مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل11%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 510

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 510 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 281169 / تحميل: 5842
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

بالباب فقال لي: استأذن لي، فلم آذن له. وفي رواية: انه قال ذلك ثلاثاً، فدخل بغير إذني، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما الذي أبطأ بك يا علي؟ فقال: يا رسول الله، جئت لأدخل فحجبني أنس. فقال: يا أنس لِمَ حجبته؟ فقال: يا رسول الله، لما سمعت الدعوة أحببت أن يجئ رجل من قومي فتكون له. فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تضر الرجل محبة قومه ما لم يبغض سواهم »(١) .

ترجمته:

كحّالة : « فقيه، أُصولي، أديب، ناثر، ناظم، مؤرّخ، مشارك في أنواعٍ من العلوم، من مؤلَّفاته الكثيرة »(٢) .

(١٣٤)

رواية بهجت افندي

المتوفى سنة: ١٣٥٠.

رواه في ( تاريخ آل محمّد: ٣٨ ) وترجمه إلى الفارسية وأوضح مدلوله ومعناه.

(١٣٥)

رواية منصور ناصف

وهو: الشيخ منصور علي ناصف، المتوفى بعد سنة: ١٣٧١، من علماء الأزهر.

____________________

(١). تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٤٤٣.

(٢). معجم المؤلفين ٥ / ٢٨٣.

١٠١

قال:

« عن أنس -رضي‌الله‌عنه - قال: كان عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. فجاء علي فأكل معه ».

وقال بشرحه:

« فيه: إنّ عليّاً -رضي‌الله‌عنه - أحبّ الخلق إلى الله تعالى »(١) .

ترجمته:

ويكفي للوقوف على شخصية الرّجل العلمية ومزايا كتابه المذكور النظرُ في التقاريظ الصادرة عن علماء عصره والمطبوعة في مقدمة كتابه، فلاحظ.

١٠٢

تفنيد مزاعم

الكابلي والدهلوي حول

سند حديث الطّير

١٠٣

١٠٤

قوله:

« الحديث الرّابع ما رواه أنس: إنّه كان عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر قد طبخ له أو أُهدي إليه، فقال: اللّهم ائتني بأحبّ الناس إليك يأكل معي من هذا الطير. فجاءه علي ».

تصرّفات ( الدهلوي ) في الحديث وتلبيساته لدى نقله

أقول:

( للدهلوي ) هنا تسويلات وتعسّفات نشير إليها:

(١) من الواضح جدّاً أنّ علماء الإماميّة، كالشيخ المفيد، وابن شهر آشوب وأمثالهما، يثبتون تواتر هذا الحديث، ولهم في ذلك بيانات وتقريرات. فكان على ( الدهلوي ) أن يشير إلى تواتر هذا الحديث - ولو عن الإِمامية، ولو مع تعقيبه بالردّ - لكنّ إعراضه عن ذكر ذلك ليس إلّا لتخديع عوام أهل نحلته، كيلا يخطر ببال أحدٍ منهم، ولا يطرق آذانهم تواتر هذا الحديث، حتّى نقلاً عن الإِماميّة.

١٠٥

لكن ثبوت تواتره - حسب إفادات أئمة أهل السنّة - بل قطعيّة صدوره ومساواته للآية القرآنية في القطعية - حسب إفادة ( الدهلوي ) نفسه، كما عرفت ذلك كلّه - يكشف النّقاب عن تسويل ( الدهلوي ) وتلبيسه والله يحق الحقّ بكلماته.

(٢) إنّ قوله: « ما رواه أنس » تخديع وتلبيس آخر، إنّه يريد - لفرط عناده وتعصّبه - إيهام أنّ رواية هذا الحديث منحصرة في أنس بن مالك، وأنّه لم يرو عن غيره من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

لكن قد عرفت أنّ رواة هذا الحديث يروونه عن عدّة من الصحابة عن الرسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهم:

١ - أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٢ - أنس بن مالك.

٣ - عبد الله بن العباس.

٤ - أبو سعيد الخدري.

٥ - سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٦ - سعد بن أبي وقاص.

٧ - عمرو بن العاص.

٨ - أبو الطفيل عامر بن واثلة.

٩ - يعلى بن مرّة.

ولا يتوّهم: لعلّ ( الدهلوي ) إنّما نسبه إلى أنس بن مالك فحسب، لانتهاء طرق أكثر الرّوايات إليه، وليس مراده حصر روايته فيه.

لأنّ صريح عبارته في فتواه المنقولة سابقاً أنّ مدار حديث الطير بجميع طرقه ووجوهه على أنس بن مالك فحسب

(٣) إنّه بالإِضافة إلى ما تقدّم كتم كثرة طرق هذا الحديث ووجوهه عن أنس.

١٠٦

(٤) إنّه - بالإِضافة إلى كلّ ما ذكر - لم يذكر لفظاً كاملاً من ألفاظ الخبر عن أنس بن مالك، المتقدمة في أسانيد الحديث.

(٥) إنّه قد ارتكب القطع والتغيير في نفس هذا اللّفظ الذي ذكره بحيث أنّا لم نجد في كتاب من كتب الفريقين رواية حديث الطير بهذا اللّفظ بل إنّ لفظه لا يطابق حتى لفظ الكابلي المنتحل منه كتابه وهذه عبارة الكابلي كاملةً:

« الرابع: ما رواه أنس بن مالك: إنّه كان عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر قد طبخ له فقال: اللّهم ائتني بأحبّ الناس إليك يأكل معي. فجاء علي، فأكله معه.

وهو باطل، لأنّ الخبر موضوع، قال الشيخ العلّامة إمام أهل الحديث شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن أحمد الدمشقي الذهبي في تلخيصه: لقد كنت زمناً طويلاً أظنّ أنّ حديث الطير لم يحسن الحاكم أن يودعه في مستدركه، فلمـّا علّقت هذا الكتاب رأيت القول من الموضوعات التي فيه.

وممّن صرّح بوضعه الحافظ شمس الدين الجزري.

ولأنّه ليس بناص على المدّعى، فإنّ أحبّ الخلق إلى الله تعالى لا يجب أنْ يكون صاحب الزعامة الكبرى كأكثر الرسل والأنبياء.

ولأنّه يحتمل أن يكون الخلفاء غير حاضرين في المدينة حينئذٍ، والكلام يشمل الحاضرين فيها دون غيرهم، ودون إثبات حضورهم خرط قتاد هوبر.

ولأنّه يحتمل أن يكون المراد بمن هو من أحبّ الناس إليك كما في قولهم فلان أعقل الناس وأفضلهم. أي من أعقل وأفضلهم.

ولأنّه اختلف الروايات في الطير المشوي، ففي رواية هو النحام، وفي رواية إنّه الحبارى، وفي أُخرى إنّه الحجل.

ولأنّه لا يقاوم الأخبار الصحاح لو فرضت دلالته على المدّعى ».

فقد أضاف ( الدهلوي ) جملة « أو أهدي إليه ». ونقص جملة « فأكله معه »

١٠٧

بتغيير « فجاء علي » إلى « فجاءه علي ».

ثمّ إنّ ( الدهلوي ) وضع - تبعاً للكابلي - كلمة « أحبّ الناس » في مكان « أحبّ الخلق» فلماذا هذا التبديل والتغيير منهما؟ والحال أنّه لم يرد لفظ « أحبّ الناس » في طريقٍ من طرق حديث الطّير، لا عند السابقين ولا اللّاحقين من أهل السنّة وتلك ألفاظهم قد تقدمت في قسم السّند كما لا تجده في لفظٍ من ألفاظ الإِماميّة في شيء من موارد استدلالهم بحديث الطّير على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام وخلافته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !

ولعمري، إنّ مثل هذه التبديلات والتصرّفات والتحريفات، لا يليق بمثل ( الدهلوي ) عمدة الكبار، بل هو دأب المحرّفين الأغمار، وديدن المسوّلين الأشرار والله الصائن الواقي عن العثار.

اختلاف الرّوايات في الطير غير قادح في الحديث

قوله:

« واختلفت الرّوايات في الطير المشوي، ففي رواية إنّه النحام، وفي رواية إنّه حبارى، وفي رواية إنّه حجل ».

أقول:

لا أدري ما ذا يقصد ( الدهلوي ) من ذكر اختلاف الروايات في الطير المشوي!! إنْ أراد أن ذلك موجود في كلمات علماء الإِماميّة، فهو محض الكذب والإِفتراء. وإنْ أراد إفهام كثرة تتّبعه في الحديث وإحاطته بألفاظ هذا الحديث بالخصوص، فهذا يفتح عليه باب اللّوم والتعيير، لأنّ معنى ذلك أنّه قد وقف على الطرق الكثيرة والألفاظ العديدة لهذا الحديث، ثمّ أعرض عن

١٠٨

جميعها، عناداً للحقّ وأهله. وإنْ كان ذكر هذا الإِختلاف عبثاً، فهذا يخالف شأنه، لا سيّما في هذا الكتاب الموضوع على الاختصار والإِيجاز، كما يدّعي أولياؤه.

لكنّ الحقيقة، إنّه قد أخذ هذا المطلب من الكابلي، كغيره ممّا جاء به، فقد عرفت قول الكابلي: « ولأنّه اختلفت الرّوايات في الطير المشوي، ففي رواية هو النحام، و في رواية إنّه الحبارى، و في أخرى إنّه الحجل ».

غير أنّ الكابلي ذكر هذا الاختلاف في وجوه الإِبطال بزعمه، وكأن ( الدهلوي ) استحيى من أن يورده في ذاك المقام، وإن لم يمكنه كف نفسه فيعرض عنه رأساً.

مجرّد اختلاف الأخبار لا يجوّز تكذيب أصل الخبر

وعلى كلّ حالٍ، فإنّ الإِستناد إلى إختلاف الروايات في « الطير المشوّي »، لأجل القدح والطعن في أصل الحديث، جهل بطريقة علماء الحديث أو تجاهل عنها، فإنّهم في مثل هذا المورد لا يكذّبون الحديث من أصله، ولا ينفون الواقعة التي أخبرت عنها تلك الأخبار، بل إنّهم يجمعون بينها بطرقٍ شتى، منها الحمل على تعدّد الواقعة هذا الطريق الّذي على أساسه الجمع بين الروايات المختلفة في واقعة حديث الطير

ولا بأس بذكر بعض موارد الجمع على هذا الطريق في كتب الحديث:

قال الحافظ ابن حجر - بعد ذكر الأحاديث المختلفة في رمي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجوه الكفّار يوم حنين، حيث جاء في بعضها: أنّه رماهم بالحصى، وفي آخر: بالتراب، وفي ثالث: أنّه نزل عن بغلته وتناول بنفسه، وفي رابع: أنّه طلب الحصى أو التراب من غيره. واختلفت في المناول، ففي بعضها: إنّه ابن مسعود، وفي آخر: إنّه أمير المؤمنين علي عليه

١٠٩

السلام - قال ابن حجر:

« ويجمع بين هذه الأحاديث: إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أولاً قال لصاحبه: ناولني، فناوله، فرماهم. ثمّ نزل عن البغلة فأخذه بيده فرماهم أيضاً، فيحتمل: أنه الحصى في إحدى المرتين، وفي الأخرى التراب. والله أعلم »(١) .

وقال الحافظ ابن حجر بشرح قول البرّاء بن عازب: « وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء »، وهو الحديث الثاني في باب غزوة حنين عند البخاري:

« وفي حديث العباس عند مسلم: شهدت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم حنين، فلزمته أنا وأبو سفيان بن الحارث، فلم نفارقه. الحديث. وفيه: ولّى المسلمون مدبرين، فطفق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يركض بغلته قبل الكفّار. قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكفّها إرادة أنْ لا يسرع، وأبو سفيان آخذ بركابه ».

قال ابن حجر: « ويمكن الجمع: بأنّ أبا سفيان أخذ أوّلاً بزمامها، فلمـّا ركّضها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى جهة المشركين خشي العباس، فأخذ بلجام البغلة يكفّها، وأخذ أبو سفيان بالركاب وترك اللجام للعباس إجلالا له، لأنّه كان عمه »(٢) .

وقال شهاب الدين القسطلاني(٣) بشرح قول البّراء: « ولقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على بغلته البيضاء » وهو الحديث الرابع في باب غزوة حنين عند البخاري. قال:

« عند مسلم من حديث سلمة: على بغلته الشهباء. وعند ابن

____________________

(١). فتح الباري - شرح صحيح البخاري ٨ / ٢٦.

(٢). فتح الباري - شرح صحيح البخاري ٨ / ٢٤.

(٣). وهو: أحمد بن محمد، المتوفّى سنة: ٩٢٣، الضوء اللّامع ٢ / ١٠٣.

١١٠

سعد ومن تبعه: على بغلته دلدل. قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر، لأنّ دلدل أهداها له المقوقس، يعني لأنّه ثبت في صحيح مسلم من حديث العباس: وكان على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي. قال القطب الحلبي: فيحتمل أن يكون يومئذٍ ركب كلّا من البغلتين إن ثبت أنها كانت صحبته، وإلّا فما في الصحيح أصح »(١) .

وقال الشّامي(٢) : « السابع - البغلة البيضاء. وفي مسلم عن سلمة بن الأكوع: الشهباء التي كان عليها يومئذٍ أهداها له فَروة - بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الواو وبالتاء - ابن نفاثة - بنون مضمومة ففاء مخففة فألف فثاء مثلثة. ووقع في بعض الروايات عند مسلم فروة بن نعامة - بالعين والميم - والصحيح المعروف الأوّل.

ووقع عند ابن سعد وتبعه جماعة ممّن ألّف في المغازي: إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان على بغلته دلدل. وفيه نظر، لأنّ دلدل أهداها له المقوقس.

قال القطب: يحتمل أن يكون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ركب يومئذٍ كلا من البغلتين، وإلّا فما في الصحيح أصّح »(٣) .

وقال القسطلاني: « حدّثني بالإِفراد عمرو بن علي - بفتح العين وسكون الميم - ابن بحر أبو حفص الباهلي البصري الصيرفي قال: حدّثنا أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد قال: حدّثنا سفيان الثوري قال: حدّثنا أبو صخرة جامع بن شداد - بالمعجمة وتشديد الدال المهملة الاُولى - المحاربي قال: حدّثنا صفوان بن محرز - بضم الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء بعدها زاء - المازني: قال: حدّثنا عمران بن حصين قال:

____________________

(١). إرشاد الساري - شرح صحيح البخاري ٦ / ٤٠٣.

(٢). محمد بن يوسف الصالحي، المتوفّى سنة: ٩٤٢، شذرات الذهب ٨ / ٢٥٠، كشف الظنون ٢ / ٩٧٨.

(٣). سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٥ / ٣٤٩.

١١١

جاء بنو تميم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لهم: ابشروا - بهمزة قطع - بالجنّة يا بني تميم قالوا: أمّا إذا بشّرتنا فأعطنا من المال، فتغيّر وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجاء ناس من أهل اليمن - وهم الأشعريون - فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهم: إقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا: قد قبلناها يا رسول الله كذا ورد هذا الحديث هنا مختصراً، وسبق تاماً في بدء الخلق، ومراده منه هنا قوله: فجاء ناس من أهل اليمن.

قال في الفتح: واستشكل بأنّ قدوم وفد بني تميم كان سنة تسع، وقدوم الأشعريين كان قبل ذلك عقب فتح خيبر سنة سبع. وأجيب: باحتمال أن يكون طائفة من الأشعريين قدموا بعد ذلك »(١) .

وقال القسطلاني: « حدّثني بالإِفراد ولأبي ذر حدّثنا محمّد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي قال: حدّثنا أبو اُسامة حمّاد بن اُسامة، عن بريد بن عبد الله - بضم الموحدة وفتح الراء - ابن أبي بردة - بضم الموحدة وسكون الراء - عن جدّه أبي بردة عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعريرضي‌الله‌عنه أنّه قال: أرسلني أصحابي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسأله الحملان لهم - بضم الحاء المهملة وسكون الميم - أي ما يركبون عليه ويحملهم، إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك. فقلت: يا نبيّ الله، إنّ أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم فقال: والله لا أحملكم على شيء، ووافقته، أي صادفته وهو غضبان ولا أشعر، أي والحال أني لم أكن أعلم غضبه، ورجعت إلى أصحابي حال كوني حزيناً من منع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يحملنا، ومن مخافة أن يكون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَجَد في نفسه، أي غضب عليّ، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

____________________

(١). إرشاد الساري - شرح صحيح البخاري ٦ / ٤٣٩.

١١٢

فلم ألبث - بفتح الهمزة والموحدة بينهما لام ساكنة. آخره مثلثة - إلّا سويعة، - بضم السّين المهملة وفتح الواو مصّغر ساعة - وهي جزء من الزمان، أو من أربعة وعشرين جزء من اليوم والليلة، إذ سمعت بلالا ينادي، أي عبد الله بن قيس، يعني يا عبد الله، ولأبي ذرّ ابن عبد الله بن قيس: فأجبته. فقال: أجب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعوك، فلمـّا أتيته قال: خذ هذين القرينين وهاتين القرينتين. أي: الناقتين. لستة أبعرة. لعلّه قال: هذين القرينين - ثلاثاً - فذكر الراوي مرّتين اختصاراً.

لكن قوله في الرواية الاُخرى: فأمر لنا بخمس ذود. مخالف لما هنا.

فيحمل على التعدد، أو يكون زادهم واحداً على الخمس، والعدد لا ينفي الزائد »(١) .

فالعجب من الكابلي المتتبّع النظّار، كيف عرّض الحديث للقدح والإِنكار بمجرّد اختلاف الروايات في الطّير المشوي، ولم يقف على دأب خدّام الحديث النبوي، حيث أنّهم حملوا اختلاف كثير من الأحاديث على تعدّد الواقعة، وجعلوه حجة نافية للشبهات قاطعة، فليت شعري هل يقف الكابلي عن مقالته السمجة الشنيعة، ويتوب عن هفوته الغثة الفظيعة، أم يصرّ على ذنبه ويدع النصفة في جنبه، فيبطل شطراً عظيماً من الروايات والأخبار، ويعاند جمعاً كثيراً من العلماء والأحبار.

بطلان دعوى حكم أكثر المحدّثين بوضع الحديث

قوله:

« وهذا الحديث قال أكثر المحدّثين بأنّه موضوع ».

____________________

(١). إرشاد الساري - شرح صحيح البخاري ٦ / ٤٥٠.

١١٣

أقول:

هذا كذب مبين وتقوّل مهين فقد عرفت أنّ رواة هذا الحديث ومخرجيه في كلّ قرنٍ يبلغون في الكثرة حدّاً لا يبقى معه شكّ في تواتره وقطعيّة صدوره ووقوعه

وأيضاً قد عرفت أنّ حديث الطير مخرَّج في صحيح الترمذي الذي هو أحد الصحّاح الستّة التي ادّعى جمع من أكابرهم إجماع السابقين واللاحقين على صحّة الأحاديث المخرّجة فيها فيكون هذا الحديث صحيحاً لدى جميع العلماء الأعلام بل الْأُمة قاطبة

فهل تصدق هذه الدعوى من ( الدهلوي )؟

وهل من الجائز جهله برواية هؤلاء الذين ذكرناهم وغيرهم لحديث الطّير، وهو يدّعي الإِمامة والتبّحر في الحديث؟

لكن هذا القول من ( الدهلوي ) ليس إلّا تخديعاً للعوّام، وإلّا فإنّه لم ينسب القول بوضع هذا الحديث إلّا إلى الجزري والذهبي!! فيا ليته ذكر أسامي طائفة من « أكثر المحدّثين » القائلين بوضع حديث الطير!!

بل الحقيقة، إنّه لا يملك إلّا ما قاله وتقوّله الكابلي وقد عرفت أنّ الكابلي لم يعز هذه الفرية إلّا إلى الرجلين المذكورين فقط. لكن لما ذا زاد عليه دعوى حكم أكثر المحدثين بذلك؟

وسواء كان القول بالوضع لهذين الرجلين فحسب أو لأكثر أو أقلّ منهما فإنّه قول من أعمته العصبيّة العمياء، وتغلّب عليه العناد والشقاء، فخبط في الظلماء وعمه في الطخية الطخياء، وبالغ في الاعتداء وصرم حبل الحياء.

١١٤

حول نسبة القول بوضعه إلى الجزري

قوله:

« وممّن صرّح بوضعه الحافظ شمس الدين الجزري ».

أقول:

في أي كتابٍ قال ذلك؟

أوّلاً : في أيّ كتاب وأيّ مقام صرّح الجزري بوضع حديث الطير؟

لم يفصح ( الدهلوي ) عن ذلك كي نراجع ونطابق بين الحكاية والعبارة.

ولكن أنّى له ذلك وأين؟! فإنّ إمامه الكابلي أيضاً قد أغفل وأجمل، وكلّ ما عند ( الدهلوي ) فمأخوذ منه ومن أمثاله

كذب ( الدهلوي ) في نسبة القول بوضع حديث المدينة إليه

وثانياً : لقد عزا الكابلي القول بوضع حديث أنا مدينة العلم إلى الجزري، وقلّده ( الدهلوي ) في ذلك مع أنّ الجزري روى حديث المدينة بسنده، ولم يحكم بوضعه بل نقل عن الحاكم تصحيحه وهذه عبارته:

« أخبرنا الحسن بن أحمد بن هلال - قراءة عليه - عن علي بن أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا أحمد بن محمّد بن محمّد - في كتابه من إصبهان - أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسين المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الجرجاني، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا عبد الحميد بن بحر، أخبرنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها.

١١٥

رواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى، حدّثنا محمّد بن رومي، حدّثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، عن علي وقال: حديث غريب. وروى بعضهم عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي. قال: لا يعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس. انتهى.

قلت: ورواه بعضهم عن شريك، عن سلمة ولم يذكر فيه عن سويد.

ورواه الأصبغ بن نباتة، والحارث، عن علي نحوه.

ورواه الحاكم من طريق مجاهد عن ابن عباس عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. و رواه أيضاً من حديث جابر بن عبد الله ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

أقول : فمن يرى النسبة بلا تعيين للكتاب ولا نقل لنصّ العبارة والكلام - ثمّ يرى كذب نسبة القول بالوضع في حديث أنا مدينة العلم - يقطع بكذب النّسبة في حديث الطير.

لو قال ذلك فلا قيمة له

وثالثاً : ولو فرضنا جَدَلاً وسلّمنا صدور مثل هذه الهفوة من الجزري، فلا ريب في أنّه لا يعبأ ولا يعتنى به، في قبال تصريحات أساطين الأئمة المحققين بثبوت حديث الطير وتحقق قصّته

قال ابن حجر وغيره: القول بوضعه باطل

ورابعاً : لقد تقدم قول السبكي في ( طبقاته ) بترجمة الحاكم: « وأمّا

____________________

(١). أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٦٩ - ٧١.

١١٦

الحكم على حديث الطير بالوضع، فغير جيد » وقول ابن حجر المكّي في ( المنح المكّية ): « وأمّا قول بعضهم: إنّه موضوع، وقول ابن طاهر: طرقه كلها باطلة معلولة، فهو الباطل ». فلو كان الجزري قد قال بذلك كان باطلاً.

الجزري متّهم بالمجازفة في القول

وخامساً : إنّ الجزري كان متّهماً لدى العلماء بالمجازفة في القول وبأشياء أُخرى كما لا يخفى على من راجع ترجمته. فلو كان قد قال في حديث الطير ما زعمه الكابلي و ( الدهلوي ) فهو من مجازفاته في القول.

وإليك عبارة السّخاوي بترجمته، المشتملة على ما ذكرنا:

« وقال شيخنا في ( معجمه ) خرّج لنفسه أربعين عشارية لفظها من أربعين شيخنا العراقي، وغيّر فيها أشياء ووهم فيها كثيراً، وخرّج جزءً فيه مسلسلات بالمصافحة وغيرها، جمع أوهامه فيه في جزء الحافظ ابن ناصر الدين، وقفت عليه وهو مفيد. وكذا انتقد عليه شيخنا في مشيخة الجنيد البلباني من تخريجه

ووصفه في ( الإِنباء ) بالحافظ الإِمام المقري ثم قال: وذكر أنّ ابن الخبّاز أجاز له، واتّهم في ذلك، وقرأت بخط العلاء ابن خطيب الناصريّة: أنّه سمع الحافظ أبا إسحاق البرهان سبط ابن العجمي يقول: لمـّا رحلت إلى دمشق قال لي الحافظ الصدر الياسوفي: لا تسمع من ابن الجزري شيئاً. انتهى. وبقيّة ما عند ابن خطيب الناصرية: إنّه كان يتّهم في أول الأمر بالمجازفة، وأنّ البرهان قال له: أخبرني الجلال ابن خطيب داريا: أن ابن الجزري مدح أبا البقاء السبكي بقصيدة زعم أنّها له، بل وكتب خطّه بذلك، ثم ثبت للممدوح أنّها في ديوان قلاقش.

قال شيخنا: وقد سمعت بعض العلماء يتّهمه بالمجازفة في القول، وأمّا

١١٧

الحديث فما أظنّ به ذلك، إلّا أنه كان إذا رأى للعصريّين شيئاً أغار عليه ونسبه لنفسه، وهذا أمر قد أكثر المتأخّرون منه، ولم ينفرد به.

قال: وكان يلقّب في بلاده: الإِمام الأعظم. ولم يكن محمود السّيرة في القضاء »(١) .

حول نسبة القول بوضَعه إلى الذّهبي

قوله:

« قال إمام أهل الحديث شمس الدين ابو عبد الله محمّد بن أحمد الذهبي في تلخيصه ».

أقول:

تصريح الذهبي بأنّ للحديث طرقاً كثيرة وأصلا ً

أوّلاً : قد عرفت سابقاً تصريح الذهبي بأنّ لحديث الطّير طرقاً كثيرة وأنّ له أصلاً، بل إنّ الذهبي أفرد طرقه بالتّصنيف، وعرفت أيضاً ذكر ( الدهلوي ) هذا في كتابه ( بستان المحدّثين )، وإقرار العقلاء على أنفسهم مقبول وعلى غيرهم مردود.

وعليه، فإنّ إقرار الذهبي بما ذكر يؤخذ به، ودعواه وضع الحديث لا يعبأ بها، إذ ليست إلّا عن التعصّب والعناد، ويبطلها إقراره المذكور. لكن العجب من ( الدهلوي ) كيف يحتّج بكلام الذهبي الصّادر عن البغض والتعصّب، ويُعرض عمّا اعترف به في ثبوت الحديث وأنّ له أصلاً؟ إنّه ليس إلّا التعصب والعناد إذ يقبل كلام الذهبي الباطل ولا يقبل كلامه الحق!!

____________________

(١). الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع ٣ / ٤٦٥.

١١٨

رجوعه عن كلامه الذي استند إليه الدهلوي وسلفه

وثانياً : لقد رجع الذهبي عمّا كان يدّعيه ونصّ على ذلك، فكيف أخذ ( الدهلوي ) بما قاله الذهبي في السابق، ولم يلتفت إلى رجوعه وعدوله عنه؟

لقد قال الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) ما نصّه: « محمّد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة المصري عن يحيى بن حسّان. فذكر حديث الطّير. وقال الحاكم: هذا على شرط البخاري ومسلم.

قلت : الكلّ ثقات إلّا هذا، فإنّه اتّهمته به، ثمّ ظهر لي أنّه صدوق.

روى عنه: الطبراني، وعلي بن محمّد الواعظ، ومحمّد بن جعفر الرافقي، وحميد بن يونس الزّيات، وعدة. يروي عن: حرملة، وطبقته.

ويكنّى أبا علاثة. مات سنة ٢٩١. وكان رأساً في الفرائض.

وقد يروي أيضاً عن: مكّي بن عبد الله الرعيني، ومحمّد بن سلمة المرادي، وعبد الله بن يحيى بن معبد صاحب ابن لهيعة.

فأمّا أبوه فلا أعرفه »(١) .

فظهر أنّ الذي قاله الذهبي - حول ما رواه الحاكم - كان قبل انكشاف حال « محمّد بن أحمد بن عياض » عنده إذ رواته الآخرون ثقات، فلمـّا ظهر له حاله وأنّه صدوق - ورأس في الفرائض وهو نصف الفقه - رفع اليد عمّا قاله، فالحديث عنده صحيح والحقّ مع الحاكم.

فسقط اعتماد الكابلي و ( الدهلوي ) على كلام الذهبي السابق.

قال السبكي وغيره: الذهبي متعصّب متهوّر

وثالثاً: ولو فرضنا أنّ الذّهبي لم يعترف بالحق والأمر الواقع الصحيح في

____________________

(١). ميزان الاعتدال في نقد الرجال ٣ / ٤٦٥.

١١٩

باب حديث الطير، وأنّه ليس بين أيدينا إلّا حكمه بوضعه فالحقيقة أنّه لا تأثير لكلامه ولا قيمة له حتى يعتمد عليه في مقام ردّ هذا الحديث، لأنّ كبار المحققين من أهل السنّة لم ينظروا إلى كلامه في موارد كثيرة من الجرح والتعديل بعين الاعتبار، لفرط تعصّبه، حتى خشي عليه بعض تلامذته يوم القيامة من غالب علماء المسلمين وإليك شواهد من كلماتهم في هذا الباب:

قال السبكي بترجمة أحمد بن صالح المصري: « وممّا ينبغي أنْ يتفقّد عند الجرح حال العقائد واختلافها بالنسبة إلى الجارح والمجروح، فربّما خالف الجارح المجروح في العقيدة فجرحه لذلك، وإليه أشار الرّافعي بقوله: وينبغي أنْ يكون المزكّون برآء من الشحناء والعصبيّة في المذهب، خوفاً من أنْ يحملهم ذلك على جرح عدلٍ أو تزكية فاسق، وقد وقع هذا لكثير من الأئمة، جرحوا بناءً على معتقدهم وهم المخطئون والمجروح مصيب.

وقد أشار شيخ الإِسلام، سيد المتأخرين تقي الدين بن دقيق العيد في كتابه ( الإِقتراح ) إلى هذا وقال: أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وقف على شفيرها طائفتان من النّاس: المحدّثون والحكّام.

قلت : ومن أمثلته قول بعضهم في البخاري: تركه أبو زرعة وأبو حاتم من أجل مسألة اللّفظ، فيا لله والمسلمين! أيجوز لأحدٍ أنْ يقول: البخاري متروك؟ وهو حامل لواء الصناعة ومقدّم أهل السنّة والجماعة، ويا لله والمسلمين! أتجعل ممادحه مذام؟! فإنّ الحقّ في مسألة اللّفظ معه، إذ لا يستريب عاقل من المخلوقين في أنّ تلفظّه من أفعاله الحادثة التي هي مخلوقة لله تعالى؟ وإنّما أنكرها الإِمام أحمد لبشاعة لفظها.

ومن ذلك قول بعض المجسّمة في أبي حاتم ابن حبان: لم يكن له كثير دين! نحن أخرجناه من سجستان لأنّه أنكر الحدّ لله. فليت شعري! مَنْ أحق بالإِخراج؟ من يجعل ربّه محدوداً أو من ينزّهه عن الجسميّة!

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

الغمط (١) والجهل ».

٢٠٧ / ١٦ - القطب الراوندي في لب اللباب: مرسلاً، « ان الله أوحى إلى داود عليه‌السلام: بشر المذنبين، وأنذر الصديقين قال: كيف هذا؟ قال: بشر المذنبين إذا تابوا فانى غفور رحيم، وانذر الصديقين إذا اعجبوا فانى غيور ».

٢٠٨ / ١٧ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: بالسند المتقدم في باب (بطلان العبادة المقصود بها الرياء) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر (١) كالكوكب الدرّى في السماء، له دوى بالتسبيح، والصوم والحج، فيمر به إلى ملك السماء الرابعة، فيقول له: قف فاضرب بهذا العمل وجه صاحبه وبطنه، أنا ملك العجب، انه كان يعجب بنفسه، وانه عمل وادخل نفسه العجب، امرني ربي ان لا ادع عمله يتجاوزني إلى غيري، فاضرب به وجه صاحبه » الخبر.

ورواه [ ابن فهد ] فى عدته (٢): عن جعفر بن أحمد القمي، كما تقدم.

٢٠٩ / ١٨ - كتاب عبد الملك بن حكيم: عن بشير النبال، عن

____________________________

(١) غمط الناس: استحقرهم، وغمط النعمة: لم يشكرها (مجمع البحرين - غمط - ج ٤ ص ٢٦٣).

١٦ - لب اللباب: مخطوط.

١٧ - فلاح السائل ص ١٢٢ والحديث اثبتناه من الطبعة الحجرية.

(١) زهر الشئ يزهر، بفتحتين: صفا لونه وأضاء وزهر القمر تلالا (مجمع البحرين - زهر - ج ٣ ص ٣٢١).

(٢) عدة الداعي ص ٢٢٨، وما بين المعقوفين اثبتناه ليستقيم السياق.

١٨ - كتاب عبد الملك بن حكيم ص ١٠١.

١٤١

أبى عبدالله عليه‌السلام، قال: « سهر داود عليه‌السلام ليلة يتلو الزبور، فأعجبته عبادته فنادته ضفدع: يا داود تعجبت (١) من سهرك ليلة، واني لتحت هذه الصخرة منذ أربعين سنة ما جف لساني عن ذكر الله تعالى ».

٢١٠ / ١٩ - الصحيفة الكامله في دعاء مكارم الاخلاق: وعبّدني لك، ولا تفسد عبادتي بالعجب.

٢٢ - (  باب جواز السرور بالعبادة من غير عجب وحكم تجدّد العجب في اثناء الصلاة  )

٢١١ / ١ - الصدوق في الأمالى: عن محمّد بن موسى المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميرى، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن اسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، قال: « كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى بن مريم عليهما‌السلام أن قال: يا عيسى، افرح بالحسنة فانها لى رضا، وابك على السيئة فانها لى سخط »، الخبر.

ورواه في الكافي: عن علي بن اسباط، عنهم عليهم‌السلام مثله (١).

____________________________

(١) في المصدر: تعجب.

١٩ - الصحيفة الكاملة ص ١٠٦ ح ٢٠.

الباب - ٢٢

١ - امالي الصدوق ص ٤١٩.

(١) الكافي ج ٨ ص ١٣٨.

١٤٢

٢١٢ / ٢ - كتاب الغارات: لابراهيم بن محمّد الثقفي، عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد، عن عبدالله بن الحسن، عن عباية قال: كتب أميرالمؤمنين عليه‌السلام إلى محمّد بن أبي بكر و أهل مصر وذكر الكتاب وفيه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من سرته حسناته، وساءته سيئاته، فذلك المؤمن حقّاً ».

٢١٣ / ٢ - عوالي اللآلى: عن يحيى بن محمّد بن صاعد، عن سعيد بن يحيى الأموى، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر قال: خطب علي بن أبي طالب عليه‌السلام بالشام فقال: « قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ مثل مقامي هذا فيكم، فقال: خير قرونكم قرن أصحابي - إلى ان قال عليه‌السلام-: ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ».

٢٣ - (  باب جواز التقيّة في العبادات ووجوبها عند خوف الضرّر  )

٢١٤ / ١ - البحار - عن كتاب الناسخ والمنسوخ - للشيخ سعد بن عبدالله الأشعري، قال: روى مشايخنا، عن أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « وأما الرخصة التي صاحبها بالخيار، فان الله تعالى نهى المؤمن أن يتخذ الكافر ولياً، ثم منّ عليه باطلاق الرخصة عليه

____________________________

٢ - كتاب الغارات ج ١ ص ٢٤٨

٣ - عوالي اللالي ج ١ ص ١٢٣ ح ٥٣

الباب - ٢٣

١ - البحار ج ٩٣ ص ٢٩

١٤٣

عند التقيّة، في الظاهر أن يصوم بصيامه، ويفطر بافطاره، ويصلّي بصلاته، ويعمل بعمله، ويظهر له استعماله ذلك، موسعاً عليه فيه.

وعليه أن يدين الله تعالى في الباطن، بخلاف ما يظهر لمن يخافه من المخالفين المستولين على الامة، قال الله تعالى: ( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ) (١) فهذه رخصة تفضّل الله على المؤمنين، ورحمة لهم، ليستعملوها عند التقيّة في الظاهر.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ان الله يحب ان يؤخذ برخصه، كما يحب أن يؤخذ بعزائمه » (٢).

وباقى أخبار هذا الباب يأتي ان شاء الله تعالى في كتاب الأمر بالمعروف.

٢٤ - (  باب استحباب الإقتصاد في العبادة عند خوف الملل  )

٢١٥ / ١ - البحار - عن اعلام الدين للديلمي - قال: قال أبومحمّد العسكري عليه‌السلام: « إذا نشطت القلوب فأودعوها، وإذا نفرت فودّعوها ».

٢١٦ / ٢ - كتاب درست بن أبي منصور: عن ابن مسكان، عن زرارة، قال: دخلت - أنا و أبو الخطاب قبل أن يبتلى أو يفسد - على أبي عبدالله

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٢٨.

(٢) العزائم الفرائض التي امرنا الله بها (لسان العرب ج ١٢ ص ٤٠٠).

الباب - ٢٤

١ - البحار ج ٧٨ ص ٣٧٩، عن اعلام الدين ص ١٠٠.

٢ - كتاب درست بن منصور ص ١٦٣ باختلاف يسير.

١٤٤

عليه‌السلام، فسأله عن صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فأخبره، فقال: أزيد إن قويت [ عليه ](١)، قال: فتغيّر وجه أبي عبدالله عليه‌السلام، قال، ثم قال: « إنّى لأمقت العبد يأتيني فيسألني عن صنيع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فأخبره فيقول أزيد إن قويت، كأنّه يرى أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قد قصر، - ثم قال -: إن كنت صادقاً، فصلّها في ساعات بغير أوقات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».

٢١٧ / ٣ - كتاب عبدالله بن يحيى الكاهلى قال: حدّثني محمّد بن مروان، قال: سمعت أباعبدالله عليه‌السلام، يقول: « ما سائل يسألنى عن صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فأخبره بها؟ فيقول: إنّ الله لا يعذّب على الزيادة كأنّه يظنّ أنّه أفضل من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».

٢١٨ / ٤ - نهج البلاغة: في كتاب أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الحارث الهمداني: « وخادع نفسك في العبادة، وارفق بها ولا تقهرها، وخذ عفوها ونشاطها، إلّا ما كان مكتوباً عليك من الفريضة، فانه لا بد من قضائها وتعاهدها ».

٢١٩ / ٥ - وفى بعض نسخه في وصيّة على عليه‌السلام لكميل: « يا كميل لا رخصة في فرض ولا شدة في نافلة ».

____________________________

(١) اثبتناه من المصدر.

٣ - كتاب عبدالله بن يحيى الكاهلي ص ١١٦.

٤ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٤٣ كتاب ٦٩، عنه في البحار ج ٨٧ ص ٣٠ ح ١٤.

٥ - مستدرك نهج البلاغة للمحمودي ج ٨ ص ٢٢٣.

١٤٥

ورواه عماد الدين، في بشارة المصطفى مسنداً، عنه عليه‌السلام، مثله (١).

٢٥ - (  باب استحباب تعجيل فعل الخير وكراهة تأخيره  )

٢٢٠ / ١ - محمّد بن علي الخزّاز في كفاية الأثر: عن محمّد بن وهبان البصري، عن داود بن الهيثم بن اسحاق النحوي، عن جدّه اسحاق بن البهلول، عن أبيه بهلول بن حسان، عن طلحة بن يزيد البرقى، عن الزبير بن عطاء، عن عمير بن هانئ العبسى، عن جنادة بن أبي اميّة، عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام أنه قال: « اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ».

٢٢١ / ٢ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: باسناده، عن جدّه الشيخ أبي جعفر الطوسى، عن علي بن أبي جيد، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الشيخ جعفر بن سليمان، فيما رواه في كتابه (كتاب ثواب الاعمال) قال: وقال أبوعبدالله عليه‌السلام: « إذا آوى أحدكم إلى فراشه ابتدره ملك كريم، وشيطان مريد، فيقول له الملك، اختم يومك بخير وافتح ليلك بخير.

ويقول له الشيطان: اختم يومك باثم، وافتح ليلك باثم، قال: فان اطاع الملك الكريم، وختم يومه بذكر الله، وفتح ليله بذكر الله، إلى أن قال: زجر الملك الشيطان عنه فتنحى، وكلأه الملك حتى ينتبه

____________________________

(١) بشارة المصطفى ص ٢٨

الباب - ٢٥

١ - كفاية الاثر ص ٢٢٧.

٢ - فلاح السائل ص ٢٧٩.

١٤٦

من رقدته، فإذا انتبه ابتدره شيطان (١)، فقال له مثل مقالته قبل أن يرقد، ويقول له الملك مثل ما قال له قبل أن يرقد، فان ذكر الله عزّوجلّ العبد بمثل ما ذكره اولا طرد الملك شيطانه عنه، فتنحى وكتب الله عزّوجلّ له بذلك قنوت ليلة ».

٢٢٢ / ٣ - الشيخ المفيد (ره) في أماليه: عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال: « إذا هممت بخير فلا تؤخره، فان الله تبارك وتعالى ربّما اطلع على عبده، وهو على شئ من طاعته فيقول: وعزّتي وجلالى، لا اعذبك بعدها (١)، وإذا هممت بمعصية فلا تفعلها فان الله تبارك وتعالى ربما اطلع على العبد وهو على شئ من معاصيه، فيقول: وعزّتي وجلالى لا أغفر لك أبداً ».

٢٢٣ / ٤ - دعائم الإسلام: عن علي بن الحسين ومحمّد بن علي عليهما‌السلام، انهما ذكرا وصية على عليه‌السلام وساقا الوصيّة وفيها: « وأوصيكم بالعمل قبل أن يؤخذ منكم بالكظم، وباغتنام الصحة قبل السقم، وقبل ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ، أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (١) وأنّى ومن أين، وقد كنت للهوى متبعا فيكشف

____________________________

(١) في المصدر: ابتدر شيطانه.

٣ - امالي المفيد ص ٢٠٥ ح ٣٦.

(١) في المصدر: بعدها أبداً.

٤ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٣٤٩ ح ١٢٩٧.

(١) الزمر ٣٩: ٥٦ و ٥٧.

١٤٧

له (٢) عن بصره، وتهتك له حجبه لقول الله عزّوجلّ: ( فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) (٣)، أنّى له بالبصر ألا أبصر قبل هذا الوقت الضرر قبل ان تحجب التوبة بنزول الكربة، فتتمنى النفس أن لو ردت لتعمل بتقواها فلا ينفعها المنى »، الخبر.

ويأتى في أبواب جهاد النفس ما يدل على ذلك.

٢٦ - ( باب عدم جواز استقلال شئ من العبادة والعمل استقلالاً يؤدى إلى الترك )

٢٢٤ / ١ - الصدوق في معاني الاخبار، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن بعض اصحابه، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: قيل له ان ابا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت؟ فقال: « لعن الله أبا الخطاب، والله ما قلت له هكذا ولكني قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من الخير يقبل منك »، الخبر.

٢٢٥ / ٢ - وفى الأمالى: عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن احمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن محمّد بن مسلم، عن أبى

____________________________

(٢) ليس في المصدر.

(٣) ق ٥٠: ٢٢.

الباب - ٢٦

١ - معاني الاخبار ص ٣٨٨ ح ٢٦.

٢ - الخصال ص ٢٠٩ ح ٣١. وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٢٧٤ ح ٧. ولعل حكاية المصنف له، عن الامالي من سهو القلم.

١٤٨

جعفر، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، قال: « ان الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئاً من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لاتعلم.

وأخفى سخطه في معصيته، فلا تستصغرن شيئاً من معصيته، فربّما وافق سخطه وأنت لا تعلم، وأخفى اجابته في دعوته، فلا تستصغرن شيئاً من دعائه، فربما وافق اجابته وأنت لا تعلم، وأخفى وليه في عباده، فلا تستصغرن عبداً من عبيد الله، فربما يكون وليّه وأنت لا تعلم ».

٢٧ - ( باب بطلان العبادة بدون ولاية الأئمّة عليهم‌السلام واعتقاد إمامتهم )

٢٢٦ / ١ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط: عن أبي حمزة الثمالى، قال: قال لنا علي بن الحسين عليهما‌السلامونحن جلوس: « أي البقاع أفضل؟ » قال: فقالوا: الله وابن رسوله أعلم، قال: فقال: « فان أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلاً عمّر ما عمّر نوح عليه‌السلام في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، يصوم النهار، ويقوم الليل ولقى الله بغير ولايتنا، لم ينفعه ذلك شيئاً ».

٢٢٧ / ٢ - كتاب سلام بن أبي عمرة: عن سلام بن سعيد المخزومى،

____________________________

الباب - ٢٧

١ - كتاب عاصم بن حميد ص ٢٠، والفقيه ج ٢ ص ١٥٩ ح ١٧ وعقاب الاعمال ص ٢٤٣ ح ١، وامالي الطوسي ج ١ ص ١٣١ وأورده عنها في الوسائل ج ١ ص ٩٣ ح ١٢.

٢ - كتاب سلام بن ابي عمرة ص ١١٧.

١٤٩

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: قلت لا يصعد عملهم إلى الله ولا يقبل منهم عملا؟ فقال: « لا، من مات وفي قلبه بغض لنا أهل البيت، ومن تولى عدوّنا، لم يقبل الله له عملاً ».

٢٢٨ / ٣ - وعن سلام بن سعيد المخزومى، عن يونس بن حباب، عن على بن الحسين عليهما‌السلام، قال: « قام رسول الله (صلّى الله عليه وأهل بيته) فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل ابراهيم وآل عمران فرحوا واستبشروا، وإذا ذكر عندهم آل محمّد اشمأزّت قلوبهم، والذى نفس محمّد بيده، لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيّاً، ما قبل الله ذلك منه حتى يلقى الله بولايتي وولاية أهل بيتى ».

٢٢٩ / ٤ - ورواه ابن الشيخ الطوسى في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن خالد المراغى، عن الحسن بن علي الكوفى، عن اسماعيل بن محمّد المزني، عن سلام بن أبي عمرة، عن سعد بن سعيد، مثله.

٢٣٠ / ٥ - وعن أبي حمزة قال: كنت مع أبي جعفر عليه‌السلام، فقلت: جعلت فداك يابن رسول الله، قد يصوم الرجل النهار، ويقوم الليل، ويتصدق، ولا نعرف منه إلا خيراً، إلّا انه لا يعرف؟ قال: فتبسم أبوجعفر عليه‌السلام فقال: « يا ثابت أنا فى أفضل بقعة على ظهر الأرض، لو أن عبدا لم يزل ساجداً بين الركن والمقام

____________________________

٣ - كتاب سلام بن ابي عمرة ص ١١٧.

٤ - امالي الطوسي ج ١ ص ١٤٠ باختلاف يسير وعنه في البحار ج ٢٧ ص ١٧٢ ح ١٥.

٥ - كتاب سلام بن أبي عمرة ص ١١٨.

١٥٠

حتى يفارق الدنيا، لم يعرف ولايتنا، لم ينفعه ذلك شيئاً ».

٢٣١ / ٦ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن أبي الصباح، عن بشير الدهان، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: سمعته يقول: « وصلتم وقطع الناس، - إلى أن قال عليه‌السلام -: وانّا قوم فرض الله طاعتنا في كتابه، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس جهالته، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من مات وليس عليه امام فميتته ميتة جاهلية، عليكم بتقوى الله فقد رأيتم أصحاب على عليه‌السلام ».

٢٣٢ / ٧ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقى في المحاسن: عن خلّاد المقرى، عن قيس بن الربيع، عن ليث بن سليمان (١)، عن ابن أبي ليلى، عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: الزموا مودتنا، أهل البيت فانه من لقى الله وهو يودّنا أهل البيت دخل الجنّة بشفاعتنا، والذى نفسي بيده لا ينتفع عبد بعلمه (٢) إلّا بمعرفة حقّنا ».

٢٣٣ / ٨ - ورواه المفيد في اماليه: عن محمّد بن عمر الزيّات، عن على بن اسماعيل، عن محمّد بن خلف، عن الحسين الأشقر، عن قيس، عن ليث، عن (١) ابن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، مثله.

____________________________

٦ - كتاب جعفر بن محمّد الحضرمي ص ٧٨ باختلاف يسير.

٧ - المحاسن ص ٦١ ح ١٠٥ امالي المفيد ص ٤٣ ح ٢ باختلاف يسير.

(١) في المصدر: بن أبي سليمان.

(٢) وفيه: بعلمه.

٨ - امالي المفيد ص ١٣ ح ١ عنه في البحار ج ٦٨ ص ١٠١ ح ٧.

(١) عن: ليس في المصدر

١٥١

٢٣٤ / ٩ - وعن محمّد بن الحسين المقرى، عن الحسين بن محمّد البزّاز، عن جعفر بن عبدالله العلوى، عن يحيى بن هاشم، عن المعمّر بن سليمان، عن ليث، عن عطاء، عن ابن عباس، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله، مع زيادات وتغييرفى بعض الألفاظ.

٢٣٥ / ١٠ - ورواه ابن الشيخ الطوسى في أماليه: [ عن أبيه ] (١)، عن المفيد، عن الجعابى، عن ابن عقدة، عن أبي عوانة موسى بن يوسف، عن محمّد بن سليمان بن بزيع، عن الحسين الأشقر، مثله.

٢٣٦ / ١١ - الصدوق في الأمالى: عن الحسين بن ابراهيم بن ناتانه، عن على بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار بن موسى الساباطى، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « ان أول من يسأل العبد عنه إذا وقف بين يدى الله جلّ جلاله، عن (الصلوات المفروضات) (١) وعن الزكاة المفروضة، وعن الصيام المفروض، وعن الحج المفروض، وعن ولايتنا أهل البيت، فان أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته، وصومه، وزكاته، وحجّه، وان لم يقر بولايتنا بين يدى الله جلّ جلاله، لم يقبل الله عزّوجلّ منه شيئاً من اعماله ».

٢٣٧ / ١٢ - وعن أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، عن سعد بن

____________________________

٩ - امالي المفيد ص ١٣٩ ح ٤.

١٠ - امالي الطوسي ج ١ ص ١٩٠

(١) أثبتناه من المصدر.

١١ - امالي الصدوق ص ٢١١ ح ١٠، وعنه في البحار ج ٢٧ ص ١٦٧ ح ٢.

(١) في المصدر: الصلاة المفروضة.

١٢ - المصدر السابق ص ٥٣٠ ح ٢، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٦٧ ح ٤.

١٥٢

عبدالله، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن حفص، عن الصادق عليه‌السلام قال: « ان علياً عليه‌السلام كان يقول: لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل يزداد كل يوم احسانا، ورجل يتدارك سيئته بالتوبة، وأنى له بالتوبة، والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت ».

٢٣٨ / ١٣ - ورواه في الخصال: عن أبيه، ومحمّد بن الحسن بن الوليد، عن سعد مثله. ورواه البرقى في المحاسن: عن القاسم بن محمّد الاصفهانى، مثله.

٢٣٩ / ١٤ - علي بن ابراهيم في تفسيره: عن جعفر بن أحمد، عن عبد الكريم بن عبد الرحيم، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول: « من خالفكم وان تعبّد واجتهد منسوب إلى هذه الآية: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ، عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ، تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً ) (١) ».

٢٤٠ / ١٥ - ابن الشيخ الطوسى في اماليه: عن أبي عمرو، عن ابن عقدة، عن الحسن بن علي بن بزيع، عن قاسم بن الضحاك، عن منير بن حوشب أخى العوام، عن أبي سعيد الهمداني، عن أبي جعفر عليه‌السلام: ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ) (١) قال: « والله لو أنه تاب وآمن وعمل صالحاً ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ومعرفة

____________________________

١٣ - الخصال ص ٤١ ح ٢٩، والمحاسن ص ٢٢٤ ح ١٤٢، عنهما في البحار ج ٢٧ ص ١٦٨.

١٤ - تفسير القمي ج ٢ ص ٤١٩، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٦٨ ح ٥.

(١) الغاشية ٨٨: ٢ - ٤

١٥ - الطوسي ج ١ ص ٢٦٥

(١) مريم ١٩: ٦٠.

١٥٣

فضلنا، ما أغنى عنه ذلك شيئاً ».

٢٤١ / ١٦ - وعن أبيه، عن المفيد، عن أحمد بن محمّد الزرارى، عن عبدالله بن جعفر الحميرى، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (١)، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار بن موسى الساباطى، قال: قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام: ان أبا اميّة يوسف بن ثابت حدث عنك انك قلت: لا يضر مع الايمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل؟ فقال: « انه لم يسألنى أبواميّة، عن تفسيرها، انّما عنيت بهذا انه من عرف الإمام من آل محمّد عليهم‌السلام وتولاه، ثم عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير، قبل منه ذلك وضوعف له أضعافا كثيرة، فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة، فهذا ما عنيت بذلك.

وكذلك، لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الامام الجائر، الذى ليس من الله تعالى » فقال له عبدالله بن أبي يعفور اليس الله تعالى قال: ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) (٢) فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن تولى أئمّة الجور؟

فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام: « وهل تدرى ما الحسنة التي عناها الله تعالى في هذه الآية؟ هي والله معرفة الإمام وطاعته، وقد قال الله عزّوجلّ: ( وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٣) وانما أراد بالسيئة، انكار الإمام » الخبر.

____________________________

١٦ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٣١ باختلاف يسير، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٧٠ ح ١١.

(١) كان في الاصل: الحسين بن أبي الخطاب وهو خطأ.

(٢) النمل ٢٧: ٨٩.

(٣) النمل ٢٧: ٩٠.

١٥٤

٢٤٢ / ١٧ - وعن أبيه، عن أبي منصور السكرى، عن جدّه علي بن عمر، عن العباس بن يوسف الشكلى عن عبيد الله بن هشام، عن محمّد بن مصعب، عن الهيثم بن حماد، عن يزيد (١) الرقاشى، عن انس بن مالك قال: رجعنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قافلين (٢) من تبوك، فقال لى في بعض الطريق: القوا لى الأحلاس والأقتاب (٣)، ففعلوا، فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: « معاشر الناس ما لى إذا ذكر آل ابراهيم تهللت وجوهكم، وإذا ذكر آل محمّد عليهم‌السلام كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان، فوالذي بعثنى بالحقّ نبيا، لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال، ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام، أكبه الله عزّوجلّ في النار ».

٢٤٣ / ١٨ - وعن أبيه، عن أبي عمرو، عن ابن عقدة، عن عبدالله بن أحمد، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم وعن أبي الطفيل، عن بشر بن غالب وعن سالم بن عبدالله، كلّهم ذكروا عن ابن عباس، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « يا بنى عبدالمطلب، انى سألت الله عزّوجلّ ثلاثاً: أن يثبت قائلكم،

____________________________

١٧ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣١٤ باختلاف يسير، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٧١ ح ١٢.

(١) في المصدر: بريد.

(٢) القفول: الرجوع من السفر (لسان العرب ج ١١ ص ٥٦٠ قفل)

(٣) الاحلاس، واحده حلس بكسر فسكون كحمل وأحمال: كساء يوضع على ظهر البعير تحت القتب (لسان العرب ج ٦ ص ٥٤، مجمع البحرين ج ٤ ص ٦٣، حلس) والاقتاب: جمع قتب وهو بالتحريك: رحل البعير (لسان العرب ج ١ ص ٦٦٠، مجمع البحرين ج ٢ ص ١٣٩ قتب).

١٨ - المصدر السابق ج ١ ص ٢٥٣ عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٧١ ح ١٣.

١٥٥

وان يهدى ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجباء رحماء، فلو أن امرء صف بين الركن والمقام، فصلّى وصام، ثم لقى الله عزّوجلّ وهو لأهل بيت محمّد عليهم‌السلام مبغض. دخل النار ».

ورواه عن أبيه، عن المفيد، عن الحسين بن محمّد التمار، عن ابن أبي اويس، عن أبيه، عن حميد، عن عطاء، عن ابن عباس (١) وعن المفيد، عن الجعابى، عن عبد الكريم بن محمّد، عن سهل بن زنجلة، عن ابن أبي اويس مثله مع اختلاف يسير (٢).

ورواه علي بن طاووس في كتاب كشف اليقين، عن الأربعين للحافظ أبي بكر محمّد بن أبي نصر، عن ابن عباس، مثله (٣).

٢٤٤ / ١٩ - الطبرسي في الاحتجاج: عن أمير المؤمنين عليه‌السلام، - في جواب الزنديق المدعى للتناقض في القرآن - في جملة كلام له عليه‌السلام: « فلذلك لا تنفع الصلاة والصدقة إلّا مع الاهتداء إلى سبيل النجاة وطريق الحقّ ».

٢٤٥ / ٢٠ - الصدوق في ثواب الاعمال: عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان، عن اسحاق بن غالب، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « عبدالله حبر من أحبار بنى اسرائيل حتى صار مثل الخلال (١)، فأوحى الله عزّوجلّ إلى نبىّ

____________________________

(١) أمالي الطوسي ج ١ ص ١١٧، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٧٣ ح ١٧.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢١، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٧٣ ذيل ح ١٧

(٣) بل كشف الغمة للأربلي ج ١ ص ٩٥، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٧٢ ح ١٣.

١٩ - الاحتجاج للطوسي ص ٢٤٧ البحار ٢٧ ص ١٧٥ ح ٢٠.

٢٠ - ثواب الاعمال ص ٢٤٢. البحار ٢٧ ص ١٧٦ ح ٢٣.

(١) الخلال: العود الدي يخلل به الانسان اسنانه والجمع الاخلة مجمع =

١٥٦

زمانه: قل له: وعزّتي وجلالي وجبروتي لو أنك عبدتني حتى تذوب كما تذوب الالية في القدر، ما قبلت منك حتى تأتيني من الباب الذى أمرتك به ».

ورواه البرقى في المحاسن: عن محمّد بن علي، عن صفوان، مثله (٢).

٢٤٦ / ٢١ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: بإسناده، عن الصدوق، عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اورمة، عن رجل، عن عبدالله بن عبد الرحمن البصري، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: « مرّ موسى بن عمران برجل رافعاً يديه إلى السماء يدعو، فانطلق موسى في حاجته فغاب عنه سبعة أيام، ثم رجع إليه وهو رافع يديه يدعو ويتضرع ويسأل حاجته، فأوحى الله إليه يا موسى، لو دعاني حتى يسقط لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب الذى أمرته به ».

٢٤٧ / ٢٢ - محمّد بن الحسن الصفار في البصائر: عن أحمد بن الحسين، عن أحمد بن ابراهيم، عن الحسن بن البراء، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن يعنى ابن كثير قال: حججت مع أبي عبدالله عليه‌السلام، فلما صرنا في بعض الطريق، صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس، فقال: « ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج »، فقال له داود الرقى: يابن رسول الله، هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع الذى أرى؟ قال: « ويحك يا أباسليمان ( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ

____________________________

=   البحرين ج ٥ ص ٣٦٥ لسان العرب ج ١١ ص ٢١٤ مادة (خلل) فيهما.

(٢) المحاسن ص ٩٧ ح ٥٩.

٢١ - قصص الأنبياء للراوندي ص ١٦٢ البحار ج ١٣ ص ٣٥٥ ح ٥٣.

٢٢ - بصائر الدرجات ص ٣٧٨ ح ١٥، والبحار ج ٢٧ ص ١٨١ ح ٣٠.

١٥٧

بِهِ ) (١) الجاحد [ لولاية ] على عليه‌السلام، كعابد الوثن » الخبر.

٢٤٨ / ٢٣ - وعن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن مسكان، عن الثمالى، قال: خطب أميرالمؤمنين عليه‌السلام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « ان الله اصطفى محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بالرسالة، وأنبأه بالوحى، فأنال في الناس وأنال، وفينا أهل البيت معاقل (١) العلم وأبواب الحكمة وضياء الأمر، فمن يحبّنا منكم نفعه ايمانه، ويقبل (٢) عمله، ومن لم يحبّنا منكم لم ينفعه إيمانه ولا يقبل (٣) عمله ».

٢٤٩ / ٢٤ - وعن محمّد بن عيسى، عن أبي عبدالله المؤمن، عن عبدالله بن مسكان وأبى خالد وأبى أيوب الخزاز، عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبوجعفر عليه‌السلام في حديث: « فمن عرفنا نفعته معرفته وقبل منه عمله، ومن لم يعرفنا لم تنفعه معرفته ولم يقبل منه عمله ».

٢٥٠ / ٢٥ - وعن محمّد بن عبد الجبار، عن أبي عبدالله البرقى، عن فضالة بن أيوب، عن ابن مسكان، عن أبي حمزة الثمالى، قال: خطب أميرالمؤمنين عليه‌السلام وساقها إلى أن قال: « فمن يحبنا

____________________________

(١) النساء ٤: ١١٦.

٢٣ - بصائر الدرجات ص ٣٨٥ ح ١٢، وعنه في البحار ج ١٨١ ح ٣١.

(١) المعاقل واحده معقل: الحصن والملجأ (لسان العرب ج ١١ ص ٤٦٥، مجمع البحرين ج ٤٢٨ ٥، عقل).

(٢) في المصدر: ويقبل منه.

(٣) وفيه: ولا يقبل منه.

٢٤ - المصدر السابق ص ٣٨٣ ح ٥.

٢٥ - المصدر السابق ص ٣٨٣ ح ٧.

١٥٨

منكم نفعه ايمانه ويقبل عمله، ومن لم يحبّنا منكم لم ينفعه ايمانه ولا يتقبل عمله ».

٢٥١ / ٢٦ - وعن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن أبي كهمس، عن أبي محمّد، عن عمرو، عن القاسم بن عروة، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، مثله، وزاد في آخره « ولو صام النهار وقام الليل ».

٢٥٢ / ٢٧ - وعن الحسن بن علي، عن الحسين وأنس، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي الطفيل، عنه عليه‌السلام، مثله.

٢٥٣ / ٢٨ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقى في المحاسن: عن محمّد بن على، عن عبيس بن هشام، عن الحسن بن الحسين، عن مالك بن عطيّة، مثله .

٢٥٤ / ٢٩ - وعن الوشاء، عن كرام الخثعمي، عن أبي الصامت، عن معلى بن خنيس قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « يا معلى لو أن عبداً عبدالله مائة عام ما بين الركن والمقام، يصوم النهار ويقوم الليل، حتى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه هرماً، جاهلاً بحقنا لم يكن له ثواب ».

٢٥٥ / ٣٠ - وعن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه‌السلام « في قول الله عزّوجلّ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ ، وَجَاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ

____________________________

٢٦ - بصائر الدرجات ص ٣٨٤ ح ٩، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨١ ح ٣٢.

٢٧ - المصدر السابق ص ٣٨٤ ح ١٠، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨٢.

٢٨ - المحاسن ص ١٩٩ ح ٣١، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨٢.

٢٩ - المصدر السابق ص ٩٠ ح ٤٠، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٧٧ ح ٢٤.

٣٠ - المصدر السابق ص ١٦٦ ح ٤٠ عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨٣ ح ٣٧.

١٥٩

حَرَجٍ ) (١) في الصلاة والزكاة والصوم والخير، إذا تولوا الله ورسوله وأولى الأمر منا أهل البيت قبل الله أعمالهم ».

٢٥٦ / ٣١ - وعن ابن فضّال، عن معاوية بن وهب، عن أبي برحة الرماح، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « قال الناس سواد وأنتم حاج ».

٢٥٧ / ٣٢ - وعن أبيه، عن بعض أصحابه، يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: قلت له انى خرجت بأهلي فلم أدع أحداً إلا خرجت به إلّا جارية لى نسيت، فقال: « ترجع وتذكر ان شاء الله - ثم قال -: فخرجت بهم لتسد بهم الفجاج » قلت: نعم قال: « والله ما يحج غيركم ولا يتقبل إلّا منكم ».

٢٥٨ / ٣٣ - وعن ابن فضّال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان الكلبي، قال: قال لى أبوعبدالله عليه‌السلام: « ما أكثر السواد »؟ قلت: أجل يابن رسول الله، قال: « اما والله ما يحج [ لله ] (١) غيركم، ولا يصلي الصلاتين غيركم - إلى أن قال - ولكم يغفر ومنكم يقبل ».

ورواه بسند آخر ذكره الشيخ في الأصل (٢).

٢٥٩ / ٣٤ - وعن ابن فضّال، عن الحارث بن المغيرة، قال: كنت عند

____________________________

(١) الحج ٢٢: ٧٧، ٧٨.

٣١ - المحاسن ص ١٦٧ ح ١٢٥، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨٤ ح ٣٨.

٣٢ - المصدر السابق ص ١٦٧ ح ١٢٦، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨٤ ح ٣٩.

٣٣ - المصدر السابق ص ١٦٧ ح ١٢٧، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨٤ ح ٤٠.

(١) الزيادة من المصدر.

(٢) وسائل الشيعة ج ١ ص ٩٣ ح ١٠.

٣٤ - المصدر السابق ص ١٦٧ ح ١٢٨، عنه في البحارج ٢٧ ص ١٨٥ ح ٤١.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510