الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق7%

الأمالي شيخ الصدوق مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 780

الأمالي شيخ الصدوق
  • البداية
  • السابق
  • 780 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 466022 / تحميل: 8996
الحجم الحجم الحجم
الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

ثم قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا، إن لله بابا في السماء الدنيا يقال له: باب الرحمة، وباب التوبة، وباب الحاجات، وباب التفضل، وباب الاحسان، وباب الجود، وباب الكرم، وباب العفو، ولا يجتمع بعرفات أحد إلا استأهل من الله في ذلك الوقت هذه الخصال، وإن لله عزّوجلّ مائة ألف ملك، مع كل ملك مائة وعشرون ألف ملك، ولله رحمة على أهل عرفات ينزلها على أهل عرفات، فإذا انصرفوا أشهد الله ملائكته بعتق أهل عرفات من النار، وأوجب الله عزّوجلّ لهم الجنة، ونادى مناد: انصرفوا مغفورين، فقد أرضيتموني ورضيت عنكم.

قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن العاشرة، عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين، وأعطى امتك من بين الامم.

فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أعطاني الله عزّوجلّ فاتحة الكتاب، والاذان، والجماعة في المسجد، ويوم الجمعة، والاجهار في ثلاث صلوات، والرخصة لامتي عند الامراض والسفر، والصلاة على الجنائز، والشفاعة لاصحاب الكبائر من أمتي. قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب؟

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله بعدد كل آية أنزلت من السماء، فيجزى بها ثوابها، وأما الاذان فإنه يحشر المؤذنون من أمتي مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأما الجماعة فإن صفوف امتي كصفوف الملائكة في السماء، والركعة في الجماعة أربع وعشرون ركعة، كل ركعة أحب إلى الله عزّوجلّ من عبادة أربعين سنة، وأما يوم الجمعة فيجمع الله فيه الاولين والآخرين للحساب، فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلا خفف الله عزّوجلّ عليه أهوال يوم القيامة ثم يأمر به إلى الجنة، وأما الاجهار فإنه يتباعد لهب النار منه بقدر ما يبلغ صوته، ويجوز على الصراط، ويعطى السرور حتى يدخل الجنة، وأما السادس فإن الله عزّوجلّ يخفف أهوال يوم القيامة لامتي، كما ذكر الله عزّوجلّ في القرآن، وما من مؤمن يصلي على الجنائز إلا أوجب الله له الجنة، إلا أن يكون منافقا أو عاقا، وأما شفاعتي فهي لاصحاب الكبائر، ما خلا أهل الشرك والظلم!

٢٦١

قال: صدقت يا محمّد وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله، خاتم النبيين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين.

فلما أسلم وحسن إسلامه أخرج رقا أبيض، فيه جميع ما قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيا، ما استنسختها إلا من الالواح التي كتبها الله عزّوجلّ لموسى بن عمران عليه السلام، ولقد قرأت في التوراة فضلك حتى شككت فيها يا محمّد، ولقد كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة، كلما محوته وجدته مثبتا فيها، ولقد قرأت في التوراة أن هذه المسائل لا يخرجها غيرك، وأن في الساعة التي ترد عليك فيها هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك، وميكائيل عن يسارك، ووصيك بين يديك.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: صدقت، هذا جبرئيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، ووصيي عليّ بن أبي طالب عليه السلام بين يدي، فآمن اليهودي وحسن إسلامه(١) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله الطاهرين

______________

(١) الخصال: ٣٥٥/٣٦ « قطعة منه »، الاختصاص: ٣٣ « نحوه »، بحار الانوار ٩: ٢٩٤/٥.

٢٦٢

[ ٣٦ ]

المجلس السادس والثلاثون

مجلس يوم الثلاثاء

السادس والعشرين من المحرم سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٢٨٠/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد الدقاق رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى الحبال الطبري، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الخشاب، قال: حدّثنا محمّد بن محصن، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود عليه السلام ما لي أراك وحدانا؟ قال: هجرت الناس وهجروني فيك. قال: فما لي أراك ساكتا؟ قال: خشيتك أسكتتني. قال: فما لي أراك نصبا(١) ؟ قال: حبك أنصبني. قال: فما لي أراك فقيرا وقد أفدتك؟ قال: القيام بحقك أفقرني. قال: فما لي أراك متذللا؟ قال: عظيم جلالك الذي لا يوصف ذللني، وحق ذلك لك يا سيدي.

قال الله جل جلاله: فأبشر بالفضل مني، فلك ما تحب يوم تلقاني، خالط الناس، وخالقهم بأخلاقهم، وزايلهم في أعمالهم، تنل ما تريد مني يوم القيامة.

وقال الصادق عليه السلام: أوحى الله عزّوجلّ إلى داود عليه السلام: يا داود، بي

______________

(١) النصب: التعب.

٢٦٣

فافرح، وبذكر فتلذذ، وبمناجاتي، فتنعم، فعن قريب أخلي الدار من الفاسقين، وأجعل لعنتي على الظالمين(١) .

٢٨١/٢ - قال يونس بن ظبيان: وحدثني الصادق: عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أميرالمؤمنين عليه السلام، قال: لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم عليه السلام، أهبط إليه ملك الموت، فقال: السلام عليك يا أبراهيم. قال: وعليك السلام يا ملك الموت: أداع أم ناع؟ قال: بل داع يا إبراهيم. فأجب. قال إبراهيم عليه السلام: فهل رأيت خليلا يميت خليله؟ قال: فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله، فقال: إلهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم. فقال الله جل جلاله: يا ملك الموت، اذهب إليه وقل له: هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه؟ إن الحبيب يحب لقاء حبيبه(٢) .

٢٨٢/٣ - حدّثنا أحمد بن محمّد الصائغ العدل، قال: حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي، قال: حدّثنا أبوعوانة، قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزاز، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي عمرة الخراساني، عن معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا حذيفة، إن حجة الله عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب، الكفر به كفر بالله، والشرك به شرك بالله، والشك فيه شك في الله، والالحاد فيه إلحاد في الله، والانكار له إنكار لله، والايمان به إيمان بالله، لانه أخو رسول الله، ووصيه، وإمام امته ومولاهم، وهو حبل الله المتين، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محب غال، ومقصر.

يا حذيفة: لا تفارقن عليا فتفارقني، ولا تخالفن عليا فتخالفني، إن عليا مني

______________

(١) قصص الانبياء للراوندي: ١٩٩/٢٥٤، بحار الانوار ١٤: ٣٤/٣.

(٢) علل الشرائع: ٣٦/٩، بحار الانوار ١٢: ٧٨/٧.

٢٦٤

وأنا منه، من أسخطه فقد أسخطني، ومن أرضاه فقد أرضاني(١) .

٢٨٣/٤ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن المفضل بن صالح، عن جابر ابن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال: إن موسى بن عمران عليه السلام قال: يا رب، رضيت بما قضيت، تميت الكبير وتبقي الطفل الصغير، فقال الله جلاله: يا موسى، أما ترضاني لهم رازقا وكفيلا؟ قال: بلى يا رب، فنعم الوكيل أنت، ونعم الكفيل(٢) .

٢٨٤/٥ - حدّثنا عليّ بن أحمد الدقاق رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى الحبال الطبري، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الخشاب، قال: حدّثنا محمّد بن محصن بن عيسى، عن يونس بن ظبيان، قال: قال الصادق عليه السلام: إن الله عزّوجلّ أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: إن أحببت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس، فكن في الدنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس، بمنزلة الطير الواحد الذي يطير في أرض القفار، ويأكل من رؤوس الاشجار، ويشرب من ماء العيون، فإذا كان الليل أوى وحده، ولم يأو مع الطيور، استأنس بربه واستوحش من الطيور(٣) .

٢٨٥/٦ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سيف، عن سلام بن غانم، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله، مائة مرة بنى الله له بيتا في الجنة، ومن استغفر حين يأوي إلى فراشه مائة مرة تحاتت ذنوبه كما يسقط

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ٩٧/١٤.

(٢) بحار الانوار ٧١: ١٣٤/١٠.

(٣) بحار الانوار ٧٠: ١٠٨/١.

٢٦٥

ورق الشجر(١) .

٢٨٦/٧ - قال الحسين بن سيف: حدثني أخي عليّ بن سيف، عن أبيه سيف ابن عميرة، عن الحسن بن الصباح، قال: حدثني أنس بن مالك، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: قال: كل جبار عنيد من أبى أن يقول لا إله إلا الله(٢) .

٢٨٧/٨ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن محمّد، عن عمران الزعفراني، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: ما من رجل دعا فختم دعاءه يقول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، إلا اجيب صاحبه(٣) .

٢٨٨/٩ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: إن ملكا من الملائكة مر برجل قائم على باب دار، فقال له الملك: يا عبدالله، ما يقيمك على باب هذه الدار؟ قال: أخ لي فيها، أردت أن اسلم عليه. فقال الملك: هل بينك وبينه رحم ماسة، أو نزعتك إليه حاجة؟ قال: فقال: لا، ما بيني وبينه قرابة، ولا نزعتني إليه حاجة إلا أخوة الاسلام وحرمته، وأنا أتعاهده واسلم عليه في الله رب العالمين. فقال الملك: إني رسول الله إليك، وهو يقرئك السلام ويقول: إنما إياي أردت، ولي تعاهدت، وقد أوجبت لك الجنة، واعفيتك من غضبي، وأجرتك من النار(٤) .

٢٨٩/١٠ - حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن

______________

(١) ثواب الاعمال: ٤، الخصال: ٥٩٤/٦، بحار الانوار ٨٧: ١٧٥.

(٢) ثواب الاعمال: ٦، التوحيد: ٢٠/٩، بحار الانوار ٣: ٥/١١، و ٩٣: ١٩٢/١.

(٣) ثواب الاعمال: ٩، بحار الانوار ٩٣: ٣٠٨/٦، وفي ثواب الاعمال: اجيبت حاجته.

(٤) ثواب الاعمال: ١٧١، الاختصاص: ٢٢٤ « نحوه » أمالي الطوسي: ٥٩٦/١٢٣٦ « نحوه »، بحار الانوار ٧٤: ٣٥١/١٩، و: ٣٥٤/٣٠.

٢٦٦

عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثني أبي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: إن الله تبارك وتعالى إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين ناداهم جل جلاله وتقدست أسماؤه: يا أهل معصيتي، لولا من فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي، والمستغفرين بالاسحار خوفا مني، لانزلت بكم عذابي ثم لا أبالي(١) .

٢٩٠/١١ - وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن(٢) .

٢٩١/١٢ - حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع، عن أبيه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين سيد العابدين، عن أبيه الحسين بن عليّ سيد الشهداء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيد الاوصياء عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من صلى علي ولم يصل على آلي، لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام(٣) .

٢٩٢/١٣ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن أبي الصهبان، جميعا، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: إن أعرابيا أتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فخرج إليه

______________

(١) علل الشرائع: ٥٢٢/٣، بحار الانوار ٧٤: ٣٩٠/١.

(٢) الخصال: ٤٧/٤٩، بحار الانوار ٧١: ٢٥٩/١.

(٣) بحار الانوار ٩٤: ٥٦/٢٩.

٢٦٧

في رداء ممشق(١) ، فقال: يا محمّد، لقد خرجت إلي كأنك فتى! فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: نعم يا أعرابي، أنا الفتى بن الفتى أخو الفتى.

فقال: يا محمّد، أما الفتى فنعم، فكيف ابن الفتى، وأخو الفتى؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: أما سمعت الله عزّوجلّ يقول:( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) (٢) فأنا ابن إبراهيم، وأما أخو الفتى فإن مناديا نادى من السماء يوم أحد: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي، فعلي أخي وأنا أخوه(٣) .

٢٩٣/١٤ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيى بن أبي القاسم، عن الصادق جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: كتب رجل إلى الحسين بن عليّ عليه السلام: يا سيدي، أخبرني بخير الدنيا والآخرة. فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإنه من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام(٤) .

٢٩٤/١٥ - حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله ابن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدثني يحيى بن الحسين(٥) بن جعفر، قال: حدثني شيخ من أهل اليمن يقال له عبدالله بن محمّد، قال: سمعت عبد الرزاق يقول: جعلت جارية لعليّ بن الحسين عليهما السلام تسكب الماء عليه وهو يتوضأ للصلاة، فسقط الابريق من يد الجارية على وجهه فشجه، فرفع علي

______________

(١) الممشق: المصبوغ بالمشق، أي المغرة، وهي لون يميل إلى الحمرة.

(٢) الانبياء ٢١: ٦٠.

(٣) معاني الاخبار: ١١٩/١، بحار الانوار ٤٢: ٦٤/٦.

(٤) بحار الانوار ٧١: ٣٧١/٣.

(٥) كذا في النسخ، والظاهر الحسن، إذ أكثر روايات الحسن بن محمّد بن يحيى هي عند جده يحيى بن الحسن ابن جعفر.

٢٦٨

ابن الحسين عليهما السلام رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله عزّوجلّ يقول:( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) . فقال لها: قد كظمت غيظي، قالت:( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) . قال: قد عفا الله عنك. قالت:( وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (١) . قال: اذهبي فأنت حرة(٢) .

٢٩٥/١٦ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عن جده، عن الحسين بن عليّ عليهما السلام، قال: سمعت جدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لي: اعمل بفرائض الله تكن أتقى الناس، وأرض بقسم الله تكن أغنى الناس، وكف عن محارم الله تكن أورع الناس، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما(٣) .

٢٩٦/١٧ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: إن أول درهم ودينار ضربا في الارض نظر إليهما إبليس، فلما عاينهما أخذهما فوضعهما على عينيه، ثم ضمهما إلى صدره، ثم صرخ صرخة، ثم ضمهما إلى صدره، ثم قال: أنتما قرة عيني وثمرة فؤادي، ما أبالي من بني آدم إذا أحبوكما أن لا يعبدوا وثنا، وحسبي من بني آدم أن يحبوكما(٤) .

٢٩٧/١٨ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي رحمه الله، قال: حدّثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن إسماعيل بن

______________

(١) آل عمران ٣: ٣٤.

(٢) بحار الانوار ٤٦: ٦٧/٣٦، و ٧١: ٤١٣/٣٠، و ٨٠: ٣٢٩/١.

(٣) أمالي المفيد: ٣٥٠/١، أمالي الطوسي: ١٢٠/١٨٧، بحار الانوار ٦٩: ٣٦٨/٤، و ٧١: ٢٠٦/١٢، و ٧٧: ١١٤/٦.

(٤) بحار الانوار ٧٣: ١٣٧/٣.

٢٦٩

مهران، عن عبيس بن هشام، عن غير واحد، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال: قراء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستجر به الملوك وأستطال به على الناس، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه، وأسهر به ليله، وأظمأ به نهاره، وقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله عزّوجلّ البلاء، وبأولئك يديل الله من الاعداء، وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء، والله لهؤلاء في قراءة القرآن أعز من الكبريت الاحمر(١) .

٢٩٨/١٩ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك ابن عطية، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه عليهم السلام: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مر برجل يغرس غرسا في حائط له، فوقف عليه، فقال: ألا أدلك على غرس أثبت أصلا وأسرع إيناعا وأطيب ثمرا وأبقى إنفاقا؟ قال: بلى، فداك أبي وامي يا رسول الله. فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. فإن لك بذلك إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهن من الباقيات الصالحات(٢) .

قال: فقال الرجل: أشهدك يا رسول الله، أن حائطي هذه صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين من أهل الصفة(٣) ، فأنزل الله تبارك وتعالى:( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ) (٤) .

______________

(١) بحار الانوار ٩٢: ١٧٨/٤.

(٢) المحاسن: ٣٧/٣٨.

(٣) الصفة: مكان مظلل في مسجد المدينة، كان يأوي إليه فقراء المهاجرين ويرعاهم الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وهم أهل الصفة.

(٤) الكافي ٢: ٣٦٧/٤، بحار الانوار ٢٢: ١٢٢/٩٠، و ٨٦: ٢٥٧/٢٧، ٩٣: ١٦٧/٢، والآية في سورة الليل ٩٢: ٥ - ٧.

٢٧٠

٢٩٩/٢٠ - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله قال: حدثني عمي محمّد ابن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن عثمان، عن محمّد بن الفرات، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن عليّ بن أبي طالب عليه السلام خليفة الله وخليفتي، وحجة الله وحجتي، وباب الله وبابي، وصفي الله وصفيي، وحبيب الله وحبيبي، وخليل الله وخليلي، وسيف الله وسيفي، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، ووليه وليي، وعدوه عدوي، وحربه حربي وسلمه سلمي، وقوله قولي، وأمره أمري، وزوجته ابنتي، وولده ولدي، وهو سيد الوصيين، وخير أمتي أجمعين(١) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله

______________

(١) بشارة المصطفى: ٣١، بحار الانوار ٣٨: ١٣٧/٩٦.

٢٧١

[ ٣٧ ]

المجلس السابع والثلاثون

مجلس يوم الجمعة

سلخ المحرم من سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٣٠٠/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمر، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما مضى لعيسى عليه السلام ثلاثون سنة، بعثه الله عزّوجلّ إلى بني إسرائيل، فلقيه إبليس (لعنه الله) على عقبة بيت المقدس، وهي عقبة أفيق(١) ، فقال الله يا عيسى أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أن تكونت من غير أب؟ قال عيسى عليه السلام: بل العظمة للذي كونني، وكذلك كون آدم وحواء.

قال إبليس: يا عيسى، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكلمت في المهد صبيا؟ قال عيسى عليه السلام: يا إبليس. بل العظمة للذي أنطقني في صغري ولو شاء لابكمني.

______________

(١) أفيق: قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق، والعامة تقول: فيق « معجم البلدان ١: ٢٣٣ ».

٢٧٢

قال إبليس: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تخلق من الطين كهيئة الطير، فتنفخ فيه فيصير طيرا؟ قال عيسى عليه السلام: بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخر لي.

قال إبليس: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تشقي المرضى؟ قال عيسى عليه السلام: بل العظمة للذي بإذنه أشفيهم، وإذا شاء أمرضني.

قال إبليس: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى؟ قال عيسى عليه السلام: بل العظمة للذي بإذنه أحييهم، ولا بد من أن يميت ما أحييت، ويميتني.

قال إبليس: يا عيسى، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تعبر البحر فلا تبتل قدماك ولا ترسخ فيه؟ قال عيسى عليه السلام: بل العظمة للذي ذلله لي ولو شاء أغرقني. قال إبليس: يا عيسى، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنه سيأتي عليك يوم تكون السماوات والارض ومن فيهن دونك، وأنت فوق ذلك كله تدبر الامر وتقسم الارزاق؟ فأعظم عيسى عليه السلام ذلك من قول إبليس الكافر اللعين، فقال عيسى عليه السلام: سبحان الله ملء سماواته وأرضيه، ومداد كلماته، وزنة عرشه، ورضا نفسه. قال: فلما سمع إبليس (لعنه الله) ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئا حتى وقع في اللجة الخضراء.

قال ابن عباس، فخرجت امرأة من الجن تمشي على شاطئ البحر، فإذا هي بإبليس ساجدا على صخرة صماء تسيل دموعه على خدية، فقامت تنظر إليه تعجبا، ثم قالت له: ويحك يا إبليس، ما ترجو بطول السجود؟ فقال لها: أيتها المرأة الصالحة، ابنة الرجل الصالح، أرجو إذا أبر ربي عزّوجلّ قسمه، وأدخلني نار جهنم، أن يخرجني من النار برحمته(١) .

٣٠١/٢ - حدّثنا أحمد بن هارون الفامي، قال حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبراهيم

______________

(١) بحار الانوار ١٤: ٢٧٠/١، و ٦٣: ٢٣٩/٨٣.

٢٧٣

ابن زياد الكرخي، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: إذا كان يوم القيامة نشر الله تبارك وتعالى رحمته حتى يطمع إبليس في رحمته(١) .

٣٠٢/٣ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبدالله بن عثمان، عن الحسين بن مهران، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: من أساء خلقه عذب نفسه(٢) .

٣٠٣/٤ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمّد ابن أبي عمير، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال: من قسم له الخرق(٣) حجب عنه الايمان(٤) .

٣٠٤/٥ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا عباد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن عمير بن الحارث، عن عمران بن ميثم، عن أبي سخيلة، قال: أتيت أباذر رحمه الله فقلت: يا أباذر، إني قد رأيت اختلافا، فبماذا تأمرني؟ قال: عليك بهاتين الخصلتين: كتاب الله، والشيخ علي ابن أبي طالب عليه السلام، فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الاكبر، وهو الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل(٥) .

٣٠٥/٦ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي رحمه الله، قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمّد

______________

(١) بحار الانوار ٧: ٢٨٧/١، و ٦٣: ٢٣٦/٧٧.

(٢) بحار الانوار ٧٣: ٢٩٦/٢.

(٣) الخرق: الجهل والحمق.

(٤) الكافي ٢: ٢٤٢/١، بحار الانوار ٧٣: ٣٩٨/٤.

(٥) بحار الانوار ٤٠: ٥/٩.

٢٧٤

ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: شكا رجل من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام نساءه، فقام عليه السلام خطيبا، فقال: معاشر الناس، لا تطيعو النساء على حال، ولا تأمنوهن على مال، ولا تذروهن يدبرن أمر العيال، فإنهن إن تركن وما أردن أوردن المهالك، وعدون أمر المالك، فإنا وجدناهن لا ورع لهن عند حاجتهن، ولا صبر لهن عند شهوتهن، البذخ لهن لازم وإن كبرن، والعجب بهن لا حق وإن عجزن، لا يشكرن الكثير إذا منعن القليل، ينسين الخير ويحفظن الشر، يتهافتن بالبهتان، ويتمادين بالطغيان، ويتصدين للشيطان، فداروهن على كل حال، وأحسنوا لهن المقال، لعلهن يحسن الفعال(١) .

٣٠٦/٧ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبدالله بن عبد الرحمن الاصم، عن عبدالله البطل، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم وهو آخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وهو يقول: يا معشر الانصار، يا معشر بني هاشم، يا معشر بني عبد المطلب، أنا محمّد رسول الله، ألا إني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي: أنا وعلي، وحمزة وجعفر.

فقال قائل: يا رسول الله: هؤلاء معك ركبان يوم القيامة؟ فقال: ثكلتك أمك، إنه لن يركب يومئذ إلا أربعة: أنا، وعلي، وفاطمة، وصالح نبي الله، فأما أنا فعلى البراق، وأما فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء، وأما صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، وأما علي فعلى ناقة من نوق الجنة، زمامها من ياقوت، عليه حلتان خضراوان، فيقف بين الجنة والنار، وقد ألجم الناس العرق يومئذ، فتهب ريح من قبل العرش، فتنشف عنهم عرقهم، فيقول الملائكة المقربون والانبياء والصديقون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل. فينادي مناد من قبل العرش: معشر الخلائق، إن هذا ليس بملك مقرب ولا نبي

______________

(١) علل الشرائع: ٥١٢/١، بحار الانوار ١٠٣: ٢٢٣/١.

٢٧٥

مرسل، ولكنه عليّ بن أبي طالب، أخو رسول الله في الدنيا والآخرة(١) .

٣٠٧/٨ - حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: لما كلم الله عزّوجلّ موسى بن عمران عليه السلام، قال موسى: إلهي، ما جزاء من شهد أني رسولك ونبيك، وأنك كلمتني؟ قال: يا موسى، تأتيه ملائكتي فتبشره بجنتي.

قال موسى عليه السلام: إلهي، فما جزاء من قام بين يديك يصلي؟ قال: يا موسى، أباهي به ملائكتي راكعا وساجدا، وقائما وقاعدا، ومن باهيت به ملائكتي لم أعذبه.

قال موسى عليه السلام: إلهي، فما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك؟ قال: يا موسى، آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق: إن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار.

قال موسى عليه السلام: إلهي، فما جزاء من وصل رحمه؟ قال: يا موسى، أنسأ(٢) له أجله، وأهون عليه سكرات الموت، ويناديه خزنة الجنة: هلم إلينا فادخل من أي أبوابها شئت.

قال موسى عليه السلام: إلهي، فما جزاء من كف أذاه عن الناس وبذل معروفه لهم؟ قال: يا موسى، تناديه النار يوم القيامة: لا سبيل لي عليك.

قال: إلهي، فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال: يا موسى، أظله يوم القيامة بظل عرشي، وأجعله في كنفى.

قال: إلهي، فما جزاء من تلا حكمتك سرا وجهرا؟ قال: يا موسى، يمر على الصراط كالبرق.

______________

(١) بحار الانوار ١١: ٣٨٠/٦.

(٢) نسا الشئ: أخره.

٢٧٦

قال: إلهي، فما جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم فيك؟ قال: أعينه على أهوال يوم القيامة.

قال: إلهي، فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك؟ قال: يا موسى، أقي وجهه من حر النار، وأومنه يوم الفزع الاكبر.

قال: إلهي، فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك؟ قال: يا موسى، له الامان يوم القيامة.

قال: إلهي، فما جزاء من أحب أهل طاعتك؟ قال: يا موسى، أحرمه على ناري.

قال: إلهي، فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا؟ قال: لا أنظر إليه يوم القيامة، ولا أقيل عثرته.

قال: إلهي، فما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الاسلام؟ قال: يا موسى، آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد.

قال: إلهي، فما جزاء من صلى الصلوات لوقتها، قال: أعطيه سؤله، وأبيحه جنتي.

قال: إلهي، فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك، قال: أبعثه يوم القيامة وله نور بين عينيه يتلالا.

قال: إلهي، فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا؟ قال: يا موسى، أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه.

قال: إلهي، فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس؟ قال: يا موسى، ثوابه كثواب من لم يصمه(١) .

٣٠٨/٩ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد، قال: حدّثنا بكر بن خنيس، عن أبي عبدالله الشامي، عن نوف البكالي، قال: أتيت أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه) وهو في رحبة مسجد الكوفة، فقلت: السلام عليك يا أمير

______________

(١) بحار الانوار: ٦٩: ٣٨٣/٤٦.

٢٧٧

المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال: وعليك السلام يا نوف ورحمة الله وبركاته. فقلت له: يا أميرالمؤمنين، عظني. فقال: يا نوف، أحسن يحسن إليك. فقلت: زدني يا أميرالمؤمنين. فقال: يا نوف، ارحم ترحم. فقلت: زدني يا أميرالمؤمنين. قال: يا نوف، قل خيرا تذكر بخير. فقلت: زدني يا أميرالمؤمنين. قال: اجتنب الغيبة، فانها إدام كلاب النار.

ثم قال: يا نوف، كذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يبغضني ويبغض الائمة من ولدي، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يحب الزنا، وكذب من زعب أنه يعرف الله عزّوجلّ وهو مجترئ على معاصي الله كل يوم وليلة.

يا نوف، اقبل وصيتي، لا تكونن نقيبا ولا عريفا ولا عشارا ولا بريدا.

يا نوف، صل رحمك يزيد الله في عمرك، وحسن خلقك يخفف الله حسابك.

يا نوف، إن سرك أن تكون معي يوم القيامة فلا تكن للظالمين معينا.

يا نوف، من أحبنا كان معنا يوم القيامة، ولو أن رجلا أحب حجرا لحشرة الله معه.

يا نوف، إياك أن تتزين للناس وتبارز الله بالمعاصي، فيفضحك الله يوم تلقاه.

يا نوف: احفظ عني ما أقول لك، تنل به خير الدنيا والآخرة(١) .

٣٠٩/١٠ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التاجر، قال: حدّثنا عليّ بن مهران، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن زياد بن المنذر، عن بدر بن عبدالله، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: يدخل عليكم من هذا الباب خير الاوصياء، وسيد الشهداء، وأدنى الناس منزلة من الانبياء، فدخل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: وما لي لا أقول هذا يا أبا الحسن، وأنت صاحب حوضي، والموفي بذمتي، والمؤدي عني ديني(٢) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله

______________

(١) بحار الانوار ٧٧: ٣٨٢/٩.

(٢) بحار الانوار ٣٨: ١٦/٢٥.

٢٧٨

[ ٣٨ ]

المجلس الثامن والثلاثون

مجلس يوم الثلاثاء

الرابع من صفر سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٣١٠/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن العباس والعباس ابن عمرو الفقيمي، قالا: حدّثنا هشام بن الحكم، عن ثابت بن هرمز، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أحمد بن عبد الحميد، عن عبدالله بن علي، قال: حملت متاعا من البصرة إلى مصر، فقدمتها، فبينما أنا في بعض الطريق إذا أنا بشيخ طوال(١) شديد الادمة أصلع أبيض الرأس واللحية، عليه طمران(٢) : أحدهما أسود، والآخر أبيض، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا بلال مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فأخدت ألواحي وأتيته، فسلمت عليه، ثم قلت له: السلام عليك أيها الشيخ. فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. قلت: رحمك الله، حدثني بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال: وما يدريك من أنا؟ فقلت: أنت بلال مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال: فبكى

______________

(١) أي طويل.

(٢) الطمر: الثوب الخلق البالي.

٢٧٩

وبكيت حتى اجتمع الناس علينا ونحن نبكي.

قال: ثم قال لي: يا غلام، من أي البلاد أنت؟ قلت: من أهل العراق، فقال لي: بخ بخ. فمكث ساعة، ثم قال: اكتب يا أخا أهل العراق: بسم الله الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: المؤذنون أمناء المؤمنين على صلواتهم وصومهم، ولحومهم ودمائهم، لا يسألون الله عزّوجلّ شيئا إلا أعطاهم، ولا يشفعون في شئ إلا شفعوا.

قلت: زدني رحمك الله. قال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من أذن أربعين عاما محتسبا بعثه الله يوم القيامة وله عمل أربعين صديقا، عملا مبرورا متقبلا.

قلت: زدني رحمك الله. قال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من أذن عشرين عاما بعثه الله عزّوجلّ يوم القيامة وله من النور مثل النور السماء الدنيا.

قلت: زدني رحمك الله. قال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من أذن عشر سنين أسكنه الله عزّوجلّ مع إبراهيم في قبته، أو في درجته.

قلت: زدني رحمك الله. قال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من أذن سنة واحدة بعثه الله عزّوجلّ يوم القيامة، وقد غفرت ذنوبه كلها بالغة ما بلغت، ولو كانت مثل زنة جبل أحد.

قلت: زدني رحمك الله. قال: نعم، فاحفظ واعمل واحتسب، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله) يقول: من أذن في سبيل الله صلاة واحدة إيمانا واحتسابا وتقربا إلى الله عزّوجلّ، غفر له ما سلف من ذنوبه، ومن عليه بالعصمة فيما بقي من عمره، وجمع بينه وبين الشهداء في الجنة.

قلت: رحمك الله حدثني بأحسن ما سمعت. قال: ويحك يا غلام، قطعت أنياط قلبي، وبكى وبكيت حتى إني والله لرحمته. ثم قال: اكتب بسم الله الرحمن

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

١١٨٤ ـ محمد بن حجاج بن زيّان المرادى (مولى سليم) : يروى عن عبد الله بن وهب. توفى سنة تسع وعشرين ومائتين(١) .

١١٨٥ ـ محمد بن الحجّاج بن يوسف اللخمىّ : روى عنه سعيد بن عفير. توفى يوم السبت لسبع بقين من شعبان سنة خمس وثمانين ومائة(٢) .

١١٨٦ ـ محمد بن أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمى : يكنى أبا القاسم. انبرى ـ بمصر ـ محمد بن أبى حذيفة على متوليها عقبة بن عامر(٣) ، استعمله عبد الله بن سعد بن أبى سرح لما وفد إلى عثمان ، فأخرج عقبة عن الفسطاط ، وخلع عثمان. وكان يسمى «مشئوم قريش»(٤) . قتل ابن أبى حذيفة بفلسطين سنة ست وثلاثين ، وكان ممن أخرجه معاوية من مصر(٥) .

١١٨٧ ـ محمد بن حرملة بن سعد بن بهلول الجرشىّ(٦) : يكنى أبا عمار. يروى عن بكّار بن قتيبة ، وغيره. توفى سنة ثلاث وثلاثمائة(٧) .

١١٨٨ ـ محمد بن حزرة(٨) بن عبد الوارث بن عبد السلام بن موسى بن عبد الملك

__________________

(١) المقفى ٥ / ٥٢٢ (ذكره ابن يونس).

(٢) السابق ٥ / ٥٢٣ (قال ابن يونس).

(٣) هذا هو الصحيح فى قول الليث ، وغيره (الولاة ١٣). أما يزيد بن أبى حبيب ، فيرى أنه استخلف عليها (السائب بن هشام بن كنانة العامرى). وكانت وفادة عبد الله بن سعد فى وجوه الجند فى رجب سنة ٣٥ ه‍ (السابق : ١٤). وحرّف (عقبة بن عامر) إلى (عقبة بن مالك) فى (سير النبلاء) ٣ / ٤٨٠.

(٤) السابق (قال ابن يونس). لعل سر ذلك أنه كان ذا دور كبير فى إشعال الثورة والفتنة على عثمان. (السابق ٣ / ٤٨١).

(٥) السابق (قال ابن يونس). راجع تفاصيل ترجمة هذا الرجل ، الذي كان من أكابر المحرّضين على عثمان فى (الولاة ١٤ ـ ٢٠) ، والاستيعاب ٣ / ١٣٦٩ ـ ١٣٧٠ ، وأسد الغابة ٥ / ٨٧ ـ ٨٨ ، وسير النبلاء ٣ / ٤٧٩ ـ ٤٨١ ، والمقفى ٥ / ٥٢٤ ـ ٥٣١ ، والإصابة ٦ / ١٠ ـ ١٣.

(٦) هكذا ضبطت بالحروف فى (الأنساب) : ٢ / ٤٤ (نسبة إلى جرش ، وهو بطن من حمير). والغالب انطباقها على النسب المذكور ، وإن لم يترجم لصاحبه تحته.

(٧) المقفى ٥ / ٥٣١ (قال ابن يونس).

(٨) كذا ضبطها ابن ماكولا بالحروف (الإكمال) ٢ / ٤٦٠ ، والمقريزى فى (المقفى) ٥ / ٥٣٢ (نقلا عن ابن ماكولا) ، وإن زاد : أن بعد الزاى الساكنة راء بعدها هاء.

٤٤١

المهرىّ(١) : يكنى أبا عبد الملك. من أهل البهنسا من صعيد مصر. مشهور ، ويروى عن يونس بن عبد الأعلى(٢) ، وعن أبيه «حزرة». روى عنه ولده حزرة(٣) . توفى فى شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة(٤) ، أو سبع عشرة وثلاثمائة(٥) .

١١٨٩ ـ محمد بن الحسن بن الربيع : يكنى أبا عبد الله. إمام الجامع العتيق بمصر. توفى فى المحرم سنة إحدى عشرة وثلاثمائة(٦) .

١١٩٠ ـ محمد بن الحسن بن عبد العزيز بن الوزير الجروىّ : كان يسكن تنّيس. روى عن محمد بن إسماعيل البخارى ، وغيره. وحمل إلى العراق. وكان حديثه قليلا. ذكر أن كتبه ضاعت. كان ثقة ، وعمّر ، وتوفى ب «تنيس»(٧) .

١١٩١ ـ محمد بن الحسن بن موسى الكندى ، مولاهم المصرى : يكنى أبا جعفر. روى عن حرملة ، وغيره. يعرف ، وينكر. لم يكن بذاك فى الحديث. وأخوه موسى بن الحسن يعرف وينكر أيضا(٨) . توفى فى ذى الحجة سنة ثمان وثلاثمائة(٩) .

١١٩٢ ـ محمد بن حسين بن زيد التنيسى : يكنى أبا جعفر. حدّث عن يونس ، وغيره. طال عمره. ثقة عاقل ، كان له ب «تنيس» منزلة جليلة ، ومحلّ ، ويسار. توفى ب «تنيس» فى شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة(١٠) .

__________________

(١) هذا نسبه فى (المقفى). ووقف صاحب (التوضيح) بالنسب عند (عبد الوارث). (راجع هامش الإكمال ٢ / ٤٦١).

(٢) السابق (قال ابن يونس فى تاريخه) ، والمقفى ٥ / ٥٣٢ (قال ابن يونس).

(٣) السابق.

(٤) الإكمال (نقلا عن التوضيح ، بالهامش ج ٢ / ٤٦١) ، والمقفى ٥ / ٥٣٢.

(٥) تفرد بذلك المقريزى فى (المصدر السابق) ، وصدّرها بقوله : (وقال مرة). ويلاحظ أن ابن يونس ترجم لوالد المترجم له (وهو حزرة بن عبد الوارث) ، فى باب (الحاء) رقم (٣٠٠). وترجم لابنه (حزرة) برقم (٣٠١).

(٦) المقفى ٥ / ٥٤١ (قال ابن يونس). وأضاف عن مسلمة بن قاسم : توفى بمصر يوم الجمعة لثمان خلون من شعبان ، من السنة المذكورة.

(٧) السابق ٥ / ٥٤٧ (قال ابن يونس). سبقت الترجمة لوالده فى باب (الحاء) برقم (٣١٤).

(٨) ميزان الاعتدال ٣ / ٥١٨ (رقم ٧٣٩٨).

(٩) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٢٤٣ (قال ابن يونس).

(١٠) السابق ٢٤ / ٢٦٩ (شرحه).

٤٤٢

١١٩٣ ـ محمد بن حمزة بن أيوب بن عبد الملك بن عمر بن أيوب بن أبى حمزة اللخمى : من الموالى. يكنى أبا الحسن. كتب الحديث عن يحيى بن أيوب ، وطبقته. توفى ليلة الأربعاء ليوم بقى من رجب سنة أربعين وثلاثمائة(١) .

١١٩٤ ـ محمد بن حميد بن هشام بن حميد بن خليفة بن قرّة بن زرعة الرّعينىّ الحجرىّ(٢) : يكنى أبا قرّة. روى عن سعيد بن تليد ، وأبى صالح كاتب الليث ، وأصبغ ابن الفرج(٣) . كان ثقة. توفى يوم السبت أول جمادى الأول سنة ست وستين ومائتين(٤) .

١١٩٥ ـ محمد بن حوبك(٥) بن سعيد بن بهلول الحرسىّ : يكنى أبا قمامة. من أهل الحرس ، قرية شرقىّ مصر. روى عن سلمة بن شبيب. مات سنة ثلاث وثلاثمائة(٦) .

١١٩٦ ـ محمد بن حيوة(٧) بن معن بن يزيد التجيبى المصرى : يعرف ب «ابن أبى العوجاء». روى عن أبيه ، عن ابن لهيعة. توفى سنة تسع وستين ومائتين(٨) .

١١٩٧ ـ محمد بن خلف بن عبيد : مولى المعافر ، وقيل : مولى حضرموت. توفى فى صفر يوم الأحد لست بقين من(٩) سنة سبع وتسعين ومائتين. وكان فقيها فاضلا منقبضا. وقد دخلت عليه. حدّث عن الحارث بن مسكين ، وغيره(١٠) .

١١٩٨ ـ محمد بن خلّاد بن هلال التميمى الإسكندرانى : يكنى أبا عبد الله(١١) . روى عن أبيه ، والليث بن سعد ، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندرانى. روى عنه

__________________

(١) المقفى ٥ / ٦١٠ (شرحه) وبه قال : ليوم إن بقى من رجب (ولعل إن زائدة).

(٢) حجر رعين (السابق ٥ / ٦١٤).

(٣) انتقيت بعض أساتيذه على نهج ابن يونس المعتاد. (السابق).

(٤) السابق (قال ابن يونس).

(٥) لم أقف على ضبطها.

(٦) السابق ٥ / ٦١٦ (قال ابن يونس).

(٧) ضبط بالحروف فى (السابق) ٥ / ٦١٨.

(٨) السابق (قال ابن يونس).

(٩) لست إن بقين من (لعل إن زائدة بالإضافة إلى سقط من الأصل). (السابق ٥ / ٦٣٣).

(١٠) السابق (قال ابن يونس).

(١١) ميزان الاعتدال ٣ / ٥٣٧ (قال أبو سعيد بن يونس).

٤٤٣

حماد زغبة(١) . روى مناكير(٢) .

١١٩٩ ـ محمد بن داود بن رزق بن داود بن ناجية بن عمير(٣) بن ناجية المهرىّ الإسكندرانى : يكنى أبا عبد الله. روى عن أبيه ، وابن وهب. روى عنه أبو داود ، والنسائى(٤) . مات فى شوال سنة إحدى وخمسين ومائتين بالإسكندرية(٥) . ذكره أحمد ابن شعيب النسوى ، فقال : محمد بن داود بن أبى ناجية(٦) ثقة(٧) .

١٢٠٠ ـ محمد بن داود بن عثمان بن سعد بن أسلم بن سالم ، مولى المسور بن عبد الله بن كثير الصدفى : يكنى أبا عبد الله. روى عن أحمد بن سعيد الفهرى ، ومحمد بن رمح ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، وجماعة. روى عنه الطبرانى. توفى فى ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائتين(٨) .

١٢٠١ ـ محمد بن راشد المرادى : يروى عن رجل ، عن عمرو بن العاص حديث سجود القرآن. روى عنه عبد الله بن سليمان الطويل(٩) .

١٢٠٢ ـ محمد بن راشد بن أبى سكنة(١٠) ـ بسكون الكاف(١١) ـ العبدرىّ : قيل : إن كنيته أبو سكنة. روى عن أبيه(١٢) ، يعد فى جملة سبعة عشر رجلا ، تفرد بالرواية عنهم

__________________

(١) انتقيت بعض الأساتيذ ، والتلاميذ على نهج ابن يونس (المقفى ٥ / ٦٣٧).

(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ٥٣٧ ، والمغنى ٢ / ٥٧٦ (ابن يونس) ، والمقفى ٥ / ٦٣٧ (قال ابن يونس). وأضاف : أنه توفى فى ربيع الآخر سنة ٢٣١ ه‍.

(٣) كذا فى (تهذيب الكمال) ٢٥ / ١٧٣ ، والمقفى ٥ / ٦٤٣. وحرفت إلى (عمر) فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ١٣٥.

(٤) انتقيت ذلك على نهج ابن يونس. (السابق).

(٥) تهذيب الكمال ٢٥ / ١٧٤ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ٦٤٣ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٣٥ (قال ابن يونس).

(٦) حرفت (ناجية) إلى (ناخية) فى (المصدر السابق).

(٧) تهذيب الكمال ٢٥ / ١٧٤ ، والمقفى ٥ / ٦٤٣ (قال ابن يونس ، عن النسائى) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٣٥).

(٨) المقفى ٥ / ٦٤٥ (قاله ابن يونس).

(٩) السابق ٥ / ٦٥٣ (شرحه).

(١٠) ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٤ / ٣٢١ ، والمقفى ٥ / ٦٥٢ (وقال : مولى بنى عبد الدار).

(١١) والصواب : سكون الكاف. كذلك قاله ابن يونس (الإكمال ٤ / ٣٢١).

(١٢) السابق.

٤٤٤

حرملة بن عمران(١) . روى عنه حرملة بن عمران وحده حديثا تفرد به ، قال : سمعت محمد بن راشد يخبر عن أبيه ، أنه قال : عرضت القرآن على أبى الدرداء ، وواثلة بن الأسقع(٢) ، فلم يردّ علىّ شيئا ، وأنه كان يقرأ : يقضى الحق وهو خير الفاضلين(٣) . وهذا الحديث مما تفرد به حرملة(٤) .

١٢٠٣ ـ محمد بن الربيع بن سليمان : مولى الأزد. يعرف ب «مغيث». يكنى أبا عبد الله. يروى عن عبد الملك بن إبراهيم الحلبى(٥) .

١٢٠٤ ـ محمد بن ربيعة بن محمد بن ربيعة بن الوليد المصرى : يكنى أبا عبد الله. سمع يونس بن عبد الأعلى ، وغيره. كتبت عنه. توفى فى شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة(٦) .

١٢٠٥ ـ محمد بن رمح بن المهاجر بن المحرّر(٧) بن سالم التجيبى المصرى «مولى تجيب»(٨) : يكنى أبا عبد الله. سمع الليث بن سعد ، وابن لهيعة ، والمفضّل بن فضالة المصرى. حدّث عنه مسلم بن الحجّاج ، وأبو داود السجستانى ، والحسن بن سفيان ، ومحمد بن زبّان الحضرمى(٩) . ثقة ثبت فى الحديث(١٠) ، وكان أعلم الناس بأخبار

__________________

(١) الإكمال ٦ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩ (كذا عدّه ابن يونس).

(٢) حرفت إلى (الأسفح) فى (المقفى) ٥ / ٦٥٢. والصواب ما فى المتن (راجع ترجمته فى : تهذيب التهذيب) ١١ / ٨٩ ـ ٩٠ (وهو صحابى).

(٣) هذه قراءته. أما فى قراءة حفص المشهورة ، فالآية بتمامها تقول :( قُلْ : إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ ) [الأنعام : ٥٧].

(٤) المقفى ٥ / ٦٥٣ (قال ابن يونس).

(٥) الألقاب : ٢٠٠ (ذكره حفيد يونس).

(٦) تاريخ الإسلام ٢٥ / ٢٧٠ (قال ابن يونس).

(٧) وردت الكلمة بفتح الحاء المهملة ، وراء مشددة مفتوحة مكررة فى (الإكمال) ٧ / ٢١٧ ، وإن لم يذكر تحتها المترجم له. وهو نفس ضبط محقق (تهذيب الكمال) ٢٥ / ٢٠٣ لها ، فلعل هذا الضبط هو الصواب.

(٨) فى (الأنساب) ١ / ٤٤٨ : كان يسكن ب (محلة تجيب) بمصر ، فنسب إليها.

(٩) (الإكمال ٤ / ٩٢). وأعتقد أنه نقلها عن ابن يونس ، ولم يصرح.

(١٠) تهذيب الكمال ٢٥ / ٢٠٥ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٤٥ (قال ابن يونس). وفى (تاريخ الإسلام) ١٨ / ٤٣٤ (لم يذكر : فى الحديث. قال أبو سعيد بن يونس)

٤٤٥

البلد(١) ووقفه ، وكان إذا شهد(٢) فى دار ، علم أهل البلد أنها طيبة الأصل(٣) . مات فى شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين(٤) .

١٢٠٦ ـ محمد بن رمضان بن شاكر الجيشانى ، مولاهم المصرى : أخذ عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وغيره. وجلس فى موضع ابن عبد الحكم ، وروى كتب الربيع المرادى. وما علمت إلا خيرا. توفى فى المحرم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة(٥) .

١٢٠٧ ـ محمد بن روح بن شبل الجوهرىّ(٦) : يعرف ب «الأحول». روى عن محمد ابن رمح ، وجماعة. رويت عنه. مات فى شوال سنة ثلاثمائة(٧) .

١٢٠٨ ـ محمد بن زبّان بن حبيب بن زبّان بن حبيب المصرى الحضرمى(٨) : يكنى أبا

__________________

، وكذا فى (حسن المحاضرة) ١ / ٣٤٧ (قال ابن يونس). وفى (الوافى بالوفيات) ٣ / ٧٣ : ثقة (عن ابن يونس). وفى (الإكمال) ٤ / ٩٢ : وكان ثقة مأمونا (ونقلها عنه ابن حجر فى : تهذيب التهذيب ٩ / ١٤٥).

(١) فى حسن المحاضرة ١ / ٣٤٧ : بأخبار بلدنا.

(٢) تهذيب الكمال ٢٥ / ٢٠٥ (بفتح الشين) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٤٥. وقد تكون من الشهادة (أى : شهد لصالح أهل دار ، علم أصالتهم ، ومنزلتهم السامية). وقد تكون حرّفت عن (شوهد) ، أى : رئى عند قوم فى دارهم ، علم أنهم أهل أصل طيب ؛ لأصالته ومنزلته.

(٣) تهذيب الكمال ٢٥ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٤٥.

(٤) تاريخ الإسلام ١٨ / ٤٣٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٤٧ (ويبدو أن النص منقول عن ابن قديد ، كما ورد فى (تهذيب التهذيب ٩ / ١٤٥). وفى (تهذيب الكمال) ٢٥ / ٢٠٦ : كذا قال على بن الحسن بن قديد. وزاد : (يوم الخميس ، يوم واحد ـ لا إحدى ـ وعشرين من شوال). ووردت سنة الوفاة فقط فى (العبر) للذهبى ١ / ٣٤٤ ، و (الوافى) ٣ / ٧٣. راجع المزيد عن ترجمة هذا العالم باعتباره من ثقات المصريين ، ومفتيهم. وقال النسائى عنه : ما أخطأ فى حديث واحد ، ولو كان كتب عن مالك ، لأثبته فى الطبقة الأولى من أصحابه (تهذيب الكمال ٢٥ / ٢٠٣ ـ ٢٠٥ ، وتاريخ الإسلام ١١ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٤٥). وترجم ابن يونس لأخيه (الحكم بن رمح) فى باب (الحاء) برقم (٣٤٥) ، ولابنه (عبد الله بن محمد بن رمح) فى باب (العين) برقم (٧٧٢).

(٥) تاريخ الإسلام ٢٤ / ٩٠ (قاله ابن يونس) ، وزاد : أنه فقيه مصرى مالكى ، أحد الأئمة.

(٦) لعلها نسبة إلى بيع الجوهر (الأنساب) ٢ / ١٢٥.

(٧) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٢٦٨ (قال ابن يونس).

(٨) استقينا هذا النسب من خلال ترجمة ابن ماكولا لوالده (الإكمال ٤ / ١١٥). وقال عن والده : يروى عن مالك ، والمفضل. روى عنه ابنه محمد بن زبّان. يكنى أبا جوين. توفى سنة ٢٦٤ ه‍ (السابق).

٤٤٦

بكر. روى عن أبيه ، ومحمد بن رمح التجيبى. روى عنه المصريون ، وغيرهم(١) . حدثت عنه. قال لى : ولدت سنة خمس وعشرين ومائتين. توفى فى جمادى الأولى سنة سبع عشرة وثلاثمائة ، وكان رجلا صالحا ، ثقة ثبتا ، متقلّلا فقيرا ، لم يكن يقبل من أحد شيئا(٢) .

١٢٠٩ ـ محمد بن زكريا بن يحيى بن صالح بن يعقوب القضاعىّ الحرسىّ المصرى(٣) : يروى عن محمد بن يوسف الفريابىّ. توفى سنة أربع وخمسين ومائتين. كان يفهم ، ويحفظ الحديث ، وكان رجلا صالحا(٤) .

١٢١٠ ـ محمد بن زياد بن طبق القيسىّ : مولى لهم ، كان خليفة «عبد الله بن المسيّب الضّبّىّ» والى مصر على الخراج ، وذلك فى زمن الرشيد. وتوفى سنة إحدى وعشرين ومائتين. والزقاق المعروف ب «ابن طبق» منسوب إلى هذا(٥) .

__________________

(١) الإكمال ٤ / ١٢٠ (دون نسبة إلى ابن يونس ، والغالب أن النص له). وذكر فى أساتيذه : الحارث بن مسكين (سير أعلام النبلاء) ١٤ / ٥١٩. وفى (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٥٤٧ : سمع أبا الطاهر بن السرح ، وزكريا بن يحيى كاتب العمرى. وفى (المصدرين السابقين) : سمع أبا بكر ابن المقرئ ، وإبراهيم بن أحمد رئيس المؤذنين ، وغيرهما.

(٢) سير أعلام النبلاء ٤ / ٥١٩ ـ ٥٢٠ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٤٧ ـ ٥٤٨.

(٣) سبقت الترجمة لأبيه (زكريا) فى باب (الزاى) رقم (٤٩٨).

(٤) تاريخ الإسلام ١٩ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩ (قال ابن يونس).

(٥) الانتصار (القسم الأول ص ٢٥). ونسب ابن دقماق النص إلى الكندى فى (الأمراء) ، وإلى (ابن يونس). وبالعود إلى (كتاب الولاة) ص ١٣٥ فى ولاية الوالى (عبد الله بن المسيب بن زهير الضبى) ، وجدت أنه ولى صلاة مصر للرشيد ١٩ من رمضان سنة ١٧٦ ه‍ ، وصرف فى رجب سنة ١٧٧ ه‍. وفى ص ١٣٧ من (المصدر السابق) : ورد أن عبد الملك بن صالح بن على العباسى لما ولّاه الرشيد (صلاة مصر ، وخراجها) فى شوال سنة ١٧٨ ه‍ ، لم يدخلها ، واستخلف عليها (عبد الله بن المسيب) ، الذي وليها إلى (سلخ سنة ١٧٨ ه‍) ، أى : شهران ، أو أقل. ثم وليها (عبيد الله بن المهدى) فى المحرم سنة ١٧٩ ه‍ ، فاستخلف عليها ابن المسيب المذكور ، حتى قدم ابن المهدى الوالى فى ربيع الأول سنة ١٧٩ ه‍ ، فوليها سبعة أشهر حتى الثانى من شوال سنة ١٧٩ ه‍ ، ثم خرج منها. أما بالنسبة للمترجم له ، فلم أجد له علاقة بالوالى (ابن المسيب) المذكور ، والموجود فى كتاب (الولاة) ص ١٤٧ : أن الوالى (الحسن بن التختاخ) لما عزل سنة ١٩٤ ه‍ ، سار يريد الشام ، واستخلف على مصر (عوف بن وهب) على (الصلاة) ، ومحمد بن زياد بن طبق القيسى على (الخراج).

٤٤٧

١٢١١ ـ محمد بن سعيد بن حفص المصرى (مولى قريش) : يكنى أبا الطيب. يروى عن عبد الغنى بن أبى عقيل رفاعة فرائض أيوب الفرضى ، وغيره. توفى سلخ شّوال ـ وقيل : شعبان ـ سنة ست وثلاثمائة(١) .

١٢١٢ ـ محمد بن سعيد بن كثير بن عفير المصرى «مولى الأنصار» : يروى عن عبد الله بن وهب(٢) . كان رجلا صالحا ، توفى فى جمادى الآخرة(٣) سنة سبع وأربعين ومائتين(٤) .

١٢١٣ ـ محمد بن سعيد بن ميمون الجيزى (مولى نافع) : يكنى أبا قبيل. كان بالجيزة معلّم كتّاب. حدّث عن يونس بن عبد الأعلى ، وغيره. روى عنه أبو أحمد بن عدىّ. توفى فى شوال سنة إحدى وثلاثمائة(٥) .

١٢١٤ ـ محمد بن سفيان بن زياد العامرى : مولى بنى عامر بن لؤى بن غالب بن مضر. يكنى أبا عبد الله. روى عن ابن لهيعة ، والليث ، وبكر بن مضر(٦) . كان رجلا عابدا. توفى فى المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين(٧) .

١٢١٥ ـ محمد بن سلمة التجيبى ، مولاهم المصرى : يكنى أبا عامر. حدّث عن ابن وهب. توفى سنة تسع وخمسين ومائتين(٨) .

١٢١٦ ـ محمد بن سلمة بن عبد الله بن أبى فاطمة المرادى ، ثم الجملىّ المصرى : يكنى أبا الحارث. يروى عن عبد الله بن وهب المصرى. روى عنه أبو حاتم الرازى ، وأبو عبد الرحمن النسائى ، وأبو داود ، وابنه عبد الله «ابن أبى داود»(٩) . كان ثبتا فى

__________________

(١) المقفى ٥ / ٦٦١ (ذكره ابن يونس ، وغيره).

(٢) تاريخ الإسلام ١٨ / ٤٣٦ ، والمقفى ٥ / ٦٧٤.

(٣) السابق ٥ / ٦٧٥ (قال ابن يونس).

(٤) تاريخ الإسلام ١٨ / ٤٣٦ (قال ابن يونس) ، والمقفى ٥ / ٦٧٥.

(٥) السابق ٥ / ٦٧٨ (ذكره ابن يونس).

(٦) انتقيت ذلك تبعا لمنهج ابن يونس المعهود (السابق ٥ / ٦٨٠).

(٧) السابق (قال ابن يونس).

(٨) تاريخ الإسلام ١٩ / ٢٩١ (قاله ابن يونس).

(٩) سجلت ذلك وفق منهج ابن يونس (الأنساب ٢ / ٨٨ ، وتهذيب الكمال ٢٥ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨ ، والمقفى ٥ / ٦٨٦ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٧١).

٤٤٨

الحديث. ذكره النسائى يوما ونحن عنده ، فقال : كان ثقة ثقة(١) . توفى يوم الأحد لست خلون من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائتين(٢) .

١٢١٧ ـ محمد بن سهل بن عمير القصّار(٣) المصرى : توفى سنة ثمان وأربعين ومائتين(٤) .

١٢١٨ ـ محمد بن سهل بن المسور(٥) بن عثمان الجملىّ (مولاهم) : حدّث عن أبى الزّنباع «روح بن الفرج» ، وطبقته(٦) . توفى بعد الثلاثمائة(٧) .

١٢١٩ ـ محمد بن شمير(٨) الرّعينىّ المصرى : يكنى أبا الصبّاح. روى عن أبى علىّ الهمدانى. روى عنه أبو شريح عبد الرحمن بن شريح المعافرى(٩) .

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٥ / ٢٨٨ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ٦٨٦ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٧١ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٢) تهذيب الكمال ٢٥ / ٢٨٨ ، والمقفى ٥ / ٦٨٦ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٧١ (لم يرد ذكر يوم الأحد).

(٣) قصر الثوب ، وقصّره قصارة : حوّره ، ودقّه. وعنه سمّى (القصّار). والمبيّض للثياب : الذي يهيئ النسيج بعد نسجه ببلّه ، ودقّه بالقصرة (قطعة من الخشب). (اللسان ، مادة : ق. ص. ر) ٥ / ٣٦٤٩ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٧٦٧.

(٤) المقفى ٥ / ٧٠٨ (ذكره ابن يونس).

(٥) هذا هو الضبط الشائع لها (الإكمال) ٧ / ٢٤٥. وذكر لها وجها آخر (المسوّر) وردت مشددة الواو فى (المقفى) ٥ / ٧٠٨.

(٦) له ترجمة فى (تهذيب التهذيب) ٣ / ٢٥٦ (ولد ٢٠٤ ه‍ ، وتوفى ٢٨٢ ه‍). وهو فقيه مالكى. ومن طبقته الذين ترجم لهم السيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ٤٤٨ : محمد بن أصبغ بن الفرج الفقيه (ت ٢٧٥ ه‍) ، ومحمد بن زكريا بن يحيى الوقّار المصرى (ت ٢٥٤ ه‍) ، وغيرهما.

(٧) المقفى ٥ / ٧٠٨ (ذكره ابن يونس).

(٨) ذكر عبد الغنى : أنها بالشين المعجمة ، ويقال : بالسين المهملة (المؤتلف والمختلف ، ط. دار الأمين) ص ١١٤. وقال ابن ماكولا : بالشين المعجمة (الإكمال ٤ / ٣٧٣). وفى (تهذيب الكمال) ٢٥ / ٣٧٥ بضم الشين المعجمة. وفى (تهذيب التهذيب) ٩ / ١٩٩ : حكى عن عبد الغنى الوجهين ، وذكرهما فى (التقريب) ٢ / ١٧٠.

(٩) تهذيب الكمال ٢٥ / ٣٧٥ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٩٩ (قال ابن يونس). ويلاحظ إيراد المزى حديث المترجم له ، الذي رواه عن أبى على الهمدانى ، ورواه عنه أبو شريح ، وهو حديث الصحابى (شمعون). (تهذيب الكمال ١٢ / ٥٦٦).

٤٤٩

١٢٢٠ ـ محمد بن صالح بن رشدين بن عبد العزيز بن عمر بن رشدين المخزومى ، مولاهم المصرى : يكنى أبا بكر. حدّث. توفى سنة أربعين وثلاثمائة فى ربيع الأول(١) .

١٢٢١ ـ محمد بن صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث المصرى : يكنى أبا بكر. روى عن حامد بن يحيى البلخى ، وغيره. توفى سنة أربع وتسعين ومائتين(٢) .

١٢٢٢ ـ محمد بن صالح بن قيس : مولى سكينة ابنة الحسين بن علىّ بن أبى طالب. روى عن أبيه ، عن أنس بن مالك. روى عنه ابنه عبد الله(٣) .

١٢٢٣ ـ محمد بن عاصم بن جعفر(٤) بن تدراق بن ذكوان بن ينّاق(٥) المعافرى ، مولاهم المصرى(٦) : يكنى أبا عبد الله. روى عن مالك ، ومفضّل بن فضالة ، وضمام ابن إسماعيل. روى عنه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، ومحمد بن يحيى الذّهلىّ(٧) . ثقة. توفى يوم الأحد لخمس خلون من صفر سنة خمس عشرة ومائتين(٨) . والمنية التى بالجيزة بفسطاط مصر ، المعروفة ب «منية بنى ينّاق» ، هى كانت لجدّهم «ينّاق» هذا(٩) .

١٢٢٤ ـ محمد بن عبد الله الفاوىّ(١٠) : يكنى أبا بكر. فقيه توفى يوم الأحد ، آخر

__________________

(١) المقفى ٥ / ٧٢٥ (قال ابن يونس).

(٢) السابق ٥ / ٧٢٧ (شرحه).

(٣) السابق ٥ / ٧٢٧ ـ ٧٢٨ (ذكره ابن يونس).

(٤) كذا فى (تهذيب الكمال) ٢٥ / ٤٢٣ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢١٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٨٧. وحرف إلى (حفص) فى (تاريخ الإسلام) ١٥ / ٣٧٣.

(٥) هذا القدر من النسب لم أقف على ضبطه ، ونقلت ضبطه الوارد من لدن محقق (تهذيب الكمال) ٢٥ / ٤٢٣. وفى (تاريخ الإسلام) ١٥ / ٣٧٣ : تذارق. وفى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٢١٣ : تذواق.

(٦) حرفت إلى (البصرى) فى (تاريخ الإسلام) ١٥ / ٣٧٣.

(٧) انتقاء حسب منهج ابن يونس عن (المصدر السابق) ١٥ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤ (وفيه حرّف ضمام إلى همّام).

(٨) تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٢٤ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتاريخ الإسلام ١٥ / ٣٧٤ (لم يذكر يوم الأحد) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢١٣ (قال ابن يونس) ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٨٧.

(٩) تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٣٤.

(١٠) نسبة إلى (فأو) وهى كلمة قبطية. أطلقت على قرية بالصعيد شرقى النيل فى البر. وتعرف ب (ابن شاكر) ، وهو من (أمراء العرب). وفيها دير أبى بخوم. وبالصعيد قرية أخرى يقال لها : قاو (بالقاف). (معجم البلدان) ٤ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦.

٤٥٠

يوم من جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين ومائتين(١) .

١٢٢٥ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد بن شعيب بن أبى عرابة العرابىّ : كان كريما سمحا ، وكانت له بمصر منزلة عند السلطان والعامّة. توفى بمصر يوم الأحد لست خلون من شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة(٢) .

١٢٢٦ ـ محمد بن عبد الله بن بشير الهاشمى ، مولاهم المصرى الحذّاء(٣) : حدّث عن دحيم ، والشاميين. لم يكن بالثقة. مات فى سابع المحرم سنة عشر وثلاثمائة(٤) .

١٢٢٧ ـ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع الحقلىّ المصرى ، مولاهم القرشى(٥) : يكنى أبا عبد الله. روى عن ابن وهب ، وأنس بن عياض ، والشافعى ، وأشهب ، وأيوب بن سويد. روى عنه النسائى ، وأبو حاتم(٦) . كان محمد المفتى بمصر فى أيامه(٧) . توفى فى يوم الأربعاء النصف من ذى القعدة سنة ثمان وستين ومائتين. وصلّى عليه القاضى بكّار بن قتيبة(٨) . وكان مولده سنة اثنتين

__________________

(١) المقفى ٦ / ١٣٤ (قال ابن يونس).

(٢) الأنساب ٤ / ١٧٤ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ مصر). إذا هو مصرى ، وهذا يضعف ظن السمعانى أنه من أهل المدينة ، سكن مصر ، وعدّ من أهلها ، اللهم إلا إذا كان يقصد أنه مدنى الأصل ، قدم مصر صغيرا ، فيكون فى عداد أهلها.

(٣) ضبطه السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى حذو النعل ، وعملها (الأنساب) ٢ / ١٩٠.

(٤) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨ (قال ابن يونس فى تاريخه).

(٥) سبقت الترجمة لوالده (عبد الله) فى باب (العين) برقم (٧٤٩) ، ولأخيه عبد الرحمن (المؤرخ المصرى المشهور) برقم (٨٢٥). ويمكن مراجعة المزيد عن (محمد المترجم له) فى رسالتى للماجستير ٢ / ٢٢٣ ـ ٢٣٩.

(٦) انتقيت ذلك وفق منهج ابن يونس (خلاصة تذهيب تهذيب الكمال) للخزرجى ٢ / ٤٢٢.

(٧) مختصر تاريخ دمشق ٢٢ / ٢٧٦ (جعلها بعد ذكر تاريخ الوفاة والميلاد ، وصدرت ب (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٢٥ / ٥٠٠ (شرحه) ، وتاريخ الإسلام ٢٠ / ١٧١ (شرحه) ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٠ (ابن يونس فى تاريخه) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٢ (قال ابن يونس) ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٩ (قال ابن يونس).

(٨) مختصر تاريخ دمشق ٢٢ / ٢٧٦ ، وتهذيب الكمال ٢٥ / ٥٠٠ (وذكر أن قول ابن يونس فى تاريخ وفاته أولى من غيره (مثل : ابن قانع الذي قال بوفاته ٢٦٩ ه‍) ، فإنه أعرف بأهل بلده ، وتاريخ الإسلام ٢٠ / ١٧١ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٢ (لم يحدد يوم الوفاة). وفى (حسن المحاضرة) ١ / ٣٠٩ : جعل الوفاة ثانى ذى القعدة مخالفا ما عليه الآخرون. وفى (الخلاصة) ٢ / ٤٢٢ (ذكر سنة الوفاة فقط).

٤٥١

وثمانين ومائة(١) .

١٢٢٨ ـ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج التجيبى المعروف ب «زنين»(٢) : وتوفى فى شوال سنة إحدى وعشرين ومائتين(٣) .

١٢٢٩ ـ محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعية بن أبى زرعة المصرى(٤) : يكنى أبا عبد الله(٥) . يروى عن أسد بن موسى ، وابن أبى مريم ، وعبد الله بن عبد الحكم. روى عنه أبو داود ، والنسائى(٦) . كان ثقة(٧) ، حدّث بكتاب «المغازى» ، عن عبد الملك

__________________

(١) مختصر تاريخ دمشق ٢٢ / ٢٧٦ ، وتهذيب الكمال ٢٥ / ٥٠٠ (قدّمه على تاريخ الوفاة) ، والمقفى ٦ / ٩٧ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٢ (ذكره قبل تاريخ الوفاة) ، والخلاصة ٢ / ٤٢٢.

(٢) كذا ضبطها المقريزى بالحروف فى (المقفى) ٦ / ٩٩ (ولم يذكر معناها). ولعلها من قولهم : زنّ الرجل : استرخت مفاصله (فلعل المترجم له كان معروفا بذلك). (راجع اللسان ، مادة : ز. ن. ن) ٣ / ١٨٧٥.

(٣) المقفى ٦ / ٩٨ ـ ٩٩ (ذكره ابن يونس). وكذا قال ابن دقماق فى (الانتصار ـ القسم الأول) ص ٢٩ ، أثناء تعريفه ب (دربى زنين) ، قال : غريبهما من تجيب ، وشرقيهما من مهرة ، وهما منسوبان إلى (محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج) وكان يعرف ب (زنين). توفى سنة ٢٢١ ه‍ ، وقال : وأظن الضّيعة المعروفة ب (زنين) بالجيزة منسوبة إليه. وفى (فتوح مصر) ص ١٠٢ ، قال ابن عبد الحكم ، وهو يتحدث عن خطّة الصحابى (برح بن حسكل ، كذا ذكره) ، قال : هى عند دار (زنين) فى الزقاق ، الذي يعرف ب (خلف القمّاح). ويؤكد تورى محقق (فتوح مصر) معرفته ب (زنين) من خلال (فهرست أعلام فتوح مصر) ص ٣٢٩ ، إذ وضح أنه يعرف أن اسم (زنين) هو (محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج) ، ووثق ذلك بكتاب (الانتصار) لابن دقماق (راجع فتوح مصر ، هامش ٩ ص ١٠٢). ويلاحظ أن والد المترجم له ، وهو (عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية) ولى مصر من ١٥٢ ه‍ إلى مستهل صفر سنة ١٥٥ ه‍ ، عندما مات وهو وال عليها. (الولاة ص ١١٧ ـ ١١٨). وواضح أن الفارق بين وفاته ووفاة ابنه المذكور هنا (ت ٢٢١ ه‍) كبير (حوالى ٦٦ عاما) ، فلعله كان أصغر أبنائه ، وعمّر بعد والده طويلا.

(٤) يعرف ب (ابن البرقى). وسعية : الجد الأعلى (الإكمال) ١ / ٤٨٠. (وضبطه ابن ماكولا بالحروف (السابق) ٥ / ٦٦ ، وابن حجر فى (تهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٥). وحرّف إلى (سعيد) فى (سير أعلام النبلاء) ١٣ / ٤٦ ، ومعجم البلدان ١ / ٤٦٣.

(٥) فى (حسن المحاضرة) ١ / ٣٤٨ : أبو بكر.

(٦) انتقيت ذلك تبعا لمنهج ابن يونس (تهذيب الكمال) ٢٥ / ٥٠٤.

(٧) السابق (قال أبو سعيد بن يونس) ، وسير النبلاء ١٣ / ٤٧ (قال ابن يونس ، لا مؤنس) ،

٤٥٢

ابن هشام(١) . توفى يوم الأربعاء ليومين بقيا من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين ومائتين(٢) . وإنما عرف ب «البرقىّ» ؛ لأنه كان يتّجر ، وإخوته إلى برقة(٣) ، وهو من أهل مصر(٤) .

١٢٣٠ ـ محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤىّ بن غالب القرشى السهمىّ : يكنى أبا شعيب. روى عن أبيه. روى عنه ابنه شعيب ، وحكيم بن الحارث الفهمىّ فى «أخبار سعيد بن عفير»(٥) .

١٢٣١ ـ محمد بن عبد الله بن عيسى بن حمّاد زغبة المصرى : يكنى أبا الحسن. روى عن بحر بن نصر الخولانى ، وغيره. وحدّث. توفى سنة تسع عشرة وثلاثمائة(٦) .

١٢٣٢ ـ محمد بن عبد الله بن قشير الحذّاء «مولى بنى هاشم» : يكنى أبا بكر. حدّث عن دحيم ، وعن الشاميين ، ولم يكن بالثقة. توفى يوم الجمعة لتسع خلون من المحرم

__________________

والكاشف ج ٣ من مجلد ٢ ص ٦٢ ، وتاريخ الإسلام ١٨ / ٤٤٥ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٥ (قال ابن يونس) ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٤٨ (وثقه ابن يونس).

(١) تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٠٤ ، وسير النبلاء ١٣ / ٤٧ (حدّث بالمغازى) ، وتاريخ الإسلام ١٨ / ٤٤٥ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٥.

(٢) تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٠٤ ، وسير النبلاء ١٣ / ٤٧ (ذكر سنة الوفاة فقط) ، وتاريخ الإسلام ١٨ / ٤٤٥ (لم يذكر يوم الوفاة) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٥.

(٣) معجم البلدان ١ / ٤٦٣ (ذكره ابن يونس فى المصريين) ، وتهذيب الكمال ٢٥ / ٥٠٣ (قال أبو سعيد بن يونس) : وأخوه. وسير النبلاء ١٣ / ٤٧ ، وتاريخ الإسلام ١٨ / ٤٤٥.

(٤) تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٠٣. ولمزيد من التفاصيل عن المترجم له وأسرته راجع (ما جستيرى) : ٢ / ١٧٨ ـ ١٧٩.

(٥) تهذيب الكمال ٢٥ / ٥١٤ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ المصريين) ، وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٨١ (ذكره ابن يونس فى تاريخه ، وحوّل لفظة حكيم إلى (حكم) ، وميزان الاعتدال ٣ / ٥٩٣ (قاله ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٧ (قاله ـ لا قال ـ ابن يونس فى تاريخ مصر) ، والمقفى ٦ / ١٠٠ (حكم بن أيوب الفهمى. قال ابن يونس). ويمكن مراجعة المزيد عنه محدّثا. ويبدو أن موته كان فى حياة والده (راجع المزيد عنه فى : سير النبلاء ٥ / ١٨١ ـ ١٨٢ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٥٩٣ ـ ٥٩٤ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٧ ـ ٢٣٩ ، وكتابى : (الحياة الثقافية) ١ / ١٤١ ، وما بعدها (عنه ، وعن والده ، وعن التواصل العلمى فى أسرته).

(٦) المقفى ٦ / ١٠٠ (قال ابن يونس).

٤٥٣

سنة عشر وثلاثمائة(١) .

١٢٣٣ ـ محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلم(٢) الملطىّ(٣) ، مولاهم المصرى : مولى حمير. يكنى أبا بكر. كان نحويا يعلم أولاد الملوك النحو. حدّث عن إبراهيم بن مرزوق. وبكّار بن قتيبة ، وغيرهما(٤) . أمّ بالجامع العتيق بمصر(٥) . كان ربما تمنّع من الرواية(٦) . توفى يوم السبت لأربع وعشرين خلت من ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاثمائة(٧) .

١٢٣٤ ـ محمد بن عبد الله بن المفضّل بن فضالة بن عبيد القتبانىّ المصرى : توفى فى شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين(٨) .

١٢٣٥ ـ محمد بن عبد الله بن هلال بن نافع الأزدى ، مولاهم المصرى(٩) : توفى لعشر بقين من شعبان سنة أربع ومائتين(١٠) .

١٢٣٦ ـ محمد بن عبد الرحمن بن بحير(١١) بن عبد الله بن معاوية بن بحير بن ريسان بن اليثوب بن سعدان بن عمرو بن فهر بن شمر بن حسّان بن يريم بن يحمد بن يقدد بن ينوف بن لهيعة بن شرحبيل ذى الكلاع بن معدى كرب بن يزيد بن تبّع بن

__________________

(١) المقفى ٦ / ١٠٤ (شرحه).

(٢) فى (تاريخ الإسلام) ٢٤ / ٢٩١ : سلم. ووردت ـ كما فى المتن ـ فى (الأنساب) ٥ / ٣٧٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٣١.

(٣) ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى (ملطية) وهى من ثغور الروم مما ، يلى أذربيجان (الأنساب) ٥ / ٣٧٩.

(٤) السابق (وفيه حرّفت إلى : إبراهيم بن مرزوق بن قتيبة ، وبكّار) ، قال ذلك أبو سعيد بن يونس المصرى) ، وتاريخ الإسلام ٢٤ / ٢٩١ (وغيرهما) ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٣١ (لم يذكر إلا بكّارا) ، وبغية الوعاة ١ / ١٤٣ (قال ابن يونس فى تاريخ مصر).

(٥) تاريخ الإسلام ٢٤ / ٢٩١ (إمام جامع عمرو) ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٣١.

(٦) تاريخ الإسلام ٢٤ / ٢٩١ ، وبغية الوعاة ١ / ١٤٤ (وكان يمتنع من الحديث إلا فى أوقات).

(٧) تاريخ الإسلام ٢٤ / ٢٩١ (قاله ابن يونس) ، وبغية الوعاة ١ / ١٤٤ (سنة ثلاث وثلاثمائة تحريفا) ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٣١ (وقال ابن يونس فى تاريخ مصر).

(٨) المقفى ٦ / ١٢٩ (قال ابن يونس).

(٩) أعتقد أنها حرّفت إلى (البصرى) فى (السابق) ٦ / ١٣١ ، ولا يوجد دليل على أنه من الغرباء.

(١٠) السابق (قال ابن يونس).

(١١) ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ١ / ١٩٦. وحرفت إلى (بجير) فى (المقفى) ٦ / ٢٢.

٤٥٤

حسّان بن أسعد أبى كرب ـ وهو تبّع الأكبر ـ الحميرى الرّيسانىّ(١) المصرى : يكنى أبا بكر. روى عن أبيه ، عن مالك ، والثورى(٢) . متروك الحديث. توفى فى المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين(٣) .

١٢٣٧ ـ محمد بن عبد الرحمن بن بسطام بن عبد الرحمن بن قتيبة بن كلثوم بن حباسة بن هرم بن عامر بن خولى بن وائل بن سوم بن عدى بن الأشرس بن شبيب بن السّكون بن أشرس بن كندة : كان شريفا بمصر ، وله أخبار تذكر عنه. توفى سنة تسع وسبعين ومائة(٤) .

١٢٣٨ ـ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن شريح العامرى : يكنى أبا بكر. كان يسكن الجيزة. حدّث ، وتوفى سنة خمس وثلاثمائة(٥) .

١٢٣٩ ـ محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن كعب ابن سلمة الخولانى : يكنى أبا بكر. روى عن أبيه. روى عنه ابنه أبو الحسن علىّ. توفى قبل الثلاثمائة بيسير(٦) .

١٢٤٠ ـ محمد بن عبد العزيز بن يحيى بن سوار بن أبان بن الجروى اللخمى الحلّاب : يكنى أبا بكر. حدث بمصر عن أحمد بن عمرو بن السرح. وتوفى فى جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة(٧) .

__________________

(١) ذكر ابن ماكولا حروفها دون ضبط (وإن كان ظاهر كلامه أن (ريسان) بفتح الراء ، وسكون الياء ، وذلك من قوله : (بعد الراء ياء ساكنة). أما السمعانى فى (الأنساب) ٣ / ١١٤ ، فجعلها بكسر الراء ، وعنه نقل المقريزى فى (المقفى) ٦ / ٢٣. وسبقت الترجمة لوالده (عبد الرحمن) فى باب (العين) برقم (٨٠٥).

(٢) سجلت ذلك وفق منهج ابن يونس المعروف. وأضاف ابن ماكولا فى (الإكمال) ١ / ٢٠٠ : روى عنهما أحاديث موضوعة. قيل : كان يضع الحديث. روى عنه على بن محمد المصرى ، وغيره (راجع المقفى ٦ / ٢٢).

(٣) السابق ٦ / ٢٣ (قال ابن يونس).

(٤) السابق.

(٥) السابق ٦ / ٤٥ (ذكره ابن يونس).

(٦) السابق ٦ / ٥٤ (شرحه).

(٧) السابق ٦ / ٩٠ (ذكره ابن يونس).

٤٥٥

١٢٤١ ـ محمد بن عبد الوارث بن حريز(١) بن عيسى الأسوانى (مولى بنى أمية) : يكنى أبا عبد الله. حدّث عن عبيد الله المنكدرى ، ومحمد بن رمح ، وغيرهما. سمعت منه. توفى يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة ، خلت من رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين(٢) .

١٢٤٢ ـ محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن سويد القضاعىّ العصّار الحوتكىّ : يكنى أبا الفضل. روى عن يحيى بن عثمان بن صالح ، ويحيى بن أيوب العلّاف. روى عنه أبو محمد بن النحّاس(٣) . كان ثقة(٤) .

١٢٤٣ ـ محمد بن عبيدة(٥) التّغلبىّ : سمع عليا (رضى الله عنه). روى عنه فرات بن أحنف(٦) .

١٢٤٤ ـ محمد بن عثمان بن سعيد : لم يكن بثقة(٧) .

١٢٤٥ ـ محمد بن علبة القرشىّ(٨) : له صحبة. عداده فى المصريين. حديثه مذكور فى حديث «هبيب بن مغفل ، ومسلمة بن مخلد»(٩) . روى يزيد بن أبى حبيب : أن أسلم «أبا عمران»(١٠) أخبره ، قال : بعثنى مسلمة بن مخلّد إلى صاحب الحبشة. فلما حضرت بالباب ، وجدت هبيب بن مغفل صاحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومحمد بن علبة القرشى ، فأذن لمحمد ، فقام يجرّ إزاره ، فنظر إليه هبيب ، فقال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

__________________

(١) ضبطه ابن ماكولا بالشكل بفتح الحاء ، ولم يترجم له هناك (الإكمال) ٢ / ٨٤.

(٢) الطالع السعيد ٥٤٣ (ذكره ابن يونس فى تاريخه).

(٣) انتقاء من (المقفى) ٦ / ١٦٦ ، وفق منهج ابن يونس.

(٤) السابق (قال ابن يونس). وزاد المقريزى عن غير ابن يونس : توفى فى صفر سنة ٣٤٠ ه‍.

(٥) بضم العين (الإكمال) ٦ / ٣٦.

(٦) السابق ٦ / ٤٦ (قاله أبو سعيد فى تاريخه).

(٧) المغنى فى الضعفاء (ط. ١٩٨٧ م) ٢ / ٢٣٩ (قال ابن يونس).

(٨) ورد اسم (علبة) مضبوطا بالشكل لدى عبد الغنى بن سعيد (بالباء معجمة بواحدة ، بعد لام ساكنة) ، وذلك فى (المؤتلف والمختلف ـ ط. دار الأمين) ص ١٣٣. وقال ابن ماكولا : بضم العين ، وسكون اللام ، وفتح الباء المعجمة بواحدة (الإكمال) ٦ / ٢٥٤. ونقل الرأيين ابن حجر فى (الإصابة) ٦ / ٢٦.

(٩) الإكمال ٦ / ٢٥٤ (ولم ينسبه صراحة لابن يونس ، وأرجح أنه له) ؛ لأن ابن منده ـ غالبا ـ يذكر المصريين ـ من طريق أستاذه ابن يونس.

(١٠) هو أسلم بن يزيد التجيبى (ترجم له ابن يونس ـ من قبل ـ فى باب (الألف) رقم ١٢١.

٤٥٦

«من جرّ إزاره خيلاء ، وطئه فى النار»(١) .

__________________

(١) لعل الرواية عن ابن لهيعة ، عن يزيد ـ لا أبا يزيد ، كما حرفت فى (الإصابة) ٦ / ٢٧ ، إلى آخر السند. ولم أقف على السند من أوله (سند ابن يونس للرواية) ؛ لاكتفاء ابن حجر فى نقله بقوله : أخرجه ابن يونس من وجه آخر غير الوجه ، الذي ذكره ابن منده (رواه الأخير من طريق عمرو بن الحارث ، عن يزيد ، عن أسلم ، عن هبيب بن مغفل (مضبوطا بالحروف فى : الإصابة ٦ / ٢٦ ، بلفظ آخر يقول فيه هبيب لما رأى محمد بن علبة القرشى : أما سمعت ـ لا بضم التاء ، كما جاء فى الإصابة ٦ / ٢٦ ـ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ويل للأعقاب من النار». وعلّق ابن حجر : صحيح السند ، وهبيب صحابى معروف بهذا الحديث. وهذ اطريق مما أورده ابن عبد الحكم لهذا الحديث ، وذلك فى (فتوح مصر) ص ٢٨٦. ويمكن أن تكون طريق ابن وهب (بدل ابن لهيعة) ، عن قرة بن عبد الرحمن ، عن يزيد : أن أبا عمران أخبره عن هبيب : أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى آخر الحديث (السابق ٢٨٧). والطريقان رواهما ابن عبد الحكم ، عن عبد الملك بن مسلمة. هذا ، وقد وقع خلاف حول صحبة المترجم له :

أ ـ ورد فى (المؤتلف والمختلف ، ط. دار الأمين) ص ١٠٣ : أن له صحبة. وكذا فى (الإكمال) ٦ / ٢٥٤.

ب ـ نقل ابن عبد البر القول بصحبته عن (عبد الغنى بن سعيد صاحب المؤتلف) ، لكنه حرّف اسم والده إلى (عبلة). (الاستيعاب ٣ / ١٣٧٤).

ج ـ وذكر ابن الأثير ـ فى (أسد الغابة) ٥ / ١٠٥ ـ ١٠٦ ـ الحديث من طريق ابن منده المشار إليه سلفا ، وقال : أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم. وأورد تعليق الأخير على ابن منده ، وفيه يقول : وذكره بعض المتأخرين ـ يعنى : ابن منده ـ وقال : إنّ ذكر هبيب لمحمد بن علبة يوجب له صحبة. وأضاف أن بعض الرواة أدخله فى جملة الصحابة بحضوره مجلس (هبيب) ، وقال : ولو جاز أن يعدّ من شاهد بعض الصحابة ، أو خاطبه بعض الصحابة من جملة الصحابة ، لكثر هذا النوع واتسع. ولم يذكر أحد من الأئمة المتقدمين (محمد بن علبة) فى الصحابة ، ولا عدّوه منهم.

وردّ ابن الأثير على تعليق أبى نعيم على ابن منده قائلا : لم يقصد ابن منده هذا ، ولا يعقل أن يفهم أن جميع التابعين يعدّون فى الصحابة ، ولم يفعله ابن منده ، ولا غيره.

ولفظ الحديث الذي رواه ابن منده ، فيه بقول هبيب لمحمد بن علبة : أما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ وهذا يدل على الصحبة والسماع. وإن وجد بغير هذا اللفظ لدى غيره ، فلا لوم على ابن منده.

د ـ علّق ابن حجر فى (الإصابة ٦ / ٢٧) قائلا : لم أر أحدا ممن أخرج الحديث ، رواه بزيادة (أما) التى للاستفهام ، وسمعت (بفتح التاء). وجوّز بعض المؤلفين فى الصحابة أنها كانت (أنا) بدل (أما). وابن منده اعتمد على الرواية ، التى وقعت له. ولعله مستند عبد الغنى أيضا ، فعدّه صحابيا. وأضاف ابن حجر : أن اتهام أبى نعيم لابن منده قائم على

٤٥٧

١٢٤٦ ـ محمد بن على المصرى المعروف ب «العسكرىّ»(١) : يكنى أبا بكر. مختار أهل العسكر ومفتيهم(٢) . حدّث ، وكان يتفقه على مذهب الشافعى ، وحدّث بكتبه عن «الربيع بن سليمان ، ويونس بن عبد الأعلى المصريين ، وغيرهما(٣) . توفى يوم الأربعاء سابع ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثلاثمائة(٤) .

١٢٤٧ ـ محمد بن على بن الحسين بن أبى الحديد الصّدفىّ المصرى : مولى الصّدف.

يكنى أبا الحسين. سمع يونس بن عبد الأعلى ، ووفاء بن سهيل ، والربيع بن سليمان ،

__________________

عدم تأمله سياق ابن منده ، الذي يفهم منه صحبة الرجل. وأقول : لا يقتضى لفظ رواية (ابن منده) : أما سمعت ، أن ابن علبة سمع من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالفعل ، ويذكّره بذلك هبيب ، وإنما هو أسلوب يستخدم على سبيل المجاز ، بغرض التأكيد على أن هبيبا سمع ذلك ـ فعلا ـ من الرسول ، وأن ما يرويه متواتر مشهور. فلعل ابن علبة لم يسمع هذا الحديث من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا ينفى ذلك عنه الصحبة ، ولعله سمعه وفهمه على محمل آخر ، أنه ما دام أمن على نفسه الخيلاء ، وضمن لثوبه الطهارة وعدم النجاسة (وهو ما يتوفر له عند الجلوس فى انتظار الإذن بالدخول على النجاشى ، كما ورد لدى ابن عبد الحكم) ، فلعله رأى أنه لا ضير من إطالة الإزار. وعلى كل ، فالغالب أنه صحابى فى نظر ابن يونس ، أورده فى (تاريخ المصريين).

وأخيرا ، فالحديث المذكور بالمتن أخرجه أحمد فى مسنده ، من طريق ابن لهيعة ٣ / ٤٣٧ ، وأبو يعلى فى (مسنده) ٣ / ١١١ ـ ١١٢ برقم (١٥٤٢) من طريق ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث إلى آخر السند. وقال الهيثمى فى (مجمع الزوائد) ٥ / ١٢٤ ـ ١٢٥ : رواه أحمد ، وأبو يعلى. ورجال أحمد رجال الصحيح ، وأسلم (أبو عمران) ثقة.

(١) نسبة إلى (عسكر مصر) ، وهى حارة من مدينة مصر ، تسمى (العسكر) ، نزلها عسكر (صالح ابن علىّ بن عبد الله بن عباس). (طبقات الإسنوى ٢ / ٢٠٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٠١). وأقول : لعلها المكان الذي بنيت فيه مدينة العسكر بعد ذلك ، وامتدت وغدت عاصمة مصر فى عهد العباسيين. وربما كان هذا هو المقصود بقوله ـ فيما يأتى ـ مفتى العسكر ، أى : مفتى تلك المدينة العاصمة.

(٢) الأنساب ٤ / ١٩٣ (ولم ينسب إلى ابن يونس) ، وطبقات الإسنوى (٢ / ٢٠٥ (قال ابن يونس فى تاريخ مصر) ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٠١ (قال ابن يونس). وفى (تاريخ الإسلام) ٢٤ / ٢١٦ (مفتى عسكر مصر ، وعينهم).

(٣) الأنساب ٤ / ١٩٣ ، وطبقات الإسنوى ٢ / ٢٠٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٠١ (روى عن يونس ، والربيع).

(٤) تاريخ الإسلام ٢٤ / ٢١٦ (ذكر الشهر والعام فقط ، قاله أبو سعيد بن يونس) ، وطبقات الإسنوى ٢ / ٢٠٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٠١ (حرّفت فيه سنة ٣٢٧ ه‍ إلى ٣١٧).

٤٥٨

وابن عبد الحكم ، والقاضى بكار. كان ثقة ، وكان فقيها على مذهب أبى حنيفة ، فرضيا عاقلا. توفى فى جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة(١) .

١٢٤٨ ـ محمد بن عمرو الرّعينىّ اليافعىّ : قبيلة من رعين. يروى عن ابن جريج ، وسفيان الثورى. روى عنه عبد الله بن وهب وحده ، وهو قريب السن من ابن وهب. حدّث بغرائب(٢) ، وما علمت حدّث عنه غير ابن وهب(٣) .

١٢٤٩ ـ محمد بن عمرو بن تمّام بن الكروّس(٤) الكلبىّ المصرى : يكنى أبا الكروّس. سمع سعيد بن هاشم المخزومى ، ويحيى بن بكير ، وعمرو بن خالد. روى عنه مكحول «محمد بن عبد الله بن عبد السلام» ، وابن عدىّ(٥) . توفى فى جمادى سنة إحدى وستين ـ وقيل : إحدى وسبعين ـ ومائتين ، وله خمس وثمانون سنة ، وأشهر(٦) .

١٢٥٠ ـ محمد بن عمرو بن خالد بن فرّوخ الحرّانى(٧) : يكنى أبا علاثة. حدّث عن أبيه ، وعن محمد بن عمرو بن سعيد بن أسد بن موسى ، ومحمد بن الحارث ، وعبد الله ابن صالح. روى عنه أبو القاسم الطّبرانى ، وأبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن جميل البغدادى (نزيل سمرقند) ، وجماعة كثيرة. توفى يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائتين بمصر(٨) .

١٢٥١ ـ محمد بن عمرو بن خليل الجوهرىّ المصرى : يكنى أبا عبد الله. مات فى رمضان سنة سبع وستين ومائتين(٩) .

__________________

(١) تاريخ الإسلام ٢٥ / ٦١ (قال ابن يونس).

(٢) تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٢٧ ، والمقفى ٦ / ٤٥٧ ـ ٤٥٨ (قاله ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٣٣٨ (قال ابن يونس).

(٣) تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٢٧.

(٤) كذا ضبطت بالشكل فى (الإكمال) ٧ / ١٦٩.

(٥) انتقيت ذلك على غرار منهج ابن يونس (المصدر السابق ، والمقفى ٦ / ٤٤٧).

(٦) السابق (ذكره ابن يونس ، وجماعة غيره). ولم يحدد فى أى جمادى توفى.

(٧) نسبة إلى (حرّان) ، وهى بلدة من الجزيرة كان بها ، وهى من ديار ربيعة ، وخرج منها فضلاء فى كل فن. (الأنساب) ٢ / ١٩٥.

(٨) المقفى ٦ / ٤٤٨ (ذكره ابن يونس ، وغيره). ويلاحظ أن أباه (عمرو بن خالد) كان نزيل مصر ، وبها مات سنة ٢٢٩ ه‍ (تهذيب التهذيب) ٨ / ٢٣ ـ ٢٤. ولما كانت وفاة الابن ٢٩٢ ه‍ ، فهذا يرجح قدومه مصر مع أبيه صغيرا ، بل قد يكون ولد بها. وعليه يكون مصريّا.

(٩) المقفى ٦ / ٤٤٨ (قال ابن يونس).

٤٥٩

١٢٥٢ ـ محمد بن عمرو بن سوّاد السّرحى القرشى المصرى : يكنى أبا أحيحة. يروى عن أبيه. توفى يوم الاثنين لثمانية وعشرين يوما من صفر سنة خمس وسبعين ومائتين. وقد سمعت منه ، وكان رجلا صالحا(١) .

١٢٥٣ ـ محمد بن عيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقى : يكنى أبا بكر. مصرى ، له ذكر. روى عن أبيه ، وذكر أنه سمع من يحيى بن بكير(٢) .

١٢٥٤ ـ محمد بن فليح بن سليمان الرّعينىّ : مصرى ، توفى فى شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين ومائتين(٣) .

١٢٥٥ ـ محمد بن فليح بن النعمان بن شبيب المصرى المؤدّب : يكنى أبا بكر. كتبت عنه. كان يشتغل ، وكان ـ إن شاء الله ـ رجلا صالحا. توفى يوم السبت لعشرين ليلة خلت من شهر رجب سنة ثلاثين وثلاثمائة(٤) .

١٢٥٦ ـ محمد بن القاسم بن سعيد بن جعفر بن عبد الغفار بن عبد الله بن عبد الوهّاب بن مطير بن يزيد التجيبى : يكنى أبا بكر. يروى عن إسحاق الدّيرىّ. توفى يوم الأربعاء رابع شوال سنة خمس عشرة وثلاثمائة(٥) .

١٢٥٧ ـ محمد بن القاسم بن هارون الخبّاز : يكنى أبا بكر. من أهل مصر ، يعرف ب «بكير»(٦) . يروى عن أبى يزيد القراطيسى ، ونحوه(٧) . ثقة(٨) .

١٢٥٨ ـ محمد بن قرّة بن محمد بن حميد بن هشام بن حميد بن خليفة بن زرعة بن مرّة الرعينى الحجرىّ (من حجر رعين) المصرى : يكنى أبا خليفة. سمع من أبيه قرة بن محمد ، ومن مقدام بن داود. كتبت عنه. توفى فى ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة(٩) .

__________________

(١) الإكمال ٤ / ٢٨٧ (هامش ١ ، نقلا عن التوضيح) ، والمقفى ٦ / ٤٤٩ (قال ابن يونس).

(٢) تاريخ الإسلام ٢٣ / ١٢٨ (قاله عنه ابن يونس).

(٣) المقفى ٦ / ٥٢٧ (ذكره ابن يونس).

(٤) السابق ٦ / ٥٢٨ (قال ابن يونس).

(٥) السابق ٦ / ٥٣١ (ذكره ابن يونس).

(٦) الألقاب : ٢٥ (وجعل عنوان الترجمة : بكيرة).

(٧) السابق (وطبقته بدلا من : ونحوه) ، وتاريخ الإسلام ٢٥ / ٣٦١.

(٨) السابق (وثقه ابن يونس). هذا ، وقد ذكره الذهبى فى (تراجم وفيات سنة ٣٤٦ ه‍ ، ولكنه لم يذكر تاريخ وفاة المترجم له بالذات ، فلم أنسبه إلى ابن يونس).

(٩) المقفى ٧ / ١٦١ (قال ابن يونس).

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780