الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق0%

الأمالي شيخ الصدوق مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 780

الأمالي شيخ الصدوق

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
تصنيف:

الصفحات: 780
المشاهدات: 414347
تحميل: 8078

توضيحات:

الأمالي شيخ الصدوق
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 780 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 414347 / تحميل: 8078
الحجم الحجم الحجم
الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق

مؤلف:
العربية

الجنائز، جعلنا الله وإياكم من المتقين(١) .

٨٦٧/١٧ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبار، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الازدي، قال: حدّثنا إسماعيل بن الفضل، عن أبيه، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه جاعل لي من أمتي أخا ووارثا وخليفة ووصيا. فقلت: يا رب، من هو؟ فأوحى إلي عزّوجلّ: يا محمّد إنه إمام أمتك، وحجتي عليها بعدك. فقلت: يا رب، من هو؟ فأوحى إلي عزّوجلّ: يا محمّد ذاك من أحبه ويحبني، ذاك المجاهد في سبيلي، والمقاتل لناكثي عهدي، والقاسطين في حكمي، والمارقين من ديني، ذاك وليي حقا، زوج ابنتك، وأبو ولدك، عليّ بن أبي طالب(٢) .

٨٦٨/١٨ - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانه رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الاهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: أخبرنا إسماعيل بن بشار، قال: حدّثنا عبدالله بن بلج المصري، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن محمّد بن المنكدر، قال: سمعت أبا أمامة يقول: كان علي عليه السلام إذا قال شيئا لم نشك فيه، وذلك أنا سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: خازن سري بعدي علي(٣) .

٨٦٩/١٩ - وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدثني المسعودي، قال: حدّثنا يحيى بن سالم العبدي، عن إسرائيل، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، قال: مر علي عليه السلام على بغلة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وسلمان في ملا، فقال سلمان (رحمة الله عليه): ألا تقومون تأخذون

______________

(١) الكافي ٢: ١٨٢/٥ « نحوه »، بحار الانوار ٦٧: ٢٧٦/٤.

(٢) بحار الانوار ٣٨: ١٠٧/٣٥.

(٣) بحار الانوار ٤٠: ١٨٤/٦٦.

٦٤١

بحجزته(١) تسألونه، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لا يخبركم بسر نبيكم صلّى الله عليه وآله وسلّم أحد غيره، وإنه لعالم الارض وربانيها، وإليه تسكن، لو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم الناس(٢) .

٨٧٠/٢٠ - حدثني أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن عليّ الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الصراف، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الاشقر، عن عليّ بن هاشم، عن أبي رافع، عن محمّد بن أبي بكر، عن عباد بن عبدالله، عن سلمان (رحمة الله عليه)، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: أقضى أمتي وأعلم أمتي بعدي علي(٣) .

٨٧١/٢١ - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن الحسن الاشقر، عن صالح بن أبي الاسود، عن أخيه، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا نزل عليه الوحي نهارا لم يمس حتى يخبر به عليا، وإذا نزل عليه ليلا لم يصبح حتى يخبر به عليا(٤) .

٨٧٢/٢٢ - حدّثنا الحسين بن عليّ بن أحمد الصائغ رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا جعفر بن عبيدالله، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال: صلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّمذات يوم بأصحابه الفجر ثم جلس معهم يحدثهم حتى طلعت الشمس، فجعل الرجل يقوم بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان أنصاري وثقفي، فقال لهما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قد علمت أن لكما حاجة، تريدان أن تسألاني عنها، فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني، وإن شئتما فاسألاني. قالا: بل تخبرنا أنت يا رسول الله، فإن ذلك أجلى للعمى، وأبعد

______________

(١) الحجزة: موضع شد الازار من الوسط. ويقال: أخذ بحجزته: التجأ إليه واستعان به.

(٢) بحار الانوار ٢٢: ٣٢١/٩.

(٣) بحار الانوار ٤٠: ١٣٥/٢٤.

(٤) بحار الانوار ٤٠: ١٣٥/٢٥.

٦٤٢

من الارتياب، وأثبت للايمان.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أما أنت - يا أخا الانصار - فإنك من قوم يؤثرون على أنفسهم، وأنت قروي، وهذا الثقفي بدوي، أفتؤثره بالمسألة؟ فقال: نعم.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أما أنت - يا أخا ثقيف - فإنك جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك وما لك فيهما من الثواب، فاعلم أنك إذا ضربت يدك في الماء وقلت: بسم الله، تناثرت الذنوب التي اكتسبتها يداك، فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرهما، وفوك بلفظه، وإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك، فإذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك، فهذا لك في وضوئك، فإذا قمت إلى الصلاة وتوجهت وقرأت أم الكتاب وما تيسر لك من السور ثم ركعت فأتممت ركوعها وسجودها وتشهدت وسلمت، غفر لك كل ذنب فيما بينك وبين الصلاة التي قدمتها إلى الصلاة المؤخرة، فهذا لك في صلاتك.

وأما أنت - يا أخا الانصار - فإنك جئت تسألني عن حجك وعمرتك وما لك فيهما من الثواب، فاعلم أنك إذا أنت توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك ومضت بك راحلتك، لم تضع راحلتك خفا ولم ترفع خفا إلا كتب الله لك حسنة ومحا عنك سيئة، فإذا أحرمت ولبيت كتب الله لك بكل تلبية عشر حسنات ومحا عنك عشر سيئات، فإذا طفت بالبيت أسبوعا كان لك بذلك عند الله عزّوجلّ عهد وذكر يستحيي منك ربك أن يعذبك بعده، فإذا صليت عند المقام ركعتين كتب الله لك بهما ألفي ركعة مقبولة، فإذا سعيت بين الصفا والمروة سبعة أشواط كان لك بذلك عند الله عزّوجلّ مثل أجر من حج ماشيا من بلاده ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة، وإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس، فلو كان عليك من الذنوب، قدر رمل عالج وزبد البحر لغفرها الله لك، فإذا رميت الجمار كتب الله لك بكل حصاة عشر حسنات

٦٤٣

تكتب لك لما تستقبل من عمرك، فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك(١) كتب الله لك بكل قطرة من دمها حسنة تكتب لك لما تستقبل من عمرك، فإذا طفت بالبيت أسبوعا(٢) للزيارة وصليت عند المقام ركعتين ضرب ملك كريم على كتفيك، ثم قال: أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بينك وبين عشرين ومائة يوم(٣) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله وحسبنا الله ونعم الوكيل.

______________

(١) البدنة: ناقة أو بقرة تنحر بمكة قربانا.

(٢) أي سبع مرات.

(٣) بحار الانوار ٩٩: ٣/٣.

٦٤٤

[ ٨٢ ]

المجلس الثاني والثمانون

مجلس يوم الثلاثاء

الحادي عشر من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة.

٨٧٣/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عليّ بن النعمان، عن عبدالله بن طلحة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: الصائم في عبادة الله، وإن كان نائما على فراشه، ما لم يغتب مسلما(١) .

٨٧٤/٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن سنان، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة(٢) .

٨٧٥/٣ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن

______________

(١) بحار الانوار ٧٥: ٢٤٩/١٨.

(٢) بحار الانوار ٧٠: ٢٠٣/٩.

٦٤٥

الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي قتادة القمي، قال: حدّثنا عبدالله بن يحيى، عن أبان الاحمر، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: إن الناس تذاكروا عنده الفتوة، فقال: أتظنون أن الفتوة بالفسق والفجور؟ كلا إنما الفتوة والمروة طعام موضوع، ونائل مبذول، واصطناع المعروف، وأذى مكفوف، فأما تلك فشطارة وفسق.

ثم قال عليه السلام: ما المروة؟ فقلنا: لا نعلم. قال: المروة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروة مروتان: مروة في الحضر، ومروة في السفر، فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن، ولزوم المساجد، والمشي مع الاخوان في الحوائج، والانعام على الخادم فإنه مما يسر الصديق ويكبت العدو، وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك إياهم، وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزّوجلّ.

ثم قال عليه السلام: والذي بعث جدي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالحق نبيا، إن الله عزّوجلّ ليرزق العبد على قدر المروة، وإن المعونة لتنزل من السماء على قدر المؤونة، وإن الصبر لينزل على قدر شدة البلاء(١) .

٨٧٦/٤ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبار، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن إسماعيل بن عبد الخالق وأبي الصباح الكناني، جميعا، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: من كف أذاه عن جاره أقاله الله عزّوجلّ عثرته يوم القيامة، ومن أعف بطنه وفرجه كان في الجنة ملكا محبورا، ومن أعتق نسمة مؤمنة بنى الله عزّوجلّ له بيتا في الجنة(٢) .

٨٧٧/٥ - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضي الله عنه،

______________

(١) أمالي الطوسي: ٣٠٠/٥٩٤، بحار الانوار ٧٦: ٣١١/١، و ٧٩: ٣٠٠/٩.

(٢) بحار الانوار ٧٤: ١٥٠/٣.

٦٤٦

قال حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا عبدالله بن أحمد، قال: حدثني سليمان بن جعفر الجعفري، قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا بن رسول الله، ما تقول في القرآن، فقد اختلف فيه من قبلنا، فقال قوم: إنه مخلوق، وقال قوم: إنه غير مخلوق؟

فقال عليه السلام: أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون، ولكني أقول إنه كلام الله عزّوجلّ(١) .

٨٧٨/٦ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، قال: حدثني عمي محمّد ابن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن عيسى النهر يري، عن أبي عبدالله الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من عرف الله وعظمه من عفاه من الكلام، وبطنه من الطعام، وعنى نفسه بالصيام والقيام.

قالوا: بآبائنا وامهاتنا - يا رسول الله - هؤلاء أولياء الله؟ قال: إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الآجال التي كتبت عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب(٢) .

٨٧٩/٧ - حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه، قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أحب إخواني إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وأحب أعمامي إلي حمزة(٣) .

______________

(١) التوحيد: ٢٢ ٤/٥، بحار الانوار ٩٢: ١١٨/٥.

(٢) تقدم في المجلس (٥٠) الحديث (٧).

(٣) بحار الانوار ٢٢: ٢٧٥/٢٣.

٦٤٧

٨٨٠/٨ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا العباس بن الفضل بن شاذان المقري، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن هارون، عن عزرة القطان، قال: حدّثنا مسعود أبوعبدالله الخلادي، قال: حدثني تليد، عن أبي الحجاف، عن أبي إدريس، عن مجاهد، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لي: يا علي، من فارقك فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله عزّوجلّ(١) .

٨٨١/٩ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا أبويوسف يعقوب بن محمّد البصري، قال: حدّثنا ابن عمارة، قال: حدّثنا عليّ بن أبي الزعزاع البرقي، قال: حدّثنا أبوثابت عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عباس، قال: جاع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جوعا شديدا، فأتى الكعبة فتعلق بأستارها، فقال: رب محمّد، لا تجع محمّد أكثر مما أجعته. قال: فهبط جبرئيل عليه السلام ومعه لوزة. فقال: يا محمّد، إن الله جل جلاله يقرأ عليك السلام. فقال: يا جبرئيل، الله السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام فقال: إن الله يأمرك أن تفك عن هذه اللوزة، ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها: لا إله إلا الله محمّد رسول الله، أيدت محمّدا بعلي، ونصرته به، ما أنصف الله من نفصه من أتهم الله في قضائه، واستبطأ في رزقه(٢) .

٨٨٢/١٠ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله، قال: حدّثنا أبي عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن وهب بن وهب القاضي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: تنفلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين، فإنهما تورثان دار الكرامة. قيل: يا رسول الله، وما ساعة الغفلة. قال: بين المغرب والعشاء(٣) .

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ٣٩/١٧.

(٢) بحار الانوار ٣٩: ١٢٤/٨.

(٣) ثواب الاعمال: ٤٤، معاني الاخبار: ٢٦٥/١، علل الشرائع: ٣٤٣/١ إلى قوله: دار الكرامة، فلاح السائل: ٢٤٥، بحار الانوار ٨٧: ٩٥/١٣ و ١٤.

٦٤٨

٨٨٣/١١ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن عليّ بن حسان الواسطي، عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى محمّد بن علي، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: بينا أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه) ذات يوم جالس مع ابن الحنفية إذ قال: يا محمّد، ائتني بإناء من ماء أتوضأ للصلاة. فأتاه محمّد بالماء، فأكفأ بيده اليمنى على يده اليسرى: ثم قال: بسم الله والحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا. قال: ثم استنجى، فقال: اللهم حصن فرجي وأعفه، واستر عورتي، وحرمني على النار. قال: ثم تمضمض، فقال: اللهم لقني حجتي يوم ألقاك، وأطلق لساني بذكرك. ثم استنشق، فقال: اللهم لا تحرم علي ريح الجنة، واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها. قال: ثم غسل وجهه، فقال: اللهم بيض وجهي يوم تسود(١) الوجود، ولا تسود وجهي يوم تبيض(٢) الوجوه. ثم غسل يده اليمنى فقال: اللهم أعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري، وحاسبني حسابا يسيرا. ثم غسل يده اليسرى، فقال: اللهم لا تعطني كتابي بشمالي، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي، وأعوذ بك من مقطعات النيران. ثم مسح رأسه فقال: اللهم غشني برحمتك وبركاتك وعفوك. ثم مسح رجليه فقال: اللهم ثبت قدمي على الصراط(٣) يوم تزل فيه الاقدام، واجعل سعيي فيما يرضيك عني. ثم رفع رأسه فنظر إلى محمّد فقال: يا محمّد، من توضأ مثل وضوئي وقال مثل قولي، خلق الله عزّوجلّ من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره، ويكتب الله عزّوجلّ له ثواب ذلك إلى يوم القيامة(٤) .

______________

(١) زاد في نسخة: فيه.

(٢) زاد في نسخة: فيه.

(٣) في نسخة: ثبتني على الصراط.

(٤) الفقه المنسوب إلى الامام الرضا عليه السلام: ٦٩، المحاسن: ٤٥/٦١، الكافي ٣: ٧٠/٦، من لا يحضره الفقيه ١: ٢٦/٨٤، ثواب الاعمال: ١٦، المقنع: ٣، التهذيب ١: ٥٣/١٥٣، فلاح السائل: ٥٢، بحار الانوار ٨٠: ٣١٨/١٢.

٦٤٩

٨٨٤/١٢ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله، قال: حدّثنا أبي، قال حدّثنا محمّد بن عبد الجبار، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: كان عيسى بن مريم عليه السلام، يقول لاصحابه: يا بني آدم، اهربوا من الدنيا إلى الله، وأخرجوا قلوبكم عنها، فإنكم لا تصلحون لها ولا تصلح لكم، ولا تبقون فيها ولا تبقى لكم، هي الخداعة الفجاعة، المغرور من اغتر بها، المغبون من اطمأن إليها، الهالك من أحبها وأرادها، فتوبوا إلى بارئكم، واتقوا ربكم، واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.

أين آباؤكم، أين أمهاتكم، أين إخوتكم، أين أخواتكم، أين أولادكم؟ دعوا فأجابوا، واستودعوا الثرى، وجاوروا الموتى، وصاروا في الهلكى، وخرجوا عن الدنيا، وفارقوا الاحبة، واحتاجوا إلى ما قدموا، واستغنوا عما خلفوا، فكم توعظون، وكم تزجرون، وأنتم لاهون ساهون! مثلكم في الدنيا مثل البهائم، همتكم(١) بطونكم وفروجكم، أما تستحيون ممن خلقكم؟! وقد وعد من عصاه النار ولستم ممن يقوى على النار، ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الاعلى، فتنافسوا فيه وكونوا من أهله، وأنصفوا من أنفسكم، وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم، وتوبوا إلى الله توبة نصوحا، وكونوا عبيدا أبرارا، ولا تكونوا ملوكا جبابرة ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت، جبار الجبابرة رب السماوات ورب الارضين، وإله الاولين والآخرين، مالك يوم الدين، شديد العقاب، أليم العذاب، لا ينجو منه ظالم، ولا يفوته شئ، ولا يعزب عنه شئ، ولا يتوارى منه شئ أحصى كل شئ علمه، وأنزله منزلته في جنة أو نار.

ابن آدم الضعيف، أين تهرب ممن يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك وفي كل حال من حالاتك، قد أبلغ من وعظ، وأفلح من اتعظ(٢) .

______________

(١) في نسخة: همكم.

(٢) بحار الانوار ١٤: ٢٨٨/١٣.

٦٥٠

٨٨٥/١٣ - وبهذا الاسناد، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، قال: حدثني محمّد بن يوسف، قال: حدثني محمّد بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من تظاهرت عليه النعم فليقل: الحمد لله رب العالمين، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإنه كنز من كنوز الجنة، وفيه شفاء من اثنين وسبعين داء أدناها الهم(١) .

٨٨٦/١٤ - وبهذا الاسناد، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن إسماعيل بن دينار، عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال: إن أهل النار يتعاوون فيها كما يتعاوى الكلاب والذئاب مما يلقون من ألم العذاب. ما ظنك - يا عمرو - بقوم لا يقضى عليهم فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها، عطاش فيها جياع، كليلة أبصارهم، صم بكم عمي، مسودة وجوههم، خاسئين فيها نادمين، مغضوب عليهم فلا يرحمون، ومن العذاب لا(٢) يخفف عنهم، وفي النار يسجرون، ومن الحميم يشربون، ومن الزقوم يأكلون، وبكلاليب النار يخطمون، وبالمقامع يضربون، والملائكة الغلاظ الشداد لا يرحمون، فهم في النار يسحبون على وجوههم، ومع الشيطين يقرنون، وفي الانكال(٣) والاغلال يصفدون، إن دعوا لم يستجب لهم، وإن سألوا حاجة لم تقض لهم، هذه حال من دخل النار(٤) .

٨٨٧/١٥ - حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسى رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبوالعباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدّثنا عبد الرحيم بن عليّ بن سعيد الجبلي، قال: حدّثنا الحسن بن نصر الخزاز، قال: حدّثنا عمرو بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، قال: أتيت عبدالله بن عباس فقلت له: يا بن عم رسول الله، إني جئتك أسألك عن عليّ بن

______________

(١) بحار الانوار ٩٣: ١٨٦/٦.

(٢) في نسخة: فلا.

(٣) الانكال: جمع نكل، القيد الشديد.

(٤) بحار الانوار ٨: ٢٨١/٣.

٦٥١

أبي طالب واختلاف الناس فيه.

فقال ابن عباس: يا بن جبير، جئتني تسألني عن خير خلق الله من الامة بعد محمّد نبي الله، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القربة(١) . يا بن جبير، جئتني تسألني عن وصي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووزيره، وخليفته، وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته.

والذي نفس ابن عباس بيده، لو كانت بحار الدنيا مدادا، وأشجارها أقلاما، وأهلها كتابا، فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام وفضائله من يوم خلق الله عزّوجلّ الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى(٢) .

٨٨٨/١٦ - وبهذا الاسناد، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن إسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي عمرة، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أنا سيد النبيين، وعليّ بن أبي طالب سيد الوصيين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، والائمة بعدهما سادات المتقين، ولينا ولي الله، وعدونا عدو الله، وطاعتنا طاعة الله، ومعصيتنا معصية الله عزّوجلّ(٣) .

٨٨٩/١٧ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، قال: أخبرنا أحمد ابن محمّد الهمداني، قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام: أنه قال: نحن سادة في الدنيا وملوك في الآخرة(٤) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) المراد بليلة القربة ليلة بدر حيث ذهب عليه السلام ليأتي بالماء، وسلم عليه ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، فكان كل سلام من الملائكة منقبة.

(٢) بحار الانوار ٤٠: ٧/١٧.

(٣) بحار الانوار ٣٦: ٢٢٨/٦.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥٧/٢١٠، بحار الانوار ٢٦: ٢٦٢/٤٤.

٦٥٢

[ ٨٣ ]

المجلس الثالث والثمانون

مجلس يوم الجمعة

الرابع عشر من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٨٩٠/١ - حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن سلمة بن الخطاب البراوستاني، عن إبراهيم بن مقاتل، قال: حدثني حامد بن محمّد، عن عمرو بن هارون، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: لقد هممت بتزويج فاطمة بنت محمّد (صلوات الله عليهما) حينا، ولم أتجرأ أن أذكر ذلك للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإن ذلك اختلج في صدري ليلا ونهارا حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا علي. قلت: لبيك، يا رسول الله. قال: هل لك في التزويج؟ قلت: رسول الله أعلم. وإذا هو يريد(١) أن يزوجني بعض نساء قريش، وإني لخائف على فوت فاطمة، فما شعرت بشئ إذ أتاني رسول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال لي: أجب النبي وأسرع، فما رأينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أشد فرحا منه اليوم، قال: فأتيته مسرعا، فإذا هو في حجرة أم سلمة، فلما نظر إلى تهلل وجهه فرحا وتبسم

______________

(١) في العيون: رسول الله أعلم، وظننت أنه يريد.

٦٥٣

حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق، فقال: أبشر يا علي، فإن الله عزّوجلّ قد كفاني ما قد كان همني من أمر تزويجك. فقلت: وكيف ذلك، يا رسول الله؟

قال: أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها فناولنيهما، فأخذتهما وشممتهما، فقلت: ما سبب هذا السنبل والقرنفل؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأشجارها وثمارها وقصورها، وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب، وأمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه وطواسين ويس وحمعسق.

ثم نادى مناد من تحت العرش: ألا إن اليوم يوم وليمة عليّ بن أبي طالب، ألا إني أشهدكم أني قد زوجت فاطمة بنت محمّد من عليّ بن أبي طالب رضا مني، بعضهما لبعض، ثم بعث الله تبارك وتعالى سحابة بيضاء، فقطرت عليهم من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها، وقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها، هذا مما نثرت الملائكة، ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكا من ملائكة الجنة يقال له راحيل، وليس في الملائكة أبلغ منه، فقال: اخطب يا راحيل. فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا أهل الارض، ثم نادى مناد: ألا يا ملائكتي وسكان جنتي، باركوا على علي ابن أبي طالب حبيب محمّد، وفاطمة بنت محمّد، فقد باركت عليهما، ألا إني زوجت أحب النساء إلي من أحب الرجال إلي بعد النبيين والمرسلين.

فقال راحيل الملك: يا رب، وما بركتك فيهما بأكثر مما رأينا لهما في جنانك ودارك؟ فقال عزّوجلّ: يا راحيل، إن من بركتي عليهما أن أجمعهما على محبتي، وأجعلهما حجة على خلقي، وعزتي وجلالي لاخلقن منهما خلقا، ولانشئن منهما ذرية أجعلهم خزاني في أرضي، ومعادن لعلمي ودعاة إلى ديني، بهم أحتج على خلقي بعد النبيين والمرسلين.

فأبشر يا علي، فإن الله عزّوجلّ أكرمك كرامة لم يكرم بمثلها أحدا، وقد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن، وقد رضيت لها بما رضي الله لها، فدونك أهلك فإنك أحق بها مني، ولقد أخبرني جبرئيل أن الجنة مشتاقة إليكما،

٦٥٤

ولولا أن الله عزّوجلّ قدر أن يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة لاجاب(١) فيكما الجنة وأهلها، فنعم الاخ أنت، ونعم الختن(٢) أنت، ونعم الصاحب أنت، وكفاك برضا الله رضا.

قال علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله، بلغ من قدري حتى إني ذكرت في الجنة، وزوجني الله في ملائكته! فقال عليه السلام: إن الله عزّوجلّ إذا أكرم وليه وأحبه، أكرمه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فحباها الله لك يا علي.

فقال علي عليه السلام:( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) (٣) ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: آمين(٤) .

٨٩١/٢ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد ابن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام، قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على منبره: يا علي، إن الله عزّوجلّ وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الارض، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك.

يا علي، أنت العلم لهذه(٥) الامة، من أحبك فاز، ومن أبغضك هلك.

يا علي، أنا مدينة العلم وأنت بابها، وهل تؤتى المدينة إلا من بابها!

يا علي، أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طمر(٦) لو أقسم على الله لابر قسمه.

______________

(١) في نسخة: لاجاز.

(٢) الختن: زوج البنت أو زوج الاخت.

(٣) النمل ٢٧: ١٩.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٢٢/١، و: ٢٢٥/٢، بحار الانوار ٤٣: ١٠١/١٢.

(٥) في نسخة: أنت العالم بهذه.

(٦) الطمر: الثوب الخلق، وقيل: الكساء البالي من غير الصوف.

٦٥٥

يا علي، إخوانك كل طاهر زاك مجتهد، يحب فيك، ويبغض فيك، محتقر عند الخلق، عظيم المنزلة عند الله عزّوجلّ.

يا علي، محبوبك جيران الله في دار الفردوس، لا يأسفون على ما خلفوا من الدنيا.

يا علي، أنا ولي لمن واليت، وأنا عدو لمن عاديت.

يا علي، من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني.

يا علي، إخوانك ذبل الشفاه، تعرف الرهبانية في وجوههم.

يا علي، إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن: عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت، وعند المسألة في قبورهم، وعند العرض الاكبر، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانها فلم يجيبوا(١) .

يا علي حربك حربي، وسلمك سلمي، وحربي حرب الله، ومن سالمك فقد سالمني، ومن سالمني فقد سالم الله عزّوجلّ.

يا علي، بشر إخوانك، فإن الله عزّوجلّ قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضو بك وليا.

يا علي، أنت أميرالمؤمنين، وقائد الغر المحجلين.

يا علي، شيعتك المنتجبون، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله عزّوجلّ دين، ولولا من في الارض منكم لما أنزلت السماء قطرها.

يا علي، لك كنز في الجنة، وأنت ذو قرنيها، وشيعتك تعرف بحزب الله عزّوجلّ.

يا علي، أنت وشيعتك القائمون بالقسط، وخيرة الله من خلقه.

يا علي، أنا أول من ينفض التراب عن رأسه، وأنت معي، ثم سائر الخلق.

______________

(١) كذا، والمعدود أربعة، ولعل العرض والصراط واحد، أي عند العرض الاكبر عند الصراط، بحذف الواو على البدل.

٦٥٦

يا علي، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم، وأنتم الآمنون يوم الفزع الاكبر في ظل العرش، يفزع الناس ولا تفزعون، ويحزن الناس ولا تحزنون، فيكم نزلت هذه الآية:( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) (١) وفيكم نزلت( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (٢) .

يا علي، أنت وشيعتك تطلبون في الموقف، وأنتم في الجنان تتنعمون.

يا علي، إن الملائكة والخزان يشتاقون إليكم، وإن حملة العرش والملائكة المقربين ليخصونكم بالدعاء، ويسألون الله لمحبيكم، ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الاهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة.

يا علي، شيعتك الذين يخافون الله في السر، وينصحونه في العلانية.

يا علي، شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لانهم يلقون الله عزّوجلّ وما عليهم من ذنب.

يا علي، أعمال شيعتك ستعرض علي في كل جمعة، فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم، وأستغفر لسيئاتهم.

يا علي، ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير، و كذلك في الانجيل، فسل أهل الانجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك، مع علمك بالتوراة والانجيل وما أعطاك الله عزّوجلّ من علم الكتاب، وإن أهل الانجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه، وما يعرفون شيعته، وإنما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم.

يا علي، إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الارض لهم بالخير، فليفرحوا بذلك، وليزدادوا اجتهادا.

يا علي، إن أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم، فتنظر

______________

(١) الانبياء ٢١: ١٠١.

(٢) الانبياء ٢١: ١٠٣.

٦٥٧

الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقا إليهم، ولما يرون من منزلتهم عند الله عزّوجلّ.

يا علي، قل لاصحابك العارفين بك، يتنزهون عن الاعمال التي يقارفها عدوهم، فما من يوم ولا من ليلة إلا ورحمة من الله تبارك وتعالى تغشاهم، فليجتنبوا الدنس.

يا علي، اشتد غضب الله عزّوجلّ على من قلاهم وبرئ منك ومنهم، واستبدل بك وبهم، ومال إلى عدوك، وتركك وشيعتك واختار الضلال، ونصب الحرب لك ولشيعتك، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا.

يا علي، اقرأهم مني السلام من لم أر منهم ولم يرني، وأعلمهم أنهم إخواني الذين أشتاق إليهم، فليلقوا علمي إلى من يبلغ القرون من بعدي، وليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به، وليجتهدوا في العمل، فإنا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة، وأخبرهم أن الله عزّوجلّ عنهم راض، وأنه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كل جمعة برحمته، ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم.

يا علي، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني احبك فأحبوك لحبي إياك، ودانوا لله عزّوجلّ بذلك، وأعطوك صفو المودة في قلوبهم، واختاروك على الآباء والاخوة والاولاد، وسلكوا طريقك، وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذل المهج فينا مع الاذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذلك فكن بهم رحيما واقنع بهم، فإن الله عزّوجلّ اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق، وخلقهم من طينتنا، واستودعهم سرنا وألزم قلوبهم معرفة حقنا، وشرح صدورهم، وجعلهم مستمسكين بحبلنا، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم، أيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به، فالناس في غمة الضلال متحيرون في الاهواء، عموا عن الحجة وما جاء من عند الله عزّوجلّ، فهم يصبحون ويمسون في سخط الله، وشيعتك على منهاج الحق والاستقامه، لا يستأنسون إلى من خالفهم، وليست الدنيا منهم

٦٥٨

وليسوا منها، أولئك مصابيح الدجى، أولئك مصابيح الدجى، أولئك مصابيح الدجى(١) .

٨٩٢/٣ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار رحمه الله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عمرو بن مغلس(٢) ، عن خلف، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قول الله جل ثناؤه:( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ ) (٣) قال: ذاك وصي أخي سليمان بن داود.

فقلت له: يا رسول الله، فقول الله عزّوجلّ:( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) (٤) ، قال: ذاك أخي عليّ بن أبي طالب(٥) .

٨٩٣/٤ - حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثني محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني، قال: حدثني الحسين بن علي، قال: حدثني عبدالله بن سعيد الهاشمي، قال: حدثني عبد الواحد بن غياث، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، قال: حدّثنا جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلما سلم أقبل علينا بوجهه، ثم قال: أما إنه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والامام بعدي.

فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض

______________

(١) صفات الشيعة: ٥٥/١٧، بشارة المصطفى: ١٨٠، بحار الانوار ٣٩: ٣٠٦/١٢٢، و ٦٨: ٤٥/٩١.

(٢) في نسخة: مفلس.

(٣) النمل ٢٧: ٤٠.

(٤) الرعد ١٣: ٤٣.

(٥) بحار الانوار ٣٥: ٤٢٩/١.

٦٥٩

الكوكب من الهواء فسقط في دار عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السلام: يا علي، والذي بعثني بالنبوة، لقد وجبت لك الوصية والخلافة والامامة بعدي. فقال المنافقون عبدالله بن أبي وأصحابه: لقد ضل محمّد في محبة ابن عمه وغوى وما ينطق في شأنه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ) ، يقول الله عزّوجلّ: وخالق النجم إذا هوى( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ) يعني محمّدا صلّى الله عليه وآله وسلّم في محبة عليّ بن أبي طالب( وَمَا غَوَىٰ ، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ) يعني في شأنه( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (١) .

٨٩٤/٥ - وحدثنا بهذا الحديث شيخ لاهل الرأي(٢) يقال له أحمد بن محمّد ابن الصقر الصائغ العدل، قال: حدّثنا محمّد بن العباس بن بسام، قال: حدثني أبوجعفر محمّد بن أبي الهيثم السعدي، قال: حدثني أحمد بن أبي(٣) الخطاب، قال: حدّثنا أبوإسحاق الفزاري، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، عن عبدالله بن عباس، بمثل ذلك إلا أنه قال في حديثه: يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس، فيسقط في دار أحدكم(٤) .

٨٩٥/٦ - وحدثنا بهذا الحديث شيخ لاهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي عليّ بن عبد ربه العدل، قال: حدّثنا أبوالعباس أحمد بن يحيى ابن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الكوفي الجعفي، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبدالله السجزي(٥) أبوإسحاق، عن يحيى بن الحسين المشهدي، عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، قال: سألت بن

______________

(١) بحار الانوار ٣٥: ٢٧٢/١، والآية من سورة النجم ٥٣: ١ - ٤.

(٢) في نسخة: الري.

(٣) في نسخة: أحمد بن.

(٤) بحار الانوار ٣٥: ٢٧٣/١.

(٥) في نسخة: السنجري، وفي اخرى: السحري.

٦٦٠