• البداية
  • السابق
  • 168 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 45815 / تحميل: 7216
الحجم الحجم الحجم
تأريخ جديد للتأريخ  على هامش الفرق الإسلامية

تأريخ جديد للتأريخ على هامش الفرق الإسلامية

مؤلف:
العربية

تأريخ جديد للتأريخ

على هامش الفرق الإسلامية

أحمد فرج الله

١

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنينعليهما‌السلام للتراث والفكر الإسلامي

بانتظار أن يوفقنا الله تعالى لتصحيح نصه وتقديمه بصورة أفضل في فرصة

أخرى قريبة إنشاء الله تعالى.

٢

٣

الإهداء

الى الذين لا يخيفهم أن يبحثوا عن حقائق جديدة

ولا يؤذيهم أن يجدوها

الى الأحرار فكرا وسلوكا

أهدي هذا الجهد المتواضع

٦/٦/١٩٩٧

٤

٥

المقدمة

حين كنت أهيئ لكتابي عن المعتزلة(١) اضطررت لمراجعة عدد كبير من الكتب المتصلة بالفرق والمذاهب، لمعرفة موقفها في هذه المسألة أوتلك من المسائل التي تناولها الكتاب، ومقارنتها مع موقف المعتزلة فيها.

ولقد أثار استغرابي ما وجدت من اضطراب كبير فيما ينقله المؤلفون عن مواقف تلك الفرق، وما ينسبونه لها، حتى انك لا تستطيع ان تكون صورة صادقة أو قريبة من الصدق عن الفرقة التي تريد دراستها استناداً الى ما أورده عنها اولئك المؤلفون، فهذه الصورة تفلت من بين يديك كلما انتقلت من مؤلف رآخر، وكأن الأمر يتعلق بأساطير تخضع لخيال المؤلف وهواه، لا بفرق وعقائد، اول ما يفترض فيها ان تكون ثابتة وواضحة ومعروفة، ثم هي فرق وعقائد إسلامية، أو على الاقل نبتت في بيئة اسلامية، فليس من اليسير ان تخرج عن هذه البيئة التي نبتت ونشأت فيها، مهما تعصب بعض المؤلفين ضدها ومهما كانت الاتهامات الموجهة اليها. وهي لو خرجت فلا يمكن ان تتجاوز في ذلك حداً معلوماً. وهي لو تجاوزت هذا الحد فلا يمكن ان تتجاوز الحد الادنى مما هو

____________________

(١) هو ( المعتزلة حقائق وأوهام ).

٦

معقول انسانياً، بصرف النظر عن الدين الذي ينتمي اليه والا لأصبحت واصبح اتباعها موضوع الهزء والسخرية، بل لما كان لها اتباع ابتداء.

واجهت كل هذا وانا أهيئ لكتابي عن المعتزلة، فهالني ذلك وشدد عزمي على ان أعود الى هذا الموضوع بعد الفراغ من الكتاب.

وها انا أفي بوعدي الذي قطعته على نفسي خدمة للحقيقة وانصافاً لأشخاص وفرق، ظلموا لأنهم لا يملكون الرد على من اتهمهم لأسباب كثيرة منها أنهم لم يوجدوا اصلاً.

وبدءً أود ان انبه الى ان كتابي هذا ليس كتاباً في الفرق لأستقصي فيه كلّ هذه الفرق وما يتصل بها وبعقائدها، فذلك ما لم أرده وما هو خارج حدود كتابي الذي لم اقصد فيه الى اكثر من تصحيح بعض ما اخطأ فيه الكتاب عمداً أو سهواً من عقائد فرق لم تجد حتى الان الا من يضيف الى الاخطاء السابقة فيه اخطاء جديدة اليها.

٧

الشيعة

وهم اولى الفرق الاسلامية التي يبحثها غالبية المؤلفين في الفرق والمذاهب(١) .

والشيعة اصطلاحاً هم الذين تشيعوا لعلي ووالوه وفضلوه على باقي الصحابة ورأوه احق بالخلافة من غيره.

وهذا هو ما يجمع عليه الشيعة بكل فرقهم وما لا يختلفون فيه. بل أظنه هو الذي يميزهم عن سواهم من الملسمين الذين لا يختلفون في فضل علي او الذين لا يختلفون في كونه افضل الصحابة. لكنهم لا يرون ما يراه الشيعة في موضوع الخلافة(٢) .

فتفضيل علي والقول بإنه احق الصحابة بالخلافة اذن هو الأصل الذي يجمع فرق الشيعة. واذا كان هناك من اختلاف بينها، ففيما لا يخرج عن هذا الاصل مما هو طبيعي ومعروف لدى جميع الفرق الاسلامية وغير الاسلامية..

لكنك غذا رجعت الى كتب الفرق والمذاهب. فإنك تجد المؤلفين قد ذهبوا فيما يسمونه فرق الشيعة، مذاهب لا يمكن ان تخطر لك او لغيرك على بال. فأول ما يواجهك منها هذا التباين الكبير في عدد الفرق التي يطلقون عليها اسم الشيعة.

____________________

١- الأشعري في مقالات الإسلاميين والبغدادي في الفرق بين الفرق والأسفراييني في التبصير في الدين وابن حزم في الفصل ونشوان الحميري في الحور العين وخالفهم في ذلك الشهرستاني في الملل والنحل والرازي في اعتقادات فرق المسلمين والمشركين والمقريزي في الخطط.

٢- كمعتزلة بغداد الذين يذهبون في عمومهم الى تفضيل علي على الصحابة كافة لكنهم لا يربطون بين أفضلية علي وبين أحقيته في الخلافة.

٨

كم هو، في ضوء ما قدمنا، عدد الفرق الشيعية، أي الفرق التي يعالجها مؤرخو المذاهب تحت هذا العنوان، فأنا، وللأسف الشديد، لم اصل الى تحديد العدد الذي يتباين، نزولاً وصعوداً من كاتب لآخر ومن كتاب لآخر. هذا ابو الحسن المللطي(١) ارجع اليه في كتابه ( التنبيه والرد ) فأجد العدد لا يتجاوز الإحدى والعشرين فرقة(٢) . واستطلع البغدادي في ( الفرق بين الفرق ) فأجد العدد قد تخطى الثلاثين(٣) وهو كذلك عند الأسفراييني في ( التبصير في الدين)(٤) .وارجع الى الرازي في ( اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ) فاجد العدد قد ارتفع الى الأربعين(٥) . واقرأ ( الحور العين ) لنشوان الحميري فأرى الفرق قد بلغت الإحدى والاربعين(٦) .واراجع ابن حزم فأراه قد أدرك الست والخمسين(٧) . وأقرأ مقالات الإسلاميين للأشعري فأجد عدد الفرق قد وصل أو تجاوز العدد عند ابن حزم(٨) . واعد الفرق عند الشهرستاني فأجدها تجاوزت السبعين، وما أظن الشهرستاني وهو مشغول بخلق فرق الشيعة، الا قد نسي الحديث السيئ الصيت عن الفرق الثلاث والسبعين التي يفترق اليها المسلمون، والفرقة الناجية منها. فهو لم يترك لهذه الفرقة مكاناً للنجاة بعد ما بلغت فرق الشيعة وحدها عنده - ودون جميع الفرق المسلمة الأخرى - الثلاث والسبعين او تجاوزها فاستأثرت،

____________________

١- أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي العسقلاني من فقهاء الشافعية له تصانيف منها التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع الذي ننقل عنه كانت ولادته في ملطية ووفاته في عسقلان ٣٧٧ه-.

٢ - برغم أن الملطي يذكر في بداءة بحثه عن الرافضة أن فرقهم ثماني عشرة فرقة إلا أن الفرقة الثامنة عشرة عنده وهي الزيدية يفصلها الى أربع وبإضافة هذه الأربع فرق الى الصامنة عشرة السابقة يكون المجموع إحدى وعشرين فرقة لا ثماني عشرة كما ذكر ص٢٥، ٣٨ لكن الغريب أن الملطي يعود في ص١٤٨ فيقول انهم خمس عشرة فرقة وحين عددناهم وجدناهم هذه المرة قد نقصوا الى اثنتي عشرة فرقة وربما رأى الملطي أن العدد في المرة الأولى قد تجاوز الثلاث والسبعين ولم يبق مكان للفرقة الناجية في حديث الثلاث والسبعين فرقة فاضطر الى إنزال هذا العدد لينسجم مع الرقم الوارد في الحديث المذكور. هذا عن العدد فحسب أما الأخطاء التي يتضمنها كتابه فلنا وقفة طويلة أخرى فما أظن هذا الهامش يمكن أن يستوعب أخطاء صفحة واحدة من كتابه.

٣- أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي العالم الجليل صاحب المصنفات الكثيرة في مختلف الفنون ت في أسفرايين ٤٢٩ ه- من مصنفاته كتاب ( الفرق بين الفرق ) الذي ننقل عنه تصحيح وتحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري.

٤- أبو المظفر شاهفور بن طاهر بن محمد الأسفراييني الشافعي من كبار العلماء في الاصول والفقه والتفسير ت في طوس ٤٧١ه- من مؤلفاته التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين بتعليق الشيخ محمد زاهد الكوثري ونشر السيد عزة العطار القاهر البغدادي في كتابه ( الفرق بين الفرق ) إلا في القليل.

٥- فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن الرازي من أكابر العلماء ألف في شتى الفنون مولده في الري وإليها نسبته ووفاته في هراة ٦٠٦ كتب ونظم باللغتين العربية والفارسية من مؤلفاته اعقادات فرق المسلمين والمشركين مراجعة وتحرير علي سامي النشار نشر مكتبة النهظة المصرية ١٩٣٨ ص٥٢.

٦- أب سعيد نشوان بن سعيد الحميري اليمني امير وعالم باللغة والأدب من أهل اليمن ت ٥٧٣ه- من كتبه الحور العين تحقيق كمال مصطفى طبعة معادة في طهران ١٩٧٢ ص١٥٤ وما بعدها.

٧- أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري المذهب ولد في قرطبة ٣٨٤ه- وتوفي في ليلة من بلاد الأندلس ٤٥٦ه- احد كبار علماء الأندلس له مصنفات كثيرة منها الفصل في الملل والأهواء والنحل بتحقيق الدكتورين محمد إبراهيم نصر وعبد الرحمن عميره نشر دار الجيل ١٩٨٥ ص٣٥ وما بعدها.

٨- أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري من نسل أبي موسى الأشعري ت ٣٣٠ ه- شيخ أهل السنة ومؤسس المذهب الأشعري كان في بداية أمره معتزلياً ثم انقلب على المعتزلة وحاربهم، له في الكلام مصنفات عديدة منها مقالات الإسلاميين بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ط أولى ج ١ نشر مكتبة النهضة المصرية في القاهرة ١٩٥٠ ص٦٥ وما بعدها.

٩

من غير ان ينتبه طبعاً، بالمكان المخصص للفرقة الثالثة والسبعين الناجية والا لأنقص العدد ونزل به الى حيث تبقى تلك الفرق ضمن الفرق الهالكة(١) ويبقى المكان محجوزاً لا يحله من لا يحمل شارة الفرقة(٧٣) في مكان واضح من جسمه.

بل ان العدد عند المقريزي يتجاوز مجموع الفرق التي رأيناها عند كل الذين سبقوا فهو يصل الى ثلاث مئة فرقة(٢) .

ولا أدري ان كان المقريزي في حالة وعي كامل وهو يحدد هذا الرقم. فما أظن مجموع فرق الأديان كلها، لا المسلمين فقط ولا الشيعة وحدهم من بين المسلمين، يبلغ هذا العدد او يقرب منه.

فهل عرفت سيدي القارئ كم هو عد الفرق الشيعية ؟ وهل تلومني اذا قلت أنني لم اصل بعد الى تحديد دقيق لهذا العدد الذي ينزل ويصعد، تبعاً لموقف المؤلف وهواه. فيبدأ بإحدى وعشرين فرقة لينتهي بثلاثمائة، وكأن الموضوع من التفاهة بحيث نستطيع ان ننقص او نزيد، نلغي او نضيف، ما شئنا من هذه الفرق واليها. لا اننا امام عقائد ومذاهب قد نؤيدها وقد نختلف معها، لكننا لا نستيطع ان نخلقها او نلغيها(٣) .

فاذا تجاوزنا العدد وجدنا ان تصنيف هذه الفرق يختلف كذلك من مؤلف لآخر.

فما هي الاصناف التي عدها آلمؤرخون شيعية ووزعوا بينها فرق الشيعة ؟ هنا ايضا سنواجه الصعوبة نفسها التي واجهناها قبلاً ونحن نحاول الوصول الى عدد الفرق، مع ان تصنيف هذه الفرق ضمن اصناف رئيسية كبيرة يفترض

____________________

١- أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ٤٧٩ه- - ٥٤٨ه- المتكلم والمؤلف المشهور في علم الكلام وأديان الأمم ولد في شهرستان شمال خراسان وإليها نسبته له الكثير من المؤلفات منها المللل والنحل الذي ننقل عنه بتحقيق محمد سيد كيلاني ط أولى نشر دار المعرفة ببيروت ١٩٧٥ ج١ ص١٤٦ وما بعدها.

أما حديث افتراق المسلمين على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون هالكة وواحدة ناجية فتراه باختلاف صيغه يتصدر غالبية كتب الفرق أو الكتب التي تعرضت لها. تجده في التبيه والرد للملطي ص٢٠ والفرق بين الفرق ص٩ والتبصير في الدين ص١٠ والملل والنحل ج١ ص١٣ وشرح مواقف الأيجي للجرجاني ط١٣١١ ه- ج٣ ص٢٨١ وخطط المقريزي ج٤ ص١٦٣ واصول الدين لأبي اليسر البزودي ص٢٤١ وتلبيس ابليس لابن الجوزي ط - بغداد ١٩٨٢ ص٧ فما بعدها.

وقد لعب هذا الحديث - مع الأحاديث المماثلة - دوراً خطيراً في حياة المسلمين وتمزيقهم فكانت كل فرقة تدعي أنها المعنية به وأنها وحدها الناجية دون بقية فرق المسلمين التي تعدها طبعاً فرقاً هالكة.

وأحسب هذا الحديث وراء ما نراه من اضطراب وخلط كبيرين فيما ينقله المؤلفون عن عقائد الفرق الإسلامية وعن أصنافها وعددها.

فيبدو أن كل مؤلف في الفرق أو كاتب عنها كان يضع هذا الحديث أمامه وهو يكتب فيضيف ويحذف وينقل ويوزع ليجمع في الأخير العدد المذكور في الحديث وهو الاثنتان والسبعون فرقة الهالكة دون أي اعتبار لعقائد تلك الفرق والتحري عنها والتأكيد منها.

ولهذا كانت فرق الكيسانية وحدها مثلاً إحدى عشرة عند الأشعري ولم تتجاوز الاثنين عند صاحب الفرق بين الفرق.

ولهذا ايضا جمع الأيجي كل الفرق من غير الغلاة وغير الزيدية وجعل منهم فرقة واحدة تحت اسم الإمامية مع أن تلك الفرق تبلغ عند الأشعري أربعاً وعشرين فرقة تحت اسم الرافضة.

وما كان الأيجي ليلجأ الى هذا فيدمج أربعاً وعشرين فرقة في فرقة واحدة لو لا الحديث المذكور واضطراره للانسجام مع العدد الوارد فيه دون أدنى اهتمام لما يسمى علماً وأمانة وبحثاً.=

١٠

____________________

=بل ان البزودي يذكر أنه رأى ( لمكحول النسفي صاحب اللؤلؤيات تصنيفاً في هذا وجعلهم ستة أصناف... وجعل كل صنف على اثني عشر صنفاً فصاروا اثنين وسبعين ) ( أصول الدين لأبي اليسر محمد بن محمد بن عبد الله البزودي ت ٤٩٦ ه- تحقيق وتقديم الدكتور هانز بيترلنس القاهرة ١٩٦٣ ص٢٤١.

وحسناً فعل مكحول هذا فهو قد أراح نفسه وأراحنا معه من الجمع والطرح واحتمال الزيادة والنقصان في عدد الفرق. لقد كان لديه رقم هو اثنان وسبعون يمثل مجموع الفرق الهالكة في نظره ولا يمكن أن يقسم هذا الرقم بما لا يترك زيادة إلا على ستة. إذن فلتكن هذه الأصناف ستة. يضم كل منها اثنتي عشرة فرقة فيكون حاصل الجمع اثنتين وسبعين فرقة هالكة.

وما فعله مكحول فعله الجرجاني في التعريفات طبع المطبعة الميمنية ص٢٣. وفعله بوضوح وتفصيل أكثر ابن الجوزي في تلبيس ابليس ص١٩ فما بعدها حين خلق تحت كل

صنف من هذه الأصناف الستة اثنتي عشرة فرقة جعل لكل منها اسماً وعقيدة دون أن يقتصر على ذكر العدد الإجمالي لها كما فعل صاحب التعريفات.

هكذا وبهذه البساطة تبحث الفرق الإسلامية وتدرس عقائدها ويعرض تأريخ الإسلام بعد أن تحولت فرق المسلمين وعقائدهم وأفكارهم الى مجرد أرقام لا يهم الباحث منها إلا ما يتعلق بقبولها أو عدم قبولها للقسمة..

ثم ان الفرق الهالكة هي فرق في النار شأنها في ذلك شأن الكفرة في نظر المسلمين فماذا يعني الهلاك غير هذا وليس في الآخرة من مكان ثالث بعد الجنة التي اعدت للمؤمنين والنار التي هيئت للكافرين.

لو كان هناك منازل متعددة غير الجنة والنار وكان الاختلاف يسيراً بينها لجاز أن نتقبل الحديث على أنه لا يعني أكثر من حرمان هذه الفرق من بعض الامتيازات التي كان من الجائز أن تتمتع بها كفرق مسلمة قصرت في بعض واجباتها فقصر في بعض امتيازاتها.

ولكن ما العمل اذا لم يكن هناك، كما قلنا غير الجنة وغير النار ؟ ولم يكن ما يقابلهما غير النجاة وغير الهلاك ولا يمكن طبعاً ان يذهب الناجي والهالك الى المكان نفسه: الى الجنة مثلاً وإلا فلا معنى للهلاك. ولا يمكن ان يذهبا الى النار لأن في ذلك ضلماً للناجي وتسوية له مع الهالك وتناقضاً بين تسميته ناجياً وبين الذهاب به الى النار.

لم يبق إذن إلا أن يذهب كل الى مكانه الذي أُعد له: الناجي الى الجنة والهالك الى النار حيث الكفرة والمشركون.

بل إن الحديث ينص في بعض صيغه المنقولة على دخول النار دون الاقتصار على لفظ الهلاك الذي يعني أيضاً دخول النار وان لم يكن باللفظ نفسه.

فأنا أشهد الشهادتين وأصلي وأصوم وأزكي وأحج ولا أرتكب شيئاً مما حرم الله ثم أدخل النار لأني من فرقة معينة أو لأني لست من فرقة معينة.

أكانت أسماء الفرق والمذاهب قد أضيفت الى أركان الإيمان المعروفة فأصبح المؤمن هو من يجمعها ومن ينتمي بالإضافة إليها لفرقة معينة باسمها ليكون من لم ينتم لتلك الفرقة مثواه النار خالداً فيها مع الكفرة والمشركين بصرف النظر عما أسلف من حسنات حتى لو قضى حياته كلها مصلياً صائماً مجاهداً في سبيل الله وإعلاء كلمة الإسلام ؟

أليست هذه هي النتيجة الوحيدة التي يقودنا إليها هذا الحديث أو في أحسن الحالات إحدى نتيجتين يقودنا إليهما ؟ فالثانية ستكون البقاء في النار مع العصاة وأصحاب الكبائر من المؤمنين ولكن دون تخليد فيها كالكفرة بل المدة التي تتناسب مع المعصية المرتكبة وهي هنا الانتماء أو عدم الانتماء لفرقة معينة.

هذا إذا رضي أصحاب الحديث ان يعاملوا هذه الفرق الاثنتين والسبعين معاملة العصاة الفاسقين لا معاملة الكفرة والمشركين.

ثم كيف يقول الحديث ( ستفترق أمتي... ) يعني أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أي المسلمين وقد أخرجت منهم ابتداء تلك الفرق.

وكيف يبحث أصحاب المقالات والمؤلفون هذه الاثنتين والسبعين فرقة ضمن الفرق الإسلامية وهم يعلمون مسبقاً أنهم في النار وحكمهم حكم المشركين والكفار؟

وكيف حددت هذه الفرق على بعد ما بينها في العقيدة والمذهب وجعلت كلها - برغم هذا البعد - في مكان واحد هو النار ؟ وكيف تم تمييز الفرقة الثالثة والسبعين ( الناجية ) ؟ وماذا لو قالت كل فرقة انها هي المعنية بالحديث خصوصاً وان هذا الحديث لم يعين فرقة باسمها ؟=

١١

____________________

=وماذا سنصنع بحديث آخر يرويه مثل رواة الحديث السابق أو أكثر عدداً وهو ( لا تجتمع أمتي على ضلال ) ؟ وقد اجتمعت على الضلال اثنتان وسبعون فرقة من ثلاث وسبعين هي مجموع فرق المسلمين ؟

وحديث ثالث في مثل شهرته يقول ( اختلاف أمتي رحمة ).

وقد رأيت ان اختلافها ادخل اثنتين وسبعين فرقة من ثلاث وسبعين - هي مجموع فرق المسلمين - في النار.

فهل الرحمة الواردة في هذا الحديث تعني الهلاك ودخول النار، كحكم الذين لم يسلموا ولم يعترفوا بنبوة محمد ؟!!

وبمناسبة حديثنا عن هذا ( الحديث ) فإني أرجو ذوي الاختصاص في الديانتين اليهودية والمسيحية إعلامي عن عدد الفرق في كل منهما وهل هو فعلاً إحدى وسبعون فرقة في اليهودية واثنتان وسبعون في المسيحية كما يذكر أصحاب ( الحديث ) ؟ وهل هناك في كل منهما واحدة ناجية فحسب ؟

ولماذا لا يكون افتراق هذه الأديان عن بعضها إلا بزيادة فرقة واحدة ؟ فاحدى وسبعون في اليهودية واثنتان وسبعون في المسيحية وثلاث وسبعون في الإسلام فالاختلاف بينها أو بالأحرى بين اللاحق والسابق منها هو دائما كما ترى بفرقة واحدة زائدة ؟

وأشير هنا الى الشيخ محمد زاهد الكوثري الذي قدم بحثين قيمين عن هذا الحديث في مقدماته لكل من الفرق بين الفرق للبغدادي والتبصير في الدين للأسفراييني وهو ما يستحق عليه أكثر من شكر.

وتجد ثتبنا بمراجع هذا الحديث في هامش ص٢٩٢ من الجزء الثالث من الفصل لابن حزم.

وعلى كل فان هذا الحديث الذي يرويه أكثر الرواة، منقولاً عن النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجدته منقولاً عن علي ايضا في الجزء الرابع من تاريخ الطبري ص٤٧٩ والثالث من ابن الأثير ص١١٦ حوادث سنة ٣٦ه- وكان صاحب هذا الحديث هو على نفسه لا النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢- أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين المقريزي مؤرخ الديار المصرية ولادته ووفاته في القاهرة ٧٦٦ه- - ٨١٥ه- له مصنفات كثيرة خصوصا في التاريخ منها كتاب ( المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ) المعروف بخطط المقريزي نشر الشيخ احمد علي المليجي مطبعة النيل بالقاهرة ١٣٢٥ه- ج٤ ض١٧٣.

٣- فرق الزيدية وحدها تبدأ بثلاث عند البغدادي والأسفراييني والرازي ثم ترتفع الى ست عند الأشعري فثمان كما يذكر المسعودي لتصل الى خمس عشرة عند البرسي في مشارق أنوار اليقين ص٢٥٥.

١٢

الا يثير الصعوبة نفسها ولا الاشكال نفسه. لأننا في هذه الحالة لا نتابع الفرق ذاتها، وهي كثيرة نسبياً، وانما عدداً محدوداً من الأصناف التي تضم تلك الفرق والتي تتحد او تشابه في اصولها العامة.

ولكن حتى هذه الاصناف تبدو وكأنها غير خاضعة لما يميزها عن بعضها ويرسم الحدود بينها. فالفرق تنتقل عبرها كما تشاء، او بالأحرى كما يشاء المؤلف، في سهولة ويسر لا نعرفهما الا عند مؤرخينا سيما عندما يتعرضون لما يخص الشيعة من جليل الأمر وصغيره. فليس هناك منم اعتبار للعقيدة التي يجب ان تكون هي الاساس عند المؤلف وهو يضع ( فرقة ) مكانها من هذا الصنف او ذاك من الأصناف التي سماها المؤلفون شيعية.

فالملطي مثلاً وهو يتحدث عن الرافضة وفرقهم الإحدى والعشرين، يقول انهم يلقبون بالإمامية، ملغياً كل الأصناف الأخرى. فليس لدى هذا المؤلف اذن الإ صنف واحد اسمه الإمامية، جمع فيه كل الفرق التي عدها شيعية على تباعد عقائدها.

ويتفق مع الملطي في وحدة الصف، المقريزي في خططه فهو يطلق اسم ( الروافض ) مكتفياً به عن اسماء الأصناف التي اعتاد المؤلفون ان يرجعوا اليها الفرق الشيعية في نظرهم(١) .

كما يتفق مع الملطي في وحدة الصنف ايضاً، ابن الجوزي في ( تلبيس ابليس ) والجرجاني في ( التعريفات ) فليس عند أي منهما غير صنف واحد لفرق الشيعة تحت اسم ( الرافضة )(٢) .

____________________

١- التنبيه والرد ص٢٥ وخطط المقريزي ج٤ ص١٧٣.

٢- تلبيس إبليس ص٢٢ وتعريفات الجرجاني ص٢٣ ويلاحظ ان ابن الجوزي لا يكتفي بجعل الشيعة فرقة من فرق الرافضة بل يجعل العباسية القائلين ان ( العباس كان أولى بالخلافة من غيره ) وبينهم علي طبعاً من فرق الرافضة فضلا عن فرق جديدة وخلط كبير.

١٣

ونحب ان نشير هنا الى ما فاتنا ذكره من قبل، وهو ان ابن الجوزي والجرجاني يجعلان فرق الرفض اثنتي عشرة فرقة، وهو عدد جديد للفرق الشيعية يخالف ما مر بنا من اعداد سابقة، ويزيد الموضوع غموضاً وتعقيداً، الى غموضه وتعقيده.

وعجبت لم نزل ابن الجوزي والجرجاني بعدد الفرق الشيعية الى اثنتي عشرة، وكان الاتجاه يميل - كما رأينا - الى زيادة العدد كلما تقدمنا في الزمان.

لكن عجبي هذا لم يطل حين وجدت المؤلفين قد وزعا المسلمين، من غير الفرقة الناجية، الى ستة اصناف. فكان عليهما، تحقيقاً للعدل بينها كما أظن ! ان يجعلا تحت كل صنف اثنتي عشرة فرقة دون زيادة او نقص لكي لا يتجاوز مجموع الفرق، الاثنتين والسبعين، فتعتدى بالتالي على حقوق الفرقة التي تحمل الرقم ٧٣.

وربما عدنا الى ابن الجوزي فيما بعد لكن ما يجب تسجيله هنا ان ابن الجوزي يجعل الشيعة فرقة من فرق ( الرافضة ) لا العكس مخالفا في ذلك اجماع المؤرخين.

واعود بعد هذا الاستطراد الى الأشعري الذي يرد الفرق التي يسميها شيعية الى ثلاثة اصناف هي الغالية والرافضة والزيدية.

ويتفق معه في العدد ابن حزم في ( الفصل ) لكنه يضع بدل الرافضة ( الإمامية من الرافضة ) والأسفراييني الذي يجعلها هو الآخر ثلاثة اصناف تحت اسم ( الروافض ) وهي الزيدية والكيسانية والإمامية. اما الفرق التي يسميها

١٤

الغلاة ( فلا يعدون في زمرة الملسمين ) كما يقول ويبحثها في مكان آخر بعدهم(١) .

ويوزع البغدادي والرازي الرافضة على اربعة اصناف هي الزيدية والإمامية والكيسانية والغلاة(٢) .

ويحدد الشهرستاني الأصناف بخمسة هي الكيسانية والزيدية والإمامية والغلاة والإسماعيلية(٣) .

اما صاحب ( الحور العين ) فيخالف السابقين جميعاً، حين يجعل الزيدية كلهم فرقة واحدة، والإمامية، بكل فرقهم بما فيهم الكيسانية فرقة واحدة، مضيفاً اليهم اربع فرق اخرى ثم يبدأ في تفصيل فرق الزيدية والإمامية..

فأنت لا تدري ان كان يتكلم عن اصناف ام عن فرق أم انه يجمع بين الاثنين(٤) .

والاختلاف في عدد الأصناف بين واحد وخمسة أو ستة يستدعي طبعاً، اختلافا آخر في عدد الفرق الداخلية تحت كل صنف.

ولكن هل انتهينا عند هذا الحد من الاختلاف في عدد الفرق، وفي اصنافها، وفيما يضمه كل صنف منها، وهو اختلاف كبير ؟ لا اظن، فحتى لو تسامحنا في ذلك، فإننا سنواجه الاختلاف في اسماء الفرق التي جعلوا منها فرقا شيعية. فهذه الفرقة ليس لها اسم عند هذا المؤلف وفي هذا الكتاب. او لها اسم ولكنه يختلف عن الاسم الذي تجده عند مؤلف آخر كتاب آخر، وهو ما يسد منافذ الرؤية امامك وانت تحاول ان تدرس وتبحث وتحقق.

____________________

١- مقالات الاسلاميين ج١ ص٦٥ والفصل في الملل والأهواء والنحل ج٥ ص٣٥ والتبصير في الدين ص١٥.

٢ - الفرق بين الفرق ص١٨ واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص٥٢.

٣- الملل والنحل ج١ ص١٤٦ - ١٤٧.

٤- الحور العين ص١٥٤.

١٥

فاذا تركت الأسماء، وجدت ان هذه الفرقة الواحدة تتكرر بالاسم نفسه احياناً، في اكثر من صنف من اصناف الفرق الشيعية، وكأنها ليست الفرقة ذاتها هنا وهناك.

فاذا رضيت بذلك، وجدت ان بعض هذه الفرق ليس وراءها اكثر من شخص واحد، وقد يكون مختلفا، هو الذي تحمل اسمه وتنسب اليه، او عدد محدود من الأشخاص لا يسمح مطلقا بأن يؤلفوا فرقة او يبحثوا بوصفهم فرقة.

فاذا قبلت بكل ذلك ادهشك ان غالبية هذه الفرق ( الشيعية ) كما تصنف عادة، لا علاقة لها من قريب او بعيد، بعلي بن ابي طالب الذي يفترض ان اسمها جاء من تشيعها له. وادهشك أكثر، ان من بين هذه الفرق الشيعية، من يبغض علياً ويعاديه. بل وفيها من يكفره، ثم لا يتحرج المؤرخون من مناقشة هذه الفرق وبحثها بوصفها من فرق الشيعة.

أراني قد اطلت عليك الحديث، لكن عذري فيه، انه يتناول قضايا لها من الخطورة بقدر ما لها من الإمتاع، فهو يتناول جانباً مهماً من جوانب الفكر الإسلامي: ذلك الذي يمس عقائد الفرق الإسلامية، ما هو صادق وما هو منحول منها، ونظرة المؤرخين اليها.

على ان حديثي لم يتجاوز حتى الآن، الكلام العام، دون ان يعرض لتلك الفرق وعقائدها، بما يؤكد هذا الكلام ويعززه.

واحسب منم حقك ان تطالبني بذلك، والا فإنني لم أفعل اكثر من اضافة واحد الى هؤلاء الذين انتقدتهم قبل قليل، ولن يكون حديثي فيما انتقدتهم فيه،

١٦

الا ضرباً من اللغو الذي لا يحفل بعقل الإنسان ولا يضيف الى الصورة التي شوهتها أقلام سابقة الا تشويهاً جديداً لم يبق له مكان فيها.

سأحاول اذن ان اتناول فرق الشيعة ومواقف المؤرخين منها، مبتدئاً بما يسمى بفرق ( الرافضة ).

ولكن قبل الفرق ذاتها، أرى من الضروري ان اقف عند مفهوم الرافضة الذي يضم تلك الفرق، ليكون البحث فيها بعد ذاك اوضح واسهل، واقرب الى قواعد المنطق.

ويتصل بالرافضة مفهوم آخر، هو الكيسانية الذي سنبحثه ايضا بعد الفراغ من الرافضة، وقبل البحث في فرقهم، ذلك ان المؤلفين في الفرق والعقائد، كما رأينا وكما سنرى، يجعلون الكيسانية، اصحاب المختار، جزءاً من الرافضة، وفرقهم من فرق الرافضة.

١٧

الرافضة

ماذا يعني لفظ الرافظة وكيف بدأ وما هي الفرق التي يتناولها وما هي عقائدها ؟

تلك هي الاسئلة او القضايا التي سنواجهها ونحن نبحث موضوع ما اصطلح عليه مؤرخو الفرق والمذاهب ب- ( الرافضة ).

الرواية الأكثر تداولاً والأوسع انتشاراً في تسمية الرافضة، هي تلك التي تربط في عمومها، بين هذه التسمية وموقف زيد بن علي من الشيخين ابي بكر وعمر، خلال أحداث ثورته في الكوفة عام ١٢٢ ه-.

وقلت عن الرواية ( في عمومها ) لأن هناك اختلافاً في التفاصيل التي يوردها المؤلفون الذين اخذوا بها، قد يكون من المناسب ان نلم بها ولو مسرعين.

فمن المؤلفين من يذهب الى ان جماعة من رؤساء اصحاب زيد، جاؤوا الى زيد يسألونه رأيه في ابي بكر وعمر، وحين اعلن عن توليهما وعدم براءاته منهما فارقوه ونكثوا بيعته فسماهم زيد رافضة(١) .

____________________

١- تأريخ الطبري تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط رابعة نشر درا المعارف بالقاهرة ج٧ ص١٨٠ حوادث سنة ١٢٢، والكامل لأبن الاثير مراجعة الدكتور محمد يوسف الدقاق ط أولى نشر دار الكتب العلمية ببيروت ١٩٨٧ ج٤ ص٤٥٢ حوادث سنة ١٢٢. والفرق بين الفرق ص٢٥ والتبصير في الدين للأسفراييني ص١٨.

١٨

بل ان من هؤلاء من يريد ان يحدد وقت السؤال فيجعله عند اشتداد القتال بين زيد وجيش يوسف(١) .

ومن المؤلفين من يكتفي من ذلك بمنع زيد وإنكاره على من طعن من اصحابه او عسكره في ابي بكر وعمر او في ابي بكر، فرفضه الذين بايعوه وتفرقوا عنه، فقال لهم رفضتموني فكانت التسمية(٢) .

ومنهم من يرى ان الشيعة في الكوفة، حين سمعوا مقالة زيد ورأيه في خلافة ابي بكر وعمر، وعرفوا أنه لا يتبرأ منهما، رفضوه فسموا رافضة(٣) .

اما صاحب الحور العين فيجعل ( الرفض ) متبادلاً بين زيد واصحابه، وان هؤلاء هم الذين بدأوا فقالوا له ( ان برئت منهما - الشيخين - والا رفضناك فأجابهم زيد ( اذهبوا فانكم الرافضة ) بعد ان يورد نشوان حديثاً بالمناسبة عن ( قوم لهم نبز ) يمهد به لعبارة زيد هذه(٤) .

فهؤلاء المؤلفون كلهم - برغم اختلافهم في التفاصيل كما ذكرنا - متفقون على الربط بين موقف زيد من الشيخين، وتسمية الذين فارقوه، بسبب هذا الموقف، بالرافضة.

ولا أدري لماذا تذكرني حادثة زيد مع اهل الكوفة كما تبسطها الرواية، بحادثة سبقتها، ما أظن الذين وضعوا الرواية ورتبوا وقائعها، كانوا بعيدين عنها وعن اشخاصها ووقائعها. فيذكر المؤرخون ان الخوارج الذين كانوا يقاتلون الجيش الاموي في مكة مع عبد الله بن الزبير، جاؤوا الى ابن الزبير يوماً يسألونه رأيه في عثمان - ورأي الخوارج معروف فيه - فقال لهم عبد الله بعد كلام طويل

____________________

١- الفرق بين الفرق والتبصير في الدين الصفحات نفسها اعلاه.

٢- مقالات الإسلاميين ج١ ص١٣٠ واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٥٢.

٣- الملل والنحل للشهرستاني ص١٥٥.

٤- الحور العين ص١٨٤- ١٨٥.

١٩

( اني ولي لابن عفان في الدنيا والاخرة وولي اوليائه وعدو اعدائه قالوا فبرئ الله منك يا عدو الله قال فبرئ الله منكم يا اعداء الله)(١) وعند ذاك تركه الخوارج وانصرفوا عنه و ( رفضوه ).

فهل كانت هذه الحادثة ماثلة امام بعض الذين ارخوا لثورة زيد، فانتقلوا بها، بعد حوالي الستين سنة، مع بعض التحوير، لتستقر في الكوفة بدلاً من مكة، وتستبدل بابن الزبير زيداً، وبالخوارج الرافضة، وبعثمان ابا بكر وعمر(٢) .

وعلى كل فان الرواية لا تصلح اصلاً لتسمية الرافضة لأكثر من سبب.

منها ان لفظ ( الرافضة ) اصطلاحاً سياسياً دينياً قد عرف واستعمل قبل ثورة زيد وربما قبل ولادته وهو ما ينسف بشكل قاطع الأساس الذي بنيت عليه الرواية.

فالخليفة الأموي عبد الملك بن مروان المتوفى عام ٨٦ ه- ( قبل ثورة زيد بست وثلاثين سنة ) يقول للفرزدق بعد ان سمع قصيدته الميمية في علي بن الحسين ( او رافضي ايضا انت ) ؟(٣) .

والشعبي المتوفى عام ١٠٣ ه- ( قبل ثورة زيد بحوالي العشرين سنة ) يقول مفصحاً عن كرهه للرافضة ( أحبب آل محمد ولا تكن رافضياً ) ويقول ايضاً (... أحذرك الأهواء المضلة شرها الرافضة )(٤) .

والمغيرة بن سعيد العجلي المقتول عام ١٩ ه- ( قبل ثورة زيد كذلك ) يزعم انه ( هو الذي سماهم بهذا الاسم - رافضة- )(٥) .

____________________

١- تأريخ الطبري ج٥ حوادث سنة ٦٤ ص٥٦٤ - ٥٦٦ والكامل لابن الأثير ج٣ حوادث سنة ٦٤ ص٤٩٠ ورغبة الأمل من كتاب الكامل لسيد بن علي المرصفي ط أولى مطبعة النهضة بالقاهرة ١٩٢٩ ج٧ ض٢٢١ وما بعدها وهو يجعل السؤال عن الخلفاء الأربعة لا عن عثمان فحسب.

٢- ويروي الطبري حادثة مشابهة أخرى قد لا تكون هي أيضا بعيدة عن فكر الذين اخترعوا رواية (رفض ) زيد وهذه الحادثة حصلت لزعيم الخوارج شبيب بن يزيد الشيباني عام ٧٧ه- ( قبل حادثة زيد ) حين جاءه أحد أصحابه هو مصقلة بن مهلهل الضبي في آخر معركة خاضها شبيب ضد جيش الأمويين قبل أن يموت غرقا في دجيل فقد جاءه مصقلة واخذ بلجام فرسه وسأله ( ما تقول في صالح بن مسرح ؟ - احد زعماء الخوارج قبل شبيب - وبم تشهد عليه قال: أعلى هذه الحال وفي هذه الحزة والحجاج ينظر ؟ قال فبرئ من صالح فقال مصقلة برئ الله منك وفارقوه - مصقلة وأصحابه - الا أربعين فارسا ) تاريخ الطبري ج٦ أحداث سنة ٧٧ ص٢٧٥.

٣- امالي المرتضى تحقيق محمد ابو الفضل إبراهيم دار أحياء الكتب العربية ١٩٥٤ القسم الأول هامش ص٦٨.

٤- عامر بن شراحيل من التابعين خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث عام ٨١ - ٨٥ واسر وأطلقه الحجاج واتصل بعبد الملك بن مروان وأصبح نديما له. في وفاته اختلاف بين ١٠٣ه- - ١٠٧ه- أنظر ما جاء عنه بشأن الرافضة في العقد الفريد لابن عبد ربه تحقيق محمد سعيد العريان نشر دار الفكر ج٢ ص٢٢٢ وتهذيب ابن عساكر ج٧ ص١٤٠ وطبقات المعتزلة لأحمد بن يحيى بن المرتضى تحقيق سوسنة ويفلد - فلزر نشر فرانز شتاينر المطبعة الكاثوليكية بيروت ١٩٦١ ص١٣٠ والفرق

المفترقة بين أهل الزيغ والزندقة لأبي محمد عثمان بن عبد الله بن الحسن العراقي الحنفي تحقيق وتقديم الدكتور يشار قوتلراي أنقرة ١٩٦١ ص٩.

٥- رأس فرقة المغيرية من الغلاة قتله خالد بن عبد الله القسري والي العراق في زمن هشام بن عبد الملك عام ١١٩.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

[ ١٨٥٣٨ ] ١١ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من أدرك المشعر الحرام وعليه خمسة من الناس قبل أنّ تزول الشمس فقد أدرك الحجّ.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبدالله بن المغيرة(١) .

ورواه أيضاً بإسناده عن إسحاق بن عمّار، إلّا أنّه ترك قوله: وعليه خمسة من الناس(٢) .

[ ١٨٥٣٩ ] ١٢ - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال: تدري لم جعل ثلاث هنا؟ قلت: لا، قال: فمن أدرك شيئاً منها فقد أدرك الحجّ.

أقول: تقدّم الوجه في مثله(٣) ، وقد عرفت أنّ الصدوق خصّه بمن أدرك المشعر يوم النحر ولو بعد طلوع الشمس(٤) فيحمل باقي مضمونه على إدراك ثواب الحج.

[ ١٨٥٤٠ ] ١٣ - محمّد بن عمرّ بن عبد العزيز الكشي في ( كتاب الرجال ) عن محمّد بن مسعود ومحمّد بن نصير(٥) ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس

____________________

١١ - الكافي ٤: ٤٧٦ / ٤.

(١) الفقيه ٢: ٢٤٣ / ١١٦٣.

(٢) الفقيه ٢: ٢٤٣ / ١١٦٤.

١٢ - الكافي ٤: ٤٧٦ / ٦.

(٣) تقدّم في الحديث ٦ من هذا الباب.

(٤) تقدّم في الحديث ٨ من هذا الباب.

١٣ - رجال الكشي ٢: ٦٨٠ / ٧١٦.

(٥) في المصدر: محمّد بن مسعود، قال: حدثني محمّد بن نصير.

٤١

أنّ عبدالله بن مسكان لم يسمع من أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إلّا حديث من أدرك المشعر فقد أدرك الحج.

قال: وكان أصحابنا يقولون: من أدرك المشعر قبل طلوع الشمس فقد أدرك الحجّ.

فحدثني محمّد بن أبي عمير وأحسبه رواه: أنّ من أدركه قبل الزوال من يوم النحر فقد أدرك الحجّ.

[ ١٨٥٤١ ] ١٤ أحمد بن عليّ بن العبّاس النجاشي في ( كتاب الرجال ) قال: روي أنّ عبدالله بن مسكان لم يسمع من أبي عبدالله (عليه‌السلام ) إلّا حديث من أدرك المشعر، فقد أدرك الحجّ.

أقول: هذا محمول على الأَغلب فإنّ رواية ابن مسكان عنه (عليه‌السلام ) بغير واسطة كثيرة بلفظ سمعته وقلت له وغير ذلك، ولعلّ يونس لم يطّلع على ذلك.

[ ١٨٥٤٢ ] ١٥ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن عمّار قال: قال لي أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إذا أدرك الزوال فقد أدرك الموقف.

[ ١٨٥٤٣ ] ١٦ - وفي ( معاني الأَخبار ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الحج الأَكبر يوم النحر.

[ ١٨٥٤٤ ] ١٧ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أيوب بن نوح،

____________________

١٤ - رجال النجاشي: ٢١٤ / ٥٥٩.

١٥ - الفقيه ٢: ٢٤٣ / ١١٦٥.

١٦ - معاني الأَخبار: ٢٩٥ / ١.

١٧ - معاني الأَخبار: ٢٩٥ / ٢، أورده عن الفقيه في الحديث ٦ وعن الكافي في الحديث ٨ من الباب ١ من أبواب الذبح، وعن التهذيب في الحديث ٤ من الباب ١ من أبواب العمرة.

٤٢

عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن يوم الحج الأَكبر؟ فقال: هو يوم النحر، والأَصغر العمرة.

[ ١٨٥٤٥ ] ١٨ - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الحج الأَكبر يوم الأَضحى.

وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) مثل ذلك(١) .

[ ١٨٥٤٦ ] ١٩ - وعن أبيه، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين، عن حماد بن عيسى، عن شعيب، عن أبي بصير والنضر، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الحجّ الأَكبر يوم الأَضحى.

[ ١٨٥٤٧ ] ٢٠ - وعن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: سألته عن الحجّ الأَكبر؟ فقال: أعندك فيه شيء؟ فقلت: نعم، كان ابن عباس يقول: الحجّ الأَكبر يوم عرفة، يعني من أدرك يوم عرفة إلى طلوع الفجر من يوم النحر فقد أدرك الحج، ومن فاته ذلك فقد فاته الحجّ، فجعل ليلة عرفة لما قبلها ولما بعدها، والدليل على ذلك، أنّه من أدرك ليلة النحر إلى طلوع الفجر فقد أدرك الحج، وأجزأ عنه من عرفة.

____________________

١٨ - معاني الأَخبار: ٢٩٥ / ٣.

(١) معاني الأَخبار: ٢٩٥ / ذيل الحديث ٣.

١٩ - معاني الأَخبار: ٢٩٦ / ٤.

٢٠ - معاني الأَخبار: ٢٩٦ / ٥، وأورد قطّعة منه عن الكافي في الحديث ١٠ من الباب ١ من أبواب الذبح.

٤٣

فقال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : الحج الأَكبر يوم النحر، واحتجّ بقول الله عزّ وجلّ:( فَسِيحُوا فِي الأرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) (١) فهي عشرون من ذي الحجّة والـمُحرم وصفر وشهر ربيع الأوّل وعشر من شهر ربيع الآخر، ولو كان الحجّ الأَكبر يوم عرفة لكان السيح أربعة أشهر ويوماً الحديث.

[ ١٨٥٤٨ ] ٢١ - عبدالله بن جعفر في ( قرب الإسناد ) عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليه‌السلام ) قال: الحج الأَكبر يوم النحر.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على إجزاء اضطراري المشعر في الإِحصار والصّد فيمن أُحصر ثم خفّ مرضه(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٤ - باب أنّ من أدرك اضطراري عرفة واضطراري المشعر أجزأه

[ ١٨٥٤٩ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم، عن الحسن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحسن العطار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا أدرك الحاج عرفات قبل طلوع الفجر، فأقبل من عرفات ولم يدرك الناس بجمع ووجدهم قد أفاضوا، فليقف قليلاً بالمشعر الحرام، وليلحق

____________________

(١) التوبة ٩: ٢.

٢١ - قرب الإِسناد: ٦٥.

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٣ من أبواب الإِحصار والصد، وفي الباب ١٧ من أبواب وجوب الحج.

(٣) يأتي في الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

الباب ٢٤

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٥: ٢٩٢ / ٩٩٠، والاستبصار ٢: ٣٠٥ / ١٠٨٨.

٤٤

الناس بمنى ولا شيء عليه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٥ - باب حكم من فاته الوقوف بالمشعر

[ ١٨٥٥٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن القاسم ابن عروة، عن عبيد الله وعمران ابني علي الحلبيّين، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا فاتك المزدلفة فقد فاتك الحج.

[ ١٨٥٥١ ] ٢ - وعنه(٣) ، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من أدرك جمعاً فقد أدرك الحج الحديث.

ورواه الكليني كما يأتي(٤) .

ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن عمّار مثله(٥) .

[ ١٨٥٥٢ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عثمان، عن

____________________

(١) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الأَحاديث ٨ و ٩ و ١١ و ١٣ و ١٥ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٢ من الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

الباب ٢٥

فيه ٧ أحاديث

١ - التهذيب ٥: ٢٩٢ / ٩٩١، والاستبصار ٢: ٣٠٥ / ١٠٨٩، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

٢ - التهذيب ٥: ٢٩٤ / ٩٩٨، والاستبصار ٢: ٣٠٧ / ١٠٩٥.

(٣) المعطوف عليه في المصدر هو ( موسى بن القاسم ) وهو الذي صرّح به المصنف في الحديث

١ من الباب ٢٧ الآتي. ولكن ظاهر كتابنا عطفه على ( الحسين بن سعيد ) فلاحظ.

(٤) يأتي في الحديث ١ من الباب ٢٧ من هذه الأبواب.

(٥) الفقيه ٢: ٢٨٤ / ١٣٩٤.

٣ - التهذيب ٥: ٢٩٣ / ٩٩٥، والاستبصار ٢: ٣٠٦ / ١٠٩٣.

٤٥

محمّد بن حكيم قال: قلت لأَبي عبدالله( عليه‌السلام ) : أصلحك الله الرجل الأَعجمي والمرأة الضعيفة تكونان مع الجمّال الأَعرابي، فإذا أفاض بهم من عرفات مرّ بهم كما هم إلى منى لم ينزل بهم جمعاً، قال: أليس قد صلّوا بها، فقد أجزأهم قلت: فإن لم يصلّوا بها؟ فقال: فذكروا الله فيها، فإن كانوا ذكروا الله فيها فقد أجزأهم.

ورواه الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان(١) .

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن حكيم(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمّد مثله(٣) .

[ ١٨٥٥٣ ] ٤ - ثمّ قال الصدوق: وروي فيمن جهل الوقوف بالمشعر أنّ القنوت في صلاة الغداة بها يجزيه، وإنّ اليسير من الدعاء يكفي.

[ ١٨٥٥٤ ] ٥ - وبإسناده عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن العباس بن معروف، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) فيمن جهل ولم يقف بالمزدلفة ولم يبت بها حتّى أتى منى، قال: يرجع، قلت: إنّ ذلك قد فاته، فقال: لا بأس به.

أقول: حمله الشيخ على من وقف بالمزدلفة شيئاً يسيراً لما

____________________

(١) الكافي ٤: ٤٧٢ / ١.

(٢) الفقيه ٢: ٢٨٣ / ١٣٩٠.

(٣) لا يخفى أَنّ ذكر هذا السند تكرار، لأَن أصل الحديث قد سبق عن الشيخ، بعين هذا السند.

٤ - الفقيه ٢: ٢٨٣ / ١٣٩١.

٥ - التهذيب ٥: ٢٩٢ / ٩٩٢، والاستبصار ٢: ٣٠٥ / ١٠٩٠.

٤٦

مضى(١) ، ويأتي(٢) .

[ ١٨٥٥٥ ] ٦ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) أنّه قال في رجل لم يقف بالمزدلفة ولم يبت بها حتّى أتى منى، قال: ألم ير الناس؟ ألم يذكر منى حين دخلها(٣) ؟ قلت: فإنّه جهل ذلك، قال: يرجع، قلت: إن ذلك قد فاته، قال: لا بأس.

أقول: تقدّم الوجه في مثله(٤) .

[ ١٨٥٥٦ ] ٧ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: قلت لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : جعلت فداك، إنّ صاحبيّ هذين جهلا أنّ يقفا بالمزدلفة، فقال: يرجعأنّ مكانهما فيقفأنّ بالمشعر ساعة، قلت: فإنّه لم يخبرهما أحد حتّى كان اليوم وقد نفر الناس، قال: فنكس رأسه ساعة، ثمّ قال: أليسا قد صلّيا الغداة بالمزدلفة؟ قلت: بلى، قال: أليس قد قنتا في صلاتهما؟ قلت: بلى، قال: تمّ حجُّهما ثمّ قال: والمشعر من المزدلفة، والمزدلفة من المشعر، وإنمّا يكفيهما اليسير من الدعاء.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٥) ، وكذا الذي قبله.

____________________

(١) مضى في الأَحاديث ١ و ٣ و ٤ من هذا الباب.

(٢) يأتي في الحديث ٧ من هذا الباب، وفي الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

٦ - الكافي ٤: ٤٧٣ / ٥، والتهذيب ٥: ٢٩٣ / ٩٩٣، والاستبصار ٢: ٣٠٥ / ١٠٩١.

(٣) في الكافي: ألم يرَ الناس [ و ] لم ينكر منى حين دخلها؟، وفي التهذيب: ألم ير الناس لم تبكر منى حين دخلها؟، وفي الاستبصار: ألم يرَ الناس لم يكونوا بمنى حين دخلها؟.

(٤) تقدّم في ذيل الحديث ٥ من هذا الباب.

٧ - الكافي ٤: ٤٧٢ / ٢.

(٥) التهذيب ٥: ٢٩٣ / ٩٩٤، والاستبصار ٢: ٣٠٦ / ١٠٩٢.

٤٧

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٢٦ - باب أنّ من ترك الوقوف بالمشعر عمداً بطل حجه ولزمه بدنة

[ ١٨٥٥٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن رئاب أنّ الصادق (عليه‌السلام ) قال: من أفاض مع الناس من عرفات فلم يلبث معهم بجمع ومضى إلى منى متعمّداً أو مستخفّاً فعليه بدنة.

محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن حريز، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) مثله(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) .

٢٧ - باب أحكام من فاته الحج

[ ١٨٥٥٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم، عن صفوان

____________________

(١) تقدّم في الباب ٢١ وفي الأَحاديث ١ و ٣ و ٥ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

الباب ٢٦

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٢: ٢٨٣ / ١٣٨٨.

(٢) الكافي ٤: ٤٧٣ / ٦.

(٣) التهذيب ٥: ٢٩٤ / ٩٩٦.

(٤) تقدّم في الحديث ٢ من الباب ٢٢ وفي الأَحاديث ٢ و ٣ و ٤ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

الباب ٢٧

فيه ٦ أحاديث

١ - التهذيب ٥: ٢٩٤ / ٩٩٨، والاستبصار ٢: ٣٠٧ / ١٠٩٥، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٢٥، وذيله عن الكافي والفقيه في الحديث ١ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

٤٨

ابن يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من أدرك جمعاً فقد أدرك الحجّ.

قال: وقال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : أيّما حاجّ سائق(١) للهدي، أو مفرد للحجّ، أو متمتع بالعمرة إلى الحج، قدم وقد فاته الحجّ فليجعلها عمرة وعليه الحجّ من قابل.

ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن عمّار(٢) .

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار نحوه، إلّا أنّه قال: وليحلّ بعمرة(٣) .

[ ١٨٥٥٩ ] ٢ - وعنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ضريس بن أعين قال: سألت أبا جعفر (عليه‌السلام ) عن رجل خرج متمتّعاً بالعمرة إلى الحجّ فلم يبلغ مكّة إلّا يوم النحر، فقال: يقيم على إحرامه ويقطّع التلبية حتّى يدخل(٤) مكّة، فيطوف ويسعى بين الصفا والمروة، ويحلق رأسه وينصرف إلى أهله، أنّ شاء، وقال: هذا لمن اشترط على ربه عند إحرامه، فإن لم يكن اشترط فإنّ عليه الحجّ من قابل.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب إلّا أنّه قال: يقيم بمكّة على إحرامه ويقطّع التلبية حين يدخل الحرم، فيطوف بالبيت ويسعى ويحلق رأسه ويذبح شاته - إلى أنّ قال: - [ هذا لمن اشترط على ربه ](٥) عند إحرامه

____________________

(١) في الفقيه: قارن. ( هامش المخطوط ).

(٢) الفقيه ٢: ٢٨٤ / ١٣٩٤.

(٣) الكافي ٤: ٤٧٦ / ٢.

٢ - التهذيب ٥: ٢٩٥ / ١٠٠١، والاستبصار ٢: ٣٠٨ / ١٠٩٨.

(٤) في المصدر: حين يدخل.

(٥) ما بين المعقوفين اضفناه من المصدر.

٤٩

أنّ يحلّه حيث حبسه، فإن لم يشترط فإنّ عليه الحجّ والعمرة من قابل(١) .

[ ١٨٥٦٠ ] ٣ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن معاوية بن عمّار قال: قلت لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : رجل جاء حاجّاً ففاته الحجّ ولم يكن طاف، قال: يقيم مع الناس حراماً أيّام التشريق ولا عمرة فيها، فاذا انقضت طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحلّ، وعليه الحجّ من قابل يحرم من حيث أحرم.

[ ١٨٥٦١ ] ٤ - وبإسناده عن حماد، عن حريز قال: سُئل أبو عبدالله (عليه‌السلام ) عن مفرد الحجّ فاته الموقفان جميعاً، فقال له إلى طلوع الشمس من يوم النحر، فإن طلعت الشمس يوم النحر فليس له حجّ ويجعلها عمرة، وعليه الحجّ من قابل، قلت: كيف يصنع؟ قال: يطوف بالبيت وبالصفا والمروة، فأنّ شاء أقام بمكّة، وإن شاء أقام بمنى مع الناس، وإن شاء ذهب حيث شاء، ليس(٢) هو من الناس في شيء.

[ ١٨٥٦٢ ] ٥ - وبإسناده عن الحسن بن محبوب، عن داود بن كثير الرقي قال: كنت مع أبي عبدالله (عليه‌السلام ) بمنى إذ دخل عليه رجل فقال: قدم اليوم قوم قد فاتهم الحجّ، فقال: نسأل الله العافية، قال: أرى عليهم أن يهريق كلّ واحد منهم دم شاة، ويحلّون(٣) وعليهم الحجّ من قابل إن انصرفوا إلى بلادهم، وإن أقاموا حتّى تمضي أيّام التشريق بمكّة ثمّ(٤) خرجوا إلى

____________________

(١) الفقيه ٢: ٢٤٣ / ١١٦٠.

٣ - التهذيب ٥: ٢٩٥ / ٩٩٩، والاستبصار ٢: ٣٠٧ / ١٠٩٦.

٤ - التهذيب ٥: ٤٨٠ / ١٧٠٤.

(٢) في المصدر: وليس.

٥ - التهذيب ٥: ٢٩٥ / ١٠٠٠ و ٤٨٠ / ١٧٠٥، والاستبصار ٢: ٣٠٧ / ١٠٩٧.

(٣) في موضع من التهذيب: ويحلق ( هامش المخطوط ).

(٤) في نسخة: حتّى ( هامش المخطوط ).

٥٠

بعض مواقيت أهل مكّة فأحرموا منه واعتمروا فليس عليهم الحجّ من قابل.

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب نحوه، إلّا أنّه قال: إنّ قوماً قدموا يوم النحر وقد فاتهم الحجّ(١) .

ورواه الصدوق بإسناده عن ابن محبوب نحوه(٢) .

أقول: حمله الشيخ على كون الحجّ تطوّعاً، وحمل صدره على الاستحباب، وجوّز الحمل على من شرط على ربّه في إحرامه لما مر(٣) .

[ ١٨٥٦٣ ] ٦ - عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الإسناد ) عن علي بن الفضل الواسطي، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: من أتى جمعاً والناس في المشعر قبل طلوع الشمس فقد فاته الحج، وهي عمرة مفردة إن شاء أقام، وأنّ شاء رجع وعليه الحج من قابل.

أقول: لعلّه محمول على فوت وقوف عرفة عمداً، وتقدّم ما يدلّ على المقصود هنا(٤) ، وفي أقسام الحجّ(٥) .

____________________

(١) الكافي ٤: ٤٧٥ / ١.

(٢) الفقيه ٢: ٢٨٤ / ١٣٩٥.

(٣) مرّ في الحديث ٢ من هذا الباب.

٦ - قرب الإِسناد: ١٧٤.

(٤) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢٢ وفي الأَحاديث ١ و ٣ و ٤ و ٥ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

(٥) تقدم في الحديث ٣١ من الباب ٢ من أبواب أقسام الحج، وفي الباب ٣ من أبواب الإِحصار والصد.

٥١

٥٢

أبواب رمي جمرة العقبة

١ - باب وجوب رميها يوم النحر مقدّماً على الذبح والحلق

[ ١٨٥٦٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأَعرج قال: قلت لأَبي عبدالله( عليه‌السلام ) : معنا نساء، قال(١) : أفض بهن بليل، ولا تفض بهن حتّى تقف بهن بجمع، ثمّ أفض بهن حتّى تأتي(٢) الجمرة العظمى فيرمين الجمرة، فإن لم يكن عليهن ذبح فليأخذن من شعورهن ويقصرن من أظفارهن ثم يمضين إلى مكّة الحديث.

[ ١٨٥٦٥ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد، عن علي

____________________

أبواب رمي جمرة العقبة

الباب ١

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٤٧٤ / ٧، والتهذيب ٥: ١٩٥ / ٦٤٧، وأورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ١٧ من أبواب الوقوف بالمشعر، وقطعة منه في الحديث ١ من الباب ٨ من أبواب الحلق والتقصير، وأُخرى في الحديث ٢ من الباب ٣٩ من أبواب الذبح.

(١) في المصدر: جعلت فداك، معنا نساء فأفيض بهنّ بليل؟ قال: نعم، تريد أن تصنع كما صنع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ؟قال: قلت: نعم، فقال:

(٢) في الكافي: تأتي بهنّ.

٢ - الكافي ٤: ٤٧٤ / ٤، وأورده بتمامه في الحديث ٤ من الباب ١٧ من أبواب الوقوف بالمشعر.

٥٣

ابن أبي حمزة، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: أي امرأة أو رجل خائف أفاض من المشعر الحرام بليل فلا بأس، فليرم الجمرة ثمّ ليمض وليأمرّ من يذبح عنه وتقصر المرأة ويحلق الرجل الحديث.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) ، وكذا الذي قبله.

[ ١٨٥٦٦ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله(٢) ، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) في رمي الجمار، قال: له بكل حصاة يرمي بها يحط عنه(٣) كبيرة موبقة.

ورواه البرقي في ( المحاسن ) مثله(٤) .

[ ١٨٥٦٧ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لرجل من الأَنصار: إذا رميت الجمار كان لك بكل حصاة عشر حسنات، تكتب لك فيما يستقبل(٥) من عمرك.

[ ١٨٥٦٨ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والأَئمّة (عليهم‌السلام ) ، إنمّا أُمر برمي الجمار لأَنّ إبليس اللعين

____________________

(١) التهذيب ٥: ١٩٤ / ٦٤٤، والاستبصار ٢: ٢٥٦ / ٩٠٤.

٣ - الكافي ٤: ٤٨٠ / ٧.

(٢) في المصدر: أحمد بن محمّد بن أبي عبدالله.

(٣) في المصدر: تحط عنه.

(٤) المحاسن: ٦٧ / ١٢٥.

٤ - الكافي ٤: ٤٨٠ / ٦.

(٥) في المصدر: لما تستقبل.

٥ - الفقيه ٢: ١٢٨ / ٥٤٨.

٥٤

كان يتراءى لإِبراهيم( عليه‌السلام ) في موضع الجمار فيرجمه إبراهيم( عليه‌السلام ) فجرت بذلك السنّة.

[ ١٨٥٦٩ ] ٦ - قال: وروي أنّ أوّل من رمى الجمار آدم (عليه‌السلام ) ثمّ إبراهيم (عليه‌السلام ).

[ ١٨٥٧٠ ] ٧ - قال: وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : رمي الجمار ذخر يوم القيامة.

[ ١٨٥٧١ ] ٨ - قال: وقال (عليه‌السلام )(١) : الحاجّ إذا رمى الجمار خرج من ذنوبه.

[ ١٨٥٧٢ ] ٩ - قال: وقال الصادق (عليه‌السلام ) : من رمى الجمار يحط عنه بكلّ حصاة كبيرة موبقة، وإذا رماها المؤمن التقفها الملك، وإذا رماها الكافر قال الشيطان: بإستك ما رميت.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على وجوب الرمي في كيفية الحجّ(٢) ، وغيرها(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

٦ - الفقيه ٢: ١٢٩ / ٥٤٩.

٧ - الفقيه ٢: ١٣٨ / ٥٩٣.

٨ - الفقيه ٢: ١٣٨ / ٥٩٤.

(١) في المصدر: وقال الصادق (عليه‌السلام )

٩ - الفقيه ٢: ١٣٨ / ٥٩٥.

(٢) تقدّم في الأَحاديث ٤ و ٧ و ١٦ و ٢٠ و ٢١ و ٢٢ و ٢٨ و ٢٩ و ٣٠ و ٣٤ و ٣٥ من الباب ٢ من أبواب أقسام الحج.

(٣) تقدّم في الحديث ٢ من الباب ٣ من أبواب الاحصار والصد، وفي الباب ١٧ وفي الحديث ٣ من الباب ٢١ من أبواب الوقوف بالمشعر.

(٤) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٨ من أبواب الذبح، وفي الأبواب الآتية من هذه الأبواب.

ويأتي ما ظاهره المنافاة في الحديثين ٤ و ٦ من الباب ٣٩ من أبواب الذبح، وفي الحديث ٢ من الباب ٢ من أبواب الحلق والتقصير.

٥٥

٢ - باب استحباب الطهارة لرمي الجمار، وعدم وجوبها له، وعدم استحباب الغسل له

[ ١٨٥٧٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه‌السلام ) عن الجمار، فقال لا ترم الجمار إلّا وأنت على طهر.

[ ١٨٥٧٤ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: سألته عن الغسل إذا رمى الجمار؟ فقال: ربما فعلت، فأمّا السنّة فلا، ولكن من الحرّ والعرق.

[ ١٨٥٧٥ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ويستحبّ أن ترمي(١) الجمار على طهر.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) ، وكذا كلّ ما قبله.

[ ١٨٥٧٦ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة ابن أيّوب، عن أبان، عن محمّد الحلبي، قال: سألت أبا

____________________

الباب ٢

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٤٨٢ / ١٠، والتهذيب ٥: ١٩٧ / ٦٥٩، والاستبصار ٢: ٢٥٨ / ٩١١.

٢ - الكافي ٤: ٤٨٢ / ٩، والتهذيب ٥: ١٩٧ / ٦٥٨، والاستبصار ٢: ٢٥٨ / ٩١٠.

٣ - الكافي ٤: ٤٧٨ / ١، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٣، وقطّعة منه في الحديث ٢ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر: أن يرمي.

(٢) التهذيب ٥: ١٩٨ / ٦٦١.

٤ - الكافي ٤: ٤٨٢ / ٨.

٥٦

عبدالله( عليه‌السلام ) عن الغسل إذا أراد أنّ يرمي؟ فقال: ربما اغتسلت، فأمّا من السنّة فلا.

[ ١٨٥٧٧ ] ٥ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البرقي، عن جعفر(١) ، عن أبي غسأنّ حميد بن مسعود(٢) قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن رمي الجمار على غير طهور؟ قال: الجمار عندنا مثل الصفا والمروة حيطان، أنّ طفت بينهما على غير طهور لم يضرك، والطهر أحبّ إليّ، فلا تدعه وأنت قادر عليه(٣) .

[ ١٨٥٧٨ ] ٦ - عبدالله بن جعفر الحميريّ في ( قرب الإسناد ) عن عليّ بن الفضل الواسطي(٤) ، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: لا ترم الجمار إلّا وأنت طاهر.

أقول: وتقدم ما يدلّ على ذلك في الطواف(٥) ، والسعي(٦) .

____________________

٥ - التهذيب ٥: ١٩٨ / ٦٦٠، والاستبصار ٢: ٢٥٨ / ٩١٢.

(١) في نسخة: أبي جعفر ( هامش المخطوط )

(٢) في نسخة: ابن أبي غسان، عن حميد بن منصور ( هامش المخطوط ). وفي التهذيب: ابن أبي غسان، عن حميد بن مسعود

(٣) في نسخة: تقدر عليه ( هامش المخطوط ).

٦ - قرب الإسناد: ١٧٤.

(٤) في المصدر: الفضل الواسطي.

(٥) تقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في الحديثين ١ و ٦ من الباب ٣٨ من أبواب الطواف.

(٦) تقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في الأَحاديث ١ و ٢ و ٦ و ٨ من الباب ١٥ من أبواب السعي.

٥٧

٣ - باب استحباب استقبال جمرة العقبة واستدبار القبلة داعياً بالمأثور، متباعداً عنها بنحو خمسة عشر ذراعاً

[ ١٨٥٧٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: خذ حصى الجمار ثمّ ائت الجمرة القصوى التي عند العقبة فارمها من قبل وجهها، ولا ترمها من أعلاها، وتقول والحصى في يدك « اللّهمّ هؤلاء حصياتي فأحصهنّ لي وارفعهنّ في عملي »، ثمّ ترمي فتقول مع كلّ حصاة « الله اكبر اللّهم أدحر عنّي الشيطان، اللّهمّ تصديقاً بكتابك، وعلى سنّة نبيّك، اللّهم اجعله حجاً مبروراً، وعملاً مقبولاً، وسعياً مشكوراً، وذنباً مغفوراً »، وليكن فيما بينك وبين الجمرة قدر عشرة أذرع أو خمسة عشر ذراعاً، فإذا أتيت رحلك، ورجعت من الرمي فقال: « اللّهمّ بك وثقت، وعليك توكّلت، فنعم الرب، ونعم المولى ونعم النصير ».

قال: ويستحبّ أن ترمي الجمار على طهر.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

____________________

الباب ٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٤: ٤٧٨ / ١، وأورد ذيله في الحديث ٣ من الباب ٢، وقطعة منه في الحديث ٢ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

(١) التهذيب ٥: ١٩٨ / ٦٦١.

٥٨

٤ - باب أنّه لا يجوز رمي الجمرات بغير الحصى، ووجوب كونها من الحرم

[ ١٨٥٨٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه‌السلام )(١) قال: حصى الجمار إن أخذته من الحرم أجزأك، وإن أخذته من غير الحرم لم يجزئك.

قال: وقال: لا ترم الجمار إلّا بالحصى.

[ ١٨٥٨١ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال: ( قال أبو عبدالله (عليه‌السلام )(٢) ، خذ حصى الجمار من جمع، فأنّ(٣) أخذته من رحلك بمنى أجزأك.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٤) ، وكذا الذي قبله.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) .

____________________

الباب ٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٤: ٤٧٧ / ٥، والتهذيب ٥: ١٩٦ / ٦٥٤، وأورده في الحديث ١ من الباب ١٩ من أبواب الوقوف بالمشعر.

(١) في المصدر: أبي عبدالله (عليه‌السلام )

٢ - الكافي ٤: ٤٧٧ / ١، وأورده في الحديث ١ من الباب ١٨ من أبواب الوقوف بالمشعر.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: وإن.

(٤) التهذيب ٥: ١٩٦ / ٦٥١.

(٥) تقدّم في البابين ١٨ و ١٩ من أبواب الوقوف بالمشعر، وعلى بعض المقصود في الأَحاديث ٣ و ٤ و ٩ من الباب ١ وفي الباب ٣ من الأبواب.

ويأتي ما يدلّ عليه في الأبواب ٥ و ٦ و ٧ و ١١ وفي الحديث ٢ من الباب ١٢ وفي الحديث ١٢ من الباب ١٧ من هذه الأبواب.

٥٩

٥ - باب وجوب كون حصى الجمار أبكاراً، وصفة الحصى

[ ١٨٥٨٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن ياسين الضرير، عن حريز، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) في حصى الجمار قال: لا تأخذه من موضعين: من خارج الحرم، ومن حصى الجمار الحديث.

[ ١٨٥٨٣ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد، عن عبد الكريم بن عمرو، عن عبد الأَعلى، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: لا تأخذ من حصى الجمار.

ورواه الصدوق مرسلاً إلّا أنه قال: لا تأخذ من حصى الجمار الذي قد رمي(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بقيّة المقصود(٢) .

٦ - باب أنّ من رمى فأصاب غير الجمرة لم يجزئه، ف أنّ أصاب غيرها ثمّ أصابها أجزاه

[ ١٨٥٨٤ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن عمّار، عن

____________________

الباب ٥

فيه حديثان

١ - الكافي ٤: ٤٧٨ / ٩، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ١٩ من أبواب الوقوف بالمشعر.

٢ - الكافي ٤: ٤٨٣ / ٣، وأورد قطّعة منه في الحديث ٣ من الباب ٧ من أبواب العود إلى منى، وذيله في الحديث ٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

(١) الفقيه ٢: ٢٨٥ / ١٣٩٨.

(٢) تقدّم في الباب ٢٠ من أبواب الوقوف بالمشعر.

الباب ٦

فيه حديثان

١ - الفقيه ٢: ٢٨٥ / ١٣٩٩، والتهذيب ٥: ٢٦٦ / ٩٠٧، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٥ وقطّعة منه في الحديث ١ من الباب ٦، وصدره في الحديث ١ من الباب ٧ من أبواب العود إلى منى.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168