مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل11%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 510

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 510 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 280882 / تحميل: 5833
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

كقوله تعالى( إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) وقوله تعالى من بعد( ثُمَّ إذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ) يجري هذا المجرى لانه تعالى لا يدعوهم في الحقيقة لكنه يجيبهم ويكمل عقولهم ويمكنهم فيخرجون ويرجعون إلى الله تعالى بمعنى إلى حيث لا حاكم سواه وقوله تعالى من بعد( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) ربما قالوا فيه ان ذلك يدل على جواز الضعف عليه. وجوابنا أنّه بمعنى هيّن كما إذا قلنا في الله انه أكبر وأعظم فالمراد به كبير عظيم وكما قال الشاعر :

إن الذي سمك السماء بنى لنا

بيتا دعائمه أعز وأطول

والمعنى أنه عزيز طويل.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) كيف يصح ظهور الفساد لاجل كسبهم؟ وجوابنا أنهم إذا أفسدوا في الارض وظلموا ومنعوا الحقوق يظهر بذلك الفساد في الموضعين واذا قلت النعم من جهة الله تعالى لاجل ذلك كان ردعا لهم عن أمثال ما فعلوا وبذلك قال تعالى( لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ولا يمتنع أن يكون الصلاح عند كسبهم أن يقع من الله تعالى التضييق في المعيشة على وجه الاعتبار كما فعله تعالى بأمم الأنبياء من إنزال العقاب بهم ولذلك قال تعالى بعده( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) فبيّن ما نالهم لاجل شركهم وقوله من بعد( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ ) هو خطاب للكل وإن كان لفظه خاصا والمراد بالوجه نفس الانسان فكأنه قال فأقم نفسك للدين القيم حتّى لا تحول عنه ولا تزول فلا تأمن في كل وقت من الاخترام فاذا ثبت على الاستقامة كنت من الفائزين

تنزيه القرآن (٢١)

٣٢١

ولذلك قال تعالى بعده( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ ) وقوله تعالى من بعد( مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ) يدل على أنه من فعله والا كانت اضافته إلى خالقه أولى وقوله تعالى( وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ) يوجب أن ذلك من فعلهم أيضا وقوله تعالى من بعد( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ ) يدل أيضا على ذلك لان المجازاة من الله تعالى على نفس ما خلق لا تصح وقوله تعالى من بعد( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ ) يدل أيضا على ذلك لأن الكفر إن كان من خلقه فقد أراده وأحبه وإذا أراده فقد أحب الكافر إذ محبة الكافر هو محبة كفره وقوله تعالى من بعد( فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) يدل على ان الجرم من قبلهم وقوله تعالى من بعد( وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) يدل على ان ايمانهم من قبلهم إذ لو كان خلقا من الله لكان ناصرا لنفسه وذلك محال وقوله تعالى من بعد( فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى ) هو على وجه المبالغة لتركهم القبول والتفكر وكذلك قوله( وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ ) ولذلك قال تعالى بعده( إذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ) ولو أراد حقيقة الصم لكان حالهم في الاقبال كحالهم في الادبار ولذلك قال تعالى بعده( إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا ) فأما قوله عز وجل( اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ) والضعف عرض لا يصح أن يخلق الجسم منه فالمراد المبالغة في ضعفه وهو على ما هو عليه وبيّن ان آخر أمره أن لا ينتظر له قوة بعد ضعف وبقوله تعالى( ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً ) وكل ذلك تحريك لهم على التدارك إلى التوبة خصوصا وقد أدرك حال الشيبة.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ ) كيف يصح أن يخبروا بذلك ويقسموا عليه وهو كذب وعندكم أنهم في الآخرة هم ملجئون

٣٢٢

الى أن يفعلوا القبيح؟ وجوابنا أنّ المراد بذلك إخبارهم عن أنهم ما لبثوا غير ساعة عند أنفسهم لأنّ ما بين الموت والاعادة وان طالت مدته فهو كالقصير من الاوقات في أن المعاد لا يتبين له ذلك وقوله تعالى( فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ ) يدل على ما نقول لأنه أن كان ظلمهم من خلق الله فهم مستغنون عن المعذرة.

٣٢٣
٣٢٤

سورة لقمان

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) كيف يصح مع ثقلها وعظمها أن تقف لا على عمد؟ وجوابنا أنّه تعالى اذ اسكنها حالا بعد حال وقفت وان كانت ثقيلة كما أن أحدنا يمسك يده وقد بسطها فمن حيث يفعل فيها السكون حالا بعد حال تثبت ولذلك متى لم يسكنها سقطت لانّ أحدنا يغفل ويلهو والله سبحانه يتعالى عن ذلك واختلف المفسرون في ذلك فقال بعضهم الفائدة فيه نفي نفس العمد أصلا على ما ذكرنا وقال بعضهم الفائدة فيه انا لا نرى العمد والاول هو أقوى وهو داخل في الاعجوبة وقوله تعالى من قبل( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) يدل على أن المضل هو الانسان وأنه مذموم ويدل على أن كل قول قيل بلا علم في الاديان فهو مذموم وقوله تعالى المتصلة من بعد( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً ) يدل على أن العشرة بأحوال الدنيا قد تحسن مع المباينة في الدين ثمّ بين أن من أناب إلى الله يجب أن يتبع فقال( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ ) إلى قوله تعالى من بعد حاكيا عن لقمان( يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ) القصد فيه أن يتأمله المرء فيعمل به فان هذه الوصية جامعة للانقطاع إلى الله تعالى بعد المعرفة بعلمه وقدرته لان قوله تعالى( إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أو فِي السَّماواتِ أو فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ

٣٢٥

إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) يؤذن بأن ما أقدم المرء عليه دق أم جل فهو معلوم لله وتكون المجازاة بحسبه وذلك ردع عظيم وهي جامعة القيام بالعبادات وهو بقوله( يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ ) وهي أيضا جامعة للآداب وما ينبغي أن يتمسك به المرء من الاخلاق والتواضع وهو بقوله( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً ) إلى آخر الكلام وقوله من بعد( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) يدل على أن التمسك بالمذاهب إنما يحسن إذا كان عن علم وقوله( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إلى عَذابِ السَّعِيرِ ) مما لا مزيد عليه في بطلان التقليد لأنه تعالى بيّن أنهم إذا جاز أن يتركوا الدليل اتباعا لآبائهم من دون دلالة فقد جاز أن يرجعوا إلى اتباع الشيطان فيما يدعوهم اليه لأن ما في كلا الموضعين هو اعتماد على القول من دون دلالة وهذا هو الذي نعتمد عليه في بطلان التقليد ونقول إنه إذا جاز تقليد الآباء في الاسلام فيجوز تقليد أولاد النصارى لآبائهم لأن كل ذلك اعتماد على قبول القول من غير دلالة وقوله تعالى( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ ) يدل على أن كلام الله مقدور له يحدث حالا بعد حال لا كما قاله قوم من أنه متكلم بذات أو بكلام قديم لا يصح فيه زيادة ولا نقصان.

[ مسألة ] وربما تعلقوا بقوله تعالى( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ ) وقالوا يدل ذلك على أن جريه من فعل الله تعالى ليكون مضافا إلى الله تعالى ولو لا ذلك لوجب أن يكون مضافا إلى الملاح ولما صح أن يكون آية وقد قال تعالى( لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ ) وجوابنا أنّ وجه الاعتبار في ذلك خلقه تعالى للماء في البحر على الصفة التي معها تجري السفن

٣٢٦

وخلقه الرياح على هذا الوجه ولو لا ذلك لـما صح جريها بفعل العباد وفي ذلك آيات الله تعالى ونعمه لأنه لو لا ذلك لـما صحّ التوصل إلى قطع البلاد وجلب النعم وقوله تعالى( وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ) يدل على أن الجحد لا يكون من خلق الله تعالى إذ لو كان من خلقه لـما صح أن يذمه هذا الذم العظيم وقوله تعالى من بعد( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ) أي عقاب ربكم بالتحرز من المعاصي وقوله تعالى( وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ) من أقوى دلالة ما يدل على أن وعده ووعيده لا يجوز أن يقع فيهما خلف ومن أقوى ما زجر الله به عباده عن المعاصي فإذا تدبر المرء عند قراءته ما ذكرنا عظم انتفاعه بذلك ؛ ولذلك قال بعده( فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) يعني بذلك متاعها( وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ ) زجر بذلك عن قبول كل قول يغر المرء ويصرفه عن التمسك بطاعة الله ثمّ بين تعالى ما يختص به عز وجل من العلم ولم يطلع العباد عليه بالادلة وان جاز أن يطلع أنبيائه على بعضه ليكون معزا لهم فقال جل من قائل( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ) وفي ذلك دلالة على بطلان قول من يحكم أن أحكام المنجمين صحيحة فيما جرى هذا المجرى.

٣٢٧
٣٢٨

سورة السجدة

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إلى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ ) أليس ذلك صريحا في أنه تعالى في السماء؟ وجوابنا أنّه جعل جل وعز السماء مكانا للملائكة وللأرزاق التي بها يحيي الناس ولذلك قال تعالى( وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ) فلاجل ذلك قال( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إلى الْأَرْضِ ) ومعنى قوله( ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) أي إلى المكان الذي لا حكم فيه الا حكمه لانّ الملائكة طوع الله ولا يفعلون إلا بأمره.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) . وجوابنا أنّ المراد بهذه الآية نزول الملائكة بالوحي وغيره من السماء إلى الارض ورجوعها إلى مكانها فلا يكون ألف سنة بل بين السماء والارض مسير خمسمائة عام وأما الآية الثانية فالمراد بها يوم القيامة ويدل عليه قوله تعالى( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً ) فبين أنه يطول ذلك الزمن على الكفار لشدته فيساوي لاجل تلك الشدائد خمسين ألف سنة وقوله من بعد( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) يبين أنه لا قبيح في قوله ولا أسمائه فان قيل ففي جملة ما خلق ما يقبح في الصورة. فجوابنا أنّ المراد نفي ما يقبح في العقل من فعله لا ما يستقبح في الصورة بين ذلك ان هيئة الانسان في صلاته وقضاء حاجته والنهي عن المنكر قد يستقبح في المنظر وتوصف مع ذلك بأنها حسنة وحكمة وقوله تعالى( أَإِذا ضَلَلْنا فِي

٣٢٩

الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ ) يدل على بطلان تعلقهم في باب الرؤية بذكر اللقاء لانّ الله عز وجل بين أنهم كافرون بلقاء ربهم وأراد كفرهم بالاعادة وبالثواب والعقاب وقوله عز وجل من بعد( وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ ) المراد به يقولون ربنا وحذف مثل ذلك يحسن في الكلام إذا كان فيه ما يدل عليه ولا يجوز أن يتمنوا ذلك ويسألوه الا والعقاب من جهتهم يقع وباختيارهم يكون وقوله تعالى( وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها ) فالمراد به على وجه الالجاء الذي وقع لم ينتفعوا به لانهم انما ينتفعون بما يفعلونه طوعا ليستحقوا به الثواب ولذلك قال تعالى( وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) وقوله( فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا ) يدل على أن اللقاء ليس بمعنى الرؤية وأراد تركتم النظر والعلم بالاعادة وقوله تعالى( إِنَّا نَسِيناكُمْ ) والنسيان على الله تعالى لا يجوز والمراد به عاقبناكم على ترككم على مثال قوله تعالى( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ) وقوله تعالى( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) يدل على أن الفاسق ليس بمؤمن لانه تعالى ميز بينهما فجعل للمؤمنين جنات المأوى وللفاسقين النار.

[ مسألة ] ومتى قيل ما معنى قوله تعالى( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) . وجوابنا أنّ المراد ما عجله من الآلام لكي يصلحوا فسماه عذابا مجازا ويجوز أن يريد بذلك عذاب القبر أو الحدود التي تقام على بعضهم فمن يعلم ذلك يكون أقرب إلى أن يرجع عن معاصيه وقوله تعالى( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها ) أحد ما يدل على أن العبد مختار لفعله والا فالاعراض ممن لا يقدر على الشيء وتركه محال لأنه لا يقال في أحدنا أنه أعرض عما يعجز عنه

٣٣٠

وقوله تعالى من بعد( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ) والمراد به العقاب يدل على أن كل مجرم وان كان من أهل الصلاة فالله تعالى ينتقم منه إلاّ أن يكون تائبا أو جرمه صغيرا وقوله تعالى من بعد( وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا ) المراد به جعلناهم أنبياء وعلماء يقتدى بهم لأجل صبرهم فدل بذلك على أن الانبياء لو لا صبرهم عن معاصي الله لـما جعلوا أنبياء فيبطل بذلك قول من يجوز عليهم الكفر والكبائر قبل البعثة وقوله تعالى من بعد( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) يحمل على أنه تعالى يفصل بينهم بالعلم فينقاد المبطل ويعرف المحق حاله في ذلك فان كان الفصل يقتضي نقل الاعراض فسيفعله تعالى.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ ) وكيف يصح والقوم يكذبون بذلك كما قال تعالى بعده( وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) ومن لا يؤمن بيوم القيامة كيف ينتظر ذلك؟ وجوابنا أنّ موتهم لـما كان مقدمة الاعادة جاز أن يقول ذلك ويحتمل أنهم على غير يقين مما قالوا فهم على شك وتجويز فحكمهم حكم المنتظر.

٣٣١
٣٣٢

سورة الاحزاب

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) ما معنى ذلك فان كان تعريفا لنا فهو معلوم؟ وجوابنا ما جعل لأحد ما يتسع به في النظر في الامور وفي الامور وفي الاجتهاد وفي الرأي حتّى لا يشغله بعض ذلك عن بعض بين ذلك ان المراد مقصور على ما جرت به العادة على النظر في الدين والدنيا وقد قيل انه كان في الصحابة من يلقب بذلك ويعتقد فيه الاتساع في الرأي والمعرفة فانزل الله تعالى ذلك لان المنافقين زعموا أنه له قلبين.

[ مسألة ] ومتى قيل ما المراد بقوله( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ) كيف يصح أن يكون أولى بهم من أنفسهم وكيف يصح في أزواجه أن يكنّ أمهاتهم؟ وجوابنا أنّه أولى بهم فيما يقتضي الانقياد في الشرع وأولى بهم فيما يتصل بالاشقاق أو المراد أنه أولى بهم من بعضهم لبعض كقوله تعالى فسلموا على أنفسكم واما أن أزواجه صلّى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين فالمراد تأكيد تحريمهن على المؤمنين وتبرئة رسول الله عن ان يخلفه في أزواجه غيره ولذلك روي عن عائشة في امرأة قالت انك أمي انها أنكرت ذلك وقالت انما أنا أم رجالكم لأن التزويج في الرجال يصح فأكد ذلك بأن شبههن بالامهات وربما حذف في التشبيه اللفظ ليكون على وجه التحقيق كما يقال للرجل

٣٣٣

البليد هو حمار ولمن لا يصغي ولا يفهم انه ميت قال تعالى( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى ) .

[ مسألة ] ومتى قيل ما معنى قوله( وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ) وقوله( وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً ) ما هذا الميثاق المأخوذ من أمم الانبياء؟ وجوابنا أنّه تعالى لـما أعلمهم بوجوب طاعته وطاعة الرسول ودلهم على ذلك ببعثة الرسل وغيرهم وألزمهم القيام بذلك كان ذلك أوكد من المواثيق بالايمان المغلظة وأعظم في وجوب الحجة عليهم في الآخرة ولذلك قال تعالى بعده( لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً ) .

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ) كيف يجوز أن يزيد في عقابهن وذلك ظلم يتعالى الله عنه؟ وجوابنا أنّ مكان اتصالهن برسول الله صلّى الله عليه وسلم وعظم نعمة الله عليهن بذلك وبغيره يوجب ان ما يقع منهن من المعصية يكون أعظم عقابا لان المعصية تعظم بعظم نعمة المعصي كما ان معصية الولد لوالده وله عليه الحقوق العظيمة أعظم فبيّن الله تعالى ان عقاب معصيتهن لو وقعت منهن يكون أعظم لان ذلك عين المستحق فان قيل فقد قال تعالى( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ ) فانه كان عظم المعصية لعظم النعمة فيجب في الطاعة ان يكون موقعها منهن أخف لان عظم النعمة كما يعظم المعصية يخفف أمر الطاعة. وجوابنا عن ذلك ان الطاعة لله تعالى تعظم لوجه آخر وهو ان الناس يقتدون بهن لعظم منزلتهن في القلوب كما قال صلّى الله عليه وسلم مثل ذلك في من سن سنة حسنة.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ

٣٣٤

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) أليس ذلك يدل على انه تعالى يفعل فيهم الصرف عن المعاصي؟ وجوابنا أنّ المراد بهذا انه تعالى يلطف لهم زيادات الالطاف فلا يختارون الا الطاعة فهذا معنى الاذهاب بالرجس ولذلك قال بعده( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

[ مسألة ] وربما قيل ما معنى قوله في قصة زيد( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ) . وجوابنا أنّه تعالى أحب فيما أراده من تزوج النبي صلّى الله عليه وسلم بامرأة زيد ان يكون مظهرا لذلك لانه من باب ما قد أحله الله تعالى له وأن لا يكون في قلبه من الناس ما يتكلف لاجله ابطان ذلك ولذلك قال( فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ) وقوله تعالى( إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ ) مع انه مقدم في الانزال على قوله تعالى( لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ ) وهي التاسعة لان المعتبر في الناسخ أن يكون متأخرا في التعريف والانزال لا في التلاوة وقوله تعالى( وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ) فيها اختلاف فبعض المفسرين يزعم أن ذلك مقدار ثابت بيّن به تعالى أنه يحل له التزوج فلا يدل على أنه صلّى الله عليه وسلم مخصوص بذلك كما خص باباحة الزيادة على أربع ومنهم من يثبت الموهبة ولذلك قال تعالى( خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) .

[ مسألة ] ومتى قيل في قوله تعالى( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ ) بعبارة واحدة ذلك عندكم ممنوع منه وكيف يصح الصلاة من الله تعالى ومن الملائكة على الرسول؟ فجوابنا أنّ قوله تعالى( يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) يرجع إلى الملائكة فقط لانه تعالى يعظم أن يذكر مع غيره ولكنه يعقل بذلك أنه جل وعز أيضا يصلي على الرسول وصلاته جل وعز معناها الرحمة العظيمة والانعام الجسم وصلاة الملائكة الدعاء وقد قال تعالى قبل ذلك( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) وذكر ذلك في عباده والمراد أنه يرحمكم بالهداية لتصلوا إلى الثواب وقوله تعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا

٣٣٥

عَلَيْهِ ) المراد الدعاء له بالمغفرة والرحمة العظيمة وفي الفقهاء من استدل بذلك على وجوب الصلاة عليه وعلى وجوبها في التشهد ومن حيث قال( وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) فقال بعض أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد عرفنا معنى السلام عليك فكيف الصلاة عليك فعلمهم كيف يصلون عليه فيوردون ذلك في الصلاة كما علمهم التشهد من قبل.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ ) كيف يصح ذلك؟ وجوابنا أنّه تعالى يفعل ذلك في الحقيقة لانه قادر على ذلك فيكون أزيد في غمهم وقوله تعالى من بعد( رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ ) في السادة الذين اتبعوهم صحيح لان من سن سنة سيئة يزاد في عقابه فأما قوله تعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا ) ففي المفسرين من قال دخل ليغتسل فلما خرج وثيابه على حجر عدا الحجر حتّى رؤي مكشوفا فبرّأه الله مما كانوا يضيفونه إليه من أنه7 آدر وهذا مما أنكره مشايخنا وقالوا إن ذلك لا يجوز على الانبياء وأن المراد بالآية أنهم اتهموه بأنه قتل هارون أخاه لانه مات قبله وكان في هارون ضرب من اللين وفي موسى صلّى الله عليه وسلم خشونة فلميلهم إليه قالوا هذا القول فبرّأه الله اعاده حتّى برئ موسى من هذه التهمة.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ ) كيف يصح ذلك فيها وهي من جملة الجمادات التي لا يصح أن تعرف وتعلم؟ وجوابنا أنّ المراد عرضنا الامانة أي تضييع الامانة وخيانتها على أهل السموات والأرض وهم الملائكة( فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها ) والاشفاق لا يصح إلا في الحي الذي يعرف العواقب ثمّ قال تعالى( وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) ولو حمل نفس الامانة لم يصح ذلك فيه.

٣٣٦

سورة سبأ

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) كيف يصح ذلك وقد زال التكليف؟

وجوابنا انه وان زال فالشكر والحمد لله في الآخرة يكثر لانهم يسرون بذلك فيشكرون نعم الوقت حالا بعد حال ويشكرون النعم المتقدمة وما يفعله المرء لربه لا يكون داخلا في التكليف.

[ مسألة ] ومتى قيل كيف يصح في قوله تعالى( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ) وما تعلق به قوله تعالى( عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ ) مما تقدم وجوابنا أنّ من اقيمت له الدلالة على بطلان ما هو عليه مجوز إذا ذكر مذهبه أن يكون هذا جوابه لينبه على تقصيره فبيّن الله تعالى بأنه عالم الغيب وأنه يجازي كل أحد يوم القيامة بما استحقه على ما ذكره من بعد.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) كيف يصح أن يأمر الله تعالى الجبال والطير وكيف يلين الحديد وفي تليينه إبطال كونه حديدا؟ وجوابنا أنّ ذلك بمنزلة قوله تعالى( إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) وليس ذلك بأمر فالمراد بيان أن الجبال والطيور لا تمتنع عليه فيما يريده فأما تليين الحديد فمعلوم أنه يلين بالنار ولا يخرج من ان يكون حديدا فجعله الله

تنزيه القرآن (٢٢)

٣٣٧

عز وجل لداود صلّى الله عليه وسلم بهذه الصفة أو جعله من حيث القوة بحيث يتصرف فيه كتصرف أحدنا في الطين وكل ذلك صحيح ولما بيّن عظم نعمه على داود وسليمان بالامور التي سخرها لهما قال تعالى من بعد( اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً ) بالامور التي سخرها لهما قال تعالى من بعد( اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً ) وذلك يدل على ان النعم توجب مزيد الشكر والقيام بالطاعة على وجه الشكر وبيّن تعالى بقوله( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) ان التكليف وان عم الكثير فقليل منهم يقوم بحق شكره وذكر تعالى ذلك ليجتهد كل أحد أن يكون من جملة هذا القليل فيفوز بالثواب فاما قوله تعالى من بعد( وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ ) فلا يصح للخوارج الذين يقولون ان كل ذنب كفر ان يتعلقوا به لان المراد وهل نجازي بما تقدم ذكره إلا الكفور وقد أجرى الله تعالى العادة بانه لا يعذب بعذاب الاستئصال في الدنيا إلا من كفر وقوله تعالى( وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ ) ربما يتعلق به المجبرة انه تعالى يفعل السير وذلك بعيد لان المقدر للشيء لا يجب أن يكون فاعلا له لان من بين الشيء كيف يفعل يوصف بانه قدره وان كان الفعل من غيره ولذلك قال بعده على وجه الامر( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) .

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا ) كيف يصح من العقلاء أن يسألوا ربهم أن يباعد بين أسفارهم وهي قريبة؟ وجوابنا أنّ ذلك منهم جاء على وجه الجهل كقوله تعالى( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ ) هذا إذا قرئ على هذا الوجه وقد قرئ ربنا باعد بين أسفارنا وذلك على وجه الجبر لانه غير أحوالهم فنالهم من المشاق في أسفارهم خلاف ما كانوا عليه وقد يقول الضعيف بعد عليّ الطريق لمزية مشقته وان كان حال الطريق لم يتغير.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ ) كيف يصح أن يصف نفسه بانه يعلم بانه لم يكن له عليهم سلطان وهو عالم بنفسه؟ وجوابنا أنّه تعالى

٣٣٨

يذكر العلم ويريد المعلوم كما ذكرنا من قبل فالمراد به أنه لا يقع من إبليس إلا الوسوسة والترغيب في المعاصي وعند ذلك يتميز من يؤمن ممن يشك ويجهل ولذلك قال بعده( وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) أي هو انه عالم بهذه الامور قبل أن تقع.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) من المراد بذلك وما معنى قوله لمن بعد( حَتَّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ ) وما الفائدة في هذا الجواب؟ وجوابنا أنّ المراد بذلك الملائكة بيّن تعالى انهم لا يشفعون إلاّ بإذنه وأنهم بخلاف الشياطين فلا يقع منهم إلا ما هو طاعة لله تعالى وفي الخبر عن ابن مسعود أنه تعالى إذا أراد أن يكلم ملائكته بما لا يريد ظهوره لغيرهم يحدث في السماء صوتا عظيما يفزع منه سائر الملائكة فإذا انجلى يقولون للملائكة الذين كلمهم الله ما ذا قال ربكم فيجيبون بقولهم قالوا الحق أي قال ربنا الحق فيعلمون أن ذلك من الباب الذي يجب أن لا يظهر فهذا معناه وقد قيل ان الملائكة الذين ينزلون لكتب أعمال العباد إذا نزلوا فزع من هو دونهم من ذلك وتوهموا أن ذلك لقيام القيامة فيسألون ويجابون بما تقدم فأما قوله من بعد( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أو إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أو فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) فالمراد بيان الحق وتمييزه من الضلال كما يقوله أحدنا لمن يستدعيه لأنه صلّى الله عليه وسلم كان يعلم أنه على هدى وأن المشركين على ضلال وقوله تعالى من بعد( وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ) دليل قوي على ان العبد هو القادر عليه لأنه تعالى لو كان هو الخالق فيهم الايمان لـما صح أن يقولوا لو لا انتم

٣٣٩

لكنا مؤمنين بل الصحيح أن يقولوا لو لا خلق الله تعالى الكفر فينا لكنا مؤمنين فذلك يدل على قدرتهم على الايمان واعترافهم يوم القيامة بأن الذي صرفهم عن الايمان دعاء هؤلاء الرؤساء وانه لو لا دعاؤهم لكانوا يختارون الايمان وقوله تعالى من بعد( قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ ) يدل أيضا على ما ذكرنا لأنهم بينوا أن الذي وقع منهم لم يكن صدّا لهم عن الهدى وقد ظهر لهم وتجلى أن ما وقع منهم إنما وقع باختيارهم ولو كان تعالى يخلق فيهم لكان أقوى حجة لهم أن يقولوا أنحن صددناكم بل الله خلق فيكم ذلك وقوله تعالى من بعد( وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ) بيان من الله تعالى بان الاموال والاولاد لا تنفع في الآخرة وأن الذي ينفعهم إيمانهم وعملهم الصالح وبيّن من بعد بقوله تعالى( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) ما يقوى قلب المرء على الانفاق في طاعة الله فإن قيل فنحن نرى من ينفق ولا يخلف الله عليه شيئا. وجوابنا أنّ المراد فهو يخلفه متى كان صلاحا ولم يكن فسادا ولم يوقت ذلك بوقت وذلك يبطل السؤال.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ ) كيف يصح ذلك وفيهم من لم يكن يعبد الملائكة بل أكثرهم ليس بهذه الصفة؟ وجوابنا أنّ الغرض إبطال عبادة الله دون بيان لمن كانوا يعبدون من ملك أو جنّ أو صنم ولذلك قال تعالى بعده( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا ) فاذا أقبل على الملائكة جلّ وعزّ ونبّه على أن من عبدهم فقد عبد من لا يملك له ضرّا ولا نفعا فقد نبّه بذلك على ان عبادة الجن والصنم بهذا التوبيخ

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

وسنة محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم) حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، اللهم اعطني بكل شعرة وظفرة في الدنيا نورا يوم القيامة، اللهم أبدلني مكانه شعرا لا يعصيك تجعله لي زينة ووقارا في الدنيا ونورا ساطعا يوم القيامة ثم تجمع شعرك، الخبر.

٣٥ - ( باب كراهة حلق الرجل النقرة وحدها وترك بقيّة الرأس، واستحباب حلق القفا )

٩٨٦ / ١ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال، قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: احلقوا شعر القفا.

٩٨٧ / ٢ - دعائم الإسلام: عن علي، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال في حديث: « ورجلوا اللحى، واحلقوا شعر القفا »، الخبر.

٣٦ - ( باب استحباب فرق شعر الرأس إذا طال )

٩٨٨ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: « من اتخذ

____________________________

الباب - ٣٥

١ - الجعفريات ص ١٥٦.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٤.

الباب - ٣٦

١ - الجعفريات ص ١٥٦.

٤٠١

شعرا فلم يفرقه (١)، فرقه الله تعالى يوم القيامة بمنشار من نار ».

٩٨٩ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام : « واياك أن تدع الفرق ان كان لك شعر، فقد روي عن أبي عبدالله (صلوات الله وسلامه عليه)، انه قال: من لم يفرق شعره فرقه الله بمنشار من النار في النار ».

٩٩٠ / ٣ - وقال عليه‌السلام: « قال الله تعالى لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ( وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ) (١) فهي عشر سنن: خمسة في الرأس وخمسة في الجسد، فأما التي في الرأس فالفرق ... » الخبر.

٩٩١ / ٤ - الصدوق في الهداية في ذكر السنن العشرة: فأما التي في الرأس: فالمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وقص الشارب، والفرق لمن طول شعر رأسه.

وروي: ان من لم يفرق شعره، فرقه الله عزّوجلّ يوم القيامة بمنشار من نار.

٩٩٢ / ٥ - وفي العيون: عن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري،

____________________________

(١) فرق الشعر بالمشط: سرحه، ومفرقه: وسط الرأس (لسان العرب فرق ج ١٠ ص ٣٠١).

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١، عنه في البحار ج ٧٦ ص ٨٥ ح ٨.

٣ - المصدر السابق ص ١.

(١) النساء ٤: ١٢٥، الآية بصيغة الماضي وهي لا تناسب سياق الخبر الوارد بصيغة الامر ولعله من خطأ الرواة أو النساخ إذ ان المناسب للسياق هو قوله تعالى: ( أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ... ) النحل ١٦: ١٢٣.

٤ - الهداية ص ١٧.

٥ - عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ١ ص ٣١٥ ح ١، مكارم الاخلاق ص ١١.

٤٠٢

عن عبدالله بن محمّد بن عبد العزيز، عن اسماعيل بن محمّد بن اسحاق بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهما‌السلام، بمدينة الرسول قال: حدّثني علي بن موسى بن جعفر بن محمّد، عن موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين قال: « قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام: سألت خالي هند بن أبي هالة، عن حلية رسول الله - وكان وصّافا للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - فقال: كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فخما مفخما - إلى أن قال - رجل الشعر، ان انفرقت عقيقته (١) فرق، والا فلا يجاوز شعره شحمة اذنيه، إذا هو وفره »، الخبر.

وذكر له طريق آخر، ونقله في مكارم الاخلاق (٢): من كتاب محمّد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني، عن ثقاته، والخبر من الاخبار المشهورة بين الخاصة والعامة.

٩٩٣ / ٦ - دعائم الإسلام: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: « من اتخذ شعرا فلم يفرقه، فرقه الله يوم القيامة بمسمار من النار ».

٣٧ - ( باب استحباب تخفيف اللحية وتدويرها، والأخذ من العارضين، وتبطين اللحية )

٩٩٤ / ١ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدّثني

____________________________

(١) اي شعره تشبيها بشعر المولود الذي يسمى عقيقه (النهاية ج ٣ ص ٢٧٧).

(٢) مكارم الاخلاق ص ١١.

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٥.

الباب - ٣٧

١ - الجعفريات ص ١٥٦.

٤٠٣

موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: « قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ليأخذ أحدكم من شعر صدغيه، ومن عارض لحيته، قال وأمر أن ترجل اللحية ».

٩٩٥ / ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام، انه كان يقول: « خذوا من شعر الصدغين، ومن عارض اللحية ».

٩٩٦ / ٣ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام، انه قال: « خذوا من شعر الصدغين، ومن عارض اللحية، وما جاوز العنفقة (١) من مقدمها ».

٩٩٧ / ٤ - وعنه عليه‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: « ليأخذ أحدكم من شعر صدغيه، ومن عارض (١) لحيته »، الخبر.

٣٨ - ( باب استحباب قصّ ما زاد عن قبضة من اللحيّة )

٩٩٨ / ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم عن جعفر بن محمّد، عن أبيه،

____________________________

٢ - المصدر السابق ص ١٥٦.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٤.

(١) العنفقة: الشعر الذي في الشفة السفلى، وقيل: الشعر الذي بينها وبين الذقن وأصل العنفقه خفة الشئ وقلته (النهاية ج ٣ ص ٣٠٩).

٤ - المصدر السابق ج ١ ص ١٢٤.

(١) في المصدر: عارضي.

الباب - ٣٨

١ - الجعفريات ص ١٥٧.

٤٠٤

عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، انه كان يقول: « وما جاوز القبضة من مقدم اللحية فجزّوه ».

٣٩ - ( باب استحباب الأخذ من الشارب، وحدّ ذلك، وكراهة اطالته، وكذا شعر العانة والابط )

٩٩٩ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لا يطولن أحدكم شاربه، ولا عانته، ولا شعر جناحه (١)، فان الشيطان يتخذها مخابئ يستتر بها ».

١٠٠٠ / ٢ - عوالي اللآلي: وفي الحديث أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، كان يأخذ من شاربه، وأن ابراهيم الخليل عليه‌السلام كان يفعله.

١٠٠١ / ٣ - دعائم الإسلام: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: « واحفوا الشوارب، واعفوا السبال، وقلموا الاظفار، ولا تتشبهوا بأهل الكتاب، ولا يطيلن أحدكم شاربه، ولا عانته، ولا شعر جناحيه (١)، فان الشيطان يتخذها مجنا (٢)، ثم يستتر بها ».

____________________________

الباب - ٣٩

١ - الجعفريات ص ٢٩.

(١) كناية، عن شعر الابط.

٢ - عوالي الآلي ج ١ ص ١٨٩ ح ٢٧١.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٤.

(١) الجناح: العضد، ويقال: اليد كلها جناح (لسان العرب ج ٢ ص ٣٢٩ جنح).

(٢) أجن الشئ: ستره، والمجن: كل شئ استتر به فهو مجن من ترس =

٤٠٥

١٠٠٢ / ٤ - وعن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام، انه قال: أحفوا الشوارب فان امية لا تحفي شواربها ».

٤٠ - ( باب عدم جواز حلق اللحية واستحباب توفيرها قدر قبضة )

١٠٠٣ / ١ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه على بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: حلق اللحية من المثلة (١)، ومن مثل فعليه لعنة الله.

١٠٠٤ / ٢ - عوالي اللآلي: روى حماد بن زيد، عن مخالد، عن الشعبي، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ليس منا من سلق (١) ولا خرق (٢) ولا حلق، قال في الحاشية في شرح الحديث: والحلق هي حلق اللحية.

____________________________

= وغيره (لسان العرب ج ١٣ ص ٩٣ جنن).

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٤.

الباب - ٤٠

١ - الجعفريات ص ١٥٧.

(١) يقال: مثلث بالحيوان .. إذا قطعت أطرافه وشوهت به .. ومثلث بالقتيل إذا جدعت أنفه أو اذنه أو ... والاسم: المثلة، فأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة (النهاية ج ٤ ص ٢٩٤).

٢ - عوالي الآلي ج ١ ص ١١١ ح ١٩.

(١) سلقه بلسانه: اي خاطبه بما يكره (مجمع البحرين سلق ج ٥ ص ١٨٧ واساس البلاغة ص ٢١٧).

(٢) الخرق بالضم: الجهل والحمق (النهاية ج ٢ ص ٢٦).

٤٠٦

قلت: قال الكازروني في المنتقى في حوادث السنة السادسة بعد أن ذكر كتابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى الملوك: وأنه كتب كسرى إلى عامل اليمن بازان، أن يبعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إليه، وأنه بعث كاتبه بانويه ورجلا آخر يقال له: خرخسك إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌.

قال: وكانا قد دخلا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وقد حلقا لحاهما، وأعفيا شواربهما، فكره النظر اليهما وقال: ويلكما من أمركما بهذا؟ قالا: أمرنا بهذا ربّنا - يعنيان كسرى - فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لكن ربي أمرني باعفاء لحيتي، وقص شاربي، الخبر.

١٠٠٥ / ٣ - السيوطي في الجامع الصغير: أخرج ابن عساكر، عن الحسن بن علي عليهما‌السلام، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: عشر خصال عملها قوم لوط بها أهلكوا، وتزيدها امتي بخلّة، اتيان الرجال، إلى أن قال: وقص اللحية وطول الشارب.

٤١ - ( باب استحباب أخذ الشعر من الأنف )

١٠٠٦ / ١ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه على بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ليأخذ أحدكم من

____________________________

٣ - الجامع الصغير للسيوطي ج ٢ ص ٥٠.

الباب - ٤١

١ - الجعفريات ص ١٥٦.

٤٠٧

شاربه، وينتف شعر أنفه، فان ذلك يزيد في جماله.

٤٢ - ( باب استحباب تسريح شعر الرأس إذا طال )

١٠٠٧ / ١ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يرجل شعره، وأكثر ما كان يرجّل (١) شعره بالماء، ويقول: كفى بالماء طيباً للمؤمن ».

١٠٠٨ / ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال لأبي قتادة: « يا أبا قتادة رَجَّل جُمَّتك (١)، وأكرمها، وأحسن إليها ».

ورواه في دعائم الإسلام: عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله (٢).

١٠٠٩ / ٣ - الطبرسي في مكارم الأخلاق: في صفة تسريح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: وكان يتمشط، ويرجّل رأسه بالمدرى (١)،

____________________________

الباب - ٤٢

١ - الجعفريات ص ١٥٦.

(١) رجل شعره: مشطه وسرحه، وترجيل الشعر: تسريحه (مجمع البحرين - رجل - ج ٥ ص ٣٨٠).

٢ - المصدر السابق ص ١٥٦.

(١) الجمة: مجتمع شعر الرأس وهي أكثر من الوفرة، وقيل: هي ما سقط على المنكبين من شعر الرأس (لسان العرب - جمم - ج ١٢ ص ١٠٧).

(٢) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٥.

٣ - مكارم الاخلاق ص ٣٣، عنه في البحار ج ٧٦ ص ١١٦ ح ٣.

(١) المدرى، والجمع مدار ومداري: وهو شئ يعمل من حديد أو خشب

٤٠٨

وترجّله نساؤه.

١٠١٠ / ٤ - الحسين بن بسطام وأخوه في طب الأئمة: عن محمّد بن السراج، عن فضالة بن اسماعيل، عن أبي عبدالله الصادق، عن أبي جعفر عليهما‌السلام، قال: « تسريح الرأس، يقطع الرطوبة، ويذهب بأصله (١) ».

٤٣ - ( باب استحباب التمشط )

١٠١١ / ١ - الحسين بن بسطام وأخوه في طب الأئمة عليهم‌السلام، عن محمّد بن السراج، عن فضالة بن اسماعيل، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام، عن أبي جعفر الباقر عليهما‌السلام، قال: « كثرة التمشط يذهب بالبلغم »، الخبر.

١٠١٢ / ٢ - العياشي في تفسيره: عن عمار النوفلي، عن أبيه، قال: سمعت أباالحسن عليه‌السلام يقول: « المشط يذهب بالوباء ».

١٠١٣ / ٣ - الطبرسي في مكارم الاخلاق: وكان - أي النبيّ

____________________________

= على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر المتلبد ويستعمله من لم يكن له مشط (لسان العرب - دري - ج ١٤ ص ٢٥٥).

٤ - طب الائمة ص ٦٦، عنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٠٥ ح ١١ وج ٧٦ ص ١١٨ ح ١٠.

(١) الظاهر انه: بأصلها.

الباب - ٤٣

١ - طب الائمة ص ٦٦ وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٠٥ ح ١١ وج ٧٦ ص ١١٨ ح ١٠.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٣ ح ٢٦ وعنه في البحار ج ٧٦ ص ١١٦ ح ٢.

٣ - مكارم الاخلاق ص ٣٣ وعنه في البحار ج ٧٦ ص ١١٦ ح ٣.

٤٠٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - يضع المشط تحت وسادته، ويقول: « ان المشط يذهب بالوباء ».

٤٤ - ( باب استحباب التمشط عند الصلاة، فرضاً ونفلا )

١٠١٤ / ١ - العياشي في تفسيره: عن عمار النوفلي، عن أبيه، قال: وكان لأبي عبدالله عليه‌السلام مشط في المسجد، يمشط به، إذا فرغ من صلاته.

٤٥ - ( باب استحباب تسريح اللحية والعارضين والذؤابتين والحاجبين والرأس )

١٠١٥ / ١ - الطبرسي في مكارم الأخلاق - في صفة تسريح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - ولربما سرح لحيته في اليوم مرّتين.

٤٦ - ( باب كراهة التمشط من قيام )

١٠١٦ / ١ - جامع الأخبار: قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: عشرون خصلة تورث الفقر ... إلى أن قال: والتمشط من قيام.

____________________________

الباب - ٤٤

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٣ ح ٢٦، عنه في البحار ج ٧٦ ص ١١٦ ح ٢.

الباب - ٤٥

١ - مكارم الاخلاق ص ٣٣.

الباب - ٤٦

١ - جامع الاخبارص ١٤٥ فصل ٨٢.

٤١٠

٤٧ - ( باب استحباب إمرار المشط على الصدر بعد تسريح اللحية والرأس )

١٠١٧ / ١ - الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من أمرّ المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا.

٤٨ - ( باب استحباب دفن الشعر والظفر والسن والدم والمشيمة والعلقة )

١٠١٨ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه أمر بدفن الشعر وقال: كل ما وقع من ابن آدم (١) فهو ميتة.

١٠١٩ / ٢ - كتاب التعريف للصفواني: وروي: لا تجمع أظفارك بل ازرعها زرعا.

١٠٢٠ / ٣ - زيد النرسي في أصله: عن أبي الحسن عليه‌السلام، قال: إذا أخذت من شعر رأسك، فابدأ بالناصية ... إلى أن قال: ثم تجمع شعرك وتدفنه وتقول: اللهم اجعله إلى الجنّة ولا تجعله إلى النار، وقدس عليه ولا تسخط عليه وطهره حتى تجعله كفارة وذنوبا تناثرت عني بعدده، وما تبدله مكانه فاجعله طيبا وزينة ووقارا ونورا في القيامة منيرا يا أرحم الراحمين، اللهم زيّني بالتقوى وجنبني وجنب شعري وبشري

____________________________

الباب - ٤٧

١ - مكارم الاخلاق ص ٣٣ وعنه في البحار ج ٧٦ ص ١١٥ ح ١٦.

الباب - ٤٨

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٦.

(١) في المصدر: كل شئ سقط من الانسان.

٢ - التعريف ص ٣.

٣ - كتاب زيد النرسي ص ٥٦.

٤١١

المعاصي، وجنبني الردى فلا يملك ذلك أحد سواك.

٤٩ - ( باب استحباب اكرام الشعر )

١٠٢١ / ١ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من كان له شعر فليحسن إليه.

١٠٢٢ / ٢ - وبهذا الاسناد: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الشعر الحسن من كسوة الله تبارك وتعالى، فاكرموه ».

١٠٢٣ / ٣ - وبهذا الاسناد: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من اتخذ شعرا فليحسن إليه، ومن اتخذ زوجة فليكرمها، ومن اتخذ نعلا فليستجدها، ومن اتخذ دابة فليستفرهها، ومن اتخذ ثوبا فلينظفه ».

٥٠ - ( باب جواز جزّ الشيب، وكراهة نتفه، وعدم تحريمه )

١٠٢٤ / ١ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه،

____________________________

الباب - ٤٩

١ - الجعفريات ص ١٥٦.

٢ - الجعفريات ص ١٥٦.

٣ - المصدر السابق ص ١٥٧.

الباب - ٥٠

١ - الجعفريات ص ١٥٦، ورواه في دعائم الإسلام ج ص ١٢٥.

٤١٢

عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، انه كان لا يرى بجز الشيب بأسا، وكان يكره نتفه.

١٠٢٥ / ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام، قال: « قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: الشيب نور، فلا تنتفوه ».

دعائم الإسلام: عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله.

وعن علي عليه‌السلام: مثل الخبر الأول.

١٠٢٦ / ٣ - وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « من عرف فضل شيبه فوقره، آمنه الله من فزع يوم القيامة ».

٥١ - ( باب استحباب تقليم الأظفار، وكراهة تركه )

١٠٢٧ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قيل لابراهيم خليل الرحمن عليه‌السلام: تطهر، فأخذ من أظفاره، ثم قيل له: تطهر، فنتف تحت جناحه، ثم قيل له: تطهر، فحلق هامته، ثم قيل له: تطهر، فاختتن ».

١٠٢٨ / ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي عليه‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قصوا اظافيركم، فانه أزين

____________________________

٢ - الجعفريات ص ١٥٦، ورواه في دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٥.

٣ - المصدر السابق ص ١٩٧ ورواه في دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٥.

الباب - ٥١

١ - الجعفريات ص ٢٨.

٢ - المصدر السابق ص ٢٩.

٤١٣

لكم ».

١٠٢٩ / ٣ - فقه الرضا عليه‌السلام، والهداية: في السنن الحنيفية: « وأما التي في الجسد: فنتف الابط، وتقليم الأظفار، وحلق العانة، والاستنجاء، والختان ».

١٠٣٠ / ٤ - جامع الاخبار: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم، ويزيد في الرزق ».

١٠٣١ / ٥ - كتاب التعريف للصفواني: عن الرضا عليه‌السلام: تقليم الأظفار يجلب الرزق.

دعائم الإسلام (١): عن علي عليه‌السلام، مثل الخبر الاول.

١٠٣٢ / ٦ - وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال في حديث: وقلموا الأظفار ولا تشبهوا باليهود ... الخبر.

٥٢ - ( باب استحباب قص الرجال الأظفار وترك النساء منها شيئاً )

١٠٣٣ / ١ - دعائم الإسلام: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه

____________________________

٣ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١ سنن الوضوء والهداية ص ١٧.

٤ - جامع الاخبار ص ١٤٢ فصل ٧٨.

٥ - التعريف ص ٣.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٤.

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٤، وفيه: ولا تتشبهوا بأهل الكتاب.

الباب - ٥٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٥.

٤١٤

قال: يا معشر الرجال قصوا أظافيركم، وقال للنساء: طولن أظافيركن فانه أزين لكن.

٥٣ - ( باب كراهة تقليم الأظفار بالأسنان والأخذ بها من اللحية والحجامة يوم الأربعاء والجمعة )

١٠٣٤ / ١ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام، قال: أربعة من الوسواس: أكل الطين، وفتّ الطين، وتقليم الأظفار بالاسنان، وأكل اللحية.

ويأتي ما يدل على حكم الحجامة في أبواب السفر من كتاب الحج وكتاب التجارة (١).

٥٤ - ( باب استحباب الابتداء بتقليم خنصر اليسرى والختم بخنصر اليمنى )

١٠٣٥ / ١ - جامع الاخبار: قال أبي في وصيته إليّ: قلم أظفارك، وخذ من شاربك، وابدأ بخنصرك من يدك اليسرى، واختم بخنصرك من

____________________________

الباب - ٥٣

١ - الخصال ص ٢٢١ ح ٤٦ وعنه في البحار ج ٧٦ ص ١٠٨ ح ٣.

(١) يأتي في الباب ٤ في أبواب السفر من كتاب الحج، والباب ٨ و ٩ و ١١ في أبواب ما يكتسب به من كتاب التجارة.

الباب - ٥٤

١ - جامع الاخبار ص ١٤٢، فصل ٧٨.

٤١٥

يدك اليمنى، وقل حين تريد قلمها وشاربك: بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فانه من فعل ذلك كتب الله له بكل قلامة وجزازة (١) عتق نسمة، ولم يمرض إلا مرضه الذي يموت فيه.

١٠٣٦ / ٢ - القطب الراوندي في دعواته: روي عنهم عليهم‌السلام: قلّم اظفارك وابدأ بخنصرك من يدك اليسرى واختم بخنصرك من يدك اليمنى وجزّ (١) شاربك، وقل حين تريد ذلك: بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فانه من فعل ذلك كتب الله له بكل قلامة وجزازة عتق رقبة.

١٠٣٧ / ٣ - كتاب التعريف للصفواني: عن الصادق عليه‌السلام في تقليم الأظفار ابتدئ بالخنصر من اليمين ثم السبابة ثم الوسطى ثم الابهام ثم البنصر، ومن اليسرى يبتدئ بالخنصر، ثم على الولاء إلى الابهام.

٥٥ - ( باب استحباب إزالة شعر الابط للرجل والمرأة ولو بالنتف وكراهة اطالته )

١٠٣٨ / ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌

____________________________

(١) جزّ الصوف والشعر: قطعه، وجزازة كل شئ: ماجز منه (لسان العرب ج ٥ ص ٣٢١).

٢ - دعوات الراوندي ص ٢٨، وعنه في البحار ج ٧٦ ص ١٢١ ح ٩.

(١) في البحار: وخذ.

٣ - التعريف ص ٣.

الباب - ٥٥

١ - الجعفريات ص ٢٩، علل الشرائع ص ٥١٩ ح ١، عنه في البحار ج ٧٦ ص ٨٨ ح ١.

٤١٦

انه قال: لا يطولن أحدكم شاربه ولا عانته ولا شعر جناحه، فان الشيطان يتخذها مخابئ يتستر بها.

دعائم الإسلام: عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله (١).

١٠٣٩ / ٢ - وعن علي عليه‌السلام في حديث: ان الله عزّوجلّ أوحى إلى ابراهيم عليه‌السلام ان تطهر، فأخذ من شاربه، ثم قيل له: تطهر، فقلم أظفاره، ثم قيل له تطهر، فنتف ابطه، الخبر.

٥٦ - ( باب تأكد كراهة ترك الرجل عانته أكثر من أربعين يوماً وترك المرأة لها أكثر من عشرين يوماً ولو بالقرض )

١٠٤٠ / ١ - قد تقدم - عن الجعفريات - قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوما.

دعائم الإسلام: عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله (١).

٥٧ - ( باب كراهة اطالة شعر الشارب والابط والعانة )

١٠٤١ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: قال رسول الله

____________________________

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٤.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٤.

الباب - ٥٦

١ - تقدم في الباب ١٩، الحديث ٢، عن الجعفريات ص ٢٩.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٤.

الباب - ٥٧

١ - الجعفريات ص ٢٩.

٤١٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لا يطولن أحدكم شاربه ولا عانته ولا شعر جناحه، فان الشيطان يتخذها مخابئ يتستر بها.

٥٨ - ( باب استحباب مسّ الأظفار والرأس بالماء بعد أخذ الأظفار والشعر بالحديد وعدم وجوب اعادة الصلاة لمن ترك ذلك حتى صلّى )

١٠٤٢ / ١ - قد مرّ - عن دعائم الإسلام - عن أميرالمؤمنين والباقر والصادق عليهم‌السلام، في عداد ما لا ينقض الوضوء: ولا في قص الأظفار ولا أخذ الشارب ولا حلق الرأس، وإذا مس جلدك الماء فحسن.

٥٩ - ( باب استحباب التطيب )

١٠٤٣ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: « قال علي عليهم‌السلام: ثلاثة اعطيهن النبيون: التعطر، والأزواج، والسواك ».

١٠٤٤ / ٢ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ما طابت رائحة عبد، إلّا زاد عقله ».

١٠٤٥ / ٣ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ثلاث اعطيهن النبيون:

____________________________

الباب - ٥٨

١ - تقدم في الحديث ١، الباب ٨ من أبواب نواقص الوضوء عن دعائم الإسلام ج ١ ص ١٠٢.

الباب - ٥٩

١ - الجعفريات ص ١٦.

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦٥ ح ٥٩٣.

٣ - المصدر السابق ج ١ ص ١١٩ وج ٢ ص ١٦٥ ح ٥٩٣.

٤١٨

العطر، والأزواج، والسواك ».

١٠٤٦ / ٤ - وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « الريح الطيبة تشد العقل، وتزيد الباه (١) ».

١٠٤٧ / ٥ - وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه كان يكثر الطيب حتى كان ذلك يغير لون لحيته ورأسه إلى الصفرة.

١٠٤٨ / ٦ - وعن علي عليه‌السلام، انه كان ربما تطيب من طيب نسائه.

١٠٤٩ / ٧ - أبوالعباس المستغفري في طب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قال: قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ثلاث يفرح بهن الجسم ويربو: الطيب، واللباس اللين، وشرب العسل ».

١٠٥٠ / ٨ - الطبرسي في مكارم الاخلاق: وكان - أي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - يقول: « جعل لذتي في النساء والطيب، وجعل قرّة عيني في الصلاة والصوم ».

١٠٥١ / ٩ - الشيخ الطوسى في أماليه: عن جماعة من اصحابنا، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى العبرتائي، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله، عن أبي حرب بن أبي الاسود الدؤلي، عن

____________________________

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٦٦ ح ٥٩٤.

(١) في المصدر: في الباءة.

٥ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦٦ ح ٥٩٥.

٦ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٦٦ ح ٥٩٦.

٧ - طب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ص ٤، عنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٥.

٨ - مكارم الاخلاق ص ٣٤.

٩ - امالي الطوسي ج ٢ ص ١٤١.

٤١٩

أبيه، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فيما أوصى إليه: « يا أبا ذر، ان الله بعث عيسى بن مريم عليه‌السلام بالرهبانية، وبعثت بالحنيفية السهلة (١)، وحبب (٢) إليّ النساء والطيب، وجعل (٣) في الصلاة قرّة عيني ».

١٠٥٢ / ١٠ - فقه الرضا عليه‌السلام : « اروي أنه لو كان شئ يزيد في البدن لكان الغمز (١) يزيد، واللين من الثياب، وكذلك الطيب ».

١٠٥٣ / ١١ - الحلي في السرائر: وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « الريح الطيبة تشد العقل، وتزيد في الباه ».

١٠٥٤ / ١٢ - الشيخ فخر الدين في المنتخب: روي أن نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم إلى يزيد ... إلى أن قال: ثم اعلم يا يزيد أني دخلت المدينة تاجرا في أيام حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وقد أردت أن آتيه بهدية فسألت من أصحابه: أي شئ أحب إليه من الهدايا؟ فقالوا: الطيب أحب إليه من كلّ شئ وان له رغبة فيه، قال: فحملت من المسك فارتين (١) وقدرا من العنبر الأشهب وجئت بها إليه ... الخبر.

____________________________

(١) في المصدر: السمحة.

(٢) وفيه: وحبت.

(٣) وفيه: وجعلت.

١٠ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٤٧.

(١) الغمز: العصر والكبس باليد (لسان العرب - غمز - ج ٥ ص ٣٨٩).

١١ - السرائر ص ٣٧٤.

١٢ - المنتخب ص ٦٤ المجلس الرابع.

(١) فارة المسك: وعاؤه (لسان العرب - فور - ج ٥ ص ٦٧).

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510