الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ50%

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
ISBN: 978-600-5213-38-6
الصفحات: 108

  • البداية
  • السابق
  • 108 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 17673 / تحميل: 6615
الحجم الحجم الحجم
الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٣٨-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

تحدّي الإمام الحسنعليه‌السلام عثمانَ في توديع أبي ذر :

كان أبو ذر الغفاريرضي‌الله‌عنه من جملة الصحابة الذين نقموا على عثمان بن عفان  موبقاته الكثيرة التي حصلت في زمان سلطته ،ولهذا نفاه عثمانُ إلى الشام(١) . ولمّا  وصل إلى الشام عارض سياسة معاوية ،وكان يقول : « واللهلقد حدثت أعمال ما  أعرفها ،واللهما هي في كتاب الله ولا سنّة نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله إنّي لأرى حقّاً يطفأ  وباطلاً يحيا ،وصادقاً مكذَّباً ،وأثرةً بغير تقى ،وصالحا مستأثراً عليه»(٢) . وكتب  معاوية إلى عثمان : « إنّك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر». فكتب إليه : « أن  احمله على قتب بغير وطاء» ،فقدم به إلى المدينة وقد ذهب لحم فخذيه ،ولم يقم  في المدينة إلاّ أيّاماً حتى أرسل إليه عثمان : « واللهلتخرجنّ منها» ،قال أبو ذر :  « أتخرجني من حرم رسول الله؟» ،قال : « نعم ،وأنفك راغم». فنفاه إلى الربذة ولم  يستجب إلى طلبه في نفيه إلى مكة أو البصرة أو الكوفة وقال له : « إلى الربذة التي  خرجت منها حتى تموت بها»(٣) . ولمّا أُخرج أبو ذر إلى الربذة أمر عثمان فنودي في  الناس إلاّ يكلّم أحد أبا ذر ولا يشيّعه ،فتحاماه الناس سوى أمير المؤمنين  الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام وعقيل أخيه والحسنينعليهما‌السلام وعمّار ،فخرجوا  يشيّعونه ،فجعل الحسنعليه‌السلام يكلّم أبا ذر ،فقال له مروان (الخبيث) :إيها  يا حسن! ألا تعلم أنّ عثمانَ قد نهى عن كلام هذا الرجل! فإن كنت لا تعلم  فاعلم ذلك(٤) ولكن الإمام الحسنعليه‌السلام لم يعر لمروان الخبيث اهتماماً.

وفي وداعه قال له الإمام عليعليه‌السلام : « يا أبا ذر إنّك غضبت لله فارج من  غضبت له ، إنّ القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ، فاترك في أيديهم ما

__________________

(١) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ٨:٢٥٦.

(٢) شرح نهج البلاغة ٨ :٢٥٦.

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ :١٧٢.

(٤) شرح نهج البلاغة ٨ : ٢٥٣.

٤١

خافوك عليه؛ واهرب منهم بما خفتهم عليه ،فما أحوجهم إلى ما منعتهم ،وما أغناك  عمّا منعوك». وتكلّم عقيل ثمّ تكلّم الحسنعليه‌السلام ،فقال : « يا عمّاه؛ لولا أنّه لا ينبغي  للمودّع أن يسكت ،وللمشيّع أن ينصرف ،لقصر الكلام وإن طال الأسف؛ وقد أتى  القوم إليك ما ترى؛ فضع عنك الدنيا بتذكّر فراغها ،وشدّة ما اشتدّ منها برجاء ما  بعدها ،واصبر حتى تلقى نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنك راضٍ»(١) .

وفي هذا الحديث الموجز عبّر الإمام الحسنعليه‌السلام عن عدّة مفاهيم وقيم  عقائدية واجتماعية وسياسية ،فقد أكّد على التوجّه إلى الآخرة وتذكّرها ، وحديثه دعوى للمعارضين الذين يجدون السبل قد انقطعت بهم فلا مجال  للاستمرار بالمعارضة مع الإجراءات القاسية التي تبعد الإنسان عن ساحة  المواجهة؛ فهو دعوة إلى استشعار ضيق الدنيا والتعالي على شدائدها التي  لا تتّسع لشيء من أماني النفوس التوّاقة للإصلاح والتغيير. وفي حديثهعليه‌السلام حثٌّ على الصبر وتحمّل الأذى والعذاب ،والغربة والاغتراب والوحدة في سبيل الله ،ولاستشعار التسديد الإلهي للصابرين وتأييده لهم؛ فلا يدعهم لوحدهم  ولا يتركهم لطاقتهم المحدودة إنّما يمدّهم حين تنقطع بهم السبل ،ويجدّد عزيمتهم  حين تتوالى عليهم المحن والشدائد. وحديثهعليه‌السلام دعوة إلى المفاضلة الكاملة  الشاملة والتميّز الدقيق لمنهجين مختلفين؛ منهج الحقّ ومنهج الباطل ،وهو إشارة  إلى بطلان سياسة الحكومة برئيسها وأجهزتها التنفيذية وابتعادها عن منهج  رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،وهو تعبير عن رفض للواقع القائم وللحكومة القائمة التي لا  تحضى برضا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّها مخالفة لمنهجه وسيرته في الحياة الإنسانية.

موقف الإمام الحسنعليه‌السلام من حصار عثمان :

انتهت سياسة عثمان بن عفان إلى خلق جو من المعارضة السياسية

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ٨:٢٥٢ ـ ٢٥٣.

٤٢

لسلطته ،قادها عدد جم من الصحابة المهاجرين والأنصار ،وقد حاول الإمام  عليعليه‌السلام تهدئة الأمور ما استطاع إلى ذلك سبيلاً فاتخذعليه‌السلام موقف الوساطة بين  عثمان ومعارضيه لكي لا تتأزّم الأوضاع وتنتهي إلى قتله ولكن حصل العكس  حيث كان عثمان أُلعوبة بيد مروان كلما أبرم اتفاقاً مع الإمام عليعليه‌السلام بشأن  إرجاع الأمور إلى مجاريها نقضه مروان ،حتى انتهى الأمر إلى محاصرة الصحابة  لعثمان من كل جانب بعد نقض ما تعهد به ،وحين علم الإمام عليعليه‌السلام بذلك خرج  ومعه الحسن والحسينعليهما‌السلام ففرّقوا المعارضين ثمّ دخلوا على عثمان فأعفاهم من  الدفاع عنه فخرج الإمامعليه‌السلام وهو يقول : « اللهمّ إنّك تعلم أنّا قد بذلنا المجهود»(١) . وفي رواية أرسل الإمامعليه‌السلام الحسن والحسينعليهما‌السلام للدفاع عنه ،فمنعوا المعارضين  من الدخول إلى منزله ،وقد أصابت الحسنعليه‌السلام عدّة جراحات في الدفاع عن  عثمان(٢) . وفي رواية :دعا علي بابنه الحسن ،فقال : « انطلق يا بني إلى عثمان فقل  له :يقول لك أبي :أفتحبّ أن أنصرك» فأقبل الحسن إلى عثمان برسالة أبيه ،فقال  عثمان : « لا ما أريد ذلك..». فسكت الحسنعليه‌السلام وانصرف إلى أبيه فأخبره  بذلك(٣) . وفي رواية :والتفت عثمان إلى الحسن بن علي ،وهو جالس عنده ،فقال :  « سألتك باللهيا ابن الأخ إلاّ ما خرجت فإنّي أعلم ما في قلب أبيك من الشفقة  عليك» ،فخرج الحسن بن عليعليهما‌السلام (٤) . وروي أنّه بلغ عليّاً أنّ عثمان يراد قتله ، فقال : « إنّا أردنا مروان ،فأمّا قتل عثمان فلا» ،ثمّ قال للحسن والحسين : « إذهبا  بسيفكما حتى تقوما على باب عثمان ، ولا تدعا أحداً يصل إليه». وبعد حوارات  ومساجلات صاخبة بين أتباع عثمان والمعارضين رميت السهام من كلّ جانب ،

__________________

(١) تاريخ الخميس / الدياربكري ٢ :٢٦٣.

(٢) البداية والنهاية ٧ :١٨١.

(٣) الفتوح / ابن أعثم ١:٤٢١.

(٤) الفتوح ١ :٤٢٣.

٤٣

وكان الحسن بن علي حاضرا فأصابه سهم ،فخضّبه بالدم. جدير بالذكر ان  روايات دفاع الإمام عليعليه‌السلام عن عثمان في تلك الأزمة وانفاذه الحسن  والحسينعليهما‌السلام إلى دار عثمان لنصرته لا تعني أبداً الدفاع عن مواقف عثمان  وسياساته التي ألّبت الناس عليه من كل حدب وصوب ،بل تعني المنع من انتهاك  حريمه وتعمّد قتله ،ومنع حرمه ونسائه من الطعام والشراب ،ولم ينفذهما ليمنعا من  مطالبته بالخلع ،وكيف وهوعليه‌السلام مصرّح بأنّه يستحقّ بأحداثه الخلع(١) .

الفصل الثالث

الإمام الحسنعليه‌السلام في عهد أمير المؤمنينعليه‌السلام

بعد مقتل عثمان بن عفان بايع طلحة والزبير والمهاجرون والأنصار الإمام  عليّاًعليه‌السلام ،فقد قال له طلحة والزبير : « نبايعك يا أمير المؤمنين على أنّ علينا بيعة  المهاجرين» ،ثمّ قام أبو الهيثم بن التيّهان وعقبة بن عمرو وأبو أيوب ،فقالوا :  « نبايعك على أنّ علينا بيعة الأنصار وسائر قريش»(٢) . وفي بداية عهده وقبل  تثبيت أركان الخلافة بدأت المؤامرات تحاك على هذه الدولة المباركة فكانت  معركة الجمل ثمّ صفّين ثمّ النهروان.

الإمام الحسنعليه‌السلام في معركة الجمل :

كان الزبير لا يشكّ في ولاية العراق ،وطلحة في اليمن ، فلمّا استبان لهما أنّ  علياً غير مولّيهما شيئاً أظهرا الشكاة ،ثمّ أتيا إلى الإمامعليه‌السلام فقالا :  « يا أمير المؤمنين ائذن لنا في العمرة ، فإن تقم إلى انقضائها رجعنا إليك وإن تسر 

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ٣:٨.

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ :١٧٨.

٤٤

نتبعك». فنظر إليهما عليعليه‌السلام ،وقال : « نعم ،واللهما العمرة تريدان ،وإنّما تريدان أن  تمضيا إلى شأنكما»(١) ،وفي رواية أخرى قال لهما أو لبعض أصحابه : « واللهما  أرادا العمرة ولكنّهما أرادا الغدرة» ،فلحقا عائشة فحرّضاها على الخروج ، فسارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير في خلق عظيم ،وقدم القوم البصرة ، فقالوا لعثمان بن حنيف عامل عليعليه‌السلام : « لم نأتِ لحرب وإنّما جئنا لصلح» فكتبوا  كتابا بينهم وبينه أنّهم لا يحدثون حدثاً إلى قدوم عليعليه‌السلام ،وأنّ كلّ فريق منهم  آمن من صاحبه ثمّ افترقوا ،فوضع عثمان السلاح ،فنتفوا لحيته وشاربه وأشفار  عينيه وحاجبيه ،وانتهبوا بيت المال وأخذوا ما فيه ،فلمّا أتى عليّاًعليه‌السلام الخبر سار  إلى البصرة ،فخرج من المدينة ،ثمّ صار إلى ذي قار ،ووجّه الحسنعليه‌السلام وعمّار بن  ياسر إلى الكوفة(٢) . ووصل الإمام الحسنعليه‌السلام إلى الكوفة فالتأم حوله الناس  زمراً ،وأعلن الإمام الحسنعليه‌السلام عزل أبي موس الأشعري عن منصبه ،وقال له : يا أبا موسى لم تثبط عنّا الناس ،وأقبل يحدّثه برفق ولين قائلاً : « يا أبا موسى ،والله ما أردنا إلاّ الإصلاح ،وليس مثل أمير المؤمنين يخاف على شيء» ،فبهت أبو  موسى وضاقت به مكابرته فقال للإمامعليه‌السلام : « صدقت بأبي أنت وأمي ولكن  المستشار مؤتمن». ولكنّ أبا موسى بقي مصرّاً على ما هو عليه من تثبيط عزائم  الناس وخذلانهم من الخروج مع الإمامعليه‌السلام ،وجعل كلّما سمعه من الحسنعليه‌السلام ومن الخطباء دبر أذنيه حتى أعيى الإمام حسن حلمه فاندفع يصيح به في ثورة  وعنف قائلاً له : « اعتزل عملنا أيّها الرجل ،وتنحّ عن منبرنا لا أمّ لك»(٣) . وروي  أنّ عمار بن ياسر خطب ثمّ نزل ،فصعد الحسنعليه‌السلام على المنبر ،فحمد الله وأثنى  عليه وذكر جدّه فصلى عليه ،وذكر فضل أبيه وسابقته وقرابته من  

__________________

(١) الإمامة والسياسة ١ :٥١ ـ ٥٢.

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ :١٨١.

(٣) حياة الإمام الحسن بن عليعليهما‌السلام / باقر شريف القرشي ١ :٤٣٦ ـ ٤٣٧.

٤٥

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنّه أولى بالأمر من غيره. ثمّ قال : « معاشر الناس إنّ طلحة والزبير  بايعا عليّاً طائعين غير مكرهين ،ثمّ نفرا ونكثا بيعتهما له ،فطوبى لمن خفّ في  مجاهدة من جاهده ،فإنّ الجهاد معه كالجهاد مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١) .

وفي رواية أخرى قال : « أيّها الناس أجيبوا دعوة أميركم وسيروا إلى إخوانكم  فإنّه سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليه ،وواللهلأن يليه أولوا النهى أمثل في العاجل  والآجل وخير في العاقبة ،فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم ،وإنّ  أمير المؤمنين يقول : واللهإنّ طلحة والزبير لأوّل من بايعني وأوّل من غدر ،فهل  استأثرت بمال أو بدلت حكماً ؟ فانفروا فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر» ،فسامح  الناس وأجابوا ورضوا(٢) فقال للناس : « أيّها الناس إنّي غاد ،فمن شاء منكم أن  يخرج معي على الظهر ،ومن شاء فليخرج في الماء». واستجابت الجماهير لدعوة  الإمام ،وعجّت الكوفة بالنفار ونزحت منها آلاف كثيرة ،فريق منها ركب السفن ، وفريق آخر ركب المطي ،وقد بدا عليهم الرضا والقبول وقد ساروا وهم تحت قيادة  الإمام الحسنعليه‌السلام (٣) . وفي رواية خرج معهم ثمانية آلاف على كلّ صعب وذلول(٤) .

خطاب الإمام الحسنعليه‌السلام في معركة الجمل :

فشلت جميع المحاولات لتهدئة الأوضاع وإعادة المتمرّدين إلى الطاعة ،فقد  كان عبداللهبن الزبير من أشدّ المحرّضين على إثارة الفتنة وإراقة الدماء ،وقد  أفسد جميع الوسائل التي صنعها الإمامعليه‌السلام لتحقيق السلم ،وقد خطب في جموع  البصريين ودعاهم إلى الحرب تحت ذريعة الطلب بدم عثمان. فبلغ خطابه أمير  المؤمنينعليه‌السلام فقال للإمام الحسنعليه‌السلام :قم يا بنيّ فاخطب ،فقام خطيباً فحمد الله  

__________________

(١) الجمل / الشيخ المفيد :١٤٢.

(٢) الكامل في التاريخ ٣ :٢٣١ ـ ٢٣٢.

(٣) حياة الإمام الحسن بن عليعليهما‌السلام ١ :٤٣٨ ـ ٤٣٩.

(٤) ترجمة الإمام الحسنعليه‌السلام من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى :٥٧.

٤٦

وأثنى عليه وقال : « أيّها الناس قد بلغتنا مقالة ابن الزبير ، وقد كان والله يتجنّى على عثمان الذنوب ،وقد ضيّق عليه البلاد حتى قتل ،وإنّ طلحة راكز رايته على بيت  ماله وهو حيّ ،وأمّا قوله إنّ عليّاً ابتزّ الناس أمرهم فإنّ أعظم حجّة لأبيه زعم أنه  بايعه بيده ولم يبايعه بقلبه فقد أقرّ بالبيعة وادّعى الوليجة فليأتي على ما ادّعاه  ببرهان ،وأنّى له ذلك ،وأمّا تعجّبه من تورد أهل الكوفة على أهل البصرة  فما أعجبه من أهل حق توردوا على أهل باطل ،ولعمري واللهليعلمنّ أهل البصرة  وميعاد بيننا وبينهم اليوم نحاكمهم إلى الله تعالى فيقضي الله الحقّ وهو خير  الفاصلين»(١) . وحينما اشتدّ القتال وكثر القتلى من الطرفين ،دعا الإمام عليعليه‌السلام محمد ابن الحنفية فأعطاه رمحه ،وقال له : « اقصد بهذا الرمح قصد الجمل» فذهب  فمنعه بنو ضبّة ،فلمّا رجع إلى والده ،انتزع الحسن رمحه من يده ،وقصد الجمل  وطعنه برمحه ،ورجع إلى والده وعلى رمحه أثر الدم(٢) . وبعد مقتل الجمل الذي  عليه عائشة انهزم الناس(٣) . فقد كان دور الإمام الحسنعليه‌السلام هو دور المدافع  باللسان والسنان معاً ،فقد ردّ على خطاب ابن الزبير ،وحسم المعركة بقتل الجمل.

الإمام الحسنعليه‌السلام في معركة صفّين :

قبل بدء المعركة أدرك معاوية الدور الكبير للإمام الحسنعليه‌السلام لأهليّته  للإمامة والخلافة في حال غياب الإمام عليعليه‌السلام ،فأراد أن يمنّيه بالخلافة لعلّه  يتراجع عن المعركة أو يخلق الاضطراب في جيش الإمام فبعث عبيداللهبن عمر  إلى الحسنعليه‌السلام فقال : « إنّ لي إليك حاجة فالقني» ،فلقيه الحسن فقال له عبيدالله:  « إنّ أباك قد وتر قريشا أوّلاً وآخراً ،وقد شنئوه فهل لك أن تخلفه ونولّيك هذا  الأمر؟». قال : « كلاّ واللهلا يكون ذلك ،لكأني أنظر إليك مقتولاً في يومك أو  

__________________

(١) الجمل / الشيخ المفيد :١٧٥.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ :٢٥.

(٣) الإمامة والسياسة ١ :٧٧.

٤٧

غدك»(١) . وبالفعل تحقّقت نبوءة الإمام الحسنعليه‌السلام وقُتل عبيدالله بن عمر في  صفين. وذهب مع من ذهب إلى الجحيم.

ومن خطب الإمام الحسنعليه‌السلام في صفين ،قوله : « الحمد لله لا إله غيره ،وحده  لا شريك له ،وأثني عليه بما هو أهله ،إنّ مما عظم الله عليكم من حقّه ،وأسبغ  عليكم من نعمه ما لا يحصى ذكره ،ولا يؤدّىٰ شكره ،ولا يبلغه صفة ولا قول ، ونحن إنّما غضبنا لله ولكم ،فإنّه منَّ علينا بما هو أهله أن نشكر فيه آلاءه وبلاءه  ونعماءه قولاً يصعد إلى الله فيه الرضا ،وتنتشر فيه عارفة الصدق ،يصدق الله فيه  قولنا ،ونستوجب فيه المزيد من ربّنا ،قولاً يزيد ولا يبيد ،فإنّه لم يجتمع قوم على  امر واحد إلاّ اشتدّ أمرهم واستحكمت عقدتهم ،فاحتشدوا في قتال عدوّكم :معاوية  وجنوده ،فإنّه قد حضر ،ولا تخاذلوا؛ فإنّ الخذلان يقطع نياط القلوب ،وإنّ الإقدام  على الأسنّة نجدة وعصمة؛ لأنّه لم يمتنع قوم قط إلاّ رفع الله عنهم العلّة ،وكفاهم  جوائح الذلّة ،وهداهم إلى معالم الملّة»(٢) . ثمّ عبّأ الإمام عليعليه‌السلام جيشه فجعل  على ميمنته الحسن والحسين وعبداللهبن جعفر ومسلم بن عقيل(٣) . وفي رواية  أنّهعليه‌السلام جعل على القلب الحسنعليه‌السلام (٤) . وأقبل رجل من أهل الشام يقال له : الزبرقان بن الحكم ،وكان سيّد أهل الشام فطلب البراز ،فخرج إليه الحسن بن  علي بن أبي طالب ،فقال له الزبرقان :من أنت؟ قال الحسن بن علي ،فقال له : انصرف يا بنيّ فواللهلقد نظرت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مقبلاً من ناحية « قبا» يسير  على ناقة له وأنّك يومئذ لقدّامه ،فما كنت لألقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بدمك. فانصرف  الزبرقان وهو يقول :إنّي أخاف الله في ابن فاطمة ،وإنّ ذا الكلاع حدّثني أنّه سمع  

__________________

(١) وقعة صفين / نصر بن مزاحم : ٢٩٧.

(٢) وقعة صفين :١١٣ ـ ١١٤.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ :١٩٧.

(٤) الإمامة والسياسة ١ :١٠٤.

٤٨

جهما يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « إنّ حسناً وحسيناً سيّدا شباب أهل  الجنّة»(١) . وقد كذب الزبرقان في علة انصرافه لأنه لوكان صادقاً لمال إلى  الحسنعليه‌السلام ،لا أن يرجع إلى الوغد الباغي معاوية ،الأمر الذي يشير إلى جبنه  وخوفه من سيف شبل أمير المؤمنينعليهما‌السلام .

الإمام الحسنعليه‌السلام ومقتل عمّار بن ياسر :

حينما استشهد عمار بن ياسر وقف الإمام الحسنعليه‌السلام واجما مستعبراً عند  مصرعه ،وأخذ السبط يتلو على المسلمين ما سمعه من جدّه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في فضله  والإشادة بعظيم مكانته في الإسلام ،فقالعليه‌السلام :إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأصحابه :  « ابنوا لي عريشاً كعريش موسى ،وجعل يتناول اللبن من قومه ،وهو يقول :اللهمّ لا  خير إلاّ خير الآخرة ،فاغفر للأنصار والمهاجرة. وجعل يتناول اللبن من عمار وهو  يقول : « ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية». وقالعليه‌السلام : « إنّ جدّي قال :إن الجنّة  لتشتاق إلى ثلاثة عليّ وعمّار وسلمان»(٢) . والإمام الحسنعليه‌السلام يذكر هذين  الحديثين أراد تبيان حقيقة المعركة القائمة بين جيش الإمام عليعليه‌السلام وجيش  معاوية ،فقد وجّه أنظار ومسامع الجيشين إلى معرفة الحقّ من الباطل ،فقد أثبت  أحقيّة الإمام عليعليه‌السلام ؛ لأنّ أهل الشام كانوا قد سمعوا من عمرو بن العاص يقول :  « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعمّار بن ياسر :تقتلك الفئة الباغية»(٣) . فقد ذكرهم الإمام  الحسنعليه‌السلام بالحديث الشريف وألقى الحجّة عليهم ،ولكن لا حياة لمن تنادي.

الحرص على سلامة الإمام الحسنعليه‌السلام :

في بعض أيّام صفّين رأى الإمام عليعليه‌السلام ابنه الحسنعليه‌السلام يتسرّع إلى  الحرب ،فقال : « املكوا عنّي هذا الغلام لا يهدّني؛ فإنّي أنفس بهذينـيعني

__________________

(١) المعيار والموازنة / الإسكافي : ١٥٠ ـ ١٥١.

(٢) حياة الإمام الحسن بن عليعليهما‌السلام ٢ :٥٠٦.

(٣) الكامل في التاريخ ٣ :٣١١.

٤٩

الحسن والحسينعليهما‌السلام ـعلى الموت لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١) . ويدلّ  هذا القول على أنّ الإمام الحسنعليه‌السلام كان يتسابق إلى قتال أهل البغي والعدوان.

الإمام الحسنعليه‌السلام والتحكيم :

لما انصرف الناس إلى الكوفة وعلموا بنتائج التحكيم الذي انتهت إليه  معركة صفين بين الحكمين عبد الله بن قيس المعروف بأبي موسى الأشعري ، وعمرو بن العاص. خاضوا في أمر الحكمين فقال بعض الناس :ما يمنع  أمير المؤمنينعليه‌السلام من أن يأمر بعض أهل بيته فيتكلم؟ فقال للحسن :قم يا حسن  فقل في هذين الرجلين عبداللهبن قيس وعمرو بن العاص ،فقام الحسنعليه‌السلام فقال : « أيّها الناس ،إنّكم قد أكثرتم في أمر عبداللهبن قيس ،وعمرو بن العاص  فإنّما بعثا ليحكما بكتاب الله فحكما بالهوى على الكتاب ،ومن كان هكذا لم يسم  حكماً ولكنه محكوم عليه ،وقد أخطأ عبداللهبن قيس في أن أوصى إلى عبد الله  ابن عمر فأخطأ في ذلك وإنّما الحكومة فرض من الله وقد حكم رسول الله  صلى‌الله‌عليه‌وآله سعدا في بني قريظة فحكم فيهم بحكم الله لا شك فيه ،فنفذ رسول الله حكمه ،ولو  خالف ذلك لم يجزه»(٢) . فقد بيّن الإمام الحسنعليه‌السلام حقيقة التحكيم ،إذ ليس كل  حكم يُعمل به ،وإنّما يُعمل بالحكم المطابق للثوابت الشرعية ،لأنّ الحكمين  يقتربان من هذه الثوابت تارة ويبتعدان أخرى ،فإذا حكما بحكم الله فحكمهما  مشروع وإلاّ فلا يؤخذ به ،وأراد في خطبته أن يبيّن بأنّ الثوابت الشرعية حاكمة  على الأشخاص والشخصيات مهما كان موقعهم الديني والسياسي.

وصية أمير المؤمنين للإمام الحسنعليهما‌السلام عند انصرافه من صفين :

كتب أمير المؤمنينعليه‌السلام وصية للإمام الحسنعليه‌السلام في منطقة حاضرين عند  انصرافه من صفين ،وفيما يلي نختار بعض نصوصها :

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ١١ : ٢٥.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ :٢٢٣.

٥٠

 « أحيي قلبك بالموعظة وأمته بالزهادة وقوِّه باليقين ، ونوّره بالحكمة.

وأعرض عليه أخبار الماضين ، وذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأولين ، وسر  في ديارهم وآثارهم ، فانظر فيما فعلوا وعمّا انتقلوا ، وأين حلّوا ونزلوا. وأمر بالمعروف  تكن من أهله ، وأنكر المنكر بيدك ولسانك ، وباين من فعله بجهدك. وجاهد في الله حقّ جهاده ،ولا تأخذك في الله لومة لائم. واخلص في المسألة لربّك ،فإنّ بيده العطاء  والحرمان. واعلم أنّه لا خير في علمٍ لا ينفع ،ولا ينتفع بعلمٍ لا يحقّ تعلّمه. يا بني اجعل  نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك ،فاحبب لغيرك ما تحب لنفسك ،واكره له ما تكره  لها ،ولا تظلم كما لا تحبُّ أن تظلم. قارن أهل الخير تكن منهم ،وباين أهل الشر تبن  عنهم. والعقل حفظ التجارب ،وخير ما جرَّبت ما وعظك. إذا تغيّر السلطان تغيّر الزمان.  سل عن الرفيق قبل الطريق ،وعن الجار قبل الدّار. واكرم عشيرتك؛ فانهم جناحك  الذي به تطير ،وأصلك الذي إليه تصير ،ويدك الّتي بها تصول»(١) .

آخر وصايا أمير المؤمنين للحسنينعليهما‌السلام :

أخذ أمير المؤمنينعليه‌السلام يوصي ولديه الحسن والحسينعليهما‌السلام ويرسم لهما  وللمسلمين المنهج السليم في العلاقة مع الله ومع المجتمع ،وكانت هذه آخر  الوصايا ،فقد صدرت منه في أيام جرحه وقبل شهادته ،ومما جاء فيها :  « أوصيكما بتقوى الله ،وألا تبغيا الدّنيا وإنّ بغتكما ،ولا تأسفا على شيء منها زوي  عنكما ،وقولا بالحقّ ،واعملا للأجر. وكونا للظالم خصماً ،وللمظلوم عوناً. أوصيكما  وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي ،بتقوى الله ،ونظم أمركم ،وصلاح ذات بينكم ، فإنّي سمعت جدّكماصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة والصّيام. الله اللهفي الأيتام ،فلا تغبّوا(٢) أفواههم ،ولا يضيعوا بحضرتكم. والله الله في  جيرانكم ،فإنّهم وصيّة نبيّكم ،مازال يوصي بهم حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم. والله الله  

__________________

(١) نهج البلاغة :٣٩١ ـ ٤٠٥ / ٣١.

(٢) لا تغبّوا :أي تقطعوا الطعام عنهم.

٥١

في القرآن ، لايسبقكم بالعمل به غيركم. والله الله في الصّلاة ، فانّها عمود دينكم.  والله الله في بيت ربكم ، لاتخلوه ما بقيتم ، فإنّه إن ترك لم تناظروا(١) . والله الله في  الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله. وعليكم بالتواصل والتّباذل ،  وإيّاكم والتّدابر والتقاطع. لاتتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم. يا بني عبد المطلب ،لا ألفينكم  تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون :قتل أمير المؤمنين ،ألا لا تقتلنّ بي إلاّ  قاتلي ،انظروا إذا أنا متُّ من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة ،ولا تمثلوا بالرجل ، فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور»(٢) . وأوصى  الإمام الحسنعليه‌السلام بأركان الدين وحسن الخلق وحسن العلاقة مع الآخرين :  « أوصيك ،أي بني بتقوى الله ،وإقام الصلاة لوقتها ،وإيتاء الزكاة عند محلّها ،وحسن  الوضوء ،فإنّه لاصلاة إلاّ بطهور ،وأوصيك بغفر الذنب ،وكظم الغيظ ،وصلة الرحم ، والحلم عن الجاهل ،والتفقه في الدين ،والتشبث في الأمر ،والتعاهد للقرآن ،وحسن  الجوار ،والأمر بالمعروف ،والنهي عن المنكر ،واجتناب الفواحش»(٣) .

إمامة الإمام الحسنعليه‌السلام في كلمات ووصايا أمير المؤمنينعليه‌السلام :

حينما عادت الخلافة إلى أهلها ورجعت إلى مستقرِّها في عهد أمير  المؤمنينعليه‌السلام ،وأصبحعليه‌السلام على رأس السلطة في الدولة الإسلامية؛ توسعت  القاعدة الشعبية لأهل البيتعليهم‌السلام ،وانتشرت أحاديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في  إمامتهم ،وكان أمير المؤمنين يؤكّد هذه الحقيقة ويوجّه الانظار إلى خط الإمامة  الحقّة ،ويوليها أهمية استثنائية ،وذلك في التأكيد على إمامة العترة الطاهرة ، وتوجيه أنظار المسلمين إليها ،ليوالوها ويسترشدون بنهجها ويقتدوا بها في  

__________________

(١) لم تناظروا : أي لم ينظر إليكم بالكرامة ، لا من الله ، ولا من الناس؛ لاهمالكم فرض دينكم.

(٢) نهج البلاغة :٤٢١ ـ ٤٢٢ / ٤٧.

(٣) الكامل في التاريخ ٣ :١٧٠.

٥٢

أقوالها وممارساتها ومواقفها العملية ، وممّا قاله في ذلك : « فأين تذهبون؟ وأنّى  تؤفكون والاعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة ، فأين يتاه بكم! وكيف  تعمهون وبينكم عترة نبيّكم! وهم أزمّة الحقّ ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ،  فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وَرِدوهم ورود الهيم العطاش»(١) . وقالعليه‌السلام :   « انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم واتّبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدىً ، ولن يعيدوكم في ردىً ،فإن لبدوا فألبدوا ،وإن نهضوا فانهضوا ،ولا تسبقوهم  فتضلّوا ،ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ،لقد رأيت أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فما أرى أحداً يشبههم منكم »(٢) . وقالعليه‌السلام : « الحمد لله الناشر في الخلق فضله ،والباسط فيهم  بالجود يده ،نحمده في جميع أموره ،ونستعينه على رعاية حقوقه ،ونشهد أن لا إله  غيره ،وأنَّ محمّداً عبده ورسوله ،أرسله بأمره صادعاً وبذكره ناطقاً ،فأدّى أميناً ومضى رشيداً ،وخلّف فينا راية الحقّ من تقدّمها مرق ،ومن تخلّق عنها زهق ،ومن  لزمها لحق ألا إنّ مثل آل محمّد ،صلّىاللهعليهوآله ،كمثل نجوم السّماء؛ إذا  خوىٰ نجم طلع نجم ،فكأنّكم قد تكاملت من الله فيكم الصّنايع ،وأراكم ما كنتم  تأملون»(٣) . وقالعليه‌السلام : « لا يقاس بآل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من هذه الأمّة أحد ،ولا يسوّى بهم  من جرت نعمتهم عليه أبداً ؛ هم أساس الدين ،وعماد اليقين ،إليهم يفيء الغالي  وبهم يلحق التالي ،ولهم خصائص حقّ الولاية ،وفيهم الوصيّة والوراثة»(٤) .

وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام يوجّه الأنظار إلى إمامة ولده الحسنعليه‌السلام ومقامه  السامي وخصائصه وكفاءته العلمية والسياسية والادارية والاجتماعية ،فقد  كان يسأله عن المسائل المختلفة أمام مرأى ومسمع الملأ من أصحابه ،فيجيب  

__________________

(١) نهج البلاغة : ١١٩ / ٨٧.

(٢) نهج البلاغة :١٤٣ / ٩٧.

(٣) نهج البلاغة :١٤٦ / ١٠٠.

(٤) شرح نهج البلاغة ١ :١٣٨ ـ ١٣٩.

٥٣

عليها بأجوبة شافية ، وقد تركزت اسئلته على مسائل هامة في جميع مجالات  الحياة تتعلق بعلاقة الإنسان مع نفسه ومع المجتمع ، لتكون أجوبته نبراساً للمؤمنين باعتبارها صادرة من شخصية متكاملة معصومة مكلفة بامامة وقيادة الأمّة.  وقد كثرت الروايات حول هذا الموضوع نكتفي بواحدة منها ، فقد روي « أنّه سأل أمير  المؤمنينعليه‌السلام ابنه الحسنعليه‌السلام فقال : يا بنيّ ما العقل؟ قال : حفظ قلبك ما استودعته.

قال : فما الحزم؟ قال : أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما امكنك.

قال : فما المجد؟ قال : حمل المغارم وايتاء المكارم.

قال :فما السماحة؟ قال :إجابة السائل وبذل النائل.

قال :فما الشح؟ قال :إن ترى القليل سرفا وما أنفقت تلفا.

قال :فما الرقّة؟ قال :طلب اليسير ومنع الحقير.

قال :فما الكلفة؟ قال :التمسك بمن لا يواتيك والنظر فيما لايفييك.

قال :فما الجهل؟ قال :سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها ، والامتناع عن الجواب ،ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحاً»(١) . وكان أمير المؤمنين يحيل الأسئلة الموجهة إليه إلى الإمام الحسن أو الحسينعليهما‌السلام لتوجيه الانظار إلى مؤهلاتهما وقدراتهما ،فقد روي أنّ معاوية بعث رجلاً متنكراً يسأل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن مسائل سأله عنها ملك الروم ،فلما دخل الكوفة  وخاطب أمير المؤمنينعليه‌السلام أنكره فقرره فاعترف له بالحال ،فقالعليه‌السلام : « يا أخا  أهل الشام هذان ابنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا ابني ،فاسأل أيّهم أحببت» ،فقال الشامي : أسأل هذا يعني الحسنعليه‌السلام (٢) . وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام يكلّف الإمام الحسنعليه‌السلام بالمهام والمسؤوليات الصعبة ،ويبعثه لحلّ الأزمات ،ويشركه في المواقف الحرجة  ليبين للمسلمين موقعه الريادي في المجتمع الانساني ومؤهلاته القيادية ،فقد بعثه

__________________

(١) الدر النظيم/ يوسف بن حاتم الشامي :٥٠٥.

(٢) تحف العقول / ابن شعبة :١٦٠.

٥٤

إلى أهل الكوفة لعزل أبي موسى الأشعري ، وأمره بالردّ على خطاب عبدالله بن  الزبير في معركة الجمل ، وأمره بنقض حكم أبي موسى الأشعري وعمرو بن  العاص في قضية التحكيم لمخالفتهما القرآن الكريم.

عهد أمير المؤمنينعليه‌السلام بالإمامة لابنه الإمام الحسنعليه‌السلام :

في اليومين الأخيرين من حياة أمير المؤمنينعليه‌السلام أكّد على إمامة الحسنعليه‌السلام في وصاياه الأخيرة ، فعن الإمام الباقرعليه‌السلام قال : « جمع أمير المؤمنين بنيه وهم اثنا  عشر ذكراً فقال لهم : إنّ الله أحبّ أن يجعل فيّ سنة من يعقوب إذ جمع بنيه وهم اثنا  عشر ذكراً ، فقال لهم : إنّي أوصي إلى يوسف فاسمعوا له وأطيعوا ، وأنا أوصي إلى الحسن والحسين فاسمعوا لهما وأطيعوهما»(١) . فقد ربط أمير المؤمنينعليه‌السلام هذه  الوصية بوصية يعقوبعليه‌السلام فهي وصية إلهية ،فبأمر من الله تعالى أوصى يعقوب  إلى يوسف ،وهي ليست وصية مال أو رعاية أيتام أو تسديد ديون؛ بل هي  وصية رسالية قائمة على أساس الاستمرار في أداء الدور والتكليف الإلهي  للموصى ،وهو القيام بهداية الناس وتنظيم شؤونهم وربطهم بالمنهج الإلهي في  الحياة ،إضافة إلى إدارة الدولة. حدّث الأصبغ بن نباتة قال : « دعا أمير  المؤمنينعليه‌السلام الحسن والحسينعليهما‌السلام لمّا ضربه الكافر اللعين ابن ملجم لعنه الله ، فقال لهما :إنّي مقبوض في ليلتي هذه ولاحق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاسمعا قولي وعياه؛ أنت  يا حسن وصيّي والقائم بالأمر بعدي ،وأنت يا حسين شريكه في الوصية فأنصت ما  نطق ،وكن لأمره تابعاً ما بقي ،فإذا خرج من الدنيا فأنت الناطق بعده والقائم بالأمر »(٢) .

وفي حديث زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام : « إنّ محمّد بن الحنفية قال لعليّ بن  الحسينعليهما‌السلام :قد علمت أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دفع الوصية والإمامة إلى أمير  

__________________

(١) اثبات الهداة / الحر العاملي ٢ :٥٥٠ / ٢٦ ،الباب ١٢ ،الفصل ١٠.

(٢) الدر النظيم :٣٧٧.

٥٥

المؤمنينعليه‌السلام ، ثم إلى الحسن ، ثم إلى الحسين»(١) . فالوصية هنا عهد الهي قام به  رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما أوصى بالإمامة إلى أمير المؤمنين ، والظاهر أنّ هذه الوصية  كانت مكتوبة وهذا يظهر من كلام الأصبغ بن نباتة حين قال : « وكتب له بالوصية  عهدا منشوراً نقله جمهور العلماء»(٢) . ووصية أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى الإمام  الحسنعليه‌السلام كانت بأمر الله عزّوجلّ ، ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عن الإمام محمد الباقرعليه‌السلام قال :   « أوصى أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى الحسن وأشهد على وصيته الحسينعليه‌السلام ومحمّداً وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ثم دفع إليه الكتاب والسلاح ، ثم قال لابنه  الحسن : يا بنيّ أمرني رسول الله أن أوصي إليك وأدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إليّ رسول الله ودفع إلي كتبه وسلاحه وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت  أن تدفعه الى أخيك الحسين..»(٣) .

الفصل الرابع

من خصائص الإمام الحسنعليه‌السلام القيادية

القائد أو الإمام أو الخليفة الذي يخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ينبغي أن يكون  متصفاً بأمثل الصفات وأفضلها. ويفهم من آراء العلماء والباحثين في علم  السياسة والاجتماع أنّهم يقدّمون الأفضل. قال (ج. كورتوا) : « على الرئيس أن  يكون أكثر يقظة من الآخرين ،وأكثر ذكاءً ،وأكثر دقة ،وأسرع في اتخاذ القرار ، وأشجع في الأخطار ،وأكثر صراحة ،وأكثر ثباتاً في العمل ،وأكثر دماثة وغنىً  بالعواطف النبيلة»(٤) . ويرى الدكتور عبد العزيز القوصي أن يكون القائد شديد

__________________

(١) إثبات الهداة ٢ : ٥٤٤.

(٢) إثبات الهداة ٢ : ٥٥٣.

(٣) الكافي ١ : ٢٩٨ / ٥ ، باب الاشارة والنص على الحسن بن عليعليهما‌السلام .

(٤) لمحات في فن القيادة / ج. كورتوا : ٢٣.

٥٦

الايمان بالهدف والخطة ،وأن يكون شخصية متميزة على غيرها؛ في الفعل  والخُلق ،والقدرة البارزة على التأثير ،وأن يتميز بذكاء نادر ،وبصيرة نافذة ، وخلق عالٍ ،ويتميز بقوة الارادة ،وتمثيل آمال الجماعة وطموحاتهم ،وأن يتميز  بالتضحية الكاملة(١) . والأفضلية في حال تسلسلها تصل إلى أعلى المراتب ، وهو ما يسمى بالعصمة ،والإمام الحسنعليه‌السلام باعتباره الإمام والقائد المنصوص  عليه فهو يتمتع بخصائص وصفات تؤهله للموقع الريادي في حركة المسلمين ، فقد كان عاقلاً حليما محبّاً للخير فصيحا من أحسن الناس منطقا وبديهة.

وفيما يأتي أهم صفات الإمام الحسنعليه‌السلام وخصائصه القيادية :

١ ـ العصمة : وقد تقدم ما يدل عليها من كتاب الله العزيز ومن أحاديث  رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته ، ولا حاجة إلى إعادة ذلك كله.

٢ ـ العلم : أخذ الإمام الحسنعليه‌السلام العلم عن جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـكما  تقدّمـحيث كان ملازماً له في أغلب جلساته ولقاءاته وحركاته ، وكان يستمع  للوحي وهو يلقى في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويستمع إلى أحاديث جدِّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،  وأخذ العلم عن أبيه أمير المؤمنينعليه‌السلام الذي لازمه أكثر من أربعين عاماً ،  وأبوهعليه‌السلام كان أعلم الناس بشهادة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال : « أنا مدينة العلم  وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»(٢) . وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أعلم الناس بالسنة  والقضاء بعدي علي بن أبي طالب»(٣) .

وقال عثمان بن عفّان في علم الحسنينعليهما‌السلام : « اولئك فطموا العلم فطماً وحازوا الخير والحكمة». قال الشيخ الصدوق : « معنى قوله : فطموا العلم فطماً أيّ  قطعوه عن غيرهم قطعاً وجمعوه لأنفسهم جمعاً»(٤) . وقال محمد بن طلحة

__________________

(١) علم النفس أسسه وتطبيقاته التربوية / عبد العزيز القوصي :٣٩٦ و ٣٩٨.

(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٧ ، وكفاية الطالب : ٢٢١.

(٣) بحار الأنوار ٤٠ : ١٥٠.

(٤) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٣٣.

٥٧

الشافعي : « كان الله عزّ وجل قد رزقهـيعني الإمام الحسنعليه‌السلام ـالفطرة الثاقبة  في إيضاح مراشد ما يعانيه ومنحه الفطرة الصائبة لاصلاح قواعد الدين ومبانيه  وخصّه بالجبلة التي درت لها أخلاق مادتها بصور العلم ومعانيه»(١) . وقال  الحافظ إسماعيل بن كثير : « أحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوي آرائهم»(٢) . وكتب إليه الحسن البصري : « أما بعد فانكم معشر بني هاشم الفلك الجارية  واللجج الغامرة والأعلام الشاهرة ،أو كسفينة نوحعليه‌السلام التي نزلها المؤمنون ونجا  فيها المسلمون»(٣) . وقد تتلمذ على يديه مجموعة كبيرة من الفقهاء والعلماء  ورواة الحديث. وروى عن الإمام الحسن المئات من الصحابة والتابعين  وأشرفهم : أخوه الإمام الحسين ، وابن أخيه الإمام زين العابدين علي بن  الحسينعليهما‌السلام ، وجابر بن عبدالله ، وعبدالله بن عباس ، وعائشة ، وابنه الحسن بن  الحسن ، والمسيب بن نجبة ، وسويد بن غفلة ، والعلاء بن عبد الرحمن ، والشعبي ،  وهبيرة بن بريم ، والأصبغ بن نباتة ، وجابر بن خالد ، وعيسىٰ بن مأمون ، وعمير  ابن سعيد النخعي ، وإسحاق بن يسار ، وعبد الرحمن بن أبي عوف ، وسفيان بن  الليل ، وعمرو بن قيس ، ومعاوية بن حديج ، وإسحاق بن بشار ، ومحمد بن  سيرين ، وعكرمة ، وجبير بن نفير وغيرهم(٤) .

٣ـالارتباط باللّه تعالى : كان الإمام الحسنعليه‌السلام دائم الارتباط بالله تعالى ،  ودائم التوجه إليه ، وكان مرتبطاً به في عقله ومشاعره وإرادته ، وصار هذا  الارتباط حقيقة ايجابية متحركة استقرت في أغوار النفس والضمير وتحولت إلى  واقع في صورة أعمال وممارسات وحركات دائمة صادرة عن وعي ومتجهة إلى

__________________

(١) مطالب السؤول / محمد بن طلحة الشافعي ٢ :٦.

(٢) البداية والنهاية ٨:١٦.

(٣) تحف العقول :١٦٦.

(٤) يُنظر : رجال الشيخ الطوسي : ٩٣ ومابعدها ، أصحاب الإمام الحسن السبطعليه‌السلام .

تاريخ مدينة دمشق ١٣ : ١٦٣ ، وأسد الغابة ١ : ٤٨٨ ، والإصابة ٢ : ١١.

٥٨

غاية ،فهي ليست مظاهر وطقوس مجردة بل هي حركة وفاعلية تعبر عن  اخلاص لله وتجرد له تدفع إلى العمل الصالح الذي هو انعكاس لهذا الارتباط الدائم.

عن المفضل بن عمر قال : « قال الصادقعليه‌السلام :حدّثني أبي عن أبيهعليه‌السلام أنّ  الحسن بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم ، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً وربما مشى حافياً ،وكان إذا ذكر الموت بكى ،وإذا ذكر القبر  بكى ،وإذا ذكر البعث والنشور بكى ،وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ،وإذا ذكر  العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها ،وكان إذا قام في صلاته  ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجل ،وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب  السليم ويسأل الله الجنة ويعوذ به من النار ،وكانعليه‌السلام لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجل :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلاّ قال :لبّيك اللهمّ لبّيك ،ولم ير في شيء من أحواله إلاّ  ذاكر الله سبحانه»(١) . وروي أنّه : حج خمس عشرة حجّة ماشياً ، وخرج لله من  ماله مرتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرّات(٢) .

وعن الإمام محمد الباقرعليه‌السلام : « أنّ الحسنعليه‌السلام قال : إنّي لأستحي من ربّي أن  ألقاه ولم أمشي إلى بيته ، فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه»(٣) . وكان إذا  بلغ المسجد رفع رأسه وقال : « ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز  عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم»(٤) . وكان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم  حتى تطلع الشمس وإن زحزح(٥) . وكان يقرأ كل ليلة سورة الكهف في لوح  مكتوب يدور معه حيث دار من بيوت أزواجه قبل أن ينام وهو في الفراش(٦) .  وكان إذا فرغ من الوضوء تغيّر لونه ، فقيل له في ذلك ، فقال : « حقّ على من أراد

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١٥٠ / ٨ ، مجلس ٣٣.

(٢) المنتظم / ابن الجوزي ٥ : ١٦٤ ـ ١٦٥.

(٣) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٣٩.

(٤و٥) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٣٩.

(٦) البداية والنهاية ٨ : ٤٢.

٥٩

أن يدخل على ذي العرش أن يتغيّر لونه»(١) .

٤ ـ الكرم : وهو صفة محمودة في جميع الأحوال وسائر الناس ،وانتصار على  النفس والغلبة على الشهوة؛ لأنّ النفس الانسانية مرتبطة باثقال الدنيا ،فلا  يتعالى الإنسان على هذه الاثقال إلاّ بالكرم والجود ،والذي يدفع الإنسان  المؤمن إلى الكرم والانفاق هو دافع أقوى من شهوة المال وقيود الحرص ،والطمع  وهو دافع التقوى وحب الخير وحب الكمال والسمو ،والتقرب إلى الله عزّوجلّ.

والكرم صفة ملازمة للقيادة الصالحة الناجحة؛ فبها يستهوي الناس  ويشدّهم إلى ما يمليه عليهم من مفاهيم وقيم ومن نصائح وارشادات ،ويدفعهم  لمراجعة أفكارهم وعواطفهم وممارساتهم واصلاحها حياءً أو قناعة في مقابل  الكرم والجود والإحسان إليهم. وقد امتاز الحسنعليه‌السلام بهذه الصفة وكان قمة في  الكرم والجود والإحسان إلى الآخرين. فقد روى أنّه : « لم يقل لسائل قط : لا ،  وكان لا يأنس به أحد فيدعه حتى يحتاج إلى غيره ، حتىٰ عُرِفَعليه‌السلام بكريم أهل  البيتعليهم‌السلام . واشترى حائطاً من قوم من الأنصار بأربعمائة ألف فبلغه أنّهم  احتاجوا ما في أيدي الناس فردّه إليهم»(٢) . وهذه ممارسات نادرة لم يحدّثنا  التاريخ أنّ كريماً ـمن غير أهل البيتعليهم‌السلام ـلم يقل لسائل قط : (لا). ومن كرمه  وجوده أنّه يوصل بعض الذين يكرمهم إلى مرحلة متقدّمة من العيش الكريم  بحيث لا يحتاج إلى الآخرين؛ لأنّ ما يحصل عليه يسعفه للاعتماد على نفسه  وامكاناته. قال ابن كثير : « وقد كان من الكرم على جانب عظيم ، قال محمد بن  سيرين : ربما أجاز الحسن بن علي الرجل الواحد بمائة ألف». وقال : « وذكروا أنّ  الحسن رأى غلاماً أسود يأكل من رغيف لقمة ويطعم كلباً هناك لقمة ، فقال له :  ما حملك على هذا؟ فقال : أنّي أستحي منه أن أكل ولا أطعمه ، فقال له الحسن : لا

__________________

(١) مختصر تاريخ دمشق / ابن منظور ٧:٢٥.

(٢) إسعاف الراغبين / الصبّان : ١٩٦ ، (مطبوع بهامش نور الأبصار).

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

( أبواب الذبح)

١ -( باب وجوب الهدي على المتمتع دون غيره، وأنه يجزئه شاة وكذا الأضحية)

[١١٥١٠] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ومن تمتع بالعمرة إلى الحج فعليه ما استيسر من الهدي، كما قال الله عز وجل، شاة فما فوقها ».

[١١٥١١] ٢ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « يوم الحج الأكبر يوم النحر ».

[١١٥١٢] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « عن أبيه أنه قال في حديث: وتجزئه الشاة في المتعة ».

[١١٥١٣] ٤ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ما أنفق الناس نفقة أعظم من دم يهراق في هذا اليوم، إلا رحما محتاجه يصلها، يعني يوم النحر ».

__________________

أبواب الذبح

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣١٨.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٣.

٣ - بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٥.

٤ - درر اللآلي ج ١ ص ٢٠.

٨١

٢ -( باب أن الولي إذا حج بالصبي لزمه الذبح عنه إن لم يكن له هدي، ومع العجز الصوم عنه)

[١١٥١٤] ١ - دعائم الاسلام: « عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: من تمتع بصبي فعليه أن يذبح عنه ».

[١١٥١٥] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « ومن كان منكم من الصبيان - إلى أن قال - ومن لم يجد منهم هديا فليصم عنه ».

٣ -( باب وجوب ذبح الهدي الواجب في الحج بمنى، وإن كانفي إحرام العمرة فبمكة، ويتخير في المندوب)

[١١٥١٦] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن كان عليك دم واجب قلدته أو جللته أو أشعرته، فلا تنحره إلا في يوم النحر بمنى ».

[١١٥١٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما رمى جمرة العقبة يوم النحر أتى إلى المنحر بمنى، فقال: هذا المنحر، وكل منى منحر، ونحر هديهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحر الناس في رحالهم(١) .

[١١٥١٨] ٣ - كتاب درست بن أبي منصور: عن عبد الحميد بن سعيد،

__________________

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣١٨.

٢ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٣.

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٤.

(١) في المصدر زيادة: بمني.

٣ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٧.

٨٢

قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: أصلحك الله بلغني أنك صنعت أشياء خالفت فيها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - إلى أن قال - وبلغني أنك تركت المنحر ونحرت في دارك، قال: « قد فعلت إلى أن قال - وأما تركي المنحر ونحري، في داري فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مكة كلها منحر فحيث نحرت أجزأك ».

[١١٥١٩] ٤ - بعض نسخ الرضوي: « إن أبا بصير قال: جعلت فداك إن أهل مكة أنكروا عليك أشياء صنعتها - إلى أن قال و ( أنكروا عليك أنك ذبحت هديك بمكة )(١) ، قال: إن مكة كلها منحر ».

وفيه(٢) : « ومن ساق هديا في عمرة فلينحر قبل أن يحلق ».

وفي(٣) موضع آخر: « وكفارة العمرة يعجلها بمكة، ولا يؤخرها ( بمنى )(٤) ».

٤ -( باب أن من لزمه فداء ففاته ذبحته بمكة أو منى، أجزأه ذبحه إذا رجع إلى أهله وتصدق به، وحكم من نذر نحر بدنة)

[١١٥٢٠] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى،

__________________

٤ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٣.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ٧٥، عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦١ ح ٤١.

(٣) نفس المصدر ٧٣.

(٤) في المصدر: إلى منى.

الباب ٤

١ - الجعفريات ص ٧٣.

٨٣

قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، ( عن جده علي بن الحسين، عن أبيه ) عن عليعليهم‌السلام قال: « من جعل على نفسه بدنة، فلا ينحرها إلا عند البيت ».

٥ -( باب اجزاء الذبح بمنى يوم النحر، وثلاثة أيام بعده،وبغير منى يوم النحر، ويومين بعده، واستحباب اختيار يوم النحر، وتحريم الصوم أيام التشريق لمن كان بمن خاصة)

[١١٥٢١] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر، وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا: « الأضحية يوم النحر ويومين بعده في الأمصار، وفي منى إلى آخر أيام التشريق ».

٦ -( باب وجوب كون الهدي من الإبل، أو البقر، أوالغنم، واستحباب اختيار الإبل، ثم البقر، وعدم اجزاء الجبلية والبخاتي(*) )

[١١٥٢٢] ١ - الصدوق في المقنع: ثم اشتر هديك إن كان من البدن أو من البقر، وإلا فاجعله كبشا سمينا فحلا، فإن لم تجد فحلا فموجيا من الضأن، فإن لم تجد فتيسا فحلا، فإن لم تجد فحلا فما تيسر لك، وعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨٢.

الباب ٦

* - البخاتي: هي جمال طوال الأعناق، ويجمع على بخت وبخات ( لسان العرب ج ٢ ص ٩ ).

١ - المقنع ص ٨٧.

٨٤

[١١٥٢٣] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار والحسن بن متيل، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، عن السلمي،(١) عن داود الرقي قال: سألني بعض الخوارج عن قول الله تبارك وتعالى:( مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ : إلى قوله -وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ) (٢) الآية، ما الذي أحل الله من ذلك، وما الذي حرم الله؟ قال: فلم يكن عندي في ذلك جواب(٣) فحججت فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقلت: جعلت فداك إن رجلا من الخوارج سألني كذا وكذا، فقال: « إن الله عز وجل أحل في الأضحية بمنى الضأن والمعز الأهلية، وحرم فيها الجبلية، وذلك قوله عز وجل:( مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ) وأن الله عز وجل أحل في الأضحية بمنى الإبل العراب وحرم فيها البخاتي، وأحل فيها البقر الأهلية وحرم فيها الجبلية، وذلك قوله تعالى:( وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ) ». قال: فانصرفت إلى صاحبي فأخبرته بهذا الجواب، فقال: هذا شئ حملته الإبل من الحجاز.

[١١٥٢٤] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « سئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقيل: أي الحج أفضل؟ قال: العج والثج، قيل: ما العج والثج؟ قال: العج: الضجيج(١) ورفع الصوت بالتلبية، والثج: النحر ».

__________________

٢ - الاختصاص ص ٥٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٧٩ ح ٧.

(١) في المخطوط: السياري، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال راجع معجم الحديث ج ٢٣ ص ١٠٦.

(٢) الانعام ٦: ١٤٣ - ١٤٤.

(٣) في المصدر: شئ.

٣ - بعض نسخ الرضوي، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٩.

(١) في البحار: ضجيج الصباح.

٨٥

[١١٥٢٥] ٤ - العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن فرقد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « الهدي من الإبل والبقر والغنم ». الخبر.

٧ -( باب استحباب اختيار الإناث من الإبل والبقر، والذكران من الغنم للأضحية، وكراهة التضحية بالثور والجمل)

[١١٥٢٦] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « أفضل الهدي والأضاحي الإناث من الإبل، ثم الذكور منها، ثم الإناث من البقر، ثم الذكور منها، ثم الذكور من الضان، ثم الذكور من المعز ثم الإناث من الضان ثم الإناث من المعز ».

[١١٥٢٧] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « وأفضل البدن ذوات الأرحام من الإبل والبقر جميعا، ويجزئ الذكورة من البقر والبدن الضحايا من الغنم(١) الفحولة ».

٨ -( باب أنه يجزئ المتمتع شاة، ويستحب الزيادة والتعدد، وكذا الأضحية)

[١١٥٢٨] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن فرقد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « وما استيسر من الهدي شاة ».

[١١٥٢٩] - ٢ دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه

__________________

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٨ ح ٢٢٦.

الباب ٧

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

٢ - بعض نسج الرضوي ص ٧٢.

(١) في المصدر: الإبل.

الباب ٨

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٨.

٢ - دعائم السلام ج ١ ص ٣١٨.

٨٦

قال: « ومن تمتع بالعمرة إلى الحج فما(١) استيسر من الهدي(٢) شاة فما فوقها » الخبر.

[١١٥٣٠] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « عن أبيه عن الصادقعليه‌السلام أنه قال في حديث: وتجزئه الشاة في المتعة.

٩ -( باب أن أقل ما يجزئ في الهدي والأضحية الجذع من الضأن، والثني من المعز والإبل، والتبيع(*) من البقر)

[١١٥٣١] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الذي يجزئ في الهدي والضحايا من الإبل الثني، ومن البقر السمن ومن العز الثني(١) ، ويجزئ من الضأن الجذع، ولا يجزئ الجذع من غير الضأن، وذلك ولان الجذع من الضأن يلقح ولا يلقح الجذع من غيره ».

__________________

(١) في المصدر: فعليه ما.

(٢) وفيه زيادة: كما قال الله ( تعالى ).

٣ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٥.

الباب ٩

* التبيع: ولد البقر أول سنة. ويقال لولد البقر في أول سنة: عجل ثم تبيع ( مجمع البحرين ( تبع ) ج ٤ ص ٣٠٧ ).

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) الثني: الجمل الذي يدخل في السنة السادسة، ومن المعز: هو الذي تم له سنة ( مجمع البحرين ( ثنا ) ج ١ ص ٧٧ ).

(٢) الجذع من الضان: ما له سنة تامة والأنثى: جذعة كقصبة سميت بذلك لأنها تجذع مقدم أي تسقط ( مجمع البحرين ( جذع ) ج ٤ ص ٣١٠ ).

٨٧

[١١٥٣٢] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا يجوز في الأضاحي من البدن إلا الثني وهو الذي تمت له سنة ويدخل في الثاني، ومن الضان الجذع لسنة ».

[١١٥٣٣] ٣ - وفي بعض نسخه: « ثم أهرق الدم مما معك الجذع من الضأن وهو ابن سبعة أشهر فصاعدا، والثني من المعز وهو لاثني عشر شهرا فصاعدا، ومن الإبل ما كمل خمس سنين ودخل في الستة والثني من البقر إذا استكمل ثلاث سنين وأول يوم من السنة الرابعة ».

[١١٥٣٤] ٤ - الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد: روى أبو مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه أن علياعليه‌السلام خطب يوم الأضحى فكبر - إلى أن قال - « ومن ضحى منكم فليضح بجذع من الضأن، فلا يجزئ عنه جذع من العز » الخطبة.

[١١٥٣٥] ٥ - الصدوق في المقنع: قال والدي رحمه الله في رسالته إلي: يا بني اعلم أنه لا يجوز في الأضاحي من البدن إلا الثني وهو الذي تم له سنة ودخل في الثانية، ويجزئ من المعز والبقر الثني، وهو الذي تم له خمس سنين ودخل في السادسة ويجزئ من الضأن الجذع لسنة.

__________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨.

٣ - بعض نسخه، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٧.

٤ - مصباح المتهجد ص ٦٠٩.

٥ - المقنع ص ٨٨.

٨٨

١٠ -( باب أن الهدي إن كان ذكرا وجب كونه فحلا، فلايجزئ الخصي ولا المجبوب(*) في الهدي، ولا في الأضحية)

[١١٥٣٦] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « أفضل الهدي والأضاحي الإناث - إلى أن قال - والفحل من الذكور ( من كلّ شئ )(١) أفضل، ثم الموجوء(٢) ثم الخصي ».

١١ -( باب استحباب اختيار الكبش الأقرن السمين الأملحالذي ينظر في سواد ويأكل في سواد ويمشي في سواد)

[١١٥٣٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه كان يستحب من الضأن الكبش الأقرن الذي يمشي في سواد ويأكل في سواد، وينظر في سواد، ويبعر في سواد(١) وكذلك كان الكبش الذي أنزل على إبراهيمعليه‌السلام ، وأنزل(٢) على الجبل الأيمن في مسجد منى، وكذلك كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يضحي بمثل هذه الصفة من الكباش.

[١١٥٣٨] ٢ - وعنهعليه‌السلام قال: « أفضل الكباش ما كان أقرن

__________________

الباب ١٠

* - الجب: قطع الذكر، ومنه خصي، مجبوب: مقطوع ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٢١ ).

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) ليس في المصدر: الموجئ.

الباب ١١

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) في المصدر زيادة: قال.

(٢) في المصدر: ونزل.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨٣.

٨٩

عظيما سمينا فحلا يأكل في سواد، ويشرب في سواد، ويمشي في سواد، وينظر في سواد، ويبول(١) في سواد ».

قال: « وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يضحي بما كانت هذه صفته، وهي صفة الكبش الذي نزل على إبراهيمعليه‌السلام ، قيل له، من أين نزل عليه؟ قال: نزل من السماء على الجبل الذي عن يمين مسجد منى، قيل فمن لم يجد هذه الصفة؟ قال: يضحي بما وجد ».

[١١٥٣٩] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « أبي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : اذبح لمتعتي بقرة، فقال لي أبي: يا بني كان الصادقعليه‌السلام يحدثني أنه أصاب كبشا محيلا(١) أقرن ما هو بدون البقرة فذبحته » الخبر.

وقالعليه‌السلام : « وذبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع كلّ بدنة كبشا ».

[١١٥٤٠] ٤ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الأضحية الكبش

__________________

(١) في المصدر: ويبعر.

٣ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٣ ج ٥٠.

(١) حالت الدار وحال الغلام: أتى عليه حول. وكذلك الطعام وغيره فهو محيل. ( لسان العرب ج ١١ ص ١٨٤. ١٩٥ ).

٤ - الجعفريات ص ٢٠٤.

٩٠

الأقرن ».

١٢ -( باب استحباب اختيار الضأن على المعز، واختيار الموجوء على النعجة، وإلا فالمعز)

[١١٥٤١] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن أفضل الضحايا، فقال: « الإناث من الإبل، ثم الذكور منها، ثم الإناث من البقر، ثم الذكور منها، ثم الفحول،(١) من الضأن ( ثم الموجوء(٢) منها وهو المرضوض، أو المربوط أنثياه حتى يفسد، ثم النعاج التي يقطع أنثياه قطعا، ثم الفحل من المعز، ثم الإناث منها )(٣) ».

[١١٥٤٢] ٢ - الصدوق في المقنع: فإن لم تجد فحلا من الضأن، فإن لم تجد فتيسا فحلا، فإن لم تجد فحلا، فما تيسر لك.

[١١٥٤٣] ٣ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن إسماعيل بن رافع قال: جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له: « يا جبرئيل أصبنا نسكنا اليوم؟ قال نعم، ولقد استبشر أهل السماء بذبحكم،

__________________

الباب ١٢

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) في المصدر: الذكور.

(٢) الوجاء بالكسر ممدود رض عروق البيضتين حتى تنفضخ فيكون شبها بالخصاء وفي الحديث: ضحى بكبشين موجوءين ( مجمع البحرين ج ١ ص ٤٢٩ ).

(٣) ما بين القوسين في المصدر: ثم الذكر من المعز ثم الإناث من الضأن، ثم الإناث من المعز والفحل من الذكور أفضل من الموجئ، ثم الخصي.

٢ - المقنع ص ٨٧.

٣ - درر اللآلي ج ١ ص ٢٠.

٩١

واعلم يا محمد أن الجذع من الضأن من الضأن أحب إلى الله من السيد(١) من المعز، وأن السيد من الضأن أحب إلى الله من البقرة، ولو علم الله شيئا أفضل من كبش إبراهيمعليه‌السلام لاعطاه ».

١٣ -( باب جواز التضحية بالجاموس)

[١١٥٤٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجاموس يجزئ عن سبع يعني في الأضحية ».

١٤ -( باب أنه لا يجزئ المهزول بحيث لا يكون على كليتيه شحم، إلا أن يشتريه على أنه سمين فيجده مهزولا فيجزئه، وكذا العكس، ويجزئ الهرم الذي وقعت ثناياه)

[١١٥٤٥] ١ - الجعفريات بالسند المتقدم: عن عليعليه‌السلام ، قال: « من اشترى بدنة وهو يراها حسنة فوجدها عجفاء(١) أجزأت عنه، ومن اشتراها سمينة فوجدها عجفاء لم تجزئ عنه ».

__________________

(١) السيد من المعز: المسن. وقيل: هو الجليل وإن لم يكن مسنا. لسان العرب ج ٣ ص ٢٣٠ ).

الباب ١٣

١ - الجعفريات ص ٧٢.

الباب ١٤

١ - الجعفريات ص ٧٣.

(١) العجف: ذهاب السمن والهزال، والأنثى: عجفاء ( لسان العرب ج ٩ ص ٢٣٣ ).

٩٢

قلت: ذيل الخبر مخالف لسائر الاخبار ففيه تحريف، والأصل مهزولة أو غير سمينة، والله العالم.

[١١٥٤٦] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صدقة رغيف خير من نسك مهزول ».

[١١٥٤٧] ٣ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام في حديث في العرجاء قالعليه‌السلام : « وإذا كان بينا لم يجزئ أن يضحى بها ولا بالعجفاء ».

[١١٥٤٨] ٤ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: من اشترى هديا، أو أضحية يرى أنها سمينة ( فخرجت عجفاء )(١) فقد أجزأت عنه، وكذلك إن اشتراها وهو يرى أنها عجفاء فوجدها سمينة ( فقد أجزأت عنه )(٢) ».

[١١٥٤٩] ٥ - وعنهعليه‌السلام : أنه رخص في الهرمة إذا لم يكن بها عيب ولا عجف، ويستحب السمينة.

__________________

٢ - الجفريات ص ٧٢.

٣ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

٣ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: أجزت عنه.

٥ - دعائم السلام ج ٢ ص ١٨٤.

٩٣

١٥ -( باب تأكد استحباب كون الهدي مما عرف به بأن يحضر يوم عرفة بها، ويكفي إخبار البائع بها)

[١١٥٥٠] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر من ساق العدي أن يعرف به يعني يوقفه بعرفة، والمناسك كلها.

[١١٥٥١] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « وقد روي من لم ( توقف له بدنة )(١) بعرفة ليس بهدي أنما هي ضحية.

١٦ -( باب أنه لا يجزئ الهدي الواحد في الواجب إلا عن واحد، ويجزئ في المندوب كالأضحية عن خمسة، وعن سبعة، وعن سبعين، ويستحب قلة الشركاء فيه)

[١١٥٥٢] ١ - الجفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجذعة من البقر تجزئ عن ثلاثة، والمسنة تجزئ عن سبعة، من قبائل شتى وبلدان شتى ».

[١١٥٥٣] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : البقرة تجزئ عن ثلاثة متمتعين ».

__________________

الباب ١٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٨.

٢ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٧ و ٣٦٥.

(١) في البحار: يوقف بدنته.

الباب ١٦

١ - الجعفريات ص ٧٤.

٢ - الجعفريات ص ٧٤.

٩٤

[١١٥٥٤] ٣ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام : أنه رخص الاشتراك في الضحية لمن لم يجده.

[١١٥٥٥] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتجزئ البقرة عن خمسة، وروي عن سبعة، إذا كانوا من أهل بيت واحد ».

وروي: أنها لا تجزئ إلا عن واحد، وروي أن شاة تجزئ عن سبعين إذا لم يوجد شئ من الهدي ».

[١١٥٥٦] ٥ - عوالي اللآلي: عن ابن عباس قال: كنا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في سفر فحضر الأضحى فاشتركنا في البقرة ( عن سبعة )(١) وفي الجزور ( عن )(١) عشرة.

[١١٥٥٧] ٦ - الصدوق في المقنع: ويجزئ البقرة عن خمسة نفر، إذا كانوا من أهل بيت.

١٧ -( باب أن من اشترى هديا ثم أراد شرا أسمن منه جاز له فإذا اشترى جاز بيع الأول)

[١١٥٥٨] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ( لصاحب الهدي أن يبيعه )(١) ويستبدل به غيره ما لم يوجبه ».

__________________

٣ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٥.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٥.

(١) أثبتناه من المصدر. ٦ - المقنع ص ٨٨.

(٢) أثبتناه من المصدر. ٦ - المقنع ص ٨٨.

الباب ١٧

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٨.

(١) في المصدر: للمرء أن يبيع الهدي.

٩٥

١٨ -( باب وجوب كون الهدي كامل الخلقة، فلا يجزئ الناقص في الواجب، ويجزئ في غيره)

[١١٥٥٩] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، قال: « نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يضحى بالأعضب، والأعضب المكسور القرن كله داخله وخارجه، وإن انكسر الخارج وحده فهو أقصم ».

[١١٥٦٠] ٢ - وعنهعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله استشرفوا(١) العين والاذن ».

[١١٥٦١] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن العرجاء فقال: « إذا بلغت المنسك فلا بأس إذا لم يكن العرج بينا وإذا كان بينا لم يجزئ أن يحضى بها ».

[١١٥٦٢] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يضحى بالجذاء: ولا بالجرباء » والجذاء المقطوعة الأطباء وهي حلمات الضرع والجرباء: التي بها الجرب.

[١١٥٦٣] ٥ - وعن عليعليه‌السلام : أنه نهى عن الجدعاء، والهرمة، والجدعاء: المجدوعة الاذن أي مقطوعتها.

__________________

الباب ١٨

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) قال في النهاية في معنى الحديث: أي نتأمل سلامتهما من آفة تكون بها، وقيل: هو من الشرفة وهي المال أي أمرنا أن نتخيرها ( النهاية ج ٢ ص ٤٦٢ ).

٣ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

٤ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

٥ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٧.

٩٦

[١١٥٦٤] ٦ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام : أنه كره المقابلة، والمدابرة، والشرقاء، والخرقاء، فالمقابلة المقطوعة من أذنها شئ من مقدمها يترك فيها معلقا، والمدابرة تكون كذلك من مؤخر اذنها، والشرقاء المشقوقة الاذن باثنين، والخرقاء التي في اذنها ثقب مستدير.

[١١٥٦٥] ٧ - وعن عليعليه‌السلام : أنه نهى عن الأضحية بمكسور القرن، والعرجاء البين عرجها، والمهزولة البين هزالها والمقطوعة الأذان ( أو )(١) المصطلمة(٢) .

[١١٥٦٦] ٨ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله أخبرنا محمد حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده علي بن الحسين عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى أن يضحى بمريضة ».

[١١٥٦٧] ٩ - الشيخ الطوسي في المصباح، عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه، عن عليعليه‌السلام أنه قال في خطبة يوم الأضحى: « ومن تمام الأضحية استشراف أذنيها، وسلامة عينيها، فإذا سلمت الاذن والعين سلمت الأضحية وتمت، وإن كانت عضباء القرن تجر رجليها إلى المنسك » الخطبة.

__________________

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٧.

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٨٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الاصطلام: استئصال الشئ قطعا، والمصطلمة هنا هي المقطوعة الأذن من أصلها. أنظر ( لسان العرب ج ١٢ ص ٣٤٠ ).

٨ - الجعفريات ص ٧٢.

٩ - مصباح المتهجد ص ٦٠٩.

٩٧

١٩ -( باب اجزاء المشقوقة الاذن، وكراهة مقطوعته)

[١١٥٦٨] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام أنه رخص في الشق يكون في الاذن إذا كان علامة أو سمة.

وتقدم عنهعليه‌السلام حكم الأخير.

٢٠ -( باب أن من اشترى هديا على أنه كامل فبان ناقصا، لم يجزئه إلا مع التعذر)

[١١٥٦٩] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « من اشترى هديا ولم يعلم به عيبا، فلما نقد الثمن وقبضه رأى العيب، قال: يجزئه عنه، وإن لم يكن نقد ثمنه فليرده وليستبدل ».

٢١ -( باب أن الهدي إذا هلك قبل الوصول لزم بدله إن كان واجبا، ولم يلزم إن كان تطوعا)

[١١٥٧٠] ١ - دعائم اسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في الهدي يعطب قبل أن يبلغ محله قال: « ينحر ثم يلطخ النعل التي قلد بها بدم، ثم يترك ليعلم من مر بها أنها هدي(١) فيأكل منها إن أحب، فإن كانت في نذر أو جزاء فهي مضمونة وعليه أن يشتري مكانها، وإن كانت تطوعا فقد أجزأت عنه ويأكل مما تطوع به ولا يأكل

__________________

الباب ١٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨٤.

الباب ٢٠

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٧.

الباب ٢١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٧

(١) في المصدر: ذكية

٩٨

من الواجب عليه، ولا يباع ما عطب من الهدي واجبا كان أو غير واجب ».

[١١٥٧١] ٢ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: « إذا اشترى أحدكم أضحية مسلمة، ثم مرضت فماتت قبل يوم النحر فقد أجزأت عنه، وإن أصاب ما يضحي ( به )(١) مكانها ففعل فهو أفضل ».

٢٢ -( باب أن الهدي إذا مرض أو أصابه كسر ونحوه، وبلغالمنحر حيا أجزأ، وإلا لزم بدله إن كان واجبا)

[١١٥٧٢] ١ - بعض نسخ الرضوي: « ومتى أصاب الهدي بعد احرامه مرض أو فقء عين أو غيره، أجزأه صاحبه أن يضحي به متى ساقه صحيحا، قال(١) وإن هلكت البدنة وهي مضمونة فعليك مكانها، وإن كانت غير مضمونة ثم عطبت أو هلكت فليس عليك شئ، وعلى من يجدها أن ينحرها ».

٢٣ -( باب جواز بيع الهدي الواجب إذا أصابه كسر وشبهه، يتصدق بثمنه، ويقيم بدله)

[١١٥٧٣] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليه‌السلام ، أنه قال: « ( لصاحب الهدي أن يبيعه )(١) ويستبدل به غيره ما لم

__________________

٢ - دعائم السلام ج ٢ ص ١٨٤ ح ٦٦٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٢٢

١ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٢.

(١) نفس المصدر ص ٧٣.

الباب ٢٣

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٨.

(١) في المصدر: للمرء أن يبيع الهدي.

٩٩

وجبه ».

٢٤ -( باب أن من وجد ضالا وجب عليه تعريفه إلى عشية الثالث فإن يجد صاحبه لزمه أن يذبحه عنه، ويجزئ عن صاحبه إن ذبح عنه بمنى لا بغيرها)

[١١٥٧٤] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « من وجد هديا ضالا عرف به، فإن لم يجد له طالبا نحره آخر أيام النحر(١) عن صاحبه ».

[١١٥٧٥] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن صفوان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إذا وجد الرجل هديا ضالا فليعرفه يوم النحر، واليوم الثاني، واليوم الثالث، ثم يذبحها عن صاحبها عشية الثالث ».

٢٥ -( باب حكم الأضحية إذا ماتت أو سرقت بمنى بغير تفريط)

[١١٥٧٦] ١ - بعض نسخ الرضوي: « وكذلك من ماتت الأضحية(١) بعد شرائها فقد أجزأت عنه ».

__________________

الباب ٢٤

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٧.

(١) في المصدر: التشريق.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٢.

الباب ٢٥

١ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٢، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٩.

١ ) كذا في المخطوط والطبعة الحجرية والمصدر والبحار، والظاهر أن المقصود: أضحيته.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108