الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٣

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 418

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 418
المشاهدات: 93165
تحميل: 6417


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93165 / تحميل: 6417
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

لم يحرِّ كه حتّى غربت الشَّمس فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أللّهمَّ إنَّ عبدك عليّاً احتبس نفسه على نبيّه فردَّ عليه شرقها. قالت أسماء: فطلعت الشَّمس حتّى رفعت على الجبال فقام عليٌّ فتوضَّأ وصلّى العصر ثمَّ غابت الشَّمس.

وهناك لفظٌ آخر نصفح عنه روماً للإختصار.

ويُعرب عن شهرة هذه الأثارة بين الصحابة الأقدمين إحتجاج الإمام أمير المؤمنين بها على الملأ يوم الشورى بقوله: أُنشدكم الله أفيكم أحدٌ ردَّت عليه الشَّمس بعد غروبها حتّى صلّى العصر غيري؟ قالوا: لا.(١)

وأخرج الخوارزمي في «المناقب» ص ٢٦٠ عن مجاهد عن إبن عبّاس قال: قيل له: ما تقول في عليِّ بن أبي طالب؟! فقال: ذكرت والله أحد الثقلين، سبق بالشهادتين، وصلّى بالقبلتين، وبايع البيعتين، وأُعطي السبطين، وهو أبو السبطين الحسن والحسين وردَّت عليه الشمس مرَّتين بعد ما غابت من الثقلين.

ووردت في شعر كثير من شعراء القرون الأولى حتّى اليوم يوجد منه شطرٌ مهمٌّ في غضون كتابنا. راجع ج ٢ ص ٢٩٣ ج ٣ ص ٢٩، ٥٧.

فبهذه كلّها نعرف قيمة إبن حزم وقيمة كتابه، ونحن لا يسعنا إيقاف القارئ على كلِّ ما في «الفِصَل» من الطامّات ولا على شطرٍ مهمٍّ منه إذ جميع أجزاءه ولا سيَّما الجزء الرابع مشحونٌ بالتحكّم والتقوُّل والتحريف والتدجيل والإفك والزور، وهناك مذاهب مختلقة لا وجود لها إلّا في عالم خيال مؤلِّفه.

وأمّا ما فيه من القذف والسباب المقذع فلا نهاية له بحيث لو أردنا إستيفائه لكلّفنا ذلك جزءاً، ولا يسلم أحدٌ من لدغ لسانه لا في فِصَله ولا في بقيَّة تآليفه حتّى نبيُّ العظمة قال في «الأحكام» ٥ ص ١٧١: قد غاب عنهم (يعني الشيعة) إنَّ سيِّد الأنبياء هو ولد كافر وكافرة.

أيُساعده في هذه القارصة أدب الدين؟! أدب التأليف؟! أدب العلم؟! أدب العفَّة؟!

( أَءُلْقِيَ الذّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذّابٌ أَشِرٌ

سَيَعْلَمُونَ غداً مَنِ الْكَذّابُ الْأَشِرُ )

القمر ٢٥، ٢٦

_____________________

١ - مر الايعاز إلى حديث المناشدة يوم الشورى ج ١ ص ١٥٩ - ١٦٣.

١٤١

٥

الملل والنحل(١)

هذا الكتاب وإن لم يكن يضاهي «الفصل» في بذاءة

المنطق غير أن في غضونه نسباً مفتعلة، وآراء مختلقة، وأكاذيب

جمة، لا يجد القارئ ملتحداً عن تفنيدها، فإليك نماذج منها:

١ - قال: قال هشام بن الحكم متكلّم الشيعة: إنَّ الله جسمٌ ذو أبعاض في سبعة أشبار بشبر نفسه في مكان مخصوص وجهة مخصوصة(٢) .

٢ - قال في حقِّ عليّ: إنَّه آلهٌ واجب الطاعة.

٣ - وقال هشام بن سالم: إنَّ الله على صورة إنسان أعلاه مجوَّفٌ، وأسفله مصمتٌ، وهو نورٌ ساطعٌ يتلألأ، وله حواسٌّ خمس ويدٌ ورجلٌ وأنفٌ وأُذنٌ وعينٌ وفمٌ، وله وفرةٌ سوداء وهو نورٌ أسود لكنَّه ليس بلحم ولا دم، وإنَّ هشام هذا أجاز المعصية على الأنبياء مع قوله بعصمة الأئمَّة.

٤ - وقال زرارة بن أعين: لم يكن الله قبل خلق الصِّفات عالماً ولا قادراً ولا حيّاً ولا بصيراً ولا مريداً ولا متكلّماً.

٥ - قال أبو جعفر محمّد بن النعمان: إنَّ الله نورٌ على صورة إنسان ويأبى أن يكون جسماً.

٦ - وزعم يونس بن عبد الرَّحمن القمّي: إنَّ الملائكة تحمل العرش والعرش تحمل الربّ، وهو من مشبِّهة الشيعة، وصنَّف لهم في ذلك كتباً.

ج - هذه عقايد باطلة عزاها إلى رجالات الشيعة المقتصِّين أثر أئمَّتهم عليهم السَّلام إقتصاص الظلِّ لذيه، فلا يعتنقون عقيدة؛ ولا ينشرون تعليماً، ولا يبثّون حكماً، ولا يرون رأياً إلّا ومن ساداتهم الأئمَّة على ذلك برهنةٌ دامغةٌ، أو بيانٌ شافٍ، أو فتوى سديدة، أو نظرٌ ثاقبٌ.

_____________________

١ - تأليف الفيلسوف الأشعري أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني المتوفّى ٥٤٨.

٢ - في المطبوع في هامش الفصل ٢ ص ٢٥.

١٤٢

على أنَّ أحاديث هؤلاء كلهم في العقايد والأحكام والمعارف الإلهيَّة مبثوثةٌ في كتب الشيعة تتداولها الأيدي، وتشخص إليها الأبصار، وتهشُّ إليها الأفئدة، فهي وما نسب إليهم من الأقاويل على طرفي نقيض، وهاتيك كتبهم وآثارهم الخالدة لا ترتبط بشيء من هذه المقالات بل إنَّما هي تدحرها وتضادُّها بألسنة حداد.

وإطراء أئمَّة الدين عليهم السَّلام لهم بلغ حدَّ الاستفاضة، ولو كانوا يعرفون من أحدهم شيئاً من تلكم النسب لشنّوا عليهم الغارات، كلائةً لملأهم عن الإغترار بها كما فعلوا ذلك في أهل البدع والضّلالات.

وهؤلآء علماء الرجال من الشيعة بسطوا القول في تراجمهم وهم بقول واحد ينزِّهونهم عن كلِّ شائنة معزوَّة إليهم، وهم أعرف بالقوم من أضداد هم البعداء عنهم الجهلاء بهم وبترجمتهم، غير مجتمعين معهم في حلِّ أو مرتحل.

وليس في الشيعة منذ القِدَم حتّى اليوم من يعترف أو يعرف بوجود هذه الفرق هشاميّة. زراريّة. يونسيَّة. المنتمية عند الشهرستاني ونظرائه إليهم ككثير من الفرق التي ذكرها للشيعة، وقد نفاها الشيخ العلّامة أبو بكر إبن العتايقي الحلّي في رسالة له في النحل الموجودة بخطّ يمينه، وحكم سيِّدنا الشريف المرتضى علم الهدى في الشافي والسيِّد العلّامة المرتضى الرازي «في تبصرة» العوام بكذب ما عزوه إلى القوم جميعاً وأنَّها لا توجد إلّا في كتب المخالفين لهم في المبدء إهباطاً لمكانتهم عند الملأ، لكن الشيعة الذين هم ذووهم وأعرف الناس بمبادءهم لا يعرفون هاتيك المفتريات، ولا يعترفون بها، ولا يوجد شيءٌ منها في كتبهم، وإنَّما الثابت فيها خلاف ذلك كلّه، كما لا يعتمد على تحقيق شيء من هاتيك الفرَق آية الله العلّامة الحلّي في «مناهج اليقين» وغيرهم من أعلام الشيعة.

فهل في وسع الرَّجل أن يخصم الإماميَّة بحجَّة مثبتة لتلكم الدعاوي؟! لاها الله.

وهل نُسب في كتب الكلام والتاريخ قبل خلق الشهرستاني إلى هشام القول بأُلوهية عليّ؟! لاها الله.

وهل رأت عين بشر أو سمعت أُذناه شيئاً ولو كلمة من تلكم الكتب المعزوَّة إلى يونس بن عبد الرَّحمن المصنَّفة في التشبيه؟! لاها الله. والشهرستاني أيضاً لم يره ولم يسمعه. *(وإن تعجب فعجبٌ قوله)*:

١٤٣

٧ - قال: إختلف الشيعة بعد موت عليِّ بن محمَّد العسكري أيضاً فقال قومٌ: بإمامة جعفر بن عليّ وقال فومٌ بإمامة الحسن بن عليّ وكان لهم رئيسٌ يقال له: عليُّ بن فلان الطاحن وكان من أهل الكلام قوّى أسباب جعفر بن عليّ وأمال الناس إليه وأعانه فارس بن حاتم بن ماهويه، وذلك أنَّ محمَّداً قد مات وخلف الحسن العسكريّ قالوا: إمتحنّا الحسن ولم نجد عنده علماً. ولقَّبوا من قال بإمامة الحسن «الحماريَّة» وقوّوا أمر جعفر بعد موت الحسن، واحتجّوا بأنَّ الحسن مات بلا خلف، فبطلت إمامته لأنَّه لم يعقب والإمام لا يكون إلّا ويكون له خلفٌ وعقبٌ، وحاز جعفر ميراث الحسن بعد دعوى ادَّعاها عليه أنَّه فعل ذلك من حبل في جواريه وغيره وانكشف أمرهم عند السلطان والرعيّة وخواصِّ الناس وعوامهم، وتشتّت كلمة من قال بإمامة الحسن وتفرَّقوا أصنافاً كثيرةً، فثبت هذه الفرقة على إمامة جعفر ورجع إليهم كثيرٌ ممَّن قال بإمامة الحسن منهم: الحسن بن عليِّ بن فضّال وهو من أجلِّ أصحابهم وفقائهم كثير الفقه والحديث، ثمَّ قالوا بعد جعفر بعليِّ بن جعفر وفاطمة بنت عليّ أخت جعفر، و قال قومٌ: بإمامة عليِّ بن جعفر دون فاطمة السيِّدة، ثمَّ اختلفوا بعد موت عليٍّ وفاطمة إختلافاً كثيراً.

ج - إنَّ الرَّجل يدخل المراقص والمسارح لينظر إلى المفرحات والمضحكات أو يسمع أشياءً سارَّة ولو من بعض النواحي، وقد غفل عن أنَّ كتاب الشهرستاني أوفى بمقصده من تلك المنتديات.

غير أنَّه إن كان مضحكاً بجهل صاحبه فهو مُبكٍ من ناحية أن يوجد في بحّاثة المسلمين من تروقه الوقيعة في أُمم من قومه، لكنَّه لا يعرف كيف يقع، فيثبت ما يتراوح بين جهلٍ شائنٍ، وإفكٍ مفترى، وليته قبل أن يكتب فحص عن أحوال القوم وعقائدهم وتاريخ رجالهم فلا يتحمَّل إثم ما افتعله، ولا يخبط في ذلك خبط عشواء، ولا يُثبت ما لا يعرف.

فإن كان لا يدري؟! فتلك مصيبةٌ

وإن كان يدري؟! فالمصيبة أعظمُ

ليت شعري متى وقع الخلاف في الإمامة بين الإمام الحسن العسكري عليه السلام و بين أخيه جعفر الذي إدَّعى الإمامة بعد وفاة أخيه؟!

١٤٤

ومَن هو عَليُّ بن فلان الطاحن الذي قوّى أسباب جعفر وأمال الناس إليه؟! و متى خُلق؟! ومتى مات؟! ولست أدري أيُّ هَيّ بن بَيّ هو؟! وهل وجد لنفسه مقيلاً في مستوى الوجود؟! أنا لا أدري، والشهرستاني لا يدري، والمنجّم أيضاً لا يدري.

وكيف أعان جعفراً فارس بن حاتم بن ماهويه وقد قتله جُنيد بأمر والده الإمام عليِّ الهادي عليه السلام؟!.

ومَن هو محمَّد الّذي خلف الإمام الحسن العسكري؟! أهو الإمام محمّد الجواد؟! ولم يخلف إلّا ابنه الإمام الهادي سلام الله عليه. أو هو أبو جعفر محمّد بن عليّ؟! صاحب البقعة المعظَّمة بمقربة من بلد، وقد مات بحياة أبيه الطاهر والإمامة مستقرَّة لوالده، ومتى كان إماماً أو مدَّعياً للإمامة حتّى يخلّف غيره عليها؟!

ومَن هؤلاء الّذين إمتحنوا الحسن الزكيَّ العسكريَّ فلم يجدوا عنده علماً؟! ثمَّ وجدوه في جعفر الذي لم يُعرف منه شيء غير أنَّه إدّعى الإمامة باطلاً بعد أخيه، و قصارى ما عندنا أنَّه أدركته التوبة، ولم يوجد له ذكرٌ بعلم أو ترجمةٌ فيها فضيلةٌ في أيٍّ من الكتب، ولا نشرت عنه كتب الأحاديث شيئاً من علومه المدَّعاة له عند الشهرستاني لو صدقت الأحلام، وهذا الحسن العسكري عليه السلام تجده في التراجم والمعاجم من الفريقين مذكوراً بالعلم والثقة وملأ كتب العلم والحديث تعاليمه ومعارفه.

ومَن هم الَّذين لقَّبوا أتباع الحسن عليه السلام بالحماريَّة؟! نعم: أهل بيت النبوَّة محسودون في كلِّ وقت فكان يحصل لكلّ منهم في وقته من يسبّه حسداً ويسبُّ أتباعه لكن لا يذهب ذلك لقباً له أو لأشياعه، وإنَّما يتدهور في مهوى الضعة.

ومتى كان الحسن بن عليّ بن فضّال في عهد الإمام الحسن العسكري؟! حتّى يرجع عنه إلى جعفر وقد توفّي إبن فضّال سنة ٢٢١ ونطفة الحسن وجعفر بعد لم تنعقد، وقبل أن يبلغ الحلم والدهما الطاهر الإمام الهادي المتولّد سنة ٢١٢.

ومَن ذا الّذي ذَكر للإمام عليِّ الهادي بنتاً إسمها فاطمة؟! حتّى يقول أحدٌ بإمامتها، فإنَّ الإمام عليه السلام لم يخلف من الذكور إلّا الحسن والحسين وجعفراً ومن الاُناث إلّا عليَّة، بإتّفاق المؤرِّخين.

هذا كلّ ما في علبة الشهرستاني من جهلٍ وفريةٍ سوَّد بهما صحيفةً من كتابه

١٤٥

أو صحيفةً من تاريخ حياته، وكم له من لداتها صحايف، ولم يُدهوره إلى تلك الهوَّة إلّا عدم معرفته بما يقول حتّى أنَّه يقول في الإمام الهادي الذي خبط فيه وفي ولده هذا الخبط العظيم أنَّ مشهده بقم(١) وهذه سامرّاء المشرَّفة تزدهي بمرقده الأطهر وإلى جنبه ولده الإمام الزكيُّ منذ دفنا فيه قبل الشهرستاني وبعده، وتلك قبّته الذهبيَّة تحكّ السماء بذخاً، وتفوق الذكاء سناءً، وهذه المعاجم والتواريخ مفعمةٌ بتعيين هذا المرقد الأقدس له ولولده لكن الشهرستاني يجهل ذلك كلّه.

٨ - خاصَّة الشيعة عند الشهرستاني.

قال: ومن خصايص الشيعة القول بالتناسخ والحلول والتشبيه. ٢ ص ٢٥.

ج - هل أُنبِّئكم على من تنزَّل الشياطين؟! تنزَّل على كلِّ أفّاك أثيم، يُلقون السَّمع وأكثرهم كاذبون.

ليس بينك وبين عقايد الشيعة حجزٌ وهي مدوَّنةٌ في مؤلَّفاتهم الكلاميَّة قديماً وحديثاً، فلن تجد من يضرب على يدك إذا مددتها إلى أيٍّ منها أو من يغشي على بصرك إذا نظرت فيها، فأمعن فيها بصرك وبصيرتك، أو سل مَن شئت من علماء الشيعة و عارفيها، وأتنازل معك إلى جهّالها عن هذه العقايد المعزوَّة إلى الشيعة على لسان الشهرستاني في القرون الوسطى، وعلى لسان طه حسين وأمثاله في القرن الأخير، و سلهم أنَّهم هل يرون لمعتنقي هاتيك العقايد مقيلاً في مستوى الدين؟! أو مبوَّءً على باحة الإسلام؟! أما وإنَّك لا تجد فرداً من أفراد الشيعة إلّا وهو يقول بكفر من يكون هذه معتقده، إذن فاعرف قيمة كتاب الشهرستاني ومحلّه من الأمانة في النقل.

أنا لم أجد في قاموس البيان ما يُعرب عن حقيقة الشهرستاني وكتابه، وكلّ ما ذكر من تقوُّلاته وتحكّماته يقصر عن استكناه بُجره وعُجره، غير أنَّ لمعاصره أبي محمّد الخوارزمي كما في معجم البلدان ٥ ص ٣١٥ كلاماً ينمُّ عن روحياته وإليك نصّه، قال بعد ذكر مشايخه في الفقه وأصوله والحديث:

ولولا تخبّطه في الإعتقاد وميله إلى هذا الإلحاد لكان هو الإمام، وكثيراً ما كنّا نتعجّب من وفور فضله وكمال عقله وكيف مال إلى شيء لا أصل له، واختار أمراً

_____________________

١ - ٢ ص ٥ هامش الفصل.

١٤٦

لا دليل عليه لا معقولاً ولا منقولاً، ونعوذ بالله من الخذلان والحرمان من نور الإيمان، وليس ذلك إلّا لإعراضه عن نور الشريعة واشتغاله بظلمات الفلسفة، وقد كان بيننا محاورات ومفاوضات، فكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذبِّ عنهم، وقد حضرت عدَّة مجالس من وعظه فلم يكن فيها لفظ: قال الله، ولا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا جواب من المسائل الشرعيَّة والله أعلم بحاله.

( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلّهُ اللّهُ عَلَى‏ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى‏ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ

وَجَعَلَ عَلَى‏ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَفَلاَ تَذَكّرُونَ )

الجاثية ٢٣

١٤٧

٦

منهاج السنة(*)

إذا أردت أن تنظر إلى كتاب سمّى بضد معناه فانظر

إلى هذا الكتاب الذي استعير له اسم (منهاج السنة) وهو الحرى

بأن يسمى، منهاج البدعة. وهو كتاب حشوه ضلالات وأكاذيب و

تحكمات، وإنكار المسلمات، وتكفير المسلمين، وأخذ بناصر

المبدعين، ونصب وعداء محتدم على أهل بيت الوحي عليهم السلام،

فليس فيه إلّا تدجيل محض، وتمويه على الحقايق، وتحريف الكلم

عن مواضعه، وقول بالبذاء، ورمى بالمقذعات، وقذف بالفواحش،

وتحكّك بالوقيعة، وتحرّش بالسباب، وإليك نماذج منها:

١ - قال: من حماقات الشيعة أنَّهم يكرهون التكلّم بلفظ العشرة أو فعل شيء يكون عشرة حتّى في البناء لا يبنون على عشرة أعمدة ولا بعشرة جذوع ونحو ذلك، لبغضهم العشرة المبشَّرة إلّا عليَّ بن أبي طالب، ومن العجب أنَّهم يُوالون لفظ التسعة وهم يبغضون التسعة من العشرة. ج ١ ص ٩.

وقال ج ٢ ص ١٤٣: من تعصّب الرافضة أنَّهم لا يذكرون إسم العشرة بل يقولون: تسعةٌ وواحدٌ، وإذا بنوا أعمدة أو غير هالا يجعلونها عشرةً وهم يتحرَّون ذلك في كثير من أُمورهم.

ج - أو ليس عاراً على من يُسمّي نفسه شيخ الإسلام أن ينشر بين المسلمين في كتابه مثل هذه الخزاية ويكرِّرها في طيَه؟ كأنَّه جاء بتحقيقٍ أنيق، أو فلسفةٍ راقية، أو حكمةٍ بالغة تحيي الأُمَّة.

وإن تعجب فعجبٌ أنَّ رجلاً ينسب نفسه إلى العلم والفضيلة ثمَّ إذا قال قولاً كذب، أو إذا نسب إلى أحد شيئاً مان، وكان ما يقوله أشبه شيء بأقاويل رُعاة المعزى، لا، بل هو دونهم وقوله دون ما يقولون، وكأنَّ الرجل مهما ينقل عن الشيعة شيئاً يحدِّث

_____________________

* - تأليف إبن تيمية أحمد بن عبد الحليم الحراني الحنبلي المتوفّى في محبس مراكش ٧٢٨.

١٤٨

به عن أُمَّةٍ بائدةٍ لم تُبق منها صروف العبر من يعرف نواميسها، ويُدافع عنها، و يدرأ عنها القول المختلق.

هذا وأديم الأرض يزدهي بملائين من هذه الفرقة، والمكتبات مفعمةٌ بكتبهم، فعند أيِّ رجل منهم؟! وفي أيٍّ من هاتيك الكتب تجد هذه المهزأة؟! نعم في قرآن الشيعة تلك عشرةٌ كاملةٌ. ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها. والفجر وليال عشر. فأتوا بعشر سور مثله. وأمثالها وهي ترتِّلها عند تلاوته في آناء الليل وأطراف النهار، وهذه دعاء العشرات يقرئها الشيعة في كلِّ جمعة. وهذه الصَّلوات المندوبة التي تكرَّر فيها السورة عشر مرّات. وهذه الأذكار المستحبَّة التي تُقرء بالعشرات. وهذه مباحث العقول العشرة. ومباحث الجواهر والأعراض العشرة في كتبهم.

وهذا قولهم: إنّ أسماء النبيِّ عشرة.

وقولهم: إنّ الله قوّى العقل بعشرة.

وقولهم: عشرة خصال من صفات الإمام.

وقولهم: كانت لعليٍّ من رسول الله عشر خصال.

وقولهم: بُشِّر شيعة عليٍّ بعشر خصال.

وقولهم: عشر خصال من مكارم الأخلاق.

وقولهم: لا تقوم السّاعة حتّى تكون عشر آيات.

وقولهم: لا يكون المؤمن عاقلاً إلّا بعشر خصال.

وقولهم: لا يُؤكل عشرة أشياء.

وقولهم: عشرة أشياء من الميتة ذكيَّة.

وقولهم: عشرة مواضع لا يُصلّي فيها.

وقولهم: الإيمان عشرة درجات.

وقولهم: العافية عشرة أجزاء.

وقولهم: الزهد عشرة أجزاء.

وقولهم: الشهوة عشرة أجزاء.

وقولهم: البركة عشرة أجزاء.

١٤٩

وقولهم: الحياء عشرة أجزاء.

وقولهم: في الشيعة عشر خصال.

وقولهم: الإسلام عشرة أسهم.

وقولهم: في السواك عشر خصال.

وهذه قصور الشيعة المشيَّدة، وأبنيتهم العامرة، وحصونهم المنيعة كلّها تكذِّب إبن تيميَّة، ولا يخطر على قلب أحد من بانيها ما لفَّقه إبن تيميَّة من المخاريق.

هذا والشيعة لاتزى للعدد قيمةً بمجرَّده، ولا يوسم أحدٌ منهم بحبِّه وبغضه مهما كان المعدود مبغوضاً له أو محبوباً، ولم تسمع أُذن الدُّنيا من أحدهم في العشرة: تسعةٌ وواحد. نعوذ بالله من هذه المجهلة.

٢ - قال: ومن حماقاتهم: (يعني الشيعة) إنَّهم يجعلون للمنتظر عدَّة مشاهد ينتظرونه فيها كالسرداب الذي بسامرّا يزعمون أنَّه غائبٌ فيه ومشاهد أُخر، وقد يقيمون هناك دابّة إمّا بغلةً وإمّا فرساً وإمّا غير ذلك ليركبها إذا خرج، ويقيمون هناك إمّا في طرفي النهار وإمّا في أوقات أُخر مَن يُنادي عليه بالخروج: يا مولانا اخرج. و يشهرون السلاح ولا أحد هناك يقاتلهم، وفيهم من يقوم في أوقاته دائماً لا يصلّي خشية أن يخرج وهو في الصَّلاة، فيشتغل بها عن خروجه وخدمته، وهم في أماكن بعيدة عن مشهده كمدينة النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم إمّا في العشرة الأواخر من شهر رمضان، وإمّا غير ذلك يتوجَّهون إلى المشرق وينادونه بأصوات عالية يطلبون خروجه.

٣ - قال: ومن حماقاتهم: إتِّخاذهم نعجةً وقد تكون نعجة حمراء لكون عائشة تُسمى حميراء يجعلونها عائشة ويعذِّبونها بنتف شعرها وغير ذلك، ويرون أنَّ ذلك عقوبة لعائشة.

٤ - واتِّخاذهم حلساً مملؤاً سمناً ثمَّ يشقّون بطنه فيخرجون السَّمن فيشربونه ويقولون: هذا مثل ضرب عمر وشرب دمه.

٥ - ومثل تسمية بعضهم لحمارين من حمر الرحا أحدهما بأبي بكر والآخر بعمر، ثمَّ عقوبة الحمارين جعلاً منهم تلك العقوبة عقوبةً لأبي بكر وعمر.

وكرَّر هذه النسب الثلاث في ج ٢ ص ١٤٥.

٦ - قال: وتارةً يكتبون أسمائهم على أسفل أرجلهم حتّى أنَّ بعض الولاة جعل

١٥٠

يضرب رجل مَن فعل ذلك ويقول: إنَّما ضربت أبا بكر وعمر ولا أزال أضربهما حتى أعدمهما.

٧ - ومنهم من يُسمِّي كلابه باسم أبي بكر وعمر ويلعنهما، ١ ص ١١.

ج - كنّا نُربئ بكتابنا هذا عن أن نسوِّد شيئاً من صحائفه بمثل هذه الخزايات التي سوَّد بها إبن تيميَّة جبهة كتابه وسوَّد بها صحيفة تاريخه بل صحيفة تاريخ قومه. لكنّي خشية أن تنطلي على أُناس من السذَّج آثرت نقلها وإردافها بأنَّ أمثالها ممّا هو خارجٌ عن الأبحاث العلميَّة ومباحث العلماء، وإنَّما هي قذائف تترامى بها ساقة النّاس وأوباشهم، ولعلَّ في السَّاقة من تندى جبهة إنسانيَّته عند التلّفظ بها لأنّها مخاريق مقيلها قاعة الفرية ليس لها وجود مائل إلّا في مخيَّلة إبن تيميَّة وأوهامه.

يخترق هذه النسب المفتعلة؛ ويتعمَّد في تلفيق هذه الأكاذيب المحضة ثمَّ جاء يسبّ ويشتم ويُكفِّر ويكثر من البذاء على الشيعة ولا يُراعي أدب الدين. أدب العلم. أدب التأليف. أدب الأمانة في النقل. أدب النزاهة في الكتابة. أدب العفَّة في البيان.

ولا يحسب القارئ أنَّ هذه النسب المختلقة كانت في القرون البائدة ربما تنشيء عن الجهل بمعتقدات الفرق للتباعد بين أهليها، وذهبت كحديث أمس الدابر، وأمّا اليوم فالعقول على الرقيِّ والتكامل، والمواصلات في البلاد أكيدةٌ جدّاً، ومعتقدات كلِّ قوم شاعت وذاعت في الملأ، فالحريُّ أن لا يوجد هناك في هذا العصر (الذي يسمّيه المغفَّل) عصر النّور مَن يرمي الشيعة بهذه الخزايات أو يرى رأي السلف.

نعم: إنّ أقلام كتّاب مصر اليوم تنشر في صحايف تآليفها هذه المخاريق نفسها و يزيد عليها تافهات شائنة أُخرى أهلك من ترَّهات البسابس أخذاً بناصر سلفهم، وسنوقفك على نصِّ تلكم الكلم، ونعرِّفك بأنَّ كاتب اليوم أكثر في الباطل تحوُّراً، وأقبح آثاراً، وأكذب لساناً، وأقول بالزور والفحشاء من سلفه السلف وشيخه المجازف، وهم مع ذلك يدعون الأُمَّة إلى كلمة التوحيد، ووحدة الكلمة.

٨ - قال: إنَّ العلماء كلّهم متّفقون على أنَّ الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل القبلة، حتّى أنّ أصحاب الصحيح كالبخاري لم يرو عن أحد من قدماء الشيعة مثل عاصم بن ضمرة، والحارث الأعور، وعبد الله بن سلمة وأمثالهم مع أنّ هؤلاء

١٥١

من خيار الشيعة ١ ص ١٥.

ج - إنّ هذه الفتوى المشفوعة بنقل إتِّفاق العلماء تُعطي خبراً عن أنَّ للعلماء بحثاً ضافياً في كتبهم حول مسألة أنَّ أيَّ طوائف أهل القبلة أكذب. فكانت نتيجة ذلك البحث والتنقيب: أنّ الكذب في الرافضة... وعليه حصل إجماع العلماء فطفق إبن تيميَّة يرقص ويزمِّر لما هنالك من مُكاءٍ وتصدية وعليه فكلٌّ من كتب القوم شاهدُ صدقٍ على كذب الرَّجل فيما يقول، وإنَّ مراجعة كتاب «منهاج السنَّة» و «الفِصل» وما يجري مجراهما في المخزى تُعطينا برهنةً صادقةً على أنّ أيّ الفريقين أكذب.

ومن أعجب الأكاذيب قوله: حتّى أنَّ أصحاب الصحيح... فإنَّك تجد الصحاح الستّ مفعمةً بالرِّواية عن قدمآء الشيعة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وممَّن بعدهم من مشايخهم كما فصَّلناها في هذا الجزء ص ٩٢ - ٩٤.

٩ - قال: أصول الدين عند الإماميَّة أربعةٌ: التوحيد. والعدل. والنبوَّة. والإمامة هي آخر المراتب والتوحيد والعدل والنبوَّة قبل ذلك، وهم يُدخلون في التوحيد نفي الصفات والقول بأنَّ القرآن مخلوقٌ، وإنَّ الله لا يُرى في الآخرة، ويُدخلون في العدل التكذيب بالقدرة، وإنَّ الله لا يقدر أن يهدي من يشآء، ولا يقدر أن يضلَّ من يشآء، وإنّه قد يشاء ما لا يكون ويكون ما لا يشاء، وغير ذلك فلا يقولون: إنَّه خالق كلّ شيء، ولا إنَّه على كلِّ شيء قدير، ولا إنَّه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ١٠ ص ٢٣.

ج - بلغ من جهل الرجل أنَّه لم يُفرِّق بين أصول الدين وأصول المذهب فيعدُّ الإمامة التي هي من تالي القسمين في الأوَّل، وأنَّه لا يعرف عقايد قوم هو يبحث عنها، ولذلك أسقط المعاد من أصول الدين ولا يختلف من الشيعة إثنان في عدِّه منها.

م - على أنّ أحداً لو عدَّ الإمامة من أصول الدين فليس بذلك البعيد عن مقائيس البرهنة بعد أن قرن الله سبحانه ولاية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بولايته وولاية الرَّسول صلّى الله عليه وآله بقوله:( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا ) . الآية. وخصَّ المؤمنين بعليٍّ عليه السلام كما مرَّ الايعاز إليه في الجزء الثاني صفحة ٥٢ وسيوافك حديثه مفصِّلا بُعيد هذا.

١٥٢

وفي آية كريمة أُخرى جعل المولى سبحانه بولايته كمال الدين بقوله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً ) . ولا معنى لذلك إلّا كونها أصلاً من أصول الدين لولاها بقي الدين مخدجاً، ونعم الله على عباده ناقصة، وبها تمام الإسلام الذي رضيه ربّ المسلمين لهم دينا.

وجعل هذه الولاية بحث إذا لم تُبلَّغ كان الرَّسول صلّى الله عليه وآله ما بلَّغِ رسالته فقال:( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) . ولعلّك تزداد بصيرةً فيما قلناه لو راجعت الأحاديث الواردة من عشرات الطرق في الآيات الثلاث كما فصَّلناها في الجزء الأوّل ص ٢١٤ - ٢٢٣ و ٢٣٠ - ٢٣٨ وفي هذا الجزء.

وبمقربة من هذه كلّها ما مرَّ في الجزء الثاني ص ٣٠١، ٣٠٢ من إناطة الأعمال كلّها بصحَّة الولاية، وقد أُخذت شرطاً فيها، وهذا هو معنى الأصل كما أنّه كذلك بالنسبة إلى التوحيد والنبوَّة، وليس في فروع الدين حكمٌ هو هكذا.

ولعلَّ هذا الذي ذكرناه كان مسلّما عند الصحابة الأوَّلين ولذلك يقول عمر بن الخطاب لما جاءه رجلان يتخاصمان عنده: هذا مولاي ومولى كلِّ مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن. راجع الجزء الأوّل صفحة ٣٨٢.

وستوافيك في هذا الجزء زرافةٌ من الأحاديث المستفيضة الدالَّة على أنَّ بغضه صلوات الله عليه سمة النِّفاق وشارة الإلحاد، ولولاه عليه السلام لما عُرف المؤمنون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يُبغضه أحدٌ إلّا وهو خارجٌ من الإيمان، فهي تدلّ على تنكّب الحائد عن الولاية عن سويِّ الصراط كمن حاد عن التوحيد والنبوَّة، فلترتّب كثير من أحكام الأصلين على الولاية يقرب عدُّها من الأصول، ولا ينافي ذلك شذوذها عن بعض أحكامهما لما هنالك من الحِكم والمصالح الإجتماعيَّة كما لا يخفى].

وأما نفي الصفات فإن كان بالمعنى الّذي تحاوله الشيعة من نفيها زايدةً على الذّات بل هي عينها فهو عين التوحيد، والبحث في ذلك تتضمَّنه كتب الكلام، وإن كان بالمعني الذي ترمي إليه المعطّلة فالشيعة منه برآء. وكذلك القول بأنَّ القرآن مخلوقٌ فإنَّه ليس مع الله سبحانه أزليٌّ يضاهيه في القِدَم كما أثبتته البرهنة الصادقة المفصَّلة في كتب

١٥٣

العقايد. وأمّا نفي الرؤية فلنفي الجسميَّة عنه، والمنطق الصحيح معتضداً بالكتاب والسنَّة يشهد بذلك، فراجع مظانَّ البحث فيه. وأمّا بقيَّة ما عزاه إليهم فهي أكاذيب محضة لا تشكُّ الشيعة قديماً وحديثاً في ضلالة القائل بها.

١٠ - قال: تجد الرافضة يعطِّلون المساجد التي أمر الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه فلا يُصلّون فيها جمعةً ولا جماعةً: وليس لها عندهم كبير حرمة، وإن صلّوا فيها صلّوا فيها وُحداناً، ويعظِّمون المشاهد المبنّية على القبور، فيعكفون عليها مشابهةً للمشركين ويحجّون إليها كما يحجُّ الحاجُّ إلى البيت العتيق، ومنهم مَن يجعل الحجَّ إليها أعظم من الحجِّ إلى الكعبة، بل يسبّون من لا يستغني بالحجِّ إليها عن الحجِّ الذي فرضه الله تعالى على عباده، ومن لا يستغني بها عن الجمعة والجماعة، وهذا من جنس دين النصارى والمشركين. ١ ص ١٣١.

وقال في ٢ ص ٣٩: الرافضة يعمرون المشاهد الَّتي حرِّم الله ورسوله بناءها، يجعلونها بمنزلة دور الأوثان، ومنهم من يجعل زيارتها كالحجِّ كما صنَّف المفيد كتاباً سمّاه [مناسك حجِّ المشاهد] وفيه من الكذب والشرك ما هو جنس شرك النصارى وكذبهم.

ج - إنَّ المساجد العامرة ماثلةٌ. بين ظهرانيِّ الشيعة في أوساطها وحواضرها ومُدنها وحتّى في القرى والرساتيق تحتفي بها الشيعة، وترى حرمتها من واجبها، وتقول بحرمة تنجيسها وبوجوب إزالة النجاسة عنها، وبعدم صحَّة صلاة بعد العلم بها و قبل تطهيرها، وعدم جواز مسك الجنب والحائض والنفساء فيها، وعدم جواز إدخال النجس فيها إن كان هتكاً، وتكره فيها المعاملة والكلام بغير الذِّكر والعبادة من أمور الدنيا، ومن فعل ذلك يُضرب على رأسه ويقال له: فضَّ الله فاك. وتروي عن النبيِّ أئمَّتها أنَّه لا صلاة لجار المسجد إلّا في المسجد. إلى غيرها من الحرمات التي يتضمَّنها فقه الشيعة، وينوءُ بها عملهم، وما يقام فيها من الجماعات، وهذه كلّها أظهر من أن تخفى على من جاسَ خلال ديارهم أو عرف شيئاً من أنبائهم.

وأمّا تعظيمهم المشاهد فليس تشبّهاً منهم بالمشركين فإنَّهم لا يعبدون مَن فيها وإنّما يتقرَّبون إلى المولى سبحانه بزيارتهم والثناء عليهم والتأبين لهم لأنَّهم

١٥٤

أولياء الله وأحبّاؤه، ويروون في ذلك أحاديث عن أئمّتهم، وفيما يُتلى هنالك من ألفاظ الزيارات شهادةٌ واعترافٌ بأنّهم عبادٌ مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

وأمّا السبُّ على ما ذكر فهو مِن أكذب تقوُّلاته فإنَّ الشيعة على بكرة أبيها تروي عن أئمّتها: إنَّ الإسلام بُني على خمس: الصلاة والزكاة والحجّ والصوم و الولاية. وأحاديثهم بذلك متضافرة وتعتقد بأنَّ تأخير حَجّة الإسلام عن سنتها كبيرةٌ موبقةٌ إنّه يُقال لتاركها عند الموت: مُت إن شئت يهوديّاً وإن شئت نصرانيّاً. أفمن المعقول أن تسبَّ الشيعة مع هذه العقايد والأحاديث وفتاوى العلماء المطابقة لها المستنبطة من الكتاب والسنّة من لا يستغني عن الحجِّ بالزِّيارة.

وأمّا كتاب الشيخ المفيد فليس فيه إلّا أنَّه أسماه [منسك الزِّيارات] وما المنسك إلّا العبادة وما يُؤدّي به حق الله تعالى، وليست له حقيقة شرعيَّة مخصوصة بأعمال الحجِّ وإن تخصَّص بها في العرف والمصطلح، فكلُّ عبادةٍ مرضيَّةٍ لله سبحانه في أيِّ محلٍّ وفي أيّ وقت يجوز إطلاقه عليها، وإذا كانت زيارة المشاهد والآداب الواردة و الأدعية والصلوات المأثورة فيها من تلكم النسك المشروعة من غير سجود على قبرٍ أو صلاةٍ إليه ولا مسئلةٍ من صاحبه أوَّلاً وبالذات وإنَّما هو توسّلٌ به إلى الله تعالى لزلفته عنده وقربه منه، فما المانع من إطلاق لفظ المنسك عليه؟!

وقوله عمّا فيه من كذب وشرك فهو لدة ساير ما يتقوَّل غير مكترث لوباله و الكتاب لم يعدم بعدُ وهو بين ظهرانينا وليس فيه إلّا ما يُضاهيه ما في غيره من كتب المزار ممّا ينزِّل الأئمَّة الطاهرين عمّا ليس لهم من المراتب، ويثبت لهم العبوديَّة و الخضوع لسلطان المولى سبحانه، مع ما لهم من أقرب الزلف إليه، فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثاً؟.

١١ - قال: قد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفترى أنّ هذه الآية:( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) نزلت في عليّ لما تصدَّق بخاتمه في الصَّلاة، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل. ١ ص ١٥٦.

١٥٥

ثمَّ استدلَّ على كذب القول به بأوهام وتافهات طالما يُكرِّر أمثالها تِجاه النّصوص كما سبق منه في حديث ردِّ الشمس ويأتي عنه في آية التطهير.( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَى ) . وفي حديث المواخاة وأمثالها من الصِّحاح الَّتي تأتي.

ج - ما كنت أدري أنَّ القحَّة تبلغ بالإنسان إلى أن يُنكر الحقايق الثابتة، ويزعم أنَّ ما خرَّجته الأئمَّة والحفّاظ وأنهوا أسانيده إلى مثل أمير المؤمنين. وإبن عبّاس. وأبي ذرّ. وعمّار. وجابر الأنصاري. وأبي رافع. وأنس بن مالك. وسلمة بن كهيل. وعبد الله بن سلام. ممّا قام الإجماع على كذبه، فهو كبقيَّة إجماعاته المدَّعاة ليس له مقيلٌ من مستوى الصِّدق.

ليت شعري كيف يعزو الرَّجل إلى أهل العلم إجماعهم على كذب الحديث وهم يستدلّون بالآية الشريفة وحديثها هذا على أنَّ الفعل القليل لا يُبطل الصَّلاة، وأنَّ صدقة التطوُّع تُسمّى زكاةً. ويعدّونها بذلك من آيات الأحكام(١) وذلك ينمُّ عن إتِّفاقهم على صحّة الحديث.

ويشهد لهذا الإتِّفاق أنَّ مَن أراد المناقشة فيه من المتكلّمين قصرها على الدَّلالة فحسب من دون أيِّ غمزٍ في السند، وفيهم من أسنده إلى المفسِّرين عامّة مشفوعاً بما عنده من النقد الدَّلالي. فتلك دلالةٌ واضحةٌ على إطباق المفسِّرين والمتكلّمين والفقهاء على صدور الحديث!.

أضف إلى ذلك إخراج الحفّاظ وحملة الحديث له في مدوَّناتهم مخبتين إليه وفيهم من نصَّ على صحّته، فانظر إذن أين يكون مستوى إجماع إبن تيميَّة؟! وأين استقلَّ أولئك المجمعون من أديم الأرض؟! ولك الحكم الفاصل، وإليك أسماء جمع ممّن أخرج الحديث أو أخبت إليه وهم:

١ - القاضي أبو عبد الله محمد بن عمر المدني الواقدي المتوفّى ٢٠٧، كما في «ذخاير العقبى» ١٠٢.

٢ - الحافظ أبو بكر عبد الرَّزاق الصنعاني المتوفّى ٢١١، كما في تفسير إبن كثير ٢ ص ٧١ وغيره عن عبد الوهاب بن مجاهد عن مجاهد عن إبن عبّاس.

_____________________

١ - كما فعله الجصاص في أحكام القرآن وغيره.

١٥٦

٣ - الحافظ أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة الكوفيّ المتوفّى ٢٣٩ في تفسيره.

٤ - أبو جعفر الإسكافي المعتزلي المتوفّى ٢٤٠، في رسالته التي ردَّ بها على الجاحظ.

٥ - الحافظ عبد بن حميد الكشي أبو محمَّد المتوفّى ٢٤٩، في تفسيره كما في «الدرِّ المنثور».

٦ - أبو سعيد الأشجّ الكوفي المتوفّى ٢٥٧، في تفسيره عن أبي نعيم فضل بن دكين عن موسى بن قيس الحضرمي عن سملة بن كهيل، والطريق صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.

٧ - الحافظ أبو عبد الرَّحمن النسائي صاحب السنن المتوفّى ٣٠٣، في صحيحه.

٨ - إبن جرير الطبري المتوفّى ٣١٠، في تفسيره ٦ ص ١٨٦ بعدّة طرق.

٩ - إبن أبي حاتم الرازي المتوفّى ٣٢٧، كما في تفسير إبن كثير، والدرّ المنثور، وأسباب النزول للسيوطي، أخرجه بغير طريق ومن طرقه أبو سعيد الأشجّ بإسناده الصحيح الذي أسلفناه.

١٠ - الحافظ أبو القاسم الطبراني المتوفّى ٣٦٠، في معجمه الأوسط.

١١ - الحافظ أبو الشيخ أبو محمّد عبد الله بن محمد الأنصاري المتوفّى ٣٦٩، في تفسيره.

١٢ - الحافظ أبو بكر الجصّاص الرّازي المتوفّى ٣٧٠، في «أحكام القرآن» ٢ ص ٥٤٢. رواه من عدَّة طرق.

١٣ - أبو الحسن عليُّ بن عيسى الرماني المتوفّى ٣٨٤ / ٢ في تفسيره.

١٤ - الحاكم إبن البيِّع النيسابوري المتوفّى ٤٠٥ في معرفة أُصول الحديث ١٠٢.

١٥ - الحافظ أبو بكر الشيرازي المتوفّى ٤٠٧ / ١١. في كتابه فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين.

١٦ - الحافظ أبو بكر إبن مردويه الإصبهاني المتوفّى ٤١٦، من طريق سفيان الثوري عن أبي سنان سعيد بن سنان البرجمي عن الضحّاك عن إبن عبّاس. إسنادٌ صحيحٌ رجاله كلّهم ثقاتُ، ورواه بطريق آخر قال: إسنادٌ لا يُقدح به. وأخرجه بطرق أُخرى عن أمير المؤمنين وعمّار وأبي رافع.

١٥٧

١٧ - أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفّى ٤٢٧ / ٣٧ في تفسيره عن أبي ذرّ كما مرَّ بلفظه ج ٢ ص ٥٢.

١٨ - الحافظ أبو نعيم الإصبهاني المتوفّى ٤٣٠ (فيما نزل من القرآن في عليٍّ) عن عمّار. وأبي رافع. وإبن عبّاس. وجابر. وسلمة بن كهيل.

١٩ - أبو الحسن الماوردي الفقيه الشافعيّ المتوفّى ٤٥٠، في تفسيره.

٢٠ - الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى ٤٥٨، في كتابه «المصنَّف»

٢١ - الحافظ أبو بكر الخطيب البغداديُّ الشافعيُّ المتوفّى ٤٦٣، في «المتّفق»

٢٢ - أبو القاسم زين الإسلام عبد الكريم بن هوازن النيسابوري المتوفّى ٤٦٥ في تفسيره.

٢٣ - الحافظ أبو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفّى ٤٦٨، في «أسباب النزول» ص ١٤٨.

٢٤ - الفقيه إبن المغازلي الشافعيُّ المتوفّى ٤٨٣ في «المناقب» من خمسة طرق.

٢٥ - شيخ المعتزلة أبو يوسف عبد السّلام بن محمَّد القزويني المتوفّى ٤٨٨، في تفسيره الكبير قال الذهبي: إنّه يقع في ثلاث مائة جزءً.

٢٦ - الحافظ أبو القاسم الحاكم الحسكاني المتوفّى ٤٩٠، عن إبن عبّاس وأبي ذرّ وعبد الله بن سلام.

٢٧ - الفقيه أبو الحسن عليّ بن محمّد الكيا الطبري الشافعيّ المتوفّى ٥٠٤، في تفسيره، واستدلَّ به على عدم بطلان الصّلاة بالفعل القليل، وتسمية الصدقة التطوّع بالزَّكاة كما في تفسير القرطبي.

٢٨ - الحافظ أبو محمّد الفراء البغوي الشافعيّ ٥١٦ في تفسيره «معالم التنزيل» هامش الخازن ٢ ص ٥٥.

٢٩ - أبو الحسن رزين العبدري الأندلسي المتوفّى ٥٣٥، في الجمع بين الصِّحاح الستِّ نقلاً عن صحيح النسائي.

٣٠ - أبو القاسم جار الله الزمخشري الحنفيّ المتوفّى ٥٣٨ في «الكشّاف» ١ ص ٤٢٢ وقال: فإن قلت: كيف صحَّ أن يكون لعليٍّ رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة؟!

١٥٨

قلت: جئ به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه.

٣١ - الحافظ أبو سعد السمعاني الشافعيّ المتوفّى ٥٦٢ في «فضائل الصحابة» عن أنس بن مالك.

٣٢ - أبو الفتح النطنزي المولود ٤٨٠، في «الخصايص العلويَّة» عن إبن عبّاس وفي «الإبانة» عن جابر الأنصاري.

٣٣ - الإمام أبو بكر ابن سعدون القرطبي المتوفّى ٥٦٧، في تفسيره ٦ ص ٢٢١.

٣٤ - أخطب الخطباء الخوارزمي المتوفّى ٥٦٨، في «المناقب» ١٧٨ بطريقين. وذكر لحسّان فيه شعراً أسلفناه ج ٢ ص ٥٨.

٣٥ - الحافظ أبو القاسم إبن عساكر الدمشقي المتوفّى ٥٧١، في تاريخ الشام بعدَّة طرق.

٣٦ - الحافظ أبو الفرج إبن الجوزي الحنبلي المتوفّى ٥٩٧، كما في «الرياض» ٢ ص ٢٢٧ و «ذخاير العقبى» ١٠٢.

٣٧ - أبو عبد الله فخر الدين الرازيّ الشافعيّ المتوفّى ٦٠٦ في تفسيره ٣ ص ٤٣١ عن عطا عن عبد الله بن سلام وإبن عبّاس وأبي ذرّ.

٣٨ - أبو السعادات مبارك إبن الأثير الشيباني الجزريّ الشافعي المتوفّى ٦٠٦ في «جامع الأصول» من طريق النسائي.

٣٩ - أبو سالم محمّد بن طلحة النصيبي الشافعيٌّ المتوفّى ٦٦٢، في (مطالب السئول) ص ٣١ بلفظ أبي ذرّ.

٤٠ - أبو المظفَّر سبط إبن الجوزي الحنفي المتوفّى ٦٥٤، في «التذكرة» ص ٩ عن السدي وعتبة وغالب بن عبد الله.

٤١ - عزّ الدين إبن أبي الحديد المعتزلي المتوفّى ٦٥٥، في شرح نهج البلاغة ٣ ص ٢٧٥.

٤٢ - الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعيّ المتوفّى ٦٥٨، في «كفاية الطالب» ص ١٠٦ من طريق عن أنس بن مالك وفيه أبياتٌ لحسّان بن ثابت رويناها ج ٢ ص

١٥٩

٥٩، ورواه في ص ١٢٢ من طريق إبن عساكر، والخوارزمي، وحافظ العراقين، و أبي نعيم، والقاضي أبي المعالي، وذكر لحسّان شعراً غير الأبيات المذكورة ذكرناه ج ٢ ص ٤٧ نقلاً عن سبط إبن الجوزي.

٤٣ - القاضي ناصر الدين البيضاوي الشافعيّ المتوفّى ٦٨٥، في تفسيره ١ ص ٣٤٥، وفي «مطالع الأنظار» ص ٤٧٧، ٤٧٩.

٤٤ - الحافظ فقيه الحرم أبو العبّاس محبّ الدين الطبريُّ المكيُّ الشافعيُّ المتوفّى ٦٩٤، في «الرِّياض النضرة» ٢ ص ٢٢٧ و «ذخاير العقبى» ص ١٠٢ من طريق الواحدي، والواقدي، وإبن الجوزي، والفضايلي.

٤٥ - حافظ الدين النسفي المتوفّى ٧٠١ / ١٠، في تفسيره ١ ص ٤٩٦ هامش تفسيره الخازن.

٤٦ - شيخ الإسلام الحمّويي المتوفّى ٧٢٢، في «فرايد السمطين» وذكر شعر حسّان فيه.

٤٧ - علاء الدين الخازن البغداديّ المتوفّى ٧٤١، في تفسيره ١ ص ٤٩٦.

٤٨ - شمس الدين محمود بن أبي القاسم عبد الرَّحمن الإصبهاني المتوفّى ٧٤٦ / ٩ في شرح التجريد الموسوم بتسديد(١) العقايد. وقال بعد تقرير إتِّفاق المفسِّرين على نزول الآية في عليٍّ: قول المفسِّرين لا يقتضي إختصاصها به وإقتصارها عليه.

م - ٤٩ - جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي المتوفّى ٧٥٠، في «نظم درر السمطين»].

٥٠ - أبو حيّان أثير الدين الأُندلسي المتوفّى ٧٥٤، في تفسيره «البحر المحيط» ٣ ص ٥١٤.

٥١ - الحافظ محمَّد بن أحمد بن جزي الكلبي المتوفّى ٧٥٨، في تفسيره «ألتَّسهيل لعلوم التنزيل» ج ١ ص ١٨١.

٥٢ - القاضي عضد الأيجي الشافعيّ المتوفّى ٧٥٦، في «المواقف» ٣ ص ٢٧٦.

٥٣ - نظام الدين القمّي النيسابوري، في تفسيره «غرائب القرآن» ٣ ص ٤٦١.

٥٤ - سعد الدين التفتازاني الشافعيّ المتوفّى ٧٩١، في «المقاصد» وشرحه

_____________________

١ - وقد يقال بالمعجمة.

١٦٠