الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات0%

الشفاء الإلهيّات مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف: مكتبة الفلسفة والعرفان
الصفحات: 489

الشفاء الإلهيّات

مؤلف: ابن سينا
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف:

الصفحات: 489
المشاهدات: 93919
تحميل: 8061

توضيحات:

الشفاء الإلهيّات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 489 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93919 / تحميل: 8061
الحجم الحجم الحجم
الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات

مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
العربية

وكذلك (١) إن قيل : إن كونه (٢) صاحب تلك الخاصية (٣) أولى ، فمعناه أن صدوره (٤) عنها (٥) أوفق. فهو إذن موجب (٦) له (٧) أو ميسر (٨) لوجوبه ، والميسر إما علة (٩) بالذات وإما بالعرض ، فإذا (١٠) لم تكن علة أخرى بالذات غيره فليس هو بالعرض ، لأن الذي (١١) بالعرض هو على أحد النحوين المذكورين ، فبقي (١٢) أن تلك الخاصية بنفسها موجبة. فالخاصية (١٣) الموجبة تسمى قوة ، وهذه القوة عنها (١٤) تصدر الأفاعيل الجسمانية وإن كان (١٥) بمعونة من مبدإ أبعد.

ولنؤكد (١٦) بيان أن لكل حادث مبدأ ماديا ، فنقول (١٧) بالجملة : إن كل حادث بعد ما لم يكن فله لا محالة مادة ، لأن كل كائن يحتاج (١٨) إلى أن يكون ـ قبل كونه ـ ممكن الوجود في نفسه ، فإنه إن (١٩) كان ممتنع الوجود في نفسه لم يكن البتة. وليس إمكان وجوده هو أن الفاعل قادر عليه ، بل الفاعل لا يقدر عليه إذا لم يكن هو في نفسه ممكنا. ألا ترى أنا نقول : إن المحال لا قدرة عليه ، ولكن القدرة هي على ما يمكن أن يكون فلو كان إمكان كون الشيء هو نفس القدرة عليه ، كان هذا القول كأنا نقول (٢٠) : إن القدرة أنما (٢١) تكون على ما عليه (٢٢) القدرة ، وكأنا نقول : إن المحال ليس عليه قدرة لأنه ليس عليه قدرة ، وما كنا نعرف أن هذا الشيء مقدور عليه أو غير مقدور عليه بنظرنا في نفس الشيء ، بل بنظرنا في حال قدرة القادر هل (٢٣) عليه قدرة أم لا. فإن أشكل علينا أنه مقدور عليه أو غير (٢٤) مقدور

__________________

(١) وكذلك : ولذلك م. (٢) كونه : كونها ط ؛ + من ب ، ج ، د ، ط

(٣) الخاصية : + منه ب ، ج ، ص ، ط ، م. (٤) صدوره : صدورها ج ، د ، ص

(٥) عنها : منه ج ؛ منها ب ، ص ، م. (٦) موجب : يوجب ج.

(٧) له : ساقطة من ب. (٨) ميسر : يسر ج.

(٩) إما علة : علة إما ص ، ط ، م. (١٠) فإذا : وإذا ب ؛ فإن إذا د ؛ وإن م

(١١) الذي : + هو ج ، د ، ص ، ط ، م

(١٢) فبقى : فيبقى ط. (١٣) فالخاصية : والخاصية د ، ط

(١٤) عنها : عنه د ؛ ساقطة من ط. (١٥) كان : كانت ص.

(١٦) ولنؤكد : ولنذكر د ؛ ونؤكد ط. (١٧) فنقول : ونقول ص ، م.

(١٨) يحتاج : فيحتاج ب ، ص ، م

(١٩) فإنه إن : فإنه من ط. (٢٠) كأنا نقول : ساقطة من د

(٢١) إنما : فإنما ط. (٢٢) ما عليه : ما هى عليه د ، م

(٢٣) هل : بل ج. (٢٤) غير : غيره ص ، ط.

١٨١

عليه لم يمكننا أن نعرف ذلك البتة ، لأنا إن عرفنا ذلك من جهة أن الشيء محال أو ممكن وكان معنى المحال هو أنه غير مقدور عليه ومعنى الممكن أنه مقدور عليه ، كنا عرفنا المجهول بالمجهول. فبين واضح أن معنى كون الشيء ممكنا في نفسه هو غير معنى كونه مقدورا عليه وإن كانا بالموضوع واحدا ، وكونه مقدورا عليه لازم لكونه (١) ممكنا في نفسه ، وكونه ممكنا في نفسه هو (٢) باعتبار ذاته وكونه مقدورا عليه هو (٣) باعتبار إضافته إلى موجده.

وإذ (٤) قد (٥) تقرر هذا ، فإنا نقول : إن كل حادث فإنه قبل حدوثه إما أن يكون في نفسه (٦) ممكنا أن يوجد أو محالا (٧) أن يوجد. والمحال (٨) أن يوجد لا يوجد (٩). والممكن أن يوجد قد سبقه إمكان وجوده ، وأنه (١٠) ممكن الوجود ، فلا يخلو إمكان وجوده من أن يكون معنى معدوما أو معنى موجودا ، ومحال أن يكون معنى معدوما وإلا فلم يسبقه إمكان وجوده ، فهو إذن معنى موجود. وكل معنى موجود فإما قائم في موضوع أو قائم لا في موضوع ، وكل ما هو قائم لا في موضوع فله (١١) وجود خاص لا يجب أن يكون به مضافا. وإمكان الوجود أنما هو بالإضافة إلى ما هو إمكان وجود له ، فليس إمكان الوجود جوهرا لا في موضوع ، فهو إذن معنى في (١٢) موضوع وعارض لموضوع.

ونحن نسمي إمكان الوجود قوة الوجود ، ونسمي حامل قوة الوجود الذي فيه قوة وجود الشيء موضوعا وهيولى ومادة وغير ذلك بحسب اعتبارات مختلفة ، فإذن كل حادث فقد تقدمته المادة. فنقول : إن هذه الفصول التي أوردناها

__________________

(١) لازم لكونه : لأنه كونه ط

(٢) هو : ساقطة من ط

(٣) هو : ساقطة من د

(٤) وإذ : فإذا ج ، د ، ص ، ط ، م

(٥) قد : ساقطة من ج ، د ، ص ، م

(٦) فى نفسه : ساقطة من م

(٧) أو محالا : أولا ط

(٨) والمحال : ساقطة من د

(٩) أن يوجد ولا يوجد : وأن لا يوجد د ؛ أن لا يوجد ط

(١٠) وأنه : أو أنه م

(١١) فله : فإنه ط. (١٢) فى : ساقطة من ط.

١٨٢

توهم أن القوة ـ على الإطلاق ـ قبل الفعل ومتقدمة عليه لا في الزمان وحده ، وهذا شيء قد مال إليه عامة من القدماء ، فبعضهم جعل للهيولى (١) وجودا قبل الصورة ، وأن الفاعل ألبسها الصورة بعد ذلك إما ابتداء من نفسه وإما لداع دعاه إليه ، كما ظنه بعض الشارعين فيما لا يعنيه ولا له درجة الخوض في مثله.

فقال : إن شيئا كالنفس وقع له فلتة (٢) أن اشتغل بتدبير الهيولى وتصويرها فلم يحسن التدبير ولا كمل (٣) لحسن (٤) التصوير ، فتداركها الباري تعالى وأحسن تقويمها. ومنهم من قال : إن هذه الأشياء (٥) كانت في الأزل تتحرك بطباعها (٦) حركات غير منتظمة ، فأعان الباري تعالى (٧) طبيعتها ونظمها. ومنهم من قال : إن القديم (٨) هو الظلمة أو الهاوية أو شيء لا يتناهى لم يزل ساكنا ، ثم حرك ، أو الخليط الذي يقول به أنكساغورس. وذلك لأنهم قالوا : إن القوة تكون قبل الفعل ، كما في البذور والمني وفي جميع ما يصنع ، فبالحري أن نتأمل (٩) هذا ونتكلم فيه.

فنقول (١٠) : أما (١١) الأمر في الأشياء (١٢) الجزئية الكائنة الفاسدة فهو على ما قالوا ، فإن القوة فيها قبل الفعل قبلية في الزمان ، وأما الأمور الكلية أو المؤبدة (١٣) التي لا تفسد وإن كانت جزئية فإنها لا تتقدمها التي (١٤) بالقوة البتة. ثم القوة متأخرة بعد هذه الشرائط من كل وجه ، وذلك لأن القوة إذ ليست تقوم بذاتها فلا بد لها من أن تقوم بجوهر يحتاج أن يكون بالفعل ، فإنه إن لم يكن صار (١٥) بالفعل فلا يكون مستعدا لقبول شيء (١٦) ، فإن ما هو ليس مطلقا فليس ممكنا أن يقبل شيئا.

__________________

(١) للهيولى : الهيولى ط

(٢) فلتة : فلبته ص ؛ قلبه م

(٣) كمل : لحمل ج ، كل ط

(٤) لحسن : بحسن ج ، ص ، م ؛ يحسن ط

(٥) الأشياء : + كالنفس ج

(٦) بطباعها : لطباعها ط

(٧) تعالى : ساقطة من ب ، ج ، د ، م

(٨) القديم : القدر ط. (٩) نتأمل : + فى ج

(١٠) فنقول : ونقول د. (١١) أما : إن ج ، د ، ط

(١٢) الأشياء : أشياء ط. (١٣) أو المؤبدة : والمؤبدة د

(١٤) التي : إلى ط. (١٥) صار : حياط

(١٦) شىء : الشىء د ، ط.

١٨٣

ثم قد يكون الشيء بالفعل ولا يحتاج (١) إلى أن يكون بالقوة شيئا كالأبديات فإنها دائما بالفعل. فمن هذه الجهة حقيقة ما بالفعل قبل حقيقة القوة بالذات ، ومن وجه آخر أيضا فإن (٢) القوة تحتاج أن تخرج إلى الفعل بشيء (٣) موجود (٤) بالفعل (٥) وقت كون الشيء (٦) بالقوة ، ليس إنما يحدث ذلك الشيء حدوثا مع الفعل فإن ذلك أيضا يحتاج إلى مخرج آخر وينتهي إلى شيء موجود بالفعل لم يحدث.

وفي أكثر الأمر فإنما يخرج القوة إلى الفعل شيء مجانس لذلك الفعل موجود قبل الفعل بالفعل كالحار (٧) يسخن والبارد (٨) يبرد. وأيضا فكثيرا ما (٩) يوجد (١٠) ما هو (١١) بالقوة من حيث هو حامل القوة عن الشيء الذي هو بالفعل ، حتى يكون الفعل بالزمان قبل القوة لا مع القوة ، فإن المني كان عن الإنسان والبذر عن الشجرة حتى كان عن (١٢) ذلك إنسان (١٣) وعن هذا شجرة (١٤). فليس (١٥) أن يفرض الفعل (١٦) في هذه الأشياء قبل القوة أولى من أن تفرض القوة قبل الفعل.

وأيضا فإن الفعل في التصور والتحديد قبل القوة ، لأنك (١٧) لا يمكنك (١٨) أن تحد القوة إلا أنها للفعل وأما الفعل فإنك لا تحتاج في تحديده وتصويره أنه للقوة. فإنك تحد المربع وتعقله من غير أن يخطر ببالك قوة (١٩) قبوله ، ولا يمكنك أن تحد القوة على التربيع إلا أن تذكر المربع لفظا أو عقلا وتجعله (٢٠) جزء حده.

وأيضا فإن الفعل قبل القوة بالكمال والغاية ، فإن القوة نقصان والفعل كمال ، والخير في كل شيء أنما هو مع الكون بالفعل ، وحيث الشر فهناك ما بالقوة

__________________

(١) ولا يحتاج : فلا يحتاج ط. (٢) فإن : إن ج ، د ، ص ، ط ، م

(٣) بشيء : شىء د ؛ + يكون ج ، د ، ص ، ط ، م

(٤) موجود : موجودا ج ، د ، ص ، ط ، م

(٥) بالفعل : الفعل ط

(٦) الشىء : ساقطة من د. (٧) كالحار : كالنار ص

(٨) والبارد : وكالبارد د. (٩) ما : ساقطة من د

(١٠) يوجد : يحدث هامش ج. (١١) ما هو : + يكون د ، ص ، ط ، م

(١٢) عن : من ط. (١٣) إنسان : الانسان ص ، ط

(١٤) هذا شجرة : هذه الشجرة ط

(١٥) فليس : وليس ط. (١٦) الفعل : الفصل ط

(١٧) لأنك : بل د ، ط. (١٨) لا يمكنك : لأنك د

(١٩) قوة : ساقطة من م. (٢٠) وتجعله : وتجعل ط.

١٨٤

بوجه ما ، فإن الشيء إذا كان شرا فإما أن يكون لذاته شرا ومن كل وجه ، وهذا محال. فإنه إن كان موجودا فمن (١) حيث هو موجود ليس بشر ، وإنما يكون شرا من حيث هو (٢) فيه عدم كمال مثل الجهل للجاهل (٣) ، أو لأنه يوجب في غيره ذلك (٤) مثل الظلم للظالم (٥). فالظلم (٦) أنما هو شر لأنه ينقص من الذي فيه الظلم طبيعة الخير ، ومن الذي عليه الظلم السلامة أو الغنى ، أو غير ذلك. فيكون من حيث هو شر مشوبا بعدم وبشيء بالقوة ، ولو أنه لم يكن معه ولا منه ما بالقوة لكانت الكمالات التي (٧) تجب للأشياء حاضرة فما كان شرا بوجه من الوجوه.

فبين أن الذي بالفعل هو الخير من حيث هو كذلك ، والذي بالقوة هو الشر أو منه الشر. واعلم أن القوة على الشر خير من الفعل ، والكون بالفعل خيرا خير (٨) من القوة على الخير ، ولا يكون الشرير شريرا بقوة الشر ، بل بملكة الشر.

ونرجع إلى (٩) ما كنا فيه ، فنقول : قد علمت حال تقدم القوة مطلقا ، وأما القوة الجزئية فيتقدم (١٠) الفعل الذي هو (١١) قوة عليه ، وقد يتقدمها (١٢) (١٣) فعل مثل فعلها حتى تكون القوة منه ، وقد لا يجب لكن يكون معها شيء آخر به تخرج القوة إلى الفعل وإلا لم يكن فعل البتة بموجود (١٤). إذ القوة وحدها لا تكفي في أن تكون فعل ، بل تحتاج إلى مخرج للقوة (١٥) إلى الفعل.

فقد علمت أن الفعل بالحقيقة أقدم من القوة ، وأنه هو المتقدم بالشرف والتمام.

__________________

(١) فمن : فهو من ط

(٢) حيث هو : حيث ب ، ص ، ط ، م

(٣) للجاهل : ساقطة من ب

(٤) ذلك : وذلك ج ، ص

(٥) للظالم : ساقطة من ب ، د

(٦) فالظلم : والظلم ج ؛ فإن الظلم ص

(٧) التي : ساقطة من د

(٨) خير : ساقطة من د

(٩) إلى : إليه د. (١٠) فيتقدم : فيقدم ج ، د ، ص ، ط م

(١١) هو : هى ج ، ص ، ط

(١٢) وقد يتقدمها : ويتقدمها ص

(١٣) يتقدمها : تقدمها ج ، ط ، م. (١٤) بموجود : بوجوده د ؛ وجود ط

(١٥) للقوة : القوة ب ، ج.

١٨٥

[ الفصل الثالث ]

( ج ) فصل

في التام ، والناقص ، وما فوق التمام ، وفي الكل ، وفي الجميع.

التام أول ما عرف عرف في الأشياء ذوات العدد ، إذا كان جميع ما ينبغي أن يكون حاصلا للشيء (١) قد حصل بالعدد ، فلم يبق شيء من ذلك غير موجود. ثم نقل ذلك إلى الأشياء ذوات الكم المتصل ، فقيل : تام (٢) في القامة إذا كانت تلك أيضا عند الجمهور معدودة لأنها إنما تعرف عند الجمهور من حيث تقدر ، وإذا (٣) قدرت لم يكن بد من أن تعد. ثم نقلوا ذلك إلى الكيفيات والقوى (٤) ، فقالوا : كذا تام القوة وتام البياض وتام الحسن وتام الخير ، كان جميع ما يجب أن يكون له من الخير قد حصل له ولم يبق شيء من خارج. ثم إذا كان من جنس الشيء شيء ، وكان لا يحتاج إليه في (٥) ضرورة أو منفعة (٦) أو نحو ذلك ، رأوه زائدا (٧) ورأوا الشيء تاما دونه ، ثم إن كان ذلك الذي (٨) يحتاج إليه الشيء في نفسه قد حصل وحصل معه شيء آخر من جنسه ليس يحتاج إليه في أصل ذات الشيء إلا أنه وإن كان ليس يحتاج إليه في ذلك الشيء فهو نافع في بابه ، قيل لجملة (٩) ذلك : إنه فوق التمام ووراء الغاية. فهو هو التام (١٠) والتمام. فكأنه اسم للنهاية ، وهو أولا للعدد ، ثم لغيره على الترتيب.

__________________

(١) للشيء قد : لشىء وقد د

(٢) تام : تمام د

(٣) وإذا : وإنما م

(٤) الكيفيات والقوى : القوة والكيفيات د ؛ القوى والكيفيات م

(٥) فى : من ج

(٦) منفعة : + أو حقيقة د

(٧) زائدا : زيدا د

(٨) الذي : + قد وجد ما ج ، د ، ص ، ط ، م

(٩) لجملة : بجملة م

(١٠) التام : التمام م.

١٨٦

وكان الجمهور لا يقولون لذي العدد إنه تام أيضا إذا كان أقل من ثلاثة ، وكذلك (١) كأنهم لا يقولون له كل وجميع. وكأن الثلاثة أنما صارت تامة لأن (٢) لها مبدأ وواسطة ونهاية ، وإنما كان كون الشيء له مبدأ وواسطة ونهاية تجعله (٣) تاما لأن أصل التمام (٤) كان في العدد.

ثم لم يكن هذا في طبيعة عدد من الأعداد من حيث هو عدد أن يكون تاما على الإطلاق ، فإن كل عدد فمن (٥) جنس وحدانياته (٦) ما ليس موجودا (٧) فيه (٨) ، بل إنما (٩) يكون تاما في العشرية والتسعية ، وأما (١٠) من حيث هو عدد فليس يجوز أن يكون (١١) تاما من حيث هو عدد ، وأما (١٢) من حيث له مبدأ ومنتهى وواسطة فهو تام ، لأنه (١٣) من حيث يكون له مبدأ ومنتهى يكون ناقصا من جهة ما ليس فيما (١٤) بينهما شيء (١٥) من شأنه أن يكون (١٦) بينهما وهو الواسطة. وقس عليه سائر الأقسام أي أن يكون (١٧) واسطة وليس منتهى ، أو واسطة ومنتهى وقد فقد ما يجب أن يكون مبدأ (١٨). ثم من المحال أن يكون مبدءان في الأعداد (١٩) ليس أحدهما واسطة بوجه إلا لعددين (٢٠) ولا منتهيان ليس أحدهما واسطة (٢١) بوجه إلا لعددين (٢٢) (٢٣).

وأما الوسائط فقد يجوز أن تكثر إلا أنها تكون (٢٤) جملتها في أنها (٢٥) واسطة كشيء واحد ، ثم لا يكون للتكثر (٢٦) حد يوقف عليه. فإذن (٢٧) حصول المبدئية والنهاية

__________________

(١) وكذلك : فكذلك د ، ط ، م. (٢) لأن : لأنها ط

(٣) تجعله : لجعله د ، ط. (٤) التمام : التام ج

(٥) فمن : من د. (٦) وحدانياته : واحدانياته د ، م

(٧) موجودا : موجود د. (٨) فيه : + نعم د

(٩) إنما : إنما أن ج ؛ أن ط ؛ إما أن م. (١٠) وأما : أو أما م

(١١) يكون : ساقطة من ط ، م. (١٢) من حيث ... وأما : ساقطة من م.

(١٣) لأنه : ساقطة من م

(١٤) فيما : فى ط. (١٥) شىء : شأن ط

(١٦) يكون : + فيما ج. (١٧) أى أن يكون : + له ج

(١٨) مبدأ : مبتدئ م. (١٩) الأعداد : العدد ج

(٢٠) لعددين للعددين د ؛ بعددين ط. (٢١) واسطة : بواسطة ج ، د ، ص ، ط ، م

(٢٢) ولا منتهيان ... لعددين : ساقطة من د

(٢٣) لعددين : بعددين ط. (٢٤) تكون : ساقطة من ص

(٢٥) أنها : + تكون ج ، ط. (٢٦) للتكثر : [ للمتكثر للكثرة ] ج ؛ للتكثير ص

(٢٧) فإذن : فإن د.

١٨٧

والتوسط هو أتم ما يمكن أن يقع في ترتيب مثله ، ولا يكون ذلك إلا للعدد ولا يكون منحصرا إلا في الثلاثية (١).

وإذا أشرنا إلى هذا المبلغ فلنعرض عنه ، فليس من (٢) عادتنا أن نتكلم (٣) في مثل هذه الأشياء التي تبنى (٤) على تخمينات (٥) إقناعية وليست من طرق (٦) القياسات العلمية. بل نقول : إن الحكماء أيضا قد (٧) نقلوا التام (٨) إلى حقيقة الوجود ، فقالوا من وجه : إن التام هو الذي ليس شيء (٩) من شأنه أن يكمل به وجوده (١٠) بما (١١) ليس له بل كل ما هو كذلك فهو حاصل له وقالوا من وجه آخر : إن التام (١٢) هو الذي بهذه الصفة مع شرط أن وجوده بنفسه على أكمل ما يكون له هو وحده (١٣) حاصل له وليس منه إلا ما له ، وليس ينسب إليه من جنس الوجود شيء فضل على ذلك الشيء (١٤) نسبة (١٥) أولية (١٦) لا بسبب غيره.

وفوق التمام (١٧) ما له الوجود الذي ينبغي له ، ويفضل عنه الوجود لسائر الأشياء كان له وجوده الذي ينبغي (١٨) له ، وله الوجود الزائد الذي ليس ينبغي له ، ولكن يفضل عنه للأشياء وذلك من ذاته.

ثم جعلوا هذا (١٩) مرتبة المبدأ الأول الذي هو فوق التمام ، ومن وجوده في ذاته لا بسبب غيره يفيض الوجود (٢٠) فاضلا عن وجوده على (٢١) الأشياء كلها.

__________________

(١) الثلاثية : الثلاثة ط

(٢) من : فى ب.

(٣) نتكلم : ننظر د ، م

(٤) نبنى : فتبنى د ، ص ، ط

(٥) تخمينات : تحسينات ب ، هامش ص

(٦) طرق : طريق ب. (٧) قد : فقد د

(٨) التام : التمام ط. (٩) شىء : ساقطة من م

(١٠) وجوده : وجود م

(١١) بما : ما ج ؛ ساقطة من ب ، ص ، م

(١٢) التام : التمام د. (١٣) هو وحده : هو ب ، م ؛ وحده هو د

(١٤) الشىء : ساقطة من ب ؛ شىء ج ، د. (١٥) نسبة : نسبته ب ، د ، ط ؛ بسببه م

(١٦) أولية : أوله ب ، د ، م

(١٧) التمام : التام ج. (١٨) له ويفضل ... ينبغى : ساقطة من م

(١٩) هذا : هذه ج ، ط

(٢٠) الوجود : الموجود د. (٢١) على : عن ط.

١٨٨

وجعلوا مرتبة التمام (١) لعقل (٢) من العقول المفارقة الذي (٣) هو في أول وجوده بالفعل لا يخالطه (٤) ما بالقوة ، ولا ينتظر (٥) وجودا آخر يوجد عنه ، فإن كل (٦) شيء آخر ، فذلك أيضا من الوجود الفائض من الأول.

وجعلوا دون التمام شيئين : المكتفي والناقص. والمكتفي هو الذي أعطي ما به يحصل كمال نفسه في ذاته ، والناقص المطلق هو الذي يحتاج إلى آخر يمده الكمال بعد الكمال. مثال المكتفي : النفس النطقية التي للكل ، أعني السماوات ، فإنها بذاتها تفعل الأفعال التي لها (٧) وتوجد الكمالات التي يجب أن يكون لها شيء بعد شيء لا تجتمع كلها دفعة واحدة (٨) ، ولا تبقى أيضا دائما إلا ما كان من كمالاتها التي في جوهرها وصورتها ، فهو لا (٩) يفارق ما بالقوة وإن كان فيه مبدأ يخرج (١٠) قوته إلى الفعل ، كما تعلم هذا بعد. وأما الناقص فهو مثل هذه الأشياء التي في الكون والفساد.

ولفظ (١١) التمام ولفظ الكل ولفظ الجميع تكاد أن تكون متقاربة الدلالة. لكن التمام (١٢) ليس من شرطه أن يحيط بكثرة بالقوة أو بالفعل. وأما الكل فيجب أن يكون لكثرة (١٣) بالقوة أو بالفعل ، بل الوحدة في كثير من الأشياء هو الوجود الذي ينبغي له (١٤). وأما التمام في الأشياء ذوات المقادير والأعداد فيشبه أن يكون هو بعينه الكل في الموضوع. فالشيء « تام » من حيث إنه لم يبق شيء خارجا عنه وهو « كل » لأن ما يحتاج إليه حاصل فيه فهو بالقياس إلى الكثرة الموجودة المحصورة فيه « كل » وبالقياس إلى ما لم يبق (١٥) خارجا وعنه « تام ».

__________________

(١) التمام : التمام م

(٢) لعقل : للعقل ب ، ح ، ص ، ط ، م

(٣) الذي : التي ص ، ط

(٤) لا يخالطه : لا مخالطة م

(٥) ولا ينتظر : ولا ينتظر د

(٦) كل : كان ب ، ج ، د ، م

(٧) لها : بها ج

(٨) واحدة : واحدا ط. (٩) فهولا : فلا ط

(١٠) يخرج : لحرج د. (١١) ولفظ : فلفظ د

(١٢) ولفظ الكل ... التمام : ساقطة من م

(١٣) لكثرة : الكثرة د ؛ للكثرة ص

(١٤) له : ساقطة من ط. (١٥) يبق : + شىء د ، م.

١٨٩

ثم قد اختلف في لفظي الكل والجميع (١) على اعتباريهما ، فتارة يقولون : إن الكل يقال للمتصل والمنفصل ، والجميع لا يقال إلا للمنفصل ، وتارة يقولون (٢) : إن الجميع يقال خاصة لما ليس لوضعه اختلاف والكل لما (٣) لوضعه (٤) اختلاف (٥) ، ويقال : « كل » « وجميع » معا لما يكون له الحالان جميعا.

وأنت تعلم أن هذه الألفاظ يجب أن تستعمل على ما يقع عليه الاصطلاح والأحرى من وجه أن يقال : « كل » لما كان فيه انفصال حتى يكون له جزء فإن الكل يقال بالقياس إلى الجزء ، والجميع أيضا يجب أن يكون كذلك (٦). فإن الجميع من الجمع ، والجمع (٧) إنما يكون لآحاد (٨) بالفعل أو وحدات بالفعل ، لكن الاستعمال قد أطلقه على ما كان أيضا جزؤه (٩) وواحده (١٠) بالقوة. فكان (١١) الكل يعتبر فيه أن يكون (١٢) في الأصل بإزاء الجزء ، والجميع بإزاء الواحد ، كان الكل يعتبر فيه أن يكون له ما بعده ، وإن لم يلتفت إلى وحدته ، وكان (١٣) الجميع يعتبر فيه أن يكون فيه آحاد وإن لم (١٤) يلتفت إلى عده.

وكان (١٥) هذا القول كله (١٦) من الفضل ، فإن الاصطلاح أجراهما (١٧) بعد ذلك مجرى واحدا حتى (١٨) صار أيضا يقال الكل والجميع في غير (١٩) ذوات الكمية ، إذ (٢٠) كان لها (٢١) أن تتكمم بالعرض كالبياض كله والسواد كله (٢٢) ، أو كان لها (٢٣) أن تشتد وتضعف كالحرارة كلها والقوة كلها. ويقال للمركب من أشياء تختلف كالحيوان « كل » إذ هو من (٢٤) نفس وبدن.

__________________

(١) والجميع : والجمع د. (٢) أن ... يقولون : ساقطة من م

(٣) والكل لما : والكل ما د. (٤) لوضعه : لموضعه د.

(٥) اختلاف : ساقطة من ص ، ط ، م (٦) كذلك : كل ط

(٧) الجمع والجمع : الجميع والجميع د

(٨) لآحاد : من آحاد د. (٩) جزؤه : جزء ط

(١٠) وواحده : واحده د ؛ ووحداته هامش ص

(١١) فكأن : وكأن د. (١٢) يعتبر فيه أن يكون : ساقطة من ج ، ط ، ص ، م

(١٣) كأن : فكأن من ج. (١٤) لم : ساقطة من د. (١٥) وكأن : ساقطة من ج

(١٦) كله : كل د. (١٧) أجراهما : أجراها د

(١٨) حتى : وحتى ب ، ص ، ط. (١٩) غير : غيره د. (٢٠) إذ : إذا د

(٢١) لها : لهما ص ، ط. (٢٢) كله والسواد كله : كلية والسواد كلية د

(٢٣) لها : لهما ط ، م. (٢٤) من : ساقطة من ج ، م.

١٩٠

وأما الجزء فإنه تارة يقال (١) لما يعد وتارة لما يكون شيئا من الشيء وله غيره معه وإن كان لا يعده (٢) ، وربما خص (٣) هذا باسم البعض.

ومن الجزء ما (٤) ينقسم إليه الشيء لا في الكم ، بل في الوجود ، مثل النفس والبدن للحيوان ، والهيولى والصورة للمركب ، وبالجملة ما يتركب منه المركب لمختلف المبادي (٥).

__________________

(١) يقال : ساقطة من ب.

(٢) لا يعده : لا يعدد خص : خصص ط.

(٣) خص : خصص ط.

(٤) ما : وماد.

(٥) المبادئ البادى د ، + لا في الكم ص ، ط.

١٩١
١٩٢

المقالة الخامسة (١)

وفيها تسعة فصول (٢)

__________________

(١) الخامسة : + من جملة الرابعة من الكتاب م.

(٢) تسعة فصول : وفيها ثمانية فصول ص ، من ح ، د ، ص ، ط.

١٩٣
١٩٤

[ الفصل الأول ]

( ا ) فصل

في الأمور العامة وكيفية (١) وجودها

وبالحري أن نتكلم الآن في الكلي والجزئي ، فإنه مناسب أيضا لما فرغنا منه ، وهو من الأعراض الخاصة بالوجود ، فنقول : إن الكلي قد يقال على وجوه ثلاثة : فيقال كلي للمعنى من جهة أنه مقول بالفعل على كثيرين (٢) ، مثل الإنسان. ويقال كلي للمعنى إذا كان جائزا أن يحمل على كثيرين (٣) وإن لم يشترط أنهم موجودون بالفعل ، مثل معنى البيت المسبع (٤) ، فإنه (٥) كلي من حيث إن (٦) من (٧) طبيعته (٨) أن يقال على كثيرين (٩) ، ولكن ليس يجب أن يكون أولئك الكثيرين لا محالة موجودين بل ولا الواحد منهم.

ويقال كلي للمعنى الذي لا مانع من تصوره أن يقال على كثيرين (١٠) ، إنما يمنع منه إن منع سبب ويدل عليه دليل ، مثل الشمس والأرض ، فإنها (١١) من حيث تعقل شمسا وأرضا لا يمنع الذهن عن أن يجوز أن (١٢) معناه يوجد في كثير ، إلا أن يأتيه (١٣) دليل أو حجة يعرف به (١٤) أن هذا ممتنع (١٥). ويكون ذلك ممتنعا بسبب من خارج لا لنفس تصوره.

__________________

(١) وكيفية : وكيف ب ، د ، م

(٢) كثيرين كثير ب ، ج ، د ، ط ، م

(٣) كثيرين : كثير ب ، د

(٤) المسبع : المسبع ج

(٥) فإنه : + كان ج

(٦) أن ( الأولى ) : ساقطة من ب ، ج ، د ، ص ، م

(٧) من : هى د ؛ ساقطة من ص

(٨) طبيعته : طبيعة د

(٩) كثيرين : كثير ب ، ج ، ط ، م

(١٠) كثيرين : الكثيرين ط

(١١) فإنها : فإنهما ج ، د ، ص ، ط

(١٢) يجوز أن : يجوز د

(١٣) يأتيه : يأتيك ط

(١٤) به : ساقطة من ط. (١٥) ممتنع : الممتنع د.

١٩٥

وقد يمكن أن يجمع (١) هذا كله في أن هذا الكلي هو الذي لا يمنع نفس تصوره عن أن يقال على كثيرين. ويجب أن يكون الكلي المستعمل في المنطق وما أشبهه (٢) هو هذا.

وأما الجزئي المفرد فهو الذي نفس تصوره يمنع أن يقال معناه على كثيرين (٣) كذات زيد (٤) هذا المشار إليه ، فإنه مستحيل (٥) أن تتوهم إلا له وحده.

فالكلي من حيث هو كلي (٦) شيء ، و « من حيث هو شيء تلحقه الكلية » شيء. فالكلي من حيث هو كلي هو ما يدل عليه أحد هذه الحدود ، فإذا كان ذلك إنسانا أو فرسا فهناك معنى آخر (٧) غير معنى الكلية وهو الفرسية. فإن حد الفرسية ليس حد الكلية ، ولا الكلية داخلة في حد الفرسية ، فإن الفرسية لها حد لا يفتقر (٨) إلى حد (٩) الكلية لكن تعرض له (١٠) الكلية. فإنه في نفسه ليس شيء من الأشياء البتة إلا الفرسية ، فإنه في نفسه لا واحد ولا كثير ولا موجود (١١) في الأعيان ولا في النفس ولا في شيء (١٢) من (١٣) ذلك بالقوة (١٤) ولا بالفعل على أن يكون (١٥) داخلا في الفرسية ، بل من حيث هو فرسية (١٦) فقط. بل الواحدية صفة تقترن (١٧) إلى الفرسية ، فتكون الفرسية مع (١٨) تلك الصفة واحدة.

كذلك للفرسية (١٩) مع تلك الصفة صفات أخرى كثيرة داخلة عليها ، فالفرسية ـ بشرط أنها تطابق بحدها (٢٠) أشياء كثيرة ـ تكون عامة ، ولأنها مأخوذة بخواص وأعراض مشار إليها تكون خاصة. فالفرسية في نفسها فرسية فقط.

__________________

(١) يجمع : يجعل د. (٢) وما أشبهه : وما أشبه ج ، د ، ط

(٣) كثيرين : كثير ب ج ، د ، م. (٤) زيد : + هو د. (٥) مستحيل : يستحيل ط

(٦) كلى : كل ط ، م. (٧) آخر : ساقطة من ط.

(٨) لا يفتقر : لا يقتصر ط

(٩) حد ( الثالثة ) : ساقطة من ب ، ج ، ص ، ط ، م

(١٠) له : لها د. (١١) موجود : + لا د

(١٢) ولا فى شىء : ولا شىء ب ، ج ، د ، ص

(١٣) من : فى د. (١٤) بالقوة : القوة ط

(١٥) يكون : + ذلك د ، ص ، م

(١٦) من حيث هو فرسية : هى من حيث هى فرسية ج ، د ؛ هى من حيث فرسية ص ، ط ، م

(١٧) تقترن : تقترب ط. (١٨) فتكون الفرسية مع : فتكون مع ط

(١٩) كذلك للفرسية : ولذلك الفرسية د

(٢٠) بحدها : حدها ج ، ص ، م.

١٩٦

فإن سئلنا (١) عن الفرسية لطرفي (٢) النقيض ، مثلا (٣) : هل الفرسية ألف (٤) أم (٥) ليس بألف (٦)؟ لم يكن (٧) الجواب إلا السلب لأي (٨) شيء كان. ليس على أن السلب بعد « من حيث » ، بل (٩) على أنه قبل « من حيث ». أي ليس يجب أن يقال : إن الفرسية من حيث هي فرسية (١٠) ليست بألف ، بل ليست من حيث هي فرسية بألف ولا شيء من الأشياء.

فإن كان طرفا المسألة عن موجبتين (١١) لا يخلو منهما شيء ، لم يلزم أن نجيب عنهما البتة. وبهذا يفترق (١٢) حكم الموجبة والسالبة (١٣) والموجبتين اللتين في قوة النقيضين (١٤). وذلك لأن (١٥) الموجب منهما الذي هو لازم للسالب معناه أنه (١٦) إذا لم يكن الشيء موصوفا بذلك الموجب الآخر (١٧) كان موصوفا بهذا الموجب (١٨) ، وليس إذا كان موصوفا به كان (١٩) ماهيته (٢٠) هو ، فإنه ليس إذا كان الإنسان واحدا أو أبيض كانت (٢١) هوية الإنسانية (٢٢) هي (٢٣) هوية الوحدة أو البياض ، أو كانت (٢٤) هوية (٢٥) الإنسانية (٢٦) هي هوية الواحد (٢٧) أو الأبيض.

فإذا جعلنا الموضوع في المسألة هوية الإنسانية (٢٨) من حيث هي إنسانية كشيء واحد ، وسئل عن طرفي النقيض ، فقيل : أواحد هو أم كثير؟ لم يلزم أن يجاب

__________________

(١) سئلنا : سألنا د. (٢) بطر؟ فى : لطرفى ط

(٣) مثلا : ساقطة من د ، م. (٤) ألف : ألفا ط

(٥) أم : أو ب ، ج ، ط. (٦) بألف : ألفا ط ؛ ساقطة من ب ، د

(٧) يكن : ساقطة من د. (٨) لأى : أى ب ، د ، م

(٩) من حيث بل : ساقطة من ط. (١٠) فرسية ( الأولى ) : + هى م

(١١) موجبتين : موجبين ط. (١٢) وبهذا .... النقيضين : ساقطة من م

(١٣) يفترق : يفرق د ، ص ، ط. (١٤) الموجبة والسالبة : الموجب والسالب ب ، ج ، د ، ص

(١٥) لأن : أن ب ، د ، م. (١٦) أنه ساقطة من ط

(١٧) الآخر : ساقطة من ط. (١٨) بهذا الموجب : + الآخر ط

(١٩) كان كان : كان ص ، ط. (٢٠) ماهيته : ماهية ج ، ط

(٢١) كانت : كان ب ، ج ، ط. (٢٢) الإنسانية ( الأولى ) : الانسان ص ، ط ، م

(٢٣) هى : ساقطة من ط. (٢٤) كانت : كان ب ، ج ، م

(٢٥) « الوحدة .... هوية » : ساقطة من ط

(٢٦) هوية الإنسانية : هوية الإنسان ج ، م

(٢٧) هى هوية الواحد : هو هوية الواحد ب ، ج ، م

(٢٨) الإنسانية : الإنسان ط.

١٩٧

لأنها من حيث هي (١) هوية الإنسانية (٢) شيء (٣) غير كل واحد منهما ، ولا يوجد في حد (٤) ذلك الشيء إلا الإنسانية فقط.

وأما أنه هل يوصف بأنه واحد أو كثير على أنه وصف يلحقه من خارج (٥) ، فلا محالة أنه يوصف بذلك ، ولكن لا يكون هو ذلك الموصوف من حيث هو (٦) إنسانية فقط (٧) ، فلا يكون من حيث هو إنسانية (٨) هو كثيرا بل إنما يكون كأن ذلك شيء (٩) يلحقه من خارج.

فإذا كان (١٠) نظرنا إليه من حيث هو إنسانية فقط ، فلا يجب أن نشوبه بنظر إلى شيء من خارج يجعل النظر نظرين : نظر إليه بما هو هو (١١) ، ونظر (١٢) إلى لواحقه. ومن حيث النظر الواحد الأول لا يكون إلا الإنسانية (١٣) فقط ، فلهذا إن قال قائل : إن الإنسانية التي في زيد من حيث هي إنسانية هل هي غير التي في عمرو؟ فيلزم أن يقول : لا. وليس يلزم من (١٤) تسليمه هذا أن يقول : فإذن تلك وهي (١٥) (١٦) واحدة بالعدد ، لأن هذا كان سلبا مطلقا ، وعنينا بهذا السلب أن تلك الإنسانية من حيث هي (١٧) إنسانية هي إنسانية فقط ، وكونها غير التي في عمرو شيء من خارج. فإنه إن (١٨) لم يكن ذلك خارجا عن الإنسانية لزم أن تكون الإنسانية (١٩) من حيث هي إنسانية (٢٠) ألفا مثلا أو ليست (٢١) بألف ، وقد أبطلنا ذلك (٢٢) ، وإنما أخذنا (٢٣) الإنسانية (٢٤) من حيث هي إنسانية فقط (٢٥).

__________________

(١) هى : ساقطة من ب ، ج ، د ، ص. (٢) الإنسانية : الإنسان ص ، ط

(٣) شىء : + هى د. (٤) حد : ساقطة من د

(٥) من خارج : ساقطة من م. (٦) من حيث هو : من حيث هى م

(٧) فقط : ساقطة من ب ، ج ، م. (٨) فقط .... إنسانية : ساقطة من د

(٩) شىء : الشىء م. (١٠) كان : ساقطة من ط

(١١) هو هو : هو ص ، م. (١٢) ونظر : ونظرا ص ، م

(١٣) إلا الإنسانية : إلا إنسانية ط ؛ الإنسانية م

(١٤) من : ساقطة من م. (١٥) تلك وهى : ساقطة من م

(١٦) وهى : وهذه ص. (١٧) هى : ساقطة من ج

(١٨) إن : وإن ج. (١٩) لزم أن تكون الإنسانية : ساقطة من د

(٢٠) إنسانية : + كان د. (٢١) أو ليست : وليس ب ، ج ، د ، ط

(٢٣) أخذنا : أخذت ب. (٢٤) الإنسانية : إنسانية. ب ، د ، ط ، م

(٢٢) فإنه إن ... ذلك ساقطة من م. (٢٥) فقط : ساقطة من د ، م.

١٩٨

على أنه إذا قيل : الإنسانية التي في زيد من حيث هي إنسانية (١) يكون قد جعلها (٢) اعتبارا (٣) من حيث هي إنسانية ، ساقطا عنها أنها في زيد (٤) وأنها التي في زيد ، وإلا فتكون (٥) قد أخذنا (٦) الإنسانية على أنها في زيد ، فإنا قد (٧) جردناها (٨) وتكلمنا على أنا (٩) نلتفت (١٠) إليها وهي إنسانية (١١). ثم لا يخلو إما أن نرجع الكناية التي في أنها إلى الإنسانية التي في زيد ، فيكون هذا محالا من القول ، فإنه لا تجتمع (١٢) أن تكون (١٣) إنسانية في زيد وهي (١٤) باعتبار أنها إنسانية فقط (١٥). وإن (١٦) رجعت إلى الإنسانية فقط (١٧) فذكر زيد لغوا إلا أن تعنى أن (١٨) الإنسانية التي عرض لها من خارج أن كانت (١٩) في زيد وقد أسقطنا عنها أنها في زيد ، فهل هي هكذا؟ وهذا أيضا فيه اعتبار غير الإنسانية.

فإن سألنا سائل وقال : ألستم (٢٠) تجيبون وتقولون (٢١) : إنها ليست كذا وكذا ، وكونها ليست كذا وكذا غير كونها إنسانية بما هي إنسانية. فنقول : إنا (٢٢) لا نجيب بأنها (٢٣) من ، حيث هي إنسانية ، ليست (٢٤) كذا ، بل نجيب أنها ليست من حيث إنسانية كذا (٢٥) ، وقد علم (٢٦) الفرق بينهما في المنطق.

وهاهنا شيء آخر وهو أن الموضوع في مثل هذه المسائل يكاد يرجع إلى الإهمال إذا لم تعلق بحصر ولا يكون عنها جواب ، اللهم إلا أن تجعل (٢٧) تلك

__________________

(١) على ... إنسانية : ساقطة من م. (٢) جعلها : جعلنا طا ؛ + لها بخ

(٣) اعتبارا : اعتبار ج ، ص. (٤) زيد : عمرو طا

(٥) فنكون : نكون م. (٦) أخذنا : أخذ م

(٧) فإنا قد : فإذا ج ، د ، ص ، ط ؛ ساقطة من م. (٨) جردناها : جردنا ص ، ط

(٩) أنا : أنها د ، م. (١٠) نلتفت : لا نلتفت د ، ط. (١١) إنسانية : + فقط فلا يخلو ما جردنا جردنا وقد تكلمنا على أن لا نلتفت إليها وهى إنسانية ج ؛ + فقط ص

(١٢) لا تجتمع : لا يجمع م .. (١٣) لا تجتمع أن تكون : لا يكون أن تجتمع د

(١٤) وهى : فهى م. (١٥) فقط : وإلا ج. (١٦) وإن : فإن ج ، ط

(١٧) فقط : ساقطة من م. (١٨) تعنى أن : يعنى م

(١٩) أن كانت : إن كان د. (٢٠) ألستم : ساقطة من ط

(٢١) وتقولون : فتقولون ج ، ص ، م

(٢٢) إنا : ساقطة من د

(٢٣) بأنها ؛ أنها ب ، ص ، ط

(٢٤) ليست : ليس ب ، ج ، ص ، ط

(٢٥) بل ... كذا : ساقطة من ب

(٢٦) علم : علمتم ب ؛ عرف ط. (٢٧) تجعل : نرجع ط.

١٩٩

الإنسانية كأنها (١) مشار (٢) إليها أو (٣) لا كثرة فيها. فحينئذ لا يكون قولنا : « من حيث هي إنسانية » جزءا من الموضوع ، لأنه لا يصلح أن يقال : إن الإنسانية التي هي من حيث هي إنسانية إلا وقد عادت مهملة. فإن (٤) قيل (٥) : تلك الإنسانية التي هي من حيث هي إنسانية ، يكون قد وقع إليها (٦) الإشارة فزادت على الإنسانية.

ثم إن (٧) ساهلنا (٨) في ذلك فيكون الطرفان من المسألة مسلوبين عنها ، ولم يجب أن يكون واحدا أو كثيرا هو هو أو غير (٩) إلا على معنى أنه (١٠) لا بد له أن يكون هو هو أو غير. فحينئذ نقول : لا بد لها من أن تصير غيرا بالأعراض التي معها ، إذ لا توجد البتة إلا مع الأعراض (١١). وحينئذ لا تكون مأخوذة من حيث هي إنسانية فقط ، فإذ ليست إنسانية (١٢) عمرو فهي غير إنسانية بالأعراض ، فيكون لهذه الأعراض تأثير في شخص زيد بأنه مجموع الإنسان (١٣) أو الإنسانية وأعراض (١٤) لازمة كأنها أجزاء منه ، وتأثير (١٥) في الإنسان أو الإنسانية (١٦) (١٧) بأنها منسوبة إليه (١٨).

ونعود من رأس ونجمع هذا ونخبر عنه بعبارة أخرى كالمذكر لما سلف من قولنا ، فنقول : إن هاهنا (١٩) شيئا محسوسا هو الحيوان أو الإنسان مع مادة وعوارض ، وهذا هو الإنسان الطبيعي. وهاهنا (٢٠) شيء هو الحيوان أو الإنسان (٢١) منظورا إلى ذاته بما هو هو ، غير مأخوذ معه ما خالطه ، وغير مشترط (٢٢) فيه شرط (٢٣) أنه عام أو خاص

__________________

(١) كأنها : كلها ط. (٢) مشار : شيئان م

(٣) أو : إذ ج ، ص ، ط ، م

(٤) فإن : وإن ط ، م

(٥) قيل : + إن ص ، ط

(٦) إليها : عليها ص ، ط ؛ إليها م

(٧) ثم إن : وإن م

(٨) ساهلنا : تساهلنا م

(٩) أو غير : وغير م. (١٠) أنه : أنها ص ، ط

(١١) الأعراض : أعراض ج ، ص ، م. (١٢) إنسانيته : إنسانية ص ، ط ، م

(١٣) الإنسان : ساقطة من د ؛ الإنسانية ص ، ط. (١٤) وأعراض : أعراض ط

(١٥) وتأثير : وتأثيره ج. (١٦) أو الإنسانية : الإنسانية ص ، ط

(١٧) وأعراض .... أو الإنسانية : ساقطة من م. (١٨) إليه : إليها د ، ص.

(١٩) هاهنا : ساقطة من ط. (٢٠) وهاهنا : وهى ط

(٢١) أو الإنسان : والإنسان د ، م. (٢٢) مشترط : مشروط د

(٢٣) شرط : ساقطة من ط.

٢٠٠