• البداية
  • السابق
  • 168 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 45858 / تحميل: 7225
الحجم الحجم الحجم
تأريخ جديد للتأريخ  على هامش الفرق الإسلامية

تأريخ جديد للتأريخ على هامش الفرق الإسلامية

مؤلف:
العربية

تأريخ جديد للتأريخ

على هامش الفرق الإسلامية

أحمد فرج الله

١

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنينعليهما‌السلام للتراث والفكر الإسلامي

بانتظار أن يوفقنا الله تعالى لتصحيح نصه وتقديمه بصورة أفضل في فرصة

أخرى قريبة إنشاء الله تعالى.

٢

٣

الإهداء

الى الذين لا يخيفهم أن يبحثوا عن حقائق جديدة

ولا يؤذيهم أن يجدوها

الى الأحرار فكرا وسلوكا

أهدي هذا الجهد المتواضع

٦/٦/١٩٩٧

٤

٥

المقدمة

حين كنت أهيئ لكتابي عن المعتزلة(١) اضطررت لمراجعة عدد كبير من الكتب المتصلة بالفرق والمذاهب، لمعرفة موقفها في هذه المسألة أوتلك من المسائل التي تناولها الكتاب، ومقارنتها مع موقف المعتزلة فيها.

ولقد أثار استغرابي ما وجدت من اضطراب كبير فيما ينقله المؤلفون عن مواقف تلك الفرق، وما ينسبونه لها، حتى انك لا تستطيع ان تكون صورة صادقة أو قريبة من الصدق عن الفرقة التي تريد دراستها استناداً الى ما أورده عنها اولئك المؤلفون، فهذه الصورة تفلت من بين يديك كلما انتقلت من مؤلف رآخر، وكأن الأمر يتعلق بأساطير تخضع لخيال المؤلف وهواه، لا بفرق وعقائد، اول ما يفترض فيها ان تكون ثابتة وواضحة ومعروفة، ثم هي فرق وعقائد إسلامية، أو على الاقل نبتت في بيئة اسلامية، فليس من اليسير ان تخرج عن هذه البيئة التي نبتت ونشأت فيها، مهما تعصب بعض المؤلفين ضدها ومهما كانت الاتهامات الموجهة اليها. وهي لو خرجت فلا يمكن ان تتجاوز في ذلك حداً معلوماً. وهي لو تجاوزت هذا الحد فلا يمكن ان تتجاوز الحد الادنى مما هو

____________________

(١) هو ( المعتزلة حقائق وأوهام ).

٦

معقول انسانياً، بصرف النظر عن الدين الذي ينتمي اليه والا لأصبحت واصبح اتباعها موضوع الهزء والسخرية، بل لما كان لها اتباع ابتداء.

واجهت كل هذا وانا أهيئ لكتابي عن المعتزلة، فهالني ذلك وشدد عزمي على ان أعود الى هذا الموضوع بعد الفراغ من الكتاب.

وها انا أفي بوعدي الذي قطعته على نفسي خدمة للحقيقة وانصافاً لأشخاص وفرق، ظلموا لأنهم لا يملكون الرد على من اتهمهم لأسباب كثيرة منها أنهم لم يوجدوا اصلاً.

وبدءً أود ان انبه الى ان كتابي هذا ليس كتاباً في الفرق لأستقصي فيه كلّ هذه الفرق وما يتصل بها وبعقائدها، فذلك ما لم أرده وما هو خارج حدود كتابي الذي لم اقصد فيه الى اكثر من تصحيح بعض ما اخطأ فيه الكتاب عمداً أو سهواً من عقائد فرق لم تجد حتى الان الا من يضيف الى الاخطاء السابقة فيه اخطاء جديدة اليها.

٧

الشيعة

وهم اولى الفرق الاسلامية التي يبحثها غالبية المؤلفين في الفرق والمذاهب(١) .

والشيعة اصطلاحاً هم الذين تشيعوا لعلي ووالوه وفضلوه على باقي الصحابة ورأوه احق بالخلافة من غيره.

وهذا هو ما يجمع عليه الشيعة بكل فرقهم وما لا يختلفون فيه. بل أظنه هو الذي يميزهم عن سواهم من الملسمين الذين لا يختلفون في فضل علي او الذين لا يختلفون في كونه افضل الصحابة. لكنهم لا يرون ما يراه الشيعة في موضوع الخلافة(٢) .

فتفضيل علي والقول بإنه احق الصحابة بالخلافة اذن هو الأصل الذي يجمع فرق الشيعة. واذا كان هناك من اختلاف بينها، ففيما لا يخرج عن هذا الاصل مما هو طبيعي ومعروف لدى جميع الفرق الاسلامية وغير الاسلامية..

لكنك غذا رجعت الى كتب الفرق والمذاهب. فإنك تجد المؤلفين قد ذهبوا فيما يسمونه فرق الشيعة، مذاهب لا يمكن ان تخطر لك او لغيرك على بال. فأول ما يواجهك منها هذا التباين الكبير في عدد الفرق التي يطلقون عليها اسم الشيعة.

____________________

١- الأشعري في مقالات الإسلاميين والبغدادي في الفرق بين الفرق والأسفراييني في التبصير في الدين وابن حزم في الفصل ونشوان الحميري في الحور العين وخالفهم في ذلك الشهرستاني في الملل والنحل والرازي في اعتقادات فرق المسلمين والمشركين والمقريزي في الخطط.

٢- كمعتزلة بغداد الذين يذهبون في عمومهم الى تفضيل علي على الصحابة كافة لكنهم لا يربطون بين أفضلية علي وبين أحقيته في الخلافة.

٨

كم هو، في ضوء ما قدمنا، عدد الفرق الشيعية، أي الفرق التي يعالجها مؤرخو المذاهب تحت هذا العنوان، فأنا، وللأسف الشديد، لم اصل الى تحديد العدد الذي يتباين، نزولاً وصعوداً من كاتب لآخر ومن كتاب لآخر. هذا ابو الحسن المللطي(١) ارجع اليه في كتابه ( التنبيه والرد ) فأجد العدد لا يتجاوز الإحدى والعشرين فرقة(٢) . واستطلع البغدادي في ( الفرق بين الفرق ) فأجد العدد قد تخطى الثلاثين(٣) وهو كذلك عند الأسفراييني في ( التبصير في الدين)(٤) .وارجع الى الرازي في ( اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ) فاجد العدد قد ارتفع الى الأربعين(٥) . واقرأ ( الحور العين ) لنشوان الحميري فأرى الفرق قد بلغت الإحدى والاربعين(٦) .واراجع ابن حزم فأراه قد أدرك الست والخمسين(٧) . وأقرأ مقالات الإسلاميين للأشعري فأجد عدد الفرق قد وصل أو تجاوز العدد عند ابن حزم(٨) . واعد الفرق عند الشهرستاني فأجدها تجاوزت السبعين، وما أظن الشهرستاني وهو مشغول بخلق فرق الشيعة، الا قد نسي الحديث السيئ الصيت عن الفرق الثلاث والسبعين التي يفترق اليها المسلمون، والفرقة الناجية منها. فهو لم يترك لهذه الفرقة مكاناً للنجاة بعد ما بلغت فرق الشيعة وحدها عنده - ودون جميع الفرق المسلمة الأخرى - الثلاث والسبعين او تجاوزها فاستأثرت،

____________________

١- أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي العسقلاني من فقهاء الشافعية له تصانيف منها التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع الذي ننقل عنه كانت ولادته في ملطية ووفاته في عسقلان ٣٧٧ه-.

٢ - برغم أن الملطي يذكر في بداءة بحثه عن الرافضة أن فرقهم ثماني عشرة فرقة إلا أن الفرقة الثامنة عشرة عنده وهي الزيدية يفصلها الى أربع وبإضافة هذه الأربع فرق الى الصامنة عشرة السابقة يكون المجموع إحدى وعشرين فرقة لا ثماني عشرة كما ذكر ص٢٥، ٣٨ لكن الغريب أن الملطي يعود في ص١٤٨ فيقول انهم خمس عشرة فرقة وحين عددناهم وجدناهم هذه المرة قد نقصوا الى اثنتي عشرة فرقة وربما رأى الملطي أن العدد في المرة الأولى قد تجاوز الثلاث والسبعين ولم يبق مكان للفرقة الناجية في حديث الثلاث والسبعين فرقة فاضطر الى إنزال هذا العدد لينسجم مع الرقم الوارد في الحديث المذكور. هذا عن العدد فحسب أما الأخطاء التي يتضمنها كتابه فلنا وقفة طويلة أخرى فما أظن هذا الهامش يمكن أن يستوعب أخطاء صفحة واحدة من كتابه.

٣- أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي العالم الجليل صاحب المصنفات الكثيرة في مختلف الفنون ت في أسفرايين ٤٢٩ ه- من مصنفاته كتاب ( الفرق بين الفرق ) الذي ننقل عنه تصحيح وتحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري.

٤- أبو المظفر شاهفور بن طاهر بن محمد الأسفراييني الشافعي من كبار العلماء في الاصول والفقه والتفسير ت في طوس ٤٧١ه- من مؤلفاته التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين بتعليق الشيخ محمد زاهد الكوثري ونشر السيد عزة العطار القاهر البغدادي في كتابه ( الفرق بين الفرق ) إلا في القليل.

٥- فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن الرازي من أكابر العلماء ألف في شتى الفنون مولده في الري وإليها نسبته ووفاته في هراة ٦٠٦ كتب ونظم باللغتين العربية والفارسية من مؤلفاته اعقادات فرق المسلمين والمشركين مراجعة وتحرير علي سامي النشار نشر مكتبة النهظة المصرية ١٩٣٨ ص٥٢.

٦- أب سعيد نشوان بن سعيد الحميري اليمني امير وعالم باللغة والأدب من أهل اليمن ت ٥٧٣ه- من كتبه الحور العين تحقيق كمال مصطفى طبعة معادة في طهران ١٩٧٢ ص١٥٤ وما بعدها.

٧- أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري المذهب ولد في قرطبة ٣٨٤ه- وتوفي في ليلة من بلاد الأندلس ٤٥٦ه- احد كبار علماء الأندلس له مصنفات كثيرة منها الفصل في الملل والأهواء والنحل بتحقيق الدكتورين محمد إبراهيم نصر وعبد الرحمن عميره نشر دار الجيل ١٩٨٥ ص٣٥ وما بعدها.

٨- أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري من نسل أبي موسى الأشعري ت ٣٣٠ ه- شيخ أهل السنة ومؤسس المذهب الأشعري كان في بداية أمره معتزلياً ثم انقلب على المعتزلة وحاربهم، له في الكلام مصنفات عديدة منها مقالات الإسلاميين بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ط أولى ج ١ نشر مكتبة النهضة المصرية في القاهرة ١٩٥٠ ص٦٥ وما بعدها.

٩

من غير ان ينتبه طبعاً، بالمكان المخصص للفرقة الثالثة والسبعين الناجية والا لأنقص العدد ونزل به الى حيث تبقى تلك الفرق ضمن الفرق الهالكة(١) ويبقى المكان محجوزاً لا يحله من لا يحمل شارة الفرقة(٧٣) في مكان واضح من جسمه.

بل ان العدد عند المقريزي يتجاوز مجموع الفرق التي رأيناها عند كل الذين سبقوا فهو يصل الى ثلاث مئة فرقة(٢) .

ولا أدري ان كان المقريزي في حالة وعي كامل وهو يحدد هذا الرقم. فما أظن مجموع فرق الأديان كلها، لا المسلمين فقط ولا الشيعة وحدهم من بين المسلمين، يبلغ هذا العدد او يقرب منه.

فهل عرفت سيدي القارئ كم هو عد الفرق الشيعية ؟ وهل تلومني اذا قلت أنني لم اصل بعد الى تحديد دقيق لهذا العدد الذي ينزل ويصعد، تبعاً لموقف المؤلف وهواه. فيبدأ بإحدى وعشرين فرقة لينتهي بثلاثمائة، وكأن الموضوع من التفاهة بحيث نستطيع ان ننقص او نزيد، نلغي او نضيف، ما شئنا من هذه الفرق واليها. لا اننا امام عقائد ومذاهب قد نؤيدها وقد نختلف معها، لكننا لا نستيطع ان نخلقها او نلغيها(٣) .

فاذا تجاوزنا العدد وجدنا ان تصنيف هذه الفرق يختلف كذلك من مؤلف لآخر.

فما هي الاصناف التي عدها آلمؤرخون شيعية ووزعوا بينها فرق الشيعة ؟ هنا ايضا سنواجه الصعوبة نفسها التي واجهناها قبلاً ونحن نحاول الوصول الى عدد الفرق، مع ان تصنيف هذه الفرق ضمن اصناف رئيسية كبيرة يفترض

____________________

١- أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ٤٧٩ه- - ٥٤٨ه- المتكلم والمؤلف المشهور في علم الكلام وأديان الأمم ولد في شهرستان شمال خراسان وإليها نسبته له الكثير من المؤلفات منها المللل والنحل الذي ننقل عنه بتحقيق محمد سيد كيلاني ط أولى نشر دار المعرفة ببيروت ١٩٧٥ ج١ ص١٤٦ وما بعدها.

أما حديث افتراق المسلمين على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون هالكة وواحدة ناجية فتراه باختلاف صيغه يتصدر غالبية كتب الفرق أو الكتب التي تعرضت لها. تجده في التبيه والرد للملطي ص٢٠ والفرق بين الفرق ص٩ والتبصير في الدين ص١٠ والملل والنحل ج١ ص١٣ وشرح مواقف الأيجي للجرجاني ط١٣١١ ه- ج٣ ص٢٨١ وخطط المقريزي ج٤ ص١٦٣ واصول الدين لأبي اليسر البزودي ص٢٤١ وتلبيس ابليس لابن الجوزي ط - بغداد ١٩٨٢ ص٧ فما بعدها.

وقد لعب هذا الحديث - مع الأحاديث المماثلة - دوراً خطيراً في حياة المسلمين وتمزيقهم فكانت كل فرقة تدعي أنها المعنية به وأنها وحدها الناجية دون بقية فرق المسلمين التي تعدها طبعاً فرقاً هالكة.

وأحسب هذا الحديث وراء ما نراه من اضطراب وخلط كبيرين فيما ينقله المؤلفون عن عقائد الفرق الإسلامية وعن أصنافها وعددها.

فيبدو أن كل مؤلف في الفرق أو كاتب عنها كان يضع هذا الحديث أمامه وهو يكتب فيضيف ويحذف وينقل ويوزع ليجمع في الأخير العدد المذكور في الحديث وهو الاثنتان والسبعون فرقة الهالكة دون أي اعتبار لعقائد تلك الفرق والتحري عنها والتأكيد منها.

ولهذا كانت فرق الكيسانية وحدها مثلاً إحدى عشرة عند الأشعري ولم تتجاوز الاثنين عند صاحب الفرق بين الفرق.

ولهذا ايضا جمع الأيجي كل الفرق من غير الغلاة وغير الزيدية وجعل منهم فرقة واحدة تحت اسم الإمامية مع أن تلك الفرق تبلغ عند الأشعري أربعاً وعشرين فرقة تحت اسم الرافضة.

وما كان الأيجي ليلجأ الى هذا فيدمج أربعاً وعشرين فرقة في فرقة واحدة لو لا الحديث المذكور واضطراره للانسجام مع العدد الوارد فيه دون أدنى اهتمام لما يسمى علماً وأمانة وبحثاً.=

١٠

____________________

=بل ان البزودي يذكر أنه رأى ( لمكحول النسفي صاحب اللؤلؤيات تصنيفاً في هذا وجعلهم ستة أصناف... وجعل كل صنف على اثني عشر صنفاً فصاروا اثنين وسبعين ) ( أصول الدين لأبي اليسر محمد بن محمد بن عبد الله البزودي ت ٤٩٦ ه- تحقيق وتقديم الدكتور هانز بيترلنس القاهرة ١٩٦٣ ص٢٤١.

وحسناً فعل مكحول هذا فهو قد أراح نفسه وأراحنا معه من الجمع والطرح واحتمال الزيادة والنقصان في عدد الفرق. لقد كان لديه رقم هو اثنان وسبعون يمثل مجموع الفرق الهالكة في نظره ولا يمكن أن يقسم هذا الرقم بما لا يترك زيادة إلا على ستة. إذن فلتكن هذه الأصناف ستة. يضم كل منها اثنتي عشرة فرقة فيكون حاصل الجمع اثنتين وسبعين فرقة هالكة.

وما فعله مكحول فعله الجرجاني في التعريفات طبع المطبعة الميمنية ص٢٣. وفعله بوضوح وتفصيل أكثر ابن الجوزي في تلبيس ابليس ص١٩ فما بعدها حين خلق تحت كل

صنف من هذه الأصناف الستة اثنتي عشرة فرقة جعل لكل منها اسماً وعقيدة دون أن يقتصر على ذكر العدد الإجمالي لها كما فعل صاحب التعريفات.

هكذا وبهذه البساطة تبحث الفرق الإسلامية وتدرس عقائدها ويعرض تأريخ الإسلام بعد أن تحولت فرق المسلمين وعقائدهم وأفكارهم الى مجرد أرقام لا يهم الباحث منها إلا ما يتعلق بقبولها أو عدم قبولها للقسمة..

ثم ان الفرق الهالكة هي فرق في النار شأنها في ذلك شأن الكفرة في نظر المسلمين فماذا يعني الهلاك غير هذا وليس في الآخرة من مكان ثالث بعد الجنة التي اعدت للمؤمنين والنار التي هيئت للكافرين.

لو كان هناك منازل متعددة غير الجنة والنار وكان الاختلاف يسيراً بينها لجاز أن نتقبل الحديث على أنه لا يعني أكثر من حرمان هذه الفرق من بعض الامتيازات التي كان من الجائز أن تتمتع بها كفرق مسلمة قصرت في بعض واجباتها فقصر في بعض امتيازاتها.

ولكن ما العمل اذا لم يكن هناك، كما قلنا غير الجنة وغير النار ؟ ولم يكن ما يقابلهما غير النجاة وغير الهلاك ولا يمكن طبعاً ان يذهب الناجي والهالك الى المكان نفسه: الى الجنة مثلاً وإلا فلا معنى للهلاك. ولا يمكن ان يذهبا الى النار لأن في ذلك ضلماً للناجي وتسوية له مع الهالك وتناقضاً بين تسميته ناجياً وبين الذهاب به الى النار.

لم يبق إذن إلا أن يذهب كل الى مكانه الذي أُعد له: الناجي الى الجنة والهالك الى النار حيث الكفرة والمشركون.

بل إن الحديث ينص في بعض صيغه المنقولة على دخول النار دون الاقتصار على لفظ الهلاك الذي يعني أيضاً دخول النار وان لم يكن باللفظ نفسه.

فأنا أشهد الشهادتين وأصلي وأصوم وأزكي وأحج ولا أرتكب شيئاً مما حرم الله ثم أدخل النار لأني من فرقة معينة أو لأني لست من فرقة معينة.

أكانت أسماء الفرق والمذاهب قد أضيفت الى أركان الإيمان المعروفة فأصبح المؤمن هو من يجمعها ومن ينتمي بالإضافة إليها لفرقة معينة باسمها ليكون من لم ينتم لتلك الفرقة مثواه النار خالداً فيها مع الكفرة والمشركين بصرف النظر عما أسلف من حسنات حتى لو قضى حياته كلها مصلياً صائماً مجاهداً في سبيل الله وإعلاء كلمة الإسلام ؟

أليست هذه هي النتيجة الوحيدة التي يقودنا إليها هذا الحديث أو في أحسن الحالات إحدى نتيجتين يقودنا إليهما ؟ فالثانية ستكون البقاء في النار مع العصاة وأصحاب الكبائر من المؤمنين ولكن دون تخليد فيها كالكفرة بل المدة التي تتناسب مع المعصية المرتكبة وهي هنا الانتماء أو عدم الانتماء لفرقة معينة.

هذا إذا رضي أصحاب الحديث ان يعاملوا هذه الفرق الاثنتين والسبعين معاملة العصاة الفاسقين لا معاملة الكفرة والمشركين.

ثم كيف يقول الحديث ( ستفترق أمتي... ) يعني أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أي المسلمين وقد أخرجت منهم ابتداء تلك الفرق.

وكيف يبحث أصحاب المقالات والمؤلفون هذه الاثنتين والسبعين فرقة ضمن الفرق الإسلامية وهم يعلمون مسبقاً أنهم في النار وحكمهم حكم المشركين والكفار؟

وكيف حددت هذه الفرق على بعد ما بينها في العقيدة والمذهب وجعلت كلها - برغم هذا البعد - في مكان واحد هو النار ؟ وكيف تم تمييز الفرقة الثالثة والسبعين ( الناجية ) ؟ وماذا لو قالت كل فرقة انها هي المعنية بالحديث خصوصاً وان هذا الحديث لم يعين فرقة باسمها ؟=

١١

____________________

=وماذا سنصنع بحديث آخر يرويه مثل رواة الحديث السابق أو أكثر عدداً وهو ( لا تجتمع أمتي على ضلال ) ؟ وقد اجتمعت على الضلال اثنتان وسبعون فرقة من ثلاث وسبعين هي مجموع فرق المسلمين ؟

وحديث ثالث في مثل شهرته يقول ( اختلاف أمتي رحمة ).

وقد رأيت ان اختلافها ادخل اثنتين وسبعين فرقة من ثلاث وسبعين - هي مجموع فرق المسلمين - في النار.

فهل الرحمة الواردة في هذا الحديث تعني الهلاك ودخول النار، كحكم الذين لم يسلموا ولم يعترفوا بنبوة محمد ؟!!

وبمناسبة حديثنا عن هذا ( الحديث ) فإني أرجو ذوي الاختصاص في الديانتين اليهودية والمسيحية إعلامي عن عدد الفرق في كل منهما وهل هو فعلاً إحدى وسبعون فرقة في اليهودية واثنتان وسبعون في المسيحية كما يذكر أصحاب ( الحديث ) ؟ وهل هناك في كل منهما واحدة ناجية فحسب ؟

ولماذا لا يكون افتراق هذه الأديان عن بعضها إلا بزيادة فرقة واحدة ؟ فاحدى وسبعون في اليهودية واثنتان وسبعون في المسيحية وثلاث وسبعون في الإسلام فالاختلاف بينها أو بالأحرى بين اللاحق والسابق منها هو دائما كما ترى بفرقة واحدة زائدة ؟

وأشير هنا الى الشيخ محمد زاهد الكوثري الذي قدم بحثين قيمين عن هذا الحديث في مقدماته لكل من الفرق بين الفرق للبغدادي والتبصير في الدين للأسفراييني وهو ما يستحق عليه أكثر من شكر.

وتجد ثتبنا بمراجع هذا الحديث في هامش ص٢٩٢ من الجزء الثالث من الفصل لابن حزم.

وعلى كل فان هذا الحديث الذي يرويه أكثر الرواة، منقولاً عن النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجدته منقولاً عن علي ايضا في الجزء الرابع من تاريخ الطبري ص٤٧٩ والثالث من ابن الأثير ص١١٦ حوادث سنة ٣٦ه- وكان صاحب هذا الحديث هو على نفسه لا النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢- أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين المقريزي مؤرخ الديار المصرية ولادته ووفاته في القاهرة ٧٦٦ه- - ٨١٥ه- له مصنفات كثيرة خصوصا في التاريخ منها كتاب ( المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ) المعروف بخطط المقريزي نشر الشيخ احمد علي المليجي مطبعة النيل بالقاهرة ١٣٢٥ه- ج٤ ض١٧٣.

٣- فرق الزيدية وحدها تبدأ بثلاث عند البغدادي والأسفراييني والرازي ثم ترتفع الى ست عند الأشعري فثمان كما يذكر المسعودي لتصل الى خمس عشرة عند البرسي في مشارق أنوار اليقين ص٢٥٥.

١٢

الا يثير الصعوبة نفسها ولا الاشكال نفسه. لأننا في هذه الحالة لا نتابع الفرق ذاتها، وهي كثيرة نسبياً، وانما عدداً محدوداً من الأصناف التي تضم تلك الفرق والتي تتحد او تشابه في اصولها العامة.

ولكن حتى هذه الاصناف تبدو وكأنها غير خاضعة لما يميزها عن بعضها ويرسم الحدود بينها. فالفرق تنتقل عبرها كما تشاء، او بالأحرى كما يشاء المؤلف، في سهولة ويسر لا نعرفهما الا عند مؤرخينا سيما عندما يتعرضون لما يخص الشيعة من جليل الأمر وصغيره. فليس هناك منم اعتبار للعقيدة التي يجب ان تكون هي الاساس عند المؤلف وهو يضع ( فرقة ) مكانها من هذا الصنف او ذاك من الأصناف التي سماها المؤلفون شيعية.

فالملطي مثلاً وهو يتحدث عن الرافضة وفرقهم الإحدى والعشرين، يقول انهم يلقبون بالإمامية، ملغياً كل الأصناف الأخرى. فليس لدى هذا المؤلف اذن الإ صنف واحد اسمه الإمامية، جمع فيه كل الفرق التي عدها شيعية على تباعد عقائدها.

ويتفق مع الملطي في وحدة الصف، المقريزي في خططه فهو يطلق اسم ( الروافض ) مكتفياً به عن اسماء الأصناف التي اعتاد المؤلفون ان يرجعوا اليها الفرق الشيعية في نظرهم(١) .

كما يتفق مع الملطي في وحدة الصنف ايضاً، ابن الجوزي في ( تلبيس ابليس ) والجرجاني في ( التعريفات ) فليس عند أي منهما غير صنف واحد لفرق الشيعة تحت اسم ( الرافضة )(٢) .

____________________

١- التنبيه والرد ص٢٥ وخطط المقريزي ج٤ ص١٧٣.

٢- تلبيس إبليس ص٢٢ وتعريفات الجرجاني ص٢٣ ويلاحظ ان ابن الجوزي لا يكتفي بجعل الشيعة فرقة من فرق الرافضة بل يجعل العباسية القائلين ان ( العباس كان أولى بالخلافة من غيره ) وبينهم علي طبعاً من فرق الرافضة فضلا عن فرق جديدة وخلط كبير.

١٣

ونحب ان نشير هنا الى ما فاتنا ذكره من قبل، وهو ان ابن الجوزي والجرجاني يجعلان فرق الرفض اثنتي عشرة فرقة، وهو عدد جديد للفرق الشيعية يخالف ما مر بنا من اعداد سابقة، ويزيد الموضوع غموضاً وتعقيداً، الى غموضه وتعقيده.

وعجبت لم نزل ابن الجوزي والجرجاني بعدد الفرق الشيعية الى اثنتي عشرة، وكان الاتجاه يميل - كما رأينا - الى زيادة العدد كلما تقدمنا في الزمان.

لكن عجبي هذا لم يطل حين وجدت المؤلفين قد وزعا المسلمين، من غير الفرقة الناجية، الى ستة اصناف. فكان عليهما، تحقيقاً للعدل بينها كما أظن ! ان يجعلا تحت كل صنف اثنتي عشرة فرقة دون زيادة او نقص لكي لا يتجاوز مجموع الفرق، الاثنتين والسبعين، فتعتدى بالتالي على حقوق الفرقة التي تحمل الرقم ٧٣.

وربما عدنا الى ابن الجوزي فيما بعد لكن ما يجب تسجيله هنا ان ابن الجوزي يجعل الشيعة فرقة من فرق ( الرافضة ) لا العكس مخالفا في ذلك اجماع المؤرخين.

واعود بعد هذا الاستطراد الى الأشعري الذي يرد الفرق التي يسميها شيعية الى ثلاثة اصناف هي الغالية والرافضة والزيدية.

ويتفق معه في العدد ابن حزم في ( الفصل ) لكنه يضع بدل الرافضة ( الإمامية من الرافضة ) والأسفراييني الذي يجعلها هو الآخر ثلاثة اصناف تحت اسم ( الروافض ) وهي الزيدية والكيسانية والإمامية. اما الفرق التي يسميها

١٤

الغلاة ( فلا يعدون في زمرة الملسمين ) كما يقول ويبحثها في مكان آخر بعدهم(١) .

ويوزع البغدادي والرازي الرافضة على اربعة اصناف هي الزيدية والإمامية والكيسانية والغلاة(٢) .

ويحدد الشهرستاني الأصناف بخمسة هي الكيسانية والزيدية والإمامية والغلاة والإسماعيلية(٣) .

اما صاحب ( الحور العين ) فيخالف السابقين جميعاً، حين يجعل الزيدية كلهم فرقة واحدة، والإمامية، بكل فرقهم بما فيهم الكيسانية فرقة واحدة، مضيفاً اليهم اربع فرق اخرى ثم يبدأ في تفصيل فرق الزيدية والإمامية..

فأنت لا تدري ان كان يتكلم عن اصناف ام عن فرق أم انه يجمع بين الاثنين(٤) .

والاختلاف في عدد الأصناف بين واحد وخمسة أو ستة يستدعي طبعاً، اختلافا آخر في عدد الفرق الداخلية تحت كل صنف.

ولكن هل انتهينا عند هذا الحد من الاختلاف في عدد الفرق، وفي اصنافها، وفيما يضمه كل صنف منها، وهو اختلاف كبير ؟ لا اظن، فحتى لو تسامحنا في ذلك، فإننا سنواجه الاختلاف في اسماء الفرق التي جعلوا منها فرقا شيعية. فهذه الفرقة ليس لها اسم عند هذا المؤلف وفي هذا الكتاب. او لها اسم ولكنه يختلف عن الاسم الذي تجده عند مؤلف آخر كتاب آخر، وهو ما يسد منافذ الرؤية امامك وانت تحاول ان تدرس وتبحث وتحقق.

____________________

١- مقالات الاسلاميين ج١ ص٦٥ والفصل في الملل والأهواء والنحل ج٥ ص٣٥ والتبصير في الدين ص١٥.

٢ - الفرق بين الفرق ص١٨ واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص٥٢.

٣- الملل والنحل ج١ ص١٤٦ - ١٤٧.

٤- الحور العين ص١٥٤.

١٥

فاذا تركت الأسماء، وجدت ان هذه الفرقة الواحدة تتكرر بالاسم نفسه احياناً، في اكثر من صنف من اصناف الفرق الشيعية، وكأنها ليست الفرقة ذاتها هنا وهناك.

فاذا رضيت بذلك، وجدت ان بعض هذه الفرق ليس وراءها اكثر من شخص واحد، وقد يكون مختلفا، هو الذي تحمل اسمه وتنسب اليه، او عدد محدود من الأشخاص لا يسمح مطلقا بأن يؤلفوا فرقة او يبحثوا بوصفهم فرقة.

فاذا قبلت بكل ذلك ادهشك ان غالبية هذه الفرق ( الشيعية ) كما تصنف عادة، لا علاقة لها من قريب او بعيد، بعلي بن ابي طالب الذي يفترض ان اسمها جاء من تشيعها له. وادهشك أكثر، ان من بين هذه الفرق الشيعية، من يبغض علياً ويعاديه. بل وفيها من يكفره، ثم لا يتحرج المؤرخون من مناقشة هذه الفرق وبحثها بوصفها من فرق الشيعة.

أراني قد اطلت عليك الحديث، لكن عذري فيه، انه يتناول قضايا لها من الخطورة بقدر ما لها من الإمتاع، فهو يتناول جانباً مهماً من جوانب الفكر الإسلامي: ذلك الذي يمس عقائد الفرق الإسلامية، ما هو صادق وما هو منحول منها، ونظرة المؤرخين اليها.

على ان حديثي لم يتجاوز حتى الآن، الكلام العام، دون ان يعرض لتلك الفرق وعقائدها، بما يؤكد هذا الكلام ويعززه.

واحسب منم حقك ان تطالبني بذلك، والا فإنني لم أفعل اكثر من اضافة واحد الى هؤلاء الذين انتقدتهم قبل قليل، ولن يكون حديثي فيما انتقدتهم فيه،

١٦

الا ضرباً من اللغو الذي لا يحفل بعقل الإنسان ولا يضيف الى الصورة التي شوهتها أقلام سابقة الا تشويهاً جديداً لم يبق له مكان فيها.

سأحاول اذن ان اتناول فرق الشيعة ومواقف المؤرخين منها، مبتدئاً بما يسمى بفرق ( الرافضة ).

ولكن قبل الفرق ذاتها، أرى من الضروري ان اقف عند مفهوم الرافضة الذي يضم تلك الفرق، ليكون البحث فيها بعد ذاك اوضح واسهل، واقرب الى قواعد المنطق.

ويتصل بالرافضة مفهوم آخر، هو الكيسانية الذي سنبحثه ايضا بعد الفراغ من الرافضة، وقبل البحث في فرقهم، ذلك ان المؤلفين في الفرق والعقائد، كما رأينا وكما سنرى، يجعلون الكيسانية، اصحاب المختار، جزءاً من الرافضة، وفرقهم من فرق الرافضة.

١٧

الرافضة

ماذا يعني لفظ الرافظة وكيف بدأ وما هي الفرق التي يتناولها وما هي عقائدها ؟

تلك هي الاسئلة او القضايا التي سنواجهها ونحن نبحث موضوع ما اصطلح عليه مؤرخو الفرق والمذاهب ب- ( الرافضة ).

الرواية الأكثر تداولاً والأوسع انتشاراً في تسمية الرافضة، هي تلك التي تربط في عمومها، بين هذه التسمية وموقف زيد بن علي من الشيخين ابي بكر وعمر، خلال أحداث ثورته في الكوفة عام ١٢٢ ه-.

وقلت عن الرواية ( في عمومها ) لأن هناك اختلافاً في التفاصيل التي يوردها المؤلفون الذين اخذوا بها، قد يكون من المناسب ان نلم بها ولو مسرعين.

فمن المؤلفين من يذهب الى ان جماعة من رؤساء اصحاب زيد، جاؤوا الى زيد يسألونه رأيه في ابي بكر وعمر، وحين اعلن عن توليهما وعدم براءاته منهما فارقوه ونكثوا بيعته فسماهم زيد رافضة(١) .

____________________

١- تأريخ الطبري تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط رابعة نشر درا المعارف بالقاهرة ج٧ ص١٨٠ حوادث سنة ١٢٢، والكامل لأبن الاثير مراجعة الدكتور محمد يوسف الدقاق ط أولى نشر دار الكتب العلمية ببيروت ١٩٨٧ ج٤ ص٤٥٢ حوادث سنة ١٢٢. والفرق بين الفرق ص٢٥ والتبصير في الدين للأسفراييني ص١٨.

١٨

بل ان من هؤلاء من يريد ان يحدد وقت السؤال فيجعله عند اشتداد القتال بين زيد وجيش يوسف(١) .

ومن المؤلفين من يكتفي من ذلك بمنع زيد وإنكاره على من طعن من اصحابه او عسكره في ابي بكر وعمر او في ابي بكر، فرفضه الذين بايعوه وتفرقوا عنه، فقال لهم رفضتموني فكانت التسمية(٢) .

ومنهم من يرى ان الشيعة في الكوفة، حين سمعوا مقالة زيد ورأيه في خلافة ابي بكر وعمر، وعرفوا أنه لا يتبرأ منهما، رفضوه فسموا رافضة(٣) .

اما صاحب الحور العين فيجعل ( الرفض ) متبادلاً بين زيد واصحابه، وان هؤلاء هم الذين بدأوا فقالوا له ( ان برئت منهما - الشيخين - والا رفضناك فأجابهم زيد ( اذهبوا فانكم الرافضة ) بعد ان يورد نشوان حديثاً بالمناسبة عن ( قوم لهم نبز ) يمهد به لعبارة زيد هذه(٤) .

فهؤلاء المؤلفون كلهم - برغم اختلافهم في التفاصيل كما ذكرنا - متفقون على الربط بين موقف زيد من الشيخين، وتسمية الذين فارقوه، بسبب هذا الموقف، بالرافضة.

ولا أدري لماذا تذكرني حادثة زيد مع اهل الكوفة كما تبسطها الرواية، بحادثة سبقتها، ما أظن الذين وضعوا الرواية ورتبوا وقائعها، كانوا بعيدين عنها وعن اشخاصها ووقائعها. فيذكر المؤرخون ان الخوارج الذين كانوا يقاتلون الجيش الاموي في مكة مع عبد الله بن الزبير، جاؤوا الى ابن الزبير يوماً يسألونه رأيه في عثمان - ورأي الخوارج معروف فيه - فقال لهم عبد الله بعد كلام طويل

____________________

١- الفرق بين الفرق والتبصير في الدين الصفحات نفسها اعلاه.

٢- مقالات الإسلاميين ج١ ص١٣٠ واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٥٢.

٣- الملل والنحل للشهرستاني ص١٥٥.

٤- الحور العين ص١٨٤- ١٨٥.

١٩

( اني ولي لابن عفان في الدنيا والاخرة وولي اوليائه وعدو اعدائه قالوا فبرئ الله منك يا عدو الله قال فبرئ الله منكم يا اعداء الله)(١) وعند ذاك تركه الخوارج وانصرفوا عنه و ( رفضوه ).

فهل كانت هذه الحادثة ماثلة امام بعض الذين ارخوا لثورة زيد، فانتقلوا بها، بعد حوالي الستين سنة، مع بعض التحوير، لتستقر في الكوفة بدلاً من مكة، وتستبدل بابن الزبير زيداً، وبالخوارج الرافضة، وبعثمان ابا بكر وعمر(٢) .

وعلى كل فان الرواية لا تصلح اصلاً لتسمية الرافضة لأكثر من سبب.

منها ان لفظ ( الرافضة ) اصطلاحاً سياسياً دينياً قد عرف واستعمل قبل ثورة زيد وربما قبل ولادته وهو ما ينسف بشكل قاطع الأساس الذي بنيت عليه الرواية.

فالخليفة الأموي عبد الملك بن مروان المتوفى عام ٨٦ ه- ( قبل ثورة زيد بست وثلاثين سنة ) يقول للفرزدق بعد ان سمع قصيدته الميمية في علي بن الحسين ( او رافضي ايضا انت ) ؟(٣) .

والشعبي المتوفى عام ١٠٣ ه- ( قبل ثورة زيد بحوالي العشرين سنة ) يقول مفصحاً عن كرهه للرافضة ( أحبب آل محمد ولا تكن رافضياً ) ويقول ايضاً (... أحذرك الأهواء المضلة شرها الرافضة )(٤) .

والمغيرة بن سعيد العجلي المقتول عام ١٩ ه- ( قبل ثورة زيد كذلك ) يزعم انه ( هو الذي سماهم بهذا الاسم - رافضة- )(٥) .

____________________

١- تأريخ الطبري ج٥ حوادث سنة ٦٤ ص٥٦٤ - ٥٦٦ والكامل لابن الأثير ج٣ حوادث سنة ٦٤ ص٤٩٠ ورغبة الأمل من كتاب الكامل لسيد بن علي المرصفي ط أولى مطبعة النهضة بالقاهرة ١٩٢٩ ج٧ ض٢٢١ وما بعدها وهو يجعل السؤال عن الخلفاء الأربعة لا عن عثمان فحسب.

٢- ويروي الطبري حادثة مشابهة أخرى قد لا تكون هي أيضا بعيدة عن فكر الذين اخترعوا رواية (رفض ) زيد وهذه الحادثة حصلت لزعيم الخوارج شبيب بن يزيد الشيباني عام ٧٧ه- ( قبل حادثة زيد ) حين جاءه أحد أصحابه هو مصقلة بن مهلهل الضبي في آخر معركة خاضها شبيب ضد جيش الأمويين قبل أن يموت غرقا في دجيل فقد جاءه مصقلة واخذ بلجام فرسه وسأله ( ما تقول في صالح بن مسرح ؟ - احد زعماء الخوارج قبل شبيب - وبم تشهد عليه قال: أعلى هذه الحال وفي هذه الحزة والحجاج ينظر ؟ قال فبرئ من صالح فقال مصقلة برئ الله منك وفارقوه - مصقلة وأصحابه - الا أربعين فارسا ) تاريخ الطبري ج٦ أحداث سنة ٧٧ ص٢٧٥.

٣- امالي المرتضى تحقيق محمد ابو الفضل إبراهيم دار أحياء الكتب العربية ١٩٥٤ القسم الأول هامش ص٦٨.

٤- عامر بن شراحيل من التابعين خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث عام ٨١ - ٨٥ واسر وأطلقه الحجاج واتصل بعبد الملك بن مروان وأصبح نديما له. في وفاته اختلاف بين ١٠٣ه- - ١٠٧ه- أنظر ما جاء عنه بشأن الرافضة في العقد الفريد لابن عبد ربه تحقيق محمد سعيد العريان نشر دار الفكر ج٢ ص٢٢٢ وتهذيب ابن عساكر ج٧ ص١٤٠ وطبقات المعتزلة لأحمد بن يحيى بن المرتضى تحقيق سوسنة ويفلد - فلزر نشر فرانز شتاينر المطبعة الكاثوليكية بيروت ١٩٦١ ص١٣٠ والفرق

المفترقة بين أهل الزيغ والزندقة لأبي محمد عثمان بن عبد الله بن الحسن العراقي الحنفي تحقيق وتقديم الدكتور يشار قوتلراي أنقرة ١٩٦١ ص٩.

٥- رأس فرقة المغيرية من الغلاة قتله خالد بن عبد الله القسري والي العراق في زمن هشام بن عبد الملك عام ١١٩.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة.

فما كان أحد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحب إلي من علي.

قال عبدالله بن بريدة: والله ما في الحديث بيني وبين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله غير أبي.

وحدّثنا محمّد بن أحمد بن حماد قال: ثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: ثنا علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: حملت حديث علي بن سويد يعني ابن عوف(١) عن ابن بريدة في علي، فلما كتبته ذهب منّي بغير شك يعني منّي فيه.

قال قائل: كيف يجوز أن تقبلوا هذا الحديث أن كان فيه أن عليّاً قسّم بينه وبين أهل الخمس ما ذكرت قسمته فيه، وهو شريك في ذلك، ولا يجوز أن يكون الرجل مقاسماً لنفسه ولغيره؟

فكان جوابنا: له في ذلك ما يقسم بالولاية من الأشياء التي من هذا الجنس، يجوز أن يكون ممن هو شريك في ذلك، كما يقسّم الإمام بالأمانة الغنائم بين أهلها وهو منهم، وإذا كان للإمام ذلك ممّا ذكرنا كان من يقيمه لذلك سواه يقوم فيه مقامه. فبان بحمد الله ونعمته صحّة هذا المعنى من هذا الحديث »(٢) .

__________________

(١). كذا، والظاهر أنه: منجوف.

(٢). مشكل الآثار ٤ / ١٦٠ - ١٦١.

٤١

ترجمته

والطحاوي إمامٌ كبير من أئمّة القوم، بل هو من المجتهدين الأعلام، وقد ترجموا له تراجم حسنة، وأطالوا الكلام في مدحه والثناء عليه وتوثيقه وتعظيمه، حتى أنّ بعضهم أفرد أحواله ومناقبه بالتأليف وإليك جملةً من مصادر ترجمته:

١ - وفيات الأعيان ١ / ٢٣

٢ - تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٠٨

٣ - مرآة الجنان ٢ / ٢٨١

٤ - البداية والنهاية ١١ / ١٧٤

٥ - المختصر في أخبار البشر ٢ / ٨٤

٦ - الجواهر المضية ١ / ١٠٢

٧ - النجوم الزاهرة ٣ / ٢٤٠

٨ - سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٧

٩ - طبقات القراء ١ / ١١٦

١٠ - المنتظم ٦ / ٢٥٠

١١ - شذرات الذهب ٢ / ٢٨٨

٤٢

(٢٧)

رواية محمّد بن مخلد العطّار

هو: محمّد بن مخلد بن حفص البغدادي، المتوفى سنة ٣٣١.

وقع في طريق رواية الخطيب البغدادي لحديث: « سألت الله فيك خمساً » وخامسها: « وأعطاني أنّك ولي المؤمنين من بعدي »(١) .

ترجمته

حدّث عنه: الدارقطني، وابن الجعابي، وابن شاهين، وابن الجندي، وأبو زرعة الرازي، وآخرون.

سئل عنه الدارقطني فقال: « ثقة مأمون ».

وقال الذهبي: « الإمام الحافظ الثقة القدوة، كان موصوفاً بالعلم والصلاح والصدق والاجتهاد في الطلب، طال عمره واشتهر اسمه وانتهى إليه العلو مع القاضي المحاملي ببغداد »(٢) .

وله ترجمة - بالإضافة إلى تاريخ بغداد وسير أعلام النبلاء - في:

١ - المنتظم ٦ / ٣٣٤

٢ - تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٢٨

٣ - البداية والنهاية ١١ / ٢٠٧

٤ - شذرات الذهب ٢ / ٣٣١.

__________________

(١). تاريخ بغداد ٤ / ٣٣٩.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٥٦.

٤٣

(٢٨)

رواية ابن عقدة

وهو: أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، المتوفى سنة ٣٣٢.

وقع في بعض طرق رواية الحافظ ابن عساكر(١) .

ترجمته

روى عنه من الأئمة الأعلام: الطبراني، وابن عدي، وابن الجعابي، وابن المظفر، وأبو علي النيسابوري، وأبو أحمد الحاكم، وأبو عمر ابن مهدي وجماعة غيرهم.

قال أبو علي الحافظ النيسابوري: ما رأيت أحداً أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس ابن عقدة.

وقال: أبو العباس إمام حافظ، محلّه محلّ من يسأل عن التابعين وأتباعهم.

وقال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة أنّه لم يُر من زمن عبدالله بن مسعود إلى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه.

وقال الدارقطني: سمعت ابن عقدة يقول: أنا اُجيب في ثلاث مائة ألف حديث، من حديث أهل البيت خاصّة.

ومن هنا رمي بالتشيع، وربما تكلم فيه بعضهم لذلك.

__________________

(١). تاريخ دمشق ٤٢ / ١٨٨، ١٨٩، ١٩٠ وغيرها.

٤٤

وتوجد ترجمته والكلمات في حقّه في:

١ - تاريخ بغداد ٥ / ١٤

٢ - تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣٩

٣ - مرآة الجنان ٢ / ٣١١

٤ - الوافي بالوفيات ٧ / ٣٩٥

٥ - البداية والنهاية ١١ / ٢٠٩

٦ - سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٤٠ وغيرها.

(٢٩)

رواية محمّد بن يعقوب الأخرم

وهو: أبو عبدالله محمّد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري المتوفى سنة ٣٤٤.

وهو شيخ الحاكم النيسابوري، أخرج عنه هذا الحديث بإسناده عن عمران بن حصين وفيه: « فأقبل رسول الله والغضب [ يعرف ] في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ إن عليّاً منّي وأنا منه وهو ولي كل مؤمن [ بعدي ] ».

قال الحاكم: « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه »(١) .

ترجمته

حدّث عنه: أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وحسّان بن محمّد الفقيه، وأبو

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١١٠.

٤٥

عبدالله بن مندة، وأبو عبدالله الحاكم، والمزكّي، وخلق كثير.

قال الحاكم: « كان صدر أهل الحديث ببلدنا بعد ابن الشرقي، يحفظ ويفهم، وصنّف كتاب المستخرج على الصحيحين، وصنف المسند الكبير. وسأله أبو العباس السرّاج أنْ يخرّج له كتاباً على صحيح مسلم ففعل وله كلام حسن في العلل والرجال.

سمعت محمّد بن صالح بن هانىء يقول: كان ابن خزيمة يقدّم أبا عبدالله ابن يعقوب على كافّة أقرانه، ويعتمد قوله فيما يرد عليه، وإذا شك في شيء عرضه عليه ».

وقال الذهبي: « الإمام الحافظ المتقن الحجة، جمع فأوعى، ومع حفظه وسعة علمه لم يرحل في الحديث، بل قنع بحديث بلده »(١) .

(٣٠)

رواية ابن فارس

وهو: عبدالله بن جعفر بن فارس الإصبهاني المتوفى سنة ٣٤٦.

وهو: شيخ أبي نعيم الحافظ. وقد روى عنه هذا الحديث.

ترجمته

روى عنه: ابن مندة، وابن فورك، وابن مردويه، وأبو نعيم الحافظ.

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٦٦. وانظر: تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٦٤، مرآة الجنان ٢ / ٣٣٦، النجوم الزاهرة ٣ / ٣١٣ وغيرها.

٤٦

نقل الحافظ الذهبي عن ابن مردويه والسوذرجاني في تاريخهما: ثقة.

وقال ابن مندة: كان شيوخ الدنيا خمسة: ابن فارس بإصبهان

ووصفه الذهبي نفسه بـ « الشيخ الإمام المحدّث الصالح مسند إصبهان قال: وكان من الثقات العبّاد »(١) .

وراجع أيضاً:

١ - ذكر أخبار إصبهان ٢ / ٨٠

٢ - العبر ٢ / ٢٧٢

٣ - شذرات الذهب ٢ / ٣٧٢.

(٣١)

رواية المحبوبي

وهو: أبو العباس محمّد بن أحمد المروزي المتوفى سنة ٣٤٦.

رواه الحافظ الكنجي بإسناده عنه عن الترمذي.

ترجمته

قالوا: وهو راوي صحيح الترمذي عنه.

وحدّث عنه: الحاكم، وابن مندة، وعبد الجبار الجراحي.

وكانت الرحلة إليه في سماع صحيح الترمذي.

قال الحاكم: سماعه صحيح.

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٥٣.

٤٧

وراجع ترجمته في:

١ - سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٣٧

٢ - الأنساب - المحبوبي

٣ - الوافي بالوفيات ٢ / ٤٠

٤ - مرآة الجنان ٢ / ٣٤٠

٥ - شذرات الذهب ٢ / ٣٧٣.

(٣٢)

رواية ابن السكن

وهو: أبو علي، سعيد بن عثمان بن سعيد بن السّكن المصري البغدادي الأصل، البزّاز، المتوفّى سنة: ٣٥٣.

رواه عنه الحافظ ابن حجر في الإصابة.

ترجمته

وله تراجم حسنة في كثير من الكتب، مثل:

تذكرة الحفاظ / ٣ ٩٣٧

والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٣٨

وحسن المحاضرة ١ / ٣٥١ وغيرها.

وهذه بعض الكلمات في حقه:

الذهبي: « ابن السكن: الحافظ الحجة روى عنه: أبو عبدالله بن مندة،

٤٨

وعبد الغني بن سعيد، وعلي بن محمّد الدقّاق

توفي في المحرم سنة ٣٥٣ »(١) .

وقال: « إبن السكن: الإمام الحافظ المجدّد الكبير، أبو علي جمع وصنّف، وجرّح وعدّل، وصحّح وعلّل، ولم نر تواليفه، هي عند المغاربة. حدث عنه كان ابن حزم يثني على صحيحه المنتقى. وفيه غرائب »(٢) .

السيوطي: « ابن السكن، الحافظ الحجة، أبو علي سمع أبا القاسم البغوي وابن جوصا. وعنه عبدالغني بن سعيد، وعنى بهذا الشأن، وصنف الصحيح المنتقى، مات في المحرم سنة ٣٥٣»(٣) .

ابن العماد: « أبو على بن السكن، الحافظ الكبير سعيد بن عثمان بن سعيد ابن السكن المصري، صاحب التصانيف، وأحد الأئمة

وكان ثقة حجة »(٤) .

(٣٣)

رواية أبي بكر القطيعي

وهو: أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، المتوفى سنة ٣٦٨.

وهو تلميذ عبدالله بن أحمد وروايته، وهو شيخ الحاكم النيسابوري.

__________________

(١). تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٣٧.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٦ / ١١٧.

(٣). حسن المحاضرة ١ / ٣٥١.

(٤). شذرات الذهب ٣ / ١٢.

٤٩

رواه عنه غير واحدٍ من الأئمة الأعلام، كالحاكم(١) وابن عساكر(٢) وغيرهما، وهو يرويه عن عبدالله بالأسانيد الموجودة في ( المسند ) وغيره.

ترجمته

حدّث عنه: الدارقطني، وابن شاهين، والحاكم، وابن رزقويه، والباقلاني، والبرقاني، وأبو نعيم، وابن بشران، والأزهري، وابن المذهب، والجوهري، وجماعة من الأعلام سواهم.

قال البرقاني: « كان صالحاً، ولأبيه اتّصال بالدولة، فقرئ لابن ذلك السلطان على عبدالله بن أحمد المسند، فحضر القطيعي، ثم غرقت قطعة من كتبه، فنسخها من كتابٍ ذكروا أنه لم يكن فيه سماعة، فغمزوه، وثبت عندي أنه صدوق، وإنما كان فيه بله.

وقد ليّنته عند الحاكم فأنكر عليَّ وحسّن حاله وقال: كان شيخي.

وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: ثقة زاهد قديم، سمعت أنه مجاب الدعوة »(٣) .

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢.

(٢). تاريخ دمشق ٤٢ / ١٩٠.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢١٠. وانظر: تاريخ بغداد ٤ / ٧٣، الوافي بالوفيات ٦ / ٢٩٠، البداية والنهاية ١١ / ٢٩٣، النجوم الزاهرة ٤ / ١٣٢ وغيرها.

٥٠

(٣٤)

رواية الإسماعيلي

وهو: أبو بكر أحمد بن إبراهيم الجرجاني المتوفى سنة ٣٧١.

رواه عنه الحافظ شهاب الدين القسطلاني، في إرشاد الساري(١) .

ترجمته

حدّث عنه: الحاكم، والبرقاني، وحمزة السهمي وجماعة من الأئمة.

صنّف تصانيف هي - كما قال الذهبي - تشهد له بالإمامة في الفقه والحديث.

قال الحاكم: كان واحد عصره، وشيخ المحدثين والفقهاء، وأجلّهم في الرئاسة والمروّة والسخاء، ولا خلاف بين العلماء من الفريقين وعقلائهم في أبي بكر.

وقال حمزة السهمي: سمعت جماعةً منهم الحافظ ابن المظفر يحكون جودة قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدّماً في جميع المجالس.

وقال الذهبي: الإسماعيلي الإمام الحافظ الحجة الفقيه شيخ الإسلام، صاحب الصحيح وشيخ الشافعيّة.

وتوجد ترجمته وكلمات الثناء بالجميل في:

١ - الأنساب - الإسماعيلي

__________________

(١). إشاد الساري إلى صحيح البخاري ٦ / ٤٢١.

٥١

٢ - المنتظم ٨ / ١٠٨

٣ - طبقات السبكي ٣ / ٧

٤ - النجوم الزاهرة ٤ / ١٤٠

٥ - تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٤٧

٦ - سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٩٢

٧ - البداية والنهاية ١١ / ٢٩٨

٨ - الوافي بالوفيات ٦ / ٢١٣ وغيرها.

(٣٥)

رواية محمّد بن المظفّر

وهو: أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى البغدادي المتوفى سنة ٣٧٩.

روى الحديث بإسناده عن الأجلح عن ابن بريدة عن بريدة، كما في ( المناقب ) لابن المغازلي، حيث رواه عنه بواسطة أبي طالب محمّد بن أحمد بن عثمان الأزهري(١) .

ترجمته

حدّث عنه: الدارقطني، وابن شاهين، والبرقاني، والتنوخي، والأزهري، والسلمي، وغيرهم.

__________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ٢٢٥.

٥٢

قال الخطيب: « كان فهماً حافظاً صادقاً مكثراً ».

الدارقطني: « ثقة مأمون.

قلت: يقال إنه يميل إلى التشيّع. قال: قليلاً بقدر مالا يضر إنْ شاء الله ».

أبو نعيم: « حافظ مأمون ».

الذهبي: « الشيخ الحافظ المجوّد محدّث العراق. تقدّم في معرفة الرجال، وجمع وصنّف، وعمّر دهراً، وبعُد حديثه، وأكثر الحفّاظ عنه، مع الصدق والإتقان »(١) .

(٣٦)

رواية ابن المقرئ

وهو: أبو بكر محمّد بن إبراهيم الإصبهاني، المتوفى سنة ٣٨١.

من رجال الحافظ ابن عساكر في رواية هذا الحديث.

ترجمته

ابن مردويه: « ثقة مأمون، صاحب أصول ».

أبو نعيم: « محدّث كبير، ثقة، صاحب مسانيد، سمع مالا يحصى كثرة ».

الذهبي: « ابن المقرئ، الشيخ الحافظ الجوّال الصدوق، مسند الوقت ».

__________________

(١). انظر: تاريخ بغداد ٣ / ٢٦٢، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٠، المنتظم ٧ / ١٥٢، البداية والنهاية ١١ / ٣٠٨، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤١٨.

٥٣

تجد هذه الكلمات وأمثالها بحقّه في:

١ - أخبار إصبهان ٢ / ٢٩٧

٢ - تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٣

٣ - سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٩٨

٤ - الوافي بالوفيات ١ / ٣٤٢

٥ - طبقات الحفاظ: ٣٨٧

٦ - النجوم الزاهرة ٤ / ١٦١

٧ - شذرات الذهب ٣ / ١٠١

(٣٧)

رواية أبي القاسم ابن الطحّان

إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم.

وتعلم روايته من كلام البدر العيني بشرح البخاري، وسيأتي.

ترجمته

والظاهر أنّ المراد منه هو: أبو القاسم إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم القرطبي، المعروف بابن الطحّان، المتوفى سنة ٣٨٤، وقد صحّف « القرطبي » في ( شرح البخاري ) للعيني إلى « البصري» والله العالم(١) .

و« ابن الطحّان » من أعيان الأئمّة وكبار الحفّاظ:

__________________

(١). هذا ما استظهرناه في الحال الحاضر، ولابدّ من مزيدٍ من التحقيق.

٥٤

قال الذهبي: « إبن الطحّان: الإمام الحافظ الفقيه المحدث المجوّد، أبو القاسم، إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم القيسي القرطبي المالكي، ابن الطحّان، صاحب التصانيف، توفي في صفر سنة ٣٨٤ وطاب الثناء عليه، وشيّعه الخلق »(١) .

(٣٨)

رواية ابن شاهين

وهو: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي الواعظ، المتوفى سنة ٣٨٥.

وقع في طريق رواية شيخ الإسلام الجويني الحمويني عن عمران بن حصين: « إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: علي مني وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمنٍ بعدي »(٢) .

ترجمته

الخطيب: « كان ثقة أميناً ».

ابن أبي الفوارس: « ثقة مأمون، صنّف ما لم يصنّفه أحد ».

ابن ماكولا « هو الثقة الأمين ».

الدارقطني: « يلح على الخطأ وهو ثقة ».

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٠٢.

(٢). فرائد السمطين ١ / ٥٦.

٥٥

أبو الوليد الباجي: « هو ثقة ».

الأزهري: « كان ثقةً ».

الذهبي: « الشيخ الصدوق، الحافظ العالم، شيخ العراق وصاحب التفسير الكبير ».

تجد هذه الكلمات وأمثالها في:

١ - تاريخ بغداد ١١ / ٢٦٥

٢ - سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٣١

٣ - تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٧

٤ - النجوم الزاهرة ٤ / ١٧٢

٥ - مرآة الجنان ٢ / ٤٢٦

٦ - طبقات المفسرين للداوودي ٢ / ٢ وغيرها.

(٣٩)

رواية المرجي

وهو: أبو القاسم نصر بن أحمد الموصلي، المتوفى بعد سنة ٣٩٠.

وتعلم روايته من سند ابن الأثير في ( أسد الغابة ).

ترجمته

ترجم له الحافظ الذهبي حيث قال:

« المَرجي، الشيخ المعمر، أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمّد بن الخليل

٥٦

الموصلي المرجي، الراوي عن أبي يعلى الموصلي، بل هو خاتمة من روى عنه.

روى عنه خلق كثير

وما علمت فيه جرحاً

وبقي إلى سنة ٣٩٠

وقد أجاز لجماعةٍ آخرهم القاسم بن اليسري.

توفي في عشر المئة »(١) .

(٤٠)

رواية ابن الجرّاح

وهو: علي بن عيسى ابن الجراح البغدادي، المتوفى سنة ٣٩١.

وقع في طريق رواية ابن عساكر في تاريخه.

ترجمته

قال الخطيب: « كان ثبت السماع، صحيح الكتاب »(٢) .

الذهبي: « ابن الجراح، الشيخ الجليل، العالم المسند، أبو القاسم، عيسى ابن علي بن عيسى بن داود بن الجراح البغدادي.

والد الوزير العادل أبي الحسن.

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦.

(٢). تاريخ بغداد ١١ / ١٧٩ - ١٨٠.

٥٧

ولد سنة ٣٠٢.

وسمع البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد

وأملى عدّة مجالس.

حدّث عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمّد الخلال، وعلي بن المحسّن التنوخي، وعبدالواحد بن شيطا، وأبو جعفر بن المسلمة، وأبو الحسين أحمد بن محمّد بن النقور، وآخرون.

قال الخطيب: كان ثبت السماع، صحيح الكتاب.

وقال أبو الفتح ابن أبي الفوارس: كان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة، توفي في يوم الجمعة أول ربيع الأوّل سنة ٣٩١.

وقال غيره: مات في ربيع الآخر. وقيل: مات في المحرم.

وله نظم حسن »(١) .

(٤١)

رواية أبي عبدالله ابن مندة

وهو: أبو عبدالله محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة، المتوفى سنة ٣٥٩.

قال الحافظ ابن عساكر:

« أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبدالواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبدالله بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، أنا أحمد بن حازم، أنا عبيدالله بن

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٤٩.

٥٨

موسى، نا يوسف بن صهيب، عن ركين، عن وهْب بن حمزة، قال:

سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة، فرأيت منه جفوة، فقلت: لئن رجعت فلقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأنالنَّ منه. قال: فرجعت فلقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكرت علياً، فنلت منه، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

لا تقولنَّ هذا لعلي، فإنّ عليّاً وليّكم بعدي »(١) .

ترجمته

أبو علي الحافظ: « بنو مندة أعلام الحفاظ في الدنيا قديماً وحديثاً، ألا ترون إلى قريحة أبي عبدالله ».

أبو نعيم: « كان جبلاً من الجبال ».

أبو إسماعيل الأنصاري: « أبو عبدالله بن مندة سيد أهل زمانه ».

الباطرقاني: « إمام الأئمة في الحديث، لقّاه الله رضوانه ».

الذهبي: « الإمام الحافظ الجوّال محدّث الإسلام ...، لم أعلم أحداً كان أوسع رحلةً منه ولا أكثر حديثاً منه، مع الحفظ والثقة، فبلغنا أن عدّة شيوخه ١٧٠٠ شيخ »(٢) .

__________________

(١). تاريخ دمشق ٤٢ / ١٩٩.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٨. وانظر: أخبار اصبهان ٢ / ٣٠٦، المنتظم ٧ / ٢٣٢، تذكرة الحافظ ٣ / ١٠٣١، الوافي بالوفيات ٢ / ١٩٠، النجوم الزاهرة ٤ / ٢١٣ وغيرها.

٥٩

(٤٢)

رواية الغسّاني الصيداوي

وهو: محمّد بن أحمد بن جُميع الغسّاني الصيداوي، المتوفى قبل سنة ٤٠٠.

روى الحديث عن محمّد بن مخلد العطّار، وعنه ابن أبي عقيل الصوري.

وقد جاءت الرواية عند الحافظ الخطيب البغدادي، بإسناده، في ( تاريخ بغداد ).

ترجمته

قال السمعاني في ( الصيداوي ):

« وأبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع الغساني الصيداوي، رحل إلى العراق، وكور الأهواز، وديار مصر، أدرك المحاملي ببغداد. ولد سنة ٣٠٦ وتوفي قبل الأربعمائة ».

(٤٣)

رواية أبي عمر ابن مهدي

وهو: أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي، الفارسي الكازروني، ثم البغدادي، البزاز، المتوفى سنة: ٤١٠.

وقع في سندٍ للحافظ ابن عساكر، رواه عنه عاصم بن الحسن، وهو عن أبي العباس ابن عقدة الكوفي.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168