الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق10%

الأمالي شيخ الصدوق مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 780

الأمالي شيخ الصدوق
  • البداية
  • السابق
  • 780 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 462543 / تحميل: 8959
الحجم الحجم الحجم
الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وبـلـؤلؤ مـبسمكَ الـمنظو

مِ ولـؤلـؤ دمـعي إذ يُـنثرْ

إن تـتركْ هـذا الـهجرِ فليـ

سَ يـليق بـمثلي أن يُـهْجَرْ

فـاجلُ الأقـداحِ بصرفِ الرا

حِ عـسى الأفـراح بها تُنْشَرْ

واشـغل يـمناكَ بـصبِّ الكا

سِ وخـلِّ يـساركَ لـلمزهرْ

فـدمُ الـعنقودِ ولـحنُ الـعو

دِ يـعيدُ الـخيرَ ويـنفي الشرْ

بَـكِّـرْ لـلسُكْرِ قـبيلَ الـفجـ

رِ فـصفو الـدهرِ لِـمَنْ بَكَّرْ

هـذا عـملي فـاسلك سُـبلي

إن كـنتَ تُـقِرُّ عـلى المنكرْ

فـلقد أسـرفت ومـا أسـلفْـ

تُ لـنفسي مـا فـيه أُعْـذَرْ

سَــوَّدتُ صـحيفةَ أعـمالي

ووكّـلتُ الأمـرَ إلـى حيدرْ

هـو كـهفي مـن نوبِ الدنيا

وشـفيعي فـي يـومِ المحشرْ

قــد تَـمَّـتْ لـي بـولايته

نِـعَمٌ جَـمَّتْ عـن أن تُشكرْ

لأصـيبَ بـها الـحظّ الأوفى

واخـصص بـالسهمِ الأوفـرْ

بـالحفظِ مـن الـنارِ الكبرى

والأمـنِ مـن الـفزعِ الأكبرْ

هـل يـمنعني وهـو الساقي

أن أشـربَ من حوضِ الكوثرْ

أم يـطـردني عــن مـائدة

وُضِـعَـتْ لـلقانعِ والـمُعْتَرْ

يـا مَـنْ قـد أنـكرَ من آيا

تِ أبـي حـسنٍ مـا لا يُنْكَرْ

إن كـنـتَ، لـجهلكَ، بـالأيّا

مِ، جـحدتَ مـقامَ أبـي شُبَّرْ

فـاسأل بـدراً واسـأل أُحُدا

وسـلِ الأحـزابَ وسلْ خيبرْ

مَـنْ دبَّـرَ فـيها الأمرَ ومَنْ

أردى الأبـطالَ ومَـنْ دَمَّـرْ

مَـنْ هدَّ حصونَ الشركِ ومَنْ

شـادَ الإسـلامَ ومَـنْ عَـمَّرْ

مَــنْ قـدَّمهُ طـه وعـلى

أهــلِ الإيـمانِ لـهُ أَمَّـرْ

قـاسوكَ أبـا حـسنٍ بـسوا

كَ وهـل بالطودِ يُقاسُ الذرْ؟

أنّـى سـاووكَ بـمَنْ نـاوو

كَ وهـل سـاووا نعلَيْ قنبرْ؟

مَـنْ غـيركَ مَنْ يُدعى للحر

بِ ولـلـمحرابِ ولـلـمنبرْ

٢١

وإذا ذُكــرَ الـمعروفُ فـما

لـسواكَ بـهِ شـيءٌ يُـذْكَرْ

أفـعالُ الـخيرِ إذا انـتشرت

فـي الـناسِ فأنتَ لها مصدرْ

أحـييتَ الـدينَ بـأبيضِ قد

أودعـتَ بـهِ الموتَ الأحمرْ

قـطباً لـلحربِ يُـديرُ الضر

بَ ويـجلو الكربَ بيومِ الكرْ

فـاصدع بـالأمرِ فناصركَ الـ

بَـتَّـارُ وشـانـئكَ الأبـترْ

لو لم تؤمر بالصبرِ وكظمِ الغيـ

ظِ ولـيـتكَ لــم تـؤمـرْ

مـا آلَ الأمـرُ إلـى التحكيـ

مِ وزايــلَ مـوقفهُ الأشـترْ

لـكن أعـراضُ الـعاجلِ ما

عـلقت بـردائكَ يـا جوهرْ

أنـتَ الـمهتمّ بـحفظِ الـديـ

نِ وغـيـركَ بـالدنيا يـغترْ

أفـعـالكَ مـا كـانت فـيها

إلاّ ذكــرى لِـمَـنِ اذَّكَّـرْ

حُـججاً ألـزمتَ بها الخصما

وتـبـصرةً لِـمَنِ اسـتبصرْ

آيــاتُ جـلالكَ لا تُـحصى

وصـفاتُ كـمالكَ لا تُحصرْ

مَـنْ طـوَّلَ فـيكَ مـدائحه

عـن أدنـى واجـبها قـصَّرْ

فـاقـبل يـا كـعبةَ آمـالي

مـن هدي مديحي ما استيسرْ

٢٢

في عيد الغدير

سـلِ المُجدبَ الظمآنَ أينَ مصيره

وهـا عندنا روضُ الهدى وغديرهُ

وسـلْ خابطَ الظلماءَ كم هو تائهٌ

ألـم يـرَ بدرَ الرشدِ يسطعُ نورهُ

ألاّ نـظرة نـحو الـيمينِ تـدلُّهُ

عـلى قـصدهِ كي يستقيمَ مسيرهُ؟

إذا مـا اقتفى في السيرِ آثارَ حائر

فـمِنْ عدلِ ديانِ الورى مَنْ يجيرهُ

أبـا حـسنٍ تاللهِ أنـتَ لأحـمد

أخـوهُ وقـاضي ديـنهُ ووزيرهُ

وإنّـكَ عونُ المصطفى ونصيره

أو إنّـكَ عينُ المصطفى ونظيرهُ

فـلا مـشكلٌ إلاّ وأنـتَ مـداره

ولا فـلـكٌ إلاّ وأنــتَ مـديرهُ

ولا أُمّــةٌ إلاّ وأنــتَ أمـينها

ولا مـؤمـنٌ إلاّ وأنـتَ أمـيرهُ

وأنـتَ يـدُ اللهِ القويِّ وحبلهُ الـ

مـتينُ وحـامي ديـنهُ وسـفيرهُ

وأنتَ الصراطُ المستقيمُ وعندكَ الـ

جـوازُ فـمَنْ تمنحهُ جازَ عبورهُ

بـكَ الـشركُ أودى خيلهُ ورجاله

وثـقلَ قـريشٍ عِـيرُهُ ونـفيرهُ

فـما زلـتَ لـلحقِّ المبينِ تُبِينُهُ

وبـالسيفِ مَنْ يبغيهِ سوءاً تبيرهُ

إلـى أن عـلا هامَ الجبالَ مناره

وأشـرقَ فـي كلِّ الجهاتِ منيرهُ

فـمَنْ جـاءَ مـغتالاً فأنتَ تميته

ومَـنْ جـاءَ مـمتاراً فأنتَ تميرهُ

وأنـتَ قـسيمُ الـنارَ قسمٌ تجيزهُ

عـليها، وقـسمٌ من لظاها تجيرهُ

ولـمّا اسـتتمَ الدينُ أوفى نصابه

وشِـيدَتْ مـبانيهِ وأُحـكمَ سورهُ

رقـدتَ قـريرَ العينِ لستَ بحافل

بـحقدِ أخـي حـقدٍ عـليكَ يثيرهُ

٢٣

ومـثلكَ مَـنْ إن تَـمَّ للدينِ أمره

فـمـا ضَـرَّهُ ألاّ تـتمَّ أمـورهُ

ولـو شـئتَ أثكلتَ العدو بنفسه

فـأصبحَ يـعلو ويـلُهُ وثـبورهُ

بـبأسِ يدٍ لوْ صُلْتَ يوماً بها على

ثـبيرٍ إذاً لانـدكَّ مـنها ثـبيرهُ

ولكن رأيتَ الصبرَ أحجى ولم ينل

ثــوابَ مـقامِ اللهِ إلاّ صَـبُورهُ

فـديتكَ أدركْ بـالشفاعةِ مـذنبا

إذا أنـتَ لـم تنصرهُ عَزَّ نصيرهُ

ولايـتـهُ إيـاكَ أقـوى وسـيلة

سَـيُمْحى بـها تقصيرهُ وقصورهُ

٢٤

في التشوّق إلى النجف

يـا أيّها النجفُ الأعلى لكَ الشرفُ

ضمنتَ خيرَ الورى يا أيّها النجفُ

فـيكَ الإمـامُ أميرُ المؤمنينَ ثوى

فـالدرُّ فيكَ وما في غيركَ الصدفُ

يا سائرينَ إلى أرضِ الغري ضحى

نـشدتكم بـأميرِ الـمؤمنينَ قـفو

مـا ضَـرَّكُمْ لـو حملتم ما يبثكمو

صَـبُّ غـريبٌ كئيبٌ هائمٌ دنفُ

في مدح الإمام عليّ

لمّا دعاكَ اللّهُ قدما لأن

تولدَ في البيتِ فلبيتَهُ

جزيتهُ بينَ قريشٍ بأن

طهَّرتَ من أصنامهم بيتَهُ

٢٥

الإمام المهديّ (1)

يـمـثِّلُكَ الـشـوقُ الـمُبَرِّحُ والـفكرُ

فـلا حُـجُبٌ تـخفيكَ عـنّي ولا سترُ

ولـو غـبتَ عـنّي ألـفَ عامٍ فإنّ لي

رجـاءَ وصـالٍ لـيسَ يـقطعهُ الـدهرُ

تـراكَ بـكلّ الـناسِ عـيني فلم يكن

لـيـخلو ربـعٌ مـنكَ أو مَـهْمَهٌ قـفرُ

ومـا أنـتَ إلاّ الـشمسُ يـنأى محلها

ويـشرقُ مـن أنـوارها الـبرُّ والبحرُ

تـمـادى زمـانُ الـبعدِ وامـتدَّ لـيله

ومـا أبـصرتْ عـيني مُحيّاكَ يا بدرُ

ولـو لـم تـعلّلني بـوعدكِ لـم يـكن

لـيألفَ قـلبي فـي تـباعدكَ الـصبرُ

ولـكـن عـقبى كـلّ ضـيقٍ وشـدّة

رخـاءٌ وإنّ الـعسرَ مـن بـعدهِ يـسرُ

وإنّ زمــانَ الـظلمُ إن طـالَ لـيله

فـعن كـثبٍ يـبدو بـظلمائهِ الـفجرُ

ويُـطوى بـساطُ الـجورِ في عدلِ سيدٍ

لألـويـةِ الـدينِ الـحنيفِ بـهِ نـشرُ

هـو الـقائمُ الـمهدي ذو الـوطأةِ التي

بـها يـذرُ الأطـوادَ يـرجحها الـذرُّ

هـو الـغائبُ الـمأمولُ يـوم ظهوره

يـلبّيهِ بـيتُ الـلّهِ والـركنُ والـحجرُ

هـو ابـنُ الإمـامِ الـعسكري مـحمّد

بـذا كـلّه قـد أنـبأ المصطفى الطهرُ

كـذا مـا روى عـنهُ الـفريقانِ مجملا

بـتـفصيلهِ تُـفـنى الـدفاترُ والـحبرُ

____________________

1 - جاء من بغداد سنة 1317 هـ إلى النجف قصيدة من أحد الآلوسيين يستبعد فيها وجود الإمام المهدي وغيبته، وأوّلها:

أيـا علماءَ العصرِ يا مَنْ لهم خُبْرُ

بـكلّ دقـيقٍ حارَ في مثلهِ الفكرُ

لقد حارَ منّي الفكرُ في القائمِ الذي

تـنازعَ فيهِ الناسُ والتبسَ الأمرُ

فـمِنْ قائلٍ في القشرِ لُبّ وجوده

ومِـنْ قائلٍ قد ذبَّ عن لُبِّه القشرُ

وقد تصدّى للردّ عليه جماعة من الأعلام منهم السيد رضا بهذه القصيدة.

٢٦

فـأخـبارهم عـنـهُ بــذاكَ كـثيرة

وأخـبارنا قـلَّت لـها الأنـجمُ الـزهرُ

ومـولدهُ (نـورٌ) بـهِ يـشرقُ الهدى

وقـيلَ لـظامي العدلِ مولدهُ (نهرُ) (1)

فـيا سـائلاً عـن شـأنهِ اسـمعْ مقالة

هـي الـدرُّ والـفكرُ الـمحيطُ لها بحرُ

ألــم تــدرِ أنَّ اللهَ كــوَّنَ خـلـقه

لـيـمتثلوهُ كــي يـنـالهمُ الأجــرُ

ومـــا ذاكَ إلاّ رحــمـةً بـعـباده

وإلاّ فـمـا فـيـهِ إلـى خـلقهم فـقرُ

ويـعـلمُ أنَّ الـفـكرَ غـايةُ وسـعهم

وهــذا مـقـامٌ دونـهُ يـقفُ الـفكرُ

فـأكـرمـهم بـالـمـرسلينَ أدلَّــةً

لِـما فـيهِ يُرجى النفعُ أو يُختشى الضرُّ

ولـم يُـؤمنُ الـتبليغُ مـنهم مِنَ الخطا

إذا كـانَ يـعروهم مِـنَ السهوِ ما يعرو

ولـو أنّـهم يـعصونهُ لاقـتدى الورى

بـعـصيانهم فـيهم وقـامَ لـهم عـذرُ

فـنزههم عـن وصـمةِ السهوِ والخطا

كـما لـم يـدنّس ثوبَ عصمتهم وزرُ

وأيّــدهـم بـالـمعجزاتِ خـوارقـا

لـعاداتنا كـي لا يُـقال هـي الـسحرُ

ولـم أدرِ لِـمْ دلَّـت على صدقِ قولهم

إذا لـم يـكن لـلعقلِ نـهي ولا أمـرُ

ومَـنْ قـالَ للناسِ انظروا في ادعائهم

فـإنْ صـحّ فـليتّبعهم الـعبدُ والـحرُّ

ولـو أنّـهم فـيما لـهم مـن مـعاجزٍ

عـلى خصمهم طولُ المدى لهم النصرُ

لـغـالى بـهـم كـلّ الأنـامِ وأيـقنوا

بـأنّـهمُ الأربــابُ والـتبسَ الأمـرُ

كـذلكَ تـجري حـكمةُ اللهِ في الورى

وقـدرتهِ فـي كـلّ شـي‌ء لـهُ قـدرُ

وكـانَ خـلافُ اللطفِ، واللطفُ واجب

إذا مـن نـبيٍّ أو وصـيٍّ خـلا عصرُ

أيُـنـشى‌ء لـلإنسانِ خـمسَ جـوارح

تـحسُّ وفـيها تُـدْرَكُ الـعينُ والأثـرُ

وقـلـباً لـهـا مـثلُ الأمـيرِ يـردّها

إذا أخـطأت فـي الحسِّ واشتبه الأمرُ

____________________

1 - في هذا البيت إشارة إلى تاريخ ميلاد الإمام المهدي، وفيه قولان: أوّلهما: إنّه ولد سنة 256 هـ، وذلك ما تشير إليه كلمة (نور) في صدر البيت؛ إذ أنّ مجموع هذه الكلمة بحساب التاريخ الأبجدي 256. وثانيهما: إنّه ولد سنة 255 هـ، وذلك ما تشير إليه كلمة (نهر) في عجز البيت ومجموعها 255.

٢٧

ويـتركُ هـذا الـخلقَ فـي ليلِ ضلَّةٍ

بـظلمائهِ لا تـهتدي الأنـجمُ الـزهرُ

فـذلـكَ أدهـى الـداهياتِ ولـم يـقل

بــهِ أحــدٌ إلاّ أخـو الـسفهِ الـغرُ

فـأنتجَ هـذا الـقولُ، إن كنتَ مصغيا،

وجـوبَ إمـامٍ عـادلٍ أمـرهُ الأمـرُ

وإمـكانُ أن يـقوى وإن كـانَ غـائبا

عـلى رفـعِ ضرِّ الناسِ إن نالها الضرُّ

وإن رمتَ نجحَ السؤلِ فاطلبْ مطالبَ الـ

سـؤولِ فـمَنْ يـسلكهُ يسهل لهُ الأمرُ

فـفـيهِ أقـرَّ الـشافعي ابـن طـلحة

بـرأي عـليهِ كـلّ أصـحابنا قـرُّوا

وجــادلَ مَـنْ قـالوا خـلافَ مـقاله

فـكانَ عـليهم فـي الـجدالِ لهُ نصرُ

وكــم لـلـجوينيِّ انـتـظمنَ فـرائد

مـن الـدرِّ لـم يـسعد بمكنونها البحرُ

(فـرائدُ سـمطين) الـمعاني بـدرّها

تـحـلَّت لأنّ الـحـلي أبـهجهُ الـدرُّ

فـوكّـل بـها عـينيكَ فـهي كـواكب

لـدرِّيـها أعـيـاني الـعدُّ والـحصرُ

ورِدْ مـن (يـنابيعِ الـمودّة) مـوردا

بـهِ يـشتفي منْ قبلِ أن يصدرَ الصدرُ

وفـتّشْ عـلى (كـنزِ الفوائد) فاستعن

بـهِ فـهو نِـعْمَ الذخرُ إن أعوزَ الذخرُ

ولاحـظ بـهِ ما قد رواه (الكراجكي)

مـن خـبرِ الـجارودِ إن أغـنتِ النذرُ

وقـد قـيلَ قُـدماً فـي ابـن خولة إنّه

لــهُ غـيـبة والـقائلونَ بـهِ كـثرُ

وفـي غـيرهِ قـد قـالَ ذلـك غيرهم

ومـا هـم قـليلٌ فـي العدادِ ولا نزرُ

ومـــا ذاك إلاّ لـلـيـقينِ بـقـائم

يـغيبُ وفـي تـعيّنهِ الـتبسَ الأمـرُ

وكـم جـدَّ فـي التفتيشِ طاغي زمانه

لـيُـفشي ســرَّ اللهِ فـانـكتمَ الـسرُّ

وحــاولَ أن يـسعى لإطـفاءِ نـوره

ومــا ربـحهُ إلاّ الـندامةُ والـخسرُ

ومــا ذاكَ إلاّ أنّــهُ كــانَ عـنده

مـن الـعترةِ الـهادينَ فـي شأنهِ خبرُ

وحـسبكَ عـن هـذا حـديثٌ مسلسلٌ

لـعـائشةَ يـنـهيهِ أبـنـاؤها الـغرُّ

بـأنّ الـنبيّ الـمصطفى كـانَ عندهم

وجـبريلُ إذ جـاءَ الـحسينُ ولم يدروا

فـأخـبرَ جـبـريلُ الـنـبي بـأنّـه

سـيُـقتلُ عـدوانـاً وقـاتـلهُ شـمرُ

وإنّ بـنـيهِ تـسـعةٌ ثــمّ عـدَّهـم

بـأسـمائهم والـتاسعُ الـقائمُ الـطهرُ

٢٨

وأن سـيـطيلُ اللهُ غـيـبةَ شـخصه

ويـشقى بـهِ مـن بـعدِ غـيبتهِ الكفرُ

ومـا قـالَ فـي أمـرِ الإمـامةِ أحمد

وأن سـيـليها اثـنانِ بـعدهم عـشرُ

فـقـد كـادَ أن يـرويهِ كـلُّ مـحدّث

ومـا كـادَ يـخلو مـن تـواترهِ سفرُ

وفــي جـلّـها أنّ الـمطيعَ لأمـرهم

سـينجو إذا مـا حـاقَ في غيرهِ المكرُ

فـفي (أهـلِ بـيتي فلكُ نوحٍ) دلالة

عـلى مَـنْ عـناهم بـالإمامةِ يا حبرُ

فـمَنْ شـاءَ تـوفيقَ النصوصِ وجمعها

أصــابَ وبـالـتوفيقِ شُـدَّ لـهُ أزرُ

وأصـبـحَ ذا جـزمٍ بـنصبِ ولاتـنا

لـرفعِ الـعمى عـنّا بـهم يُجبرُ الكسرُ

وآخـرهـم هــذا الـذي قـلتُ إنّـه

(تـنازعُ فـيهِ الـناسُ واشتبه الأمرُ)

وقــولـكَ إنّ الـوقـتَ داعٍ لـمـثله

إذا صَـحَّ لِـمْ لا ذبَّ عـن لـبّهِ القشرُ

وقــولـكَ إنّ الاخـتـفاءَ مـخـافة

مـن الـقتلِ شـي‌ءٌ لا يـجوزهُ الحجرُ

فـقل لـي لـماذا غابَ في الغارِ أحمد

وصـاحبهُ الـصدّيقُ إذ حَـسُنَ الـحذرُ

ولِــمْ أُمِــرَتْ أُمّ الـكـليمِ بـقـذفه

إلـى نيلِ مصرَ حينَ ضاقت بهِ مصرُ؟

وكـم مـن رسـولٍ خافَ أعداهُ فاختفى

وكــم أنـبياءٍ مـن أعـاديهمُ فـرّوا

أيـعجزُ ربُّ الـخلقِ عـن نصرِ دينه

عـلى غـيرهم؟ كـلاّ فـهذا هو الكفرُ

وهـل شـاركوهُ فـي الـذي قـلتَ إنّه

يــؤول إلـى جـبنِ الإمـامِ ويـنجرُّ

فـإن قـلتَ هـذا كـانَ فيهم بأمرِ مَنْ

لـهُ الأمـرُ في الأكوانِ والحمدُ والشكرُ

فـقلْ فـيهِ مـا قـد قـلتَ فيهم فكلّهم

عـلى مـا أرادَ اللهُ أهـواؤهم قـصرُ

وإظـهارُ أمـرِ اللهِ مـن قـبلِ وقتهِ الـ

مـؤجّلِ لـم يـوعد عـلى مثلهِ النصرُ

ولـيـسَ بـموعودٍ إذا قـامَ مـسرعا

إلـى وقتِ (عيسى) يستطيلُ لهُ العمرُ

وإن تـسـترب فـيـهِ لـطولِ بـقائه

أجـابكَ إدريـسُ وإلـياسُ والـخضرُ

ومـكْـثُ نـبـيِّ اللهِ نــوحٍ بـقومه

كـذا نـومُ أهـلِ الكهفِ نصَّ بهِ الذكرُ

وقـد وُجِـدَ الـدجالُ فـي عـهدِ أحمد

ولـم يـنصرم مـنهُ إلى الساعةِ العمرُ

وقـد عـاشَ عـوجٌ ألـفَ عامٍ وفوقها

ولـولا عـصى مـوسى لأخَّـرهُ الدهرُ

٢٩

ومَـنْ بـلغت أعـمارُهم فـوقَ مـائة

ومـا بـلغت ألـفاً فـليس لـهم حصرُ

ومـا أسـعدَ السرداب في سرِّ مَنْ رأى

وأسـعـدَ مـنـهُ مـكة فـلها الـبشْرُ

سـيشرقُ نـورُ اللهِ مـنها فـلا تـقلْ

(لـهُ الفضلُ عن أُمّ القرى ولها الفخرُ)

فــإنْ أخَّــرَ اللهُ الـظهورَ لـحكمة

بـهِ سـبقت فـي عـملهِ ولـهُ الأمـرُ

فـكـم مـحـنةٌ لـلـهِ بـيـن عـباده

يُـمَـيَّزُ فـيها فـاجرُ الـناسِ والـبَرُّ

ويـعـظمُ أجــرَ الـصابرينَ لأنّـهم

أقـاموا عـلى مـا دونَ موطئهِ الجمرُ

ولـم يـمتحنهم كـي يُـحيطَ بـعلمهم

عـليمٌ تـساوى عـندهُ الـسرُّ والجهرُ

ولـكن لـيبدوا عـندهم سوءَ ما اجتروا

عـلـيهم فـلا يـبقى لإثـمهم عـذرُ

وإنّــي لأرجـو أن يـحينَ ظـهوره

لـينتشرَ الـمعروفُ فـي الناسِ والبرُّ

ويُـحيى بـهِ قـطرُ الـحيا ميِّتَ الثرى

(فـتضحكُ من بشرٍ إذا ما بكى القطر)

(فـتخضرُّ مـن وكَّـاف نـائلُ كفّه)

ويـمـطرها فـيضُ الـنجيعِ فَـتَحْمَرُّ

ويَـطْهُرُ وجـهُ الأرضِ مـن كلّ مأثم

ورجـسٍ فـلا يـبقى عـليها دمٌ هـدرُ

وتـشقى بـهِ أعـناقُ قـومٍ تـطوّلت

فـتأخذُ مـنها حـظّها الـبيضُ والسمرُ

فـكم مـن كـتابيٍّ عـلى مـسلمٍ علا

وآخـرَ (حـربيٍّ) بـهِ شـمخَ الكبرُ

ولــولا أمـيـرُ الـمؤمنينَ وعـدله

إذن لـتـوالى الـظلمُ وانـتشرَ الـشرُّ

فـلا تـحسبنَّ الأرضَ ضـاقت بظلمها

فـذلـكَ قــولٌ عـن مـعايب يَـفْتَرُّ

وذا الـدينُ فـي (عـبدِ الحميد) بناؤه

رفـيـعٌ وفـيهِ الـشركُ أربـعهُ دثـرُ

إذا خـفـقت بـالنصرِ رايـاتُ عـزّه

فـأحشاءُ أعـداهُ بـها يـخفقُ الـذعرُ

وعـنهُ سـلِ الـيونانَ كـم مـيتَ لهم

لـهُ جـدثانِ الـذئبِ والـقشعمِ الـنسرُ

وكــم جـحـفلٍ إذ ذاكَ قـبلَ لـقائه

بـنو الأصـفرِ انحازت وأوجهها صفرُ

عـشـيةَ جــاءَ الـمـسلمونَ كـتائبا

مـؤيّـدةً بـالـرعبِ يـقدمها الـنصرُ

بـبيضِ مـواضٍ تـمطرُ الموتَ أحمرا

ورقـشِ صـلالٍ تـحتها الدهمُ والشقرُ

فــلا يـبرحُ الـسلطانُ مـنهُ مـخلّدا

ولا يـخلُ مـن آثـارِ قـدرتهِ قـطرُ

٣٠

وخــذهُ جـوابـاً شـافياً لـكَ كـافيا

مـعـانيهُ آيــاتٌ وألـفـاظهُ سـحرُ

ومـا هـو إن أنـصفتهُ قـولُ شـاعر

ولـكـنّهُ عـقـدٌ تـحلَّى بـهِ الـشعرُ

ولــو شـئتَ إحـصاءَ الأدلّـةِ كـلِّها

عـليكَ لَـكَلَّ الـنظمُ عـن ذاكَ والنثرُ

فـكم قـد روى أصـحابكم مـن رواية

هـي الـصحو للسكرانِ والشُبَهُ السكرُ

وفـي بـعضِ مـا أُسْـمِعْتُهُ لـكَ مقنع

إذا لـم يـكن فـي أذنِ سـامعهِ وقـرُ

وإن عــادَ إشـكالٌ فـعُدْ قـائلاً لـنا:

(أيـا عـلماءَ العصرِ يا مَنْ لهم خُبْرُ)

٣١

رضي اللّه عليّاً (1)

أيُّ عـيد مـثل هذا اليومِ فينا

رضـي اللهُ بـهِ الإسـلامَ دينا

بَـلَّغَ الهادي بهِ ما أنزلَ اللهُ فـ

ي شــأنِ أمـيـرِ الـمؤمنينا

قـائـلاً إنّ عـلـيّاً وارثــي

ووزيـري وإمـامَ الـمسلمينا

أيّـها الـناسُ أطيعوا واسمعوا

إنّـني لستُ على الغيبِ ضنينا

لـستُ مـن تـلقاءِ نفسي قلته

إنّـما أتَـبِعُ الـوحي الـمبينا

فـاستجابوا قـولهُ الشافي الذي

هـاجَ مـن بعضهم الداءُ الدفينا

إن نـوى أعداؤهُ العصيانَ والـ

غـدرَ إنّـا قـد أجبنا طائعينا

إنّه مَنْ ينقلب ليسَ يضرُّ اللهُ شـ

يـئـاً وسـيجزي الـشاكرينا

رضــي اللهُ عـلـيّاً هـاديا

بـعدَ طـه فـسمعنا ورضـينا

هـو حـبلُ اللهِ لـم يختلف الـ

نـاسُ لـو كانوا بهِ معتصمينا

قــد أطـعـناهُ يـقـيناً إنّـه

فـي غـدٍ من لهبِ النارِ يقينا

ويـمـيـناً بــهـداهُ بَــرَّةً

تـمنعُ المؤْلي بها من أن يمينا

لا نـبالي بـعد أن لـذنا بـه

أن لـقـينا بـولاهُ مـا لـقينا

قـد بـدا الـحقُ لـنا فيهِ كما

لابنِ عمران بدا في طورِ سينا

وصـمونا فيهِ بالرفضِ وذو الـ

حـلمِ لا يـعنيهِ قولُ الجاهلينا

عَـيَّرونا غـيرَ أنّ الـعارَ فينا

لـم يروا من موضعٍ للعارِ فينا

____________________

1 - قالها في عيد الغدير سنة 1355 هـ.

٣٢

أيّ عيبٍ في الذي خافَ من الـ

يَـمِّ فـاختارَ بأن يأوى السفينا

مـن صـبا للعاجلِ الفاني فإنَّا

نـؤثرُ الـباقي عـليه ما بقينا

بـأبي مَـنْ أظـهرَ الحقَ وما

زالَ لـلهادي ظـهيراً ومـعينا

ثـمّ بعد المصطفى قد قاتلَ الـ

نـاكثينَ الـقاسطينَ الـمارقينا

٣٣

في رثاء الحسن السبط (عليه السّلام)

يـا دمـعُ سـحَّ بـوبلكَ الـهتنِ

لـتحولَ بـينَ الـجفنِ والوَسَنِ

كـيفَ الـعزاءُ وليسَ وجدي من

فـقدِ الأنـيسِ ووحـشةِ الـدمنِ

بـل هـذهِ قـوسُ الـزمانِ غدا

مـنـها الـفؤادُ رَمِـيَّةَ الـمحنِ

واسـتـوطنت قـلـبي نـوائبه

حـتى طـفقتُ أهـيمُ في وطني

وأذلـتُ دمـعاً كـنتُ أحـبسه

وأصـونُ لـؤلؤهُ عـن الـثمنِ

مـا الـصبرُ سـهلاً لي فأركبه

فـدع الـفؤادَ يـذوبُ بـالحزنِ

مـا لـلزمانِ إذا اسـتلنتُ قـسا

ورُمـيتُ مـنهُ بـجانبٍ خـشنِ

أَوَ كــانَ ذنـبي أن ألـنتُ لـه

جـنبي ولـولا الـحلم لـم يلنِ

أم دهـرنـا كـبـنيهِ عـادتهم

يـجزونَ بـالسوأي عن الحسنِ

أم كـلّ مَـنْ تـنميهِ هـاشمُ لا

يـنفكُّ فـي حـربٍ مـع الزمنِ

أوَ مـا نـظرتَ إلـى صفيِّ بني

مـضرِ الـكرامِ وخـيرِ مؤتمنِ

شـبلِ الـوصيِّ وفـرخِ فاطمة

وابـنِ الـنبيّ وسـبطهِ الحسنِ

كـم نـالَ بعد أبيهِ من غُصص

يـطوي الضلوعَ بها على شجنِ

حُـشدت لـنصرتهِ الجنودُ وهم

بـيـنَ الـبغاةِ وطـالبي الـفتنِ

ومـحـكمٌ ومُـؤَمِّـلٌ طـمـعا

ومـشـكّكٌ بـالـحقِ لـم يـدنِ

حـتى إذا امـتحنَ الجموعَ لكي

يـمتارَ صـفوهمُ مـن الأجِـنِ

٣٤

نـقضوا مـواثقهم سـوى نـفرٍ

نـصحوا لـهُ فـي السرِّ والعلنِ

وبـما عـليهِ ضـلوعهم طويت

مــن لاعـجٍ لـلحقدِ مـكتمنِ

نـسبوا إليهِ الشركَ وهو من الـ

إيـمـانِ مـثلُ الـروحِ لـلبدنِ

جـذبـوا مـصلاهُ فـداهُ أبـي

مــن كـاظمٍ لـلغيظِ مُـمْتَحنِ

قـسـماً بـسـؤددهِ ومـحـتده

وبـحلمهِ الـموفي عـلى الـقننِ

لــو شــاءَ أفـناهم بـمقدرةٍ

لـو لـم تـكن في الكونِ لم يكنِ

لـهـفي لـهُ مـن واجـدٍ كَـمدٍ

مـستضعفٍ فـي الأرضِ ممتهنِ

مـا أبـصرت عينٌ ولا سمعت

أذنٌ بـمَنْ سـاواهُ فـي الـمحنِ

يـرعـى عـداهُ بـعينهِ ويـعي

شـتمَ الـوصي أبـيهِ فـي أذنِ

ويــرى أذلَّ الـنـاسِ شـيعته

وأعـزّهـم عـبَّـادةَ الـوثـنِ

وقـد ارتـدى بـالصبرِ مشتملا

بـالحلمِ مـحتفظاً عـلى الـسننِ

حـتى سـقوهُ الـسمَّ فـاقتطعوا

مـن دَوْحِ أحـمدَ أيَّـما غـصنِ

سـمّـاً يـقـطِّعُ قـلبَ فـاطمة

وجـداً عـلى قـلبِ ابنها الحسنِ

وهـوى شـهيداً صـابراً فهوت

حـزناً عـليهِ كـواكبُ الـدجنِ

وتـجـهّزت بـالـجندِ طـائفة

مـقـتادةٌ لـلبغي فـي شـطنِ

يــا لـلورى لـصدورِ طـائفة

شُـحِنَتْ مـن الـشحناءِ والإحنِ

أقصت حشا الزهراءِ عن حرمِ الـ

هـادي وأدنـت مـنهُ كـلَّ دني

أفـسـبعُ أثـمانٍ تـضيقُ وقـد

وسـعَ الـعدى تسعانُ من ثُمُن؟

اللهُ مـن صـبرِ الـحسينِ، بـهِ

حـاطت ذوو الأحـقادِ والضغنِ

تـركوا جـنازةَ صـنوهُ غرضا

لـلنُبْلِ يـثبتُ مـنهُ فـي الكفنِ

ويـصـدّهُ عـنـهم وصـيـته

حـاشاهُ مـن فـشلٍ ومـن وهنِ

فـمضى بـهِ نـحو الـبقيعِ إلى

خـيرِ الـبقاعِ بـأشرفِ الـمدنِ

واراهُ والأرزاءُ مـــوريــة

بـحـشاهُ زنـدَ الـهَمِّ والـحزنِ

٣٥

ودعـا وأدمـعهُ قـد انـحدرت

مـن أعـينٍ نـابت عن المزنِ

أيـطيبُ بـعدكَ مـجلسٌ لي أم

عـيشي الهنيُّ، وقد فقدتُ، هني

أفـديـكَ مــن ثـاوٍ بـحفرته

مـستودعٍ فـي الأرضِ مـرتهنِ

٣٦

في رثاء الحسين (عليه السّلام)

بينَ بيضِ الظبى وسمرِ الأَسنَّهْ

نـالت الـقصدَ نفسكَ المطمئنّهْ

لـكَ يـا موضحُ الهدى للبرايا

أيُّ فـضلٍ عـلى البرايا ومِنَّهْ

بـدمِ الـنحرِ قد كتبتَ سطورا

أرشـدتهم لـكلِّ فـرضٍ وسُنَّه

كـلّما مَـرَّت الـليالي تـجلَّت

فـهي شمسٌ تجلو ظلامَ الدجنه

كادَ نبلُ الضلالِ يصمي فؤادَ الـ

ديـنِ لـو لم يكن لهُ منكَ جُنَّه

وعـلى الرمحِ نورُ وجهكَ أبدى

مـن عـداكَ الفضائحَ المستكنّه

في زيارة المدينة المنوّرة

جاشت النفسُ بالهمومِ ولكن

سكنت عندما وردنا المدينه

كيف لا تسكنُ النفوسُ ارتياحا

عند مَنْ أُنزِلَتْ عليهِ السكينه

٣٧

وقفة على قبور الأئمّة في البقيع

أَعَـزَّ اصطباري وأجري دموعي

وقـوفي ضـحى في بقاعِ البقيعِ

عـلى عترةِ المصطفى الأقربين

وأُمِّـهـمُ بـنتِ طـه الـشفيعِ

هـمُ آمـنوا الناسَ من كلّ خوفٍ

وهم أطعموا الناسَ من كلّ جوعِ

وهـم روَّعـوا الـكفرَ في بأسهم

عـلى أنّ فـيهم أمـانُ المروعِ

وقـفتُ عـلى رسـمهم والـدمو

عُ تسيلُ ونارُ الجوى في ضلوعي

وكـانَ مـن الحزمِ حبسُ البكاء

لـو أنّ هـنالكَ صبري مطيعي

وهـل يـملكُ الـصبرُ مَنْ مقلتاه

تـرى مهبطَ الوحي عافي الربوعِ

وقَـيِّـمَهُ يـمـنعُ الـزائـرين

مـن لـثمِ ذاك الـمقامِ الـمنيعِ

إذا همَّ زوَّارهُ بـالـدنـوِّ

يـذودونـهم عـنهُ ذودَ الـقطيعِ

وهــذا مـقامٌ يُـذمُ الـصبور

عـليهِ ويُـحمدُ حـالُ الـجزوعِ

ويـا لـيتَ شعري ولا تبرح الـ

لـيالي تـجيء بـخطبٍ فـظيعِ

أكــانَ إلـيـهم أسـاءَ الـنبيُّ

فـيـجزونهُ بـالـفعالِ الـشنيعِ

لـئن كـانَ فـي مـكةَ صنعهم

بـحجّاجها نـحو هـذا الصنيعِ

فـلستُ أرى الـحجّ بـالمستطا

عِ ولا واجـدُ الـمالَ بالمستطيعِ

٣٨

تَذَكُّرُ الموت

أرى عـمري مْـؤذِناً بالذهابِ

تَـمُرُّ لـياليهِ مَـرَّ الـسحابِ

وتُـفـجِئُني بـيـضُ أيـامه

فـتسلخُ مـنّي سـوادَ الشبابِ

فـمَنْ لي إذا حانَ منّي الحمام

ولـم أسـتطع منهُ دفعاً لما بي

ومَـنْ لـي إذا قـلَّبتني الأكفُّ

وجـرّدني غـاسلي من ثيابي

ومَنْ لي إذا صرتُ فوق السريـ

رِ وشيلَ سريري فوقَ الرقابِ

ومَـنْ لـي إذا ما هجرتُ الديا

رَ وأعتضتُ عنها بدارِ الخرابِ

ومَـنْ لـي إذا آبَ أهلُ الودا

دِ عـنِّي وقـد يئسوا من إيابي

ومَـنْ لي إذا ما غشاني الظلا

مُ وأمسيتُ في وحشةِ واغترابِ

ومَـنْ لـي إذا مـنكرٌ جدَّ في

سـؤالي فـأذهلني عن جوابي

ومَـنْ لـي إذا دُرسـتْ رمّتي

وأبـلى عـظامي عفرَ الترابِ

ومَـنْ لـي إذا قـامَ يومُ النشو

رِ وقـمتُ بـلا حجّةٍ للحسابِ

ومَـنْ لـي إذا نـاولوني الكتا

بَ ولم أدرِ ماذا أرى في كتابي

ومَـنْ لـي إذا امتازت الفرقتا

نِ أهـلُ الـنعيمِ وأهلُ العذابِ

وكـيفَ يُـعاملني ذو الـجلال

فـأعرفُ كـيفَ يكونُ انقلابي

أباللطفِ، وهو الغفورُ الرحيم،

أمْ الـعدلِ وهـو شديدُ العقابِ

ويـاليتَ شـعري إذا سـامني

بـذنبي وواخـذني بـاكتسابي

٣٩

فـهل تُـحرقُ النارُ عيناً بكت

لـرزءِ القتيلِ بسيفِ الضبابي؟

وهـل تُحرقُ النارُ رجلاً مشت

إلـى حـرمٍ منهُ سامي القبابِ؟

وهـل تُـحرقُ النارُ قلباً أُذيب

بـلوعةِ نـيرانِ ذاك المصابِ؟

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

لعل محمّدا صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعو لي. قال: فحمله، قال: فلما دخل جبرئيل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هنأه من الله عزّوجلّ ومنه، وأخبره بحال فطرس، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: قل له: تمسح بهذا المولود وعد إلى مكانك، قال: فتمسح فطرس بالحسين بن عليّ عليهما السلام وارتفع، فقال: يا رسول الله، أما إن امتك ستقتله، وله علي مكافاة، ألا يزوره زائر إلا أبلغته عنه، ولا يسلم عليه مسلم إلا أبلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل إلا أبلغته صلاته، ثم ارتفع(١) .

٢١٦/١٠ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا عبد العزيز ابن يحيى البصري(٢) ، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الجوهري، عن (جعفر بن)(٣) محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن آبائه الصادقين عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن الله تبارك وتعالى جعل لاخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا يحصي عددها غيره، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين، ومن كتب فضيلة من فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.

ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه(٤) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله

______________

(١) كامل الزيارات: ٦٦/١، بحار الانوار ٤٣: ٢٤٣/١٨.

(٢) زاد في النسخ: عن يحيى البصري، والصواب حذفه، لان عبد العزيز يروي عن محمّد بن زكريا بلا واسطة، كما في أسانيد الشيخ الصدوق المتكررة، انظر الخصال: ١٩٠/٢٦٣، نوابغ الرواة: ٢٧١.

(٣) أثبتناه من الخصال، ونوابغ الرواة، ومائة منقبة.

(٤) مائة منقبة: ١٧٦/١٠٠، روضة الواعظين: ١١٤، مناقب الخوارزمي: ٢، كفاية الطالب: ٢٥٢، كشف الغمة ١: ١١٢، جامع الاخبار: ٥٤/٧٠، فرائد السمطين ١: ١٩، ميزان الاعتدال ٣: ٤٦٧، المحتضر: ٩٨، بحار الانوار ٣٨: ١٩٦/٤.

٢٠١

[ ٢٩ ]

المجلس التاسع والعشرون

مجلس يوم الجمعة

الثامن من المحرم سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٢١٧/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن أبي البختري وهب ابن وهب، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام. عن أم سلمة (رضي الله عنها)، أنها أصبحت يوما تبكي، فقيل لها: مالك؟ فقالت: لقد قتل ابني الحسين عليه السلام، وما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منذ مات إلا الليلة، فقلت: بأبي أنت وأمي، ما لي أراك شاحبا! فقال: لم أزل منذ الليلة أحفر قبر الحسين وقبور أصحابه(١) .

٢١٨/٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عمرو بن ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أم سلمة زوجة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، قالت: ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلا الليلة، ولا أراني إلا وقد أصبت بابني.

______________

(١) أمالي الطوسي: ٩٠/١٤٠، أمالي المفيد: ٣١٩/٦، روضة الواعظين: ١٧٠.

٢٠٢

قالت: وجاءت الجنية منهم تقول:

ألا يا عين فانهملي بجهد

فمن يبكي على الشهداء بعدي

على رهط تقودهم المنايا

إلى متجبر في ملك عبد(١)

٢١٩/٣ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا حبيب بن الحسين التغلبي، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيت أم سلمة رضي الله عنه، فقال لها: لا يدخل علي أحد. فجاء الحسين عليه السلام وهو طفل، فما ملكت معه شيئا حتى دخل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فدخلت أم سلمة على أثره، فإذا الحسين على صدره، وإذا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يبكي، وإذا في يده شئ يقلبه، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا أم سلمة، إن هذا جبرئيل يخبرني أن هذا مقتول، وهذه التربة التي يقتل عليها، فضعيها عندك، فإذا صارت دما فقد قتل حبيبي، فقالت أم سلمة: يا رسول الله، سل الله أن يدفع ذلك عنه. قال: قد فعلت، فأوحى الله عزّوجلّ إلي: أن له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين، وأن له شيعة يشفعون فيشفعون، وأن المهدي من ولده، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين، وشيعته هم والله الفائزون يوم القيامة(٢) .

٢٢٠/٤ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عمر ابن حفص، عن زياد بن المنذر، عن سالم بن أبي جعدة(٣) ، قال: سمعت كعب الاحبار يقول: إن في كتابنا: أن رجلا من ولد محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقتل، ولا يجف عرق دواب أصحابه حتى يدخلوا الجنة، فيعانقوا الحور العين، فمر بنا الحسن عليه السلام، فقلنا: هو هذا؟ قال: لا. فمر بنا الحسين عليه السلام، فقلنا: هو هذا؟

______________

(١) كامل الزيارات: ٩٣/١، روضة الواعظين: ١٧٠، مناقب ابن شهر آشوب ٤: ٦٢، بحار الانوار ٤٥: ٢٣٨/٨.

(٢) بحار الانوار ٤٤: ٢٢٥/٥.

(٣) كذا، وفي ميزان الاعتدال ٢: ١٠٩، والجامع في الرجال: ٨٣٠: بن أبي الجعد.

٢٠٣

قال: نعم(١) .

٢٢١/٥ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا العباس بن معروف، عن محمّد بن سهل البحراني(٢) ، رفعه إلى أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: البكاءون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعلي ابن الحسين عليهما السلام.

فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الاودية، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له( تَاللَّـهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) (٣) .

وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن، فقالوا: إما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل، وإما أنا تبكي بالليل وتسكت بالنهار، فصالحهم على واحد منهما.

وأما فاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فبكت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى تأذى بها أهل المدينة، وقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، وأما عليّ بن الحسين فبكى على الحسين عليهما السلام عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين. قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، وأعلم من الله مالا تعلمون، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة(٤) .

______________

(١) بحار الانوار ٤٤: ٢٢٤/٢.

(٢) في نسخة: محمّد بن سهيل، وفي جميع النسخ: النجراني، وما أثبتناه من قاموس الرجال ٨: ٢٠٨، والخصال، وبحار الانوار ١١: ٢٠٤/٢، و ٨٢: ٨٦/٣٣.

(٣) يوسف ١٢: ٨٥.

(٤) الخصال: ٢٧٢/١٥، بحار الانوار ٨٢: ٨٦/٣٣.

٢٠٤

٢٢٢/٦ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله، قال: حدّثنا أبي محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن عليّ بن المغيرة، عن أبي عمارة(١) المنشد، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: قال لي: يا أبا عمارة، أنشدني في الحسين بن عليّ عليهما السلام، قال: فأنشدته فبكى، ثم أنشدته فبكى، قال: فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار، قال: فقال لي: يا أبا عمارة، من أنشد في الحسين بن عليّ عليهما السلام فأبكى خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى واحدا فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فبكى فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فتباكى فله الجنة(٢) .

٢٢٣/٧ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن عليّ بن حسان الواسطي، عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، عن داود بن كثير الرقي، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ استسقى الماء، فلما شربه رأيته وقد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال: يا داود، لعن الله قاتل الحسين، فما أنغص(٣) ذكر الحسين للعيش! إني ما شربت ماء باردا إلا وذكرت الحسين، وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليه السلام ولعن قاتله إلا كتب الله له مائة ألف حسنة، ومحا عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وكان كأنما أعتق مائة ألف نسمة، وحشره الله يوم القيامة أبلج(٤) الوجه(٥) .

______________

(١) في النسخ: عمار، في كل المواضع، والصواب من أثبتناه، انظر معجم رجال الحديث ٢١: ٢٥٧/١٤٥٩٦.

(٢) كامل الزيارات: ١٠٤/٢، ثواب الاعمال: ٨٤، بحار الانوار ٤٤: ٢٨٢/١٥.

(٣) يقال: أنغص فلان عليه العيش، أي كدره.

(٤) الابلج: المشرق المضئ.

(٥) كامل الزيارت: ١٠٦/١، الكافي ٦: ٣٩١/٦ بحار الانوار ٤٤: ٣٠٣/١٦.

٢٠٥

٢٢٤/٨ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد الاهوازي، عن القاسم بن محمّد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبدالله يقول: وكل الله عزّوجلّ بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وإن مرض عادوه غدوة وعشيا، وإن مات شهدوا جنازته، واستغفروا له إلى يوم القيامة(١) .

٢٢٥/٩ - حدّثنا محمّد بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد ابن أحمد، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو الزيات، عن فائد الحناط، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: من زار قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر(٢) .

٢٢٦/١٠ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن الحسن بن عليّ بن فضال، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهم السلام، قال: مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن عليّ عليهما السلام، فإن زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع، وزيارته مفترضة على من أقر للحسين بالامامة من الله عزّوجلّ(٣) .

٢٢٧/١١ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: ربما فاتني الحج فأعرف(٤) عند قبر الحسين. قال: أحسنت يا بشير، أيما مؤمن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه في

______________

(١) كامل الزيارات: ١٨٩/١، الكافي ٤: ٥٨١/٦، بحار الانوار ١٠١: ٦٣/٤٤.

(٢) كامل الزيارات: ١٣٨/٥، روضة الواعظين: ١٩٤، ثواب الاعمال: ٨٥، بحار الانوار ١٠١: ٢١/١.

(٣) التهذيب ٦: ٤٢/٨٦، من لا يحضره الفقيه ٢: ٣٤٨/١٥٩٤، بحار الانوار ١٠١: ١/١.

(٤) عرف الحجاج: وقفوا بعرفات.

٢٠٦

غير يوم عيد كتبت له عشرون حجة وعشرون عمرة مبرورات متقبلات وعشرون غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل، ومن أتاه في يوم عيد كتبت له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل، ومن أتاه في يوم عرفة عارفا بحقه كتبت له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل.

قال: فقلت له: وكيف لي بمثل الموقف؟ قال: فنظر إلي شبه المغضب، ثم قال: يا بشير، إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة واغتسل بالفرات ثم توجه إليه، كتب الله عزّوجلّ له بكل خطوة حجة بمناسكها، ولا أعلمه إلا قال: وغزوة(١) .

٢٢٨/١٢ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ السكري، عن محمّد بن زكريا الجوهري، قال: حدّثنا ابن عائشة والحكم والعباس، قالوا: حدّثنا مهدي بن ميمون، عن محمّد بن عبدالله بن أبي يعقوب، عن ابن أبي نعم(٢) قال: شهدت ابن عمر وأتاه رجل فسأله عن دم البعوضة، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراف. قال: أنظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوضة، وقد قتلوا ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! وسمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: إنهما ريحانتي من الدنيا، يعني الحسن والحسين عليهما السلام(٣) .

٢٢٩/١٣ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي نجران، عن المثنى، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام عن خاتم الحسين بن عليّ عليهما السلام إلى من صار؟ وذكرت له أني سمعت أنه أخذ من إصبعه فيما اخذ. قال عليه السلام: ليس كما قالوا، إن الحسين عليه السلام أوصى إلى ابنه

______________

(١) كامل الزيارات: ١٦٩/١، ثواب الاعمال: ٨٩، من لا يحضره الفقيه ٢: ٣٤٦/١٥٨٦، أمالي الطوسي: ٢٠١/٣٤٢، روضة الواعظين: ١٩٤، بحار الانوار ١٠١: ٨٥/١ - ٣.

(٢) في نسخة: ابن أبي نعيم، والصواب ما أثبتناه، انظر تهذيب الكمال ١٧: ٤٥٦.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٤: ٧٥، بحار الانوار ٤٣: ٢٦٢/٥.

٢٠٧

عليّ بن الحسين عليهما السلام وجعل خاتمه في إصبعه، وفوض إليه أمره، كما فعله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأميرالمؤمنين عليه السلام، وفعله أميرالمؤمنين بالحسن عليهما السلام، وفعله الحسن بالحسين عليهما السلام، ثم صار ذلك الخاتم إلى أبي عليه السلام بعد أبيه، ومنه صار إلي، فهو عندي وإني لالبسه كل جمعة وأصلي فيه. قال محمّد بن مسلم: فدخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلي، فلما فرغ من الصلاة مد إلي يده، فرأيت في إصبعه خاتما نقشه: لا إله إلا الله عدة للقاء الله، فقال: هذا خاتم جدي أبي عبدالله الحسين بن عليّ عليهما السلام(١) .

٢٣٠/١٤ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقف عند طلوع كل فجر على باب علي وفاطمة عليهما السلام، فيقول: الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل، الذي بنعمته تتم الصالحات، سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه عندنا(٢) ، نعوذ بالله من النار، نعوذ بالله من صباح النار، نعوذ بالله من مساء النار، الصلاة يا أهل البيت( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٣) .

٢٣١/١٥ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال: حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى، ومحمّد بن الحسين، عن الحسن بن

______________

(١) بحار الانوار ٤٣: ٢٤٧/٢٣، و ٤٦: ١٧/١.

(٢) قال الجزري: أي ليسمع السامع، وليشهد الشاهد حمدنا لله على ما أحسن إلينا وأولانا من نعمه. وحسن البلاء: النعمة، والاختيار بالخير ليتبين الشكر، وبالشر ليظهر الصبر. (النهاية ٢: ٤٠١).

(٣) بحار الانوار ٣٧: ٣٦/٣، و ٨٦: ٢٤٦/٦، والآية من سورة الاحزاب ٣٣: ٣٣، وزاد في الطبعة الحروفية فقط: هذه الاخبار كانت مكتوبة بعد المجلس الثامن والعشرين. وكتب في حاشية إحدى النسخ: من هنا إلى المجلس الآتي مكانه مقدم على مجلس يوم الجمعة غرة المحرم [ أي على المجلس (٢٧) ].

٢٠٨

محبوب، عن محمّد بن القاسم النوفلي، قال: قلت لابي عبدالله الصادق عليه السلام: المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها، وربما رأى الرؤيا فلا تكون شيئا؟ فقال: إن المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء، فكل ما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير فهو الحق، وكل ما رآه في الارض فهو أضغاث أحلام.

فقلت له: أو تصعد روح إلى السماء؟ قال: نعم. قلت: حتى لا يبقى منها شئ في بدنه؟ فقال: لا، لو خرجت كلها حتى لا يبقى منها شئ إذن لمات.

قلت: فكيف تخرج؟ فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوؤها وشعاعها في الارض، فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة إلى السماء(١) .

٢٣٢/١٦ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن زكريا بن يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي جعفر، قال: إن العباد إذا ناموا خرجت أرواحهم إلى السماء، فما رأت الروح في السماء فهو الحق، وما رأت في الهواء فهو الاضغاث، ألا وإن الارواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها إختلف، فإذا كانت الروح في السماء تعارفت وتباغضت، فإذا تعارفت في السماء تعارفت في الارض، وإذا تباغضت في السماء تباغضت في الارض(٢) .

٢٣٣/١٧ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا محمّد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن عيسى بن عبدالله العلوي، عن أبيه عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الرجل ينام فيرى الرؤيا، فربما كانت حقا، وربما

______________

(١) بحار الانوار ٦١: ٣٢/٦.

(٢) بحار الانوار ٦١: ٣١/٤.

٢٠٩

كانت باطلا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يا علي، ما من عبد ينام إلا عرج بروحه إلى رب العالمين، فما رأى عند رب العالمين فهو حق، ثم إذا أمر الله العزيز الجبار برد روحه إلى جسده فصارت الروح بين السماء والارض، فما رأته فهو أضغاث أحلام(١) .

٢٣٤/١٨ - وعنه، بإسناده عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، قال: وحدثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محسن بن أحمد الميثمي، عن أبان ابن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: إن لابليس شيطانا يقال له هزع، يملا ما بين المشرق والمغرب في كل ليلة، يأتي الناس في المنام(٢) .

٢٣٥/١٩ - بسم الله الرحمن الرحيم(٣) ، حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد ابن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه قراءة عليه، قال: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن أحمد بن عبدالله الفروي(٤) ، عن أبيه، قال: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح، فقال لي: ادن مني، فدنوت حتى حاذيته، ثم قال لي: أشرف إلى البيت في الدار، فأشرفت فقال: ما ترى في البيت؟ قلت: ثوبا. مطروحا. فقال: انظر حسنا، فتأملت ونظرت فتيقنت، فقلت: رجل ساجد. فقال لي: تعرفه؟ قلت: لا. قال: هذا مولاك. قلت: ومن مولاي؟ فقال: تتجاهل علي؟ فقلت: ما أتجاهل، ولكن لا أعرف في مولى.

______________

(١) بحار الانوار ٦١: ١٥٨/١.

(٢) بحار الانوار ٦١: ١٥٩/٢.

(٣) زاد في إحدى النسخ قبل البسملة (المجلس الثلاثون) وباقي النسخ خالية منه، وقد تقدم أن هذه الاحاديث من حديث (١٥) إلى المجلس (٣٠) كانت مكتوبة بعد المجلس (٢٨) على ما في الطبعة الحروفية، أو بعد المجلس (٢٦) على ما في حاشية بعض النسخ، ولذا أبقينا ترتيب الاحاديث والمجالس على ما في سائر النسخ.

(٤) في نسخة: الغروي، وفي البحار: القروي.

٢١٠

فقال: هذا أبوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام، إني أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الاوقات إلا على الحال التي أخبرك بها، أنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس، وقد وكل من يترصد له الزوال، فلست أدري متى يقول الغلام: قد زالت الشمس! إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد وضوءا، فأعلم أنه لم ينم في سجوده ولا أغفى، فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر، فإذا صلى العصر سجد سجدة، فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس، فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا، فلا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة، فإذا صلى العتمة أفطر على شوي(١) يؤتى به، ثم يجدد الوضوء، ثم يسجد، ثم يرفع رأسه، فينام نومة خفيفة، ثم يقوم فيجدد الوضوء، ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر، فلست أدري متى يقول الغلام: إن الفجر قد طلع! إذ قد وثب هو لصلاة الفجر، فهذا دأبه منذ حول إلي.

فقلت: اتق الله، ولا تحدثن في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة، فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة. فقال: قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمرونني بقتله، فلم أجبهم إلى ذلك، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني.

فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي، فحبس عنده أياما، وكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة، ومنع أن يدخل إليه من عند غيره، فكان لا يأكل ولا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام ولياليها، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة للفضل بن يحيى، قال: فرفع عليه السلام يده إلى السماء، فقال: يا رب، إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي. قال: فأكل فمرض، فلما كان من غد بعث إليه بالطيب ليسأله عن

______________

(١) الشوي: ما شوي من اللحم.

٢١١

العلة. فقال له الطبيب: ما حالك؟ فتغافل عنه، فلما أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب، ثم قال: هذه علتي، وكانت خضرة في وسط راحته، تدل على أنه سم، فاجتمع في ذلك الموضع، قال: فانصرف الطبيب إليهم، وقال: والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم، ثم توفي عليه السلام(١) .

٢٣٦/٢٠ - وحدثني الشيخ أبوجعفر قراءة عليه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار وسعد بن عبدالله جميعا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه عليّ بن يقطين، قال: استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ويقطعه(٢) ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم(٣) ، فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا(٤) على الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، واستفز هارون الفرح والضحك(٥) لذلك، فلم يلبث أبوالحسن عليه السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور، فقال له: يا أسد الله، خذ عدو الله. قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع، فافترست ذلك المعزم، فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم، وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه، فلما أفاقوا من ذلك بعد حين، قال هارون لابي الحسن عليه السلام: أسألك بحقي عليك، لما سألت الصورة أن ترد الرجل. فقال: إن كانت عصى موسى عليه السلام ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم، فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل، فكان ذلك أعمل الاشياء في إفاقة(٦)

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ١٠٦/١٠، بحار الانوار ٤٨: ٢١٠/٩.

(٢) أي يسكته عن حجته ويبطلها.

(٣) المعزم: الراقي الذي يعمل بالعزيمة والرقى.

(٤) الناموس: ما يتنمس به من الاحتيال.

(٥) استفزه الضحك: استخفه وغلب عليه حتى جعله يضطرب لشدة ضحكه.

(٦) في نسخة: إقامة.

٢١٢

نفسه(١) .

٢٣٧/٢١ - قال: حدّثنا أبي، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن الحسن بن محمّد بن بشار، قال: حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة، ممن كان يقبل قوله، قال: قال لي: قد رأيت بعض من يقرون بفضله من أهل هذا البيت، فما رأيت مثله قط في نسكه وفضله. قال: قلت: من؟ وكيف رأيته؟ قال: جمعنا أيام السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه، ممن ينسب إلى الخير، فأدخلنا إلى موسى بن جعفر عليهما السلام، فقال لنا السندي: يا هؤلاء، انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث، فإن الناس يزعمون أنه قد فعل به مكروه، ويكثرون في ذلك، وهذا منزله وفرشه، موسع عليه غير مضيق، ولم يرد به أميرالمؤمنين سوءا، وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره أميرالمؤمنين، وها هو ذا صحيح موسع عليه في جميع أمره، فسلوه، قال: ونحن ليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل وإلى فضله وسمته.

فقال: أما ما ذكر من التوسعة وما أشبه ذلك، فهو على ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر، أني قد سقيت السم في تسع تمرات، وإني أحضر(٢) غدا، وبعد غد أموت، قال: فنظرت إلى السندي بن شاهك يرتعد ويضطرب مثل السعفة.

قال: الحسن، وكان هذا الشيخ من خيار العامة، شيخ صدوق، مقبول القول، ثقة جدا عند الناس(٣) .

٢٣٨/٢٢ - حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن دينار، قال: سألت زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام عن

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٩٥/١، مناقب ابن شهر آشوب ٤: ٢٩٩، بحار الانوار ٤٨: ٤١/١٧، ١٨.

(٢) أي يحضرني الموت.

(٣) قرب الاسناد: ٣٣٣/١٢٣٦، عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٩٦/٢، غيبة الطوسي: ٣١/٧، بحار الانوار ٤٨:٢١٢/١٠ - ١٢.

٢١٣

الله جل جلاله: هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى الله عن ذلك.

قلت: فلم أسرى بنبيه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السماوات، وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه.

قلت: فقول الله عزّوجلّ:( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ) (١) ؟ قال: ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دنا من حجب النور، فرأى ملكوت السماوات، ثم تدلى صلّى الله عليه وآله وسلّم فنظر من تحته إلى ملكوت الارض حتى ظن أنه في القرب من الارض كقاب قوسين أو أدنى(٢) .

وصلّى الله على نبينا محمّد وآله الطاهرين

______________

(١) النجم ٥٣: ٨، ٩.

(٢) علل الشرائع: ١٣١/١، بحار الانوار ٣: ٣١٤/٨.

٢١٤

[ ٣٠ ]

المجلس الثلاثون

مجلس يوم السبت التاسع من المحرم، سنة ثمان وستين وثلاثمائة،

وهو مقتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام

٢٣٩/١ - حدّثنا الشيخ الجليل الفاضل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ رحمه الله، قال: حدّثنا أبوسعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال: حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمتي، قالت: حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية وكانت عمتي، قالت: حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبدالله التغلبي، عن خالها عبدالله بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن عليّ عليه السلام، قال: سألت جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام، فقلت: حدثني عن مقتل ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فقال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد (لعنه الله) فأجلسه بين يديه، فقال له: يا بني، إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب، ووطدت لك البلاد، وجعلت الملك وما فيه لك طعمة، وإني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم، وهم: عبدالله بن عمر بن الخطاب، وعبدالله بن الزبير، والحسين بن علي، فأما عبدالله بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه، وأما عبدالله بن الزبير فقطعه إن ظفرت

٢١٥

به إربا إربا، فإنه يجثو لك كما يجثو الاسد لفريسته، ويواربك مواربة(١) الثعلب للكلب، وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله، وهو من لحم رسول الله ودمه، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه، فإن ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول الله، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك فإن لنا به خلطة(٢) ورحما، وإياك أن تناله بسوء، أو يرى منك مكروها.

قال: فلما هلك معاوية، وتولى الامر بعده يزيد (لعنه الله)، بعث عامله على مدينة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو عمه عتبة بن أبي سفيان، فقدم المدينة وعليها مروان بن الحكم، وكان عامل معاوية، فأقامه عتبة من مكانه وجلس فيه، لينفذ فيه أمر يزيد، فهرب مروان فلم يقدر عليه، وبعث عتبة إلى الحسين بن عليّ عليهما السلام، فقال: إن أميرالمؤمنين أمرك أن تبايع له. فقال الحسين عليه السلام: يا عتبة، قد علمت أنا أهل بيت الكرامة، ومعدن الرسالة، وأعلام الحق الذي أودعه الله عزّوجلّ قلوبنا، وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن الله عزّوجلّ، ولقد سمعت جدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان، وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هذا.

فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى عبدالله يزيد أميرالمؤمنين، من عتبة بن أبي سفيان. أما بعد، فإن الحسين بن عليّ ليس يرى لك خلافة ولا بيعة، فرأيك في أمره والسلام. فلما ورد الكتاب على يزيد (لعنه الله) كتب الجواب إلى عتبة: أما بعد، فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه وبين لي في كتابك كل من في طاعتي، أو خرج عنها، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي. فبلغ ذلك الحسين عليه السلام، فهم بالخروج من أرض الحجاز ألى أرض العراق، فلما أقبل الليل راح إلى مسجد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليودع القبر، فلما وصل إلى القبر

______________

(١) واربه: داهاه وخاتله وخادعه.

(٢) الخلطة: العشرة، وفي نسخة: خلة.

٢١٦

سطع له نور من القبر فعاد إلى موضعه، فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر، فقام يصلي فأطال، فنعس وهو ساجد، فجاءه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو في منامه، فأخذ الحسين عليه السلام وضمه إلى صدره، وجعل يقبل بين عينيه، ويقول: بأبي أنت، كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الامة، يرجون شفاعتي، مالهم عند الله من خلاق، يا بني إنك قادم على أبيك وامك وأخيك، وهم مشتاقون إليك، وإن لك في الجنة درجات لا تنالها إلا بالشهادة. فانتبه الحسين عليه السلام من نومه باكيا، فأتى أهل بيته، فأخبرهم بالرؤيا وودعهم، وحمل أخواته على المحامل وابنته وابن أخيه القاسم ابن الحسن بن عليّ عليهم السلام، ثم سار في أحد وعشرين رجلا من أصحابه وأهل بيته، منهم أبوبكر بن علي، ومحمّد بن علي، وعثمان بن علي، والعباس بن علي، وعبدالله بن مسلم بن عقيل، وعليّ بن الحسين الاكبر، وعليّ بن الحسين الاصغر.

وسمع عبدالله بن عمر بخروجه، فقدم راحلته، وخرج خلفه مسرعا، فأدركه في بعض المنازل، فقال: أين تريد يا بن رسول الله؟ قال: العراق. قال: مهلا إرجع إلى حرم جدك. فأبى الحسين عليه السلام عليه، فلما رأى ابن عمر إباءه قال: يا أبا عبدالله، اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقبله منك. فكشف الحسين عليه السلام عن سرته، فقبلها ابن عمر ثلاثا وبكى، وقال: استودعك الله يا أبا عبدالله، فإنك مقتول في وجهك هذا.

فسار الحسين عليه السلام وأصحابه، فلما نزلوا الثعلبية(١) ورد عليه رجل يقال له: بشر بن غالب، فقال: يا بن رسول الله، أخبرني عن قول الله عزّوجلّ: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ](٢) . قال: إمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، وهو قوله عزّوجلّ: [فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ

______________

(١) الثعلبية: من منازل طريق مكة.

(٢) الاسراء: ١٧: ٧١.

٢١٧

وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ](١) .

ثم سار حتى نزل العذيب(٢) ، فقال فيها قائلة(٣) الظهيرة، ثم انتبه من نومه باكيا، فقال له ابنه: ما يبكيك يا أبه؟ فقال: يا بني، إنها ساعة لا تكذب الرؤيا فيها، وإنه عرض لي في منامي عارض فقال: تسرعون السير، والمنايا تسير بكم إلى الجنة.

ثم سار حتى نزل الرهيمة(٤) ، فورد عليه رجل من أهل الكوفة، يكنى أبا هرم، فقال: يا بن النبي، ما الذي أخرجك من المدينة؟ فقال: ويحك يا أبا هرم، شتموا عرضي فصبرت، وطلبوا مالي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت، وايم الله ليقتلني، ثم ليلبسنهم الله ذلا شاملا، وسيفا قاطعا، وليسلطن عليهم من يذلهم.

قال: وبلغ عبيد الله بن زياد (لعنه الله) الخبر، وأن الحسين عليه السلام قد نزل الرهيمة، فأسرى إليه الحر بن يزيد في ألف فارس، قال الحر: فلما خرجت من منزلي متوجها نحو الحسين عليه السلام نوديت ثلاثا: يا حر أبشر بالجنة، فالتفت فلم أر أحدا، فقلت: ثكلت الحر أمه، يخرج إلى قتال ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ويبشر بالجنة! فرهقه(٥) عند صلاة الظهر، فأمر الحسين عليه السلام ابنه، فأذن وأقام، وقام الحسين عليه السلام فصلى بالفريقين جميعا، فلما سلم وثب الحر بن يزيد فقال: السلام عليك يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال الحسين عليه السلام: وعليك السلام، من أنت يا عبدالله؟ فقال: أنا الحر بن يزيد. فقال: يا حر، أعلينا أم لنا؟ فقال الحر: والله يا بن رسول الله، لقد بعثت لقتالك، وأعوذ بالله أن أحشر من قبري وناصيتي مشدودة إلى(٦) ، ويدي

______________

(١) الشورى ٤٢: ٧.

(٢) العذيب: ماء عن يمين القادسية، بينه وبين القادسية أربعة أميال.

(٣) أي نام القيلولة.

(٤) الرهيمة: ضيعة قرب الكوفة.

(٥) أي لحقه ودنا منه.

(٦) في نسخة: إلى رجلي.

٢١٨

مغلوقة إلى عنقي، وأكب على حر وجهي(١) في النار. يا بن رسول الله، أين تذهب؟ ارجع إلى حرم جدك، فإنك مقتول، فقال الحسين عليه السلام:

سأمضي فما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما

وواسى الرجال الصالحين بنفسه

وفارق مثبورا وخالف مجرما

فإن مت لم أندم وإن عشت لم ألم

كفى بك ذلا أن تموت وترغما

ثم سار الحسين عليه السلام حتى نزل القطقطانة(٢) ، فنظر إلى فسطاط مضروب، فقال: لمن هذا الفسطاط؟ فقيل: لعبيد الله بن الحر الجعفي(٣) فأرسل إليه الحسين عليه السلام فقال: أيها الرجل، إنك مذنب خاطئ وإن الله عزّوجلّ آخذك بما أنت صانع إن لم تتب إلى الله تبارك وتعالى في ساعتك هذه، فتنصرني ويكون جدي شفيعك بين يدي الله تبارك وتعالى.

فقال: يا بن رسول الله، والله لو نصرتك لكنت أول مقتول بين يديك، ولكن هذا فرسي خذه إليك، فو الله ما ركبته قط وأنا أروم شيئا إلا بلغته، ولا أرادني أحد إلا نجوت عليه، فدونك فخذه. فأعرض عنه الحسين عليه السلام بوجهه، ثم قال: لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك، وما كنت متخذ المضلين عضدا، ولكن فر، فلا لنا ولا علينا، فإنه من سمع واعيتنا أهل البيت ثم لم يجبنا، كبه الله على وجهه في نار جهنم.

ثم سار حتى نزل كربلاء، فقال: أي موضع هذا؟ فقيل: هذا كربلاء يا بن رسول الله. فقال: هذا والله يوم كرب وبلاء، وهذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا، ويباح فيه حريمنا.

فأقبل عبيد الله بن زياد بعسكره حتى عسكر بالنخيلة، وبعث إلى الحسين عليه السلام رجلا يقال له عمر بن سعد قائدة في أربعة آلاف فارس، وأقبل عبدالله بن الحصين التميمي في ألف فارس، يتبعه شبث بن ربعي في ألف فارس،

______________

(١) الحر من الوجه: ما بدا من الوجنة.

(٢) القطقطانة: موضع قرب الكوفة.

(٣) في نسخة: عبدالله بن الحر الحنفي.

٢١٩

ومحمّد بن الاشعث بن قيس الكندي أيضا في ألف فارس، وكتب لعمر بن سعد على الناس، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه.

فبلغ عبيد الله بن زياد أن عمر بن سعد يسامر(١) الحسين عليه السلام ويحدثه ويكره قتاله، فوجه إليه شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف فارس، وكتب إلى عمر ابن سعد: إذا أتاك كتابي هذا، فلا تمهلن الحسين بن علي، وخذ بكظمه، وحل بين الماء وبينه، كما حيل بين عثمان وبين الماء يوم الدار.

فلما وصل الكتاب إلى عمر بن سعد (لعنه الله)، أمر مناديه فنادى: إنا قد أجلنا حسينا وأصحابه يومهم وليلتهم، فشق ذلك على الحسين عليه السلام وعلى أصحابه، فقام الحسين عليه السلام في أصحابه خطيبا، فقال: اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي، ولا أصحابا هم خير من أصحابي، وقد نزل بي ما قد ترون، وأنتم في حل من بيعتي، ليست لي في أعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمة، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وتفرقوا في سواده، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري.

فقام إليه عبدالله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب، فقال: يا بن رسول الله، ماذا يقول لنا الناس إن نحن خذلنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وابن سيد الاعمام، وابن نبينا سيد الانبياء، لم نضرب معه بسيف، ولم نقاتل معه برمح! لا والله أو نرد موردك، ونجعل أنفسنا دون نفسك، ودماءنا دون دمك، فإذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا وخرجنا مما لزمنا.

وقام إليه رجل يقال له زهير بن القين البجلي، فقال: يا بن رسول الله، ووددت أني قتلت ثم نشرت، ثم قتلت ثم نشرت، ثم قتلت ثم نشرت فيك وفي الذين معك مائة قتلة، وإن الله دفع بي عنكم أهل البيت. فقال له ولاصحابه: جزيتم خيرا.

ثم إن الحسين عليه السلام أمر بحفيرة فحفرت حول عسكره شبه الخندق، وأمر

______________

(١) في نسخة: يسار.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780