الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق7%

الأمالي شيخ الصدوق مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 780

الأمالي شيخ الصدوق
  • البداية
  • السابق
  • 780 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 462923 / تحميل: 8966
الحجم الحجم الحجم
الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

فلما رآها نساؤه حسدنها ، فقلن لها : إن أردت أن تحظى عنده القصة.

وبه إلى ابن عباس ، قال : خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية ، فأراد عمر أن يعاقبها ، فقالت : والله ما ضرب على حجاب ولا سمّيت بأم المؤمنين ، فكفّ عنها.

وعن الواقديّ : قد بلغني أنّ عكرمة بن أبي جهل تزوّجها في زمن الردة ، وليس ذلك بثبت.

وقد ساق ابن سعد قصة الجونية ، ومن طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى لم يستعذ منه غير الجونية عن الواقدي بسنده مطولة. وتقدم نقلها في ترجمة النعمان بن أبي الجون ، وفي آخرها : إن ذلك كان في ربيع الأول سنة تسع من الهجرة.

١٠٨١٦ ـ أسماء بنت يزيد بن السكن (١) بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية.

قال أبو عليّ بن السّكن : هي بنت عم معاذ بن جبل ، وكانت تكنى أم سلمة ، وكان يقال لها خطيبة النساء.

روت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عدة أحاديث. وعن أبي داود بسند حسن عنها ، قالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تقتلن أولادكنّ سرّا ، فإنّ الغيل (٢) يدرك الفارس فيدعثره (٣) عن فرسه».

روى عنها ابن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري ، ومهاجر بن أبي مسلم مولاها ، وشهر بن حوشب ، قال ابن السكن : هو أروى الناس عنها ، وبعض أحاديثها عند أحمد ،

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٨ / ٣١٩ ، مسند أحمد ٦ / ٤٥٢ ، طبقات خليفة ٣٤٠ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ٨٣ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤٧ ، العقد الفريد ٣ / ٢٢٣ ، الاستبصار ٢١٨ ، المعجم الكبير ٢٤ / ١٥٧ ، حلية الأولياء ٢ / ٧٦ ، تحفة الأشراف ١١ / ٢٦٣ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٧٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٢٩٦ ، المعين في طبقات المحدثين ٢٩ ، الكاشف ٣ / ٤٢٠ ، تاريخ الإسلام (المغازي) ٣٢٧ ، السيرة النبويّة ٤٧٥ ، عهد الخلفاء الراشدين ٤٠٩ ، الوافي بالوفيات ٩ / ٥٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٦٠ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٣٩٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ٥٨٩ ، النكت الظراف ١١ / ٢٦٥ خلاصة تذهيب التهذيب ٤٨٨ ، تاريخ دمشق (تراجم النساء) ٣٣ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٧٣

(٢) الغيلة : أن يجامع الرجل المرأة وهي مرضع فربما حملت واسم ذلك اللبن الغيل ـ بالفتح ـ فإذا حملت فسد لبنها يريد أن من سوء أثره في بدن الطفل وإفساد مزاجه وإرخاء قواه أن ذلك لا يزال ماثلا فيه إلى أن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال ، فإذا أراد منازلة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر ، وسبب وهنه وانكساره الغيل. اللسان ٢ / ١٣٧٨.

(٣) يدعثره : أي يصرعه ويهلكه إذا صار رجلا. اللسان ٢ / ١٣٧٨.

٢١

وابن سعد أنها بايعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم في نسوة. وفيه : «إنّي لا أصافح النّساء» (١)

وقال التّرمذيّ ـ بعد أن أخرج من طريق يزيد بن عبد الله الشيبانيّ : سمعت شهر بن حوشب يقول : حدثتنا أم سلمة الأنصارية ، قالت : قالت امرأة من النسوة ـ تعني اللاتي بايعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما هذا العذر الّذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال : لا ، بنحوه الحديث.

قال عبد بن حميد : أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن ، شهدت اليرموك ، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها ، وعاشت بعد ذلك دهرا.

١٠٨١٧ ـ أسماء الأنصارية ، والدة مسعود بن الحكم.

قال ابن السّكن : اسمها أسماء. وقال غيره : هي حبيبة بنت شريق ، وستأتي في الكنى.

١٠٨١٨ ـ أسيرة ، بالتصغير الأنصارية (٢) ، ويقال يسيرة ـ بالياء آخر الحروف.

ذكرها أبو عمر مختصرا ، وأعادها في الياء ، ولم ينبّه ابن الأثير على أنهما واحد ولا الذهبي.

١٠٨١٩ ـ أسيرة بنت عمرو الجمحية ، أم سعد.

ذكرها ابن السّكن ، وستأتي في الكنى.

١٠٨٢٠ ـ أمامة بنت بشر بن وقش (٣) الأنصارية ، أخت عباد بن بشر (٤)

أسلمت وبايعت ، قاله ابن سعد عن الواقدي ، قال : وأمها فاطمة بنت بشر بن عدي الخزرجية ، وزوجها محمود بن مسلمة ، ويقال : إنها والدة علي بن أسد بن عبيدة بن سعيد.

١٠٨٢١ ـ أمامة بنت الحارث بن عوف. قيل هي البرصاء ، والدة شبيب بن البرصاء ، وقيل اسمها قرصافة.

١٠٨٢٢ ـ أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب الهاشمية (٥)

__________________

(١) أخرجه النسائي في السنن ٧ / ١٤٩ كتاب البيعة باب (١٨) بيعة النساء حديث رقم ٤١٨١ وابن ماجة في السنن ٢ / ٩٥٩ كتاب الجهاد باب (٤٣) بيعة النساء حديث رقم ٢٨٧٤ وابن حبان في صحيحه حديث رقم ١٤ ، والدار الدّارقطنيّ في السنن ٤ / ١٤٦ ، ١٤٧ ، وأحمد في المسند ٦ / ٣٥٧ وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم ٤٧٦ ، ٤٧٧ ، ٤٧٨ والهيثمي في الزوائد ٦ / ٤٢.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٤٥.

(٣) في أ : رقيش.

(٤) أسد الغابة : ت ٦٧٢٠.

(٥) أعلام النساء ١ / ٦١.

٢٢

قال أبو جعفر بن حبيب في كتابه «المحبّر» : لما قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من عمرة القضية أخذ معه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب ، فلما قدمت أمامة المذكورة طفقت تسأل عن قبر أبيها ، فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال :

تسائل عن قرم هجان سميدع

لدى البأس مغوار الصّباح جسور

فقلت لها : إنّ الشّهادة راحة

ورضوان ربّ يا أمام غفور

دعاه إله الخلق ذو العرش دعوة

إلى جنّة فيها رضا وسرور (١)

[الطويل]

في أبيات.

وكذا سماها ابن الكلبيّ أمامة ، وسماها الواقدي عمارة.

وثبت ذكرها في الصّحيحين من حديث البراء ، فذكر في قصة عمرة القضاء : فلما خرجوا تبعتهم بنت حمزة تنادي يا ابن عم. فقال عليّ لفاطمة : دونك ابنة عم أبيك ، فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة الحديث.

وفيه قول جعفر : عندي خالتها ، وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخالة بمنزلة الأمّ». وكانت اسمها سلمى بنت عميس ، وكانت أختها أسماء بنت جعفر بن أبي طالب.

وأخرج ابن السّكن هذه القصة ، من طريق أبي إسحاق ، عن هبيرة بن مريم ، وهانئ ابن هانئ جميعا ، عن عليّ فذكر قصة عمرة القضاء ، قال : فتبعتهم بنت حمزة ، فقال علي لفاطمة : دونك ابنة عمّ أبيك الحديث.

وذكر الخطيب في «المبهمات» أيضا أنّ اسمها أمامة ، وزاد : ثمّ زوّجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من سلمة بن أم سلمة ، وقال حين زوّجها منه : «هل جزيت سلمة» ، وذلك أن سلمة هو الّذي كان زوّج أم سلمة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وأورد ذلك أبو موسى في الذّيل من جهة الخطيب فقط ، وقد تقدم تزويجها من سلمة في ترجمة سلمة ، ولكن لم يسم في ذلك الخبر.

وحكى ابن السّكن أنه قيل : إن اسمها فاطمة.

١٠٨٢٣ ـ أمامة بنت خديج الأنصارية ، أخت رافع بن خديج.

__________________

(١) البيت لحسان وهو في ديوانه ص ٢١٩ وبعده :

أخي ثقة يهتزّ للعرف والنّدى

بعيد المدى في النّائبات صبور

فقلت لها إن الشهادة راحة

ورضوان ربّ يا أمام غفور

٢٣

أسلمت وبايعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتزوجت أسيد بن ظهير ، فولدت له ثابتا ، ومحمدا ، وأم كلثوم ، وأم الحسن. ذكرها ابن سعد ، قال : وأمها حليمة بنت عروة بن مسعود بن عامر البياضية.

١٠٨٢٤ ـ أمامة بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. تأتي في أميمة.

١٠٨٢٥ ـ أمامة بنت سفيان. تأتي في أميمة.

١٠٨٢٦ ـ أمامة بنت سماك بن عتيك الأوسية الأشهلية (١) ، والدة الحارث بن أوس بن معاذ.

استدركها ابن الأثير عن ابن حبيب. وقال ابن سعد : إنّ أم الحارث هي أختها هند بنت سماك ، وأما أمامة فكانت زوج شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس ، فولدت له عبد الله ، وأم صخر ، وأم سليمان ، وحبيبة. قال : وأسلمت وبايعت.

١٠٨٢٧ ـ أمامة بنت الصامت الأنصارية ، أخت عبادة بن الصامت.

أسلمت وبايعت ، قاله محمد بن سعد.

١٠٨٢٨ ـ أمامة بنت أبي العاص (٢) بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية ، وهي من زينب بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

قال الزّبير في كتاب «النّسب» : كانت زينب تحت أبي العاص ، فولدت له أمامة ، وعليا وثبت ذكرها في الصحيحين من حديث أبي قتادة ـ أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يحمل أمامة بنت زينب على عاتقه فإذا سجد وضعها ، وإذا قام حملها. أخرجاه من رواية مالك ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير.

وأخرجه ابن سعد ، من رواية الليث ، عن سعيد المقبري ، عن عمرو بن سليم أنه سمع أبا قتادة يقول : بينا نحن على باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ خرج يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع ، وأمها زينب بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهي صبية ، فصلّى وهي على عاتقه إذ قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها.

وأخرج من طريق حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أم محمد ، عن عائشة ـ أن

__________________

(١) أسد الغابة : ت ٦٧٢٣.

(٢) نسب قريش للزبيري ١٥٨ ، الطبقات الكبرى ٨ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، المحبر لابن حبيب ٥٣ و ٩٠ ، المعارف لابن قتيبة ١٢٧ ، المعرفة والتاريخ للفسوي ٣ / ٢٧٠ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٠٠ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٣١ ، والسيرة النبويّة للذهبي ٧٤ و ٧٥ الوافي بالوفيات ٩ / ٣٧٧ ، تاريخ الإسلام ١ / ٢٤.

٢٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهديت له هدية فيها قلادة من جزع. فقال : «لأدفعنّها إلى أحبّ أهلي إليّ». فقالت النساء : ذهبت بها ابنة أبي قحافة. فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أمامة بنت زينب فأعلقها في عنقها.

وأخرجه ابن سعد من رواية حماد بن زيد ، عن علي بن زيد ، مرسلا ، وقال فيه : لأعطينّها أرحمكن. وقال فيه : فدعا ابنة أبي العاص من زينب ، فعقدها بيده ، وزاد : وكان على عينها غمض فمسحه بيده.

وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة ـ أنّ النجاشي أهدى إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم حلية فيها خاتم من ذهب فصّه حبشي ، فأعطاه أمامة.

قال أبو عمر : تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة ، زوجها منه الزبير بن العوام ، وكان أبوها قد أوصى بها إلى الزبير ، فلما قتل عليّ فآمت منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية :

أشاب ذوائبي وأذلّ ركني

أمامة حين فارقت القرينا

تطيف به لحاجتها إليه

فلمّا استيأست رفعت رنينا (١)

[الوافر]

قال : وكان عليّ قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث أن يتزوّج أمامة بنت أبي العاص ، فتزوجها المغيرة ، فولدت له يحيى ، وبه كان يكنى ، وهلكت عند المغيرة. وقد قيل : إنها لم تلد لعليّ ولا للمغيرة كذلك.

وقال الزّبير : ليس لزينب عقب.

وقال عمر بن شبّة : حدثنا علي بن محمد النّوفلي ، عن أبيه ـ أنه حدثه عن أهله أنّ عليّا لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت العاص : إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي ـ يعني معاوية ، فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا.

فلما انقضت عدّتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه ، وبذل لها مائة ألف دينار ، فأرسلت إلى المغيرة : إن هذا قد أرسل يخطبني ، فإن كان لك بنا حاجة فأقبل ، فخطبها إلى الحسن فزوجها منه.

قلت : النوفلي ضعيف جدا مع انقطاع الإسناد ، والراويّ مجهول فيه ، لكن قال أبو

__________________

(١) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (٣٢٨١).

٢٥

عمر : روى هيثم عن داود بن أبي هند عن الشعبي ، قال : كانت أمامة عند عليّ فذكر معنى ما تقدم سواء ، كذا قال. وأخرجه ابن سعد عن الواقدي بمعناه.

وقال ابن سعد : أخبرنا ابن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ـ أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل : إن معاوية خطبني ، فقال لها : أتتزوجين ابن آكلة الأكباد! فلو جعلت ذلك إليّ. قالت : نعم. قال : قد تزوجتك. قال : ابن أبي ذئب : فجاز نكاحه.

وقد قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : تزوجها بعد عليّ المغيرة بن نوفل. وقيل : بل تزوجها بعده أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.

١٠٨٢٩ ـ أمامة بنت عبد المطلب.

لها ذكر في حديث ضعيف ، كذا في «التّجريد» ، وهي أميمة الآتي ذكرها ، نسبت إلى جد أبيها ، وهي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.

وقال ابن فتحون : ذكر أبو عمر في ترجمة عباد بن شيبان إسلام أمامة بنت عبد المطلب.

قلت : لفظ ابن عبد البر : قال عباد بن شيبان : خطبت إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أمامة بنت عبد المطلب فأنكحني ، ولم يشهد. وسبقه إلى ذلك البغوي ، فأخرج هذا الخبر من حديث عباد بن شيبان. قال ابن فتحون : لم يذكرها أبو عمر ، فلو صح الخبر لكان إهماله إياها من العجب العجيب.

١٠٨٣٠ ـ أمامة بنت عثمان بن خالدة الأنصارية الزرقية. ذكرها ابن سعد.

١٠٨٣١ ـ أمامة بنت عصام بن عامر الأنصارية البياضية. قال ابن سعد : أسلمت وبايعت.

١٠٨٣٢ ـ أمامة بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية.

قال ابن سعد : هي زوج يزيد بن قيظي ، وكان من رهطها ، وأسلمت وبايعت.

١٠٨٣٣ ـ أمامة بنت قريبة بن عجلان بن غنم بن عامر بن بياضة الأنصارية البياضية.

[ذكرها ابن الأثير ، وقال : استدرك علي أبي عمر.

١٠٨٣٤ ـ أمامة بنت محرّث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة] (١)

__________________

(١) سقط في أ.

٢٦

ذكرها ابن سعد ، وقال : أمها سلمى بنت أبي الدحداحة بن تميم. تزوجها الربيع بن طفيل بن مالك بن خنساء ، ثم خلف عليها الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد ، من بني سلمة ، قال : وأسلمت أمامة وبايعت.

١٠٨٣٥ ـ أمامة المريدية.

ذكر لها ابن هشام في زيادات السيرة النبويّة شعرا في قصة قتل أبي عفك ، بفتح المهملة والفاء الخفيفة المنافق ، وكان قد أظهر نفاقه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ومن لي بهذا الخبيث»؟ فخرج سالم بن عمير أحد بني عمرو بن عوف فقتله ، فقالت أمامة المريدية في ذلك :

تكذّب دين الله والمرء أحمدا

لعمر الّذي أمناك أن بئس ما يمني

حباك حنيف آخر الدّهر طعنة

أبا عفك خذها على كبر السّنّ

[الطويل]

واستدركها ابن فتحون.

١٠٨٣٦ ـ أمامة ، غير منسوبة.

حديثها في أواخر سنن سعيد بن منصور ، ولها ذكر في ترجمة أبي جندل من كتاب الكنى.

١٠٨٣٧ ـ أمامة ، أم فرقد العجليّ (١)

ذهبت بابنها فرقد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت له ذوائب ، فمسحها وبرك عليها. ذكرها أبو عمر في ترجمة ولدها.

١٠٨٣٨ ـ أمة الله بنت عبد شمس بن عبد ياليل الليثية ، والدة عبد الله بن هشام بن زهرة القرشي التيمي.

ذكر خليفة بن خيّاط أنها ذهبت بابنها وهو صغير إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليبايعه. وأصل القصة عند الحاكم في المستدرك ، لكن في صحيح البخاري أنّ اسمها زينب بنت حميد.

١٠٨٣٩ ـ أمة بنت أبي الحكم ، أو بنت الحكم (٢) ، تأتي في القسم الأخير.

__________________

(١) أسد الغابة : ت ٦٧٢٥.

(٢) تقريب التهذيب ٢ / ٥٩٠ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٤٧ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٠١ ، الكاشف ٣ / ٤٦٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٧٨.

٢٧

١٠٨٤٠ ـ أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس (١) ، تكنى أم خالد ، وهي مشهورة بكنيتها.

قدمت مع والدها من الحبشة ، وكان هاجر إليها ، وكانت ولدت له فيها من أميمة ، ويقال همينة بنت خلف الخزاعية. وقال ابن سعد : كان خالد بن سعيد قد هاجر إلى الحبشة ، ومعه امرأته همينة بنت خلف ، فولدت له هناك أمة بنت خالد ، [وقدموا] في السفينتين ، وقد بلغت أمة وعقلت.

ثم أخرج بسند فيه الواقديّ عنها ، قالت : سمعت النجاشي يقول لأصحاب السفينتين : أقرئوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مني السلام. قالت أمة : فكنت فيمن أقرأه السلام من النجاشي.

قلت : قوله : إنها بلغت بالحبشة يردّه قوله في الرواية التي في الصحيح : ائتوني بأم خالد (٢) ، فأتى بي أحمل ، فألبسنيها ـ يعني الخميصة ، نعم ، قد حفظت عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

روى عنها سعيد بن عمر والأشدق بن سعيد بن العاص ، وهي بنت عم جده ، وموسى وإبراهيم ابنا عقبة المدنيان ، وتزوّجها الزبير بن العوام ، فهي أم ولديه : خالد ، وعمرو.

حدثيها في صحيح البخاريّ في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما كساها الحلّة : سنه سنه (٣) أي حسنة ، وقوله لها : «أبلي وأخلقي» (٤) ، حتى ذكر ـ أي ذكر دهرا طويلا.

وفي بعض طرقه عند البخاري في الجهاد ، قال أبو عبد الله : لم تعش امرأة ما عاشت هذه.

١٠٨٤١ ـ أمة بنت خليد (٥) بن عدي بن عمرو بن مالك بن العجلان الأنصارية.

__________________

(١) الثقات ٣ / ٢٥ أعلام النساء ١ / ٦٥ ، الدر المنثور ٦٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢ / ٢٤٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٥٩٠ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٠٠ ، الكاشف ٣ / ٤٦٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٧٨ ، خلاصة تهذيب الكمال ٣ / ٤٠٥ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٠.

(٢) أخرجه البخاري في صحيحة ٧ / ١٩١ ، ١٩٧. وأحمد في المسند ٦ / ٣٦٤ ، وابن سعد في طبقاته ٨ / ١٧٠ ، وأبو داود ٢ / ٤٤٠ كتاب اللباس باب فيما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا حديث ٤٠٢٤.

(٣) والغرض منه قوله «سنه سنه» وهو بفتح النون وسكون الهاء ، وفي رواية الكشميهني «سناه» بزيادة ألف والهاء فيها للسكت وقد تحذف ، قال ابن قرقول : هو بفتح النون الخفيفة عند أبي ذر ، وشددها الباقون وهي بفتح أوله للجميع إلا القابسي فكسره. فتح الباري ٦ / ٢١٣.

(٤) أخرجه البخاري ٤ / ٩٠ ، ٧ / ١٩١ ، ١٩٧ ، في كتاب اللباس باب ٣٢ ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا حديث رقم ٥٨٤٥. وأحمد في المسند ٦ / ٣٦٥ ، الحاكم في المستدرك ٢ / ٦٣ ، ٤ / ١٨٨ وابن عساكر في تاريخه ٥ / ٥٠. وابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ١٨٦ عن أم خالد بنت خالد.

(٥) أسد الغابة ت ٦٧٣٢.

٢٨

ذكرها ابن الأثير ، هكذا ، وتبعه الذهبي ، وقال : مجهولة.

١٠٨٤٢ ـ أمة بنت سعد بن أبي سرح ، أخت عبد الله أمير مصر.

لهذا ذكر في أخبار المدينة لعمر بن شبّة فيمن اتخذ بالمدينة دارا.

١٠٨٤٣ ـ أمة بنت أبي الصلت ، أو ابن أبي الصلت ، تأتي في الأخير.

١٠٨٤٤ ـ أمة بنت نعيم النحام ، هي المرأة التي خطبها ابن عمر إلى نعيم ، فزوجها من النعمان بن نضلة ، وكان في حجره. سماها الزبير في كتاب النسب.

١٠٨٤٥ ـ أمة الفارسية (١).

أخرج ابن مندة في «تاريخ أصبهان» ، من طريق المبارك بن سعيد الثوري ، عن عبيد المكتب ، قال : قال سلمان الفارسيّ : لما قدمت المدينة رأيت أصبهانيّة كانت أسلمت قبلي ، فسألتها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فهي التي دلّتني عليه. قال أبو موسى : رواه عبد الله بن عبد العزيز ، عن أبي الطفيل ، عن سلمان نحوه. وقال : مكة ـ بدل المدينة ، ولم يسمّ المرأة ، والأولى أولى. وروى عن أبي الطفيل أيضا ، فقال : المدينة.

١٠٨٤٦ ـ أميمة بنت بجاد بن عبد الله بن عمير بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية.

ويقال أميمة بنت عبد الله بن نجاد إلخ. تأتي في أميمة بنت رقيقة.

١٠٨٤٧ ـ أميمة بنت بشر (٢) ، من بني عمرو بن عوف ، كانت تحت حسان بن الدحداحة ، فنفرت منه ، وهو كافر يومئذ ، فزوّجها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سهل بن حنيف ، فولدت له ولده عبد الله ، وفيها نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ ) [الممتحنة : ١٠] الآية.

ذكره ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ـ أنه بلغه ذلك ، أسنده ابن مندة ، واستبعده ابن الأثير بأن بني عمرو بن عوف من أهل المدينة ، والآية إنما نزلت في المهاجرات ، فلعلّ زوجها كان من غير الأنصار ، فنقلها إلى مكة مثلا ، فكان حكمها حكم المهاجرات.

١٠٨٤٨ ـ أميمة بنت بشير بن سعد الأنصارية ، ثم الخزرجية (٣) ، أخت النعمان بن بشير لأبويه.

__________________

(١) أسد الغابة : ت ٦٧٣٣.

(٢) أسد الغابة : ت ٦٧٣٤.

(٣) أسد الغابة : ت ٦٧٣٥.

٢٩

ذكرها ابن سعد ، وقال : أسلمت وبايعت ، ويقال لها أبية ـ بموحدة وتشديد.

١٠٨٤٩ ـ أميمة بنت الحارث (١) : امرأة عبد الرحمن بن الزبير ، طلقها ثلاثا ، فتزوجها رفاعة ثم طلقها رفاعة ، فقالت : يا رسول الله ، إن رفاعة طلقني أفأتزوّج عبد الرحمن؟ قال : «هل جامعك» (٢) ، قالت : ما معه إلا مثل هدبة الثوب ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا ، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك».

أخرجه ابن مندة ، من طريق محمد بن مروان السدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس.

قلت : ومحمد بن مروان كذبوه ، وشيخه اعترف بالكذب ، وأصل القصة في الصحيحين بغير هذا السياق ، ولم يسمّ المرأة فيهما. وسيأتي أن اسمها سهيمة. وقيل غير ذلك.

١٠٨٥٠ ـ أميمة بنت أبي حثمة ، واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عديّ بن جشم بن مجدعة بن حارثة الساعدية ، أخت جميلة وعميرة.

ذكرها ابن سعد في الصحابيات ، وقال : أمها حجة بنت عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم. قال : وتزوجها هلال بن الحارث بن ربيعة بن منقذ ، ثم خلف عليها أبو سندر بن الحصين بن بجاد ، وأسلمت وبايعت.

١٠٨٥١ ـ أميمة بنت خلف (٣) بن أسعد بن عامر بن سبيع الخزاعية ، عمة طلحة الطلحات الجواد المشهور.

كانت زوج خالد بن سعيد بن العاص ، فأسلمت قديما وهاجرت معه إلى الحبشة. ويقال : اسمها أمينة (٤) ، بالنون بدل الميم ، ويقال همينة بالهاء بدل الألف ، فولدت له أم خالد بنت خالد فسماها آمنة ، واشتهرت بكنيتها.

١٠٨٥٢ ـ أميمة بنت الخطاب ، أخت عمر ، يأتي ذكرها في فاطمة.

١٠٨٥٣ ـ أميمة بنت أبي الخيار ، زوج مطيع بن الأسود العدوي. ذكرها في التجريد.

__________________

(١) أسد الغابة : ت ٦٧٣٦.

(٢) أخرجه أبو داود في السنن ٢ / ٥٥١ عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه بزيادة في أوله وآخره ولفظه هل جامعتها كتاب الحدود باب رجم ماعز بن مالك حديث رقم ٤٤١٩ وأحمد في المسند ٥ / ٢١٧.

(٣) أسد الغابة ت ٦٧٣٧ ، الاستيعاب ت ٣٢٨٥.

(٤) في أآمنة.

٣٠

١٠٨٥٤ ـ أميمة بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، ويقال اسمها أمامة ، فكأن من صغرها لقبها ، وقال في التجريد : لها صحبة.

١٠٨٥٥ ـ أميمة بنت رقيقة (١) ، بقافين مصغرة ، هي بنت بجاد ـ تقدمت.

وأمها رقيقة بنت خويلد بن أسد أخت خديجة.

روت عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنها محمد بن المنكدر ، وبنتها حكيمة بالتصغير بنت رقيقة. قال أبو عمر : كانت من المبايعات. وقال : هي خالة فاطمة الزهراء أورده ابن الأثير بأنها بنت خالتها ، فإن خويلدا والد خديجة هو والد رقيقة لا أميمة.

قلت : هذا يصح على قول من قال إنها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ، قال ابن سعد. وقال مصعب الزبيري : إنها رقيقة بنت أسد بن عبد العزى ، ومن ثم قال المستغفري : هي عمة خديجة بنت خويلد.

وحديثها في التّرمذيّ وغيره ، من طريق ابن عيينة ، عن محمد بن المنكدر ـ أنه سمع أميمة بنت رقيقة تقول : بايعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم في نسوة ، فقال لنا : «فيما استطعتن وأطقتن». قلنا : الله ورسوله أرحم منا بأنفسنا.

وأخرجه مالك مطولا ، عن ابن المنكدر. وصححه ابن حبّان من طريقه ، ولفظه : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نسوة يبايعنه ، فقلنا : نبايعك يا رسول الله على ألا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فيما استطعتن وأطقتنّ». فقلنا : الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا ، هلم نبايعك يا رسول الله. فقال : «إنّي لا أصافح النّساء ، إنّما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة».

وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ من وجه آخر ، عن ابن المنكدر. وقال ابن سعد : اغتربت أميمة بزوجها حبيب بن كعب بن عتير الثقفي ، فولدت له. قال أبو أحمد العسال : لا أعلم روى عنها إلا ابن المنكدر. قال مصعب الزبيري : هي عمة محمد بن المنكدر ، كأنه عنى أنها من رهطه. قال : ونقلها معاوية إلى الشام ، وبنى لها دارا ، وكذا قال الزبير بن بكار ، وزاد : كان

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٨ / ٢٥٥ ، طبقات خليفة ٣٣٤ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ١٠٠ ، مسند أحمد ٦ / ٣٥٦ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٧٨ ، تاريخ دمشق (تراجم النساء) ٥٢ ، الوافي بالوفيات ٩ / ٣٨٩ ، نسب قريش ٢٢٩ ، الإكمال ١ / ٢٠٥ ، الكاشف ٣ / ٤٢١ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٠١ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤٨٩ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣٨٣.

٣١

لها بدمشق دار وموالي ، ثم أسند من طريق ثابت بن عبد الله بن الزبير أن ابنة رقيقة دخلت على معاوية في مرضه الّذي مات فيه.

١٠٨٥٦ ـ أميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف (١) ، وهي أخت مخرمة بن نوفل لأمه ، وأمهما رقيقة صاحبة الرؤيا في استسقاء عبد المطلب.

فرّق أبو نعيم ـ تبعا للطبرانيّ ـ بينهما وبين التي قبلها ، وأخرج في ترجمة هذه حديث ابن جريج عن حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة بنت رقيقة ، قالت : كان للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم قدح من عيدان يبول فيه ، قال : واسم والد حكيمة حكيم ، ولم يرو عن حكيمة إلا ابن جريج.

قلت : سيأتي قريبا أن والد هذه أنصاري ، وهو مما يؤيد قول من فرق بينهما ، وأما ابن السكن فجعلهما واحدة.

١٠٨٥٧ ـ أميمة بنت سفيان بن وهب بن الأشيم (٢) ، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة الكنانية ، زوج أبي سفيان بن حرب.

أسلمت بعد الفتح وبايعت. ذكر ذلك ابن سعد ، وقال : إنها أم عبد الله. قال : ويقال كان إسلامها بعد الفتح.

١٠٨٥٨ ـ أميمة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية. زوج صفوان بن أمية. يأتي ذكرها في عاتكة بنت الوليد بن المغيرة.

١٠٨٥٩ ـ أميمة بنت شراحيل (٣) ، هي ابنة النعمان بن شراحيل. تأتي.

١٠٨٦٠ ـ أميمة بنت صبيح ، أو صفيح ، بموحدة أو فاء مصغرا ، ابن الحارث ، والدة أبي هريرة. اختلف في اسمها ، فجاء عن أبي هريرة أنه ابن أميمة. وترجم الطبراني في النساء ميمونة بنت صبيح أم أبي هريرة ، وساق قصة إسلامها ، لكن لم تقع مسماة في روايته. وأما [أبوها ، فقال أبو محمد بن قتيبة : كان سعيد بن صبيح خال أبي هريرة من أشد الناس. وأما] تسميتها أميمة فرويناه في جزء إسحاق بن إبراهيم بن شاذان. وأخرجه أبو موسى في الذيل ، من طريقه ، قال : أخبرنا سعد بن الصلت ، حدثنا يحيى بن العلاء ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ـ أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له ، فقال : أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك! قال : من؟ قال : يوسف بن

__________________

(١) أسد الغابة : ت ٦٧٤٠.

(٢) الثقات ٣ / ٢٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٤٨.

(٣) أسد الغابة : ت ٦٧٤١.

٣٢

يعقوبعليهما‌السلام . فقال أبو هريرة : يوسف نبيّ ابن نبي ، وأنا أبو هريرة بن أميمة ، أخشى ثلاثا واثنين. فقال عمر : ألا قلت خمسا؟ قال : أخشى أن أقول بغير علم ، أو أقضي بغير حق ، وأن يضرب ظهري ، ويشتم عرضي ، وينزع مالي.

قلت : سنده ضعيف جدا ، ولكن أخرجه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، فقوي ، وكان عمر استعمل أبا هريرة على البحرين.

وأما قصة إسلام أم أبي هريرة فأخرجها أحمد في مسندة ، عن عبد الرحمن هو ابن مهدي ، عن عكرمة بن عمار ، حدثني أبو كثير ، حدثني أبو هريرة. قال : ما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني ، قال : وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال : إن أمي كانت مشركة ، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام ، فتأبى عليّ فدعوتها يوما ، ح ، وأخرج مسلم ، من طريق يونس بن محمد ، عن عكرمة بن عمار ، عن أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن ، حدثني أبو هريرة قال : كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما ، فأسمعتني في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما أكره ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا أبكي ، فقلت : يا رسول الله ، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ ، وإنّي دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله أن يهدي أمّ أبي هريرة. فقال : «اللهمّ اهد أمّ أبي هريرة». فخرجت مستبشرا بدعوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما جئت قصدت إلى الباب ، فإذا هو مجاف ، فسمعت أمّي حس قدمي ، فقالت : مكانك يا أبا هريرة : وسمعت حصحصة الماء ، قال : ولبست درعها وأعجلت عن خمارها ، ففتحت الباب ، وقالت : يا أبا هريرة ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله. قال : فرجعت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فحمد الله ، وقال خيرا.

وقد مضى شيء من هذا في ترجمة أبي هريرة.

١٠٨٦١ ـ أميمة بنت عبد الله بن بجاد بن عمير بن الحارث بن خارجة بن سعد بن تميم بن مرة ، هي بنت رقيقة ـ تقدمت. نسبها أبو علي بن السكن.

١٠٨٦٢ ـ أميمة بنت عبد الله بن ساعدة. تقدمت في أميمة بنت أبي حثمة (١)

١٠٨٦٣ ـ أميمة بنت عبد المطلب ، هي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، نسبت لجدها الأعلى. تقدمت.

١٠٨٦٤ ـ أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم (٢) بن عبد مناف الهاشمية ، عمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

(١) في أأميمة خيثمة.

(٢) المعارف ١١٨ ، ١١٩ ، ١٢٨ ، طبقات ابن سعد ٨ / ٤٥ ـ ٤٦.

الإصابة/ج٨/م٣

٣٣

اختلف في إسلامها ، فنفاه محمد بن إسحاق ، ولم يذكرها غير محمد بن سعد ، فقال في باب عمومة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من طبقات النساء : أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن محزوم ، وتزوجها في الجاهلية حجير بن رئاب الأسدي حليف حرب بن أمية ، فولدت له عبد الله ، وعبيد الله ، وأبا أحمد ، وزينب ، وحمنة ، وأطعم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر خيبر.

قلت : فعلى هذا كانت لما تزوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ابنتها زينب موجودة.

١٠٨٦٥ ـ أميمة بنت عدي بن قيس بن حذافة السهمية ، والدة أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.

قال الزّبير بن بكّار : تزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو قضية قول موسى بن عقبة ـ إن أبا عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر له رواية ، وعدّهم أربعة في نسق ذكروا في الصحابة ، ورأوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة ، فقد تقدم بيان ذلك في ترجمة أبي عتيق في المحمدين من أسماء الرجال.

١٠٨٦٦ ـ أميمة بنت عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم الأنصارية.

ذكرها ابن سعد في «المبايعات». وقال : أمها أم عمير بنت عمرو الحنظلية ، وتزوجت سهل بن عتيك.

١٠٨٦٧ ـ أميمة بنت عمرو بن سهل بن معبد بن مخرمة الأنصارية الأشهلية (١) قال ابن سعد : أسلمت وبايعت في رواية الواقدي.

١٠٨٦٨ ـ أميمة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية (٢)

ذكرها ابن سعد ، وقال : أسلمت وبايعت بعد الهجرة ، وشهدت مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم خيبر ، وذكرها حديثها في الحيض ، وسأذكر ما وقع من الاختلاف فيها في القسم الرابع.

١٠٨٦٩ ـ أميمة بنت قيس بن عبد الله الأسدية. ذكرها حديثها في الحيض ، وسأذكر ما وقع من الاختلاف فيها في القسم الرابع.

١٠٨٦٩ ـ أميمة بنت قيس بن عبد الله الأسدية. ذكرها في «التّجريد» ، وهي التي كانت مع أم حبيبة بأرض الحبشة ، وكان أبواها ظئر بن لأم حبيبة ، وبنو أسد كانوا حلفاء ، بني أمية في الجاهلية.

١٠٨٧٠ ـ أميمة بنت النجار الأنصارية (٣).

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٧٤٣.

(٢) الدر المنثور ٦٧ ، الثقات ٣ / ٢٥.

(٣) الاستيعاب ت ٣٢٨٧.

٣٤

ذكرها العقيليّ في الصحابة ، وأخرج لها من طريق ابن جريج ، عن حكيمة بنت أبي حكيم ، عن أمها أميمة ـ أن أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم كنّ لهن عصائب فيها الورس والزعفران يغطين بها أسافل رءوسهن قبل أن يحرمن ثم يحر من كذلك.

قال أبو عمر : أظن هذا الحديث لأميمة بنت رقيقة راوية حديث القدح من عيدان.

قلت : وهو بعيد ، وقد ذكرها ابن سعد في النسوة اللاتي روين عن أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يروين عنه ، وساق هذا الحديث من طريق ابن جريج.

١٠٨٧١ ـ أميمة بنت النعمان بن الحارث الكندية (١) تقدم ذكرها فيمن اسمها أسماء.

١٠٨٧٢ ـ أميمة بنت النعمان بن شراحيل الجونية (٢)

ذكرها البخاريّ في كتاب «النّكاح» تعليقا من طريق حمزة بن أبي أسيد الساعدي ، عن أبيه. ومن طريق عباس بن سهل بن سعد الساعدي ، عن أبيه ، قالا : تزوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أميمة بنت النعمان بن شراحيل ، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها ، فكأنها كرهت ذلك ، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين.

وأخرجه موصولا من وجه آخر ، فقال : حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل ، عن حمزة بن أبي أسيد ، عن أبي أسيد ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط ، وقد أتى بالجونية ، فنزلت في بيت في نخل أميمة بنت النعمان بن شراحيل ، ومعها دايتها حاضنة لها ، فلما دخل عليها النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها : هبي لي نفسك. فقالت : وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال : فأهوى ليضع يده عليها لتسكن ، فقالت : أعوذ بالله منك. فقال : لقد عذت بمعاذ. ثم خرج ، فقال : يا أبا سيد ، اكسها رازقيين وألحقها بأهلها.

ورجح البيهقيّ أنها المستعيذة بهذا الحديث الصحيح. وقد تقدم في أسماء بنت النعمان بن الجون شبيه بقصتها. فالله أعلم.

١٠٨٧٣ ـ أميمة بنت أبي الهيثم بن التيهان الأنصارية (٣)

تقدم ذكر والدها. وقد ذكرها أبو جعفر بن حبيب فيمن بايع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من نساء الأنصار. وقال ابن سعد : أمها مليكة بنت سهل ، أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر.

__________________

(١) الاستيعاب : ت ٣٢٨٨.

(٢) أسد الغابة ت ٦٧٤١.

(٣) أسد الغابة ت ٦٧٤٦.

٣٥

١٠٨٧٤ ـ أميمة (١) ، مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال أبو عمر : خدمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحديثها عند أهل الشام.

قلت : أخرجه محمّد بن نصر في كتاب تعظيم قدر الصلاة ، وأبو علي بن السكن ، والحسن بن سفيان في مسندة ، وغيرهم ، وأشار إليه الترمذي في كتاب السير ، وهو من طريق أبي فروة يزيد بن يسار الرهاوي ، حدثني أبو يحيى الكلاعي ـ هو سليم بن عامر ـ عن جبير بن نفير ، عن أميمة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنها كانت توضئ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأفرغ على يديه الماء إذ دخل عليه رجل فقال : يا رسول الله ، إني أريد اللحوق بأهلي ، فأوصني ، فقال : «لا تشرك بالله وإن قطّعت أو حرّقت ...» (٢) الحديث بتمامه.

قال ابن السّكن : رواه سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول ، عن أم أيمن نحوه ، ثم أسنده تاما في ترجمة أم أيمن ، وقال هو مرسل ، لأن مكحولا لم يدرك أم أيمن.

قلت : وهو عندنا بعلو في مسند عبد بن حميد.

١٠٨٧٥ ـ أميمة ، مولاة عبد الله بن أبيّ ابن سلول.

ثبت ذكرها في صحيح مسلم من طريق أبي سفيان ، عن جابر ـ أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة ، وأخرى يقال لها أميمة ، وكان يريدهما على الزنا ، فشكتا ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأنزل الله : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى قوله : (غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [النور : ٣٣].

١٠٨٧٦ ـ أميمة ، والدة أبي هريرة ، ويقال اسمها ميمونة.

ذكرها أبو موسى ، من طريق يحيى بن العلاء ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ـ أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له ، فقال : أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك؟ قال : من ذاك؟ قال : يوسف بن يعقوب. قال : يوسف نبي ابن نبي ، وأنا أبو هريرة بن أميمة : فذكر القصة.

وأخرج الحاكم في تفسير يوسف من مستدركه من طريق عن ورويناه في الجزء التاسع من فوائد أبي يعلى بن الصابوني من تجزئة عشرة من طريق

١٠٨٧٧ ـ أمينة ، بنون بدل الميم ، ويقال همينة ، بهاء بدل الهمزة ، بنت خلف بن

__________________

(١) الثقات ٣ / ٢٥ ، أعلام النساء ١ / ٧٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٤٧ بقي بن مخلد ٥٥٤.

(٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٢٠١٢٢) وأحمد ٤ / ٣٦٥ والبيهقي ٧ / ٣٠٤ وانظر المجمع ٤ / ٢١٧ والتلخيص للمصنف ٢ / ١٤٨ والترغيب للمنذري ١ / ٣٨١ والكنز (٤٣٨٤٦).

٣٦

أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع الخزاعية ، عمة طلحة بن عبد الله بن خلف المعروف بطلحة الطلحات.

ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة من المسلمين مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص ، فولدت له هناك سعيدا وأم خالد ، واسمها أمة ، بغير إضافة.

١٠٨٧٨ ـ أمية : ويقال اسمها همية ، بالهاء بدل الهمزة ، بنت أبي سفيان بن حرب الأموية ، زوج حويطب بن عبد العزى ، وصفوان بن أمية.

ذكرها ابن سعد ، وقال : أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية. قال : وذكر السهيليّ أن أمية غير أمينة. وأن الأولى ولدت لعروة بن مسعود ، ويقال اسمها ميمونة ، وولدت لصفوان ابنه عبد الرحمن.

١٠٨٧٩ ـ أمية بنت قيس الخزرجية.

ذكرها أبو موسى ، كذا في التّجريد ولم أرها في كتاب أبي موسى ، وإنما ترجم آمنة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية ، وسأذكرها في القسم الرابع إن شاء الله تعالى.

١٠٨٨٠ ـ أمية بنت أبي الصلت الغفارية. تأتي في القسم الأخير في ترجمة أمامة بنت أبي الحكم.

١٠٨٨١ ـ أمية بنت أبي قيس الغفارية (١).

لها ذكر في ترجمة صفية بنت حيي عند ابن سعد ، قال : أخبرنا الواقدي ، حدثنا محمد بن موسى ، عن عمارة بن المهاجر ، عن أمية بنت أبي قيس الغفارية ، قالت : أنبأتنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية بنت حيي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسمعتها تقول : ما بلغت سبع عشرة سنة فذكر القصة.

١٠٨٨٢ ـ أنيسة بنت ثعلبة بن زيد بن قيس الأنصارية الخزرجية (٢) من بني الحارث ابن الخزرج. قال ابن حبيب : لها صحبة ، واستدركها ابن الأثير.

١٠٨٨٣ ـ أنيسة بنت أبي حارثة بن صعصعة الأنصارية (٣) ، والدة قتادة بن النعمان ، وأبي سعيد سعد بن مالك الخدريّ ـ ذكرها ابن حبيب فيمن بايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٧٤٧.

(٢) أسد الغابة ت ٦٧٤٨.

(٣) أسد الغابة ت ٦٧٤٩.

٣٧

١٠٨٨٤ ـ أنيسة بنت خبيب (١)، بمعجمة وموحدتين مصغرا ، ابن يساف بن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصارية.

روت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : روى عنها ابن أخيها خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف. قال ابن سعد : أسلمت وبايعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحجت معه. وقال ابن حبّان : لها صحبة. وقال ابن السكن وأبو عمر : تعد في أهل البصرة.

قلت : حديثها عند أحمد ، والنسائي ، وابن خزيمة ، ووقع لنا بعلو في مسند الطيالسي ، وهو : كان بلال وابن أم مكتوم يؤذنان للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم الحديث.

وفي بعض طرقه : «إذا أذن ابن أمّ مكتوم فكلوا واشربوا ، وإذا أذّن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا» ، فإن كانت المرأة منا ليبقى من سحورها عندها شيء فتقول لبلال : أمهل حتى أفرغ من سحوري.

وأخرج ابن سعد بسند صحيح ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن عمته أنيسة ، قالت : كن جواري الحي ينتهين بغنمهنّ إلى أبي بكر الصديق فيقول لهن : أتحبين أن أحلب لكم حلب ابن عفراء؟.

ووقع في «تهذيب الكمال» : يقال لها صحبة ، وقد ذكرها في الصحابة عامة من صنف فيهم.

١٠٨٨٥ ـ أنيسة بنت رافع بن المعلى بن لوذان الأنصارية (٢) من بني بياضة.

بايعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله ابن حبيب ، واستدركها ابن الأثير.

١٠٨٨٦ ـ أنيسة بنت رهم ، ويقال رقيم الأنصارية (٣) ، من بني خطمة.

بايعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله ابن حبيب ، واستدركها ابن الأثير.

١٠٨٨٧ ـ أنيسة بنت ساعدة ، من بني عمرو بن عوف (٤)

بايعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله ابن حبيب ، واستدركها ابن الأثير. وقال الذهبيّ : هي أخت

__________________

(١) الثقات ٣ / ٢٤ ، أعلام النساء ١ / ٨١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٤٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ٥٩٠ ، الكاشف ٣ / ٦٥ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٠٣ ، خلاصة تهذيب الكمال ٣ / ٣٧٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٧٩ ، الاستبصار ١٣٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٤ ، بقي بن مخلد ٤٣٢.

(٢) أسد الغابة ت ٦٧٥١.

(٣) أسد الغابة ت ٦٧٥٢.

(٤) أسد الغابة ت ٦٧٥٣.

٣٨

عويم بن ساعدة ، وهؤلاء النسوة اللاتي استدركهن ابن الأثير عن ابن حبيب ذكرهن ابن سعد في الطّبقات ، ومنها أخذ ابن حبيب ، فكأن ابن الأثير ما اطلع على طبقات ابن سعد.

قلت : وهو كما قال : فقد أخل من الطبقات بالرجال ناس كثير ، فمن الله عليّ بإلحاقهم ، وألحق الذهبي من النساء كثيرا كما قاله في آخر مختصره.

١٠٨٨٨ ـ أنيسة بنت أبي طلحة بن عصمة بن زيد الأنصارية ، من بني خطمة (١)

بايعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله ابن حبيب ، واستدركها ابن الأثير.

١٠٨٨٩ ـ أنيسة بنت عبد الله بن عمرو الأنصارية البياضية. ذكرها ابن سعد ، واستدركها الذّهبيّ.

١٠٨٩٠ ـ أنيسة بنت عدي الأنصارية (٢)، امرأة من بلى ، لها حلف في الأنصار.

قاله أبو عمر ، قال : ولها صحبة.

روى عنها سعيد بن عثمان البلوي ، وهي جدته ، وهي والدة عبد الله بن سلمة العجلاني ، المقتول بأحد.

وقال ابن مندة : أنيسة بنت عدي الأنصارية استأذنت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في نقل ابنها عبد الله بن سلمة البدري حين قتل بأحد. روى حديثها عيسى بن يونس ، عن سعيد بن عثمان ، عن جدته أنيسة.

قلت : وأسند حديثها أبو بكر بن أبي عاصم ، وأبو زرعة الرّازيّ ، وأبو عليّ بن السّكن ، وغيرهم ، من رواية عيسى بن يونس ، ولفظه : أنها جاءت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن عبد الله بن سلمة ، وكان بدريا قتل يوم أحد ، فأحببت أن أنقله إلي ، فآنس بقربة ، فأذن لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نقله ، فعدلته بالمجذر ابن زياد على ناضح لها في عباءة ، فمرت بهما ، فنظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : سوّى بينهما عملهما. وكان المجذر خفيف اللحم ، وكان عبد الله جسيما ثقيلا.

١٠٨٩١ ـ أنيسة بنت عدي بن نضلة القرشية العدوية (٣) أخت النعمان بن عدي.

ذكرها الزّبير بن بكّار مع أخيها النعمان. وقد تقدم ذكر النعمان في مكانه.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٧٥٤.

(٢) أعلام النساء ١ / ٨٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٤٩.

(٣) أسد الغابة ت ٦٧٥٥.

٣٩

١٠٨٩٢ ـ أنيسة بنت عروة بن مسعود بن سنان بن عامر بن أمية الأنصارية (١) ، من بني بياضة.

بايعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله ابن حبيب ، واستدركها ابن الأثير.

١٠٨٩٣ ـ أنيسة بنت عمرو بن عنمة (٢)، بفتح المهملة والنون ، هي أخت ثعلبة بن عمرو شقيقته ، أمهما جهير بنت القين بن كعب ، من بني سلمة الأنصارية ، من بني سواد. لها صحبة ، وبايعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير.

١٠٨٩٤ ـ أنيسة بنت عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن النجار ، أخت أبي سليط أسيرة بن عمر ، وأمهما أمية بنت أوس بن عجرة.

تزوجها النعمان ، فولدت له قتادة ، وأم سهل ، ثم خلف عليها مالك بن سنان فولدت له أبا سعيد.

١٠٨٩٥ ـ أنيسة بنت عنمة ، كالذي قبلها ، ابن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد.

ذكرها ابن سعد ، وقال : تزوجها عبد الله بن عمرو بن حزام.

وأخرج من طريق شريك عن الأسود بن قيس ، عن نبيح العنزي ، عن جابر بن عبد الله ، قال : أصيب أبي وخالي يوم أحد ، فجاءت أمي بهما ، وقد عرضتهما على ناقة فنادى منادي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ادفنوا القتلى في مصارعهم ، فردا.

وأخرجه التّرمذيّ ، من طريق شعبة ، عن الأسود عنه ، فقال : جاءت عمتي. ويحتمل إن كان محفوظا أن تكون كل منهما شاركت في ذلك.

١٠٨٩٦ ـ أنيسة بنت قيس الخزرجية (٣) كذا في التجريد ، ذكرها ابن حبيب.

١٠٨٩٧ ـ أنيسة بنت معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة (٤) بن مخلد الأنصارية الزرقية أخت أبي عبادة.

ذكرها ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير.

١٠٨٩٨ ـ أنيسة بنت هلال بن المعلى بن لوذان الأنصارية (٥) ، من بني بياضة.

__________________

(١) أسد الغابة : ت ٦٧٥٦.

(٢) أسد الغابة : ت ٦٧٥٧.

(٣) أسد الغابة : ت ٦٧٤٨.

(٤) أسد الغابة : ت ٦٧٥٩.

(٥) أسد الغابة : ت ٦٧٦١.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

يقول: لا يدعوني في جوف هذه الليلة إلا لشر يريد بي. فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته، فجاء إلى عند هارون، وهو ترتعد فرائصه، فقال: سلام على هارون. فرد عليه السلام، ثم قال له هارون: ناشدتك بالله، هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات؟ فقال: نعم. قال: وما هن؟ قال: جددت طهورا، وصليت لله عزّوجلّ أربع ركعات، ورفعت طرفي إلى السماء، وقلت: يا سيدي خلصني من يدي هارون و شره، وذكر له ما كان من دعائه، فقال هارون: قد استجاب الله دعوتك. يا حاجب، أطلق عن هذا. ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلاثا، وحمله على فرسه، وأكرمه، وصيره نديما لنفسه. ثم قال: هات الكلمات حتى أثبتها. ثم دعا بداوة وقرطاس، وكتب هذه الكلمات.

قال: فأطلق عنه، وسلمه إلى حاجبه ليسلمه إلى الدار، فصار موسى بن جعفر عليهما السلام كريما شريفا عند هارون، وكان يدخل عليه في كل خميس(١) .

٦١٤/٤ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير ومحمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن منصور بن حازم، وعليّ بن إسماعيل الميثمي، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لا رضاع بعد فطام، ولا وصال في صيام، ولا يتم بعد احتلام، ولا صمت يوم إلى الليل، ولا تعرب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح، ولا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك، ولا يمين لولد مع والده، ولا لمملوك مع مولاه، ولا للمرأة مع زوجها، ولا نذر في معصية، ولا يمين في قطيعة(٢) .

٦١٥/٥ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسين بن

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٩٣/١٣، أمالي الطوسي: ٤٢٢/٩٤٥، بحار الانوار ٤٨:٢١٩/٢٠ - ٢٢، و ٩٥: ٢١٠/٢.

(٢) نوادر أحمد بن عيسى: ٢٦/١٧، الكافي ٥: ٤٤٣/٥، من لا يحضره الفقيه ٣: ٢٢٧/١٠٧٠، أمالي الطوسي: ٤٢٣/٩٤٦، تحف العقول: ٣٨١، بحار الانوار ٧٨:: ٢٦٧/١٨٠، و ٩٦: ٢٦٢/٤، و ١٠٤/٢١٧/٨ و ٩، و ٢٣٢/٧٨.

٤٦١

محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أراد التوسل إلي، وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة، فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم(١) .

٦١٦/٦ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالله ابن الحسن بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من قال: صلّى الله على محمّد وآله، قال الله جل جلاله: صلّى الله عليك، فليكثر من ذلك. ومن قال: صلّى الله على محمّد، ولم يصل على آله، لم يجد ريح الجنة، وريحها توجد من مسيرة خمسمائة عام(٢) .

٦١٧/٧ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، قال: حدّثنا أبي، عن عليّ بن النعمان، عن فضل بن يونس، عن عبدالله بن سنان، قال: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: من قال كل يوم خمسا وعشرين مرة: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، كتب الله له بعدد كل مؤمن مضى، وبعدد كل مؤمن بقي إلى يوم القيامة حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة(٣) .

٦١٨/٨ - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن عمر بن يزيد، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: من قدم أربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه، استجيب له فيهم وفي نفسه(٤) .

٦١٩/٩ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن

______________

(١) أمالي الطوسي: ٤٢٣/٩٤٧، بحار الانوار ٢٦: ٢٢٧/١.

(٢) أمالي الطوسي: ٤٢٤/٩٤٨، بحار الانوار ٩٤: ٤٨/٤.

(٣) أمالي الطوسي: ٤٢٤/٩٤٩، بحار الانوار ٩٣: ٣٨٤/٥.

(٤) أمالي الطوسي: ٤٢٤/٩٥٠، بحار الانوار ٩٣: ٣٨٣/٣.

٤٦٢

يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن رشيد، عن أبيه، عن معاوية بن عمار، قال: ذكرت عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام بعض الانبياء، فصليت عليه، فقال: إذا ذكر أحد من الانبياء فابدأ بالصلاة على محمّد ثم عليه (صلّى الله على محمّد وآله، وعلى جميع الانبياء)(١) .

٦٢٠/١٠ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله الصادق، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: بلغ أم سلمة زوجة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أن مولى لها يتنقص عليا عليه السلام ويتناوله، فأرسلت إليه، فلما أن صار إليها قالت له: يا بني، بلغني أنك تتنقص عليا وتتناوله. قال لها: نعم، يا أماه. قالت: اقعد ثكلتك أمك حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم اختر لنفسك، إنا كنا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسع نسوة، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فدخل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو متهلل(٢) ، أصابعه في أصابع علي، واضعا يده عليه، فقال: يا أم سلمة، اخرجي من البيت، وأخليه لنا، فخرجت واقبلا يتناجيان، اسمع الكلام، وما أدري ما يقولان، حتى إذا انتصف النهار، أتيت الباب، فقلت: أدخل يا رسول الله؟ قال: لا. فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردني من سخطة، أو نزل في شئ من السماء، ثم لم ألبث أن أتيت الباب الثانية، فقلت: أدخل يا رسول الله؟ فقال: لا. فكبوت كبوة أشد من الاولى.

ثم لم ألبث حتى أتيت الباب الثالثة، فقلت: أدخل يا رسول الله؟ فقال: ادخلي يا أم سلمة. فدخلت وعلي عليه السلام جاث بين يديه، وهو يقول: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إذا كان كذا وكذا فما تأمرني؟ قال: آمرك بالصبر. ثم أعاد عليه القول الثانية، فأمره بالصبر، فأعاد عليه القول الثالثة، فقال له: يا علي يا أخي، إذا كان ذاك منهم فسل

______________

(١) أمالي الطوسي: ٤٢٤/٩٥١، بحار الانوار ٩٤: ٤٨/٥.

(٢) في مناقب الخوارزمي والبحار ٣٨: مخلل.

٤٦٣

سيفك، وضعه على عاتقك، واضرب به قدما قدما(١) ، حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم، ثم التفت عليه السلام إلي، فقال لي: ما هذا الكآبة يا أم سلمة؟ قلت: للذي كان من ردك لي يا رسول الله. فقال لي: والله ما رددتك من موجدة(٢) ، وإنك لعلى خير من الله ورسوله، لكن أتيتني وجبرئيل عن يميني، وعلي عن يساري، وجبرئيل يخبرني بالاحداث التي تكون من بعدي، وأمرني أن أوصي بذلك عليا.

يا أم سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، أخي في الدنيا وأخي في الآخرة. يا أم سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة. يا أم سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي غدا في القيامة.

يا أم سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، وصيي وخليفتي من بعدي، وقاضي عداتي، والذائد عن حوضي، يا أم سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

قلت: يا رسول الله، من الناكثون؟ قال: الذين يبايعونه بالمدينة، وينكثون بالبصرة. قلت: من القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه من أهل الشام. قلت: من المارقون؟ قال: أصحاب النهروان.

فقال مولى أم سلمة: فرجت عني فرج الله عنك، والله لا سببت عليا أبدا(٣) .

٦٢١/١١ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن القاسم بن الوليد، عن شيخ من ثمالة، قال:

______________

(١) القدم: المضي إلى أمام.

(٢) الموجدة: الغضب.

(٣) أمالي الطوسي: ٤٢٤/٩٥٢، المناقب للخوارزمي: ٨٩ (نحوه)، بحار الانوار ٢٢: ٢٢١/١، و ٣٨: ٣٠٥/٥، و ٣٠٩/٩ (نحوه).

٤٦٤

دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة وهي تحدث الناس، فقلت لها: يرحمك الله، حدثيني في بعض فضائل أميرالمؤمنين علي عليه السلام. قالت: أحدثك وهذا شيخ كما ترى بين يدي نائم.

فقلت لها: ومن هذا؟ فقالت: أبوالحمراء، خادم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فجلست إليه، فلما سمع حسي استوى جالسا، فقال: مه. فقلت: رحمك الله، حدثني بما رأيت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يصنعه بعلي عليه السلام، فإن الله يسألك عنه.

فقال: على الخبير وقعت، أما ما رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يصنعه بعلي عليه السلام، فإنه قال: لي ذات يوم: يا أبا الحمراء، انطلق فادع لي مائة من العرب، وخمسين رجلا من العجم، وثلاثين رجلا من القبط، وعشرين رجلا من الحبشة. فأتيت بهم، فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فصف العرب، ثم صف العجم خلف العرب، وصف القبط خلف العجم، وصف الحبشة خلف القبط، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه، ومجد الله بتمجيد لم يسمع الخلائق بمثله، ثم قال: يا معشر العرب والعجم والقبط والحبشة، أقررتم بشهادة أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمّدا عبده ورسوله؟ فقالوا: نعم. فقال: اللهم أشهد. حتى قالها ثلاثا، فقال في الثلاثة: أقررتم بشهادة أن لا إله إلا الله، وأني محمّدا عبده ورسوله، وأن عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين وولي أمرهم من بعدي، فقالوا: اللهم نعم. فقال: اللهم أشهد. حتى قالها ثلاثا.

ثم قال لعلي عليه السلام: يا أبا الحسن، انطلق فأتني بصحيفة ودواة، فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب، وقال: اكتب. فقال: وما أكتب؟ قال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أقرت به العرب والعجم والقبط والحبشة، أقروا بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمّدا عبده ورسوله، وأن عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين وولي أمرهم من بعدي، ثم ختم الصحيفة، ودفعها إلى علي عليه السلام فما رأيتها إلى الساعة.

فقلت: رحمك الله. زدني. فقال: نعم، خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم عرفة، وهو آخذ بيد علي عليه السلام، فقال: يا معشر الخلائق، إن الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامة، ثم التفت إلى علي عليه السلام، فقال له: وغفر لك - يا

٤٦٥

علي - خاصة.

ثم قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا علي ادن مني. فدنا منه، فقال: إن السعيد حق السعيد من أحبك وأطاعك، وإن الشقي كل الشقي من عاداك ونصب لك وأبغضك. يا علي، كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك. يا علي، من حاربك فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب الله عزّوجلّ. يا علي، من أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، وأتعس الله جده، وأدخله نار جهنم(١) .

وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين

______________

(١) أمالي الطوسي: ٤٢٦/٩٥٣ (نحوه) بحار الانوار ٣٨: ١٠٨/٣٨.

٤٦٦

[ ٦١ ]

المجلس الحادي والستون

مجلس يوم الجمعة

الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٦٢٢/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبوذر يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزاز رضي الله عنه بالكوفة، قال: حدّثنا عمي عليّ بن العباس، قال: حدّثنا عليّ بن المنذر، قال: حدّثنا عبدالله بن سالم، عن حسين بن زيد، عن عليّ بن عمر بن علي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنه قال: يا فاطمة، إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغبضك، ويرضى لرضاك، قال: فجاء صندل، فقال لجعفر ابن محمّد عليهما السلام: يا أبا عبدالله، إن هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة! فقال له جعفر عليه السلام: وما ذاك يا صندل؟ قال: جاءنا عنك أنك حدثتهم أن الله يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها؟

قال: فقال جعفر عليه السلام: يا صندل، ألستم رويتم فيما تروون أن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن، ويرضى لرضاه؟ قال: بلى. قال: فما تنكرون أن تكون فاطمة عليها السلام مؤمنة، يغضب الله لغضبها، ويرضى لرضاها! قال: فقال: الله

٤٦٧

أعلم حيث يجعل رسالته(١) .

٦٢٣/٢ - حدّثنا أبوالحسن عليّ بن الحسين بن شقير(٢) بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة، قال: حدّثنا أبوعبدالله جعفر بن أحمد بن يوسف الازدي، قال: حدّثنا عليّ بن بزرج الحناط، قال: حدّثنا عمرو بن اليسع، عن عبدالله بن اليسع، عن عبدالله(٣) بن سنان، عن أبي عبدالله الصادق جعفر ابن محمّد عليهما السلام، قال: أتي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقيل له: إن سعد بن معاذ قد مات. فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقام أصحابه معه فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب(٤) ، فلما أن حنط وكفن وحمل على سريره، تبعه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بلا حذاء ولا رداء، ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى لحده وسوى اللبن عليه وجعل يقول: ناولوني حجرا، ناولوني ترابا رطبا، يسد به ما بين اللبن، فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إني لاعلم أنه سيبلى ويصل البلى إليه، ولكن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه.

فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد: يا سعد، هنيئا لك الجنة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا أم سعد مه، لا تجزمي على ربك، فإن سعدا قد أصابته ضمة.

قال: فرجع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ورجع الناس، فقالوا له: يا رسول الله، لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد، إنك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء، فتأسيت بها، قالوا: وكنت تأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة؟ قال: كانت يدي في يد

______________

(١) أمالي الطوسي: ٤٢٧/٩٥٤، بحار الانوار ٤٣: ٢١/١٢.

(٢) تقدم في المجلس (١) حديث (٦) بهذا العنوان، وفي الخصال: ٢٠٧/٢٧، ومعاني الاخبار: ١٨٩/١، وعلل الشرائع: ٣٠٩/٤، باب ٢٦٢: بن سفيان.

(٣) (بن اليسع، عن عبدالله) لم يرد في نسخة، وفي العلل وأمالي الطوسي: عمرو بن اليسع.

(٤) عضادتا الباب: الخشبتان المثبتتان على جانبي الباب.

٤٦٨

جبرئيل عليه السلام آخذ حيث يأخذ. قالوا: أمرت بغسله، وصليت على جنازته ولحدته في قبره، ثم قلت: إن سعدا قد أصابته ضمة؟ قال: فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: نعم، إنه كان في خلقه مع أهله سوء(١) .

٦٢٤/٣ - حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن أسد الاسدي بالري في رجب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، قال: حدّثنا عبدالله بن سليمان، وعبدالله بن محمّد الوهبي، وأحمد بن عمير ومحمّد بن أبي أيوب، قالوا: حدّثنا عبدالله بن هانئ بن عبد الرحمن، قال: حدّثنا أبي، عن عمه إبراهيم، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أصبح معافى في جسده، آمنا في سربه(٢) ، عنده قوت يومه، فكأنما خيرت له الدنيا.

يا بن جعشم، يكفيك منها ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فإن يكن بيت يكنك فذاك، وإن تكن دابة تركبها فبخ بخ، وإلا فالخبز وماء الجر(٣) ، وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب(٤) .

٦٢٥/٤ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن الفضل الكوفي رضي الله عنه في مسجد أميرالمؤمنين عليه السلام بالكوفة، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر المعروف بابن التبان، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم النهمي، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الوهاب، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا توبة بن الخليل، قال: سمعت محمّد بن الحسن يقول: حدّثنا هارون بن خارجة، قال: قال لي الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: كم بين منزلك وبين مسجد الكوفة؟ فأخبرته، فقال: ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وقد صلى فيه، وإن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مر به ليلة

______________

(١) علل الشرائع: ٣٠٩/٤، أمالي الطوسي: ٤٢٧/٩٥٥، بحار الانوار ٦: ٢٢٠/١٤، و ٢٢: ١٠٧/٦٧.

(٢) السرب: النفس والقلب يقال: هو آمن السرب، وآمن في سربه، أي آمن النفس والقلب، أو آمن على ماله من أهل ومال.

(٣) الجر: جمع جرة، وهي إناء من خزف.

(٤) الخصال: ١٦ ١/٢١١، أمالي الطوسي: ٤٢٨/٩٥٦، بحار الانوار ٧٠: ٣١٣/١٥، و ٧٧: ١١٤/٧.

٤٦٩

أسري به، فاستأذن له الملك فصلى فيه ركعتين، والصلاة الفريضة فيه ألف صلاة، والنافلة فيه خمسمائة صلاة، والجلوس فيه من غير تلاوة قرآن عبادة، فاته ولو زحفا(١) .

٦٢٦/٥ - حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي، قال: حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدّثنا عليّ بن الجعد، قال: أخبرنا شعبة، قال: حدّثنا الحكم، قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول: لقيت كعب بن عجرة، فقال، ألا أهدي لك هدية؟ إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد علمتنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمّد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حممد مجيد(٢) .

٦٢٧/٦ - حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن حكيم العسكري، قال: حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عبد الكريم، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن البرقي: قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: قرأت على أبي عمر الصنعاني، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: رب أشعث أغبر ذي طمرين مدقع(٣) بالابواب، لو أقسم على الله لابره(٤) .

٦٢٨/٧ - حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمدان بن المغيرة القشيري، قال: حدّثنا أبوالحريش أحمد بن عيسى الكلابي، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام سنة خمسين ومائتين، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، في قول

______________

(١) أمالي الطوسي: ٤٢٨/٩٥٧، بحار الانوار ١٠٠: ٣٩١/١٦، ١٧.

(٢) أمالي الطوسي ٤٢٩/٩٥٨، بحار الانوار ٩٤: ٤٨/٦.

(٣) في نسخة: مدفع، والمدقع: الفقير الذي قد لصق بالتراب من الفقر.

(٤) أمالي الطوسي: ٤٢٩/٩٥٩، بحار الانوار ٧٢: ٣٦/٢٩.

٤٧٠

الله عزّوجلّ:( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) (١) ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: إن الله عزّوجلّ قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة(٢) .

٦٢٩/٨ - حدّثنا جعفر بن الحسين رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطة، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن عبدالله ابن مسكان، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء، لان الناس إذا استغنوا كفوا عن أموالهم، وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب، لان الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم، وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم، فأصبح أهل البخيل يتمنون فقر الناس، وأصبح أهل العيوب يتمنون معايب الناس، وأصبح أهل السفه يتمنون سفه الناس، وفي الفقر الحاجة إلى البخيل، وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب، وفي السفه المكافأة بالذنوب(٣) .

٦٣٠/٩ - حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطة، قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق بن سعد، عن بكر بن محمّد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: الناس في الجمعة على ثلاث منازل: رجل شهدها بإنصات وسكون قبل الامام وذلك كفارة لذنوبه من الجمعة إلى الجمعة الثانية وزيادة ثلاثة أيام، لقول الله عزّوجلّ:( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (٤) ، ورجل شهدها بلغط(٥) وملق وقلق فذلك حظه، ورجل شهدها والامام يخطب فقام يصلي فقد أخطأ السنة، وذاك ممن إذا سأل الله عز

______________

(١) الرحمن ٥٥: ٦٠.

(٢) التوحيد: ٢٨/٢٩، أمالي الطوسي: ٤٢٩/٩٦٠، و: ٥٦٩/١١٧٧، بحار الانوار ٣: ٢/٢.

(٣) الخصال: ١٥٢/١٨٨، أمالي الطوسي: ٤٣٠/٩٦١، بحار الانوار ٧٣: ٣٠٠/٥.

(٤) الانعام ٦: ١٦٠.

(٥) اللغط: الصوت والجلبة.

٤٧١

وجل، إن شاء أعطاه، وإن شاء حرمه(١) .

٦٣١/١٠ - حدّثنا محمّد بن بكران النقاش رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني مولى بني هاشم، قال: حدثني عبيد بن حمدون الرؤاسي، قال: حدّثنا حسين بن نصر، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: شكوت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دينا كان علي، فقال: يا علي، قل اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك، فلو كان عليك مثل صبير دينا قضاه الله عنك. وصبير: جبل باليمن، ليس باليمين جبل أجل ولا أعظم منه(٢) .

٦٣٢/١١ - حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، قال: حدّثنا أحمد بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين ابن علي، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنا مدينة الحكمة - وهي الجنة - وأنت يا علي بابها، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة، ولا يهتدى إليها إلا من بابها؟(٣) .

٦٣٣/١٢ - حدّثنا الحسين بن يحيى بن ضريس البجلي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبوعوانة، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبدالله بن مسلمة القعنبي، قال: حدّثنا عبدالله بن لهيعة، عن محمّد بن عبد الرحمن بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن جده، قال: وقع رجل في عليّ بن أبي طالب بمحضر من عمر بن الخطاب، فقال له عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟ محمّد بن عبدالله بن عبد المطلب، وعليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، لا تذكرن عليا إلا بخير، فإنك إن تنقصته آذيت هذا في

______________

(١) قرب الاسناد: ٣٤/١١١، أمالي الطوسي: ٤٣٠/٩٦٢، بحار الانوار ٨٩: ١٨٩/٢٨.

(٢) أمالي الطوسي: ٤٣٠/٩٦٣، بحار الانوار ٩٥: ٣٠١/١.

(٣) أمالي الطوسي: ٤٣١/٩٦٤، بحار الانوار ٤٠: ٢٠٠/٢.

٤٧٢

قبره(١) .

٦٣٤/١٣ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، قال: حدثني محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق، واسمه سليمان بن سفيان، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: يقوم الناس عن فرشهم على ثلاثة أصناف: فصنف له ولا عليه، وصنف عليه ولا له، وصنف لا عليه ولا له، فأما الصنف الذي له ولا عليه، فهو الذي يقوم من منامه ويتوضأ ويصلي ويذكر الله عزّوجلّ، والصنف الذي عليه ولا له، فهو الذي لم يزل في معصية الله حتى نام فذاك الذي عليه ولا له، والصنف الذي لا له ولا عليه، فهو الذي لا يزال نائما حتى يصبح، فذاك لا له ولا عليه(٢) .

٦٣٥/١٤ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، قال: حدثني محمّد بن عبد الجبار، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، قال: أخبرني داود بن كثير الرقي، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: من أحب أن يخفف الله عزّوجلّ عنه سكرات الموت، فليكن لقرابته وصولا، وبوالديه بارا، فإذا كان كذلك هون الله عليه سكرات الموت، ولم يصبه في حياته فقر أبدا(٣) .

٦٣٦/١٥ - وبهذا الاسناد، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن عليّ بن ميمون الصائغ، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: من أراد أن يدخله الله عزّوجلّ في رحمته ويسكنه جنته، فليحسن خلقه، وليعط النصفة(٤) من نفسه، وليرحم اليتيم، وليعن الضعيف، وليتواضع لله الذي خلقه(٥) .

٦٣٧/١٦ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا

______________

(١) أمالي الطوسي: ٤٣١/٩٦٥، بحار الانوار ٤٠: ١١٧/١.

(٢) أمالي الطوسي: ٤٣١/٩٦٦، بحار الانوار ٨٧: ١٦٩/١.

(٣) أمالي الطوسي: ٤٣٢/٩٦٧، بحار الانوار ٧٤: ٦٦/٣٣.

(٤) النصفة: الانصاف.

(٥) أمالي الطوسي: ٤٣٢/٩٦٨، بحار الانوار ٧٥: ٢/١، و ١٨/٦، ٧.

٤٧٣

محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبراهيم ابن عبد الحميد، عن سعد الاسكاف، (عن زياد بن عيسى، عن أبي الجارود)(١) ، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام، أنه كان يقول: من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخا مستفادا في الله، أو علما مستطرفا، أو آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو كلمة ترده عن ردى، أو يسمع كلمة تدله على هدى، أو يترك ذنبا خشية أو حياء(٢) .

٦٣٨/١٧ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم ابن هاشم، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن زرارة بن أعين، قال: قال أبوجعفر عليه السلام: إنما فرض الله عزّوجلّ على الناس من الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلاثين صلاة، فيها صلاة واحدة فرضها الله في جماعة وهي الجمعة، ووضعها عن تسعة: عن الصغير، والكبير، والمجنون، والمسافر، والعبد، والمرأة والمريض، والاعمى، ومن كان على رأس فرسخين(٣) .

٦٣٩/١٨ - وبهذا الاسناد، قال: قال أبوجعفر الباقر عليه السلام: القنوت في الوتر كقنوتك يوم الجمعة، تقول في دعاء القنوت: اللهم تم نورك فهديت، فلك الحمد ربنا، وبسطت يدك فأعطيت، فلك الحمد ربنا، وعظم حلمك فعفوت، وفلك الحمد ربنا، وجهك أكرم الوجوه، وجهتك خير الجهات، وعطيتك أفضل العطيات وأهنأها، تطاع ربنا فتشكر، وتعصى ربنا فتغفر لمن شئت، تجيب المضطر، وتكشف الضر، وتشفي السقيم، وتنجي من الكرب العظيم، لا يجزي بآلائك أحد، ولا يحصي نعماءك قول قائل.

اللهم إليك رفعت الابصار، ونقلت الاقدام، ومدت الاعناق، ورفعت الايدي، ودعيت بالالسن، وتحوكم إليك في الاعمال، ربنا اغفر لنا وارحمنا، وافتح بيننا وبين

______________

(١) أثبتناه من ثواب الاعمال، والخصال، والتهذيب.

(٢) قرب الاسناد: ٦٨/٢١٩ « نحوه »، المحاسن: ٤٨/٦٦ « نحوه » ثواب الاعمال: ٢٧، الخصال: ٤٠٩/١٠. التهذيب ٣: ٢٤٨/٦٨١، أمالي الطوسي: ٤٣٢/٩٦٩، بحار الانوار ٨٣: ٣٥١/٤.

(٣) أمالي الطوسي: ٤٣٢/٩٧٠، بحار الانوار ٨٩: ١٥٣/١.

٤٧٤

خلقك بالحق، وأنت خير الفاتحين.

اللهم إليك نشكو غيبة نبينا، وشدة الزمان علينا، ووقوع الفتن، وتظاهر الاعداء، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، فافرج ذلك يا رب بفتح منك تعجله، ونصر منك تعزه، وإمام عدل تظهره، إله الحق رب العالمين.

ثم تقول في قنوت الوتر بعد هذا: استغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة، وتعوذ بالله من النار كثيرا، وتقول في دبر الوتر بعد التسليم: سبحان ربي الملك القدوس العزيز الحكيم، ثلاث مرات. الحمد لرب الصباح، الحمد لفالق الاصباح، ثلاث مرات(١) .

٦٤٠/١٩ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن عليّ بن معبد، عن بندار بن حماد، عن عبدالله بن فضالة، عن أبي عبدالله - أو أبي جعفر - عليهما السلام، قال: سمعته يقول: إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرات: قل لا إله إلا الله، ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما، فيقال له: قل محمّد رسول الله، سبع مرات، ويترك حتى يتم له أربع سنين، ثم يقال له سبع مرات: قل صلّى الله على محمّد وآله، ثم يترك حتى يتم له خمس سنين، ثم يقال له: أيهما يمينك، وأيهما شمالك؟ فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القلبة ويقال له: اسجد، ثم يترك حتى يتم له ست سنين، فإذا تم له ست سنين صلى وعلم الركوع والسجود، ثم يترك حتى يتم له سبع سنين، فإذا تم له سبع سنين، قيل: له اغسل وجهك وكفيك، فإذا غسلهما قيل له: صلى، ثم يترك حتى يتم له تسع سنين، فإذا تمت له علم الوضوء وضرب عليه، وأمر بالصلاة وضرب عليها، فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه إن شاء الله تعالى(٢) .

وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين

______________

(١) أمالي الطوسي: ٤٣٢/٩٧١، بحار الانوار ٨٧: ١٩٨/٦، و ٨٩: ١٩٠/٢٩، إلى قوله: إله الحق رب العالمين.

(٢) أمالي الطوسي: ٤٣٣/٩٧٢، بحار الانوار ١٠٤: ١٠٠/٨٢.

٤٧٥

[ ٦٢ ]

المجلس الثاني وستون

مجلس يوم الثلاثاء

سلخ شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٦٤١/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدمي، عن هارون بن مسلم، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن إسماعيل، قال: أخبرني أبوأسامة زيد الشحام، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: من أخر المغرب حتى تشتبك النجوم من غير علة، فأنا إلى الله منه برئ(١) .

٦٤٢/٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن سنان، قال: قال الصادق جعفر ابن محمّد عليهما السلام: لا تتخللوا بعود الريحان، ولا بقضيب الرمان، فإنهما يهيجان عرق الجذام(٢) .

______________

(١) بحار الانوار ٨٣: ٥٩/١٩.

(٢) المحاسن: ٥٦٤/٩٦٦، الخصال: ٦٣/٩٤، علل الشرائع: ٥٣٣/١، بحار الانوار ٦٦: ٤٣٧/٣.

٤٧٦

٦٤٣/٣ - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، قال: دخلت إلى الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، فقال لي: يا حمزة، من أين أقبلت؟ قلت له: من الكوفة. قال: فبكى عليه السلام حتى بلت دموعه لحيته، فقلت له: يا بن رسول الله، ما لك أكثرت البكاء؟ فقال: ذكرت عمي زيدا وما صنع به فبكيت.

فقلت له: وما الذي ذكرت منه؟ فقال: ذكرت مقتله، وقد أصاب جبينه سهم، فجاءه ابنه يحيى فانكب عليه، وقال له: أبشر يا أبتاه، فإنك ترد على رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم). قال: أجل يا بني، ثم دعا بحداد فنزع السهم من جبينه، فكانت نفسه معه، فجئ به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة، فحفر له فيها ودفن، وأجرى عليه الماء وكان معهم غلام سندي لبعضهم، فذهب إلى يوسف ابن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إياه، فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكناسة أربع سنين، ثم أمر به فأحرق بالنار، وذري في الرياح، فلعن الله قاتله وخاذله، وإلى الله جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته، وبه نستعين على عدونا، وهو خير مستعان(١) .

٦٤٤/٤ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، قال: حدّثنا الحسن بن القاسم قراءة، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلي، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن خالد، قال: حدّثنا عبدالله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن عليّ بن الحسين عليهم السلام، قال: بينا أميرالمؤمنين عليه السلام ذات يوم جالس مع أصحابه يعبئهم للحرب، إذ أتاه شيخ عليه شحبة السفر، فقال: أين أميرالمؤمنين؟ فقيل: هو ذا. فسلم عليه، ثم قال: يا أميرالمؤمنين، إني أتيتك من ناحية الشام، وأنا شيخ كبير، قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي، وإني أظنك ستغتال، فعلمني مما علمك الله.

قال عليه السلام: نعم يا شيخ، من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همته

______________

(١) بحار الانوار ٤٦: ١٧٢/٢٢.

٤٧٧

اشتدت حسرته عند فراقها، ومن كان غده شر يوميه فمحروم، ومن لم يبال بما زرى(١) من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، ومن كان في نقص فالموت خير له.

يا شيخ، إن الدنيا خضرة حلوة ولها أهل، وإن الآخرة لها أهل ظلفت(٢) أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا، لا يتنافسون في الدنيا، ولا يفرحون بغضارتها، ولا يحزنون لبؤسها.

يا شيخ، من خاف البيات قل نومه، ما أسرع الليالي والايام في عمر العبد! فاخزن لسانك وعد كلامك، يقل كلامك إلا بخير.

يا شيخ، أرض للناس ما ترضى لنفسك، وأت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك.

ثم أقبل على أصحابه، فقال: أيها الناس، أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى، فبين صريع يتلوى، وبين عائد ومعود، وآخر بنفسه يجود، وآخر لا يرجى، وآخر مسجى، وطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وعلى أثر الماضي يصير الباقي.

فقال له زيد ين صوحان العبدي: يا أميرالمؤمنين، أي سلطان أغلب وأقوى؟ قال: الهوى. قال: فأي ذل أذل؟ قال: الحرص على الدنيا. قال: فأي فقر أشد؟ قال: الكفر بعد الايمان. قال: فأي دعوة أضل؟ قال: الداعي بما لا يكون قال: فأي عمل أفضل؟ قال: التقوى. قال: فأي عمل أنجح؟ قال: طلب ما عند الله. قال: فأي صاحب شر؟ قال: المزين لك معصية الله، قال: فأي الخلق أشقى؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره. قال: فأي الخلق أقوى؟ قال: الحليم، قال: فأي الخلق أشح؟ قال: من أخذ المال من غير حله، فجعله في غير حقه. قال: فأي الناس أكيس؟ قال: من أبصر رشده من غيه، فمال إلى رشده. قال: فمن أحلم الناس؟ قال: الذي لا يغضب. قال: فأي الناس أثبت

______________

(١) أي تهاون وقصر، وفي نسخة: رزأ، وفي أخرى: رزئ.

(٢) ظلفت نفسه عن الشئ: كفت، فهو ظلف، أي مترفع عن الدنايا.

٤٧٨

رأيا؟ قال: من لم يغره الناس من نفسه ولم تغره الدنيا بتشوفها(١) . قال: فأي الناس أحمق؟ قال: المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيه من تقلب أحوالها. قال: فأي الناس أشد حسرة؟ قال: الذي حرم الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.

قال: فأي الخلق أعمى؟ قال: الذي عمل لغير الله يطلب بعلمه الثواب من عند الله عزّوجلّ. قال: فأي القنوع أفضل؟ قال: القانع بما أعطاه الله. قال: فأي المصائب أشد؟ قال: المصيبة بالدين. قال فأي الاعمال أحب ألى الله عزّوجلّ؟ قال: انتظار الفرج. قال: فأي الناس خير عند الله عزّوجلّ؟ قال: أخوفهم لله، وأعملهم بالتقوى، وأزدهم في الدنيا. قال: فأي الكلام أفضل عند الله عزّوجلّ؟ قال: كثرة ذكره والتضرع إليه ودعاؤه. قال: فأي القول أصدق؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله. قال: فأي الاعمال أعظم عند الله عزّوجلّ؟ قال: التسليم والورع. قال: فأي الناس أكرم؟ قال: من صدق في المواطن.

ثم أقبل عليه السلام على الشيخ، فقال: يا شيخ، إن الله عزّوجلّ خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم، فزهدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم إليه، وصبروا على ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة فلقوا الله وهو عنهم راض، وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي، فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة، ولبسوا الخشن، وصبروا على القوت، وقدموا الفضل، وأحبوا في الله عزّوجلّ، وأبغضوا في الله عزّوجلّ، أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة، والسلام.

فقال الشيخ: فأين أذهب وأدع الجنة، وأنا أراها وأرى أهلها معك يا أميرالمؤمنين؟ جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك. فأعطاه أميرالمؤمنين عليه السلام سلاحا وحمله، فكان في الحرب بين يدي أميرالمؤمنين عليه السلام يضرب قدما، وأميرالمؤمنين عليه السلام يعجب مما يصنع، فلما اشتدت الحرب أقدم فرسه حتى

______________

(١) التشوف: التزين.

٤٧٩

قتل رحمه الله وتبعه رجل من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام، فوجده صريعا، ووجد دابته، ووجد سيفه في ذراعه، فلما انقضت الحرب أتى أميرالمؤمنين عليه السلام بدابته وسلاحه، وصلى أميرالمؤمنين عليه السلام عليه، وقال: هذا والله السعيد حقا، فترحموا على أخيكم(١) .

٦٤٥/٥ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر ابن محمّد، عن أبيه عليهما السلام: أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم صلى على سعد بن معاذ، فقال: لقد وافى من الملائكة للصلاة عليه تسعون ألف ملك، وفيهم جبرئيل يصلون عليه. فقلت: يا جبرئيل، بما استحق صلاتكم عليه؟ قال: بقراءته(٢) ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) قائما وقائدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا(٣) .

٦٤٦/٦ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن داود بن سرحان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها، ولو أن تعلق في عنقها قلادة، ولا ينبغي أن تدع يدها من الخضاب، ولو أن تمسها بالحناء مسا، وإن كانت مسنة(٤) .

٦٤٧/٧ - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن مفضل ابن عمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: إذا كان حين(٥) يبعث الله تبارك وتعالى شأنه العباد أتي بالايام، تعرفها الخلائق باسمها وحليتها، ويقدمها يوم الجمعة له نور ساطع، تتبعه سائر الايام كأنها عروس كريمة ذات وقار تهدى إلى

______________

(١) الغايات: ٦٦، معاني الاخبار: ١٩٧/٤، أمالي الطوسي: ٤٣٤/٩٧٤، بحار الانوار ٧٧: ٣٧٦/١.

(٢) في نسخة: بقراءة.

(٣) التوحيد: ٩٥/١٣، ثواب الاعمال: ١٢٨، أمالي الطوسي: ٤٣٧/٩٧٥، بحار الانوار ٩٢: ٣٤٦/٦.

(٤) أمالي الطوسي: ٤٣٧/٩٧٦، بحار الانوار ١٠٣: ٢٨٨/٢١.

(٥) في نسخة: حيث.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780