الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات0%

الشفاء الإلهيّات مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف: مكتبة الفلسفة والعرفان
الصفحات: 489

الشفاء الإلهيّات

مؤلف: ابن سينا
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف:

الصفحات: 489
المشاهدات: 93931
تحميل: 8061

توضيحات:

الشفاء الإلهيّات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 489 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93931 / تحميل: 8061
الحجم الحجم الحجم
الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات

مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
العربية

ما بالقوة ، وليست في العقل حركة بهذه الصفة حتى يكون في العقل كمال ما بالقوة من جهة كذا حتى تصير ماهيتها محركة (١) للعقل ، لأن معنى كون ماهيتها على هذه الصورة هو أنها ماهية تكون في الأعيان كمالا لما (٢) بالقوة وإذا عقلت فإن هذه الماهية تكون أيضا بهذه الصفة ، فإنها في العقل ماهية تكون في الأعيان كمال ما بالقوة (٣) ، ليس يختلف كونها في الأعيان وكونها في العقل ، فإنه (٤) في كليهما (٥) على حكم واحد فإنه في كليهما ماهية توجد في الأعيان كمالا لما بالقوة.

فلو كنا قلنا : إن الحركة (٦) ماهية تكون كمالا لما (٧) بالقوة في الأين مثلا لكل شيء توجد فيه ، ثم وجدت في النفس لا كذلك ، لكانت الحقيقة تختلف. وهذا كقول القائل : إن حجر المغناطيس حقيقته (٨) أنه حجر يجذب الحديد ، فإذا (٩) وجد مقارنا لجسمية كف الإنسان ولم يجذبه ، ووجد (١٠) مقارنا لجسمية (١١) حديد ما فجذبه ، فلم يجب أن يقال : إنه مختلف بالحقيقة في الكف وفي الحديد (١٢) ، بل هو في كل واحد منهما بصفة واحدة وهو : أنه (١٣) حجر من شأنه أن يجذب الحديد ، فإنه إذا كان في الكف أيضا كان بهذه الصورة (١٤) ، وإذا كان عند (١٥) الحديد أيضا كان بتلك (١٦) الصفة. فكذلك (١٧) حال ماهيات الأشياء في العقل ، والحركة في العقل أيضا بهذه الصفة ، وليس إذا كانت في العقل في موضوع (١٨) بطل أن تكون في العقل ليست (١٩) ماهية ما في الأعيان ليست في موضوع.

__________________

(١) محركة : متحركة ط. (٢) لما : ما ج

(٣) وإذا عقلت ... بالقوة : ساقطة من ط

(٤) فإنه : فإنها ص. (٥) على ... كليهما : ساقطة من ص ، ط

(٦) الحركة ماهية : الماهية حركة م

(٧) لما : ساقطة من ط. (٨) حقيقته : حقيقة ساقطة من د

(٩) فإذا : وإذا ص ، ط. (١٠) ووجد : ثم وجد د

(١١) لجسمية ( الثانية ) : لجسميته ج ، ص ، م

(١٢) وفى الحديد : والحديد ص ، ط

(١٣) وهو أنه : ذاته د. (١٤) الصورة : الصفة ج ، م

(١٥) وإذا كان عند : وإذا عند م

(١٦) بتلك : بهذه ج. (١٧) فكذلك : وكذلك ب ، ص

(١٨) موضوع : + فقد ج ، ص ، ط ، م

(١٩) ليست : ليس ج.

١٤١

فإن قيل ، قد قلتم : إن الجوهر هو ما ماهيته (١) لا تكون في موضوع أصلا ، وقد (٢) صيرتم ماهية المعلومات في موضوع. فنقول ، قد قلنا : إنه لا يكون في موضوع في الأعيان أصلا. فإن قيل : قد (٣) جعلتم ماهية الجوهر أنها تارة تكون عرضا وتارة (٤) جوهرا ، وقد منعتم هذا. فنقول : إنا منعنا أيضا أن تكون ماهية شيء توجد في الأعيان مرة عرضا ومرة جوهرا حتى تكون في الأعيان تحتاج إلى موضوع ما وفيها لا تحتاج إلى موضوع (٥) البتة ، ولم نمنع أن يكون معقول تلك الماهيات يصير عرضا ، أي تكون موجودة في النفس لا كجزء.

ولقائل أن يقول : فماهية العقل الفعال والجواهر المفارقة أيضا كذا يكون حالها ، حتى يكون المعقول منها عرضا ، لكن المعقول منها لا يخالفها لأنها لذاتها معقولة. فنقول : ليس الأمر كذلك ، فإن معنى قولنا : إنها لذاتها معقولة هو أنها تعقل ذاتها ، وإن لم يعقلها غيرها ، وأنها أيضا (٦) مجردة عن المادة وعلائقها لذاتها لا بتجريد يحتاج أن يتولاه العقل. وأما إن قلنا : إن هذا المعقول منها يكون من كل وجه (٧) هي أو مثلها ، أو قلنا : إنه ليس يحتاج في (٨) وجود المعقول منها إلا (٩) أن توجد ذاتها في النفس ، فقد أحلنا. فإن ذاتها مفارقة ، ولا تصير نفسها صورة لنفس إنسان ، ولو صارت لكانت تلك النفس قد حصلت فيها (١٠) صورة الكل وعلمت (١١) كل شيء بالفعل ، ولكانت (١٢) تصير كذلك لنفس واحدة ، وتبقى النفوس الأخرى ليس لها الشيء الذي تعقله (١٣) ، إذ (١٤) قد استبد بها (١٥) نفس ما.

__________________

(١) ما ماهيته : ماهيته ج ؛ ماهية د ، ص ، ط

(٢) وقد : فقد ب ، ج

(٣) قد : فقد ج ، د ، ص ، م

(٤) وتارة : + تكون ص ، ط

(٥) لا تحتاج إلى موضوع : + ما م

(٦) وأنها أيضا : وأيضا أنها ج ، ص ، م

(٧) وجه : جهة ط ، م. (٨) فى : إلى ج ، د ، ص ، ط ، م

(٩) الا : إلى هامش ص ؛ طا. (١٠) حصلت فيها : حصل منها ب ، د ، ج ، م ؛ حصل فيها

(١١) ص وعلمت : وقد علمت ج ، ص ؛ ط ، قد علمت د

(١٢) ولكانت : ولكان ج ؛ وكانت د

(١٣) تعقله : تعقلها د

(١٤) إذ : أو ج ، د. (١٥) استبد بها : استبدتها م.

١٤٢

والذي يقال : إن شيئا واحدا بالعدد يكون صورة لمواد كثيرة لا بأن يؤثر فيها ، بل بأن يكون هو بعينه منطبعا (١) في تلك المادة وفي أخرى وأخرى ، فهو محال يعلم (٢) بأدنى تأمل. وقد أشرنا إلى الحال في ذلك عند كلامنا في النفس ، وسنخرج من بعد إلى خوض في إبانة ذلك.

فإذن (٣) تلك الأشياء إنما تحصل في العقول البشرية معاني ماهياتها (٤) لا ذواتها ، ويكون حكمها حكم (٥) سائر المعقولات من الجواهر إلا في شيء واحد وهو أن تلك تحتاج إلى تفسيرات حتى يتجرد منها معنى يعقل (٦) ، وهذا لا يحتاج إلى شيء غير أن يوجد المعنى كما هو فتنطبع به (٧) النفس.

فهذا (٨) الذي قلناه إنما هو نقض حجة المحتج ، وليس فيه إثبات ما تذهب إليه ، فنقول : إن هذه المعقولات سنبين من أمرها بعد ، أن ما كان (٩) من الصور الطبيعية والتعليميات (١٠) فليس يجوز أن يقوم (١١) مفارقا بذاته ، بل يجب أن يكون في عقل أو نفس (١٢). وما كان من أشياء مفارقة ، فنفس وجود تلك المفارقات مباينة لنا ، ليس هو علمنا لها (١٣) ، بل يجب أن نتأثر (١٤) عنها فيكون ما يتأثر عنها (١٥) هو علمنا بها ، وكذلك إن (١٦) كانت صورا مفارقة وتعليميات (١٧) مفارقة فإنما يكون (١٨) علمنا بها ما يحصل لنا منها ، ولا تكون (١٩) أنفسها (٢٠) توجد لنا منتقلة (٢١) إلينا ، فقد بينا

__________________

(١) هو بعينه منطبعا : هى بعينها منطبعة ج ، د ، ص ، ط ؛ بعينه منطبعا م

(٢) يعلم : نعلمها ط

(٣) فإذن : فإن د ؛ فإذن تكون ط

(٤) ماهياتها : ماهيتها ج ، د ، ط ؛ مهاياتها طا

(٥) حكم : كحكم ج ، م. (٦) يعقل : معقول ط

(٧) به : بها ب ، ج ، د ، ص ، م

(٨) فهذا : وهذا ج ، د ، ص ، ط ، م

(٩) ما كان : كانت د. (١٠) والتعليميات : والتعليميات ب ، بخ ، ط ، طا

(١١) يقوم : يكون م. (١٢) أو نفس : أو فى نفس د

(١٣) لها : بها ص ، طا. (١٤) تتأثر : فغاير د

(١٥) فيكون ما يتأتر عنها : ساقطة من ج ، ص ، ط

(١٦) إن : لو د ، ص ، م. (١٧) وتعليميات : وتعليمات ب ، بخ ، د ، ط ، طا

(١٨) يكون : كان ج ، ط. (١٩) ولا تكون : ولم تكن ج ، د ، ص ، ط ، م ؛ لا تكون طا

(٢٠) أنفسها : أنفسنا ج ، ط

(٢١) منتقلة : منقلبة م.

١٤٣

بطلان هذا في مواضع. بل الموجود منها لنا هي الآثار المحاكية (١) لها لا محالة وهي علمنا. وذلك يكون إما (٢) أن يحصل لنا (٣) في أبداننا أو في (٤) نفوسنا. وقد بينا استحالة حصول ذلك في أبداننا (٥) ، فيبقى أنها تحصل في نفوسنا (٦). ولأنها آثار في النفس ، لا ذوات تلك الأشياء ، ولا أمثال لتلك الأشياء قائمة لا في مواد بدنية أو نفسانية ، فيكون ما لا موضوع له يتكثر نوعه بلا سبب يتعلق به بوجه ، فهي أعراض في النفس.

__________________

(١) المحاكية : الحاكية د ، م

(٢) وذلك يكون إما : وإما ب ، د ، م ؛ ويكون إما ص ؛ وذلك إما ط

(٣) لنا : ساقطة من د

(٤) فى ( الثانية ) : ساقطة من د ، م

(٥) أو فى نفوسنا ...

أبداننا : ساقطة من ب

(٦) أو فى نفوسنا ... نفوسنا : ساقطة من ج.

١٤٤

[ الفصل التاسع ]

( ط ) فصل

في الكيفيات (١) التي في الكميات (٢) وإثباتها

هذا (٣) الفصل يليق (٤) بالطبيعيات ، وقد بقي جنس واحد من الكيفيات يحتاج (٥) إلى إثبات وجوده وإلى التنبيه (٦) على كونه كيفية ، وهذه هي (٧) الكيفيات التي في الكميات.

أما (٨) التي في العدد كالزوجية والفردية وغير ذلك ، فقد علم وجود بعضها وأثبت وجود الباقي في صناعة الحساب. وأما أنها أعراض ، فلأنها متعلقة بالعدد ، وخواص له ، والعدد من الكم ، والكم عرض (٩).

وأما التي تعرض (١٠) للمقادير (١١) فليس وجودها ببين (١٢) ، فإن الدائرة والخط المنحني والكرة والأسطوانة والمخروط ليس شيء منها ببين الوجود ، ولا يمكن للمهندس (١٣) أن يبرهن على وجودها. لأن سائر الأشياء إنما تبين له بوضع وجود الدائرة ، ولأن ذلك (١٤) المثلث يصح وجوده إن صحت الدائرة ، وكذلك المربع ، وكذلك سائر الأشكال (١٥).

__________________

(١) فى الكيفيات : فى الكلام فى الكيفيات ب ، ج ، د ، ص

(٢) الكميات : الكمية ج ، ص ، م

(٣) هذا : وهذا ب ، ج ، ص ، م

(٤) يليق : يجب أن يلحق م

(٥) يحتاج : محتاجة ج ؛ محتاج ص ؛ محتاجا ط

(٦) التنبيه : البينة ص

(٧) وهذه هى : وهى هذه ج ، ص

(٨) أما : وأما ط

(٩) والكم عرض : ساقطة من ب ، د ، ط ، م

(١٠) تعرض : ساقطة من ج

(١١) للمقادير : المقادير ج ، ص ، ط

(١٢) يبين : ساقطة من م. (١٣) للمهندس : المهندس ج ، م

(١٤) ولأن ذلك : وذلك لأن ج ، م

(١٥) الأشكال : الأشياء ط ..

١٤٥

وأما الكرة ، فإنما يصح وجودها على طريقة (١) المهندس (٢) (٣) إذا أدار (٤) دائرة في دائرة على نحو ما علمت والأسطوانة (٥) إذا حركت دائرة حركة يلزم فيها مركزها خطا مستقيما طرفه مركزها في أول الوضع لزوما على الاستقامة. والمخروط إذا حركت (٦) مثلثا قائم الزاوية على أحد ضلعي القائمة حافظا بطرف ذلك الضلع مركز الدائرة ودائرا بالضلع الثاني على محيط الدائرة. ثم الدائرة مما ينكر وجودها (٧) من يرى تأليف الأجسام من أجزاء لا تتجزأ ، فيجب أن يبين وجود الدائرة. وأما عرضيتها فتظهر (٨) لنا لتعلقها بالمقادير التي هي أعراض.

فنقول : أما على مذهب من يركب المقادير من أجزاء لا تتجزأ فقد يمكن (٩) أن يثبت عليه أيضا وجود الدائرة من أصوله ، ثم ينقض بوجود (١٠) الدائرة جزءه الذي لا يتجزأ. وذلك لأنه إذا فرضت دائرة على النحو المحسوس ، وكانت على ما يقولون غير دائرة في الحقيقة ، بل كان المحيط مضرسا. وكذلك إذا فرض فيها جزء على على أنه المركز ، وإن لم يكن ذلك الجزء مركزا بالحقيقة ، فقد يكون عندهم مركزا في الحس ، ويجعل المفروض مركزا في الحس طرف خط ، مؤلف من أجزاء لا تتجزأ ، مستقيم ، فإن ذلك صحيح الوجود مع فرض ما لا يتجزأ. فإن طوبق بطرفه الآخر جزء من الذي عند المحيط ، ثم أزيل وضعه ، وأخذ الجزء الذي يلي الجزء الذي (١١) من المحيط الذي اعتبرناه وطابقنا به الخط (١٢) أولا فطوبق به رأس الخط المستقيم مطابقة مماسة أو موازاة (١٣) إلى جهة المركز. فإن طابق المركز (١٤)

__________________

(٢) على طريقة المهندس : ساقطة من ط

(١) طريقه : طريق م

(٣) المهندس : المهندسين ج ، د ، م

(٤) أدار : أديرت ج ؛ دارت د ؛ دار ص ، ط

(٥) والاسطوانة : والاسطوانى ص. م

(٦) حركت : حرك ص. م

(٧) وجودها : وجوده جميع ب ، ج ، وجودها جميع د

(٨) فتظهر : فظهر ط. (٩) فقد يمكن : فيمكن ب ؛ ويمكن ط

(١٠) بوجود : لوجود ص. (١١) الجزء الذي : الجزء ب ، ج ، د ، ص ، م

(١٢) الخط : ساقطة من ب. (١٣) أو موازاة : وموازاة ب

(١٤) طابق المركز : طابق ط.

١٤٦

فذلك (١) الغرض ، وإن زاد أو نقص فيمكن أن يتم ذلك بالأجزاء حتى لا يكون هناك جزء يزيد ، لأنه إن زاد أزيل ، وإن نقص تمم وإن نقص بإزالته وزاد بإلحاقه فهو منقسم لا محالة وقد فرض (٢) غير منقسم. فإذا جعل كذلك بجزء جزء (٣) تمت الدائرة.

ثم إن (٤) كان في سطحها تضريس أيضا من أجزاء ، فإن كانت موضوعة في فرج أدخلت تلك الأجزاء الفرج ليسد بها الخلل (٥) من السطح كلها ، وإن (٦) كانت لا تدخل الفرج فالفرج (٧) أقل منها في القدر فهي إذن (٨) منقسمة إذ الذي يملأ الفرج أقل حجما منها ، وما هو كذلك ، فهو في نفسه منقسم وإن لم يمكن فصله. وإن (٩) لم تكن موضوعة في فرج أزيلت من (١٠) وجه السطح من غير حاجة إليها.

فإن قال قائل : إنه إذا طوبق بين الجزء المركزي وبين المحيطي مرة ، فليس يمكن التطبيق لا بمماسة ولا بموازاة مع المركزي ، والذي يلي ذلك الجزء من المحيط (١١). فإنا نقول له : أرأيت لو أعدمت هذه الأجزاء كلها وبقي الذي في المركز والمحيط؟ أهل (١٢) كان بينهما استقامة يمكن أن يطبق عليه هذا الخط؟ فإن لم يجوزوا ذلك فقد (١٣) خرجوا عن البين بنفسه ، وأوقعوا أنفسهم في شغل آخر وهو أنه يمكن أن تفرض مواضع مخصوصة فيها تتم هذه الاستقامة في الخلاء الذي لهم ، حتى يكون بين جزءين في الخلاء استقامة ، وبين جزءين آخرين لا يكون. وهذا شطط ممن (١٤) يتكلفه (١٥) ويجوز القول به ، فلا ضير ، فإنما يبيع عقله بثمن بخس. فإن البديهة أيضا (١٦) تشهد أن بين كل جزءين تتفق محاذاة لا محالة يملأها من الملإ أقصر الملإ (١٧) ، أو أقصر بعد

__________________

(١) فذلك : فداك د ، م

(٢) وقد فرض : وفرض ب ، ج ، ص ، ط ، م

(٣) جزء : بجزء ج. (٤) إن : ساقطة من ط ، م

(٥) الخلل : المخلل ب. (٦) وإن : فإن ب.

(٧) فالفرج : فإن الفرج د. (٨) إذن : ساقطة ص ج

(٩) لم يمكن فصله وإن : ساقطة من ج ، د ، ص ، م

(١٠) من : عن ص. (١١) والمحيط : الذي فى المحيط ط

(١٢) أهل : بل ج. (١٣) فقد : ساقطة من ب

(١٤) ممن : فمن ج ، ص ، طا

(١٥) يتكفه؟؟؟ : يكفه؟؟؟ د

(١٦) أيضا : بالضرورة ب ، د ، ص

(١٧) أقصر الملأ : أقصر من الملأ ج ، ص ، ط ؛ ساقطة من د.

١٤٧

في الملإ. وإن قالوا : إن ذلك يكون ، ولكن (١) ما دامت هذه الأجزاء موجودة فلا يكون بينهما (٢) هذه المحاذاة ، ولا يجوز أن يوازي طرفيها (٣) طرفا (٤) مستقيم (٥) ، فهذا أيضا (٦) من ذلك.

فتكون كأن تلك الأجزاء إن وجدت تغير حكم المحاذاة عن حكمه لو كانت معدومة ، وجميع هذا (٧) مما لا (٨) يشكل على البديهة بطلانه ولا الوهم ـ الذي هو القانون في الأمور المحسوسة وما يتعلق بها ، كما علمت ـ يتصوره (٩). على أن الأجزاء التي (١٠) لا تتجزأ لا تتألف (١١) منها بالحقيقة لا دائرة ولا غير دائرة ، وإنما هذا على قانون القائلين به (١٢).

وإذا (١٣) صحت دائرة (١٤) صحت الأشكال الهندسية فيبطل (١٥) الجزء ويعلم (١٦) ذلك من أن كل خط (١٧) ينقسم بقسمين متساويين وأن (١٨) قطرا لا يشارك ضلعا (١٩) وما أشبه ذلك ، فإن الخط (٢٠) الفرد الأجزاء لا ينقسم بقسمين متساويين (٢١) (٢٢) ، وكل خط مؤلف من أجزاء لا تتجزأ يشارك كل خط ، وهذا خلاف ما يبرهن (٢٣) عليه بعد وضع الدائرة ، وكذلك (٢٤) أشياء أخرى غير هذا.

وأما إثبات الدائرة على أصل المذهب الحق فيجب أن نتكلم فيه ، وأما الاستقامة ووجوب (٢٥) محاذاة بين طرفي خط إذا لزمه المتحرك لم يكن حائدا ، وإن (٢٦) فارقة كان حائدا عادلا ، فذلك أمر لا يمكن دفعه.

__________________

(١) ولكن : لكن م. (٢) بينهما : بينها ص

(٣) طرفيها : طرفها د. (٤) طرفا : طرف ط

(٥) مستقيم : مستقيما ص. (٦) أيضا : + أقصر د

(٧) هذا : ذلك ب. (٨) مما لا : فلا م

(٩) يتصوره : تصوره ط. (١٠) التي : الذي ج ، ط

(١١) لا تألف : لا تألف ط. (١٢) به : بها ب ، د

(١٣) وإذا : فإذا ج. (١٤) دائرة : الدائرة ص

(١٥) فيبطل : فبطل ص ، طا ، م. (١٦) ويعلم : يعلم ص ، م

(١٧) خط : + مستقيم ط. (١٨) وأن : ساقطة من ج ، ط ، م

(١٩) ضلعا : ضلعها د. (٢٠) قطرا ... متساويين : ساقطة من ج

(٢١) فإن الخط : فالخط ص ، ط ، م. (٢٢) بقسمين متساويين : بنصفين ب ؛ بقسمين م

(٢٣) ما يبرهن : ما برهن ص. (٢٤) وكذلك : وكذا د

(٢٥) ووجوب : ووجود ج ، ص ، م. (٢٦) وإن : فإن ج ، ط.

١٤٨

فنقول : قد تبين (١) في الطبيعيات من وجه وجود الدائرة ، وذلك لأنه تبين (٢) لنا أن جسما بسيطا (٣) ، وتبين (٤) أن كل جسم بسيط فله شكل طبيعي ، وتبين (٥) أن شكله الطبيعي هو الذي لا يختلف البتة (٦) في أجزائه ، ولا شيء (٧) من الأشكال الغير المستديرة كذلك (٨). فقد صح وجود الكرة (٩) وقطعها بالمستقيم هو الدائرة فقد صح وجود الدائرة.

وأيضا يمكننا أن نصحح ذلك فنقول : من البين أنه إذا كان خط أو سطح على وضع ما فليس من المستحيل أن يفرض لسطح (١٠) آخر أو خط آخر أن يكون وضعه بحيث يلاقيه من أحد طرفيه على زاوية. ومن (١١) البين أنه يمكننا أن ننقل هذا الجسم أو هذا الخط نقلا كيف شئنا إلى أن يصير ملاقيا لذلك (١٢) الآخر أو موضوعا في (١٣) موضعه (١٤) ، كأنه يحاذيه بجميع امتداده ملاقيا له أو موضوعا في موضعه أو موازيا.

ويمكن لجسم (١٥) واحد بعينه (١٦) أن يوضع على وضع ثم يوضع (١٧) على وضع آخر يقاطعه والكلام في الجسمين والجسم (١٨) الواحد واحد. فإن كانت استقامة ولم تكن استدارة لم (١٩) يمكن هذا البتة ، لأنه إذا كانت الحركة إلى الانطباق على الاستقامة ذاهبة في الطول ثم راجعة أي الرجوعات كانت ، أو ذاهبة في السمك راجعة كيف كانت ، أو ذاهبة عرضا من الجهتين أو كيف فرضت ، فإنه إذا كان يحفظ النقطة التي تفرض على واسطة السطح أو الخط (٢٠) في تحركها (٢١) خطا مستقيما ، فإنه لا يلقى البتة ذلك الجسم ، بل يقاطعه كيف كان. وأنت يمكنك أن تفرض

__________________

(١) قد تبين : قد بين م. (٢) لأنه تبين : + لنا ط

(٣) بسيطا : ساقطة من ب. (٤) وتبين ... طبيعى : ساقطة من م

(٥) وتبين ( التانية ) : وبين ص. (٦) البتة : أبدا طا

(٧) ولا شىء : ولا شكل شىء ط. (٨) كذلك : لذلك م

(٩) الكرة : الكثرة م. (١٠) لسطح : بسطح ط ؛ سطح ص

(١١) ومن : ثم من ج ، د ، ص ، م

(١٢) لذلك : كذلك د. (١٣) فى ( الأولى ) : ساقطة من د

(١٤) موضعه كأنه : وضعه كأنه ب ، د ، ص ، م

(١٥) لجسم : بجسم ب. (١٦) بعينه : نفسه م

(١٧) ثم يوضع : + ثم يوضع ج ، د ، ط ، م. (١٨) والجسم : وفى الجسم ج ، ص ؛ فى الجسم د

(١٩) لم : ولم م. (٢٠) أو الخط : والخط ج ، ط

(٢١) تحركها : تحريكها ب ، ج ، ط.

١٤٩

كل واحد من هذه (١) الأقسام بالفعل وتعتبره (٢) ، بل يجب آخر الأمر أن تتفق حركته على صفة أذكرها. إما أن يكون أحد الطرفين فيها من الخط أو السطح أو الجسم لازما موضعه ، والآخر ينتقل ، وذلك على الدور ، أو كلاهما ينتقلان ، ولكن على صفة (٣) أن يكون أحدهما أبطأ والآخر أسرع ، فيكون الطرفان أو المتحرك وحده على كل حال يفعل قوس دائرة. وإذا صح وجود قوس دائرة صح أن يضعف إلى (٤) التمام ، وهذا على الأصول الصحيحة. وأما إن قال أحد بالتفكيك (٥) ، فالطريقة الأولى تناقضه.

وأيضا لنفرض (٦) جسما ثقيلا ونجعل أحد طرفيه أثقل من الآخر ، ونجعله قائما على سطح مسطح مماسا له بطرفه الأخف حتى يقوم قائما عليه بحيلة (٧) ، وأنت تعلم أن قيامه إذا عدل ميله إلى الجهات مما يستمر ، وأنه (٨) إذا أميل إلى جهة وزال (٩) الداعم حتى سقط فتحدث دائرة لا محالة أو منحن.

أما كيف تكون ، فلنفرض نقطة في الرأس المماس للسطح ، وهي أيضا تلقى نقطة من السطح ، فحينئذ لا يخلو إما أن تثبت النقطة في موضعها (١٠) ، فتكون كل نقطة نفرضها في رأس ذلك الجسم (١١) قد (١٢) فعلت (١٣) دائرة ، وإما أن يكون ـ مع حركة هذا الطرف إلى أسفل ـ يتحرك الطرف الآخر إلى فوق ، فيكون قد فعل كل واحد من الطرفين دائرة ، ومركزها (١٤) النقطة المتحددة بين الجزء الصاعد والجزء الهابط ، وإما أن تتحرك النقطة منجرة على طول السطح ، فيفعل الطرف الآخر

__________________

(١) هذه : ساقطة من ب ، د ، ص ، ط ، م

(٢) وتعتبره : ومعتبرة م

(٣) صفة : وضع ج

(٤) إلى : على ط

(٥) بالتفكيك : بالتفكك د ، ط ، م

(٦) لنفرض : فلنفرض ج ، ص ؛ نفرض ط

(٧) بحيلة : ساقطة من ب ، ص ، م

(٨) وأنه : ثم ج ؛ فإنه د

(٩) وزال : فزال ب ، د ، ص ، ط ، م

(١٠) موضعها : موضوعها ط

(١١) الجسم : المجسم د. (١٢) قد : فقد ج ، د ، ط ، م

(١٣) فعلت : فعل ب ، ج ، د ، طا ، م

(١٤) ومركزها : ومركزهما م.

١٥٠

قطعا أو خطا (١) منحنيا ، ولأن الميل إلى (٢) المركز إنما هو على (٣) المحاذاة ، فمحال أن تنجر النقطة على السطح. لأن تلك الحركة إما أن تكون بالقسر (٤) أو بالطبع ، وليست بالطبع وليست بالقسر ، لأن ذلك القسر لا يتصور إلا عن (٥) الأجزاء التي هي أثقل ، وتلك ليست تدفعها إلى تلك الجهة ، بل إن دفعتها على حفظ الاتصال دفعتها على خلاف حركتها ونقلتها (٦) ليمكن (٧) أن تنزل هي ، كأن العالية (٨) منها إذ (٩) هي أثقل تطلب حركة أسرع ، والمتوسطة أبطأ (١٠). وهناك اتصال يمنع ميلا من (١١) أن ينعطف فيضطر العالي إلى أن يشيل (١٢) السافل حتى ينحدر (١٣) ، فيكون حينئذ الجسم منقسما إلى جزءين (١٤) : جزء يميل إلى العلو قسرا ، وجزء (١٥) يميل إلى السفل (١٦) طبعا ، وبينهما حد هو (١٧) مركز للحركتين ، وقد خرج منه خط مستقيم ما فيفعل الدائرة.

فبين أنه إن لزم عن انحدار الجسم زوال فهو إلى فوق ، وإن (١٨) لم يزل عنه فوجود الدائرة أصح. فإذا (١٩) ثبتت (٢٠) الدائرة ثبت المنحني ، لأنه إذا ثبتت الدائرة (٢١) ثبتت المثلثات (٢٢) والقائم الزاوية أيضا ، وثبت جواز دور أحد ضلعي القائمة على الزاوية فصح مخروط (٢٣) ، فإن فصل مخروط بسطح محارف (٢٤) صح (٢٥) قطع ، فصح (٢٦) منحن.

__________________

(١) أو خطا : وخطا م

(٢) الميل إلى : ساقطة من ط ، م

(٣) على : على سبيل ص ؛ سبيل ط

(٤) بالقسر : بالقصر ج ، د ، ط

(٥) عن : على ص

(٦) ونقلتها : فنقلتها ب. (٧) ليمك ن : فيمكن د

(٨) كأن العالية : كالعالية د. (٩) إذ : أو د

(١٠) الاتصال ... أبطأ ساقطة من م. (١١) من : ساقطة من ب ، ج ، ص ، ط ، م

(١٢) يشيل : ينقل د. (١٣) ينحدر : يتحدد ص

(١٤) جزءين : قسمين ط. (١٥) وجزء : أو جزء ج ، ط

(١٦) السفل : أسفل ب ، د ، ج ، ص

(١٧) حد هو : هو حد ط. (١٨) وإن : فإن د

(١٩) فاذا : وإذا ب ، ج ، ص. (٢٠) ثبتت : ثبت ج ، د ، ص ، ط

(٢١) ثبتت الدائرة : ثبت د ، ص ، ط. (٢٢) ثبتت المثلثات : ثبت المثلثات د ، ص ، ط

(٢٣) فصح مخروط : فصح مخروط صنع ج ؛ فصح المخروط ط ؛ ساقطة من ب ، م

(٢٤) بسطح محارف : بسطح محارق د ؛ بسهم مخارق طا

(٢٥) صح : حتى د. (٢٦) فصح : ساقطة من ط ، م.

١٥١

[ الفصل العاشر ]

( ى ) فصل

في المضاف

وأما القول في المضاف ، وبيان أنه كيف يجب أن تتحقق ماهية المضاف والإضافة وحدهما ، فالذي قدمناه (١) في المنطق كاف لمن فهمه. وأما أنه (٢) إذا فرض للإضافة وجود كان عرضا ، فذلك أمر لا شك فيه ، إذ (٣) كان أمرا لا يعقل بذاته (٤) ، إنما يعقل دائما لشيء إلى شيء ، فإنه لا إضافة إلا وهي عارضة (٥).

أول (٦) عروضها للجوهر (٧) مثل : الأب والابن ، أو للكم فمنه ما هو مختلف في الطرفين ، ومنه ما هو متفق بالمختلف مثل : الضعف والنصف ، والمتفق مثل : المساوي والمساوي والموازي والموازي والموازي والمطابق والمطابق والمماس والمماس (٨).

ومن المختلف ما اختلافه محدود ومحقق كالنصف والضعف ، ومنه ما هو غير محقق إلا أنه مبني على محقق كالكثير الأضعاف (٩) والكل والجزء ، ومنه ما ليس بمحقق (١٠) بوجه مثل الزائد والناقص والبعض والجملة. وكذلك إذا وقع مضاف في مضاف كالأزيد والأنقص فإن الأزيد إنما هو زائد (١١) بالقياس إلى زائد (١٢) أيضا مقيس إلى ناقص.

__________________

(١) قدمناه : قد بيناه ط

(٢) وأما أنه : عروضها د

(٣) إذ : إذا د

(٤) بذاته : + بل كان ص

(٥) وهى عارضة : وهو عارض ب ، ج ، د ، ص ، ط ، م

(٦) أول : ساقطة من د

(٧) للجوهر : لجوهر ب ، د ، ص ، م

(٨) والمماس والمماس : والمماس ب.

(٩) الأضعاف : والأضعاف د

(١٠) بمحقق : محقق ط ، م

(١١) زائد : أزيد ط ، م

(١٢) زائد : أزيد م ؛ + هو ص.

١٥٢

ومن المضاف ما هو (١) في الكيف فمنه متفق كالمشابهة (٢) ، ومنه مختلف كالسريع والبطيء في الحركة (٣) ، والثقيل والخفيف في الأوزان ، وإلحاد والثقيل في الأصوات وكذلك قد تقع فيها (٤) كلها إضافة في إضافة ، وفي الأين كالأعلى والأسفل ، وفي المتى (٥) كالمتقدم (٦) والمتأخر ، وعلى هذه الصفات (٧) ، وتكاد (٨) تكون المضافات منحصرة (٩) في أقسام المعادلة ، والتي بالزيادة والنقصان (١٠) ، والتي بالفعل والانفعال ومصدرها من القوة ، والتي بالمحاكاة.

فأما التي بالزيادة فأما من الكم كما تعلم ، وإما في القوة مثل الغالب والقاهر والمانع وغير ذلك. والتي بالفعل والانفعال كالأب والابن والقاطع والمنقطع وما أشبه ذلك ، والتي بالمحاكاة فكالعلم (١١) والمعلوم والحس والمحسوس ، فإن بينهما محاكاة ، فإن العلم يحاكي هيئة المعلوم ، والحس يحاكي هيئة المحسوس ، على أن هذا لا يضبط تقديره وتحديده.

لكن المضافات قد تنحصر من جهة ، فقد يكون المضافان شيئين لا يحتاجان إلى شيء آخر من الأشياء التي لها استقرار في المضاف حتى تعرض لأجله لهما إضافة ، مثل المتيامن والمتياسر ، فليس في المتيامن كيفية أو أمر من الأمور مستقر صار به مضافا بالتيامن إلا نفس التيامن (١٢). وربما (١٣) احتيج إلى أن يكون في كل واحد من الأمرين شيء حتى يصير به منقاسا إلى الآخر ، مثل العاشق

__________________

(١) ما هو : ما ب ، ج ، د ، ص ، م

(٢) كالمشابهة : كالمشابه هامش ص.

(٣) فى الحركة : ساقطة من ب ، ج ، د ، ط ، م

(٤) فيها : منها د

(٥) المتى : متى ج ، ص ، م

(٦) كالمتقدم : كالمتقدمة ط

(٧) الصفات ، الصفة ج ، د ، ط ، م

(٨) وتكاد : + فى أن د. (٩) منحصرة : ساقطة من ج ، ط

(١٠) والنقصان : ساقطة من ب ، ج ، ص ، ط ، م

(١١) فكالعلم : كالعلم ب ، ج

(١٢) نفس التيامن : نفسه ج

(١٣) وربما : + كان فى كل واحد ط.

١٥٣

والمعشوق. فإن في العاشق هيئة إدراكية هي مبدأ الإضافة ، وفي المعشوق (١) هيئة مدركة هي التي جعلته معشوقا لعاشقه (٢).

وربما كان هذا الشيء في إحدى الجهتين دون الأخرى (٣) مثل العالم والمعلوم. فإن العالم قد حصل في ذاته كيفية هي العلم ، صار بها (٤) مضافا إلى الآخر (٥). والمعلوم لم يحصل في ذاته شيء (٦) آخر ، إنما صار مضافا لأنه قد حصل في ذلك الآخر شيء هو العلم.

والذي بقي لنا هاهنا من أمر المضاف أن نعرف هل الإضافة معنى واحد بالعدد وبالموضوع ، موجود بين شيئين وله (٧) اعتباران كما ظنه بعض الناس ، بل أكثرهم؟أو لكل واحد من المضافين خاصية في إضافته (٨)؟ فنقول : إن كل واحد من المضافين فإن له معنى في نفسه بالقياس إلى الآخر ، ليس هو المعنى الذي للآخر في نفسه بالقياس إليه. وهذا بين في الأمور المختلفة الإضافة كالأب فإن إضافته للأبوة ـ وهي وصف وجوده ـ في الأب وحده ، ولكن إنما هو للأب بالقياس إلى شيء آخر (٩) في الأب ، وليس كونه بالقياس إلى الآخر (١٠) هو كونه في الآخر (١١) ، فإن الأبوة ليست في الابن وإلا لكانت وصفا له يشتق له منه الاسم ، بل الأبوة في الأب. وكذلك أيضا حال الابن بالقياس إلى الأب فليس (١٢) هاهنا شيء واحد البتة هو (١٣) في كليهما ، فليس هاهنا إلا أبوة أو بنوة. وأما حالة موضوعة للأبوة والبنوة فلسنا (١٤) نعرفها ولا لها اسم.

__________________

(١) فإن ... المعشوق : ساقطة من م

(٢) لعاشقه : لهذا طا

(٣) الأخرى : الآخر د

(٤) بها : لها م

(٥) الآخر : شىء آخر م

(٦) شىء : ساقطة من ط

(٧) وله : فله ص ؛ له ط

(٨) إضافته : إضافتيه ب

(٩) آخر : + فهو ب ، ج ، د ، ص ، م

(١٠) الآخر : آخر د ، ط ، م

(١١) الآخر : آخر ب. (١٢) فليس : وليس ج ، ص

(١٣) هو : فهو م

(١٤) فلسنا : فليس ط ، م.

١٥٤

فإن كان ذلك كون كل واحد (١) منهما بحال بالقياس إلى الآخر ، فهذا ككون كل واحد من الققنس والثلج أبيض ، فإنه ليس يجب أن يكون شيئا واحدا ، وليس كونه بالقياس إلى الآخر يجعله واحدا ، لأن ما لكل واحد بالقياس إلى الآخر فهو لذلك الواحد لا للآخر ، لكنه بالقياس إلى الآخر.

فإذا (٢) فهمت هذا فيما مثلناه لك (٣) ، فاعرف الحال في سائر المضافات التي لا اختلاف فيها. وإنما يقع أكثر الإشكال في هذا الموضع ، فإنه لما كان لأحد الأخوين (٤) حالة بالقياس إلى الآخر ، وكان للآخر أيضا حالة بالقياس إلى الأول ، وكانت الحالتان من نوع واحد حسبتا شخصا واحدا وليس كذلك. فإن للأول أخوة الثاني أي له وصف أنه أخو الثاني ، ذلك (٥) الوصف له ولكن بالقياس إلى الثاني. وليس ذلك وصف (٦) الثاني بالعدد ، بل بالنوع ، كما لو كان الثاني أبيض والأول أبيض ، بل الثاني أيضا أنه أخو هذا الأول لأن له حاله في ذاته مقولة (٧) بالقياس إلى الأول.

وكذلك (٨) المماسة في المتماسين ، فإن كل واحد منهما مماس لصاحبه بأن له مماسته (٩) التي لا تكون إلا بالقياس إلى الآخر إن (١٠) كان الآخر (١١) مثله. فلا تظنن البتة أن عرضا واحدا بالعدد (١٢) يكون في محلين حتى يحتاج أن تعتذر من ذلك في جعلك (١٣) العرض اسما مشككا (١٤) كما فعله ضعفاء (١٥) التمييز (١٦).

__________________

(١) واحد : ساقطة من ج

(٢) فإذا : فإن ج ، ص

(٣) لك : + فكذلك ب ؛ فلذلك د

(٤) الأخوين : الآخرين ط ، م

(٥) ذلك : وذلك ط

(٦) وصف : بوصف ج ، ص

(٧) مقولة : معقولة ج ، ص ، طا

(٨) وكذلك : فكذلك د ؛ كذلك ط

(٩) مماسته : مماسة ج ، ط ، م

(١٠) إن : إذا ب ، ج ، د ، ص

(١١) الآخر : للآخر ص ، د ، ص ، ط ، م

(١٢) واحدا بالعدد : ساقطة من ب

(١٣) جعلك : جعل ط ، م. (١٤) مشككا : معتذر د

(١٥) ضعفاء الضعفاء ب ، ج ، م ؛ ضعيف د ، ط ؛ ضعيفا طا

(١٦) التمييز : التميز ص.

١٥٥

لكن الأشد اهتماما من هذا ، معرفتنا هل الإضافة في نفسها موجودة في الأعيان أو أمر إنما يتصور (١) في العقل (٢) ، ويكون ككثير (٣) من الأحوال التي تلزم الأشياء إذا عقلت بعد أن تحصل في العقل ، فإن الأشياء إذا عقلت تحدث لها في العقل أمور لم يكن لها من خارج ، فتصير كلية وجزئية (٤) وذاتية وعرضية وتكون جنس وفصل وتكون محمول وموضوع وأشياء من هذا القبيل.

فقوم ذهبوا إلى أن حقيقة الإضافات أنما تحدث أيضا في النفس إذا عقلت الأشياء. وقوم قالوا : بل الإضافة شيء موجود في الأعيان ، واحتجوا وقالوا (٥) نحن نعلم أن هذا في الوجود (٦) أب (٧) ذلك ، وأن ذلك في الوجود ابن هذا (٨) ، عقل أو لم يعقل ، ونحن نعلم أن النبات يطلب الغذاء ، وأن الطلب مع إضافة ما ، وليس للنبات عقل بوجه من الوجوه ولا إدراك ، ونحن نعلم أن السماء في نفسها (٩) فوق الأرض ، والأرض تحتها ، أدركت أو لم تدرك ، وليست (١٠) الإضافة إلا أمثال (١١) هذه الأشياء التي (١٢) أومأنا إليها وهي وتكون للأشياء وإن لم تدرك.

وقالت الفرقة الثانية : إنه لو كانت الإضافة موجودة في الأشياء (١٣) لوجب من ذلك أن لا تنتهي الإضافات ، فإنه كان يكون بين الأب والابن إضافة ، وكانت تلك الإضافة موجودة لهما أو لأحدهما أو لكل واحد منهما. فمن حيث الأبوة للأب وهي عارضة له ، والأب معروض لها (١٤) ، فهي مضافة ، وكذلك البنوة. فهاهنا إذن علاقة للأبوة (١٥) مع الأب والبنوة (١٦) مع الابن (١٧) خارجة عن العلاقة التي بين الأب والابن فيجب أن تكون للإضافة إضافة أخرى وأن تذهب إلى غير النهاية ، وأن تكون

__________________

(١) يتصور : متصورا ط

(٢) العقل : الفعل د

(٣) ككثير : لكثير م

(٤) وجزأيه : جزأيه ج ، د ؛ ساقطة من ب ، ط ، م

(٥) وقالوا : فقالوا د. (٦) الوجود : الموجود م

(٧) أب : أبو م. (٨) ابن هذا : ابنه ب

(٩) نفسها : نفسه د. (١٠) وليست : وليس د

(١١) إلا أمثال : إلا فى أمثال د ؛ إلا ج ؛ إلا مثال ط

(١٢) التي : ساقطة من ط ، م. (١٣) فى الأشياء : للأشياء ج

(١٤) لها : له ب ، ج ، د. (١٥) للأبوة : الأبوة ص

(١٦) والبنوة : والابنوة ط. (١٧) مع الابن : + وليست العلاقة التي بين الأب والابن ب.

١٥٦

أيضا من الإضافات ما هي علاقة بين موجود ومعدوم ، كما نحن متقدمون بالقياس إلى القرون التي تخلفنا وعالمون بالقيامة (١).

والذي تنحل به الشبهة من الطريقين (٢) جميعا أن نرجع إلى حد المضاف المطلق فنقول : إن المضاف هو الذي ماهيته أنما تقال (٣) بالقياس إلى غيره ، فكل شيء (٤) في الأعيان يكون بحيث ماهيته أنما تقال (٥) بالقياس إلى غيره فذلك (٦) الشيء (٧) من المضاف. لكن في الأعيان أشياء كثيرة بهذه الصفة ، فالمضاف في الأعيان موجود ، فإن كان للمضاف ماهية أخرى فينبغي أن يجرد ما له من المعنى المعقول بالقياس إلى غيره (٨) وغيره (٩) ، إنما هو معقول بالقياس إلى غيره بسبب هذا المعنى ، وهذا المعنى ليس معقولا بالقياس إلى غيره بسبب شيء غير نفسه ، بل هو مضاف لذاته على ما علمت.

فليس هناك ذات وشيء (١٠) هو الإضافة ، بل هناك مضاف بذاته لا بإضافة أخرى فتنتهي (١١) من هذا الطريق الإضافات.

وأما كون هذا المعنى المضاف بذاته في هذا الموضوع ، فهو من حيث إنه في هذا الموضوع ماهيته معقولة (١٢) بالقياس إلى هذا الموضوع ، وله وجود آخر مثلا وهو (١٣) : وجود الأبوة ، وذلك الوجود أيضا مضاف. ولكن (١٤) ليس ذلك هذا ، فليكن هذا عارضا من المضاف (١٥) لزم المضاف ، وكل واحد منهما مضاف

__________________

(١) بالقيامة : بالقيمة د ، م

(٢) الطريقين : الطرفين د ، هامش ص ؛ الفريقين طا

(٣) إنما تقال : معقولة ج ، د ، ص ، م ؛ مقولة هامش ج ؛ تكوق معقولة ط

(٤) شىء : + يكون ج ، ص ، ط

(٥) تقال : تعقل : ص ، ط

(٦) فذلك : فلذلك د

(٧) الشىء : + المضاف م

(٨) غيره : + فذلك المعنى هو الحقيقة المعنى المعقول بالقياس إلى د ، ص ؛ + فذلك المعنى هو بالحقيقة المعقول بالقياس إلى ج ، ط ، م

(٩) وغيره : غيره ج ، د ، ص ، ط ؛ غيره وغيره م

(١٠) وشىء : + ما ص

(١١) فتتتهى : ساقطة من ط

(١٢) معقوله : معقولة م

(١٣) وهو : وهى ج ، د ، م

(١٤) ولكن : لكن ج ، م. (١٥) المضاف ( الأولى ) : + والمضاف ج.

١٥٧

لذاته إلى ما هو مضاف إليه بلا إضافة أخرى. فالكون محمولا مضاف لذاته (١) ، والكون أبوة صارت (٢) مضافة لذاته. فإن (٣) نفس هذا الكون مضاف (٤) بذاته ليس يحتاج إلى إضافة أخرى يصير بها مضافا ، بل هو لذاته ماهية معقولة بالقياس إلى الموضوع ، أي هو بحيث إذا عقلت ماهيته (٥) كانت محتاجة إلى أن يحضر في الذهن شيء (٦) آخر يعقل هذا بالقياس (٧) إليه.

بل إذا أخذ هذا مضافا في الأعيان فهو موجود مع شيء آخر لذاته لا لمعية أخرى (٨) تتبعه ، بل نفسه نفس المع أو المعية المخصصة بنوع تلك الإضافة. فإذا (٩) عقل احتيج إلى (١٠) أن يعقل مع إحضار شيء آخر ، كما كانت ماهية الأبوة من حيث هي أبوة (١١) ، فذاتها مضافة بذاتها (١٢) لا بإضافة أخرى رابطة ، وللعقل أن يخترع أمرا بينها كأنه معية خارجة منهما لا يضطر (١٣) إليه نفس التصور (١٤) ، بل اعتبار آخر من الاعتبارات (١٥) اللاحقة التي يفعلها العقل. فإن العقل قد يقرن أشياء بأشياء لأنواع من الاعتبارات لا للضرورة (١٦) ، فأما في نفسها فهي إضافة ، لا بإضافة لأنها ماهية لذاتها تعقل بالقياس إلى الغير (١٧).

وهاهنا (١٨) إضافات كثيرة تلحق بعض (١٩) الذوات لذاتها لا لإضافة أخرى عارضة ، بل مثل ما يجري عليه الأمر من لحوق هذه الإضافة للإضافة (٢٠) الأبوية (٢١). وذلك (٢٢)

__________________

(١) مضاف لذاته : مضافا لذاته د

(٢) صارت : ساقطة من م

(٣) فإن : فإذ ط

(٤) الكون مضاف : الكون مضافا ص

(٥) ماهيته : ماهية ب ، ج ، د ، ط

(٦) شىء : ساقطة من د. (٧) بالقياس : القياس ط

(٨) لذاته لا لمعية أخرى : يعقل هذا بالقياس إليه طا

(٩) فإذا : وإذا د ، ص ، ط ، م

(١٠) إلى ساقطة من ب. (١١) أبوة : + بنوع تلك الإضافة ط

(١٢) بذاتها : لذاتها ص ، م. (١٣) لا يضطر : لا يضطره ص ، م

(١٤) التصور : المصور م. (١٥) الاعتبارات : الاعتبار ب ، ج ، د

(١٦) للضرورة : بالضرورة د. (١٧) الغير : غير د

(١٨) وهاهنا : فههنا ج. (١٩) بعض : بعضها ط

(٢٠) للإضافة : لإضافة ط. (٢١) الأبوية : الأبوة هامش ص

(٢٢) وذلك : + محقق م.

١٥٨

مثل لحوق الإضافة لهيئة العلم فإنها لا تكون لاحقة بإضافة أخرى في نفس الأمور ، بل تلحقها لذاتها ، وإن كان العقل ربما اخترع هناك إضافة أخرى (١).

وإذ (٢) قد (٣) عرفت (٤) هذا فقد عرفت أن المضاف في الوجود موجود بمعنى أن له هذا الحد ، وهذا الحد (٥) لا يوجب أن يكون المضاف في الوجود إلا عرضا إذا عقل كان بالصفة المذكورة ، ولا يوجب أن يكون أمرا قائم الذات واحدا واصلا بين الشيئين (٦).

وأما القول بالقياس فإنما يحدث في العقل ، فيكون ذلك هو بالإضافة العقلية والإضافة الوجودية ما بيناه ، وهو كونه بحيث إذا عقل كان معقول الماهية بالقياس ، وأما كونه في العقل فأن (٧) يكون عقل بالقياس إلى غيره ، فله في الوجود حكم ، وله في العقل حكم ، من حيث هو في العقل لا من حيث الإضافة. ويجوز في العقل إضافات مخترعة إنما يفعلها العقل بسبب الخاصية التي للعقل (٨) منها.

فالمضاف إذن موجود في الأعيان وبان أن وجوده لا يوجب أن يكون هناك إضافة إلى إضافة (٩) بغير نهاية (١٠). وليس يلزم من هذا أن يكون كل ما يعقل (١١) مضافا يكون له في الوجود إضافة.

وأما المتقدم والمتأخر في الزمان ، وأحدهما معدوم وما أشبه ذلك ، فإن التقدم والتأخر متضايفان بين الوجود إذا (١٢) عقل ، وبين المعقول الذي ليس مأخوذا عن الوجود الخاص (١٣) ، فاعلمه (١٤).

__________________

(١) أخرى : ساقطة من ب ، م

(٢) وإذ : فإذ ج ، ص ، م

(٣) قد : ساقطة من د ، م

(٤) عرفت : علمت هامش ج

(٥) وهذا الحد : ساقطة من ب ، ج ، د ، ط

(٦) الشيئين : شيئين ج ، ص ، م

(٧) فأن : بأن ج. (٨) للعقل : فى العقل د

(٩) إلى إضافة : ساقطة من ط

(١٠) نهاية : النهاية ج

(١١) ما يعقل : ما يفعل م

(١٢) إذا : وإذا د

(١٣) الخاص : الحاضر ج ، ص ، م

(١٤) فاعلمه : فاعلم د.

١٥٩

فإن (١) الشيء في نفسه ليس بمتقدم إلا بشيء (٢) موجود معه ، وهذا النوع من المتقدم والمتأخر موجود للطرفين (٣) معا في الذهن ، فإنه إذا أحضرت (٤) في الذهن صورة المتقدم وصورة المتأخر عقلت النفس هذه المقايسة واقعة بين موجودين (٥) فيه ، إذ كانت هذه المقايسة بين موجودين في العقل. وأما قبل ذلك فلا يكون الشيء في نفسه متقدما ، فكيف يتقدم على لا شيء موجود؟ فما كان من المضافات على هذه السبيل فإنما تضايفها في العقل وحده ، وليس في الوجود لها معنى قائم من حيث هذا التقدم والتأخر (٦) ، بل هذا التقدم والتأخر بالحقيقة معنى (٧) من المعاني العقلية ومن المناسبات (٨) التي يفرضها العقل (٩) والاعتبارات التي تحصل للأشياء إذا قايس بينها العقل وأشار إليها (١٠).

__________________

(١) فإن : إن د ، ط ، م

(٢) بشيء : لشىء م

(٣) للطرفين : الطرفين ج ، ص

(٤) أحضرت : أحضر ب ، د ، ط ، م

(٥) موجودين : الموجودين ج ، ص ، ط

(٦) التقدم والتأخر : المتقدم والمتأخر ب ، د ، ص ، ط ، م

(٧) معنى : ساقطة من ب ، د ، ط ، م

(٨) ومن المناسبات : والمناسبات ب ، د ، ط ، م

(٩) يفرضها العقل : يفرضها ص

(١٠) إليها : إليهما ط.

١٦٠