّ في خرق القوابل مثله

إلّا ابن آمنة النبيِّ «محمّد»

٢ - محمّد بن منصور السَّرخسي، ذكرها في أبيات توجد في مناقب ابن شهر آشوب ج ١ ص ٣٦٠.

٣ - خواجه معين الدين الجشتي الأجميري المتوفّى ٦٣٢.

٤ - المولي الرومي العارف الشهير المتوفّى ٦٧٢.

٥ - المولى محمّد بن عبد الله الكاتبي النيسابوري المتوفّى ٨٨٩، المترجم في مجالس المؤمنين.

٦ - المولى أهلي الشيرازي المتوفّى ٩٤٢.

٧ - ميرزا محمّد علي التبريزي المتخلّص في شعره ب‍ «صائب» من شعراء عهد السّلطان سليمان المتوفّى ٩٧٤ له قصيدةٌ يمدح بها الكعبة المشرَّفة ويذكر مزاياها و عدَّ منها ولادة أمير المؤمنين بها توجد في كتاب [الخزانة العامرة] صحيفة ٢٩١.

٨ - السيِّد محمّد باقر بن محمّد الحسيني الأسترابادي الشهير بداماد المتوفّى ١٠٤١.

٩ - المولى محمّد مسيح المعروف بمسيحا الفسوي الشيرازي المتوفّى ١١٢٧ الآتي شعره وترجمته في شعراء القرن الثاني عشر.

١٠ - السيِّد نصر الله المدرِّس الحائري الشهيد سنة ١١٦٠، أحد شعراء الغدير يأتي في شعراء القرن الثاني عشر.

١١ - المولى رضا الرَّشتي المتخلّص في شعره ب‍ «المحزون» في مثنوىٍّ له.

١٢ - ميرزا نصر الله المتخلّص ب‍ «شهاب».

١٣ - الشَّريف محمّد بن فلاح الكاظمي أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته في محلّهما، ذكرها في قصيدته الكرّاريَّة.

١٤ - الشيخ محمّد رضا النحوي المتوفّى ١٢٢٦، أحد شعراء الغدير تأتي ترجمته

٢٨

في محلّها.

١٥ - الشيخ حسين نجف المتوفّى ١٢٥٢، أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته في شعراء القرن الثالث عشر قال في قصيدته الكبيرة.

جعل الله بيته لعليّ

مولداً ياله علاً لا يُضاهى

لم يشاركه في الولادة فيه

سيّد الرُّسل لا ولا أنبياها

علم الله شوقها لعليٍّ

علمه بالذي به من هواها

إذ تمنّت لقاءه وتمنّى

فأراها حبيبه ورآها

ما ادَّعى مدَّعٍ لذلك كلّا

من ترى في الورى يروم ادَّعاها؟

فاكتست مكّة بذاك افتخاراً

وكذا المشعران بعد مناها

بل به الأرض قد علت إذ حوته

فغدت أرضها مَطاف سماها؟

أوَ ما تنظر الكواكب ليلاً

ونهاراً تطوف حول حماها؟

وإلى الحشر في الطَّواف عليه

وبذاك الطَّواف دام بقاها

١٦ - ميرزا عبّاس الدامغاني المتخلص ب‍ «نشاط» الهزار جريبي المتوفّى ١٢٦٢.

١٧ السيِّد محمّد تقي القزويني المتوفّى ١٢٧٠، أحد شعراء الغدير تأتي ترجمته في شعراء القرن الثالث عشر.

١٨ - الشيخ حسين بن علي الفتوني الهمداني العاملي الحائري، من شعراء الغدير يأتي ذكره في القرن الثالث عشر.

١٩ - الحاج محمّد خان المولود سنة ١٢٤٦ المتخلّص ب‍ «دشتي» في ديوانه المطبوع.

٢٠ - الحاج ميرزا إسماعيل الشيرازي المتوفّى ١٣٠٥، أحد شعراء الغدير من حجج الطائفة يأتي ذكره في شعراء القرن الرّابع عشر له قصيدةٌ موشّحةٌ في المولود المقدَّس ألا وهي:

رغد العيش فزده رغدا

بسلافٍ منه تشفي سقمي

طرب الصبُّ على وصل الحبيبْ

وهنى العيش على بُعد الرقيبْ

وفّني من أكؤس الراح النصيبْ

وائتني توماً بها لا مفردا

فالهنا كلّ الهنا في التّوئمِ

٢٩

آتني الصهباء ناراً ذائبه

كلّلتها قبساتٌ لاهبه

واسقنيها والنّدامى قاطبه

فلعمري إنَّها ريُّ الصَّدى

لفؤادٍ بالتصابي مضرمِ

ما أحيلي الراح من كفِّ الملاح

هي روح هي رَوح هي راحْ

فأدرها في غدوٍّ ورواحْ

كذكاءٍ تتجلّى صرخدا

رصّعتها حببٌ كالأنجمِ

حبّذا آناء أُنس أقبلتْ

أدركت نفسي بهاما أمّلتْ

وضعت أُمُّ العُلى ما حُملتْ

طاب أصلاً وتعالى محتدا

مالكاً ثقل ولاء الأُممِ

آنست نفسي من الكعبة نورْ

مثل ما آنس موسى نار طورْ

يوم غشّي الملأ الأعلى سرورْ

قرع السّمع نداءٌ كندا

شاطئ الوادي طوى من حرمِ

ولدت شمس الضحى بدر التمامْ

فانجلت عنّاديا جير الظّلامْ

نادِ: يا بشراكمُ هذا غلامْ

وجهه فلقة بدرٍ يهتدى

بسنا أنواره في الظّلمِ

هذه فاطمةُ بنت أسدْ

أقبلت تحملُ لاهوت الأبدْ

فاسجدواُ ذّلاً له فيمن سجدْ

فله الأملاك خرّت سُجّدا

إذ تجلّى نوره في آدمِ

كُشف الستر عن الحقِّ المبين

وتجلّى وجه ربِّ العالمينْ

وبدا مصباح مشكاة اليقينْ

وبدت مشرقةً شمس الهدى

فانجلى ليل الضّلال المظلمِ

نُسخ التأبد من نفي ترى

فأرانا وجهه ربُّ الورى

ليت موسى كان فينا فيرى

ما تمنّاه بطورٍ مُجهدا

فانثني عنه بكفِّي مُعدمِ

هل درت أُمّ العلى ما وضعتْ؟

أم درت ثدي الهدى ما أرضعتْ؟

٣٠

أم درت كفُّ النّهي ما رفعتْ؟

أم درى ربُّ الحجى ما ولدا؟

جلَّ معناه فلمّا يُعلمِ

سيِّدٌ فاق عُلاً كلّ الأنامْ

كان إذ لا كائنٌ وهو إمامْ

شرَّف الله به البيت الحرامْ

حين أضحى لعُلاه مولدا

فوطا تربته بالقدمِ

إن يكن يُجعل لله البنونْ

وتعالى الله عمّا يصفونْ

فوليد البيت أحرى أن يكونْ

لوليِّ البيت حقّاً ولدا

لا عزيزٌ لا ولا ابن مريمِ

هو بعد المصطفى خير الورى

من ذرى العرش إلى تحت الثرى

قد كست عليائه أُمّ القرى

غرَّةً تحمي حماها أبدا

حيث لا يدنوه من لم يحرمِ

سبق الكون جميعاً في الوجودْ

وطوى عالم غيبٍ وشهودْ

كلّما في الكون من يمناه جودْ

إذ هو الكائن لله يدا

ويد الله مدرُّ الأنعمِ

سيِّدٌ حازت به الفضل مضرْ

بفخارٍ فسما كلّ البشرْ

وجهه في فلك العليا قمرْ

فبه لا بالنجوم يُهتدى

نحو مغناه لنيل المغنمِ

هو بدرٌ وذراريه بدورْ

عقمت عن مثلهم أُمُّ الدُّهور

كعبة الوفّاد في كلِّ الشّهورْ

فاز من نحو فناها وفدا

بمطافٍ منه أو مُستلمِ

ورثوا العلياء قدماً من قُصيّْ

ونزار ثمَّ فهرٍ ولويّْ

لا يباري حيّهم قطُّ بحيّْ

وهمُ أزكى البرايا محتدا

وإليهم كلُّ فخر ينتمي

أيّها المرجى لقاهُ في المماتْ

كلُّ موت فيه لقياك حياةْ

ليتما عجّل بي ما هو آتْ

علّني ألقى حياتي في الرَّدى

٣١

فايزاً منه بأوفى النِّعمِ

٢١ - ميرزا أبو القاسم الحسيني الشيرازي.

٢٢ - سراج الدِّين محمّد بن الحسن القرشي التميمي العدويّ الأمويّ المعروف بفدا حسين الهندي، نظم مكرمة الولادة الشريفة في قصيدته العلويَّة الكبيرة المطبوعة البالغة ١٤١١ بيتاً المسمّاة بالنفحة القدسيَّة ص ٦٨، ١٧٨.

٢٣ - ميرزا محمّد تقي الشهير بحجَّة الإسلام المتوفّى ١٣١٢، في ديوانه المطبوع ص ١٩٦، ٢٠٠.

٢٤ - الشاعر المفلق محمّد اليزدي المتخلّص في شعره ب‍ (جيحون) المتوفّى حدود ١٣١٨ في ديوانه المطبوع.

٢٥ - السيِّد مصطفى بن الحسين الكاشاني النجفي دفين الكاظميَّة المتوفّى ١٣٣٦ أحد شعراء الغدير، يأتي شعره وترجمته في شعراء القرن الرّابع عشر.

٢٦ - الحاج ميرزا حبيب الخراساني المترجم في كتابنا (شهداء الفضيلة) ص ٢٨٢.

٢٧ - الشيخ علي الملقَّب بالشيخ الرئيس الخراساني المتوفّى حدود ١٣٢٠ في منظومته المسمَّاة ب‍ [تنبيه الخاطر في أحوال المسافر] ص ٤.

٢٨ - الشيخ محمود عبّاس العاملي المتوفّى ١٣٥٣، أحد شعراء الغدير يأتي.

٢٩ - السيِّد حسن آل بحر العلوم المتوفّى ١٣٥٥، من شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الرّابع عشر.

٣٠ - الحاج الشيخ محمّد الحسين الإصبهاني المتوفّى ١٣٦١، أحد شعراء الغدير الآتي ذكره في شعراء القرن الرّابع عشر.

٣١ - السيِّد مير علي أبو طبيخ النجفي المتوفّى ١٣٦١، أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته.

٣٢ - السيِّد رضا الهندي النجفي المتوفّى ١٣٦٢، من شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الرّابع عشر.

٣٣ - السيِّد المحسن الأمين العاملي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٤ - الشيخ محمّد صالح المازندراني، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٢

٣٥ - الشيخ ميرزا محمّد علي الأوردبادي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره، نظمها في غير واحدة من قصائده، وممّا قال فيها قوله يمدح به أمير المؤمنين عليه السلام:

سبق الكرام فها همُ لم يلحقوا

في حلبة العلياء شأو كميتهِ

إذ خصَّه المولى بفضل باهرٍ

فيه يميّز حيّه من ميتهِ

لم يتَّخذ ولداً وما إن يتَّخذ

إلّا وكان ولاده في بيتهِ

في البيت مولده يحقِّق إنَّه

دون الأنام ذبالة في زيتهِ

خمَّسها النطاسيُّ المحنَّك ميرزا محمّد الخليلي صاحب [معجم أُدباء الأطبّاء].

٣٦ - الشيخ محمّد السَّماوي النجفي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٧ - الشيخ محمّد علي يعقوب النجفي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٨ - الشيخ جعفر نقدي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٩ - ميرزا محمّد الخليلي النجفي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٤٠ - السيِّد علي النقي اللكهنوي الهندي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره، له موشّحةٌ في الميلاد الشريف يهنِّي بها سيِّدنا الحجَّة السيِّد ميرزا علي آغا الشيرازي وهي:

من بدا فاز دهر البيت الحرامْ

وزهت منه ليالي رجبِ؟

طرب الكون لبشر وهنا

إذ بدا الفخر بنور وسنا

وأتى الوحي ينادي معلناً

: قد أتاكم حجَّة الله الإمام

وأبو الغرِّ الهُداة النّجبِ

خصَّه الرَّحمن بالفضل الصّراحْ

ومزايا أشرقت غرّاً وضاحْ

وسما منزله هام الضّراحْ

فغدا مولده خير مقامْ

طأطأت فيه رؤس الشّهبِ

إنَّه أوَّل بيت وُضعا

للورى طرّاً فأضحوا خضَّعا

وعلى الحاضر والبادي معا

حجَّةٌ أصبح فرضاً ولزامْ

طاعةٌ تتبع أقصى القربِ

وهو القبلة في كلِّ صلاةْ

وملاذٌ يُرتجى فيه النَّجاةْ

وقد استخلصه الله حماهْ

فلأن يأت إليه مستهامْ

٣٣

في ملمّ داعياً يُستجبِ

تلكمُ فاطمة بنت أسدْ

أمَّت البيت بكرب وكمدْ

ودعت خالقها الباري الصّمدْ

بحشاً فيه من الوجد الضّرامْ

قد علته قبسات اللّهبِ

نادت: اللهمّ ربَّ العالمينْ

قاضي الحاجات للمستصرخينْ

كاشف الكرب مجيب السائلينْ

إنّني جئتك من دون الأنامْ

أبتغي عندك كشف الكربِ

بينما كانت تناجي ربَّها

وإلى الرَّحمن تشكوا كربها

وإذا بالبشر غشّى قلبها

من جدار البيت إذ لاح ابتسامْ

عن سنا ثغرٍ له ذي شنبِ

فتق الزّهر؟ أم انشقَّ القمرْ؟

أم عمود الصّبح بالليل انفجرْ؟

أم أضاء البرق فالكون ازدهر؟

أم بدا في الأُفق خرقُ والتئامْ؟

فغدا برهان معراج النبي

أم أشار البيت بالكفّ ادخلي؟

واطمئنّي بالإله المفضلِ

فهنا يولد ذو العليا «علي»

من به يحظى حطيمي والمقامْ

وينال الرُّكن أعلا الرُّتبِ

دخلت فاطم فارتدّ الجدارْ

مثلما كان ولم يكشف ستارْ

إذ تجلّى النور وانجاب السرارْ

عن سنا بدرٍ به يجلو الظلامْ

والورى ينجو به من عطبِ

وُلد الطاهر ذاك ابن جَلا

من سما العرش جلالاً وعُلا

فله الأملاك يعنو ذلّلا

وبه قد بشَّر الرُّسل العظامْ

قومهم فيها خلا من حُقبِ

عرف الله ولا أرضٌ ولا

رفعت سبع طباق ظللا

فلذا خرَّ سجوداً وتلا

كلّما جاء إلى الرُّسل الكرامْ

قبله من صحفٍ أو كتبِ

٣٤

إن يك البيت مطافاً للأنامْ

فعليٌّ قد رقى أعلا سنامْ

إذ به يطَّوف البيت الحرامْ

وسعى الرُّكن إليه لاستلامْ

فغدا يزهو به من طربِ

لم يكن في البيت مولودٌ سواهْ

إذ تعالى عن مثيل في علاهْ

أوتي العلم بتعليم الإله

فغذاه درّه قبل الفطامْ

يرتوي منه بأهنى مشربِ

صغر الكون على سوددهِ

وانتمى الوحي إلى محتدهِ

بشِّر الشيعة في مولدهِ

واقصدوا العلّامة الحَبر الإمام

منبع العلم مناط الأدبِ

(القصيدة)

وله قصيدة أخرى ميلاديّة بارى بها قصيدة [إيليا أبي ماضي] الإلحاديّة المقفّاة ب‍ «لست أدري» وهي:

طرب الكون من البشر وقد عمَّ السّرورْ

وغدا القمريُّ يشدو في ابتسام للزُّهورْ

وتهانت ساجعات في ذرى الأيك الطيورْ

لِمَ ذا البشرْ؟ وما هذا التهاني؟ لستُ أدري

تلعب الرِّيح وفيها الدَّوح قامت راقصاتْ

وبها الأُوراق تزهو بالأكفِّ الصّافقاتْ

ضارباً سجع هزار الغصن أوتار الحياةْ

مِمَ هذي الدوح أضحت راقصات؟ لستُ أدري

قد كسى وجه الثرى من سندس وشي الرَّبيعْ

فتهادى مائساً في حُلل الخصب المريعْ

وغدا يختال بالأرياش والشأن البديعْ

قائلاً: هل أحدٌ يوجد مثلي؟ لستُ أدري

والنّسيم الغضّ قد تهمس في سمع الاقاحْ

فترى باسمه الثّغر نشاطاً وارتياحْ

٣٥

وهزيز الغصن يُبدي شان زهوٍ ومراحْ

ما الذي قالت فردّت بابتسام؟ لستُ أدري

طبّق الأرض لهيباً نار محمرِّ الشقيقْ

فغدا البلبل مرتاع الحشا خوف الحريقْ

صارخاً: هل لنجاتي عن لظاها من طريقْ؟

هذه النّار أتتني كيف أُطفي؟ لستُ أدري

أشرقت طلعة نور عمّت الكون ضياءا

لا أرى بدراً على الأُفق ولم أبصر ذكاءا

وتفحَّصت فلم أدرك هناك الكهرباءا

فبماذا ضاء هذا الكون نوراً؟ لستُ أدري

كان هذا الرَّوض قبل اليوم رهناً للذّبولْ

ساحبات فوقها الأرواح قدماً للذّيولْ

تعصف النكباء فيها دون أنفاس البليلْ

كيف عاد اليوم يزهو في شذاه؟ لستُ أدري

قمت أستكشف عنه سائلاً هذا وذاكْ

فرأيت الكلَّ مثلي في اضطرابٍ وارتباكْ

وإذا الآراء طرّاً في اصطدامٍ واصطكاكْ

وأخيراً عمّها العجز فقالت: لستُ أدري

وإذا نبّهني عاطفة الحبِّ الدفينْ

وتظنَّنت وظنُّ الألمعي عين اليقينْ

إنّه ميلاد مولانا أمير المؤمنينْ

فدع الجاهل والقول: بأنِّي لستُ أدري

لم يكن في كعبة الرَّحمن مولودٌ سواهْ

إذ تعالى في البرايا عن مثيل في عُلاه

وتولّى ذكره في محكم الذكر الإلهْ

٣٦

أيقول الغرُّ فيه بعد هذا: لستُ أدري

أقبلتْ فاطمة حاملة خير جنينْ

جاءَ مخلوقاً بنور القدس لا الماء المهينْ

وتردّى منظر اللّاهوت بين العالمينْ

كيف قد أودع في جنبٍ وصدرٍ؟ لستُ أدري

أقبلت تدعو وقد جاء بها داءُ المخاضْ

نحو جذع النخل من ألطاف ذي اللطف المفاضْ

فدعت خالقها الباري بأحشاءٍ مراضْ

كيف ضجّت؟ كيف عجّت؟ كيف ناحت؟ لستُ أدري

لستُ أدري غير أنَّ البيت قد ردَّ الجوابْ

بابتسامٍ في جدار البيت أضحى منه بابْ

دخلت فانجاب فيه البشر عن محض اللبابْ

إنَّما أدري بهذا غير هذا لستُ أدري

كيف أدري وهو سرٌّ فيه قد حار العقولْ

حادثٌ في اليوم لكن لم يزل أصل الأُصولْ

مظهرٌ لله لكن لا اتّحاد لا حلولْ

غاية الإدارك أن أدري بأنّي لستُ أدري

وُلد الطّهر «عليٌّ» من تسامى في عُلاهْ؟

فاهتدى فيه فريقٌ وفريقٌ فيه تاهْ

ضلَّ أقوامٌ فظنّوا: إنَّه حقّاً إلهْ

أم جنون العشق هذا لا يجازى؟ لستُ أدري

ونظمها الشاعر المفلق الأستاذ المسيحي «بولس سلامة» في أوّل ملحمته العربيَّة «عيد الغدير» فقال في ص ٥٦:

سمع الليل في الظلام المديد

همسة مثل أنَّه المفقودِ

من خفيِّ الآلام والكبت فيها

ومن البشر والرَّجاء السعيدِ

٣٧

حرَّة لزّها المخاض فلاذت

بستار البيت العتيق الوطيدِ

كعبة الله في الشدائد تُرجى

فهي جسر العبيد للمعبودِ

لا نساءٌ ولا قوابل حفَّت

بابنة المجد والعُلى والجودِ

يذر الفقر أشرف الناس فرداً

والغنيُّ الخليج غير فريدِ

أينما سار واكبته جباهٌ

وظهورٌ مخلوقةٌ للسّجودِ

* * *

صبرت فاطم على الضيم حتّى

لهث الليل لهثة المكدودِ

وإذا نجمةٌ من الأُفق خفَّت

تطعن الليل بالشعاع الجديدِ

وتدانت من الحطيم وقرَّت

وتدلّت تدلّيَ العنقودِ

تسكب الضوء في الأثير دفيقا

فعلى الأرض وابلٌ من سعودِ

واستفاق الحمام يسجع سجعاً

فتهشُّ الأركان للتغريدِ

بسم المسجد الحرام حبوراً

وتنادت حجاره للنَّشيدِ

كان فجران ذلك اليوم فجرٌ

لنهارٍ وآخرٌ للوليدِ

هالت الأُمّ صرخةٌ جال فيها

بعض شئ من همهمات الأُسودِ

دعت الشبل حيدراً وتمنَّت

وأكبَّت على الرَّجاء المديدِ

- أسداً - سمّت ابنها كأبيها

لبدة الجدّ اُهديت للحفيدِ

بل - عليّاً - ندعوه قال أبوه

فاستقزَّ السّماء للتأكيدِ

ذلك اسمٌ تناقلته الفيافي

ورواه الجلمود للجلمودِ

يهرم الدَّهر وهو كالصّبح باقٍ

كلُّ يومٍ يأتي بفجرٍ جديدِ

﴿الشاعر﴾

السيّد عبد العزيز بن محمّد بن الحسن بن أبي نصر الحسيني السّريجي الأوالي. ترجمة العلّامة السّماوي في [الطليعة من شعراء الشيعة] فقال: كان فاضلاً أديباً جامعاً، وشاعراً ظريفاً بارعاً، توفّي في البصرة سنة ٧٥٠ تقريباً.

٣٨

القرن الثامن

٦٨

صفي الدين الحلي

المولود: ٦٧٧

المتوفى: ٧٥٢

خمدت لفضل ولادك النيرانُ

وانشقَّ من فرحٍ بك الايوانُ

وتزلزل النادي وأوجس خيفةً

من هول رؤياه أنو شروانُ

فتأوَّل الرؤيا سطيح(١) وبشّرت

بظهورك الرّهبان والكهّانُ

وعليك رميّا وشعيا أثنيا

وهما وحزقيلٌ لفضلك دانوا(٢)

بفضائل شهدت بهنَّ الصحف والـ

ـتوراة والإنجيل والفرقانُ

فوضعت لله المهيمن ساجداً

واستبشرت بظهورك الأكوانُ

متكمِّلاً لم تنقطع لك سرَّةٌ

شرفاً ولم يطلق عليك ختانُ(٣)

فرأت قصور الشام آمنةٌ وقد

وضعتك لا تخفى لها أركانُ(٤)

وأتت حليمة وهي تنظر في ابنها(٥)

سرّاً تحار لوصفه الأذهانُ

____________________

١ - توجد قصة الرؤيا وتأويل سطيح إيّاها في كتب السير النبويّة ودلائلها ومعاجم التاريخ، وسطيح هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن غسان.

٢ - أرميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب من أنبياء بني إسرائيل، شعيا بن امصيا ممّن بشر بالنبي الأعظم من أنبياء بني إسرائيل، حزقيل بن بوذي ابن العجوز، الذي دعا الله فأحيا الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله: موتورا.

٣ - أشار إلى ما أخرجه الحفاظ البيهقي والحاكم وابن عساكر وغيرهم من أنه صلّى الله عليه وآله ولد مختوناً مسروراً.

٤ - يوجد حديث رؤية آمنة أم النبي الأعظم قصور النام حين وضعته صلّى الله عليه وآله في تاريخ ابن كثير ٢ ص ٢٦٤.

٥ - حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية مرضعة رسول الله أقام صلّى الله عليه وآله عندها نحواً من أربع سنين «إمتاع الأسماع ص ٢٧».

٣٩

وغدا ابن ذي يزن ببعثك مؤمناً(١)

سرّاً ليشهد جدّك الديّانُ

شرح الإله الصَّدر منك لأربع(٢)

فرأى الملائك حولك الأخوانُ

وحييت في خمس بظلّ غمامة

لك في الهواجر جرمها صيوانُ

ومررت في سبع بدير فانحنى

منه الجدار وأسلم المطرانُ

وكذاك في خمس وعشرين انثنى

نسطور منك وقلبه ملآنُ

حتّى كملت الأربعين وأشرقت

شمس النبوَّة وانجلى التبيانُ

فرمت رجوم النيِّرات رجيمها

وتساقطت من خوفك الأوثانُ

والأرض فاحت بالسَّلام عليك

والأشجارُ والأحجارُ والكثبانُ

وأتت مفاتيح الكنوز بأسرها

فنهاك عنها الزهد والعرفانُ

ونظرت خلفك كالإمام بخاتمٍ

أضحى لديه الشكّ وهو عيانُ

وغدت لك الأرض البسيطة مسجداً

فالكلُّ منها للصَّلاة مكانُ

ونصرت بالرّعب الشَّديد على العدى

ولك الملائك في الوغى أعوانُ

وسعى إليك فتى(٣) سلامٍ مسلماً

طوعاً وجاء مسلِّماً سلمانُ

وغدت تكلِّمك الأباعر والظبى

والضبُّ والثعبانُ والسرحانُ

والجزع حنَّ إلى علاك مسلِّماً

وببطن كفّك سبَّح الصوَّانُ(٤)

وهوى إليك العذق ثمَّ رددته

في نخلة تزهى به وتزانُ

والدوحتان وقد دعوت فاقبلا

حتّى تلاقت منهما الأغصانُ

وشكا إليك الجيش من ظمأ به

فتفجّرت بالماء منك بنانُ

ورددت عين قتادةِ من بعد ما

ذهبت فلم ينظر بها إنسانُ

وحكى ذراع الشاة مودع سمِّه

حتّى كأنَّ العضو منه لسانُ

____________________

١ - سيف بن ذي يزن الحميري له بشارة بالنبي الأعظم أخرج حديثها الحافظ أبو بكر الخرائطي في كتابه «هواتف الجان» وحكى عنه جمع من الحفاظ والمؤرخين في تآليفهم.

٢ - في هذا البيت وما يليه من الأبيات إشارة إلى قضايا من دلائل النبوة توجد جمعاء في كتب الدلائل والسيرة النبوية ومعاجم التاريخ.

٣ - هو عبد الله بن سلام يوجد حديث إسلامه في سيرة ابن هشام ٢ ص ١٣٨.

٤ - الصوّان جمع الصوانة: حجر شديد يقدح به.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

أطاع اللهَ ومن عصاه عصى اللهَ. ومَن والاه والى اللهَ ومَن عاداه عادى اللهَ. الحديث وفيه فوائد كثيرة قيِّمةٌ جدّاً «كتاب سليم».

١١ - (إحتجاج برد على عمرو)

ابن العاصي بحديث الغدير

قال أبو محمد ابن قتيبة «المترجم ص ٩٦» في الإمامة والسياسة ص ٩٣: وذكروا أنّ رجلاً من همدان يقال له: برد. قدم على معاوية فسمع عمرواً يقع في عليٍّ عليه - السلام فقال له يا عمرو إنَّ أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. فحقٌّ ذلك أم باطل؟ فقال عمرو: حقٌّ وأنا أزيدك: إنّه ليس أحدٌ من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب عليٍّ. ففزع الفتى فقال عمرو: إنَّه أفسدها بأمره في عثمان. فقال برد: هل أمر أو قتل؟ قال: لا ولكنه آوى ومنع. قال: فهل بايعه الناس عليها؟ قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته؟ قال: اتِّهامي إيّاه في عثمان، قال: له وأنت أيضاً قد اُتِّهمت: قال صدقت فيها خرجت إلى فلسطين. فرجع الفتى إلى قومه فقال: إنّا أتينا قوماً أخذنا الحجَّة عليهم من أفواههم، عليٌّ على الحقّ فاتَّبعوه.

١٢ - (إحتجاج عمرو بن العاص)

على معاوية بحديث الغدير

ذكر الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب ص ١٢٤ كتاباً لمعاوية كتبه إلى عمرو بن العاص يستهويه لنصرته في حرب صفّين ثمَّ ذكر كتاباً لعمرو مجيباً به معاوية وستقف على الكتابين في ترجمة عمرو بن العاص ومن كتاب عمرو قوله:

وأمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ووصيَّه إلى البغي والحسد على عثمان وسمّيت الصحابة فسقةً وزعمت أنَّه أشلاهم على قتله فهذا كذبٌ وغوايةٌ، ويحك يا معاوية؟ أما علمت أنَّ أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات على فراشه؟ وهو صاحب السبق إلى الاسلام والهجرة وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو منّي وأنا منه، وهو منيّ بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. وقال فيه يوم غدير

٢٠١

خمّ: ألا مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله.

١٣ - (إحتجاج عمار بن ياسر)

يوم صفّين على عمرو بن العاصي سنة ٣٧

روى نصر(١) بن مزاحم الكوفي في كتاب [ صفّين ] ص ١٧٦ في حديث طويل عن عمّار بن ياسر يخاطب عمرو بن العاصي يوم صفّين قال:

أمرني رسول الله صلّى الله عليه وآله أن أُقاتل الناكثين وقد فعلت، وأمرني أن أُقاتل القاسطين فأنتم هم، وأمّا المارقين فما أدري أدركهم أم لا، أيّها الأبتر؟ ألستَ تعلم أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليٍّ: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ وأنا مولى الله ورسوله وعليٌّ بعده، وليس لك مولى، فقال له عمرو: لِمَ تشتمني يا أبا اليقظان؟. يأتي تمام الحديث في ترجمة عمرو بن العاصي فراجع، وذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٢ ص ٢٧٣.

١٤ - (إحتجاج أصبغ بن نباتة)

بحديث الغدير في مجلس معاوية سنة ٣٧

كتب أمير المؤمنين صلوات الله عليه أيّام صفّين كتاباً إلى معاوية بن أبي سفيان وأرسله إليه بيد أصبغ (المترجم ص ٦٢) ابن نباتة قال الأصبغ: فدخلت على معاوية وهو جالسٌ على نطح من الأُدم متَّكئاً على وسادتين خضراويَّتين، ومن يمينه عمرو ابن العاص، وحوشب، وذو الكلاع(٢) وعن شماله أخوه عتبة (المتوفّى ٤٣ / ٤) وابن عامر بن كريز (عبد الله المتوفّى ٥٧ / ٨) والوليد (الفاسق بنصِّ القرآن) ابن عقبة، وعبد الرحمن (المتوفّى ٤٧) ابن خالد، وشرحبيل (المتوفّى ٤٠ / ١) ابن

_____________________

١ - قال ابن أبي الحديث في شرح النهج ج ١ ص ١٨٣: ونحن نذكر ما أورده نصر بن مزاحم من كتاب صفّين في هذا المعنى، فهو في نفسه ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى ولا أدغال، وهو من رجال أصحاب الحديث.

٢ - حوشب الحميري وذو الكلاع كانا مع معاوية في حرب صفِّين وقتلا بها.

٢٠٢

السمط، وبين يديه أبو هريرة، وأبو الدَّرداء(١) والنعمان (المتوفّى ٦٥) ابن بشير، وأبو أمامة الباهلي (صدي المتوفّى ٨١) فلمّا قرأ الكتاب قال: إنَّ عليّاً لا يدفع إلينا قتلة عثمان. قال الأصبغ: فقلت له: يا معاوية؟ لا تعتلَّ بدم عثمان فإنَّك تطلب الملك والسلطان، ولو كنتَ أردت نصره حيّاً لنصرته، ولكنك تربَّصت به لتجعل ذلك سبباً إلى وصول الملك. فغضب من كلامي فأردت أن يزيد غضبه فقلت لأبي هريرة: يا صاحب رسول الله؟ إنّي أُحلّفك بالذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة، وبحقِّ حبيبه المصطفى عليه وآله السلام إلّا أخبرتني أشهدت يوم غدير خمَّ؟ قال: بلى شهدته. قلت: فما سمعته يقول في عليٍّ قال: سمعته يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله. فقلت له، فإذا أنت يا أبا هريرة؟ واليت عدوَّه وعاديت وليَّه. فتنفَّس أبو هريرة الصعداء وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. رواه الحنفي في مناقبه ص ١٣٠، وسبط ابن الجوزي في تذكرته ص ٤٨.

١٥ - (مناشدة شابّ أبا هريرة)

بحديث الغدير بمسجد الكوفة(٢)

أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي (المترجم ١٠٠) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا شريك عن أبي يزيد داود الأودي المتوفّى ١٥٠ عن أبيه يزيد الأودي، وأخرج الحافظ ابن جرير الطبري عن أبي كريب عن شاذان عن شريك عن إدريس وأخيه داود عن أبيهما يزيد الأودي قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس فقام إليه شابٌّ فقال: أُنشدك بالله سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ قال: فقال: إنّي أشهد أنّي سمعت رسول الله يقول: مَن كنت مولاه، فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه.

ورواه الحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١٠٥ نقلاً عن أبي يعلى و

_____________________

١ - عويمر الأنصاري قال ابن عبد البر في الاستيعاب في الكنى: قال أهل الأخبار: إنه توفي بعد صفّين.

٢ - إسناد هذه المناشدة من طريق إدريس بن يزيد صحيح رجاله كلهم ثقات.

٢٠٣

الطبراني والبزّار بطريقيه وصحَّح أحدهما ووثَّق رجاله وذكره ابن كثير في تاريخه ٥ ص ٢١٣ من طريق أبي يعلى الموصلي، وابن جرير الطبري.

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١ ص ٣٦٠: روى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن الغفار إنَّ أبا هريرة لَمّا قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيّات بباب كندة ويجلس الناس إليه فجاء شابٌّ من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة؟ أُنشدك الله أسمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليِّ بن أبي طالب: أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ فقال: أللهمَّ نعم قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوَّه وعاديت وليَّه. ثمّ قام عنه. وروت الرواة أنَّ أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ويلعب معهم، وكان يخطب وهو أمير المدينة فيقول: الحمد لله الذي جعل الدّين قياماً، وأبا هريرة إماماً. يضحك الناس بذلك، وكان يمشي وهو أمير المدينة في السوق فإذا انتهى إلى رجل يمشي أمامه ضرب برجليه الأرض ويقول الطريق الطريق قد جاء الأمير. يعني نفسه. قلت: قد ذكر ابن قتيبة هذا كلّه في كتاب المعارف في ترجمة أبي هريرة وقوله فيه حجّةٌ لأنَّه غير متَّهم عليه.

(قال الأميني): هذا كلّه قد أسقطته عن كتاب المعارف (ط مصر ١٣٥٣ هـ) يد التحريف اللاعبة به، وكم فعلت هذه اليد الأمينة لدة هذه في عدّة موارد منه كما أنّها أدخلت فيه ما ليس منه وقد مرَّ الإيعاز إليه ص ١٩٢.

١٦ - (مناشدة رجل زيد)

ابن أرقم بحديث الغدير

روي عن أبي عبد الله الشيباني(١) رضي الله عنه قال: بينما أنا جالسٌ عند زيد بن أرقم إذ جاء رجلٌ فقال: أيّكم زيد بن أرقم؟ فقال القوم: هذا زيد. فقال: أُنشدك بالذي لا إله إلّا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ قال: نعم. مودّة القربى، وينابيع المودَّة ص ٢٤٩.

_____________________

١ - كذا في النسخ ولعل الصحيح: أبو عمرو الشيباني، وهو التابعي الكبير شيبان بن ثعلبة الكوفي المتوفّى ٩٨ كان يقرأ القرآن في المسجد الأعظم بالكوفة، ترجمه الذهبي في تذكرته ج ١ ص ٥٩.

٢٠٤

١٧ - (مناشدة رجل عراقي)

جابر الأنصاري بحديث الغدير(١)

أخرج العلامة الكنجيُّ الشافعيُّ في كفاية الطالب ص ١٦ قال: أخبرني بذلك عالياً المشايخ منهم: الشريف الخطيب أبو تمام عليُّ بن أبي الفخار بن أبي منصور الهاشمي بكرخ بغداد، وأبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن عليِّ بن حمزة القبيطي بنهر معلّى، وإبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيّوب الكاشغري، قالوا جميعاً: أخبرنا أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي بن سليمان المعروف بنسيب ابن البطّي، وقال الكاشغري أيضاً: أخبرنا أبو الحسن عليُّ بن أبي القاسم الطوسي المعروف بابن تاج القرّاء، قالا: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، حدَّثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدَّثنا أبو سعيد الأشجّ، حدّثنا مطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته وعليّ بن الحسين، ومحمد بن الحنفيَّة، وأبو جعفر، فدخل رجلٌ من أهل العراق فقال: بالله(٢) إلّا ما حدَّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كنّا بالجحفة بغدير خمّ وثمَّ ناسٌ كثيرٌ من جهينة ومزينة وغفار فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء (في الفرايد: أو) فسطاط فأشار بيده ثلاثاً فأخذ بيد عليِّ بن أبي طالب وقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

ورواه الحمويني في «فرايد السمطين» في الباب التاسع قال: أخبرني الشيخ مجد الدين عبد الله بن محمود بن مودود الحنفي بقرائتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة اثنين وسبعين وستمائة: قال الشيخ أبو بكر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعاً عليه قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي سماعاً عليه.

وأخبرنا الإمام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله السامري بقراءتي عليه بجامع النصر(٣) ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمائة

_____________________

١ - سند هذه المناشدة صحيح رجاله كلهم ثقات.

٢ - في لفظ شيخ الاسلام الحمويني. أنشدك الله الأحد.

٣ - كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي: والصواب بجامع القصر وهو جامع سوق الغزل الحالي.

٢٠٥

قال: أنبأ الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الحرائيني سماعاً عليه في الحادي والعشرين من المحرَّم سنة اثنين وعشرين وستمائة قال: أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزعفراني سماعاً عليه في السادس عشر من شهر رجب سنة خمس وخمسمائة، قال: أنبأ أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليِّ بن إبراهيم الفرا البانياسي سماعاً عليه قال: ابن الزاغوني «المترجم ص ١١٣» في شهر شعبان سنة ثلث وستّين وأربعمائة قال: أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءةً عليه وأنا أسمع في رجب ثالث عشر من الشهر سنة خمس وأربعمائة قال: إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنّى بأبي إسحاق قال: أنبأ أبو سعيد الأشجّ، قال: أنبأ أبو طالب المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر «الحديث بلفظه».

ورواه ابن كثير في تاريخه ج ٥ ص ٢١٣ قال: قال المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل: سمع جابر بن عبد الله يقول: كنّا بالجحفة بغدير خمّ فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط فأخذ بيد عليٍّ فقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. قال شيخنا الذهبيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ.

(قال الأميني): لا يُهمّنا إسقاط ابن كثير من الحديث شطراً فيه الجمع الحضور عند جابر ومناشدة العراقي إيّاه، وذكره الحديث بصورة مصغَّرة، إذ صحايف تاريخه «البداية والنهاية» تنمُّ عن لسانه البذيِّ، ويده الجانية على ودايع النبيِّ الأعظم «فضايل آل الله» وعن قلبه المحتدم بعدائهم، فتراه يسبُّ ويشتم مَن والاهم ويمدح ويُثني على من ناواهم، وينبز الصحاح من مناقبهم بالوضع، ويقذف الراوي لها على ثقته بالضعف، كلّ ذلك تحكّماً منه بلا دليل، ويُحرِّف الكلم عن مواضعها، ولو ذهبنا لِنذكر كلَّ ما فيه من هذا القبيل لجاء منه كتاباً ضخماً، وحسبك من تحريفه ما ذكره من حديث بدء الدعوة النبويَّة عند نزول قوله تعالى:( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) . قال في تاريخه ٣ ص ٤٠ بعد ذكر الحديث الوارد في الآية الشريفة من طريق البيهقي: وقد رواه أبو جعفر ابن جرير عن محمد بن حميد الرازي. وساق إلى آخر السند ثمّ قال: وزاد بعد قوله «وإنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة»: وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت ولأني

٢٠٦

لَأحدثهم سنّاً وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبيَّ الله؟ أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي فقال: إنّ هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. وبهذا اللفظ ذكره في تفسيره ٣ ص ٣٥١ وقال: وقد رواه أبو جعفر ابن جرير عن ابن حميد. إلى آخره حرفيّاً.

* (وها نحن نذكر لفظ الطبريِّ بنصِّه حتى يتبيِّن الرشد من الغيِّ) *

قال في تاريخه ج ٢ ص ٢١٧ من الطبعة الأولى: إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوَكم إليه، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت وإنّي لأحدثهم سنّاً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبيَّ الله؟ أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثمّ قال: إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. فإلى الله المشتكى.

م - نعم: رواه الطبري في تفسيره ١٩: ٧٤ محرَّفاً، فهّلا وقف ابن كثير على ما في تاريخه وقد أخرجه غير محَّرفٍ، أو على ما أخرجه غير الطبري من أئمة الحديث والتاريخ في تآليفهم؟ أو حدته ضغينته على اختيار المحرَّف من الكلم؟ والله يعلم ما تكنُّ صدورهم ].

١٨ - (إحتجاج قيس بن سعد)

بحديث الغدير على معاوية سنة ٥٠ - ٥٦

قدم معاوية بن أبي سفيان حاجّاً إلى المدينة في أيّام خلافته بعد ما تُوفّي الإمام السبط الحسن صلوات الله عليه، فاستقبله أهل المدينة، فجرى بينه وبين قيس بن سعد ابن عبادة الأنصاريِّ الخزرجيِّ الصحابيِّ الكبير حديثاً يأتي ذكره بطوله في ترجمة قيس في شعراء القرن الأوَّل، وفيه بعد قول قيس: ولعمري ما لأحد من الأنصار ولا لقريش ولا لأحد من العرب والعجم في الخلافة حقٌّ مع عليٍّ وولده من بعده ما نصّه:

٢٠٧

فغضب معاوية وقال: يا ابن سعد؟ ممَّن أخذت هذا؟ وعمَّن رويته؟ وعمَّن سمعته؟ أبوك أخبرك بذلك وعنه أخذته؟ فقال قيس: سمعته وأخذته ممَّن هو خيرٌ من أبي وأعظم حقاً من أبي. قال: من؟ قال: عليُّ بن أبي طالب عالم هذه الأُمَّة وصدّيقها الذي أنزل الله فيه:( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) . فلم يَدَع آيةً نزلت في عليٍّ عليه السلام إلّا ذكرها.

قال معاوية. فإنَّ صدّيقها أبو بكر وفاروقها عمر والذي عنده علم الكتاب عبد الله ابن سلام. قال قيس: أحقُّ هذه الأسماء وأولى بها الذي أنزل الله فيه:( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) ، والذي نصبه رسول الله صلّى الله عليه وآله بغدير خمّ فقال: مَن كنت مولاه أولى به من نفسه فعليٌّ أولى به من نفسه. وفي غزوة تبوك: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنَّه لا نبيَّ بعدي (كتاب سليم الهلالي).

١٩ - (إحتجاج دارميّة الحجونيّة)

على معاوية سنة ٥٠ - ٥٦

قال الزمخشري (المترجم ص ١١٤) في ربيع الأبرار في الباب الحادي والأربعين: حجَّ معاوية فطلب امرأة يقال لها: دارميَّة(١) الحجونيّة من شيعة عليٍّ وكانت سوداء ضخمة فقال: كيف حالك؟ يا بنت حام؟ فقالت: بخير ولست بحام إنّما أنا امرأة من بني كنانة. فقال: صدقت، هل تعلمين لِمَ دعوتكِ؟ قالت: يا سبحان الله؟ وإنّي لم أعلم الغيب. قال: لِأسألك لم أحببتِ عليّاً وأبغضتيني، وواليتيه وعاديتيني؟ قالت: أو تَعفني؟ قال: لا. قالت: أمّا إذا أبيتَ فإنّي أحببت عليّاً على عدله في الرعيَّة، وقسمه بالسويَّة، وأبغضتك على قتال مَن هو أولى بالأمر منك، وطلبك ما ليس لك، وواليتُ عليّاً على ما عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الولاية يوم خمّ بمشهدٍ منك، وحبّه للمساكين، وإعظامه لأهل الدين، وعاديتك على سفكك الدماء، وشقِّك العصا، وجورك في القضاء،

_____________________

١ - نسبة إلى (داروم) قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر على ساحل البحر نزل بها بنو حام كما يظهر من قول معاوية: يا بنت حام. والحجون مكان معروف بمكة كانت الدارمية تنزل بها فنسبت إليها.

٢٠٨

وحكمك بالهوى. الحديث (١).

٢٠ - (إحتجاج عمرو الأودي)

على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام

روى مفتي الكوفة وقاضيها شريك بن عبد الله النخعي (المترجم ص ٧٨) عن أبي إسحاق السبيعيِّ (المترجم ص ٦٩) عن عمرو بن ميمون الأودي (المترجم ص ٦٩) إنه ذُكر عنده عليُّ بن أبي طالب (أمير المؤمنين) فقال: إنَّ قوماً ينالون منه أولئك هم وقود النار ولقد سمعت عدَّة من أصحاب محمد عليه السلام منهم: حذيفة بن اليمان، وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: لقد اُعطي عليٌّ ما لم يعطه بشرٌ هو زوج فاطمة سيِّدة نساء الأوَّلين والآخرين، فمن رأى مثلها؟ أو سمع أنه تزوَّج بمثلها أحدٌ في الأوَّلين والآخرين؟ وهو أبو الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنَّة من الأوَّلين والآخرين فمن له أيّها الناس مثلهما؟ ورسول الله حموه وهو وصيُّ رسول الله في أهله وأزواجه. وسُدّت الأبواب التي في المسجد كلّها غير بابه. وهو صاحب باب خيبر. وهو صاحب الراية يوم خيبر. وتفل رسول الله يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكاهما من بعدُ ولا وجد حَرّاً ولا برداً بعد يوم ذلك. وهو صاحب يوم الغدير إذ نوَّه رسول الله باسمه وألزم أُمّته ولايته وعرّفهم بخطره وبيَّن لهم مكانه فقال: أيّها الناس؟ مَن أولى بكم مِن أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه. الكلام.

٢١ - (إحتجاج عمر بن عبد العزيز)

الخليفة الأمويِّ المتوفّى ١٠١

روى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ٥ ص ٣٦٤ عن أبي بكر محمد التستري عن يعقوب. وعن عمر بن محمد السري (المتوفّى ٣٧٨) عن ابن أبي داود قالا: حدَّثنا

_____________________

١- يوجد هذا الاحتجاج بألفاظ أخرى في بلاغات النساء ص ٧٢، والعقد الفريد ١ ص ١٦٢، وصبح الأعشى ١ ص ٢٥٩.

٢٠٩

عمر بن شبّة عن عيسى عن يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يُعطي الناس فتقدَّمت إليه فقال لي: ممَّن أنت؟ قلت من قريش. قال: من أيِّ قريش؟ قلت: من بني هاشم. قال: فسكت فقال: من أيِّ بني هاشم؟ قلت: مولى علي؟ قال: مَن عليُّ؟ فسكت قال: فوضع يده على صدره فقال: وأنا والله مولى عليِّ بن أبي طالب كرَّم الله وجه، ثمّ قال: حدَّثني عدَّةٌ إنَّهم سمعوا النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. ثمّ قال: يا مزاحم(١) كم تُعطي أمثاله؟ قال مائة أو مائتي درهم. قال: اعطه خمسين ديناراً. وقال ابن أبي داود: ستّين ديناراً لولايته عليَّ بن أبي طالب ثم قال: ألحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك(٢) .

م - وأخرجه أبو الفرج في الأغاني ٨: ١٥٦ من طريق عمر بن شبَّة عن عيسى بن عبد الله ابن محمد بن عمر بن عليّ عن يزيد بن عيسى بن مورق ].

م - وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ٥: ٣٢٠ عن رزيق القرشي المدني مولى أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب ].

ورواه الحمويني في «فرائد السمطين» في الباب العاشر عن شيخه أبي عبد الله بن يعقوب الحنبلي بإسناده عن الحافظ أبي نعيم بالسند واللفظ المذكورين، م - وذكره الحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين ]. والسمهودي في «جواهر العقدين» عن يزيد بن عمرو بن مرزوق (فيه تصحيف).

٢٢ - (إحتجاج المأمون الخليفة)

على الفقهاء بحديث الغدير

روى أبو عمر ابن عبد ربِّه «المترجم ص ١٠٢» في العقد الفريد ٣ ص ٤٢ عن إسحاق بن إبراهيم بن إسمعيل بن حمّاد بن زيد قال: بعث إلىَّ يحيى بن أكثم وإلى عدَّة من أصحابي وهو يومئذ قاضي القضاة فقال: إنَّ أمير المؤمنين أمرني أن أحضر معي غداً مع الفجر أربعين رجلاً كلّهم فقيهٌ يفقه ما يُقال له ويحسن الجواب، فسمّوا من تظنّونه

_____________________

١ - مزاحم بن أبي مزاحم المكي مولى عمر بن عبد العزيز، وثّقه ابن حبّان.

٢ - في نسخة الحلية أغلاط لا تخفى على من راجع فقد صححناها من لفظ الحمويني.

٢١٠

يصلح لِما يطلب أمير المؤمنين، فسمِّينا له عدَّة وذكر هو عدَّة حتى تمَّ العدد الذي أراد وكتب تسمية القوم وأمر بالبكور في السحر، وبعث إلى مَن يحضر فأمره بذلك، فغدونا عليه قبل طلوع الفجر فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالسٌ ينتظرنا فركب وركبنا معه حتى صرنا إلى الباب فإذا بخادم واقف فلمّا نظر إلينا قال يا أبا محمد؟ أمير المؤمنين ينتظرك، فأدخلنا فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها فلم نستتمَّها حتى خرج الرسول فقال: ادخلوا. فدخلنا فإذا أمير المؤمنين جالسٌ على فراشه - إلى أن قال -: ثمَّ قال: إنّي لم أبعث فيكم لهذا ولكنَّني أحببت أن أبسطكم أنَّ أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه والذي يدين الله به. قلنا: فليفعل أمير المؤمنين وفِّقه الله فقال: إنَّ أمير المؤمنين يدين الله على أنَّ عليَّ بن أبي طالب خيرُ خلفاء الله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى الناس بالخلافة له. قال إسحاق: فقلت: يا أمير المؤمنين؟ إنّ فينا من لا يَعرف ما ذكر أمير المؤمنين في عليٍّ وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة. فقال: يا إسحاق؟ إختر، إن شئت سألتك أسألك، وإن شئت أن تسأل فقل؟ قال إسحاق: فاغتنمتها منه فقلت: بل أسألك يا أمير المؤمنين؟ قال: سل. قلت: مِن أين قال أمير المؤمنين: إنَّ عليّ بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقّهم بالخلافة بعده؟ قال: يا إسحاق؟ خبِّرني عن الناس بِمَ يتفاضلون حتى يُقال: فلانٌ أفضل من فلان؟ قلت: بالأعمال الصالحة. قال: صدقت. قال: فأخبرني عمَّن فضل صاحبه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ إن المفضول إن عمل بعد وفاة رسول الله بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله أيلحق به؟ قال: فأطرقت: فقال لي: يا إسحاق؟ لا تقل: نعم. فإنَّك إن قلت. نعم. أوجدتك في دهرنا هذا مَن هو أكثر منه جهاداً وحجّاً وصياماً وصلاةً وصدقةً. فقلت: أجل. يا أمير المؤمنين؟ لا يلحق المفضول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاضل أبداً.

قال: يا إسحاق؟ هل تروي حديث الولاية؟ قلت: نعم. يا أمير المؤمنين؟ قال إروه. ففعلت. قال: يا إسحاق؟ أرأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه؟ قلت: إنّ الناس ذكروا أنَّ الحديث إنَّما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين عليٍّ وأنكر ولاء عليٍّ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن كنت مولاه

٢١١

فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. قال: في أيّ موضع قال هذا؟ أليس بعد منصرفه من حجَّة الوداع؟ قلت: أجل. قال: فإنَّ قتل زيد بن حارثة قبل الغدير كيف رضيت لنفسك بهذا؟ أخبرني لو رأيت ابناً لك قد أتت عليه خمسة عشر سنة يقول: مولاي مولى ابن عمّي أيّها الناس؟ فاعلموا ذلك. أكنت منكراً ذلك عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون؟ فقلت: أللهمَّ نعم. قال: يا إسحاق أفتنزِّه ابنك عمّا لا تنزِّه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ويحكم لا تجعلوا فقهائكم أربابكم إنَّ الله جلَّ ذكره قال في كتابه:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ) . ولم يصلّوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنَّهم أرباب ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم(١) .

وروى ابن مسكويه «المترجم ١٠٨» للمأمون الخليفة في تأليفه «نديم الفريد» كتاباً كتبه إلى بني هاشم وذكر منه قوله: فلم يقم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من المهاجرين كقيام عليِّ بن أبي طالب، فإنَّه آزره ووقاه بنفسه ونام في مضجعه. ثمّ لم يزل بعدُ متمسِّكا بأطراف الثغور، يُنازل الأبطال، ولا ينكل عن قرن، ولا يُولّي عن جيش، منيع القلب، يؤمِّر على الجميع، ولا يؤمَّر عليه أحدٌ، أشدُّ الناس وطأةً على المشركين وأعظمهم جهاداً في الله، وأفقههم في دين الله، وأقرأهم لكتاب الله، وأعرفهم بالحلال والحرام، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خمّ. وصاحب قوله صلى الله عليه وسلم: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي(٢) .

* (كلمة المسعودي) *

قال أبو الحسن المسعودي الشافعي «المترجم ص ١٠٣» في مروج الذهب ٢ ص ٤٩: والأشياء التي استحقَّ بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل هي السبق إلى الإيمان والهجرة، والنصرة لرسول صلى الله عليه وسلم، والقربى منه، والقناعة، وبذل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل، والجهاد في سبيل الله؛ والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، والعفَّة، والعلم، وكلُّ ذلك لعليٍّ عليه السلام منه النصيب الأوفر والحظ الأكبر، إلى ما ينفرد به من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه: أنت أخي وهو صلى الله عليه وسلم

_____________________

١ - أخذنا من الحديث محل الحاجة وهو طويل غزير الفائدة جداً.

٢ - ينابيع المودّة ص ٤٨٤، والعبقات ج ١ ص ١٤٧.

٢١٢

لا ضدَّ له ولا ندّ. وقوله صلوات الله عليه: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي. وقوله عليه السلام: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. ثمّ دعاؤه عليه السلام وقد قدَّم إليه أنس الطائر: أللهمَّ أدخل إليَّ أحبَّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. فدخل عليه عليٌّ الكلام.

إنَّ هذِهِ تَذكِرَةٌ

( فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا )

«سورة المزمِّل»

٢١٣

الغدير في الكتاب العزيز

سلف الإيعاز منّا إلى أنّ المولى سبحانه شاء أن يبقى حديث الغدير غضّاً طريّاً لا يُبليه الـمَلّوان، ولا يأتي على جِدَّته مَرّ الحقب والأعوام، فأنزل حوله آيات ناصعة البيان، تُرتِّله الأُمَّة صباحاً ومساءاً، فكأنَّه سبحانه في كلِّ ترتيلة لأيٍّ منها يلفت نظر القارئ، وينكت في قلبه، أو ينقر في أُذنه ما يجب عليه أن يدين الله تعالى به في باب خلافته الكبرى، فمن الآيات الكريمة قوله تعالى في سورة المائدة:

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

نزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن عشر من ذي الحجَّة سنة حجَّة الوداع (١٠ هـ) لَمّا بلغ النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم غدير خمّ فأتاه جبرئيل بها على خمس ساعات مضت من النهار، فقال: يا محمد؟ إنَّ الله يقرءك السلام ويقول لك:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ «في عليٍّ»وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) - الآية - وكان أوائل القوم - وهم مائة ألف أو يزيدون - قريباً من الجحفة فأمره أن يُردَّ مَن تقدَّم منهم، ويُحبس مَن تأخَّر عنهم في ذلك المكان، وأن يقيم عليّاً عليه السلام عَلماً للناس ويبلِّغهم ما أنزل الله فيه، وأخبره بأنَّ الله عزَّ وجلَّ قد عصمه من الناس. وما ذكرناه من المتسالم عليه عند أصحابنا الإماميَّة، غير أنّا نحتجُّ في المقام بأحاديث أهل السنَّة في ذلك. فإليك البيان:

١ - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفّى ٣١٠ (المترجم ص ١٠٠) أخرج بإسناده في - كتاب الولاية في طرق حديث الغدير - عن زيد بن أرقم قال لَمّا نزل النبيُّ صلى الله عليه وسلم بغدير خمّ في رجوعه من حجَّة الوداع وكان في وقت الضحى وحرّ شديد أمر بالدوحات فقمَّت ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثمّ قال: إنّ

٢١٤

الله تعالى أُنزل إليَّ:( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، وقد أمرني جبرئيل عن ربّي أن أقوم في هذا المشهد وأُعلم كلَّ أبيض وأسود: إنّ عليَّ بن أبي طالب أخي ووصيّي وخليفتي والإمام بعدي، فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربّي لعلمي بقلَّة المتَّقين وكثرة المؤذين لي واللائمين لكثرة ملازمتي لعليٍّ وشدَّة إقبالي عليه حتى سمّوني أُذناً، فقال تعالى:( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ ) . ولو شئت أن أُسمّيهم وأدلُّ عليهم لفعلت ولكنّي بسترهم قد تكرَّمت، فلم يرض الله إلّا بتبليغي فيه فاعلموا.

معاشر الناس؟ ذلك: فإن الله قد نصبه لكم وليّاً وإماماً، وفرض طاعته على كلّ أحد، ماض حكمه، جائز قوله، ملعونٌ مَن خالفه، مرحومٌ مَن صدَّقه؛ إسمعوا وأطيعوا، فإنَّ الله مولاكم وعليٌّ إمامكم، ثمّ الإمامة في ولدي من صلبه إلى القيامة لا حلال إلّا ما أحلّه الله ورسوله، ولا حرام إلّا ما حرَّم الله ورسوله وهم، فما مِن علم إلّا وقد أحصاه الله فيَّ ونقلته إليه فلا تضلّوا عنه ولا تستنكفوا منه، فهو الذي يهدي إلى الحقَّ ويعمل به، لن يتوب الله على أحد أنكره ولن يغفر له، حتماً على الله أن يفعل ذلك أن يعذِّبه عذاباً نُكراً أبد الآبدين، فهو أفضل الناس بعدي ما نزل الرزق وبقي الخلق، ملعونٌ مَن خالفه، قولي عن جبرئيل عن الله، فلتنظر نفسٌ ما قدَّمت لغد.

إفهموا محكم القرآن ولا تتَّبعوا متشابهه، ولن يفسِّر ذلك لكم إلّا مَن أنا آخذٌ بيده وشائلٌ بعضده ومعلمكم: إنَّ مَن كنت مولاه فهذا فعليٌّ مولاه، وموالاته من الله عزَّ وجلَّ أنزلها عليَّ. ألا وقد أدَّيتُ، ألا وقد بلّغتُ، ألا وقد أسمعتُ، ألا ووقد أوضحتُ، لا تحلُّ إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثمَّ رفعه إلى السماء حتى صارت رجله مع ركبة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقال:

معاشر الناس؟ هذا أخي ووصيّي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى: تفسير كتاب ربّي. وفي رواية: أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، والعن مَن أنكره، وأغضب على مَن جحد حقَّه، أللهمّ؟ إنَّك أنزلت عند تبيين ذلك في عليٍّ اليوم أكملت لكم دينكم. بإمامته فمن لم يأتمَّ به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى القيامة فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون، إنَّ إبليس أخرج آدم (عليه السلام)

٢١٥

من الجنَّة مع كونه صفوة الله بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزلّ أقدامكم، في عليٍّ نزلت سورة والعصر إنَّ الإنسان لفي خسر(١) .

معاشر الناس؟ آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أُنزل معه من قبل أن نطمس وجوهاً فنردَّها على أدبارهم أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت. النور من الله فيَّ ثمَّ في عليٍّ ثمَّ في النسل منه إلى القائم المهديِّ. معاشر الناس؟ سيكون من بعدي أئمَّة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا يُنصرون، وإن الله وأنا بريئان منهم إنَّهم وأنصارهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار، وسيجعلونها ملكاً اغتصاباً فعندها يفرغ لكم أيّها الثقلان؟ ويُرسل عليكما شواظٌ مِن نار ونحاس فلا تنتصران. الحديث. «ضياء العالمين».

٢ - الحافظ ابن أبي حاتم أبو محمد الحنظليّ الرازيّ المتوفّى ٣٢٧ «المترجم ص ١٠١» أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنّ الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب(٢) .

٣ - الحافظ أبو عبد الله المحاملي المتوفّى ٣٣٠ «المترجم ص ١٠٢» أخرج في أماليه بإسناده عن ابن عبّاس حديثاً مرَّ ص ٥١ وفيه: حتّى إذا كان [ رسول الله ] بغدير خمِّ أنزل الله عزَّ وجلَّ:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. فقام مناد فنادى الصلوة جامعة. الحديث.

٤ - الحافظ أبو بكر الفارسي الشيرازي المتوفّى ٤٠٧ / ١١ «المترجم ص ١٠٨» روى في كتابه ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين بالإسناد عن ابن عباس: أنّ الآية نزلت يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب.

٥ - الحافظ ابن مردويه المولود ٣٢٣ والمتوفّى ٤١٦ «المترجم ص ١٠٨» أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنَّها نزلت يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب. وبإسناد آخر عن ابن مسعود أنَّه قال: كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا

_____________________

١ - في الدر المنثور ٦ ص ٣٩٢ من طريق ابن مردويه عن ابن عبّاس أن قوله تعالى:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) نزل في علي وسلمان

٢ - الدر المنثور ٢ ص ٢٩٨، وفتح القدير ٢ ص ٥٧.

٢١٦

أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) - إنّ عليّاً مولى المؤمنين -( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١) .

وروى بإسناده عن ابن عبّاس قال: لَمّا أمر الله رسوله صلّى الله عليه وآله أن يقوم بعليّ فيقول له ما قال فقال: يا ربّ إنّ قومي حديث عهد بجاهلية ثمّ مضى بحجَّه فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدير خمّ أنزل الله عليه:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. فأخذ بعضد علىٍّ ثمَّ خرج إلى الناس فقال: أيّها الناس؟ ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: أللهمَّ مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأعن مَن أعانه، واخذل مَن خذله، وانصر مَن نصره، وأحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه.قال ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم. وقال حسان بن ثابت:

يناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

بخمٍّ وأسمع بالرسول مناديا

يقول: فمن مولاكمُ ووليّكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

:إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولم تر منّا في الولاية عاصيا

فقال له: قم يا عليُّ؟ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

وروى عن زيد بن علي أنّه قال: لما جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبيُّ صلّى الله عليه وآله بذلك ذرعا وقال: قومي حديثوا عهدٍ بالجاهليَّة فنزلت الآية. (كشف الغمّة ٩٤).

٦ - أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفّى ٤٢٧ / ٣٧ (المترجم ١٠٩) روى في تفسيره «الكشف والبيان» عن أبي جعفر محمد بن عليّ (الإمام الباقر) إنّ معناها: بلِّغ ما أُنزل إليك مِن ربِّك في فضل عليٍّ. فلمّا نزلت أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليٍّ فقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

وقال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القايني، نا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي، نا أبو بكر محمد بن الحسن السبيعي، نا عليّ بن محمد الدهّان والحسين بن إبراهيم

_____________________

١ - روى الحديثين عنه السيوطي في الدر المنثور ٢ ص ٢٩٨، والشوكاني في فتح القدير، والأربلي في كشف الغمة ٩٤ عنه عن زر عن ابن مسعود.

٢١٧

الجصّاص، نا حسين بن حكم، نا حسن بن حسين، عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. قال: نزلت في عليّ، أُمر النبيُّ صلّى الله عليه وآله أن يبلِّغ فيه فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليٍّ فقال، مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه(١) .

٧ - الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفّى ٤٣٠ (المترجم ص ١٠٩) روى في تأليفه ما نزل من القرآن في عليٍّ: عن أبي بكر بن خلاد عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن عليِّ بن عابس عن أبي الحجاف والأعمش عن عطيَّة قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عليٍّ يوم غدير خمّ (الخصايص ٢٩).

٨ - أبو الحسن الواحديّ النيسابوريّ المتوفّى ٤٦٨ (المترجم ١١١) روى في «أسباب النزول» ص ١٥٠ عن أبي سعيد محمد بن عليّ الصفّار عن الحسن بن أحمد المخلّدي عن محمد بن حمدون بن خالد عن محمد بن إبراهيم الحلواني عن الحسن بن حمّاد سجادة عن عليّ بن عابس عن الأعمش وأبي الحجاف عن عطيَّة عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

٩ - الحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفّى ٤٧٧ (المترجم ١١٢) في كتاب الولاية بإسناده من عدَّة طرق عن ابن عبّاس قال: أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلِّغ بولاية عليٍّ فأنزل الله عزَّ وجلَّ:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. فلمّا كان يوم غدير خمّ قام فحمد الله وأثنى عليه وقال صلى الله عليه وسلم: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: فمَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه، وانصر مَن نصره، وأعزَّ مَن أعزَّه، وأعن مَن أعانه (الطرائف).

١٠ - الحافظ الحاكم الحسكاني أبو القاسم (المترجم ١١٢) روى في «شواهد

_____________________

١ - روى الحديثين عنه ابن بطريق في العمدة ص ٤٩، والسيد ابن طاوس في الطرايف، والأربلي في كشف الغمة ٩٤، ونقل الطبرسي في مجمعه ٢ ص ٢٢٣ ثانى الحديثين عن تفسيره الكشف والبيان، وابن شهر آشوب عنه أول الحديثين في مناقبه ١ ص ٥٢٦.

٢١٨

التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل» بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس وجابر الأنصاري قالا: أمر الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم أن ينصب عليّاً للناس فيخبرهم بولاية فتخوَّف النبيُّ أن يقولوا: حابى ابن عمِّه وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بولايته يوم غدير خمّ [ مجمع البيان ٢ ص ٢٢٣ ].

١١ - الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الشافعيُّ المتوفّى ٥٧١ [ المترجم ١١٦ ] أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنَّها نزلت يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب(١) .

١٢ - أبو الفتح النطنزي (المترجم ص ١١٥) أخرج في الخصايص العلويَّة بإسناده عن الإمامين محمد بن عليِّ الباقر وجعفر بن محمد الصادق «صلوات الله عليهم» قالا: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ [ ضياء العالمين ].

١٣ - أبو عبد الله فخر الدين الرازيُّ الشافعيُّ المتوفّى ٦٠٦ [ المترجم ١١٨ ] قال في تفسيره الكبير ٣ ص ٦٣٦: العاشر(٢) : نزلت الآية في فضل عليٍّ ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال. هنيئاً لك يا بن أبي طالب؟ أصحبت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عبّاس، والبراء بن عازب، ومحمد ابن عليّ.

١٤ - أبو سالم النصيبيّ الشافعيّ المتوفّى ٦٥٢، تأتي ترجمته في شعراء القرن السابع قال في مطالب السئول ص ١٦: نقل الإمام أبو الحسن عليّ الواحدي في كتابه المسمّى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ في عليِّ بن أبي طالب.

١٥ - الحافظ عزُّ الدين الرسعني(٣) الموصليُّ الحنبليُّ المولود ٥٨٩ والمتوفّى

_____________________

١ - الدر المنثور ٢ ص ٢٩٨، وفتح القدير ٢ ص ٥٧.

٢ - من أسباب نزول الآية وسيوافيك الكلام عليها.

٣ - بفتح المهملة وسكون السين وفتح المهملة الثالثة ثم النون نسبة إلى مدينة رأس عين بديار بكر يخرج منها ماء دجله (شرح المواهب ٧ ص ١٤).

٢١٩

٦٦١ «المترجم ١٢١» روى في تفسيره [ مرّ الثناء عليه عن الذهبي ] عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: لَمّا نزلت هذه الآية أخذ النبيُّ بيد عليٍّ فقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه(١) .

١٦ - شيخ الاسلام أبو إسحاق الحمويني المتوفّى ٧٢٢ «المترجم ص ١٢٣» أخرج في فرايد السمطين عن مشايخه الثلاث: السيّد برهان الدين إبراهيم بن عمر الحسيني المدني، والشيخ الإمام مجد الدين عبد الله بن محمود الموصلي، وبدر الدين محمد بن محمد ابن أسعد البخاري بإسنادهم عن أبي هريرة: أنّ الآية نزلت في عليٍّ.

١٧ - السيّد علي الهمداني المتوفّى ٧٨٦ «المترجم ص ١٢٧» قال في مودّة القربى: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع فلمّا كان بغدير خمّ نودي الصلاة جامعة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وأخذ بيد عليٍّ وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله؟ فقال: ألا؟ من أنا مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال: هنيئاً لك يا عليَّ بن أبي طالب؟ أصبحت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة. وفيه نزلت:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية.

١٨ - بدر الدين ابن العينيِّ الحنفيُّ المولود ٧٦٢ والمتوفّى ٨٥٥ «المترجم ص ١٣١» ذكر في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ٨ ص ٥٨٤ في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ ) . عن الحافظ الواحدي ما مرَّ عنه من حديث حسن بن حمّاد سجادة سنداً ومتناً، ثمّ حكى عن مقاتل والزمخشري بعض الوجوه الأخرى المذكورة في سبب نزول الآية فقال: قال أبو جعفر محمد بن عليِّ بن الحسين: معناه بلّغ ما أُنزل إلَيك مِن ربِّك في فضلِ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. فلمّا نزلت هذه الآية أخذ بيد عليٍّ وقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

_____________________

١ - نقله عنه البدخشاني في مفتاح النجا في مناقب آل العبا. وزميله الأربلي في كشف الغمة ص ٩٢ مرفوعاً إلى ابن عبّاس ومحمد بن علي الباقر عليه السلام، ثم قال في ص ٩٦: كان صديقنا وكنا نعرفه وكان حنبلي المذهب. وقال في ص ٢٥: كان رجلاً فاضلاً أديباً حسن المعاشرة، حلو الحديث، فصيح العبارة، اجتمعت به في الموصل.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418