الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق7%

الأمالي شيخ الصدوق مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 780

الأمالي شيخ الصدوق
  • البداية
  • السابق
  • 780 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 466108 / تحميل: 8998
الحجم الحجم الحجم
الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

الحجة سنة ٣٦٧ ه‍، وأملى المجلس (٢٧) في غرة المحرم سنة ٣٦٨ ه‍ بعد رجوعه من المشهد، وأملى المجلس (٩٣) يوم الجمعة الثاني عشر من شعبان سنة ٣٦٨ ه‍ في نيسابور، وأملى المجلس (٩٤) يوم الثلاثاء السابع عشر من شعبان سنة ٣٦٨ ه‍ في مشهد الامام الرضا عليه السلام، وهكذا بقية المجالس.

ويحتوي كتاب الامالي للشيخ الصدوق على طائفة من الاحاديث النبوية الشريفة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام في موضوعات مختلفة، منها أحاديث في بعض جوانب السيرة المحمّدية، وأحاديث في الاسراء والمعراج، وعلى أدعية ومواعظ مأثورة، وعلى فضائل أهل البيت عليهم السلام وأحوالهم ومناقبهم، هذا فضلا عن الموضوعات التاريخية والاخلاقية والعقائدية المختلفة التي تناولها الشيخ في كتابه هذا.

وطبع هذا الكتاب مرارا حيث طبع بطهران سنة ١٣٠٠ ه، وأخرى سنة ١٣٧٤ ه، وأخرى سنة ١٣٧٣ ه في مطبعة الحكمة بقم، وأخرى سنة ١٤٠٠ ه في مؤسسة الاعلمي ببيروت، وله ترجمة بالفارسية للسيد علي الامامي، وأخرى للسيد صادق ابن السيد حسين التوشخانلي فرغ منها سنة ١٣٠١ ه‍، وترجمة أخرى للشيخ محمّد باقر كوه كمره اي المتوفي في ٥ محرم سنة ١٤١٦ ه، وهي مطبوعة مع الاصل العربي من منشورات المكتبة الاسلامية، طهران.

أسانيد وطرق رواية الامالي:

هناك طرق كثيرة في رواية هذا الكتاب، متصلة الاسناد إلى المصنف رحمه الله، يوجد بعض منها في إجازات ومصنفات علمائنا المتأخرين عنه، أو في مصادر ترجمة المؤلف والكتاب، أو مثبتة على الصفحات الاول للنسخ المخطوطة من الكتاب، وفيما يلي خمسة أسانيد أثبتناها من النسخ المخطوطة وبعض التراجم:

١ - السند الذي أثبته الشيخ آغا بزرك الطهراني في (الذريعة) حيث قال: السند العالي إلى هذا الكتاب كما رأيته في صدر نسخة السيد محمّد الطباطبائي اليزدي

٤١

هكذا: حدثني الشيخ أبومحمّد عبدالله بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن العباس بن الفاخر الدوريستي، عن جده محمّد بن موسى، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن أحمد، عن مؤلفه الشيخ الصدوق. والشيخ عبدالله هذا ممن أدرك أوائل المائة السابعة كما في عنوان دوريست في (معجم البلدان) قال: (أنه توفي بعد الستمائة بيسير) فروايته عن الصدوق المتوفى سنة ٣٨١ ه‍ بثلاث وسائط سند عال كما لا يخفى(١) .

٢ - السند المثبت في نسخة ابن السكون ونسخة الروضاتي ونسخة الشيخ رضا الاستادي والامالي المطبوع، وهو: أخبرني سيدنا الشيخ الجليل العالم أبوالحسن عليّ بن محمّد بن الحسين القمي (أدام الله تأييده) سنة سبع وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه أبوالحسن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي رحمه الله سنة أربع وسبعين وأربعمائة، قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن عليّ سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة والسيد أبوالبركات عليّ بن الحسين الحسيني سنة ست وعشرين وأربعمائة (رضي الله عنهما)، قالا: حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب من سنة سبع وستين وثلاثمائة.

٣ - السند المثبت في بداية نسخة مكتبة مجلس الشورى، وهو: أخبرنا الشيخ الامام الناقد، عين الدين، جمال الائمة، فريد العصر، أبوالقاسم أحمد بن حمزة النعيمي (أطال الله بقاءه)، أخبرنا الشيخ الامام العالم الزاهد موفق الدين ركن الاسلام أبوالحسن عليّ بن محمّد بن أبي الحسن بن عبد الصمد التميمي رضي الله عنه(٢) ، أخبرنا

______________

(١) الذريعة ٢: ٣١٥.

(٢) قال الشيخ آغا بزرك: هو الشيخ عليّ بن أبي الحسن محمّد بن الفقيه أبي الحسن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي النيسابوري من العلماء الاعلام وأهل الدراية والرواية. وهو من بيت العلم، كان جده الاعلى عبد الصمد من تلاميذ الشيخ الصدوق، وجده الادنى عليّ بن عبد الصمد من تلاميذ شيخ الطائفة الطوسي، ويروى عن جمع من تلاميذ الصدوق أيضا، ووالده أبوالحسن محمّد بن عليّ هو أخو ركن الدين عليّ بن عليّ =

٤٢

الشيخ الفقيه العالم زين الدين والدي، أخبرنا الشيخ الفقيه العالم الوالد أبوالحسن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي، أخبرنا السيد الجليل العالم أبوالبركات علي ابن الحسين العلوي الجوري (نور الله ضريحه)(١) والشيخ أبوبكر محمّد بن أحمد بن عليّ رحمه الله(٢) ، قالا: أخبرنا الشيخ الفقيه السعيد أبوجعفر محمّد بن عليّ بن موسى ابن بابويه القمي (رضي الله عنه وأرضاه).

٤ - السند المثبت في بداية نسخة الحاج أفضل، وهو: يقول عليّ بن محمّد بن أبي الحسن (عليّ بن) عبد الصمد التميمي كاتب هذه النسخة، والشيخ أبوبكر أحمد ابن علي رحمه الله: حدّثنا بجميع ما في هذا الكتاب الشيخ الفقيه العالم الزاهد المفيد والدي (طيب الله تربته) قراءة عليه، وخطه عندي حجة في شهور سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، قال: حدّثنا الشيخ الفقيه والدي، قال: حدثني السيد العالم أبوالبركات عليّ بن الحسين الجوري، قال: حدّثنا الشيخ الفقيه الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (قدس الله روحهم ونور ضريحهم).

______________

= ابن عبد الصمد، وهو يروي عن والده سنة ٥٣٣ كما صرح به في أول سند (الامالي) الذي استنسخه بنفسه وذكر أنه يروي عن والده في التاريخ، وهو عن والده أبي الحسن الفقيه عليّ بن عبد الصمد، عن أبي البركات علي ابن الحسين الجوري سنة ٤١٤ ه‍، عن الشيخ الصدوق (المصنف له والمتوفى ٣٨١). « الثقات العيون: ٢٠٤ ».

(١) قال الشيخ آغا بزرك: هو عليّ بن الحسين الحسيني الجوري، أبوالبركات، من تلاميذ الصدوق المتوفي سنة ٣٨١ ه‍، روى عنه تصانيفه (الامالي) وغيره، وروى عنه الفقيه أبوالحسن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي النيسابوري قراءة عليه في سنة ٤١٤ ه‍ كما يظهر من أسانيد (منية الداعي)، ويظهر من صدر بعض نسخ (المجالس) للصدوق أنه قرأه الفقيه أبوالحسن عليّ بن عبد الصمد على أبي البركات في سنة ٤٢٦ ه‍. (النابس في القرن الخامس: ١١٩).

(٢) قال الشيخ آغا بزرك: من تلاميذ الصدوق الذي توفي سنة ٣٨١ ه‍، ويروى عنه الفقيه أبوالحسن عليّ بن عبد الصمد التميمي، كما يروى عن جمع من تلاميذ الصدوق، ومنهم أبوالبركات الجوري الذي قرأ عليه في ٤١٤ ه‍، كما في (منية الداعي) ويظهر من أول بعض نسخ (المجالس) للصدوق أنه قرأه الفقيه أبوالحسن التميمي النيسابوري المذكور على صاحب الترجمة في سنة ٤٢٣ ه‍، وعلى أبي البركات في سنة ٤٢٦ ه‍. (النابس في القرن الخامس: ١٥٠).

٤٣

٥ - السند المثبت في ترجمة عليّ بن محمّد بن عليّ بن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي(١) في كتاب (الثقات العيون) وهو بما لفظه: حدّثنا بجميع الكتاب والدي (قدس سره) وخطه شاهد عندي في سنة ٥٣٣ ه‍، قال: حدثني والدي، قال: حدثني السيد أبوالبركات عليّ بن الحسين الجوري، والشيخ أبوبكر محمّد بن أحمد ابن علي رضي الله عنه، عن الشيخ الصدوق.

منهج التحقيق:

عمد قسم الدراسات الاسلامية في مؤسسة البعثة إلى تحقيق كتاب الامالي للشيخ الصدوق، وذلك لانه لم يحظ بما يستحقه من التصحيح والضبط على نسخه المخطوطة، وبقيت جميع طبعاته تتوالى على النسخة المطبوعة الاولى دون الاهتمام بالمقابلة والضبط وإعداد الفهارس وغيرها من مراحل التحقيق ومهامه المختلفة، وبقي الكتاب في كثير من مواضعه يعاني من مشكلات التصحيف والتحريف والاوهام في رجال السند ومتون الاحاديث، وهو ما بذلنا أقصى الجهد في سبيل تنقيته منها وتصحيحه على النسخ التالية:

١ - نسخة السيد موسى الزنجاني، وهي النسخة المطبوعة في قم سنة ١٣٧٣ ه‍، وقد قابلها بخمسة نسخ مخطوطة:

أوّلاً: نسخة الشيخ رضا الاستادي، وقد رمز لها ب (دى).

ثانياً: نسخة الحاج أفضل، وقد رمز لها ب (ضل).

______________

(١) قال الشيخ آغا بزرك: هو عليّ بن محمّد بن عليّ بن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي، وهو يروي عن محمّد بن عليّ بن عبد الصمد مصرحا بأنه عم أبيه في كتابه (منية الداعي)، كما يروي عن عليّ بن عليّ بن عبد الصمد مصرحا بأنه جده، وقد كتب صاحب الترجمة نسخة (الامالي) للصدوق، واستنسخ صاحب (المعالم) نسخة عن خطه ونقل صورة خطه في آخر النسخة. « الثقات العيون: ٢٠٥ ».

٤٤

ثالثاً: نسخة ابن السكون(١) ، وقد رمز لها ب (س).

رابعاً: نسخة الروضاتي، وقد رمز لها ب (ض).

خامساً: نسخة مكتبة مجلس الشورى، وقد رمز لها ب (ش).

٢ - نسخة السيد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله، وهي النسخة المطبوعة في بيروت سنة ١٤٠٠ ه‍، وقد قابلها بنسخة ابن السكون أيضا.

ويمكن إجمال عملنا في هذا الكتاب بالنقاط التالية:

١ - مقابلة نسخة السيد عبد العزيز الطباطبائي بنسخة السيد الزنجاني، وتثبيت كافة الاختلافات على نسخة واحدة، ومن ثم قابلنا هذه النسخة بالمنقول من كتاب الامالي في (بحار الانوار) للعلامة المجلسي.

٢ - تقويم النص بتخليصه من التصحيف والتحريف والسقط وشرح غريبه وضبط الآيات القرآنية وتخريجها، وقد أثبتنا ما هو صحيح من مجموع النسخ.

٣ - ترقيم الاحاديث برقم عام مسلسل، ورقم آخر خاص لكل مجلس.

٤ - إلحاق فهارس فنية متعددة تسهل الاستفادة من الكتاب.

شكر وثناء:

يتقدم قسم الدراسات الاسلامية في مؤسسة البعثة بوافر الشكر والتقدير ومزيد الامتنان لسماحة العلامة السيد موسى الزنجاني، وبخالص الدعاء بالرحمة والمغفرة لفقيد العلم السيد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله لتفضلهما بنسختيهما الخاصتين من الكتاب والمقابلتين بالنسخ المخطوطة، مع الاستفادة من ملاحظاتهما

______________

(١) وهو أبوالحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ الحلي النحوي اللغوي الشاعر الفقيه من ثقات علماء الامامية، كان رحمه الله حسن الفهم جيد الضبط حريصا على تصحيح الكتب، توفي في حدود سنة ٦٠٦ ه‍. « الكنى والالقاب ١: ٣١٤ ».

٤٥

القيمة المثبتة عليهما.

ويتقدم أيضا بمزيد من الثناء والتقدير للاخوة المساهمين في إنجاز تحقيق هذا الكتاب وإخراجه بشكل يناسب مقام مؤلفه رحمه الله ويكون أكثر فائدة لمريديه، ونخص بالذكر منهم: السيد إسماعيل الموسوي، السيد عباس بني هاشمي، السيد عبد الحميد الرضوي، الاخ علي الكعبي، الاخ عصام البدري، الشيخ كريم الزريقي، الاخ كريم راضي الواسطي، الاخ زهير جواد.

وفق الله العاملين في سبيل إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام وسدد خطاهم.

قسم الدراسات الاسلامية

مؤسسة البعثة - قم

٤٦

صورة الصفحة الأولي من نسخة السيد موسي الزنجاني

٤٧

صورة الصفحة الأولي من نسخة السيد موسي الزنجاني

٤٨

[ ١ ]

الحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمّد وآله الطاهرين

المجلس الاول

وهو يوم الجمعة

لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة

١/١ - أخبرنا الشيخ الامام الناقد، عين الدين، جمال الائمة، فريد العصر، أبوالقاسم أحمد بن حمزة النعيمي (أطال الله بقاءه)، أخبرنا الشيخ الامام العالم الزاهد موفق الدين، ركن الاسلام، أبوالحسن عليّ بن محمّد بن أبي الحسن بن عبد الصمد التميمي رضي الله عنه، أخبرنا الشيخ الفقيه العالم زين الدين والدي، أخبرنا الشيخ الفقيه العالم الوالد أبوالحسن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي، أخبرنا السيد الجليل العالم أبوالبركات عليّ بن الحسين العلوي الجوري (نور الله ضريحه) والشيخ أبوبكر محمّد ابن أحمد بن عليّ رحمه الله(١) ، قالا: حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال: حدّثنا الشيخ يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزاز بالكوفة، قال: حدّثنا عمي عليّ بن العباس، قال: حدّثنا إبراهيم بن بشر بن خالد العبدي، قال: حدّثنا عمرو بن خالد، قال: حدّثنا أبوحمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام، قال: القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسئ في الاجل،

______________

(١) كذا في نسخة مكتبة مجلس الشورى، وهناك أسانيد وطرق اخرى في رواية الكتاب مر ذكرها في المقدمة.

٤٩

ويحبب إلى الاهل، ويدخل الجنة(١) .

٢/٢ - حدّثنا الحسن بن محمّد بن الحسن بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة، قال: حدثني إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري، قال: حدّثنا أبوجعفر ابن السري وأبو نصر بن موسى بن أيوب الخلال، قال: حدّثنا عليّ بن سعيد، قال: حدّثنا ضمرة بن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، كتب الله له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقال: يا أيها الناس، ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال له عمر: بخ بخ يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله عزّوجلّ:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (٢) .

٣/٣ - حدّثنا أبوالقاسم الحسن بن محمّد السكوني، قال: حدّثنا الحضرمي، قال: حدّثنا يحيى الحماني، قال: حدّثنا أبوعوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: علي ولي كل مؤمن بعدي.

٤/٤ - حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن الحسن بن دريد، قال: أخبرنا أبوحاتم، عن العتبي - يعني محمّد بن عبيد الله - عن أبيه، قال: وأخبرنا عبدالله بن شبيب البصري، قال: حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري، قال: حدّثنا العلاء بن الفضل(٣) ، عن أبيه، عن جده، قال: قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس(٤) ، فقلت: يا نبي الله، عظنا موعظة ننتفع بها، فإنا قوم نعمر(٥)

______________

(١) الخصال: ٣١٧/١٠٠، بحار الانوار ٧١: ٣١٠/١.

(٢) روضة الواعظين: ٣٥٠، إثبات الهداة ٣: ٣٧٥/٢١١، والآية من سورة المائدة ٥: ٣.

(٣) في النسخ: العلاء بن محمّد بن الفضل، وصوابه ما أثبتناه، انظر الخصال، تهذيب التهذيب ٨: ١٨٩/٣٤٢.

(٤) انظر خبره وترجمته في الاصابة ٢: ١٩٣/٤٠٩٨.

(٥) أي نقيم، وفي نسخة: نعبر، وفي اخرى: نعير، أي نتردد.

٥٠

في البرية.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا قيس، إن مع العز ذلا، وإن مع الحياة موتا، وإن مع الدنيا آخرة، وإن لكل شئ حسيبا، وعلى كل شئ رقيبا، وإن لكل حسنة ثوابا، ولكل سيئة عقابا، ولكل أجل كتابا، وإنه لا بد لك - يا قيس - من قرين يدفن معك وهو حي، وتدفن معه وأنت ميت، فإن كان كريما أكرمك، وإن كان لئيما أسلمك، ثم لا يحشر إلا معك، ولا تبعث إلا معه، ولا تسأل إلا عنه، فلا تجعله إلا صالحا، فإنه إن صلح أنست به، وإن فسد لا تستوحش إلا منه، وهو فعلك.

فقال: يا نبي الله، أحب أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر، نفخر به على من يلينا من العرب، وندخره. فأمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من يأتيه بحسان.

قال: فأقبلت أفكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر، فاستتب لي القول قبل مجئ حسان، فقلت: يا رسول الله، قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما تريد. فقلت لقيس(١) :

تخير خليطا من فعالك إنما

قرين الفتى في القبر ما كان يفعل

ولا بد بعد الموت من أن تعده

ليوم ينادى المرء فيه فيقبل

فإن كنت مشغولا بشئ فلا تكن

بغير الذي يرضى به الله تشغل

فلن يصحب الانسان من بعد موته

ومن قبله إلا الذي كان يعمل

ألا إنما الانسان ضيف لاهله

يقيم قليلا بينهم ثم يرحل(٢)

٥/٥ - حدّثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم، قال: حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: حدّثنا الزبير بن بكار، قال: حدّثنا محمّد بن الضحاك، عن نوفل بن عمارة، قال: أوصى قصي بن كلاب بنيه، فقال: يا بني، إياكم

______________

(١) الذي في الاصابة ٢: ١٩٣/٤٠٩٨: أن القائل هو الصلصال.

(٢) الخصال: ١١٤/٩٣، معاني الاخبار: ٢٣٢/١، بحار الانوار ٧١: ١٧٠/١.

٥١

وشرب الخمر، فإنها إن أصلحت الابدان، أفسدت الاذهان(١) .

٦/٦ - حدّثنا عليّ بن الحسين بن شقير(٢) بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة، قال: حدّثنا أبوعبدالله جعفر بن أحمد بن يوسف الازدي، قال: حدّثنا عليّ بن بزرج الحناط، قال: حدّثنا عمرو بن اليسع، عن شعيب الحداد، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام يقول: إن حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان، أو مدينة حصينة.

قال عمرو: فقلت لشعيب: يا أبا الحسن، وأي شئ المدينة الحصينة؟ قال: فقال: سألت الصادق عليه السلام عنها، فقال لي: القلب المجتمع(٣) .

٧/٧ - أخبرنا أبوالحسين محمّد بن هارون الزنجاني، قال: حدّثنا معاذ بن المثنى العنبري، قال: حدّثنا عبدالله بن أسماء، قال: حدّثنا جويرية، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي وائل، عن وهب بن منبه، قال: وجدت في بعض كتب الله عزّوجلّ: أن يوسف عليه السلام مر في موكبه على امرأة العزيز وهي جالسة على مزبلة، فقالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا، أصابتنا فاقة فتصدق علينا.

فقال يوسف عليه السلام: غموط النعم(٤) سقم دوامها، فراجعي ما يمحص عنك دنس الخطيئة، فإن محل الاستجابة قدس القلوب وطهارة الاعمال.

______________

(١) روضة الواعظين: ٤٦٤.

(٢) كذا في النسخ، ويأتي أيضا بهذا العنوان في المجلس (٦١) حديث (٢)، وفي معاني الاخبار، والخصال، وعلل الشرائع: ٣٠٩/٤ باب ٢٦٢: عليّ بن الحسين بن سفيان.

(٣) معاني الاخبار: ١٨٩/١، الخصال: ٢٠٧/٢٧، بحار الانوار ٢: ١٨٣/١، قال المجلسي رحمه الله: المراد بالقلب المجتمع: القلب الذي لا يتفرق بمتابعة الشكوك والاهواء ولا تدخل فيه الاوهام الباطلة والشبهات المضلة.

(٤) غمط النعمة: تحقيرها والبطر بها وترك شكرها.

٥٢

فقالت: ما اشتملت بعد على هيئة التأثم(١) ، وإني لاستحيي أن يرى الله لي موقف استعطاف ولما تهريق العين عبرتها، ويؤدي الجسد ندامته.

فقال لها يوسف: فجدي، فالسبيل هدف الامكان قبل مزاحمة العدة(٢) ونفاد المدة. فقالت: هو عقيدتي، وسيبلغك إن بقيت بعدي. فأمر لها بقنطار من ذهب، فقالت: القوت بتة(٣) ، ما كنت لارجع إلى الخفض وأنا مأسورة في السخط. فقال بعض ولد يوسف ليوسف: يا أبه، من هذه التي قد تفتت لها كبدي، ورق لها قلبي؟ قال: هذه دابة الترح(٤) في حبال الانتقام. فتزوجها يوسف عليه السلام، فوجدها بكرا، فقال: أنى وقد كان لك بعل؟! فقالت: كان محصورا بفقد الحركة وصرد(٥) المجاري(٦) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله وسلم

______________

(١) التأثم: التوبة والاستغفار وتجنب الاثم.

(٢) قال المجلسي رحمه الله: العدة، بالكسر، أي قبل انتهاء الاجل وعدد أيام العمر وساعاته، ويحتمل الضم أيضا، من الاستعداد، أي قبل نفاد القوى والجوارح والادوات التي بها يتيسر العمل.

(٣) أي على قدر الحاجة.

(٤) الترح: الحزن والغم.

(٥) الصرد: البرد، وكلامها كناية عن أن زوجها الاول عنين.

(٦) بحار الانوار ١٢: ٢٥٤/١٨.

٥٣

[ ٢ ]

المجلس الثاني

وهو يوم الثلاثاء

لسبع بقين من رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة

٨/١ - حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد العزيز ابن يحيى البصري، قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد، قال: حدثني جابر بن سلمة، قال: حدّثنا حسين بن حسن، عن عامر السراج، عن سلام الخثعمي، عن أبي جعفر محمّد ابن علي الباقر عليه السلام، قال: من صام من رجب يوما واحدا، من أوله أو وسطه أو آخره، أوجب الله له الجنة، وجعله معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن صام يومين من رجب، قيل له: استأنف العمل، فقد غفر لك ما مضى، ومن صام ثلاثة أيام من رجب، قيل له: قد غفر لك ما مضى وما بقي، فاشفع لمن شئت من مذنبي إخوانك وأهل معرفتك، ومن صام سبعة أيام من رجب، أغلقت عنه أبواب النيران السبعة، ومن صام ثمانية أيام من رجب، فتحت له أبواب الجنة الثمانية، فيدخلها من أيها شاء(١) .

٢/٩ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، قال: حدثني

______________

(١) فضائل الاشهر الثلاثة: ١٩/٤، بحار الانوار ٩٧: ٣١/٣.

٥٤

جماعة من مشايخنا، منهم أبان بن عثمان، وهشام بن سالم، ومحمّد بن حمران، عن الصادق عليه السلام، قال: عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع إلى أربع: عجبت لمن خاف العدو كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:( حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) (١) ! فإني سمعت الله عزّوجلّ يقول بعقبها:( فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ) (٢) ، وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:( لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (٣) ! فإني سمعت الله عزّوجلّ يقول بعقبها:( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) ، وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) (٥) ! فإني سمعت الله عزّوجلّ يقول بعقبها:( فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) (٦) ، وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:( مَا شَاءَ اللَّـهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّـهِ ) (٧) ! فإني سمعت الله عزّوجلّ يقول بعقبها:( إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا ، فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ ) (٨) وعسى موجبة(٩) .

١٠/٣ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا أبي، عن الريان بن الصلت، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قال الله عزّوجلّ: ما آمن بي من فسر برأيه كلامي، وما عرفني من شبهني بخلقي، وما على

______________

(١) آل عمران ٣: ١٧٣.

(٢) آل عمران ٣: ١٧٤.

(٣) الانبياء ٢١: ٨٧.

(٤) الانبياء ٢١: ٨٨.

(٥) غافر ٤٠: ٤٤.

(٦) غافر: ٤٠: ٤٥.

(٧) الكهف ١٨: ٣٩.

(٨) الكهف ١٨: ٣٩ و ٤٠.

(٩) الخصال: ٢١٨/٤٣، بحار الانوار ٩٣: ١٨٤/١.

٥٥

ديني. من استعمل القياس في ديني(١) .

١١/٤ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا إبراهيم ابن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أنا له الله شفاعتي، ثم قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنما شفاعتي لاهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل.

قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله، فما معنى قول الله عزّوجلّ:( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ ) (٢) ؟ قال: لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه(٣) .

١٢/٥ - حدّثنا الحسين بن أحمد رحمه الله، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد ابن أبي الصهبان، قال: حدّثنا أبوأحمد محمّد بن زياد الازدي، قال: حدثني أبان الاحمر، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: أنه جاء إليه رجل، فقال له: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله، علمني موعظة. فقال عليه السلام: إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفل بالرزق، فاهتمامك لماذا؟ وإن كان الرزق مقسوما، فالحرص لماذا؟ وإن كان الحساب حقا، فالجمع لماذا؟ وإن كان الثواب من الله، فالكسل لماذا؟ وإن كان الخلف من الله عزّوجلّ حقا، فالبخل لماذا؟ وإن كانت العقوبة من الله عزّوجلّ النار، فالمعصية لماذا؟ وإن كان الموت حقا، فالفرح لماذا؟ وإن كان العرض على الله عزّوجلّ حقا، فالمكر لماذا؟ وإن كان الشيطان عدوا، فالغفلة لماذا؟ وإن كان الممر على الصراط حقا، فالعجب لماذا؟ وإن كان كل شئ بقضاء وقدر، فالحزن

______________

(١) التوحيد: ٦٨/٢٣، عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ١١٦/٤، الاحتجاج: ٤١٠، بحار الانوار ٢: ٢٩٧/١٧، و ٣: ٢٩١/٩.

(٢) الانبياء ٢١: ٢٨.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ١٣٦/٣٥، بحار الانوار ٨: ١٩/٤.

٥٦

لماذا؟ وإن كانت الدنيا فانية، فالطمأنينة إليها لماذا(١) ؟

١٣/٦ - حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الرملي، قال: حدّثنا محمّد بن موسى، قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق المروزي، قال: حدّثنا عمرو بن منصور، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي هارون العبدي، عن جابر بن عبدالله الانصاري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: عليّ بن أبي طالب أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأصحهم دينا، وأفضلهم يقينا، وأحلمهم حلما، وأسمحهم كفا، وأشجعهم قلبا، وهو الامام والخليفة بعدي(٢) .

١٤/٧ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان، قال: حدّثنا أبوعلي الحسن بن إسماعيل القحطبي، قال: حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن أبيه، عن الاوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدالله بن مرة، عن سلمة بن قيس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الارض، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الارض، أعطى الله عليا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الارض لوسعهم، وأعطاه من الفهم جزءا لو قسم على أهل الارض لوسعهم، شبهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى، وزهده بزهد أيوب، وسخاءه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داود، وقوته بقوة داود.

له اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة، بشرني به ربي وكانت له البشارة عندي، علي محمود عند الحق، مزكى عند الملائكة، وخاصتي وخالصتي، وظاهرتي(٣) و مصباحي، وجنتي ورفيقي، آنسني به ربي عزّوجلّ، فسألت ربي أن لا

______________

(١) التوحيد: ٣٧٦/٢١، الخصال: ٤٥٠/٥٥، بحار الانوار ٧٣: ١٥٧/١ و: ١٦٠/١، و: ٣٠٠/١، و ٧٥: ٢٨٤/١، و ٧٨: ١٩٠/١.

(٢) بحار الانوار ٣٨: ٩٠/١.

(٣) ظاهرة الرجل: عشيرته.

٥٧

يقبضه قبلي، وسألت أن يقبضه شهيدا، أدخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر، وقصور علي كعدد البشر.

علي مني وأنا من علي، من تولى عليا فقد تولاني، حب علي نعمة، واتباعه فضيلة، دان به الملائكة، وحفت(١) به الجن الصالحون، لم يمش على الارض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا، لم يك قط عجولا، ولا مسترسلا لفساد، ولا متعندا(٢) ، حملته الارض فأكرمته، لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه، ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا، أنزل الله عليه الحكمة، ورداه(٣) بالفهم، تجالسه الملائكة ولا يراها، ولو أوحي إلى أحد بعدي لاوحي إليه، فزين الله به المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب(٤) به البلاد، وأعز به الاجناد، مثله كمثل بيت الله الحرام، يزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر(٥) إذا طلع أضاء الظلمة، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت الدنيا، وصفه الله في كتابه، ومدحه بآياته، ووصف فيه آثاره، وأجرى(٦) منازله، فهو الكريم حيا والشهيد ميتا(٧) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله وسلم

______________

(١) حفي بالرجل حفاوة: تلطف به وبالغ في إكرامه، وأظهر السرور والفرح به.

(٢) في نسخة: متعقدا، وفي اخرى: منعقدا.

(٣) في نسخة: وزاده.

(٤) في نسخة: أخضب.

(٥) في نسخة: الفجر.

(٦) في نسخة: وأجزل.

(٧) بحار الانوار ٣٩: ٣٧/٧.

٥٨

[ ٣ ]

المجلس الثالث

وهو يوم الجمعة

لخمس بقين من رجب سنة سبع وستين ثلاثمائة

١٥/١ - حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد بن خالد، قال: حدّثنا محمّد ابن درستويه الفارسي، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور، قال: حدّثنا أبوداود الطيالسي، قال: حدّثنا شعبة، قال: حدثني حماد بن أبي سليمان، عن أنس، قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من صام يوما من رجب إيمانا واحتسابا، جعل الله تبارك وتعالى بينه وبين النار سبعين خندقا، عرض كل خندق ما بين السماء والارض(١) .

١٦/٢ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الكوفي، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليه السلام قال: من صام أول يوم من رجب رغبة في ثواب الله عزّوجلّ وجبت له الجنة، ومن صام يوما في وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر، ومن صام يوما في آخره جعله الله عزّوجلّ من ملوك الجنة، وشفعه في أبيه وأمه،

______________

(١) فضائل الاشهر الثلاثة: ١٧/٢، بحار الانوار ٩٧: ٣٢/٤.

٥٩

وابنه وابنته، واخيه وأخته، وعمه وعمته، وخاله وخالته، ومعارفه وجيرانه، وإن كان فيهم مستوجب للنار(١) .

١٧/٣ - حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد، قال: أخبرنا محمّد بن أحمد(٢) بن حمدان القشيري، قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد بن المهلب، قال: حدّثنا عبد الغفار بن محمّد بن كثير الكلابي الكوفي، عن عمرو بن ثابت، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد ابن عليّ بن الحسين، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهو الهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط(٣) .

١٨/٤ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن جعفر النخعي، عن محمّد بن مسلم وغيره، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن خيار العباد، فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا(٤) .

١٩/٥ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن زرعة، عن سماعة بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام، أنه قال: أيما مسافر صلى الجمعة رغبة فيها وحبالها، أعطاه الله عزّوجلّ أجر مائة جمعة

______________

(١) فضائل الاشهر الثلاثة: ١٧/١، عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٩١/٤٠، بحار الانوار ٩٧: ٣٢/٥.

(٢) في النسخ: عمر بن أحمد، والصواب ما أثبتناه، انظر: كمال الدين: ٢٣٧/٥٤، الخصال: ٣٦٠/٤٩، معاني الاخبار: ٩٠، ميزان الاعتدال ٣: ٤٦٣/٧١٦٩.

(٣) الخصال: ٣٦٠/٤٩، بحار الانوار ٢٧: ١٥٨/٣.

(٤) الكافي ٢: ١٨٨/٣١، الخصال: ٣١٧/٩٩، تحف العقول: ٤٤٥، بحار الانوار ٦٩: ٣٠٥/٢٦.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

كَانَ يُصْلِحُ لَهُمْ أَمْوَالَهُمْ ؛ فَإِنْ كَانَ الْمَالُ قَلِيلاً ، فَلَا يَأْكُلْ مِنْهُ شَيْئاً ».

قَالَ : قُلْتُ : أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ ) (١) ؟

قَالَ : « تُخْرِجُ(٢) مِنْ أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ(٣) مَا يَكْفِيهِمْ ، وَتُخْرِجُ مِنْ مَالِكَ قَدْرَ(٤) مَا يَكْفِيكَ ، ثُمَّ تُنْفِقُهُ ».

قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانُوا يَتَامى صِغَاراً وَكِبَاراً ، وَبَعْضُهُمْ(٥) أَعْلى كِسْوَةً مِنْ بَعْضٍ ، وَبَعْضُهُمْ آكَلُ مِنْ بَعْضٍ ، وَمَالُهُمْ جَمِيعاً؟

فَقَالَ : « أَمَّا الْكِسْوَةُ ، فَعَلى كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ(٦) ثَمَنُ كِسْوَتِهِ ؛ وَأَمَّا(٧) الطَّعَامُ ، فَاجْعَلُوهُ جَمِيعاً ، فَإِنَّ الصَّغِيرَ يُوشِكُ(٨) أَنْ يَأْكُلَ مِثْلَ الْكَبِيرِ ».(٩)

٨٦٠٥ / ٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْيَتِيمِ يَكُونُ(١٠) غَلَّتُهُ(١١) فِي الشَّهْرِ عِشْرِينَ دِرْهَماً : كَيْفَ‌

____________________

(١). البقرة (٢) : ٢٢. وفي « ط » : +( فِى الدِّينِ ) .

(٢). في « بس » بالتاء والياء معاً. وفي التهذيب : « يخرج ».

(٣). في « ط ، ى ، بح ، جد ، جن » والوافي والوسائل ، ح ٢٢٤٥٩ والتهذيب : « قدر ».

(٤). في « ط ، بخ ، بف » : - « قدر ».

(٥). في « ط ، بخ ، بف ، جن » : « أو بعضهم ».

(٦). في « جن » : « منه ». وفي « جد » والتهذيب : - « منهم ».

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٢٢٤٥٩ والتهذيب وفي المطبوع : + « [ أكل ] ».

(٨). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : يوشك ، حمل على ما إذا لم يكن خلافه معلوماً ، كما هو الظاهر ».

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤١ ، ح ٩٥٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٢١ ، ح ٢٩ ، عن أبي اُسامة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « فلا يأكل منه شيئاً ».تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٧٢ ، مرسلاً ، من قوله : « قلت : أرأيت إن كانوا يتامى » مع اختلافالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٣ ، ح ١٧٣٣٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥١ ، ح ٢٢٤٥٠ ، إلى قوله : « فلا يأكل منه شيئاً » ؛وفيه ، ص ٢٥٤ ، ح ٢٢٤٥٩ ، من قوله : « قال : قلت : أرأيت قول الله عزّ وجلّ ».

(١٠). في « جن » والوسائل : « تكون ».

(١١). الغلّة : الدخل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك.لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٠٤ ( غلل ).

٧٠١

يُنْفَقُ عَلَيْهِ مِنْهَا(١) ؟

قَالَ : « قُوتُهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالتَّمْرِ ».

وَسَأَلْتُهُ : أُنْفِقُ(٢) عَلَيْهِ ثُلُثَهَا(٣) ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، وَنِصْفَهَا ».(٤)

٤٥ - بَابُ التِّجَارَةِ فِي مَالِ الْيَتِيمِ وَالْقَرْضِ مِنْهُ‌

٨٦٠٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : كَانَ لِي أَخٌ هَلَكَ ، فَأَوْصى(٥) إِلى أَخٍ أَكْبَرَ مِنِّي ، وَأَدْخَلَنِي(٦) مَعَهُ فِي الْوَصِيَّةِ ، وَتَرَكَ ابْناً لَهُ(٧) صَغِيراً وَلَهُ مَالٌ ، أَ فَيَضْرِبُ(٨) بِهِ أَخِي(٩) ، فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ سَلَّمَهُ لِلْيَتِيمِ(١٠) ، وَضَمِنَ لَهُ(١١) مَالَهُ؟

____________________

(١). في « ى » : - « منها ».

(٢). في « ط » : « أينفق ».

(٣). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : اُنفق عليه ثلثها ، كأنّ المصنّف حمله على الإنفاق على نفسه لا على اليتيم حتّى يكون من أخبار الباب - وهو نفس الباب هاهنا -. ويحتمل الإنفاق على اليتيم ، ويكون السؤال عن جواز الإنفاق على اليتيم حتّى يظهر التقليل في غلّته. وبالجملة كأنّ السائل يرى أنّ إنفاق جميع غلّة اليتيم عليه إفساد ، ويجب القناعة بأقلّ ما يمكن ، ولمـّا كان الغلّة قليلة جدّاً وكان الاكتفاء بالقليل أيضاً مجحفاً ، سأل عن إنفاق النصف أيضاً ، وهذا محمول على كفايته ، وإلّا فلولزم إنفاق الجميع لجاز ».

(٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٤ ، ح ١٧٣٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٦ ، ح ٢٢٤٦٥.

(٥). في « ى ، بح ، بس ، جد » : « فوصّى ».

(٦). في « ط » : « فأدخلني ».

(٧). في « ط » والتهذيب : - « له ».

(٨). هكذا في « ط ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب وفي سائر النسخ والمطبوع : « فيضرب ». وفيالوافي : « أفيضرب به : يسافر به للتجارة ». وتقول : ضربتُ في الأرض ، إذا سافرت. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٧٩ ( ضرب ). (٩). في التهذيب : « للابن ».

(١٠). في « بخ ، بف ، جن » وحاشية « جت » والوافي : « إلى اليتيم ».

وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : من فضل سلّمه إلى اليتيم ، يدلّ على أنّه يجوز التجارة لليتيم ، =

٧٠٢

____________________

= ويجوز أيضاً أن يستقرض من مال اليتيم ويتّجر لنفسه ، وشرطه في الحالين أن يكون مليّاً ، أي أن يكون له مال بقدر ما يحيط بمال اليتيم حتّى يضمن إن عطب. وقد مضى ما يدلّ على عدم الجواز ، وهو محمول على الكراهة ، أو عدم كونه مليّاً. وهذا الاشتراط يدلّ على الضمان مطلقاً ، فالوليّ إذا اتّجر بمال اليتيم فهو له ضامن ، سواء استقرض واتّجر لنفسه ، وهو ظاهر ، أو اتّجر لليتيم. ولو لم يكن ضمان ، لم يكن معنى لاشتراط كونه مليّاً. واستثنى من ذلك الأب والجدّ فيجوز لهما الاستقراض ولو مع الإعسار ، والله العالم.

ولا ريب أنّه لا يجب التجارة لليتيم ولو مع ظهور النفع ؛ لأنّ خطر التلف يعارضه ، فيجوز ترك المال الصامت ؛ أعني النقدين والأمتعة من غير أن يحرّكه ، إلّا أن يكون ممّا يفسده البقاء ، فيجب بيعه وتعويضه بما لا يفسد ، مثل اللبن المحلوب والفواكه إذا حصل من أنعام اليتيم وبساتينه ، ولا يجوز تركها بحالها. وهكذا يجب حصاد زرعه ودوسه. وقيل : إنّ الآية الكريمة( وَلّا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) [ الأنعام (٦) : ١٥٢ ؛ الإسراء (١٧) : ٣٤ ] تدلّ على أنّ الفعل الثبوتي يجب أن يكون مشتملاً على مصلحة ، وأمّا ترك مال اليتيم بحاله وعدم التعرّض له بشي‌ء فهو جائز وإن لم يكن مصلحة في الترك أصلاً. وهذا قول ضعيف ، بل لا فرق بين الفعل والترك ، وكلاهما يجب أن يكونا لمصلحة ، وإنّما لا تجب التجارة ؛ لأنّها تحصيل مال مع تعرّض لخطر ، وتحصيل المال غير واجب ، وأمّا حفظ المال الموجود فواجب ، سواء كان بالفعل الإيجابي أو الترك. ويحرم كلّ شي‌ء يضرّ بمال اليتيم وينقصه ، سواء كان بالفعل الإيجابي أو الترك أيضاً ، على أنّي لا احقّق وجود هذا القول وإنّما سمعت مشافهة ولم أر مكتوباً.

ويستفاد من كلام الشيخ المحقّق الأنصاري قدسسرهة إنّ الفعل الإيجابي ، أي التصرّف في مال اليتيم يجب أن يكون على الوجه الأصلح ، أمّا تركه بحاله وعدم التصرّف فيكفي فيه عدم المفسدة ، ولكن ظاهرهم جواز الاستقراض من مال اليتيم ، وهو فعل إيجابي مع عدم مصلحة فيه ، بل يكفي عدم المفسدة بأن يكون الولي مليّاً ، فلو قيل بعدم الفرق كان حسناً ، مع أنّ تحرّي الأصلح حرج شديد ، بل هو أمر غير محدود.

قال الشهيد فيالقواعد : هل يجب على الوليّ مراعاة المصلحة في مال المولّى عليه ، أو يكفي نفي المفسدة؟ يحتمل الأوّل ؛ لأنّه منصوب لها ، ولأصالة بقاء الملك على حاله ، ولأنّ النقل والانتقال لا بدّ لهما من غاية ، والعدميّات لاتكاد تقع غاية. وعلى هذا هل الحريّ الأصلح ، أم يكتفى بمطلق المصلحة؟ وجهان : نعم ؛ لمثل ما قلنا. لا ؛ لأنّ ذلك لا يتناهى.

أقول : لا يصدر الفعل عن أحد إلّا لترجّح ومصلحة ، وفائدة البحث إنّما تظهر في أنّ الوليّ إن تصرّف في مال اليتيم تصرّفاً لا يضرّ اليتيم ولكن يفيد غيره ، أو يفيد الوليّ ، كأن يبدّل دراهمه دنانير ؛ لأنّ حفظ الدنانير أسهل عليه من حفظ الدراهم ، أو أخذ بالشفعة ؛ لأنّ حفظ المال المختصّ أسهل من المشترك على الوليّ ، أو باع طعامه وتمره من قوم جياع ؛ لأنّه لا يضرّ اليتيم ويفيد المشترين بسدّ الجوع ، وهذا ؛ فالأولى الحكم بالجواز مع عدم المفسدة. =

٧٠٣

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ لِأَخِيكَ(١) مَالٌ يُحِيطُ بِمَالِ الْيَتِيمِ إِنْ تَلِفَ ، فَلَا بَأْسَ بِهِ ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ ، فَلَا يَعْرِضْ(٢) لِمَالِ الْيَتِيمِ ».(٣)

٨٦٠٧ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي مَالِ الْيَتِيمِ ، قَالَ : « الْعَامِلُ بِهِ ضَامِنٌ ، وَلِلْيَتِيمِ الرِّبْحُ إِذَا‌

____________________

= فإن قيل : الآية الشريفة تدلّ على وجوب تحرّي الأصلح ، فلا يكفي المصلحة فضلاً عن المفسدة.

قلنا : أوّلاً إنّ المراد من( لا تَقْرَبُوا ) النهي عن أكل مال اليتيم وأخذ الوليّ إيّاه لنفسه ، والتي هي أحسن الاكتفاء بالقوت ، أو اُجرة المثل ، وهذا هو الأظهر عند المفسّرين ، ويظهر من الطبرسيرحمه‌الله في مواضع أنّه مراد الآية عنده ، ثانياً سلّمنا أنّ المراد مطلق التصرّف ولو لليتيم مع بعده فنقول : بعد ما علمنا من الأخبار جواز التجارة والاستقراض وتشريك الأيتام في الإطعام ظهر لنا أنّ الحصر في الآية الشريفة إضافي بالنسبة إلى ما كانوا يفعلون ، أو يتوهّمون جوازه ، أو ما يرتكبونه عصياناً ومسامحة من الإسراف والتبذير والإهمال والتقصير في الإنفاق عليهم ، أو التوسّع في الإنفاق على أنفسهم ، وذلك لأنّ الفرق بين وجود المصلحة وعدم المفسدة ليس شيئاً يتوجّه أذهان الناس إليه غالباً ، وإنّما يلتفت إليه المدقّقون بعد التوجيه والتنبيه ، فلا يناسب أن يكون الحصر في الآية متوجّهاً إليه ، والآية الشريفة في سورة النساء :( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً ) [ النساء (٤) : ١٠ ] تؤيّد كون الحصر بالنسبة إلى أمثال ذلك ، وكذا( لا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا ) [ النساء (٤) : ٦ ] هذا كلّه على فرض التنزّل ، وإلّا فالحقّ في تفسير القرب ما ذكرناه أوّلاً.

قال الطبرسيرحمه‌الله : والمراد بالقرب التصرّف فيه ، وإنّما خصَّ مال اليتيم بالذكر ؛ لأنّه لا يستطيع الدفاع عن نفسه ولا عن ماله ، فيكون الطمع في ماله أشدّ ، ويد الرغبة إليه أمدّ ، فأكّد سبحانه النهي عن التصرّف في ماله وإن كان ذلك واجباً في مال كلّ أحد. انتهى كلام الطبرسيرحمه‌الله .

وعلى هذا فيكون الاستثناء متّصلاً ، والتي هي أحسن الاكتفاء بالقوت واُجرة المثل ، أو منقطعاً ويشمل الحفظ والاتّجار لليتيم ، ولا يخفى أنّ تفسير الطبرسيرحمه‌الله أولى ممّا ذكر الشيخ المحقّق الأنصاريقدس‌سره في معنى الآية ». وراجع :القواعد والفوائد ، ج ١ ، ص ٣٥٢ ، القاعدة ١٣٣.

(١١). في « بخ ، بف » : - « له ».

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إن كان لأخيك مال ، يدلّ على اشتراط الملاءة في جواز اقتراض الوليّ من مال اليتيم. واستثنى المتأخّرون الأب والجدّ ، وسوّغوا لهما اقتراض مال اليتيم مع العسر واليسر. وهو مشكل ».

(٢). فيالوافي : « فلا يعرض : فلا يتعرّض » أي فلا يتصدّى. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٧٨ ( عرض).

(٣).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٢ ، ح ٩٥٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٥ ، ح ١٧٣٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٢٤٤٦.

٧٠٤

لَمْ يَكُنْ لِلْعَامِلِ بِهِ(١) مَالٌ(٢) » وَقَالَ(٣) : « إِنْ عُطِبَ(٤) ، أَدَّاهُ(٥) ».(٦)

٨٦٠٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٧) فِي رَجُلٍ عِنْدَهُ مَالُ الْيَتِيمِ(٨) ، فَقَالَ : « إِنْ كَانَ مُحْتَاجاً وَلَيْسَ(٩) لَهُ(١٠) مَالٌ ، فَلَا يَمَسَّ مَالَهُ ؛ وَإِنْ هُوَ اتَّجَرَ بِهِ ، فَالرِّبْحُ لِلْيَتِيمِ وَهُوَ ضَامِنٌ ».(١١)

٨٦٠٩ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ(١٢) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ(١٣) : أَخِي أَمَرَنِي(١٤) أَنْ أَسْأَ لَكَ عَنْ مَالِ يَتِيمٍ(١٥) فِي حَجْرِهِ يَتَّجِرُ بِهِ؟

____________________

(١). في « ط » : «العامل له». وفي الوسائل : - «به».

(٢). في « ى » : - « مال ».

(٣). في « ط » : « قال : قال » بدل « وقال ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : « اُعطب ». و « عَطِبَ » ، من باب تعب ، أي هلك وتلف ، وأعطبته ، بالألف للتعدية. راجع :المصباح المنير ، ص ٤١٦ ( عطب ).

(٥). في « بف » : « أدّى ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٢ ، ح ٩٥٦ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٧ ، ح ١٧٣٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٢٤٦٧. (٧). في « ط ، بف » والوافي والتهذيب : - « قال ».

(٨). في « ط ، جت ، جن » والوافي : « ليتيم ».

(٩). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن »والتهذيب : « ليس » بدون الواو.

(١٠). في « بخ ، بف » والوافي : « عنده ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤١ ، ح ٩٥٥ ، معلّقاً عن الكليني. وراجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب زكاة مال اليتيم ، ح ٥٨٧٩ ومصادرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٧ ، ح ١٧٣٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٢٤٦٨.

(١٢). فيالتهذيب : + « عن أبيه ». وهو سهو ، وأسباط بن سالم هو والد عليّ بن أسباط ، فتأمّل. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٥٢ ، الرقم ٦٦٣. (١٣). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والتهذيب : « قلت ».

(١٤). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب وفي سائر النسخ والمطبوع : «أمرني أخي ». (١٥). في « بح » وحاشية « جت » والوسائل : « اليتيم ».

٧٠٥

فَقَالَ(١) : « إِنْ كَانَ لِأَخِيكَ مَالٌ يُحِيطُ(٢) بِمَالِ الْيَتِيمِ إِنْ تَلِفَ ، أَوْ أَصَابَهُ شَيْ‌ءٌ غَرِمَهُ لَهُ ، وَإِلَّا فَلَا يَتَعَرَّضْ(٣) لِمَالِ(٤) الْيَتِيمِ ».(٥)

٨٦١٠ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ وُلِّيَ مَالَ يَتِيمٍ(٦) ، أَ يَسْتَقْرِضُ(٧) مِنْهُ؟

فَقَالَ(٨) : « إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام قَدْ كَانَ يَسْتَقْرِضُ(٩) مِنْ مَالِ أَيْتَامٍ(١٠) كَانُوا فِي حَجْرِهِ(١١) ، فَلَا بَأْسَ بِذلِكَ ».(١٢)

٨٦١١ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : رَجُلٌ وُلِّيَ مَالَ يَتِيمٍ(١٣) ، أَيَسْتَقْرِضُ(١٤) مِنْهُ؟

قَالَ(١٥) : « كَانَ(١٦) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام (١٧) يَسْتَقْرِضُ مِنْ مَالِ يَتِيمٍ(١٨) كَانَ(١٩) فِي‌

____________________

(١). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » : « قال ».

(٢). في « بخ » : « بمال يحيط ». وفي « بف » : « مال محيط ».

(٣). في « جت » : « فلا يعرض ».

(٤). فى « بف » : « بمال ».

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤١ ، ح ٩٥٤ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٨ ، ح ١٧٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٨ ، ح ٢٢٤٦٩. (٦). في « بح » وحاشية « جن » والوافي : « اليتيم ».

(٧). في « ط ، بح ، جد » وحاشية « جت » : « استقرض ».

(٨). في « جت » : « قال ».

(٩). في « ى » : « استقرض ».

(١٠). في « جد » : « يتيم ».

(١١). حجر الإنسان - بالفتح وقد يكسر - : حِضْنه ، وهو ما دون إبطه إلى الكشح ، وهو في حجره : أي في كنفه وحمايته.المصباح المنير ، ص ١٢١ ( حجر ).

(١٢).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٧٣٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٨ ، ح ٢٢٤٧١.

(١٣). في « بح » والوافي : « اليتيم ».

(١٤). في «ط،ى،بح» وحاشية «جت»:«استقرض».

(١٥). في « بخ ، بف ، جت » والوافي : « فقال ».

(١٦) في الوافي : « إنّ ».

(١٧) في الوافي : + « قد كان ».

(١٨) في الوافي : « أيتام ».

(١٩) في « ط ، بف » : - « كان ». وفي الوافي : « كانوا ».

٧٠٦

حَجْرِهِ ».(١)

٨٦١٢ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ(٢) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَصَفْوَانَ(٣) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يَكُونُ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ بَيْتِهِ المـَالُ(٤) لِأَيْتَامٍ ، فَيَدْفَعُهُ(٥) إِلَيْهِ ، فَيَأْخُذُ مِنْهُ دَرَاهِمَ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ، وَلَا يُعْلِمُ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ الْمَالُ لِلْأَيْتَامِ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْئاً ، ثُمَّ تَيَسَّرَ(٦) بَعْدَ ذلِكَ ، أَيُّ ذلِكَ خَيْرٌ لَهُ : أَ يُعْطِيهِ(٧) الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ ، أَمْ يَدْفَعُهُ(٨) إِلَى الْيَتِيمِ وَقَدْ بَلَغَ؟ وَهَلْ(٩) يُجْزِئُهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلى صَاحِبِهِ عَلى وَجْهِ الصِّلَةِ وَلَا يُعْلِمُهُ أَنَّهُ أَخَذَ لَهُ مَالاً؟

فَقَالَ : « يُجْزِئُهُ أَيُّ ذلِكَ فَعَلَ إِذَا أَوْصَلَهُ إِلى صَاحِبِهِ ؛ فَإِنَّ هذَا مِنَ السَّرَائِرِ إِذَا كَانَ مِنْ نِيَّتِهِ ، إِنْ شَاءَ رَدَّهُ إِلَى الْيَتِيمِ إِنْ كَانَ قَدْ(١٠) بَلَغَ عَلى أَيِّ وَجْهٍ شَاءَ وَإِنْ(١١) لَمْ يُعْلِمْهُ أَنَّهُ(١٢) كَانَ(١٣) قَبَضَ لَهُ شَيْئاً ، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهُ إِلَى الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ(١٤) ».

____________________

(١).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٧٣٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٨ ، ذيل ح ٢٢٤٧١.

(٢). في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٣). في التهذيب : - « وصفوان ».

(٤). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب وفي « جت » والمطبوع : « مال ».

(٥). في « بخ ، بف » والوافي : « ويدفعه ».

(٦). في الوسائل والتهذيب : « ييسّر ».

(٧). في « بف » والوافي : « يعطيه » بدون همزة الاستفهام.

(٨). في الوسائل : « يدفع ».

(٩). في « بخ ، بف ، جد » : « فهل ».

(١٠). في « ط ، بف » : - « قد ».

(١١). في التهذيب : + « كان ».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : « إن ».

(١٣). في « بح » : « قد ».

(١٤). في « بخ ، بف ، جت » وحاشية « جن » والوافي : + « المال ».

٧٠٧

وَقَالَ(١) : « إذَا(٢) كَانَ صَاحِبُ الْمَالِ غَائِباً ، فَلْيَدْفَعْهُ إِلَى الَّذِي كَانَ(٣) الْمَالُ(٤) فِي يَدِهِ(٥) ».(٦)

٨٦١٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ وُلِّيَ مَالَ يَتِيمٍ(٧) ، فَاسْتَقْرَضَ مِنْهُ شَيْئاً؟

فَقَالَ : « إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام كَانَ اسْتَقْرَضَ(٨) مَالاً لِأَيْتَامٍ فِي حَجْرِهِ ».(٩)

٤٦ - بَابُ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ‌

٨٦١٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْعَبٍ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله يَقُولُ : « ثَلَاثَةٌ(١٠) لَاعُذْرَ لِأَحَدٍ فِيهَا : أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ‌

____________________

(١). في « جن » : « قال » بدون الواو. وفي التهذيب : + « إنّه ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : « إن ».

(٣). في « ط ، بف » : + « له ».

(٤). في المرآة : - « المال ».

(٥). في « ط ، بف » : « في يده المال ». وفي حاشية « جن » : « المال بيده ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إلى الذي كان في يده ، يمكن حمله على ما إذا كان ثقة يعلم أنّه يوصله إليه ، أو كان وكيلاً ، وإلّا فيشكل الاكتفاء بإعطائه إلى الوصيّ بعد البلوغ ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٢ ، ح ٩٥٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٧٣٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦١ ، ح ٢٢٤٧٦. (٧). في « ى » : « اليتيم ». وفي « جن » : « أيتام ».

(٨). في « جن » وحاشية « بح ، جت » والتهذيب : « يستقرض ».

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤١ ، ح ٩٥٣ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٧٣٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٨ ، ذيل ح ٢٢٤٧١.

(١٠). في « بح ، بس » وحاشية « جت » : « ثلاث ».

٧٠٨

وَالْفَاجِرِ ، وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، بَرَّيْنِ كَانَا أَوْ فَاجِرَيْنِ ».(١)

٨٦١٥ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ(٢) ، عَنِ الْحُسَيْنِ الشَّيْبَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(٣) : رَجُلٌ(٤) مِنْ مَوَالِيكَ يَسْتَحِلُّ مَالَ بَنِي أُمَيَّةَ وَدِمَاءَهُمْ ، وَإِنَّهُ وَقَعَ لَهُمْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ.

فَقَالَ : « أَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلى أَهْلِهَا وَإِنْ كَانُوا مَجُوسَاً(٥) ؛ فَإِنَّ ذلِكَ لَايَكُونُ حَتّى يَقُومَ قَائِمُنَا(٦) عليه‌السلام ، فَيُحِلَّ وَيُحَرِّمَ(٧) ».(٨)

____________________

(١).الخصال ، ص ١٢٣ ، باب الثلاثة ، ح ١١٨ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥٠ ، ح ٩٨٨ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير.الخصال ، ص ١٢٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٢٩ ، بسند آخر.الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب البرّ بالوالدين ، ح ٢٠٢١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام تحف العقول ، ص ٣٦٧ ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٣٢ ، ح ٢٢٧١ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧١ ، ح ٢٤١٧٦.

(٢). ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٣ ، عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن ابن بكر ، وفي بعض نسخه « ابن بكير » وهو الظاهر ؛ فقد روى عليّ بن الحكم عن [ عبد الله ] بن بكير في عدّة من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٨٥ ، وص ٦٠٣.

(٣). في « ط » : « إنّ ». وفي « بخ ، بف » والوافي والتهذيب : + « إنّ ».

(٤). في « ط ، بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « رجلاً ».

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : « مجوسيّاً ». والمجوس : هم‌القائلون بالأصلين ، يسمّون أحدهما النور ، وبالفارسيّة يزدان ، والآخر الظلمة ، وبالفارسيّة أهرمن ، يزعمون أنّ الخير والنفع والصلاح من النور ، والشرّ والضرّ والفساد من الظلمة. وعن ابن سيده : « هو معرّب ، أصله : مِنْج كُوش ، وكان رجلاً صغير الاُذنين ، كان أوّل من دان بدين المجوس ودعا الناس إليه ، فعرّبته العرب فقال : مجوس ، ونزل القرآن به ». راجع : الملل والنحل للشهرستاني ، ج ١ ، ص ٢٣٢ وما بعدها ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢١٥ ( مجس ).

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : + « أهل البيت ».

(٧). في « ط » : + « على مولانا السلام ».

(٨).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن ابن بكر ، عن الحسين الشيبانيالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٢ ، ح ١٨٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٣ ، ح ٢٤١٨٠.

٧٠٩

٨٦١٦ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : أَدُّوا الْأَمَانَةَ(٢) وَلَوْ(٣) إِلى قَاتِلِ وُلْدِ(٤) الْأَنْبِيَاءِ ».(٥)

٨٦١٧ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي حَفْصٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « اتَّقُوا اللهَ ، وَعَلَيْكُمْ بِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ ، وَلَوْ(٦) أَنَّ قَاتِلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(٧) عليه‌السلام ائْتَمَنَنِي عَلى أَمَانَةٍ(٨) ، لَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ ».(٩)

٨٦١٨ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ(١٠) بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :

____________________

(١). في « ط » : « أحمد بن أبي عبد الله ». والمراد من كلا العنوانين واحد.

(٢). في « ى ، بح ، بس ، جن » وحاشية « جت » : « الأمانات ».

(٣). في الوافي : « فلو ».

(٤). في « بح ، جن » وحاشية « جت » : « أولاد ».

(٥).تحف العقول ، ص ٢١٧ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٣ ، ح ١٨٣٧١ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٣ ، ح ٢٤١٨١.

(٦). في « ط ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب والأمالي للصدوق ، ص ٢٤٥ : « فلو ».

(٧). في « ط ، ى ، بس ، جد » والتهذيب والوسائل : - « بن أبي طالب ».

(٨). في « ط » : « الأمانة ». وفي التهذيب : « أداء الأمانة ».

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٥ ، معلّقاً عن الكليني.الأمالي للصدوق ، ص ٢٤٥ ، المجلس ٤٣ ، ح ٥ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرّار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وفيه ، ص ٢٤٦ ، المجلس ٤٣ ، ح ٦ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام معاني الأخبار ، ص ١٠٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف.الاختصاص ، ص ٢٤١ ، مرسلاً ؛تحف العقول ، ص ٢٩٩ ، عن الباقرعليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٤ ، ح ١٨٣٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٢ ، ح ٢٤١٧٧.

(١٠). في « ط » : - « محمّد ».

٧١٠

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي وَصِيَّةٍ(١) لَهُ : « اعْلَمْ أَنَّ ضَارِبَ عَلِيٍّعليه‌السلام بِالسَّيْفِ وَقَاتِلَهُ لَوِ ائْتَمَنَنِي وَاسْتَنْصَحَنِي(٢) وَاسْتَشَارَنِي ، ثُمَّ قَبِلْتُ ذلِكَ مِنْهُ ، لَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ(٣) الْأَمَانَةَ ».(٤)

٨٦١٩ / ٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ كَانَ النَّاسُ يَضَعُونَ عِنْدَهَا(٥) الْجَوَارِيَ(٦) ، فَتُصْلِحُهُنَّ(٧) ، وَقُلْنَا : مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صُبَّ عَلَيْهَا مِنَ الرِّزْقِ.

فَقَالَ : « إِنَّهَا صَدَقَتِ الْحَدِيثَ ، وَأَدَّتِ الْأَمَانَةَ ، وَذلِكَ يَجْلِبُ الرِّزْقَ ».

قَالَ صَفْوَانُ : وَسَمِعْتُهُ مِنْ(٨) حَفْصٍ بَعْدَ ذلِكَ.(٩)

٨٦٢٠ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَيْسَ مِنَّا مَنْ أَخْلَفَ بِالْأَمَانَةِ(١٠) ».

وَقَالَ : « قَالَ(١١) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١٢) : الْأَمَانَةُ تَجْلِبُ(١٣) الرِّزْقَ ، وَالْخِيَانَةُ تَجْلِبُ(١٤) الْفَقْرَ».(١٥)

____________________

(١). في الوسائل : « وصيّته ».

(٢). في التهذيب :«على سيف » بدل « واستنصحني».

(٣). في « ط ، بف » : - « إليه ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.تحف العقول ، ص ٣٧٤الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٤ ، ح ١٨٣٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٤ ، ح ٢٤١٨٣.

(٥). في « ى » : « عنده ».

(٦). في حاشية « جت » : « الجرار ».

(٧). في « ى » : « فيصلحهنّ ». وفي الوسائل : « فيصلحن » بالتخفيف.

(٨). في « بف » : + « عمر بن ». وفي الوافي : « عن ».

(٩). راجع :الأمالي للطوسي ، ص ٦٧٦ ، المجلس ٣٧ ، ح ٨الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٣٢ ، ح ٢٢٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٦٨ ، ح ٢٤١٧٠. (١٠). في «ط ،بخ ،بف» وحاشية «جت» والوافي : « الأمانة ».

(١١). في « بخ ، بف » : - « قال ».

(١٢). في «بف» وحاشية «جن» والوافي : + « أداء ».

(١٣). في « ى ، بف » والوافي : « يجلب ».

(١٤). في «جد»:«يجلب».وفي «جت»بالتاء والياء معاً.

(١٥).قرب الإسناد ، ص ١١٦ ، ح ٤٠٨ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحف العقول ، ص ٤٥ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛وفيه ، ص ٤٠٣ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة ؛ وفيه أيضاً ، ص ٢٢١ ، =

٧١١

٨٦٢١ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ - يَعْنِي(٢) مُوسىعليه‌السلام - عَنْ رَجُلٍ اسْتَوْدَعَ رَجُلاً(٣) مَالاً لَهُ قِيمَةٌ ، وَالرَّجُلُ الَّذِي عَلَيْهِ الْمَالُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْدِرُ عَلى أَنْ لَا(٤) يُعْطِيَهُ شَيْئاً ، وَلَا يَقْدِرُ‌

____________________

= عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير ، وفي كلّ المصادر من قوله : « الأمانة تجلب الرزق ». وراجع :الخصال ، ص ٥٠٤ ، أبواب الستّة عشر ، ح ٢الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٤ ، ح ١٨٣٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٦ ، ح ٢٤١٩٠.

(١). القاسم بن محمّد في مشايخ محمّد بن خالد - وهو البرقي بقرينة راويه - هو القاسم بن محمّد الجوهري ، ولم نجد روايته عمّن يسمّى بمحمّد بن القاسم في غير سند هذا الخبر. والظاهر أنّ أحد العنوانين محرّف من الآخر ، والجمع بينهما من باب الجمع بين النسخة وبدلها.

والظاهر أنّ « عن القاسم بن محمّد » زائدٌ في السند - كما نبّه على ذلك العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - في تعليقته على السند ، والمراد من محمّد بن القاسم هو محمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار ؛ فإنّا لم نجد رواية محمّد بن خالد البرقي عن القاسم بن محمّد الجوهري عن أحدٍ من المعصومينعليهم‌السلام سواء أكان أبا الحسنعليه‌السلام أو غيره.

وأمّا أنّ المراد من محمّد بن القاسم هو ابن الفضيل بن يسار ؛ فقد ورد ذيل الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٩ ، ح ٩٤٥ بسنده عن البرقي عن محمّد بن القاسم بن فضيل ، قال : سألت أبا الحسن الأوّلعليه‌السلام

لا يقال : ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٨١ ، ح ٧٩٥ ، عن أحمد بن محمّد عن البرقي عن محمّد بن القاسم عن فضيل ، وفي الاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٢٣ ، ح ٤٣٩ عن أحمد بن محمّد عن البرقي عن القاسم بن محمّد عن فضيل ، فلا يحصل الجزم بما استظهرته.

فإنّه يقال : أمّا سند الاستبصار ، فقد ورد في بعض نسخه ، محمّد بن القاسم بدل القاسم بن محمّد.

وأمّا رواية فضيل - وهو منصرف إلى الفضيل بن يسار - عن أبي الحسنعليه‌السلام ، ففيه ما لا يخفى ؛ فقد مات الفضيل بن يسار في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام ، كما ورد ذلك فيرجال النجاشي ، ص ٣٠٩ ، الرقم ٨٤٦ ؛ ورجال الكشّي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٣٨١ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٦٨.

فعليه الظاهر أنّ الصواب في سند التهذيبي ن هو محمّد بن القاسم بن فضيل ، وهو المطلوب.

ويؤيّد ذلك أنّ لِمحمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار كتاباً رواه أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٦٢ ، الرقم ٩٧٣.

(٢). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والتهذيب ، ج ٦ : - « يعني ».

(٣). في الوافي ، ح ١٨٣٧٥ والتهذيب ، ج ٧ والاستبصار : + « من مواليك ».

(٤). في « ط » : - « لا ».

٧١٢

لَهُ عَلى شَيْ‌ءٍ(١) ، وَالرَّجُلُ الَّذِي اسْتَوْدَعَهُ خَبِيثٌ خَارِجِيٌّ(٢) ، فَلَمْ أَدَعْ شَيْئاً(٣) ؟

فَقَالَ لِي(٤) : « قُلْ لَهُ(٥) : رُدَّهُ(٦) عَلَيْهِ ؛ فَإِنَّهُ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهِ(٧) بِأَمَانَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».

قُلْتُ : فَرَجُلٌ اشْتَرى مِنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْعَبَّاسِيِّينَ بَعْضَ قَطَائِعِهِمْ(٨) ، فَكَتَبَ عَلَيْهَا(٩) كِتَاباً أَنَّهَا(١٠) قَدْ(١١) قَبَضَتِ الْمَالَ ، وَلَمْ تَقْبِضْهُ ، فَيُعْطِيهَا الْمَالَ(١٢) ، أَمْ(١٣) يَمْنَعُهَا؟

قَالَ لِي(١٤) : « قُلْ(١٥) لَهُ : يَمْنَعُهَا(١٦) أَشَدَّ الْمَنْعِ ؛ ..........

____________________

(١). في التهذيب ، ج ٧ والاستبصار : - « ولا يقدر له على شي‌ء ».

(٢). في الوافي ، ح ١٨٣٧٥ والتهذيب ، ج ٧ والاستبصار : + « شيطان ».

(٣). فيالوافي : « فلم أدع شيئاً ؛ يعني من الألفاظ الدالّة على ذمّه ».

(٤). في « ط » : - « لي ».

(٥). في « بف » : - « له ».

(٦). في « ى ، بس ، بح ، جد »والاستبصار : « ردّ ». وفي « جن » والوسائل : « يردّ ».

(٧). في « بخ ، بف » : - « عليه ».

(٨). فيالوافي : « القطائع : محالّ ببغداد كان أقطعها المنصور لاُناس من أعيان دولته ؛ ليعمروها ويسكنوها ، وإنّمالم تملكها لأنّها كانت مال الإمامعليه‌السلام ». والقطائع : جميع القطيعة ، وهي طائفة من أرض الخراج ، واسم للشي‌ء الذي يُقْطَع ، واسم لما ينقل من المال ، كالقرى والأراضي والأبراج والحصون. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٠٨ ؛مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ( قطع ).

(٩). في « بح » : « إليها ».

(١٠). في « ط ، بخ ، بف » والوافي ، ح ١٧٣١٠ والتهذيب ، ج ٦ : « بأنّها ».

(١١). في « بف » : - « قد ».

(١٢). في « بخ ، بف » : - « المال ».

(١٣). في « ط » : « أو ».

(١٤). في «ط،بخ،بف» والوافي ،ح ١٧٣١٠:-«لي».

(١٥). في الوافي ، ح ١٧٣١٠ : « فليقل ».

(١٦) في الوافي : « ليمنعها » بدل « يمنعها ». وفي الوسائل والتهذيب ، ج ٧ : « ليمنعها » بدل « لي ، قل له : يمنعها ». فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ١٠٣ : « قولهعليه‌السلام : قل له : يمنعها ، يدلّ على كراهة أخذ أموالهم إذا كانت أمانة ، والجواز في غيرها ، سيّما ثمن المبيع الذي كان من الأراضي المفتوحة عنوة. ويحتمل أن يكون من باب « ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم » ؛ فإنّ العامّة لا يجوّزون هذا البيع وأمثاله ، ونحن نجوّزه ، إمّا مطلقاً ، أو تبعاً للآثار ».

وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي ، ج ١٧ ، ح ٢٩٤ :

« قوله : ليمنعها أشدّ المنع ، أراضي العراق من المفتوح عنوة إلّاماشذّ ، كما قلنا في كتاب الزكاة ، وليس رقبة الأرض ممّا تباع أو توهب ، ومع ذلك كانوا يبيعون ويشترون ويهبون ويقفون في سبيل الله باعتبار الآثار =

٧١٣

فَإِنَّهَا(١) بَاعَتْهُ(٢) مَا لَمْ تَمْلِكْهُ(٣) ».(٤)

٨٦٢٢ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَيَابَةَ ، قَالَ :

لَمَّا أَنْ(٥) هَلَكَ أَبِي سَيَابَةُ ، جَاءَ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ إِلَيَّ ، فَضَرَبَ الْبَابَ عَلَيَّ(٦) ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ ، فَعَزَّانِي(٧) ، وَقَالَ لِي : هَلْ تَرَكَ أَبُوكَ شَيْئاً؟ فَقُلْتُ لَهُ : لَا ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِيساً فِيهِ أَلْفُ‌

____________________

= والحقوق الثابتة فيها ، وكذلك الإقطاع - إن صحّ إطلاق لفظه وإرادة معناه في تلك الأراضي - هو بمعنى إقطاع الآثار والأبنية ومقتضى القواعد صحّته وجواز بيعه وكون المقطع له مالك ، وذلك لأنّه لا ريب في جواز قبالة الأراضي الخراجيّة ، كما يأتي في محلّه بأن يتعهّد المتقبّل أداء الخراج إلى السلطان ويكون الزرع والانتفاع والآثار له ، ورقبة الأرض ملك المسلمين ، فتلك المرأة من آل فلان إن كانت قصدت بيع الآثار صحّ بيعه ، كبيع سائر أملاك العراق وسائر الأراضي ، وإن كانت قصدت بيع رقبة الأرض لم يجز بحال ولا يحلّ للمشتري أيضاً ، وظاهر الخبر أنّه يحلّ للمشتري. فالصحيح في توجيه الحديث أن يقال : الإقطاع كما يتبادر منه إلى الذهن بمعنى تمليك رقبة الأرض وعدم أخذ الخراج من تلكالمرأة ، كما يؤخذ من سائر مالكي الأراضي ، وهذا باطل في الأراضي المفتوحة عنوة ؛ إذ يجب أخذ الخراج منها لبيت مال المسلمين أيّاً ما كان كان مالكها ، سواء كان من أقارب الخليفة أو غيرها ، وكانت تلكالمرأة أخذت الأرض ؛ أعني رقبتها مجّاناً بغير خراج ، وهذا باطل والأرض للمسلمين ، فأجاز الإمامعليه‌السلام امتناع المشتري من أداء الثمن وجعل الأرض بيده استنقاذاً لأرض المسلمين من يد المتغلّب عليها ، فيكون حاصلها له وخراجها عليه ، كسائر المتصرّفين في أراضي العراق ، ويؤدّي خراجها إلى أهله ».

(١). في « ى ، بس » والتهذيب ، ج ٧ : « فإنّما ».

(٢). في حاشية « جت » : « باعت ».

(٣). في « بخ ، بف » وحاشية « جت » : « ما لا تملك ». وفي « ط » والوسائل : « ما لم تملك ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى.التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٨١ ، ح ٧٩٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن محمّد بن القاسم ، عن فضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ؛الاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٢٣ ، ح ٤٣٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن القاسم بن محمّد ، عن فضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، إلى قوله : « عليه بأمانة الله »الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٩٤ ، ح ١٧٣١٠ ، من قوله : « قلت : فرجل اشترى من امرأة » ؛ وفيه ، ج ١٨ ، ص ٨٢٤ ، ح ١٨٣٧٥ ، إلى قوله : « بأمانة الله عزّوجلّ » ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٤ ، ح ٢٤١٨٤.

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار وفي المطبوع : - « أن ».

(٦). في « بخ ، بف » : - « عليّ ».

(٧). « فعزّاني » أي قال لي : أحسن الله عزاءك ، أي رزقك الصبر الحسن. راجع :المصباح المنير ، ص ٤٠٨ ( عزا).

٧١٤

دِرْهَمٍ ، وَقَالَ لِي(١) : أَحْسِنْ حِفْظَهَا ، وَكُلْ فَضْلَهَا(٢) ، فَدَخَلْتُ إِلى أُمِّي وَأَنَا فَرِحٌ ، فَأَخْبَرْتُهَا(٣) .

فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ ، أَتَيْتُ صَدِيقاً كَانَ(٤) لِأَبِي(٥) ، فَاشْتَرى لِي بَضَائِعَ(٦) سَابِرِيٍّ(٧) ، وَجَلَسْتُ فِي حَانُوتٍ(٨) ، فَرَزَقَ اللهُ - جَلَّ وَعَزَّ - فِيهَا خَيْراً كَثِيراً(٩) .

وَحَضَرَ(١٠) الْحَجُّ ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي ، فَجِئْتُ إِلى أُمِّي ، وَقُلْتُ(١١) لَهَا : إِنَّهُ(١٢) قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي أَنْ أَخْرُجَ إِلى مَكَّةَ ، فَقَالَتْ لِي(١٣) : فَرُدَّ(١٤) دَرَاهِمَ فُلَانٍ عَلَيْهِ ، فَهَاتِهَا(١٥) ، وَجِئْتُ بِهَا إِلَيْهِ ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ ، فَكَأَنِّي(١٦) وَهَبْتُهَا لَهُ ، فَقَالَ : لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَهَا ، فَأَزِيدَكَ؟ قُلْتُ :

____________________

(١). في « ط ، بف » والوافي : - « لي ».

(٢). في « بح ، بخ ، بف ، جت » وحاشية « ى » والوافي : « كسبها ».

(٣). في « ط » : + « الخبر ».

(٤). في « ط ، ى ، جد » : - « كان ».

(٥). في « ط » : « لي ».

(٦). في « بخ ، بف » وحاشية « بح » والوافي : + « من ». والبضائع : جمع البِضاعة ، وهي طائفة من مالك تبعثها للتجارة أو السلعة ، وأصلها من المال الذي يتّجر فيه ؛ وأصلها من البَضْع ، وهو القطع. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٥ ( يضع ).

(٧). فيالبحار : « سابريّاً ». والسابريّ : ضرب من الثياب رقيق يُعمل بسابور موضع بفارس. والسابريّ أيضاً : ضرب من التمر ، يقال : أجود تمر بالكوفة النِرسيان والسابريّ. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٧٦ ؛ المغرب ، ص ٢١٥ ( سبر ).

(٨). « الحانوت » : دكّان البائع ، يذكّر ويؤنّث ، واختلف في وزنها ، فقال الجوهري : « أصله : حانُوَة ، مثل ترقوة ، فلمّا سُكّنت الواو انقلبت هاء التأنيث ياءً ، والجمع : الحوانيت ». وقيل غير ذلك. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٦ ( حين ) ؛المصباح المنير ، ص ١٥٨ ( حون ).

(٩). في « ط ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والبحار : - « كثيراً ».

(١٠). في الوافي : « فحضر ».

(١١). في «ى،بح،بس،جد،جن» والبحار :«فقلت».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « إنّها ».

(١٣). في « ط ، ى » : - « لي ».

(١٤). في « بخ ، بف » والوافي : « ردّ ».

(١٥). في « جت ، جد » والوافي والبحار : « فهيأتها ». وفي « ى ، بس ، بف ، جن » : « فهيئاتها ».

(١٦) في الوافي : « وكأنّي ».

٧١٥

لَا ، وَلكِنْ قَدْ(١) وَقَعَ فِي قَلْبِيَ الْحَجُّ ، فَأَحْبَبْتُ(٢) أَنْ يَكُونَ شَيْئُكَ عِنْدَكَ ، ثُمَّ خَرَجْتُ ، فَقَضَيْتُ نُسُكِي.

ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَدَخَلْتُ مَعَ النَّاسِ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، وَكَانَ يَأْذَنُ إِذْناً عَامّاً ، فَجَلَسْتُ فِي مَوَاخِيرِ(٣) النَّاسِ ، وَكُنْتُ حَدَثاً ، فَأَخَذَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ وَيُجِيبُهُمْ ، فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ عَنْهُ ، أَشَارَ إِلَيَّ ، فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لِي(٤) : « أَلَكَ حَاجَةٌ؟ » فَقُلْتُ(٥) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ سَيَابَةَ ، فَقَالَ(٦) لِي(٧) : « مَا فَعَلَ أَبُوكَ؟ » فَقُلْتُ(٨) : هَلَكَ ، قَالَ : فَتَوَجَّعَ(٩) ، وَتَرَحَّمَ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي : « أَ فَتَرَكَ(١٠) شَيْئاً؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « فَمِنْ أَيْنَ حَجَجْتَ؟».

قَالَ : فَابْتَدَأْتُ ، فَحَدَّثْتُهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ ، قَالَ(١١) : فَمَا تَرَكَنِي أَفْرُغُ مِنْهَا حَتّى قَالَ لِي : « فَمَا فَعَلْتَ فِي(١٢) الْأَلْفِ؟ » قَالَ : قُلْتُ : رَدَدْتُهَا عَلى صَاحِبِهَا ، قَالَ : فَقَالَ لِي(١٣) : « قَدْ أَحْسَنْتَ ».

وَقَالَ لِي(١٤) : « أَ لَا أُوصِيكَ؟ » قُلْتُ : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ(١٥) .

____________________

(١). في «ط ،ى ،بح ،جد ،جن» والبحار : - « قد ».

(٢). في «ط،ى،بح ،جد ،جن» والبحار : «وأحببت».

(٣). في « جن » : « مواخر ».

(٤). في « ى » والوافي : - « لي ».

(٥). في « بس » : « قلت ». وفي « بح ، بخ ، بف ، جت ، جن » والوافي : + « له ».

(٦). في « بف » والوافي : « قال ».

(٧). في « ط ، بح ، بخ ، بف ، جد ، جن » والوافي والبحار : - « لي ».

(٨). في « ط ، بف » والوافي : « قلت ». وفي البحار : + « له ».

(٩). في « بخ ، بس ، جت » وحاشية « ى » : « فترجّع ». و « فتوجّع » ، أي رثى ، يقال : توجّع له ممّا نزل به ، أي رثى له من‌مكروه نازل. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٨٠ ( وجع ).

(١٠). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « فترك » بدون همزة الاستفهام.

(١١). في « ط » : - « قال ».

(١٢). في « ط ، بح ، بخ ، بف ، جت ، جد ، جن » والبحار : - « في ».

(١٣). في « ط ، بف ، جت » والوافي : - « لي ».

(١٤). في « ط » : - « لي ».

(١٥). في الوسائل : - « جعلت فداك ».

٧١٦

فَقَالَ(١) : « عَلَيْكَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ؛ تَشْرَكُ النَّاسَ فِي أَمْوَالِهِمْ هكَذَا » وَجَمَعَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ(٢) .

قَالَ : فَحَفِظْتُ ذلِكَ عَنْهُ ، فَزَكَّيْتُ(٣) ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.(٤)

٤٧ - بَابُ الرَّجُلِ يَأْخُذُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ وَالْوَلَدِ يَأْخُذُ مِنْ مَالِ أَبِيهِ(٥)

٨٦٢٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ لِابْنِهِ مَالٌ ، فَيَحْتَاجُ(٦) الْأَبُ(٧) ؟

قَالَ : « يَأْكُلُ مِنْهُ ، فَأَمَّا الْأُمُّ فَلَا تَأْكُلُ(٨) مِنْهُ إِلَّا قَرْضاً عَلى نَفْسِهَا(٩) ».(١٠)

٨٦٢٤ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

____________________

(١). في « ط ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل والبحار : « قال ».

(٢). في « ط ، بخ ، بف ، جت » والوافي : « إصبعيه ». وفي هامشالكافي المطبوع : « أي شبّك أصابع يده في أصابع يده الاُخرى ».

(٣). فيالوافي : « قوله : فزكّيت ، كناية عن كثرة ماله ببركة العمل بالوصيّة ». وفي هامش المطبوع : « قوله : فزكّيت ، أي صرت متموّلاً حتّى وجبت عليّ الزكاة فأخرجت الزكاة ».

(٤).الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٦ ، ح ١٨٣٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٦٨ ، ح ٢٤١٧١ ، من قوله : « وقال لي : ألا أوصيك » ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨٤ ، ح ١٧٠. (٥).في«ط،ى،بح،بخ،جت،جد» والمرآة : «والده».

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي وفي المطبوع : + « إليه ».

(٧). في الوسائل والتهذيب والاستبصار : + « إليه ».

(٨). في الفقيه : « فلا تأخذ ».

(٩). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ١٠٤ : « يدلّ على جواز أخذ الوالد من مال ولده بغير قرض ، وهو مخالف للمشهور ، وأيضاً جواز أخذ الاُمّ قرضاً خلاف المشهور إلّا أن يحمل على ما إذا كانت قيّمة ، أو كان الأخذ بإذن الوليّ ، والحمل على النفقة مشترك بينهما إلّا أن يحمل على أنّها تأخذ قرضاً للنفقة إلى أن‌ ترى الوليّ فينفذه ».

(١٠).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٩٦٤ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٩ ، ح ١٦٠ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٦٦٨ ، معلّقاً عن حريزالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢١ ، ح ١٧٣٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٤ ، ح ٢٢٤٨٣.

٧١٧

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ(١) مِنْ مَالِ وَلَدِهِ؟

قَالَ : « لَا ، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ إِلَيْهِ(٢) ، فَيَأْكُلَ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ(٣) ؛ وَلَا يَصْلُحُ لِلْوَلَدِ أَنْ يَأْخُذَ(٤) مِنْ مَالِ وَالِدِهِ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ(٥) وَالِدِهِ(٦) ».(٧)

٨٦٢٥ / ٣. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٨) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِرَجُلٍ : أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « وَمَا أُحِبُّ(٩) لَهُ(١٠) أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِ ابْنِهِ إِلَّا مَا احْتَاجَ(١١) إِلَيْهِ مِمَّا(١٢) لَابُدَّ لَهُ(١٣) مِنْهُ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَايُحِبُّ الْفَسَادَ ».(١٤)

____________________

(١). في القرب : « يأخذ ».

(٢). في القرب : « إلّا بإذنه أو يضطرّ » بدل « إلّا أن يضطرّ إليه ».

(٣). في القرب : + « أو يستقرض منه حتّى يعطيه إذا أيسر ».

(٤). في الاستبصار : « ولا يصلح أن يأخذ الولد ».

(٥). هكذا في « ط ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » وحاشية « بح » والوافي والمرآة والوسائل والتهذيب والاستبصار وقرب الإسناد وفي سائر النسخ والمطبوع : « إلّا أن يأذن ».

(٦). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إلّابإذن والده ، قال في التحرير : يحرم على الرجل أن يأخذ من مال والده شيئاً وإن قلّ بغير إذنه إلاّمع الضرورة التي يخاف منها على نفسه التلف ، فيأخذ ما يمسك به رمقه إن كان الوالد ينفق على الولد ، أو كان الوالد غنيّاً. ولو لم ينفق مع وجوب النفقة أجبره الحاكم ، فإن فقد الحاكم جاز أخذ الواجب وإن كره الأب». وراجع :تحرير الأحكام ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ ، المسألة ٣٠٦٢.

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٩٦٣ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٨ ، ح ١٥٩ ، معلّقاً عن الكليني.قرب الإسناد ، ص ٢٨٥ ، ح ١١٢٧ ، بسنده عن عليّ بن جعفر ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢١ ، ح ١٧٣٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٤ ، ح ٢٢٤٨٤.

(٨). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٩). في « ى ، بس ، جد » وحاشية « بح » : « ولا اُحبّ ».

(١٠). في « جن » : - « له ».

(١١). في « بخ ، بف » : « ما يحتاج ».

(١٢). في « بح » : « فيما ». وفي « ط » : « ما ».

(١٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي : - « له ».

(١٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ ، ح ٩٦٢ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٨ ، ح ١٥٨ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٢ ، ح ١٧٣٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٣ ، ذيل ح ٢٢٤٨٠.

٧١٨

٨٦٢٦ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ(١) بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ(٢) يَكُونُ لِوَلَدِهِ مَالٌ ، فَأَحَبَّ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ ، قَالَ : « فَلْيَأْخُذْ(٣) ، فَإِنْ(٤) كَانَتْ أُمُّهُ حَيَّةً ، فَمَا أُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ(٥) مِنْهُ شَيْئاً إِلَّا قَرْضاً عَلى نَفْسِهَا(٦) ».(٧)

٨٦٢٧ / ٥. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٨) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَحْتَاجُ إِلى مَالِ ابْنِهِ؟

قَالَ : « يَأْكُلُ مِنْهُ مَا شَاءَ مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ ».

وَقَالَ : « فِي كِتَابِ عَلِيِّعليه‌السلام : إِنَّ الْوَلَدَ لَايَأْخُذُ مِنْ مَالِ وَالِدِهِ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِهِ(٩) ، وَالْوَالِدَ يَأْخُذُ مِنْ مَالِ ابْنِهِ(١٠) مَا شَاءَ ، وَلَهُ أَنْ يَقَعَ عَلى جَارِيَةِ ابْنِهِ إِذَا(١١) لَمْ يَكُنِ الابْنُ وَقَعَ عَلَيْهَا(١٢) ».

____________________

(١). في التهذيب : « الحسين ». وهو سهو ؛ فإنّ المراد من الحسن بن عليّ الكوفي هو الحسن بن عليّ بن عبدالله بن ‌المغيرة ، كما تقدّم في الكافى ، ذيل ح ٣١٨٣ ، فلاحظ.

(٢). في « بح » : « رجل ».

(٣). في التهذيب : + « منه ».

(٤). في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « وإن ».

(٥). في « بخ » : « أن يأخذ ». وفي « جن » بالتاء والياء معاً.

(٦). في « ى » : « نفسه ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٩٦٥ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٩ ، ح ١٦١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٢ ، ح ١٧٣٥٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٢٤٨٥.

(٨). السند معلّق على سند الحديث الثاني ، كما هو واضح.

(٩). فيالفقيه : - « إلّا بإذنه ».

(١٠). في حاشية « جت » والفقيه : « ولده ».

(١١). في «ط ،بخ ،بف » والوافي والفقيه : « إن ».

(١٢). في « ى » : « عليه ».

٧١٩

وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ لِرَجُلٍ : « أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ ».(١)

٨٦٢٨ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ؟

قَالَ : « قُوتُهُ(٢) بِغَيْرِ سَرَفٍ إِذَا اضْطُرَّ إِلَيْهِ ».

قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : فَقَوْلُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِلرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ ، فَقَدَّمَ(٣) أَبَاهُ ، فَقَالَ لَهُ(٤) : «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ؟ ».

فَقَالَ(٥) : « إِنَّمَا جَاءَ بِأَبِيهِ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ(٦) : يَا رَسُولَ اللهِ ، هذَا أَبِي وَقَدْ(٧) ظَلَمَنِي مِيرَاثِي مِنْ أُمِّي ، فَأَخْبَرَهُ الْأَبُ أَنَّهُ قَدْ أَنْفَقَهُ عَلَيْهِ وَعَلى نَفْسِهِ ، فَقَالَ(٨) : أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ الرَّجُلِ شَيْ‌ءٌ ، أَفَكَانَ(٩) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَحْبِسُ الْأَبَ لِلِابْنِ؟ ».(١٠)

____________________

(١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ ، ح ٩٦١ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٨ ، ح ١٥٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٥٢ ، ح ٤٥٦١ ، معلّقاً عن العلاء ، إلى قوله : « إذا لم يكن الابن وقع عليها ».فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٥٥ ، من قوله : « إنّ الولد لا يأخذ » إلى قوله : « من مال ابنه ما شاء » مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب النكاح ، باب الرجل تكون لولده الجارية يريد أن يطأها ، ح ١٠٠٢٤الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٢ ح ١٧٣٥١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٢ ، ذيل ح ٢٢٤٧٩.

(٢). في « ى ، بح ، بس » وحاشية « جن » : « قوت ».

(٣). في المعاني : + « إليه ».

(٤). في الفقيه : - « للرجل الذي أتاه ، فقدّم أباه ، فقال له ». وفي التهذيب والاستبصار والمعاني : - « له ».

(٥). في « بخ ، بف » والوافي : « قال ».

(٦). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : + « له ».

(٧). في « بخ ، بف » والتهذيب والاستبصار : « ق د » بدون الواو.

(٨). في « ط » والوسائل : « وقال ». وفي « بح » : + « له ».

(٩). في « ى ، بح ، بس ، جت » : « أو كان ». وفي « بخ ، بف » والوسائل والمعاني : « وكان ».

(١٠).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٩٦٦ ، معلّقاً عن الكليني.الاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٩ ، ح ١٦٢ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى.معاني الأخبار ، ص ١٥٥ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن الحكم.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٦٦٩ ، معلّقاً عن الحسين بن أبي العلاءالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٣ ، ١٧٣٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٢٤٨٦.

٧٢٠

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780