العقائد الإسلامية الجزء ٢

العقائد الإسلامية13%

العقائد الإسلامية مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 434

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 434 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 232085 / تحميل: 6027
الحجم الحجم الحجم
العقائد الإسلامية

العقائد الإسلامية الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

فإني أخاف عليه (ص) يصاب في سببي، فأخبر رسول الله حين أصبح فجاء (ص) حتى وقف على قبره وقال: اللهم إلقَ طلحة وأنت تضحك إليه وهو يضحك إليك..

- مسند أحمد ج ٦ ص ٤٥٦

... أسماء بنت يزيد بن سكن قالت: لما توفي سعد بن معاذ صاحت أمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا يرفأ دمعك ويذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش.

وقالوا إنّه يظهر لعباده ضاحكاً

- فردوس الأخبار ج ٥ ص ٣٦٨

أبو موسى: يتجلى ربنا ضاحكاً يوم القيامة، حتى ينظروا إلى وجهه فيخرون له سجداً فيقول: ارفعوا رؤوسكم فليس هذا يوم عبادة.

وقالوا منطقه كالرعد، وضحكه كالبرق

- فردوس الأخبار للديلمي ج ٥ ص ٣٦٦

أبو هريرة: ينشىء الله عز وجل السحاب ثم ينزل فيه، لا شيء أحسن من ضحكه ولا شيء أحسن من منطقه، منطقه الرعد ومضحكه البرق!

- أُسد الغابة ج ٣ ص ٨٣ وج ٦ ص ٣٩٩

عن رجل من بني غفار.. قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إن الله عز وجل ينشىء السحاب فيضحك أحسن الضحك وينطق أحسن النطق!

وقالوا يظهر متجسّداً لأبي بكر وحده بدون ضحك

- قال السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ٢٩٣

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدار قطني عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة.

٨١

وأخرج الدار قطني عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر الصديق خاصة.

- وقال الديلمي في فردوس الأخبار ج ٥ ص ٤٠٠

أنس بن مالك: يا أبا بكر لأبشرك أن الله عز وجل يتجلى لك يوم القيامة خاصة وللناس عامة.

- وقال ابن حبان في المجروحين ج ١ ص ١٤٣

أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني... والصحيح من حديثه موقوف على أبي هريرة وروى عن أبيه... عن أبي هريرة قال لما قدم رسول الله (ص) من الغار يريد المدينة أخذ أبو بكر بغرزه فقال.. ألا أبشرك يا أبا بكر؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: إن الله عز وجل يتجلى للخلائق يوم القيامة عامة، ويتجلى لك خاصة.

- وقال في المجروحين ج ٢ ص ١١٥

علي بن عبده بن قتيبة... كان يسرق الحديث ولا يحل الإحتجاج به.. عن جابر قال رسول الله (ص) إن الله يتجلى للمؤمنين عامة ولأبي بكر خاصة.

وقالوا يجلس على العرش ولعرشه أطيط وصرير من ثقله

ذكرنا عدداً من روايات أطيط العرش عن الخليفة عمر من فردوس الأخبار وكنزالعمال ومجمع الزوائد وقد وثقها الهيثمي، ونضيف إليها هنا منسنن أبي داود ج ٢ ص ٤١٨

... إن عرشه على سمواته لهكذا وقال بأصابعه مثل القبة عليه، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب. قال ابن بشار في حديثه: إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سمواته وساق الحديث.. وقال عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح وافقه عليه جماعة منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني ورواه

٨٢

جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضاً وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني.

- فردوس الأخبار للديلمي ج ١ ص ٢٢٠

جبير بن معطم: إن الله عز وجل فوق عرشه وعرشه فوق سمائه وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب!

- الهيثمي في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٣٩٨

وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة وإن أهل الفردوس ليسمعون أطيط العرش. رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك. انتهى. ورواه في كنز العمّال ج ٢ ص ٧٣

- وفي كنز العمّال ج ١ ص ٢٢٤:

ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد إن شاء والله أعظم من ذلك. ويحك أتدري ما الله، إن الله فوق عرشه وعرشه على سمواته، وأرضه مثل القبة، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب. د عن جبير بن مطعم. ورواه في ج ١٠ ص ٣٦٣ وروى في ص ٣٦٧ إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من شقه بز. انتهى. أي من مسافة بعيدة!

- وفي كنز العمّال ج ١٤ ص ٤٦٩

إن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش. ابن مردويه عن أبي أمامة.

- تاريخ بغداد ج ٤ ص ٣٩

... عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده. قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال فاستسق لنا ربك فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في

٨٣

وجوه أصحابه، ثم قال له: ويحك ما تدري ما الله، إن شأنه أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع به على أحد، إنه لفوق سماواته على عرشه، وإنه عليه هكذا وأشار بيده مثل القبة، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب.

معنى الأطيط

- هامش سنن أبي داود ج ٢ ص ٤١٨: أطّ الرحل: صوّت أي أصدر صوتاً هو كصوت الطقطقة.

- وقال ابن الأثير في النهاية ج ١ ص ٥٤ في معنى أطّت السماء: الأطيط: صوت الأقتاب، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها... وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى... إذ كان معلوماً أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله.

وقالوا العرش مطوّق بحيّة تحميه

- العقد الفريد لابن عبد ربه ج ٦ ص ٢٠٨

ومن حديث عبد الله بن عمر قال: العرش مطوّق بحيّة، والوحي ينزل في السلاسل.

وقالوا الشمس تذهب كل يوم إلى تحت العرش

- صحيح البخاري ج ٣ جزء ٦ ص ٣٠

عن أبي ذر... قال كنت مع النبي (ص) في المسجد عند غروب الشمس فقال: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس... قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش. انتهى. ورواه الشوكاني في فتح القدير ج ٤ ص ٤٩٤

- صحيح البخاري ج ٤ جزء ٨ ص ١٧٨

عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: سألت النبي (ص) عن قوله:

٨٤

والشمس تجري لمستقر لها ... قال مستقرها تحت العرش... ونحوه في فردوس الأخبار للديلمي ج ٥ ص ١٣٣

- وفي صحيح مسلم ج ١ ص ٩٦

عن أبي ذر أن النبي (ص) قال يوماً أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة... فقال لها ارتفعي أصحبي طالعة من مغربك..

وقالوا حملة العرش ملائكة صوفيّة

- فردوس الأخبار للديلمي ج ٥ ص ٢٦

ابن مسعود: نزل جبريل في بعض الليل فقعد فمسحت يدي على ظهره فأصبت الشعر فقلت: يا جبريل ما هذا الشعر؟ قال الصوف، قلت: سبحان الله، الملائكة يلبسون الصوف؟ قال: نعم يا محمد، والله للباس حملة العرش الصوف.

وقالوا حملة العرش يتكلّمون بالفارسية

- المصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ١٦٠

عن أبي أمامة قال: إن الملائكة الذين يحملون العرش يتكلمون بالفارسية.

وقالوا جبل لبنان من حملة العرش

- مختصر تاريخ دمشق ج ١ جزء ١ ص ٢٨٨

عن أبي الزاهرية قال: أنبئنا: جبل لبنان أحد حملة العرش الثمانية يوم القيامة.

وقالوا حملة العرش حيوانات كما في التوراة

- سنن ابن ماجة ج ١ ص ٦٩

حدثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن الصباح ثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني، عن

٨٥

سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب، قال: كنت بالبطحاء في عصابة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرت به سحابة فنظر إليها فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا السحاب، قال والمزن، قالوا والمزن، قال والعنان، قال أبو بكر قالوا والعنان، قال كم ترون بينكم وبين السماء؟ قالوا لا ندري، قال فإن بينكم وبينها إما واحداً أو اثنين أو ثلاثاً وسبعين سنة، والسماء فوقها كذلك، حتى عد سبع سموات، ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن كما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهن العرش بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم الله فوق ذلك تبارك وتعالى!

- فردوس الأخبار للديلمي ج ٥ ص ١٣٠

العباس بن عبد المطلب: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية: ثمانية أملاك في صورة الأوعال، ما بين ظلف أحدهم وركبته مسيرة خمسمائة عام. انتهى.

- حياة الحيوان للدميري ج ٢ ص ٤٢٨

عن عروة بن الزبيررضي‌الله‌عنه قال: حملة العرش أحدهم على صورة إنسان، والثاني على صورة ثور، والثالث على صورة نسر، والرابع على صورة أسد.

- تفسير الطبري ج ١ ص ١١٨

عن شعيب الجبائي قال: في كتاب الله (يقصد التوراة) الملائكة حملة العرش لكل ملك منهم وجه إنسان وثور وأسد، فإذا حركوا أجنحتهم فهو البراق..

- كتاب الحيوان للجاحظ ج ٦ ص ٢٢١ - ٢٢٢

روى تصديق النبي (ص) لأمية بن أبي الصلت حين أنشده:

رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث مرصد

وقال في هامش ج ١ ص ٢٢٢ وفي الإصابة ٥٤٩ عن ابن عباس أن النبي (ص) أنشد هذا البيت فقال: صدق. هكذا صفة حملة العرش..

٨٦

وقالوا جالس على كرسيّه وغائب عن العالم

- مجمع الزوائد ج ١ ص ٨٦

وعن ابن مسعودرضي‌الله‌عنه أنه قال: ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل سماءين خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش على الماء والله جل ذكره على العرش يعلم ما أنتم عليه. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

وقالوا جالس على العرش وحوله الأنبياء على كراسي

- المصنف لابن أبي شيبة ج ٢ ص ٥٨

عن أنس قال قال رسول الله (ص): أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء... قال (جبريل) لأن ربك تبارك وتعالى اتخذ في الجنة وادياً من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة هبط من عليين على كرسيه تبارك وتعالى ثم حف كرسيه منابر من ذهب مكللة بالجواهر ثم يجيء النبيون حتى يجلسوا عليها.

- وروى السيوطي حديث المرآة عن الدارقطني في ج ٦ ص ٢٩٠ وروى رواية لقيط مفصلة عن زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل...

- تهذيب الكمال ج ١٦ ص ٤٢٣

أخبرنا أبوالحسن ابن البخاري... أخبرنا أبو حفص بن طبرزد... عن سعيد بن المسيب: أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة. فقال سعيد: أو فيها سوق؟ قال أبو هريرة: نعم، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن أهل الجنة إذا دخلوها فنزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيرون الله، ويبرز لهم عرشه، ويتبدا لهم في روضة من رياض الجنة، فيوضع لهم منابر من ذهب ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم وما فيهم دني على كثبان المسك والكافور، لا يرون أن أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلساً.

٨٧

قال أبو هريرة: وهل نرى ربنا يا رسول الله قال: نعم، هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا: لا، قال: كذلك لا تمارون في رؤية ربكم عز وجل. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة، حتى إنه ليقول للرجل منهم: يا فلان بن فلان. أتذكر يوم عملت كذا وكذا، فيذكره بعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب، أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى بسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه.

قال فبيناهم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيئاً قط، قال: ثم يقول ربنا عز وجل: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم. قال: فنأتي سوقاً قد حفت به الملائكة، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله. ولم يخطر على القلوب، قال: فيحمل لنا ما اشتهينا، ليس يباع فيه شيء ولا يشتري، في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضاً. قال: فيقبل الرجل ذو المنزلة الرفيعة فيلقى من هو دونه وما فيهم يعني دني، فيروعه ما يرى يعني عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، قال: ثم ننصرف إلى منازلنا فنلقى أزواجنا، فيقولون (فيقلن): مرحباً وأهلاً بحبنا لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه، قال: فنقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز وجل ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا. رواه الترمذي عن محمد بن إسماعيل البخاري، عن هشام بن عمار، عنه، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين وليس عنده غيره، وقال: غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ورواه ابن ماجة عن هشام بن عمار. فوافقناه فيه بعلو. (سنن ابن ماجة ج ٢ ص ١٤٥٠)

هشام بن عمار صاحب حديث الكراسي حول العرش

- سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٠

- هشام بن عمار، الإمام الحافظ العلامة المقرئ عالم أهل الشام، أبو الوليد السلمي ويقال الظفري خطيب دمشق، نقل عنه الباغندي قال: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومئة، وسمع من مالك وتمت له معه قصة...

٨٨

وحدث عنه بشر كثير وجم غفير..... وعدة سواهم مذكورين في تهذيب الكمال وفي تاريخ دمشق. فلقد كان من أوعية العلم......

وروى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، ومات قبله بنيف وعشرين سنة، ومحمد بن سعد ومات قبله ببضع عشرة سنة، ومؤمل بن الفضل الحراني كذلك، ويحيى بن معين، كذلك وحدث عنه من كبار شيوخه: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب ابن شابور...

وحدث عنه من أصحاب الكتب: البخاري، وأبوداود، والنسائي، وابن ماجة، وروى الترمذي عن رجل عنه، ولم يلقه مسلم، ولا ارتحل إلى الشام، ووهم من زعم أنه دخل دمشق.

... وكان خطيباً بدمشق رزق كبر السن وصحة العقل والرأي، فارتحل الناس إليه في نقل القراءة والحديث.

... فلما توفي ابن ذكوان سنة اثنتين وأربعين، اجتمع الناس على إمامة هشام بن عمار في القراءة والنقل.

قال صالح بن محمد جزرة: كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث، ولا يحدث ما لم يأخذ... كنت شارطت هشاماً أن أقرأ عليه بانتخابي ورقة، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطاً، فكان إذا جاء الليل، أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة، فإذا صلى العتمة، يقعد وأقرأ عليه، فيقول: يا صالح ليس هذه ورقة، هذه شقة!

... قال: وكان يأخذ على كل ورقتين درهما ويشارط ويقول إن كان الخط دقيقاً، فليس بيني وبين الدقيق عمل.

قال أبو بكر المروذي: ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار، فقال: طياش خفيف.

خيثمة: سمعت محمد بن عوف، يقول: أتينا هشام بن عمار في مزرعة له، وهو قاعد على مورج له وقد انكشفت سوءته، فقلنا: يا شيخ غط عليك. فقال: رأيتموه لن ترمد عينكم أبداً، يعني يمزح.

٨٩

قال الحافظ محمد بن أبي نصر الحميدي: أخبرني بعض أصحاب الحديث ببغداد أن هشام بن عمار قال: سألت الله تعالى سبع حوائج، فقضى لي منها ستاً، والواحدة ما أدري ما صنع فيها. سألته أن يغفر لي ولوالدي فما أدري، وسألته أن يرزقني الحج ففعل، وسألته أن يعمرني مئة سنة ففعل. قلت: إنما عاش اثنتين وتسعين سنة.

ثم قال: وسألته أن يجعلني مصدقاً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل.

وسألته أن يجعل الناس يغدون إليّ في طلب العلم ففعل.

وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل.

وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالاً ففعل.

قال: فقيل له: كل شيء قد عرفناه، فألف دينار حلال من أين لك؟ فقال: وجه المتوكل بعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا، يعني لما سكن دمشق، وبني له القصر بداريا. قال: ونحن نلبس الأزر، ولا نلبس السراويلات فجلست فانكشف ذكري، فرآه الغلام فقال: إستتر يا عم. قلت رأيته قال: نعم. قلت: أما إنه لا ترمد عينك أبداً إن شاء الله!

قال: فلما دخل على المتوكل ضحك، قال فسأله فأخبره بما قلت له، فقال: فأل حسن تفاءل لك به رجل من أهل العلم! احملوا إليه ألف دينار، فحملت إلي فأتتني من غير مسألة، و لا استشراف نفس. فهذه حكاية منقطعة. ولعلها جرت.

وذكر الذهبي قصته مع مالك في ص ٤٢٨ فقال:

قال أبو بكر محمد بن سليمان الربعي: حدثنا محمد بن الفيض الغساني، سمعت هشام بن عمار يقول: باع أبي بيتاً له بعشرين ديناراً، وجهزني للحج، فلما صرت إلى المدينة، أتيت مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها. فأتيته، وهو جالس في هيئة الملوك وغلمان قيام والناس يسألونه وهو يجيبهم! فلما انقضى المجلس

٩٠

قال لي بعض أصحاب الحديث: سل عن ما معك، فقلت له: يا أبا عبد الله ما تقول في كذا وكذا؟ فقال: حصلنا على الصبيان، يا غلام احمله! فحملني كما يحمل الصبي وأنا يومئذ غلام مدرك، فضربني بدرةٍ مثل درة المعلمين سبع عشرة درة، فوقفت أبكي فقال لي: ما يبكيك أوجعتك هذه الدرة؟ قلت: إن أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك وبالسماع منك فضربتني! فقال: أكتب، قال: فحدثني سبعة عشر حديثاً، وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني!

قال يعقوب بن إسحاق الهروي، عن صالح بن محمد الحافظ: سمعت هشام بن عمار، يقول: دخلت على مالك فقلت له حدثني، فقال: إقرأ، فقلت: لا بل حدثني، فقال إقرأ، فلما أكثرت عليه، قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضربه خمسة عشر، فذهب بي فضربني خمس عشرة درة، ثم جاء بي إليه فقال قد ضربته، فقلت له: لم ظلمتني ضربتني خمس عشرة درة بغير جرم، لا أجعلك في حل، فقال مالك فما كفارته قلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثاً. قال: فحدثني بخمسة عشر حديثاً. فقلت له: زد من الضرب، وزد في الحديث، فضحك مالك، وقال: اذهب!

قال الخليلي: سمعت علي بن أحمد بن صالح المقرئ، حدثنا الحسن بن علي الطوسي، سمعت محمد بن طرخان، سمعت هشام بن عمار، يقول: قصدت باب مالك، فهجمت عليه بلا إذن فأمر غلاماً له، حتى ضربني سبعة عشر ضرب السلاطين. وأخرجت! فقعدت على بابه أبكي، ولم أبك للضرب بل بكيت حسرة، فحضر جماعة قال فقصصت عليهم، فشفعوا فيّ، فأملى عليّ سبعة عشر حديثاً...

قلت: لم يخرج له الترمذي سوى حديث سوق الجنة ثم قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله.

قال ابن حبان البستي: كانت أذناه لاصقتين برأسه، وكان يخضب بالحناء.

وقال في هامشه: أخرجه الترمذي (٢٥٤٩) باب ما جاء في سوق الجنة، من طريق محمد بن إسماعيل، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبدالحميد بن حبيب بن

٩١

أبي العشرين، حدثنا الأوزاعي، حدثنا حسان بن عطية، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

ونصه بتمامه: إن أهل الجنة إذا دخلوها، نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيزورون ربهم، ويبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة، فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم - وما فيهم من دني - على كثبان المسك والكافور، وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلساً. قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله، وهل نرى ربنا؟ قال: نعم، قال: هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا: لا. قال: كذلك لا تمارون في رؤية ربكم، ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة، حتى يقول للرجل منهم: يا فلان ابن فلان، أتذكر يوم كذا وكذا، فيذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب، أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى، فسعة مغفرتي بلغت بك منزلتك هذه.

فبينما هم على ذلك، غشيتهم سحابة من فوقهم، فأمطرت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيئاً قط. ويقول ربنا، تبارك وتعالى: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم. فنأتي سوقاً قد حفت به الملائكة، وفيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب، فيحمل لنا ما اشتهينا، ليس يباع فيها ولا يشتري. وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا. قال: فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة، فيلقى من هو دونه - وما فيهم دني - فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيل إليه ما هو أحسن منه، وذلك أنه ما ينبغي لأحد أن يحزن فيها.

ثم ننصرف إلى منازلنا، فيتلقانا أزواجنا، فيقلن: مرحباً وأهلاً، لقد جئت وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه، فيقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا. وأخرجه ابن ماجة (٤٣٣٦) عن هشام بن عمار به.

٩٢

وقالوا جنّة عدن مسكن الله تعالى وعرشه فيها

وقد تقدمت أحاديثها في الفصل الخامس عن عمر وكعب وأبي موسى الأشعري، ومنها ما رواه السيوطي في الدر المنثور ج ٤ ص ٢٥٤

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفردوس مقصورة الرحمن فيها خيار الأنهار والأثمار.

- تفسير الطبري ج ١٥ ص ٩٤

عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله (ص): إن الله يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل، في الساعة الأولى منهن ينظر في الكتاب الذي لاينظر فيه أحد غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهو داره التي لم ترها عين.. وهي مسكنه ولا يسكن معه من بني آدم غير ثلاثة: النبيين والصديقين والشهداء.. ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته..

- وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ١٥٤

وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزل الله تبارك وتعالى في آخر ثلاث ساعات بقين من الليل فينظر في الساعة الأولى في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت، وينظر في الساعة الثانية في جنة عدن وهي مسكنه التي لا يكون فيها معه إلا الأنبياء والشهداء والصديقون، وفيها ما لم يره أحد ولا خطر على قلب بشر، ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له، ألا سائل يسئلني فأعطيه، ألا داع يدعوني. ولذلك قال الله:وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ، فيشهده الله والملائكة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزاز بنحوه. وفيه زيادة بن محمد الأنصاري، وهو منكر الحديث.

وروينا ورووا أنّ الفردوس مسكن إبراهيم وآله ومحمد وآله

- روى النسائي في سننه ج ٤ ص ١٢ عن فاطمة الزهراءعليها‌السلام أن الفردوس مسكن

٩٣

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم، ولم يذكر أنها مسكن الله تعالى. قال: عن أنس أن فاطمة بكت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات فقالت: يا أبتاه من ربه ما أدناه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه. وروى ذلك غيره أيضاً.

- وفي كنز العمّال ج ٢ ص ٢٧٤

عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت علياً يقول: ألا إن لكل شيء ذروة، وإن ذورتنا جبال الفردوس في بطنان الفردوس قصراً من لؤلؤة بيضاء وصفراء من عرق واحد، وإن في البيضاء سبعين ألف قصر، منازل إبراهيم وآل إبراهيم، فإذا صليتم على محمد فصلوا على إبراهيم وآل إبراهيم. خط في تلخيص المتشابه.

- وقال القسطلاني في إرشاد الساري ج ٥ ص ٣٨

فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة أي أفضلها، قال: وفوقه عرش الرحمن. انتهى.

- وروى الديلمي في فردوس الاخبار ج ٣ ص ١٦٢ حديثاً غريباً طريفاً لطيفا، قال: عمر بن الخطاب: فاطمة وعلي والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن عز وجل.

وقالوا أرواح الشهداء في حواصل طيور في قناديل معلّقة بالعرش

- صحيح مسلم ج ٦ ص ٣٨

عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الآية: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، قال: أما إنا قد سألناه عن ذلك فقال: أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعةً فقال هل تشتهون شيئاً؟ قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما

٩٤

رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة، تركوا.

- وروى الدميري في حياة الحيوان ج ١ ص ٦٥٧

أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة وتأوى إلىقناديل معلقة تحت العرش. قال شيخنا: أولئك شهداء السيوف، وأما شهداء الصفوة فأجسادهم أرواح!

- وقال الدارمي في سننه ج ٢ ص ٢٠٦

عن مسروق قال سألنا عبد الله عن أرواح الشهداء ولو لا عبد الله لم يحدثنا أحد، قال: أرواح الشهداء عند الله يوم القيامة في حواصل طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش (ترعى) أي الجنة حيث شاءت، ثم ترجع إلى قناديلها فيشرف عليهم ربهم فيقول: ألكم حاجة تريدون شيئاً، فيقولون لا، إلا أن نرجع إلى الدنيا فنقتل مرة أخرى. انتهى. وروى نحوه ابن ماجة في ج ١ ص ٤٦٦ و ج ٢ ص ٩٣٦ وأبو داود ج ١ ص٥٦٦ والترمذي في ج ٤ ص ٢٩٩ وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد ج ١ ص ٢٦٥ وص ٣٨٦ والحاكم ج٢ ص ٨٨ وص ٢٩٧ وابن منصور في سننه ج ٢ ص ٢١٦ والبيهقي في سننه ج ٩ ص ١٦٣ والهيثمي في مجمع الزوائد ج ٦ ص ٣٢٨ والهيثمي في ج ٥ ص ٢٩٨ والهندي في كنز العمّال ج ٤ ص ٣٠٨ وص ٤٠٣ وص ٤١٣ وص ٤١٤ وج ١٣ ص ٤٨١

وردّ أهل البيتعليهم‌السلام حديث القناديل وحواصل الطيور

- الكافي ج ٣ ص ٢٤٤

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له: جعلت فداك يروون أن أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش؟ فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير، ولكن في أبدان كأبدانهم.

٩٥

- الكافي ج ٣ ص ٢٤٥

محمد، عن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن أخيه الحسن، عن زرعة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنا نتحدث عن أرواح المؤمنين أنها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش، فقال: لا، ما هي في حواصل طير، قلت: فأين هي قال: في روضة كهيئة الأجساد في الجنة. انتهى. وروى نحوه الطوسي في تهذيب الأحكام ج ١ ص ٤٦٦

واختلفت رواياتهم فيما هو مكتوب على العرش

- تاريخ بغداد ج ١١ ص ١٧٣

عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدته بعلي، نصرته بعلي.

- لسان الميزان ج ٢ ص ٤٨٤

وحدثنا محمد بن عثمان ثنا زكريا بن يحيى الكسائي ثنا يحيي بن سالم ثنا أشعث بن عم الحسن بن صالح ثنا مسعر عن عطية العوفي عن جابررضي‌الله‌عنه مرفوعاً: مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي.

قال أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو علي بن الصواف ومحمد بن علي بن سهل وسليمان الطبراني والحسن بن علي بن الخطاب قالوا: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة فساقه بنحوه، لكن لفظه على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله قبل أن يخلق الله السموات بألفي عام، ساقه الخطيب عن أبي نعيم في ترجمة الحسن هذا، وقد روى الكسائي عن ابن فضيل وجماعة، وقال النسائي والدارقطني متروك. انتهى. وقد تقدم في ترجمة أشعث ابن عم الحسن بن صالح لهذا الرجل ذكر بالتشيع، وسيأتي كلام ابن عداء فيه في ترجمة علي بن القاسم.

٩٦

- الجواهر الحسان للثعالبي ج ١ ص ٦٧

وقالت طائفة إن آدم رأى مكتوباً على ساق العرش: محمد رسول الله، فتشفع به، فهي الكلمات..

- لسان الميزان ج ٣ ص ٢٣٧

ومن أباطيله عن خالد بن أبي عمرو الأزدي عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرةرضي‌الله‌عنه قال: مكتوب على العرش لاإله إلا الله، محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي.

- ميزان الإعتدال ج ٣ ص ١٨٢

عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني. عن أبيه وغيره. كذبه ابن معين. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: يسرق الحديث... وقال ابن جرير الطبري: حدثنا عمر بن إسماعيل، حدثنا ابن فضيل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء مرفوعاً: رأيت ليلة الإسراء جريدة خضراء فيها مكتوب بنور: لا إله إلا الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق. تابعه السري بن عاصم.

- فردوس الأخبار للديلمي ج ٤ ص ٤١٠

البراء بن عازب: مكتوب على العرش لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبي بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان الشهيد، علي الرضا.

- فردوس الأخبار للديلمي ج ٥ ص ٤٦٨

تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم، فتتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول: يا عدل، أحكم بيني وبين قاتل ولدي، فيحكم لابنتي ورب الكعبة.

- لسان الميزان ج ٣ ص ٤٢٣

عبد الرحمن بن عفان... قال ابن الجنيد سمعت يحيى بن معين وذكر أبابكر بن عفان ختن مهدي بن حفص فقال: كذاب مكذب رأيت له حديثاً حدث به عن أبي إسحاق الفزاري كذباً.

٩٧

قلت: وله خبر آخر عن محمد بن محمد بن الصائغ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعاً: لما أسرى بي رأيت على العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين، يقتل ظلماً. رواه الختلي في الديباج عنه، والمتهم به صاحب الترجمة.

- الموضوعات ج ١ ص ٣٢٧

أنبأنا عبد الرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني أحمد بن عمر بن علي القاضي قال: أنبأنا أحمد بن علي بن محمد بن الجهم قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد قال: حدثنا ابن فضيل عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ليلة أسري بي في العرش فرندة خضراء فيها مكتوب بنور أبيض: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق. هذا حديث لا يصح، والمتهم به عمر بن إسماعيل، قال يحيى: ليس بشيء كذاب دجال سوء خبيث، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث.

- الموضوعات ج ١ ص ٣٣٦

أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أنبأنا القاضي أبوالفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي قال: حدثنا أحمد ابن محمد القاضي قال: حدثنا الإحتياطي قال: حدثنا علي بن جميل، عن جرير بن عبدالحميد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على ورقة محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين. اسم الإحتياطي الحسن بن عبد الرحمن بن عباد أبو علي.

قال أبوحاتم بن حبان: هذا باطل موضوع، وعلي بن جميل كان يضع الحديث لا تحل الرواية عنه بحال...

٩٨

أنبأنا أبو منصور القزاز قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت قال: أنبأنا محمد بن عبيدالله الحنائي قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الختلي قال: حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن عنان الصوفي قال: حدثنا محمد بن مجيب الصائغ قال: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليلة أسري بي رأيت على العرش مكتوباً لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين يقتل مظلوماً. هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبو بكر الصوفي ومحمد بن مجيب كذابان، قاله يحيى بن معين.

- لسان الميزان ج ٢ ص ٢٩٥

وقال الهيثم بن خلف حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الإحتياطي، ثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ليس في الجنه شجرة إلا على كل ورقة منها مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذوالنورين. قلت: هذا باطل والمتهم به الحسين. انتهى. وكذا في ميزان الإعتدال ج ١ ص ٥٤٠ ونحوه في لسان الميزان ج ٦ ص ٦١ وميزان الإعتدال ج ٤ ص ١٤٥ وفي كتاب المجروحين ج ١ ص ١١٦ وقال أخبرناه الحسن بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال: حدثنا على بن جميل. وهذان خبران باطلان موضوعان لا شك فيه، وله مثل هذا أشياء كثيرة يطول الكتاب بذكرها. ومات علي بن جميل بالرقة سنة تسع وأربعين ومائتين. ونحوه في المجروحين ج ١ ص ٣٦٦

- نهج الحق للعلاّمة الحلّي ص ٢٥٢

وقد ذكرت في كتاب: كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين: أن الفضائل إما قبل ولادته، مثل ما روى أخطب خوارزم، من علماء الجمهور، عن ابن مسعود، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم، فقال: الحمد لله، فأوحى الله تعالى إليه حمدني عبدي، وعزتي وجلالي لو لا عبدان أريد أن

٩٩

أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك، قال: إلهي فيكونان مني قال: نعم يا آدم، ارفع رأسك، وانظر، فرفع رأسه، فإذا مكتوب على العرش: لا إله إلا الله، محمد نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكا وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزتي وجلالي: أن أدخل الجنة من أطاعه، وإن عصاني، وأقسمت بعزتي: أن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني. والأخبار في ذلك كثيرة.

وقال في هامشه: رواه في المناقب، بسنده عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، كما في ينابيع المودّة ص ١١.

وقالوا إنّه تعالى أثقل من الحديد

- الدر المنثور ج ٦ ص ٣

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبوالشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما :تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ، قال: من الثقل. انتهى. أي من ثقل الله تعالى! وستأتي بقية رواياتهم عن أطيط العرش وحريره في تفسير آيات الإستواء على العرش.

وقالوا يرى بالعين في الآخرة ويناقش رجلاً ويضحك عليه

- صحيح البخاري ج ١ ص ١٩٥

(عن أبي هريرة) أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟

قال: هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟

قالوا: لا يا رسول الله.

قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟

قالوا: لا.

قال: فإنكم ترونه كذلك. يحشر الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبع، فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت،

١٠٠

نزل بقريش يوم بدر ، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم ، فقد عرفتم أني نبي مرسل ، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم ، فقالوا : يا محمد ، لا يغرّنك أنك لقيت قوماً أغْماراً لا علم لهم بالحرب فأصبتَ فيهم فرصة ، أما والله لو قاتلناك لعرفت أنّا نحنُ الناسُ. فأنزل الله تعالى :( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) يعني اليهود :( سَتُغْلَبُونَ ) تهزمون( وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ ) في الآخرة. وهذه رواية عكرمة ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس.

[٨٧]

قوله تعالى :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) . [١٨].

(١٩٣) ـ قال الكلبي : لما ظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بالمدينة ، قدم عليه حَبْرَانِ من أحبار أهل الشام ، فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه : ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان ، فلما دخلا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عرفاه بالصفة والنعت ، فقالا له : أنت محمد؟ قال : نعم ، قالا : وأنت أحمد ، قال : نعم ، قالا : إنا نسألك عن شهادة ، فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك. فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : سلاني ، فقالا : أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله. فأنزل الله تعالى على نبيه :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ ) فأسلم الرجلان وصدّقا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ).

[٨٨]

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ ) الآية [٢٣].

اختلفوا في سبب نزولها.

١٩٤ ـ فقال السُّدِّي : دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم اليهودَ إلى الإسلام ، فقال له النعمان بن أوفي : هلم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بل إلى كتاب الله ، فقال : بل إلى الأحبار. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[١٩٣] الكلبي متهم بالكذب.

[١٩٤] مرسل.

١٠١

١٩٥ ـ وروى سعيد بن جبير ، وعكرمة ، عن ابن عباس قال :

دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [بيت] المِدْرَاسِ على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الله ، فقال له نُعَيْم بن عمرو ، والحارث بن زيد : على أي دين أنت يا محمد؟ فقال : على ملّة إبراهيم ، قالا : إن إبراهيم كان يهودّياً ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم. فأبيا عليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

١٩٦ ـ وقال الكلبي : نزلت في قصة اللذين زنيا من خيبر ، وسؤال اليهود النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن حد الزانيين. وسيأتي بيان ذلك في سورة المائدة إن شاء الله تعالى).

[٨٩]

قوله تعالى :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ) الآية. [٢٦].

١٩٧ ـ قال ابن عباس وأنس بن مالك : لما فتح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة ، ووعد أمته مُلْكَ فارس والروم ، قالت المنافقون واليهود : هيهات! هيهات! من أين لمحمد ملك فارس والروم؟ هم أعزُّ وأمنع من ذلك ، ألم يكف محمداً مكة والمدينة حتى طمع في ملك وفارس والروم؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

١٩٨ ـ أخبرني محمد بن عبد العزيز المَرْوَزِي في كتابه ، أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين [الحدادي] ، أخبرنا محمد بن يحيى ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا رَوْح بن عُبادة ، حدَّثنا سعيد ، عن قتادة قال :

__________________

[١٩٥] أخرجه ابن جرير (٣ / ١٤٥) من طريق محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير وعكرمة به.

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١٤) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[١٩٦] الكلبي متهم بالكذب.

[١٩٧] بدون إسناد.

[١٩٨] إسناده ضعيف : قتادة لم يذكر ممن سمعه. وأخرجه ابن جرير (٣ / ١٤٨) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٤) وعزاه في الدر (٢ / ١٤) لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

١٠٢

ذكر لنا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته ، فأنزل الله تعالى :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ) الآية).

١٩٩ ـ حدَّثنا الأستاذ أبو إِسحاق الثعالبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد الوَزان ، أخبرنا محمد بن جعفر المطيري ، حدَّثنا حماد بن الحسن ، حدَّثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة ، حدَّثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، حدَّثني أبي عن أبيه ، قال :

خَطَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على الخندق يوم الأحزاب ، ثم قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً. قال عمرو بن عوف : كنت أنا وسَلْمان ، وحُذَيْفَة والنُّعْمَان بن مُقْرِّن المُزَني ، وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً. فحفرنا حتى إذا كنا تحت «ذو ناب» ، أخرج الله من بطن الخندق صخرة مَرْوَة كَسَرَتْ حديدَنا وشقت علينا ، فقلنا : يا سلمان ، أرْقَ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره خبر هذه الصخرة ، فإما أن نعدل عنها ، وإِما أن يأمرنا فيها بأمره ، فإنا لا نحب أن نجاوز خَطَّه. قال : فرقي سلمان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو ضارب عليه قبة تُرْكِيّة ، فقال : يا رسول الله خرجت صخرة بيضاء مَرْوَة من بطن الخندق ، فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحيك فيها قليل ولا كثير ، فمرْنا فيها بأمرك ، فإنا لا نحب أن نجاوز خطَّك. قال : فهبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع سلمان الخندق ، والتسعة على شفة الخندق ، فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الْمِعْوَل من سلمان فضربها ضربة صدعها ، وبَرَق منها برق أضاء ما بين لَابَتَيْها ـ يعني المدينة ـ حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم. وَكَبَّرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تكبير فتح ، فكَبَّرَ المسلمون ، ثم ضربها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الثانية وبرق منها برق أضاء ما بين لَابَتَيْها ، حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم ، فكبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، تكبير فتح ، وكبر المسلمون ، ثم ضربها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكسرها وبرق منها برق أضاء ما بين لَابَتَيْهَا حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم ، وكَبّرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تكبير فتح ، وكبر المسلمون ، وأخذ بيد سلمان ورقي ، فقال سلمان : بأبي أنت

__________________

[١٩٩] كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف : ضعيف ومنهم من نسبه إلى الكذب تقريب [٢ / ١٣٢].

والحديث أخرجه ابن جرير (٢١ / ٨٥) من طريق كثير به.

١٠٣

وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت شيئاً ما رأيت مثله قط. فالتفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى القوم ، فقال : رأيتم ما يقول سلمان؟ قالوا : نعم يا رسول الله.

قال : ضربت ضربتي الأولى فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور الحِيرة ومدائن كسرى ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل ،عليه‌السلام ، أن أمتي ظاهرةٌ عليها. ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريلعليه‌السلام ، أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت ضربتي الثالثة ، فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريلعليه‌السلام أن أمتي ظاهرة عليها ، فأبشروا. فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله ، موعد صدق ، وعدنا النصر بعد الحفر. فقال المنافقون : ألا تعجبون يُمَنِّيكم ويَعِدُكُم الباطل ، ويخبركم أنه يبصر من يَثْرِبَ قُصورَ الحِيرَة ومدائنَ كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إِنما تحفرون الخندق من الفَرَقِ ، ولا تستطيعون أن تبرزوا! قال : فنزل القرآن( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ) ، وأنزل الله تعالى في هذه القصة ، قوله :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ) الآية).

[٩٠]

قوله تعالى :( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) [٢٨].

٢٠٠ ـ قال ابن عباس : كان الحجّاج بن عَمْرو ، وكَهْمَس بن أبي الحقيق ، وقيس بن زيد ـ وهؤلاء كانوا من اليهود ـ يُبَاطِنُون نفراً من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رِفَاعة بن الْمُنْذِر ، وعبد الله بن جُبير ، وسعيد بن خَيْثَمَةَ لأولئك النفر : اجتنبوا هؤلاء اليهود ، واحذروا لُزُومَهُمْ ومُبَاطَنَتَهُمْ لا يفتنوكم عن دينكم. فأبى أولئك النفر إِلا مُبَاطَنَتَهُمْ وملازمتهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٢٠٠] أخرجه ابن جرير (٣ / ١٥٢) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٤).

وعزاه في الدر (٢ / ١٦) لابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم.

١٠٤

٢٠١ ـ وقال الكلبي : نزلت في المنافقين : عبد الله بن أبيّ وأصحابه ، كانوا يتولَّوْن اليهود والمشركين ، ويأتونهم بالأخبار ، ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأنزل الله تعالى هذه الآية ، ونهى المؤمنين عن مثل فعلهم.

٢٠٢ ـ وقال جُوَيْبر عن الضحاك عن ابن عباس : نزلت في عُبَادَةَ بن الصَّامِت الأنصاري ، وكان بَدْرِياً نَقِيباً ، وكان له حلفاء من اليهود ، فلما خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الأحزاب قال عبادة : يا نبي الله ، إن معي خمسمائة رجل من اليهود ، وقد رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدوّ. فأنزل الله تعالى :( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ ) الآية.

[٩١]

قوله تعالى :( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ ) الآية. [٣١].

٢٠٣ ـ قال الحسن ، وابن جُرَيج : زعم أقوام على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنهم يحبون الله ، فقالوا : يا محمد ، إنا نحب ربنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٠٣ م ـ وروى جُوَيْبِر ، عن الضَّحاك ، عن ابن عباس ، قال :

وقف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على قريش ، وهم في المسجد الحرام ، وقد نَصَبُوا أصنامهم ، وعلّقوا عليها بيض النعام ، وجعلوا في آذانها الشُّنُوفَ [والقِرَطَةَ] ، وهم يسجدون لها ، فقال : يا معشر قريش ، لقد خالفتم مِلَّةَ أبيكم إبراهيم وإسماعيل ، ولقد كانا على الإسلام. فقالت قريش : يا محمد إنما نعبد هذه حباً لله ليقربونا إلى الله زُلْفى. فأنزل الله تعالى :( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ ) وتعبدون الأصنام لتقربكم

__________________

[٢٠١] الكلبي متهم بالكذب.

[٢٠٢] إسناده ضعيف جداً : جويبر بن سعيد ضعيف جداً [التقريب ١ / ١٣٦] والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

[٢٠٣] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية ، وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٥) لابن المنذر عن الحسن. وعزاه في الدر (٢ / ١٧) لابن جرير.

وهو عند ابن جرير (٣ / ١٥٥)

[٢٠٣١] م جويبر ضعيف جداً. ومرت ترجمته في رقم (٢٠٢)

١٠٥

إليه( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) فأنا رسوله إليكم وحجته عليكم ، وأنا أولى بالتعظيم من أصنامكم.

٢٠٤ ـ وروى الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أن اليهود لما قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤُه ، أنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت عَرَضَها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على اليهود ، فأبوا أن يقبلوها.

٢٠٥ ـ وروى محمد بن إسحاق بن يسار ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، قال :

نزلت في نصارى نجران ، وذلك أنهم قالوا : إنما نعظِّم المسيح ونعبده حباً لله وتعظيماً له. فأنزل الله تعالى هذه الآية رداً عليهم.

[٩٢]

قوله تعالى :( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ) الآية. [٥٩].

٢٠٦ ـ قال المفسرون : إنَّ وفد نجران قالوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما لك تشتم صاحبنا؟ قال : وما أقول؟ قالوا : تقول : إنه عبد ، قال : أجل إنه عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى العذراء البَتُول. فغضبوا وقالوا : هل رأيت إنساناً قط من غير أب؟ فإن كنت صادقاً فأرنا مثله. فأنزل اللهعزوجل هذه الآية.

٢٠٧ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارثي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، أخبرنا سهل أبو يحيى الرازي ، أخبرنا سهل بن عثمان ، أخبرنا يحيى ووكيع ، عن مبارك ، عن الحسن قال :

جاء راهبا نجران إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعرض عليهما الإسلام ، فقال أحدهما : إنا قد أسلمنا قبلك ، فقال : كذبتما ، إنه يمنعكما عن الإسلام ثلاثة : عبادتكم الصليب ، وأكلكم الخنزير ، وقولكم : لله ولد. قالا : من أبو عيسى؟ وكان لا يعجل

__________________

[٢٠٤] الكلبي متهم بالكذب.

[٢٠٥] مرسل ـ أخرجه ابن جرير (٣ / ١٥٥) وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١٧) لابن جرير وابن إسحاق.

[٢٠٦] بدون سند.

[٢٠٧] عزاه السيوطي في اللباب (ص ٥٥) لابن أبي حاتم.

١٠٦

حتى يأمره ربه ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ ) الآية).

[٩٣]

قوله تعالى :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ) الآية. [٦١].

٢٠٨ ـ أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الزَّمجاري ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدَّثنا أبي ، حدَّثنا حسين ، حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن يونس ، عن الحسن ، قال :

جاء راهبا نجران إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أسلما تَسْلَما ، فقالا : قد أسلمنا قبلك ، فقال : كذبتما يمنعكما من الإسلام : [ثلاث] : سجودكما للصليب ، وقولكما : اتخذ الله ولداً ، وشربكما الخمر فقالا : ما تقول في عيسى؟ قال : فسكت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونزل القرآن :( ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ* إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ ) إلى قوله :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ) الآية ، فدعاهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الملاعنة ، قال : وجاء بالحسن والحسين وفاطمة وأهله وولدهعليهم‌السلام . قال : فلما خرجا من عنده قال أحدهما للآخر : أَقْرِرْ بالجِزْية ولا تلاعنه ، فأقرَّ بالجزية. قال : فرجعا فقالا : نقرُّ بالجزية ولا نلاعنك. [فأقرا بالجزية].

٢٠٩ ـ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن الحافظ ، فيما أذن لي في روايته ، حدَّثنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ، حدَّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدَّثنا يحيى بن حاتم العسكري ، حدَّثنا بشر بن مِهْران ، حدَّثنا محمد بن دينار ، عن داود بن أبي هِنْد ، عن الشّعبي ، عن جابر بن عبد الله ، قال :

قدم وفد أهل نجران على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : العاقب ، والسيد. فدعاهما إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من

__________________

[٢٠٨] مرسل.

[٢٠٩] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٩٣ ـ ٥٩٤) وصححه ووافقه الذهبي ، ولكن ليس عند الحاكم أن الآية نزلت.

وعزاه في الدر (٢ / ٣٨) للحاكم وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.

١٠٧

الإسلام ، فقالا : هات أنبئنا ، قال : حب الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير. فدعاهما إلى المُلَاعَنَةِ فوعداه على أن يُغَادِيَاه بالغَدَاة ، فغدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة ، وبيد الحسن والحسين ، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا ، فأقرا له بالخراج ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والذي بعثني بالحق لو فعلا لَمُطِرَ الوادي ناراً». قال جابر : فنزلت فيهم هذه الآية :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) ) قال الشعبي : أبناءنا : الحسن والحسين ، ونساءنا : فاطمة ، وأنفسنا : علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنهم .

[٩٤]

قوله تعالى( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُ ) الآية. [٦٨].

٢١٠ ـ قال [ابن عباس : قال رؤساء] اليهود : والله يا محمد ، لقد علمت أنا أولى بدين إبراهيم منك ومن غيرك ، وأنه كان يهودياً ، وما بك إلا الحسد! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢١١ ـ وروى الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عباس ، وروى أيضاً عبد الرحمن بن غُنْم عن أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكره محمد بن إسحاق بن يَسَار ، وقد دخل حديث بعضهم في بعض.

قالوا : لما هاجر جعفر بن أبي طالب وأصحابه إلى الحبشة ، واستقرت بهم الدار ، وهاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة ، وكان من أمر بدر ما كان ـ اجتمعت قريش في دار النَّدْوَة وقالوا : إن لنا في أصحاب محمد الذين عند النَّجَاشي ثأراً بمن قُتِل منكم ببدر ، فاجمعوا مالاً وأهدوه إلى النجاشي لعله يدفع إليكم مَنْ عنده من قومكم ، ولينتدب لذلك رجلان من ذوي آرائكم. فبعثوا عمرو بن العاص ، وعمارة بن أبي

__________________

[٢١٠] بدون إسناد.

[٢١١] الكلبي ضعيف ، وحديث ابن غنم ذكره السيوطي في الدر (٢ / ٤١) وعزاه لعبد بن حميد ـ وله شاهد موصول من حديث أبي موسى : أخرجه الحاكم (٢ / ٣٠٩). وصححه ووافقه الذهبي.

١٠٨

مُعَيْط ، مع الهدايا : الأدم وغيره ، فركبا البحر وأتيا الحبشة ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له وسلما عليه وقالا له : إن قومنا لك ناصحون شاكرون ، ولصلاحك محبون ، وإنهم بعثونا إليك لنحذِّرك هؤلاء القوم الذين قدموا عليك ، لأنهم قومُ رجلٍ كذّاب ، خرج فينا يزعم أنه رسول الله ، ولم يتابعه أحد منا إلا السفهاء ، وكنا قد ضيقنا عليهم الأمر ، وألجأناهم إلى شعب بأرضنا ، لا يدخل عليهم أحد ، ولا يخرج منهم أحد قد قتلهم الجوع والعطش ، فلما اشتد عليهم الأمر بعث إليك ابن عمه ليفسد عليك دينك ومُلْكك ورعيتك ، فاحذرهم وادفعهم إلينا لنكفيكهم.

قالوا : وآية ذلك أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدون لك ، ولا يحيونك بالتحية التي يحييك بها الناس ، رغبةً عن دينك وسنتك.

قال : فدعاهم النجاشي ، فلما حضروا صاح جعفر بالباب : يستأذن عليك حزبُ الله ، فقال النجاشي : مروا هذا الصائح فليعد كلامه ، ففعل جعفر ، فقال النجاشي : نعم فليدخلوا بأمان الله وذمته. فنظر عمرو بن العاص إلى صاحبه ، فقال : ألا تسمع كيف يَرْطُنُونَ بحزب الله ، وما أجابهم [به] النجاشي. فساءهما ذلك. ثم دخلوا عليه ولم يسجدوا له ، فقال عمرو بن العاص [وعمارة بن أبي معيط] : ألا ترى أنهم يستكبرون أن يسجدوا لك؟ فقال لهم النجاشي : ما يمنعكم أن تسجدوا لي وتحيوني بالتحية التي يحييني بها من أتى من الآفاق؟ قالوا : نسجد لله الذي خلقك وملَّكك ، وإِنما كانت تلك تحية لنا ونحن نعبد الأوثان ، فبعث الله فينا نبيّا صادقاً ، وأمرنا بالتحية التي يرتضيها الله لنا وهي السلام تحية أهل الجنة. فعرف النجاشي أن ذلك حق ، وأنه في التوراة والإنجيل. قال : أيكم الهاتف : يستأذن عليك حزب الله؟ قال جعفر : أنا ، قال : فتكلم ، قال : إنك ملك من ملوك أهل الأرض ، ومن أهل الكتاب ، ولا يصلح عندك كثرة الكلام ، ولا الظلم ، وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي ، فمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما ولينصت الآخر ، فتسمع محاورتنا. فقال عمرو لجعفر : تكلم ، فقال جعفر للنجاشي : سل هذا الرجل : أعبيد نحن أم أحرار؟ فإن كنا عبيداً أبقنا من أربابنا ، فارددنا إليهم. فقال النجاشي : أعبيد هم أم أحرار؟ فقال : بل أحرار كرام ، فقال النجاشي : نجوا

١٠٩

من العبودية. قال جعفر : سلهما : هل أهرقنا دماً بغير حق فيقتص منا؟ فقال عمرو : لا ، ولا قطرة. قال جعفر : سلهما : هل أخذنا أموال الناس بغير حق فعلينا قضاؤها؟ قال النجاشي : يا عمرو إن كان قنطاراً فعليَّ قضاؤه ، فقال عمرو : لا ولا قيراطاً ، قال النجاشي : فما تطلبون منهم؟ قال عمرو : كنا وهم على دين واحد ، وأمر واحد ، على دين آبائنا ، فتركوا ذلك الدين واتبعوا غيره ، ولزمناه نحن ، فبعثنا إليك قومهم لتدفعهم إلينا. فقال النجاشي : ما هذا الدين الذي كنتم عليه ، والدين الذي اتبعتموه؟ اصدقني. قال جعفر : أما [الدين] الذي كنا عليه وتركناه فهو دين الشيطان وأمره ، كنا نكفر باللهعزوجل ، ونعبد الحجارة ، وأما [الدين] الذي تحولنا إليه فدين الله الإسلام ، جاءنا به رسول من الله وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقاً له.

فقال النجاشي : يا جعفر لقد تكلمت بأمر عظيم فَعَلَى رِسْلِكَ. ثم أمر النجاشي فضرِب بالناقوس فاجتمع إليه كل قسيس وراهب ، فلما اجتمعوا عنده قال النجاشي : أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ، هل تجدون بين عيسى وبين القيامة نبياً مرسلاً؟ فقالوا : اللهم نعم ، قد بشرنا به عيسى ، وقال : من آمن به فقد آمن بي ، ومن كفر به فقد كفر بي. فقال النجاشي لجعفر : ما ذا يقول لكم هذا الرجل ويأمركم به ، وما ينهاكم عنه؟ قال : يقرأ علينا كتابَ الله ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويأمر بحسن الجوار ، وصلة الرحم ، وبرّ اليتيم ، ويأمرنا أن نعبد الله وحده لا شريك له.

فقال : اقرأ علينا شيئاً مما كان يقرأ عليكم. فقرأ عليهم سورة «العنكبوت» و «الروم». ففاضت عينا النجاشي وأصحابه من الدمع ، وقالوا : يا جعفر ، زدنا من هذا الحديث الطيب. فقرأ عليهم «سورة الكهف». فأراد عمرو أن يغضب النجاشي فقال : إنهم يشتمون عيسى وأمه ، فقال النجاشي : ما يقولون في عيسى وأمه؟ فقرأ عليهم جعفر سورة «مريم» ، فلما أتى على ذكر مريم وعيسى رفع النجاشي نفثة من سواك قدر ما يقذى العين ، وقال : والله ما زاد المسيح على ما تقولون هذا. ثم أقبل على جعفر وأصحابه فقال : اذهبوا فأنتم سُيُومٌ بأرضي.يقول : آمنون ، من سبكم أو آذاكم غرم ، ثم قال : أبشروا ولا تخافوا ، ولا دهورة

١١٠

اليوم على حزب إبراهيم. قال عمرو : يا نجاشي ومن حزب إبراهيم؟ قال : هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاءوا من عنده ومن اتبعهم. فأنكر ذلك المشركون وادعوا في دين إبراهيم ، ثم ردّ النجاشي على عمرو وصاحبه المال الذي حَمُلوه ، وقال : إنما هديتكم إليّ رشوة فاقبضوها ، فإن الله ملّكني ولم يأخذ مني رشوة.

قال جعفر : وانصرفنا وكنا في خير دار ، وأكرم جوار. وأنزل اللهعزوجل ذلك اليوم في خصومتهم في إِبراهيم على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بالمدينة ، قوله تعالى :( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) [أي] على ملته وسنته ،( وَهذَا النَّبِيُ ) يعني محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ،( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) .

((٢١٢) ـ أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن الوراق ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجَزَرِي ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدَّثنا أبو سعيد الأشج ، حدَّثنا وكيع ، عن سفيان بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي الضحى ، عن عبد الله قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن لكل نبي ولاةً من النبيين ، وأنا وَلِيِّي منهم أبي وخليلُ ربي إبراهيم. ثم قرأ :( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُ ) الآية.

[٩٥]

قوله تعالى :( وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ) الآية. [٦٩].

٢١٣ ـ نزلت في معاذ بن جبل [وحُذَيفة] وعمار بن ياسر ، حين دعاهم اليهود إلى دينهم. وقد مضت القصة في سورة البقرة.

[٩٦]

قوله تعالى :( وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) الآية. [٧٢].

__________________

[٢١٢] أخرجه الترمذي (٢٩٩٥) مكرر ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٢ ، ٥٥٣) وصححه ووافقه الذهبي ـ وأخرجه ابن جرير (٣ / ٢١٨).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ٤٢) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم.

[٢١٣] بدون إسناد.

١١١

٢١٤ ـ قال الحسن والسدي : تواطأ اثنا عشر حَبراً من يهود خيبر [وقرى عُرَيْنة] وقال بعضهم لبعض : ادخلوا في دين محمد أولَ النهار باللسان دون الاعتقاد ، واكفروا به في آخر النهار ، وقولوا : إنا نظرنا في كتبنا ، وشاورنا علماءنا ، فوجدنا محمداً ليس بذلك ، وظهر لنا كذبه ، وبطلان دينه ، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم وقالوا : إنهم أهل كتاب ، وهم أعلم به منا ، فيرجعون عن دينهم إلى دينكم. فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأخبر [به] نبيَّه محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمؤمنين.

٢١٥ ـ [و] قال مجاهد ، ومقاتل ، والكلبي ، هذا في شأن القبلة ، لما صرفت إلى الكعبة ، شق ذلك على اليهود لمخالفتهم ، فقال كعب بن الأشرف وأصحابه : آمنوا بالذي أنزل على محمد من أمر الكعبة ، وصلُّوا إليها أولَ النهار ، ثم اكفروا بالكعبة آخرَ النهار ، وارجعوا إِلى قبلتكم الصخرة ، لعلهم يقولون : هؤلاء أهل كتاب وهم أعلم منا. فربما يرجعون إلى قبلتنا. فحذَّر الله تعالى نبيه مكرَ هؤلاء ، وأطلعه على سرهم ، وأنزل :( وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) الآية.

[٩٧]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية. [٧٧]

٢١٦ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أخبرنا حاجب بن أحمد ،

__________________

[٢١٤] مرسل.

[٢١٥] مرسل.

[٢١٦] أخرجه البخاري في كتاب الشرب والمساقاة (٢٣٥٨) وفي كتاب الأشخاص (٢٤١٧) وفي كتاب الرهن (٢٥١٦) وفي كتاب الشهادات (٢٦٦٧) و (٢٦٧٧) وفي كتاب التفسير (٤٥٥٠) وفي الأيمان والنذور (٦٦٦٠ ، ٦٦٦٧) ، وفي الأحكام (٧١٨٤).

وأخرجه مسلم في الإيمان (٢٢٠ ، ٢٢٢ / ١٣٨) ص ١٢٢ ـ ١٢٣.

وأبو داود في الأيمان والنذور (٣٢٤٣).

والترمذي في التفسير (٢٩٩٦) وفي البيوع (١٢٦٩) وقال حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٨٢) وفي القضاء من الكبرى.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠ / ١٨٠) وابن جرير (٣ / ٢٢٩) وذكره السيوطي في لباب

١١٢

أخبرنا محمد بن حماد ، أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن شفيق ، عن عبد الله ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من حلف على يمين وهو فيها فاجرٌ ، ليقطع بها مال امرئ مسلم ، لَقي الله وهو عليه غضبانُ. فقال الأَشْعَثُ بن قَيْس : فيَّ والله [نزلت] ، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني ، فقدمته إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ألك بينةٌ؟ قلت : لا. فقال لليهودي : أتحلف؟ فقلت : [يا رسول الله] إذن يحلف فيذهب بمالي. فأنزل اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

رواه البخاري عن عبدان ، عن أبي حمزة ، عن الأعمش.

٢١٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المِهْرجاني ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمد الزاهد ، أخبرنا أبو القاسم البَغَوي ، حدَّثني محمد بن سليمان ، حدَّثنا صالح بن عمر عن الأعمش ، عن شَقِيق ، قال : قال عبد الله :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقطعَ بها مالاً ، لقَي الله وهو عليه غضبانُ ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) إلى آخر الآية. فأتى الأشعث بن قيس ، فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا كذا وكذا. قال : لَفِيَّ نزلت ، خاصمت رجلاً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ألك بينة؟ قلت : لا. قال : فيحلف قلت : إذاً يحلفُ قالعليه‌السلام : من حلف على يمين هو فيها فاجرٌ ، ليقتطع بها مالاً ، لقيَ الله وهو عليه غضبان ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

رواه البخاري عن حَجَّاج بن مِنْهَال ، عن أبي عَوَانة.

__________________

النقول (ص ٥٧) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٤٤) لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب وأحمد في مسنده.

[٢١٧] انظر السابق.

١١٣

ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع ، وعن ابن نمير ، عن أبي معاوية ، كلهم عن الأعمش).

٢١٨ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن الشَّاذياخي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا عبد الرزّاق ، حدَّثنا سفيان ، عن منصور والأعمش ، عن أبي وائل ، قال : قال عبد الله :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يحلف رجل على يمين صبر ، ليقتطع بها مالاً فاجراً ، إلا لقي الله وهو عليه غضبان. قال : فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

قال : فجاء الأشعث ، وعبد الله يحدثهم ، قال : فيَّ نزلت وفي رجل خاصمته في بئر ، وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألك بينة؟ قلت : لا ، قال : فليحلف لك ، قلت إذاً يحلف ، قال : فنزلت :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

٢١٩ ـ أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المُزَكَّي ، أخبرنا محمد بن المكي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدَّثنا علي بن عبد الله ، سمع هشيماً يقول : أخبرنا العَوَّام بن حَوْشَب ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن أبي أَوْفَى :

أن رجلاً أقام سلعة في السوق فحلف لقد أعطى بها ما لم يعطه ، ليوقع فيها رجلاً من المسلمين ، فنزلت :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) إلى آخر الآية.

__________________

[٢١٨] انظر (٢١٦)

[٢١٩] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٥١) وأخرجه في كتاب الشهادات (٢٦٧٥).

وعزاه السيوطي في اللباب (ص ٥٨) للبخاري.

ونقل عن الحافظ ابن حجر قوله : لا منافاة بين الحديثين (حديث الأشعث وحديث عبد الله بن أبي أوفى) بل يحمل على أن النزول كان بالسببين معاً وعزاه في الدر (٢ / ٤٤) لعبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم.

١١٤

٢٢٠ ـ وقال الكلبي : إن ناساً من علماء اليهود أُولي فاقة ، أصابتهم سَنة ، فاقتحموا إلى كعب بن الأشرَف بالمدينة ، فسألهم كعب : هل تعلمون أن هذا الرجل ـ رسولَ الله ـ في كتابكم؟ قالوا : نعم ، وما تعلمه أنت؟ قال : لا ، قالوا : فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال [كعب] : لقد حَرَمَكم الله خيراً كثيراً ، لقد قَدِمْتُم علي وأنا أريد أن أبركم وأكسو عيالكم ، فحرمَكم الله وحرَم عيالكم. قالوا : فإنه شُبِّهَ لَنَا ، فَرُوَيْداً حتى نلقاه. فانطلقوا فكتبوا صفةً سوى صفته ، ثم انتهوا إلى نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فكلموه وسألوه ، ثم رجعوا إلى كعب ، وقالوا : لقد كنا نرى أنه رسول الله ، فلما أتيناه إذا هو ليس بالنعت الذي نُعِتَ لنا ، ووجدنا نعته مخالفاً للذي عندنا. وأخرجُوا الذي كتبوا ، فنظر إليه كعب ففرح ومارَهُمْ وأنفق عليهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٢٠ م ـ وقال عكرمة : نزلت في أبي رافع وكِنَانَةَ بن أبي الحقيق ، وحيي بن أَخْطَب ، وغيرهم من رؤساء اليهود ، كتبوا ما عهد الله إليهم في التوراة ، من شأن محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبدّلوه وكتبوا بأيديهم غيره ، وحلفوا أنه من عند الله لئلا يفوتهم الرّشا والمآكل التي كانت لهم على أتباعهم.

[٩٨]

قوله تعالى :( ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ ) الآية. [٧٩].

٢٢١ ـ قال الضحاك ومقاتل : نزلت في نصارى نَجْرَان حين عبدوا عيسى. وقوله :( لِبَشَرٍ ) يعني عيسى( أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ ) يعني الإنجيل.

٢٢٢ ـ وقال ابن عباس في رواية الكلبي وعطاء : إن أبا رافع اليهودي

__________________

[٢٢٠] الكلبي ضعيف.

[٢٢٠١] م عزاه السيوطي في اللباب (ص ٥٨) لابن جرير ، ونقل عن الحافظ قوله : الآية محتملة ولكن العمدة في ذلك ما ثبت في الصحيح.

[٢٢١] مرسل.

[٢٢٢] أخرجه ابن جرير (٣ / ٢٣٢) من طريق ابن إسحاق قال ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال ثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس به.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٨) ـ وأخرجه البيهقي في الدلائل (٥ / ٣٨٤) ـ وعزاه في الدر (٢ / ٤٦) لابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في الدلائل.

١١٥

والرِّبِّيس من نصارى نَجْرَان ، قالا : يا محمد أتريد أن نعبدك ونتخذك رباً؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : معاذ الله أن يُعبد غير الله أو نأمر بعبادة غير الله ، ما بذلك بعثني ، ولا بذلك أمرني. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٢٣ ـ وقال الحسن : بلغني أن رجلاً قال : يا رسول الله ، نُسلِّم عليك كما يسلم بعضنا على بعض ، أفلا نسجد لك؟ قال : لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ، ولكن أكرموا نبيكم ، واعرفوا الحق لأهله. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٩٩]

قوله تعالى :( أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ ) . [٨٣].

٢٢٤ ـ قال ابن عباس : اختصم أهل الكتابين إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم ، كل فرقة زعمت أنها أولى بدينه ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : كلا الفريقين بريءٌ من دين إبراهيم. فغضبوا وقالوا : والله ما نرضى بقضائك ، ولا نأخذ بدينك ، فأنزل الله تعالى( أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ ) .

[١٠٠]

قوله تعالى :( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) الآية. [٨٦].

٢٢٥ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، أخبرنا [أبو] محمد بن حيان ، أخبرنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا علي بن عاصم ، عن خالد وداود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :

__________________

[٢٢٣] مرسل ـ عزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٨) لعبد الرزاق في تفسيره وعزاه في الدر (٢ / ٤٦) لعبد بن حميد.

[٢٢٤] بدون إسناد.

[٢٢٥] صحيح : أخرجه النسائي في الصغرى في كتاب تحريم الدم (٧ / ١٠٧).

وفي التفسير (٨٥) وابن جرير (٣ / ٢٤٠).

والحاكم في المستدرك (٢ / ١٤٢) وصححه ووافقه الذهبي ـ وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٨).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٤٩) لابن حبان والبيهقي في سننه.

١١٦

أن رجلاً من الأنصار ارتد فلحق بالمشركين ، فأنزل الله تعالى :( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) إلى قوله :( إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) فبعث بها قومه إليه ، فلما قُرِئت عليه قال : والله ما كذبني قومي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا كذب رسول الله على الله ، واللهعزوجل أصدق الثلاثة. فرجع تائباً فقبل منه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتركه

٢٢٦ ـ وأخبرنا أبو بكر ، أخبرنا أبو محمد ، أخبرنا أبو يحيى ، حدَّثنا سهل ، عن يحيى بن أبي زائدة ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

ارتد رجل من الأنصار عن الإسلام ولحق بالشرك ، فندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل لي من توبة ، فإني قد ندمت؟ فنزلت( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) حتى بلغ( إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) فكتب بها قومه إليه ، فرجع فأسلم.

٢٢٦ م ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، أخبرنا أبو بكر بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، حدَّثنا أحمد بن سيّار ، حدَّثنا مُسَدَّد بن مُسَرْهَد ، حدَّثنا جعفر بن سليمان ، عن حميد الأعرج عن مجاهد ، قال :

كان الحارث بن سُوَيد قد أسلم ، وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم لحق بقومه وكفر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) إلى قوله :( فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث : والله إنك ما علمت لصَدُوق ، وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصْدَقُ منك ، وإِنَّ الله لأَصْدَقُ الثلاثة. ثم رجع فأسلم إسلاماً حسناً.

[١٠١]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) . [٩٠].

__________________

[٢٢٦] انظر الحديث السابق.

[٢٢٦١] م ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه لعبد الرزاق ، وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٩) لعبد الرزاق ومسدد وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٣ / ٢٤١).

وذكر الحافظ ابن حجر هذه القصة في الإصابة (١ / ٢٨٠) في ترجمة الحارث بن سويد.

١١٧

٢٢٧ ـ قال الحسن ، وقتادة ، وعطاء الخراساني : نزلت في اليهود ، كفروا بعيسى والإنجيل ، ثم ازدادوا كفراً ببعثة محمد والقرآن.

٢٢٨ ـ وقال أبو العالية : نزلت في اليهود والنصارى ، كفروا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد إيمانهم بنعته وصفته ، ثم ازدادوا كفراً بإقامتهم على كفرهم.

[١٠٢]

قوله تعالى :( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) . [٩٣].

٢٢٩ ـ قال أبو رَوْق والكَلْبي : نزلت حين قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا على ملّة إبراهيم ، فقالت اليهود : كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها! فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : كان ذلك حلالاً لإبراهيم ، فنحن نُحِلُّه. فقالت اليهود : كل شيء أصبحنا اليوم نحرِّمه فإنه كان محرماً على نوح وإبراهيم حتى انتهى إلينا. فأنزل اللهعزوجل تكذيباً لهم :( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) الآية.

[١٠٣]

قوله تعالى :( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ) الآية. [٩٦].

٢٣٠ ـ قال مجاهد : تفاخر المسلمون واليهود ، فقالت اليهود : بيت المقدس

__________________

[٢٢٧] مرسل ، وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية : قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس : أن قوماً أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا لهم ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزلت هذه الآية( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ ) .

وقال ابن كثير : إسناده جيد.

[٢٢٨] مرسل.

[٢٢٩] بدون سند.

وأخرج الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٢) عن ابن عباس : أن إسرائيل أخذه عرق النسا فجعل إن شفاه الله أن لا يأكل لحماً فيه عروق قال فحرمته اليهود فنزلت ( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) ....

وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

[٢٣٠] مرسل.

١١٨

أفضل وأعظم من الكعبة ، لأنه مُهَاجَرُ الأنبياء ، وفي الأرض المقدسة. وقال المسلمون : بل الكعبة أفضل. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٠٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً ) الآية. [١٠٠].

٢٣١ ـ أخبرنا أبو عَمْرو القَنْطَرِي فيما أذن لي في روايته ، أخبرني محمد بن الحسين الحدادي قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا المُؤَمَّل بن إِسماعيل ، حدَّثنا حماد بن زيد ، حدَّثنا أيوب ، عن عكرمة قال :

كان بين هذين الحيين من الأوس والخزْرَج قتال من الجاهلية ، فلما جاء الإسلام اصطلحوا وألَّف الله بين قلوبهم ، وجلس يهودي في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج ، فأنشد شعراً قاله أحد الحيين في حربهم ، فكأنهم دخلهم من ذلك ، فقال الحي الآخرون قد قال شاعرنا في يوم كذا : كذا وكذا ، فقال الآخرون : وقد قال شاعرنا في يوم كذا : كذا وكذا. [قال] فقالوا : تعالوا نرد الحرب جَذَعاً كما كانت ، فنادى هؤلاء يا آل أوس ، ونادى هؤلاء يا آل خزرج. فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال ، فنزلت هذه الآية ، فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حتى قام بين الصفّين فقرأها ورفع صوته ، فلما سمعوا صوته أنصتوا [له] وجعلوا يستمعون إليه فلما فرغ ألقوا السلاح ، وعانق بعضهم بعضاً. وجَثَوْا يبكون).

٢٣٢ ـ وقال زيد بن أَسْلَم : مرشَاس بن قيس اليهودي ـ وكان شيخاً فدعَا في الجاهلية ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من الأوس والخزرج في مجلس [قد] جمعهم يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من جماعتهم وَأُلْفَتِهِمْ ، وصلاح ذات بينهم في

__________________

[٢٣١] مرسل ، عزاه السيوطي في الدر (٢ / ٥٨) لابن المنذر ، وأورده في اللباب (ص ٥٩)

[٢٣٢] مرسل. أخرجه ابن جرير (٤ / ١٦).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ٥٧) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

١١٩

الإسلام ، بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة ، فقال : قد اجتمع مَلأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار. فأمر شاباً من اليهود كان معه ، فقال : اعمد إِليهم فاجلس معهم ، ثم ذَكِّرْهُم [بيوم] بعاث وما كان قبله ، وأنشدْهم بعض ما كانوا تَقَاوَلُوا فيه من الأشعار. وكان بُعاث يوماً اقتتلت فيه الأوس والخَزْرَج ، وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج. ففعل فتكلّم القومُ عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا ، حتى تواثب رجلان من الحيين : أوس بن قَيْظِي أحد بني حارثة من الأوس ، وجبّار بن صخر ، أحد بني سلمة من الخزرج. فتقاولا ، وقال أحدهما لصاحبه : إن شَئت [والله] رددتها [الآن] جذعة ، وغضب الفريقان جميعاً وقالا : قد فعلنا ، السلاح السلاح موعدكم الظاهرة. وهي حرة ، فخرجوا إليها ، وانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم ، فقال : يا معشر المسلمين أَبدَعْوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ، بعد أن أكرمكم الله بالإسلام ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، وألّف بينكم ، فترجعون إلى ما كنتم عليه كُفَّاراً؟ الله الله! فعرف القوم أنها نَزْغَةٌ من الشيطان ، وكيد من عدوهم ، فألقوا السلاح من أيديهم ، وبَكَوْا وعانق بعضهم بعضاً ، ثم انصرفوا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سامعين مطيعين ، فأنزل اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني الأوس والخزرج( إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) يعني شاساً وأصحابه( يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ ) .

قال جابر بن عبد الله : ما كان [من] طالع أكرهَ إلينا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأومى إلينا بيده ، فكففنا وأصلح الله تعالى ما بيننا ، فما كان شخص أحبَّ إلينا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فما رأيت [قط] يوماً أقبحَ ولا أوْحَش أوّلاً ، وأطيبَ آخِراً من ذلك اليوم.

[١٠٥]

قوله تعالى :( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ) الآية. [١٠١].

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434