بصائر الدرجات

بصائر الدرجات14%

بصائر الدرجات مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 559

بصائر الدرجات
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 45252 / تحميل: 7669
الحجم الحجم الحجم
بصائر الدرجات

بصائر الدرجات

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

نحن قومه ونحن المسئولون.

(۱۴) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين عن محمّد بن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن بريد بن معاوية عن ابي جعفر عليه‌السلام قال قلت قول الله عزوجل: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قال الذكر القرآن ونحن المسئولون.

(۱۵) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابى عثمان عن المعلى بن خنيس عن ابى عبدالله عليه‌السلام في قول الله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قال هم آل محمّد فذكرنا له حديث الكلبى انه قال هي في اهل الكتاب قال فلعنه وكذبه.

(۱۶) حدثنا احمد بن محمّد عن عبدالله بن مسكان عن بكير عمن رواه عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قال نحن قلت نحن المأمورون ان نسئلكم قال نعم وذاك الينا ان شئنا اجبنا وان شئنا لم نجب.

(۱۷) حدثنا السندي بن محمّد عن علا عن محمّد بن مسلم عن ابى جعفر عليه‌السلام قال قلت له ان من عندنا يزعمون ان قول الله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } انهم اليهود والنصارى قال إذا يدعونهم إلى دينهم ثم اشار بيده إلى صدره فقال نحن اهل الذكر ونحن المسئولون.

(۱۸) حدثنا احمد بن الحسن عن على بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقه عن عمار الساباطى عن ابى عبدالله عليه‌السلام انه سئل عن قوله الله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قال هم آل محمّد الا وانا منهم.

(۱۹) حدثنا عبدالله بن جعفر عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد الكريم عن عبد الحميد بن ابى الديلم عن ابى عبدالله عليه‌السلام في قول الله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قال كتاب الله الذكر واهله آل محمّد الذين امر الله بسئوالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال وسمى الله القرآن ذكرا فقال: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ

٦١

لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (۱).

(۲۰) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال قال الله تعالى: فاسئلوا اهل الذكر وهم الأئمّة ان كنتم لا تعلمون فعليهم ان يسئلوهم وليس عليهم ان يجيبوهم ان شاؤا اجابوا وان شاؤا لم يجيبوا.

(۲۱) وعنه بهذا الاسناد قال سألته عن قول الله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } من هم قال نحن هم.

(۲۲) حدثنا السندي بن محمّد بن عاصم بن حميد عن محمّد بن مسلم عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قال الذكر القرآن و آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ اهل الذكر وهم المسئولون.

(۲۳) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن ابان بن عثمان عن محمّد بن مسلم عن ابي جعفر عليه‌السلام في قول الله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قال الذكر القرآن وآل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ اهل الذكر وهم المسؤولون.

(۲۴) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن ابى داود المسترق عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام قول الله تبارك وتعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } من المعنى بذلك قال قلت فانتم المسؤولون قال نعم قال قلت ونحن السائلون قال نعم قلت فعلينا ان نسئلكم قال نعم قلت وعليكم ان تجيبونا قال لا ذاك الينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب

(۲۵) حدثنا محمّد بن الحسين عن ابى داود عن سليمان بن سفيان عن ثعلبة بن ميمون عن زراره قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام قول الله تبارك وتعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } من المعنى بذلك قال نحن قال قلت فانتم المسؤولون قال نعم قال قلت ونحن السائلون قال نعم قال قلت.

______________

(۱) الاية (۴۴) النحل.

٦٢

فعلينا ان نسئلكم قال نعم وعليكم ان تجيبونا قال لا ذاك الينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل ثم هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب.

(۲۶) حدثنا محمّد بن جعفر بن بشير عن مثنى الحناط عن عبدالله بن عجلان في قوله: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وأهل بيته من الأئمّة هم اهل الذكر.

(۲۷) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن بريد عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قال الذكر القرآن و نحن اهله

(۲۸) حدثنا عبدالله بن جعفر عن محمّد بن عيسى عن الحسن بن على الوشا عن ابى الحسن عليه‌السلام قال على الأئمّة من الفرايض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا امرهم الله ان يسئلونا فقال: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } فامرهم ان يسئلونا و ليس علينا الجواب ان شئنا اجبنا وان شئنا امسكنا.

۲۰ - باب (في الأئمّة عليهم‌السلام يكون عندهم الحلال والحرام في الاحوال كلها ولكن لا يجيبون)

(۱) حدثنا على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى عن ابى الحسن عليه‌السلام قال قلت يكون الامام يسئل عن الحلال والحرام فلا يكون عنده فيه شئ قال لا ولكن قد يكون عنده ولا يجيب.

(۲) حدثنا احمد بن محمّد بن سليمان النوفلي عن محمّد بن عبد الرحمن الاسدي والحسن بن صالح قال اتاه رجل من الواقفة واخذ بلجام دابته وقال انى اريد ان اسئلك فقال إذا لا اجيبك فقال ولم لا تجيبني قال لان

٦٣

ذلك (۱) إلى ان شئت اجبتك وان شئت لم اجبك.

(۳) احمد بن محمّد عن ابى عبدالله النوفلي عن القاسم عن جابر قال سئلت أباجعفر عليه‌السلام عن مسألة أو سئل عنها فقال إذا لقيت موسى فاسئله عنها قال قلت اولا تعلمها قال بلى قلت فاخبرني بها قال لم يؤذن لى في ذلك.

(۴) عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى قال قالت لابي الحسن عليه‌السلام يكون الامام في حال يسئل عن الحلال والحرام والذى يحتاج الناس إليه فلا يكون عنده شيئ قال لا ولكن قد يكون عنده ولا يجيب.

(۵) حدثنا محمّد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن محمّد بن حكيم قال سئلت أباالحسن عليه‌السلام عن الامام هل يسئل عن شئ من الحلال والحرام والذى يحتاج الناس ولايكون فيه شئ قال ولا ولكن يكون عنده ولا يجيب ذاك إلى ان شاء اجاب وان شاء لم يجب.

۲۱ - باب (في الأئمّة عليهم‌السلام انهم الذين قال الله فيهم انهم اورثهم الكتاب وانهم السابقون بالخيرات)

(۱) حدثنا احمد بن الحسن بن على بن فضال عن حميد بن المثنى عن ابى سلام المرعشي عن سورة بن كليب قال سئلت أباجعفر عليه‌السلام (۲) عن قول الله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ } قال السابق بالخيرات الامام.

(۲) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب قال سئلت أباجعفر عليه‌السلام عن

______________

(۱) ذاك، كذا في نسخة البحار.

(۲) أباعبدالله ع، بدله في نسخة البرهان.

٦٤

قول الله تبارك وتعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ } قال السابق بالخيرات الامام.

(۳) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب عن ابي جعفر عليه‌السلام ان قال في هذه الاية: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } الاية قال السابق بالخيرات الامام فهى في ولد على وفاطمة عليهم‌السلام.

(۴) حدثنا محمّد بن عبد الجبار قال حدثنا صفوان بن يحيى عن يونس وهشام عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال سئلته عن قوله الله عزوجل: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } قال الامام.

(۵) حدثنا احمد بن محمّد عن على بن الحكم عن منصور برزج (۱) عن سليمان بن خالد قال سئلت أباعبدالله عن قول الله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } قال الامام.

(۶) حدثنا محمّد بن الحسن عن احمد بن محمّد بن ابى نصر عن عبد الكريم عن سليمان بن خالد عن ابى عبدالله عليه‌السلام قال سألته عن قول الله عزوجل: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } قال السابق بالخيرات الامام.

(۷) حدثنا احمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن ابى عبدالله عليه‌السلام في قوله: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ } قال ايانا عنى السابق بالخيرات الامام.

(۸) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن بكير بن اعين و

______________

(۱) معرب بزرك بالفارسية.

٦٥

فضيل وبريد وزرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام في هذه الاية: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } قال السابق الامام.

(۹) حدثنا احمد بن الحسن بن على بن فضال عن ابن اذينة عن عبدالله بن بكير عن ميسر قال سئلت أباجعفر عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } الاية قال السابق بالخيرات الامام.

(۱۰) حدثنا سلمة عن الحسين بن موسى الاصم عن الحسين بن عمر قال قلت له: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا - إلى قوله - وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } قال الامام.

(۱۱) حدثنا سلمة بن الخطاب قال حدثنا أبوعمران الارمني عن ابى السلام عن سورة بن كليب عن ابي جعفر عليه‌السلام قال سألته عن قول الله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } قال فينا نزلت والسابق بالخيرات الامام.

(۱۲) حدثنا احمد بن الحسن بن على بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقه عن عمار الساباطى عن ابى عبدالله عليه‌السلام: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } قال قال هم آل محمّد والسابق بالخيرات هو الامام

(۱۳) حدثنا عباد بن سليمان عن سعيد بن سعد عن محمّد بن فضيل عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام في قول الله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } الاية قال السابق بالخيرات هو الامام.

(۱۴) حدثنا عبدالله بن عامر عن الربيع بن ابى الخطاب عن جعفر بن بشير عن سليمان بن خالد قال سئلت أباعبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } الخ قال السابق بالخيرات هو الامام.

(۱۵) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن منصور عن عبد المؤمن الانصاري عن سالم الاشل وكان إذا قدم المدينة لا يرجع حتى يلقى أبا

٦٦

جعفر عليه‌السلام قال فخرج إلى الكوفة قلنا يا سالم ماجئت به قال جئتكم بخير الدينا و الاخرة سألت أباعبدالله عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } الاية قال السابق بالخيرات هو الامام. (۱)

(نادر من الباب)

(۱) رواه محمّد بن حماد عن اخيه احمد بن حماد عن ابراهيم عن ابيه عن ابى الحسن الاول عليه‌السلام قال قلت له جعلت فداك اخبرني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ورث من النبيين كلهم قال لى نعم قلت من لدن آدم ان انتهت (۲) إلى نفسه قال ما بعث الله نبيا الا وكان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ اعلم منه قال قلت ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى باذن الله قال صدقت قلت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقدر على هذه المنازل قال فقال ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في امره فقال مالى لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين وغضب عليه فقال لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين وانما غضب عليه لانه كان يدله على الماء فهذا وهو طير فقد اعطى ما لم يعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين والمردة له طائعين ولم يكن له يعرف الماء تحت الهوا فكان الطير يعرفه ان الله وتعالى يقول في كتابه: { وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ بَل لِّلَّـهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا } (۳) وقد ورثنا هذا القرآن ففيه ما يقطع به الجبال ويقطع المداين (۴) به ويحيى به الموتى ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لايات ما يراد بها امر إلى ان يأذن الله

______________

(۱) هم الأئمّة، هكذا في البحار

(۲) حتى انتهى، هكذا في البحار.

(۳) الاية (۳۱) الرعد.

(۴) البلدان، كذا في البحار.

٦٧

به مع ما فيه (۱) اذن الله فما كتبه للماضين جعله الله في ام الكتاب ان الله يقول في كتابة { مَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } (۲) ثم قال: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } (۳) فنحن الذين اصطفينا الله فورثنا هذا الذى فيه تبيان كل شئ.

۲۲ - باب {في الأئمّة عليهم‌السلام وما قال فيهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بان الله اعطاهم فهمي وعلمي}

(۱) حدثنا محمّد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن سعد بن طريف عن ابى جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من سره ان يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل الجنة التى وعدني ربى جنة عدن منزلي قضيب من قضبانه غرسه ربى بيده ثم قال له كن فكان فليتول عليا من بعدى والاوصياء من ذريتي اعطاهم الله فهمي وعلمي وايم الله ليقتلن ابني لا انالهم الله شفاعتي.

(۲) محمّد بن عيسى عن ابى عبدالله المؤمن عن ابى عبدالله الحذاء عن سعد بن طريف عن ابي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله من سره ان يحيى حياتي ويموت مماتي (۴) ويدخل جنة ربى جنة عدن قضيب من قضبانه غرسه ربى بيده فقال له كن فكان فليتول عليا و الاوصياء من بعده وليسلم لفضلهم فانهم الهداة المرضيون اعطاهم فهمي وعلمي وهم عترتي من دمى ولحمي اشكوا إلى الله عدوهم من امتى المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي والله ليقتلن ابني ولا ينالهم الله (۵) شفاعتي.

______________

(۱) قد، في نسخة البحار.

(۲) الاية (۷۵) النمل.

(۳) الاية (۳۲) الفاطر (الملائكة).

(۴) ميتتى، في نسخة.

(۵) انالهم كذا في نسخة البحار.

٦٨

(۳) حدثنا يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبدالله جبلة عن ابراهيم بن مهزم الاسدي عن ابيه عن ابى عبدالله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وسلم ان أهل بيتى الهداة بعدى اعطاهم الله فهمي وعلمي وخلقوا من طينتي فويل للمنكرين حقهم من بعدى القاطعين فيهم صلتي لا انالهم الله شفاعتي.

(۴) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه‌السلام قال قال رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من سر ان يحيى حيوتى ويموت مماتي و يدخل جنة ربى جنة عدن منزلي قضيب من قضبانها غرسها الله ربى فليتول عليا والأئمّة من بعده فانهم أئمّة الهدى اعطاهم الله فهما وعلما فهم عترتي من لحمى و دمى إلى الله اشكو من عاداهم من امتى والله ليقتلن ابني لا انالهم الله شفاعتي

(۵) حدثنا ابراهيم بن هاشم عن الحسن بن على بن فضال عن محمّد بن سالم عن ابان بن تغلب قال سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من اراد ان يحيى حيوتى ويموت مماتي ويدخل جنة ربى جنة عدن غرسها بيده فليتول عليا وليتول وليه وليعاد عدوه وليأتم بالاوصياء من بعده فانهم عترتي من لحمى ودمى اعطاهم الله فهمي وعلمي إلى الله اشكو من امتى المنكرين لفضائلهم القاطعين فيهم صلتي وايم الله ليقتلن ابني لا انالهم الله شفاعتي.

(۶) حدثنا محمّد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم عن عبد القاهر عن جابر الجعفي عن ابى جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من سره ان يحيى حيوتى ويموت ميتتى (۱) ويدخل جنة عدن قضيب غرسه ربى فليتول عليا واوصيائه من بعدى فانهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم وانى سئلت ربى ان لا يفرق بينهم وبين الكتاب حتى يردا على الحوض معى هكذا وضم بين اصبعيه وعرضه ما بين صنعاء إلى ابله (۲) فيه قدحان فضة وذهبا عدد النجوم.

______________

(۱) وفى نسخة، مماتي.

(۲) وفى نسخة ايله وفى الاخرى اب.

٦٩

(۷) حدثنا محمّد بن الحسن عن يزيد بن شعر عن هارون بن حمزة عن ابى عبد الرحمن عن سعد الاسكاف عن محمّد بن على بن عمر بن على بن ابى طالب عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من سره ان يحيى حيوتى ويموت ميتتى ويدخل جنة ربى التى وعدني جنة عدن منزلي قضيب من قضبانه غرسه ربى تبارك وتعالى بيده فقال له كن فكان فليتول على بن ابى طالب عليه‌السلام والاوصياء من ذريته انهم الأئمة من بعدى هم عترتي من لحمى ودمى رزقهم الله فضلى وعلمي وويل للمنكرين فضلهم من امتى القاطعين صلتي والله ليقتلن ابني لا انالهم الله شفاعتي.

(۸) حدثنا محمّد بن الحسين وعبدالله بن محمّد جميعا عن الحسن بن محبوب بن العلا بن رزين عن محمّد عن ابى جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ اما والله ان في أهل بيتى من عترتي لهداة مهتدين من بعدى يعطهم علمي وفهمي وحلمي وخلقي وطينتهم من من طينتي الطاهرة وويل للمنكرين لحقهم المكذبين لهم من بعدى القاطعين فيهم صلتي المستولين عليه والاخذين منهم حقهم الا فلا انالهم الله شفاعتي.

(۹) حدثنا السندي بن محمّد عن صفوان عن عبدالله بن سعد الاسكاف عن حريز عن محمّد بن عمر بن الحسن عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من سره ان يحيى حيوتى و يموت ميتتى ويدخل الجنة لى وعدني ربى قضيب من قضبانه غرسه بيده ثم قال له كن فكان فليتول على بن ابى طالب عليه‌السلام من بعدى والاوصياء من ذريتي فانهم لا يخرجونكم من هدى ولا يعيدونكم في ردى ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم.

(۱۰) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن ابى المعزا عن محمّد بن سالم عن ابان بن تغلب قال سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من اراد ان يحيى حيوتى ويموت ميتتى ويدخل جنة ربى جنة عدن غرسها ربى بيده فليتول على بن ابى طالب وليتول وليه وليعاد عدوه وليسلم الاوصياء من بعده فانهم عترتي من لحمى ودمى اعطاهم الله فهمي وعلمي إلى الله اشكو من امتى المنكرين

٧٠

لفضلهم والقاطعين (۱) صلتي وايم الله ليقتلن ابني لا انالهم الله شفاعتي.

(۱۱) حدثنا احمد بن محمّد بن الحسين بن سعيد عن محمّد بن سنان عن ابى العلاء الخفاف عن الاصبغ بن نباته عن امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من احب ان يحيى حيوتى ويموت مماتي ويدخل جنة عدن التى وعدني ربى قضيب من قضبانه غرسه بيده ثم قال له كن فكان فليتول على بن ابى طالب عليه‌السلام والاوصياء من بعده فانهم لا يخرجونكم من الهدى ولا يدخلونكم في ضلالة.

(۱۲) حدثنا عبدالله بن محمّد عن ابراهيم بن محمّد الثقفى عن ابراهيم بن محمّد بن ميمون مثله.

(۱۳) حدثنا محمّد بن يعلى الاسلم عن عمار بن رزين (۲) عن ابى اسحق عن زياد بن مطرف قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من اراد ان يحيى حيوتى ويموت مماتي (۳) ويدخل الجنة التى وعدني ربى وهو قضيب من قضبانه غرسه بيده وهى جنة الخلد فليتول عليا وذريته من بعده فانهم لن يخرجوه من باب هدى ولن يدخلوه في باب ضلال.

(۱۴) حدثنا عبدالله بن عامر عن عبدالله بن محمّد الحجال عن داود بن ابى يزيد عن احدهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من سره ان يحيى حيوتى ويموت ميتتى ويدخل جنة ربى جنة عدن غرسها بيده فليتول على بن ابى طالب عليه‌السلام والاوصياء من بعده فانهم لحمى ودمى اعطاهم الله فهمي وعلمي.

(۱۵) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن يسار عن ابى الحسن بن (۴) الرضا عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من احب ان يحيى حيوتى ويموت

______________

(۱) بزيادة: لفظة، فيهم، في نسخة البحار.

(۲) عمارة بن رزين، في نسخة البحار والاصح انه عمار بن رزيق كما في جامع الرواة.

(۳) ميتتى، كذا في البحار.

(۴) يحتمل قويا كون لفظة بن زائدة والنسخ هكذا.

٧١

مماتي ويدخل جنة عدن التى وعدني ربى قضيب من قضبانه غرسه بيده ثم قال له كن فكان فليتول على بن ابى طالب عليه‌السلام والاوصياء من بعده فانهم لا يخرجونكم من هدى ولا يدخلونكم في ضلالة.

(۱۶) حدثنا عبدالله بن محمّد عن ابراهيم بن محمّد عن عبد الرحمن بن ابى هاشم مثله.

(۱۷) حدثنا سلام ابن ابى عمرة الخراساني عن ابان بن تغلب عن ابى عبدالله عليه‌السلام عن ابيه انه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من اراد ان يحيى حيوتى ويموت مماتي (۱) ويدخل جنة ربى جنة عدن غرسه ربى فليتول على بن ابى طالب وليعاد عدوه و ليأتم بالاوصياء من بعده فانهم أئمّة الهدى من بعدى اعطاهم الله فهمي وعلمي وهم عترتي من لحمى ودمى إلى الله اشكو من امتى المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي وايم الله ليقتلن ابني يعنى الحسن لا انالهم الله شفاعتي.

(۱۸) حدثنا محمّد بن الحسين عمن رواه عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن اسلم عن ابراهيم بن يحيى المدنى عن ابيه عن عمربن على بن ابى طالب عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من احب ان يحيى حيوتى ويموت ميتتى ويدخل جنة عدن التى وعدني ربى قضيب من قضبانه (۲) غرسه بيده ثم قال له كن فكان فليتول على بن ابى طالب عليه‌السلام والاوصياء من (۳) ذريتي فانهم لن يدخلوكم في باب ضلال ولن يخرجوكم من باب هدى ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم.

______________

(۱) ميتتى، كذا في نسخة البحار

(۲) قضبانها، كذا في البحار.

(۳) بزيادة لفظة (بعده)، في نسخة البحار.

٧٢

۲۳ - (باب امر النبي صلی الله علیه وآله بالايمان بعلى علیه السلام والأئمّة من بعده وما اعطوا من العلم والتسليم لهم عليهم‌السلام)

(۱) حدثنا ابراهيم بن هاشم عن ابى عبدالله البرقى عن خلف بن حماد عن محمّد بن القطبى قال سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول الناس غفلوا قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ في على يوم غدير خم كما غفلوا يوم مشربة ام ابراهيم اتاه الناس يعودونه فجاء على عليه‌السلام ليدنو من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فلم يجد مكانا فلما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انهم لا يوسعون لعلى عليه‌السلام نادى يا معشر الناس فرجوا لعلى ثم اخذ بيده فقعده معه على فراشه ثم قال يا معشر الناس هولاء أهل بيتى تستخفون بهم وانا حى بين ظهرانيكم واما الله لئن غبت عنكم فان الله لا يغيب عنكم ان الروح والراحة والرضوان والبشر والبشارة و الحب والمحبة لمن ائتم بعلى وولايته وسلم له وللاوصياء من بعده حقا لادخلنهم في شفاعتي لانهم اتباعى ومن تبعني فانه منى مثل جرى في من اتبع ابراهيم لانى من ابراهيم وابراهيم منى دينه دينى وسنة سنتى وفضله من فضلى وان افضل منه وفضلي له فضل تصديق قولى تعالى ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم وكان رسول الله صلى الله عليه واله وثبت قدم في مشربة ام ابراهيم حين عاده الناس في مرضه قال هذا.

(۲) حدثنا عبدالله بن محمّد عن موسى بن القسم عن جعفر بن محمّد بن سماعة عن عبدالله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن ابى جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ خذوا بحجزة هذا الانزع يعنى عليا فانه الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل من احبه هداه الله ومن ابغضه اضله الله ومن تخلف عنه محقه الله ومنه سبطا امتى الحسن والحسين هما ابناى ومن الحسين أئمّة الهدى (۱) اعطاهم الله فهمي و

______________

(۱) هداة، هكذا في البحار.

٧٣

علمي فاحبوهم وتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى وما الحيوة الدنيا الا متاع الغرور.

(۳) حدثنا محمّد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمّد بن الفضيل عن ابي حمزة الثمالى قال سمعت أباجعفر عليه‌السلام يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ان الله تبارك وتعالى يقول ان من استكمال حجتى على الاشقياء من امتك من ترك ولاية على واختار ولاية من والى اعدائه وانكر فضله وفضل الاوصياء من بعده فان فضلك فضلهم وحقك حقهم وطاعتك طاعتهم ومعصيتك مصعيتهم وهم الأئمّة الهداة من بعدك جرى فيهم روحك وروحهم جرى فيك من ربك وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك قد اجرى الله فيهم سنتك وسنة الانبياء قبلك وهم خزاني على علمي من بعدك حقا على لقد اصطفيتهم و انتجبتهم واخلصتهم وارتضيتهم ونجى من احبهم ووالاهم وسلم بفضلهم (۱) ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ولقد اتانى جبرئيل باسمائهم واسماء آبائهم واحبائهم والمسلمين لفضلهم.

۲۴ - باب في الأئمّة عليهم‌السلام انهم هم الذين قال الله تعالى انهم يعلمون واعدائهم الذين لا يعلمون وشيعتهم اولو الالباب

(۱) حدثنى أبوجعفر احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن جابر عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } (۲) فقال نحن الذين نعلم و عدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا اولو الالباب.

(۲) حدثنا محمّد بن الحسين عن ابى داود المسترق عن محمّد بن مروان قال قلت

______________

(۱) لفضلهم، في نسخة البحار.

(۲) الآية (۹) الزمر.

٧٤

لابي عبدالله عليه‌السلام { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } قال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا الذين اولو الالباب.

(۳) حدثنا محمّد بن الحسين عن على بن اسباط عن ابيه اسباط قال كنت عند ابى عبدالله فسأله رجل من اهل هيت فقال جعلت فداك قول الله تعالى: { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } فقال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون واولو الالباب شيعتنا.

(۴) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن القسم بن محمّد عن على عن ابى بصير قال سئلت أباجعفر عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } قال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا اولو الالباب.

(۵) حدثنا الحسن بن على بن عن العباس بن عامر بن اسباط بن سالم قال كنت عند ابى عبدالله فسئله رجل عن قول الله تعالى: { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } الآية ذكر مثل اول الحديث.

(۶) حدثنا احمد بن محمّد عن على بن الحكم عن ابى حمزة عن ابى بصير عنه عليه‌السلام في قول الله تعالى: { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ } الآية وذكر مثله.

(۷) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن القسم بن محمّد عن على عن ابى بصير قال سئلت أباجعفر عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } الاية قال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا اولوا الالباب

(۸) حدثنا بعض اصحابنا عن ايوب بن نوح عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمّد عن عبدالله بن عميد قال سئل أبوعبدالله عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } فذكر مثله.

(۹) حدثنا ابراهيم بن هاشم عن عبدالله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الانصاري

٧٥

عن سعد عن جابر بن يزيد الجعفي عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله تعالى: { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } فذكر مثله.

تم الجزء الاول من كتاب بصائر الدرجات ويتلوه الجزء الثاني منه.

« الجزء الثاني »

(۱) باب في الأئمّة عليهم‌السلام انهم معدن العلم وشجرة النبوة ومفاتيح الحكمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة صلوات الله عليهم

(۱) قال حدثنا أبوالقسم حمزة بن القسم بن العباس قال حدثنا محمّد بن يحيى العطار قال حدثنا محمّد بن الحسن الصفار قال حدثنا ابراهيم بن هاشم عن عبدالله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الانصاري عن حميد بن ابى معاذ (۱) من اهل البصرة عن جرير عن الضحاك بن مزاحم الخراساني قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انا اهل البيت أهل بيت الرحمة وشجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومعدن العلم.

(۲) حدثنى العباس بن معروف قال حدثنا حماد بن عيسى عن ربعى عن الجارود وهو أبوالمنذر قال دخلت مع ابى على على بن الحسين بن على عليه‌السلام فقال على بن الحسين ما تنقم الناس منا نحن والله شجرة النبوة وبيت الرحمة وموضع الرسالة ومعدن

______________

(۱) حميد بن معاذ، هكذا في البحار.

٧٦

العلم ومختلف الملائكة.

(۳) حدثنا يعقوب بن اسحق ابن ابراهيم الجريرى ومحمّد بن حسان قالا اخبرنا أبوعمران الارمني وهو موسى بن زنجويه عن عائذ بن اسماعيل عمن حدثه عن خيثمة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال نحن شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمه ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله الأكبر ونحن عهد الله فمن وفا بذمتنا فقد وفا بذمة الله، ومن وفا بعهدنا فقد وفا بعهد الله و من خفرنا فقد خفر ذمة الله وعهده.

(۴) حدثنا محمّد بن الحسين عن الحكم بن مسكين قال حدثنى بعض اصحاب الأعمش عن الاعمش رفع الحديث إلى ابى ذر (ره) قال لما اختلف الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال أبوذر أهل بيت نبيكم هم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم.

(۵) حدثنا محمّد بن الحسين عن عبد الرحمن بن ابى نجران عن سلمان بن جعفر عن عبد الأعلى بن تميم بذكره عن الفضيل بن يسار قال أبوجعفر عليه‌السلام يا فضيل ما ينقم الناس منا فوالله انا لشجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم.

(۶) حدثنا عبدالله بن محمّد عن الحسن بن موسى الخشاب قال حدثنا اصحابنا عن خيثمة الجعفي قال قال لى أبوعبدالله عليه‌السلام يا خيثمة نحن شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله الاكبر ونحن ذمة الله ونحن عهد الله فمن وفا بذمتنا فقد وفا بذمة الله ومن وفى بعهدنا فقد وفا بعهد الله ومن خفرها فقد خفر (۱) ذمة الله وعهده.

______________

(۱) خفر بالعهد وعليه وبالفاء خفرا كنصر = أي نقض عهده وغدره.

٧٧

(۷) حدثنا عبدالله بن محمّد عن ابيه عن عبدالله بن المغيرة عن اسماعيل بن ابى زياد السكوني عن جعفر عليه‌السلام عن ابيه عن على عليه‌السلام قال انا أهل بيت شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرأفة ومعدن العلم.

(۸) حدثنا محمّد بن احمد بن محمّد بن اسمعيل العلوى قال حدثنا الحسن بن عمرو العمركى عن على بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام عن ابيه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انا أهل بيت شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملئكة وبيت الرحمة ومعدن العلم.

(۹) حدثنا احمد بن محمّد عن اسماعيل بن عمران عن حماد عن ربعى عبدالله بن الجارود عن جده الجارود قال دخلت مع ابى على على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليه‌السلام فقال ما ينقم الناس منا فنحن والله شجرة النبوة وبيت الرحمة وموضع الرسالة ومختلف الملئكة ومعدن العلم.

(۲) باب في الأئمّة عليهم‌السلام وان مثلهم مثل شجرة التى ذكر الله تعالى فيهم وفى علمهم

(۱) حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن عمرو بن عثمان عن محمّد بن عذافر عن ابي حمزة الثمالى عن ابي جعفر عليه‌السلام قال سئلته عن قول الله تعالى: { شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } (۱) فقال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انا اصلها وعلى فرعها والأئمة اغصانها وعلمنا ثمرها وشيعتنا ورقها يا أباحمزة هل ترى فيها فضلا قال قلت لا والله لا ارى فيها قال فقال يا أباحمزة والله ان المولود يولد من شيعتنا فتورق ورقة منها ويموت فتسقط ورقة منها.

______________

(۱) الاية (۲۴، ۲۵) ابراهيم.

٧٨

(۲) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن الاحول عن سلام بن المستنير قال سئلت أباجعفر عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } فقال الشجرة رسول الله نسبه ثابت في بنى هاشم وفرع الشجرة على وعنصر الشجرة فاطمة واغصانها الأئمة ورقها الشيعة وان الرجل منهم ليموت فتسقط منها ورقة وان المولد منهم ليولد فتورق ورقة قال قلت له جعلت فداك قوله تعالى تؤتى اكلها كل حين باذن ربها قال هو مايخرج من الامام من الحلال والحرام في كل سنة إلى شيعته

(۳) حدثنا احمد عن الحسن بن محبوب عن مؤمن الطاق عن سلام بن المستنير قال سئلت أباجعفر عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } قال الشجرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ نسبه ثابت في بنى هاشم و عنصر الشجرة فاطمة وفرع الشجرة على امير المؤمنين واغصان الشجرة وثمرها الأئمة وورق الشجرة الشيعة وان المولود ليولد فتورق ورقة وان الرجل من الشيعة ليموت فتسقط ورقة قال جعلت فداك تؤتى اكلها كل حين باذن ربها قال ما يفتى الأئمّة شيعتهم في كل حج وعمرة من الحلال والحرام.

(۴) حدثنا احمد بن محمّد عن على بن سيف عن ابيه سيف عن عمر بن يزيد بياع السابرى قال سئلت أباعبدالله عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } فقال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ والله جذرها وامير المؤمنين فرعها والأئمّة من ذريتها اغصانها وعلم الأئمّة ثمرها وشيعتهم المؤمنون ورقها هل ترى فيها فضلا يا أباجعفر قال قلت لا والله فقال والله ان المؤمن يولد فيورق ورقة وان المؤمن ليموت فستقط ورقته.

٧٩

(نادر من الباب)

(۱) حدثنا احمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن المفضل بن صالح عن محمّد الحلبي عن ابى عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل: { كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } قال النبي والأئمّة هم الاصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل فيها.

(۲) حدثنا موسى بن جعفر قال وجدت بخط ابى رواية عن محمّد بن عيسى الاشعري عن محمّد بن سليمان الديلمى مولى عبدالله عن سليمان قال سئلت أباعبدالله عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ } (۱) وقوله: { أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ والله جذرها وعلى ذروها وفاطمة فرعها والأئمّة اغصانها وشيعتهم اوراقها قال قلت جعلت فداك فما معنى المنتهى قال إليها والله انتهى الدين من لم يكن من الشجرة فليس بمؤمن وليس لنا شيعة.

(۳) حدثنا ابراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان الخزاز عن عبد الرحمن بن حماد عن عمر بن يزيد قال سئلت أباعبدالله عليه‌السلام عن قول الله تعالى: { أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ والله جذرها (۲) وامير المؤمنين عليه‌السلام ذروها وفاطمة عليها‌السلام فرعها و الأئمة من ذريتها اغصانها وعلم الأئمّة ثمرها وشيعتهم ورقها فهل ترى فيهم فضلا فقلت لا فقال والله ان المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة وانه ليولد فتورق ورقة فيها فقلت قوله: { تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } فقال مايخرج إلى الناس من علم الامام في كل حين يسئل عنه.

______________

(۱) الاية (۱۴) النجم

(۲) في نسخة، جذبها.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

وعوراء من قيل امرئ ذي قرابة

تصاممت عنها بعد ما قد سمعتها(١)

رجاة غد(٢) أن يعطف الرّحم بيننا

ومظلمة منه بجنبي عركتها

إذا ما أمور الناس رثّت وضيّعت

وجدت أموري كلّها قد رممتها(٣)

وإني سألقى الله لم أرم حرّة

ولم تتمنّى(٤) يوم سرّ فخنتها

ولا قاذف نفسي ونفسي بريئة

وكيف اعتذاري بعد ما قد قذفتها

***

أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني قال أخبرنا أبو ذرّ القراطيسي قال حدثنا عبيد الله بن محمد ابن أبي الدنيا قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي أنّ رجلا من الأنصار حدثه قال قال مسكين الدّارمي:

ولست إذا ما سرّني الدّهر ضاحكا

ولا خاشعا ما عشت من حادث الدّهر(٥)

ولا جاعلا عرضي لمالي وقاية

ولكن أقي عرضي فيحرزه وفري

أعفّ لدى عسري وأبدي تجمّلا

ولا خير فيمن لا يعفّ لدى العسر

وإني لأستحيي إذا كنت معسرا

صديقي وإخواني بأن يعلموا فقري

وأقطع إخوانى وما حال عهدهم

حياء وإعراضا، وما بي من كبر

فإن يك عارا ما أتيت فربما

أتى المرء يوم السّوء من حيث لا يدرى

ومن يفتقر يعلم مكان صديقه

ومن يحيى لا يعدم بلاء من الدّهر(٦)

ومن مستحسن قوله:

إن أدع مسكينا فما قصرت

قدري بيوت الحي والجدر

____________________

(١) العوراء هنا: الكلمة القبيحة.

(٢) د، ف، وحاشية الأصل، وديوان المعاني: (رجاء غد).

(٣) رممتها: أصلحتها.

(٤) د، ف، حاشية الأصل (من نسخة): (لم تأتمني).

(٥) أبيات منها في معجم الأدباء ١١: ١٢٩، واللآلئ: ١٨٦، وكنايات الجرجاني: ١٠، ٥٧

(٦) حاشية الأصل: (من نسخة): (ومن يغن).

٥٠١

وقيل: إن مسكينا ليس باسمه، وإنما اسمه ربيعة، وإنما سمّي بذلك لقوله:

وسمّيت مسكينا وكانت لجاجة

وإني لمسكين إلى الله راغب(١)

- ومعنى: قصرت قدري، أي: سترت، يريد أنها بارزة لا تحجبها السواتر والحيطان -

ما مسّ رحلي العنكبوت ولا

جدياته من وضعه غبر

وهذه كناية مليحة عن مواصلة السير وهجر الوطن، لأن العنكبوت إنما تنسج على ما لا تناله الأيدي ولا يكثر استعماله، والجديات: جمع جدية، وهي باطن دفّة الرحل.

لا آخذ الصّبيان ألثمهم

والأمر قد يغري(٢) به الأمر

- يقول: لا أقبّل الصبي؛ وأنا أريد التعريض بأمه.

ومثله لغيره:

ولا ألقي لذي الودعات سوطي(٣)

ألاعبه(٤) وريبته(٥) أريد

وأنشد ابن الأعرابي مثله:

إذا رأيت صبي القوم يلثمه

ضخم المناكب لا عمّ ولا خال

فاحفظ صبيّك منه أن يدنّسه

ولا يغرّنك يوما قلّة المال(٦)

- رجع إلى تمام القصيدة -

ولربّ يوم قد تركت وما

بيني وبين لقائه ستر

ومخاصم(٧) قاومت في كبد

مثل الدّهان فكان لي العذر(٨)

____________________

(١) الشعر والشعراء: ٥٢٩.

(٢) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (يعزي).

(٣) م: (صوتى).

(٤) د: (لألثمه)، ومن نسخة بحاشية ف: (لألهيه).

(٥) د، ف، وحاشية الأصل (من نسخة): (وربته)، أي أمه التي تربه. والودعات:

الخرزات.

(٦) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (كثرة المال).

(٧) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (ومقادم).

(٨) في حاشيتي الأصل، ف: (إنما يكون العذر إذا كان ثم ظلم، فيقول: إنما أقاوم وأخاصم مظلوما متعدي عليه، وإذا كان كذلك، فيجب الاعتذار على الظالم؛ ويكون العذر لي، كقوله:

فإن كان سحرا فاعذريني على الهوى

وإن كان داء غيره فلك العذر

٥٠٢

- ويروى: (القمر)، والكبد: المنزلة التي لا تثبت فيها الأرجل، والدهان:

الأديم الأحمر -

ما علّتي(١) ! قومي بنو عدس

وهم الملوك وخالي البشر(٢)

عمّي زرارة غير منتحل

وأبي الّذي حدّثته عمرو

في المجد غرّتنا مبيّنة

للنّاظرين كأنّها البدر

لا يرهب الجيران غدرتنا

حتّى يواري ذكرنا القبر

لسنا كأقوام إذا كلحت

إحدى السّنين فجارهم تمر

- أي يستحلى الغدر به كما يستحلى التمر -

مولاهم لحم على وضم

تنتابه العقبان والنّسر

ناري ونار الجار واحدة

وإليه قبلي تنزل القدر

يقال: إنه كان له امرأة تماظّه، فلما قال ذلك قالت له: أجل؛ إنما ناره ونارك واحدة، لأنه أوقد ولم توقد، والقدر تنزل إليه قبلك؛ لأنه طبخ ولم تطبخ، وأنت تستطعمه.

ما ضرّ جاري إذ أجاوره

أن لا يكون لبيته ستر

- قال: ويقال إنها قالت له في هذا البيت أيضا: أجل إن كان له ستر هتكته -

أعمى إذا ما جارتي خرجت

حتّى يواري جارتي الخدر

ويصمّ عمّا كان بينهما

سمعي وما بي غيره وقر

وأنشد عمر بن شبّة لمسكين أيضا:

لا تجعلنّي كأقوام علمتهم(٣)

لم يظلموا لبّة يوما ولا ودجا(٤)

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة): (ما عابني).

(٢) من نسخة في حاشيتي الأصل، ف: (هو مسكين بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم؛ فهذا عدس وعدس أبو زرارة، مثل قثم؛ وقال ابن دريد: يقال عدس وعدس)، بضم الدال وفتحها.

(٣) حاشية الأصل (من نسخة): (لا تجعليني كأقوام علمتهم).

(٤) حاشية الأصل: (أي لم ينحروا للأضياف فيطعنوا في لبة أو ودج).

٥٠٣

إني لأغلاهم باللّحم قد علموا

نيئا، وأرخصهم باللّحم إذ نضجا

أنا ابن قاتل جوع القوم قد علموا

إذا السّماء كست آفاقها رهجا(١)

ياربّ أمرين قد فرّجت بينهما

إذا هما نشبا في الصّدر واعتلجا(٢)

أديم خلقي لمن دامت خليقته

وأمزج الحلو أحيانا لمن مزجا

وأقطع الخرق بالخرقاء لاهية

إذا الكواكب كانت في الدّجى سرجا(٣)

ما أنزل الله من أمر فأكرهه

إلاّ سيجعل لي من بعده فرجا

ما مدّ قوم بأيديهم إلى شرف

إلاّ رأونا قياما فوقهم درجا

وأنشد أبو العباس ثعلب له:

أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله

ولم يلهني عنه غزال مقنّع

أحدّثه إن الحديث من القرى

وتعلم نفسي أنه سوف يهجع

ومثله لغيره:

أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله

ويخصب عندي والمكان جديب

وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى

ولكنّما وجه الكريم خصيب

ومعنى:

* أحدّثه إنّ الحديث من القرى*

أي أصبر على حديثه، وأعلم أنه سوف ينام، ولا أعرّض بمحادثته فأكون قد محقت قراي؛ والحديث الحسن من تمام القرى.

وقال الأصمعي: أحسن ما قيل في الغيرة قول مسكين الدارمي:

ألا أيّها الغائر المستشيط

علام تغار إذا لم تغر

____________________

(١) الرهج: الغبار.

(٢) اعتلج. اضطرب.

(٣) الحزن: المفازة الواسعة، والخرقاء: الناقة السريعة.

٥٠٤

فما خير عرس إذا خفتها

وما خير بيت إذا لم يزر(١)

تغار على النّاس أن ينظروا

وهل يفتن الصّالحات النّظر

فإني سأخلي لها بيتها

فتحفظ لي نفسها أو تذر

إذا الله لم يعطه ودّها

فلن يعطي الودّ سوط ممرّ

ومن ذا يراعي له عرسه

إذا ضمّه والمطي السّفر!

قال المرتضىرضي‌الله‌عنه : وكان مسكين كثير اللهج بالقول في هذا المعنى، فمن ذلك قوله:

وإني امرؤ لا آلف البيت قاعدا

إلى جنب عرسي لا أفرّطها شبرا

ولا مقسم لا أبرح الدّهر بيتها

لأجعله قبل الممات لها قبرا

إذا هي لم تحصن أمام فنائها

فليس بمنجيها بنائي لها قصرا

ولا حاملي ظنّي ولا قيل قائل(٢)

على غيرة حتّى أحيط بها خبرا

فهبني امرأ راعيت ما دمت شاهدا

فكيف إذا ما سرت من بيتها شهرا

وأنشد أبو العبّاس(٣) عن أبي العالية لمسكين:

ما أحسن الغيرة في حينها

وأقبح الغيرة في كلّ حين(٤)

من لم يزل متّهما عرسه

مناصبا فيها لوهم الظّنون

يوشك أن يغريها بالذي

يخاف، أو ينصبها للعيون

حسبك من تحصينها ضمّها

منك إلى خلق كريم ودين

لا تظهرن منك على عورة

فيتبع المقرون حبل القرين(٥)

____________________

(١) حاشية الأصل: (للسؤال).

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (وإن قال قائل).

(٣) ف: (أبو العيناء).

(٤) حاشية الأصل (من نسخة): (غير حين).

(٥) حاشية الأصل: (أي إياك أن تطلع المرأة منك على زنا وريبة؛ فإنها أيضا تزني أو تفعل كما فعلت).

٥٠٥

[٣٦]

مجلس آخر [المجلس السادس والثلاثون:]

تأويل آية:( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها )

 إن سأل سائل عن قوله تعالى في قصة يوسفعليه‌السلام :( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) ؛ [يوسف: ٢٤].

فقال: هل يسوغ ما تأوّل بعضهم هذه الآية عليه من أن يوسفعليه‌السلام عزم على المعصية وأرادها، وأنه جلس مجلس الرجل من المرأة، ثم انصرف عن ذلك بأن رأى صورة أبيه يعقوبعليه‌السلام عاضّا على إصبعه، متوعّدا له على مواقعة المعصية، أو بأن نودي له بالنهي والزّجر في الحال على ما ورد به الحديث؟

الجواب، قلنا: إذا ثبت بأدلّة العقول التي لا يدخلها الاحتمال والمجاز ووجوه التأويلات أنّ المعاصي لا تجوز على الأنبياءعليهم‌السلام صرفنا كل ما ورد ظاهره بخلاف ذلك من كتاب أو سنة إلى ما يطابق الأدلة ويوافقها، كما نفعل مثل ذلك فيما يرد ظاهره مخالفا لما تدل عليه العقول من صفاته تعالى، وما يجوز عليه أو لا يجوز.

ولهذه الآية وجوه من التأويل؛ كلّ واحد منها يقتضي نزاهة نبي الله تعالى من العزم على الفاحشة وإرادة المعصية.

أوّلها أنّ الهمّ في ظاهر الآية متعلّق بما لا يصح أن يعلّق به العزم أو الإرادة على الحقيقة؛ لأنه تعالى قال:( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها ) ، فعلّق الهمّ بهما، وذاتاهما لا يجوز أن يراد أو يعزم عليهما؛ لأنّ الموجود الباقي لا يصحّ ذلك فيه، فلا بدّ من تقدير محذوف يتعلّق العزم به؛ وقد يمكن أن يكون ما تعلّق به همّه إنما هو ضربها أو دفعها عن نفسه، كما

٥٠٦

يقول القائل: كنت هممت بفلان، وقد همّ فلان بفلان؛ أي بأن يوقع به ضربا أو مكروها.

فإن قيل: فأي معنى لقوله تعالى:( لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ ) والدفع لها عن نفسه طاعة لا يصرف البرهان عنها؟

قلنا: يمكن أن يكون الوجه في ذلك أنه لما همّ بدفعها وضربها أراه الله برهانا على أنه إن أقدم على ما همّ به أهلكه أهلها وقتلوه، أو أنها تدّعي عليه المراودة على القبيح وتقذفه بأنه دعاها إليه، وأنّ ضربه؟؟؟؟؟ لامتناعها، فيظنّ به ذلك من لا تأمّل له، ولا علم بأنّ مثله لا يجوز عليه، فأخبر الله تعالى بأنه صرف بالبرهان عنه السوء والفحشاء، ويعني بذلك القتل والمكروه اللّذين كانا يوقعان به، لأنهما يستحقان الوصف بذلك من حيث القبح، أو يعني بالسوء والفحشاء ظنّهم به ذلك.

فإن قيل: هذا الجواب يقتضي أنّ جواب فَلَوْ لا يتقدّمها، ويكون التقدير: لولا أن رأى برهان ربّه لهمّ بضربها ودفعها، وتقدّم جواب فَلَوْ لا قبيح غير مستعمل، أو يقتضي أن تكون فَلَوْ لا بغير جواب.

قلنا: أما تقدّم جواب فَلَوْ لا فجائز، وسنذكر ما فيه عند الجواب المختص بذلك، غير أنّا لا نحتاج إليه في هذا الجواب، لأنّ الهمّ بالضرب قد وقع، إلا أنه انصرف عنه بالبرهان؛ والتقدير: ولقد همت به وهمّ بدفعها لولا أن رأى برهان ربه لفعل ذلك، فالجواب في الحقيقة محذوف، والكلام يقتضيه، كما حذف الجواب في قوله تعالى:( وَلَوْ لا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ الله رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) ؛ [النور: ٢٠]، معناه: ولولا فضل الله عليكم ورحمته لهلكتم، ومثله:( كَلاّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ) ؛ [التكاثر: ٥، ٦]، معناه: لو تعلمون علم اليقين لم تتنافسوا في الدنيا، وتفاخروا بها؛ وقال امرؤ القيس:

٥٠٧

فلو أنّها نفس تموت سويّة

ولكنها نفس تساقط أنفسا(١)

أراد: فلو أنّها نفس تموت سويّة لانقضت وفنيت، فحذف الجواب؛ على أنّ من تأوّل هذه الآية على الوجه الّذي لا يليق بنبي الله تعالى، وأضاف العزم على المعصية إليه لا بد له من تقدير جواب محذوف، ويكون التقدير عنده: ولقد همّت بالزّنا وهمّ به؛ لولا أن رأى برهان ربه لفعله.

فإن قيل قوله: هَمَّ بِها كقوله:( هَمَّتْ بِهِ ) فلم جعلتم همّها به متعلّقا بالقبيح وهمّه بها متعلقا بما ذكرتم من الضرب وغيره؟

قلنا: أما الظاهر فلا يدلّ على ما تعلق به الهم والعزم فيهما جميعا، وإنما أثبتنا همّها به متعلّقا بالقبيح، لشهادة الكتاب والآثار؛ وهي ممن يجوز عليه فعل القبيح، ولم يؤمن دليل من امتناعه عليها؛ كما أمن ذلك فيهعليه‌السلام .

والموضع الّذي يشهد بذلك من الكتاب قوله تعالى:( وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ إلى قوله: إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) ، [يوسف: ٣٠]، وقوله تعالى:( وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ ) [يوسف: ٢٣]، وقوله تعالى:( الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ (٢) وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ) [يوسف: ٥١]، وفي موضع آخر:( قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ) [يوسف: ٣٢].

____________________

(١) ديوانه: ١٤٠، وروايته: (تموت جميعة). وفي حاشية الأصل: (ويروى: (تساقط) [بضم التاء]، وساقط بوزن فاعل متعد؛ ويكون (أنفسا) مفعولا؛ وإذا روي: (تساقط) [بفتح التاء] جاز أن يكون (تفاعل) متعديا؛ والمعنى: أسقط. ويجوز أن يكون غير متعد أيضا؛ و (أنفسا) نصبت على الحال، كقوله تعالى:( تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا ) ، أي تساقط عليك ثمر النخلة رطبا، وقال الفراء: هو تمييز، وكلاهما حسن. ويجوز إذا كان حالا أن يفيد كثرة الرطب على الجذع فكأنها إذا تساقط رطبا).

(٢) حاشية الأصل: (معنى( راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ ) ؛ أي طلبت منه أن ينزل عن نفسه فيسلمها منى؛ هذا هو هو حقيقة هذه الكلمة؛ فاختصر).

٥٠٨

والآثار واردة بإطباق مفسّري القرآن ومتأوّليه على أنها همت بالفاحشة والمعصية.

والوجه الثاني في تأويل الآية أن يحمل الكلام على التقديم والتأخير، ويكون تلخيصه:

ولقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها؛ ويجري ذلك مجرى قولهم: قد كنت هلكت لولا أني تداركتك، وقتلت لولا أني خلّصتك، والمعنى: لولا تداركي لهلكت، ولولا تخليصي لقتلت، وإن لم يكن وقع هلاك ولا قتل؛ قال الشاعر:

فلا يدعني قومي صريحا لحرّة

لئن كنت مقتولا، ويسلم عامر(١)

وقال آخر:

فلا يدعني قومي صريحا لحرة

لئن لم أعجّل طعنة أو أعجّل(٢)

فقدم جواب فَلَوْ لا في البيتين جميعا، وقد استشهد عليه أيضا بقوله تعالى:( وَلَوْ لا فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ ) ، والهمّ لم يقع لمكان فضل الله ورحمته.

ومما يشهد لهذا التأويل أنّ في الكلام شرطا، وهو قوله تعالى:( لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ ) ؛ فكيف يحمل على الإطلاق، مع حصول الشرط؟ وليس لهم أن يجعلوا جواب لَوْ لا محذوفا مقدّرا لأن جعل جوابها موجودا أولى.

وقد استبعد قوم تقديم جواب لَوْ لا عليها، قالوا: ولو جاز ذلك لجاز: (قام زيد لولا عمرو)، و (قصدتك لولا بكر) وقد بيّنّا بما أوردناه من الأمثلة والشواهد جواز تقديم جواب لَوْ لا، والّذي ذكروه لا يشبه ما أجزناه.

وقد يجوز أن يقول القائل: (قد كان زيد قام لولا كذا وكذا)، و (قد كنت قصدتك لولا أن صدّنى فلان)، وإن لم يقع قيام ولا قصد؛ وهذا هو الّذي يشبه الآية؛ وليس تقديم

____________________

(١) صريحا: خالص النسب.

(٢) م:

فلا يدعني قومي ليوم كريهة

لئن لم أعجّل ضربة أو أعجل

وفي حاشية الأصل: (في نسخة س البيت الثاني مقدم على الأول).

٥٠٩

جواب لَوْ لا بأبعد من حذف جواب لَوْ لا جملة من الكلام. وإذا جاز عندهم الحذف - لئلا يلزمهم تقديم الجواب - جاز لغيرهم تقديم الجواب حتى لا يلزم الحذف.

والجواب الثالث ما اختاره أبو عليّ الجبّائي - وإن كان غيره قد تقدمه إلى معناه - وهو أن يكون معنى هَمَّ بِها اشتهاها، ومال طبعه إلى ما دعته إليه. وقد يجوز أن تسمّى الشهوة في مجاز اللغة همّاً؛ كما يقول القائل فيما لا يشتهيه: ليس هذا من همّي، وهذا أهمّ الأشياء إلي؛ ولا قبح في الشهوة لأنها من فعل الله تعالى فيه؛ وإنما يتعلق القبح بتناول المشتهي.

وقد روي هذا التأويل عن الحسن البصري قال: أما همّها فكان أخبث الهم، وأما همّه فما طبع عليه الرجال من شهوة النساء، ويجب على هذا الوجه أن يكون قوله تعالى:( لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ ) ، متعلق بمحذوف؛ كأنه قال: لولا أن رأى برهان ربه لعزم أو فعل.

والجواب الرابع، أنّ من عادة العرب أن يسمّوا الشيء باسم ما يقع عنده في الأكثر، وعلى هذا لا ينكر أن يكون المراد ب هَمَّ بِها خطر بباله أمرها(١) ، ووسوس إليه الشيطان بالدعاء إليها؛ من غير أن يكون هناك همّ أو عزم، فسمّي الخطور بالبال همّا من حيث كان الهمّ يقع في الأكثر عنده، والعزم في الأغلب يتبعه.

وإنما أنكرنا ما ادّعاه جهلة المفسرين ومخرّفو القصّاص، وقرفوا به نبي اللهعليه‌السلام ، لما في العقول من الأدلة على أن مثل ذلك لا يجوز على الأنبياءعليهم‌السلام ؛ من حيث كان منفّرا عنهم، وقادحا في الغرض المجرى إليه بإرسالهم؛ والقصّة تشهد بذلك؛ لأنه تعالى قال:( كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ ) ؛ ومن أكبر السوء والفحشاء العزم على الزنا، ثم الأخذ فيه، والشروع في مقدماته؛ وقوله تعالى أيضا:( إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) يقتضي تنزيهه

____________________

(١) س: (ما أخطر بباله أمرها).

٥١٠

عن الهمّ بالزّنا، والعزم عليه. وحكايته عن النسوة قولهن:( حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ ) ؛ [يوسف: ٥١]، تدل أيضا على براءته من القبيح.

فأما البرهان الّذي رآه فيحتمل أن يكون لطفا لطف الله له به في تلك الحال أو قبلها، اختار عنده الانصراف عن المعاصي، والتنزه عنها.

ويحتمل أيضا ما ذكره أبو عليّ، وهو أن يكون البرهان دلالة الله تعالى له على تحريم ذلك عليه، وعلى أنّ من فعله يستحق العقاب. وليس يجوز أن يكون البرهان ما ظنّه الجهّال من رؤية صورة أبيه يعقوبعليه‌السلام متوعّدا له، أو النداء له بالزجر والتخويف، لأنّ ذلك ينافي المحنة، وينقض الغرض بالتكليف، ويقتضي ألاّ يستحق على امتناعه وانزجاره مدحا ولا ثوابا؛ وهذا سوء ثناء على الأنبياء، وإقدام على قرفهم بما لم يكن منهم، ونحمد الله على حسن التوفيق.

***

[أخبار متفرقة لإبراهيم بن العباس الصولي وذكر طائفة من شعره:]

روى أحمد بن عبد الله بن العباس الصولي الملقب بطماس قال: كنت يوما عند عمّي إبراهيم بن العباس(١) ، فدخل عليه رجل فرفعه حتى جلس إلى جانبه، أو قريبا من ذلك، ثم حادثه إلى أن قال عمي: ياأبا تمام؛ ومن بقي ممن يعتصم به ويلجأ إليه؟ قال: أنت لا عدمت - وكان إبراهيم طويلا - أنت والله كما قيل:

يمدّ نجاد السّيف حتّى كأنّه

بأعلى سنامي فالج يتطوّح

ويدلج في حاجات من هو نائم

ويوري كريمات النّدى حين يقدح

إذا اعتمّ بالبرد اليماني خلته

هلالا بدا في جانب الأفق يلمح

يزيد على فضل الرّجال فضيلة

ويقصر عنه مدح من يتمدّح

____________________

(١) هو أبو إسحاق إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول، شاعر مجيد؛ توفي سنة ٢٤٣، وله ديوان شعر، نشره الأستاذ عبد العزيز الميمني؛ ضمن مجموعة الطرائف سنة ١٩٣٧ م (وانظر ترجمته في الأغاني (٢٠٩ - ٣٣، وابن خلكان ١: ٩ - ١١، ومعجم الأدباء، ١: ١٦٤ - ١٩٨، وتاريخ بغداد ٦: ١١٧).

٥١١

فقال له إبراهيم: أنت تحسن قائلا، وراويا، ومتمثلا؛ فلما خرج تبعته وقلت له: اكتبني الأبيات، فقال: هي لأبي الجويرية العبدي(١) فخذها من شعره.

***

وروي عن يحيى بن البحتري قال: رأيت أبي يذاكر جماعة من أمراء أهل الشام بمعان من الشعر، فمرّ فيها ذكر قلة نوم العاشق وما قيل فيه، فأنشدوا إنشادات كثيرة، فقال لهم أبي: قد فرغ من هذا كاتب كان بالعراق فقال:

أحسب النوم حكاكا

إذ رأى منك جفاكا(٢)

منّي الصّبر ومنك ال

هجر فابلغ بي مداكا

بعدت همّة عين

طمعت في أن تراكا

أو ما خطّ لعيني

أن ترى من قد رآكا

ليت حظّي منك أن تع

لم ما بي من هواكا

قال أبي: إنه تصرّف في معان من الشعر في هذه الأبيات، قال: وكتبها عنه جماعة من حضر؛ والأبيات لإبراهيم بن العباس الصولي.

***

وأخبرنا عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال: لما بايع المأمون لعلي ابن موسى الرّضاعليهما‌السلام بالعهد، وأمر الناس بلبس الخضرة صار إليه دعبل(٣) بن علي

____________________

(١) اسمه عيسى بن أوس بن عصبة؛ أبو جويرية العبدي؛ شاعر محسن متمكن؛ ذكره الآمدي في المؤتلف والمختلف: ٧٩، والمرزباني في المعجم: ٢٥٨.

(٢) ديوان إبراهيم بن العباس: ١٤٨.

(٣) هو دعبل بن علي الخزاعي، شاعر مطبوع؛ كان هجاء خبيث اللسان؛ ولم يسلم من لسانه أحد ممن عاصره من الخلفاء والوزراء ولا من أولادهم وأولاد أولادهم؛ ولا ذو نباهة؛ أحسن إليه أو لم يحسن، وكان من مشاهير الشيعة؛ قال ياقوت (وقصيدته التائية في أهل البيت من أحسن الشعر وأسنى المدائح، قصد بها علي بن موسى الرضا بخراسان، فأعطاه عشرة آلاف درهم، وخلع عليه بردة من ثيابه، فأعطاه بها أهل قمّ ثلاثين ألف درهم فلم يبعها؛ فقطعوا عليه الطريق ليأخذوها فقال لهم: إنها تراد للّه -

٥١٢

وإبراهيم بن العباس الصولي - وكانا صديقين لا يفترقان، فأنشده دعبل:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات(١)

وأنشده إبراهيم بن العباس على مذهبها قصيدة، أولها:

أزالت عزاء القلب بعد التّجلّد

مصارع أولاد النّبيّ محمّد

قال: فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التي عليها اسمه، وكان المأمون أمر بضربها في ذلك الوقت؛ فأما دعبل بن عليّ فصار بالشّطر منها إلى قمّ، فاشترى أهلها منه كلّ درهم بعشرة، فباع حصته بمائة ألف درهم.

____________________

 - عز وجل؛ وهي محرمة عليكم؛ فدفعوا له ثلاثين ألف درهم، فحلف ألا يبيعها أو يعطوه بعضها ليكون في كفنه، فأعطوه كما واحدا؛ فكان في أكفانه؛ ويقال: إنه كتب القصيدة في ثوب وأحرم فيه؛ وأوصى بأن يكون في أكفانه، ونسخ هذه القصيدة مختلفة، في بعضها زيادات؛ يظن أنها مصنوعة)، وتوفي دعبل سنة ٢٤٦.

(وانظر ترجمته في معجم الأدباء ١١: ١٩: ١١٢، وابن خلكان ١: ١٧٩ - ١٨٠، والأغاني ١٨: ٢٩ - ٣٢، وتاريخ بغداد ٨: ٣٨٢).

(١) القصيدة في معجم الأدباء، وتنوير الأبصار: ١٤١، ١٤٢؛ ومطلعها فيه:

ذكرت محلّ الرّبع من عرفات

وأجريت دمع العين بالعبرات

وفكّ عرى صبري وهاجت صبابتي

رسوم ديار أقفرت وعرات

مدارس آيات ...

وفيها يقول:

ألم تر أني من ثلاثين حجة

أروح وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسّما

وأيديهم من فيئهم صفرات

فآل رسول الله نحف جسومهم

وآل زياد حفّل القصرات

بنات زياد في القصور مصونة

وآل رسول الله في الفلوات

إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم

أكفّا عن الأوتار منقبضات

فلولا الّذي أرجوه في اليوم أو غد

لقطّع قلبي إثرهم حسرات

٥١٣

وأما إبراهيم بن العباس فلم يزل عنده بعضها حتى مات؛ قال الصولي: ولم أقف من قصيدة إبراهيم على غير هذا البيت.

قال: وكان السبب في ذهاب هذا الفن من شعره ما حدّثني به أبو العباس أحمد بن محمد بن الفرات والحسين بن عليّ الباقطاني(١) قالا: كان إبراهيم بن العباس صديقا لإسحاق بن إبراهيم أخي زيدان الكاتب المعروف بالزّمن، فأنسخه شعره في عليّ بن موسى الرّضاعليهما‌السلام ، وقد انصرف من خراسان، ودفع إليه شيئا بخطّه منه، وكانت النّسخة عنده إلى أن ولي المتوكل، وولي إبراهيم بن العباس ديوان الضّياع، وقد كان تباعد ما بينه وبين أخي زيدان، فعزله عن ضياع كانت في يده بحلوان وغيرها وطالبه بمال وألحّ عليه، وأساء مطالبته، فدعا إسحاق بعض من يثق به من إخوانه، وقال له: امض إلى إبراهيم بن العباس، فأعلمه أنّ شعره في عليّ بن موسى بخطّه عندي، وبغير خطّه، والله لئن استمرّ على ظلمي(٢) ، ولم يزل عنّي المطالبة لأوصلنّ الشعر إلى المتوكل؛ قال: فصار الرجل إلى إبراهيم بن العباس، فأخبره بذلك، فاضطرب اضطرابا شديدا، وجعل الأمر في ذلك إلى الواسطة في ذلك حتى أسقط جميع ما كان طالبه به، وأخذ الشعر منه، وأحلفه أنه لم يبق عنده منه شيء، فلما حصل عنده أحرقه بحضرته.

وذكر أبو أحمد يحيى بن عليّ المنجم أنّ أباه عليّ بن يحيى كان الواسطة بينهما.

قال الصولي: وما عرفت من شعر إبراهيم في هذا المعنى شيئا إلاّ أبياتا؛ وجدتها بخط أبي قال: أنشدني أخي لعمه في عليّ بن موسى من قصيدة:

كفى بفعال امرئ عالم

على أهله عادلا شاهدا(٣)

أرى لهم طارفا مونقا

ولا يشبه الطّارف التالدا

يمنّ عليكم بأموالكم

وتعطون من مائة واحدا

____________________

(١) حاشية الأصل: الباقطان: قرية بالعراق، والنسبة إليها باقطاني؛ وثم أيضا قرية يقال لها باقطينا؛ والنسبة إليها باقطيني.

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (ظلمه).

(٣) ديوانه: ١٧٢، ومن نسخة بحاشية الأصل: (على قومه عادلا).

٥١٤

فلا حمد الله مستنصرا(١)

يكون لأعدائكم حامدا

فضلت قسيمك في قعدد(٢)

كما فضل الوالد الوالدا

قال الصولي: فنظرت في قوله:

* فضلت قسيمك في قعدد*

فوجدت عليّ بن موسىعليهما‌السلام والمأمون متساويين في قعدد النسب، وهاشم التاسع من آبائهما جميعا.

وروى الصولي أنّ منشدا أنشد إبراهيم بن العباس وهو في مجلسه في ديوان الضّياع:

ربّما تكره النفوس من الأمـ

ر له فرجة كحلّ العقال(٣)

قال: فنكت بقلمه ساعة ثم قال:

ولربّ نازلة يضيق بها الفتى

ذرعا وعند الله منها مخرج(٤)

كملت فلما استحكمت حلقاتها

فرجت وكان يظنّها لا تفرج

فعجب من جودة بديهته.

وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني القاسم بن إسماعيل أبو ذكوان الراوية قال: كنت بالأهواز أيام الواثق، وإبراهيم بن العباس يلي معونتها وخراجها، فوصفت له بالأدب فأمر بإحضاري، فلما دخلت عليه قرّب مجلسي وقال: تسلّف(٥) أنس المطاولة؛ فإن الاستمتاع لا يتمّ إلاّ به، فانبسطت وتساءلنا عن الأشعار، فما رأيت أحدا قطّ أعلم بالشعر منه، فقال لي: ما عندك في قول النابغة:

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة):* فلا حمد الله مستبصر*

(٢) حاشية الأصل: (في قعدد) تتعلق بقسيمك، والقعدد: الأقرب إلى الأب الأكبر، وفلان أقعد من فلان نسبا إذا كان أقرب إلى الأب الأكبر.

(٣) البيت لأمية بن أبي الصلت؛ وهو في شعراء النصرانية: ٢٠٣، واللسان (فرج). والفرجة؛ بالفتح مصدر؛ وبالضم اسم، والرواية بالفتح.

(٤) ديوانه: ١٧١.

(٥) حاشية الأصل: تسلف؛ أي خذه سلفا؛ يعني أنك ستنبسط إلى بعد المطاولة؛ فخذ ذلك سلفا وانبسط).

٥١٥

ألم تر أنّ الله أعطاك سورة

ترى كلّ ملك دونها يتذبذب(١)

فإنك شمس والملوك كواكب

إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب

فقلت: أراد تفضيله على الملوك، فقال: صدقت، ولكن في الشعر خب ء(٢) ، وهو أنه اعتذر إلى النعمان من ذهابه إلى آل جفنة إلى الشام، ومدحه لهم، وقال: إنما فعلت هذا لجفائك بي، فإذا صلحت لي لم أرد غيرك، كما أنّ من أضاءت له الشمس لم يحتج إلى ضوء الكواكب؛ فأتى بمعنيين: بهذا، وبتفضيله، قال: فاستحسنت ذلك منه.

وكان إبراهيم بن العباس من أصدق الناس لأحمد بن أبي دؤاد، فعتب على ابنه أبي الوليد من شيء قدّمه، ومدح أباه وأحسن في التخلّص كلّ الإحسان فقال:

عفّت مساو تبدّت منك واضحة

على محاسن بقّاها أبوك لكا(٣)

لئن تقدّم أبناء الكرام به

لقد تقدّم أبناء اللّئام بكا

ولإبراهيم:

تمرّ الصّبا صفحا بساكن ذي الغضا

ويصدع قلبي أن يهبّ هبوبها(٤)

قريبة عهد بالحبيب وإنما

هوى كلّ نفس حيث كان حبيبها

تطلّع من نفسي إليك نوازع

عوارف أنّ اليأس منك نصيبها

وأخذ هذا من قول ذي الرّمة:

إذا هبّت الأرواح من نحو جانب

به آل مي هاج شوقي هبوبها(٥)

هوى تذرف العينان منه، وإنما

هوى كلّ نفس حيث كان حبيبها

ولإبراهيم:

دنت بأناس عن تناء زيارة

وشطّ بليلى عن دنوّ مزارها(٦)

وإنّ مقيمات بمنقطع اللّوى

لأقرب من ليلى وهاتيك دارها

____________________

(١) ديوانه: ١٣.

(٢) الخبء: ما خبىء واستتر، كالخبيء.

(٣) ديوانه: ١٦٢.

(٤) ديوانه: ١٣٩.

(٥) ديوانه: ٦٥ - ٦٦.

(٦) ديوانه: ١٤٥، وفي حاشية الأصل: (يروى البيتان لمحمد بن عبد الملك الزيات).

٥١٦

 وأخذ ذلك من قول النظار الفقعسيّ:

يقولون هذي أم عمرو قريبة

دنت بك أرض نحوها وسماء

ألا إنّما بعد الحبيب وقربه

إذا هو لم يوصل إليه سواء

ووجدت بعض أهل الأدب يظنّ أن إبراهيم بن العباس سبق إلى هذا المعنى في قوله:

كن كيف شئت وأنّى تشا

وأبرق يمينا وأرعد شمالا(١)

نجا بك لؤمك منجى الذّباب

حمته مقاذيره أن ينالا(٢)

حتى رأيت مسلم بن الوليد قد سبق إلى هذا المعنى، فأحسن غاية الإحسان فقال:

أمّا الهجاء فدقّ عرضك دونه

والمدح عنك كما علمت جليل(٣)

فاذهب فأنت طليق عرضك إنّه

عرض عززت به وأنت ذليل

____________________

(١) ديوانه: ١٦٣.

(٢) من نسخة بحاشية الأصل: (مقاذره).

(٣) ملحقات ديوانه: ٢٤٢.

٥١٧

[٣٧]

مجلس آخر [المجلس السابع والثلاثون:]

تأويل آية:( قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ )

إن سأل سائل عن قوله تعالى حاكيا عن يوسفعليه‌السلام :( قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ ) ، [يوسف: ٣٣].

فقال: إذا كانت المحبة عندكم هي الإرادة، فهذا تصريح من يوسفعليه‌السلام بإرادة المعصية؛ لأن حبسه في السجن، وقطعه عن التصرف معصية من فاعله؛ وقبيح من المقدم عليه؛ وهو في القبح يجري مجرى ما دعى إليه من الزنا. وقوله من بعد:( وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَ ) يدل على أنّ امتناعه من القبيح(١) مشروط بمنعهنّ وصرفهنّ(١) عن كيده؛ وهذا بخلاف مذهبكم، لأنكم تذهبون إلى أنّ ذلك لا يقع منه؛ صرف النّسوة عن كيده، أو لم يصرفهنّ.

الجواب، قلنا: أما قوله:( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) ففيه وجهان من التأويل:

أولهما أنّ المحبّة متعلقة في ظاهر الكلام بما لا يصحّ في الحقيقة أن يكون محبوبا مرادا؛ لأنّ السجن إنما هو الجسم، والأجسام لا يجوز أن يريدها؛ وإنما يريد الفعل فيها، أو المتعلّق بها؛ والسجن نفسه(٢) ليس بطاعة ولا معصية، وإنما الأفعال فيه قد تكون طاعات ومعاصي بحسب الوجوه التي يقع عليها؛ وإدخال القوم يوسفعليه‌السلام الحبس، أو إكراههم له على دخوله معصية منهم؛ وكونه فيه وصبره على ملازمته، والمشاقّ التي تناله باستيطانه طاعة منه وقربة، وقد علمنا أنّ ظالما لو أكره مؤمنا على ملازمة بعض المواضع، وترك

____________________

(١ - ١) د، ف: (مشروط بمنعهم وصرفهم).

(٢) حاشية ف (من نسخة): (وحده).

٥١٨

التصرّف في غيره لكان فعل المكره حسنا، وإن كان فعل المكره قبيحا. وهذه الجملة تبيّن ألاّ ظاهر في الآية(١) يقتضي ما عنده؛ وأنه لا بدّ من تقدير محذوف يتعلق بالسّجن؛ وليس لهم أن يقدّروا ما يرجع إلى الحابس من الأفعال؛ إلاّ ولنا أن نقدّر ما يرجع إلى المحبوس؛ وإذا احتمل الكلام الأمرين، ودلّ الدليل على أنّ النبيعليه‌السلام لا يجوز أن يريد المعاصي والقبائح اختصّ المحذوف المقدّر بما يرجع إليه مما ذكرناه، وذلك طاعة لا لوم على مريده ومحبّه.

فإن قيل: كيف يجوز أن يقول:( السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) ، وهو لا يحبّ ما دعوه جملة؛ ومن شأن هذه اللفظة أن تدخل بين ما وقع(٢) فيه اشتراك في معناها؛ وإن فضّل البعض على البعض؟

قلنا: قد تستعمل هذه اللفظة في مثل هذا الموضع؛ وإن لم يكن في معناها اشتراك على الحقيقة، ألا ترى أنّ من خيّر بين ما يحبه وما يكرهه جائز أن يقول: هذا أحبّ إلي من هذا، وإن لم يجز مبتدئا أن يقول من غير أن يخيّر: هذا أحبّ إلي من هذا، إذا كان لا يحبّ أحدهما جملة!

وإنما يسوغ ذلك على أحد الوجهين دون الآخر؛ من حيث كان المخيّر بين الشيئين لا يخيّر بينهما إلاّ وهما مرادان له، أو مما يصحّ أن يريدهما، فموضوع التخيير يقتضي ذلك، وإن حصل فيما ليس هذه صفته، والمجيب على(٣) هذا متى قال: كذا أحبّ إلي من كذا كان مجيبا على ما يقتضيه موضوع التخيير، وإن لم يكن الأمران يشتركان في تناول محبته.

وما يقارب ذلك قوله تعالى:( قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ ) ؛ [الفرقان: ١٥]، ونحن نعلم ألاّ خير في العقاب؛ وإنما حسن ذلك لوقوعه موقع التوبيخ والتقريع على اختيار

____________________

(١) حاشية ف (من نسخة): (للآية).

(٢) حاشية ف (من نسخة): (يقع).

(٣) حاشية ف (من نسخة): (عن هذا).

٥١٩

المعاصي على الطاعات، وأنهم ما ركبوا المعاصي وآثروها على الطاعات إلاّ لاعتقادهم(١) أنّ فيها خيرا ونفعا، فقيل: أذلك خير على ما تظنونه وتعتقدونه، أم كذا وكذا؟

وقد قال قوم في قوله تعالى:( أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ ) إنما حسن ذلك لاشتراك الحالين في باب المنزلة، وإن لم يشتركا في الخير والنفع، كما قال تعالى:( خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) ؛ [الفرقان: ٢٤]، ومثل هذا يتأتّى في قوله تعالى:( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ ) لأنّ الأمرين - يعني المعصية ودخول السجن - مشتركان في أنّ لكل منهما داعيا، وعليه باعثا، وإن لم يشتركا في تناول المحبة، فجعل اشتراكهما في داعي المحبة اشتراكا في المحبة نفسها وأجرى اللّفظ على ذلك.

ومن قرأ هذه الآية بفتح السين فالتأويل أيضا ما ذكرناه؛ لأن (السّجن) المصدر، فيحتمل أن يريد: أنّ سجني لهم نفسي، وصبري على حبسهم أحبّ إلي من مواقعة المعصية؛ ولا يرجع بالسجن إلى فعلهم بل إلى فعله.

والوجه الثاني أن يكون معنى( أَحَبُّ إِلي ) أي أهون عندي وأسهل عليّ؛ وهذا كما يقال لأحدنا في الأمرين يكرههما معا: إن فعلت كذا وإلا فعل بك كذا وكذا؛ فيقول: بل كذا أحبّ إلي، أي بمعنى أسهل وأخفّ، وإن كان لا يريد واحدا منهما؛ وعلى هذا الجواب لا يمتنع أن يكون إنما عنى فعلهم به دون فعله، لأنه لم يخبر عن نفسه بالمحبة التي هي الإرادة؛ وإنما وضع أَحَبُ موضع أخف، والمعصية قد تكون أهون وأخفّ من أخرى.

وأما قوله:( وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَ ) فليس المعنى فيه على ما ظنّه السائل؛ بل المراد: متى لم تلطف لي ممّا يدعوني إلى مجانبة المعصية، ويثنيني إلى تركها ومفارقتها صبوت؛ وهذا منهعليه‌السلام على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى، والتسليم لأمره، وأنه لولا معونته ولطفه ما نجا من كيدهنّ؛ ولا شبهة في أن النبيعليه‌السلام إنما يكون

____________________

(١) حاشية ف (من نسخة): (لاعتقادتهم).

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559