الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق7%

الأمالي شيخ الصدوق مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 780

الأمالي شيخ الصدوق
  • البداية
  • السابق
  • 780 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 466154 / تحميل: 8998
الحجم الحجم الحجم
الأمالي شيخ الصدوق

الأمالي شيخ الصدوق

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

من أهل الجاهلية ، وأول من توكّأ على عصا في الخطبة ، وأول من قال : أما بعد في [قول] ، وأول من كتب من فلان إلى فلان.

وفي رواية ابن الكلبيّ أن في آخر خطبته : لو على الأرض دين أفضل من دين قد أظلّكم زمانه ، وأدرككم أوانه ، فطوبى لمن أدركه فاتبعه ، وويل لمن خالفه ، وكانت العرب تعظّمه وضربت به شعراؤها الأمثال ، قال الأعشى في قصيدة له :

وأحلم من قسّ وأجرى من الّذي

بذي الغيل من خفّان أصبح حادرا

[الطويل]

وقال الحطيئة :

وأقول من قسّ وأمضى كما مضى

من الرّمح إن مسّ النّفوس نكالها (١)

[الطويل]

وقال لبيد :

وأخلف قسّا ليتني ولعلّني

وأعيا على لقمان حكم التّدبّر (٢)

٤٢١

[الطويل]

وأشار بذلك إلى قول قس بن ساعدة :

وما قد تولّى فهو قد فات ذاهبا

فهل ينفعني ليتني ولعلّني

[الطويل]

وقال المرزبانيّ ، ذكر كثير من أهل العلم أنه عاش ستمائة سنة ، وكان خطيبا حكيما عاقلا له نباهة وفضل ، وأنشد المرزبانيّ لقسّ بن ساعدة :

يا ناعي الموت والأموات في جدث

عليهم من بقايا بزّهم فرق

دعهم فإنّ لهم يوما يصاح بهم

كما ينبّه من نوماته الصّعق

[البسيط]

وقد أفرد بعض الرواة طريق حديث قس ، وفيه شعره ، وخطبته ، وهو في «المطوّلات»

__________________

(١) البيت للحطيئة كما في ديوانه ص ٢٢٨ وبعده

وأدم كأرآم الظّباء وهبتها

مراسيل مشدود عليها رحالها

وقس بن ساعدة كان من أخطب الناس ، والنكال : العذاب.

(٢) البيت للبيد بن ربيعة كما في ديوانه ص ٧١ ، ويروى : وأخلف قسا : قس بن ساعدة الإيادي ، لقمان : صاحب النسور.

٤٢٢

للطبراني وغيرها ، وطرقه كلها ضعيفة ، فمنها ما أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زيادات الزّهد ، من طريق خلف بن أعين ، قال : لما قدم وفد بكر بن وائل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لهم : «ما فعل قسّ بن ساعدة الإياديّ»؟ قالوا : مات يا رسول الله قال : كأني انظر إليه في سوق عكاظ على جمل أحمر الحديث.

وذكر الجاحظ في كتاب البيان والتبيين قسّا وقومه ، وقال : إن له ولقومه فضيلة ليست لأحد من العرب ، لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم روى كلامه وموقفه على جمله بعكاظ وموعظته ، وعجب من حسن كلامه ، وأظهر تصويبه ، وهذا شرف تعجز عنه الأماني ، وتنقطع دونه الآمال ، وإنما وفق الله ذلك لقس ، لاحتجاجه للتوحيد ، ولإظهاره الإخلاص ، وإيمانه بالبعث ، ومن ثمّ كان قسّ خطيب العرب قاطبة.

ومنها ما أخرجه ابن شاهين ، من طريق ابن أبي عيينة المهلبي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : لما قدم أبو ذرّ على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له : يا أبا ذر ، «ما فعل قسّ بن ساعدة»؟ قال : مات يا رسول الله قال : «رحم الله قسّا ، كأنّي انظر إليه على جمل أورق ، تكلّم بكلام له حلاوة لا أحفظه» ، فقال أبو بكر : أنا أحفظه. قال : «اذكره» ، فذكره ، وفيه الشعر ، وفيه : فقال رجل من القوم : رأيت من قس عجبا ، كنت على جبل بالشام يقال له سمعان في ظل شجرة إلى جنبها عين ماء ، فإذا سباع كثيرة وردت الماء لتشرب ، فكلما زأر منها سبع على صاحبه ضربه قسّ بعصا ، وقال : كفّ حتى يشرب الّذي سبق ، قال : فتداخلني لذلك رعب ، فقال لي : لا تخف ، ليس عليك بأس.

القاف بعدها الطّاء

٧٣٥٦ ـ قطبة بن جزي (١).

فرق أبو عمر بينه وبين قطبة بن قتادة ، وهو واحد ، ويكنى أبا الحويصلة. وقد تقدّم في الأول. والراويّ المذكور في الموضعين واحد ، وهو مقاتل بن معدان ، وقد بينت وهم ابن أبي حاتم فيه هناك.

القاف بعدها العين

٧٣٥٧ ـ القعقاع بن عبد الله : بن أبي حدرد الأسلمي.

ذكره ابن عبد البرّ ، وقال : روى حديثين. أحدهما «تمعددوا واخشوشنوا». والثاني : مرّ بقوم ينتضلون ، فقال : «ارموا ، فإنّ أباكم كان راميا».

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٠٧) ، الاستيعاب ت (٢١٣٩).

٤٢٣

قال أبو عمر. للقعقاع صحبة. ولأبيه صحبة ، وقد ضعّف بعضهم صحبة القعقاع بأن حديثه إنما يأتي من رواية عبد الله بن سعيد المقبري ، وهو ضعيف.

قلت : الحديث الأول أخرجه ابن أبي شيبة وغيره من طريق عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن القعقاع بن أبي حدرد ، وهو صحابي كما تقدم في القسم الأول : وأما القعقاع بن عبد الله فهو ابن أخيه لا صحبة له ، وأما الحديث الثاني فإنما جاء من رواية القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه كما تقدم في ترجمة عبد الله بن حدرد في حرف العين

وقد نبّه على وهم أبي عمر فيه ابن فتحون ، ونقل عن خليفة أنه قال : عبد الله والقعقاع ابنا أبي حدرد ، ولهما صحبة ، قال البخاريّ : القعقاع بن أبي حدرد له صحبة ، وحديثه عن عبد الله بن سعيد لا يصحّ ، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه ، وقالا : من قال فيه القعقاع بن عبد الله فقد وهم.

وقال ابن فتحون : لو كان القعقاع بن عبد الله له صحبة لكان ينبغي أبي عمر أن يقول : له ولأبيه وجده صحبة ، لأن أبا حدرد صحابي.

قلت : وهو كما قال ، والعمدة في أن لا صحبة له أنّ رواية المقبري إنما هي عنه عن أبيه ، فالصحبة لأبيه. والله أعلم.

٧٣٥٨ ـ القعقاع : غير منسوب (١).

استدركه أبو موسى ، وقال : له ذكر في وقعة حنين وتعقّب [٥٩٤] بأنه القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي ، كما مضى في الأول

القاف بعدها النّون

٧٣٥٩ ـ قنفذ التميمي (٢).

ذكره أبو موسى وقال : استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جده ، وهو خطأ ، فإنه أخرج من طريق الحارث بن أبي أسامة ، عن الواقدي ، عن الوليد بن كثير ، عن سعيد بن أبي هند ، حدثني قنفذ التميمي ، قال : رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي بين القبر والمنبر ، فقلت له ، فقال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة (٣)».

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣١٧).

(٢) في أسد الغابة : التيمي.

(٣) أخرجه البخاري ٣ / ٢٩ ، وأحمد ٣ / ٦٤ ، وابن أبي عاصم ٢ / ٣٣٩ وأبو نعيم في الحلية ٩ / ٣٢٤ ،

٤٢٤

والّذي في مسند الحارث : حدّثني قنفذ التميمي ، قال : رأيت ابن الزّبير. إلى آخره ، وهو مستقيم ، وصحابيّ الحديث ابن الزبير بخلاف ما يقتضيه سياق يحيى ، فإنّ ظاهره أنّ قنفذا رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنه سأله فقال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذا خطأ مكشوف.

القاف بعدها الياء

٧٣٦٠ ـ قيس بن تميم الطائي الكيلاني : الأشج ، من نمط أشجّ العرب ، ومن نمط رتن الهندي.

قرأت في تاريخ اليمن للجندي أنه حدّث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعن علي بن أبي طالب ، فسمع منه أبو الخير الطالقانيّ ، ومحمود بن صالح الطرازي ، ومحمود بن عبيد الله بن صاعد المروزي ، كلّهم عنه ، قال : خرجت من بلدي وكنّا أربعمائة وخمسين رجلا ، فضللنا الطريق ، فلقيا رجل ، فصال علينا ثلاث صولات ، فقتل منّا في كل مرّة أزيد من مائة رجل فبقي منّا ثلاثة وثمانون رجلا فاستأمنوه فأمنهم فإذا هو علي بن أبي طالب ، فأتى بنا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقسم غنائم بدر ، فوهبني لعلي ، فلزمته ثم استأذنته في الذهاب إلى أهلي ، فأذن لي فتوجّهت ، ثم رجعت إليه بعد قتل عثمان ، فلزمت خدمته ، فكنت صاحب ركابه فرمحتني بغلة فسال الدم على رأسي فمسح على رأسي ، وهو يقول : مدّ الله يا أشج في عمرك مدّا. قال : فرجعت بعده إلى بلدي ، فاشتغلت بالعبادة إلى أن ملك ألب أرسلان ، فسمع بي ، فأرسل إليّ فرأيت عليّا في النوم وهو ينهاني ، فهربت إلى المدينة ، ثم إلى طبرستان ، ثم رجعت إلى كيلان ، ثم ساق أكثر من أربعين حديثا زعم أنه سمعها من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٧٣٦١ ز ـ قيس بن الحارث.

تابعي أرسل حديثا ، ذكره البغويّ في الصحابة ، وهما ، فأخرج من طريق صالح بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن قيس بن الحارث ـ أنه أخبره أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «رحم الله حارس الحرس».

وقال أبو علي بن السّكن : قيس بن الحارث التميمي رجل روى عنه عمر بن عبد العزيز ، يقال له صحبة. وليس بمشهور ، ثم قال : لم تثبت صحبته ، قال : وهذا الحديث

__________________

والطبراني في الكبير ١٢ / ٢٩٤ وابن أبي شيبة ١١ / ٤٣٩ ، والبغوي في التفسير ٣ / ١٤٩ ، والبيهقي ٥ / ٢٤٦ ، والطحاوي في المشكل ٤ / ٦٨ ، ٦٩ ، ٧٠.

٤٢٥

روى عن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن عقبة بن عامر ، ولا يصح.

قلت : مداره على صالح بن محمد ، وهو أبو واقد المدني ، أحد الضعفاء.

٧٣٦٢ ـ قيس بن الحارث التميمي (١).

فرق ابن فتحون بينه وبين قيس بن الحارث بن يزيد التميمي ، وهما واحد. وقد ساق نسبه ابن سعد ، ولم يسقه ابن إسحاق فظنه ابن فتحون اثنين.

٧٣٦٣ ز ـ قيس بن الخطيم : الأنصاري.

ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصّحابة ، وهو وهم ، فقد ذكر أهل المغازي أنه قدم مكة فدعاه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الإسلام وتلا عليه القرآن ، فقال : إني لأسمع كلاما عجبا ، فدعني انظر في أمري هذه السنة ، ثم أعود إليك ، فمات قبل الحول ، وهذا هو الشّاعر المشهور ، وهو من الأوس ، وله وقعة بعاث التي كانت بين الأوس والخزرج قبل الهجرة (٢) أشعار كثيرة.

٧٣٦٤ ـ قيس بن رافع (٣).

تابعي أرسل شيئا فذكره عبدان المروزي في الصحابة ، وهما. وقد ذكرته في القسم الثاني.

٧٣٦٥ ز ـ قيس (٤): بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسيّ الفارس المشهور الّذي كان على يده حرب داحس والغبراء بين بني عبس وبني فزارة في الجاهلية.

ذكر الحسن بن عرفة في كتاب «الخيل» له أنه عاش إلى خلافة عمر ، فسألوه عن الخيل ، فقال : وجدنا أصبرنا في الحرب الكميت. وكأنه سقط من الخبر لفظ ابن ، وكان فيه أنّ عمر سأل ابن قيس ، فقد ذكر أهل المغازي أنّ وفد بني عبس كان فيهم ابن قيس بن زهير. وسيأتي في حرف الميم في القسم الثالث ذكر حفيده مساور بن هند بن قيس بن زهير. والمعروف أن قيس بن زهير مات قبل البعثة.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٣٤).

(٢) في أ : قبل الهجرة بقليل.

(٣) أسد الغابة ت (٤٣٤٥) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٠ ـ الجرح والتعديل ص ٧ / ٩٦ ـ تهذيب التهذيب ص ٨ / ١١ ـ تقريب التهذيب ص ٢ / ١٢٨ ـ تهذيب الكمال ص ٢ / ١١٣٣ ـ خلاصة تهذيب الكمال ص ٢ / ٣٥٦ ـ التحفة اللطيفة ص ٣ / ٤١٩ ـ التاريخ الكبير ص ٧ / ١٤٩ ، ١٥٢.

(٤) في أ : خذيمة.

الإصابة/ج٥/م٢٧

٤٢٦

قال أبو الفرج الأصبهاني : وذكر ابن دريد في أماليه ، عن أبي حاتم ، عن الأصمعي ، قال : جاور قيس بن زهير النمر بن قاسط ليقيم فيهم ، فأكرموه وآووه ، فقال : إني رجل غريب حريب ، فانظروا لي امرأة قد أدّبها الغنى وأذلها الفقر ، ولها حسب وجمال ، أتزوّجها ، فزوّجوه امرأة على هذا الشرط ، فأقام معها حتى ولدت له ، وقال لهم أول ما أقام عندهم : إني لا أقيم عندكم حتى أعلمكم أخلاقي ، إني فخور غيور آنف ، ولكن لا أغار حتى أرى ، ولا أفخر حتى أبدأ ، ولا آنف حتى أظلم ، ثم ذكر وصيته لهم عند ما فارقهم.

وقال المرزبانيّ : كان شريفا شاعرا حازما ذا رأي ، وكانت عبس تصدر عن رأيه في حروبها ، وهو صاحب داحس فرس راهن عليها حذيفة بن بدر على فرسه الغبراء فسبقه قيس ، فتنازعا إلى أن آل أمرهما إلى القتال والحرب ، فقتل حذيفة بن بدر في الحرب ، فرثاه قيس ، وكان أبوه زهير أبا عشرة وعم عشرة وأخا عشرة وخال عشرة ، ورأس غطفان كلها في الجاهلية ، ولم يجمع على أحد قبله ، وكان والده قيس أحمر أعسر أيسر بكر بكرين ، وهو القائل :

قتلت بإخوتي سادات قومي

وهم كانوا الأمان على الزّمان

فإن أك قد شفيت بذاك قلبي

فلم أقطع بهم إلّا بناني

[الوافر]

٧٣٦٦ ـ قيس بن زيد (١).

تابعي صغير ، أرسل حديثا ، فذكر جماعة منهم الحارث بن أبي أسامة في الصحابة ، وذكره ابن أبي حاتم وغيره في التابعين تبعا للبخاريّ ، وقال : قال أبوه مجهول ، وذكره أبو الفتح الأزديّ في «الضعفاء» ، قال الحارث : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن أبي عمران الجوني ، عن قيس بن زيد أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طلّق حفصة ، فدخل عليها خالها قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت الحديث. وفيه : قال لي جبريل : راجع حفصة (٢) ، فإنّها صوّامة ، قوّامة ، وإنّها زوجتك في الجنّة».

وأخرجه [٥٩٥] ابن أبي خيثمة في ترجمة حفصة من هذا الوجه ، وكذلك الحاكم في «المستدرك» ، وفي سياق المتن وهم آخر ، لأن عثمان بن مظعون مات قبل أن يتزوج النبيّ

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٤٩) ، الاستيعاب ت (٢١٥٦).

(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٢ / ٥٠ والحاكم في المستدرك ٤ / ١٥ ، وذكره المتقي الهندي في الكنز (٣٤٣٨٠) ١٢ / ١٣٨.

٤٢٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حفصة ، لأنه مات قبل أحد بلا خلاف ، وزوج حفصة قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات بأحد ، فتزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أحد بلا خلاف وقال أبو حاتم أيضا : قيس بن زيد هو الّذي روى عن شريح القاضي ، يريد ما رواه صدقة بن موسى ، عن أبي عمران الجوني ، عن قيس بن زيد ، عن قاضي المصريين ، وهو شريح ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٧٣٦٧ ـ قيس بن سعد : بن ثابت الأنصاري (١).

ذكره المستغفريّ في الصحابة ، وأورد من طريق عيسى بن حماد ، عن الليث ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن ثعلبة بن أبي مالك ، عن قيس بن سعد بن ثابت الأنصاري ، وكان صاحب لواء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أنه أراد الحج فرجّل أحد شقي رأسه ، فقام غلام له فقلّد هديه ، فنظر قيس فإذا هديه قد قلد فلم يرجّل شقه الأيمن.

قال أبو موسى في «الذيل» : أظن هذا قيس بن سعد بن عبادة.

قلت : أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه من هذا الوجه ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا عيسى بن حماد ، وهو عند البخاري عن ابن أبي مريم ، عن الليث ، عن عقيل ، لكن قال : إن قيس بن سعد الأنصاري ، وكان صاحب لواء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أراد الحجّ فرجّل. وكذا وقع في معجم الطبراني لم يسمّ جده. وأخرجه أبو داود في مسند مالك من روايته عن الأزهري ، فقال قيسا ، ولم يسم أباه.

وأورده الإسماعيليّ من طريق يونس عن الزهري ، فقال قيس بن سعد بن عبادة وأخرجه الحميدي في مسند قيس بن سعد بن عبادة ، وتبعه من صنّف في الأطراف ، وكذا في رجال البخاري ، ويؤيده ما أخرجه البغوي في معجمه من طريق يونس بن يزيد ، عن الزهري ، قال : كان قيس بن سعد بن عبادة حامل راية الأنصار مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ويحتمل أن يكون كان في السند ، عن قيس بن سعد بن أبي ثابت ، فتصحّفت «أبي» فصارت «ابن» ، فإن سعد بن عبادة يكنى أبا ثابت.

٧٣٦٨ ـ قيس بن شمّاس (٢): الأنصاري ، والد ثابت.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٥٣).

(٢) أسد الغابة ت (٤٣٥٩) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢١ ـ تقريب التهذيب ص ٢ / ١٢٩ ـ تهذيب التهذيب ص ٨ / ٣٩٨ ـ تهذيب الكمال ص ٢ / ١١٣٦.

٤٢٨

أورده عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة ، وروى من طريق ابن عطاء بن أبي مسلم ، عن أبيه ، عن ثابت بن قيس بن شمّاس ، عن أبيه ، قال : أتيت المسجد والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصلاة ، فلما سلّم التفت إليّ وأنا أصلي الحديث. وفيه : فقلت (١) : ركعتا الفجر خرجت من منزلي ولم أكن صلّيتهما ، ولم يقل في ذلك شيئا. وكذلك أخرجه بقي بن مخلد في مسندة من هذا الوجه.

قال أبو موسى : رواه ابن جريج ، عن عطاء عن قيس بن سهل. انتهى.

وساق حديث قيس بن سهل غير هذا السباق ، وقد مضى في ترجمته ، وبيان الاختلاف في اسم أبيه والغلط في هذا من رواية الجراح بن منهال راويه ، عن ابن عطاء ، فإنه هالك ، وقيس بن شماس مات في الجاهلية ، فلعله كان في السند : عن ابن ثابت بن قيس بن شماس ، عن أبيه ، فسقط لفظ ابن.

وثابت بن قيس بن شمّاس صحابي معروف ، وقد مضى في موضعه ، وجاء عن قيس بن شمّاس حديث آخر يوهم صحبته ، أخرجه أبو داود من طريق فرج بن فضالة ، عن عبد الخير بن ثابت بن قيس بن شمّاس ، عن أبيه ، عن جدّه ، وهذا النسب سقط منه واحد ، فاقتضى صحبة قيس ، وليس كذلك ، فإن عبد الخير هو قيس بن ثابت بن قيس ، فسقط قيس الأول ، والحديث لثابت.

٧٣٦٩ ـ قيس بن شيبة.

استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، وعزاه ليعقوب بن شيبة ، وهو في ذلك تابع لابن الأمين ، فإنه ذكره كذلك في ذيل الاستيعاب ، وسمى جده عامرا ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه ، وإنما هو نشبة ـ بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة. وقد مضى في الأول على الصواب.

٧٣٧٠ ـ قيس بن صعصعة (٢).

قال أبو عمر : لا أعرف نسبه ، وحديثه عن ابن لهيعة ، عن حبّان بن واسع ، عن أبيه ، عنه. قال : قلت : يا رسول الله ، في كم أقرأ القرآن؟ الحديث.

وهذا هو قيس بن أبي صعصعة الأنصاري ، وقد قال أبو عليّ بن السّكن : قيس بن أبي

__________________

(١) في أ : فقال.

(٢) أسد الغابة ت (٤٣٦١) ، الاستيعاب ت (٢١٦٢) ، الثقات ٣ / ٣٤٢ ـ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢١ ـ الاستبصار ٨٣.

٤٢٩

صعصعة ، وقيل قيس بن صعصعة. ثم ساق الحديث من طريق ابن أبي مريم ، عن ابن لهيعة وترجم ابن عبد البر لقيس بن صعصعة ترجمة أخرى ، لكن لم يذكر فيها هذا الحديث ، وقد ذكره في ترجمة قيس بن أبي صعصعة بن مندة ، وجزم ابن الأثير بأنهما واحد ، وهو كما قال.

٧٣٧١ ـ قيس بن طلق : (١) بن علي الحنفي اليماني.

تابعي مشهور ، أورده عبدان المروزي ، والمستغفري ، وأبو بكر بن أبي علي في أصحابه.

قال عبدان : حدثنا أبو الأشعث العجليّ ، عن ملازم بن عمرو ، عن عبد الله بن بدر ، عن لقيس بن طلق ، قال لدغت طلق بن علي عقرب عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرقاه ومسحه ، وهذا إنما سمعه قيس بن طلق من أبيه وكذلك أخرجه ابن حبان ، والحاكم ، وأخرج المستغفريّ من طريق محمد بن جحادة ، عن محمد بن قيس ، عن أبيه ، قال : قدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يبني المسجد ، فقال : بإيماني أخلط الطين.

قال أبو موسى : والمحفوظ في هذا عن محمد بن جحادة ، عن قيس بن طلق ، عن أبيه ، ليس فيه محمد.

وأخرج أبو بكر بن أبي عليّ ، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ، عن ملازم بن عمرو ، عن عجيبة بن عبد الحميد ، عن عمه قيس بن طلق ، قال : كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاء وفد عبد القيس فذكر الحديث في الأشربة.

وهذا سقط منه قوله عن أبيه ، كذلك هو عند ابن أبي شيبة في «مسندة» و «مصنّفه» ، وكذلك رواه الجواليقيّ ، وعبيد بن غنّام ، وغيرهما ، عن أبي بكر. وكون قيس تابعيا أشهر من أن يخفى على أحد من أهل الحديث.

٧٣٧٢ ز ـ قيس بن عباد (٢).

ذكره ابن قانع ، وأخرج من طريق بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق ، عنه ، قال :

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٦٧) ، الطبقات الكبرى ٥ / ٥٥٢ ، ٥٥٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢١ ـ الجرح والتعديل ص ٧ / ١٠٠ ـ تهذيب التهذيب ص ٨ / ٣٩٨ ـ تهذيب الكمال ص ٢ / ١١٣٦ ـ خلاصة تهذيب الكمال ص ٢ / ٣٥٧ ـ الطبقات ٢٨٩ ـ شذرات الذهب ص ١ / ٣٣ ـ الكاشف ص ٢ / ٤٠٥ ـ التاريخ الكبير ص ٧ / ١٥١.

(٢) أسد الغابة ت (٤٣٧٢).

٤٣٠

قيل للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن فلانا شهيد قال : «هو في النّار في عباءة غلّها».

وهذا سقط منه الصحابي ، وقيس بن عباد تابعي مشهور. وقيل إنه مخضرم كما تقدم في القسم الثالث.

٧٣٧٣ ز ـ قيس بن عبد الله (١).

أورده يحيى بن يونس الشيرازي في الصّحابة ، وأورده من طريق ابن هبيرة عنه في صلاة العصر يوم الخندق. وتعقّبه المستغفريّ [٥٩٦] بأنّ الحديث مرسل. وقيس تابعي ، وهو كما قال.

٧٣٧٤ ز ـ قيس بن عدي : بن سعيد بن سهم السهمي

ذكره ابن الجوزيّ في الصحابة ، وتعقّبه مغلطاي فيما قرأت بخطه بأنه مات في الجاهلية ، وهو كما قال.

وقد تقدم ذكر حفيده بن الحارث بن قيس بن عدي في القسم الأول.

٧٣٧٥ ز ـ قيس : أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمية بن ضبيعة ، من حلفاء الأوس.

شهد بدرا ، ذكره أبو موسى في الذيل ، وتعقبه ابن الأثير بأن جده عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح مات في الجاهلية ، وكذا ولده ثابت والّذي صحب وشهد بدرا هو عاصم ، وقوله : من حلفاء الأوس غلط ، بل هو من أنفسهم ، فضبيعة هو ابن زيد بن مالك بطن من الأوس معروف ، قال : ولم ينقل أبو موسى هذا عن واحد.

قلت : بل ذكره المستغفريّ من مغازي ابن إسحاق ، فإما أن يكون ثابت وعاصم سقطا من الناسخ ، أو حدّث به بعض الرواة من حفظه فوهم.

٧٣٧٦ ـ قيس بن مخلد : بن ثعلبة بن مازن بن النجار (٢).

فرّق أبو موسى بينه وبين قيس بن مخلد بن ثعلبة بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن ، وهو واحد ، وإنما سقط في النسب ما بين ثعلبة وثعلبة. وقد تقدم على الصواب في الأول ، وأنه بدري.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٧٥) ، الطبقات الكبرى ص ١ / ٢٤٦ ـ تجريد أسماء الصحابة ص ٢ / ٢٢ ـ العقد الثمين ص ٧ / ٨٠ ـ التاريخ الكبير ص ٧ / ١٤٨.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٠٢).

٤٣١

٧٣٧٧ ز ـ قيس بن (١)هنام.

ذكره العسكريّ في الصحابة ، وقال غيره : هو تابعي أرسل حديثا وذكر ابن أبي حاتم قيس بن عبد الله بن الحارث بن قيس ، قال : أسلم جدي قيس بن هنام من رواية مغيرة بن مقسم ، عن قيس بن عبد الله. وقيل في اسمه همام ، بميمين ، وقيل هيان بتحتانية ، وقيل هبار ، وقيل وهبان.

وحديثه عند النسائي في الأشربة من روايته عن ابن عباس ، ويحتمل أن يكون هذا غير الّذي ذكره العسكري.

٧٣٧٨ ز ـ قيس ، أبو إسرائيل : ذكره أبو عمر فصحّفه. والصواب قشير.

٧٣٧٩ ز ـ قيس ، جد أبي هبيرة (٢).

قال أبو موسى : سماه بعضهم قيسا. والصواب عن جده شيبان ، وحديثه في الأذان قبل الفجر ، وفي ذكر السّحور. وقد تقدم في الأول في حرف الشين على الصواب.

٧٣٨٠ ـ قيس الجعديّ.

أفرده الذّهبيّ في «التجريد» بالذكر ، وعزاه لمسند بقي بن مخلد ، وهذا هو النابغة الجعديّ ، وقد ذكر في قيس بن عبد الله بن عدس.

٧٣٨١ ـ قيس ، أبو جبيرة (٣): هو ابن الضحاك. تقدم وهم من أفرده.

٧٣٨٢ ـ قيس والد عطية الكلابي التابعي.

نبهت على وهم ابن قانع فيه في قيس بن كلاب في الأول ، ووقع في النسائي في حديث طخفة بن قيس في النوم على الوجه لما أورد الاختلاف فيه على الأوزاعي وغيره ، ففي بعض طرقه : رواه قيس بن إسماعيل عن الأوزاعي ، عن يحيى ، عن محمد بن إبراهيم ، حدثني عطية بن قيس [عن أبيه قال المزي في الأطراف ، كذا قال فالصواب عن قيس بن طخفة] (٤).

٧٣٨٣ ز ـ قيصر : قال النّووي في «مختصر المبهمات» : هو أبو إسرائيل. وكأنه تصحّف في النسخة ، والّذي في أصله من مبهمات الخطيب قشير ، بالشين المعجمة مصغّرا.

٧٣٨٤ ز ـ القيسي (٥): استدركه أبو موسى في الأسماء ، فوهم ، وحقّه أن يذكر في

__________________

(١) في أ : همام.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤١٠).

(٣) أسد الغابة ت (٤٣٣٠) ، الاستيعاب ت (٢١٨٣).

(٤) سقط في ط.

(٥) أسد الغابة ت (٤٤١٦).

٤٣٢

المبهمات فيمن ذكر بنسبه ولم يسمّ ، وسيأتي ، وحديثه في النسائي.

٧٣٨٥ ـ قين الأشجعي (١).

تابعي من أصحاب عبد الله بن مسعود ، جرت بينه وبين أبي هريرة قصة ، فذكره ابن مندة في الصحابة ، وأخرج من طريق يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أنّ قينا الأشجعي قال فكيف نصنع بالمهراس (٢).

وهذا الحديث معروف من رواية محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا قام أحدكم من النّوم فليفرغ (٣) على يديه الماء قبل أن يدخلها في الإناء»

فقال له قين الأشجعي : فإذا جئنا مهراسكم هذا فكيف نصنع؟.

وروى الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة الحديث المرفوع ، قال الأعمش : فذكرته لإبراهيم ، فقال : قال أصحاب عبد الله بن مسعود : فكيف يصنع أبو هريرة بالمهراس؟.

٧٣٨٦ ز ـ قين : غير منسوب.

ذكره ابن قانع فوهم : وإنما هو أبو القين ، كما سيأتي على الصواب في الكنى.

وذكره ابن الأمين في «ذيل الاستيعاب» وآخره عنده راء لا نون ، ونسبه لابن قانع ، وبالنون هو ، ورأيته في حاشية الاستيعاب منسوبا إلى أبي الوليد الوقشي مضبوطا بقاف ومثناة فوقانية مشددة وآخره راء ، والأول المعتمد الصواب والله أعلم (٤).

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤١٩).

(٢) المهراس : حجر مستطيل منقور يتوضأ منه ويدق فيه. اللسان ٥ / ٤٦٥٢.

(٣) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ١ / ٤٧.

(٤) ثبت في أ.

تمّ الجزء الثالث من كتاب الإصابة في تمييز الصحابة تهذيب الشيخ الإمام العلّامة الحافظ الكبير شيخ الإسلام ، خاتمة الحفّاظ ، قاضي القضاة. شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد ابن علي بن محمود بن أحمد بل الكناني العسقلاني المصري الشافعيّ الشهير بابن حجر ، تغمّده الله بالرحمة والرضوان ، وأسكنه فسيح الجنان على يد كاتبه العبد الفقير إلى الله تعالى محمد المدعو ب بلح ابن خضر بن خضير الأزهري ، ألهمه الله رشده وأنجح قصده ، في يوم السبت المبارك عشرين شهر رمضان المعظم ، قدره من شهور سنة تسعة وأربعين وألف من الهجرة النبويّة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ، والحمد لله وحده.

٤٣٣

حرف الكاف

القسم الأول

الكاف بعدها الباء

٧٣٨٧ ـ كبّاثة (١): بموحدة خفيفة وبعد الألف مثلثة ، ابن أوس بن قيظيّ الأنصاري الحارثي ، أخو عرابة.

ضبطه الدّار الدّارقطنيّ (٢) ، وذكره ابن شاهين في الصحابة ، وقال : شهد أحدا ، وذكره ابن أبي حاتم مع من اسمه كنانة بنونين ، قال : ويقال له صحبة.

٧٣٨٨ ـ كبير : بموحدة ، الأزدي. أبو أمية ، والد جنادة.

له ذكر في ترجمة ولده جنادة ، وضبطه الدار الدّارقطنيّ بالموحدة ، وسيأتي في الكنى.

٧٣٨٩ ـ كبيس : بموحدة ومهملة مصغرا ، ابن هوذة السدوسي (٣).

أخرج ابن شاهين وابن مندة من طريق سيف بن عمر ، عن عبد الله بن شبرمة ، عن إياد بن لقيط ، عن كبيس بن هوذة أحد بني الحارث بن سدوس أنه أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبايعه وكتب له كتابا.

قال ابن مندة : غريب من حديث ابن شبرمة ، لم (٤) يثبته إلا من هذا الوجه ، وجدته في نسخة من معجم ابن شاهين قديمة بنون بدل الموحدة.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٢١) ، الاستيعاب ت (٢٢٤٩). تبصير المنتبه ٣ / ١١٩٧.

(٢) في أ : ضبطه الدار الدّارقطنيّ وتبعه الأمين.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٢٢) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٠).

(٤) في أ : يكتبه.

٤٣٤

الكاف بعدها الثاء

٧٣٩٠ ـ كثير : بمثلثة ، ابن زياد بن شاس بن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة الفزاري (١).

ذكره ابن الكلبيّ ، فقال : صحب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهد القادسية ، وكذا ذكره الطّبريّ ، واستدركه ابن فتحون.

٧٣٩١ ـ كثير بن السائب : القرظي (٢).

ذكره ابن شاهين ، وابن مندة ، وأبو نعيم في الصحابة ، وأخرجوا من طرق منها : عن حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطميّ ، عن عمارة بن خزيمة ، عن كثير بن السائب ، قال : عرضنا يوم قريظة ، فمن كان محتلما أو نبتت (له عانة) (٣) قتل ، ومن لا ترك.

وهذا سند حسن ، ووقع عند ابن مندة يوم حنين ، وخطأه أبو نعيم ، وهو كما قال.

وقد أخرج النّسائيّ الحديث من طريق أسد بن موسى ، عن حماد ، فزاد في السند بعد كثير بن السائب حدثني أبناء قريظة أنهم عرضوا ، فإن كان أسد حفظه لم يدل على صحبة كثير ، لكن حجاج أحفظ من أسد. ويحتمل أن يكون أيضا ممن [٥٩٧] عرض ، ولكنه حفظ الحديث عن قومه لصغره ، وجرى ابن أبي حاتم على هذا ، فقال كثير بن السائب روى عن أبناء قريظة ، روى عنه عمارة.

وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» كثير بن السائب ، قال : روى عن محمود بن لبيد ، روى عنه عمارة بن خزيمة ، وعروة بن الزبير (٤). والله أعلم.

٧٣٩٢ ـ كثير بن سعد : الجذامي (٥) ، ثم العبديّ. من بني عبد الله بن غطفان.

أورده عبدان المروزي في الصحابة ، وأخرج من طريق الربيع بن موسى ، سمعت جدي الحكم بن محرز بن رفيد يحدث عن أبيه عن جده عباد بن عمرو بن شيبان ، عن كثير بن سعد العبديّ من غطفان جذام ـ أنه قدم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأقطعه

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٢٦).

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٢٧).

(٣) في أ : فمن كان محتلما ونبتت عانته قتل.

(٤) في أ : روى عنه هشام بن خزيمة بن عروة والله أعلم.

(٥) أسد الغابة ت (٤٤٢٨).

٤٣٥

عميق من كورة بيت جبرين ، قال عبدان : هذا إسناده مجهول ، واستدركه أبو موسى.

٧٣٩٣ ـ كثير بن شهاب : بن الحصين (١) بن يزيد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب ، (٢) أبو عبد الرحمن المازني ، نزيل الكوفة ، [ويقال : إنه الّذي قتل الجالينوس يوم القادسية] (٣).

قال ابن عساكر : يقال إن له صحبة. وقال ابن سعد : قتل جده الحصين في الردة ، فقتل ابنه شهاب قاتل أبيه ، وساد كثير بن شهاب مذحج ، وروى عن عمر ، قال ابن عبد البرّ : في صحبته نظر. وقال ابن الكلبيّ : كان كثير بن شهاب موصوفا بالبخل الشديد ، وقد رأس حتى كان (٤) سيّد مذحج بالكوفة ، وولى لمعاوية الري وغيرها.

وقال المرزبانيّ في ترجمة عبد الله بن الحجاج بن محصن : كان شاعرا فاتكا ممن شرب ، فضربه كثير بن شهاب وهو على الري في الخمر ، فجاء ليلا فضربه على وجهه ضربة أثّرت فيه ، وذلك بالكوفة وهرب ، فطلبه عبد الملك بن مروان فقال في ذلك شعرا ، وأمّنه عبد الملك بعد ذلك.

وقال العجليّ : كوفي (تابعي) (٥) ثقة. وقال البخاريّ : سمع عمر ، لم يزد وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه : تابعي. وقال أبو زرعة : كان ممن فتح قزوين (٦) وأخرج ابن عساكر من طريق جرير ، عن حمزة الزيات ، قال : كتب عمررضي‌الله‌عنه إلى كثير بن شهاب. مر من قبلك فليأكلوا الخبز الفطير بالجبن ، فإنه أبقى في البطن (٧).

قلت : ومما يقوّي أن له صحبة ما تقدم أنهم ما كانوا يؤمرون إلا الصحابة وكتاب عمررضي‌الله‌عنه إليه بهذا يدلّ على أنه كان أميرا.

وروينا في «الجعديات» للبغوي ، عن علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق : سمعت قرظة بن أرطاة يحدث عن كثير بن شهاب ، سألت عمررضي‌الله‌عنه عن الجبن ،

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٢٩) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٠).

(٢) في أ : الحارثي نزل الكوفة.

(٣) سقط في أ.

(٤) في أ : حين.

(٥) سقط في أ.

(٦) قزوين : بالفتح ثم السكون وكسر الواو وياء مثناة من تحت ساكنة ، نون : مدينة مشهورة. انظر : مراصد الاطلاع ٣ / ١٠٨٩.

(٧) في أ : أقوى.

٤٣٦

فقال : إن الجبن يصنع من اللبن واللّبإ ، فكلوا واذكروا اسم الله ، ولا يغرنكم أعداؤه (١).

٧٣٩٤ ز ـ كثير بن شهاب : آخر.

ذكره ابن مندة ، وخلطه ابن الأثير بالذي قبله ، وليس بجيد ، لأن ابن مندة أخرج من طريق أحمد بن عمار بن خالد ، عن عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي فيما أروى؟ عن الأعمش ، عن عثمان بن قيس ، عن أبيه ، عن عدي بن حاتم ، عن كثير بن شهاب في الرجل الّذي لطم الرجل ، فقالوا : يا رسول الله ، يكون علينا ولاة لا نسألك عن طاعة من أصلح واتقى ، بل عن غيره. قال : اسمعوا وأطيعوا.

قال أبو نعيم : لم يحفظه أحمد بن عمار ، ثم ساقه من طريق الحسن بن سفيان ، عن إبراهيم أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن عثمان بن قيس ، عن عدي بن حاتم ، قال : قلنا : يا رسول الله فذكره ، فلم يذكر فيه الأعمش ولا كثير بن شهاب [ثم ساقه الطبراني ، عن علي بن عبد العزيز ، وأبي زرعة الدمشقيّ ، كلاهما عن عمر بن حفص كذلك ، فهؤلاء ثلاثة خالفوا أحمد بن عمار فلم يذكروا في السند الأعمش ولا كثير بن شهاب ، فهو على الاحتمال ، وهو غير المازني ، لأنّ المازني مختلف في صحبته ، هذا إن كان الراويّ حفظه ـ صحابي جزما والله أعلم] (٢).

٧٣٩٥ ـ كثير بن عبد الله (٣).

ذكره البخاريّ هكذا ، قال أبو موسى في الذيل : ولم يسق له خبرا.

قلت : أخشى أن يكون هو شيخ عقبة بن مسلم الآتي قريبا.

٧٣٩٦ ـ كثير بن عمرو السّلمي (٤).

ذكره أبو العبّاس السّراج في «تاريخه» ، فأورد من طريق محمد بن الحسن ، عن أبي (٥) إسحاق أنه ذكره فيمن شهد بدرا. قال ابن عبد البر : لم أره في غير هذه (٦) الرواية ، ولم يذكره ابن هشام : ويحتمل أن يكون هو ثقف بن عمرو الماضي في المثلثة ، وأحد الاسمين لقب. انتهى.

وعلى هذا فهو بفتح السين المهملة.

__________________

(١) في أ : أعداء الله.

(٢) سقط في أ.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٣٢).

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٣٣) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٣).

(٥) في أ : ابن.

(٦) في أ : عهد.

٤٣٧

٧٣٩٧ ـ كثير : خال البراء بن عازب (١).

قال البراء : كان اسم خالي قليلا ، فسماه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كثيرا ، وقال له : «يا كثير ، إنّما نسكنا بعد الصلاة».

أخرجه ابن مندة من طريق جابر الجعفي ، عن الشعبي ، عن البراء. والمحفوظ أن خال البراء هو أبو بردة بن نيار ، والمشهور أن اسمه هانئ ، وسيأتي.

٧٣٩٨ ز ـ كثير (٢): غير منسوب.

قال البخاريّ : كان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . روى عنه عقبة بن مسلم التّجيبي وقال ابن السّكن : رجل من الصحابة لم أقف له على نسب ، معدود في المصريين روى عنه حديث واحد ، ويقال إنه من الأنصار.

وقال أبو عمر : هو أزدي. وقال ابن يونس : له صحبة.

وأخرج الحسن بن سفيان ، والبغويّ ، وابن قانع (٣) ، وابن مندة ، عن طريق ابن وهب : سمعت حيوة بن شريح ، سألت عقبة بن مسلم عن الوضوء مما مسّت النار ، فقال إن كثير ـ وكان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يقول : كنّا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضع له طعام فأكلنا ، ثم أقيمت الصلاة فقمنا فصلينا ولم نتوضأ ، رجاله ثقات.

وذكر ابن يونس أنه معلول ، كأنه أشار إلى الاختلاف (٤) فيه على عقبة بن مسلم ، فإنه روى عنه من غير وجه عن عبد الله بن الحارث بن جزء ـ بدل كثير.

وقال ابن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة المصريين كثير لهم عنه حديث واحد إن كان صحيحا ، وهو حديث حيوة عن عقبة بن مسلم فذكره ، قال ، والمشهور فيه عقبة بن مسلم عن عبد الله بن الحارث.

٧٣٩٩ ز ـ كثير : غير منسوب ، آخر.

قال ابن مندة : روى عنه حديث منكر من رواية حسن بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه ، قال : قلت لكثير ، وكان من الصحابة ، هكذا أورده مختصرا ، ولم يعرفه أبو نعيم بأكثر من هذا.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٢٥) ، الاستيعاب ت (٢١٩٩).

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٣٧).

(٣) في أ : ابن قانع وابن السكن.

(٤) في أ : إلى الإخلاص.

٤٣٨

الكاف بعدها الدال

٧٤٠٠ ـ كدن (١): بفتح أوله وثانيه وبنون ، كذا رأيته بخط السلفي ، ويقال بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء ، كذا رأيته بخط المنذري والأول أولى ـ ابن عبد ، ويقال عبيد بن [٥٩٨] كلثوم العكّي (٢).

ذكره ابن قانع ، والطّبرانيّ ، والدّولابيّ ، وغيرهم في الصحابة ، وأخرجوا من طريق أمية ولفاف ابني الفضل بن أبي كريم ، عن أبيهما ، عن جدهما أبي كريم بن لفاف بن كدن عن أبيه لفاف عن أبيه (٣) كدن بن عبد ، قال : أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من اليمن فبايعته وأسلمت.

٧٤٠١ ـ كدير (٤): بالتصغير ، الضبي ، يقال هو ابن قتادة.

روى حديثه زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن كدير الضبي ـ أنه أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأتاه أعرابيّ فقال : يا رسول الله ، ألا تحدثني (٥) عما يقرّبني من الجنة ويباعدني من النار؟ قال : «تقول العدل وتعطي الفضل ...» الحديث.

أخرجه أحمد بن منيع في «مسندة» ، والبغويّ في «معجمه» ، وابن قانع عنه ورجاله رجال الصحيح إلى ابن (٦) إسحاق ، لكن قال أبو داود في سؤالاته لأحمد : قلت لأحمد : كدير له صحبة؟ قال : لا. قلت : زهير يقول (٧) أنه أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٨)؟ فقال أحمد : إنما سمع زهير من أبي (٩) إسحاق بأخرة. انتهى.

ورواه الطّيالسيّ في مسندة عن شعبة ، عن أبي إسحاق : سمعت كديرا الضبي منذ

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٣٨) ، الاستيعاب ت (٢٢٥١) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٨.

(٢) في أسد الغابة والاستيعاب : العتكيّ.

(٣) سقط في أ.

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٣٩) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٢) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٨ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٧٤ ، التلقيح / ٣٨٤ ، الطبقات ١٢٩ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٣ ، المغني ٣ / ٤١٠ ، الكامل ٦ / ٢٠٩٩ ، الميزان ٣ / ٤١٠ ، جامع التحصيل ٣١٨ ، الضعفاء الصغير ٣٠٨ ، ديوان الضعفاء ٥٠٢ ، ٣٤٧٩ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ٦٢٠.

(٥) في أ : لعمل.

(٦) في أ : ابن.

(٧) في أ : أمه.

(٨) في أ : قال.

(٩) في أ : ابن.

٤٣٩

خمسين سنة قال : أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعرابي فذكر الحديث.

وكذا رواه ابن خزيمة ، من طريق الأعمش ، عن أبي إسحاق ، وتابعه فطر بن خليفة ، والثوري ، ومعمر ، وغيرهم من أصحاب أبي إسحاق ، قال ابن خزيمة : لست أدري سماع أبي إسحاق بن كدير.

قلت : قد صرّح به شعبة عن أبي إسحاق. وأخرجه ابن شاهين من طريق سعيد بن عامر الضبي (١) ، عن شعبة ، قال : سمعت [أبا] (٢) إسحاق منذ أربعين سنة قال : سمعت كديرا الضبي منذ ثلاثين سنة.

وقال البخاريّ في «الضعفاء» : كدير الضبي روى عنه أبو إسحاق ، وروى عنه سماك بن سلمة ، وضعفه لما رواه مغيرة بن مقسم عن سماك بن سلمة ، قال : دخلت على كدير الضبي أعوده فوجدته يصلّي وهو يقول : اللهمّ صلّ على النبي والوصيّ. فقلت ، والله لا أعودك أبدا. قال ابن أبي حاتم : سألت عنه أبي فقال : يحوّل من كتاب الضعفاء. وحكى عن أبيه في المراسيل أنه لا صحبة له.

الكاف بعدها الراء

٧٤٠٢ ز ـ كرام الجزار : صاحب الزّقاق المعروف بالمدينة.

نزل بنو كعب بن عمرو لما هاجروا إلى جانب زقاقة ، ذكره عمر بن شبة.

٧٤٠٣ ـ كرامة بن ثابت الأنصاري (٣).

ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع علي من الصحابة. وأخرجه أبو عمر.

٧٤٠٤ ـ كردم بن أبي السّائب : الأنصاري (٤).

قال البخاريّ وابن السّكن : له صحبة ، وقال ابن حبّان : يقال له صحبة ، ثم أعاده في التّابعين ، فقال : يروي المراسيل. وقال أبو عمر : كردم بن أبي السنابل الأنصاري (٥) ويقال الثّقفيّ ، يقال له صحبة. سكن المدينة. ومخرج حديثه عن أهل الكوفة. وقد تعقّبه ابن

__________________

(١) في أ : الضبعي.

(٢) سقط في أ.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٤٠) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٣).

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٤٢) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٨) ، الثقات ٥ / ٣٤١ ـ التاريخ الكبير ٧ / ٢٣٧ ـ دائرة المعارف للأعلمي ٢٤ / ٢٦٥.

(٥) في أسد الغابة : ابن أبي السنابل ، وقيل ابن أبي السائب الأنصاري.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

علي عليه السلام، فهاج القوم، وقالوا: والله لقد ضل هذا الرجل وغوى، وما ينطق في ابن عمه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (١) إلى آخر السورة(٢) .

٩٢٩/٢ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، قال: حدثني عمي محمّد ابن أبي القاسم، قال: حدثني محمّد بن عليّ الكوفي، عن المفضل بن صالح الاسدي، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا.

قيل: يا رسول الله، وإن شهد الشهادتين؟ قال: نعم، فإنما احتجز بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدي الجزية عن يد وهو صاغر.

ثم قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا. قيل: فكيف، يا رسول الله؟ قال: إن أدرك الدجال آمن به(٣) .

٩٣٠/٣ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن عاصم بن أبي النجود الاسدي، عن ابن عمر، عن الحسن بن عليّ عليهما السلام، قال: سمعت أبي عليّ بن أبي طالب عليهم السلام يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أيما امرئ مسلم جلس في مصلاه الذي يصلي فيه الفجر، يذكر الله عزّوجلّ حتى تطلع الشمس، كان له من الاجر كحاج بيت الله، وغفر له، فإن جلس فيه حتى تكون ساعة تحل فيها الصلاة، فصلى ركعتين أو أربعا غفر له ما سلف من ذنبه، وكان له من الاجر كحاج بيت الله(٤) .

٩٣١/٤ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا

______________

(١) النجم ٥٣: ١ - ٤.

(٢) بحار الانوار ٣٥: ٢٧٣/٢.

(٣) عقاب الاعمال: ٢٠٣، بحار الانوار ٢٧: ٢١٨/٢.

(٤) ثواب الاعمال: ٤٥، بحار الانوار ٨٥: ٣٢٠/٥.

٦٨١

محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم ابن مسكين الثقفي، عن أبي العلاء الخفاف، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال: من صلى المغرب ثم عقب ولم يتكلم حتى يصلي ركعتين، كتبتا له في عليين، فإن صلى أربعا كتبت له حجة مبرورة(١) .

٩٣٢/٥ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الاسدي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن حمزة، عمن سمع أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: من لقي حاجا فصافحه، كان كمن استلم الحجر(٢) .

٩٣٣/٦ - حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن بنان بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام(٣) ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما من عبد يصبح صائما فيشتم فيقول: إني صائم سلام عليك، إلا قال الرب تبارك وتعالى: استجار عبدي بالصوم من عبدي، أجيروه من ناري، وأدخلوه جنتي(٤) .

٩٣٤/٧ - حدّثنا عبد الواحد بن محمّد العطار رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدّثنا حمدان بن سليمان، قال: حدّثنا عليّ بن النعمان، عن عبدالله بن طلحة، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: من صام يوم سبعة وعشرين من رجب(٥) ، كتب الله له أجر صيام سبعين سنة(٦) .

______________

(١) ثواب الاعمال ٤٥، بحار الانوار ٨٧: ٨٨/٤.

(٢) ثواب الاعمال: ٥٠، بحار الانوار ٩٩: ٣٨٤/٥.

(٣) زاد في نسخة: عن آبائه عليهم السلام.

(٤) ثواب الاعمال: ٥١، بحار الانوار ٩٦: ٢٨٨/١.

(٥) وهو يوم المبعث النبوي الشريف.

(٦) فضائل الاشهر الثلاثة: ٣٩/١٧، بحار الانوار ٩٧: ٣٤/١١.

٦٨٢

٩٣٥/٨ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدّثنا محمّد بن حسان الرازي، عن سهل ابن زياد الواسطي، عن بكر بن صالح، عن محمّد بن سنان، عن منذر بن يزيد، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: من صام يوما في الحر فأصابه ظمأ، وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه، حتى إذا أفطر قال الله عزّوجلّ: ما أطيب ريحك وروحك! يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له(١) .

٩٣٦/٩ - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدّثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما من صائم يحضر قوما يطعمون إلا سبحت أعضاؤه، وكانت صلاة الملائكة عليه، وكانت صلاتهم له استغفارا(٢) .

٩٣٧/١٠ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسين ابن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي: أنه سأل أبا عبدالله الصادق عليه السلام عن الصوم في الحضر. فقال: ثلاثة أيام في كل شهر: الخميس من جمعة، والاربعاء من جمعة، والخميس من جمعة.

فقال له الحلبي: هذا من كل عشرة أيام يوم؟ قال: نعم. وقد قال أميرالمؤمنين عليه السلام: صيام شهر رمضان وثلاثة أيام في كل شهر يذهبن بلابل الصدور(٣) ، إن صيام ثلاثة أيام في كل شهر يعدل صيام الدهر، إن الله عزّوجلّ يقول:( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (٤)

______________

(١) ثواب الاعمال: ٥٢، بحار الانوار ٩٦: ٢٤٧/٥.

(٢) ثواب الاعمال: ٥٣، بحار الانوار ٩٦: ٢٤٧/٤.

(٣) أي همومها ووساوسها.

(٤) بحار الانوار ٩٧: ٩٤/٣، والآية من سورة الانعام ٦: ١٦٠.

٦٨٣

٩٣٨/١١ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدّثنا أحمد ابن محمّد الهمداني مولى بني هاشم، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد، عن جعفر بن سليمان، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي، قال: كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، فدخل عليه رجل من أهل طوس، فقال له: يا بن رسول الله، ما لمن زار قبر أبي عبدالله الحسين بن عليّ عليه السلام؟ فقال له: يا طوسي، من زار قبر أبي عبدالله الحسين بن عليّ عليه السلام، وهو يعلم أنه إمام من الله مفترض الطاعة على العباد، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقبل شفاعته في سبعين مذنبا، ولم يسأل الله عزّوجلّ عند قبره حاجة إلا قضاها له.

قال: فدخل موسى بن جعفر عليه السلام، فأجلسه على فخذه، وأقبل يقبل ما بين عينيه، ثم التفت إليه فقال له: يا طوسي، إنه الامام والخليفة والحجة بعدي، وإنه سيخرج من صلبه رجل يكون رضا لله عزّوجلّ في سمائه ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسم ظلما وعدوانا، ويدفن بها غريبا، ألا فمن زاره في غربته، وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عزّوجلّ، كان كمن زار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم(١) .

٩٣٩/١٢ - حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن الصقر بن دلف، قال: سمعت سيدي عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليه السلام يقول: من كانت له إلى الله تبارك وتعالى حاجة، فليزر قبر جدي الرضا عليه السلام بطوس وهو على غسل، وليصل عند رأسه ركعتين، وليسأل الله حاجته في قنوته، فإنه يستجيب له، ما لم يسأل في مأثم، أو قطيعة رحم، وإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة، لا يزورها مؤمن إلا أعتقه الله من النار، وأحله دار القرار(٢) .

٩٤٠/١٣ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن عليّ الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا محمّد بن داود

______________

(١) بحار الانوار ١٠٢: ٤٢٠/٤٨.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٢٦٢/٣٢، بحار الانوار ١٠٢: ٤٩/٤ و ٥.

٦٨٤

الدينوري، قال: حدّثنا منذر العشراني، قال: حدّثنا سعيد بن زيد، عن أبي قنبل، عن أبي الجارود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فإذا دقت الحلقة على الصفحة طنت وقالت: يا علي(١) .

٩٤١/١٤ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا القاسم بن عباس، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الكوفي، قال: حدّثنا أبوقتادة الحراني، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن زاذان، عن ابن عباس، قال: لما فتح الله عزّوجلّ مكة خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل، فلما أمسينا صرنا عشرة الآف من المسلمين، فرفع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الهجرة، فقال: لا هجرة بعد فتح مكة.

قال: ثم انتهينا إلى هوازن، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا علي، قم فانظر كرامتك على الله عزّوجلّ، كلم الشمس إذا طلعت.

قال ابن عباس: والله ما حسدت أحدا إلا عليّ بن أبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم. وقلت للفضل: قم ننظر كيف يكلم عليّ بن أبي طالب الشمس، فلما طلعت الشمس قام عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة الله ربه، فأجابته الشمس وهي تقول: وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه.

قال: فانكب علي عليه السلام ساجدا شكرا لله عزّوجلّ، قال: فو الله لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قام فأخذ برأس علي عليه السلام يقيمه ويمسح وجهه، ويقول: قم حبيبي، فقد أبكيت أهل السماء من بكائك، وباهى الله عزّوجلّ بك حملة عرشه(٢) .

٩٤٢/١٥ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنا

______________

(١) بحار الانوار ٣٩: ٢٣٥/١٨.

(٢) قصص الانبياء للراوندي: ٢٩٢/٣٦٢ « نحوه »، بحار الانوار ٤١: ١٧٧/١٢.

٦٨٥

إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا إسماعيل بن مرار، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين، ومؤمن الطاق، وهشام بن سالم، والطيار، وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وهو شاب، فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا هشام. قال: لبيك، يا بن رسول الله. قال: ألا تحدثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته. قال هشام: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أجلك وأستحييك، ولا يعمل لساني بين يديك. فقال أبوعبدالله عليه السلام: إذا أمرتكم بشئ فافعلوه.

قال: هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، وعظم ذلك علي، فخرجت إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة، فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها من صوف، وشملة مرتد بها، والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي، ثم قلت: أيها العالم، أنا رجل غريب، تأذن لي فاسألك عن مسألة. قال: فقال: نعم. قال: قلت له: ألك عين؟ قال: يا بني، أي شئ هذا من السؤال؟ فقلت: هكذا مسألتي. فقال: يا بني سل، وإن كانت مسألتك حمقاء، فقلت: أجبني فيها. قال: لي: سل. فقلت: ألك عين؟ قال: نعم. قال: قلت: فما ترى بها؟ قال: الالوان والاشخاص. قال: قلت: ألك أنف؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: أتشمم به الرائحة. قال: قلت: ألك فم؟ قال: نعم. قلت: وما تصنع به؟ قال: أعرف به طعم الاشياء. قال: قلت: ألك لسان؟ قال: نعم. قلت: وما تصنع به؟ قال: أتكلم به. قال: قلت: ألك أذن؟ قال: نعم. قلت: وما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الاصوات. قال: قلت: ألك يد؟ قال: نعم. قلت وما تصنع بها؟ قال: أبطش بها. قال: قلت: ألك قلب؟ قال: نعم. قلت: وما تصنع به. قال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح.

قال: قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال: لا، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟ قال: يا بني، إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته ردته إلى القلب فييقن اليقين ويبطل الشك.

٦٨٦

قال: فقلت: إنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم. قال: قلت: فلا بد من القلب، وإلا لم تستقم الجوارح؟ قال: نعم. قال: فقلت: يا أبا مروان، إن الله تعالى ذكره لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما، يصحح لها الصحيح وييقن ما تشك فيه، ويترك هذا الخلق كلهم(١) في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟! قال: فسكت ولم يقل شيئا.

قال: ثم التفت إلي فقال: أنت هشام؟ فقلت: لا. فقال لي: أجالسته؟ فقلت: لا. قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: فأنت إذن هو. قال: ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه، وما نطق حتى قمت.

فضحك أبوعبدالله عليه السلام ثم قال: يا هشام، من علمك هذا؟ قال: فقلت: يا ابن رسول الله، جرى على لساني. قال: يا هشام، هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى(٢) .

٩٤٣/١٦ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمّد، عن أبي نصر، عن أبان، عن زرارة وإسماعيل بن عباد القصري، عن سليمان الجعفي، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: لما أسري بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وانتهى إلى حيث أراد الله تبارك وتعالى، ناجاه ربه جل جلاله، فلما أن هبط إلى السماء الرابعة ناداه: يا محمّد، قال: لبيك ربي. قال له: من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة؟ قال: اختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي. فقال له: اخترت لك خيرتك عليّ بن أبي طالب عليه السلام(٣) .

______________

(١) في نسخة: كله.

(٢) بحار الانوار ٦١: ٢٤٨/١.

(٣) بحار الانوار ١٨: ٣٤١/٤٧.

٦٨٧

٩٤٤/١٧ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا الحسن بن مجبوب، عن جميل بن صالح، عن عبدالله بن غالب، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الاعداء، ولا يتحامل للاصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللين والده(١) .

٩٤٥/١٨ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدثني عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، قال: حدثني عبد العظيم بن عبدالله الحسني، قال: حدثني الحسن بن عبدالله عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عزّوجلّ: فاطمة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والرضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء.

ثم قال: تدري لاي شئ سميت فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي، قال: فطمت من الشر، قال: ثم قال: لولا أن أميرالمؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو على وجه الارض إلى يوم القيامة، آدم فمن من دونه(٢) .

٩٤٦/١٩ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن معليّ بن محمّد البصري، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عليّ بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يقول: بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالس إذا دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها، فقال

______________

(١) التمحيص: ٦٦/١٥٤، الكافي ٢: ٣٩/١، و ١٨١/٢، الخصال: ٤٠٦/١، و ٢ « نحوه »، من لا يحضره الفقيه ٤: ٢٥٥/٨٢١ « نحوه »، بحار الانوار ٦٧: ٢٦٨/١.

(٢) علل الشرائع: ١٧٨/٣، الخصال: ٤١٤/٣، دلائل الامامة: ٧٩/١٩، بحار الانوار ٤٣: ١٠/١.

٦٨٨

له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: حبيبي جبرئيل، لم أرك في مثل هذه الصورة؟ فقال المك: لست بجبرئيل، أنا محمود، بعثني الله عزّوجلّ أن أزوج النور من النور. فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: من ممن؟ قال: فاطمة من علي. قال: فلما ولى الملك إذا بين كتفيه: محمّد رسول الله، علي وصيه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: منذ كم كتب هذا بين كتفيك. فقال: من قبل أن يخلق الله عزّوجلّ آدم باثنين وعشرين ألف عام(١) .

وصلّى الله على محمّد وآله

______________

(١) الخصال: ٦٤٠/١٧، معاني الاخبار ١٠٣/١، بحار الانوار ٤٣: ١١١/٢٣.

٦٨٩

[ ٨٧ ]

المجلس السابع والثمانون

مجلس يوم الجمعة

الثامن والعشرين من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٩٤٧/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسين بن عليّ بن أحمد الصائغ، قال: حدّثنا أبوعبدالله أحمد بن محمّد الخليلي، عن محمّد بن عليّ بن أبي بكر الفقيه، عن أحمد ابن محمّد النوفلي، عن إسحاق بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن زرعة بن محمّد، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لابي عبدالله الصادق عليه السلام: كيف كان ولادة فاطمة عليها السلام؟ فقال: نعم، إن خديجة عليها السلام لما تزوج بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هجرتها نسوة مكة، فكن لا يدخلن عليها، ولا يسلمن عليها، ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة عليها السلام لذلك، وكان جزعا وغمها حذرا عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم.

فلما حملت بفاطمة كانت عليها السلام تحدثها من بطنها وتصبرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة عليها السلام، فقال لها: يا خديجة، من تحدثين؟ قالت: الجنين

٦٩٠

الذي في بطني يحدثني ويؤنسني. قال: يا خديجة، هذا جبرئيل يخبرني(١) أنها أنثى، وأنها النسلة الطاهرة الميمونة، وإن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة، ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه.

فلم تزل خديجة عليها السلام على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم: أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء، فأرسلن إليها: أنت عصيتنا، ولم تقبلي قولنا، وتزوجت محمّدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له، فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا.

فاغتمت خديجة عليها السلام لذلك، فبينا هي كذلك، إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال، كأنهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهن لما رأتهن، فقالت إحداهن: لا تحزني يا خديجة فإنا رسل ربك إليك، ونحن أخواتك، أنا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم، وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران، وهذه كلثوم(٢) اخت موسى بن عمران، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها، واخرى عن يسارها، والثالثة بين يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة عليها السلام طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الارض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور.

ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة، وإبريق من الجنة، وفي الابريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة ألتي كانت بين يديها، فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر، فلفتها بواحدة، وقنعتها بالثانية، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين، وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن أبي رسول الله سيد الانبياء، وأن بعلي سيد الاوصياء، وولدي سادة الاسباط، ثم سلمت عليهن، وسمت

______________

(١) في نسخة: يبشرني.

(٢) في نسخة: كلثم.

٦٩١

كل واحدة منهن باسمها، وأقبلن يضحكن إليها، وتباشرت الحور العين، وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السلام، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة، بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة، وألقمتها ثديها، فدر عليها، فكانت فاطمة عليها السلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر، وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة(١) .

٩٤٨/٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن علوية الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا أبونعيم الفضل ابن دكين، قال: حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، قال: حدّثنا فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، كأن مشيتها مشية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال النبي: مرحبا بابنتي، فأجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت لها: حدثك رسول الله بحديث فبكيت، ثم حدثك بحديث فضحكت، فما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن من فرحك؟ وسألتها عما قال فقالت: ما كنت لافشي سر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتى إذا قبض سألتها فقالت: إنه أسر إلي، فقال: إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة واحدة، وإنه عارضني به العام مرتين، ولا أراني إلا وقد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك، فبكيت لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة؟ أو نساء المؤمنين، فضحكت لذلك(٢) .

٩٤٩/٣ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسني، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثني الحسن بن

______________

(١) بحار الانوار ٤٣: ٢/١.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣: ٣٦٢، كشف الغمة ١: ٤٥٣، بحار الانوار ٤٣: ٥١/٤٨، و: ١٨١/١٦.

٦٩٢

الحسين بن محمّد، قال: أخبرني عليّ بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطان، قال: حدّثنا الحسن بن جبرئيل الهمداني، قال: أخبرنا إبراهيم بن جبرئيل، قال: حدّثنا أبوعبدالله الجرجاني، عن نعيم النخعي، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: كنت جالسا بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم، وبين يديه عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، إذ هبط عليه جبرئيل عليه السلام، وبيده تفاحة، فتحيا بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وحيا بها النبي عليا عليه السلام، فتحيا بها علي عليه السلام، وردها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فتحيا بها النبي، وحيا بها الحسن عليه السلام، فقبلها وردها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فتحيا بها النبي، وحيا بها الحسين، فتحيا بها الحسين وقبلها، وردها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فتحيا بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وحيا بها فاطمة، فقبلتها وردتها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وتحيا بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثانية، وحيا بها عليا عليه السلام، فتحيا بها علي ثانية، فلما هم أن يردها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سقطت التفاحة من أطراف أنامله، فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتى بلغ سماء الدنيا، وإذا عليه سطران مكتوبان: بسم الله الرحمن الرحيم، هذه تحية من الله عزّوجلّ إلى محمّد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمان لمحبيهم يوم القيامة من النار(١) .

٩٥٠/٤ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا الحسين بن عليّ السكري، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا، قال: حدّثنا عمير بن عمران، قال: حدّثنا سليمان بن عمرو النخعي، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم آخذا بيد الحسين بن عليّ عليهما السلام، وهو يقول: يا أيها الناس، هذا الحسين بن عليّ فاعرفوه، فو الذي نفسي بيده إنه لفي الجنة، ومحبيه في الجنة، ومحبي محبيه في الجنة(٢) .

______________

(١) بحار الانوار ٣٧: ٩٩/١.

(٢) بحار الانوار ٤٣: ٢٦٢/٦.

٦٩٣

٩٥١/٥ - حدّثنا محمّد بن أحمد السناني رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا عليّ بن عاصم، عن الحسين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت مع أميرالمؤمنين عليه السلام في خروجه إلى صفين، فلما نزل بنينوى وهو شط الفرات، قال بأعلى صوته: يا بن عباس، أتعرف هذا الموضع؟ فقلت له: ما أعرفه، يا أميرالمؤمنين. فقال علي عليه السلام: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي.

قال: فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره، وبكينا معا(١) ، وهو يقول: أوه أوه، مالي ولآل أبي سفيان، مالي ولآل حرب، حزب الشيطان، وأولياء الكفر، صبرا - يا أبا عبدالله - فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم.

ثم دعا بماء فتوضأ وضوءه للصلاة وصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم ذكر نحو كلامه الاول، إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة، ثم انتبه فقال: يا ابن عباس. فقلت: ها أنا ذا. فقال: ألا أحدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت: نامت عيناك ورأيت خيرا، يا أميرالمؤمنين. قال: رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض، قد تقلدوا سيوفهم، وهي بيض تلمع، وقد خطوا حول هذه الارض خطة، ثم رأيت كأن هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الارض تضطرب بدم عبيط، وكأني بالحسين سخلي(٢) وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث، وكأن الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه ويقولون: صبرا آل الرسول، فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس، وهذه الجنة - يا أبا عبدالله - إليك مشتاقة. ثم يعزونني ويقولون: يا أبا الحسن، أبشر، فقد أقر الله به عينك يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، ثم انتبهت هكذا. والذي نفس علي بيده، لقد حدثني

______________

(١) في نسخة: معه.

(٢) كذا وفي نسخة: سخيلي، وفي كمال الدين: نجلي.

٦٩٤

الصادق المصدق أبوالقاسم صلّى الله عليه وآله وسلّم أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا، وهذه أرض كرب وبلاء، يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلا من ولدي وولد فاطمة، وأنها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس.

ثم قال: يا ابن عباس، اطلب لي حولها بعر الظباء، فوالله ما كذبت ولا كذبت، وهي مصفرة، لونها لون الزعفران. قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة، فناديته: يا أميرالمؤمنين، قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي. فقال علي عليه السلام: صدق الله ورسوله.

ثم قام عليه السلام يهرول إليها، فحملها وشمها، وقال: هي هي بعينها، أتعلم - يا بن عباس - ما هذه الابعار؟ هذه قد شمها عيسى بن مريم عليه السلام، وذلك أنه مر بها ومعه الحواريون فرأى ها هنا الضباء مجتمعة وهي تبكي، فجلس عيسى عليه السلام وجلس الحواريون معه، فبكى وبكى الحواريون وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى.

فقالوا: يا روح الله وكلمته، ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أي أرض هذه؟ قالوا: لا. قال: هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي، ويلحد فيها، طينة أطيب من المسك لانها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الانبياء وأولاد الانبياء، فهذه الظباء تكلمني وتقول: إنها ترعى في هذه الارض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك، وزعمت أنها آمنة في هذه الارض.

ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران(١) فشمها، وقال: هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشيشها، اللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة، قال: فبقيت إلى يوم الناس هذا، وقد اصفرت لطول زمنها، وهذه أرض كرب وبلاء. ثم قال بأعلى صوته: يا رب عيسى بن مريم، لا تبارك في قتلته، والمعين عليه،

______________

(١) الصيران: جمع صوار - كغراب وكتاب - ومن معانيها وعاء المسك، كأنه أراد تشبيه البعر بنافجة المسك لطيبها، ويحتمل أن تكون جمع صور - بالفتح - وأراد به الحشيش الملتف النابت في تلك الارض.

٦٩٥

والخاذل له، ثم بكى بكاء طويلا وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشي عليه طويلا، ثم أفاق، فأخذ البعر فصره في ردائه، وأمرني أن أصرها كذلك، ثم قال: يا بن عباس، إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا ويسيل منها دم عبيط، فاعلم أن أبا عبدالله قد قتل بها ودفن.

قال ابن عباس: فوالله لقد كنت أحفظها أشد من حفظى لبعض ما افترض الله عزّوجلّ علي، وأنا لا أحلها من طرف كمي، فبينما أنا نائم في البيت إذ انتبهت فإذا هي تسيل دما عبيطا، وكان كمي قد امتلا دما عبيطا، فجلست وأنا باك، وقلت: قد قتل والله الحسين، والله ما كذبني علي قط في حديث حدثني، ولا أخبرني بشئ قط أنه يكون إلا كان كذلك، لان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره. ففزعت وخرجت، وذلك عند الفجر، فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين، ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها منكسفة، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست وأنا باك، فقلت: قد قتل والله الحسين، وسمعت صوتا من ناحية البيت، وهو يقول:

اصبروا آل الرسول

قتل الفرخ النحول

نزل الروح الامين

ببكاء وعويل

ثم بكى بأعلى صوته وبكيت، فأثبت عندي، تلك الساعة، وكان شهر المحرم يوم عاشوراء لعشر مضين منه، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره وتاريخه كذلك، فحدثت هذا الحديث أولئك الذين كانوا معه، فقالوا: والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة، ولا ندري ما هو، فكنا نرى أنه الخضر عليه السلام(١) .

٩٥٢/٦ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث أسري به إلى السماء، لم يمر بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر واللطف والسرور به حتى مر

______________

(١) كمال الدين وتمام النعمة: ٥٢٣/١، بحار الانوار ٤٤: ٢٥٢/٢ و ٣.

٦٩٦

بخلق من خلق الله، فلم يلتفت إليه، ولم يقل له شيئا، فوجده قاطبا عابسا، فقال: يا جبرئيل، ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر واللطف والسرور منه إلا هذا، فمن هذا؟ قال: هذا مالك خازن النار، وهكذا خلقه ربه.

قال: فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار. فقال له جبرئيل: إن هذا محمّدا رسول الله، وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار. قال: فأخرج له عنقا(١) منها فرآها، فما افتر ضاحكا(٢) حتى قبضه الله عزّوجلّ(٣) .

وصلّى الله على محمّد وآله وسلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) أي طائفة.

(٢) أي ابتسم وبدت ثناياه، وفي نسخة: فرآها فلما أبصرها لم يكن ضاحكا.

(٣) بحار الانوار ٨: ٢٨٤/٩.

٦٩٧

[ ٨٨ ]

المجلس الثامن والثمانون

يوم السبت

سلخ رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٩٥٣/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن ليث بن سعد، قال: قلت لكعب وهو عند معاوية: كيف تجدون صفة مولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهل تجدون لعترته فضلا؟ فالتفت كعب إلى معاوية لينظر كيف هواه، فأجرى الله عزّوجلّ على لسانه، فقال: هات - يا أبا إسحاق رحمك الله - ما عندك؟

فقال كعب: إني قد قرأت اثنين وسبعين كتاب كلها أنزلت من السماء، وقرأت صحف دانيال كلها، ووجدت في كلها ذكر مولده ومولد عترته، وأن اسمه لمعروف، وأنه لم يولد نبي قط فنزلت عليه الملائكة ما خلا عيسى وأحمد (صلوات الله عليهما)، وما ضرب على آدمية حجب الجنة غير مريم وآمنة أم أحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وما وكلت الملائكة بأنثى حملت غير مريم أم المسيح وآمنة أم أحمد، وكان من علامة حمله أنه لما كان الليلة التي حملت آمنة به صلّى الله عليه وآله وسلّم نادى مناد في السماوات السبع: أبشروا فقد حمل الليلة بأحمد، وفي الارضين كذلك حتى في البحور، وما بقي يومئذ

٦٩٨

في الارض دابة تدب ولا طائر يطير إلا علم بمولده، ولقد بني في الجنة ليلة مولده سبعون ألف قصر من ياقوت أحمر، وسبعون ألف قصر من لؤلؤ رطب، فقيل: هذه قصور الولادة، ونجدت(١) الجنان، وقيل لها: اهتزي وتزيني، فإن نبي أوليائك قد ولد. فضحكت الجنة يومئذ فهي ضاحكة إلى يوم القيامة.

وبلغني أن حوتا من حيتان البحر يقال له طمسوسا(٢) - وهو سيد الحيتان - له سبع مائة ألف ذنب، يمشي على ظهره سبعمائة ألف ثور، الواحد منها أكبر من الدنيا، لكل ثور سبعمائة ألف قرن من زمرد أخضر، لا يشعر بهن، اضطرب فرحا بمولده، ولولا أن الله تبارك وتعالى ثبته لجعل عاليها سافلها.

ولقد بلغني أن يومئذ ما بقي جبل إلا نادى صاحبه بالبشارة ويقول: لا إله إلا الله، ولقد خضعت الجبال كلها لابي قبيس كرامة لمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولقد قدست الاشجار أربعين يوما بأنواع أفنانها(٣) وثمارها فرحا بمولده، ولقد ضرب بين السماء والارض سبعون عمودا من أنواع الانوار لا يشبه كل واحد صاحبه، وقد بشر آدم بمولده فزيد في حسنه سبعين ضعفا، وكان قد وجد مرارة الموت، وكان قد مسه ذلك فسري عنه ذلك.

ولقد بلغني أن الكوثر اضطرب في الجنة واهتز، فرمى بسبعمائة ألف قصر من قصور الدر والياقوت نثارا لمولد محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولقد زم إبليس وكبل(٤) وألقي في الحصن أربعين يوما، وغرق عرشه أربعين يوما، ولقد تنكست الاصنام كلها وصاحت وولولت، ولقد سمعوا صوتا من الكعبة: يا آل قريش، لقد جاءكم(٥) البشير، جاءكم النذير معه عز الابد والربح الاكبر، وهو خاتم الانبياء. ونجد في الكتب أن

______________

(١) أي زينت.

(٢) في نسخة: طموسا.

(٣) أي أغصانها.

(٤) الزم: الشد، والتكبيل: التقييد والسجن.

(٥) في نسخة: يالقريش جاءكم.

٦٩٩

عترته خير الناس بعده، وأنه لا يزال الناس في أمان من العذاب ما دام من عترته في دار الدنيا خلق يمشي.

فقال معاوية: يا أبا إسحاق، ومن عترته؟ قال كعب: ولد فاطمة. فعبس وجهه، وعض على شفتيه، وأخذ يعبث بلحيته. فقال كعب: وإنا نجد صفة الفرخين المستشهدين، وهما فرخا فاطمة، يقتلهما شر البرية، قال: ومن يقتلهما؟ قال: رجل من قريش. فقام معاوية وقال: قوموا إن شئتم، فقمنا(١) .

٩٥٤/٢ - حدّثنا عليّ بن عيسى المجاور رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد ابن بندار، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ المقري، عن محمّد بن سنان، عن مالك بن عطية، عن ثوير بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة، عن الحسن البصري، قال: صعد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام منبر البصرة فقال: أيها الناس، انسبوني، فمن عرفني فلينسبني، وإلا فأنا أنسب نفسي، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو ابن المغيرة بن زيد بن كلاب، فقام إليه ابن الكواء فقال: يا هذا، ما نعرف لك نسبا غير أنك عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.

فقال له: يا لكع، إن أبي سماني زيدا باسم جده قصي، وإن اسم أبي عبد مناف فغلبت الكنية على الاسم، وإن اسم عبد المطلب عامر فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم عمرو فغلب القلب على الاسم، واسم عبد مناف المغيرة فغلب اللقب على الاسم، وإن اسم قصي زيد فسمته العرب مجمعا - لجمعه إياها من البلد الاقصى إلى مكة - فغلب اللقب على الاسم(٢) .

٩٥٥/٣ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثني سعد بن عبدالله، قال: حدثني الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: أوحى الله عزّوجلّ إلى

______________

(١) بحار الانوار ١٥: ٢٦١/١٢.

(٢) معاني الاخبار: ١٢١/٢ « نحوه »، بحار الانوار ٣٥: ٥١/٥.

٧٠٠

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780