مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٢

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل9%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 614

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 614 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 352601 / تحميل: 5787
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

والهموم » ؟ قال: بلى، قال: « فذلك مما يجز به ».

۱۴۱۰ / ۳۴ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد، اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عاد رجلا من الانصار، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « الحمى طهور من رب غفور » فقال المريض: الحمى يقوم بالشيخ حتّى يزيره القبور، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « فليكن ذا »، قال: فمات في مرضه ولم يصل عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

۱۴۱۱ / ۳۵ - وبهذا الاسناد: عن علي عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: اربعة يستأنفون (۱) العمل: المريض إذا برئ، والمشرك إذا اسلم، والمنصرف من الجمعة ايماناً واحتساباً، والحاج إذا فرغ (۲) ».

۱۴۱۲ / ۲۶ - وبهذا الاسناد: عنه عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: يكتب انين المريض، فان كان صابرا كتب حسنات، وان كان جزعاً كتب هلوعاً لا اجر له ».

۱۴۱۳ / ۳۷ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: ساعات الوجع يذهبن ساعات الخطايا ».

______________

۳۴ - الجعفريات ص ۲۰۰.

۳۵ - الجعفريات ص ۳۳.

(۱) في المصدر: يستأنف

(۲) إذا فرغ: ليس في المصدر.

۳۶ - الجعفريات ص ۲۱۱.

۳۷ - الجعفريات ص ۲۴۵.

٦١

۱۴۱۴ / ۳۸ - الحسين بن السعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « ان الرب ليتعاهد المؤمن، فما يمر به اربعون صباحاً الا تعاهده، اما بمرض في جسده، واما بمصيبة في اهله وماله، أو مصيبة (۱) من مصيبات (۲) الدنيا، ليأجره الله عليه ».

۱۴۱۵ / ۳۹ - وعن الصباح بن سيابة قال: قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام: ما اصاب المؤمن من بلاء فبذنب ؟ قال: « لا، ولكن ليسمع انينه وشكواه ودعاءه، الذي يكتب له الحسنات (۱)، وتحط عنه السيئات، وتذخر (۲) له يوم القيامة ».

۱۴۱۶ / ۴۰ - أبوعلي محمّد بن همام في كتاب التمحيص: عن العلاء، عن ابي الحسن عليه‌السلام قال: « حمى ليلة كفارة سنة ».

۱۴۱۷ / ۴۱ - وعن جابر بن عبدالله: ان علي بن الحسين عليهما‌السلام، كان إذا رأى المريض قد برئ قال له: « هنأك (۱) الطهور من الذنوب ».

______________

۳۸ - المؤمن ص ۲۲ ح ۲۶.

(۱) في المصدر: بمصيبة.

(۲) في المصدر: مصائب.

۳۹ - المؤمن ص ۲۴ ح ۳۴.

(۱) في المصدر: بالحسنات.

(۲) وفيه: وتدخر.

۴۰ - التمحيص ص ۴۲ ح ۴۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۱۸۶ ح ۳۹.

۴۱ - التمحيص ص ۴۲ ح ۴۶، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۲۴ ح ۳۲.

(۱) في المصدر: يهنيك.

٦٢

۱۴۱۸ / ۴۲ - وعن جابر، عن ابي جعفر عليه‌السلام، قال: « يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصالح، مثل ما كان يكتب له في حقه في صحته، ويكتب للكافر من العمل السئ، مثل ما كان يكتب له في صحته، ثم قال: يا جابر ما اشد هذا من حديث ».

۱۴۱۹ / ۴۳ - وعن عبدالله بن سنان قال: سمعت ابا عبدالله عليه‌السلام يقول: « الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في ارضه، وهي حظ المؤمن من النار ».

۱۴۲۰ / ۴۴ - وعن ابي بصير، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: الحمى رائد الموت، وسجن الله في الارض، يحبس بها من يشاء من عباده، وهي تحت الذنوب، كما يحات (۱) الوبر عن سنام البعير ».

۱۴۲۱ / ۴۵ - وعن أبي سلمة قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لاعرابي: « هل تأخذ بك (۱) ام ملدم قط » ؟ قال: وما ام ملدم ؟ قال: « حر بين الجلد واللحم »، قال: لا. قال: « يأخذك (۲) الصداع قط ؟ » قال: وما الصداع ؟ قال: « عرق يضرب الانسان في

______________

۴۲ - التمحيص ص ۴۲ ح ۴۸.

۴۳ - التمحيص ص ۴۳ ح ۴۹.

۴۴ - التمحيص ص ۴۳ ح ۵۰.

(۱) يحات اي تناثر، والحت: حك الشئ وإزالته (مجمع البحرين ج ۲ ص ۱۹۷).

۴۵ - التمحيص ص ۴۳ ح ۵۱.

(۱) في المصدر: أخذتك

(۲) وفيه: فأخذك.

٦٣

رأسه » قال: ما وجدت هذا قط فلما ولى، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من سره ان ينظر إلى رجل من اهل النار، فلينظر إلى هذا ».

۱۴۲۲ / ۴۶ - وعن جابر بن عبدالله قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة، الا حط الله به من خطاياه ».

۱۴۲۳ / ۴۷ - الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن الباقر عليه‌السلام قال: « سهر ليلة من مرض، افضل (۱) من عبادة سنة »

۱۴۲۴ / ۴۸ - ابن فهد في عدة الداعي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إذا كان العبد على طريقة من الخير، فمرض أو سافر أو عجز عن العمل بكبر، كتب الله له مثل ما كان يعمل (۱)، ثم قرأ: ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) (۲) ».

۱۴۲۵ / ۴۹ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال العالم عليه‌السلام: « كلّ علة تسارع في الجسم، ينتظر ان يؤمر فيأخذ، الا الحمى فانها ترد وروداً ».

وروي: انها حظ المؤمن من النار.

______________

۴۶ - التمحيص ص ۴۳ ح ۵۲.

۴۷ - مكارم الاخلاق ص ۳۵۸، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۰۰ ح ۵۷.

(۱) في المصدر: مرض أو وجع افضل واعظم اجرا من.

۴۸ - عدة الداعي ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۱۹۲ ح ۵۰.

(۱) في المصدر: يعمله.

(۲) التين ۹۵: ۶.

۴۹ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۴۶.

٦٤

واروي عن العالم عليه‌السلام، انه قال: « ايام الصحة محسوبة، وايام العلة محسوبة، ولا يزيد هذه ولا ينقص هذه ».

وروي: لا خير في بدن لا يألم، ولا في مال لا يصاب، فسئل العالم عليه‌السلام عنه وعن معنى هذا، فقال عليه‌السلام: « ان البدن إذا صح اشر وبطر، فإذا اعتل ذهب ذلك عنه، فان صبر جعل كفارة لما قد اذنب، وان لم يصبر جعله وبالا عليه ».

وروي: « حمى ساعة كفارة سنة ».

وروي: انه إذا كان يوم القيامة، يود اهل البلاء والمرض، ان لحومهم قد قرضت بالمقاريض، لما يرون من جزيل ثواب العليل.

۱۴۲۶ / ۵۰ - البحار - عن كتاب الامامة والتبصرة - عن احمد بن علي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن آبائه عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « السقم يمحو الذنوب ».

وقال: صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ساعات الوجع، يذهبن ساعات الخطايا ».

۱۴۲۷ / ۵۱ - الصفواني في كتاب التعريف: عن الصادق عليه‌السلام: « الصبر والبلاء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور، وان البلاء والجزع يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع ».

______________

۵۰ - البحار ج ۶۷ ص ۲۴۴ ح ۸۳ بل عن جامع الاحاديث ص ۱۳.

۵۱ - التعريف ص ۵.

٦٥

۱۴۲۸ / ۵۲ - وروي: ان المؤمن بين بلاءين، اول هو فيه منتظر به بلاء ثان، فان هو صبر للبلاء الأول كشف عنه الأول والثاني، وانتظره البلاء الثالث فلا يزال كذلك حتّى يرضى.

۲ - ( باب استحباب احتساب مرض الولد والعمى ونحوه )

۱۴۲۹ / ۱ - الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال: « ان العبد يكون له عند ربه درجة لا يبلغها بعمله، فيبتلى في جسده أو يصاب في ماله أو يصاب في ولده، فان هو صبر بلغه الله اياه ».

۱۴۳۰ / ۲ - ابن فهد في عدة الداعي، عن جابر قال: اقبل رجل اصم اخرس حتّى وقف على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأشار بيده، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: (اعطوه صحيفة حتّى يكتب فيها ما يريد. فكتب: اني اشهد ان لا اله الا الله وان محمّدا رسول الله) (۱) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « اكتبوا له كتابا تبشرونه بالجنة، فانه ليس من مسلم يفجع بكريمته أو بلسانه أو بسمعه أو برجله أو بيده، فيحمد الله على ما اصابه ويحتسب عند الله ذلك الا نجاه من ذلك (۲) وادخله الجنة ».

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ان لاهل البلايا في

______________

۵۲ - التعريف ص ۵.

الباب - ۲

۱ - المؤمن ص ۲۶ ح ۴۵.

۲ - عدة الداعي ص ۱۱۷، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۱۹۳ ح ۵۰.

(۱) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(۲) في المصدر: النار.

٦٦

الدنيا درجات في الآخرة ما تنال بالاعمال، حتّى ان الرجل ليتمنى ان جسده في الدنيا كان يقرض بالمقاريض مما يرى من حسن ثواب الله لاهل البلاء من الموحدين، فان الله لا يقبل العمل في غير الاسلام ».

۱۴۳۱ / ۳ - القطب الراوندي في دعواته: قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « لا يذهب حبيبتا (۱) عبد، فيصبر ويحتسب الا ادخل الجنة ».

۱۴۳۲ / ۴ - البحار - عن اعلام الدين للديلمي - قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « إذا مرض الصبي كان مرضه كفارة لوالديه ».

۳ - ( باب استحباب كتم المرض، وترك الشكوى منه )

۱۴۳۳ / ۱ - الشيخ المفيد رحمه الله في اماليه: عن الحسن بن حمزة العلوي، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن ابراهيم، عن ابي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: اربعة من كنوز الجنة (۱)، كتمان الحاجة، وكتمان الصدقة، وكتمان المرض، وكتمان المصيبة ».

______________

۳ - دعوات القطب الراوندي ص ۷۶، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۱۷۴ ح ۱۱.

(۱) الحبيبتان: العينان.

۴ - البحار ج ۸۱ ص ۱۹۷ ح ۵۴، عن اعلام الدين ص ۱۲۵.

الباب - ۳

۱ - امالي المفيد ص ۸، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۰۸ ح ۲۲.

(۱) في المصدر: البر.

٦٧

۱۴۳۴ / ۲ - علي بن ابراهيم في تفسيره: عن محمّد بن ادريس، عن محمّد بن احمد، عن محمّد بن سيار، عن المفضل، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: من شكا مصيبة نزلت به، فانما يشكو ربه ».

۱۴۳۵ / ۳ - القطب الراوندي في دعواته: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « اربع من كنوز الجنة: كتمان الفاقة، وكتمان الصدقة، وكتمان المصيبة، وكتمان الوجع ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من كنوز البر: كتمان المصائب، والامراض، والصدقة » (۱).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « يقول الله عزّوجلّ: ايما عبد من عبيدي مؤمن، ابتليته ببلاء على فراشه، فلم يشك إلى عواده، ابدلته لحماً خيرا من لحمه، ودماً خيراً من دمه، فان قبضته فالى رحمتي، وان عافيته عافيته وليس له ذنب » فقيل يا رسول الله ما لحم خير من لحمه ؟ قال: « لحم لم يذنب » (۲).

واوحى الله إلى عزير عليه‌السلام: يا عزير إذا وقعت في معصية فلا تنظر إلى صغرها، ولكن انظر من عصيت، وإذا اوتيت رزقاً مني فلا تنظر إلى قلته، ولكن انظر من اهداه، وإذا نزلت اليك بلية فلا تشك إلى خلقي، كما لا اشكوك إلى ملائكتي، عند صعود مساوئك وفضائحك (۳).

______________

۲ - تفسير علي بن ابراهيم القمي ج ۱ ص ۳۸۱ وتفسير البرهان ج ۲ ص ۳۵۴ ح ۱.

۳ - دعوات القطب الراوندي ص ۷۲، عه في البحار ج ۸۱ ص ۲۰۸ ح ۲۳.

(۱) و (۲) نفس المصدر ص ۷۳.

(۳) نفس المصدر ص ۷۴.

٦٨

۱۴۳۶ / ۴ - جامع الاخبار: قال الباقر عليه‌السلام: « يا بني من كتم بلاء ابتلي به من الناس، وشكا ذلك (۱) إلى الله عزّوجلّ، [ كان ] (۲) حقاً على الله ان يعافيه من ذلك البلاء ».

۱۴۳۷ / ۵ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام قال: « المريض في سجن الله، ما لم يشك إلى عواده، تمحى سيئاته ».

۱۴۳۸ / ۶ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال العالم عليه‌السلام: « حمى يوم كفارة ستين سنة، إذا قبلها بقبولها »، قيل: وما قبولها ؟ قال: « ان يحمد الله ويشكره ويشكو إليه، ولا يشكوه، وإذا سئل عن خبره، قال خيراً ».

۱۴۳۹ / ۷ - نهج البلاغة: قال عليه‌السلام في مدح رجل: « وكان لا يشكو وجعاً الا عند برئه ».

۱۴۴۰ / ۸ - أبوعلي محمّد بن همام في كتاب التمحيص: عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه‌السلام: ما الصبر الجميل ؟ قال: « ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى احد من الناس، ان ابراهيم عليه‌السلام، بعث يعقوب عليه‌السلام إلى راهب من الرهبان، عابد من العباد، في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه ابراهيم، فوثب إليه فاعتنقه، ثم

______________

۴ - جامع الاخبار ص ۱۳۳ فصل ۷۰، عنه في البحارج ۸۱ ص ۲۱۱ ح ۲۸.

(۱) ذلك: ليس في المصدر.

(۲) اثبتناه من المصدر.

۵ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۱۷، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۱۱ ح ۲۹.

۶ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۴۶.

۷ - نهج البلاغة ج ۳ ص ۲۲۳ ح ۲۸۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۰۴ ح ۸.

۸ - التمحيص ص ۶۳ ح ۱۴۳.

٦٩

قال له: مرحبا بخليل الرحمن، فقال يعقوب: اني لست بخليل الرحمن، ولكني يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم، فقال الراهب: فما (۱) بلغ بك ما ارى من الكبر ؟ قال: الهم والحزن والسقم، قال: فما جاز عتبة الباب حتّى أوحى الله إليه: شكوتني إلى العباد، فخر ساجدا عند عتبة الباب يقول: رب لا اعود، فأوحى الله إليه: اني قد غفرت لك فلا تعد إلى مثلها، فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا، الا انه قال يوما: ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (۲) ».

ورواه العياشي في تفسيره: عن جابر، مثله (۳).

ورواه السيد علي بن طاووس في سعد السعود - عن تفسير الحافظ بن عقدة - عن عثمان بن عيسى، عن المفضل، عن جابر (۴).

۱۴۴۱ / ۹ - العياشي في تفسيره: عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « ان يعقوب اتى ملكا بناحيتكم (۱) يسأله الحاجة، فقال له الملك: انت ابراهيم ؟ قال: لا، قال: وانت اسحاق بن ابراهيم ؟ قال: لا، قال: فمن انت ؟ قال: انا يعقوب بن اسحاق، قال: فما بلغ بك ما ارى مع حداثة السن ؟ قال: الحزن على النبي يوسف، قال: لقد بلغ بك الحزن يا يعقوب

______________

(۱) في التمحيص: فما الذي.

(۲) يوسف ۱۲: ۸۶.

(۳) تفسير العياشي ج ۲ ص ۱۸۸ ح ۵۷، عنه في البحار ج ۱۲ ص ۳۱۰ ح ۱۲۳.

(۴) سعد السعود ص ۱۲۰. عنه في البحار ج ۷۱ ص ۹۳ ح ۴۷.

۹ - تفسير العياشي ج ۲ ص ۱۸۹ ح ۶۱.

(۱) في المصدر: بناحيتهم.

٧٠

كل مبلغ، فقال: انا معاشر الانبياء، اسرع شئ البلاء الينا، ثم الامثل فالامثل من الناس، فقضى حاجته، فلما جاوز بابه هبط عليه جبرئيل فقال له: يا يعقوب ربك يقرئك السلام ويقول لك: شكوتني إلى الناس، فعفر وجهه بالتراب، وقال: يا رب زلة اقلنيها، فلا اعود بعد هذا ابداً، ثم عاد إليه جبرئيل فقال: يا يعقوب ارفع رأسك ان ربك يقرئك السلام ويقول لك: قد اقلتك فلا تعد تشكوني إلى خلقي، فما رئي ناطقاً بكلمة ما كان فيه حتّى اتاه بنوه، فصرف وجهه إلى الحائط وقال ( إِنَّمَا أَشْكُو ... ) (۲) » الآية.

۴ - ( باب استحباب ترك المداواة مع إمكان الصبر وعدم الخطر خصوصاً من الزكام والدماميل والرمد والسعال وما ينبغي التداوي به ووجوبه عند الخطر بالترك )

۱۴۴۲ / ۱ - الصدوق في الخصال: عن ابيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده، عن ابي بصير ومحمّد بن مسلم، عن الصادق، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام، قال: « لا يتداوى المسلم حتّى يغلب مرضه على (۱) صحته ».

۱۴۴۳ / ۲ - القطب الراوندي في دعواته: وروي اجتنب الداء ما لزمتك الصحة، فإذا حسست بحركة الداء فاحزمه بما يردعه قبل استعجاله.

______________

(۲) يوسف ۱۲: ۸۶.

الباب - ۴

۱ - الخصال ص ۶۲۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۰۳ ح ۵.

(۱) على: ليس في المصدر والبحار.

۲ - دعوات القطب الراوندي ص ۲۹، عنه في البحار ج ۶۲ ص ۲۶۹ ح ۵۹.

٧١

۱۴۴۴ / ۳ - فقه الرضا عليه‌السلام: اروي عن العالم عليه‌السلام، انه قال: « راس الحمية الرفق بالبدن ».

وروي: اجتنب الدواء ما تحمل (۱) بدنك الداء، فإذا لم يحتمل الداء فليداو (۲).

واروي عنه عليه‌السلام، انه قال: « اثنان عليلان ابداً صحيح محتمي وعليل مخلط ».

۱۴۴۵ / ۴ - نهج البلاغة: قال عليه‌السلام: « لا تضطجع ما استطعت القيام من العلة ».

۵ - ( باب جواز الشكوى إلى المؤمن دون غيره )

۱۴۴۶ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: وروى من شكا إلى اخيه المؤمن فقد شكا إلى الله، ومن شكا إلى غيره فقد شكا الله.

۱۴۴۷ / ۲ - كتاب التمحيص: لأبي علي محمّد بن همام، عن يونس بن عمار، قال: سمعت ابا عبدالله عليه‌السلام يقول: « ايّما مؤمن شكا حاجته وضره إلى كافر أو إلى من يخالفه على دينه فانما شكا (۱) إلى

______________

۳ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۴۶.

(۱) في المصدر: ما احتمل.

(۲) هذا ما استظهره المؤلف « ره »، وفي الأصل: فلادواء.

۴ - نهج البلاغة: لم نجد هذه العبارة. ورواه عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۰۴ ح ۷.

الباب - ۵

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۴۶.

۲ - التمحيص ص ۶۱ ح ۱۳۴، عوه في البحار ج ۷۲ ص ۳۲۷ ح ۱۰.

(۱) في نسخة من المصدر: شكاالله.

٧٢

عدو من اعداء الله، وايما مؤمن شكا حاجته وضره إلى مؤمن مثله كانت شكواه إلى الله عزّوجلّ ».

۱۴۴۸ / ۳ - أبوالفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « من ابدى إلى الناس ضره فقد فضح نفسه »، ويأتي في ابواب الصدقات من كتاب الزكاة باقي اخبار الباب.

۶ - ( باب استحباب عيادة المريض المسلم، وكراهة ترك عيادته )

۱۴۴۹ / ۱ - ابن الشيخ الطوسي في اماليه: عن ابيه، عن المفيد، عن محمّد بن الحسين الخلال، عن الحسن بن الحسين الانصاري، عن زفر بن سليمان، عن اشرس الخراساني، عن ايوب السجستاني، عن ابي قلابة قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عاد مريضاً فانه يخوض في الرحمة، واومأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى حقويه (۱)، فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة ».

۱۴۵۰ / ۲ - وعن ابيه، عن جماعة، عن ابي المفضل الشيباني، عن احمد بن اسحاق بن بهلول، عن ابيه، عن جد، عن ابي شيبة، عن ابي اسحاق، عن الحارث الهمداني، عن علي عليه‌السلام، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « ان للمسلم على اخيه، ستا من

______________

۳ - كنز الفوائد ص ۲۸۹.

الباب - ۶

۱ - امالي الطوسي ج ۱ ص ۱۸۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۱۵ ح ۶.

(۱) الحِقو والحَقو: الكشح وقيل: معقد الازار، وفي الصحاح: الحقو: الخصر ومشد الازار من الجنب (لسان العرب - حقا - ج ۱۴ ص ۱۸۸.

۲ - امالي الطوسي ج ۲ ص ۹۲، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۱۷ ح ۸.

٧٣

المعروف: يسلم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض ... » الخبر.

۱۴۵۱ / ۳ - علي بن عيسى في كشف الغمة: عن علي عليه‌السلام قال: « كان جبرئيل ينزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، في مرضه الذي قبض فيه، في كلّ يوم وفي كلّ ليلة، فيقول: السلام عليك، ان ربك يقرئك السلام فيقول: كيف تجدك ؟ وهو اعلم بك، ولكنه اراد ان يزيدك كرامة وشرفا، إلى ما اعطاك على الخلق، واراد ان يكون عيادة المريض سنة في امتك... » الخبر.

۱۴۵۲ / ۴ - أبوعبدالله محمّد بن علي الحسيني في كتاب التعازي: بالسند الآتي في الخاتمة، عن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام، عن ابيه، انه دخل عليه رجل وقرشي فقال: « ا لا احدثكما عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قالا: بلى، حدّثنا عن ابي القاسم صلى‌الله‌عليه‌وآله، قال: سمعت من ابي بكرة، عن ابيه، ان علي بن ابي طالب عليه‌السلام كان يقول: لما كان قبل وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بثلاثة ايام، هبط جبرئيل فقال: يا محمّد، ان الله عزّوجلّ ارسلني اليك اكراماً لك، وتفضيلا لك، وخاصة لك، يسألك عما هو اعلم به منك ... » الخبر.

۱۴۵۳ / ۵ - الشيخ الطوسي في مجالسه: عن جماعة، عن ابي المفضل، عن علي بن اسماعيل، عن علي بن الحسن العبدي، عن الحسن بن بشر، عن قيس بن الربيع، عن الاعمش، عن شقيق، عن عبدالله

______________

۳ - كشف الغمة ج ۱ ص ۱۷.

۴ - التعازي ص ۲ ح ۱.

۵ - امالي الطوسي ج ۲ ص ۲۵۲، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۲۲ ح ۲۵.

٧٤

قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « اجيبوا الداعي، وعودوا المريض، واقبلوا الهدية، ولا تظلموا المسلمين ».

۱۴۵۴ / ۶ - وعن جماعة، عن ابي المفضل، عن اسماعيل بن موسى، عن عبدالله بن عمر بن ابان، عن معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن ابي ثابت، عن عطاء، عن ابن عباس قال، قيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: كيف اصبحت ؟ قال: « بخير من قوم لم يشهدوا جنازة، ولم يعودوا مريضا ».

۱۴۵۵ / ۷ - الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام [ انه ] (۱) قال لبعض اصحابه: « تذهب بنا نعود فلاناً » قال: فذهبت معه، فإذا أبوموسى الاشعري جالس عنده، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « يا ابا موسى، اعائداً جئت ام زائراً ؟ » فقال: لا بل عائداً. فقال: « اما ان المؤمن إذا عاد اخاه المؤمن، صلى عليه سبعون الف ملك، حتّى يرجع إلى اهله ».

۱۴۵۶ / ۸ - وعن ابي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: ايما مسلم عاد مريضاً من المؤمنين خاض رمال الرحمة، فإذا جلس إليه غمرته الرحمة، فإذا رجع إلى منزله شيعه سبعون الف ملك، حتّى يدخل إلى منزله، كلهم يقولون: الا طبت وطابت لك الجنة ».

______________

۶ - امالي الطوسي ج ۲ ص ۲۲۳ ح ۳۹.

۷ - المؤمن ص ۵۹ ح ۱۴۹.

(۱) اثبتناه من المصدر.

۸ - المؤمن ص ۶۰ ح ۱۵۴.

٧٥

۱۴۵۷ / ۹ - وعن ابي جعفر وابي عبدالله عليهما‌السلام قالا: « إذا كان يوم القيامة، اوتي (۱) العبد المؤمن إلى الله عزّوجلّ فيحاسبه حساباً يسيراً، ثم يعاتبه، فيقول: يا مؤمن ما منعك ان تعودني حيث مرضت، فيقول المؤمن: انت ربي، وانا عبدك، انت الحي الذي لا يصيبك الم ولا نصب، فيقول الرب عزّوجلّ: من عاد مؤمناً فقد عادني، ثم يقول (۲) عزّوجلّ: هل تعرف فلان بن فلان ؟ فيقول: نعم فيقول: ما منعك ان تعوده حيث مرض، اما لو عدته لعدتني ثم لوجدتني عند سؤلك (۳)، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك، ثم لم اردك عنها ».

۱۴۵۸ / ۱۰ - وعن ابي جعفر عليه‌السلام قال: « ايما مؤمن زار مؤمناً كان زائراً لله عزّوجلّ، وايما مؤمن عاد مؤمناً خاض الرحمة خوضاً، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإذا انصرف وكل الله به سبعين الف ملك، يستغفرون له ويسترحمون عليه، ويقولون: طبت وطابت لك الجنة، إلى تلك الساعة من الغد، وكان له خريف من الجنة ».

قال الراوي: وما الخريف جعلت فداك ؟ قال: « زاوية في الجنة، يسير الراكب فيها اربعين عاماً ».

۱۴۵۹ / ۱۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدّثني موسى

______________

۹ - المؤمن ص ۶۱ ح ۱۵۶.

(۱) في احدى نسخ المصدر: ادني.

(۲) في المصدر: يقول الله.

(۳) وفيه: سؤلك.

۱۰ - المؤمن ص ۶۱ ح ۱۵۸.

۱۱ - الجعفريات ص ۲۴۰.

٧٦

قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابى طالب عليهم‌السلام، انه قال: « من احسن الحسنات عيادة المريض ».

۱۴۶۰ / ۱۲ - وبهذا الاسناد: عن علي بن ابى طالب عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من زار اخاً له في الله تعالى، أو عاد مريضاً، نادى مناد من السماء طيبوا طاب ممشاكم بثواب من الجنة مبارك ».

ورواه السيد الراوندي في نوادره، هكذا: طبت وطاب ممشاك تبوّأت من الجنة منزلك.

۱۴۶۱ / ۱۳ - وبهذا الاسناد: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « سر ميلاً عد مريضاً ».

۱۴۶۲ / ۱۴ - وبهذا الاسناد: عنه عليه‌السلام: « ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عاد يهودياً في مرضه ».

۱۴۶۳ / ۱۵ - البحار - عن اعلام الدين للديلمي - عن الصادق عليه‌السلام، انه قال لخيثمة: « ابلغ موالينا السلام، واوصيهم بتقوى الله والعمل الصالح، وان يعود صحيحهم مريضهم ... » الخبر.

۱۴۶۴ / ۱۶ - القطب الراوندي في دعواته: قال: قال النبي

______________

۱۲ - الجعفريات ص ۱۹۳ ونوادر الراوندي ص ۱۱.

۱۳ - الجعفريات ص ۱۸۶ ونوادر الراوندي ص ۵.

۱۴ - الجعفريات ص ۱۸۶.

۱۵ - البحار ج ۸۱ ص ۲۱۹ ح ۱۶، عن اعلام الدين ص ۲۱.

۱۶ - دعوات الراوندي ص ۱۰۱، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۲۴ ح ۳۱.

٧٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عاد مريضاً لم يزل في خرفة (۱) الجنة ».

قال في البحار: ورواه في شرح السنة عن ثوبان، وزاد في آخره قالوا: يا رسول الله وما خرفة الجنة ؟ قال خباها.

۱۴۶۵ / ۱۷ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله، انه قال لأبي ذر (رض): « جالس المساكين وعدهم إذا مرضوا، وصل عليهم إذا ماتوا، واجعل ذلك مخلصاً ».

۱۴۶۶ / ۱۸ - أبوالفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن جابر الانصاري، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « عائد المريض يخوض في البركة، فإذا جلس انغمس فيها ».

۱۴۶۷ / ۱۹ - البحار - عن المجازات النبوية للرضي - عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عاد مريضاً لم يزل يخوض الرحمة حتّى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها ».

۱۴۶۸ / ۲۰ - دعائم الإسلام: عن الحسن بن علي عليهما‌السلام، انه اعتل فعاده عمرو بن حريث، فدخل عليه على عليه‌السلام فقال: « يا عمرو تعود الحسن وفي النفس ما فيها وان ذلك ليس بمانعي ان أؤدي اليك نصيحة، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ما من عبد مسلم يعود مريضاً الا صلى عليه سبعون الف ملك من ساعته التي يعود فيها ان كانت نهاراً حتّى تغرب الشمس، أو ليلاً حتى

______________

(۱) في المصدر: غرفة.

۱۷ - دعوات الراوندي ص ۱۰۲ و ۱۲۸.

۱۸ - كنز الفوائد ص ۱۷۸، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۲۴ ح ۳۰.

۱۹ - البحار ج ۸۱ ص ۲۲۹ ح ۴۲ عن المجازات النبوية ص ۳۸۰ ح ۲۹۵.

۲۰ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۱۸، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۲۸ ح ۴۱.

٧٨

يطلع الفجر ».

۱۴۶۹ / ۲۱ - البحار - عن كتاب الامامة والتبصرة - عن سهل بن احمد، عن محمّد بن الاشعث، عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، عن ابيه، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « عيادة بني هاشم فريضة، وزيارتهم سنّة ».

۱۴۷۰ / ۲۲ - السيد أبوحامد محمّد بن عبدالله بن زهرة - ابن اخ ابن زهرة - في أربعينه: أخبرنا الشيخ أبوالحسن، قال: اخبرني الفقيه أبوالفتح، قال: اخبرنا عبد الواحد، قال: اخبرنا اسماعيل، قال: حدّثنا محمّد، قال: حدّثنا سلمة بن شبيب النيشابوري، قال: حدّثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن وهيب بن الورد، عن أبي منصور، عن ابان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عاد مريضاً فجلس عنده ساعة اجرى الله له عمل الف سنة لا يعصي الله فيها طرفة عين ».

۷ - ( باب تأكد استحباب العيادة في الصباح وفي المساء )

۱۴۷۱ / ۱ - الشيخ الطوسي رحمه الله في مجالسه: عن جماعة، عن ابي المفضل، عن مسدد بن ابي يوسف، عن اسحاق بن سيار، عن الفضل بن دكين، عن اسرائيل بن يونس، عن يزيد بن خيثم، عن ابيه، عن علي عليه‌السلام قال: « سمعت رسول الله

______________

۲۱ - البحار ج ۹۶ ص ۲۳۴ ح ۳۳، بل عن جامع الاحاديث للقمي ص ۱۸.

۲۲ - الاربعين لابن زهرة ح ۲۳.

الباب - ۷

۱ - امالي الشيخ الطوسي ج ۲ ص ۲۴۸، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۲۱ ح ۲۲.

٧٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ما من مسلم يعود مسلماً غدوة الا صلّى عليه سبعون الف ملك حتّى يمسي، وإذا عاده مساء صلى عليه سبعون الف ملك حتّى يصبح، وكان له خراف في الجنة ».

۱۴۷۲ / ۲ - وعن جماعة، عن ابي المفضل، عن عبدالله بن محمّد بن عبد العزيز، عن سريج بن يونس، عن هُشَيم بن بشير، عن يعلى بن عطا، عن عبدالله بن نافع، ان ابا موسى عاد الحسن بن علي عليهما‌السلام فقال علي عليه‌السلام: « اما انه لا يمنعنا ما في انفسنا عليك ان نحدثك بما سمعنا، انه من عاد مريضا شيعه سبعون الف ملك كلهم يستغفرون له ان كان مصبحاً حتّى يمسي وان كان ممسياً حتّى يصبح، وكان له خريف في الجنة ».

۱۴۷۳ / ۳ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام، انه عاد زيد بن ارقم فلما دخل عليه قال زيد: مرحبا بأميرالمؤمنين عائدا، وهو علينا عاتب، قال علي عليه‌السلام: « ان ذلك لم يكن يمنعني عن عيادتك، انه من عاد مريضا التماس رحمة الله وتنجز موعده، كان في خريف الجنة ما دام جالسا عند المريض، حتّى إذا خرج من عنده بعث الله ذلك اليوم سبعين الف ملك من الملائكة (۱) يصلون عليه حتّى الليل، وان عاد ممسيا كان في خريف الجنة ما كان جالسا عند المريض، فإذا خرج من عنده بعث الله سبعين الف ملك يصلون عليه حتّى الصباح، فأحببت ان اتعجل ذلك ».

______________

۲ - أمالي الشيخ الطوسي ج ۱ ص ۲۴۸، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۲۱ ح ۲۳.

۳ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۱۸، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۲۸ ح ۴۱.

(۱) في المصدر: ملائكته.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

الثالث: إنّ الرّافضة لو عقلت ما ذكروا هذا الحديث على استحقاق، لأنه شبّهه بهارون في الإستخلاف، ولم يحصل من استخلاف هارون إلّا الفتنة العظيمة والفساد الكبير بعبادة بني إسرائيل العجل، حتى أخذ موسى رأس أخيه يجرّه إليه. وكذلك حصل من استخلاف علي أيضاً، لما عرفت من قتل المسلمين يوم الجمل وفي صفّين، ووهن الإسلام، حتى طعنت فيه الأعداء، وإن لم يكن لا لوم على علي في ذلك، لكونه صاحب الحق، لكن لو لم يكن في خلافته مثل ذلك لكان أولى ».

النظر في كلامه والجواب عنه

نعم لقد أبدى هذا الرجل كوامن أضغانه، وأعلن أقصى عدوانه لأمير المؤمنينعليه‌السلام

ألا ترى إلى قوله: « لا دلالة فيه على إمامة علي »؟

أليس هذا هو قول النواصب؟

بل إنّه يقول: « إنّ في هذا الحديث دلالةً على عدم استحقاق علي للإمامة ».

فهل هذا الحديث الّذي يرويه أهل السنّة ويعترفون بصحّته وتواتره دليلُ على عدم استحقاق أمير المؤمنينعليه‌السلام الخلافة؟

أليس هذا مذهب النواصب والخوارج، وعلى خلاف أهل السنّة حيث يجعلونه أحد الخلفاء؟

وأيضاً: إذا كان هذا الحديث دليلاً على عدم الإستحقاق فالحديث المفترى الموضوع في حقّ الشيخين - المذكور سابقاً - دليل على عدم استحقاقهما كذلك فيكون ضرر هذا الهذر على الأعور من نفعه أكثر

٢٢١

لكنّه لم يكتف بهذا، بل جعل - في الوجه الثالث - يطعن في أمير المؤمنين وخلافته وشيعته فهل له من توجيةٍ معقول وتأويلٍ مقبول؟

في كلامه مطاعن لعلي أمير المؤمنين

لقد اشتملت عبارته على التشنيع والطّعن من وجوه:

١ - قوله: إن الرافضة لو عقلت ما ذكروا هذا الحديث حجة على استحقاق علي. يدل هذا الكلام على أنّ ذكر هذا الحديث والإحتجاج به على استحقاق الإمام يخالف العقل، ويدلّ على حمق وسفاهة ذاكره والمستدل به والحال أن ( الدهلوي ) يصرّح بأنّ هذا الحديث دليل - عند أهل السنة - على فضل الأمير وصحة إمامته في حينها، لدلالته على استحقاقه لها فيكون طعن الأعور متوجهاً إلى الشيعة والسنة معاً

٢ - قوله: « لأنه شبّهه بهارون في الإستخلاف، ولم يحصل من استخلاف هارون إلّا الفتنة العظيمة والفساد الكبير بعبادة بني إسرائيل العجل » تعليلٌ لنفي العقل عن الشّيعة باستدلالها بالحديث وهو يزعم أنّ نتيجة هذا التشبيه وقوع الفتنة والفساد الكبير من استخلاف أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما حصل ذلك بزعمه من استخلاف هارون.

٣ - قوله: « حتى أخذ موسى برأس أخيه يجرّه إليه » معناه: أنّ هارون كان هو السّبب فيما حصل، ولذلك فعل به موسى ذلك. وإنّما ذكر هذا لإثبات مزيد الطعن واللّوم على أمير المؤمنين، كما هو واضح.

٤ - قوله: « وكذلك حصل من استخلاف علي أيضاً، لما عرفت » تصريح بترتب كلّ ذلك الذي ترتب على استخلاف هارون بزعمه، على استخلاف أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٢٢٢

٥ -قوله: « أيضاً » تأكيد لحصول ما ذكر كما لا يخفى.

٦ - قوله: « لما عرفت من قتل المسلمين يوم الجمل والصفين » تصريح بالمراد والمقصود من « الفتنة العظيمة والفساد الكبير » في كلامه.

٧ - قوله: « ووهن الإسلام » يدل على أنّ قتالهعليه‌السلام الناكثين والقاسطين والمارقين كان سبب وهن الإسلام وضعف دين خير الأنامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٨ - قوله: « حتى طعنت الأعداء » معناه الإعتناء والإعتبار بطعن من طعن على أمير المؤمنينعليه‌السلام في قتاله لأولئك الذين قاتلهم

في كلامه تناقضات

وأمّا قوله: « وإنْ لم يكن لا لوم على علي » فإنّه إنما قاله أخيراً لرفع اللّوم على الإمامعليه‌السلام وبغضّ النظر عن كون عبارته ركيكةً - لأن نفي النفي إثبات - فإنّه هذه الجملة لا تجبر ما تفوَّه به أوّلاً في الطعن واللوم والتشنيع على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، بل غاية الأمر وقوع التهافت والتناقض في كلامه صدراً وذيلاً، وذلك ليس ببعيد من هؤلاء النصّاب، بل ذلك شأن جميع المبطلين الأقشاب

وتناقضه غير منحصر بهذا، ففي كلامه هنا تناقضات، وبيان ذلك:

إنّه قد صرّح في الوجه الأوّل بأنّ هذا الحديث إنّما قيل تسليةً لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « الأول: إنه قيل تسليةً لعلي لا تنصيصاً عليه » وقال: « فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم تسليةً: أما ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى ». ثم ناقض نفسه في الثاني فادّعى إنه دليل على نفي استحقاقه الإمامة والخلافة، ثم ادّعى في الثالث ترتّب الفساد العظيم على

٢٢٣

استخلافه فهذا تناقض، لأنه إن كان دليلاً على نفي الإستحقاق وكان دليلاً على حصول الفساد الكبير، فلا تحصل التسلية لعليٍّ ولا دفع إرجاف المنافقين في المدينة به، بل بالعكس، يكون الحديث - بناءً على ما ذكره - تأييداً وتصديقاً لما زعمته المنافقون، وتصحيحاً لطعن الطاعنين فيه.

وأيضاً: إنّه - وإنْ بلغت عداوته في الوجه الثالث إلى أقصى الغايات - اعترف بدلالة الحديث على الخلافة، حيث قال فيه: « لأنه شبّهه بهارون في الإستخلاف » فهذا الكلام نصٌّ صريح في الدّلالة على ذلك، لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شبّه أمير المؤمنين بهارون في الإستخلاف، وظاهر أن ليس مراد الأعور من هذا الإستخلاف هو الإستخلاف حال الحياة لعدم وقوع أي فتنةٍ أو فساد حينذاك، فالمراد هو الإستخلاف بعد المماة. وإذْ ثبت تشبيه النبي علياً بهارون في الإستخلاف بعد المماة ثبت دلالة الحديث على الخلافة بالبداهة وإذا كان هذا حاصل كلامه في الوجه الثالث، فقد ناقض مدّعاه حيث نفى الدلالة على الخلافة قائلاً: « لا دلالة فيه على إمامة علي ».

وأمّا الأشياء الأخرى التي زعمها في ذاك الوجه - أعني الثالث - فهي لا تدلّ إلّاعلى كفره ونفاقه

وقال نجم الدين خضر بن محمد بن علي الرازي في ( التوضيح الأنور بالححج الواردة لدفع شبه الأعور ) في هذا المقام:

« وجه الشبه هو القرب والفضيلة، لا ما توهّمه من الفساد الكبير والفتنة العظيمة، وإلّا لم يكن تسليةً بل مذمة وتخطئة، وهو باطل بالإجماع. على أن الفتنة والفساد لم يحصل من نفس الإستخلاف بل من أهوائهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة، وإلا لكان القدح في النبي المستخلف.

وعلي ما قتل إلّا البغاة الناكثين والقاسطين والمارقين، عملاً بقول رب

٢٢٤

العالمين:( فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ ) . ووهن الإسلام من فعل المخالفين اللئام، وطعن الأعداء لقلّة بصارتهم ومتابعة الأهواء.

هذا، ولو علم الخارجي الأعور التائه في الضلال بحقيقة مآل المقال ما قال ذلك، لأنه إذا كان عليعليه‌السلام كهارون وخلافته كخلافته، لزم أنْ يكون علي صاحب الحق، والمخالف مؤثراً عليه غيره بغير حق، كما أنّ هارون كان صاحب الحق وعبادة العجل التي آثروها على متابعته كان باطلاً. فيلزم منه بطلان الثلاثة الذين خلفوا لكونهم كالعجل المتّبع، ولا دخل لمحاربة علي، لأن وجه الشبه يجب أن يكون مشتركاً بين الطرفين والمحاربة ليست كذلك ».

وأيضاً: بين الوجهين الثاني والثالث تناقض، لأن مقتضى صريح الثاني كون الحديث دليلاً على نفي الإستحقاق، لأنه شبهه بهارون، وقد مات هارون في حياة موسى، فلا استحقاق للأمير للخلافة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومقتضى صريح الثالث كونه دالاً على خلافته، لكنْ ترتّب على خلافته فساد كبير وفتنة عظيمة كما زعم فالثاني ناف للخلافة والثالث مثبت، وبين النفي والإثبات تناقض كما هو واضح.

إفتراؤه على هارون

وبعد، فإنّ فظاعة كلمات الأعور في حقّ هارون غير خافية على العاقل الديّن لكنّا مزيداً للتوضيح نقول: إنّ ما ادّعاه من ترتّب الفتنة العظيمة والفساد الكبير على إستخلاف هارون بهتان عظيم وافتراء كبير، وتكذيب للكلام الإلهي الصريح في براءة هارون ممّا كان عند استخلافه وغياب موسى، فقد قال سبحانه وتعالى:( وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ

٢٢٥

الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ) (١) فإن الله يبرّىء هارون، والأعور يقول بأنّه هو السبب في عبادة بني إسرائيل العجل!!

ولقد أوضح المفسّرون من أهل السنة أيضاً واقع الأمر وحقيقة الحال حيث شرحوا القصة في تفاسيرهم:

* يقول النيسابوري: « ثم إنه سبحانه أخبر أن هارون لم يأل نصحاً وإشفاقاً في شأن نفسه وفي شأن القوم قبل أن يقول لهم السامري ما قال، أمّا شفقته على نفسه فهي: إنه أدخلها في زمرة الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، اما الاقتال فإنه امتثل في نفسه وفي شأن القوم أمر أخيه حين قال لهم( يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ ) .

قال جار الله: كأنهم أول ما وقعت عليه أبصارهم حين طلع من الحفرة فتنوا به واستحسنوه، فقبل أنْ يطلق السامري بادره هارون فزجرهم عن الباطل أولاً بأنّ هذا من جملة الفتن، ثم دعاهم إلى الحق بقوله:( وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ ) ومن فوائد تخصيص هذا الإسم بالمقام: أنهم إنْ تابوا عما عزموا عليه فإنّ الله يرحمهم ويقبل توبتهم. ثمّ بيّن أن الوسيلة إلى معرفة كيفية عبادة الله هو اتباع النبي وطاعته فقال:( فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ) وهذا ترتيب في غاية الحسن »(٢) .

ويقول الرازي: « إعلم أنه قال ذلك شفقةً على نفسه وعلى الخلق، أمّا شفقته على نفسه فلأنه كان مأموراً من عند الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان مأموراً من عند أخيه موسى بقولهعليه‌السلام :( اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) فلو لم يشتغل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكان مخالفاً لأمر الله تعالى ولأمر موسىعليه‌السلام ، وذلك لا يجوز»(٣) .

____________________

(١). سورة طه: ٢٠، الآية ٩٠.

(٢). تفسير غرائب القرآن ٤ / ٥٦٦.

(٣). التفسير الكبير ٢٢ / ١٠٥.

٢٢٦

ويقول الرازي بتفسير الآية:( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) (١) :

« فإن قيل: لمـّا كان هارون نبياً والنبي لا يفعل إلا الإصلاح فكيف وصّاه بالإصلاح. قلنا: المقصود من هذا الأمر التأكيد كقوله:( وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) »(٢) .

ويقول النيسابوري: « وإنما وصّاه بالإصلاح تأكيداً وإطمئناناً، وإلّا فالنبي لا يفعل إلّا الإصلاح »(١) .

وتلخص: أنّ من كان قد شمَّ رائحة الإسلام لا يصدر منه ما صدر من الأعور، ولا يشك في ضلال هذا الرجل وكفره فإنّ الطعن على نبي من الأنبياء كفر حتى لو لم ينزل في شأنه شيء في الكتاب، فكيف إذا جاء في القرآن براءته؟ بل إنّ الطعن في هارون طعن في النبي موسى الذي استخلفه، بل طعن في الله سبحانه وتعالى الذي اصطفاهما لنبوّته ونعوذ بالله من ذلك كلّه

وإذ سقط ما ذكره هذا الرجل في طرف المشبَّه به - وهو هارون - سقط ما قاله في طرف المشبَّه وهو أمير المؤمنينعليه‌السلام . فإن ما وقع في زمان خلافته من قتال أهل الجمل وصفين وغيرهم لم يكن إلّا إصلاحاً وإصطلاحاً وكان بأمرٍ من الله ورسوله وهذا أيضاً ممّا اعترف به أكابر أهل السنة وأساطينهم، أخذاً بالأدلة الدالة عليه من الكتاب والسنة النبوية ولو أردنا استيفاء الأحاديث الواردة في هذا الشأن واستقصاء كلمات أعلام القوم فيه لطال بنا المقام واحتاج إلى كتابٍ برأسه، وسنذكر طرفاً منها بعد حديث « خاصف النّعل » إن شاء الله تعالى.

____________________

(١). سورة الأعراف: ٧، الآية ١٤٢.

(٢). التفسير الكبير ١٤ / ٢٢٧ والآية في سورة البقرة ٢ / ٢٦٠.

(٣). تفسير غرائب القرآن ٣ / ٣١٤.

٢٢٧

كلام ابن تيمية في الجواب عن الحديث

ثم لينظر مَن يدّعي من علماء أهل السنة - ولائهم لأهل البيتعليهم‌السلام خلافاً للنواصب إلى كلام ابن تيمية، الموصوف في غير واحدٍ من كتبهم ك‍ ( فوات الوفيات ) و ( الدرر الكامنة ) بالأوصاف الجليلة والألقاب الكبيرة، ليرى أن فيهم من يتفوّه بما يأبى الناصبي عن التفوّه به، وحينئذٍ لابدّ من الإقرار بأنّ كثيراً من علماء طائفته نواصب، بل هم أشد نصباً وأكثر عداوةً من النواصب وهذا كلام ابن تيمية في الجواب عن هذا الحديث:

« وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم كلما سافر في غزوةٍ أو عمرة أو حج يستخلف على المدينة بعض الصحابة، كما استخلف على المدينة في غزوة ذي أمر عثمان بن عفان، وفي غزوة بني قينقاع بشير بن المنذر، ولمـّا غزا قريشاً، ووصل إلى الفرع استعمل ابن أم مكتوم. وذكر ذلك محمد بن سعد وغيره

فلمـّا كان في غزوة تبوك لم يأذن لأحدٍ في التخلّف عنها وهي آخر مغازيه صلّى الله عليه وسلّم، ولم يجتمع معه أحد كما اجتمع معه فيها، فلم يتخلّف عنه إلّا النساء والصبيان، أو من هو معذور لعجزه عن الخروج، أو من هو منافق، وتخلّف الثلاثة الذين تيب عنهم.

ولم يكن في المدينة رجال من المؤمنين يستخلف عليهم، كما كان يستخلف عليهم في كل مرة، بل كان هذا الإستخلاف أضعف من الإستخلافات المعتادة منه صلّى الله عليه وسلّم، لأنه لم يبق بالمدينة رجال من المؤمنين أقوياء يستخلف عليهم أحداً فكل استخلافٍ استخلفه في مغازيه مثل

٢٢٨

الإستخلاف في غزوة بدر وفي كلّ مرةٍ يكون بالمدينة أفضل ممن بقي في غزوة تبوك. فكان كل استخلاف قبل هذه يكون على أفضل ممن استخلف عليه علياً.

فلهذا خرج إليه عليرضي‌الله‌عنه يبكي ويقول: أتخلّفني مع النساء والصبيان؟

وقيل: إن بعض المنافقين طعن فيه وقال: إنما خلّفه لأنّه يبغضه. فبيّن له النبي صلّى الله عليه وسلّم إني إنّما استخلفتك لأمانتك عندي، وأن ليس بنقص ولا غض، فإنّ موسى استخلف هارون على قومه، فكيف يكون نقصاً وموسى ليفعله بهارون؟ فطيّب بذلك قلب علي، وبيّن أن جنس الإستخلاف يقتضي كرامة المستخلف وأمانته، لا يقتضي إهانته ولا تخوينه، وذلك لأن المستخلف يغيب عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد خرج معه جميع الصحابة.

والملوك وغيرهم إذا خرجوا في مغازيهم أخذوا معهم من يعظم انتفاعهم به ومعاونته لهم، ويحتاجون إلى مشاورته والإنتفاع برأيه ولسانه ويده وسيفه، والمتخلف إذا لم يكن في المدينة سياسة كثيرة لا يحتاج إلى هذا كله، فظنّ من ظنّ أن هذا غضاضة من علي ونقص منه وخفض من منزلته، حيث لم يأخذه معه في المواضع المهمة التي تحتاج إلى سعي واجتهاد، بل تركه في المواضع التي لا يحتاج إلى كثير سعي واجتهاد، فكان قول النبي صلّى الله عليه وسلّم مبييناً أن جنس الاستخلاف ليس نقصاً ولا غضّاً، إذ لو كان نقصاً أو غضّاً لما فعله موسى بهارون.

ولم يكن هنا الإستخلاف كاستخلاف هارون، لأن العسكر كان مع هارون، وإنما ذهب موسى وحده. وأمّا استخلاف النبي صلّى الله عليه وسلّم فجميع العسكر كان معه، ولم يخلف بالمدينة غير النساء والصبيان إلّا معذور أو عاص.

٢٢٩

وقول القائل: هذا بمنزلة هذا، وهذا مثل هذا، هو كتشبيه الشيء بالشيء، وتشبيه الشيء بالشيء يكون بحسب ما دلّ عليه السياق لا يقتضي المساواة في كل شيء.

ألا ترى إلى ما ثبت في الصحيحين من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم في حديث الأسارى لمـّا استشار أبا بكر فأشار بالفداء، واستشار عمر فأشار بالقتل، قال: سأخبركم عن صاحبيكم، مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم ومثلك يا عمر مثل نوح

فقوله لهذا: مثلك مثل إبراهيم وعيسى، ولهذا: مثل نوح وموسى. أعظم من قوله: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. فإنّ نوحاً وموسى وإبراهيم وعيسى أعظم من هارون. وقد جعل هذين مثلهم، ولم يرد أنهما مثلهم في كلّ شيء، لكن فيما دلَّ عليه السياق من الشدة في الله واللين في الله.

وكذلك هنا: إنما هو بمنزلة هارون فيما دل عليه السياق، وهو استخلافه في مغيبه، كما استخلف موسى هارون.

وهذا الإستخلاف ليس من خصائص علي، بل ولا هو مثل استخلافاته، فضلاً عن أن يكون أفضل منها. وقد استخلف من علي أفضل منه في كثير من الغزوات، ولم تكن تلك إستخلافات توجب تقديم المستخلف على علي ...، بل قد استخلف على المدينة غير واحد، وأولئك المستخلفون منه بمنزلة هارون من موسى من جنس استخلاف علي.

بل كان ذلك الإستخلاف يكون على أكثر وأفضل ممن استخلف عليه عام تبوك، وكانت الحاجة إلى الإستخلاف أكثر، وأنه كان يخاف من الأعداء على المدينة، فأما عام تبوك فإنه كان قد أسلمت العرب بالحجاز، وفتحت مكة، وظهر الإسلام وعز، ولهذا أمر الله نبيهُ أن يغزو أهل الكتاب بالشام، ولم تكن المدينة

٢٣٠

تحتاج إلى من يقاتل بها العدو، ولهذا لم يدع النبي صلّى الله عليه وسلّم عند علي من المقاتلة كما كان يدع بها في سائر الغزوات، بل أخذ المقاتلة كلّهم »(١) .

النظر في كلامه والجواب عنه

قد ذكرنا كلام ابن تيمية في هذا المقام بطوله، وأنت إذا لاحظته رأيت أنّ الشيء الذي يدّعيه ويصرّ عليه هو محاولة إثبات: إنّ استخلاف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمير المؤمنينعليه‌السلام على المدينة في غزوة تبوك كان أضعف من الإستخلافات الكثيرة المعتادة منهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المدينة، وجعل يستدلّ لهذه الدعوى ويؤكّدها بأمور فيها كذب وفيها ما لا أساس له من الصحّة فهذا عمدة ما ادّعاه وأطنب فيه، حيث ذكر أنّه في كل مرّة « كان يخرج من المدينة كان يكون بالمدينة رجال كثيرون يستخلف عليهم من يستخلفه، فلمـّا كان في غزوة تبوك فلم يتخلّف عنه إلّا النساء والصّبيان ولم يكن في المدينة رجال من المؤمنين أقوياء يستخلف عليهم كما كان يستخلف عليهم في كل مرّة، بل كان هذا الإستخلاف أضعف » فهذه دعواه.

وقد استدل لها بزعمه بقول أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: « فكان كل استخلاف قبل هذه يكون على أفضل ممن استخلف عليه علياً، فلهذا خرج إليه علي يبكي ويقول: أتخلّفني مع النساء والصبيان؟ ».

وإذا بينّا بطلان استدلاله، بقي ما ذكره دعوى فارغة غير مسموعة فنقول:

السبب في بكاء أمير المؤمنين عليه‌السلام

أمّا بكاء أمير المؤمنينعليه‌السلام فالسّبب فيه - بعد قطع النّظر عن أنّه

____________________

(١). منهاج السنة ٧ / ٣٢٦ - ٣٣١.

٢٣١

غير موجود فيما أخرجه الشيخان من أخبار القصّة وذلك قادح عند الرّازي، كما قال في حديث الغدير، فليكن هذا كذلك - هو: التألم ممّا قاله المنافقون في المدينة، والشّوق إلى ملازمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذه الغزوة كسائر الحروب والغزوات، وهذا صريح روايات القصة في جميع الكتب التي جاء فيها ذكر البكاء، فقد روى النسائي - كما سمعت سابقاً - عن مالك قال: « قال سعد بن مالك: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزا على ناقته الحمراء وخلّف عليّاً، فجاء علي حتى تعدّى الناقة فقال: يا رسول الله زعمت قريش أنك إنما خلّفتني أنّك استثقلتني وكرهت صحبتي، وبكى علي، فنادى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الناس: ما منكم أحد إلّاوله خابّة، يا ابن أبي طالب أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي »(١) .

وقال إسحاق الهروي في ( السهام الثاقبة ) في جواب الحديث:

« ثم أقول: قد ذكر أهل التحقيق من المحدثين في صدور هذا الكلام من سيد الأنام صلوات الله عليه إلى يوم القيام: إنه لمـّا توجه صلّى الله عليه وسلّم إلى غزوة تبوك استخلف عليّاًرضي‌الله‌عنه على المدينة وعلى أهل بيته، فجاء عليرضي‌الله‌عنه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم باكياً حزيناً لكثرة شوقه إلى الغزاء وملازمة سيد الأنبياء صلوات الله عليه وسلامه. فقال: يا رسول الله تتركني مع الأخلاف؟ فقالعليه‌السلام تسليةً له رضي الله تعالى عنه: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي ».

فالعجب من ابن تيمية كيف يقلب هذا البكاء الذي يعدّ فضيلةً من فضائل الإمامعليه‌السلام إلى دليل على ضعف استخلافه على المدينة؟

____________________

(١). خصائص علي: ٧٧ رقم ٦١.

٢٣٢

السبب في قوله: أتخلّفني ...؟

وكذلك الحال في قولهعليه‌السلام : يا رسول الله أتخلّفني مع النساء والصبيان؟ فإنه لما تألّم وتأذّى ممّا قالته قريش في استخلافه، قال هذا للنبي صلّى الله وآله وسلّم ليصدر منه كلام يكون جواباً قاطعاً عما قيل فيه، ولذا لمـّا قال له ذلك أجابصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « كذبوا ».

وكما قال ابن تيميّة نفسه: « فبيّن له النبي صلّى الله عليه وسلّم إني إنما استخلفتك لأمانتك عندي ».

فإذن، لم يكن استخلافه إيّاه نقصاً عليه، ولم يكن هذا الإستخلاف ضعيفاً، ولم يكن قول الأمير ذلك وبكاؤه لهذا الذي زعمه ابن تيمية

وأيضاً قوله: « فكان قول النبي صلّى الله عليه وسلّم تبييناً أن جنس الإستخلاف » صريح في أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دفع بقوله: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » توهّم أن استخلافه في المدينة يدل على نقصٍ فيه، وأفاد أنّه لو كان الإستخلاف دالاً على ذلك لما فعله موسى بهارون فهذا الكلام من ابن تيمية وجه آخر لإبطال استدلاله بالبكاء وقول: « أتخلّفني » على أنّ هذا الإستخلاف كان أضعف الإستخلافات، وهكذا يتضح وقوع التهافت والتناقض في كلماته.

لكنّه يدعي - مع ذلك كلّه - أنّ متوهّم هذا الوهم الذي دفعه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو أمير المؤمنينعليه‌السلام نفسه فيقول: « وقول القائل: إذ جعله بمنزلة هارون إلاّفي النبوة. باطل، فإن قوله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، دليل على أنه يسترضيه بذلك ويطيّب قلبه، لما توهم من وهن الإستخلاف ونقص درجته، فقال هذا على سبيل الجبر له ».

لكنّها دعوى لا أساس لها ولا شاهد عليها.

٢٣٣

تأييد ابن تيمية إرجاف المنافقين وتناقضاته

وبالجملة، فإنّ هذا الرّجل يدّعي وهن إستخلاف النبي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ويريد إثبات دعواه هذه بأباطيل وأكاذيب، وهو في الوقت ذاته يناقض نفسه ويقول بأنّ ما قاله الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له ينفي هذا التوهّم ويبطل هذه الدعوى ففي كلماته تناقض واضح ولكنْ لماذا هذا الإنهماك في تأييد إرجاف المنافقين بمولانا أمير المؤمنين وتقوية أكاذيبهم، ثم التناقض مرة بعد اُخرى؟

إنّه يقول: « فبيّن له النبي صلّى الله عليه وسلّم ولا تخوينه ».

ثم يعود فيقول: « وذلك لأن المستخلف ». وظاهر أنَّ هذا الكلام ليس توضيحاً وبياناً للكلام السابق عليه وهو « فبيّن »، إذ لا مناسبة بين هذا الكلام وبين « وإنّما استخلفتك لأمانتك عندي » و « الإستخلاف ليس بنقصٍ ولا غض » و « الإستخلاف يقتضي كرامة المستخلف وأمانته لا يقتضي إهانته وتخوينه »

فالمشار إليه بقوله: « وذلك » إمّا ما ذكره من قبل من « أنّ هذا الإستخلاف أضعف » وإمّا إرجاف المنافقين وطعنهم في أمير المؤمنين.

فظهر أنّ ابن تيمية قد أغرق نزعاً في إثبات مزعوم المنافقين وتأييده بأن « الملوك وغيرهم إذا خرجوا في مغازيهم أخذوا معهم من يعظم انتفاعهم به ومعاونته لهم ويحتاجون إلى مشاورته ».

ثم أبطل كل هذا الذي نسجه بقوله: « فكان قول النبي ».

ثم عاد فقال: « ولم يكن هذا الإستخلاف كاستخلاف هارون » فأيّد طعن الطاعنين في استخلافهعليه‌السلام وردَّ على قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصراحة

٢٣٤

نسبة إلى الصحيحين كاذبة

ثم إنّ الحديث الذي استشهد به ابن تيمية في خلال كلماته قائلاً: « ألا ترى إلى ما ثبت في الصحيحين من قول النبي » غير موجود في الصحيحين، وليس من أحاديثهما، كما لا يخفى على من راجعهما وهذا شاهد آخر على أنّ الرّجل لا وازع له حتّى عن الكذب الواضح الصّريح.

٢٣٥

العودُ إلى كلمات الدّهلوي

قوله:

وقالوا: إنّ هذه الخلافة ليست الخلافة المتنازع فيها حتى يثبت استحقاق تلك الخلافة بهذا الإستخلاف.

أقول:

قد عرفت أن هذا الذي نسبه ( الدهلوي ) إلى النواصب قد صرّح كبار علماء أهل السنّة من المحدّثين والمتكلّمين وسنأتي على هذه الشبهة فيما بعد بالتفصيل بما يقلع جذورها ويخجل المتفوّهين بها

ولا يخفى أنّ هذه شبهة في مقابل تمسّك أصحابنا بحديث المنزلة من حيث دلالة خصوص الإستخلاف لأمير المؤمنين على إمامته وخلافته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما سنبيّن، وأمّا الإستدلال بهذا الحديث من الجهات والوجوه الأخرى التي يذكرها أصحابنا الإمامية من غير دخلٍ للإستخلاف، فلا تضرّ به هذه الشبهة الركيكة، لأن تلك الوجوه مبنيّة على إثبات ما كان لهارون من المنازل، لسيدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة، والتي منها: الخلافة عن موسى بعد الوفاة، والأعلميّة، والأفضليّة، والعصمة، ووجوب الطّاعة وكلّ واحدة من هذه المنازل كافية لثبوت الإمامة والخلافة للإمام عليه الصّلاة والسلام.

وبغضّ النظر عن هذا، فإنّ هذه الخلافة - حتى وإنْ لم تكن الخلافة

٢٣٦

الكبرى - كافية للإستدلال كما سنبيّن، إذْ لنا أنْ نستصحب تلك الخلافة الجزئية - الثابتة في حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - إلى بعد وفاته، لعدم الدّليل على العزل، كما لم يكن دليل على تحديدها بزمنٍ خاص، وإذا صح استصحاب تلك الخلافة الجزئية - حسب الفرض - إلى بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثبتت الخلافة الكبرى بالإجماع المركب، لأنّ خلافته على بعضٍ دون بعض مخالف لإجماع الاُمّة.

وبمثل هذا البيان تشبّث أهل السنّة لإثبات الخلافة الكبرى لأبي بكر، بزعم استخلاف النبي إيّاه في الصلاة، مع أنّ أصل الإستخلاف في الصلاة مدخول، وبعدم الثبوت بل ثبوت العدم معلول، فشتّان ما بين المقامين.

قوله:

فإنّ النبيعليه‌السلام قرّر في تلك الغزوة إلى محمد بن مسلمة أن يكون عاملاً في المدينة، وسباع بن عرفطة عسّاساً فيها، وابن اُم مكتوم إماماً للصّلاة في مسجده بإجماع أهل السير.

أقول:

في هذه العبارة كلام من جهتين:

نسبة إلى أهل السّير كاذبة

أمّا أولاً: فإنّ أهل السّير ذكروا أن الذي استخلفه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المدينة هو محمد بن مسلمة أو سباع بن عرفطة وسنذكر بعض عبائرهم. فهم مختلفون فيه، وكذا ذكر صاحب المرافض، أمّا هذا الذي ذكره ( الدهلوي ) فغير وارد في شيء من كتب السّير، بل هو افتعال منه.

٢٣٧

دعوى الإجماع منهم كاذبة

وأما ثانياً: فدعواه الإجماع منهم على ما نسبه إليهم، دعوى كاذبة باطلة جدّاً. ولنذكر طرفاً من كلماتهم لتوضيح الجهة الأولى، وأنْ لا إجماع منهم على ما ذكره، ولا يخفى أنّ الذي في كلمات جمع منهم هو الإستخلاف على الناس في المدينة المنوّرة، فمنهم من ذكر علياًعليه‌السلام فقط، ومنهم من ذكر غيره، فتردّد بين أحد الرجلين، ففي كلماتهم - بصورة عامة - دلالة على كذب ما زعمه ( الدهلوي ) من أن الإمام إنما استخلف على العيال فقط.

قال الحلبي: « وخلّف على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله تعالى عنه على ما هو المشهور، قال الحافظ الدمياطيرحمه‌الله : وهو أثبت عندنا. وقيل: سباع بن عرفطة. أي: وقيل: ابن أم مكتوم. وقيل: علي بن أبي طالب، قال ابن عبد البر: وهو الأثبت، هذا كلامه »(١) .

وقال الشامي: « قال ابن هشام: واستخلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاريرضي‌الله‌عنه . قال: وذكر الدراوردي: إنه استخلف عام تبوك سباع بن عرفطة. زاد محمد بن عمر بعد حكاية ما تقدم: ويقال: ابن اُم مكتوم. قال: والثابت عندنا محمد بن مسلمة، ولم يتخلف عنه في غزوة غيرها. وقيل: علي بن أبي طالب. قال أبو عمرو وتبعه ابن دحية: وهو الأثبت. قلت: ورواه عبد الرزاق في المصنف بسندٍ صحيح عن سعد بن أبي وقاص ولفظه: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمـّا خرج إلى تبوك، إستخلف على المدينة علي بن أبي طالب»(٢) .

____________________

(١). السيرة الحلبية ٣ / ١٣١.

(٢). سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٥ / ٤٤٢.

٢٣٨

لم يستخلف النبيّ في تبوك على المدينة غير علي

أقول:

لقد ظهر أن التفصيل الذي ذكره ( الدهلوي ) غير مذكور في كتب السّير، ودعواه الإجماع كاذبة والحقيقة: إن النبي صلّى الله عليه آله وسلّم لم يستخلف على المدينة في عام تبوك غير علي.

وأمّا ذكر محمد بن مسلمة أو سباع أو غيرهما، فمن مفتريات المبغضين لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، السّاعين في إنكار فضائله ومناقبه، والذي يهوّن الأمر وجود التنافي بين رواياتهم وأقوالهم، فيما بينهم، فإن ذلك كافٍ لإسقاطها عن درجة الإعتبار. ويبقى خبر استخلاف الأميرعليه‌السلام بلا معارضٍ ومؤيَّداً باتّفاق الشيعة عليه، وعليه عبد الرزاق وابن عبد البر وابن دحية وغيرهم.

وقد روى خبر استخلافه وحده جماعة آخرون غير من ذكر، فرواه أبو الحسين ابن أخي تبوك عن طريق خيثمة بن سليمان بن الحسن بن حيدرة الإطرابلسي قال: « حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرزاق، عن معمر قال: أخبرني قتادة وعلي بن زيد بن جدعان: أنهما سمعا سعيد بن المسيب يقول: حدثني سعد بن أبي وقاص:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمـّا خرج إلى تبوك استخلف عليّاً على المدينة، فقال: يا رسول الله، ما كنت أحب أن تخرج وجهاً إلّاوأنا معك. فقال: أما ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي »(١) .

____________________

(١). كتاب مناقب علي بن أبي طالبعليه‌السلام لأبي الحسين عبد الوهاب الكلابي المعروف بابن أخي تبوك الموجود في آخر مناقب المغازلي: ٤٤٣.

٢٣٩

ورواه الطّبراني، فقد روى الوصابي في ( الإكتفاء ) « عن علي بن أبي طالب، قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمـّا خلّفني على المدينة: خلّفتك لتكون خليفتي. قلت: كيف أتخلّف عنك يا رسول الله؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي. أخرجه الطبراني في الأوسط ».

ورواه أحمد والحاكم، ففي ( مفتاح النجا ): « أخرج أحمد والحاكم عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه : إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ».

كما روى الحاكم في ( المستدرك ) قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأمير المؤمنين: « إن المدينة لا تصلح إلّابي أو بك »(١) .

ونصّ عليه - عدا عبد الرزاق وأحمد والطبراني وابن عبد البر وابن المغازلي وابن دحية والشّامي - جماعة آخرون من أعلام الأعيان، أمثال: القاضي عياض، والسرّاج، والنووي، والمزي، وابن تيمية، والقسطلاني، والعلقمي، وابن روزبهان، وابن حجر المكي، ومحمد پارسا، وشيخ العيدروس وإسحاق الهروي، والبدخشاني، وولي الله الدهلوي، والرشيد الدهلوي وغيرهم.

قال القاضي عياض - كما في ( المرقاة ) -: « وليس فيه دلالة على استخلافه بعده، لأنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم إنما قال هذا حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك »(٢) .

وقال ابن عبد البر: « ذكر السرّاج في تاريخه: ولم يتخلّف - أي علي - عن

____________________

(١). مستدرك الحاكم ٢ / ٣٣٧.

(٢). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٤.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614