الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٣

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 418

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 418
المشاهدات: 93156
تحميل: 6417


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93156 / تحميل: 6417
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بفضلهم من أُمَّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي؟!(١)

ونحن نقول: (آمين) ورحم الله من قال: آمينا.

وماذا على الشيعة في قولهم؟! بعد قوله صلى الله عليه وآله وسلم: في كلّ خلوفٍ من أُمَّتي عدولٌ من أهل بيتي ينفون من هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألا إنَّ أئمَّتكم وفدكم إلى الله عزَّ وجلَّ، فانظروا بمن توفدون(٢)

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح مَن ركبها نجا ومَن تخلّف عنها غرق(٣)

فأهل بيت مَثلهم في الأُمَّة كمثل النبيِّ الطاهر كيف لا تقول الشيعة بالخلافة فيهم؟! وكيف يُرى موقفهم في حبِّهم موقف اليهود؟! وإلى من تُوجَّه هذه القارصة؟!

وهل إبن عبد ربِّه عزب عنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: النجوم أمانٌ لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمانٌ لأُمَّتي من الإختلاف، فإذا خالفها قبيلةٌ اختلفوا فصاروا حزب إبليس؟!(٤)

أللّهمّ لا، بل طُبع على قلبه وهو ألدّ الخصام.

فأهل بيت هم للأُمَّة نجوم الهداية، ونجوم الأمن من الضلال والخلاف كيف لا يُقتدي بهم؟! وما عذر من عدل عنهم؟! وإلى مَ مصير من لا يهتدي بهم؟! وما قيمة تلك الحياة؟! وتلك الروح؟! وتلك النزعة؟! وتلك النشأة؟!

وإنَّ خيرة الله لم تقع على هذه الأُسرة الكريمة إلّا بعد كلّ جدارة للولاية المطلقة، وحذق في تدبير الشئون في كلِّ وقت لو انتهت إليهم قيادة البشر، وثنيت لهم الوسادة، غير أنَّ مناوئيهم زحزحوها عن ساحتهم حسداً أو نزولاً على حكم النهمة والشرَه، إنَّما هي الخلافة الإلهيَّة لا الملك كما حسبه المغفَّل، وقد نصَّ بها الشعبي كما ذكره

_____________________

١ - أخرجه أبو نعيم في الحلية ١ ص ٦٨، والطبراني والرافعي كما في ترتيب جمع الجوامع ٦ ص ٢١٧.

٢ - أخرجه الملأ كما في ذخاير العقبى ١٧، والصواعق ١٤١.

٣ - أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه ١٢ ص ٩١، والحاكم في المستدرك ٣ ص ١٥١ وصححه.

م ٤ - أخرجه الحاكم في المستدرك ٣: ١٤٩ وصححه).

٨١

إبن تيميَّة في منهاجه ١ ص ٧ وقال: محنة الرافضة محنة اليهود قالت اليهود: لا يصلح الملك إلّا في آل داود. وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلّا في ولد عليٍّ.

٣ - قال: اليهود يؤخِّرون صلاة المغرب حتّى تشتبك النجوم وكذلك الرافضة.

ج - يجب أوّلاً أن يحفى السؤال عن خبر هذه المسألة اليهود هل هم يعرفون شيئاً منها ومن بقيَّة المسائل المعزوَّة إليهم؟!

وليت شعري هل كتب الرجل هذه الكلمة بعد مراجعته لفقه الشيعة وأحاديث أئمَّتهم وفيها قول الصادق عليه السلام: من ترك صلاة المغرب عامداً إلى اشتباك النجوم فأنا منه برئٌ.

وقيل له عليه السلام: إنَّ أهل العراق يؤخِّرون المغرب حتّى تشتبك النجوم فقال: هذا من عمل عدوِّ الله أبى الخطّاب.

وقال عليه السلام: من أخَّر المغرب حتّى تشتبك النجوم من غير علّة فأنا إلى الله منه برئٌ.

وقال عليه السلام: وقت المغرب حين تجبُّ الشمس إلى أن تشتبك النجوم.

وقال عليه السلام: وقت المغرب من حين تغيب الشمس إلى أن تشتبك النجوم.

وقال عليه السلام وقد سُئل عن وقت المغرب: فإذا تغيِّرت الحمرة في الأُفق وذهبت الصّفرة وقبل أن تشتبك النجوم.

وقال له عليه السلام ذريحٌ: إنَّ أناساً من أصحاب أبي الخطّاب يمسون بالمغرب حتّى تشتبك النجوم.

قال: أبرء إلى الله ممَّن فعل ذلك متعمِّداً.

وقال عليه السلام: ملعونٌ ملعونٌ من أخَّر المغرب طلباً لفضلها(١)

فلِما ذا يكذب الرجل في نقله؟! أو إنَّه كتب قبل أن يراجع رجماً بالغيب؟! فحيّا الله الأمانة والتنقيب.

ولعلّه قرع سمعه عن بعض الفرق الضالَّة وهم: الخطّابيَّة - أصحاب أبي الخطّاب إلزاماً بذلك لكن أين هم من الشيعة؟! والشيعة على بكرة أبيها تكفِّر هؤلاء وتظلّهم وأحاديث أئمَّتهم كسحت معرَّة عيث هؤلاء، فمن الإفك الشائن عزو هاتيك الشيه إلى الشيعة، وهم وأئمَّتهم عنها برءآء.

_____________________

١ - راجع من لا يحضره الفقيه. وتهذيب شيخ الطايفة واستبصاره ومجالسه

٨٢

٤ - قال: اليهود لا ترى الطلاق الثلاث شيئاً وكذا الرافضة.

ج - الشيعة لا ترى ملتحداً عن البخوع للقرآن الكريم وفي أعلى هتافه:

الطَّلاق مرَّتان فإمساكٌ بمعروف أو تَسريحٌ بإحسانٍ - إلى قوله تعالى -:( فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ) إلخ.

ومن جليَّة الحقايق أنَّ تحقّق المرَّتين أو الثلاث يستدعي تكرُّر وقوع الطَّلاق كما يستدعي تخلّل الرجعة بينهما أو النكاح، فلا يقال للمطلّقة مرَّتين بكلمة واحدة أو في مجلس واحد: إنَّها طُلِّقت مراراً كما إذا كان زيد أعطا درهمين لعمرو بعطاء واحد لا يقال: إنَّه أعطا درهمين مرَّتين، وهذا معنى يعرفه كلُّ عربيٍّ صميم

ثمَّ إنَّ سياق الآية وإن كان خبريّاً غير أنَّه متضمِّنٌ معنى الإنشاء الأمريّ كقوله تعالى:( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ) . وقوله تعالى:( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ) . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: الصَّلاة مثنى مثنى، والتشهد في كلِّ ركعتين وتسكّن وخشوع. ولو كان إخباراً لما تخلّف عنه خارجه، ونحن نرى أنَّ في الناس من يطلِّق طلقة واحدةً، والقرآن لا يتسرَّب إليه شيءٌ من الكذب.

فعدم الإعداد بالطلاق الثلاث على نحو الجمع عند الشيعة مأخوذٌ من القرآن الكريم، ولهذه الجملة مزيد توضيح في أحكام القرآن لأبي بكر الجصّاص الحنفي ١ ص ٤٤٧ وهذه الفتوى هي المنقولة عن كثير من أئمّة أهل السنَّة والجماعة، بل المخالف الوحيد في المسألة هو الشافعيُّ، وقد بسط القول في الردّ عليه أبو بكر الجصّاص في «أحكام القرآن» ٤ ص ٤٤٩.

وقال الإمام العراقيُّ في «طرح التثريب» ٧ ص ٩٣: وممَّن ذهب إلى أنَّ جمع الطلقات الثلاث بدعةٌ مالك. والأوزاعي. وأبو حنيفة. والليث، وبه قال داود و أكثر أهل الظاهر.

وقال أبو بكر الجصّاص في «أحكام القرآن» ٤ ص ٤٥٩: كان الحجّاج بن أرطاة يقول: الطَّلاق الثلاث ليس بشيء. ومحمد بن إسحاق كان يقول: الطَّلاق الثلاث تُردُّ إلى الواحدة.

هذا ما نعرفه من الشيعة فإن كان هذا شبهاً بينهم وبين اليهود فهم وأولئك الأئمَّة

٨٣

في ذلك شرعٌ سواء، لكن الأُندلسي يحترم جانب أصحابه فشبَّه الشيعة باليهود فهو إمّا جاهلٌ بفقه قومه فضلاً عن فقه الشيعة ولم يعرف شيئاً ممّا عندهم في المسألة، أو يعلم ويتعمَّد الكذب، أو يريد معنىً غير ما ذكر ونحن لا نعرفه ولا نعرف قائلاً به من الشيعة.

وما تقرأ أو تسمع في المسئلة غير ما يقوله الشيعة فهو من البدع الحادثة بعد النبيِّ الأعظم لم يأت به الكتاب والسنَّة بل أحدثته أهواءٌ مضلّةٌ، وحبَّذته أُناسٌ، وجاءوا به من عند أنفسهم؛ وأمضاه عليهم عمر بن الخطاب وهذا صريح ما أخرجه مسلم في صحيحه ١ ص ٥٧٤، وأبو داود في سننه ١ ص ٣٤٤، وأحمد في مسنده ١ ص ٣١٤ عن إبن عبّاس قال: كان الطّلاق على عهد رسول الله وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة فقال عمر بن الخطاب: إنَّ الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناةٌ فلو أمضيناه عليهم. فأمضاه عليهم.

وأخرج مسلم وأبو داود بإسناده عن إبن طاوس عن أبيه: أنَّ أبا الصهباء قال لابن. عبّاس: أتعلم أنّما كانت الثلاث تجعل واحدةً على عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر وثلاثاً من إمارة عمر؟! فقال إبن عبّاس: نعم.

وأخرج مسلم بإسناد آخر: أنَّ أبا الصهباء قال لإبن عبّاس: هات من هناتك، ألم يكن طلاق الثلاث على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر واحدة؟! فقال: قد كان ذلك فلمّا كان عهد عمر تتابع النّاس في الطّلاق فأجازه عليهم.

وللشرّاح في المقام كلماتٌ متضاربةٌ؛ وآراءٌ واهيةٌ، وتوجيهاتٌ باردةٌ بعيدةٌ عن العلم والعربيَّة، وعدَّه القسطلاني من الأحاديث المشكلة ولعمري مشكلة - جدّاً - لا يسعنا بسط الكلام في ذلك كلّه.

٥ - قال: اليهود لا ترى على النساء عدَّة وكذلك الرافضة.

جالشيعة ترى على النساء من العدَّة ما حكم به الكتاب والسنَّة. فالمطلّقاتُ يتربَّصنَ بأنفسهنَّ ثلثة قروء إن كنَّ ذوات الأقراء، وتعتدُّ ذوات الشهور ثلاثة أشهر.

وأولات الأحمالِ أجلهنَّ أن يضعن حملهنَّ.

واللّاتي توفّي عنها زوجها يتربَّصن بأنفسهنَّ أربعة أشهر وعشرا إذا كانت حائلاً، والحامل تعتدُّ بأبعد الأجلين من العدَّة والوضع جمعاً بين عموم الآيتين.

٨٤

والإماء تعتدُّ قرئين من طلاق إن كنَّ ذوات الأقراء وإلّا فشهراً ونصفاً.

وتعتدُّ من الوفاة شهرين وخمسة أيّام إن كانت حائلاً والحامل عدَّتها أبعد الأجلين.

وأُمّ الولد لمولاها عدَّتها أربعة أشهر وعشرا.

والمتمتَّع بها إذا انقضى أجلها بعد الدخول أو أعرض عنه الزَّوج فعدَّتها حيضتان في ذوات الأقراء، وخمسة وأربعون يوماً في غيرهنَّ.

وتعتدُّ من الوفاة بأربعة أشهر وعشرة أيّام إن كانت حائلاً أو لم يدخل بها، وبأبعد الأجلين إن كانت حاملاً. ولو كانت أمة فعدَّتها حائلاً شهران وخمسة أيّام.

هذا ما عند الشيعة من العدَّة، وهذه كتب القوم الفقهيّة والتفسيريَّة قديمة وحديثة طافحةٌ بما ذكرناه، فهل وجد عزوه المختلق في شيءٍ منها؟! اللّهم لا. بل إنَّه لا يكترث بالمباهتة وهي شأنه في كثير من الموارد.

٦ - قال: اليهود تستحلُّ دم كلِّ مسلم وكذلك الرافضة.

ج - هل يعرف الرجل مصدر هذه النسبة من كتب الشيعة وعلمائهم وأعلامهم، بل من ساقتهم وذوي المراتب الواطئة منهم؟! والشيعة هم الَّذين يتلون الكتاب العزيز في آناء الليل وأطراف النهار مخبتين بأنَّ ما بين دفَّتيه وحيٌ منزلٌ من الله إلى سيِّد رسله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه آيات التحذير عن قتل المؤمن والإيعاز بالخلود في جهنَّم من جرّائه و فيه آية القصاص. والسنَّة النبويَّة وأحاديث أئمَّتهم مشحونةٌ بالنهي عنه والعقوبات عليه والأحكام المرتَّبة عليه من قصاص وديات، ومن المطَّرد في فقههم عقد كتابين فيهما.

فبذلك كلّه تعلم أنَّ هذه النسبة لا مصدر لها إلّا الخيال المتوهَّم الصادر عن العداء المحتدم، والعصبيَّة الحمقاء.

٧ - قال: اليهود حرَّفوا التوراة وكذلك الرافضة حرَّفت القرآن.

ج - إنَّ مصدر الشيعة في التفسير والتأويل، وفي كلِّ حكم أو تعليم ليس إلّا أحاديثٌ معتبرةٌ صادرة عن رجالات بيت الوحي بعد مشرِّفهم الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل البيت أدرى بما فيه، وليس ما يُروى عنهم من الشئون مستعصياً على العقل والمنطق ولا الأُصول المسلّمة في الدين، وليس بمأخوذ من مثل قتادة والضحّاك والسدّي و

٨٥

أمثالهم المفسِّرين بالرأي، البعيدين عن مستقى العلم النبويِّ.

فإذا أردت تحريف الكلم عن مواضعه والنظر إليه فإليك بكتب القوم وتفاسيرهم تجد هناك التعليلات الباردة، والتحكّمات الفارغة، والعلل التافهة، والآراء السخيفة؛ وإنكار المسلّمات، وحسبك ما يأتي من نماذجها نقلاً عن كتاب «منهاج السنَّة» لابن تيميَّة وغيره. إذن فألق الشبه بين اليهود وأيّ فرقة شئت.

٨ - قال: اليهود تبغض جبرئيل وتقول: هو عدوُّنا من الملائكة، وكذلك الرافضة تقول: غلط جبرئيل في الوحي إلى محمد بترك عليِّ بن أبي طالب.

ج - لعلّ الرجل يحسب في أحلامه الطائشة أنّه يحدِّث عن أُمّة بائدة قد أكل عليها الدهر وشرب، فلم يبق لها مَن يدافع عن شرفها، وما كان يحسب أنَّ المستقبل الكشّاف سوف يُقيِّض مَن يُسائله قائلاً: كيف يعادي جبرئيل من يتلو في كتابه المقدَّس قوله تعالى:( مَنْ كَانَ عَدُوّا للّهِ‏ِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنّ اللّهَ عَدُوّ لِلْكَافِرِينَ ) ؟!

ومتى خالج شيعيّاً الشكُّ في نبوَّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟! أو هجس في خلد أيٍّ منهم نبوَّة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام؟! حتّى يحكم بغلط جبريل وهو يقرأ آناء الليل وأطراف النهار قوله تعالى:( وَمَا مُحمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرّسُلُ )

وقوله تعالى:( مَا كَانَ مُحَمّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رّجَالِكُمْ وَلكِن رّسُولَ اللّهِ وَخَاتَمَ النّبِيّينَ )

وقوله تعالى:( وَآمَنُوا بِمَا نُزّلَ عَلَى‏ مُحَمّدٍ وَهُوَ الْحَقّ مِن رَبّهِمْ )

وقوله تعالى:( مُحَمّدٌ رّسُولُ اللّهِ )

وقوله تعالى:( وَمُبَشّرَاً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )

وكيف يرى شيعيُّ أنَّ جبريل قد غلط في الوحي؟! وهو يتشهَّد بالرّسالة في كلِّ فريضة ونافلة، وفي الأذان والإقامة، وفي دعوات كثيرة مأثورة عن أئمَّتهم صلوات الله عليهم، وتشهد بذلك كلّه مؤلّفاتهم في الفقه والحديث والكلام والعقايد والملل والنحل.

وهل من الممكن أن تزعم الشيعة (على هذه الفرية) إنّ الله سبحانه أمضى ذلك

٨٦

الغلط لمجرَّد إشتباه جبريل وهو يريد أن يبعث أمير المؤمنين؟! وهل يقول بهذا معتوهٌ دهش؟! أو بربريُّ عزب عنه العلوم والمعارف كلّها فضلاً عن الشيعة وهم: هم؟! فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً؟!

والعجب كلّ العجب أنَّه يكتب كاتب مصر اليوم وعالمها ردّاً على الشيعة ويسلقهم بهذا التافه الخرافيّ، فلا يصدَّنَّك عنها مَن لا يؤمن بها واتَّبع هواه فتردى.

٩ - قال: اليهود لا تأكل لحم الجزور وكذلك الرافضة.

ج - إقرأ واضحك أو اقرأ وابك.

وإذا تحرَّيت الوقاحة والصلف فإلى صاحب هذه الكلمة، فإن كنت لا تعلم كيف يكذب المائن، ويبهت الخائن، فالأُندلسيُّ يوقفك عليه في كتابه.

ليت شعري ما ذنب الجزور المخرج حكمه ممّا يؤكل لحمه من الحيوانات؟! أو ما كرامته على الشيعة حتى أربوا به عن الذبح؟!

أنا لا أعلم شيئاً من ذلك، ولعلَّ عند مفتعل الرواية فلسفة راقية تأول إلى تلك الفرية الشائنة.

والحَكم الفاصل في هذه المعضلة مجاذر القصّابين وسواطيرهم وحوانيتهم في بلاد الشيعة من أقطار العالم.

أضحوكة

١٠ - قال: قال أبو عثمان بحر الجاحظ: أخبرني رجلٌ من رؤساء التُجّار قال: كان معنا في السفينة شيخٌ شرس الأخلاق طويل الإطراق وكان إذا ذُكر له الشيعة غضب واربدَّ وجهه، وزوى من حاجبيه فقلت له يوماً: يرحمك الله ما الذي تكرهه من الشيعة؟! فإنّي رأيتك إذا ذُكروا غضبتَ وقبضتَ. قال: ما أكره منهم إلّا هذه الشين في أوّل إسمهم فإنّي لم أجدها قطُّ إلّا في كلّ شرٍ وشومٍ وشيطانٍ وشغب وشقاءٍ وشفارٍ وشررٍ وشينٍ وشوكٍ وشكوى وشهرةٍ وشتمٍ وشُحٍّ. قال أبو عثمان: فما ثبت لشيعيٍّ بعدها قائمة.

عجباً من سفاهة الشيخ (شرس الأخلاق) وضئولة رأيه حيث لم يجد في الشيعة

٨٧

ما يزري بهم، لكن عدائه المحتدم حداه إلى أن يتّخذ لهم عيباً منحوتاً من السفاسف، فطفقُ يؤاخذهم بالإسم لمحض إطّراد حرف من حروفه في أشياء من أسماء الشرّ، ولو إطّرد هذا لتسرَّب إلى كثير من الأسماء المقدَّسة، م - وإلى كتاب الله العزيز وفيه قوله تعالى:( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) . وآيٌ أخرى جاءت فيها لفظة الشيعة].

وأسخف من الشيخ أبو عثمان الَّذي يحسب أنَّه لم تثبت للشيعة بعد تلك الكلمة التافهة قائمة، فكأنَّ صاعقة أصابتهم، أو إنَّها خسفت الأرض من تحت أرجلهم، أو دكدكت عليهم الجبال فأهلكتهم، أو أنَّ برهاناً قاطعاً دحض حجَّتهم ففضحهم، ولم يعقل أنَّ الشيخ كشف بقوله عن سوئته، وأقام حجَّةً على شراسة أخلاقه، فاقتدى به أبو عثمان بعقليته الضئيلة.

ولم يبعد عنهما إبن عبد ربِّه حيث أورده في كتابه مرتضياً له، ولِم لَم يرق الشيخ الشرس أن يحبَّ من الشيعة هذه الشين الموجودة في الشريعة. والشمس. والشروق. والشعاء. والشهد. والشفاعة. والشرف. والشباب. والشكر. والشهامة. والشأن. والشجاعة. والشفق؟! م - وقد جاءت غير واحدة من تلكم الألفاظ كلفظة الشيعة في القرآن].

وكيف تجد الشيخ في أُكذوبته بأنَّه لم يجد الشين إلّا في تلك الألفاظ دون هذه؟! ولعلّه كان أعور فلا يبصر ما يحاذي عينه العوراء.

أوَ ليس في وسع الشيعة أن يقول على وتيرة الشيخ: إنِّي ما أكره من السُنِّيِّ إلّا هذه السين في أوّل إسمه التي أجدها في السام. والسئم. والسعر. والسقر. والسبي. والسقم. والسم. والسموم. والسوئة. والسهم. والسهو. والسرطان. والسرقة والسفه. والسفل. والسخب. والسخط. والسخف. والسقط. والسلّ. والسليطة. والسماجة؟!

لكنَّ الشيعة عقلاء حكمآء لا يعتمدون على التافهات، ولا يخدشون العواطف بالسفاسف، ولا يشوِّهون سمعة أيِّ مبدء بمثل هذه الخرافات.

هذه نبذةٌ من مخاريق إبن عبد ربّه، وكم لها من نظير، ولو ذهبنا إلى استيعاب ما هناك لجاء كتاباً حافلاً، وهناك له سقطات تاريخيّة كقوله في زيد الشهيد: إنَّه خرج

٨٨

بخراسان فقتل وصُلب(١) نخرج بنقدها عن موضوع البحث ولا يهمّنا الايعاز إليها.

وذكر إبن تيميَّة في «منهاج السنَّة» هذه النسب والإضافات المفتعلة، وراقه أن يُرى للمجتمع أنّه أقدر في تنسيق الأكاذيب من سلفه، وأنَّه أبعد منه عن أدب الصدق والأمانة فزاد عليها:

اليهود لا يخلصون السَّلام على المؤمنين إنَّما يقولون: السام عليكم (السام: الموت) وكذلك الرافضة.

اليهود لا يرون المسح على الخفَّين وكذلك الرافضة.

اليهود يستحلّون أموال الناس كلّهم وكذلك الرافضة.

اليهود تسجد على قرونها في الصَّلاة وكذلك الرافضة.

اليهود لا تسجد حتّى تخفق برؤوسها مراراً تشبيهاً بالرُّكوع وكذلك الرافضة.

اليهود يرون غشَّ الناس وكذلك الرافضة.

وأمثال هذه من الخرافات والسفاسف، وحسبك في تكذيب هذه التقوّلات المعزوَّة إلى الشيعة شعورك الحرُّ، وحيطتك بفقههم وكتبهم وعقايدهم وأعمالهم، وما عُرف منهم قديماً وحديثاً. فإلى الله المشتكى.

( وَلَئِنِ اتّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الّذِى جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِنْ وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ )

سورة البقرة ١٢٠

_____________________

١ - العقد الفريد ٢ ص ١٤٦، ٣٥٥ ج ٣ ص ٤١.

٨٩

٢

الانتصار(١)

إنك غير مائن لو سميته بمصدر الأكاذيب، ولو عزى إليه على عدد صفحاته - ١٧٣ - أكذوبة لما كذب القائل، ولو جست خلال صحايفه لأوقفك الفحص على العجب العجاب من كذب شائن، وتحكّم بارد، وتهكّم ممض، ونسب مفتعلة، وإنا نرجى إيقافك عليها إلى ظفرك بالكتاب نفسه فإنه مطبوع بمصر منشور، ولا نسوّد جبهات صحائف كتابنا بنقل هاتيك الأساطير كلها، وإنما نذكر لك نماذج منها لتعرف مقدار توغله في القذائف، وتهالكه دون الطامات، وتغلغل الحقد في ضميره الدافع له إلى تشويه سمعة أمّة كبيرة كريمة نزيهة عن كل ما تقوّله عليها. قال:

١ - الرافضة تعتقد أنَّ ربَّها ذو هيئة وصورة يتحرَّك ويسكن ويزول وينتقل وإنَّه كان غير عالم فعلم (إلى أن قال): هذا توحيد الرافضة بأسرها إلّا نفراً منهم يسيراً صحبوا المعتزلة واعتقدوا التوحيد فنفتهم الرافضة عنهم وتبرَّئت منهم، فأمّا جملتهم و مشايخهم مثل هشام بن سالم، وشيطان الطاق، وعليّ بن ميثم، وهشام بن الحكم بن منصور، والسكّاك فقولهم ما حكيت عنهم. ص ٥.

٢ - الرافضة تقول وهي معتقدةٌ: إنَّ ربّها جسمٌ ذو هيئةٍ وصورةٍ يتحرَّك ويسكن ويزول وينتقل وإنَّه كان غير عالم ثمَّ علم ص ٧.

٣ - فهل على وجه الأرض رافضيٌّ إلّا وهو يقول: إنّ الله صورةٌ، ويروي في ذلك الروايات، ويحتجّ فيه بالأحاديث عن أئمَّتهم؟! إلّا من صحب المعتزلة منهم قديماً فقال بالتوحيد فنفته الرافضة عنها ولم تقرِّ به. ص ١٤٤.

٤ - يرون الرافضة أن يطأ المرأة الواحدة في اليوم الواحد مائة رجل من غير استبراء، ولا قضاء عدَّة، وهذا خلاف ما عليه أُمَّة محمد. ص ٨٩.

ستتضح جليَّة الحال في هذه كلّها وإنَّ الشيعة بريئةٌ منها من أوَّل يومها( وَلَئِنِ اتّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنّكَ إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ ) (٢)

_____________________

١ - تأليف أبي الحسين عبد الرحيم الخياط المعتزلي.

٢ - سورة البقرة ١٤٥.

٩٠

٣

الفرق بين الفِرَق

تأليف أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغداديّ

المتوفّى ٤٢٩ في ٣٥٥ صفحة

لم يترك هذا المؤلِّف في قوس إفكه منزعاً لم يرمِ به الشيعة، إنَّما قحمه في هذه المهلكة حسبانه في ص ٣٠٩ أنَّه لم يكن في الروافض قطُّ إمامٌ في الفقه، ولا إمامٌ في رواية الحديث، ولا إمامٌ في اللغة والنحو، ولا موثوقٌ به في نقل المغازي والسير والتواريخ، ولا إمامٌ في التأويل والتفسير، وإنَّما كان أئمَّة هذه العلوم على الخصوص والعموم أهل السنَّة والجماعة.

وحمد الله على ذلك. وكأنَّ هذه المزعمة عنه كانت عامَّة حتّى للأجيال القادمة نظراً إلى الغيب من وراء ستر رقيق، وبذلك أمن أن يكون من بعده من يكشف عورته ويطعن في أمانته في العزو، أو إنَّ كتب الشيعة وعلمائها المضادَّة لهاتيك النسب تكذِّبه بأنفسها.

وإن تعجب فعجبٌ أنَّه كان نصب عيني الرجل في بيئته (بغداد) رجالات من الشيعة لا يطعن في إمامتهم في كلّ ما ذكره من العناوين وكانت بيدهم أزمّة الزعامة كشيخ الأُمَّة ومعلّمها محمد بن محمد بن النعمان المفيد. وعلم الهدى سيّدنا المرتضى. والشريف الرضي. وأبي الحسين النجاشي. والشيخ أبي الفتح الكراجكي. والشريف أبي يعلى. وسلّار الديلمي. ونظرائهم فهو إمّا أنَّه لم يحسَّ بهم لخلل في حسِّه المشترك، أو إنَّه مندفعٌ إلى الإنكار بدافع الحنق، وأيّاماً كان فنحن لا نبالي بما هو فيه، وكلُّ قصدنا تنبيه القارئ إلى خطَّة الرجل حتّى لا يغترّ بماله من صخب وتركاض.

ولعلّك تعرف شيئاً ممّا حوته صفحات هذا الكتاب المزوَّر من الكذب والزور والبهت والتدجيل والتمويه عندما تقف على كلماتنا حول ما يضاهيه من الكتب المزوَّرة.

( وَلَئِنِ اتّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

مَالَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ وَاقٍ )

سورة الرعد ٣٧

٩١

٤

الفصل في الملل والنحل(*)

يجب على من يكتب في الملل والنحل قبل كل شيء الإلتزام بالصدق والأمانة أكثر ممن يؤلف في التاريخ والأدب حتى يأمن بوائق هذا الفن من قذف الأمم من غير استناد إلى ركن وثيق، وتشويه سمعة الأبرياء بمجرّد الوهم أو الخيال، فلا يخطّ إلّا وهو متثبت في النقل، معتمد على أوثق المصادر، حتى يكون ذلك معذراً له عند المولى سبحانه، فلا يؤاخذ بالبهت على الناس والوقيعة فيهم.

غير أن ابن حزم لم يلتزم بهذا الواجب بل إلتزم بضده في كل ما يكتب، فطفق ينسق الأقاويل، ويروقه تكثير المذاهب،وقذف من يخالفه في المبدء. فإليك نماذج من تحكّماته قال:

١ - إنَّ الروافض ليسوا من المسلمين إنَّما هي فرقٌ أوَّلها بعد موت النبيِّ بخمس وعشرين سنة، وكان مبدئها إجابةً ممَّن خذله الله لدعوة من كاد الإسلام، وهي طائفةٌ تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر.

ج - لعمر الحقِّ إنَّ هذه جملٌ قارصة تندى منها جبهة الإنسانيَّة ولو كان الظاهريُّ يحملها لوجب أن ينتصب عرقاً ولكن...

وليت شعري كيف يمكن سلب الإسلام عن قوم يستقبلون القبلة في فرايضهم، ويلهجون بالشَّهادتين فيها، ويحملون القرآن ويعملون به ويتَّبعون سنَّة النبيِّ الأقدس؟! وملأ الدنيا كتبهم في العقائد والأحكام فهي شهيدةٌ لهم على ما قلناه بعد أعمالهم الخارجيَّة.

وكيف يسع الرجل هذا الحكم الباتّ؟! وآلافٌ من الشيعة هم مشايخ أعلام السنَّة ورواة الحديث في صحاحهم الستّ وغيرها من المسانيد وهي مراجع قومه في معتقداتهم وأحكامهم وآرائهم نظرآء:

أبان بن تغلب الكوفي، إبراهيم بن يزيد الكوفي، أبو عبد الله الجدلي.

_____________________

(*) تأليف ابن حزم الظاهري الأندلسي المتوفّى ٤٥٦، راجع ج ١ ص ٢٩٠.

٩٢

أحمد بن المفضل الحفري

إسماعيل بن زكريّا الكوفي

تليد بن سليمان الكوفي

جابر بن يزيد الجعفي

جعفر بن سليمان البصري

الحارث بن عبد الله الهمداني

حكم بن عُتيبة الكوفي

أبو الحجّاف إبن أبي عوف

سالم بن أبي الجعد الكوفي

سعيد بن خثيم الهلالي

سليمان بن صرد الكوفي

سليمان بن مهران الكوفي

طاوس بن كيسان الهمداني

عبّاد بن يعقوب الكوفي

عبد الله بن عمر الكوفي

عبد الرحمن بن صالح الأزدي

عبيد الله بن موسى الكوفي

عطيَّة بن سعد الكوفي

عليّ بن بديمة

عليّ بن صالح

عليّ بن المنذر الطرائفي

عمّار بن زُريق الكوفي

فضل بن دكين الكوفي

مالك بن إسماعيل الكوفي

محمد بن فضيل الكوفي

إسماعيل بن أبان الكوفي

إسماعيل بن عبد الرَّحمن

ثابت أبو حمزة الثِّمالي

جرير بن عبد الحميد الكوفي

جُميع بن عُميرة الكوفي

حبيب بن أبي ثابت الكوفي

حمّاد بن عيسى الجهني

زُبيد بن الحارث الكوفي

سالم بن أبي حفصة الكوفي

سلمة بن الفضل الأبرش

سليمان بن طاخان البصري

شعبة بن الحجّاج البصري

ظالم بن عمرو الدؤلي

عبد الله بن داود الكوفي

عبد الله بن لهيعة الحضرمي

عبد الرزاق بن همام الحميري

عثمان بن عُمير الكوفي

العلاء بن صالح الكوفي

عليّ بن الجعد الجوهري

عليّ بن غراب الكوفي

عليّ بن هاشم الكوفي

عمرو بن عبد الله السبيعي

فضيل بن مرزوق الكوفي

محمد بن حازم الكوفي

محمد بن مسلم الطائفي

إسماعيل بن خليفة الكوفي

إسماعيل بن موسى الكوفي

ثُوير بن أبي فاختة الكوفي

جعفر بن زياد الكوفي

الحارث بن حُصيرة الكوفي

الحسن بن حيِّ الهمداني

خالد بن مخلّد القطواني

زيد بن الحباب الكوفي

سعد بن طريف الكوفي

سلمة بن كهيل الحضرمي

سليمان بن قرم الكوفي

صعصعة بن صوحان العبيدي

أبو الطفيل عامر المكّي

عبد الله بن شدّاد الكوفي

عبد الله بن ميمون القداح

عبد الملك بن أعين

عديّ بن ثابت الكوفي

علقمة بن قيس النخعي

عليّ بن زيد البصري

عليّ بن قادم الكوفي

عمّار بن معاوية الكوفي

عوف بن أبي جميلة البصري

فطر بن خليفة الكوفي

محمد بن عُبيد الله المدني

محمد بن موسى المدني

٩٣

محمد بن عمّار الكوفي

المنهال بن عمرو الكوفي

نوح بن قيس الحدّاني

هُبيرة بن بُريم الحميري

وكيع بن الجراح الكوفي

معروف بن خربوذ الكرخي

موسى بن قيس الحضرمي

هارون بن سعد الكوفي

هشام بن زياد البصري

يحيى بن الجزّار الكوفي

منصور بن المعتمر الكوفي

نفيع بن الحارث الكوفي

هاشم بن البريد الكوفي

هشام بن عمّار الدمشقي

يزيد بن أبي زياد الكوفي(١) .

هؤلآء جمعٌ ممَّن إحتجّ بهم الأئمَّة الستَّة في صحاحهم، أضف إليهم رجال الشيعة من الصحابة الأكرمين، والتابعين الأوَّلين، وأعلام البيت العلويِّ الطاهر من الَّذين يُحتجُّ بهم وبحديثهم وأنهى أئمَّة أهل السنَّة إليهم الإسناد في الصحاح والسنن والمسانيد و هم مصرِّحون بثقتهم وعدالتهم.

فلو كانت الشيعة (كما زعمه إبن حزم) خارجين عن الإسلام فما قيمة تلك الصحاح؟! وتلك المسانيد؟! وتلك السنن؟! وما قيمة مؤلِّفيها أولئك المشايخ وأولئك الأئمَّة و أولئك الحفّاظ؟! وما قيمة تلكم المعتقدات والآراء المأخوذة ممَّن ليسوا من المسلمين؟! أللهمَّ غفرانك وإليك المصير وأنت القاضي بالحقِّ.

نعم: ذنبهم الوحيد الَّذي لا يُغفر عند إبن حزم أنَّهم يُوالون عليّاً أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده الأئمَّة الأُمناء صلوات الله عليهم إقتداءً بالكتاب والسنَّة، ومن جرّاء ذلك يستبيح صاحب الفصل من أعراضهم ما لا يُستباح من مسلم، والله هو الحكَم الفاصل.

وأمّا ما حسبه من أنَّ مبدء التشيّع كان إجابةً ممَّن خذله الله لدعوة من كاد الإسلام وهو يريد عبد الله بن سبا الذي قتله أمير المؤمنين عليه السلام إحراقاً بالنار على مقالته الإلحاديَّة وتبعته شيعته على لعنه والبرائة منه.

فمتى كان هذا الرجس من الحزب العلويِّ حتى تأخذ الشيعة منه مبدء ها القويم؟! وهل تجد شيعيّاً في غضون أجيالها وأدوارها ينتمي إلى هذا المخذول ويمتُّ به؟! لكن الرجل أبى إلّا أن يقذفهم بكلِّ مائنةٍ شائنةٍ، ولو استشفَّ الحقيقة لعلم بحقِّ اليقين أنَّ ملقي هذه البذرة - التشيّع - هو مشرِّع الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم يوم كان يُسمِّيّ

_____________________

١ - راجع في ترجمة هؤلاء وتفصيل حديثهم المراجعات لسيدنا المجاهد حجة الإسلام شرف الدين ص ٤١ - ١٠٥.

٩٤

من يوالي عليّاً عليه السلام بشيعته ويُضيفهم إليه ويُطريهم ويدعو أُمَّته إلى موالاته وإتِّباعه راجع ص ٧٨.

ولتفاهة هذه الكلمة لا نسهب الإفاضة في ردِّه ونقتصر على كلمة ذهبيَّة للأستاذ محمد كرد علي في خطط الشام ٦ ص ٢٥١ قال: أمّا ما ذهب إليه بعض الكتّاب من أنَّ مذهب التشيّع من بدعة عبد الله بن سباء المعروف بابن السوداء فهو وهمٌ وقلّة علم بتحقيق مذهبهم، ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبرائتهم منه ومن أقواله وأعماله وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك علم مبلغ هذا القول من الصواب. ا هـ.

٢ - قال: كذب مَن قال: بأنَّ عليّاً كان أكثر الصحابة علماً (٤ ص ١٣٦) ثمَّ بسط القول في تقرير أعلميَّة أبي بكر وتقدُّمه على عليٍّ في العلم ببيانات تافهة إلى أن قال: علم كلُّ ذي حظٍّ من العلم أنَّ الذي كان عند أبي بكر من العلم أضعاف ما كان عند عليٍّ منه.

وقال في تقدُّم عمر على عليٍّ في العلم: علم كلُّ ذي حسٍّ علماً ضروريّاً أنَّ الذي كان عند عمر من العلم أضعاف ما كان عند عليٍّ من العلم. إلى أن قال: فبطل قول هذه الوقّاح الجهال، فإن عاندنا معاندٌ في هذا الباب جاهلٌ أو قليل الحياء لاح كذبه وجهله فإنّا غير مهتمّين على حطِّ أحد من الصحابة عن مرتبته.

ج - أنا لست أدري أأضحك من هذا الرجل جاهلاً؟! أم أبكي عليه مغفَّلاً؟! أم أسخر منه معتوهاً؟! فإنّ ممّا لا يدور في أيِّ خلد الشكُّ في أنَّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام كان يربو بعلمه على جميع الصحابة، وكانوا يرجعون إليه في القضايا والمشكلات ولا يرجع إلى أحد منهم في شيء، وإنَّ أوَّل مَن إعترف له بالأعلميَّة نبيُّ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم بقوله لفاطمة: أما ترضين أنّي زوَّجتكِ أوَّل المسلمين إسلاماً وأعلمهم علماً(١) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لها: زوَّجتكِ خير أُمَّتي أعلمهم علماً، وأفضلهم حلماً، وأوَّلهم سلماً(٢) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لها: إنَّه لأوَّل أصحابي إسلاماً، أو: أقدم أُمَّتي سلماً، وأكثرهم

_____________________

١ - مستدرك الحاكم ٣، كنز العمال ٦ ص ١٣.

٢ - أخرجه الخطيب في المتفق، السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ٦ ص ٣٩٨.

٩٥

علماً، وأعظمهم حلماً(١) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: أعلم أُمَّتي من بعدي عليُّ بن أبي طالب(٢) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: عليٌّ وعاء علمي ووصيّي وبابي الذي أوتى منه(٣) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: عليٌّ باب علمي ومبيِّن لأُمّتي ما أُرسلت به من بعدي(٤) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: عليٌّ خازن علمي(٥) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: عليُّ عيبة علمي(٦) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقضى أُمَّتي عليّ(٧) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقضاكم عليّ(٨) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليُّ أخصمك بالنبوَّة ولا نبوَّة بعدي وتخصم بسبع (إلى أن عدَّ منها) وأعلمهم بالقضيَّة. وفي لفظ: وأبصرهم بالقضيَّة(٩) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فاُعطي عليٌّ تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً(١٠) .

_____________________

١ - مسند أحمد ٥ ص ٢٦، الاستيعاب ٣ ص ٣٦، الرياض النضرة ٢ ص ١٩٤. مجمع الزوايد ٩ ص ١٠١ و ١١٤ بطريقين صحح أحدهما ووثق رجال الآخر، والمرقاة في شرح المشكاة ٥ ص ٥٦٩، كنز العمال ٦ ص ١٥٣، السيرة الحلبية ١ ص ٢٨٥، سيرة زيني دحلان ١ ص ١٨٨ هامش الحلبية.

٢ - أخرجه الديلمي عن سلمان، وذكره الخوارزمي في المناقب ٤٩، ومقتل الحسين ١ ص ٤٣ والمتقي في كنز العمال ٦ ص ١٥٣.

٣ - شمس الأخبار ص ٣٩، كفاية الكنجي ٧٠، ٩٣.

٤ - أخرجه الديلمي عن أبي ذر كما في كنز العمال ٦ ص ١٥٦، كشف الخفاء ج ١ ص ٢٠٤.

٥ - شرح النهج لابن أبي الحديد ٢ ص ٤٤٨.

٦ - شرح النهج لابن أبي الحديد ٢ ص ٤٤٨، الجامع الصغير للسيوطي وجمع الجوامع له كما في ترتيبه ٦ ص ١٥٣ م شرح العزيزي ٢ ص ٤١٧، حاشية شرح العزيزي للحفني ٢ ص ٤١٧، مصباح الظلام ٢ ص ٥٦).

٧ - مصابيح البغوي ٢ ص ٢٧٧، الرياض النضرة ٢ ص ١٩٨، مناقب الخوارزمي ٥٠، م فتح الباري ٨، ١٣٦، بغية الوعاة ص ٤٤٧

٨ - الاستيعاب ٣ ص ٣٨ هامش الإصابة، مواقف القاضي الإيجي ٣ ص ٢٧٦، شرح ابن أبي الحديد ٢ ص ٢٣٥، مطالب السئول ٢٣، تمييز الطيب من الخبيث ٢٥، كفاية الشنقيطي ٤٦.

٩ - حلية الأولياء ١ ص ٦٦، الرياض النضرة ٢ ص ١٩٨ عن الحاكمي، مطالب السئول ٣٤، تاريخ إبن عساكر، كفاية الكنجي ١٣٩، كنز العمال ٦ ص ١٥٣.

١٠ - حلية الأولياء ١ ص ٦٥، أسنى المطالب للحافظ الجزري ١٤.

٩٦

وكيف كان صلى الله عليه وآله وسلم يقول لَمّا يقضي عليٌّ في حياته: الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت(١) وإذا كان عليٌّ باب مدينة علم رسول الله وحكمته بالنصوص المتواترة عنه(٢) صلى الله عليه وآله وسلم فأيُّ أحد يُوازيه؟! أو يُضاهيه؟! أو يقرب منه في شيء من العلم؟! و هذا الحديث ممّا لا شكَّ في صدوره عن مصدر النبوَّة، وقد أفرده بتدوين طرقه غير واحد في مؤلَّفات مستقلّة.

وبعده صلى الله عليه وآله وسلم عايشة فإنَّها قالت: عليٌّ أعلم الناس بالسنَّة(٣) .

وعمر بقوله: عليٌّ أقضانا.(٤)

وقوله: أقضانا عليٌّ.(٥)

ولعمر كلماتٌ مشهورةٌ تعرب عن غاية إحتياجه في العلم إلى أمير المؤمنين منها قوله غير مرَّة: لولا عليٌّ لهلك عمر(٦) .

وقوله: أللهمّ لا تبقني لمعضلة ليس لها إبن أبي طالب(٧) .

وقوله: لا أبقاني الله بأرض لست فيها أبا لحسن.(٨)

وقوله: لا أبقاني الله بعدك يا عليُّ؟(٩)

_____________________

١ - أخرجه أحمد في المناقب، محب الدين الطبري في الرياض ٢ ص ١٩٤.

٢ - أخرجه كثير من الحافظ بعدة طرق وصححه الطبري وابن معين والحاكم والخطيب والسيوطي وغيرهم.

٣ - الاستيعاب ٣ ص ٤٠ هامش الإصابة، الرياض النضرة ٢ ص ٩٣؟، مناقب الخوارزمي ٥٤، الصواعق ٧٦، تاريخ الخلفاء ١١٥.

٤ - حلية الأولياء ١ ص ٦٥، طبقات ابن سعد ص ٤٥٩، ٤٦٠، ٤٦١، الاستيعاب ٤ ص ٣٨، ٣٩ هامش الإصابة، الرياض النضرة ٢ ص ١٩٨، ٢٤٤، تاريخ إبن كثير ٧ ص ٣٥٩ و قال: ثبت عن عمر. أسنى المطالب للجزري ١٤، تاريخ الخلفاء للسيوطي ١١٥.

٥ - طبقات ابن سعد ٨٦٠، الاستيعاب ٣ ص ٤١، تاريخ إبن عساكر ٢ ص ٣٢٥، مطالب السئول ٣٠.

٦ - أخرجه أحمد والعقيلي وابن السمان، ويوجد في الاستيعاب ٣ ص ٣٩، الرياض ٢ ص ١٩٤، تفسير النيسابوري في سورة الأحقاف، مناقب الخوارزمي ٤٨، شرح الجامع الصغير للشيخ محمد الحنفي ٤١٧ هامش السراج المنير. تذكرة السبط ٨٧، مطالب السئول ١٣، فيض القدير ٤ ص ٣٥٧.

٧ - تذكرة السبط ٨٧، مناقب الخوارزمي ٥٨، مقتل الخوارزمي ١ ص ٤٥.

٨ - إرشاد الساري ٣ ص ١٩٥.

٩ - الرياض النضرة ٢ ص ١٩٧، مناقب الخوارزمي ٦٠، تذكرة السبط ٨٨، فيض القدير ٤ ص ٣٥٧.

٩٧

وقوله: أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها(١) .

وقوله: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لستَ فيهم يا أبا الحسن(٢) .

وقوله: أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن(٣) .

وقوله: أللهمّ لا تنزل بي شديدة إلّا وأبو الحسن إلى جنبي(٤) .

وقوله: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن. ترجمة عليّ بن أبي طالب ص ٧٩.

م - وقوله: لا أبقاني الله إلى أن أدرك قوماً ليس فيهم أبو الحسن. حاشية شرح العزيزي ٢ ص ٤١٧، مصباح الظلام ٢ ص ٥٦ ]

وقال سعيد بن المسيِّب: كان عمر يتعوَّذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن(٥) .

وقال معاوية: كان عمر إذا أشكل عليه شيءٌ أخذه منه(٦) .

م - ولَمّا بلغ معاوية قتل الإمام قال: لقد ذهب الفقه والعلم بموت إبن أبي طالب. أخرجه أبو الحجّاج البلوي في كتابه «ألف باء» ج ١ ص ٢٢٢ ].

ثمّ الإمام السبط الحسن الزكيّ فإنَّه قال في خطبة له: لقد فارقكم رجلٌ بالأمر لم يسبقه الأوَّلون ولا يدركه الآخرون بعلم(٧) .

وقال إبن عبّاس حبر الأُمَّة: والله لقد اُعطي عليُّ بن أبي طالب تسعةُ أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العُشر العاشر(٨) .

_____________________

١ - تاريخ إبن كثير ٧ ص ٣٥٩، الفتوحات الإسلامية ٢ ص ٣٠٦.

٢ - الرياض النضرة ١٩٧، منتخب كنز العمال هامش مسند أحمد ٢ ص ٣٥٢.

٣ - فيض القدير ٤ ص ٣٥٧، م - قال: أخرج الدار قطني عن أبي سعيد أن عمر كان يسأل علياً عن شيئ فأجابه فقال عمر: أعوذ بالله الخ).

٤ - أخرجه ابن البختري كما في الرياض ٢ ص ١٩٤.

٥ - أخرجه أحمد في المناقب، ويوجد في الاستيعاب هامش الإصابة ٣ ص ٣٩، م - صفة الصفوة ١ ص ١٢١) الرياض النضرة ٢ ص ١٩٤، تذكرة السبط ٨٥، طبقات الشافعية للشيرازي ١٠، الإصابة ٢ ص ٥٠٩، الصواعق ٧٦، فيض القدير ٤ ص ٣٥٧، م - إلف باء ١ ص ٢٢٢).

٦ - مناقب أحمد، الرياض النضرة ٢ ص ١٩٥.

٧ - أخرجه م - أحمد كما في تاريخ إبن كثير ٧ ص ٣٣٢، و) أبو نعيم في الحلية ١ ص ٦٥، وابن أبي شيبة كما في ترتيب جمع الجوامع ٦ ص ٤١٢، م - وأبو الفرج إبن الجوزي في صفة الصفوة ١ ص ١٢١).

٨ - الاستيعاب ٣ ص ٤٠، الرياض ٢ ص ١٩٤، مطالب السئول ٣٠.

٩٨

وقال: ما علمي وعلم أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم في علم عليٍّ رضي الله عنه إلّا كقطرة في سبعة أبحر(١) .

وقال: العلم ستَّة أسداس، لِعليٍّ من ذلك خمسة أسداس وللنّاس سُدسٌ، ولقد شاركنا في السّدس حتّى لهو أعلم به منّا(٢) .

وقال إبن مسعود: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فاُعطي عليُّ تسعة أجزاء والناس جزءاً، وعليٌّ أعلمهم بالواحد منها(٣) .

وقال: أعلم أهل المدينة بالفرائض عليُّ بن أبي طالب(٤) .

وقال: كنّا نتحدَّث أنَّ أقضى أهل المدينة عليٌّ(٥) .

وقال: أفرض أهل المدينة وأقضاها عليٌّ(٦) .

موقال: إنَّ القرآن أُنزل على سبعة أحرف ما منها حرفٌ إلّا وله ظهرٌ وبطنٌ وإنَّ عليّ بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن. مفتاح السعادة ج ١ ص ٤٠٠ ].

وقال: هشام بن عتيبة في عليّ عليه السلام: هو أوَّل من صلّى مع رسول الله، وأفقهه في دين الله، وأولاه برسول الله(٧)

وسُئل عطاء أكان في أصحاب محمد أحد أعلم من عليٍّ؟! قال: لا والله ما أعلمه.(٨)

وقال عديّ بن حاتم في خطبة له: والله لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنَّة إنَّه - يعني عليّاً - لأعلم النّاس بهما، ولئن كان إلى الإسلام إنَّه لأخو نبيِّ الله والرأس في الإسلام، ولئن كان إلى الزهد والعبادة إنَّه لأظهر الناس زهداً، وأنهكهم عبادةً،

_____________________

١ - راجع الجزء الثاني من كتابنا ص ٤٤، ٤٥ ط ثاني

٢ - مناقب الخوارزمي ٥٥، فرايد السمطين في الباب الـ ٦٨ بطريقين.

٣ - كنز العمال ٥ ص ١٥٦، ٤٠١ نقلاً عن غير واحد من الحفاظ.

٤ - الاستيعاب ٣ ص ٤١، الرياض ٢ ص ١٩٤.

٥ - مستدرك الحاكم ج ٣ وصححه، الاستيعاب ٣ ص ٤١، أسنى المطالب للجزري ١٤، تمييز الطيب من الخبيث لابن البديع ١٥، الصواعق ٧٦.

٦ - مستدرك الحاكم، الرياض ٢ ص ١٩٨، الصواعق ٧٦، تاريخ الخلفاء للسيوطي ١١٥.

٧ - كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص ٤٠٣.

٨ - الاستيعاب ٣ ص ٤٠، الرياض النضرة ٢ ص ١٩٤، م - ألف باء ا ص ٢٢٢) الفتوحات الإسلامية ٢ ص ٣٣٧.

٩٩

ولئن كان إلى العقول والنَّحائز(١) إنَّه لأشدُّ الناس عقلاً، وأكرمهم نحيزةً(٢)

وقال عبد الله بن حجل في خطبة له: أنت أعلمنا بربِّنا، وأقربنا بنبيِّنا، وخيرنا في ديننا(٣) .

م - وقال أبو سعيد الخدري: أقضاهم عليّ. وأخرج عبد الرزاق عن قتادة مثله. فتح الباري ٨: ١٣٦ ].

وقد امتدح جمعٌ من الصحابة أمير المؤمنين عليه السلام في شعرهم بالأعلميَّة كحسَّان بن ثابت، وفضل بن عبّاس، وتبعهم في ذلك أُمَّة كبيرةٌ من شعراء القرون الأولى لا نطيل بذكرهم المقام.

والأُمَّة بعد أولئك كلّهم مجمعةٌ على تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام على؟ غيره بالعلم إذ هو الّذي ورث علم النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وقد ثبت عنه بعدّة طرق قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّه وصيّه ووارثه. وفيه: قال عليٌّ: وما أرث منك يا نبيَّ الله؟! قال: ما ورث الأنبياء من قبلي قال: وما ورث الأنبياء من قبلك؟! قال: كتاب الله وسنَّة نبيِّهم.

قال الحاكم في المستدرك ٣ ص ٢٢٦ في ذيل حديث وراثته النبيَّ دون عمِّه العبّاس ما نصّه: لا خلاف بين أهل العلم أنَّ ابن العمّ لا يرث مع العمِّ، فقد ظهر بهذا الإجماع أنَّ عليّاً ورث العلم من النبيِّ دونهم.

وبهذه الوراثة الثابتة صحَّ عن عليّ عليه السلام قوله: والله إنّي لأخوه ووليّه وابن عمِّه ووارث علمه، فمن أحقُّ به منّي؟!(٤)

وهذه الوراثة هي المتسالم عليها بين الصحابة وقد وردت في كلام كثير منهم وكتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية فيما كتب: يا لك الويل، تعدل نفسك بعليٍّ؟! وهو وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيّه(٥)

_____________________

١ - النحائز جمع النحيزة: الطبيعة.

٢ - جمهرة خطب العرب ١ ص ٢٠٢.

٣ - جمهرة الخطب ١ ص ٢٠٣.

٤ - خصائص النسائي ص ١٨، مستدرك الحاكم ٣ ص ١٢٦ صححه هو والذهبي.

٥ - كتاب صفين لنصر بن مزاحم ١٣٣، مروج الذهب ٢ ص ٥٩.

١٠٠