الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق7%

الأمالي شيخ الصدوق مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 780

الأمالي شيخ الصدوق
  • البداية
  • السابق
  • 780 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 466210 / تحميل: 9001
الحجم الحجم الحجم
الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

وعوراء من قيل امرئ ذي قرابة

تصاممت عنها بعد ما قد سمعتها(١)

رجاة غد(٢) أن يعطف الرّحم بيننا

ومظلمة منه بجنبي عركتها

إذا ما أمور الناس رثّت وضيّعت

وجدت أموري كلّها قد رممتها(٣)

وإني سألقى الله لم أرم حرّة

ولم تتمنّى(٤) يوم سرّ فخنتها

ولا قاذف نفسي ونفسي بريئة

وكيف اعتذاري بعد ما قد قذفتها

***

أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني قال أخبرنا أبو ذرّ القراطيسي قال حدثنا عبيد الله بن محمد ابن أبي الدنيا قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي أنّ رجلا من الأنصار حدثه قال قال مسكين الدّارمي:

ولست إذا ما سرّني الدّهر ضاحكا

ولا خاشعا ما عشت من حادث الدّهر(٥)

ولا جاعلا عرضي لمالي وقاية

ولكن أقي عرضي فيحرزه وفري

أعفّ لدى عسري وأبدي تجمّلا

ولا خير فيمن لا يعفّ لدى العسر

وإني لأستحيي إذا كنت معسرا

صديقي وإخواني بأن يعلموا فقري

وأقطع إخوانى وما حال عهدهم

حياء وإعراضا، وما بي من كبر

فإن يك عارا ما أتيت فربما

أتى المرء يوم السّوء من حيث لا يدرى

ومن يفتقر يعلم مكان صديقه

ومن يحيى لا يعدم بلاء من الدّهر(٦)

ومن مستحسن قوله:

إن أدع مسكينا فما قصرت

قدري بيوت الحي والجدر

____________________

(١) العوراء هنا: الكلمة القبيحة.

(٢) د، ف، وحاشية الأصل، وديوان المعاني: (رجاء غد).

(٣) رممتها: أصلحتها.

(٤) د، ف، حاشية الأصل (من نسخة): (لم تأتمني).

(٥) أبيات منها في معجم الأدباء ١١: ١٢٩، واللآلئ: ١٨٦، وكنايات الجرجاني: ١٠، ٥٧

(٦) حاشية الأصل: (من نسخة): (ومن يغن).

٥٠١

وقيل: إن مسكينا ليس باسمه، وإنما اسمه ربيعة، وإنما سمّي بذلك لقوله:

وسمّيت مسكينا وكانت لجاجة

وإني لمسكين إلى الله راغب(١)

- ومعنى: قصرت قدري، أي: سترت، يريد أنها بارزة لا تحجبها السواتر والحيطان -

ما مسّ رحلي العنكبوت ولا

جدياته من وضعه غبر

وهذه كناية مليحة عن مواصلة السير وهجر الوطن، لأن العنكبوت إنما تنسج على ما لا تناله الأيدي ولا يكثر استعماله، والجديات: جمع جدية، وهي باطن دفّة الرحل.

لا آخذ الصّبيان ألثمهم

والأمر قد يغري(٢) به الأمر

- يقول: لا أقبّل الصبي؛ وأنا أريد التعريض بأمه.

ومثله لغيره:

ولا ألقي لذي الودعات سوطي(٣)

ألاعبه(٤) وريبته(٥) أريد

وأنشد ابن الأعرابي مثله:

إذا رأيت صبي القوم يلثمه

ضخم المناكب لا عمّ ولا خال

فاحفظ صبيّك منه أن يدنّسه

ولا يغرّنك يوما قلّة المال(٦)

- رجع إلى تمام القصيدة -

ولربّ يوم قد تركت وما

بيني وبين لقائه ستر

ومخاصم(٧) قاومت في كبد

مثل الدّهان فكان لي العذر(٨)

____________________

(١) الشعر والشعراء: ٥٢٩.

(٢) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (يعزي).

(٣) م: (صوتى).

(٤) د: (لألثمه)، ومن نسخة بحاشية ف: (لألهيه).

(٥) د، ف، وحاشية الأصل (من نسخة): (وربته)، أي أمه التي تربه. والودعات:

الخرزات.

(٦) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (كثرة المال).

(٧) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (ومقادم).

(٨) في حاشيتي الأصل، ف: (إنما يكون العذر إذا كان ثم ظلم، فيقول: إنما أقاوم وأخاصم مظلوما متعدي عليه، وإذا كان كذلك، فيجب الاعتذار على الظالم؛ ويكون العذر لي، كقوله:

فإن كان سحرا فاعذريني على الهوى

وإن كان داء غيره فلك العذر

٥٠٢

- ويروى: (القمر)، والكبد: المنزلة التي لا تثبت فيها الأرجل، والدهان:

الأديم الأحمر -

ما علّتي(١) ! قومي بنو عدس

وهم الملوك وخالي البشر(٢)

عمّي زرارة غير منتحل

وأبي الّذي حدّثته عمرو

في المجد غرّتنا مبيّنة

للنّاظرين كأنّها البدر

لا يرهب الجيران غدرتنا

حتّى يواري ذكرنا القبر

لسنا كأقوام إذا كلحت

إحدى السّنين فجارهم تمر

- أي يستحلى الغدر به كما يستحلى التمر -

مولاهم لحم على وضم

تنتابه العقبان والنّسر

ناري ونار الجار واحدة

وإليه قبلي تنزل القدر

يقال: إنه كان له امرأة تماظّه، فلما قال ذلك قالت له: أجل؛ إنما ناره ونارك واحدة، لأنه أوقد ولم توقد، والقدر تنزل إليه قبلك؛ لأنه طبخ ولم تطبخ، وأنت تستطعمه.

ما ضرّ جاري إذ أجاوره

أن لا يكون لبيته ستر

- قال: ويقال إنها قالت له في هذا البيت أيضا: أجل إن كان له ستر هتكته -

أعمى إذا ما جارتي خرجت

حتّى يواري جارتي الخدر

ويصمّ عمّا كان بينهما

سمعي وما بي غيره وقر

وأنشد عمر بن شبّة لمسكين أيضا:

لا تجعلنّي كأقوام علمتهم(٣)

لم يظلموا لبّة يوما ولا ودجا(٤)

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة): (ما عابني).

(٢) من نسخة في حاشيتي الأصل، ف: (هو مسكين بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم؛ فهذا عدس وعدس أبو زرارة، مثل قثم؛ وقال ابن دريد: يقال عدس وعدس)، بضم الدال وفتحها.

(٣) حاشية الأصل (من نسخة): (لا تجعليني كأقوام علمتهم).

(٤) حاشية الأصل: (أي لم ينحروا للأضياف فيطعنوا في لبة أو ودج).

٥٠٣

إني لأغلاهم باللّحم قد علموا

نيئا، وأرخصهم باللّحم إذ نضجا

أنا ابن قاتل جوع القوم قد علموا

إذا السّماء كست آفاقها رهجا(١)

ياربّ أمرين قد فرّجت بينهما

إذا هما نشبا في الصّدر واعتلجا(٢)

أديم خلقي لمن دامت خليقته

وأمزج الحلو أحيانا لمن مزجا

وأقطع الخرق بالخرقاء لاهية

إذا الكواكب كانت في الدّجى سرجا(٣)

ما أنزل الله من أمر فأكرهه

إلاّ سيجعل لي من بعده فرجا

ما مدّ قوم بأيديهم إلى شرف

إلاّ رأونا قياما فوقهم درجا

وأنشد أبو العباس ثعلب له:

أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله

ولم يلهني عنه غزال مقنّع

أحدّثه إن الحديث من القرى

وتعلم نفسي أنه سوف يهجع

ومثله لغيره:

أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله

ويخصب عندي والمكان جديب

وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى

ولكنّما وجه الكريم خصيب

ومعنى:

* أحدّثه إنّ الحديث من القرى*

أي أصبر على حديثه، وأعلم أنه سوف ينام، ولا أعرّض بمحادثته فأكون قد محقت قراي؛ والحديث الحسن من تمام القرى.

وقال الأصمعي: أحسن ما قيل في الغيرة قول مسكين الدارمي:

ألا أيّها الغائر المستشيط

علام تغار إذا لم تغر

____________________

(١) الرهج: الغبار.

(٢) اعتلج. اضطرب.

(٣) الحزن: المفازة الواسعة، والخرقاء: الناقة السريعة.

٥٠٤

فما خير عرس إذا خفتها

وما خير بيت إذا لم يزر(١)

تغار على النّاس أن ينظروا

وهل يفتن الصّالحات النّظر

فإني سأخلي لها بيتها

فتحفظ لي نفسها أو تذر

إذا الله لم يعطه ودّها

فلن يعطي الودّ سوط ممرّ

ومن ذا يراعي له عرسه

إذا ضمّه والمطي السّفر!

قال المرتضىرضي‌الله‌عنه : وكان مسكين كثير اللهج بالقول في هذا المعنى، فمن ذلك قوله:

وإني امرؤ لا آلف البيت قاعدا

إلى جنب عرسي لا أفرّطها شبرا

ولا مقسم لا أبرح الدّهر بيتها

لأجعله قبل الممات لها قبرا

إذا هي لم تحصن أمام فنائها

فليس بمنجيها بنائي لها قصرا

ولا حاملي ظنّي ولا قيل قائل(٢)

على غيرة حتّى أحيط بها خبرا

فهبني امرأ راعيت ما دمت شاهدا

فكيف إذا ما سرت من بيتها شهرا

وأنشد أبو العبّاس(٣) عن أبي العالية لمسكين:

ما أحسن الغيرة في حينها

وأقبح الغيرة في كلّ حين(٤)

من لم يزل متّهما عرسه

مناصبا فيها لوهم الظّنون

يوشك أن يغريها بالذي

يخاف، أو ينصبها للعيون

حسبك من تحصينها ضمّها

منك إلى خلق كريم ودين

لا تظهرن منك على عورة

فيتبع المقرون حبل القرين(٥)

____________________

(١) حاشية الأصل: (للسؤال).

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (وإن قال قائل).

(٣) ف: (أبو العيناء).

(٤) حاشية الأصل (من نسخة): (غير حين).

(٥) حاشية الأصل: (أي إياك أن تطلع المرأة منك على زنا وريبة؛ فإنها أيضا تزني أو تفعل كما فعلت).

٥٠٥

[٣٦]

مجلس آخر [المجلس السادس والثلاثون:]

تأويل آية:( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها )

 إن سأل سائل عن قوله تعالى في قصة يوسفعليه‌السلام :( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) ؛ [يوسف: ٢٤].

فقال: هل يسوغ ما تأوّل بعضهم هذه الآية عليه من أن يوسفعليه‌السلام عزم على المعصية وأرادها، وأنه جلس مجلس الرجل من المرأة، ثم انصرف عن ذلك بأن رأى صورة أبيه يعقوبعليه‌السلام عاضّا على إصبعه، متوعّدا له على مواقعة المعصية، أو بأن نودي له بالنهي والزّجر في الحال على ما ورد به الحديث؟

الجواب، قلنا: إذا ثبت بأدلّة العقول التي لا يدخلها الاحتمال والمجاز ووجوه التأويلات أنّ المعاصي لا تجوز على الأنبياءعليهم‌السلام صرفنا كل ما ورد ظاهره بخلاف ذلك من كتاب أو سنة إلى ما يطابق الأدلة ويوافقها، كما نفعل مثل ذلك فيما يرد ظاهره مخالفا لما تدل عليه العقول من صفاته تعالى، وما يجوز عليه أو لا يجوز.

ولهذه الآية وجوه من التأويل؛ كلّ واحد منها يقتضي نزاهة نبي الله تعالى من العزم على الفاحشة وإرادة المعصية.

أوّلها أنّ الهمّ في ظاهر الآية متعلّق بما لا يصح أن يعلّق به العزم أو الإرادة على الحقيقة؛ لأنه تعالى قال:( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها ) ، فعلّق الهمّ بهما، وذاتاهما لا يجوز أن يراد أو يعزم عليهما؛ لأنّ الموجود الباقي لا يصحّ ذلك فيه، فلا بدّ من تقدير محذوف يتعلّق العزم به؛ وقد يمكن أن يكون ما تعلّق به همّه إنما هو ضربها أو دفعها عن نفسه، كما

٥٠٦

يقول القائل: كنت هممت بفلان، وقد همّ فلان بفلان؛ أي بأن يوقع به ضربا أو مكروها.

فإن قيل: فأي معنى لقوله تعالى:( لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ ) والدفع لها عن نفسه طاعة لا يصرف البرهان عنها؟

قلنا: يمكن أن يكون الوجه في ذلك أنه لما همّ بدفعها وضربها أراه الله برهانا على أنه إن أقدم على ما همّ به أهلكه أهلها وقتلوه، أو أنها تدّعي عليه المراودة على القبيح وتقذفه بأنه دعاها إليه، وأنّ ضربه؟؟؟؟؟ لامتناعها، فيظنّ به ذلك من لا تأمّل له، ولا علم بأنّ مثله لا يجوز عليه، فأخبر الله تعالى بأنه صرف بالبرهان عنه السوء والفحشاء، ويعني بذلك القتل والمكروه اللّذين كانا يوقعان به، لأنهما يستحقان الوصف بذلك من حيث القبح، أو يعني بالسوء والفحشاء ظنّهم به ذلك.

فإن قيل: هذا الجواب يقتضي أنّ جواب فَلَوْ لا يتقدّمها، ويكون التقدير: لولا أن رأى برهان ربّه لهمّ بضربها ودفعها، وتقدّم جواب فَلَوْ لا قبيح غير مستعمل، أو يقتضي أن تكون فَلَوْ لا بغير جواب.

قلنا: أما تقدّم جواب فَلَوْ لا فجائز، وسنذكر ما فيه عند الجواب المختص بذلك، غير أنّا لا نحتاج إليه في هذا الجواب، لأنّ الهمّ بالضرب قد وقع، إلا أنه انصرف عنه بالبرهان؛ والتقدير: ولقد همت به وهمّ بدفعها لولا أن رأى برهان ربه لفعل ذلك، فالجواب في الحقيقة محذوف، والكلام يقتضيه، كما حذف الجواب في قوله تعالى:( وَلَوْ لا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ الله رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) ؛ [النور: ٢٠]، معناه: ولولا فضل الله عليكم ورحمته لهلكتم، ومثله:( كَلاّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ) ؛ [التكاثر: ٥، ٦]، معناه: لو تعلمون علم اليقين لم تتنافسوا في الدنيا، وتفاخروا بها؛ وقال امرؤ القيس:

٥٠٧

فلو أنّها نفس تموت سويّة

ولكنها نفس تساقط أنفسا(١)

أراد: فلو أنّها نفس تموت سويّة لانقضت وفنيت، فحذف الجواب؛ على أنّ من تأوّل هذه الآية على الوجه الّذي لا يليق بنبي الله تعالى، وأضاف العزم على المعصية إليه لا بد له من تقدير جواب محذوف، ويكون التقدير عنده: ولقد همّت بالزّنا وهمّ به؛ لولا أن رأى برهان ربه لفعله.

فإن قيل قوله: هَمَّ بِها كقوله:( هَمَّتْ بِهِ ) فلم جعلتم همّها به متعلّقا بالقبيح وهمّه بها متعلقا بما ذكرتم من الضرب وغيره؟

قلنا: أما الظاهر فلا يدلّ على ما تعلق به الهم والعزم فيهما جميعا، وإنما أثبتنا همّها به متعلّقا بالقبيح، لشهادة الكتاب والآثار؛ وهي ممن يجوز عليه فعل القبيح، ولم يؤمن دليل من امتناعه عليها؛ كما أمن ذلك فيهعليه‌السلام .

والموضع الّذي يشهد بذلك من الكتاب قوله تعالى:( وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ إلى قوله: إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) ، [يوسف: ٣٠]، وقوله تعالى:( وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ ) [يوسف: ٢٣]، وقوله تعالى:( الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ (٢) وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ) [يوسف: ٥١]، وفي موضع آخر:( قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ) [يوسف: ٣٢].

____________________

(١) ديوانه: ١٤٠، وروايته: (تموت جميعة). وفي حاشية الأصل: (ويروى: (تساقط) [بضم التاء]، وساقط بوزن فاعل متعد؛ ويكون (أنفسا) مفعولا؛ وإذا روي: (تساقط) [بفتح التاء] جاز أن يكون (تفاعل) متعديا؛ والمعنى: أسقط. ويجوز أن يكون غير متعد أيضا؛ و (أنفسا) نصبت على الحال، كقوله تعالى:( تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا ) ، أي تساقط عليك ثمر النخلة رطبا، وقال الفراء: هو تمييز، وكلاهما حسن. ويجوز إذا كان حالا أن يفيد كثرة الرطب على الجذع فكأنها إذا تساقط رطبا).

(٢) حاشية الأصل: (معنى( راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ ) ؛ أي طلبت منه أن ينزل عن نفسه فيسلمها منى؛ هذا هو هو حقيقة هذه الكلمة؛ فاختصر).

٥٠٨

والآثار واردة بإطباق مفسّري القرآن ومتأوّليه على أنها همت بالفاحشة والمعصية.

والوجه الثاني في تأويل الآية أن يحمل الكلام على التقديم والتأخير، ويكون تلخيصه:

ولقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها؛ ويجري ذلك مجرى قولهم: قد كنت هلكت لولا أني تداركتك، وقتلت لولا أني خلّصتك، والمعنى: لولا تداركي لهلكت، ولولا تخليصي لقتلت، وإن لم يكن وقع هلاك ولا قتل؛ قال الشاعر:

فلا يدعني قومي صريحا لحرّة

لئن كنت مقتولا، ويسلم عامر(١)

وقال آخر:

فلا يدعني قومي صريحا لحرة

لئن لم أعجّل طعنة أو أعجّل(٢)

فقدم جواب فَلَوْ لا في البيتين جميعا، وقد استشهد عليه أيضا بقوله تعالى:( وَلَوْ لا فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ ) ، والهمّ لم يقع لمكان فضل الله ورحمته.

ومما يشهد لهذا التأويل أنّ في الكلام شرطا، وهو قوله تعالى:( لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ ) ؛ فكيف يحمل على الإطلاق، مع حصول الشرط؟ وليس لهم أن يجعلوا جواب لَوْ لا محذوفا مقدّرا لأن جعل جوابها موجودا أولى.

وقد استبعد قوم تقديم جواب لَوْ لا عليها، قالوا: ولو جاز ذلك لجاز: (قام زيد لولا عمرو)، و (قصدتك لولا بكر) وقد بيّنّا بما أوردناه من الأمثلة والشواهد جواز تقديم جواب لَوْ لا، والّذي ذكروه لا يشبه ما أجزناه.

وقد يجوز أن يقول القائل: (قد كان زيد قام لولا كذا وكذا)، و (قد كنت قصدتك لولا أن صدّنى فلان)، وإن لم يقع قيام ولا قصد؛ وهذا هو الّذي يشبه الآية؛ وليس تقديم

____________________

(١) صريحا: خالص النسب.

(٢) م:

فلا يدعني قومي ليوم كريهة

لئن لم أعجّل ضربة أو أعجل

وفي حاشية الأصل: (في نسخة س البيت الثاني مقدم على الأول).

٥٠٩

جواب لَوْ لا بأبعد من حذف جواب لَوْ لا جملة من الكلام. وإذا جاز عندهم الحذف - لئلا يلزمهم تقديم الجواب - جاز لغيرهم تقديم الجواب حتى لا يلزم الحذف.

والجواب الثالث ما اختاره أبو عليّ الجبّائي - وإن كان غيره قد تقدمه إلى معناه - وهو أن يكون معنى هَمَّ بِها اشتهاها، ومال طبعه إلى ما دعته إليه. وقد يجوز أن تسمّى الشهوة في مجاز اللغة همّاً؛ كما يقول القائل فيما لا يشتهيه: ليس هذا من همّي، وهذا أهمّ الأشياء إلي؛ ولا قبح في الشهوة لأنها من فعل الله تعالى فيه؛ وإنما يتعلق القبح بتناول المشتهي.

وقد روي هذا التأويل عن الحسن البصري قال: أما همّها فكان أخبث الهم، وأما همّه فما طبع عليه الرجال من شهوة النساء، ويجب على هذا الوجه أن يكون قوله تعالى:( لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ ) ، متعلق بمحذوف؛ كأنه قال: لولا أن رأى برهان ربه لعزم أو فعل.

والجواب الرابع، أنّ من عادة العرب أن يسمّوا الشيء باسم ما يقع عنده في الأكثر، وعلى هذا لا ينكر أن يكون المراد ب هَمَّ بِها خطر بباله أمرها(١) ، ووسوس إليه الشيطان بالدعاء إليها؛ من غير أن يكون هناك همّ أو عزم، فسمّي الخطور بالبال همّا من حيث كان الهمّ يقع في الأكثر عنده، والعزم في الأغلب يتبعه.

وإنما أنكرنا ما ادّعاه جهلة المفسرين ومخرّفو القصّاص، وقرفوا به نبي اللهعليه‌السلام ، لما في العقول من الأدلة على أن مثل ذلك لا يجوز على الأنبياءعليهم‌السلام ؛ من حيث كان منفّرا عنهم، وقادحا في الغرض المجرى إليه بإرسالهم؛ والقصّة تشهد بذلك؛ لأنه تعالى قال:( كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ ) ؛ ومن أكبر السوء والفحشاء العزم على الزنا، ثم الأخذ فيه، والشروع في مقدماته؛ وقوله تعالى أيضا:( إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) يقتضي تنزيهه

____________________

(١) س: (ما أخطر بباله أمرها).

٥١٠

عن الهمّ بالزّنا، والعزم عليه. وحكايته عن النسوة قولهن:( حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ ) ؛ [يوسف: ٥١]، تدل أيضا على براءته من القبيح.

فأما البرهان الّذي رآه فيحتمل أن يكون لطفا لطف الله له به في تلك الحال أو قبلها، اختار عنده الانصراف عن المعاصي، والتنزه عنها.

ويحتمل أيضا ما ذكره أبو عليّ، وهو أن يكون البرهان دلالة الله تعالى له على تحريم ذلك عليه، وعلى أنّ من فعله يستحق العقاب. وليس يجوز أن يكون البرهان ما ظنّه الجهّال من رؤية صورة أبيه يعقوبعليه‌السلام متوعّدا له، أو النداء له بالزجر والتخويف، لأنّ ذلك ينافي المحنة، وينقض الغرض بالتكليف، ويقتضي ألاّ يستحق على امتناعه وانزجاره مدحا ولا ثوابا؛ وهذا سوء ثناء على الأنبياء، وإقدام على قرفهم بما لم يكن منهم، ونحمد الله على حسن التوفيق.

***

[أخبار متفرقة لإبراهيم بن العباس الصولي وذكر طائفة من شعره:]

روى أحمد بن عبد الله بن العباس الصولي الملقب بطماس قال: كنت يوما عند عمّي إبراهيم بن العباس(١) ، فدخل عليه رجل فرفعه حتى جلس إلى جانبه، أو قريبا من ذلك، ثم حادثه إلى أن قال عمي: ياأبا تمام؛ ومن بقي ممن يعتصم به ويلجأ إليه؟ قال: أنت لا عدمت - وكان إبراهيم طويلا - أنت والله كما قيل:

يمدّ نجاد السّيف حتّى كأنّه

بأعلى سنامي فالج يتطوّح

ويدلج في حاجات من هو نائم

ويوري كريمات النّدى حين يقدح

إذا اعتمّ بالبرد اليماني خلته

هلالا بدا في جانب الأفق يلمح

يزيد على فضل الرّجال فضيلة

ويقصر عنه مدح من يتمدّح

____________________

(١) هو أبو إسحاق إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول، شاعر مجيد؛ توفي سنة ٢٤٣، وله ديوان شعر، نشره الأستاذ عبد العزيز الميمني؛ ضمن مجموعة الطرائف سنة ١٩٣٧ م (وانظر ترجمته في الأغاني (٢٠٩ - ٣٣، وابن خلكان ١: ٩ - ١١، ومعجم الأدباء، ١: ١٦٤ - ١٩٨، وتاريخ بغداد ٦: ١١٧).

٥١١

فقال له إبراهيم: أنت تحسن قائلا، وراويا، ومتمثلا؛ فلما خرج تبعته وقلت له: اكتبني الأبيات، فقال: هي لأبي الجويرية العبدي(١) فخذها من شعره.

***

وروي عن يحيى بن البحتري قال: رأيت أبي يذاكر جماعة من أمراء أهل الشام بمعان من الشعر، فمرّ فيها ذكر قلة نوم العاشق وما قيل فيه، فأنشدوا إنشادات كثيرة، فقال لهم أبي: قد فرغ من هذا كاتب كان بالعراق فقال:

أحسب النوم حكاكا

إذ رأى منك جفاكا(٢)

منّي الصّبر ومنك ال

هجر فابلغ بي مداكا

بعدت همّة عين

طمعت في أن تراكا

أو ما خطّ لعيني

أن ترى من قد رآكا

ليت حظّي منك أن تع

لم ما بي من هواكا

قال أبي: إنه تصرّف في معان من الشعر في هذه الأبيات، قال: وكتبها عنه جماعة من حضر؛ والأبيات لإبراهيم بن العباس الصولي.

***

وأخبرنا عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال: لما بايع المأمون لعلي ابن موسى الرّضاعليهما‌السلام بالعهد، وأمر الناس بلبس الخضرة صار إليه دعبل(٣) بن علي

____________________

(١) اسمه عيسى بن أوس بن عصبة؛ أبو جويرية العبدي؛ شاعر محسن متمكن؛ ذكره الآمدي في المؤتلف والمختلف: ٧٩، والمرزباني في المعجم: ٢٥٨.

(٢) ديوان إبراهيم بن العباس: ١٤٨.

(٣) هو دعبل بن علي الخزاعي، شاعر مطبوع؛ كان هجاء خبيث اللسان؛ ولم يسلم من لسانه أحد ممن عاصره من الخلفاء والوزراء ولا من أولادهم وأولاد أولادهم؛ ولا ذو نباهة؛ أحسن إليه أو لم يحسن، وكان من مشاهير الشيعة؛ قال ياقوت (وقصيدته التائية في أهل البيت من أحسن الشعر وأسنى المدائح، قصد بها علي بن موسى الرضا بخراسان، فأعطاه عشرة آلاف درهم، وخلع عليه بردة من ثيابه، فأعطاه بها أهل قمّ ثلاثين ألف درهم فلم يبعها؛ فقطعوا عليه الطريق ليأخذوها فقال لهم: إنها تراد للّه -

٥١٢

وإبراهيم بن العباس الصولي - وكانا صديقين لا يفترقان، فأنشده دعبل:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات(١)

وأنشده إبراهيم بن العباس على مذهبها قصيدة، أولها:

أزالت عزاء القلب بعد التّجلّد

مصارع أولاد النّبيّ محمّد

قال: فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التي عليها اسمه، وكان المأمون أمر بضربها في ذلك الوقت؛ فأما دعبل بن عليّ فصار بالشّطر منها إلى قمّ، فاشترى أهلها منه كلّ درهم بعشرة، فباع حصته بمائة ألف درهم.

____________________

 - عز وجل؛ وهي محرمة عليكم؛ فدفعوا له ثلاثين ألف درهم، فحلف ألا يبيعها أو يعطوه بعضها ليكون في كفنه، فأعطوه كما واحدا؛ فكان في أكفانه؛ ويقال: إنه كتب القصيدة في ثوب وأحرم فيه؛ وأوصى بأن يكون في أكفانه، ونسخ هذه القصيدة مختلفة، في بعضها زيادات؛ يظن أنها مصنوعة)، وتوفي دعبل سنة ٢٤٦.

(وانظر ترجمته في معجم الأدباء ١١: ١٩: ١١٢، وابن خلكان ١: ١٧٩ - ١٨٠، والأغاني ١٨: ٢٩ - ٣٢، وتاريخ بغداد ٨: ٣٨٢).

(١) القصيدة في معجم الأدباء، وتنوير الأبصار: ١٤١، ١٤٢؛ ومطلعها فيه:

ذكرت محلّ الرّبع من عرفات

وأجريت دمع العين بالعبرات

وفكّ عرى صبري وهاجت صبابتي

رسوم ديار أقفرت وعرات

مدارس آيات ...

وفيها يقول:

ألم تر أني من ثلاثين حجة

أروح وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسّما

وأيديهم من فيئهم صفرات

فآل رسول الله نحف جسومهم

وآل زياد حفّل القصرات

بنات زياد في القصور مصونة

وآل رسول الله في الفلوات

إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم

أكفّا عن الأوتار منقبضات

فلولا الّذي أرجوه في اليوم أو غد

لقطّع قلبي إثرهم حسرات

٥١٣

وأما إبراهيم بن العباس فلم يزل عنده بعضها حتى مات؛ قال الصولي: ولم أقف من قصيدة إبراهيم على غير هذا البيت.

قال: وكان السبب في ذهاب هذا الفن من شعره ما حدّثني به أبو العباس أحمد بن محمد بن الفرات والحسين بن عليّ الباقطاني(١) قالا: كان إبراهيم بن العباس صديقا لإسحاق بن إبراهيم أخي زيدان الكاتب المعروف بالزّمن، فأنسخه شعره في عليّ بن موسى الرّضاعليهما‌السلام ، وقد انصرف من خراسان، ودفع إليه شيئا بخطّه منه، وكانت النّسخة عنده إلى أن ولي المتوكل، وولي إبراهيم بن العباس ديوان الضّياع، وقد كان تباعد ما بينه وبين أخي زيدان، فعزله عن ضياع كانت في يده بحلوان وغيرها وطالبه بمال وألحّ عليه، وأساء مطالبته، فدعا إسحاق بعض من يثق به من إخوانه، وقال له: امض إلى إبراهيم بن العباس، فأعلمه أنّ شعره في عليّ بن موسى بخطّه عندي، وبغير خطّه، والله لئن استمرّ على ظلمي(٢) ، ولم يزل عنّي المطالبة لأوصلنّ الشعر إلى المتوكل؛ قال: فصار الرجل إلى إبراهيم بن العباس، فأخبره بذلك، فاضطرب اضطرابا شديدا، وجعل الأمر في ذلك إلى الواسطة في ذلك حتى أسقط جميع ما كان طالبه به، وأخذ الشعر منه، وأحلفه أنه لم يبق عنده منه شيء، فلما حصل عنده أحرقه بحضرته.

وذكر أبو أحمد يحيى بن عليّ المنجم أنّ أباه عليّ بن يحيى كان الواسطة بينهما.

قال الصولي: وما عرفت من شعر إبراهيم في هذا المعنى شيئا إلاّ أبياتا؛ وجدتها بخط أبي قال: أنشدني أخي لعمه في عليّ بن موسى من قصيدة:

كفى بفعال امرئ عالم

على أهله عادلا شاهدا(٣)

أرى لهم طارفا مونقا

ولا يشبه الطّارف التالدا

يمنّ عليكم بأموالكم

وتعطون من مائة واحدا

____________________

(١) حاشية الأصل: الباقطان: قرية بالعراق، والنسبة إليها باقطاني؛ وثم أيضا قرية يقال لها باقطينا؛ والنسبة إليها باقطيني.

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (ظلمه).

(٣) ديوانه: ١٧٢، ومن نسخة بحاشية الأصل: (على قومه عادلا).

٥١٤

فلا حمد الله مستنصرا(١)

يكون لأعدائكم حامدا

فضلت قسيمك في قعدد(٢)

كما فضل الوالد الوالدا

قال الصولي: فنظرت في قوله:

* فضلت قسيمك في قعدد*

فوجدت عليّ بن موسىعليهما‌السلام والمأمون متساويين في قعدد النسب، وهاشم التاسع من آبائهما جميعا.

وروى الصولي أنّ منشدا أنشد إبراهيم بن العباس وهو في مجلسه في ديوان الضّياع:

ربّما تكره النفوس من الأمـ

ر له فرجة كحلّ العقال(٣)

قال: فنكت بقلمه ساعة ثم قال:

ولربّ نازلة يضيق بها الفتى

ذرعا وعند الله منها مخرج(٤)

كملت فلما استحكمت حلقاتها

فرجت وكان يظنّها لا تفرج

فعجب من جودة بديهته.

وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني القاسم بن إسماعيل أبو ذكوان الراوية قال: كنت بالأهواز أيام الواثق، وإبراهيم بن العباس يلي معونتها وخراجها، فوصفت له بالأدب فأمر بإحضاري، فلما دخلت عليه قرّب مجلسي وقال: تسلّف(٥) أنس المطاولة؛ فإن الاستمتاع لا يتمّ إلاّ به، فانبسطت وتساءلنا عن الأشعار، فما رأيت أحدا قطّ أعلم بالشعر منه، فقال لي: ما عندك في قول النابغة:

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة):* فلا حمد الله مستبصر*

(٢) حاشية الأصل: (في قعدد) تتعلق بقسيمك، والقعدد: الأقرب إلى الأب الأكبر، وفلان أقعد من فلان نسبا إذا كان أقرب إلى الأب الأكبر.

(٣) البيت لأمية بن أبي الصلت؛ وهو في شعراء النصرانية: ٢٠٣، واللسان (فرج). والفرجة؛ بالفتح مصدر؛ وبالضم اسم، والرواية بالفتح.

(٤) ديوانه: ١٧١.

(٥) حاشية الأصل: تسلف؛ أي خذه سلفا؛ يعني أنك ستنبسط إلى بعد المطاولة؛ فخذ ذلك سلفا وانبسط).

٥١٥

ألم تر أنّ الله أعطاك سورة

ترى كلّ ملك دونها يتذبذب(١)

فإنك شمس والملوك كواكب

إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب

فقلت: أراد تفضيله على الملوك، فقال: صدقت، ولكن في الشعر خب ء(٢) ، وهو أنه اعتذر إلى النعمان من ذهابه إلى آل جفنة إلى الشام، ومدحه لهم، وقال: إنما فعلت هذا لجفائك بي، فإذا صلحت لي لم أرد غيرك، كما أنّ من أضاءت له الشمس لم يحتج إلى ضوء الكواكب؛ فأتى بمعنيين: بهذا، وبتفضيله، قال: فاستحسنت ذلك منه.

وكان إبراهيم بن العباس من أصدق الناس لأحمد بن أبي دؤاد، فعتب على ابنه أبي الوليد من شيء قدّمه، ومدح أباه وأحسن في التخلّص كلّ الإحسان فقال:

عفّت مساو تبدّت منك واضحة

على محاسن بقّاها أبوك لكا(٣)

لئن تقدّم أبناء الكرام به

لقد تقدّم أبناء اللّئام بكا

ولإبراهيم:

تمرّ الصّبا صفحا بساكن ذي الغضا

ويصدع قلبي أن يهبّ هبوبها(٤)

قريبة عهد بالحبيب وإنما

هوى كلّ نفس حيث كان حبيبها

تطلّع من نفسي إليك نوازع

عوارف أنّ اليأس منك نصيبها

وأخذ هذا من قول ذي الرّمة:

إذا هبّت الأرواح من نحو جانب

به آل مي هاج شوقي هبوبها(٥)

هوى تذرف العينان منه، وإنما

هوى كلّ نفس حيث كان حبيبها

ولإبراهيم:

دنت بأناس عن تناء زيارة

وشطّ بليلى عن دنوّ مزارها(٦)

وإنّ مقيمات بمنقطع اللّوى

لأقرب من ليلى وهاتيك دارها

____________________

(١) ديوانه: ١٣.

(٢) الخبء: ما خبىء واستتر، كالخبيء.

(٣) ديوانه: ١٦٢.

(٤) ديوانه: ١٣٩.

(٥) ديوانه: ٦٥ - ٦٦.

(٦) ديوانه: ١٤٥، وفي حاشية الأصل: (يروى البيتان لمحمد بن عبد الملك الزيات).

٥١٦

 وأخذ ذلك من قول النظار الفقعسيّ:

يقولون هذي أم عمرو قريبة

دنت بك أرض نحوها وسماء

ألا إنّما بعد الحبيب وقربه

إذا هو لم يوصل إليه سواء

ووجدت بعض أهل الأدب يظنّ أن إبراهيم بن العباس سبق إلى هذا المعنى في قوله:

كن كيف شئت وأنّى تشا

وأبرق يمينا وأرعد شمالا(١)

نجا بك لؤمك منجى الذّباب

حمته مقاذيره أن ينالا(٢)

حتى رأيت مسلم بن الوليد قد سبق إلى هذا المعنى، فأحسن غاية الإحسان فقال:

أمّا الهجاء فدقّ عرضك دونه

والمدح عنك كما علمت جليل(٣)

فاذهب فأنت طليق عرضك إنّه

عرض عززت به وأنت ذليل

____________________

(١) ديوانه: ١٦٣.

(٢) من نسخة بحاشية الأصل: (مقاذره).

(٣) ملحقات ديوانه: ٢٤٢.

٥١٧

[٣٧]

مجلس آخر [المجلس السابع والثلاثون:]

تأويل آية:( قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ )

إن سأل سائل عن قوله تعالى حاكيا عن يوسفعليه‌السلام :( قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ ) ، [يوسف: ٣٣].

فقال: إذا كانت المحبة عندكم هي الإرادة، فهذا تصريح من يوسفعليه‌السلام بإرادة المعصية؛ لأن حبسه في السجن، وقطعه عن التصرف معصية من فاعله؛ وقبيح من المقدم عليه؛ وهو في القبح يجري مجرى ما دعى إليه من الزنا. وقوله من بعد:( وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَ ) يدل على أنّ امتناعه من القبيح(١) مشروط بمنعهنّ وصرفهنّ(١) عن كيده؛ وهذا بخلاف مذهبكم، لأنكم تذهبون إلى أنّ ذلك لا يقع منه؛ صرف النّسوة عن كيده، أو لم يصرفهنّ.

الجواب، قلنا: أما قوله:( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) ففيه وجهان من التأويل:

أولهما أنّ المحبّة متعلقة في ظاهر الكلام بما لا يصحّ في الحقيقة أن يكون محبوبا مرادا؛ لأنّ السجن إنما هو الجسم، والأجسام لا يجوز أن يريدها؛ وإنما يريد الفعل فيها، أو المتعلّق بها؛ والسجن نفسه(٢) ليس بطاعة ولا معصية، وإنما الأفعال فيه قد تكون طاعات ومعاصي بحسب الوجوه التي يقع عليها؛ وإدخال القوم يوسفعليه‌السلام الحبس، أو إكراههم له على دخوله معصية منهم؛ وكونه فيه وصبره على ملازمته، والمشاقّ التي تناله باستيطانه طاعة منه وقربة، وقد علمنا أنّ ظالما لو أكره مؤمنا على ملازمة بعض المواضع، وترك

____________________

(١ - ١) د، ف: (مشروط بمنعهم وصرفهم).

(٢) حاشية ف (من نسخة): (وحده).

٥١٨

التصرّف في غيره لكان فعل المكره حسنا، وإن كان فعل المكره قبيحا. وهذه الجملة تبيّن ألاّ ظاهر في الآية(١) يقتضي ما عنده؛ وأنه لا بدّ من تقدير محذوف يتعلق بالسّجن؛ وليس لهم أن يقدّروا ما يرجع إلى الحابس من الأفعال؛ إلاّ ولنا أن نقدّر ما يرجع إلى المحبوس؛ وإذا احتمل الكلام الأمرين، ودلّ الدليل على أنّ النبيعليه‌السلام لا يجوز أن يريد المعاصي والقبائح اختصّ المحذوف المقدّر بما يرجع إليه مما ذكرناه، وذلك طاعة لا لوم على مريده ومحبّه.

فإن قيل: كيف يجوز أن يقول:( السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) ، وهو لا يحبّ ما دعوه جملة؛ ومن شأن هذه اللفظة أن تدخل بين ما وقع(٢) فيه اشتراك في معناها؛ وإن فضّل البعض على البعض؟

قلنا: قد تستعمل هذه اللفظة في مثل هذا الموضع؛ وإن لم يكن في معناها اشتراك على الحقيقة، ألا ترى أنّ من خيّر بين ما يحبه وما يكرهه جائز أن يقول: هذا أحبّ إلي من هذا، وإن لم يجز مبتدئا أن يقول من غير أن يخيّر: هذا أحبّ إلي من هذا، إذا كان لا يحبّ أحدهما جملة!

وإنما يسوغ ذلك على أحد الوجهين دون الآخر؛ من حيث كان المخيّر بين الشيئين لا يخيّر بينهما إلاّ وهما مرادان له، أو مما يصحّ أن يريدهما، فموضوع التخيير يقتضي ذلك، وإن حصل فيما ليس هذه صفته، والمجيب على(٣) هذا متى قال: كذا أحبّ إلي من كذا كان مجيبا على ما يقتضيه موضوع التخيير، وإن لم يكن الأمران يشتركان في تناول محبته.

وما يقارب ذلك قوله تعالى:( قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ ) ؛ [الفرقان: ١٥]، ونحن نعلم ألاّ خير في العقاب؛ وإنما حسن ذلك لوقوعه موقع التوبيخ والتقريع على اختيار

____________________

(١) حاشية ف (من نسخة): (للآية).

(٢) حاشية ف (من نسخة): (يقع).

(٣) حاشية ف (من نسخة): (عن هذا).

٥١٩

المعاصي على الطاعات، وأنهم ما ركبوا المعاصي وآثروها على الطاعات إلاّ لاعتقادهم(١) أنّ فيها خيرا ونفعا، فقيل: أذلك خير على ما تظنونه وتعتقدونه، أم كذا وكذا؟

وقد قال قوم في قوله تعالى:( أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ ) إنما حسن ذلك لاشتراك الحالين في باب المنزلة، وإن لم يشتركا في الخير والنفع، كما قال تعالى:( خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) ؛ [الفرقان: ٢٤]، ومثل هذا يتأتّى في قوله تعالى:( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ ) لأنّ الأمرين - يعني المعصية ودخول السجن - مشتركان في أنّ لكل منهما داعيا، وعليه باعثا، وإن لم يشتركا في تناول المحبة، فجعل اشتراكهما في داعي المحبة اشتراكا في المحبة نفسها وأجرى اللّفظ على ذلك.

ومن قرأ هذه الآية بفتح السين فالتأويل أيضا ما ذكرناه؛ لأن (السّجن) المصدر، فيحتمل أن يريد: أنّ سجني لهم نفسي، وصبري على حبسهم أحبّ إلي من مواقعة المعصية؛ ولا يرجع بالسجن إلى فعلهم بل إلى فعله.

والوجه الثاني أن يكون معنى( أَحَبُّ إِلي ) أي أهون عندي وأسهل عليّ؛ وهذا كما يقال لأحدنا في الأمرين يكرههما معا: إن فعلت كذا وإلا فعل بك كذا وكذا؛ فيقول: بل كذا أحبّ إلي، أي بمعنى أسهل وأخفّ، وإن كان لا يريد واحدا منهما؛ وعلى هذا الجواب لا يمتنع أن يكون إنما عنى فعلهم به دون فعله، لأنه لم يخبر عن نفسه بالمحبة التي هي الإرادة؛ وإنما وضع أَحَبُ موضع أخف، والمعصية قد تكون أهون وأخفّ من أخرى.

وأما قوله:( وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَ ) فليس المعنى فيه على ما ظنّه السائل؛ بل المراد: متى لم تلطف لي ممّا يدعوني إلى مجانبة المعصية، ويثنيني إلى تركها ومفارقتها صبوت؛ وهذا منهعليه‌السلام على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى، والتسليم لأمره، وأنه لولا معونته ولطفه ما نجا من كيدهنّ؛ ولا شبهة في أن النبيعليه‌السلام إنما يكون

____________________

(١) حاشية ف (من نسخة): (لاعتقادتهم).

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

عباس عن قول الله عزّوجلّ:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ) (١) قال: هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في حجرة عليّ بن أبي طالب، وكان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره، فيحوز الوصية والخلافة والامامة، ولكن أبى الله أن يكون ذاك(٢) غير عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء(٣) .

وصلّى الله على محمّد وآله

______________

(١) النجم ٥٣: ١.

(٢) في نسخة: ذلك.

(٣) بحار الانوار ٣٥: ٢٧٣/١.

٦٦١

[ ٨٤ ]

المجلس الرابع والثمانون

مجلس يوم الثلاثاء

الثامن عشر من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٨٩٦/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبوسعيد الحسن بن عليّ العدوي، قال: حدّثنا يوسف بن يحيى الاصبهاني أبويعقوب، قال: حدثني أبوعلي إسماعيل بن حاتم، قال: حدّثنا أبوجعفر أحمد بن صالح بن سعيد المكي، قال: حدّثنا عمرو بن حفص، عن إسحاق بن نجيح، عن خصيف، عن مجاهد، عن أبي سعيد الخدري، قال: أوصى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا علي، إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفها حين تجلس، واغسل رجليها، وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك، فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون(١) من الفقر، وأدخل فيها سبعين ألف لون(٢) من البركة، وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية من بيتك، وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في

______________

(١) في نسخة: سبعين لونا.

(٢) في نسخة: سبعين لونا.

٦٦٢

تلك الدار، وامنع العروس في أسبوعها من الالبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض، من هذه الاربعة أشياء.

فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، ولاي شئ أمنعها من هذه الاشياء الاربعة؟ قال: لان الرحم تعقم وتبرد من هذه الاربعة أشياء عن الولد، ولحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد.

فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، فما بال الخل تمنع منه؟ قال: إذا حاضت على الخل لم تطهر أبدا طهرا بتمام، والكزبرة تثير الحيض في بطنها، وتشدد(١) عليها الولادة، والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داء عليها.

ثم قال: يا علي، لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره، فإن الجنون والجذام والخبل يسرع إليها وإلى ولدها.

يا علي، لا تجامع امرأتك بعد الظهر، فإنه إن قضي بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول العين، والشيطان يفرح بالحول في الانسان.

يا علي، لا تتكلم عند الجماع فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس، ولا ينظرن أحدكم إلى فرج امرأته، وليغض بصره عند الجماع، فإن النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد.

يا علي، لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك، فإني أخشى إن قضى بينكما ولد أن يكون مخنثا مؤنثا مخبلا.

يا علي، من كان جنبا في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن، فإني أخشى أن تنزل عليهما نار من السماء فتحرقهما.

يا علي، لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة، ولا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة، فإن ذلك يعقب العداوة بينكما، ثم يردكما إلى الفرقة والطلاق.

______________

(١) في نسخة: تشتد، وفي اخرى: تسد.

٦٦٣

يا علي، لا تجامع امرأتك من قيام، فإن ذلك من فعل الحمير، وإن قضي بينكما ولد كان بوالا في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان.

يا علي، لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر، فإنه إن قضي بينكما ولد لم يكن ذلك الولد إلا كثير الشر.

يا علي، لا تجامع امرأتك في ليلة الاضحى، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون له ست أصابع أو أربع أصابع.

يا علي، لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون جلادا قتالا عريفا.

يا علي، لا تجامع أهلك في وجه الشمس وتلالؤها إلا أن يرخى ستر فيستركما، فإنه إن قضي بينكما ولد لا يزال في بوس وفقر حتى يموت.

يا علي، لا تجامع بين الاذان والاقامة، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون حريصا على إهراق الدماء.

يا علي، إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت على وضوء، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون أعمى القلب بخيل اليد.

يا علي، لا تجامع أهلك في النصف من شعبان، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون مشوؤما ذا شامة في وجهه.

يا علي، لا تجامع أهلك في آخر درجة منه - إذا بقي منه يومان - فإنه إن قضي بينكما ولد يكون عشارا أو عونا للظالم، ويكون هلاك فئام(١) من الناس على يديه.

يا علي، لا تجامع أهلك على سقوف البنيان، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون منافقا مرائيا مبتدعا.

يا علي، وإذا خرجت في سفر، فلا تجامع أهلك تلك الليلة، فإنه إن قضي بينكما ولد ينفق ماله في غير حق، وقرأ رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم:( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا

______________

(١) أي جماعة.

٦٦٤

إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) (١) .

يا علي، لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون عونا لكل ظالم عليك.

يا علي، عليك بالجماع ليلة الاثنين، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون حافظا لكتاب الله، راضيا بما قسم الله عزّوجلّ له.

يا علي، إن جامعت أهلك في ليلة الثلاثاء، فقضي بينكما ولد، فإنه يرزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمّدا رسول الله، ولا يعذبه الله مع المشركين، ويكون طيب النكهة من الفم، رحيم القلب، سخي اليد، طاهر اللسان من الغيبة والكذب والبهتان.

يا علي، وإن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضي بينكما ولد، فإنه يكون حاكما من الحكام أو عالما من العلماء، وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء فقضي بينكما ولد، فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب، ويكون فهما، ويرزقه الله السلامة في الدين والدنيا.

يا علي، فإن جامعتها ليلة الجمعة، وكان بينكما ولد، فإنه يكون خطيبا قوالا مفوها، وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر، فقضي بينكما ولد، فإنه يكون معروفا مشهورا عالما، وإن جامعتها في ليلة الجمعة بعد صلاة العشاء الآخرة، فإنه يرجى أن يكون لكما ولد من الابدال إن شاء الله.

يا علي، لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل، فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحرا مؤثرا للدنيا على الآخرة.

يا علي، احفظ وصيتي هذه كما حفظتها عن جبرئيل (صلّى الله عليهم أجمعين)(٢) .

٨٩٧/٢ - حدثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثني محمّد

______________

(١) الاسراء ١٧: ٢٧.

(٢) علل الشرائع: ٥١٤/٥، الاختصاص: ١٣٢، بحار الانوار ١٠٣: ٢٨٠/١.

٦٦٥

ابن الحسن الصفار، قال: حدّثنا عليّ بن حسان الواسطي، عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليه السلام، قال: قام رجل من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام يقال له همام وكان عابدا، فقال له: يا أميرالمؤمنين، صف لي المتقين حتى كأني أنظر إليهم، فتثاقل أميرالمؤمنين عليه السلام عن جوابه، ثم قال له: ويحك يا همام، اتق الله، وأحسن، فإن الله مع الذي اتقوا والذين هم محسنون.

فقال همام: يا أميرالمؤمنين، أسألك بالذي أكرمك بما خصك به وحباك وفضلك بما آتاك وأعطاك لما وصفتهم لي.

فقام أميرالمؤمنين عليه السلام قائما على قدميه(١) فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي وآله، ثم قال: أما بعد، فإن الله عزّوجلّ خلق الخلق حيث خلقهم غنيا عن طاعتهم، آمنا لمعصيتهم، لانه لا تضره معصية من عصاه منهم، ولا تنفعه طاعة من أطاعه منهم، وقسم بينهم معايشهم، ووضعهم من(٢) الدنيا مواضعهم، وإنما أهبط الله آدم وحواء عليهما السلام من الجنة عقوبة لما صنعا، حيث نهاهما فخالفاه، وأمرهما فعصياه.

فالمتقون فيها من أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع. خشعوا(٣) لله عزّوجلّ بالطاعة فتهبوا(٤) ، فهم غاضون أبصارهم عما حرم الله عليهم، واقفين أسماعهم على العلم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي

______________

(١) في نسخة: رجليه.

(٢) في نسخة: في.

(٣) في نسخة: خضعوا.

(٤) في نسخة: فتهيبوا، وفي أخرى: فبهتوا، قال: المجلسي رحمه الله: فتهبوا: أي نفضوا أيديهم عن الدنيا وتفرغوا للآخرة، في النهاية: يقال: جاء يتهبى، إذا جاء فارغا ينفض يديه، ويحتمل أن يكون من هب فقلت الثاني، أي انتهبوا من نوم الغفلة، وأسرعوا في الطاعة، أو بليت أبدأنهم لكثرة العبادة، وفي القاموس: الهب الانتباه من النوم، ونشاط كل سائر وسرعته، وتهبب الثوب: بلي، وفي بعض النسخ: فبهتوا، أي تحيروا في ملاحظة عظمة الله سبحانه، أو يحسبهم الناس كذلك « بحار الانوار ٦٧: ٣٤٦ ».

٦٦٦

نزلت منهم الرخاء، رضا منهم عن الله بالقضاء، ولولا الآجال التي كتب الله(١) عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقا إلى الثواب، وخوفا من العقاب.

عظم الخالق في أنفسهم، ووضع(٢) ما دونه في أعينهم، فهم والجنة كمن رآها، فهم فيها متكئون، وهم والنار كمن رآها، فهم فيها معذبون، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأجسادهم نحيفة، وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، ومؤنتهم من الدنيا عظيمة، صبروا أياما قصارا أعقبتهم راحة طويلة، تجارة مربحة يسرها لهم رب كريم، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وطلبتهم فأعجزوها.

أما الليل فصافون أقدامهم، تالين لاجزاء القرآن، يرتلونه ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم ويهيج أحزانهم، بكاء على ذنوبهم ووجع كلوم جراحهم، فإذا مروا بآية فيها تخويف، أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم، فاقشعرت منها جلودهم، ووجلت منها قلوبهم، فظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في أصول آذانهم، وإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وتطلعت انفسهم إليها شوقا، وظنوا أنها نصب أعينهم، جاثين على أوساطهم، يمجدون جبارا عظيما، مفترشين جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم.

أما النهار فحلماء علماء بررة أتقيا، قد براهم الخوف، فهم أمثال القداح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض، أو يقول: قد خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم، إذا فكروا في عظمة الله وشدة سلطانه مع ما يخالطهم من ذكر الموت وأهوال القيامة، فزع ذلك قلوبهم، فطاشت حلومهم، وذهلت عقولهم، فإذا استفاقوا بادروا إلى الله عزّوجلّ بالاعمال الزكية.

______________

(١) في نسخة: التي كتبت.

(٢) في نسخة: وصغر.

٦٦٧

لا يرضون لله بالقليل، ولا يستكثرون له الجزيل، فهم لانفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون، إن زكي أحدهم خاف مما يقولون، ويستغفر الله مما لا يعلمون، وقال: أنا أعلم بنفسي من غيري، وربي أعلم مني بنفسي(١) ، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، و اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي مالا يعلمون، فإنك علام الغيوب، وساتر العيوب.

ومن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين، وحزما في لين، وإيمانا في يقين، وحرصا على العلم، وفهما في فقه، وعلما في حلم، وكسبا في رفق، وشفقة في نفقة، وقصدا في غنى، وخشوعا في عبادة، وتجملا في فاقة، وصبرا في شدة، و رحمة للمجهود، وإعطاه في حق، ورفقا في كسب، وطلبا للحلال، ونشاطا في الهدى، وتحرجا عن الطمع، وبرأ في استقامة، وإغماضا عند شهوة.

لا يغره ثناء من جهله، ولا يدع إحصاء عمله(٢) ، مستبطئا لنفسه في العمل، ويعمل الاعمال الصالحة وهو على وجل، يمسي وهمه الشكر، ويصبح وشغله الذكر، يبيت حذرا لما حذر من الغفلة، فرحا لما أصاب من الفضل والرحمة، إن استصعب عليه نفسه لم يعطها سؤلها فيما فيه مضرته، ففرحه فيما يخلد ويدوم، وقرة عينه فيما لا يزول، ورغبة فيما يبقى، وزهادته فيما يفنى، يمرج العلم بالحم، ويمزج الحلم بالعقل.

تراه بعيد كسله، دائما نشاطه، قريبا أمله، قليلا زلوله، متوقعا أجله، خاشعا قلبه، ذاكرا ربه، خائفا ذنبه، قانعة نفسه، متغيبا جهله، سهلا أمره، حريزا لدينه، ميتة شهوته، كاظما غيظه، صافيا خلقه، آمنا منه جاره، ضعيفا كبره، متينا صبره، كثيرا ذكره، محكما أمره.

لا يحدث بما يؤتمن عليه الاصدقاء ولا يكتم شهادته الاعداء، ولا يعمل شيئا

______________

(١) في نسخة: أعلم بي من نفسي.

(٢) في نسخة: إحصاء ما عمله.

٦٦٨

من الحق، رياء، ولا يتركه حياء الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن كان من الغافلين كتب من الذاكرين، وإن كان من الذاكرين لم يكتب من الغافلين.

يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، ولا يعزب حلمه، ولا يعجل فيما يريبه، ويصفح عما قد تبين له، بعيدا جهله، لينا قوله، غائبا مكره، قريبا معروفه، صادقا قوله، حسنا فعله، مقبلا خيره، مدبرا شره، فهو في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، ولا يدعي ما ليس له، ولا يجحد حقا هو عليه، يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه، لا يضيع ما استحفظ، ولا يتنابز بالالقاب، لا يبغي على أحد، ولا يهم بالحسد، ولا يضر بالجار، ولا يشمت بالمصائب، سريع إلى الصواب، مؤد للامانات، بطئ عن المنكرات.

يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، لا يدخل في الامور بجهل، ولا يخرج عن الحق بعجز، إن صمت لم يغمه الصمت، وإن نطق لم يقل خطأ، وإن ضحك لم يعد صوته سمعه، قانعا بالذي قدر له، لا يجمع به الغيظ، ولا يغلبه الهوى، ولا يقهره الشح، ولا يطمع فيما ليس له، يخالط الناس ليعلم، ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم، ويبحث ليعلم، لا ينصت للخير ليفخر به، ولا يتكلم به ليتجبر على من سواه، إن بغي عليه صبر حتى يكون الله [هو](١) الذي ينتقم له.

نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرة، وأراح الناس من نفسه، بعده ممن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودونه ممن دنا منه لين ورحمة، فليس تباعده بكبر ولا عظمة، ولا دنوه لخديعة ولا خلابة(٢) ، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير، فهو إمام لمن خلفه من أهل البر.

قال: فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أما والله لقد كنت أخافها عليه. وأمر به فجهز وصلى عليه، وقال: هكذا تصنع المواعظ

______________

(١) أثبتناه من النهج والبحار.

(٢) الخلابة: الخديعة باللسان.

٦٦٩

البالغة بأهلها.

فقال قائل: فما بالك أنت يا أميرالمؤمنين؟ فقال: ويلك! إن لكل أجلا لن يعدوه، وسببا لا يجاوزه، فمهلا لا تعد، فإنه إنما نفث هذا القول على لسانك الشيطان(١) .

٨٩٨/٣ - حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدثني محمّد بن الحسين بن حفص، قال: حدثني محمّد بن هارون أبوإسحاق الهاشمي المنصوري، قال: حدّثنا القاسم بن الحسين الزبيدي، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، قال: لما كان يوم غدير خم أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مناديا فنادى الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي عليه السلام، وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله، أقول في علي شعرا؟ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: افعل. فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم وأكرم بالنبي مناديا

يقول فمن مولاكم ووليكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا

إلهك مولانا وأنت ولينا

ولن تجدن منا لك اليوم(٢) عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فقام علي أرمد العين يبتغي

لعينيه مما يشتكيه مداويا

فداواه خير الناس منه بريقه(٣)

فبورك مرقيا وبورك راقيا(٤)

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) الكافي ٢: ١٧٩/١، نهج البلاغة: ٣٠٣ الخطبة ١٩٣، بحار الانوار ٦٧: ٣١٥/٥٠، و: ٣٤١/٥١.

(٢) في نسخة: لك الدهر.

(٣) في نسخة: برقية.

(٤) بحار الانوار ٣٧: ١١٢/٤.

٦٧٠

[ ٨٥ ]

المجلس الخامس والثمانون

مجلس يوم الجمعة

الثاني والعشرين من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٨٩٩/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذنية، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء وأبواب الجنان، واستجيب الدعاء، فطوبى لمن رفع له عند ذلك عمل صالح(١) .

٩٠٠/٢ - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن أيمن بن محرز، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ما من عبد من شيعتنا يقوم إلى الصلاة إلا اكتفنته بعدد من خالفه ملائكة يصلون خلفه يدعون الله له حتى يفرغ من صلاته(٢) .

٩٠١/٣ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا

______________

(١) بحار الانوار ٨٣: ٢٦/١.

(٢) ثواب الاعمال: ٣٧، مشكاة الانوار: ٨١، بحار الانوار ٨٢: ٢٠٥/٧.

٦٧١

محمّد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن طريف، قال: حدثني عمير بن مأمون العطاردي، قال: رأيت الحسن بن عليّ عليه السلام يقعد في مجلسه حين يصلي الفجر حتى تطلع الشمس، وسمعته يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من صلى الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله عزّوجلّ حتى تطلع الشمس، ستره الله عزّوجلّ من النار، ستره الله عزّوجلّ من النار، ستره الله عزّوجلّ من النار(١) .

٩٠٢/٤ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عمن سمع أبا سيار يقول: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: حاء جبرئيل عليه السلام إلى يوسف عليه السلام وهو في السجن، فقال: قل في دبر كل صلاة مفروضة: اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا، وارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب، ثلاث مرات(٢) .

٩٠٣/٥ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي، قال: حدّثنا منصور بن العباس، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: من قرأ في الركعتين الاوليين من صلاة الليل ستين مرة( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) في كل ركعة ثلاثين مرة، انفتل وليس بينه وبين الله عزّوجلّ ذنب(٣) .

٩٠٤/٦ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد ابن عبدالله، عن سلمة بن الخطاب، عن أيوب بن سليم العطار، عن إسحاق بن بشر الكاهلي، عن سالم الافطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله، كان كحامل

______________

(١) بحار الانوار ٨٥: ٣٢٠/٤، وزاد في نسخة: ثلاثا، في آخر الحديث.

(٢) بحار الانوار ١٢: ٢٥٦/٢٠.

(٣) بحار الانوار ٨٧: ١٩٧/٣.

٦٧٢

صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالاناث قبل الذكور، فإن من فرح ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقر بعين ابن فكأنما بكى من خشية الله عزّوجلّ، ومن بكى من خشية الله عزّوجلّ أدخله الله جنات النعيم(١) .

٩٠٥/٧ - حدّثنا عليّ بن عيسى رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد ماجيوليه، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن وهب القرشي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن جبرئيل عليه السلام أخبرني بأمر قرت به عيني وفرح له قلبي، قال: يا محمّد من غزا غزاة في سبيل الله من أمتك، فما أصابته قطرة من السماء أو صداع إلا كانت له شهادة(٢) يوم القيامة(٣) .

٩٠٦/٨ - وبهذا الاسناد، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: للجنة باب يقال له باب المجاهدين، يمضون إليه، فإذا هو مفتوح، وهم متقلدون سيوفهم - والجمع في الموقف - والملائكة ترحب بهم، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلا في نفسه، وفقرا في معيشته، ومحقا في دينه، إن الله تبارك وتعالى أعز امتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها(٤) .

٩٠٧/٩ - وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من بلغ رسالة غاز كان كمن أعتق رقبة، وهو شريكه في باب غزوته(٥) .

٩٠٨/١٠ - حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن الكوفي رضي الله عنه، قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: خيول الغزاة خيولهم في الجنة(٦) .

______________

(١) بحار الانوار ١٠٤: ٦٩/٢.

(٢) في نسخة: شاهدة.

(٣) بحار الانوار ١٠٠: ٨/٥.

(٤) بحار الانوار ١٠٠: ٨/٦.

(٥) بحار الانوار ١٠٠: ٩/٧.

(٦) ثواب الاعمال: ١٩٠، بحار الانوار ١٠٠: ٩/٨ و ٩.

٦٧٣

٩٠٩/١١ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: الخير كله في السيف، وتحت ظل السيف، ولا يقيم الناس إلا السيف، والسيوف مقاليد الجنة والنار(١) .

٩١٠/١٢ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسين ابن إسحاق التاجر، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من تمنى شيئا وهو لله عزّوجلّ رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه(٢) .

٩١١/١ ٣ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سعيد الاعرج، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال: من أوثق عرى الايمان أن تحب في الله، وتبغض في الله، وتعطي في الله، وتمنع في الله عزّوجلّ(٣) .

٩١٢/١٤ - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانه رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي عليه السلام، قال: من قال حين يمسي ثلاث مرات( فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ) (٤) ، لم يفته خير يكون في تلك الليلة، وصرف عنه جميع شرها. ومن قال مثل ذلك حين يصبح لم يفته خير يكون في ذلك

______________

(١) ثواب الاعمال: ١٩٠، بحار الانوار ١٠٠: ٩/١٠.

(٢) الخصال: ٤/٧، بحار الانوار ٧١: ٢٦١/١.

(٣) ثواب الاعمال: ١٦٨، بحار الانوار ٦٩: ٢٣٦/٢.

(٤) الروم ٣٠: ١٧ و ١٨.

٦٧٤

اليوم، وصرف عنه جميع شره(١) .

٩١٣/١٥ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن عمرو بن عثمان، عن المفضل بن عمر، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن الملك ينزل بصحيفة أول النهار وأول الليل، فيكتب فيها عمل ابن ادم، فأملوا في أولها خيرا وفي آخرها خيرا، فإن الله عزّوجلّ يغفر لكم فيما بين ذلك إن شاء الله، وإن الله عزّوجلّ يقول:( اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) (٢) ويقول جل جلاله:( وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ ) (٣) .

٩١٤/١٦ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسين ابن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي هارون المكفوف، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام: قال: يا أبا هارون، إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة، فالزمه فإنه لم يلزمه عبد فشقي(٤) .

٩١٥/١٧ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن سعيد، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: من قال إذا خرج من بيته: بسم الله، قال الملكان: هديت، فإن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قالا: وقيت، فإن قال: توكلت على الله، قالا: كفيت. فيقول الشيطان: كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي!(٥) .

٩١٦/١٨ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن

______________

(١) ثواب الاعمال: ١٦٦، بحار الانوار ٨٦: ٢٥٣/١ ٩.

(٢) البقرة ٢: ١٥٢.

(٣) تفسير العياشي ١: ٦٧/١١٩، ثواب الاعمال: ١٦٧، بحار الانوار ٨٦: ٢٤٧/٧، والآية من سورة العنكبوت ٢٩: ٤٥.

(٤) ثواب الاعمال: ١٦٣، بحار الانوار ٨٥: ٣٢٨/٣.

(٥) ثواب الاعمال: ١٦٢، بحار الانوار ٧٦: ١٦٩/١٢.

٦٧٥

أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ذات يوم لعلي عليه السلام: ألا أبشرك؟ فقال: بلى بأبي أنت وامي، فإنك لم تزل مبشرا بكل خير. فقال: أخبرني جبرئيل آنفا بالعجب. فقال له علي عليه السلام: وما الذي أخبرك يا رسول الله؟ قال: أخبرني أن الرجل من أمتي إذا صلى علي وأتبع بالصلاة على أهل بيتي، فتحت له أبواب السماء وصلت عليه الملائكة سبعين صلاة، وإن كان مذنبا خطاء، ثم تتحات عنه الذنوب كما يتحات الورق من الشجر، ويقول الله تبارك وتعالى: لبيك يا عبدي وسعديك، ويقول الله لملائكته: يا ملائكتي، أنتم تصلون عليه سبعين صلاة، وأنا أصلي عليه سبعمائة صلاة.

وإذا صلى علي ولم يتبع بالصلاة على أهل بيتي، كان بينها وبين السماء سبعون حجابا، ويقول الله جل جلاله: لا لبيك ولا سعديك، يا ملائكتي لا تصعدوا دعاءه إلا أن يلحق بنبي عترته، فلا يزال محجوبا حتى يلحق بي أهل بيتي(١) .

٩١٧/١٩ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضل بن صالح الاسدي، عن محمّد بن هارون، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: إذا صلى أحدكم ولم يذكر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يسلك بصلاته غير سبيل الجنة(٢) .

٩١٨/٢٠ - قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار، فأبعده الله عزّوجلّ من رحمته(٣) .

٩١٩/٢١ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر أبوالحسين الكوفي الاسدي، قال: حدثني موسى بن عمران النخعي، قال: حدّثنا الحسين بن يزيد، قال: حدثني حفص بن غياث، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أربعة يؤذون أهل النار

______________

(١) ثواب الاعمال: ١٥٧، بحار الانوار ٩٤: ٥٦/٣٠.

(٢) عقاب الاعمال: ٢٠٦، بحار الانوار ٩٤: ٤٩/٧.

(٣) بحار الانوار ٩٤: ٤٩/٧.

٦٧٦

على ما بهم من الاذى، يسقون من الحميم والجحيم، ينادون بالويل والثبور، يقول أهل النار بعضهم لبعض، ما بال هؤلاء الاربعة قد آذونا على ما بنا من الاذى؟ فرجل معلق في تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحا ودما، ورجل يأكل لحمه.

فيقال لصاحب التابوت: ما بال الابعد قد آذنا على ما بنا من الاذى؟ فيقول: إن الابعد مات وفي عنقه أموال الناس، ولم يجد لها في نفسه أداء ولا وفاء. ثم يقال للذي يجر أمعاءه: ما بال الابعد قد آذانا على ما بنا من الاذى؟ فيقول: إن الابعد كان لا يبالي أين أصاب البول من جسده. ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما: ما بال الابعد قد آذانا على ما بنا من الاذى؟ فيقول: إن الابعد كان يحاكي، فينظر إلى كل كلمة خبيثة فيسندها ويحاكي بها. ثم يقال للذي يأكل لحمه، ما بال الابعد قد آذانا على ما بنا من لاذى؟ فيقول: إن الابعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة(١) .

٩٢٠/٢٢ - وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من مدح أخاه المؤمن في وجهه واغتابه من ورائه، فقد انقطع ما بينهما من العصمة(٢) .

٩٢١/٢٣ - حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سئل: فيما النجاة غدا فقال: إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنه من يخادع الله يخدعه، ويخلع منه الايمان، ونفسه يخدع لو يشعر.

فقيل له: وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمره الله، ثم يريد به غيره، فاتقوا الله واجتنبوا الرياء، فإنه شرك بالله، إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم، فالتمس

______________

(١) عقاب الاعمال: ٢٤٧، بحار الانوار ٧٥: ٢٤٩/٢٠.

(٢) بحار الانوار ٧٥: ٢٤٩/١٩.

٦٧٧

أجرك ممن كنت تعمل له(١) .

٩٢٢/٢٤ - حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد ابن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العباس ابن معروف، عن عليّ بن الحكم، عن مندل بن عليّ العنزي، عن محمّد بن مطرف، عن مسمع، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إذا غضب الله تبارك وتعالى على اُمة ولم ينزل بها العذاب، غلت أسعارها، وقصرت أعمارها، ولم يربح تجارها، ولم تزك ثمارها، ولم تغزر أنهارها، وحبس عنها أمطارها، وسلط عليها شرارها(٢) .

٩٢٣/٢٥ - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن عبدالله بن زرارة، عن عيسى بن عبدالله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن أبي سلمة، عن امه أم سلمة (رضي الله عنها)، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: عليّ بن أبي طالب والائمة من ولده بعدي سادة أهل الارض، وقادة الغر المحجلين يوم القيامة(٣) .

٩٢٤/٢٦ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا عبدالله بن صالح بن أبي سلمة النصيبي، قال: حدّثنا أبوعوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أنا سيد الاولين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب سيد الوصيين، وهو أخي ووارثي وخليفتي على امتي، ولايته فريضة، واتباعه فضيلة، ومحبته إلى الله وسيلة، فحزبه حزب الله، وشيعته أنصار الله، وأولياؤه أولياء الله، وأعداؤه أعداء الله، وهو إمام المسلمين،

______________

(١) تفسير العياشي ١: ٢٨٣/٢٩٥، معاني الاخبار: ٣٤٠/١، عقاب الاعمال: ٢٥٥، بحار الانوار ٧٢: ٢٩٥/١٩.

(٢) الخصال: ٣٦٠/٤٨، بحار الانوار ٩١: ٣٢٨/١٢.

(٣) بحار الانوار ٢٣: ١٢٧/٥٦.

٦٧٨

ومولى المؤمنين، وأميرهم بعدي(١) .

٩٢٥/٢٧ - حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ التميمي، قال: حدثني سيدي عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنه قال: من سره أن ينظر إلى القضيب الاحمر الذي غرسه الله بيده، ويكون متمسكا به، فليتول عليا والائمة من ولده، فإنهم خيرة الله عزّوجلّ وصفوته، وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة(٢) .

٩٢٦/٢٨ - حدّثنا عليّ بن محمّد بن الحسن القزويني أبوالحسن المعروف بابن مقبرة، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن عامر، قال: حدّثنا عصام بن يوسف، قال: حدّثنا محمّد بن أيوب الكلابي، قال: حدّثنا عمرو بن سليمان، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أحب عليا في حياته وبعد موته كتب الله عزّوجلّ له من الامن والايمان ما طلعت عليه شمس وغربت، ومن أبغضه في حياته وبعد موته مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل(٣) .

٩٢٧/٢٩ - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدثني محمّد بن عبيد الله، قال: حدّثنا عليّ بن الحكم، عن هشام، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السلام: يا علي، ما ثبت حبك في قلب امرئ مؤمن فزلت به قدمه على الصراط إلى ثبتت له قدم حتى يدخله الله عزّوجلّ بحبك الجنة(٤) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وأهل بيته الطاهرين المعصومين

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ١٠٧/٣٦.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥٧/٢١١، بحار الانوار ٢٥: ١٩٣/٢.

(٣) علل الشرائع: ١٤٤/١١، بحار الانوار ٢٧: ٧٦/٧.

(٤) بحار الانوار ٢٧: ٧٧/٨.

٦٧٩

[ ٨٦ ]

المجلس السادس والثمانون

مجلس يوم الثلاثاء

لخمس بقين من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٩٢٨/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطان رحمه الله، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله، قال: حدّثنا الحسن بن زياد الكوفي، قال: حدّثنا عليّ بن الحكم، قال: حدّثنا منصور بن أبي الاسود، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: لما مرض النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مرضه الذي قبضه الله فيه، اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك، ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا، وسكت عنهم. فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول، فلم يجبهم عن شئ مما سألوه. فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله، إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك، ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم: إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي، فانظروا من هو، فهو خليفتي عليكم من بعدي، والقائم فيكم بأمري، ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له أنت القائم من بعدي.

فلما كان اليوم الرابع، جلس كل رجل منهم في حجرته، ينتظر هبوط النجم، إذ انقض نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780