الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٣

الغدير في الكتاب والسنة والأدب14%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 418

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 96197 / تحميل: 7448
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

بالمعجمة ، وهو تصحيف(1) .

هذا ، وما مرّ من أنّه يقال له : حضير الكتائب ، المراد بالضمير : حضير ، لا : أسيد ، فإنّه الذي يقال له ذلك دونه. وظاهرصه ول خلاف الظاهر.

وفي القاموس : أسيد بن حضير صحابي ، ويقال لأبيه : حضير الكتائب(2) .

399 ـ الأشجع السلمي :

من شعراء أهل البيتعليهم‌السلام ، دخل على الصادقعليه‌السلام ، ب(3) .

أقول : ذكره فيه في الخاتمة في الشعراء المتكلّفين ، كحسّان بن ثابت ومروان بن أبي حفصة.

وفي الوجيزة : ممدوح(4) ، فتأمّل.

400 ـ الأشعث بن قيس الكندي :

أبو محمّد ، ارتدّ بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في ردّة أهل ياسر ، زوّجه أبو بكر أخته أم فروة ـ وكانت عوراء ـ فولدت له محمّدا. كان من‌

__________________

(1) النهاية لابن الأثير : 1 / 139.

(2) القاموس المحيط : 2 / 11.

(3) معالم العلماء : 153 ، ولم يرد فيه : دخل على الصادقعليه‌السلام .

وفي أمالي الشيخ الطوسي : 1 / 287 ، نقلا عن الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال : كنت عند سيّدنا الصادق عليه‌السلام ، إذ دخل عليه أشجع السلمي يمدحه ، فوجده عليلا. إلى آخره.

(4) الوجيزة : 163 / 220.

١٠١

أصحاب عليّعليه‌السلام ثم صار خارجيّا ملعونا ،صه (1) ، ل(2) .

ويأتي ذكر الأشاعثة في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى(3) .

وسنذكره في جرير بن عبد الله(4) .

401 ـ الأصبغ بن نباتة المجاشعي :

كان من خاصّة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعمّر بعده ،جش (5) .

صه ، إلاّ : المجاشعي ، وزاد : وهو مشكور(6) .

وفيست : من خاصّة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعمّر بعده(7) .

وفي ل : ابن نباتة(8) .

وزاد ي : التميمي ، الحنظلي(9) .

وفيكش : محمّد بن مسعود ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن رجل ، عن الأصبغ ، قال : قلت له : كيف سمّيتم شرطة الخميس(10) ؟

__________________

(1) الخلاصة : 206 / 1 ، وفيها : أشعث بن قيس. وفي نسخة « م » : الأشجع.

(2) رجال الشيخ : 4 / 23 ، وفيه : أشعث بن قيس ، ولم يرد فيه قوله : كان من أصحاب.

إلى آخره.

(3) إن شاء الله تعالى ، وردت في نسخة « ش » بعد : جرير بن عبد الله. وسيأتي ذكر الأشاعثة في باب الألقاب.

(4) فيه نقلا عن ابن أبي الحديد في شرحه على النهج : 4 / 74 : وكان الأشعث بن قيس الكندي وجرير بن عبد الله البجليّ يبغضانه ـ أي عليّعليه‌السلام ـ وهدم عليّعليه‌السلام دار جرير بن عبد الله.

(5) رجال النجاشي : 8 / 5.

(6) الخلاصة : 24 / 9.

(7) الفهرست : 37 / 119.

(8) لم يرد له ذكر في أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(9) رجال الشيخ : 34 / 2.

(10) في المصدر زيادة : يا أصبغ.

١٠٢

قال : إنّا ضمنّا له الذبح وضمن لنا الفتح ، يعني أمير المؤمنينعليه‌السلام (1) .

نصر بن الصباح ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي(2) الجارود ، قال : قلت للأصبغ بن نباتة : ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟

فقال : ما أدري ما تقول ، إلاّ أنّ سيوفنا على عواتقنا ، فمن أومأ إلينا(3) ضربناه بها(4) .

وفي أوّل الكتاب مثله ، وزاد : وكان يقول لنا : تشرّطوا تشرّطوا ، فو الله ما اشتراطكم لذهب ولا فضّة(5) ، ولا(6) اشتراطكم إلاّ للموت. إنّ قوما قبلكم(7) من بني إسرائيل تشارطوا بينهم ، فما مات أحد منهم حتّى كان نبيّ قومه أو نبيّ قريته أو نبيّ نفسه ، وإنّكم لبمنزلتهم غير أنّكم لستم بأنبياء(8) .

وفيطس : مشكور(9) .

وقي عدّه من أصحابهعليه‌السلام من اليمن(10) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 103 / 165.

(2) أبي ، لم ترد في نسخة « م ».

(3) في المصدر : إليه.

(4) رجال الكشّي : 103 / 164 ، وورد السند فيه هكذا : طاهر بن عيسى الوراق ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد التاجر ، قال : حدّثني أبو الخير صالح بن أبي حمّاد ، عن محمّد بن الحسين ابن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال.

(5) في المصدر : لفضّة.

(6) في المصدر : وما.

(7) في المصدر : من قبلكم.

(8) رجال الكشّي : 5 / 8.

(9) التحرير الطاووسي : 77 / 47.

(10) رجال البرقي : 6 ، وعدّه في : 5 أيضا من خواصّ أمير المؤمنينعليه‌السلام من مضر.

١٠٣

أقول : ذكره في الحاوي في الحسان(1) .

وفي الوجيزة : ممدوح(2) .

وفيضح : نباتة : بضمّ النون ، والمجاشعي : بضمّ الميم(3) .

وعن الأنساب للسمعاني(4) : مجاشع : قبيلة من تميم بن دارم(5) .

ويأتي معنى شرطة الخميس في عبد الله بن يحيى الحضرمي.

402 ـ أصرم بن حوشب البجلي :

عامي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (6) .

وزادجش : نسخة ، رواها عنه محمّد بن خالد البرقي(7) .

وفيست : له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(8) .

أقول : فيضح : بالهمزة المفتوحة ، والمهملة الساكنة ، والراء المفتوحة ، ابن حوشب : بالمهملة المفتوحة ، والواو الساكنة ، والمعجمة ، والموحّدة(9) (10) .

__________________

(1) حاوي الأقوال : 180 / 906.

(2) الوجيزة : 163 / 224.

(3) إيضاح الاشتباه : 80 / 2.

(4) للسمعاني ، لم ترد في نسخة « م ».

(5) أنساب السمعاني : 12 / 86 ، وفيه : من تميم من دارم.

(6) الخلاصة : 207 / 9.

(7) رجال النجاشي : 107 / 271.

(8) الفهرست : 38 / 120.

(9) في نسخة « ش » : والمعجمة الموحّدة.

(10) إيضاح الاشتباه : 114 / 97.

١٠٤

403 ـ الأعلم الأزدي :

في آخر الباب الأوّل(1) منصه : أنّه من أولياء عليّعليه‌السلام (2) .

وفي النقد : ثقة ، د(3) ، ولم أجده في غيره(4) ، انتهى فتأمّل ،تعق (5) .

404 ـ أعين بن سنسن :

والد زرارةرضي‌الله‌عنه ، غير مذكور في الكتابين.

وفي رسالة أبي غالب الزراريرضي‌الله‌عنه : كان أعين غلاما روميّا ، اشتراه رجل من بني شيبان ، فربّاه وتبنّاه ، وأحسن تأديبه ، وحفظ القرآن ، وعرف الأدب ، وخرج بارعا أديبا ، فأعتقه ، وقال له(6) : استلحقك؟ قال : لا ، ولائي(7) منك أحبّ إليّ من النسب.

وكان أبوه يسمّى : سنسن ، وكان راهبا نصرانيا ، وذكر أنّه من غسّان ، دخل بلد الروم(8) ، وكان يدخل بلاد الإسلام بأمان(9) ابنه أعين ويرجع إلى بلاده(10) .

405 ـ إلياس الصيرفي :

خيّر ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ،صه (11) .

__________________

(1) الأوّل ، لم ترد في نسخة « م ».

(2) الخلاصة : 192.

(3) رجال ابن داود : 52 / 199.

(4) نقد الرجال : 49 / 1.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 131 ، ولم يرد فيه : فتأمّل.

(6) في المصدر : وخرج أديبا بارعا ، فقال له مولاه.

(7) في النسخ : ولاء.

(8) في المصدر : دخل بلاد الروم في أوّل الإسلام.

(9) في المصدر زيادة : فيزور.

(10) رسالة أبي غالب الزراري : 128.

(11) الخلاصة : 23 / 2.

١٠٥

والظاهر أنّه ابن(1) عمرو الآتي.

وفيتعق : قال المحقّق الشيخ محمّد : في الظنّ أنّ العلاّمة صحّف لفظ خزّاز في كلامجش في الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس ب : خيّران(2) ، فتوهّم أنّه وجدّه خيّران من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، ولذا قال : اليأس الصيرفي ، خيّر ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، مع أنّ عبارةجش : ابن بنت إلياس الصيرفي ، خزّاز(3) ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام (4) ، انتهى.

ولعلّه كذلك ، لكنّه عجيب ، فإنّه ذكر إلياس البجلي من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأنّه جدّ الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس(5) ، كما يأتي(6) .

أقول : لا ريب في الاتّحاد والتصحيف ، ومنشأه ما ذكروا. ووصفه بالصيرفي أيضا مأخوذ من هناك ، فلاحظ.

وصرّح بما ذكرناه أيضا في الحاوي(7) .

ويأتي في الذي يليه أيضا بعض ما فيه.

406 ـ إلياس بن عمرو البجلي :

شيخ من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، متحقّق بهذا الأمر ، وهو جدّ الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس ،صه (8) .

__________________

(1) ابن ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) الخلاصة : 41 / 16.

(3) في نسخة « م » : خزار.

(4) رجال النجاشي : 39 / 80.

(5) الخلاصة : 22 / 1.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 63.

(7) حاوي الأقوال : 229 / 1209.

(8) الخلاصة : 22 / 1 ، وفيها زيادة : ثقة ، في آخر الترجمة.

١٠٦

وزادجش : له كتاب ، يرويه جماعة ، الحسن بن عليّ الأشعري ، عنه ، به(1) .

وفيتعق : يأتي في الحسن بن عليّ عنه حديث ينبغي أن يلاحظ(2) .

أقول : يدلّ الحديث على حسن اعتقاده ، وكونه شيخا من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام على جلالته ، ورواية جماعة كتابه على الاعتماد عليه ، ولذا ذكره فيصه في القسم الأوّل.

وفي الوجيزة : ممدوح(3) .

وفي الحاوي ذكره في الضعاف(4) ، فتأمّل.

ومرّ في الذي قبيله ذكره.

407 ـ أميّة بن علي القيسي :

الشامي ؛ ضعّفه أصحابنا ، وقالوا : روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، له كتاب ، أحمد بن هلال ، عنه به ،جش (5) .

صه ، إلى : أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وزاد :

قالغض : يكنّى أبا محمّد ، في عداد القميّين ضعيف ، في مذهبه ارتفاع(6) .

وفيتعق : عنه رواية نذكرها في حمّاد بن عيسى(7) ، يظهر منها حسن‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 107 / 272.

(2) رجال النجاشي : 39 / 80 ، تعليقة الوحيد البهبهاني : 63.

(3) الوجيزة : 164 / 236.

(4) حاوي الأقوال : 229 / 1210.

(5) رجال النجاشي : 105 / 264.

(6) الخلاصة : 206 / 2 ، وفيها بدل القيسي : القتيبي.

(7) كشف الغمّة : 2 / 365.

١٠٧

ما فيه.

والظاهر أنّ حكمه بتضعيف الأصحاب ممّا ذكرهغض ، ويشير إليه عدم تعرّضجش له أصلا(1) .

أقول : ما استظهره دام فضله غير ظاهر ، وقوله : يشير إليه عدم تعرّضجش ، عجيب ، بعد ما مرّ عنهرحمه‌الله .

ولذا في الوجيزة : ضعيف(2) .

408 ـ أميّة بن عمرو :

واقفي ،ظم (3) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (4) .

وفيجش : أميّة بن عمرو الشعيري ، كوفيّ ، أكثر كتابه عن إسماعيل السكوني.

أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عنه(5) .

وفيست : له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(6) .

409 ـ أنس بن أبي القاسم :

الحضرمي ، الكوفي ، أسند عنه ،ق (7) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 63.

(2) الوجيزة : 164 / 238.

(3) رجال الشيخ : 343 / 11.

(4) الخلاصة : 205 / 1.

(5) رجال النجاشي : 105 / 263.

(6) الفهرست : 38 / 121.

(7) رجال الشيخ : 152 / 192.

١٠٨

410 ـ أنس بن الحارث :

قتل مع الحسينعليه‌السلام ،صه (1) ، ل(2) .

وفي سين : ابن الحارث الكاهلي(3) .

411 ـ أنس بن عياض :

بالمهملة المكسورة ، يكنّى أبا ضمرة الليثي ، عربيّ من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، مدني ، ثقة ، صحيح الحديث ،صه (4) ،جش ، إلاّ الترجمة(5) .

وكذاست ، إلاّ : ابن عبد مناة بن كنانة ، وزاد :

له كتاب ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن حمزة ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عنه(6) .

وفيق : ابن عياض الليثي ، أبو ضمرة المدني(7) .

أقول : فيمشكا : ابن عياض الثقة ، عنه يونس بن عبد الأعلى ، وعليّ ابن إبراهيم(8) .

412 ـ أنس بن مالك :

أبو حمزة ـ خادم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الأنصاري ، ل(9) .

__________________

(1) الخلاصة : 22 / 1.

(2) رجال الشيخ : 3 / 9.

(3) رجال الشيخ : 71 / 1.

(4) الخلاصة : 22 / 3 ، وفيها : يكنى أبا ضمير حمزة.

(5) رجال النجاشي : 106 / 269.

(6) الفهرست : 39 / 123.

(7) رجال الشيخ : 152 / 193.

(8) هداية المحدثين : 21.

(9) رجال الشيخ : 3 / 5.

١٠٩

وفيكش ما يأتي في البراء بن عازب(1) .

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : ذكر جماعة من شيوخنا البغداديّين أنّ عدّة من الصحابة والتابعين(2) كانوا منحرفين عن عليّعليه‌السلام ، قائلين فيه السوء ، ومنهم من كتم مناقبه وأعان أعدائه ، ميلا مع الدنيا وإيثارا للعاجلة ، فمنهم أنس بن مالك.

ناشد عليّعليه‌السلام الناس في رحبة القصر ـ أو قال : في رحبة الجامع ـ بالكوفة : أيّكم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه؟

فقام اثنا عشر رجلا ، فشهدوا بها ، وأنس بن مالك في القوم لم يقم.

فقال له : يا أنس ، ما منعك(3) أن تقوم فتشهد؟ فلقد(4) حضرتها.

فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرت ونسيت.

فقال : اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة.

قال طلحة بن عمرو(5) : فو الله لقد رأيت الوضح(6) به بعد ذلك أبيض بين عينيه(7) ، انتهى.

وقال في موضع آخر منه : ذكر ابن قتيبة حديث البرص والدعوة في‌

__________________

(1) فيه أنّه كتم منقبة لعليّعليه‌السلام في غدير خم ، فدعا الإمامعليه‌السلام عليه ، فأصيب بالبرص ، وحلف أن لا يكتم منقبة لعليّعليه‌السلام . رجال الكشّي : 45 / 95.

(2) في المصدر زيادة : والمحدّثين.

(3) في المصدر : ما يمنعك.

(4) في المصدر : ولقد.

(5) في المصدر : عمير ، وفي نسخة « م » : عمر.

(6) الوضح : كناية عن البرص. ( لسان العرب : 2 / 634 ).

(7) شرح نهج البلاغة : 4 / 74.

١١٠

كتاب المعارف في باب البرص(1) . وابن قتيبة غير متّهم في حقّ عليّعليه‌السلام ، المشهور(2) من انحرافه عنهعليه‌السلام (3) ، انتهى.

وروى حديث البرص الصدوق في المجالس(4) ، والراوندي في الخرائج والجرائح(5) .

وحديث الطير أيضا يدلّ على ذمّه(6) .

وفي الوجيزة : ضعيف(7) .

413 ـ أنسه :

مولى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، شهد بدرا ، وقيل : قتل بها ، وقيل : بقي إلى أحد ، ل(8) .

414 ـ أويس القرني :

بفتح الراء ، أحد الزهّاد الثمانية ، قاله الفضل بن شاذان ،صه (9) .

وفيكش : عليّ بن محمّد بن قتيبة ، قال : سئل أبو محمّد الفضل بن شاذان عن الزهّاد الثمانية فقال : الربيع بن خيثم وهرم بن حيّان وأويس القرني وعامر بن عبد قيس ، وكانوا مع عليّعليه‌السلام ومن أصحابه(10) ، وكانوا‌

__________________

(1) المعارف : 320.

(2) في المصدر : على المشهور.

(3) شرح نهج البلاغة : 19 / 218.

(4) أمالي الصدوق : 106 / 1 ، المجلس السادس والعشرون.

(5) الخرائج والجرائح 1 : 207 / 49.

(6) أمالي الصدوق : 521 / 3 ، المجلس الرابع والتسعون.

(7) الوجيزة : 164 / 243.

(8) رجال الشيخ : 5 / 41 ، وفيه : أنس.

(9) الخلاصة : 24 / 8.

(10) في نسخة « م » زيادة :عليه‌السلام .

١١١

زهّادا أتقياء.

وأمّا أبو مسلم أهبان بن صيفي(1) ، فإنّه كان فاجرا مرائيا ، وكان صاحب معاوية ، وهو الذي كان يحثّ الناس على قتال عليّعليه‌السلام . فقال(2) لعليّعليه‌السلام : ادفع إلينا المهاجرين والأنصار حتّى نقتلهم بعثمان ، فأبى عليّعليه‌السلام ذلك ، فقال أبو مسلم : الآن طاب الضراب ، إنّما كان وضع فخّا ومصيدة.

وأمّا مسروق ، فإنّه كان عشّارا لمعاوية ، ومات في عمله ذلك بموضع أسفل من واسط على دجلة ، يقال له(3) : الرصافة ، وقبره هناك.

والحسن ، كان يلقى كل فرق(4) بما يهوون ، ويتصنّع للرئاسة ، وكان رئيس القدريّة.

وأويس القرني ، مفضّل عليهم كلّهم. قال أبو محمّد الفضل(5) : ثمّ عرف الناس بعد(6) .

أويسرحمه‌الله :

وكان أويس من خيار التابعين ، لم ير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يصحبه. فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم لأصحابه : أبشروا برجل من أمتي يقال له : أويس القرني ، فإنّه يشفع لمثل ربيعة ومضر. إلى أن قال(7) :

__________________

(1) أهبان بن صيفي ، لم يرد في المصدر.

(2) في المصدر : وقال.

(3) في نسخة « ش » : لها.

(4) في المصدر : كان يلقى أصل كلّ فرقة.

(5) الفضل ، لم يرد في المصدر.

(6) رجال الكشّي : 97 / 154.

(7) أي الكشي.

١١٢

ثمّ قتل بصفّين في الرجالة مع عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (1) .

وفيه أيضا في أوائل(2) الكتاب : محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ، عن عليّ بن سليمان بن داود الرازي ، عن عليّ بن أسباط ، عن أبيه أسباط بن سالم ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواريّ محمّد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟

فيقوم سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وصيّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

فيقوم عمرو بن الحمق ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثم التمّار ـ مولى بني أسد ـ وأويس القرني.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ الحسنعليه‌السلام ؟

فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني ، وحذيفة بن أسيد الغفاري.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ الحسين بن عليّعليه‌السلام ؟

فيقوم كلّ من استشهد معهعليه‌السلام ولم يتخلّف عنه.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ عليّ بن الحسينعليه‌السلام ؟

فيقوم جبير بن مطعم ، ويحيى بن أم الطويل ، وأبو خالد الكابلي ، وسعيد بن المسيّب.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ محمّد بن عليّ(3) عليه‌السلام ؟

__________________

(1) رجال الكشّي : 98 / 156.

(2) في نسخة « ش » : أوّل.

(3) في المصدر زيادة : وحواريّ جعفر بن محمّد.

١١٣

فيقوم عبد الله بن شريك العامري ، وزرارة بن أعين ، وبريد بن معاوية العجلي ، ومحمّد بن مسلم ، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ، وعبد الله ابن أبي يعفور ، وعامر بن عبد الله بن جذاعة ، وحجر بن زائدة ، وحمران بن أعين.

ثمّ ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمّةعليهم‌السلام يوم القيامة.

فهؤلاء المتحوّرة ، أوّل السابقين ، وأوّل المقرّبين ، وأوّل المتحوّرين من التابعين(1) .

أقول : في سند هذه الرواية أسباط بن سالم وعليّ بن سليمان ، والأوّل حديثه من القوي لا محالة كما مرّ في ترجمته ، والثاني مذكور في كر منجخ من غير قدح ولا مدح هكذا : عليّ بن سليمان بن داود الرقّي(2) .

ومضى في الفوائد حصول الظن المعتبر شرعا من أمثال هذه الروايات.

وفي حواشي السيّد الداماد علىكش : هذه الرواية يعوّل(3) عليها في ارتفاع منزلة هؤلاء المتحوّرين السابقين المقرّبين ، وقول بعض شهداء(4) المتأخّرين في حواشيصه : إنّ في طريقها عليّ بن سليمان وهو مجهول(5) ، لا تعويل عليه كما قد دريت(6) .

وقال في المجمع : لا يقال : الطريق مجهول بعليّ بن سليمان ، لأنّا‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 9 / 20.

(2) رجال الشيخ : 433 / 10.

(3) في المصدر : معوّل.

(4) في نسخة « م » : الشهداء.

(5) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 21 ، في ترجمة جبير بن مطعم.

(6) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : 1 / 45.

١١٤

نقول : إنّ دأب علمائنارحمهم‌الله في الرجال ـ خصوصا الشيخ خصوصا(1) في كتاب رجاله ـ أنّ الرجل إذا كان مجهولا أو من غير الإماميّة أو مذموما أنّه يصرّح به ، ( وإذا لم يظهر عليه قدحه بعد التفتيش لا يحتاج في ذكر(2) أصل إيمانه إلى زيادة التصريح به ، وهذا )(3) ظاهر بالتتبّع ، فظهر أنّ عليّا هذا من المؤمنين(4) ، انتهى.

ومرّ في الفوائد وفي إسماعيل بن الخطّاب عن المحقّق الداماد ما ينبغي ملاحظته(5) ، فلاحظ.

ثمّ إنّكش ذكر أنّ الزهّاد ثمانية ، وذكر سبعة ، وكأنّ الثامن سقط من قلمهرحمه‌الله .

وقال الفاضل عبد النبي والمحقّق الشيخ محمّد وغيرهما : إنّه الأسود ابن يزيد(6) ، وهو فاجر خبيث كما أشير إليه(7) .

وفي النقد : سمعنا من بعض الفضلاء أنّه جرير بن عبد الله البجلي ، والله العالم(8) .

__________________

(1) خصوصا ، لم ترد في المصدر.

(2) ذكر ، لم ترد في المصدر.

(3) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(4) مجمع الرجال : 2 / 249.

(5) تقدّم عن المحقّق الداماد ما مضمونه : إنّ النجاشي متى ما اقتصر على مجرّد ترجمة الرجل وذكره من دون إرداف ذلك بمدح أو غمز كان ذلك آية أنّ الرجل سالم عنده.

(6) حاوي الأقوال : 33 / 103. وأشير إليه أيضا في حلية الأولياء : 2 / 102 ، والعقد الفريد : 3 / 168.

(7) ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : 4 / 97 : انّ الأسود ومسروقا كانا يمشيان إلى بعض أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقعان في عليّعليه‌السلام .

(8) نقد الرجال : 51 / 2.

١١٥

هذا ، وفي الوجيزة : أويس القرني : ممدوح(1) .

وذكره في الحاوي في الثقات(2) ، فتدبّر.

415 ـ أهبان بن صيفي :

أبو مسلم ، سيّئ الرأي في عليعليه‌السلام ، ل(3) .

وزادصه : بضمّ الهمزة(4) .

ومضى ما فيكش في أويس(5) .

416 ـ إياس :

من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، شهد بدرا وأحدا ، وقتل هو وأنس وأبي بن ثابت يوم بئر معونة ،صه (6) .

ل ، إلاّ : من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (7) .

أقول : في الوجيزة : إياس : مجهول(8) . مع أنّ فيصه ذكره في القسم‌

__________________

(1) الوجيزة : 165 / 248.

(2) حاوي الأقوال : 33 / 103.

(3) رجال الشيخ : 5 / 35 ، 36.

(4) الخلاصة : 206 / 2 ، إلاّ أنّه لم يرد فيها : أبو مسلم.

(5) حيث عدّه أحد الزهاد الثمانية ، راجع رجال الكشّي : 97 / 154.

(6) الخلاصة : 23 / 1.

وبئر معونة : هي ما بين أرض بني عامر وحرّة بني سليم ، وفيها قتل سبعون ـ وقيل أربعون ـ نفرا من المسلمين ، كان قد بعثهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أهل نجد ليدعوهم إلى الإسلام ـ وكان ذلك في السنة الرابعة من الهجرة ـ ، فنزلوا بها ، وبعثوا حرام ابن ملحان بكتاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عامر بن الطفيل ، فلمّا أتاه لم ينظر إلى الكتاب ، وقتل حرام ، واستصرخ بني سليم فأجابوه ، وخرجوا حتّى أحاطوا بالمسلمين ، فقتلوهم عن آخرهم إلاّ كعب بن زيد الأنصاري ، فإنّهم تركوه وبه رمق. الكامل لابن الأثير : 2 / 171.

(7) رجال الشيخ : 4 / 15 ، وفيه : أناس.

(8) الوجيزة : 165 / 250.

١١٦

الأوّل.

417 ـ أيمن :

ابن أم أيمن ، قتل يوم أحد ، وهو من الثمانية الصابرين ،صه (1) ، ل(2) .

418 ـ أيّوب بن الحر :

الجعفي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،جش (3) .

وزادصه بعد الحر : بالراء بعد الحاء المهملة(4) .

ثمّ فيجش : يعرف بأخي أديم ، أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عنه.

وفيست : ثقة ، مولى ، روى عن الصادقعليه‌السلام (5) .

له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(6) .

وفيق : ابن الحر الكوفي ، أسند عنه(7) .

وفيظم : ابن الحر ، مولى طريف(8) .

وفي نسخة : ابن الحسن.

__________________

(1) الخلاصة : 23 / 7.

(2) رجال الشيخ : 6 / 53.

(3) رجال النجاشي : 103 / 256.

(4) الخلاصة : 12 / 2.

(5) مولى روى عن الصادقعليه‌السلام ، وردت في هامش المصدر عن بعض النسخ.

(6) الفهرست : 16 / 60.

(7) رجال الشيخ : 150 / 161.

(8) رجال الشيخ : 343 / 14.

١١٧

والصحيح الأوّل ، كما نقله د أيضا عنظم وق(1) .

أقول : في الوجيزة أيضا : ابن الحر ، ثقة(2) .

وفي ب : له كتاب ، وهو ثقة(3) .

وفي نسخة منه : ابن الحسين ، وفي نسخة مل : ابن الحسن(4) ، وكلاهما تحريف.

وفيمشكا : ابن الحر الثقة ، أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عنه كما فيجش ، لكن فيست عن أحمد بن أبي عبد الله عن أيّوب.

وعنه يحيى الحلبي ، وسويد القلاّء ، وعبد الله بن مسكان.

ووقع في الاستبصار في باب علامة أوّل شهر رمضان سند هو : عن عليّ بن مهزيار ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أيّوب وحمّاد ، عن محمّد بن مسلم(5) .

وصوابه(6) : عن أبي أيّوب.

وفي التهذيب : عن أيّوب أيضا(7) ، لكن في الكافي : عن أبي أيّوب الخزّاز(8) (9) .

__________________

(1) رجال ابن داود : 53 / 222.

(2) الوجيزة : 165 / 252.

(3) معالم العلماء : 26 / 132 ، وفيه : ابن الحسين.

(4) أمل الآمل 2 : 41 / 106.

(5) الإستبصار 2 : 63 / 203.

(6) في نسخة « م » : صوابه.

(7) التهذيب 4 : 156 / 433 ، وفيه : عن أبي أيّوب.

(8) الكافي 4 : 77 / 6.

(9) هداية المحدّثين : 21.

١١٨

419 ـ أيّوب بن زياد :

النهدي ، مولاهم كوفي ، أسند عنه ،ق (1) .

420 ـ أيّوب بن عطيّة :

أبو عبد الرحمن الحذّاء ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (2) .

وزادجش : له كتاب ترويه عنه جماعة ، منهم : صفوان بن يحيى(3) .

وفيق : ابن عطيّة الأعرج الكوفي(4) . ثمّ فيهم : ابن عطيّة الحذّاء(5) .

أقول : في الحاوي : يحتمل أن يكون الأعرج غير هذا ، إلاّ أنّ د جعلهما واحدا(6) (7) .

وفيمشكا : ابن عطيّة الأعرج الكوفي الثقة ، عنه صفوان بن يحيى ، وأبو المغراء أحمد بن المثنّى(8) .

قالجش : لابن عطيّة كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم : صفوان بن يحيى ، فتدبّر(9) .

421 ـ أيّوب بن نوح بن درّاج :

النخعي ، أبو الحسين ، ثقة ، له كتاب(10) وروايات ومسائل عن أبي‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 150 / 162.

(2) الخلاصة : 12 / 3.

(3) رجال النجاشي : 103 / 255.

(4) رجال الشيخ : 150 / 164.

(5) رجال الشيخ : 154 / 248.

(6) رجال ابن داود : 53 / 223.

(7) حاوي الأقوال : 18 / 50.

(8) في المصدر : حميد بن المثنى ، وهو الصواب.

(9) هداية المحدّثين : 22.

(10) في المصدر : له كتب.

١١٩

الحسن الثالثعليه‌السلام . كان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمّدعليهما‌السلام ، عظيم المنزلة عندهما ، مأمونا ، شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته.

وأبوه نوح بن درّاج كان قاضيا بالكوفة ، وكان صحيح الاعتقاد ، وأخوه جميل بن درّاج ،صه (1) .

جش ، إلاّ : له كتاب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام (2) ، وزاد : أخبرنا أحمد بن محمّد بن هارون ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عبد الله بن غالب ، عن الطاطري ، قال : قال محمّد بن سكين : نوح بن درّاج دعاني إلى هذا الأمر.

روى أيّوب عن جماعة من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولم يرو عن أبيه ولا عن عمّه شيئا.

له كتاب نوادر ، محمّد بن عليّ بن محبوب وأحمد بن محمّد بن خالد ، عنه.

رأيت بخطّ أبي العبّاس بن نوح ـ فيما كان أوصى إليّ من كتبه ـ : عن جعفر بن محمّد ، عن الكشّي ، عن محمّد بن مسعود ، عن حمدان النقّاش ، قال : كان أيّوب من عباد الله الصالحين(3) .

وفيست : ابن نوح بن درّاج ، ثقةرحمه‌الله ، له كتاب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، عدّة من أصحابنا ، عن محمّد ابن عليّ بن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله‌

__________________

(1) الخلاصة : 12 / 1.

(2) كلمة : ثقة ، أيضا لم ترد فيه.

(3) رجال النجاشي : 102 / 254.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

فقاتلوا التي تبغي حتّى تفيئ إلى أمر الله. فوالله ما كنت مع الباغية على العادلة ولا مع العادلة على الباغية. فقال سعد: ما كنت لأُقاتل رجلاً قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنَّه لا نبيَّ بعدي. فقال معاوية: مَن سمع هذا معك؟! فقال: فلان وفلان وأُمّ سلمة. فقال معاوية: أما إنّي لو سمعته منه صلّى الله عليه وسلّم لما قاتلت عليّاً. تاريخ إبن كثير ٨ ص ٧٧].

فإنَّ هذا الذي كان يستعظمه سعدٌ في عداد حديث الراية والتزويج بالصدّيقة الطاهرة، بوحي من الله العزيز الذين هما من أربى الفضائل، ويراه معاوية لو كان سمعه فيه لما قاتل عليّاً ولكان يخدم عليّاً ما عاش، لا بدَّ وأن يكون على حدِّ ما وصفناه حتّى يتسنّى لسعد تفضيله على ما طلعت عليه الشمس أو حمر النعم، ولمعاوية إيجاب الخدمة له، دون الإستخلاف على العايلة لينهض بشئون حياتها كما هو شأن الخدم، أو يُنصب عيناً على المنافقين فحسب، ليتجسَّس أخبارهم كما هو وظيفة الطبقة الواطئة من مستخدم الحكومات.

(الخامسة) : قول سعيد بن المسيِّب بعد ما سمع الحديث عن إبراهيم أو عامر ابني سعد بن أبي وقّاص: فلم أرض فأحببت أن أُشافه بذلك سعداً فأتيته فقلت: ما حديثٌ حدَّثني به إبنك عامر؟ فأدخل أصبعيه في أُذنيه وقال: سمعت من رسول الله وإلّا فاستكَّتا(١) فماذا كان سعيد يستعظمه من الحديث حتّى طفق يستحفي خبره من نفس سعد بعد ما سمعه من إبنه؟! فأكَّد له سعد ذلك التأكيد، غير أنَّه فهم من مؤدّاه ما ذكرناه من العظمة.

(السّادسة) : قول الإمام أبي البسطام شعبة بن الحجّاج في الحديث: كان هارون أفضل أُمَّة موسى عليه السلام فوجب أن يكون عليٌّ عليه السلام أفضل من كلِّ أُمَّة محمد صلّى الله عليه وسلّم صيانةً لهذا النّص الصحيح الصريح كما قال موسى لأخيه هارون: اخلفني في قومي وأصلح.(٢) .

(السّابعة) : قال الطيبي: منّي خبر المبتداء ومن إتِّصاليَّةٌ ومتعلق الخبر

_____________________

١ - أخرجه النسائي في الخصايص بعدة طرق ص ١٥.

٢ - أخرجه الحافظ الكنجي في الكفاية ١٥٠.

٢٠١

خاصٌّ والباء زائدةٌ كما في قوله تعالى:( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ ) . أي فإن آمنوا إيماناً مثل إيمانكم، يعني أنت متَّصلٌ ونازلٌ منّي بمنزلة هارون من موسى، وفيه تشبيهٌ ووجه الشبه مبهمٌ بيَّنه بقوله: إلّا أنَّه لا نبيَّ بعدي. فعرف أنَّ الأتِّصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوَّة بل من جهة ما دونها وهي الخلافة(١)

وممّا كذَّبه الرَّجل من الحديث قول: وسدّ الأبواب إلّا باب عليٍّ وقال: فإنَّ هذا ممّا وضعته الشيعة على طريق المقابلة. إلخ.

ج - لا أجد لنسبة وضع هذا الحديث إلى الشيعة دافعاً إلّا القحَّة والصلف، و دفع الحقايق الثابتة بالجلبة والسخب، فإنَّ نصب عيني الرَّجل كتب الأئمَّة من قومه وفيها مسند إمام مذهبه أحمد، قد أخرجوه فيها بأسانيد جمَّة صحاح وحسان عن جمع من الصحابة تربو عدَّتهم على عدد ما يحصل به التواتر عندهم منهم:

١ - زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبوابٌ شارعة في المسجد قال: فقال يوماً سدوا هذه الأبواب إلّا باب عليٍّ. قال: فتكلَّم في ذلك الناس قال: فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: أمّا بعد: فانّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ. فقال فيه قائلكم، وأنّي ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكنّي أُمرت بشيءٍ فاتّبعته.

سند الحديث في مسند الإمام أحمد ٤ ص ٣٦٩:

ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم.رجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله ميمون وهو ثقةٌ، فالحديث بنصِّ الحفّاظ صحيحٌ رجاله ثقاتٌ.

وأخرجه النسائي في السنن الكبرى والخصايص ١٣ عن الحافظ محمد بن بشّار بندار الذي إنعقد الإجماع على الإحتجاج به «قاله الذهبي» بالإسناد المذكور. والحاكم في المستدرك ٣ ص ١٢٥ وصحَّحه. والضياء المقدسي في المختارة ممّا ليس في الصحيحين والكلاباذي في معاني الأخبار كما في القول المسدَّد ١٧. وسعيد بن منصور في سننه. ومحبّ الدين الطبري في الرِّياض ٢ ص ١٩٢. والخطيب البغدادي من طريق الحافظ محمد بن بشّار. والكنجي في الكفاية ٨٨. وسبط إبن الجوزي في التذكرة ٢٤. و

_____________________

١ - شرح المواهب للعلامة الزرقاني ٣ ص ٧٠.

٢٠٢

إبن أبي الحديد في شرحه ٢ ص ٤٥١. وإبن كثير في تاريخه ٧ ص ٣٤٢. وإبن حجر في القول المسدَّد ص ١٧ وقال: أورده إبن الجوزي في الموضوعات من طريق النسائي وأعلّه بميمون وأخطأ في ذلك خطأً ظاهراً، وميمون وثَّقه غير واحد وتكلّم بعضهم في حفظه، وقد صحَّح له الترمذي حديثاً غير هذا. ورواه في فتح الباري ٧ ص ١٢ وقال: رجاله ثقاتٌ. والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز ٦ ص ١٥٢، ١٥٧ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١١٤. والعيني في عمدة القاري ٧ ص ٥٩٢. والبدخشي في نزل الأبرار وقال: أخرجه أحمد والنسائي والحاكم والضياء بإسناد رجاله ثقات.

٢ - عبد الله بن عمر بن الخطّاب قال: لقد أوتي إبن أبي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حمر النعم: زوَّجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إبنته فولدت له. وسدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد. وأعطاه الراية يوم خيبر.

سند الحديث في مسند أحمد ٢ ص ٢٦:

ثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أُسيد عن إبن عمر قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١٢٠ رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.

وأخرجه إبن أبي شيبة. وأبو نعيم. ومحبّ الدين في الرياض ٢ ص ١٩٢. و شيخ الإسلام الحمّويي في الفرايد في الباب الـ ٢١. وإبن حجر في فتح الباري ٧ ص ١٢، والصواعق ٧٦، وصحَّحه في القول المسدَّد ٢٠ وقال: حديث إبن عمر أعلّه إبن الجوزي بهشام بن سعد هو من رجال مسلم صدوقٌ تكلّموا في حفظه، وحديثه يقوى بالشواهد، ورواه النسائي بسند صحيح. والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز ٦ ص ٣٩١. والبدخشي في نزل الأبرار ص ٣٥ وقال. إسنادٌ جيِّدٌ.

٣ - عبد الله بن عمر بن الخطّاب قال له العلاء بن عرار: أخبرني عن عليٍّ وعثمان. قال، أمّا عليٌّ فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزله من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإنَّه سدَّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه.

أخرجه الحافظ النسائي من طريق أبي إسحاق السبيعي، قال إبن حجر في القول المسدَّد ص ١٨، وفتح الباري ٧ ص ١٢: سندٌ صحيحٌ ورجاله رجال الصحيح إلّا العلاء وهو ثقةٌ وثَّقه يحيى بن معين وغيره.

٢٠٣

وأخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار كما في القول المسدَّد ١٨ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١١٥. والسيوطي في اللئالي ١ ص ١٨١ عن إبن حجر مع تصحيحه وكلامه المذكور. والبدخشي في نزل الأبرار ٣٥ وصحَّحه مثل ما مرَّ عن إبن حجر.

٤ - ألبراء بن عازب رواه بلفظ زيد بن أرقم المذكور قال أحمد رواه أبو الأشهب (جعفر بن حيّان البصري) عن عوف عن ميمون أبي عبد الله عن البراء. راجع تاريخ إبن كثير ٧ ص ٣٤٢، والإسناد صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.

٥ - عمر بن الخطّاب قال أبو هريرة: قال عمر: لقد اُعطي عليُّ بن أبي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي خصلة منها أحبّ إليَّ من أن أُعطى حمر النعم. قيل: وما هنَّ يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوّجه فاطمة بنت رسول الله. وسكناه المسجد مع رسول الله، يحلُّ له فيه ما يحلُّ له. والراية يوم خيبر.

أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ ص ١٢٥ وصحَّحه. وأبو يعلى في الكبير. وإبن السّمان في الموافقة. والجزري في أسنى المطالب ١٢ من طريق الحاكم وذكر تصحيحه له. ومحبُّ الدين في الرِّياض ٢ ص ١٩٢. والخوارزمي في المناقب ص ٢٦١ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١٢٠. والسيوطي في تاريخ الخلفاء ١١٦، والخصايص الكبرى ٢ ص ٢٣٤. وإبن حجر في الصواعق ص ٧٦.

٦ - عبد الله بن عبّاس قال: إنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وآله أمر بسدِّ الأبواب فسدَّت إلّا باب عليٍّ. وفي لفظ له: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأبواب المسجد فسدَّت إلّا باب عليٍّ.

أخرجه الترمذي في جامعه ٢ ص ٢١٤ عن محمد بن حميد وإبراهيم بن المختار كلاهما عن شعبة عن أبي بلج يحيى بن سليم عن عمرو بن ميمون عن إبن عبّاس. والإسناد صحيحٌ، رجاله كلّهم ثقات.

وأخرجه النسائي في الخصائص ١٣. م - أبو نعيم في الحلية ٤ ص ١٥٣ بطريقين] محبُّ الدين في الرِّياض ٢ ص ١٩٢. الكنجي في الكفاية ٨٧ وقال: حديثٌ حسنٌ عال. سبط إبن الجوزي في تذكرته ٢٥. إبن حجر في القول المسدَّد ١٧. وفي فتح الباري ٧ ص ١٢ وقال: رجاله ثقاتٌ. ألحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٣. ألبدخشي في

٢٠٤

نزل الأبرار ٣٥ وقال: أخرجه أحمد والنسائي بإسناد رجاله ثقاتٌ.

٧ - عبد الله بن عبّاس قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدِّ أبواب المسجد غير باب عليٍّ، فكان يدخل المسجد وهو جنبٌ ليس له طريقٌ غيره.

أخرجه النسائي في الخصايص ص ١٤ قال: أخبرنا محمد بن المثنّى قال: حدَّثنا يحيى بن معاذ قال: حدَّثنا أبو وضاح(١) قال: أخبرنا يحيى حدَّثنا عمرو بن ميمون قال: قال إبن عبّاس: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. إلخ. والإسناد صحيحٌ، ورجاله كلّهم ثقات.

ورواه إبن حجر في فتح الباري ٧ ص ١٢ وقال: رجاله ثقاتٌ. والقسطلاني في إرشاد الساري ٦ ص ٨١ عن أحمد والنسائي ووثَّق رجاله. ويوجد في نزل الأبرار ٣٥.

وفي لفظ لإبن عبّاس قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سدَّوا أبواب المسجد كلّها إلّا باب عليٍّ. أخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار. وأبو نعيم وغيرهما.

٨ - عبد الله بن عبّاس قال: قال: رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليٍّ: إنَّ موسى سأل ربَّه أن يُطهِّر مسجده لهارون وذريَّته وإنّي سألت الله أن يُطهِّر لك ولذريَّتك من بعدك، ثمَّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك فاسترجع وقال: سمعاً وطاعةً. فسدَّ بابه. ثمَّ إلى عمر كذلك، ثمَّ صعد المنبر فقال: ما أنا سددت أبوابكم ولا فتحت باب عليٍّ ولكن الله سدَّ أبوابكم وفتح باب عليٍّ. أخرجه النسائي كما ذكره السيوطي.

٩ - عبد الله بن عبّاس قال: لما أخرج أهل المسجد وترك عليّاً قال الناس في ذلك فبلغ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه، إنّما أنا عبدٌ مأمورٌ، ما أُمرت به فعلتُ إن أتَّبع إلّا ما يوحى إليَّ.

أخرجه الطبراني. والهيثمي في المجمع ٩ ص ١١٥. والحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٤.

١٠ - أبو سعيد الخدري سعد بن مالك قال عبد الله بن الرقيم الكناني: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله بسدِّ الأبواب. الشارعة في المسجد وترك باب عليٍّ.

أخرجه الإمام أحمد عن حجّاج عن فطر عن عبد الله بن الرقيم. قال الهيثمي في المجمع ٩ ص ١١٤: إسنادُ أحمد حسنٌ. ورواه أبو يعلى والبزّار والطبراني في

_____________________

١ - كذا في النسخة والصحيح: أبو عوانة وضاح، وثقة أحمد وأبو حاتم. راجع ج ١: ٧٨.

٢٠٥

الأوسط وزاد: قالوا: يا رسول الله؟ سددت أبوابنا كلّها إلّا باب عليَّ. قال: ما أنا سددت أبوابكم ولكنَّ الله سدَّها.

١١ - سعد بن مالك أبو سعيد الخدري قال: إنَّ عليَّ بن أبي طالب اُعطي ثلاثاً لإن أكون أُعطيت إحداهنَّ أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها، لقد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير خمّ بعد حمد الله والثناء عليه (إلى أن قال): جئ به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر (إلى أن قال): وأخرج رسول الله عمَّه العبّاس وغيره من المسجد فقال له العبّاس: تُخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتُسكن عليّاً؟! فقال: ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكنَّ الله أخرجكم وأسكنه.

أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ ص ١١٧.

١٢ - أبو حازم الأشجعي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إنَّ الله أمر موسى أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا هو وهارون، وإنَّ الله أمرني أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا أنا وعليّ وإبنا عليّ. رواه السيوطي في الخصايص ٢ ص ٢٤٣.

١٣ - جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: سدّوا الأبواب كلّها إلّا باب عليٍّ، وأومى بيده إلى باب عليٍّ.

أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه ٧ ص ٢٠٥. إبن عساكر في تاريخه الكنجي في الكفاية ٨٧. السيوطي في الجمع كما في ترتيبه ٦ ص ٣٩٨.

١٤ - جابر بن سمرة قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدِّ الأبواب كلّها غير باب عليٍّ. فقال العبّاس: يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج. قال: ما أمرت بشيء من ذلك فسدّها غير باب عليٍّ قال: وربما مرَّ وهو جنبٌ.

أخرجه الحافظ الطبراني في الكبير، عن إبراهيم بن نائلة الإصبهاني، عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن ناصح، عن سماك بن حرب عن جابر. والإسناد حسنٌ إن لم يكن صحيحاً لمكان ناصح. والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١١٥. وإبن حجر في القول المسدَّد ١٨، وفتح الباري ٧ ص ١٢. والقسطلاني في إرشاد الساري ٦ ص ٨١. و الحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٤. والبدخشي في نزل الأبرار ص ٣٥.

١٥ - سعد بن أبي وقّاص قال: أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدِّ الأبواب الشارعة

٢٠٦

في المسجد وترك باب عليٍّ.

أخرجه أحمد في المسند ١ ص ١٧٥، وقال إبن حجر في فتح الباري ٧ ص ١١ أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قويٌّ. وذكره العيني في عمدة القارئ ٧ ص ٥٩٢ وقوّى إسناده.

١٦ - سعد بن أبي وقّاص قال: إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سدَّ أبواب المسجد وفتح باب عليٍّ فقال النّاس في ذلك. فقال: ما أنا فتحته ولكنَّ الله فتحه.

أخرجه أبو يعلى قال: ثنا موسى بن محمد بن حسّان: ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن الطحان: ثنا غسّان بن بُسر الكاهلي عن مسلم عن خيثمة عن سعد.حكاه عنه إبن كثير في تاريخه ٧ ص ٣٤٢ من دون غمز في الإسناد.

١٧ - سعد بن أبي وقاص قال الحارث بن مالك: أبيت مكّة فلقيت سعد بن أبي وقّاص فقلت: هل سمعت لعليَّ بن أبي طالب منقبةً؟ قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنودي فينا ليلاً: ليخرج مَن في المسجد إلّا آل رسول الله. فلمّا أصبح أتاه عمّه فقال: يا رسول الله؟ أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام؟! فقال: ما أنا الذي أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إنَّ الله هو أمر به.

أخرجه النسائي في الخصايص ١٣، وأخرج بإسناد آخر عنه وفيه: إنَّ العبّاس أتى النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: سددتَ أبوابنا إلّا باب عليّ؟! فقال: ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها.

١٨ - سعد بن أبي وقّاص قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدِّ الأبواب إلّا باب عليٍّ فقالوا: يا رسول الله؟ سددت أبوابنا كلّها إلّا باب عليّ. فقال: ما أنا سددت أبوابكم ولكنَّ الله تعالى سدَّها.

أخرجه أحمد والنسائي والطبراني في الأوسط عن معاوية بن الميسرة بن شريج عن الحكم بن عتيبة عن مصعب بن سعد عن أبيه. والإسناد صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.

راجع القول المسدَّد ١٨. فتح الباري ٧ ص ١١ وقال: رجال الرواية ثقاتٌ. إرشاد الساري ٦ ص ٨١ وقال: وقع عند أحمد والنسائي إسنادٌ قويٌّ، وفي رواية الطبراني برجال ثقات، نزل الأبرار ص ٣٤ وقال: أخرجه أحمد والنسائي والطبراني بأسانيد قويّة عمدة القاري ٧ ص ٥٩٢.

٢٠٧

١٩ - أنس بن مالك قال: لما سدَّ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم أبواب المسجد أتته قريشٌ فعاتبوه فقالوا: سددت أبوابنا وتركت باب عليٍّ. فقال: ما بأمري سددتها ولا بأمري فتحتها.

أخرجه الحافظ العقيلي عن محمد بن عبدوس عن محمد بن حميد عن تميم بن عبد المؤمن عن هلال بن سويد عن أنس.

٢٠ - بُريدة الأسلمي قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدِّ الأبواب فشقَّ ذلك على أصحابه فلمّا بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعى الصلاة جامعة حتّى إذا اجتمعوا صعد المنبر ولم تسمع لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحميداً وتعظيماً في خطبة مثل يومئذ فقال. يا أيّها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله فتحها وسدَّها. ثمَّ قرأ:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) . فقال رجلٌ: دع لي كوَّةً في المسجد. فأبى وترك باب عليٍّ مفتوحاً، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنبٌ. أخرجه أبو نعيم في فضايل الصحابة.

٢١ - أمير المؤمنين عليه السلام قال: لَمّا أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدِّ الأبواب التي في المسجد خرج حمزة يجرُّ قطيفة حمراء وعيناه تذرفان يبكي فقال: ما أنا أخرجتك وما أنا أسكنته ولكنَّ الله أسكنه. أخرجه الحافظ أبو نعيم في فضايل الصحابة.

٢٢ - أمير المؤمنين عليه السلام قال: أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيدي فقال: إنَّ موسى سأل ربَّه أن يطهِّر مسجده بهارون، وإنّي سألت ربّي أن يطهِّر مسجدي بك وبذريَّتك ثمَّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك. فاسترجع، ثمَّ قال: سمعاً وطاعة. فسدَّ بابه، ثمَّ أرسل إلى عمر، ثمَّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك، ثمَّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب عليٍّ، ولكنَّ الله فتح باب عليٍّ وسدَّ أبوابكم.

أخرجه الحافظ البزّار. راجع مجمع الزوائد ٩ ص ١١٥. كنز العمّال ٦ ص ٤٠٨. السيرة الحلبية ٣ ص ٣٧٤.

٢٣ - أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنطلق فمرهم فليسدّوا أبوابهم. فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلّا حمزة فقلت: يا رسول الله؟ فعلوا إلّا حمزة. فقال رسول الله: قل لحمزة: فليحوِّل بابه. فقلت: إنَّ رسول الله يأمرك أن تحوِّل بابك فحوَّله فرجعت إليه وهو قائمٌ يصلّي فقال: ارجع إلى بيتك.

٢٠٨

أخرجه البزَّار بإسناد رجاله ثقات. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ص ١١٥. والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز ٦ ص ٤٠٨ وضعَّفه لمكان حبَّة العرني وقد مرَّ ج ١ ص ٢٤: أنَّه ثقةٌ. والحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٤.

وأنت إذا أحطتَ خُبراً بهذه الأحاديث وإخراج الأئمَّة لها بتلك الطرق الصحيحة وشفعتها بقول إبن حجر في فتح الباري والقسطلاني في إرشاد الساري ٦ ص ٨١ من: إنَّ كلَّ طريق منها صالحٌ للإحتجاج فضلاً عن مجموعها. فهل تجد مساغاً لما يحسبه إبن تيميَّة من أنَّ الحديث من موضوعات الشيعة؟! فهل في هؤلآء أحد من الشيعة؟! أو أنَّ من المحتمل الجائز الذي يرتضيه أصحاب الرَّجل أن يكون في هذه الكتب شيئٌ من موضوعات الشيعة؟! وهل ينقم على الشيعة موافقتهم للقوم في إخراجهم الحديث بطرقهم المختصَّة بهم؟!

وأنا لا أحتمل أنَّ الرَّجل لم يقف على هذه كلّها غير أنَّ الحنق قد أخذ بخناقه فلم يدع له سبيلاً إلّا قذف الحديث بما قذف غير مكترث لما سيلحقه من جرّاء ذلك الإفك من نقد ومناقشة، والمسائلة غداً عند الله أشدّ وأخزى م - وتبعه تلميذه المغفَّل إبن كثير في تفسيره ١: ٥٠١ فقال بعد ذكر [سدّوا كلَّ خوخة في المسجد إلّا خوخة أبي بكر]: ومن روى إلّا باب عليّ كما في بعض السنن فهو خطأ والصّواب ما ثبت في الصحيح].

وقد بلغ من إخبات العلماء إلى حديث سدِّ الأبواب أنَّهم تحرّوا(١) وجه الجمع «وإن لم يكن مرضيّاً عندنا» بينه وبين الحديث الذي أورده في أبي بكر ولم يقذفه أحدٌ غير إبن الجوزي «شقيق إبن تيميَّة في المخاريق» بمثل ما قذفه إبن تيميَّة.

وهناك لأئمَّة القوم وحفّاظهم كلماتٌ ضافية حول الحديث وصحَّته والبخوع له لا يسعنا ذكر الجميع غير أنّا نقتصر منها على كلمات الحافظ إبن حجر قال في فتح الباري ٧ ص ١٢ بعد ذكر ستَّة من الأحاديث المذكورة: هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً وكلُّ طريق منها صالحةٌ للإحتجاج فضلاً عن مجموعها، وقد أورد إبن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات أخرجه من حديث سعد بن أبي وقاص، وزيد بن أرقم،

_____________________

١ - منهم: أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار، إبن كثير في تاريخه، إبن حجر في غير واحد من كتبه، السيوطي في اللئالي، القسطلاني في إرشاد الساري، العيني في عمدة القاري.

٢٠٩

وإبن عمر مقتصراً على بعض طرقه عنهم، وأعلّه ببعض من تكلّم فيه من رواته وليس ذلك بقادح لما ذكرت من كثرة الطرق، وأعلّه أيضاً بأنّه مخالفٌ للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر، وزعم أنّه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بكر - إنتهى - وأخطأ في ذلك خطأ شنيعاً فإنَّه سلك في ذلك ردَّ الأحاديث الصحيحة بتوهّمه المعارضة، مع أنَّ الجمع بين القصَّتين ممكنٌ وقد أشار إلى ذلك البزّار في مسنده فقال: ورد من روايات أهل الكوفة بأسانيد حسان في قصَّة عليٍّ، وورد من روايات أهل المدينة في قصَّة أبي بكر، فإن ثبتت روايات أهل الكوفة فالجمع بينهما بما دلَّ عليه حديث أبي سعيد الخدري يعني الذي أخرجه الترمذي: أنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يحلُّ لأحد أن يطرق هذا المسجد جنباً غيري وغيرك. و المعنى: إنَّ باب عليٍّ كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته بابٌ غيره فلذلك لم يُؤمر بسدِّه، ويُؤيِّد ذلك ما أخرجه إسماعيل القاضي في «أحكام القرآن» من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب: أنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم لم يأذن لأحد أن يمرَّ في المسجد وهو جنبٌ إلّا لعليِّ بن أبي طالب لأنَّ بيته كان في المسجد. ومحصَّل الجمع: أنَّ الأمر بسدِّ الأبواب وقع مرَّتين ففي الأولى اُستثني عليٌّ لما ذُكر. وفي الأخرى اُستثني أبو بكر، ولكن لا يتمّ ذلك إلّا بأن يُحمل ما في قصَّة عليٍّ الباب الحقيقيِّ وما في قصَّة أبي بكر على الباب المجازي والمراد به الخوخة كما صرَّح به في بعض طرقه، وكأنَّهم لَمّا أُمروا بسدِّ الأبواب سدّوها وأحدثوا خوخاً يستقربون الدخول إلى المسجد منها فأُمروا بعد ذلك بسدِّها، فهذه طريقةٌ لا بأس بها في الجمع بين الحديثين؛ وبها جمع بين الحديثين المذكورين أبو جعفر الطحاوي في «مشكل الآثار» و وهو في أوائل الثلث الثالث منه، وأبو بكر الكلاباذي في «معاني الأخبار» وصرَّح بأنَّ بيت أبي بكر كان له بابٌ من خارج المسجد وخوخة إلى داخل المسجد، وبيت عليٍّ لم يكن له بابٌ إلّا من داخل المسجد. والله أعلم.

وقال في القول المسدِّد ص ١٦. قول إبن الجوزي في هذا الحديث: إنَّه باطلٌ وإنَّه موضوعٌ. دعوى لم يُستدلّ عليها إلّا بمخالفة الحديث الَّذي في الصحيحين، وهذا إقدامٌ على ردِّ الأحاديث الصحيحة بمجرَّد التوهّم، ولا ينبغي الإقدام على الحكم

٢١٠

بالوضع إلّا عند عدم إمكان الجمع، ولا يلزم من تعذّر الجمع في مثل هذا أن يُحكم على الحديث بالبطلان، بل يُتوقَّف فيه إلى أن يظهر لغيره ما لم يظهر له، وهذا الحديث من هذا الباب هو حديثٌ مشهورٌ له طرقٌ متعدِّدة كلُّ طريق منها على انفراده لا تقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها ممّا يُقطع بصَّحته على طريقة كثير من أهل الحديث، وأمّا كونه معارضاً لما في الصحيحين فغير مسلّم ليس بينهما معارضة.

وقال في ص ١٩: هذه الطرق المتظافرة بروايات الثقات تدلُّ على أنَّ الحديث صحيحٌ دلالةً قويَّةً وهذه غاية نظر المحدِّث.

وقال في ص ١٩ بعد الجمع بين القضيَّتين: وظهر بهذا الجمع أن لا تعارض فكيف يُدَّعى الوضع على الأحاديث الصحيحة بمجرّد هذا التوهّم، ولو فُتح الباب لردَّ الأحاديث لاُدُّعي في كثير من الأحاديث الصحيحة البطلان لكن يأبى الله ذلك والمؤمنون. اهـ.

وأمّا ما استصحَّه من حديث الخلّة والخوخة فهو موضوعٌ تجاه هذا الحديث كما قال إبن أبي الحديد في شرحه ٣ ص ١٧: إنَّ سدَّ الأبواب كان لعليٍّ عليه السلام فقلّبته البكريَّة إلى أبي بكر. وآثار الوضع فيه لائحةٌ لا تخفى على المنقِّب.

*(منها)*: أنَّ الأخذ بمجامع هذه الأحاديث يُعطي خبراً بأنَّ سدَّ الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الأدناس الظاهريَّة والمعنويَّة فلا يمرُّ به أحدٌ جنباً ولا يجنب فيه أحدٌ. وأمّا ترك بابه صلّى الله عليه وآله وباب أمير المؤمنين عليه السلام فلطهارتهما عن كلِّ رجس ودنس بنصِّ آية التطهير، حتّى أنَّ الجنابة لا تُحدث فيهما من الخبث المعنويِّ ما تُحدث في غيرهما كما يُعطي ذلك التنظير بمسجد موسى الذي سأل ربَّه أن يطهِّره لهارون وذريَّته، أو أنَّ ربَّه أمره أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا هو وهارون، وليس المراد تطهيره من الأخباث فحسب فإنَّه حكم كلِّ مسجد.

ويُعطيك خبراً بما ذَكرناه ما مرَّ في الأحاديث من: أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يدخل المسجد وهو جنبٌ(١) وربما مرَّ وهو جنبٌ(٢) وكان يدخل ويخرج منه وهو

_____________________

١ - راجع حديث إبن عبّاس ص ٢٠٥.

٢ - راجع لفظ جابر بن سمرة ص ٢٠٦.

٢١١

جنبٌ(١) وما ورد عن أبي سعيد الخدري من قوله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحلُّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك(٢) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا إنَّ مسجدي حرامٌ على كلِّ حائضٍ من النساء وكلِّ جنبٍ من الرِّجال إلّا على محمد وأهل بيته: عليّ وفاطمة والحسن والحسين(٣) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا لا يحلُّ هذا المسجد بجنب ولا لحائض إلّا لرسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، ألا قد بيَّنت لكم الأسماء أن لا تضلّوا. سنن البيهقي ٧: ٦٥]

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعليٍّ: أمّا أنت فإنَّه يحلُّ لك في مسجدي ما يحلُّ لي ويحرم عليك ما يحرم عليَّ. قال له حمزة بن عبد المطلب: يا رسول الله؟ أنا عمّك وأنا أقرب إليك من عليٍّ. قال: صدقت يا عمّ؟ إنَّه والله ما هو عنّي، إنَّما هو عن الله تعالى(٤) .

وقول المطلب بن عبد الله بن حنطب، إنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم لم يكن أذن لأحد أن يمرَّ في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنبٌ إلّا عليّ بن أبي طالب لأنَّ بيته كان في المسجد(٥) .

م - أخرجه الجصّاص بالإسناد فقال: فأخبر في هذا الحديث بحظر النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم الاجتياز كما حظر عليهم القعود، وما ذكر من خصوصيَّة عليٍّ رضي الله عنه فهو صحيحٌ، و قول الراوي: لأنَّه كان بيته في المسجد ظنٌّ منه لأنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قد أمر في الحديث الأوَّل بتوجيه البيوت الشارعة إلى غيره ولم يبح لهم المرور لأجل كون بيوتهم في

_____________________

١ - راجع ما مرّ عن بريدة الأسلمي ص ٢٠٨.

٢ - أخرجه الترمذي في جامعه ٢ ص ٢١٤، البيهقي في سننه ٧ ص ٦٦، البزار، إبن مردويه، ابن منيع في مسنده، البغوي في المصابيح ٢ ص ٢٦٧، إبن عساكر في تاريخه، محبّ الدين في الرياض ٢ ص ١٩٣، إبن كثير في تاريخه ٧ ص ٣٤٢، سبط إبن الجوزي في التذكرة ٢٥، إبن حجر في الصواعق، إبن حجر في فتح الباري ٧ ص ١٢، السيوطي في تاريخ الخلفا ١١٥، البدخشي في نزل الأبرار ٣٧. الحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٤.

٣ - البيهقي في سننه ٧ ص ٦٥، الحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٥.

٤ - أخرجه أبو نعيم في فضايل الصحابة، ومن طريقه الحموي في الفرايد في ب ٤١.

٥ - أخرجه الجصاص في أحكام القرآن ٢ ص ٢٤٨، والقاضي إسماعيل المالكي في أحكام القرآن كما في القول المسدد لابن حجر ١٩ وقال: مرسل قوي، ويوجد في تفسير الزمخشري ١: ٣٦٦، وفتح الباري ٧ ص ١٢، ونزل الأبرار ٣٧.

٢١٢

المسجد وإنَّما كانت الخصوصيَّة فيه لعليّ رضي الله عنه دون غيره، كما خصّ جعفر بأنَّ له جناحين في الجنَّة دون سائر الشهداء، وكما خصّ حنظلة بغسل الملائكة له حين قُتل جنباً، وخُصّ دحية الكلبي بأنَّ جبريل كان ينزل على صورته، وخُصّ الزبير بإباحة ملبس الحرير لَمّا شكا من أذى القمل، فثبت بذلك أنَّ سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين. اهـ].

فزبدة المخض من هذه كلّها: إنَّ إبقاء ذلك الباب والإذن لأهله بما أذن الله لرسوله ممّا خصّ به مبتنٍ على نزول آية التطهير النافية عنهم كلَّ نوع من الرَّجاسة، ويشهد لذلك حديث مناشدة يوم الشورى وفيه قال أمير المؤمنين عليه السلام: أفيكم أحد يطهِّره كتاب الله غيري حتّى سدَّ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي إليه حتّى قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس وقالا: يا رسول الله؟ سددت أبوابنا. وفتحت باب عليٍّ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسدَّ أبوابكم؟ فقالوا: لا.

ولم يكن أبو بكر من أهل هذه الآية حتّى أن يُفتح له بابٌ أو خوخةٌ، فالفضل مخصوصٌ بمن طهَّره الكتاب الكريم.

(ومنها): أنّ مقتضى هذه الأحاديث أنَّه لم يبق بعد قصَّة سدِّ الأبواب بابٌ يُفتح إلى المسجد سوى باب الرَّسول العظيم وإبن عمِّه، وحديث خوخة أبي بكر يصرِّح بأنَّه كانت هناك أبوابٌ شارعة وسيوافيك البعد الشاسع(١) بين القصَّتين، وما ذكروه من الجمع بحمل الباب في قصَّة أمير المؤمنين عليه السلام على الحقيقة، وفي قصَّة أبي بكر بالتجوّز بإطلاقه على الخوخة، وقولهم: كأنَّهم(٢) لما أُمروا بسدِّ الأبواب سدّوها وأحدثوا خوخاً يستقربون الدخول إلى المسجد منها فأُمروا بعد ذلك بسدِّها. تبرُّعيٌّ لا شاهد له، بل يُكذِّبه أنَّ ذلك ما كان يتسنّى لهم نصب عين النبيِّ وقد أمرهم بسدِّ الأبواب لأن لا يدخلوا المسجد منها، ولا يكون لهم ممرٌّ به، فكيف يمكنهم إحداث ما هو بمنزلة الباب في الغاية المبغوضة للشارع، ولذلك لم يترك لعمَّيه: حمزة والعبّاس

_____________________

١ - يأتي أنّ الأوّل في أوّل الأمر والآخر في مرضه حين بقي من عمره ثلثة أيّام أو أقل.

٢ - تجد هذه العبارة في فتح الباري ٧ ص ١٢. عمدة القاري ٧ ص ٥٩٢. نزل الأبرار ٣٧.

٢١٣

ممّراً يدخلان منه وحدهما ويخرجان منه، ولم يترك لمن أراد كوَّةً يُشرف بها على المسجد، فالحكم الواحد لا يختلف باختلاف أسماء الموضوع مع وحدة الغاية، وإرادة الخوخة من الباب لا تُبيح المحظور ولا تُغيِّر الموضوع.

(ومنها): ما مرّ ص ٢٠٤ من قول عمر بن الخطّاب في أيّام خلافته: لقد أُعطي عليُّ بن أبي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي خصلةٌ منها أحبّ إليَّ من أن أُعطى حمر النعم. الحديث. ومثله قول عبد الله بن عمر في صحيحته التي أسلفناها بلفظه ص ٢٠٣ فتراهما يعدّان هذه الفضايل الثلاث خاصَّة لأمير المؤمنين لم يحظ بهنَّ غيره، لا سيَّما أنَّ إبن عمر يرى في أوَّل حديثه إنَّ خير الناس بعد رسول الله أبو بكر ثمَّ أبوه لكنَّه مع ذلك لا يشرك أبا بكر مع أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الباب ولا الخوخة.

فلو كان لحديث أبي بكر مقيلٌ من الصحَّة في عصر الصحابة المشافهين لصاحب الرِّسالة صلّى الله عليه وآله والسامعين حديثه لما تأتّى منهما هذا السياق.

على أنَّ هذه الكلمة على فرض صدورها منه صلى الله عليه وآله وسلم صدرت أيّام مرضه فما الفرق بينها وبين حديث الكتف والدواة المرويِّ في الصِّحاح والمسانيد، فلماذا يُؤمن إبن تيميَّة ببعض ويكفر ببعض؟

وشتّان بين حديث الكتف والدواة وبين فتح الخوخة لأبي بكر فإنَّ الأوَّل كما هو المتسالم عليه وقع يوم الخميس، وحديث إبن عبّاس: يوم الخميس وما يوم الخميس. لا يخفى على أيِّ أحد. فأجازوا حوله ما قيل فيه (والنبيُّ يخاطبهم ويقول: لا ينبغي عندي تنازعٌ، دعوني فالَّذي أنا فيه خيرٌ ممّا تدعوني إليه. وأوصى في يومه ذاك بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزهم(١) فلم يقولوا في ذلك كلّه ما قيل في حديث الكتف والدواة)

وأمّا حديث سدِّ الخوخات ففي اللمعات: لا معارضة بينه وبين حديث أبي بكر لأنَّ الأمر بسدِّ الأبواب وفتح باب عليٍّ كان في أوَّل الأمر عند بناء المسجد، والأمر بسدِّ الخوخات إلّا خوخة أبي بكر كان في آخر الأمر في مرضه حين بقي من عمره ثلثة

_____________________

١ - طبقات إبن سعد ٧٦٣.

٢١٤

أو أقل(١) . وقال العيني في عمدة القاري ٧ ص ٥٩: إنّ حديث سدِّ الأبواب كان آخر حياة النبيِّ في الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمّهم إلّا أبو بكر. والمتَّفق عليه من يوم وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم الإثنين فعلى هذا يقع حديث الخوخة يوم الجمعة أو السبت وبطبع الحال إنَّ مرضه صلّى الله عليه وآله كان يشتدّ كلّما توغَّل فيه، فما بال حديث الخوخة لم يحظ بقسطٍ ممّا حظي به حديث الكتف والدواة عند المقدِّسين لمن قال قوله فيه؟ أنا أدري لِمَ ذلك، والمنجِّم يدري، والمغفَّل أيضاً يدري، وإبن عبّاس أدرى به حيث يقول: الرزيَّة كلُّ الرزيَّة ما حال بين رسول الله صلّى الله عليه وآله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم.

(وممّا كذَّبه إبن تيميَّة من الحديث) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت وليٌّ كلِّ مؤمن بعدي. قال: فإنَّ هذا موضوعٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث.

ج - كان حق المقام أن يقول الرَّجل: إنَّ هذا صحيحٌ باتِّفاق أهل المعرفة، غير أنّه راقه أن يموِّه على صحَّته، ويشوِّههه ببهرجته كما هو دأبه، أفهل يحسب الرَّجل إنَّ من أخرج هذا الحديث من أئمَّة فنِّه ليسوا من أهل المعرفة بالحديث؟ وفيهم إمام مذهبه أحمد بن حنبل أخرجه بإسناد صحيح، رجاله كلّهم ثقاتٌ قال:

حدّثنا عبد الرزَّاق ثنا جعفر بن سليمان حدّثني يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله سريَّة وأمَّر عليها عليَّ بن أبي طالب فأحدث شيئاً في سفره فتعاقد أربعة من أصحاب محمد أن يذكروا أمره إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال عمران: وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله فسلّمنا عليه قال: فدخلوا عليه فقام رجلٌ منهم فقال: يا رسول الله؟ إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا. فأعرض عنه. ثمَّ قام الثاني فقال: يا رسول الله؟ إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا. فأعرض عنه. ثمَّ قام الثالث فقال: يا رسول الله؟ إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا. ثمَّ قام الرابع فقال: يا رسول الله؟ إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا. قال: فأقبل رسول الله على الرابع وقد تغيَّر وجهه وقال: دعوا عليّاً. دعوا عليّاً. دعوا عليّاً: إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي.

وأخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي عن عبد الله بن عمر القواريري والحسن بن

_____________________

١ - راجع هامش جامع الترمذي ٢ ص ٢١٤.

٢١٥

عمر الحمري والمعلّى بن مهدي كلّهم عن جعفر بن سليمان. وأخرجه إبن أبي شيبة وإبن جرير الطبري وصحَّحه. وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ج ٦ ص ٢٩٤. ومحبّ الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ ص ١٧١ والبغوي في المصابيح ٢ ص ٢٧٥ ولم يذكر صدره. وإبن كثير في تاريخه ٧ ص ٣٤٤ والسيوطي والمتَّقي في الكنز ٦ ص ١٥٤، ٣٠٠ وصحَّحه. والبدخشي في نزل الأبرار ٢٢.

صورة أخرى

ما تريدون من عليٍّ؟! ما تريدون من عليٍّ؟! ما تريدون من عليٍّ؟! إنَّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي.

أخرجه بهذا اللفظ الترمذي في جامعه ٢ ص ٢٢٢ بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقاتٌ. وكذلك النسائي في الخصايص ٢٣. الحاكم النيسابوري في المستدرك ٣ ص ص ١١١(١) وصحَّحه وأقرَّه الذهبي. أبو حاتم السجستاني. محبّ الدين في الرياض ٢ ص ٧١. إبن حجر في الإصابة ٢ ص ٥٠٩ وقال: إسنادٌ قويٌّ. السيوطي في الجمع كما في ترتيبه ٦ ص ١٥٢. البدخشي في نزل الأبرار ٢٢.

إسناد آخر

أخرج أبو داود الطيالسي عن شعبة عن أبي بلج عن عمر وبن ميمون عن إبن عبّاس: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعليٍّ: أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي. تاريخ إبن كثير ٧ ص ٣٤٥، والإسناد كما مرَّ غير مرَّة صحيحٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ.

فإن كان هؤلاء الحفّاظ والأعلام خارجين عن أهل المعرفة بالحديث؟ فعلى إسلام إبن تيميَّة السَّلام. وإن كانوا غير داخلين في الإتِّفاق؟ فعلى معرفته العفاء وإن كان لم يُحط خبراً بإخراجهم الحديث حين قال ما قال؟ فزهٍ بطول باعه في الحديث. وإن لم يكن لا ذاك ولا هذا؟ فمرحباً بصدقه وأمانته على ودايع النبوَّة.

هذه نبذةٌ يسيرةٌ من مخاريق إبن تيميَّة، ولو ذهبنا إلى استيفاء ما في منهاج بدعته من الضَّلالات والأكاذيب والتحكّمات والتقوُّلات فعلينا أن نعيد استنساخ

_____________________

١ - لفظه «ما تريدون من علي» في لفظ الحاكم غير مكررة.

٢١٦

مجلداته الأربع ونردفها بمجلَّدات في ردِّها، ولم أجد بياناً يُعرف عن حقيقة الرَّجل ويُمثِّلها للملأ العلميِّ، غير أنّي أقتصر على كلمة الحافظ إبن حجر في كتابه «الفتاوى الحديثية» ص ٨٦ قال:

إبن تيميَّة عبدٌ خذله الله وأضلَّه وأعماه وأصمَّه وأذلَّه، وبذلك صرَّح الأئمَّة الَّذين بيَّنوا فساد أحواله، وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتَّفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الإجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العزّ بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعيَّة والمالكيَّة والحنفيَّة، ولم يقصر إعتراضه على متأخِّري الصوفيَّة بل اعترض على مثل عمر بن الخطّاب وعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما.

والحاصل: أن لا يُقام لكلامه وزنٌ بل يُرمى في كلِّ وعرٍ وحزن، ويُعتقد فيه أنَّه مبتدعٌ ضالٌّ مضلٌّ غال عامله الله بعدله وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته و فعله. آمين. (إلى أن قال): إنَّه قائلٌ بالجهة وله في إثباتها جزءٌ، ويلزم أهل هذا المذهب الجسميَّة والمحاذاة والإستقرار. أي. فلعلّه في بعض الأحيان كان يصرِّح بتلك اللوازم فنُسبت إليه، سيَّما وممَّن نسب إليه ذلك من أئمَّة الإسلام المتَّفق على جلالته وإمامته وديانته، وإنَّه الثقة العدل المرتضى المحقِّق المدقِّق، فلا يقول شيئاً إلّا عن تثبّت وتحقّق ومزيد إحتياطٍ وتحرٍّ، سيَّما إن نسب إلى مسلم ما يقتضي كفره وردَّته وضلاله وإهدار دمه (الكلام).

( وَيْلٌ لِكُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ ( ٧ ) يَسْمَعُ آيَاتِ اللّهِ تُتْلَى‏ عَلَيْهِ

ثُمّ يُصِرّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )

الجاثية ٧، ٨

٢١٧

٧

البداية والنهاية *

لا تنس ما لهذا الكتاب من التولّع في الفرية والتهالك دون القذائف والشتائم والطعن من غير مبرر، وإن رمية كل هاتيك الطامات الشيعة لا غيرهم، وبذلك أخرج كتابه من بساطة التاريخ إلى هملجة التحامل، والنعرات القوميّة والنزول على حكم العاطفة إلى غيرها ممّا يوجب تعكير الصفو، وإقلاق السلام، وتفريق الكلمة.

زد على ذلك محادّته لأهل البيت عليهم السلام ونصبه العداء لهم حتى إذا وقف على فضيلة صحيحة لأحدهم، أو جرى ذكر أو حدىّ منهم. قذف الأولى بالطعن والتكذيب وعدم الصحة، وشّن على الثاني غارة شأواء. كل ذلك بعد نزعته الأمويّة الممقوتة. وإليك نماذج ممّا ذكر.

١ - قال: ذكر إبن إسحق وغيره من أهل السير والمغازي: أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آخى بينه «يعني عليّاً» وبين نفسه وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصحُّ شييءٌ منها لضعف أسانيدها وركَّة بعض متونها قاله في (ج ٧ ص ٢٢٣) وقال في ص ٣٣٥ بعد روايته من طريق الحاكم: قلت: وفي صحَّة هذا الحديث نظرٌ.

ج - إنَّ القارئ إذ ما راجع ما مرّ في ص ١١٢ - ١٢٥ و١٧٤ ووقف هناك على طرق الحديث الكثيرة الصحيحة وثقة رجالها وإطباق الأئمَّة والحفّاظ وأرباب السير على إخراجه وتصحيحه يعرف قيمة كلمة الرَّجل ومحلّه من الصِّدق، ويعلم أن لا وجه للنظر فيه إلّا بواعث إبن كثير وإندفاعه إلى مناوئة أهل البيت الناشئ عن نزعته الأمويَّة، والمتربّي في عاصمة الأمويِّين المتأثِّر بنزعاتهم الأهوائيَّة، لا ينقطع عن الوقيعة في مناقب سيِّد هذه الأُمَّة بعد نبيِّها المتسالم عليها، فدعه وتركاضه مع الهوى

_____________________

* - تأليف الحافظ عماد الدين أبي الفداء إبن كثير الدمشقي ٧٧٤.

٢١٨

٢ - ذكر حديث الطير المتواتر الصحيح الذي خضع لتواتره وصحَّته أئمَّة الحديث ثمَّ تخلّص منه بقوله ص ٣٥٣: وبالجملة ففي القلب من صحّة هذا الحديث نظرٌ وإن كثرت طرقه والله أعلم.

ج - هذا قلبٌ طبع الله عليه وإلا فما وجه ذلك النظر بعد تمام شرايط الصحَّة فيه؟! وليس من البدع أن يكون أيُّ أحدٍ من الناس أحبَّ الخلق إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وليس لأحد حقّ النَّقد ولا الإعتراض عليه فكيف بمثل أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا تُنكر سابقته وفضائله، وهو نفسه وابن عمِّه وأخوه من دون الناس، وزُلفته إليه وقربه منه ومكانته واختصاصه به وتهالكه دون دينه الحنيف كلّها من الواضح الذي لا يُجلّله أيُّ ستار، وسنوقفك على الحديث وطرقه المتكثّرة الصحيحة، ونعرِّفك هناك أنَّ النظر في صحَّته شارة الأمويَّة، وسمة رين القلب، واتِّباع الهوى.

٣ - قال: وما يتوهَّمه بعض العوام بل هو مشهورٌ بين كثير منهم: أن عليّاً هو السّاقي على الحوض: فليس له أصلٌ ولم يجيء من طريق مرضيٍّ يُعتمد عليه، والذي ثبت: أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو الذي يسقي النّاس. ٧ ص ٣٥٥.

ج - لا يحسب القارئ أنّ هذا وهمٌ من رأي العوام فحسب، وقد أفك الرجل في حكمه الباتّ، وقد جاء الحديث بطريق مرضيٍّ يُعتمد عليه، وأخرجه الحفّاظ الأثبات مخبتين إليه، راجع الجزء الثاني من كتابنا ص ٣٢١.

٤ - ذكر في ج ٧ ص ٣٣٤ حديثاً صحيحاً بإسناد الإمام أحمد الترمذي في إسلام أمير المؤمنين وإنَّه أوَّل من أسلم وصلّى ثمَّ أردفه بقوله: وهذا لا يصحُّ من أيِّ وجهٍ كان روي عنه. وقد ورد في أنَّه أوَّل من أسلم من هذه الأُمَّة أحاديثٌ كثيرةٌ لا يصحّ منها شيءٌ. إلخ.

ج - ألا مسائلٌ هذا الرَّجل لِمَ لا يصحُّ شيءٌ منها من أيّ وجهٍ كان؟! والطرق صحيحةٌ، والرِّجال ثقاتٌ، والحفّاظ حكموا بصحَّته، وأرباب السِير أطبقوا عليه، وكان من المتسالم عليه بين الصَّحابة الأوَّلين والتابعين لهم: بإحسان.

ونحن لو نقتصر على كلمتنا هذه يحسبها القارئ دعوى مجرِّدة لدة دعوى إبن كثير (أعاذنا الله عن مثلها) وتخفى عليه جليَّة الحال فيهمّنا ذكرُ نزر ممّا يدلُّ على

٢١٩

المدَّعى وإن لم يسعنا إيراد كثير منه روماً للاختصار.

النصوص النبوية

١ - قال صلى الله عليه وآله وسلم: أوَّلكم وارداً - وروداً - على الحوض أوَّلكم إسلاماً عليُّ بن أبي طالب.

أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ ص ١٣٦ وصحَّحه م - والخطيب البغدادي في تاريخه ج ٢ ص ٨١ ويوجد في]. الاستيعاب ٢ ص ٤٥٧. شرح إبن أبي الحديد ٣ ص ٢٥٨.

وفي لفظٍ: أوَّل هذه الأُمّة وروداً على الحوض أوَّلها إسلاماً عليُّ بن أبي طالب، رضي الله عنه السيرة الحلبيَّة ١ ص ٢٨٥. سيرة زيني دحلان ١ ص ١٨٨ هامش الحلبيَّة.

وفي لفظٍ: أوَّل الناس وروداً على الحوض أوَّلهم إسلاماً عليُّ بن أبي طالب مناقب الفقيه إبن المغازلي. مناقب الخوارزمي.

٢ - قال صلّى الله عليه وآله لفاطمة: زوّجتكِ خير أُمَّتي أعلمهم علماً. وأفضلهم حلماً. وأوَّلهم سلماً. راجع ما مرَّ ص ٩٥.

٣ - قال صلّى الله عليه وآله لفاطمة: إنَّه لأوَّل أصحابي إسلاماً. أو: أقدم أُمَّتي سلماً.

حديث صحيحٌ راجع ص ٩٥.

٤ - أخذ صلّى الله عليه وآله بيد عليٍّ فقال: إنَّ هذا أوَّل من آمن بي، وهذا أوَّل من يُصافحني يوم القيامة، وهذا الصدِّيق الأكبر. راجع الجزء الثاني ص ٣١٣، ٣١٤.

٥ - عن أبي أيّوب قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لقد صلّت الملائكة عليَّ وعلى عليٍ سبع سنين لأنّا كنّا نصلّي وليس معنا أحدٌ يُصلّي غيرنا.

مناقب الفقيه ابن المغازلي بإسنادين م - أُسد الغابة ٤: ١٨] مناقب الخوارزمي وفيه: ولِمَ ذلك يا رسول الله؟ قال: لم يكن معي من الرجال غيره. كتاب الفردوس للديلمي. شرح إبن أبي الحديد عن رسالة الإسكافي ٣ ص ٢٥٨. فرايد السمطين ب ٤٧.

٦ - إبن عبّاس قال قال النبيُّ صلّى الله عليه وآله إنَّ أوَّل من صلّى معي عليٌّ

[فرايد السمطين الباب الـ ٤٧ بأربع طرق].

٧ - معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عليُّ؟ أخصمك بالنبوَّة ولا نبوَّة

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418