الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٥

الغدير في الكتاب والسنة والأدب16%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 461

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 461 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 129392 / تحميل: 6917
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٥

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

أقول : فيمشكا : ابن أبي خالد الثقة ، عنه سالم بن عبد الله بن الحسين بن محمّد بن علي(1) .

327 ـ إسماعيل بن أبي زياد :

يعرف بالسكوني الشعيري ، له كتاب ، قرأته على أبي العبّاس أحمد ابن عليّ بن نوح ،جش (2) .

وفيصه بعد الشعيري : كان عامّيّا(3) .

وفيق : ابن مسلم(4) بن أبي زياد السكوني ، الكوفي(5) .

وفيست : ابن أبي زياد السكوني ، ويعرف بالشعيري أيضا ، واسم أبي زياد : مسلم.

له كتاب كبير ، وله كتاب النوادر ، أخبرنا برواياته ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن السكوني.

وأخبرني الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عنه(6) .

وفيهب : قاضي الموصل ، واه(7) .

__________________

(1) هداية المحدثين : 19 ، وما نقله عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش » ، ولا يخفى اختلاف الراوي عنه بين الفهرست والمشتركات.

(2) رجال النجاشي : 26 / 47.

(3) الخلاصة : 199 / 3.

(4) في المصدر زيادة : وهو.

(5) رجال الشيخ : 147 / 92.

(6) الفهرست : 13 / 38.

(7) الكاشف 1 : 73 / 379.

٤١

وقب نحوه ، وقال : متروك ، كذّبوه ، من الثامنة(1) .

وفيتعق : في الفقيه في باب ميراث المجوسي : لا افتي بما ينفرد به السكوني بروايته(2) .

وعن السرائر في فصله : السكوني ـ بفتح السين ـ منسوب إلى قبيلة من عرب اليمن ، وهو عامّي المذهب بلا خلاف ، وشيخنا أبو جعفر موافق على ذلك(3) ، انتهى.

وأيّد ذلك بأسلوب رواياته ، فإنّها عن جعفر عن أبيه عن آبائه.

لكن يحتمل كونه من الشيعة وكان يتّقي شديدا ، والأسلوب للوجوه المذكورة في الفوائد.

والظاهر أنّ تضعيف العامّة إيّاه لذلك.

والمشهور ضعفه ، وقيل بكونه موثّقا ، لما ادّعاه الشيخ من الإجماع.

قال جدّي : في عدّة الأصول أنّه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث ، وغياث بن كلوب ، ونوح بن دراج ، والسكوني ، وغيرهم من العامّة عن أئمّتناعليهم‌السلام ولم يكن عندهم خلافه(4) .

ووثّقه في المعتبر لذلك(5) ، أو لتتبّع رواياته ، فإنّه يحصل الجزم بصدقه(6) ، انتهى.

ونقل المحقّق في المسائل الغريّة حديثا عن السكوني في أنّ الماء‌

__________________

(1) تقريب التهذيب 1 : 69 / 512.

(2) الفقيه 4 : 249 / 804.

(3) السرائر : 3 / 289.

(4) عدة الأصول : 1 / 380.

(5) المعتبر : 1 / 252.

(6) روضة المتقين : 14 / 58.

٤٢

يطهّر ، وذكر أنّهم قدحوا فيه بأنّه عامي.

وأجاب بأنّه وإن كان كذلك فهو من ثقات الرواة ، ونقل عن الشيخ في مواضع من كتبه أنّ الإماميّة مجمعة على العمل بروايته ورواية عمّار ومن ماثلهما من الثقات ، ولم يقدح بالمذهب في الرواية مع اشتهارها ، وكتب جماعتنا مملوءة من الفتاوى المسندة إلى نقله ، فلتكن هذه كذلك ، انتهى.

واعترض عليه المحقّق الشيخ محمّد بأنّ الإجماع على العمل بروايته لا يقتضي توثيقه.

قلت : الأصحاب لا يجمعون على العمل برواية غير الثقة ، لما مرّ في الفوائد وإبراهيم بن هاشم وغيره ، مع أنّ ظاهر العبارة إجماعهم على العمل(1) من حيث الاعتماد عليهم لا لقرائن أخر ، مع أنّ هذا غير مختصّ بهؤلاء ، بل جميع الضعفاء والمجاهيل كذلك.

إلاّ أن يقال : إنّ جميع رواياتهم ثابتة من الخارج ، ولذا أجمعوا ، فمع أنّه تعسّف ، روايتهم(2) حينئذ حجّة ، بل وأولى من رواية كثير من الثقات.

ورواية إبراهيم وإكثاره عنه يشير إلى العدالة ، بعد ملاحظة نشره(3) حديث الكوفيّين بقم ، وإخراجهم الراوي عن الضعفاء منها.

وقال جدّي : يغلب في الظن أنّه كان إماميّا ، لكن كان مشتهرا بين العامّة ومختلطا بهم ، لكونه من قضاتهم ، وكان يتّقي منهم ، لأنّه روى عنهعليه‌السلام في جميع الأبواب ، وكانعليه‌السلام لا يتّقي منه ، وكان يروي عنهعليه‌السلام جلّ ما يخالف العامّة(4) .

__________________

(1) في التعليقة زيادة : بروايتهم.

(2) في المصدر : وهذا مع ما فيه من التعسف فروايتهم.

(3) في نسخة « ش » : نشر.

(4) روضة المتيقن : 14 / 59.

٤٣

قلت : وتكاثرت رواياته ، وعامّتها متلقّاة بالقبول ، بل ربما ترجّح على رواية العدول(1) ، منها : في باب التيمّم في طلب الفاقد غلوة سهم أو سهمين(2) ، إلى غير ذلك.

وممّا ذكر لا يبعد كونه من الثقات. وظهر الاعتماد على النوفلي أيضا ، فإنّه الراوي عنه جلا إن لم نقل كلأ ، حتّى رواية الماء ، فظهر عدم قدح من الشيخ وجميع(3) الإماميّة ـ المجمعة على العمل بما يرويه ـ والمحقّق والقادحين(4) في السكوني بالعاميّة بالنسبة إليه ، فتأمّل(5) .

أقول : من المشهورات الّتي لا أصل لها تضعيف السكوني ، هذا مع أنّ كتب الرجال بأسرها خالية منه ، ولا أدري من أين أخذ ذلك العلاّمة طاب ثراه!

وقد رأيت ما فيجش وجخ وست ، وكذا ب فإنّه ذكره وقال : له كتاب كبير وله النوادر(6) ، من دون إشارة إلى قدح وضعف ، فهو عندهم إمامي ، لما صرّحوا به في أوّل هذه الكتب ، ولما ذكرناه(7) في الفوائد.

وقول(8) ابن إدريس : إنّه عامي بلا خلاف ، خفيّ المأخذ ، فإنّ عدم وجود عاميّته في كتب الرجال مشاهد بالوجدان ، وكلام الصدوق لا دلالة فيه‌

__________________

(1) في نسخة « م » : العدل.

(2) راجع تذكرة الفقهاء : 2 / 150 وغيرها.

(3) في التعليقة : ولا جميع.

(4) في التعليقة : ولا القادحين.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 55 ـ 57.

(6) معالم العلماء : 9 / 38.

(7) في نسخة « ش » : وذكره.

(8) في نسخة « ش » : في قول.

٤٤

بوجه ، بل ما في العدّة أيضا غير صريح ، ومع التسليم موهون.

فإنّ نوح بن دراج صريحكش (1) وجش(2) وطس(3) وصه(4) تشيّعه كما يأتي.

وغياث ، ظاهرجش (5) وست(6) وب(7) ذلك ، ولم يظهر من غيرهم خلافه.

وبعد تسليم صراحة ما في العدّة ، وعدم الوهن فيه وفي كلام ابن إدريس ، فقد رأيت دعوى إجماع الطائفة على العمل بروايته ، فالتضعيف من أين!

وفي الرواشح السماويّة بعد كلام طويل في تزكيته :

وبالجملة : لم يبلغني من أئمّة التوثيق والتوهين في الرجال رمي السكوني بالضعف ، وقد نقلوا إجماع الإماميّة على تصديق نقله والعمل بروايته. فإذن فرواياته(8) ليست ضعافا ، بل هي من الموثّقات المعمول بها ، والطعن فيها بالضعف من ضعف التمييز(9) وقصور التتبّع(10) ، انتهى فتدبّر.

وفيمشكا : ابن أبي زياد السكوني العامي ، عنه النوفلي ، وعبد الله بن‌

__________________

(1) رجال الكشي : 251 / 468.

(2) رجال النجاشي : 126 / 328.

(3) التحرير الطاووسي : 578 / 433.

(4) الخلاصة : 34 / 1.

(5) رجال النجاشي : 305 / 834.

(6) الفهرست : 123 / 560.

(7) معالم العلماء : 90 / 625.

(8) في المصدر : مرويّاته.

(9) في المصدر : التمهّر.

(10) الرواشح السماوية : 58.

٤٥

المغيرة كما في الفقيه(1) (2) .

328 ـ إسماعيل بن أبي زياد السلمي :

الكوفي ،ق (3) .

وزادجش وصه فيه(4) : ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (5) (6) .

وفيضح : السلمي ، بضمّ السين(7) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي زياد السلمي ، لم نظفر له بأصل ولا كتاب(8) .

329 ـ إسماعيل بن أبي سارة :

في الكافي في الصحيح عن ابن أبي عمير عنه(9) .

ويحتمل أن يكون أخا الحسن بن أبي سارة ، فيشير إلى نباهته أيضا ،تعق (10) .

330 ـ إسماعيل بن أبي سمّال :

تقدّم عنجش مع أخيه إبراهيم : إبراهيم بن أبي بكر ثقة ، وهو وأخوه إسماعيل رويا. إلى آخره(11) .

__________________

(1) الفقيه 4 : 135 / 469.

(2) هداية المحدثين : 180.

(3) رجال الشيخ : 147 / 87.

(4) فيه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) رجال النجاشي : 27 / 51.

(6) الخلاصة : 9 / 12.

(7) إيضاح الاشتباه : 90 / 28.

(8) هداية المحدثين : 180.

(9) الكافي 3 : 448 / 24.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 57.

(11) رجال النجاشي : 21 / 30.

٤٦

وفيصه : ابن سماك ، بالمهملة والكاف بعد الألف ، وقيل : بلام بعد الألف ، وقيل : ابن أبي سماك ، وهو أخو إبراهيم ، كان واقفيّا ، قالجش : إنّه ثقة واقفي. فلا أعتمد على روايته(1) ، انتهى.

ولا يخفى أنّه لا يفهم من العبارة المذكورة توثيقه أيضا.

وفيتعق : في الوجيزة ـ أيضا ـ : ثقة غير إمامي(2) .

وليس عنديجش حتّى أنظر(3) .

أقول : الذي في نسختين عندي منجش ونقله في الحاوي بل والميرزا نفسه في إبراهيم : ثقة هو وأخوه. إلى آخره(4) (5) ، بلا عاطف قبل الضمير ، وعليه فلا يبعد استفادة التوثيق كما فهماه.

وفي الحاوي ذكره في الموثّقين(6) ، ثمّ في الضعاف(7) ، فتدبّر.

331 ـ إسماعيل بن أبي فديك :

في الفقيه : عن المفضّل بن عمر ، عنه(8) .

وفيقب : إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك ، والد محمّد ، صدوق من السادسة(9) .

وفيتعق : عدّة خالي ممدوحا(10) ، وكأنّه لأنّ للصدوق طريقا إليه.

__________________

(1) الخلاصة : 199 / 1.

(2) الوجيزة : 160 / 189.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 57.

(4) حاوي الأقوال : 196 / 1038.

(5) منهج المقال : 20.

(6) حاوي الأقوال : 196 / 1038.

(7) حاوي الأقوال : 216 / 1123.

(8) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 132.

(9) تقريب التهذيب 1 : 74 / 557.

(10) الوجيزة : 374 / 59.

٤٧

مع(1) أنّ قولقب : صدوق ، مدح نافع كما مرّ في الفوائد.

وفي بعض نسخ الفقيه : أبي بريك ، وبعضها : أبي فريك.

ولا يبعد كونه ابن دينار الثقة الآتي ، لما نقل عن بعض العامّة أنّ اسم أبي فديك : دينار(2) .

قلت : وكونه ابن دينار لا ينافيه ما مرّ عنقب من كونه ابن مسلم ، لظهور كون أبي فديك جدّه ، فيكون دينار أيضا جدّه.

وقولقب وغيره : صدوق ، نافع بعد معرفة كونه من الإماميّة لا مطلقا ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن أبي فديك ، عنه المفضّل بن عمر(3) .

332 ـ إسماعيل الأزرق :

هو ابن سليمان.

333 ـ إسماعيل بن إسحاق :

يحتمل كونه ابن عليّ بن إسحاق النوبختي الآتي ،تعق (4) .

334 ـ إسماعيل الأعمش :

هو ابن عبد الله.

335 ـ إسماعيل بن بشار :

على نقل ، يأتي بعنوان : ابن يسار.

336 ـ إسماعيل بن بكر :

__________________

(1) في نسخة « ش » : كما.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 57.

(3) هداية المحدثين : 19.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 57.

٤٨

كوفي ، ثقة ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب ، إبراهيم بن سليمان ، عنه به(2) .

وفيست : ابن بكير(3) ـ ويأتي مع ابن دينار ـ وكذا في د(4) وب(5) ، ولعلّه الأصح.

أقول : فيمشكا : ابن بكر الثقة ، عنه إبراهيم بن سليمان(6) .

337 ـ إسماعيل بن جابر الخثعمي :

الكوفي ،ق (7) .

وزادقر : ثقة ممدوح ؛ له أصول ، رواها عنه صفوان بن يحيى(8) .

وفيظم : روى عنهما أيضا(9) .

وفيصه : ابن جابر الجعفي الكوفي ، ثقة(10) ممدوح ؛ وما ورد فيه من الذم فقد بيّنّا ضعفه في كتابنا الكبير ، وكان من أصحاب الباقرعليه‌السلام ، وحديثه اعتمد عليه(11) .

وفيجش بعد الجعفي : روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌

__________________

(1) الخلاصة : 10 / 15.

(2) رجال النجاشي : 29 / 57.

(3) الفهرست : 14 / 43 ، وفيه : بكر ؛ وفي طبعه جامعة مشهد من الفهرست : 56 / 104 : بكير.

(4) رجال ابن داود : 50 / 178.

(5) معالم العلماء : 10 / 45.

(6) هداية المحدثين : 19.

(7) رجال الشيخ : 147 / 93 ، ولم يرد فيه : الكوفي.

(8) رجال الشيخ : 105 / 18.

(9) رجال الشيخ : 343 / 13.

(10) في نسخة « م » : ثقة الكوفي.

(11) الخلاصة : 8 / 2.

٤٩

السلام ، وهو الذي روى حديث الأذان ، له كتاب(1) .

وفيست : ابن جابر ، له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن صفوان ، عنه.

ورواه حميد بن زياد ، عن القاسم بن إسماعيل القرشي ، عنه(2) .

وفيكش : محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن ابن ارومة ، عن عثمان بن عيسى ، عنه(3) أنّه أصابته لقوة ، فأمره الصادقعليه‌السلام ، فأتى قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلّمه كلمات ، فدعى بها فبرئ(4) .

محمّد بن مسعود ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الصباح قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : هلك المترئّسون في أديانهم ، منهم : زرارة وبريد ومحمّد بن مسلم وإسماعيل الجعفي(5) ، انتهى.

واقترانه بهؤلاء الأعاظم دليل آخر على علوّ قدره.

هذا ، والجعفي أصح ، وأبوه جابر مشهور به معروف.

وفيظم : إسماعيل بن جابر ، روى عنهما أيضا(6) .

وفيتعق : الظاهر عدم التأمّل في اتّحاد الجعفي والخثعمي ، وممّا يشير : رواية صفوان ، وهي أمارة أخرى للوثاقة ، وربما يقال : الخثعمي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 32 / 71.

(2) الفهرست : 15 / 49.

(3) عنه ، لم ترد في نسخة « م ».

(4) رجال الكشي : 199 / 349.

(5) رجال الكشي : 199 / 350.

(6) رجال الشيخ : 343 / 13 ، وزاد بعد عنهما :عليهما‌السلام ، وقد مرّ ذكره في بداية الترجمة.

٥٠

تصحيف الجعفي ، ولا يخلو عن بعد كما سنشير إليه(1) .

قلت : الظاهر التصحيف ، ولا بعد فيه كما صرّح به في الحاوي وقال : وذلك لقب إسماعيل غير هذا(2) ، فتدبّر.

وفي القاموس : جعفي ـ ككرسي ـ : أبو حي باليمن(3) .

وفيه : خثعم : جبل ، وأبو قبيلة من معد(4) . فتأمّل.

هذا ، وذكره في الحاوي في الثقات(5) .

وفي الوجيزة : ابن جابر الجعفي ، ثقة(6) .

وفيمشكا : ابن جابر الجعفي الثقة ، عنه صفوان بن يحيى ، وأبان بن عثمان(7) ، والقاسم بن إسماعيل القرشي ، وعثمان بن عيسى ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وحمّاد بن عثمان ـ كما في الفقيه(8) ـ ومحمّد بن سنان ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وعبد الله بن مسكان ، وأبو عبد الله البرقي ، وإسحاق بن عمّار ، وعمر بن أذينة ، وحريز ، وأبو أيّوب ، وفضالة بن أيّوب.

وهو عن الباقر والصادق والكاظمعليهم‌السلام (9) .

338 ـ إسماعيل بن جعفر بن محمّد :

ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، الهاشمي‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 57.

(2) حاوي الأقوال : 15 / 29.

(3) القاموس المحيط : 3 / 123.

(4) القاموس المحيط : 4 / 103.

(5) حاوي الأقوال : 15 / 29.

(6) الوجيزة : 160 / 192.

(7) وأبان بن عثمان ، لم يرد في المصدر.

(8) الفقيه 4 : 207 / 696. وحماد. إلى هنا ، لم يرد في المصدر.

(9) هداية المحدثين : 19. ومن قوله : وحريز. إلى آخره لم يرد في نسخة « ش ».

٥١

المدني ،ق (1) .

وفيكش في ترجمة بسّام الصيرفي : محمّد بن مسعود ، عن محمّد ابن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن(2) بن سعيد ، عن عليّ بن حديد ، عن عنبسة العابد ، قال : كنت مع جعفر بن محمّدعليه‌السلام بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة حين أتي ببسّام وإسماعيل بن جعفر بن محمّد ، فأدخلا على أبي جعفر ، فأخرج بسّام مقتولا ، وأخرج إسماعيل بن جعفر بن محمّد.

قال : فرفع جعفرعليه‌السلام رأسه إليه وقال : أفعلتها يا فاسق! أبشر بالنار(3) .

وفيتعق : في كمال الدين ، في الصحيح عن الصادقعليه‌السلام : والله ما يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي(4) .

وفيه : عن الحسن بن راشد ، عنهعليه‌السلام مثله ، وبدل الجلالة : عاص عاص(5) .

وفي حديث : أنّهعليه‌السلام نهاه عن إعطاء ماله شارب الخمر ، فلم ينته ، فتلف(6) .

وفيكش في ترجمة إبراهيم بن أبي سمّال : عن الرضاعليه‌السلام : وقد كان(7) مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل وهم يرونه يشرب كذا‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 146 / 81.

(2) في نسخة « ش » : الحسين.

(3) رجال الكشي : 244 / 449.

(4) كمال الدين : 70.

(5) كمال الدين : وفيه : عاص ، من دون تكرار. وفي نسخة « ش » : عاص عامي.

(6) الكافي 5 : 299 / 1.

(7) في المصدر : وكان.

٥٢

وكذا(1) .

لكن في الكافي في باب النصّ على الرضاعليه‌السلام : لو كانت الإمامة بالمحبّة لكان إسماعيل أحبّ إلى أبيك منه(2) .

وفيه أيضا : لا تجفوا إسماعيل(3) .

وفي كمال الدين : أنّه وجد مشغولا بالشرب ، متعلّقا بأستار الكعبة ، فسألوا أباهعليه‌السلام ، فقال : ابني مبتلى بشيطان يتمثّل بصورته(4) .

وورد أنّهعليه‌السلام سجد سجدات عند احتضاره ، وجزع جزعا شديدا عند موته ، وقبّل ذقنه ونحره وجبهته ثلاث مرّات(5) .

وحديث ما بدا الله في شي‌ء كما بدا له في إسماعيل(6) ـ على إشكال فيه ـ يدلّ على جلالته.

وفي ترجمة المفضّل بن عمر ـ أيضا ـ مدحه(7) .

وبالجملة : الظاهر كثرة مدائحه(8) .

أقول : الذي فهمه المحقّق الطوسي من خبر ما بدا الله. إلى آخره : الذم ، لكنّه قال : إنّه من أخبار الآحاد الّتي لا توجب علما ولا عملا(9) ، انتهى.

__________________

(1) رجال الكشي : 473 / 899.

(2) الكافي 1 : 252 / 14. وفيه : منك.

(3) الكافي 1 : 246 / 8.

(4) كمال الدين : 70.

(5) كمال الدين : 71 و 73.

(6) كمال الدين : 69.

(7) منهج المقال : 341.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 58.

(9) بحار الأنوار 4 : 123 / 70.

٥٣

وقيل في معناه أيضا : إنّ ما بدا لله ، أي ما ظهر لله أمر كما ظهر له فيه(1) ، حيث أماته قبلهعليه‌السلام ليعلم بذلك أنّه ليس بإمام(2) .

وقال شيخنا المفيدرحمه‌الله (3) : إنّما أرادعليه‌السلام به ما ظهر من الله فيه من دفاع القتل عنه ، وقد كان مخوفا عليه من ذلك ، مظنونا به ، فلطف له في دفعه عنه ، وقد جاء بذلك الخبر عن الصادقعليه‌السلام ، فروي عنهعليه‌السلام (4) أنّه كان القتل قد كتب على إسماعيل مرّتين فسألت الله تعالى في رفعه عنه فرفعه(5) .

وفي الإرشاد : وكان(6) إسماعيل بن جعفر بن محمّدعليه‌السلام أكبر إخوته ، وكان أبوهعليه‌السلام شديد المحبّة له والبرّ به والإشفاق عليه ، وكان قوم من الشيعة يظنّون أنّه القائم بعد أبيه ، إذ كان أكبر إخوته(7) ولميل أبيه إليه وإكرامه له ، فمات في حياة أبيه بالعريض(8) ، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتّى دفن بالبقيع.

وروي أنّ الصادقعليه‌السلام جزع(9) جزعا شديدا ، وحزن عليه حزنا عظيما ، وتقدّم سريره بغير حذاء ولا رداء ، وأمر بوضع سريره على الأرض‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : منه.

(2) راجع كمال الدين : 69.

(3) في نسخة « ش » : طاب ثراه.

(4)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) الفصول المختارة : 2 / 309.

(6) في نسخة « ش » : كان.

(7) في المصدر زيادة : سنّا.

(8) العريض : واد بالمدينة ، معجم البلدان : 4 / 114.

(9) في المصدر زيادة : عليه.

٥٤

قبل دفنه مرارا كثيرة ، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه ، يريد(1) بذلك تحقيق(2) أمر موته(3) عند الظانّين خلافه(4) من بعده ، وإزالة الشبهة عنهم في حياته. إلى آخر كلامه(5) .

وذكر مثله في كشف الغمّة(6) .

وفيكش في ترجمة عبد الله بن شريك ـ أيضا ـ مدحه(7) ، ويأتي إن شاء الله.

وأمّا ما نقله الميرزا فمع ضعفه لا دلالة فيه على كونه المراد.

والصحيح المروي عن(8) كمال الدين صحيح ، فإنّ غير الإمام لا يشبه الإمام ، والمراد أنّه ليس أهلا للإمامة.

339 ـ إسماعيل بن الحسن العلوي الحسني :

غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : إسماعيل بن الحسن بن محمّد الحسني ، النقيب بنيسابور ، فاضل ، ثقة ، له كتاب أنساب الطالبيّة ، وكتاب شجون الأحاديث وزهرة الحكايات ، أخبرنا بها الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي ، عن والده ، عن جدّه ، عنه(9) .

__________________

(1) في المصدر زيادة :عليه‌السلام .

(2) في نسخة « م » : تحقق.

(3) في المصدر : وفاته.

(4) في المصدر : خلافته له.

(5) الإرشاد : 2 / 209.

(6) كشف الغمة : 2 / 180.

(7) رجال الكشي : 217 / 391.

(8) في نسخة « ش » : في.

(9) فهرست منتجب الدين : 10 / 5.

٥٥

340 ـ إسماعيل بن حقيبة :

هو ابن عبد الرحمن أو عبد الله ، ويأتي.

341 ـ إسماعيل بن الحكم الرافعي :

من ولد أبي رافع مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، له كتاب ،جش (1) .

وفيست : له كتاب ، رواه إسماعيل بن محمّد عنه(2) .

وفي بعض النسخ : رضي الله عنهما.

قلت : منها نسختي ، ويحتمل رجوعه إلى ابن محمّد وأبيه ، وإلى ابن الحكم وأبيه ، وإلى ابن الحكم وابن محمّد ، وعلى التقديرين الأخيرين يكون ممدوحا. مضافا إلى كونه عندهما إماميّا.

وكذا :ب ، فإنّه ذكره وقال : له كتاب(3) .

وفيمشكا : ابن الحكم الرافعي ، عنه محمّد بن إسماعيل(4) .

342 ـ إسماعيل الخثعمي :

عنه ابن أبي عمير(5) ، وفيه إشعار بوثاقته.

والظاهر أنّه ابن جابر ، وكان يقال له : الخثعمي أيضا ، كما مرّ.

قلت : لعلّه خلاف الظاهر كما مرّ.

343 ـ إسماعيل بن الخطّاب :

السلمي ،ق (6) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 28 / 53.

(2) الفهرست : 15 / 50.

(3) معالم العلماء : 10 / 49.

(4) هداية المحدثين : 19.

(5) الكافي 4 : 545 / 26.

(6) رجال الشيخ : 148 / 107.

٥٦

وفيصه : ابن الخطّاب ، قالكش : حدّثني محمّد بن قولويه ، عن سعد ، عن أيّوب بن نوح ، عن جعفر بن محمّد بن إسماعيل ، عن معمّر بن خلاّد ، قال : رفعت(1) ما خرج من غلّة إسماعيل بن الخطّاب بما أوصى به إلى صفوان ، فقال : رحم الله إسماعيل بن الخطّاب ورحم صفوان ، فإنّهما من حزب آبائيعليهم‌السلام ، ومن كان من حزب آبائي أدخله الله الجنّة.

ولم يثبت عندي صحّة هذا الخبر ولا بطلانه ، فالأقوى التوقف(2) في روايته(3) ، انتهى.

والظاهر أنّ جعفر الذي في الطريق هو ابن محمّد بن إسماعيل بن الخطّاب ، وهو مجهول ، والظاهر أنّ عدم الصحّة لذلك ، كما نبّه عليهشه (4) .

وفيكش : ما روي في صفوان بن يحيى وإسماعيل بن الخطّاب : حدّثني. إلى آخره(5) .

وفي د : لم ،كش ، ثقة(6) . فليتأمّل فيه.

وفيتعق : عدّ من الممدوحين لما ذكركش ، وهو كذلك ، بل المظنون جلالته وإن لم يصحّ الخبر ، كما مرّ في الفوائد ، ولعلّ نسبة د التوثيق إليه لفهمه ذلك من الرواية ، فتدبّر(7) .

__________________

(1) في المصدر : رفعت الى الرضاعليه‌السلام ، وفي نسخة « م » : دفعت.

(2) في المصدر : الوقف.

(3) الخلاصة : 10 / 21.

(4) لم نجده في تعليقة الشهيد الثاني الموجودة عندنا.

(5) رجال الكشي : 502 / 962.

(6) رجال ابن داود : 50 / 181.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 58.

٥٧

قلت : هذا هو الظاهر كما في كثير من المواضع ، فإنّه ربما يعقل(1) من كلامكش أوجش أو غيرهما التوثيق أو المدح فيسنده إليهم. وكذا ليس مراده من قوله : لم ، أنّه مذكور في لم منجخ ، بل المراد أنّه ممّن لم يرو عنهمعليهم‌السلام ، ذكر بهذا الوصف أم لا.

وفي الرواشح : أنّجش قد علم من ديدنه الذي عليه في كتابه ، وعهد من سيرته الّتي التزمها فيه ، أنّه إذا كان لمن يذكره من الرجال رواية عن أحدهمعليهم‌السلام فإنّه يورد ذلك في ترجمته أو ترجمة غيره ، إمّا من طريق الحكم به ، أو على سبيل النقل عن قائل ، فمهما أهمل القول فيه فذلك آية أنّ الرجل عنده من(2) طبقة من لم يرو عنهمعليهم‌السلام .

وكذلك كلّ من فيه مطعن وغميزة ، فإنّه يلتزم إيراد ذلك(3) إمّا في ترجمته أو ترجمة غيره ، فمهما لم يورد ذلك مطلقا ، واقتصر على مجرّد ترجمة الرجل ، وذكره من دون إرداف ذلك بمدح أو ذم أصلا ، كان ذلك آية أنّ الرجل سالم عنده عن(4) كلّ مغمز ومطعن.

فالشيخ نقيّ الدين بن داود حيث أنّه يعلم هذا الاصطلاح ، فكلّما رأى ترجمة رجل في كتابجش خالية عن نسبته إليهمعليهم‌السلام بالرواية عن أحد منهمعليهم‌السلام أورده في كتابه وقال :لم جش ، وكلّما رأى ذكر رجل في كتابجش مجرّدا عن إيراد غمز فيه أورده في قسم الممدوحين في كتابه ، مقتصرا على ذلك وقال(5) :جش ممدوح.

__________________

(1) هكذا تقرأ في النسخ الخطّية ، وفي الحجريّة : يغفل.

(2) في نسخة « ش » : في.

(3) في المصدر زيادة : البتّة.

(4) في نسخة « ش » : من.

(5) في المصدر : على ذكره أو قائلا. وفي نسخة « ش » : على ذكره ، وقال.

٥٨

والقاصرون عن تعرّف الأساليب والاصطلاحات كلّما رأوا ذلك في كتابه اعترضوا عليه : أنّجش لم يقل : لم ، أو لم يأت بمدح أو ذم ، بل ذكر الرجل وسكت عن الزائد عن أصل ذكره. إلى آخر كلامهرحمه‌الله (1) ، فتدبّر.

هذا ، وفي الوجيزة أنّه ممدوح(2) .

وفيطس : روى الترحّم عليه. وقال : أنا أذكر(3) صورة الوارد :

قال صاحب الكتاب : حدّثني. إلى آخر ما مرّ(4) .

ولم يطعن فيه ، فتأمّل.

344 ـ إسماعيل بن دينار :

كوفي ، ثقة ،صه (5) .

وزادجش : له كتاب ، إبراهيم بن سليمان ، عنه ، به(6) .

وفيست : إسماعيل بن دينار ـ له كتاب ـ وإسماعيل بن بكير(7) ، لهما أصلان.

أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد ، عن إبراهيم ابن سليمان بن حيّان(8) ، عنهما(9) .

__________________

(1) الرواشح السماوية : 67 ، الراشحة السابعة عشر.

(2) الوجيزة : 160 / 193.

(3) في المصدر : ذاكر.

(4) التحرير الطاووسي : 34 / 18.

(5) الخلاصة : 10 / 16.

(6) رجال النجاشي : 29 / 59.

(7) في المصدر : بكر.

(8) في المصدر : حنان.

(9) الفهرست : 14 / 42 و 43.

٥٩

345 ـ إسماعيل بن رباح :

الكوفي ،ق (1) .

وفيتعق : بالباء الموحّدة ، وقد يوجد بالمثنّاة.

عنه ابن أبي عمير في الصحيح(2) ، وفيه إشعار بوثاقته.

وعمل بخبره الأصحاب في باب دخول الوقت في أثناء الصلاة ، ويحكمون بصحّة الصلاة بمجرّد خبره(3) (4) .

أقول (5) : في القاموس : إسماعيل بن رباح محدّث(6) ، وذلك في مادّة : روح.

346 ـ إسماعيل بن زيد الطحّان :

كوفي ، ثقة ، روى عن محمّد بن مروان ومعاوية بن عمّار ويعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (7) .

وزادجش : عنه عبيس بن هشام(8) .

أقول : فيمشكا : ابن زيد الطحّان ، عنه عبيس بن هشام.

وهو عن محمّد بن مروان ، ومعاوية بن عمّار ، ويعقوب بن شعيب(9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 154 / 245 ، وفيه : ابن رياح كوفي.

(2) الكافي 3 : 286 / 11 ، التهذيب 2 : 141 / 550.

(3) راجع النهاية للشيخ : 1 / 283 ، المبسوط : 1 / 74 ، تذكرة الفقهاء : 2 / 381 ، مدارك الأحكام : 3 / 100.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 58.

(5) في نسخة « ش » : قلت.

(6) القاموس المحيط : 1 / 225.

(7) الخلاصة : 9 / 14.

(8) رجال النجاشي : 28 / 54.

(9) هداية المحدثين : 19.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

إنِّه استتيب في خلق القرآن فتاب. والسّاجي ممَّن كان ينافس أصحاب أبي حنيفة.

وقال إبن الجارود في كتابه في الضعفاء والمتروكين: ألنعمان بن ثابت أبو حنيفة جلُّ حديثه وهمٌ قد اختلف في إسلامه.

وروي عن مالك رحمه الله انّه قال في أبي حنيفة نحو ما ذكر سفيان: إنَّه شرّ مولود وُلد في الإسلام، وانَّه لو خرج على هذه الاُمَّة بالسّيف كان أهون.

وذكر السَّاجي قال: نا أبو السائب قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: وجدت أبا حنيفة خالف مائتي حديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وذكره الخطيب في تاريخه ١٣ ص ٣٩٠.

وذكر السّاجي قال: ني محمّد بن روح المدايني قال: ني معلّى بن أسد قال: قلت لابن المبارك: كان الناس يقولون إنَّك تذهب إلى قول أبي حنيفة؟ قال: ليس كلّ ما يقول النّاس يصيبون فيه، كنّا نأتيه زماناً ونحن لا نعرفه فلمّا عرفناه تركناه. قال: وني محمَّد بن أبي عبد الرَّحمن المقري قال: سمعت أبي يقول دعاني أبو حنيفة إلى الأرجاء غير مرَّة فلم اُجبه.

وفي ص ١٥٢. قال أبو عمر: سمع الطحاوي أبو جعفر رجلاً ينشده:

إن كنتَ كاذبةً بما حدَّثتني

فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر(١)

ألواثبين على القياس تعدِّياً

والناكبين عن الطريقة والأثر

وقال أبو جعفر: وددت انَّ لي حسناتهما واُجورهما وعليَّ إثمهما.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: أصحاب أبي حنيفة لا ينبغي أن يُروى عنهم شيءٌ وسُئل عبد الله بن أحمد عن أبي حنيفة يُروى عنه؟ قال: لا(٢) .

وعن منصور بن أبي مزاحم قال سمعت مالك بن أنس وذكر أبو حنيفة قال: كاد الدين ومن كاد الدين فليس من إهله « حل ٦ ص ٣٢٥ » وذكره الخطيب في تاريخه ١٣ ص ٤٠٠.

وعن الوليد بن مسلم قال قال لي مالك بن أنس: يُذكر أبو حنيفة ببلدكم؟ قلت: نعم. قال: ما ينبغي لبلدكم أنُ يسكن. حل ٦ ص ٣٢٥.

____________________

١ - زفر بن الهذيل العنبرى ثم التميمى أحد أكابر أصحاب أبي حنيفة وأفقههم وأحسنهم قياساً ولي قضاء البصرة وقد خلف أبا حنيفة في حلقته اذ مات توفي سنة ١٥٨.

٢ - طب ١٤ ص ٢٥٩، ٢٦٠.

٢٨١

كان إبن أبي ليلي يتمثَّل بأبيات منها(١) :

إلى شنآن المرجئين ورأيهم

عمر بن ذرٍّ وإبن قيس الماصرِ

وعتيبة الدبّاب لا يُرضى به

وأبي حنيفة شيخ سوء كافرٍ

وعن يوسف بن اسباط: ردَّ أبو حنيفة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعمائة حديث أو أكثر.

وعن مالك انَّه قال: ما وُلد في الإسلام مولودٌ أضرّ على أهل الإسلام من أبي حنيفة.

وعنه: كانت فتنة أبي حنيفة أضرُّ على هذه الاُمَّة من فتنة إبليس في الوجهين جميعاً: في الأرجاء. وما وضع من نقض السُنن.

وعن عبد الرَّحمن بن مهدي: ما أعلم في الإسلام فتنةً بعد فتنة الدجّال أعظم من رأي أبي حنيفة.

وعن شريك: لإن يكون في كلِّ حيٍّ من الأحياء خمّارٌ خيرٌ من أن يكون فيه رجلٌ من أصحاب أبي حنيفة.

وعن الأوزاعي: عمد أبو حنيفة إلى عُرى الإسلام فنقضها عروةً عروةً، ما وُلد مولودٌ في الإسلام أضرّ على الإسلام منه.

وعن سفيان الثوري إنّه قال: إذ جاءه نعي أبي حنيفة: الحمد لِله الذي أراح المسلمين منه، لقد كان ينقض عُرى الإسلام عروةً عروةً، ما وُلد في الاسلام مولودٌ أشأم على أهل الاسلام منه.

وعنه وذكر عنده أبو حنيفة: يتعسَّف الاُمور بغير علم ولا سنَّة.

وعن عبد الله بن إدريس: أبو حنيفة ضالُّ مضلُّ.

وعن إبن أبي شيبة - وذكر أبا حنيفة -: أراه كان يهوديّاً.

وعن أحمد بن حنبل إنَّه قال: كان أبو حنيفة يكذب. وقال: أصحاب أبي حنيفة ينبغي أن لا يروى عنهم شئٌ. طب ٧ ص ١٧.

وعن أبي حفص عمرو بن علي: أبو حنيفة صاحب الرأي ليس بالحافظ مضطرب الحديث، واهي الحديث، وصاحب هوًى.

وترى آخرين افتعلوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رواية: عالم قريش يملأ طباق الأرض

____________________

١ - أخذنا ما يأتى من تاريخ الخطيب البغدادى ج ١٣ ص ٣٨٠.

٢٨٢

علماً(١) وحملوه على محمَّد بن إدريس إمام الشافعيَّة.

وزعم المزني انَّه رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام فسأله عن الشافعي فقال: من أراد محبَّتي وسنَّتي فعليه بمحمَّد بن إدريس الشافعي المطلبي فإنّه منّي وأنا منه. طب ٢ ص ٦٩.

م - وعن محمَّد بن نصر الترمذي أنَّه قال: كتبت الحديث تسعاً وعشرين سنة و سمعت مسائل مالك وقوله، ولم يكن لي حسن رأي في الشافعيّ، فبينا أنا قاعدٌ في مسجد النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة إذ غفوت غفوة فرأيت النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله أكتب رأي أبي حنيفة؟ قال: لا. قلت: أكتب رأي مالك؟ قال: ما وافق حديثي. قلت له: أكتب رأي الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي وقال: ليس هذا بالرأي هذا ردّ على من خالف سنَّتي. فخرجت على أثر هذه الرؤيا إلى مصر فكتبت كتب الشافعي. طب ١ ص ٣٦٦ ].

وقال أحمد بن نصر: رأيت النبيَّ في منامي فقلت: يا رسول الله بمن تأمرنا أن نقتدي به من اُمَّتك في عصرنا، ونركن إلى قوله، ونعتقد مذهبه؟! فقال: عليكم بمحمَّد بن إدريس الشافعيّ فإنَّه مني، وإنَّ الله قد رضي عنه وعن جميع أصحابه ومن يصحبه و يعتقد مذهبه إلى يوم القيامة. قلت له: وبمن؟! قال: بأحمد بن حنبل فنعم الفقيه الورع الزّاهد. كر ٢ ص ٤٨.

وعن أحمد بن الحسن الترمذي قال: كنت في الرَّوضة فأغفيت فإذا النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أقبل فقمت إليه فقلت: يا رسول الله! قد كثر الإختلاف في الدين فما تقول في رأي أبي حنيفة؟! فقال: اُفّ. ونقض يده، قلت: فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ، وقال: أصاب وأخطأ، قلت: فما تقول في رأي الشافعيِّ؟ قال بأبي إبن عمِّي أحيى سنَّتي. طب ٦ ص ٦٩.

وعنه قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله! أما ترى ما في الناس من اختلاف؟! قال فقال لي: في أيِّ شئ؟! قلت: أبو حنيفة ومالك والشافعي. فقال: أمّا أبو حنيفة فما أدري مَن هو. وأمّا مالك فقد كتب العلم. وأمّا الشافعي

____________________

١ - قال ابن الحوت في أسنى المطالب ص ١٤: خبر لم يصح، فهو ضعيف.

٢٨٣

فمنِّي وإليَّ. طب ٤ ص ٢٣١.

ويأتي حنفيُّ محّاج يتقرَّب إلى إمامه بوضع الحديث على النبيِّ الأعظم من طريق أبي هريرة إنَّه قال: سيكون في اُمَّتي رجلٌ يقال له: أبو حنيفة هو سراج اُمَّتي. و سيكون في اُمَّتي رجلٌ يقال له: محمّد بن إدريس فتنته على اُمّتي أضرّ من فتنة إبليس، وفي لفظ: أضرّ على اُمتي من ابليس(١) .

وكان محمّد بن موسى الحنفي القاضي بدمشق المتوفّى ٥٠٦ يقول: لو كان لي أمرٌ لأخذت الجزية من الشافعيَّة. يه ١٢ ص ١٧٥، لم ٥ ص ٤٠٢.

م - وكان محبّ الدين محمّد بن محمّد الدمراقي الحنفي المتوفّى ٧٨٩ [ ذاك العالم الورع الذي كان يقرأ كل يوم ختمة ] شديد العصبيَّة يقع في الشافعي ويرى ذلك عبادة. هب ٦ ص ٣١٠ ].

وتأتي المالكيَّة بالزعمات فتروي ما وضعه بعضهم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من رواية: يكاد الناس يضربون أكباد الإبل فلا يجدون أعلم من عالم المدينة(٢) . وطبَّقوها على مالك بن أنس فكأنَّ المدينة لم تكن عاصمة الإسلام، ولم يكن هناك عالم يقصد قبل مالك وبعده، وكأنَّ عايلة النبوةَّ التي جعلها النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرينة القرآن في الإستخلاف وقال: إنّي مخلّفٌ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. لم ترث علم النبيِّ الأعظم، وكأنَّ صادق آلِّ محمّد - وكلّهم صادقون - لم يكن هو المنتجع الوحيد في العلم لأئمّة الدنيا في ذلك اليوم، وكأنَّ مالك لم يكن من تلامذته.

فيأتي الرَّجل(٣) بدعوى الإجماع المجرّدة من المسلمين على أنَّ مالك هو المراد من ذلك الحديث المزوَّر. ذاهلاً عن قول محمَّد بن عبد الرَّحمن: إنّ أحمد كان أفضل من مالك بن أنس. طب ٢ ص ٢٩٨.

____________________

١ - أخرجه الخطيب في تاريخه ٥ ص ٣٠٩، وعده من أفحش ما وضعه البورقى محمد بن سعيد الكذاب المتوفى ٣١٨ على الثقات. وعده العجلونى في كشف الخفاء ١ ص ٣٣: من الموضوعات وكذا السيوطى فى لى ١ ص ٢٣٧.

٢ - عده ابن الحوت في أسنى المطالب ص ١٤ من الموضوعات. وقال: سمعته من المالكية ولم أره.

٣ - صاحب الديباج المذهب.

٢٨٤

م - وعن قول أحمد - إمام الحنابلة -: كان ابن أبي ذئب أفضل من مالك بن أنس طب ٢ ص ٢٩٨ ].

وعن قول يحيى بن سعيد: إنّ سفيان فوق مالك من كلّ شئ - في الحديث و الفقه والزهد - طب ٩ ص ١٦٤.

وعن قول عطيّة بن اسباط: إنّ أبا حنيفة أفقه من ملأ الأرض مثل مالك(١) وعن قول الشافعيِّ وابن بكير: إنّ ليث بن سعيد الفهمي شيخ الديار المصريّة أفقه من مالك. صه ص ٢٧٥. بق ١ ص ٢٠٨.

م - وعن قول أبي موسى الأنصاري قال: سألتُ سفيان بن عيينة فحدَّثنا عن إبن جريج مرفوعاً: يوشك أن يضرب الرَّجل أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجد عالماً أعلم من عالم المدينة. قال أبو موسى: فقلت لسفيان: أكان ابن جريج يقول: نرى انَّه مالك بن أنس: فقال: إنَّما العالم من يخشىِ الله، ولا نعلم أحداً كان أخشىِ لله من العمري - يعني عبد الله ابن عبد العزيز العمري - « طب ٦ ص ٣٧٧ »

وعن قول يحيى بن صالح: محمّد بن الحسن - الشيباني - أفقه من مالك « طب ٢ ص ١٧٥ »

وعن قول أحمد بن حنبل: بلغ إبن أبي ذئب: انَّ مالكاً لم يأخذ بحديث البيِّعين بالخيار قال: يُستتاب وإلّا ضُربت عنقه، ومالك لم يردّ الحديث ولكن تأوّله على غير ذلك، فقال: شاميُّ: من أعلم مالك أو إبن أبي ذئب؟! فقال: إبن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك، وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعاً وأقوم بالحقِّ من مالك عن السَّلاطين « طب ٢ ص ٣٠٢ » ] وللمالكيَّة حول إمامهم مناماتٌ زعموا رؤية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وثناءه على مالك يوجد شطرٌ منها في « حلية الأولياء » ٦ ص ٣١٧ وغيرها.

وللحنابلة أشواطٌ بعيدةٌ وخطواتٌ واسعةٌ في الدعاية إلى المذهب وإلى إمامهم فقد افتعلوأ أطيافاً تصمّ منها المسامع، ويقصر عن مغزاها كلّ غلوّ، وقد أسلفنا يسيراً منها في هذا الجزء ص ١٩٨ - ٢٠١، ومنها ما أخرجه إبن الجوزي في مناقب احمد ص ٤٥٥

____________________

١ - مناقب أبي حنيفة للشيخ علي القارى المطبوع مع الجواهر المضية في طبقات الحنفية ص ٤٦١.

٢٨٥

باسناده عن عليِّ بن عبد العزيز الطلحي قال قال لي الرَّبيع بن سليمان: قال لي الشافعي: يا ربيع: خذ كتابي وامض به وسلّمه إلى عبد الله أحمد بن حنبل واتني بالجواب قال الربيع: فدخلت بغداد ومعي الكتاب ولقيت أحمد بن حنبل صلاة الصبح فصلّيت معه الفجر فلّما انفتل من المحراب سلّمت الكتاب وقلت له: هذا كتاب أخيك الشافعيِّ من مصر. فقال أحمد: نظرت فيه؟ قلت: لا وكسر أحمد الخاتم وقرأ الكتاب فتغرغرت عيناه بالدموع فقلت له: أي شيء فيه يا أبا عبد الله؟! فقال: يذكر إنِّه رأى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام فقال له: اكتب الى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه منِّي السّلام وقل: إنَّك ستُمتحن وتُدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم يرفع الله لك علماً الي يوم القيامة. قال الربيع فقلت: ألبشارة. فخلع قميصه الذي يلي جلده فدفعه إليَّ فأخذته وخرجت إلى مصر وأخذت جواب الكتاب وسلّمته إلى الشافعي فقال لي: يا ربيع! أيّ شئ الذي دفع إليك؟! قلت: ألقميص الذي يلي جلده. فقال لي الشافعي: ليس نفجعك به ولكن بلّه و ادفع إلينا الماء حتى أشركك فيه(١) ورواه بطريق آخر وفيه: قال الرّبيع فغسلته فحملت ماءه إليه فتركته في قنينة وكنت أراه في كلِّ يوم يأخذ منه ويمسح على وجهه تبرُّكاً بأحمد ابن حنبل. وذكره إبن كثير في تاريخه ١٠ ص ٣٣١ نقلاً عن البيهقي.

وقال الفقيه أحمد بن محمد أبو بكر اليازودي: دخلت العراق فكتبت كتب أهل العراق وكتبت كتب أهل الحجاز فمن كثرة اختلافهما لم أدر بأيّهما آخذ، إلى أن قال: فمن كثرة إختلافهما تركت الجماعة وخرجت فأصابني غمُّ وبتُّ مغموماً فلّما كان في جوف الليل قمت وتوضّأت وصلّيت ركعتين وقلت: أللّهم اهدني إلى ما تحبّ و ترضى ثمّ آويت إلى فراشي فرأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما يرى النائم دخل من باب بني شيبة فأسند ظهره إلى الكعبة ورأيت الشافعيَّ واحمد بن حنبل على يمين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتبسّم إليهما، ورأيت بشر المريسي على يسار النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكلح الوجه فقلت: يا رسول الله! من كثرة اختلاف هذين الرَّجلين لم أدر بأيِّهما آخذ فأومأ إلى الشافعيِّ وأحمد بن حنبل وقال: أُولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوَّة. ثمَّ أومأ إلى بشر المريسي و قال: فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين. قال أبو بكر: والله

____________________

١ - في لفظ ابن كثير: ولكن بله بالماء وأعطنيه حتى أتبرك به.

٢٨٦

لقد رأيت هذه الرؤيا وتصدَّقت من الغد بألف دينار وعلمت أنَّ الحقَّ مع الشيخين إلخ. رواه ابن عساكر في تاريخه ١ ص ٤٥٤ نقلاً عن الحافظين البيهقي والجوزقي.

وبلغ غلوُّ الحنابلة في إمامهم إلى حدّ قال المديني: إنَّ الله أعزَّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصدِّيق يوم الردَّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة(١) وقال: ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما قام به أحمد بن حنبل قال: الميموني قلت له: يا أبا الحسن! ولا أبو بكر الصدِّيق؟ قال: ولا أبو بكر الصدِّيق إنَّ أبا بكر الصدّيق كان له أعوانٌ واصحابٌ وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوانٌ وأصحابٌ طب ٤ ص ٤١٨.

م - وهناك مثل أبي علي الحسين بن علي الكرابيسي الشافعي المتوفّى ٢٤٥ / ٨ يتحامل على الإمام أحمد ويتكلّم فيه ويقول لما سمع قوله في القرآن: أيش نعمل بهذا الصبيِّ؟ إن قلنا: مخلوقٌ. قال: بدعةٌ، وإن قلنا: غير مخلوق. قال: بدعةٌ(٢)

ومثل مرجان الخادم المتفقِّه لمذهب الشافعي المتوفّى ٥٦٠ كان يتعصَّب على الحنابلة ويكرههم حتّى أنَّ الحطيم الذي برسم الوزير إبن هبيرة بمكّة يصلّي فيه إبن الطبّاخ الحنبلي(٣) مضى مرجان وأزاله من غير تقدُّم بغضاً للقوم، وكان يقول لابن الجوزي الحنبلي: مقصودي قلع مذهبكم وقطع ذكركم. ولما توفِّي مرجان فرح إبن الجوزي فرحاً شديداً « ظم ١٠ ص ٢١٣، يه ١٢ ص ٢٥٠ »

وقال إبن الجوزي في « المنتظم » ١٠ ص ٢٢٤: كان أبو سعد السمعاني المتوفّى ٥٦٣ يتعصَّب على مذهب أحمد ويبالغ فذكر من أصحابنا جماعة وطعن فيهم بما لا يوجب الطعن.

ولإبن الجوزي في « المنتظم » ج ٨ ص ٢٦٧ كلمةٌ ضافيةٌ حول تعصّب أبي بكر الخطيب البغدادي صاحب التاريخ على مذهب أحمد وأصحابه إلى أن قذفه بعدم الحياء وقلّة الدين.

____________________

١ - هل خفى على ابن المدينى ما أخرجه الحفاظ من الصحيح المكذوب على رسول الله: انه صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله‌وسلم قال: اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب خاصة. والصحيح المختلق عليه صلى‌ الله‌ عليه ‌و آله‌: أللهم أيد الدين بعمر. فجعل الله دعوة رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ لعمر فبنى عليه ملك الاسلام وهدم به الأوثان « مستدرك الحاكم ٣ ص ٨٣ »

٢ - طب ٨ ص ٦٤.

٣ - أبو محمد المبارك بن على بن الحسين البغدادى نزيل مكة ومجاورها المتوفى ٥٧٥.

٢٨٧

وكان محمّد بن محمّد أبو المظفّر الدوي المتوفَّى ٥٦٧ يتكلَّم في الحنابلة وتعصَّب عليهم وبالغ في ذمِّهم وقال: لو كان لي أمرٌ لوضعت عليهم الجزية. فدسّوا الحنابلة عليه سمّاً فمات منه هو وزوجته وولدٌ له صغيرٌ « ظم ١٠ ص ٢٣٩ » ].

نعم: هناك من لمُ تزحزحه النزعات والأهواء عن الهتاف بالصّدق نظراء الفيروز آبادي صاحب « القاموس » والعجلوني، فقال الأوَّل في خاتمة كتابه « سفر السّعادة » والثاني في « كشف الخفاء » ٢ ص ٤٢٠: باب فضائل أبي حنيفة والشافعيّ وذمِّهم ليس فيه شئٌ صحيحٌ، وكلُّ ما ذكر من ذلك فهو موضوعٌ ومفترى. وقال إبن درويش الحوت في « أسنى المطالب » ص ١٤: لم يرد في أحد من الأئمَّة بعينه نصُّ لا صحيحٌ ولا ضعيفٌ.

قائمة الموضوعات والمقلوبات

في وسع الباحث أن يتَّخذ ممّا ذُكر في سلسلة الكذّابين من عدِّ ما وضعوه أو قلّبوه قائمة تقرِّب له الوقوف على حساب الموضوعات والمقلوبات من الأحاديث المبثوثة في طيّات كتب القوم ومسانيدهم، وإن لم يمكنه عرفان جلّها فضلاً عن كلّها إذ لم يكن هناك ديوانٌ لتسجيل الوضّاعين، وضبط ما افتعلوه، وحصر ما لفَّقوه من موضوع أو مقلوب والذي يوجد في ترجمة شرذمةٍ قليلةٍ من اُولئك الجمِّ الغفير إنَّما هو من لقطات التاريخ حفظته يد الصدفة لا عن قصدٍ وإليك جملةٌ من تلك الثَّويلة:

الأعلام

عدد الأحاديث

أبو سعيد أبان بن جعفر وضع أكثر من

٣٠٠

أبو علي أحمد الجويباري وضع هو وابنا عكاشة وتميم أكثر من

١٠٠٠٠

أحمد بن محمّد القيسي لعلّه وضع على الأئمّة أكثر من

٣٠٠٠

أحمد بن محمّد الباهلي أحاديثه الموضوعة

٤٠٠

أحمد بن محمّد المروزي قلّب على الثقات أكثر من

١٠٠٠٠

أحمد أبو سهل الحنفي أحاديثه المكذوبة

٥٠٠

بشر بن الحسين الأصبهاني له نسخةٌ موضوعةٌ فيها

١٥٠

_١٨_

٢٨٨

بشر بن عون له نسخةٌ موضوعةٌ نحو

١٠٠

جعفر بن الزبير وضع على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٤٠٠

ألحارث بن اُسامة أخرج أحاديث موضوعة تعدُّ

٣٠

ألحسن العدوي حدَّث بموضوعات تربو على

١٠٠٠

ألحكم بن عبد الله أبو سلمة وضع نحو

٥٠

دينار الحبشي روى عن أنس من الموضوعات قريباً من

١٠٠(١)

زيد بن الحسن وضع

٤٠

زيد بن رفاعة أبو الخير له من الموضوعات

٤٠

سليمان بن عيسى وضع بضعاً و

٢٠

شيخ بن أبي خالد البصري وضع

٤٠٠

صالح بن أحمد القيراطي لعلّه قلّب أكثر من

١٠٠٠٠

عبد الرَّحمن بن داود له من الموضوعات

٤٠

عبد الرَّحيم بن الفريابي وضع أكثر من

٥٠٠

عبد العزيز موضوعاته ومقلوباته

١٠٠

عبد الكريم بن أبي العوجاء وضع

٤٠٠٠

عبد الله القزويني وضع على الشافعي نحو

٢٠٠

عبد الله القدامي قلّب على مالك أكثر من

١٥٠(٢)

عبد الله الرّوحي روى من الموضوعات أكثر من

١٠٠

عبد المنعم أخرج من الحديث الكذب نحواً من

٢٠٠

عثمان بن مقسم له عند شيبان ممّا لا يسمع

٢٥٠٠٠

عمر بن شاكر له نسخةٌ غير محفوظة نحو

٢٠

محمّد بن عبد الرَّحمن البيلماني حدَّث كذباً

٢٠٠

محمّد بن يونس الكديمي وضع أكثر من

١٠٠٠

____________________

١ - مر صفحة ٢٣٠ قول ابن عدي فيه: يقدر أن يروى عنه عشرون الف كلها كذب

٢ - لم ج ٣: ٣٣٦.

٢٨٩

محمّد بن عمر الواقدي روى ممّا لا أصل له

٣٠٠٠٠

معلى(١) بن عبد الرحمن الواسطي وضع

٩٠

ميسرة بن عبد ربّه البصري وضع

٤٠

نوح بن أبي مريم وضع في فضل السّور

١١٤

هشام بن عمّار حدَّث كذباً

٤٠٠

فمجموع موضوعات هؤلاء المذكورين ومقلوباتهم:

(٩٨٦٨٤)

أضف إليها ما تركوا من حديث عباد البصري من

٦٠٠٠٠

وما رُمي من حديث عمر بن هارون من

٧٠٠٠٠

وما رُمي من حديث عبد الله الرازي من

١٠٠٠٠

وما تُرك من حديث إبن زبالة من

١٠٠٠٠٠

وما رُمي من أحاديث محمّد بن حميد من

٥٠٠٠٠

وما أسقطوه ممّا كتبوه من حديث نصر من

٢٠٠٠٠(٢)

( ٤٠٨٦٨٤ )

فمجموع ما لا يصحُّ من أحاديث هذا الجمع القليل فحسب يقدر بأربعمائة وثمانية آلاف وستمائة وأربعة وثمانين حديثاً.

م - ولا يعزب عن الباحث أنّ هذا العدد إنّما هو نزرٌ يسيرٌ نظراً إلى ما اختلقته أيدي الإفتعال الأثيمة المتكثِّرة، وكان لجلّ الكذّابين الوضّاعين لولا كلّهم تآليف تحوي شتات ما لفّقوه ممّا لا يُحدُّ ولا يُقدَّر، والتاريخ لم يحفظ لنا شيئاً منها غير الإيعاز إليها في تراجم جمع من مؤلِّفيها كما مرَّ من أقوالهم:

أحمد بن إبراهيم المزني، له نسخةٌ موضوعةٌ.

أحمد بن محمّد الحِمَّاني، صنّف في مناقب أبي حنيفة كلّها موضوعةٌ.

إسحاق بن محمشاذ، له مصنَّف في فضائل إبن كرام كلّها موضوعةٌ.

أيّوب بن مدرك الحنفي، له نسخةٌ موضوعةٌ.

____________________

١ - في بعض المصادر: يعلى.

٢ - مر تفصيل ما في هذه القائمة في ترجمة رجالها في سلسلة الكذابين.

٢٩٠

بريه بن محمّد البيِّع، له كتابٌ أحاديثه موضوعةٌ.

ألحسن بن علي الأهوازي، صنّف كتاباً أتى بالموضوعات.

ألحسين بن داود البلخي، له نسخةٌ أكثرها موضوع.

داود بن عفّان، له نسخةٌ موضوعةٌ على أنس.

زكريّا بن دريد، له نسخةٌ كلّها موضوعةٌ.

عبد الرَّحمن بن حمّاد، عنده نسخةٌ موضوعةٌ.

عبد العزيز بن أبي زواد، عنده نسخةٌ موضوعةٌ.

عبد الكريم بن عبد الكريم، له كتابٌ موضوعٌ.

عبد الله بن الحارث، له نسخةٌ كلّها موضوعةٌ.

عبد الله بن عُمير القاضي، له نسخةٌ موضوعةٌ على مالك.

عبد المغيث بن زهير الحنبلي، له جزءٌ موضوعٌ في فضائل يزيد.

عبيد بن القاسم، له نسخةٌ موضوعةٌ.

ألعلاء بن زيد البصري، له نسخةٌ موضوعةٌ.

لاحق بن الحسين المقدسي، كتب من حديثه الموضوع زيادة على خمسين جزءاً محمّد بن أحمد المصري، له نسخةٌ موضوعةٌ.

محمّد بن الحسن السَّلمي، ألَّف كتباً تبلغ مائة كتاب.

محمّد بن عبد الواحد الزّاهد، له جزءٌ في فضايل معاوية.

محمّد بن يوسف الرقِّي، وضع نحواً من ستِّين نسخة.

موسى بن عبد الرَّحمن الثقفي، وضع كتاباً في التفسير ].

وعلى القارئ أن يتَّخذ هذا مقياساً ويقدِّر به موضوعات جميع ما ذكرناه من الكذّابين والوضّاعين ومقلوباتهم ومن لم نذكرهم، فلا يستكثر عندئذ قول يحيى بن معين: كتبنا عن الكذّابين وسجرنا به التنّور وأخرجنا به خبزاً نضيجاً(١) .

وقول البخاري صاحب الصحيح: أحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح(٢) .

____________________

١ - تاريخ الخطيب البغدادي ١٤: ١٨٤.

٢ - ارشاد السارى للقسطلانى في شرح صحيح البخارى ج ١: ٣٣.

٢٩١

وقول إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: إنَّه حفظ أربعة آلاف حديثاً مزوَّرة(١) .

م - وقول يحيى بن معين: أيّ صاحب حديث لا يكتب عن كذّاب ألف حديث؟. طب ١ ص ٤٣ ].

م - وقول الخطيب البغدادي: لأهل الكوفة وأهل خراسان من الأحاديث الموضوعة والأسانيد المصنوعة نسخٌ كثيرةٌ، وقلّ ما يوجد بحمد الله في محدِّثي البغداديِّين ما يوجد في غيرهم من الإشتهار بوضع الحديث والكذب في الرّواية. طب ١ ص ٤٤ ].

م - وقول أبو بكر بن أبي سبرة الوضَّاع الكذّاب: عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام. يب ١٢: ٢٧].

وقد عدّ الفيروز آبادي صاحب « القاموس » في خاتمة كتابه « سفر السَّعادة » واحداً وتسعين باباً توجد فيها أحاديث كثيرة في كتبهم فقال: ليس منها شيئٌ صحيحٌ ولم يثبت منها عند جهابذة علماء الحديث.

وذكر العجلوني في خاتمة كتابه « كشف الخفاء » جملة من الموضوعات والوضّاعين والكتب المزوَّرة وعدّ في ص ٤١٩ - ٤٢٤ مائة باب - أكثرها في الفقه - وقال بعد كلِّ باب: لم يصحّ فيه حديثٌ. أو: ليس فيه حديثٌ صحيحٌ. وما يقرب من ذلك.

وعدّ إبن الحوت البيروتي في « أسنى المطالب » ما يربو على ثلاثين مبحثاً ممّا يرى الأحاديث الواردة فيه باطلاً لم يصحّ شيئٌ منها.

ويُعرب عن كثرة الموضوعات اختيار أئمَّة الحديث أخبار تآليفهم الصِّحاح و المسانيد من أحاديث كثيرة هائلة والصَّفح عن ذلك الهوش الهائش. قد أتى أبو داود في سننه بأربعة آلاف وثمان مائة حديثاً وقال: انتخبته من خمسمائة ألف حديث(٢) ، و يحتوي صحيح البخاري من الخالص بلا تكرار ألفي حديث وسبعمائة وواحد وستِّين حديثاً إختاره من زهاء ستمائة ألف حديث(٣) ، وفي صحيح مسلم أربعة آلاف حديث أصول دون المكرّرات صنَّفه من ثلاثمأة ألف(٤) وذكر أحمد بن حنبل في مسنده ثلاثين

____________________

١ - تاريخ الخطيب البغدادي ٦: ٣٥٢.

٢ - طبقات الحفاظ للذهبي ٢ ص ١٥٤، تاريخ بغداد ٩ ص ٥٧، المنتظم لابن الجوزي ٥ ص ٩٧.

٣ - طب ٢ ص ٨، إرشاد الساري ١ ص ٢٨، صفة الصفوة ٤ ص ١٤٣.

٤ - المنتظم لابن الجوزي ٥ ص ٣٢، طبقات الحفاظ للذهبي ٢ ص ١٥١، ١٥٧، شرح صحيح مسلم للنووي ج ١ ص ٣٢.

٢٩٢

ألف حديث وقد انتخبه من أكثر من سبعمائة وخمسين ألف حديثاً وكان يحفظ ألف ألف حديث(١) ، وكتب أحمد بن الفرات المتوفّى ٢٥٨: ألف ألف وخمسمائة ألف حديث فأخذ من ذلك ثلثمائة ألف في التفسير والأحكام والفوائد وغيرها. صه ص ٩.

هذه ناحيةٌ واحدةٌ من شئون الحديث وهناك نواحي اُخرى ناشئة عن ألفاظ الجرح المتكثِّرة غير الكذب والوضع، توجد تحت كلِّ واحدة منها اُمّةٌ كبيرةٌ من رجال الحديث جاء كلّ فرد منها بأحاديث جمَّة مثل قولهم:

لا تحلُّ الرِّواية عنه.

أحاديثه كلّها موضوعةٌ.

يروي ما لا أصل له.

يروي الموضوعات عن الثقات.

أحاديثه مقلوبةٌ منكرةٌ.

ليس بشئ في الحديث

يأتي عن الثقات بالطامّات.

لا يحلُّ الإحتجاج به.

يقلِّب الأسانيد ويرفع

يرفع الموقوف ويوصل.

يسرق الحديث ويقلِّب.

ليس بثقةً في الحديث

لا يحلُّ كتب حديثه.

لا يُتابع في جلِّ حديثه.

لم يكن ثقةً ولا مأموناً

كلّ الأصحاب مجمعٌ على تركه.

عامَّة ما يرويه غير محفوظة.

لا يُستدلُّ به ويُعتبر به

ليس له حديثٌ يعتمد عليه.

مضطرب الحديث ليس بشئ.

يكثر من المناكير في تآليفه

متّفقٌ على تركه. يأتي بالموضوعات. يأتي بالمقلوبات. ذاهب الحديث لا يُكتب عنه. مدلِّسٌ عن الكذّابين. لا يسوى شيئاً. ينفرد بالمناكير ليس بحجَّة. واهٍ بمرَّة. ضعيفٌ جدّاً. هالكٌ. ساقطٌ. مبتدعٌ. يُدلِّس اختلط. يخلط. متَّهمٌ بالكذب. يُتَّهم بوضع الحديث.

مشكلة الثقة والثقات

هذا شأن من لا يوثق به وبحديثه عند القوم، وأمّا من يوصف بالثقة فهناك مشكلةٌ عويصةٌ لا تنحلُّ، وتجعل القارئ في بهيتة، فلا يعرف أيُّ مثقَّف قطُّ ما الثقة وما معناها وأيَّ ملكة هي، وما يراد منها، وبماذا تتأتّى، وأيّ خلّة تضادُّها وتناقضها: فهلمَّ معي نقرأ تاريخ جمع نُصَّ على ثقتهم نظراء:

م ١ - زياد بن أبيه صاحب الطامّات والجرائم الموبقة. قال خليفة بن خيّاط: كان

____________________

١ - ترجمة احمد المنقولة عن طبقات ابن السبكي المطبوعة في آخر الجزء الأول من مسنده، طبقات الذهبي ٢ ص ١٧.

٢٩٣

يعدُّ من الزهّاد. وقال أحمد بن صالح: لم يكن يُتَّهم بالكذب. تاريخ إبن عساكر ٥: ٤٠٦، ٤١٤ ].

٢ - عمر بن سعد بن أبي وقّاص قاتل الإمام السبط الشهيد. قال العجلي: ثقةٌ صه ص ١٤٠.

٣ - عمران بن حطّان رأس الخوارج صاحب الشعر المعروف في إبن ملجم المرادي:

يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بها

إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره حيناً فأحسبه

أوفى البريَّة عند الله ميزانا(١)

وثَّقه العجلي وجعله البخاري من رجال صحيحه وأخرج عنه.

٤ - إسماعيل بن أوسط البجلي أمير الكوفة المتوفّى ١١٧، كان من أعوان الحجّاج بن يوسف الثقفي، وقدَّم سعيد بن جبير للقتل، وثَّقه إبن معين وعدَّه إبن حبّان من الثقات [ م ١ ص ١٠٣، لم ١ ص ٣٩٥ ].

٥ - أسد بن وداعة شاميٌّ تابعيٌّ ناصبيٌّ كان يسبُّ عليّاً وكان عابداً وثَّقه النسائي [ م ١ ص ٩٧، لم ١ ص ٣٨٥ ].

٦ - أبو بكر محمّد بن هارون، ناصبيٌّ منحرفٌ وكان يُعرف بالأغراب عن أمير المؤمنين، وثَّقه الخطيب البغدادي [ لم ٥ ص ٤١١ ].

٧ - خالد القسري الأمير الناصبي ُّ البغيض الظلوم - هكذا وصفه الذهبي - و في تاريخ إبن كثير ١٠ ص ٢٠، ٢١: كان رجل سوء يقع في عليِّ بن أبي طالب وكانت اُمّه نصرانيَّة، وكان متَّهما في دينه وقد بنى لاُمِّه كنيسة في داره. قال إبن حبّان: ثقةٌ.

م ٨ - إسحاق بن سويد العدوي البصري المتوفّى ١٣١ كان يحمل على عليّ تحاماً شديداً وقال: لا اُحبّ عليّاً. وثَّقه أحمد وإبن معين والنسائي، وهو من رجال صحاح البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي. يب ١ ص ٢٣٦ ].

٩ - نعيم بن أبي هند المتوفّى ٢١١ الناصبيّ، كان يتناول عليّاً أمير المؤمنين وثَّقه النسائي [ م ٣ ص ٢٤٣ ].

١٠ - حريز بن عثمان الذي كان يصلّي في المسجد ولا يخرج منه حتّى يلعن عليّاً

____________________

١ - راجع الجزء الاول من كتابنا ص ٣٢٤.

٢٩٤

سبعين لعنة كلِّ يوم. قال إسماعيل بن عيّاش رافقت حريز من مصر إلى مكّة فجعل يسبُّ عليّاً ويلعنه وقال لي: هذا الذي يرويه الناس إنّ النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليّ: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. حقُّ ولكن أخطأ السّامع. قلت: فما هو؟ قال: إنَّما هو: أنت منّي بمكان قارون من موسى. قلت: عمَّن ترويه؟ قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقول له على المنبر(١) إحتجَّ بحديثه البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم، وفي الرِّياض النضرة ٢: ٢١٦: ثقةٌ ولكن يبغض عليّاً أبغضه الله عزَّ وجلَّ.

م ١١ - أزهر بن عبد الله الحمصي، كان يسبُّ عليّاً، وثَّقه العجلي وهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي. يب ١ ص ٢٠٤ ].

١٢ - عبد الرَّحمن بن إبراهيم الشهير بدحيم الشاميّ القائل بانَّ من قال: إنَّ الفئة الباغية هم أهل الشام فهو إبن الفاعلة. يروي عنه البخاري وغيره وعرّف بالثقة و انَّه حجَّةٌ.

١٣ - ألحافظ عبد المغيث الحنبلي يؤلِّف كتاباً في فضائل يزيد بن معاوية يأتي بالموضوعات ويترجم بالزُّهد والثقة والدين والصِّدق والأمانة والصَّلاح والإجتهاد.

م ١٤ - ألحافظ زيد بن حباب، قال إبن معين: ثقةٌ يقلِّب حديث الثوري. صه ١٠٨ ].

م ١٥ - خلف بن هشام كان يشرب الخمر، وثّقه أحمد إمام الحنابلة فقيل: يا أبا عبد الله إنَّه يشرب؟ فقال: قد انتهى إلينا علم هذا عنه، ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين، شرب أو لم يشرب. طب ٨ ص ٣٢٦ ].

م ١٦ - خالد بن مسلمة بن العاص أبو سلمة القرشي، وثَّقه الإمام أحمد ويحيى ابن معين وقال: شيخٌ يكتب حديثه، وقال إبن عدي: هو في عداد من يُجمع حديثه، حديثه قليلٌ ولا أرى برواياته بأساً، وكان رأساً في المرجئة ويبغض عليّاً. كره: ٥٣ ].

نعم: ترك أحمد بن حنبل الحديث عن عبيد الله بن موسى العبسي لما سمعه يتناول معاوية بن أبي سفيان وبعث رسوله إلى يحيى بن معين فقال له: أخوك أبو عبد الله أحمد بن حنبل يقرأ عليك السّلام ويقول لك: هو ذا تكثر الحديث عن عبيد الله وأنا وأنت سمعناه يتناول معاوية بن أبي سفيان وقد تركت الحديث عنه. فقال يحيى بن معين للرَّسول:

____________________

١ - تاريخ ابن عساكر ٤ ص ١١٥، تاريخ الخطيب ٨ ص ٢٦٨.

٢٩٥

إقرأ على أبي عبد الله السّلام وقل له: يحيى بن معين يقرأ عليك السّلام وقال لك: أنا وأنت سمعنا عبد الرزّاق يتناول عثمان بن عفان فاترك الحديث عنه فإنَّ عثمان أفضل من معاوية(١) .

نعم: ترك شعبة رواية المنهال بن عمرو الأسدي الكوفي لما سمع من بيته صوت قراءة بالتطريب كما قاله ابن أبي حاتم [ صه ص ٣٣٢ ].

نعم: قال يزيد بن هارون: لا تحلُّ الرواية عن أبي يوسف لأنَّه كان يعطي أموال اليتامى مضاربةً ويجعل الربح لنفسه. [ طب ١٤ ص ٢٥٨].

نعم نعم: ترك البخاري ألرِّواية عن الإمام الصّادق جعفر بن محمّد. وقال يحيى بن سعيد: في نفسي منه شئٌ وقال: ما كان كذوباً. يب ٢ ص ١٠٣. ووثّقه الشافعي وإبن معين وإبن أبي خيثمة وأبو حاتم وابن عدي وإبن حبّان والنسائي وآخرون.

نعم: قال أبو حاتم بن حبّان البستي: يروي عليُّ بن موسى الرِّضا - الإمام الطّاهر - عن أبيه العجائب كأنّه يهم ويُخطئ [أنساب السمعاني في باب الرّاء والضّاد، تهذيب التهذيب ٧ ص ٣٨٨ ].

نعم: ضعّف إبن الجوزي الإمام الطاهر ألحسن بن عليّ بن محمّد العسكري في الموضوعات كما في « لسان الميزان » ٢ ص ٢٤٠.

فويلٌ لهم ممّا كتبتْ أيديهم وويلٌ لهم ممّا يكسبون

[ ألبقرة ٧٩ ]

____________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ١٤ ص ٤٢٧.

٢٩٦

سلسلة الموضوعات

على النبيِّ الأمينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

يهمّنا ها هنا ذكر نماذج ممّا وضعته يد أُولئك الكذّابين والوضّاعين المذكورين أو من يشاكلهم في الإفتعال في باب الفضائل فحسب.

١ - عن إبن عبّاس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما في الجنّة شجرةٌ إلّا مكتوبٌ على كلِّ ورقة منها: لا إ~له إلّا الله. محمّد رسول الله. أبو بكر الصدِّيق: عمر الفاروق. عثمان ذو النورين.

من موضوعات عليِّ بن جميل الرقّي أخرجه الطبراني وقال: موضوعٌ وعليُّ إبن جميل وضّاعٌ، وقد تفرَّد به وسرقه منه معروف بن أبي معروف البلخي، وعبد العزيز بن عمرو الخراساني رجلٌ مجهولٌ.

وأخرجه أبو نعيم من طريق عليِّ بن جميل، ورواه الختلي في الديباج من طريق عبد العزيز بن عمرو الخراساني كما في « ميزان الاعتدال ». قال مؤلِّفه الذهبي في ج ٢ ص ١٣٨: عبد العزيز فيه جهالةٌ والخبر باطلٌ فهو الآفة فيه.

وأخرجه إبن عدي من طريق معروف البلخي، قال الذهبي في « الميزان » ٣ ص ١٨٤: هذا موضوعٌ لكنّه مشهورٌ بعليِّ بن جميل عن جرير وكان يحلف فيقول: حدَّثنا والله جرير، وقال إبن عدي: معروف هذا غير معروف ولعّله سرقه من عليِّ بن جميل.

ورواه أبو القاسم بن بشران في أماليه من طريق محمّد بن عبد بن عامر السمرقندي وهو ذلك الكذّاب الوضّاع عن عصام بن يوسف قال إبن عدي: روى أحاديث لا يُتابع عليها.

ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه ٥ ص ٤ و ج ٧ ص ٣٣٧ من طريق الحسين بن إبراهيم الإحتياطي عن عليِّ بن جميل. قال الذهبي في ميزانه ١ ص ٢٥٣ بعد ذكره من هذا الطريق: هذا باطلٌ والمتَّهم به حسين الإحتياطي. وقال في ج ٣ ص ١٨٤: إنَّه موضوعٌ.

٢٩٧

وذكره إبن كثير في تاريخه ٧: ٢٠٥ من طريق الطبراني فقال: إنَّه حديثٌ ضعيفٌ في إسناده من تكلّم فيه ولا يخلو من نكارة.

قال الأميني: ألا تعجب من إخراج إبن كثير الحديث من الوضع والبطلان إلى الضّعف والنّكارة؟! وهو يعلم أنَّ مثل هذه الرِّواية لا يسمّى ضعيفاً في مصطلح أهل الفنِّ وهو يرى نفسه منهم. نعم: شنشنة أعرفها من أخزم. وأعجب من ذلك أنَّ الخطيب لم يذكر في هذه الرِّواية التي هذه حالها كلمةً تعرب عمّا في سندها من الغمز وهذا شأنه في كثير من أمثال هذه الأحاديث الموضوعة.

٢ - عن إبن عبّاس مرفوعاً: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ تحت العرش: هاتوا أصحاب محمّد فيؤتى بأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ فيقال لأبي بكر: قف على باب الجنّة فأدخل فيها من شئت، وردّ من شئت. ويقال لعمر: قف على الميزان فثقِّل مَن شئت برحمة الله، وخفِّف من شئت. ويُعطى عثمان غصن شجرة من الشجرة التي غرسها الله بيده فيقال: ذُد بهذا عن الحوض من شئت. ويُعطى عليُّ حلّتين فيقال له: خذهما فإنّي ادَّخرتهما لك يوم أنشأت خلق السّماوات والأرض.

رواه إبراهيم بن عبد الله المصيصي، وأحمد بن الحسن بن القاسم الكوفي، وكلاهما كذَّابان وضّاعان والله أعلم أيّهما وضع هذا الحديث، ذكره الذهبي بهذا اللفظ في ميزانه ج ١ ص ٢٠، ٤٢، وفيه آفة القلب بعد الوضع فإنَّ المحفوظ من لفظه كما في الرِّياض النضرة ١ ص ٣٢ بعد: وخفِّف من شئت. ويُكسى عثمان حلّتين ويُقال له. ألبسهما فإنّي خلقتهما أو ادَّخرتهما من حين أنشأت خلق السّماوات والأرض. ويُعطى عليُّ بن أبي طالب عصى عوسج من الشجرة التي غرسها الله تعالى بيده في الجنّة فيقال: ذُد الناس عن الحوض. فقلّبوا ما لعليّعليه‌السلام من ذود المنافقين عن الحوض وجعلوه لعثمان بعد ما زادوا على الحديث صدراً مفتعلاً، وحديث ذود أمير المؤمنين عليّ عن الحوض أخرجه الحفّاظ من عدَّة طرق عن جمع من الصَّحابة قد أسلفنا طرقه وتصحيح الحاكم له في الجزء الثاني ص ٣٢١.

٣ - عن أنس مرفوعاً: لا أفتقد أحداً من أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان لا أراه ثمانين عاماً - أو سبعين عاماً - فإذا كان بعد ثمانين عاماً - أو سبعين عاماً - يقبل

٢٩٨

إليَّ على ناقة من المسك الأذفر حشوها من رحمة الله قوائمها من الزبرجد فأقول: معاوية؟ فيقول: لبّيك يا محمّد! فأقول: أين كنت من ثمانين عاماً؟ فيقول: كنت في روضة تحت عرش ربّي يُناجيني واُناجيه ويُحيِّيني واُحيّيه ويقول: هذا عوضٌ ممّا كنت تُشتم في دار الدنيا.

من موضوعات عبد الله بن حفص الوكيل. قال إبن عدي: موضوعٌ لا أشكُّ انّه واضعه. وقال الخطيب: باطلٌ إسناداً ومتناً ونراه ممّا وضعه الوكيل وإنَّ إسناده رجاله كلهم ثقات غيره. وقال الذهبي في ميزانه بعد ذكره من طريق إبن عدي: قلت: ما كان ينبغي لابن عدي أن يتشاغل بالأخذ عن هذا الدجّال الأعمى البصر والبصيرة والذي قال الله فيه: ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا. وقال في ترجمة عبيد الله بن سليمان: روى عن عبد الرَّزاق بخبر باطل فهو الآفة فيه.

وقال ابن حجر في « لسان الميزان » ٤ ص ١٠٥: والخبر المذكور رواه ابن عساكر في ترجمته - ولفظه -: انّي لأدخل الجنِّة فلا أفتقد منها أحداً إلّا معاوية سبعين عاماً ثمّ أراه فأقول: يا معاوية أين كنت؟ فيقول: كنت تحت عرش ربّي يتحفني بيده فقال: هذا ما كان يشتمونك في دار الدنيا. قال ابن عساكر: هذا حديثٌ منكرٌ وفيه غير واحد من المجاهيل.

٤ - عن أنس مرفوعاً: ليلة اُسري بي دخلت الجنَّة فإذا أنا بتفّاحة تعلّقت عن حوراء قالت: أنا للمقتول ظلماً عثمان.

أخرجه الذهبي في ميزانه ٢ ص ٢٠ من طريق عبّاس بن محمّد العدوي الوضّاع وقال: خبرٌ موضوعٌ. وذكره ايضاً في ج ٣ ص ٢٩٣ بتغيير يسير من طريق يحيى بن شبيب الكذّاب الوضّاع وقال: هذا كذبٌ. والله يعلم أيّ الرَّجلين وضعه.

وقال ابن حجر في « لسان الميزان » ٣ ص ٢٤٥: ذكره ابن حبّان في الضعفاء وقال: لا أصل لهذا من كلام النبيِّ ولا أنس ولا ثابت ولا حمّاد « هم رجال سند الحديث » وأوعز الذهبي إليه في « الميزان » في ترجمة عبد الله بن إبراهيم الدمشقي وقال: خبرٌ باطلٌ. وقال ابن حجر في لسانه ٣ ص ٢٤٨: ألحديث المذكور عن عقبة بن عامر رفعه: لما عُرج بي إلى السّماء دخلت جنَّة عدن فوقعت في كفّي تفَّاحةٌ فانفلقت عن حوراء

٢٩٩

مرضيّة كان اشعار عينيها مكارم اشعار النسور فقلت: لمن أنت؟ قالت: أنا للخليفة من بعدك المقتول ظلماً عثمان بن عفان. وذكره في ص ٢٩٣ وقال: حديثٌ منكرٌ.

وأخرجه ألخطيب في تاريخه ٥ ص ٢٩٧: من طريق محمَّد بن سليمان أبي علي الشطوي عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لُمّا اُسري بي إلى السَّماء فصرت إلى السَّماء الرّابعة سقطت في حجري تفّاحة فأخذتها بيدي فانفلقت فخرج منها حوراء تقهقه فقلت لها: تكلّمي لمن أنت؟ قالت: للمقتول شهيداً عثمان بن عفّان. وهذا موضوعٌ بهذا الطريق أيضاً. رأى الخطيب في تاريخه وابن الجوزي في الموضوعات والذهبي في ميزانه ألحمل فيه على محمَّد بن سليمان أبي جعفر الخزّاز.

٥ - عن جابر مرفوعاً: إنَّ الله إختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيِّين والمرسلين، واختار من أصحابي أربعة: أبا بكر. وعمر. وعثمان. وعليّ. فجعلهم خير أصحابي وأصحابي كلّهم خيرٌ.

من موضوعات عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال الذهبي في ميزانه ٢ ص ٤٧: قد قامت القيامة على عبد الله بن صالح بهذا الخبر، وحكى عن أبي زرعة: انّه قال: باطلٌ وضعه خالد المصري ودلّسه في كتاب عبد الله بن صالح. وقال النسائي: إنَّه موضوعٌ.

٦ - عن عبد الله بن عمر مرفوعا: لَمّا وُلد أبو بكر في تلك الليلة اطَّلع الله على جنّة عدن فقال: وعزَّتي وجلالي لا اُدخلك إلّا من أحبَّ هذا المولود.

قال الذهبي: موضوعٌ آفته أحمد بن عصمة النيسابوري، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه ٣ ص ٣٠٩ وقال: إنَّه باطلٌ وفي إسناده غير واحد من المجهولين.

٧ - عن أبي هريرة مرفوعاً: إنَّ في السّماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحبَّ أبا بكر وعمر. وفي السّماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر.

من وضع أبي سعيد الحسن بن علي العدوي البصري. أخرجه الخطيب وقال: هذا الحديث وضعه العدوي على كامل بن طلحة، وإنّما يرويه عبد الرَّزاق بن منصور البندار عن أبي عبد الله الزّاهد السمرقندي عن إبن لهيعة. وأبو عبد الله الزّاهد مجهولٌ فألزقه العدوي على كامل وكامل ثقةٌ والحديث ليس بمحفوظ عن إبن لهيعة. ثمَّ ذكره

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461