الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٥

الغدير في الكتاب والسنة والأدب12%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 461

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 461 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 129409 / تحميل: 6925
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٥

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

احمد بن ادريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن السندي عن الطفاوي به(١) .

٧٦ - الحسين بن يزيد بن محمد بن عبدالملك النوفلي(٢)

نوفل النخع مولاهم(٣) ،

____________________

(١) فيه كلام بأحمد بن محمد بن يحيى وإبن شاذان من مشايخ النجاشي وعلي بن السندي.وفي الفهرست ٥٣ / ١٨٥: الحسن بن راشد، له كتاب أخبرنا به أحمد بن أبي جيد عن أبن الوليد عن الصفار عن علي بن السندي عن الحسن بن راشد.قلت: الطريق صحيح بناء‌ا على وثاقة إبن أبي جيد من مشايخ النجاشي، وعلي بن السندي، فلم يثبت وثاقته إلا بأمور لا تخلو عن النظر ولعله يأتي بعض الكلام فيه في علي بن اسماعيل الميثمي.

(٢) وفي رجال إبن داود: الحسين بن يزد بن عبدالملك النوفلي وسيأتي ما يؤيده.

(٣) ولعله كان نخعيا بالولاء لبني الذين نزلوا الكوفة ووفدوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهم آخر الوفود في مأتي رجل سنة أحد عشرة وهم من القحطانية وبنو نوفل من القحطانية مساكنهم بغوطة دمشق وبنو نوفل بطن من بني عبد مناف من قريش من العدنانية فقد سكن عقب نوفل بن الحارث منهم المدينة والبصرة وبغداد. لاحظ لسان العرب، ونهاية الارب ومعجم قبائل العرب والجمهرة وغير ذلك من كتب أنساب العرب فلعلك تجد أكثر مما وقفنا عليه من ذلك.ثم إن كان النوفلي هذا من ولد نوفل بن الحارث فقد كان صحابيا ولد له على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ابنه عبدالله وأسر ببدر وأفدى نفسه برماحه التي بجده وأسلم، وكان أسن من أسلم من بني هاشم واخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين العباس، وشهد معهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتح مكة، وحنين، والطائف، ذكروه في كتب طبقات الصحابة وغيرها كما في طبقات ابن سعد ج ٤ / ٤٤ وأسد الغابة ج ٥ / ٤٦. ويأتي في الحسين بن بسطام عن الشريف أبي الحسين صالح بن الحسين النوفلي عن أبيه عنه. وكان المغيرة بن نوفل من أصحاب عليعليه‌السلام ذكره الشيخ في أصحابه وبقي بعده وكان مع الحسين بن عليعليهما‌السلام فأصابه مرض في الطريق، فعزم عليه الحسينعليه‌السلام أن يرجع فرجع فلما بلغه قتله رثاه. ذكره مع رثائه المرزباني في معجم الشعراء ج ٢ / ٢٧٢. وكان عبدالملك بن المغيرة بن نوفل أبومحمد النوفلي المدني من رواة الحديث ذكره في تهذيب التهذيب ج ٦ / ٤٢٥ وذكر أنه: روى عن عليعليه‌السلام وجماعة، وروى عنه إبناه نوفل، ويزيد وجماعة وعن ابن معين والنسائي وابن حبان توثيقه. وكان يزيد بن عبدالملك النوفلي من رواة الحديث ضعفه العامة بروايات له في فضل عليعليه‌السلام منها حديث رد الشمس وعدوه من المناكير.مات سنة خمس وستين ومائة ذكره في تهذيب التهذيب ج ٦ (ص ٦٢٥). (*)

(*)

٢١

٢٢

أبوعبدالله(١) ، كان شاعرا أديبا وسكن الري ومات بها.وقال قوم من القميين: انه غلا في آخر عمره والله أعلم، وما رأينا له رواية تدل على هذا(٢) .

____________________

(١) وكني ايضا بأبي محمد كما في التهذيب ج ٣ / ٢٥٣.وفي لسان الميزان ج ٢ / ٣١٧: الحسين بن يزيد روى عن جعفر الصادقعليه‌السلام وله حديث في الدار قطني. وعد البرقي (ص ٥٤) والشيخ (ص ٣٧٣) الحسين بن يزيد النوفلي النخعي من أصحاب الرضاعليه‌السلام .

(٢) قال المحقق (ره) في نكت النهاية في باب المضاربة / ٢٩ في جواب إشكال: هذه رواية النوفلي عن السكوني وهما عاميان لايعمل بما ينفردان به. قلت: تفرد المحقق (ره) في تضعيفه بذلك في هذا الموضع وإلا فقد طعن فيما اذا طعن في رواية السكوني بكون السكوني عاميا ولم يتعرض للنوفلي أصلا، ولذا عد عدم الطعن في النوفلي فيما رواه عن السكوني مع إختصاصه به دليلا على أنه غير مطعون بوجه وإلا وجهه الاصحاب إلى النوفلي أيضا. بل توثيق المحقق (ره) للسكوني في باب النفاس معتذرا عن وجه العمل بروايته، مع ان في طريق هذه الرواية: النوفلي، يدل على كونه أيضا ثقة.توثيقه: لم اقف على التوثيق أو مدح للحسين بن يزيد النوفلي إلا ما ذكره الفخر في الايضاح ج ١ ص ٤٠٣ حيث عد رواية ابراهيم بن هاشم عن النوفلي عن السكوني في ثمن الميتة من الموثق، فيدل على توثيقه لهؤلاء جميعا، وما في المعتبر في النفاس ص ٦٧ من لاعتماد على رواية السكوني مصرحا: بانه عامي لكنه ثقة. حيث دل دفع توقهم ضعفها بذلك مع أن في طريقها النوفلي على أنه ثقة، إذ لو كان النوفلي غير ثقة كانت الرواية ضعيفة وان كان السكوني ثقة. وربما يؤيد وثاقة النوفلي بتصحيح طريق هو فيه، وبرواية الاجلة عنه مثل العباس بن معروف، والحسن بن علي الكوفي، وعلي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عنه كثيرا، ومحمد ابن أحمد بن يحيى بل رواية الثاني عنه في تفسيره ربما تشير إلى وثاقته على ما تقدم الكلام فيمن روى عنه في التفسير كما ان عدم إستثناء رواية الثالث عنه تعد إمارة عليها على كلام في ذلك ذكرناه في محله. وقد روى إبن قولويه عن النوفلي في كامل الزيارات ص ٩٨. (*)

٢٣

له كتاب التقية، أخبرنا إبن شاذان عن احمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي به، وله كتاب السنة(١) .

____________________

(١) فيه كلام تارة بابن شاذان من مشايخه، وأخرى بأحمد بن محمد بن يحيى فلم يوثق صريحا وإنما استفيد من أمور لا تخلو عن النظر كما تقدم ويأتي ايضا. وفي الفهرست (ص ٥٩): الحسين بن يزيد النوفلي له كتاب اخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن احمد بن أبي عبدالله.قلت: طريقه ضعيف بابي المفضل وبابن بطة كما يأتي في ترجمتهما نعم للشيخ طريق صحيحة إليه في الموارد المتفرقة من كتابيه. (*)

٢٤

٧٧ - الحسين بن أبي سعيد هاشم ابن حيان المكاري أبوعبدالله(١)

كان (هو - خ ن)،

____________________

(١) وفي رجال إبن داود (ص ٤٤٣): وفي نسخة: الحسن. وفي الخلاصة (ص ٢١٤) الحسن بن أبي سعيد. وقد ذكره غير واحد من المتأخرين في الحسن والحسن معا وجعل لكل مميزا، ووثق كلا منهما.وذكر في المتن العنوان: الحسين ولكن قال: الحسن ثقة في حديثه. والنسخ الموجودة عندنا، وعند صاحب المجمع، وغيره هكذا إلا أن اشتباه الناسخ عن خط النجاشي مع عدم تميزه هو الاظهر.والمذكور في مواضع من رجال الكشي: إبن أبي سعيد المكاري، لكن الموجود في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ / ٢١٣ في حديث دخول جماعة من الواقفة على الرضاعليه‌السلام واحتجاجه (ع) معهم: الحسن بن أبى سعيد المكاري، وفي أصول الكافي باب دعوات موجزة ج ٢ / ٥٨٤ وفي كتاب الزكاة من فروعه باب معرفة الجود والسخاء‌ج ١ / ١٧٣: الحسين بن أبي سعيد المكاري وج ٢ / ١٣٨ عن بعض أصحابنا عن إبن أبي سعيد المكاري عن الرضاعليه‌السلام وفي أصوله باب النص على أمير المؤمنينعليه‌السلام ج ١ / ٢٩٦ عن علي عن أبي حمزة عن إبن أبي سعيد عن أبان بن تغلب وفي مواضع منه ومواضع من التهذيب: الحسين بن هاشم. ثم إنه ليس تكنية النجاشي له بأبى عبدالله إمارة كونه الحسين بدعوى ان المسمين بالحسن مكنون بأبي محمد والمسلمين بالحسين مكنون بأبي عبدالله بقرينة عدم ندرة ذلك، إذ هي غير تامة وناشئة عن قلة التأمل في كنيتهما فلا حظ وأذعن. (*)

٢٥

وأبوه وجهين في الواقفة(١) . وكان الحسن ثقة في حديثه(٢) .

____________________

(١) يأتي ترجمته مستقلا وكذا ما يدل على وقفه

(٢) ان صح كونه من رؤساء الواقفة، وأيضا ما ورد فيه من الذموم فكيف يكون ثقة في حديثه إذ ليس حالهم كسائر الواقفة والفطحية وغيرهم ممن كان مخطئا في الاعتقاد، ثقة في حديثه. قال الشيخ في كتاب الغيبة في إبطال مذهبهم بعد ذكر الاخبار الواردة في سبب القول بالوقف من الطمع في الدنيا (ص ٤٦): فكيف يوثق بروايات هؤلاء القوم وهذه أقوالهم واقوال السلف الصالح فيهم. وفي (ص ٤٤) قال: واذا كان أصل هذا المذهب أمثال هؤلاء كيف يوثق برواياتهم أو يعول عليها. وقد عدرحمه‌الله (ص ٣٦) من هولاء: البطائني، وعثمان إبن عيسى، والقندي، وإبن المكاري وغيرهم. وقال في (ص ٤٢): فروى الثقات ان أول من أظهر هذا الاعتقاد: علي بن أبى حمزة البطائني، وزياد بن مروان القندي، وعثمان بن عيسى الرواسي طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها، واستمالوا قوا، فبذلوا لهم شيئا مما إختانوه من الاموال نحو حمزة بن بزيع، وإبن المكاري، وكرام الخثعمي وأمثالهم. قلت: ولم يؤيد وثاقته في الحديث برواية الاجلة عنه، إلا أن يقال ان المراد بابن المكاري في هذه الذموم هو أبوه: هاشم بن حيان ويأتي الكلام فيه انشاء الله. (*)

٢٦

ذكره أبوعمرو الكشي في جملة الواقفة(١) وذكر فيه ذموما وليس هذا موضع ذكر ذلك(٢) .

____________________

(١) ذكره ص ٢٩٠ وقال: حدثني حمدويه قال حدثنا الحسن بن موسى قال كان إبن أبي المكاري واقفيا.

(٢) منها ما رواه ص ٢٩٠ عن حمدويه عن الحسن بن موسى قال رواه علي بن عمر الزيات عن إبن أبي سعيد المكاري قال دخل على الرضاعليه‌السلام فقال له: فتحت بابك للناس وقعدت للناس تفتيهم ولم يكن أبوك يفعل هذا قال: ليس علي من هارون بأس، فقال له أطفئ الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك ويلك أما علمت الحديث. ورواه بعده بسند آخر عن بعض أصحابنا قال: دخل إبن المكاري على الرضاعليه‌السلام وذكر نحوه. ورواه الكليني في النوادر من كتاب عتق الكافي ج ٢ / ١٣٨ والشيخ في التهذيب ج ٨ / ٢٣١. وفي دخوله على الرضاعليه‌السلام واحتجاجه عليه روايات أوردناها في كتابنا في أخبار الرواة. ومنها قول أبي الحسن الرضاعليه‌السلام له: ما اخالك تقبل منى ولست من غنمي. وذلك لما أراد أن يسأله عن مسألة كما في الحديث المتقدم وأيضا في التهذيب ج ٨ / ٣١٨.ومنها ما رواه الكشي (ص ٢٥٥) عن علي بن محمد عن محمد ابن أحمد عن أبي عبدالله الرازي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن الفضل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: قلت جعلت فداك اني خلفت ابن أبي حمزة، وإبن مهران، وإبن أبي سعيد ح المكاري أشد أهل الدنيا عداوة لك فقالعليه‌السلام لي: ما ضرك من ضل إذا إهتديت إنهم كذبوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكذبوا أمير المؤمنينعليه‌السلام وكذبوا فلانا وفلانا وكذبوا جعفرا وموسى ولي بآبائيعليهم‌السلام اسوة.

الحديث. ومنها نزول الفقر بابن أبي سعيد المكاري ونزول بلاء عظيم ما الله به عليم. ومات ولم عنده مبيت ليلة كما في خبر الكشي ص ٢٩٠ والكافي ج ٢ / ١٣٨، والتهذيب ج ٨ / ٢٣١. هذا ولكن ذكرنا في الشرح على الكشي قصور هذه الروايات الواردة في ذمه سندا، بل ودلالة على ضعفه في الحديث فانها واردة في ذمه مذهبا. وروى الراوندي في الخرائج في معجزات أبي جعفر الجوادعليه‌السلام (ص ٢٠٨) عن إبن أورمه عن الحسين المكاري قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ببغداد وهو على ما كان من أمره فقلت في نفسى. هذا الرجل لا يرجع إلى موطنه أبدا وأنا أعرف مطعمه قال: فأطرق رأسهعليه‌السلام ثم رفعه وقد اصفر لونه فقال: يا حسين خبز الشعير وملح جريش في حرم جدى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحب إلي مما تراني فيه. (*)

٢٧

له كتاب نوادر كبير أخبرنا أحمد بن عبدالواحد قال حدثنا علي ابن حبشي عن حميد قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة به(١) .

٧٨ - الحسين بن بسطام

وقال أبوعبدالله عياش: هو الحسين بن بسطام بن سابور الزيات(٢) .

____________________

(١) فيه كلام بابن حبشي فلم يوثق إلا أنه من مشايخ التلعكبري وبابن عبدالواحد فهو من مشايخ النجاشى وتقدم لكلام في توثيقهم.

(٢) كما في لسان الميزان ج ٢ / ٢٧٥. وفيما يأتي في ترجمة أخيه. (*)

٢٨

له، ولاخيه أبى عتاب(١) كتاب جمعاه في الطب كثير الفوائد والمنافع على طريق الطب في الاطعمة ومنافعها والرقي والعوذ. قال إبن عياش(٢) أخبرناه الشريف أبوالحسين صالح بن الحسين النوفلي(٣) قال حدثنا أبى قال حدثنا أبوعتاب، والحسين جميعا به.

____________________

(١) هو: عبدالله بن بسطام الاتي رجمته وذكر كتابهما في بابه. قال في الخلاصة (ص ٢٩) بسطام بن سابور الزيات أبوالحسين الواسطي مولى الخ. وروى في الوسائل والمستدرك عن كتابهما.

(٢) هو أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش بن إبراهيم أبوعبدالله الجوهرى الاتي ترجمته وفيها قول الماتنرحمه‌الله : رأيت هذا الشيخ وكان صديقالي ولوالدي سمعت منه شيئا كثيرا ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا وتجنبته الخ. قلت: ولذا ترى النجاشي لايروى عنه في هذا الكتاب بقوله: أخبرنا او حدثنا ونحو ذلك بل يقول عند حكاية أمر او ترجمة او رواية كتاب عنه: قال إبن عياش كما في ترجمة الحسن بن محمد، وبكر إبن أحمد، وعبيد بن كثير، ورومي بن زرارة وغيرهم، وهكذا فيما يحكيه عن بعض مشايخه الذي ورد فيه طعن وذلك إحتياطا منهرحمه‌الله في الحديث والرواية، أو عولا منه على ما وجده في كتاب هؤلاء المطعونين من مشايخه

٢٩

٧٩ - الحسن بن علي بن زياد الوشابجلي

كوفي(١) قال أبوعمرو(٢) : ويكنى بأبي محمد(٣)

____________________

(١) كما في فضد الايضاح بهامش لسان الميزان ٢ / ٣٣٥ وفي الفهرست (ص ٥٤): الحسن بن علي بن زياد الوشا الكوفي. ولكن قال الشيخ عند ذكره في أصحاب الرضاعليه‌السلام (ص ٣٧١): يكني أبا محمد، وكان يدعى انه عربي كوفي، له كتاب. قلت: هذا يشعر بنوع تأمل منهرحمه‌الله في كونه كوفيا. وفي عيون الاخبار ج ٢ / ٢٢٩ في حديث حضوره مع جماعة وإستئذانهم للدخول على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام مع ما جمعه من المسائل في كتاب ليختبره بها: فنادى أيكم الحسن بن علي بن بنت إلياس البغدادي؟ فقمت إليه فقلت أنا الحسن بن علي الحديث. وستأتي الاشارة إلى ما ورد فيه.وكان منزلة واهله بالكوفة كما يدل عليه ما في قرب الاسناد (ص ١٤١).

(٢) لم يذكر أبوعمرو الكشيرحمه‌الله له ترجمة مستقلة. ولم أحضر ذكره اياه إلا في يونس بن بيان(٢٣٢)، وفى أبي بكر الحضرمي(٢٦٢) وليس في المقامين إلا ذكر اسمه فقط بلا تكنية.ولا يبعد كون قول النجاشي: قال أبوعمرو. مصحف: قاله أبوعمرو. ثم إن في تعليقهرحمه‌الله كونه بجليا كوفيا على أبي عمرو الكشي إيماء بعدم الجزم به كما تقدم عن الشيخ إلا أنه لم اجد ذلك أيضا في رجال الكشي فلا حظ.

(٣) كما في أصحاب الرضاعليه‌السلام من رجال الشيخ(٣٧١) وفي نضد الايضاح بهامش لسان الميزان ج ٢/ ٣٣٥ وفي رجال البرقي(٥١) وفي يب ج ٩ / ٢٣٥. (*)

٣٠

الوشاء(١) وهو إبن بنت إلياس الصيرفي(٢) خزاز(٣) من أصحاب الرضاعليه‌السلام (٤) ،

____________________

(١) قال الشيخ في أصحاب الرضاعليه‌السلام (٣٧١): ويعرف بالوشا وفي أصحاب الهادي (ع)(٤١٢) الحسن بن علي الوشا. وفي الكشي في يونس بن ظبيان(٢٣٢): الحسن بن علي بن الوشا إبن بنت إلياس

(٢) وفى نضد الايضاح: وهو المدعو بابن بنت إلياس الصيرفى وفي الفهرست: ويقال له إبن بنت إلياس: وفي رجال الشيخ(٣٧١): وهو إبن بنت إلياس (الصيرفي - خ). ويأتي في ترجمة إلياس قوله: وهو جد الحسن بن علي بن بنت إلياس وفي مشيخة الصدوق: المعروف بابن بنت إلياس.وفى ترجمة رقيم بن إلياس: وهو خال الحسن إبن علي بن بنت الياس. (٣) وفى النسخة المطبوعة: الخزاز، خير، من الخ. وفي أصحاب الرضا (ع) من رجال البرقي والشيخ: الخزاز. وفي الفهرست الوشاء الكوفي، ويقال له: الخزاز، وفي لسان الميزان ج ٢ / ٢٣٥: الوشاء الكوفي الخزاز. وفي التهذيب ج ٤ / ١٤٩. الحسن بن علي بن زياد، وهو الوشاء الخزاز، وهو ابن بنت إلياس. وفي كثير من رواياته: الوشاء. ثم ان كون الحسن بن علي خزازا يبيع الخز، وثيابه، أو الثياب المغشوشة بالخز والابريسم، وايضا وشاء‌ا: بايع الثياب الملونة والمنقشة لا محذور فيه فلا يكون قرينة على التعدد باختلاف الالقاب فلا حظ كما سيأتي.

(٤) طبقته - روى عن أبى عبداللهعليه‌السلام كما في التهذيب ج ٢ = ٢٠٩ خبر / ٨٢٠ وروى بواسطة جماعة من أصحابه عنه (ع).مثل جده إلياس كما يأتي، ومحمد بن حمران، واحمد بن محمد، والحسين بن المختار القلانسي، وحماد بن عثمان، وجميل بن دراج وعبدالله بن سنان فقد روى عنه كثيرا، وبشر بن طرخان النخاس الكوفي، وداود بن سرحان وغيرهم. فقد أدركرحمه‌الله تسعمائة شيخ من أصحاب الصادقعليه‌السلام وسمع منهم في جامع الكوفة. وذكره البرقي في أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٥١) قال: ابومحمد الحسن بن علي بن زياد ابن بنت إلياس. وروى عنه (ع) كما في قرب الاسناد ج ١ / ١٤١. ورأى جعفر بن علي بن السري بعد ما أصابه الخبل بدعاء أبي الحسن موسىعليه‌السلام كما في التهذيب. ج ٩ ص ٢٣٥. وذكره الشيخ في اصحاب الرضاعليه‌السلام (٣٧١) قال: الحسن بن علي الخزاز، ويعرف بالوشاء وهو إبن بنت إلياس يكنى أبا محمد، وكان يدعي انه عربي كوفي له كتاب. وقال البرقي في اصحاب الرضاعليه‌السلام ومن نشأ في عصره(٥٥): الحسن بن علي الخزاز. قلت: ذكر البرقي اياه في أصحاب الكاظم تارة، وفى أصحاب الرضا ومن نشأ في عصره أخرى مع اختلاف يسير كما عرفت ربما يوهم التعدد وليس كذلك، فقد جمع غير واحد بين الوشاء وبين الخزاز وبين إنه بنت إلياس كما عرفت فلا وجه لاحتمال التعدد. وفى التهذيب ج ٤ / ١٤٩ خبر ٤١٧: أبوالعباس أحمد بن محمد إبن سعيد عن عقدة الحافظ الهمداني عن أبي جعفر محمد بن المفضل بن إبراهيم الاشعري قال: حدثنا الحسن بن علي بن زياد وهو الوشا الخزاز، وهو إبن بنت إلياس، وكان وقف ثمرجع فقطع، عن عبدالكريم بن عمر الخثعمي الخ.وأما ذكر البرقي إياه في أصحاب الرضا (ع) ومن نشأ في عصره فلا يكون دليلا في قبال ما عرفت ولا يكون كل من ذكره هناك ممن نشأ في عصره فلا حظ. وروى جماعة عن الحسن بن علي الوشا عن أبي الحسن الرضا (ع) منهم أحمد بن محمدبن عيسى فروى عنه عنه (ع) كثيرا جدا، ومعاوية ابن حكيم، ومحمد بن المفضل بن إبراهيم أبوجعفر الاشعري، وعبدالله ابن الصلت، وعلي بن محمد، وعبدالله بن إبراهيم الاحمر، ومعلى بن محمد، وأبوالخير صالح بن أبي حماد، والحسين بن سعيد، وعبدالله إبن محمد بن خالد، ويعقوب بن يزيد، وسهل بن زياد، وعبدالله بن موسى، ذكرناهم مع ذكر مواضع رواياتهم عنه عن الرضا (ع) في طبقات أصحابه (ع). ولم أقف على من ذكره في أصحاب أبي جعفر الجواد (ع)، ولا على روايته عنه (ع) فيما أحضره نعم ذكره الشيخ في أصحاب الهادي (ع)(٤١٢) قال: الحسن بن علي الوشا. ولم أحضر روايته عنهعليه‌السلام ايضا. (*)

٣١

٣٢

وكان من وجوه هذه الطائفة(١) .

____________________

(١) ويأتي أيضا قول الماتن: " وكان هذا الشيخ عينا من عيون هذه الطائفة ". ولعل الاصحاب إنما لم يصرحوا بتوثيقه إستغناء‌ا فليس كل ثقة عينا ووجها من عيون هذه الطائفة ووجوهها إذ لم يكن وجها وعينا لدنياه أو لرئاسته، بل كان لعلمه وورعه وثقته وقد صرح بعض أصحابنا بأن المدح بمثل ذلك إنما يكون فيمن يستغنى عن توثيقه لشهرته ووضوح حاله.ويشير إلى ذلك إكثار الثقات الاجلة الرواية عنه مثل أحمد بن محمد بن عيسى، ويعقوب بن يزيد، وأيوب بن نوح، ومحمد بن عيسى وعبدالله بن الصلت، ومحمد بن يحيى الخزاز، وعلي بن الحسن بن فضال والحسين بن سعيد ونظرائهم وهو، من رواة كامل الزيارات، وتفسير علي بن إبراهيم، ويشير إلى مكانته عناية أبي الحسن الرضا (ع) له في بعث الرسول اليه إكتابه بما ينتهي إلى معرفته وهدايته كما سيأتي. واما مذهبه فهو وإن وقف أياما لشبهة إلا انه لما سافر إلى خراسان في تجارة في أيام مجيئ أبي الحسن الرضا (ع) اليه فقد نور الله قلبه كما صرح هوبذلك وذلك بابتداء الاحسان من الرضا (ع) إليه حيث بعث رسوله مع رقعة إليه عند قدومه إلى مرو، ونزوله في بعض منازلها يطلب منه حبرة من ثياب الوشى يصفها من موضع كذا وكذا ومن ضرب كذا، فتعجب الحسن بن علي الوشا ثم قال: ومن أخبر أبا الحسن (ع) بقدومي وأنا قدمت أنفا، وما عندي ثوب وشي. وفي رواية: فقلت: ما معي منها شئ. وفي رواية: فكتبت إليه (ع)، وقلت للرسول: ليس عندي ثوب بهذه الصفة، وما أعرف هذا الضرب من الثياب، فأعاد الرسول إلي وقال فاطلبه فأعدت إليه الرسول وقلت: ليس عندي من هذا الضرب شئ فأعاد إلي الرسول: أطلبه فانه عندك منه. وفي رواية: فقال: يقول لك: بلى هو في موضع كذا وكذا ورزمته كذا وكذا، فطلبته حيث قال: فوجدته في أسفل الرزمة. وفي الرواية: وكان معي ثوب وشي في بعض الرزم، ولم أشعر به ولم أعرف مكانه.وفي رواية: وقد كان أبضع مني رجل ثوبا منها، وأمرني ببيعه وكنت قد نسيته، فطلبت كل شئ كان معي، فوجدته في سفط (أي موضع الثياب) تحت الثياب كلها. فبعث به إليه (ع) وكتب إليه كتابا وذكر ان عنده مسائل يريد أن يسأله عنها، فخرج إليه جواب تلك المسائل التي أراد أن يسألها ولم يظهرها بعد، وعند ذلك هداه الله ثم أراد أن يفتش عن أمره (ع) ويختبره كي يثبت على ولايته ويقطع عليه بما جمعه من المسائل في كتاب. وروى الصدوق في العيون ج ٢ / ٢٢٨ في الصحيح عنه قال كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع على أبي الحسن (ع) وجمعتها في كتاب مما روى عن آبائهعليهم‌السلام وغير ذلك، وأحببت أن أثبت في أمره واختبره، فحملت الكتاب في كمي، وصرت إلى منزله وأردت أن أخذ منه خلوة فأنا وله الكتاب، فجلست ناحية، وأنا متفكر في طلب الاذن عليه وبالباب جماعة جلوس يتحدثون، فبينا أنا ذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه - إذ أنا بغلام قد خرج من الدار في يده كتاب، فنادى: أيكم الحسن بن علي الوشا ابن بنت إلياس البغدادي، فقمت إليه، فقلت: أنا الحسن بن علي، فما حاجتك؟ فقال: هذا الكتاب أمرت بدفعه إليك، فهاك خذه، فأخذته، وتنحيت ناحية، فقرأته، فاذا والله فيه جواب مسألة مسألة، فعند ذلك قطعت عليه وتركت الوقف. قلت: وقد نور الله قلبه بالايمان ورزقه من ولاية أبي الحسن الرضا (ع) حتى دعا الواقفة إلى معرفته وولايته (ع). وقد أخرجنا ما ورد في كيفية معرفته وسببها وما وقع بعد ذلك في كتابنا في أخبار الرواة. وإن شئت فلا حظ أصول الكافي ج ١ / ٣٥٤ وعيون الاخبار ج ٢ / ٢٢٩ والخرائج في الدلالات على الائمة(٢٤٥) وكتاب الغيبة للطوسي(٥٢) في أخبار الواقفة وغير ذلك. (*)

٣٣

٣٤

٣٥

روى عن جده إلياس(١) قال: لما حضرته الوفاة قال لنا: إشهدوا علي وليست ساعة الكذب هذه الساعة: لسمعت أبا عبدالله (ع) يقول: (والله لايموت عبد يحب الله والرسول ويتولى الائمةعليهم‌السلام فتمسه النار) ثم أعاد الثانية والثالثة من غير أن أسأله. أخبرنا بذلك: علي بن أحمد عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الوشا. أخبرني ابن شاذان قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث، فلقيت بها الحسن بن علي الوشا، فسئلته أن يخرج لي كتاب العلاء بن رزين القلا، وأبان بن عثمان الاحمر،(٢) فأخرجهما إلى فقلت له: أحب أن تجيزها لي فقال لي: يا رحمك الله وما عجلتك؟ إذهب فاكتبهما واسمع من بعد، فقلت: لا آمن الحدثان، فقال لو علمت ان هذا الحديث يكون لي هذا الطلب لا ستكثرت منه، فاني أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كل يقول: حدثنى جعفر بن محمد

____________________

(١) يأتي ترجمته رقم(٢٧١). والطريق صحيح بناء على وثاقة علي بن أحمد من مشايخه.

(٢) هذا طريق آخر إلى كتابهما فلا حظ. (*)

٣٦

عليهما‌السلام (١) . وكان هذا الشيخ عينا من عيون هذه الطائفة وله كتب منها ثواب الحج والمناسك، والنوادر. اخبرنا إبن شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن يعقوب بن يزيد عن الوشاء بكتبه. وله مسائل الرضاعليه‌السلام (٢) . أخبرنا ابن شاذان عن علي بن حاتم عن أحمد بن إدريس عن محمد ابن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء بكتابه مسائل الرضا (ع)(٣)

____________________

(١) ذكر جماعة منهم لمفيدرحمه‌الله في الارشاد عدد أصحاب أبي عبدالله (ع) ومن روى عنه فقال في ص٢٧١: فأن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على إختلافهم في الاراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل. قلت: هذا العدد الكثير ممن أدركهم الوشا من أصحابه قليل من كثير جدا ممن لم يدركهم من الكوفيين وغيرهم وقد ألف جماعة كثيرة من شيوخ أصحابنا كتبا في طبقات أصحابه ممن روى عنه الحديث وقد أنهاهم أعظم شيوخ أصحاب الحديث أبوالعباس أحمد بن سعيد بن عقدة الحافظ إلى أربعة آلاف وذكر في ترجمة كل حديثا. عنه عن أبي عبداللهعليه‌السلام إلا أنه مما يتأسف عليه عدم وجود نسخة من هذا المؤلف الضخم ولم يبلغ ما جمعه شيخ الطائفة في طبقات أصحابه من الرجال إلى هذا العدد وإن ذكر في مقدمته إنه ذكر ما ذكره إبن عقدة وما لم يذكره قلت: نشكر الله تعالى على ما وفقناه لانهاء عددهم إلى اكثر من أربعة آلاف من أصحابه وممن روى عنه (ع) مع ذكر رواية مسندة عنه عنه (ع) لو ظفرنا بها وإشارة إلى من روى عنه عنهعليه‌السلام في كتابنا الكبير في طبقات من روى الحديث عن النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن الائمة الاثنى عشر من خلفائه الطاهرينعليهم‌السلام (٢) فيه اشكال باحمد بن محمد بن يحيى فلم يصرح بتوثيق وان استفيد من امور(٣) صحيح على كلام بابن شاذان من مشايخ النجاشي. وفى الفهرست(٥٤): له كتاب اخبرنا به عدة من أصحابنا = = عن أبي المفضل عن إبن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن علي الوشا قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل، وبابن بطة كما يأتي في ترجمتهما وروى الشيخ عنه في التهذيب ج ٩ / ٢٤٦ ولم يذكر طريقه اليه في مشيخته ولعله عول على ما في الفهرست. وروى الصدوق في المشيخة رقم(٢١٤) عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى وابراهيم إبن هاشم جميعا عن الحسن بن علي الوشا المعروف بابن بنت الياس. قلت: طريقه صحيح رواته الثقات الاجلاء. ثم إن كتابه المسائل هو ما جمعه الوشا من المسائل مما روى عن الائمة الطاهرين وغيرهم ليسئلها عن الرضا (ع) ويختبره بها قبل ما يقطع عليه كما أشرنا اليه وقد روى الكتاب أيضا شيخنا الصدوق في عيون أخبار الرضا (ع) عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن أبي الخير صالح بن أبي حماد عن الحسن بن علي الوشا. والطريق حسن على كلام بصالح إبن أبي حماد كما يأتي في ترجمته.

(*)

٣٧

٨٠ - الحسن بن علي بن النعمان

مولى بني هاشم(١) أبوه علي بن النعمان الاعلم(٢) ،

____________________

(١) وهكذا ذكره الشيخ في الفهرست(٥٤) وذكره في أصحاب العسكري (ع) من رجاله(٤٣٠) وقال: كوفي. ويأتي في ترجمة أبيه: أن ابنه الحسن بن علي وابنه أحمد رويا الحديث. وقال الكشي في داود إبن النعمان(٣٦): وهو عم الحسن بن علي بن النعمان. ثم ان قوله: " مولى بني هاشم " يفسر ما يأتي في أبيه من قوله: " الا علم النخعي أبو الحسن مولاهم، كوفي ".

(٢) ذكرهرحمه‌الله انه أبوه ثانيا إما لنفي إحتمال تعدد علي إبن النعمان مولى بني هاشم وعلي بن النعمان الاعلم النخعي الكوفي فعلى هذا فالجملة مبتداء وخبروكل ما ذكر بعده فهو للحسن ويؤيده ان توثيق الاب في المقام مع أنه يأتي أيضا في ترجمة نفسه تكرار، بلا وجه، وإما للتنبيه على عدم وثاقة الابن. ويبعد الثاني قوله: له كتاب الخ. فانه عليه كان الاوجه ان يقول: ولكن له كتاب الخ. إستدراكا لمدحه بأبيه المشعر بعدم مدح ولا توثيق له بنفسه. (*)

٣٨

ثقة، ثبت(١) له كتاب نوادر، صحيح الحديث كثير الفوائد اخبرني إبن نوح عن البزوفري قال حدثنا أحمد بن ادريس عن الصفار عنه بكتابه(٢)

____________________

(١) قد عرفت ان الظاهر كون التوثيق للحسن وكذا مدحه بكونه ثبتا وبكتابه وبحديثه وهذا هو الظاهر من العلامة في الخلاصة وابن داود وجماعة من المحققين فدعوى كونه للاب بل واحتماله ضعيف.وقد روى عنه أجلة الحديث مثل سعد بن عبدالله، والصفار، ومحمدبن أحمد بن يحيى مع انه لم يستثن روايته عنه كما في يب ج ٥ في فقه زيادات الحج وصا ج ٢ / ٣٣٤.

(٢) كالصحيح على اشكال بأحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري فلم يوثق إلا أن التلعكبري روى عنه.وفي الفهرست: له كتاب نوادر الحديث كثير الفوائد اخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن إبن بطة عن أحمد بن أبي عبدالله والصفار جميعا عنه. قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل وبابن بطة.ثم ان الظاهر سقوط كلمة (صحيح) بعد نوادر بقرينة المتن لكن النسخ خالية عنها. وروى الصدوق في المشيخة (رقم ٣٢٧) عن أبيه ومحمد بن الحسن (رحمها الله) عن سعد بن عبدالله عن الحسن بن علي بن النعمان. قلت: طريقه صحيح رواته أجلاء الثقات. (*)

٣٩

٨١ - الحسن بن علي بن بقاح(١)

كوفي ثقة مشهور(٢) صحيح الحديث(٣) ،

____________________

(١) وهو الحسن بن علي بن يوسف بن بقاح كما يأتي في الحسن بن علي بن يقطين روايته كتابه بواسطة صالح مولى علي بن يقطين، وروى كتاب معاذ بن ثابت الجوهري كما في الفهرست(١٦٨) وفيه: المعروف بابن بقاح. وهو ايضا الازدي، فروى في التهذيب ج ٧ / ٣٧٠ والاستبصار ج ٣ / ٢٣١ عن محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عن الحسن ابن علي بن يوسف الازدي عن عاصم بن حميد، وذلك بقرينة روايته بهذا الاسناد عن معاذ بن ثابت كثيرا.

(٢) روى عنه الاجلة مثل علي بن الحسن بن فضال كثيرا، ومحمد ابن الحسين، وأبوجعفر احمد بن محمد بن عيسى، والحسن بن علي الكوفي، والحسن بن الحسين اللؤلؤي، وعلي بن الحسن الميثمي، والحسن ابن مئيل، اسحاق بن بنان، والحسن بن موسى الخشاب، ومحمد ابن بكر بن جناح.

(٣) الظاهر أن المدح بكونه صحيح الحديث بوجه مطلق إنما يصح إذا خلت أحاديثه من الغلو والتخليط، والمناكير، والشذوذ، والاضطراب، ولم يروها عن الضعاف، أو المجاهيل، او الغلاة او أصحاب المذاهب الباطلة، أومن لا يبالي بالحديث، وهذا لما يظهر من طعن الاصحاب في بعض الرواة بشئ من ذلك إلا أن يكون المدح لكتابه وان كتابه صحيح الحديث فانه حينئذ لاينافي كونه مطعونا في مذهبه ولذا ترى أن الماتن قال في الحسن بن عبيد الله العبدي كما يأتي: انه طعن عليه ورمى بالغلو.ومع هذا قال: له كتب صحيحة الحديث وتحقيق ذلك مع ذكر من ذكر بهذا المدح ذكرناه في محل آخر. (*)

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

ألقرن السّابع

٥٧

مجد الدين ابن جميل

ألمتوفّى: ٦١٦

ألمت وهي حاسرةٌ لثاما

وقد ملأت ذوائبها الظلاما

وأجرت أدمعاً كالطلِّ هبَّت

له ريح الصَّبا فجرى تواما

وقالت: أقصدتك يد الليالي

وكنت لخائف منها عصاما

وأعوزك اليسير وكنت فينا

ثمالاً للأرامل واليتاما

فقلت لها: كذاك الدَّهر يجني

فقرِّي وارقبي الشَّهر الحراما

فأنِّي سوف أدعو الله فيه

وأجعل مدح ( حيدرة ) إماما

وأبعثها إليه منِّقحات

يفوح المسك منها والخزامى

تزور فتى كأنَّ أبا قبيس

تسنّم منكبيه أو شماما

أغرّ له إذا ذكرت أياد

عطاءٌ وابلٌ يشفي الأواما

وأبلج لو ألمَّ به ابن هند

لأوسعه حباءاً وابتساما

ولو رمق السَّماء وليس فيها

حياً لاستمطرت غيثاً ركاما

وتلثم من تراب أبي تراب

تراباً يُبرئ الدّاء العقاما

فتحظى عنده وتؤُب عنه

وقد فازت وأدركت المراما

بقصد أخي النبيِّ ومن حباه

بأوصاف يفوق بها الأناما

ومَن أعطاه يوم ( غدير خمِّ )

صريح المجد والشرف القدامى

ومن رُدَّت ذكاءُ له فصلّى

أداءاً بعد ما ثنت اللثاما(١)

وآثر بالطَّعام وقد توالت

ثلاثٌ لم يذق فيها طعاما

بقرص من شعير ليس يرضى

سوى الملح الجريش له إداما

____________________

١ - أداء بعد ما كست الظلاما. كذا في بعض النسخ.

٤٠١

فردَّ عليه ذاك القرص قرصاً

وزاد عليه ذاك القرص جاما

أبا حسن وأنت فتى إذا ما

دعاه المستجير حمى وحاما

أزرتك يقظةً غرر القوافي

فزرني يا بن فاطمة مناما

وبشِّرني بأنَّك لي مجيرٌ

وإنَّك مانعي من أن اُضاما

فكيف يخاف حادثة الليالي

فتىً يعطيه ( حيدرةٌ ) ذماما؟

سقتك سحائب الرضوان سحّا

كفيض يديك ينسجم انسجاما

وزار ضريحك الأملاك صفّا

على معناك تزدحم ازدحاما

ولا زالت روايا المزن تهدي

إلى النجف التحيّة والسّلاما

(ما يتبع الشعر)

وقفت في غير واحد من المجاميع العتيقة المخطوطة على أنَّ مجد الدين إبن جميل كان صاحب المخزن في زمن الناصر فنقم عليه وأودعه السِّجن فسأله رجال الدَّولة من الأكابر فلم يقبل فيه شفاعة أحد وتركه في الحجرة مدَّة عشرين سنة فخطر على قلبه أن يمدح الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فمدحه بهذه الأبيات ونام فرآه في ما يراه النائم وهو يقول: ألسّاعة تخرج. فانتبه فرحاً وجعل يجمع رحله فقال له الحاضرون: ما الخبر؟ فقال لهم: ألسّاعة أخرج. فجعل أهل السِّجن يتغامزون ويقولون: تغيّر عقله، وأمّا الناصر فإنّه أيضاً رأى أمير المؤمنين في الطيف فقال لهعليه‌السلام : أخرج إبن جميل في هذه السّاعة. فانتبه مذعوراً وتعوَّذ من الشيطان ونام فأتاهعليه‌السلام ثانياً وقال له مثل الأوَّل فقال: ما هذا الوسواس؟ فأتاه ثالثة وأمره بإخراجه، فانتبه وأنفذ في الحال مَن يطلقه فلمّا طرق الباب قال: والله وذا أنا متهيِّئٌ فلمّا مثل بين يدي الناصر عرَّفوه انّهم وجدوه متهيِّئاً للخروج فقال له: بلغني أنّك كنت متهيِّئاً للخروج، فممّاذا؟ قال: إنّه جاء إليَّ مَن جاءك قبل أن يجيئ إليك. قال: فبماذا؟ قال: عملت فيه قصيدة، فقال الناصر: أنشدنيها فأنشد القصيدة.

(الشاعر)

مجد الدين أبو عبد الله محمّد بن منصور بن جميل الجبائي ويقال: الجبي. المعروف بابن جميل الفزاري، كاتبٌ شاعرٌ، وأديبٌ متضلّع، له في النحو واللغة والأدب وقرض

٤٠٢

الشعر خطوات واسعة، وفي ( معجم الاُدباء ) صحيفة بيضاء، وفي ( طبقات النحاة ) ذكرى خالدة، وقد جمع شوارد تاريخ ذلك الشاعر الفحل المنسيِّ الدكتور مصطفى جواد البغدادي في ترجمة نشرتها [ مجلّة الغري ] النجفيّة الغرّاء في عددها ال‍ ١٦ من السنة السّابعة ص ٢ ونحن نذكرها برمّتها متناً وتعليقاً قال:

وُلد بقرية من نواحي هيت تُعرف بجبا، وقدم بغداد في أوّل عمره وقرأ بها الأدب ولازم مصدّق بن شبيب الواسطي النحوي حتّى برع في النحو واللغة والفقه والفرائض والحساب بعد قراءة القرآن الكريم، وسمع الحديث من جماعة من الشيوخ منهم: أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن كليب، والقاضي أبو الفتح محمّد بن أحمد المندائي الواسطي سمعه حين قدومه بغداد، وعالج النثر والنظم فبلغ منهما مرتبة عاليةً، قال القفطي: « وقد كان أنشأ مقامات ظهر منها قطعة رأيتها في جملة أجزاء أحضرت من بغداد إلى حلب للبيع بخطِّه وكان خطّاً متوسّطاً صحيح الوضع فيه تلتبس نقط ثابتة لا تكاد تتغيَّر ( كذا ) وشعره جيِّدٌ مشهورٌ مصنوعٌ لا مطبوع »(١) ، ووصفه ياقوت الحموي بأنَّه نحويُّ لغويُّ أديبٌ من أفاضل العصر، قال: وكان بليغاً مليح الخطِّ غزير الفضل متواضعاً مليح الصّورة طيِّب الأخلاق(٢) . وكان من شعراء الديوان العبّاسي، ومدح الخليفة الناصر لدين الله بقصائد كثيرة كان يوردها في المواسم والهناءات(٣) فعرف واشتهر ورتّب كاتباً في ديوان الترَّكات الحشريَّة وناظراً فيه، وهي تركات مَن يتوفَّى وتحشر إلى بيت المال لعدم الوارث المستحقّ بحسب مذهب الشافعي، وكان ببغداد رجلٌ تاجرٌ يُعرف بابن العنيبري، وكان صديقاً له فلمّا حضرته الوفاة سأله الحضور إليه فلمّا حضر قال له: أنا طيِّب النفس بموتي في زمان ولايتك ليكون جاهك ( على ) أطفالي وعيالي. فوعده بهم جميلاً، فلمّا مات حضر إلى تركته وباشرها فرأى فيها ألف دينار عيناً فأخذها وحملها إلى الإمام الناصر وأصحبها مطالعة منه يقول فيها: مات ابن العنيبري - ورث الله الشَّريعة أعمار الخلايق - وقد حمل المملوك من المال الحلال الصّالح للمخزن ألف دينار

____________________

١ - أصول التاريخ والأدب ١٩ ص ١٦٦، ج ٩ ص ٦٧ - ٨، من مجموعاتنا الخطية وعدتها ثلاثة وثلاثون مجلدا وهي في ازدياد.

٢ - معجم الأدباء ٧ ص ١١٠.

٣ - أصول التاريخ والأدب ج ١٩ ص ١٦٦.

٤٠٣

وهو في عهدة تبقيها دنياً وآخرةً. قال القفطي: كان ظالم النفس عسوفاً فيما يتوّلاه قال لبعض العاقلين: خف عذابي فإنَّه أليمٌ شديدٌ. فقال له الرَّجل: فإذا أنت الله لا إ~له إلّا هو. فخجل ولم يمنعه ذلك ولم يردعه عمّا أراده من ظلمه. قال: وكان يظنُّ بنفسه الكثير حتّى لا يرى أحداً مثله(١) .

ثمَّ توصَّل مجد الدِّين إلى أن يكون كاتباً في المخزن، وهو كوزارة الماليَّة في عصرنا، وكانت توقيعات التعيينات مسندةً كتابتها إليه، ثمَّ ترقَّى حتَّى صار صدراً في المخزن، أي صاحب المخزن كوزير الماليَّة في عصرنا، وكان ذلك في ليلة عاشر ذي القعدة سنة ٦٠٥ مضافاً إلى ولاية دُجيل وطريق خراسان أي لواء ديالى والخالص والخزانة والعقار وغير ذلك من أعمال الحضرة ببغداد(٢) .

ولما كان كاتباً عدلاً في المخزن كان له من الجراية أي الجامكيَّة خمسة دنانير في الشهر، فلمّا ولي الصدريَّة قرّر له عشرة دنانير، وقد ذكر القفطي حكاية وقعت للمترجم أيّام توليّه صدريَّة المخزن إلّا أنَّ سقم الخطّ الذي كتبت به أحالها، قال: سأله بعض التجّار والغرباء العناية بشخص في إيصال حقّه إليه من المخزن فوعده ومطّله، فقال التاجر الشافع - وكان يدلُّ عليه -: فدفعت إليه في كلِّ يوم بدانق. قال له: وكيف؟ قال: لأنَّك كنت عدلاً أقرب منه حالاً اليوم. وأشار إلى أنَّه لما زيد رزقه ورفعت مرتبته تجبر دصر - كذا - زيادة وهي سدس درهم في كلِّ يوم وهو الدانق حتّى أخجله الله وصرف عن ذلك وسجن مدَّة(٣) ، وكان عزله عن تلك الولايات كلّها يوم السبت الثالث والعشرين من شهر ربيع الأوَّل سنة ٦١١ هج‍، ثمَّ اُطلق من السِّجن وجُعل وكيلاً كاتباً بباب دار الأمير عدَّة الدين أبي نصر محمّد بن الناصر لدين الله ومات وهو على ذلك في منتصف شعبان من سنة ٦١٦ هج‍، وكان كهلاً ودُفن في مقابر قريش أي أرض المشهد الكاظمي(٤) .

____________________

١ - أصول التاريخ والادب ٩ ص ٦٧، ٦٨.

٢ - أصول التاريخ والادب ١٩ ص ١٦٦، والجامع المختصر ٩ ص ٢٦٥ - ٦.

٣ - أصول التاريخ والادب ٩ ص ٦٨.

٤ - الاصول المذكورة ١٩ ص ١٦٦، ومعجم الادباء ٧ ص ١١٠، ومن معجم الادباء نقل السيوطى كما في البغية ص ١٠٧، وترجمه الذهبى نقلا عن مجد الدين ابن النجار، أصول التاريخ ٢٤ ص ٢٤٧.

٤٠٤

وكان له من الأولاد إبنٌ اسمه صفيُّ الدين عبد الله كان مقدَّم شعراء الديوان في أيّام المستعصم بالله وتوفِّي سنة ٦٦٩ هج(١) .

وكان له أخٌ يلقَّب بقطب الدّين فقد ذكر إبن واصل الحموي المؤرِّخ المشهور: انَّ جدّه تاج الدين نصر الله بن سالم بن واصل صاحب القاضي ضياء الدين القاسم بن الشهرزوري إنحدر من الموصل إلى بغداد مع القاضي المذكور في ثامن عشر شعبان سنة ٥٩٥ ولما وصلا إلى بغداد أمر الخليفة الناصر لدين الله بإنزالهم في درب الخبّازين(٢) من سوق الثلاثاء ثمّ أنزل تاج الدين في دار صاحب المخزن، قال والد المؤرِّخ المذكور: وكان بين والدي - يعني تاج الدين - والصّاحب شمس الدولة محمّد بن جميل الفزاري مودّة نسجتها الصَّداقة بين والدي وأخيه قطب الدين في سفرات عديدة إلى دمشق المحروسة فلمّا طال المزار وأقمنا بدار الخلافة، على وجه الإيثار، صار الخبر عياناً وأصبح المعارف خلاناً فبقي شمس الدَّولة ووالدي - رح - يتزاوران ليلاً طرحاً للكلفة(٣) .

أدب مجد الدين ابن جميل

لا ريب في أنَّ ضياع أدب الأديب من إمارات ضياع ترجمته أو استبهامها، وقد غبرنا دهراً نبحث عن ترجمة هذا الأديب الكبير فلم نعثر إلّا على ما ذكرنا من الأخبار والسيرة المختصرة، فأين مجموع نثره وديوان شعره والمقامات التي أنشأها؟ إنَّها في ضمير الغيب، ولم يصل إليَّ منها إلّا ما أنا ناشره بعد هذا، كتب مجد الدين محمّد بن جميل إلى جدِّه إبن واصل المذكور:

إن أخذ الخادم في شكر الإنعام الزيني(٤) قصر عن غايته وقصر دون نهايته، وإن تعرَّض لوصف تلك الخلال الشريفة، والأخلاق اللطيفة، والألفاظ المستعذبة المألوفة مكنوناً من عيِّه، ولكنَّه نشر ما لعلّه كان مطويّاً من حصره وفيها هنة لكنَّه يقول على ثقة من مسامحته:

____________________

١ - الحوادث الجامعة ص ١٨٤، ٣٦٨.

٢ - هو محلة العاقولية الحالية وفيها مدرسة التفيض الاهلية

٣ - أصول التاريخ والادب ٢٣ ص ٥٧.

٤ - كذا ورد وقد قدمنا ان لقبه تاج الدين فلعله بدل لقبه بعد ذلك كما كان جارياً في الدولة العباسية.

٤٠٥

قصدت ربعي فتعالى به

قدري فدتك النفس من قاصدِ

فما رأى العالم من قبلها

بحراً مشى قطُّ إلى واردِ

فللّه هو من بحر خضم عذب ماؤه وسرى نسيماً هواؤه فأمن سالكوه من خطره ورأوا عجائبه وفازوا بدرره، وإن كنت في هذا المقام كالمنافس على قول ابن قلاقس(١) :

قبِّل بنانَ يمينه

وقل: ألسَّلام عليك بحراً

وغلطتُ في تشبيهه

بالبحر أللهمَّ غفرا

والله تعالى يسبغ الظلّ الظليل، ويبقي ذلك المجد الأثيل، ويستخدم الدَّهر لخدمه ومحبّيه، ويمتِّعهم ببلوغ الآمال منه وفيه بمنّه وكرمه(٢) .

هذه هي الرِّسالة الأخوانيَّة الوحيدة التي عثرت عليها لمجد الدين ابن جميل، وله توقيعٌ كتبه في سنة ٦٠٤ أيّام كان كاتباً في المخزن في تولية ضياء الدين أحمد بن مسعود التركستاني الحنفي التدريس بمدرسة الإمام أبي حنيفة المجاورة لقبره يومذاك قال فيه:

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، ألحمد لله المعروف بفنون المعروف والكرم، ألموصوف بصنوف الإحسان والنعم، ألمتفرِّد بالعظمة والكبرياء والبقاء والقدم، الذي اختصَّ الدار العزيزة - شيّد الله بناها، وأشاد مجدها وعلاها - بالمحلِّ الأعظم والشَّرف الأقدم، وجمع لها شرف البيت العتيق ذي الحرم، إلى شرف بيت هاشم الذي هشم، جاعل هذه الأيّام الزاهرة الناظرة، والدولة القاهرة الناصرة، عقداً في جيد مناقبها وحليّاً يجول على ترائبها - أدامها الله تعالى ما انحدر لثام الصَّباح، وبرح خفاء براح - أحمده حمد معترفٍ بتقصيره عن واجب حمده، مغترفٍ من بحر عجزه مع بذل وسعه وجهده، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وهو الغنيُّ عن شهادة عبده، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله الذي صدع بأمره، وجاء بالحقِّ من عنده، صلّى الله عليه صلاةً تتعدَّى

____________________

١ - هو أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن مخلوف بن على بن عبد القوى بن قلاقس الاديب الشاعر المجيد، ولد سنة ٥٣٢، وتوفى بعيذاب سنة ٥٦٣. وقصر عمره يدل على نبوغه، وله الديوان المطبوع.

٢ - أصول التاريخ والادب ٢٣ ص ٥٧.

٤٠٦

إلى أدنى ولده وأبعد جدِّه، حتّى يصل عقبها إلى أقصى قصيّه ونزاره ومعده. وبعد: فلمّا كان الأجلُّ السيّد الأوحد العالم ضياء الدين شمس الاسلام رضيّ الدولة عزّ الشريعة علم الهدى رئيس الفريقين تاج الملك فخر العلماء أحمد بن مسعود التركستاني - أدام الله علوّه - ممّن أعرق في الدّين منسبه، وتحلّى بعلوم الشريعة أدبه، واستوى في الصحّة مغيبه ومشهده وشهد له بالأمانة لسانه ويده، وكشف الاختبار منه عفّةً وسداداً، وأبت مقاصده إلّا أناة واقتصاداً، رأى الإحسان إليه والتعويل عليه في التدريس ب‍ [مشهد أبي حنيفة] - رحمة الله عليه - ومدرسته وأسند إليه النظر في وقف ذلك أجمع لاستقبال حادي عشري ذي القعدة سنة أربع وستمائة الهلاليَّة وما بعدها وبعدها. وأمر بتقوى الله - جلّت آلاؤه وتقدَّست أسماءه - الّتي هي أزكى قربات الأولياء، وأنمى خدمات النّصحاء، وأبهى ما استشعره أرباب الولايات، وأدلّ الأدلّة على سُبُل الصّالحات، وفاعلها بثبوت القدم خليقٌ، وبالتقديم جديرٌ قال الله تعالى: إِنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم إنَّ اللّه عليمٌ خبير.

وأن يذكر الدرس على أكمل شرائط وأجمل ضوابط، مواظباً على ذلك سالكاً فيه أوضح المسالك مقدِّماً عليه تلاوة القرآن المجيد على عادة الختمات في البكر و الغدوات، متِّبعاً ذلك بتمجيد آلاء الله وتعظيمها والصَّلاة على نبيِّه - صلّى الله عليه صلاة يضوع أرج نسيمها - شافعاً ذلك بالثناء على الخلفاء الراشدين والأئمَّة المهديِّين - صلوات الله عليهم أجمعين - والإعلان بالدعاء للمواقف الشَّريفة المقدَّسة النبويّة الإماميّة الطاهرة الزكيّة المعظمّة المكرمّة الممجّدة الناصرة لدين الله تعالى - لا زالت منصورة الكتب والكتائب، منشورة المناقب، مسعودة الكواكب والمواكب، مسودَّة الأهب، مبيضَّة المواهب، ما خطب إلى جموع الأكابر وعلى فروع المنابر خطيب وخاطب - وأن يذكر من الاُصول فصلاً يكون من سهام الشّبه جُنَّة. ولنصر اليقين مظنَّة، متبعاً من المذهب ومفرداته ونكته ومشكلاته ما ينتفع به المتوسِّط والمبتدي، ويتبيّنه ويستضئ به المنتهي، وليذكر من المسائل الخلافيّة ما يكون داعياّ إلى وفاق المعاني والعبارات، هادياً لشوارد الأفكار إلى موارد المنافسات ناظماً عقود التحقيق في سلوك المحاققات(١) مصوباً أسنَّة البديهة إلى ثغر الأناة، معتصماً في جميع أمره بخشية الله

____________________

١ - كذا ورد بفك الادغام والصواب الادغام وشذ قولهم ( تجانن فلان ) أي اظهر الجنون وليس به.

٤٠٧

وطاعته، مستشعراً ذلك في علنه وسريرته.

والمفروض له عن هذه الخدمة في كلِّ شهر للإستقبال المقدَّم ذكره من حاصل الوقف المذكور لسنة تسع وتسعين الخراجيّة وما يجري مجراها من هلاليّة وما بعدها اُسوةً بما كان لعبد اللطيف ابن الكيال من الحنطة كيل البيع - ثلاثون قفيزاً - ومن العين الإماميّة - عشرة دنانير - يتناول ذلك شهراً فشهراً مع الوجوب والإستحقاق للاستقبال المقدَّم ذكره من حاصل الوقف المعيَّن للسنة المبَّينة الخراجيَّة وما بعدها بموجب ما استؤمر فيه من المخزن المعمور - أجلّه الله تعالى - وإذن: فليجر على عادته المذكورة وقاعدته، ولتكن صلاته وجماعته في جامع القصر الشريف(١) في الضفَّة التي لأصحاب أبي حنيفة - رحمة الله عليه - وليصرف حاصل الوقوف المذكورة في سبلها بمقتضى شرط الواقف المذكور في كتاب الوقفيَّة من غير زيادة فيها ولا عدول عنها ولا حذف شيء منها، عالماً انّه مسؤول في غده عن يومه وأمسه، وإنَّ أفعال المرء صحيفةٌ له في رمسه وليبذل جهده في عمارة الوقوف المذكورة واستنمائها واستثمار حاصلها وارتفاعها مستخيراً من يستخدمه فيها من الأجلاد الاُمناء ذوي العفّة والغناء متطلّعاً إلى حركاتهم و سكناتهم، مؤاخذاً لهم على ما لعلّه يتّصل به من فرطاتهم، لتكون الأحوال متّسقة النظام، والمال محروساً من الانثلام، وليبتدئ بعمارة المشهد والمدرسة المذكورين وإصلاح فرشها ومصابيحها، وأخذ القوام على الخدمة بها، وإلزام المتفقَهة بملازمة الدروس و تكرارها، وإتقان المحفوظات وإحكامها، وليثبت بخزانة الكتب من المجلّدات وغيرها معارضاً ذلك بفرسته متطلّبا ما عساه قد شذَّ منها، وليأمر خازنها بعد استصلاحه بمراعاتها و نفضها في كلِّ وقت ومرمّة شعثها، وأن لا يخرج منها إلّا إلى ذي أمانة مستظهر بالرَّهن عن ذلك، وليتلقَّ هذه الموهبة بشكر يرتبطها ويدبِّر اخلافها واجتهاد يضبطها ويؤمن إخلافها وليعمل بالمحدود له في هذا المثال من غير توقّف فيه بحال - إن شاء الله تعالى - وكتب لسبع بقين من ذي القعدة من سنة أربع وستمائة، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلّى الله على نبيِّنا محمّد وآله الطاهرين الأكرمين وسلّم(٢) .

____________________

١ - هو جامع سوق الغزل الحالى ولكنه كان أوسع اقطاراً وأوعب للناس.

٢ - الجامع المختصر ٩ ص ٢٣٣ - ٦.

٤٠٨

ألقرن السابع

٥٨

اُلشواء الكوفي الحلي

ولد: ٥٦٢ تقريباً

توفّي: ٦٣٥

ضمنت لمن يخاف من العقابِ

إذا والى الوصيَّ أبا ترابِ

يرى في حشره ربّاً غفوراً

ومولىً شافعاً يوم الحسابِ

فتىً فاق الورى كرماً وبأساً

عزيز الجار مخضرَّ الجنابِ

يُرى في السِّلم منه غيث جود

وفي يوم الكريهة ليث غابِ

إذا ما سلَّ صارمه لحربٍ

أراك البرق في متن السِّحابِ

وصيُّ المصطفى وأبو بنيه

وزوج الطّهر من بين الصّحابِ

أخو النصِّ الجليِّ بيوم خمّ

وذو الفضل المرتَّل في الكتابِ(١)

( ألشاعر )

أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل بن عليّ بن أحمد بن الحسين بن إبراهيم المعروف بالشواء الملقَّب بشهاب الدين الكوفي الحلبي مولداً ومنشئاً ووفاتاً.

هو من بواقع الشعر والأدب، ولقد أتته الفضيلة من هنا وهناك، فرأيٌ مسدَّد، وهوًى محبوب، ونزعةٌ شريفة، وقريضٌ رائق، وأدبٌ فائق، وقوافٍ ذهبيّة، وعروضٌ متقن، فأيُّ أخي فضل يتسنَّم ذروة مجده؟ وتلك نزعته وهذه صنعته، ترجمه زميله إبن خلكان في تاريخه ٢ ص ٥٩٧، وله ذكره الجميل في شذرات الذهب ٥ ص ١٧٨، و تاريخ حلب ٤: ٣٩٧، وتتميم أمل الآمل للسيِّد إبن شبانة، ونسمة السحر فيمن تشيّع

____________________

١ - الطليعة فى شعراء الشيعة ج ٢ مخطوط للعلامة السماوى: وتوجد منها ثلاثة ابيات فى تاريخ ابن خلكان.

٤٠٩

وشعر، والكنى والألقاب ١: ١٤٦، والطليعة في شعراء الشيعة، ونحن نذكر ما في تاريخ إبن خلكان ملخّصاً قال:

كان أديباً فاضلاً متقناً لعلم العروض والقوافي، شاعراً يقع له في النظم معان بديعة في البيتين والثلاثة، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلّدات، وكان زيّه زيّ الحلبيِّين الأوائل في اللباس والعمامة المشقوقة، وكان كثير الملازمة لحلقة الشيخ تاج الدين أبي القاسم أحمد بن هبة الله بن سعد بن سعيد بن المقلّد المعروف بابن الجبراني النحوي اللغوي، وأكثر ما أخذ الأدب منه وبصحبته انتفع. كان بيني وبين الشهاب الشواء مودَّة أكيدة وموانسة كثيرة ولنا اجتماعات في مجالس نتذاكر فيها الأدب، و أنشدني كثيراً من شعره، وما زال صاحبي منذ أواخر سنة ثلاث وثلاثين وستمائة إلى حين وفاته، وقبل ذلك كنت أراه قاعداً عند إبن الجبراني المذكور في موضع تصدّره في جامع حلب، وكان يكثر التمشِّي في الجامع ايضاً على جري عادتهم في ذلك كما يعملون في جامع دمشق، وكان حسن المحاورة مليح الإيراد مع السكون والتأنّي، وأوَّل شيءٍ أنشدني من شعره قوله:

هاتيك يا صاح ربا لعلع

ناشدتك الله فعرِّج معي

وانزل بنا بين بيوت النقا

فقد غدت آهلة المربعِ

حتّى نطيل اليوم وقفاً على الـ

ـ ساكن أو عطفاً على الموضعِ

وكان كثيراً ما يستعمل العربيّة في شعره فمن ذلك قوله:

وكنّا خمس عشرة في التئام

على رغم الحسود بغير آفه

فقد أصبحت تنويناً وأضحى

حبيبي لا تفارقه الإضافه

وله في غلام أرسل أحد صدغيه وعقد الآخر:

أرسل صدغاً ولوى قاتلي

صدغاً فأعيا بهما واصفه

فخلت ذا في خدِّه حيّةً

تسعى وهذا عقرباً واقفه

ذا ألفٌ ليست لوصل وذا

واوٌ ولكن ليست العاطفه

وله في شخص لا يكتم السرَّ:

لي صديقٌ غدا وإن كان لا

ينطق إلّا بغيبةٍ أو محالِ

٤١٠

أشبه الناس بالصّدى إن تحدِّ

ثه حديثاً أعاده في الحالِ(١)

وله قوله:

قالوا حبيبك قد تضوًع نشره

حتّى غدا منه الفضاء معطَّرا

فاجبتهم والخال يعلو خدّه

أوَ ما ترون النار تحرق عنبرا؟

وله قوله:

هواك يا من له اختيالُ

مالي على مثله احتيالُ

قسمة أفعاله لحيني

ثلاثةٌ مالها انتقالُ

وعدك مستقبلٌ وصبري

ماضٍ وشوقي إليك حالُ

وله ايضاً:

إن كان قد حجبوه عنّي غيرة

منهم عليه فقد قنعت بذكرهِ

كالمسك ضاع لنا وضاع مكانه

عنّا فأغنى نشره عن نشرهِ

وله ايضاً في غلام قد ختن:

هنّأت مَن أهواه عند ختانه

فرحاً وقلبي قد عراه وجومُ

يفديك من ألم ألمَّ بك امرؤٌ

يخشى عليك إذا ثناك نسيمُ

أمعذبي كيف استطعت على الأذى

جلداً وأجزع ما يكون الريمُ؟

لو لم تكن هذي الطّهارة سنَّةُ

قد سنّها من قبلُ إبراهيمُ

لفتكت جهدي بالمزيِّن إذ غدا

في كفِّه موسى وأنت كليمُ

ومعظم شعره على هذا الاُسلوب. وكان من المغالين في التشيّع وأكثر أهل حلب ما كانوا يعرفونه إلّا بمحاسن الشواء والصّواب فيه هو الذي ذكرته هاهنا وأنَّ اسمه يوسف وكنيته أبو المحاسن. ورأيت ترجمته في كتاب ( عقود الجمان ) الذي وضعه صاحبنا الكمال إبن الشعار الموصلي، وكان صاحبه وأخذ عنه كثيراً من شعره وهو من أخبر الناس بحاله، كان مولده تقريباً في سنة اثنين وستِّين وخمسمائة فانّه كان لا يتحقّق مولده، وتوفّي يوم الجمعة تاسع عشر المحرَّم سنة خمس وثلاثين وستمائة بحلب، ودفن ظاهرها بمقبرة باب أنطاكّية غربي البلد، ولم أحضر الصّلاة عليه لعذر

____________________

١ - الصدى: طير معروف. ما يرده الجبل أو غيره الى المصوت مثل صوته.

٤١١

عرض لي في ذلك الوقت - رحمه الله تعالى - فلقد كان نعم الصاحب.

وأمّا شيخه إبن الجبراني المذكور فهو طاءيٌّ بحتريٌّ من قرية جبرين من أعمال عزاز، وكان متضلّعاً من علم الأدب خصوصاً اللغة فإنّها كانت غالبة عليه وكان متبحِّراً فيها، وكان له تصدّر في جامع حلب في المقصورة الشرقيّة المشرفة على صحن الجامع، وكان مولده يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شوّال سنة إحدى وستِّين وخمسمائة، وتوفّي يوم الأثنين سابع رجب من سنة ثمان وعشرين وستمائة بحلب، ودفن في سفح جبل جوشن رحمه الله تعالى. ه‍.

قال الأميني: في معجم البلدان ٣: ١٧٢ نقلاً عن عبد الله بن محمّد بن سعيد بن سنان الخفاجي في ديوانه عند أبيات في جوشن قال: جوشن جبل في غربي حلب ومنه كان يُحمل النحاس الأحمر وهو معدنه، ويقال: إنّه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنه ونساؤه، وكانت زوجة الحسين حاملاً فأسقطت هناك فطلبت من الصناّع في ذلك الجبل خبزاً أو ماءً فشتموها ومنعوها، فدعت عليهم فمن الآن من عمل فيه لا يربح، وفي قبلي الجبل مشهدٌ يُعرف بمشهد السِّقط، ويسمىّ مشهد الدكّة، والسِّقط يسمَّى محسن بن الحسين رضي الله عنه. ه‍.

٤١٢

ألقرن السّابع

٥٩

كمال الدين الشافعي

ألمتوفّى: ٦٥٢

أضح واستمع آيات وحي تنزَّلت

بمدح إمام بالهدى خصّه اللهُ

ففي آل عمران المباهلة التي

بانزالها أولاه بعض مزاياهُ

وأحزاب حاميم وتحريم هل أتى

شهودٌ بها أثنى عليه فزكّاهُ

وإحسانه لما تصدَّق راكعاً

بخاتمه يكفيه في نيل حسناهُ

وفي آية النجوى التي لم يفز بها

سواه سنا رشد به تمَّ معناهُ

وأزلفه حتى تبوَّأ منزلاً

من الشّرف الأعلى وآتاه تقواهُ

وأكنفه لطفاً به من رسوله

بوارق أشفاق عليه فربّاهُ

وأرضعه أخلاف أخلاقه التي

هداه بها نهج الهدى فتوخّاهُ

وأنكحه الطّهر البتول وزاده

بأنّك منّي يا عليُّ وآخاهُ

وشرَّفه يوم « الغدير » فخصّه

بأنّك مولى كلِّ من كنت مولاهُ

ولو لم يكن إلاّ قضيّة خيبر

كفت شرفاً في مأثرات سجاياهُ(١)

( ألشاعر )

أبو سالم كمال الدين محمّد بن طلحة بن محمّد بن الحسن القرشي العدوي النصيبيني الشافعي المفتي الرحّال، أحد الصّدور والرؤساء المعظّمين، كان إماماً في الفقه الشافعي، بارعاً في الحديث والاُصول والخلاف، مقدَّماً في القضاء والخطابة، متضلّعاً في الأدب والكتابة، موصوفاً بالزهد.

سمع الحديث بنيسابور عن أبي الحسن المؤيّد بن عليِّ الطوسي، وزينب الشعريّة(٢)

____________________

١ - مطالب السؤول لناظمها - الصراط المستقيم للبياضى. التهاب مثير الأحزان.

٢ - بنت عبد الرحمن بن الحسن الجرجانى ام المؤيد توفيت سنة ٦١٥ فقيهة اشتغلت بالحديث واخذت عن جماعة من كبار العلماء رواية واجازة، مولدها ووفاتها بنيسابور.

٤١٣

وحدّث بحلب ودمشق وبلاد كثيرة. وروى عنه الحافظ الدمياطي(١) ومجد الدين ابن العديم(٢) وفقيه الحرمين الكنجي(٣) في « كفاية الطالب » قال في الكتاب ص ١٠٨: فمن ذلك ما أخبرنا شيخنا حجّة الإسلام شافعيُّ الزمان أبو سالم محمّد بن طلحة القاضي بمدينة حلب.

أقام بدمشق في المدرسة الأمينيّة وترسّل عن الملوك وساد وتقدَّم، وفي سنة ٦٤٨ كتب الملك الناصر - المتوفّى ٦٥٥ - صاحب دمشق تقليده بالوزارة فاعتذر وتنصّل فلم يقبل منه، فتولّاها بدمشق يومين كما في طبقات السبكي ٥: ٢٦، وتركها وانسلَّ خفية وترك الأموال والموجود وخرج عمّا يملك من ملبوس ومملوك وغيره، ولبس ثوباً قطنيّاً وذهب فلمُ يعرف موضعه، وقد نسب إلى الاشتغال بعلم الحروف والأوفاق وانّه يستخرج أشياء من المغيّبات. وقيل: إنّه رجع ويؤيِّد ذلك قوله في المنجِّم:

إذا حكم المنجِّم في القضايا

بحكم حازمٍ فاردد عليهِ

فليس بعالم ما الله قاض

فقلِّدني ولا تركن إليهِ

وقال فيه:

ولا تركننَّ إلى مقال منجِّم

وكل الاُمور إلى الإ~له سلِّمِ

واعلم بانّك إن جعلت لكوكب

تدبير حادثة، فلست بمسلمِ

وتولىّ في ابتداء أمره القضاء بنصيبين، ثمَّ قضاء مدينة حلب، ثمَّ ولي خطابة دمشق، ثمَّ لَمّا زهد حجَّ فلمّا رجع أقام بدمشق قليلاً، ثمَّ سار إلى حلب فتوفّي بها.

تآليفه

١ - ألعقد الفريد للملك السعيد. ألَّفه لنجم الدين غازي بن أرتق من ملوك ماردين طبع بمصر.

٢ - ألدّر المنظّم في اسم الله الأعظم. توجد منه نسخةٌ في مكتبة حسين باشا

____________________

١ - أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن ابى الحسن الدمياطى شيخ المحدثين المولود فى آخر سنة ٦١٣ والمتوفى ٧٠٥ كان كثير المشايخ يزيدون على ألف وثلثمائة شيخ، ألف كتابا فى تراجمهم فى مجلدين.

٢ - قاضى القضاة عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن العديم الحلى ثم الدمشقى الحنفى توفى سنة ٦٧٧.

٣ - أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشى الشافعى المتوفى ٦٥٨.

٤١٤

بآستانة رقمها: ٣٤٦. وذكر شطراً منه الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة ص ٤٠٣، ٤٧١.

٣ - مفتاح الفلاح في اعتقاد أهل الصّلاح.

٤ - كتاب دائرة الحروف.

٥ - مطالب السؤول في مناقب آل الرّسول. طبع غير مرَّة. قال معاصره الأربلي في « كشف الغمَّة » ص ١٧: مطالب السؤول في مناقب آل الرَّسول تصنيف الشيخ العالم كمال الدين محمّد بن طلحة، وكان شيخاً مشهوراً وفاضلاً مذكوراً أظنّه مات سنة أربع وخمسين وستمائة، وحاله في ترفّعه وزهده وتركه وزارة الشام وانقطاعه ورفضه الدنيا حالٌ معلومةٌ قرب العهد بها، وفي إنقطاعه عمل هذا الكتاب وكتاب الدائرة، وكان شافعيَّ المذهب من أعيانهم ورؤسائهم. ا ه.

وينقل عنه السيِّد هبة الدين أبي محمَّد الحسن الموسوي مصرِّحاً بنسبة الكتاب إليه في كتابه [ ألمجموع الرائق ] الذي ألَّفه سنة ٧٠٣.

ونسبه إليه إبن الصبّاغ المالكي المتوفَّى ٨٥٥ وينقل عنه كثيراً في « الفصول المهمّة » وتوجد منه نسخةٌ مخطوطةٌ مورَّخة بسنة ٨٩٦ منقولة عن نسخة بخطِّ المؤلِّف سنة ٦٥٠ في نحو ٢٥ كرَّاسة في مكتبة المدرسة الأحمديَّة بحلب.

وينقل عنه السيِّد الشبلنجي في « نور الأبصار » في مناقب آل النبيِّ المختار.

وُلدَ المترجَم سنة ٥٨٢ كما في طبقات السبكي، وشذرات الذهب، وتوفِّي بحلب في ١٧ رجب سنة ٦٥٢ كما في الكتابين: ألطبقات والشذرات، وفي الوافي بالوفيات للصفدي والتاريخ له، والبداية والنهاية لابن كثير، ومرآة الجنان لليافعي، والأعلام للزركلي، وغيرها وقد سمعت ظنَّ الاربلي بأنَّه توفِّي سنة ٦٥٤.

توجد جملةٌ من شعره في أهل البيت عليهم السّلام في كتابه « مطلب السؤول » منها قوله ختم به الكتاب:

رويدك إن أحببت نيل المطالب؟

فلا تعدُ عن ترتيل آي المناقبِ

مناقب آل المصطفى المهتدى بهم

إلى نعم التقوى ورغبى الرَّغائبِ

مناقب آل المصطفى قدوة الورى

بهم يبتغي مطلوبه كلّ طالبِ

٤١٥

مناقب تجلى سافرات وجوهها

ويجلو سناها مدلهمّ الغياهبِ

عليك بها سرّاً وجهراً فإنّها

يحلّك عند الله أعلى المراتبِ

وخذ عند ما يتلو لسانك آيها

بدعوة قلبٍ حاضرٍ غير غائبِ

لمن قام في تأليفها واعتنى به

ليقضي من مفروضها كلَّ واجبِ

عسى دعوةً يزكو بها حسناته

فيحظى من الحسنى بأسنى المواهبِ

فمن سأل الله الكريم أجابه

وجاوره الإقبال من كلِّ جانبِ

ومنها قوله في ص ٨:

هم العروة الوثقى لمعتصم بها

مناقبهم جاءت بوحي وإنزالِ

مناقب في الشورى وسورة هل أتى

وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي

وهم أهل بيت المصطفى فودادهم

على النّاس مفروضٌ بحكم وإسجالِ

فضايلهم تعلو طريقة متنها

رواة علوا فيها بشدٍّ وترحالِ

أشار بهذه الأبيات إلى عدَّة من فضايل العترة الطاهرة ممّا نزل به القرآن الكريم في سورة الشورى وهل أتى والأحزاب. أمّا الشورى ففيها قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودَّة في القربى. ومَن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا - ٢٣ - وقد أسلفنا في الجزء الثاني ص ٣٠٦ - ٣١٠، والجزء الثالث ص ١٧١ ما ورد في الآية الكريمة من أنَّها نزلت في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم.

وأمّا هل أتى ففيها قوله النازل فيهم: يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرُّه مستطيراً - ٧ - ويُطعمون الطعام على‏ حبِّه مسكيناً ويتيماً وأسيرا - ٨ -، وقد بسطنا القول في أنَّها نزلت فيهم صلوات الله عليهم في الجزء الثالث ص ١٠٧ - ١١١.

وأمّا الأحزاب ففيها قوله تعالى: من المؤمنين رجالٌ صدقوا. ما عاهدوا الله عليه فمنهم مَن قضى‏ نحبه ومنهم مَن ينتظر وما بدَّلوا تبديلا -٢٣ -، وقوله تعالى: إِنَّما يريد الله ليذهب عنكم الرِّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا - ٣٣ - وقد مرَّ في الجزء الثاني ص ٥١ نزول الآية الأولى في عليّ أمير المؤمنين وعمِّه حمزة وابن عمِّه عُبيدة. وقد تسالمت الاُمّة الإسلاميّة على نزول آية التطهير في صاحب الرِّسالة الخاتمة ووصيّه الطاهر وابنيهما الإمامين واُمِّهما الصدِّيقة الكبرى، وأخرج الحفّاظ وأئمَّة

_٢٦_

٤١٦

الحديث فيها أحاديث صحيحة متواترة في الصِّحاح والمسانيد لعلّنا نوقف القارئ عليها في بقيَّة أجزاء كتابنا. وما توفيقي إلّا بالله.

ومن شعره في العترة الطاهرة قوله:

يا ربّ بالخمسة أهل العبا

ذوي الهدى والعمل الصّالحِ

ومَن همُ سفن نجاةٍ ومَن

وإليهمُ ذو متجرٍ رابحِ

ومَن لهم مقعد صدقٍ إذا

قام الورى في الموقف الفاضحِ

لا تُخزني واغفر ذنوبي عسى

أسلم من حرِّ لظى اللّافحِ

فإنَّني أرجو بحبِّي لهم

تجاوزاً عن ذنبي الفادحِ

فهم لمن والاهمُ جُنّةٌ

تنجيه من طائرة البارحِ

وقد توسّلت بهم راجياً

نجح سؤال المذنب الطالحِ

لعلّه يحظى بتوفيقه

فيهتدي بالمنهج الواضحِ

ومن شعره في قتلة الإمام السبطعليه‌السلام قوله:

ألا أيّها العادون إنَّ أمامكم

مقام سؤال والرَّسول سؤولُ

وموقف حكم والخصوم محمّد

وفاطمة الزَّهراء وهي ثكولُ

وإنَّ عليّاً في الخصام مؤيِّدٌ

له الحقُّ فيما يدَّعي ويقولُ

فماذا تردّون الجواب عليهمُ؟

وليس إلى ترك الجواب سبيلُ

وقد سُؤتموهم في بنيهم بقتلهم

ووزر الذي أحدثتموه ثقيلُ

ولا يرتجى في ذلك اليوم شافعٌ

سوى خصمكم والشرح فيه يطولُ

ومن كان في الحشر الرسول خصيمه

فإنَّ له نار الجحيم مقيلُ

وكان عليكم واجباً في اعتمادكم

رعايتهم أن تحسنوا وتنيلوا

فإنَّهم آل النبيّ وأهله

ونهج هداهم بالنجاة كفيلُ

مناقبهم بين الورى مستنيرةٌ

لها غررٌ مجلوّةٌ وحُجولُ

مناقب جلّت أن تحاط بحصرها

فمنها فروعٌ قد زكت واُصولُ

مناقب من خلق النبيّ وخُلقه

ظهرن فما يغتالهنَّ اُفولُ

٤١٧

ألقرن السّابع

٦٠

أبو محمد المنصور بالله

وُلد: ٥٩٦

توفِّي: ٦٧٠

ألحمدُ للمهيمن الجبّارِ

مكوّر الليل على النّهار

ومنشئ الغمام والأمطارِ

على جميع النِّعم الغزارِ

ثمَّ صلاة الله خُصّت أحمدا

أبا البتول وأخاه السيِّدا

وفاطماً وابنيهما سمَّ العدى

وآلهم سفن النجاة والهدى

يا سائلي عمَّن له الإمامه

بعد رسول الله والزَّعامه

ومَن أقام بعده مقامه

ومَن له الأمر إلى القيامه

خذ نفثاتي عن فؤادٍ منصدعْ

يكاد من بثٍّ وحزنٍ ينقطعْ

لحادثٍ بعد النبيِّ متَّسعْ

شتَّت شمل المسلمين المجتمعْ

ألأمر من بعد النبيِّ المرسلِ

من غير فصلٍ لابن عمِّه علي

كان بنصِّ الواحد الفرد العلي

وحكمه على العدوِّ والولي

والأمر فيه ظاهرٌ مشهورُ

في النَّاس لا مُلغى ولا مستورُ

وكيف يخفى من صباح نورُ؟

لكن يزلّ الخطل المحسورُ

ويقول فيها:

وكان في البيت العتيق مولدهْ

واُمّه إذ دخلت لا تقصدهْ

وإنَّما إل~هه مؤيّدهْ

فمن تلاه فالجحيم موعدهْ

ثمَّ أبوه كافل الرَّسولِ

ومؤمنٌ بالله والتنزيلِ

في قول أهل العلم والتحصيلِ

فهات في آبائهم كقيليِ

وأمّه ربَّت أخاه أحمدا

واتَّبعته إذ دعا إلى الهدى

٤١٨

فكم دعاها اُمّه عند الندا

وقام في جهازها ممجّدا

ألبسها قميصه إكراماً

ونام في حفيرها إعظاما

ومدّ للملائك القياما

حتّى قضوا صلاتها تماما

وهو الذي كان أخاً للمصطفى

بحكم ربِّ العالمين وكفى

واقتسما نورهما المشرِّفا

فاعدد لهم كمثل هذا شرفا

وزوجة سيِّدة النساء

خامسة الخمسة في الكساءِ

أنكحها الصدِّيق في السَّماء

فهل لهم كهذه العلياءِ؟

الله في إنكاحها هو الولي

وجبرئيل مستنابٌ عن علي

والشهداء حاملوا العرش العلي

فهل لهم كمثل ذا فاقصصه لي؟

حوريَّةٌ إنسيَّةٌ سيَّاحه

خلقها الله من التفّاحه

وأكرم الأصل بها لقاحه

فهل ترى إنكاحهم إنكاحه؟

وابناه منها سيِّدا الشَّبابِ

وابنا رسول الله عن صوابِ

مرتضعا السَّنة والكتابِ

فهل لهم كهذه الأسبابِ؟

هما إمامان بنصِّ أحمدا

إذ قال: قاما هكذا أو قعدا

وخصّ في نسلهما أهل الهدى

أئمَّة الحقِّ إلى يوم الندا

ثمَّ أخوه جعفر الطّيارُ

إخوانه الملائك الأبرارُ

وعمّه المرابط الصبّارُ

حمزة سيف الملّة البتّارُ

وربّنا شقَّ اسمه من اسمهِ

فمن له سهمٌ كمثل سهمهِ؟

وهو اختيار الله دون خصمهِ

وهو أذانُ ربِّنا في حكمهِ

بلّغ عن ربِّ السَّما براءه

واختير للتبليغ والقراءه

وكان للإسلام كالمراءه

فاجعل هديت خصمه وراءه

إختار ذو العرش عليّاً نفسه

جهراً وخلّى جنَّه وإنسه

فرفضوا اختياره لا لبسه

وبدَّلوه باختيار خمسه

وهو الوليُّ أيّهذا السّامعُ

مؤتي الزَّكاةِ المرء وهو راكعُ

والشّاهد التالي فأين الجامعُ

للقوم؟ هل ثمَّ دليلٌ قاطعُ؟

٤١٩

وهو وليُّ الحلِّ والابرامِ

والأمر والنهي على الأنامِ

بحكم ذي الجلال والإكرامِ

وما قضاه في اولي الأرحامِ

وآيةٌ قاضيةٌ بالطَّاعة

لِلّه والرَّسول ذي الشّفاعة

ثمَّ أولي الأمر من الجماعه

فهي له قد فاز من أطاعه

والمصطفى المنذر وهو الهادي

وهو له الفادي ونعم الفادي

في ليلة الغار من الأعادي

تحت ظلال القضب الحدادِ

يرمونه في الليل بالحجاره

لعلّها تبدو لهم إماره

فاتَّخذ الصَّبر لها دثاره

والموت إذ ذاك يشبُّ ناره

حتّى بدا وجه الصَّباح طالعا

وقام فيهم ضيغماً مسارعا

فانهزموا يمعر(١) كلُّ راجعا

فاستقبل الأزواج والودايعا

فأنزل الرَّحمن يشري نفسه

لما ابتغى رضاءه وقدسه

أما يزيل مثل هذا لبسه؟

وقد أراه جنَّه وإنسه

ويقول فيها:

ألم يقل فيه النبيُّ المنتجبْ

قولاً صريحاً: أنت فارس العربْ

وكم وكم جلا به الله الكربْ؟

فاعجب ومهما عشت عاينت العجبْ

واسمع أحاديث بلفظ البابِ

في العلم والحكمة والصَّوابِ

ولا تلمني بعدُ في الإطنابِ

في حبِّ مولاي أبي ترابِ

وقال ايضاً فيه: أقضاكم علي

ومثله: أعلمكم عن النبي

ومثله: عيبة علمي والملي

أنّى يكون هكذا غير الوصي؟

ألم يكن فوق الرِّجال حجَّه

نيِّرة واضحة المحجَّه؟

وعلمهم في علمه كالمجَّه

فما تكون مجَّة في لجَّه؟

أحاط بالتوراة والإنجيلِ

وبالزَّبور يا ذوي التفضيل

علماً وبالقرآن ذي التنزيلِ

في قوله المصدِّق المقبولِ

بل أيّهم قال له: الحقّ معه

وهو مع الحقِّ الذي قد شرعه؟

____________________

١ - تمعر وجه: تغير وعلته صفرة. الممغور: المقطب غضبا.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461