مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل11%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 510

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 510 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 280883 / تحميل: 5833
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

١١ - ( باب كراهة الاستنجاء باليمين إلّا لضرورة، وكذا مسّ الذكر باليمين وقت البول )

٥٤٢ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليه‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: الاستنجاء باليمين من الجفاء ».

٥٤٣ / ٢ - المقنع: ولاتستنج بيمينك فانه من الجفاء.

١٢- ( باب كراهة الجلوس لقضاء الحاجة على شطوط الانهار والآبار والطرق النافذة وتحت الأشجار المثمرة وقت وجود الثمر، وعلى أبواب الدور وافنية المساجد، ومنازل النزّال، والحدث قائماً. وأنه لا يكره ذلك في غير مواضع النهي )

٥٤٤ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليه‌السلام، قال: نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن يتغوط على شفير بئر ماء يستعذب منها، اوشط نهر يستعذب منه، أو تحت شجرة مثمرة .

٥٤٥ / ٢ - دعائم الإسلام: عنهم عليه‌السلام، أن رسول الله

____________________________

الباب - ١١

١ - الجعفريات ص ١٧.

٢ - المقنع ص ٣.

الباب - ١٢

١ - الجعفريات ص ١٥.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٤، عنه في البحار ج ٨٠ ص ١٩٢ ح ٥١.

٢٦١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: نهى عن الغائط فيه- أي في الماء القائم- وفي النهر (١)، وعلى شفير البئر يستعذب من مائها، وتحت الشجرة المثمرة، وبين القبور، وعلى الطرق والأفنية، وأن يبول الرجل قائما .

٥٤٦ / ٣ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار- نقلا عن محاسن البرقى-: عن الباقر عليه‌السلام، قال: « من تخلى على قبر، أو بال قائماً، أو بال في ماء قائماً، أو مشى في خراب واحد، أو شرب قائماً أو خلا في بيت واحداً (١)، أوبات على قبر (٢) فأصابه شئ من الشيطان، لم يدعه إلّا أن يشاء الله، واسرع ما يكون الشيطان إلى الانسان وهو على بعض هذه الحالات ».

٥٤٧ / ٤ - البحار: عن العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم: أول حد من حدود الصلاة هو الاستنجاء، وهو أحد عشر، لا بد لكل الناس من معرفتها واقامتها وذلك من آداب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى أن قال: ولا يتوضأ على شط نهر جار، والعلّة في ذلك أن في الأنهار سكاناً من الملائكة، ولافي (١) ماء راكد، والعلّة فيه أنه ينجسه ويقذره ويأخذ المحتاج (٢) فيتوضأ منه، ويصلّي به ولا يعلم، أو يشربه أو يغتسل به [ ولا بين القبور، والعلّة فيه أن المؤمنين يزورون قبورهم

____________________________

(١) زاد في المصدر: وعلى شفيره،..

٣ - مشكاة الانوار ص ٣١٨، عنه في البحار ج ٨٠ ص ١٨٢ ح ٣٠.

(١) في المصدر: وحده.

(٢) في المصدر والبحار: غمر. والغمر: ريح اللحم وما يعلق باليد من دسمه لسان العرب ج ٥ ص ٣٢، غمر).

٤ - البحار ج ٨٠ ص ١٩٤ ح ٥٣.

(١) في المخطوط: ولا ما في ماء راكد، والصحيح ما ورد في البحار جما في المتن.

(٢) في البحار: فيأخذ المحتاج منه..

٢٦٢

فيتأذون به ] (٣).

ولافي فئ النزّال لأنّه ربّما نزله الناس في ظلمة الليل فينزلون (٤) فيه ويصيبهم ولا يعلمون (٥)، ولافي أفنية المساجد أربعون ذراعا في أربعين دراعا، ولا تحت شجر مثمر (٦)، لقول الصادق عليه‌السلام: ما من ثمرة ولا شجرة ولاغرسة إلّا ومعها ملك يسبح الله ويقدسه ويهلّله، فلا يجوز ذلك لعلّة الملك الموكل بها، ولئلا يستخف بما أحل الله، ولا على الثمار لهذه العلّة ولا على جواد الطريق، والعلّة فيه: انه ربّما وطأه الناس في ظلمة الليل .

٥٤٨ / ٥ - الصدوق في المقنع: واتق شطوط الأنهار والطرق (١) النافذة وتحت الأشجار المثمرة ومواضع اللعن، وهى أبواب الدور، ولا تبل قائما من غير علّة فانه من الجفاء .

٥٤٩ / ٦ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصيّة: روي أن أبا حنيفة صار إلى باب أبي عبدالله عليه‌السلام ليسأله عن مسائل (١)، فلم يأذن له، فجلس لينتظر الاذن، فخرج أبوالحسن موسى عليه‌السلام، وله خمس سنين، فقال له: يا فتى أين يضع المسافر خلاه في بلدكم هذا؟.

____________________________

(٣) ما بين المعقوفين ليس في المخطوط، أثبتناه من الطبعة الحجرية للمستدرك والبحار

(٤) في نسخة: فيظلون (منه قدس سره) وفي البحار: فيظلوا.

(٥) في المخطوط والبحار: ولا يعلموا والصحيح ما أثبتناه.

(٦) في البحار: شجرة مثمرة، وفي المخطوط: ولا في تحت شجر مثمر، والظاهر أن (في) قد زيدت سهوا.

٥ - المقنع: ص ٣.

(١) في المصدر: والطريق.

٦ - اثبات الوصية ص ١٦٢.

(١) في المصدر: مسألة.

٢٦٣

فاستند إلى حائط وقال له: يا شيخ يتوقى شطوط الأنهار، ومساقط الثمار، ومنازل البراك (٢)، ومحجة الطريق (٣)، وأقبلة المساجد وأفنيتها، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ويتوارى حيث لا يرى، ويضعه حيث يشاء، فانصرف أبوحنيفة (في تلك السنة) (٤) ولم يلق أبا عبدالله عليه‌السلام.

١٣ - ( باب كراهة التخلّي على القبور والتغوط بين القبور وأن يستعجل المتغوّط وجملة من المكروهات )

٥٥٠ / ١ - البحار: وجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجباعي، نقلا من (١) جامع البزنطى، عن أبي بصير، عن الباقر عليه‌السلام، قال: لا تشرب وأنت قائم، ولا تنم وبيدك ريح الغمر، ولا تبل في الماء، ولا تخل على قبر، ولا تمش في نعل واحدة، فإنّ الشيطان أسرع ما يكون (٢) على بعض هذه الاحوال، وقال ما أصاب أحداً على هذه الحال فكاد يفارقه، إلا ان يشاء الله.

وتقدم خبر المشكاة والدعائم والعلل (٣).

٥٥١ / ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن اسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن

____________________________

(٢) وفيه: النزال.

(٣) وفيه: الطرق.

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

الباب - ١٣

١ - البحارج ٨٠ ص ١٩١ ح ٤٩.

(١) في البحار: عن.

(٢) وفيه هنا: إلى الانسان ظاهراً.

(٣) تقدم في الباب ١٢ ح ٢، ٣، ٤.

٢ - الجعفريات ص ٢٠٢.

٢٦٤

أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لاتبولوا بين ظهراني القبور ولا تتغوطوا.

١٤ - ( باب كراهة الاستنجاء بيد فيها خاتم عليه اسم الله وكراهة استصحابه عند التخلّي وعند الجماع وعدم تحريم ذلك وكذا خاتم عليه شئ من القرآن وكذا درهم ودينار عليه اسم الله )

٥٥٢ / ١ - الطبرسي في مكارم الأخلاق:- نقلا من كتاب اللباس للعياشي - عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه‌السلام، قال: قلت له: انا روينا في الحديث أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كان يستنجى وخاتمه في اصبعه، وكذلك يفعل أميرالمؤمنين عليه‌السلام، كان نقش خاتم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (محمّد رسول الله).

قال: صدقوا، قال: وكذلك ينبغى لنا أن نفعل، قال: ان اولئك كانوا يتختمون في اليد اليمنى، وانكم أنتم تتختمون (١) في اليد اليسرى، قال: فسكت.

٥٥٣ / ٢ - الصدوق في المقنع: ولا تستنج وعليك خاتم عليه اسم الله حتى تحوله، وإذا كان عليه اسم محمّد فلا بأس بأن لا تنزعه.

٥٥٤ / ٣ - البحار:- عن مجموع الدعوات للتلعكبري - في حديث عن

____________________________

الباب - ١٤

١ - مكارم الاخلاق ص ٩٢، والبحار ج ٨٠ ص ٢٠٠ نحوه.

(١) في المخطوط: تختمون، والاصح ما ورد في المصدر كما في المتن.

٢ - المقنع ص ٣.

٣ - البحار ج ٨٠ ص ١٩٦ ح ٥٦.

٢٦٥

الصادق في عليه‌السلام، نقش الحديد الصيني، قال عليه‌السلام: واحذر عليه من النجاسة والزهومة (١) ودخول الحمام والخلاء، الخبر.

٥٥٥ / ٤ - الجعفريات: أخبرنا أبومحمّد عبدالله بن محمّد بن عثمان، قال: كتب إليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث، قال: حدّثني أبوالحسن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام: أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كان يتختم بيمينه لموضع الاستنجاء، لان الاستنجاء به لنقشه محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌.

٥٥٦ / ٥ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام، قال: الرجل ينبغي له - إذا كان نقش خاتمه اسما من اسماء الله تعالى - إذا كان الاستنجاء أن يجعله بيمينه.

١٥ - ( باب أنه يستحب لمن دخل الخلاء تذكر ما يوجب الاعتبار والتواضع والزهد وترك الحرام )

٥٥٧ / ١ - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه‌السلام: انما سمي

____________________________

(١) الزهومة: ريح لحم سمين منتن ولحم زهم ذو زهومة قولك: زهمت يدي فهي زهمة: اي دسمة (لسان العرب - رهم - ج ١٢ ص ٢٧٧).

٤ - الجعفريات ص ١٨٦.

٥ - المصدر السابق ص ١٨٦.

الباب - ١٥

١ - مصباح الشريعة ص ٧١ باختلاف في اللفظ، عنه في البحار ج ٨٠ ص ١٦٥ ح ٥.

٢٦٦

المستراح مستراحا لاستراحة النفس من أثقال النجاسات واستفراغ الكثيفات، والقذر فيها، والمؤمن يعتبر عندها أن الخالص من طعام الدنيا كذلك تصير عاقبتها فيستريح بالعدول عنها وتركها، ويفرغ نفسه وقلبه عن شغلها، ويستنكف عن جمعها وأخذها استنكافه عن النجاسة والغائط والقذر، ويتفكر في نفسه المكرمة في حال كيف تصير ذليلة في حال، ويعلم أن التمسك بالقناعة والتقوى يورث له راحة الدارين، فان الراحة في هوان الدنيا والفراغ (١) من التمتع بها وفي ازالة النجاسة من الحرام والشبهة.

فيغلق عن نفسه باب الكبر بعد معرفته اياها، ويفر من الذنوب، ويفتح باب التواضع والندم والحياء، ويجتهد في أداء أوامره واجتناب نواهيه، طلبا لحسن المآب وطيب الزلفى، ويسجن نفسه في سجن الخوف والصبر، والكف عن الشهوات إلى أن يتصل بأمان الله تعالى في دار القرار، ويذوق طعم رضاه فان المعول على ذلك وما عداه فلا شئ.

وتقدم عن فلاح السائل (٢): قول الصادق عليه‌السلام: ان ملكا موكلا بالعباد، إذا قضى احدهم الحاجة قلب عنقه فيقول: يا ابن آدم، ألا تنظر إلى ما خرج من جوفك فلا تدخله إلّا طيبا، وفرجك فلا تدخله في حرام.

٥٥٨ / ٢ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، انه قال في ذكر آداب الخلوة: فإذا نظر إلى حدثه (١)

____________________________

(١) في نسخة: الفرار منه قدس سره.

(٢) تقدم في الباب ٥ ذيل الحديث ٤.

٢ - تحف العقول ص ٧٧.

(١) في المصدر: حدثه بعد فراغه.

٢٦٧

فليقل: اللهم ارزقني الحلال وجنبني الحرام، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: ما من عبد الاو قد وكل الله به ملكا يلوي عنقه إذا أحدث حتى ينظر إليه، فعند ذلك ينبغي له أن يسأل الله الحلال، فان الملك يقول: يابن آدم هذا ما حرصت عليه، انظر من أين اخذته والى ماذا صار.

١٦ - ( باب كراهة طول الجلوس على الخلاء )

٥٥٩ / ١ - الصدوق في المقنع: ولا تطل جلوسك على الخلاء، فانه يورث البواسير.

٥٦٠ / ٢ - الرسالة الذهبية للرضا عليه‌السلام: وادخل الخلاء لحاجة الانسان، والبث فيه بقدر ما تقضى حاجتك، ولا تطل فيه، فان ذلك يورث داء الفيل (١).

١٧ - ( باب كراهة البول في الصلبة، واستحباب ارتياد مكان مرتفع له، أو مكان كثير التراب )

٥٦١ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن

____________________________

الباب - ١٦

١ - المقنع ص ٣.

٢ - الرسالة الذهبية ص ٤٩.

(١) في نسخة: داء الدفين، منه « قدس سره ». وداء الفيل: تضخم في الجلد وماد تحته ينشأ، عن سد الأوعية اللمفاوية ويحدثه جنس من الديدان الخيطية (المعجم الوسيط ج ٢ ص ٧٠٩)، والدواء الدفين: الذي لا يعلم به حتى يظهر منه شر (لسان العرب - دفن - ج ١٣ ص ١٥٦).

الباب - ١٧

١ - الجعفريات ص ١٣.

٢٦٨

أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من فقه الرجل أن يرتاد لبوله، ومن فقه الرجل أن يعرف موضع بزاقه في النادى ».

٥٦٢ / ٢ - دعائم الإسلام: وقالوا عليهم‌السلام: « من فقه الرجل ارتياد مكان الغائط، والبول، والنخامة ».

١٨ - ( باب وجوب التوقى من البول )

٥٦٣ / ١ - دعائم الإسلام: عنهم عليهم‌السلام: أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمر بالتوقي من البول، والتحفظ منه، ومن النجاسات كلّها.

وتقدم عن دعوات الراوندي: أن ثلث عذاب القبر للبول (١).

٥٦٤ / ٢ - ثقة الإسلام في الكافي: عن العدة، عن البرقى، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، في حديث قال: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، خرج في جنازة سعد، وقد شيعه سبعون ألف ملك، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ رأسه إلى السماء، ثم قال: مثل سعد يضم! - اشارة إلى ضغطة القبر - قال: جعلت فداك انا نحدث أنه كان يستخف بالبول، فقال: معاذ الله، انّما كان من

____________________________

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٤، عنه في البحار ج ٨٠ ص ١٩٢ ح ٥١.

الباب - ١٨

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٤، عنه في البحار ج ٨٠ ص ١٩٢ ح ٥١.

(١) تقدم في الباب ٨ ح ٤.

٢ - الكافي ج ٣ ص ٢٣٦ ح ٦.

٢٦٩

زعارة (١) في خلقه على أهله »، الخبر.

٥٦٥ / ٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: أربعة يزيد عذابهم على عذاب أهل النار - إلى أن قال - ورجل لا يجتنب من البول، فهو يجر أمعاءه في النار »، الخبر.

٥٦٦ / ٤ - السيد محمّد الحسينى العاملي في كتاب الاثنا عشرية: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه مرّ على البقيع، فوقف على قبر، ثم قال: الآن اقعدوه وسألوه، والذي بعثني بالحق نبيّا، لقد ضربوه بمرزبة (١) من نار، لقد تطاير قلبه نارا، ثم وقف على قبر آخر، فقال مثل مقالته على القبر الأول.

ثم قال: لو لا أنى أخشى على قلوبكم، لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر مثل الذي أسمع، فقالوا: يا رسول الله ما كان فعل هذين الرجلين؟ فقال: « كان أحدهما يمشي بالنميمة، وكان الآخر لا يستبرئ، عن البول ».

١٩ - ( باب كراهة البول في الماء جارياً وراكداً وجملة من المناهي )

٥٦٧ / ١ - دعائم الإسلام: عنهم عليهم‌السلام، أن رسول الله

____________________________

(١) الزعارة بالتشديد وبدونه: شراسة خلق وربما قالوا: زعر الخلق (لسان العرب - زعر - ج ٤ ص ٣٢٣).

٣ - لب اللباب: مخطوط.

٤ - الاثنا عشرية ص ٣٨.

(١) المرزبة: عصية من حديد والمطرقة الكبيرة التي تكون للحداد (لسان العرب - رزب - ج ١ ص ٤١٦).

الباب - ١٩

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٤، عنه في البحار ج ٨٠ ص ١٩٢ ح ٥١.

٢٧٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: البول في الماء القائم من الجفاء.

٥٦٨ / ٢ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله.

٥٦٩ / ٣ - عوالي اللآلي: عن فخر المحققين، قال: قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لايبولن أحدكم في الماء الدائم.

٥٧٠ / ٤ - وعنه: قال: قال علي عليه‌السلام. ان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ نهى أن يبول الرجل في الماء إلّا من ضرورة.

٥٧١ / ٥ - وعنه: في حديث آخر، عنه عليه‌السلام: الماء له سكان، فلا تؤذوهم ببول ولا غائط.

٥٧٢ / ٦ - وعنه: وروي: ان البول في الماء الجارى يورث السلس، وفي الراكد يورث الحصر.

وتقدم عن مشكاة الانوار (١): عن الباقر عليه‌السلام: أن من بال في ماء قائما فأصابه شئ من الشيطان لم يدعه إلّا أن يشاء الله.

٥٧٣ / ٧ - وعن جامع البزنطي، عنه عليه‌السلام: لاتبل في الماء.

____________________________

٢ - الجعفريات ص ١٧.

٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٨٧ ح ٦٦.

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٨٧ ح ٦٧.

٥ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٨٧ ح ٦٨.

٦ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٧٠ ح ١٨٧.

(١) تقدم في الباب ٢ ح ٣.

٧ - البحار ج ٨٠ ص ١٩١ ح ٤٩ نقلاً، عن جامع البزنطي، وقدم تقدّم ذكره مفصلاً في الباب ١٣ ح ١.

٢٧١

وعن علل محمّد بن علي بن ابراهيم: علة النهي عنه (١).

٢٠ - ( باب كراهة استقبال الشمس والقمر بالعورة عند التخلّي )

٥٧٤ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام، قال: نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أن يبول الرجل وفرجه باد للقمر.

وفى نوادر الراوندي (١): وفرجه بادٍ للقبلة، ويؤيد الّاول خبر الكاهلي وحديث المناهي.

٥٧٥ / ٢ - عوالي اللآلي: عن فخر المحققين قال: قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لاتستقبلوا الشمس والقمر ببول ولا غائط، فانهما آيتان من آيات الله.

٥٧٦ / ٣ - البحار: - عن علل محمّد بن علي - في سياق كلامه المتقدم: ولا يستقبل الشمس والقمر لأنهما آيتان من آيات الله، ليس في السماء أعظم منهما لقول الله تعالى: ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ - وهو السواد الذي في القمر - وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ) (١)، الآية.

____________________________

(١) البحار ج ٨٠ ص ١٩٤ ح ٥٣، عن العلل.

الباب - ٢٠

١ - الجعفريات ص ١٣.

(١) نوادر الراوندي ص ٥٤.

٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٨٩ ح ٧٣.

٣ - البحار ج ٨٠ ص ١٩٤ ح ٥٣.

(١) الاسراء ١٧: ١٢.

٢٧٢

وعلة اخرى: أن فيها نورا مركبا، فلا يجوز أن يستقبل بقبل ولا دبر إذ كانت من آيات الله وفيها نور من نور الله.

٢١ - ( باب عدم وجوب الاستنجاء من النوم والريح وعدم استحبابه أيضاً )

٥٧٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن الصادق عليه‌السلام، قال علي عليه‌السلام: لا يكون الاستنجاء إلّا من غائط اوبول أو جنابة، وليس من الريح استنجاء.

٢٢ - ( باب التخيير في الاستنجاء من الغائط بين الأحجار الثلاثة غير المستعملة والماء واستحباب الجمع وجعل العدد وتراً )

٥٧٨ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، قال: أخبرني نافع مولى عبدالله بن عمر، قال: كان عبدالله بن عمر لا يستنجى بالماء، كنت آتيه بحجارة من الحرة (١)، فإذا امتلأت اخرجتها فطرحتها وأدخلت له مكانها.

٥٧٩ / ٢ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده

____________________________

الباب - ٢١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٦، عنه في البحار ج ٨٠ ص ٢١١ ح ٢٥.

الباب - ٢٢

١ - الجعفريات ص ١٤.

(١) الحرة: ارض ذات حجارة سود نخرات كأنها احرقت بالنار، والحرة من الأرضين: الصلبة الغليظة، التي ألبستها حجارة سود نخرة كأنها مطرت (لسان العرب ج ٤ ص ١٧٩ حرر).

٢ - المصدر السابق ص ١٦٩.

٢٧٣

علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من تجمّر فليوتر (١)، ومن استنجى فليوتر، ومن استخار الله تعالى فليوتر.

٥٨٠ / ٣ - عوالي اللآلي: - عن فخر المحققين - روى زرارة، عن أبي جعفر عليه‌السلام، أنه قال: يجزي من الغائط المسح بالأحجار إذا لم يتجاوز محل العادة.

٥٨١ / ٤ - وفيه عنه: وروي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: وليستنج بثلاثة أحجار أبكار.

٥٨٢ / ٥ - وفيه عنه: وفى حديث عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: إذا ذهب أحدكم إلى الغائط، فليذهب ومعه ثلاثة أحجار فانها تجزئ.

٥٨٣ / ٦ - وفيه عنه: وفي حديث عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار.

٥٨٤ / ٧ - وفيه عنه: وفي حديث آخر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: استطيب بثلاثة أحجار أو ثلاثة أعواد أو ثلاث حفنات (١) من تراب.

ورواه في الذكرى عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله (٢).

٥٨٥ / ٨ - وفيه عنه: روي عن علي عليه‌السلام، عن النبيّ

____________________________

(١) في المصدر زيادة: ومن اكتحل فليوتر..

٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٨١ ح ٤٦.

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٨٢ ح ٤٨.

٥ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٨٤ ح ٥٢.

٦ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٨٤ ح ٥٣.

٧ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٨٤ ح ٥٥.

(١) في الذكرى: حثيات حثى يحثيه حثياً إذا أهاله بيده المصباح (هامش الذكرى).

(٢) الذكرى ص ٢١.

٨ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٨٤ ح ٥٧

٢٧٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: إذا استنجى أحدكم فليوتر وترا.

٥٨٦ / ٩ - وفيه عنه: وروي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: وليستنج بثلاث مسحات.

٥٨٧ / ١٠ - الشهيد في الذكرى: عن سلمان (رحمه الله)، قال: نهانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار.

٢٣ - ( باب وجوب الاقتصار على الماء في الاستنجاء من البول )

٥٨٨ / ١ - الحميرى في قرب الاسناد: عن عبدالله بن الحسن، عن جدّه على بن جعفر، عن أخيه عليهما‌السلام، قال: سألته عن رجل بال ثم تمسح فأجاد التمسح ثم توضأ وقام فصلّى؟ قال: يعيد الوضوء فيمسك ذكره ويتوضأ ويعيد صلاته ولا يعتد بشئ ممّا صلّى.

ورواه علي بن جعفر في كتابه، مثله.

ويأتي عن الدعائم ما يشير إلى ذلك (١).

٢٤ - ( باب كراهة البول قائماً من غير علّة إلّا ان يطلى بالنورة وكراهة أن يطمح الرجل ببوله في الهواء من مرتفع )

٥٨٩ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن

____________________________

٩ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٨٥ ح ٥٩.

١٠ - الذكرى ص ٢١.

الباب - ٢٣

١ - قرب الاسناد ص ٩١.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٢.

الباب - ٢٤

١ - الجعفريات ص ١٣.

٢٧٥

أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام، قال: نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن يطمح (١) الرجل ببوله من السطح في الهواء.

٥٩٠ / ٢ - دعائم الإسلام: عنهم عليهم‌السلام؛ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: نهى أن يطمح الرجل ببوله من المكان العالي، وأن يبول الرجل قائما.

٥٩١ / ٣ - الصدوق في المقنع: ولا تطمح ببولك من السطح، ولا من الشئ المرتفع في الهواء، ولا تبل قائما من غير علّة فإنه من الجفاء.

٢٥ - ( باب استحباب اختيار الماء على الاحجار، خصوصاً لمن لان بطنه، في الاستنجاء من الغائط، وتعيّنه مع التعدي، واختيار الماء البارد لصاحب البواسير )

٥٩٢ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، قال: « الاستنجاء بالماء (١) في كتاب الله، وهو قول الله عزّوجلّ: ( إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (٢) وهو خلق كريم (٣) وليس لأحد

____________________________

(١) طمح ببوله: باله في الهواء، وطمح ببوله وبالشئ: رمى به في الهواء، الأزهري: إذا رميت بشئ في الهواء قلت: طمحت به تطميحاً (لسان العرب - طمح - ج ٢ ص ٥٣٥).

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٤، عنه في البحار ج ٨٠ ص ١٩٣ ح ٥١.

٣ - المقنع ص ٣.

الباب - ٢٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٦، عنه في البحار ج ٨٠ ص ٢١١ ح ٢٥.

(١) في المصدر: في الماء بعد الحجارة.

(٢) البقرة ٢: ٢٢٢.

(٣) في المصدر هنا: وازالة النجاسة واجبة.

٢٧٦

تركه، قال: وسئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، عن امرأة أتت الخلاء فاستنجت بغير الماء، فقال: لا يجزيها إلّا ان لاتجد الماء ».

٥٩٣ / ٢ - العياشي في تفسيره: عن جميل، قال: سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول: « كان الناس يستنجون بالحجارة والكرسف، ثم احدث الوضوء وهو خلق حسن، فأمر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وأنزله الله في كتابه: ( إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (١) ».

٥٩٤ / ٣ - وعن أبي خديجة: عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « كانوا يستنجون بثلاثة أحجار، لأنهم كانوا يأكلون البسر (١)، وكانوا يبعرون بعراً، فأكل رجل من الأنصار الدبا (٢) فلان بطنه فاستنجى بالماء، [ فبعث إليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ] (٣) قال: فجاء الرجل وهو خائف أن يكون قد نزل فيه أمر فيسوؤه في استنجائه (٤)، [ فقال له: عملت في يومك هذا شيئا ] (٥) فقال: يا رسول الله أي (٦) والله ما

____________________________

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٠٩ ح ٣٢٦، عنه في البحار ج ٨٠ ص ٢٠٤ ح ١٣.

(١) البقرة ٢: ٢٢٢.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٠٩ ح ٣٢٨، عنه في البحار ج ٨٠ ص ١٩٨.

(١) البسر، بالضم والسكون: وهو تمر النخل قبل أن يرطب (مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٢١).

(٢) الدَبا بفتح الدال وتشديدها: الجراد قبل طيرانه (لسان العرب ج ١٤ ص ٢٤٨ مجمع البحرين ج ١ ص ١٣٣).

(٣) اثبتناه من الطبعة الحجرية والمصدر.

(٤) في المصدر: استنجائه بالماء.

(٥) في المخطوط، قال: وفي المصدر: قال: فقال رسول الله هل عملت في يومك هذا شيئاً، وما أثبتناه من الطبعة الحجرية.

(٦) في المصدر: فقال: نعم يارسول الله اني .

٢٧٧

حملني على الاستنجاء (٧)، إلّا أنّي اكلت طعاما فلان بطني، فلم تغن عنّي الحجارة (٨) فاستنجيت بالماء، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: هنيئا لك، فان الله عزّوجلّ قد أنزل فيك آية: ( إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (٩)، فكنت أول من صنع ذا (١٠) أول التوابين وأول المتطهرين ».

٥٩٥ / ٤ - وفيه: عن الحلبي، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: سألته عن قول الله: (فيه رجال يحبون ان يتطهروا) (١) قال: « الذين يحبون ان يتطهروا نظف الوضوء، وهو الاستنجاء بالماء، قال: قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء ».

٥٩٦ / ٥ - وفي رواية ابن سنان، عنه عليه‌السلام، قال: قلت له: ما ذلك الطهر؟ قال: « نظف الوضوء، إذا خرج أحدهم من الغائط، فمدحهم الله بتطهرهم ».

٥٩٧ / ٦ - عوالي اللآلي: - عن فخر المحققين - روي عن علي عليه‌السلام، أنه قال: « كنتم تبعرون بعرا وأنتم اليوم تثلطون (١)

____________________________

(٧) وفيه: الاستنجاء بالماء.

(٨) وفيه: الحجارة شيئاً.

(٩) البقرة ٢: ٢٢٢.

(١٠) في نسخة: هذا، منه قدس سره.

٤ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٢ ح ١٣٧، عنه في البحار ج ٨٠ ص ٢٠٥ ح ١٤.

(١) التوبة ٩: ١٠٨.

٥ - المصدر السابق ج ٢ ص ١١٢ ح ١٣٨ عنه في البحار ج ٨٠ ص ٢٠٥ ح ١٤.

٦ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٨١ ح ٤٧.

(١) تثلطون: الرقيق من كل شئ، يقال للانسان إذا رقّ نجوه: هو يثلط ثلطاً (لسان العرب ج ٧ ص ٢٦٨) إشارة منه عليه‌السلام إلى كثرة مآكلهم =

٢٧٨

ثلطا فاتبعوا الماء الأحجار (٢) ».

٥٩٨ / ٧ - وعن الفخر (١): عن زرارة، عن أبي جعفر عليه‌السلام، أنه قال: « يجزي من الغائط المسح بالأحجار، إذا لم يتجاوز محل العادة ».

٥٩٩ / ٨ - وفيه: وروي في الحديث عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال لبعض نسائه: « مري نساء المؤمنين أن يستنجين بالماء ويبالغن، فانه مطهرة للحواشي ومذهبة للدرن ».

وتقدّم عن الجعفريات: أن جبرئيل قال: يا محمّد كيف ننزل عليكم وأنتم لا تستنجون بالماء (١)؟

٢٦ - ( باب كراهة الاستنجاء بالعظم والروث، وجوازه بالمدر والخرق والكرسف ونحوها )

٦٠٠ / ١ - دعائم الإسلام: ونهوا عليهم‌السلام: عن الاستنجاء بالعظام والبعر وكل طعام، وأنه لا بأس بالاستنجاء بالحجارة والخرق والقطن، وأشباه ذلك.

٦٠١ / ٢ - عوالي اللآلي: عن فخر المحققين، عن النبيّ

____________________________

= وتنوعها.

(٢) في المصدر: بالاحجار.

٧ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٨١ ح ٤٦.

(١) أي فخر المحققين.

٨ - عوالي اللآلي: لم نجده، وتقدم في الباب ٨ ص ٣.

(١) تقدم في الباب ٨ ح ١.

الباب - ٢٦

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٥ عنه في البحار ج ٨٠ ص ٢١١ ح ٢٥.

٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٦٠ ١٨٥.

٢٧٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: « لا تستنجوا بالعظم والروث، فانها زاد اخوتكم الجن ».

٦٠٢ / ٣ - ورواه السيد الداماد في شارع النجاة: مثله، وفي لفظه: « ولا بالروث » وزاد في رواية اخرى، أنه قال: « العظام طعامهم، والروث طعام دوابهم ».

٦٠٣ / ٤ - وفيه: أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « يارويبعة، لعل الحياة تطول بك بعدي، فأعلمي الناس: أنه من استنجى بعظم أو روث فانا منه برئ ».

٦٠٤ / ٥ - وعن الشهيد (رحمه الله): وروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، حمل إليه للاستنجاء حجران وروثة، فألقى الروثة واستعمل الحجرين.

٦٠٥ / ٦ - وتقدم في رواية المناقب: قول المجتبى عليه‌السلام: « ولا تمسح باللقمة، والرّمة (١) والروث ».

٦٠٦ / ٧ - الشيخ أبوالفتوح الرازي في تفسيره: عن عبدالله بن مسعود - في حديث طويل، في قصّة دعوة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ جن نصيبين في شعب الجحون - إلى أن قال: قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لي: « ما رأيت؟ » قلت: رجالا سودا عليهم ثياب بيض، فقال: « هولاء جن نصيبين سألوا مني متاعاً فمتعتهم بالعظم، والبعر،

____________________________

٣ - شارع النجاة - ضمن اثنتي عشرة رسالة له - ص ٨١.

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٨٦ ح ٦.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤١٣ ح ٨١.

٦ - تقدم في الباب ٤ ح ٨ أبواب الخلوة.

(١) الرمة بالكسر: العظام البالية، والجمع رمم ورمام (لسان العرب - رمم - ج ١٢ ص ٢٥٢).

٧ - تفسير الشيخ الرازي ج ٥ ص ٦٥ .

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

كقوله تعالى( إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) وقوله تعالى من بعد( ثُمَّ إذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ) يجري هذا المجرى لانه تعالى لا يدعوهم في الحقيقة لكنه يجيبهم ويكمل عقولهم ويمكنهم فيخرجون ويرجعون إلى الله تعالى بمعنى إلى حيث لا حاكم سواه وقوله تعالى من بعد( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) ربما قالوا فيه ان ذلك يدل على جواز الضعف عليه. وجوابنا أنّه بمعنى هيّن كما إذا قلنا في الله انه أكبر وأعظم فالمراد به كبير عظيم وكما قال الشاعر :

إن الذي سمك السماء بنى لنا

بيتا دعائمه أعز وأطول

والمعنى أنه عزيز طويل.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) كيف يصح ظهور الفساد لاجل كسبهم؟ وجوابنا أنهم إذا أفسدوا في الارض وظلموا ومنعوا الحقوق يظهر بذلك الفساد في الموضعين واذا قلت النعم من جهة الله تعالى لاجل ذلك كان ردعا لهم عن أمثال ما فعلوا وبذلك قال تعالى( لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ولا يمتنع أن يكون الصلاح عند كسبهم أن يقع من الله تعالى التضييق في المعيشة على وجه الاعتبار كما فعله تعالى بأمم الأنبياء من إنزال العقاب بهم ولذلك قال تعالى بعده( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) فبيّن ما نالهم لاجل شركهم وقوله من بعد( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ ) هو خطاب للكل وإن كان لفظه خاصا والمراد بالوجه نفس الانسان فكأنه قال فأقم نفسك للدين القيم حتّى لا تحول عنه ولا تزول فلا تأمن في كل وقت من الاخترام فاذا ثبت على الاستقامة كنت من الفائزين

تنزيه القرآن (٢١)

٣٢١

ولذلك قال تعالى بعده( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ ) وقوله تعالى من بعد( مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ) يدل على أنه من فعله والا كانت اضافته إلى خالقه أولى وقوله تعالى( وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ) يوجب أن ذلك من فعلهم أيضا وقوله تعالى من بعد( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ ) يدل أيضا على ذلك لان المجازاة من الله تعالى على نفس ما خلق لا تصح وقوله تعالى من بعد( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ ) يدل أيضا على ذلك لأن الكفر إن كان من خلقه فقد أراده وأحبه وإذا أراده فقد أحب الكافر إذ محبة الكافر هو محبة كفره وقوله تعالى من بعد( فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) يدل على ان الجرم من قبلهم وقوله تعالى من بعد( وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) يدل على ان ايمانهم من قبلهم إذ لو كان خلقا من الله لكان ناصرا لنفسه وذلك محال وقوله تعالى من بعد( فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى ) هو على وجه المبالغة لتركهم القبول والتفكر وكذلك قوله( وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ ) ولذلك قال تعالى بعده( إذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ) ولو أراد حقيقة الصم لكان حالهم في الاقبال كحالهم في الادبار ولذلك قال تعالى بعده( إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا ) فأما قوله عز وجل( اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ) والضعف عرض لا يصح أن يخلق الجسم منه فالمراد المبالغة في ضعفه وهو على ما هو عليه وبيّن ان آخر أمره أن لا ينتظر له قوة بعد ضعف وبقوله تعالى( ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً ) وكل ذلك تحريك لهم على التدارك إلى التوبة خصوصا وقد أدرك حال الشيبة.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ ) كيف يصح أن يخبروا بذلك ويقسموا عليه وهو كذب وعندكم أنهم في الآخرة هم ملجئون

٣٢٢

الى أن يفعلوا القبيح؟ وجوابنا أنّ المراد بذلك إخبارهم عن أنهم ما لبثوا غير ساعة عند أنفسهم لأنّ ما بين الموت والاعادة وان طالت مدته فهو كالقصير من الاوقات في أن المعاد لا يتبين له ذلك وقوله تعالى( فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ ) يدل على ما نقول لأنه أن كان ظلمهم من خلق الله فهم مستغنون عن المعذرة.

٣٢٣
٣٢٤

سورة لقمان

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) كيف يصح مع ثقلها وعظمها أن تقف لا على عمد؟ وجوابنا أنّه تعالى اذ اسكنها حالا بعد حال وقفت وان كانت ثقيلة كما أن أحدنا يمسك يده وقد بسطها فمن حيث يفعل فيها السكون حالا بعد حال تثبت ولذلك متى لم يسكنها سقطت لانّ أحدنا يغفل ويلهو والله سبحانه يتعالى عن ذلك واختلف المفسرون في ذلك فقال بعضهم الفائدة فيه نفي نفس العمد أصلا على ما ذكرنا وقال بعضهم الفائدة فيه انا لا نرى العمد والاول هو أقوى وهو داخل في الاعجوبة وقوله تعالى من قبل( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) يدل على أن المضل هو الانسان وأنه مذموم ويدل على أن كل قول قيل بلا علم في الاديان فهو مذموم وقوله تعالى المتصلة من بعد( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً ) يدل على أن العشرة بأحوال الدنيا قد تحسن مع المباينة في الدين ثمّ بين أن من أناب إلى الله يجب أن يتبع فقال( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ ) إلى قوله تعالى من بعد حاكيا عن لقمان( يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ) القصد فيه أن يتأمله المرء فيعمل به فان هذه الوصية جامعة للانقطاع إلى الله تعالى بعد المعرفة بعلمه وقدرته لان قوله تعالى( إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أو فِي السَّماواتِ أو فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ

٣٢٥

إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) يؤذن بأن ما أقدم المرء عليه دق أم جل فهو معلوم لله وتكون المجازاة بحسبه وذلك ردع عظيم وهي جامعة القيام بالعبادات وهو بقوله( يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ ) وهي أيضا جامعة للآداب وما ينبغي أن يتمسك به المرء من الاخلاق والتواضع وهو بقوله( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً ) إلى آخر الكلام وقوله من بعد( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) يدل على أن التمسك بالمذاهب إنما يحسن إذا كان عن علم وقوله( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إلى عَذابِ السَّعِيرِ ) مما لا مزيد عليه في بطلان التقليد لأنه تعالى بيّن أنهم إذا جاز أن يتركوا الدليل اتباعا لآبائهم من دون دلالة فقد جاز أن يرجعوا إلى اتباع الشيطان فيما يدعوهم اليه لأن ما في كلا الموضعين هو اعتماد على القول من دون دلالة وهذا هو الذي نعتمد عليه في بطلان التقليد ونقول إنه إذا جاز تقليد الآباء في الاسلام فيجوز تقليد أولاد النصارى لآبائهم لأن كل ذلك اعتماد على قبول القول من غير دلالة وقوله تعالى( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ ) يدل على أن كلام الله مقدور له يحدث حالا بعد حال لا كما قاله قوم من أنه متكلم بذات أو بكلام قديم لا يصح فيه زيادة ولا نقصان.

[ مسألة ] وربما تعلقوا بقوله تعالى( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ ) وقالوا يدل ذلك على أن جريه من فعل الله تعالى ليكون مضافا إلى الله تعالى ولو لا ذلك لوجب أن يكون مضافا إلى الملاح ولما صح أن يكون آية وقد قال تعالى( لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ ) وجوابنا أنّ وجه الاعتبار في ذلك خلقه تعالى للماء في البحر على الصفة التي معها تجري السفن

٣٢٦

وخلقه الرياح على هذا الوجه ولو لا ذلك لـما صح جريها بفعل العباد وفي ذلك آيات الله تعالى ونعمه لأنه لو لا ذلك لـما صحّ التوصل إلى قطع البلاد وجلب النعم وقوله تعالى( وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ) يدل على أن الجحد لا يكون من خلق الله تعالى إذ لو كان من خلقه لـما صح أن يذمه هذا الذم العظيم وقوله تعالى من بعد( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ) أي عقاب ربكم بالتحرز من المعاصي وقوله تعالى( وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ) من أقوى دلالة ما يدل على أن وعده ووعيده لا يجوز أن يقع فيهما خلف ومن أقوى ما زجر الله به عباده عن المعاصي فإذا تدبر المرء عند قراءته ما ذكرنا عظم انتفاعه بذلك ؛ ولذلك قال بعده( فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) يعني بذلك متاعها( وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ ) زجر بذلك عن قبول كل قول يغر المرء ويصرفه عن التمسك بطاعة الله ثمّ بين تعالى ما يختص به عز وجل من العلم ولم يطلع العباد عليه بالادلة وان جاز أن يطلع أنبيائه على بعضه ليكون معزا لهم فقال جل من قائل( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ) وفي ذلك دلالة على بطلان قول من يحكم أن أحكام المنجمين صحيحة فيما جرى هذا المجرى.

٣٢٧
٣٢٨

سورة السجدة

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إلى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ ) أليس ذلك صريحا في أنه تعالى في السماء؟ وجوابنا أنّه جعل جل وعز السماء مكانا للملائكة وللأرزاق التي بها يحيي الناس ولذلك قال تعالى( وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ) فلاجل ذلك قال( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إلى الْأَرْضِ ) ومعنى قوله( ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) أي إلى المكان الذي لا حكم فيه الا حكمه لانّ الملائكة طوع الله ولا يفعلون إلا بأمره.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) . وجوابنا أنّ المراد بهذه الآية نزول الملائكة بالوحي وغيره من السماء إلى الارض ورجوعها إلى مكانها فلا يكون ألف سنة بل بين السماء والارض مسير خمسمائة عام وأما الآية الثانية فالمراد بها يوم القيامة ويدل عليه قوله تعالى( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً ) فبين أنه يطول ذلك الزمن على الكفار لشدته فيساوي لاجل تلك الشدائد خمسين ألف سنة وقوله من بعد( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) يبين أنه لا قبيح في قوله ولا أسمائه فان قيل ففي جملة ما خلق ما يقبح في الصورة. فجوابنا أنّ المراد نفي ما يقبح في العقل من فعله لا ما يستقبح في الصورة بين ذلك ان هيئة الانسان في صلاته وقضاء حاجته والنهي عن المنكر قد يستقبح في المنظر وتوصف مع ذلك بأنها حسنة وحكمة وقوله تعالى( أَإِذا ضَلَلْنا فِي

٣٢٩

الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ ) يدل على بطلان تعلقهم في باب الرؤية بذكر اللقاء لانّ الله عز وجل بين أنهم كافرون بلقاء ربهم وأراد كفرهم بالاعادة وبالثواب والعقاب وقوله عز وجل من بعد( وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ ) المراد به يقولون ربنا وحذف مثل ذلك يحسن في الكلام إذا كان فيه ما يدل عليه ولا يجوز أن يتمنوا ذلك ويسألوه الا والعقاب من جهتهم يقع وباختيارهم يكون وقوله تعالى( وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها ) فالمراد به على وجه الالجاء الذي وقع لم ينتفعوا به لانهم انما ينتفعون بما يفعلونه طوعا ليستحقوا به الثواب ولذلك قال تعالى( وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) وقوله( فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا ) يدل على أن اللقاء ليس بمعنى الرؤية وأراد تركتم النظر والعلم بالاعادة وقوله تعالى( إِنَّا نَسِيناكُمْ ) والنسيان على الله تعالى لا يجوز والمراد به عاقبناكم على ترككم على مثال قوله تعالى( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ) وقوله تعالى( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) يدل على أن الفاسق ليس بمؤمن لانه تعالى ميز بينهما فجعل للمؤمنين جنات المأوى وللفاسقين النار.

[ مسألة ] ومتى قيل ما معنى قوله تعالى( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) . وجوابنا أنّ المراد ما عجله من الآلام لكي يصلحوا فسماه عذابا مجازا ويجوز أن يريد بذلك عذاب القبر أو الحدود التي تقام على بعضهم فمن يعلم ذلك يكون أقرب إلى أن يرجع عن معاصيه وقوله تعالى( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها ) أحد ما يدل على أن العبد مختار لفعله والا فالاعراض ممن لا يقدر على الشيء وتركه محال لأنه لا يقال في أحدنا أنه أعرض عما يعجز عنه

٣٣٠

وقوله تعالى من بعد( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ) والمراد به العقاب يدل على أن كل مجرم وان كان من أهل الصلاة فالله تعالى ينتقم منه إلاّ أن يكون تائبا أو جرمه صغيرا وقوله تعالى من بعد( وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا ) المراد به جعلناهم أنبياء وعلماء يقتدى بهم لأجل صبرهم فدل بذلك على أن الانبياء لو لا صبرهم عن معاصي الله لـما جعلوا أنبياء فيبطل بذلك قول من يجوز عليهم الكفر والكبائر قبل البعثة وقوله تعالى من بعد( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) يحمل على أنه تعالى يفصل بينهم بالعلم فينقاد المبطل ويعرف المحق حاله في ذلك فان كان الفصل يقتضي نقل الاعراض فسيفعله تعالى.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ ) وكيف يصح والقوم يكذبون بذلك كما قال تعالى بعده( وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) ومن لا يؤمن بيوم القيامة كيف ينتظر ذلك؟ وجوابنا أنّ موتهم لـما كان مقدمة الاعادة جاز أن يقول ذلك ويحتمل أنهم على غير يقين مما قالوا فهم على شك وتجويز فحكمهم حكم المنتظر.

٣٣١
٣٣٢

سورة الاحزاب

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) ما معنى ذلك فان كان تعريفا لنا فهو معلوم؟ وجوابنا ما جعل لأحد ما يتسع به في النظر في الامور وفي الامور وفي الاجتهاد وفي الرأي حتّى لا يشغله بعض ذلك عن بعض بين ذلك ان المراد مقصور على ما جرت به العادة على النظر في الدين والدنيا وقد قيل انه كان في الصحابة من يلقب بذلك ويعتقد فيه الاتساع في الرأي والمعرفة فانزل الله تعالى ذلك لان المنافقين زعموا أنه له قلبين.

[ مسألة ] ومتى قيل ما المراد بقوله( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ) كيف يصح أن يكون أولى بهم من أنفسهم وكيف يصح في أزواجه أن يكنّ أمهاتهم؟ وجوابنا أنّه أولى بهم فيما يقتضي الانقياد في الشرع وأولى بهم فيما يتصل بالاشقاق أو المراد أنه أولى بهم من بعضهم لبعض كقوله تعالى فسلموا على أنفسكم واما أن أزواجه صلّى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين فالمراد تأكيد تحريمهن على المؤمنين وتبرئة رسول الله عن ان يخلفه في أزواجه غيره ولذلك روي عن عائشة في امرأة قالت انك أمي انها أنكرت ذلك وقالت انما أنا أم رجالكم لأن التزويج في الرجال يصح فأكد ذلك بأن شبههن بالامهات وربما حذف في التشبيه اللفظ ليكون على وجه التحقيق كما يقال للرجل

٣٣٣

البليد هو حمار ولمن لا يصغي ولا يفهم انه ميت قال تعالى( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى ) .

[ مسألة ] ومتى قيل ما معنى قوله( وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ) وقوله( وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً ) ما هذا الميثاق المأخوذ من أمم الانبياء؟ وجوابنا أنّه تعالى لـما أعلمهم بوجوب طاعته وطاعة الرسول ودلهم على ذلك ببعثة الرسل وغيرهم وألزمهم القيام بذلك كان ذلك أوكد من المواثيق بالايمان المغلظة وأعظم في وجوب الحجة عليهم في الآخرة ولذلك قال تعالى بعده( لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً ) .

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ) كيف يجوز أن يزيد في عقابهن وذلك ظلم يتعالى الله عنه؟ وجوابنا أنّ مكان اتصالهن برسول الله صلّى الله عليه وسلم وعظم نعمة الله عليهن بذلك وبغيره يوجب ان ما يقع منهن من المعصية يكون أعظم عقابا لان المعصية تعظم بعظم نعمة المعصي كما ان معصية الولد لوالده وله عليه الحقوق العظيمة أعظم فبيّن الله تعالى ان عقاب معصيتهن لو وقعت منهن يكون أعظم لان ذلك عين المستحق فان قيل فقد قال تعالى( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ ) فانه كان عظم المعصية لعظم النعمة فيجب في الطاعة ان يكون موقعها منهن أخف لان عظم النعمة كما يعظم المعصية يخفف أمر الطاعة. وجوابنا عن ذلك ان الطاعة لله تعالى تعظم لوجه آخر وهو ان الناس يقتدون بهن لعظم منزلتهن في القلوب كما قال صلّى الله عليه وسلم مثل ذلك في من سن سنة حسنة.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ

٣٣٤

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) أليس ذلك يدل على انه تعالى يفعل فيهم الصرف عن المعاصي؟ وجوابنا أنّ المراد بهذا انه تعالى يلطف لهم زيادات الالطاف فلا يختارون الا الطاعة فهذا معنى الاذهاب بالرجس ولذلك قال بعده( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

[ مسألة ] وربما قيل ما معنى قوله في قصة زيد( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ) . وجوابنا أنّه تعالى أحب فيما أراده من تزوج النبي صلّى الله عليه وسلم بامرأة زيد ان يكون مظهرا لذلك لانه من باب ما قد أحله الله تعالى له وأن لا يكون في قلبه من الناس ما يتكلف لاجله ابطان ذلك ولذلك قال( فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ) وقوله تعالى( إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ ) مع انه مقدم في الانزال على قوله تعالى( لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ ) وهي التاسعة لان المعتبر في الناسخ أن يكون متأخرا في التعريف والانزال لا في التلاوة وقوله تعالى( وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ) فيها اختلاف فبعض المفسرين يزعم أن ذلك مقدار ثابت بيّن به تعالى أنه يحل له التزوج فلا يدل على أنه صلّى الله عليه وسلم مخصوص بذلك كما خص باباحة الزيادة على أربع ومنهم من يثبت الموهبة ولذلك قال تعالى( خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) .

[ مسألة ] ومتى قيل في قوله تعالى( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ ) بعبارة واحدة ذلك عندكم ممنوع منه وكيف يصح الصلاة من الله تعالى ومن الملائكة على الرسول؟ فجوابنا أنّ قوله تعالى( يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) يرجع إلى الملائكة فقط لانه تعالى يعظم أن يذكر مع غيره ولكنه يعقل بذلك أنه جل وعز أيضا يصلي على الرسول وصلاته جل وعز معناها الرحمة العظيمة والانعام الجسم وصلاة الملائكة الدعاء وقد قال تعالى قبل ذلك( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) وذكر ذلك في عباده والمراد أنه يرحمكم بالهداية لتصلوا إلى الثواب وقوله تعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا

٣٣٥

عَلَيْهِ ) المراد الدعاء له بالمغفرة والرحمة العظيمة وفي الفقهاء من استدل بذلك على وجوب الصلاة عليه وعلى وجوبها في التشهد ومن حيث قال( وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) فقال بعض أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد عرفنا معنى السلام عليك فكيف الصلاة عليك فعلمهم كيف يصلون عليه فيوردون ذلك في الصلاة كما علمهم التشهد من قبل.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ ) كيف يصح ذلك؟ وجوابنا أنّه تعالى يفعل ذلك في الحقيقة لانه قادر على ذلك فيكون أزيد في غمهم وقوله تعالى من بعد( رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ ) في السادة الذين اتبعوهم صحيح لان من سن سنة سيئة يزاد في عقابه فأما قوله تعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا ) ففي المفسرين من قال دخل ليغتسل فلما خرج وثيابه على حجر عدا الحجر حتّى رؤي مكشوفا فبرّأه الله مما كانوا يضيفونه إليه من أنه7 آدر وهذا مما أنكره مشايخنا وقالوا إن ذلك لا يجوز على الانبياء وأن المراد بالآية أنهم اتهموه بأنه قتل هارون أخاه لانه مات قبله وكان في هارون ضرب من اللين وفي موسى صلّى الله عليه وسلم خشونة فلميلهم إليه قالوا هذا القول فبرّأه الله اعاده حتّى برئ موسى من هذه التهمة.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ ) كيف يصح ذلك فيها وهي من جملة الجمادات التي لا يصح أن تعرف وتعلم؟ وجوابنا أنّ المراد عرضنا الامانة أي تضييع الامانة وخيانتها على أهل السموات والأرض وهم الملائكة( فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها ) والاشفاق لا يصح إلا في الحي الذي يعرف العواقب ثمّ قال تعالى( وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) ولو حمل نفس الامانة لم يصح ذلك فيه.

٣٣٦

سورة سبأ

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) كيف يصح ذلك وقد زال التكليف؟

وجوابنا انه وان زال فالشكر والحمد لله في الآخرة يكثر لانهم يسرون بذلك فيشكرون نعم الوقت حالا بعد حال ويشكرون النعم المتقدمة وما يفعله المرء لربه لا يكون داخلا في التكليف.

[ مسألة ] ومتى قيل كيف يصح في قوله تعالى( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ) وما تعلق به قوله تعالى( عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ ) مما تقدم وجوابنا أنّ من اقيمت له الدلالة على بطلان ما هو عليه مجوز إذا ذكر مذهبه أن يكون هذا جوابه لينبه على تقصيره فبيّن الله تعالى بأنه عالم الغيب وأنه يجازي كل أحد يوم القيامة بما استحقه على ما ذكره من بعد.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) كيف يصح أن يأمر الله تعالى الجبال والطير وكيف يلين الحديد وفي تليينه إبطال كونه حديدا؟ وجوابنا أنّ ذلك بمنزلة قوله تعالى( إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) وليس ذلك بأمر فالمراد بيان أن الجبال والطيور لا تمتنع عليه فيما يريده فأما تليين الحديد فمعلوم أنه يلين بالنار ولا يخرج من ان يكون حديدا فجعله الله

تنزيه القرآن (٢٢)

٣٣٧

عز وجل لداود صلّى الله عليه وسلم بهذه الصفة أو جعله من حيث القوة بحيث يتصرف فيه كتصرف أحدنا في الطين وكل ذلك صحيح ولما بيّن عظم نعمه على داود وسليمان بالامور التي سخرها لهما قال تعالى من بعد( اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً ) بالامور التي سخرها لهما قال تعالى من بعد( اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً ) وذلك يدل على ان النعم توجب مزيد الشكر والقيام بالطاعة على وجه الشكر وبيّن تعالى بقوله( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) ان التكليف وان عم الكثير فقليل منهم يقوم بحق شكره وذكر تعالى ذلك ليجتهد كل أحد أن يكون من جملة هذا القليل فيفوز بالثواب فاما قوله تعالى من بعد( وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ ) فلا يصح للخوارج الذين يقولون ان كل ذنب كفر ان يتعلقوا به لان المراد وهل نجازي بما تقدم ذكره إلا الكفور وقد أجرى الله تعالى العادة بانه لا يعذب بعذاب الاستئصال في الدنيا إلا من كفر وقوله تعالى( وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ ) ربما يتعلق به المجبرة انه تعالى يفعل السير وذلك بعيد لان المقدر للشيء لا يجب أن يكون فاعلا له لان من بين الشيء كيف يفعل يوصف بانه قدره وان كان الفعل من غيره ولذلك قال بعده على وجه الامر( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) .

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا ) كيف يصح من العقلاء أن يسألوا ربهم أن يباعد بين أسفارهم وهي قريبة؟ وجوابنا أنّ ذلك منهم جاء على وجه الجهل كقوله تعالى( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ ) هذا إذا قرئ على هذا الوجه وقد قرئ ربنا باعد بين أسفارنا وذلك على وجه الجبر لانه غير أحوالهم فنالهم من المشاق في أسفارهم خلاف ما كانوا عليه وقد يقول الضعيف بعد عليّ الطريق لمزية مشقته وان كان حال الطريق لم يتغير.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ ) كيف يصح أن يصف نفسه بانه يعلم بانه لم يكن له عليهم سلطان وهو عالم بنفسه؟ وجوابنا أنّه تعالى

٣٣٨

يذكر العلم ويريد المعلوم كما ذكرنا من قبل فالمراد به أنه لا يقع من إبليس إلا الوسوسة والترغيب في المعاصي وعند ذلك يتميز من يؤمن ممن يشك ويجهل ولذلك قال بعده( وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) أي هو انه عالم بهذه الامور قبل أن تقع.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) من المراد بذلك وما معنى قوله لمن بعد( حَتَّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ ) وما الفائدة في هذا الجواب؟ وجوابنا أنّ المراد بذلك الملائكة بيّن تعالى انهم لا يشفعون إلاّ بإذنه وأنهم بخلاف الشياطين فلا يقع منهم إلا ما هو طاعة لله تعالى وفي الخبر عن ابن مسعود أنه تعالى إذا أراد أن يكلم ملائكته بما لا يريد ظهوره لغيرهم يحدث في السماء صوتا عظيما يفزع منه سائر الملائكة فإذا انجلى يقولون للملائكة الذين كلمهم الله ما ذا قال ربكم فيجيبون بقولهم قالوا الحق أي قال ربنا الحق فيعلمون أن ذلك من الباب الذي يجب أن لا يظهر فهذا معناه وقد قيل ان الملائكة الذين ينزلون لكتب أعمال العباد إذا نزلوا فزع من هو دونهم من ذلك وتوهموا أن ذلك لقيام القيامة فيسألون ويجابون بما تقدم فأما قوله من بعد( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أو إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أو فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) فالمراد بيان الحق وتمييزه من الضلال كما يقوله أحدنا لمن يستدعيه لأنه صلّى الله عليه وسلم كان يعلم أنه على هدى وأن المشركين على ضلال وقوله تعالى من بعد( وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ) دليل قوي على ان العبد هو القادر عليه لأنه تعالى لو كان هو الخالق فيهم الايمان لـما صح أن يقولوا لو لا انتم

٣٣٩

لكنا مؤمنين بل الصحيح أن يقولوا لو لا خلق الله تعالى الكفر فينا لكنا مؤمنين فذلك يدل على قدرتهم على الايمان واعترافهم يوم القيامة بأن الذي صرفهم عن الايمان دعاء هؤلاء الرؤساء وانه لو لا دعاؤهم لكانوا يختارون الايمان وقوله تعالى من بعد( قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ ) يدل أيضا على ما ذكرنا لأنهم بينوا أن الذي وقع منهم لم يكن صدّا لهم عن الهدى وقد ظهر لهم وتجلى أن ما وقع منهم إنما وقع باختيارهم ولو كان تعالى يخلق فيهم لكان أقوى حجة لهم أن يقولوا أنحن صددناكم بل الله خلق فيكم ذلك وقوله تعالى من بعد( وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ) بيان من الله تعالى بان الاموال والاولاد لا تنفع في الآخرة وأن الذي ينفعهم إيمانهم وعملهم الصالح وبيّن من بعد بقوله تعالى( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) ما يقوى قلب المرء على الانفاق في طاعة الله فإن قيل فنحن نرى من ينفق ولا يخلف الله عليه شيئا. وجوابنا أنّ المراد فهو يخلفه متى كان صلاحا ولم يكن فسادا ولم يوقت ذلك بوقت وذلك يبطل السؤال.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ ) كيف يصح ذلك وفيهم من لم يكن يعبد الملائكة بل أكثرهم ليس بهذه الصفة؟ وجوابنا أنّ الغرض إبطال عبادة الله دون بيان لمن كانوا يعبدون من ملك أو جنّ أو صنم ولذلك قال تعالى بعده( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا ) فاذا أقبل على الملائكة جلّ وعزّ ونبّه على أن من عبدهم فقد عبد من لا يملك له ضرّا ولا نفعا فقد نبّه بذلك على ان عبادة الجن والصنم بهذا التوبيخ

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510