مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٤

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل15%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 508

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 508 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 228223 / تحميل: 5373
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

٤٥٤٢ / ٣ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الانوار: عن علي بن الحسين عليهما‌السلام، قال: « لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت، (لو كان) (١) القرآن معي » وكان إذا قرأ من القرآن مالك يوم الدين كررها وكاد أن يموت مما دخل عليه من الخوف.

العياشي في تفسيره: عن الزهري عنه عليه‌السلام، مثله (٢).

٤٥٤٣ / ٤ - وعن محمّد بن علي الحلبي، قال: سمعته - يعني أبا عبدالله عليه‌السلام - ما لا أحصي وأنا أصلي خلفه، يقرأ: إهدنا الصراط المستقيم.

٥١ - ( باب عدم جواز العدول عن الجحد والتوحيد في الصلاة بعد الشروع، إلا إلى الجمعة والمنافقين في محلهما، قبل تجاوز النصف )

٤٥٤٤ / ١ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد (صلوات الله عليهما)، انه قال: « من بدأ بالقراءة في الصلاة بسورة، ثم رأى ان يتركها ويأخذ في غيرها، فله ذلك ما لم يأخذ في نصف السورة الا أن يكون بدأ بقل هو الله احد فانه لا يقطعها،

____________________________

٣ - مشكاة الانوار ص ١٢٠، وعنه في البحار ج ٨٥ ص ٦٥ ح ٥٧.

(١) المصدر: أن يكون.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣ ح ٢٣.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤ ح ٢٦، وعنه في البحار ج ٩٢ ص ٢٤٠ ح ٤٥.

الباب - ٥١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٦١.

٢٢١

وكذلك سورة الجمعة أو سورة المنافقون (٢) لا يقطعهما إلى غيرهما، وان بدأ بقل هو الله احد فقطعها، ورجع إلى سورة الجمعة أو سورة المنافقون في صلاة الجمعة، يجزئه (٣) خاصة ».

٥٢ - ( باب تأكد استحباب قراءة الجمعة والمنافقين، يوم الجمعة في الظهرين والجمعة )

٤٥٤٥ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهم‌السلام، عن عبدالله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ان مروان بن الحكم استخلف ابا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة، قال: فصلى بنا أبو هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الثانية: إذا جاءك المنافقون فقال عبدالله بن ابي رافع: فادركت ابا هريرة حين انصرف، فقلت: سمعتك تقرأ سورتين كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقرأ بهما بالكوفة، فقال أبو هريرة: إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يقرأ بهما.

٤٥٤٦ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، أنه قال: « السنة أن يقرأ (١) في أول ركعة يوم الجمعة بسورة الجمعة، وفي الثانية بسورة المنافقين ».

____________________________

(٢) في المصدر زيادة: في صلاة الجمعة خاصة.

(٣) يجزئه، ليس في المصدر.

الباب - ٥٢

١ - الجعفريات ص ٤٣.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٣.

(١) في المصدر زيادة: الإمام.

٢٢٢

٤٥٤٧ / ٣ - وفيه: نروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه كذلك كان يقرأ يوم الجمعة، بسورة الجمعة والمنافقين.

٤٥٤٨ / ٤ - الشيخ أبو محمّد جعفر بن أحمد القمي في كتاب العروس: عن الصادق عليه‌السلام، قال: « يقرأ في صلاة الظهر يوم الجمعة، في الركعتين الاولتين، بسورة الجمعة والمنافقين »، الخبر.

٤٥٤٩ / ٥ - وعن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « ان الله أكرم المؤمنين بالجمعة، فسنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بشارة لهم، والمنافقين توبيخا للمنافقين، ولا ينبغي تركهما متعمدا، فمن تركهما متعمدا فلا صلاة له ».

٥٣ - ( باب عدم وجوب سورة الجمعة والمنافقين عينا يوم الجمعة )

٤٥٥٠ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وتقرأ في صلاتك كلها يوم الجمعة، سورة الجمعة، والمنافقين، وسبح اسم ربك الاعلى، وان نسيتها أو في واحدة منها، فلا اعادة عليك، فان ذكرتها من قبل ان تقرأ نصف سورة (١) فارجع إلى سورة الجمعة، وان لم تذكرها الا بعد ما قرأت نصف سورة، فامض في صلاتك ».

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٣.

٤ - العروس ص ٤٩ باختلاف.

٥ - العروس ص ٥٥.

الباب - ٥٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٢.

(١) في المصدر زيادة: فامض في صلاتك.

٢٢٣

٥٤ - ( باب استحباب اعادة الجمعة والظهر، إذا صلّاهما فقرأ غير الجمعة والمنافقين، أو نقل النية إلى النفل، واستئناف الفرض بالسورتين، بعد اتمام ركعتين )

٤٥٥١ / ١ - الصدوق في المقنع: وان صليت الظهر بغير الجمعة والمنافقين، فعليك اعادة الصلاة، فان نسيتهما أو واحدة منهما، في صلاة الظهر وقرأت غيرهما، فارجع إلى سورة الجمعة والمنافقين، ما لم تقرأ نصف السورة، فإذا قرأت نصف السورة فتمم السورة واجعلها ركعتي نافلة، واعد صلاتك بسورة الجمعة والمنافقين.

٥٥ - ( باب استحباب الجهر يوم الجمعة، في الظهر والجمعة )

٤٥٥٢ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهم‌السلام، قال: « اجهروا بالقراءة في صلاة الجمعة، فانها سنة ».

٤٥٥٣ / ٢ - جعفر بن احمد القمي في كتاب العروس: عن زرارة، عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال: « وقت الظهر يوم الجمعة حين تزول الشمس، وليجهر بالقراءة في الركعتين الاولتين، إذا كان وحده ويقنت ».

وقال الباقر عليه‌السلام: « الرجل إذا صلى الجمعة أربع

____________________________

الباب - ٥٤

١ - المقنع ص ٤٥.

الباب - ٥٥

١ - الجعفريات ص ٤٣.

٢ - العروس ص ٥٦.

٢٢٤

ركعات، يجهر ».

٤٥٥٤ / ٣ - وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أول ما صلى في السماء، صلاة الظهر يوم الجمعة، جهر بها ».

٤٥٥٥ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « يبدأ بالخطبة (١) يوم الجمعة - إلى أن قال - ثم اقام المؤذنون الصلاة (٢)، ونزل فصلى الجمعة ركعتين، يجهر فيهما بالقراءة ».

٤٥٥٦ / ٥ - فقه الرضا عليه‌السلام: سألت العالم عن القنوت يوم الجمعة إذا صليت وحدي اربعا، فقال: « نعم في الركعة الثانية خلف القراءة، فقلت: اجهر فيها، بالقراءة، قال: نعم ».

٥٦ - ( باب وجوب القراءة في الصلاة، بالقراءات السبعة المتواترة، دون الشواذ والمروية )

٤٥٥٧ / ١ - البحار، عن كتاب الحسين بن سعيد الأهوازي: عن أبي الحسن بن عبدالله، عن ابن أبي يعفور، قال: دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام، وعنده نفر من أصحابه، فقال لي: « يابن أبي يعفور هل قرأت القرآن »؟، قال: قلت: نعم هذه القراءة، قال: « عنها سألتك ليس عن غيرها »، قال: فقلت: نعم جعلت فداك،

____________________________

٣ - العروس ص ٥٦.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٣.

(١) في المصدر: بالخطبتين.

(٢) الصلاة: ليس في المصدر.

٥ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١١.

الباب - ٥٦

١ - البحار ج ٧ ص ٢٨٤ ح ٩ عن الزهد ص ١٠٤ ح ٢٨٦.

٢٢٥

ولم؟ (أي ولم لم تسألني عن غير تلك القراءة) (١) قال: « لأن موسى حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه، فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم »، الخبر.

٤٥٥٨ / ٢ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن علي عليه‌السلام، انه قرأ عنده رجل ( وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ) (١) فقال عليه‌السلام: « ما شأن الطلح؟ انما هو وطلع كقوله تعالى: ( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) (٢) » فقيل له: الا تغيره؟ فقال عليه‌السلام: « ان القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرّك ».

٤٥٥٩ / ٣ - محمّد بن حسن الصفار في بصائر الدرجات: عن محمّد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن هاشم، عن سالم بن أبي سلمة، قال: قرأ رجل على أبي عبدالله عليه‌السلام، وانا اسمع، حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام: « مه مه، كف عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس، حتى يقوم القائم عليه‌السلام، فإذا قام اقرأ كتاب الله على حدّه، واخرج المصحف الذى كتبه علي عليه‌السلام »، الخبر.

____________________________

(١) مابين القوسين زيادة من المصنّف « قده » لتوضيح المعنى.

٢ - مجمع البيان ج ٥ ص ٢١٨.

(١) الواقعة ٥٦: ٢٩.

(٢) الشعراء ٢٦: ١٤٨.

٣ - بصائر الدرجات ص ٢١٣ ح ٣، وعنه في البحار ج ٩٢ ص ٨٨ ح ٢٨.

٢٢٦

٥٧ - ( باب نوادر ما يتعلق بابواب القراءة في الصلاة )

٥٤٦٠ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، كان يقرأ في الركعة الثالثة من المغرب ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) (١) ».

٤٥٦١ / ٢ - السيد علي بن طاووس في كتاب المجتنى: نقلا عن كتاب الوسائل إلى المسائل تأليف أحمد بن علي بن احمد، قال: بلغنا ان رجلا كان بينه وبين بعض المتسلطين عداوة شديدة، حتى خافه على نفسه وايس معه من حياته، وتحير في امره، فرأى ذات ليلة في منامه، كأن قائلاً يقول: عليك بقراءة سورة الم تر (١) في إحدى ركعتي الفجر، وكان يقرأها كما أمره، فكفاه الله شر عدوه في مدة يسيرة، واقر عينه بهلاك عدوه، قال: ولم يترك قراءة هذه السورة في احدى ركعتي الفجر إلى أن مات.

قال في البحار (٢): هذا المنام لا حجة فيه، ولو عمل به احد، فالاحوط قراءتها في نافلة الفجر.

____________________________

الباب - ٥٧

١ - الجعفريات ص ٤١.

(١) آل عمران ٣: ٨.

٢ - المجتنى (المطبوع ضمن كتاب مهج الدعوات) ص ٣٦.

(١) أي سورة الفيل.

(٢) البحار ج ٨٥ ص ٦٦ ح ٥٦.

٢٢٧

٤٥٦٢ / ٣ - تفسير العسكري عليه‌السلام، والصدوق في العيون، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « فاتحة الكتاب، اعطاها محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وامته، بدأ فيها بالحمد والثناء عليه، ثم ثنى بالدعاء لله عزّوجلّ، ولقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول: قال الله عزّوجلّ: قسمت الحمد بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) قال الله عزّوجلّ: بدأ عبدي باسمي، حق علي ان اتمم له اموره، وابارك له في احواله، فإذا قال ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قال الله عزّوجلّ: حمدني عبدي، وعلم ان النعم التي له من عندي، و (١) البلايا التي اندفعت (٢) عنه بتطولي (٣)، أشهدكم (٤) اني أضيف له نعم الدنيا إلى نعيم الآخرة (٥)، وادفع عنه بلايا الآخرة، كما دفعت عنه بلايا الدنيا، فإذا قال ( الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) قال الله عزّوجلّ: شهد لي (٦) بأني الرحمن الرحيم، اشهدكم لاوفرن من رحمتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه، فإذا قال ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال الله عزّوجلّ: اشهدكم كما

____________________________

٣ - تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام ص ٢١، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ١ ص ٣٠٠ ح ٥٩، وعنهما في البحار ج ٨٥ ص ٥٩ ح ٤٧ باختلاف يسير.

(١) في المصدرين: زيادة إن.

(٢) في العيون: دفعت.

(٣) فيهما: فبطولي.

(٤) في التفسير: زيادة يا ملائكتي.

(٥) في العيون: إلى نعم الدنيا نعم الآخرة.

(٦) وفيهما زيادة: عبدي.

٢٢٨

اعترف باني انا المالك ليوم (٧) الدين، لاسهلن يوم الحساب حسابه، ولا تقبلن حسناته، ولا تجاوزن عن سيئاته، فإذا قال العبد ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) قال الله عزّوجلّ: صدق عبدي، اياي يعبد (٨) لاثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي، فإذا قال ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) قال الله عزّوجلّ: بي استعان (٩) والي التجأ، أشهدكم لاعيننه على امره، ولاغيثنه في شدائده، ولاخذن بيده يوم (القيامة عند) (١٠) نوائبه، وإذا قال ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) إلى آخرها قال الله: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل، قد استجبت لعبدي، وأعطيته ما أمل، وآمنته مما منه وجل.

٤٥٦٣ / ٤ - البحار عن كتاب العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم، قال: اقل ما يجب في الصلاة من القرآن، الحمد وسورة ثلاث آيات، وقال: علة اسقاط بسم الله الرحمن الرحيم من سورة براءة، ان البسملة امان، والبراءة كانت إلى المشركين، فاسقط منها الامان.

٤٥٦٤ / ٥ - السيد علي بن طاووس في كتاب امان الاخطار، مرسلا: ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قصد قوما من أهل الكتاب، قبل دخولهم في الذمة، فظفر منهم بامرأة قريبة العرس بزوجها، وعاد من سفره فبات في طريقه، واشار إلى عمار بن ياسر وعباد بن بشر ان يحرساه، فاقتسما الليل فكان لعباد بن بشر النصف الأول، ولعمار بن

____________________________

(٧) في العيون: مالك يوم.

(٨) وفيهما: زيادة أشهدكم.

(٩) وفيهما زيادة: عبدي.

(١٠) مابين القوسين ليس في التفسير.

٤ - البحار ج ٨٥ ص ٥١ ح ٤٣.

٥ - أمان الاخطار ص ١٢٢.

٢٢٩

ياسر النصف الثاني، ونام عمار بن ياسر وقام عباد بن بشر يصلي، وقد تبعهم اليهودي يطلب امرأته (ويغتنم اهمالهما) (١) من التحفظ، فيفتك بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فنظر اليهودي إلى عباد بن بشر يصلي في موضع العبور، فلم يعلم في ظلام الليل هل هو شجرة أو أكمة أو دابة أو انسان، فرماه بسهم فاثبته فيه، فلم يقطع عباد بن بشر الصلاة، فرماه بآخر فاثبته فيه فلم يقطع الصلاة، فرماه بآخر فخفف الصلاة، وايقظ عمار بن ياسر فرأى السهام في جسده فعاتبه، فقال: هلا أيقظتني في أول سهم؟ فقال: كنت قد بدأت بسورة الكهف، فكرهت ان اقطعها، ولو لا خوفي أن يأتي العدو على نفسي، ويصل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، واكون قد ضيعت ثغرا من ثغور المسلمين ما خففت من صلاتي، ولو اتى على نفسي، فدفعا العدو عما اراده.

٤٥٦٥ / ٦ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن جبير بن مطعم، قال: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يقرأ بالطور في المغرب.

٤٥٦٦ / ٧ - البحار - عن الدر المنثور للسيوطي -: عن علي عليه‌السلام، قال: « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يوتر بتسع سور في ثلاث ركعات: الهيكم التكاثر، وانا انزلناه في ليلة القدر، وإذا زلزلت الأرض زلزالها في ركعة، وفي الثانية: والعصر، وإذا جاء نصر الله، وانا اعطيناك الكوثر، وفي الثالثة: قل يا أيها الكافرون، وتبت يدا ابي لهب، وقل هو الله احد ».

____________________________

(١) في المصدر: ويغتم أهمالا.

٦ - مجمع البيان ج ٥ ص ١٦٢.

٧ - البحار ج ٩٢ ص ٢٧٢ ح ٢٥ عن الدر المنثور ج ٦ ص ٣٧٧.

٢٣٠

أبواب قراءة القرآن ولو في غير الصلاة

١ - ( باب وجوب تعلم القرآن وتعليمه كفاية، واستحبابه عينا )

٥٤٦٧ / ١ - البحار - عن كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه -: عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الاشعث، عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « عدد درج الجنّة عدد آي القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة، قيل له: ارق واقرأ لكل آية درجة، فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة ».

٤٥٦٨ / ٢ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثني ابي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: القلوب أربعة: فقلب فيه ايمان وليس فيه قرآن، وقلب فيه قرآن وايمان، وقلب فيه قرآن وليس في ايمان، وقلب لا قرآن فيه ولا ايمان، فاما القلب الذي فيه ايمان وليس فيه قرآن، كالثمرة طيب طعمها ليس لها ريح، واما القلب الذي فيه قرآن وليس فيه ايمان، كالاشنة (١) طيب ريحها خبيث طعمها، واما

____________________________

أبواب قراءة القرآن ولو في غير الصلاة

الباب - ١

١ - البحار ٩٢ ص ٢٢ ح ٢٢، بل عن جامع الاحاديث ص ١٨.

٢ - الجعفريات ص ٢٣٠.

(١) الأشنة: شئ من الطيب أبيض كأنه مقشور (لسان العرب - أشن ج ١٣ =

٢٣١

القلب الذي فيه ايمان وقرآن، كجراب المسك ان فتح فتح طيبا، وان وعى وعى طيبا، واما القلب الذي لا قرآن فيه ولا ايمان، كالحنظلة خبيث ريحها، خبيث طعمها ».

ورواه السيد فضل الله الراوندي في نوادره (٢): بسنده عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله.

٤٥٦٩ / ٣ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن انس، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ان هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا مأدبته ما استطعتم »، الخبر.

٤٥٧٠ / ٤ - وعن معاذ بن جبل، قال: كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، في سفر، فقلت: يا رسول الله حدثنا بما لنا فيه نفع، فقال: « ان اردتم عيش السعداء، وموت الشهداء، والنجاة يوم الحشر، والظل يوم الحرور، والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن، فانه كلام الرحمن، وحرز من الشيطان، ورجحان في الميزان ».

ورواه في جامع الاخبار عنه عليه‌السلام مثله (١).

٤٥٧١ / ٥ - وعن عبدالله بن عباس، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « ما من مؤمن ذكر أو انثى، حر

____________________________

= ص ١٨).

(٢) نوادر الراوندي ص ٤.

٣ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٧.

٤ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٨.

(١) جامع الاخبار ص ٤٨.

٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٩٤.

٢٣٢

أو مملوك، الا ولله عليه حق واجب، ان يتعلم من القرآن ويتفقه فيه، ثم قرأ هذه الآية ( وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ ) (١) » الآية.

٤٥٧٢ / ٦ - جامع الاخبار: عن مكحول، قال: جاء أبوذر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقال: يا رسول الله، اني اخاف ان اتعلم القرآن ولا اعمل به، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا يعذب الله قلبا اسكنه القرآن ».

٤٥٧٣ / ٧ - و عن عقبة بن عامر الجهني، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « لو كان القرآن في اهاب، ما مسه النار ».

٤٥٧٤ / ٨ - ابن الشيخ الطوسي في اماليه: عن ابيه، عن ابي الفتح هلال بن محمّد الحفار، عن ابي عمرو عثمان بن احمد بن عبدالله الدقاق المعروف بابن السماك، عن أبي قلابة عبدالملك بن محمّد بن عبدالله الرقاشي، عن مسلم بن إبراهيم، عن الحارث بن نبهان (١)، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن سعد، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « خياركم من تعلم القرآن وعلمه ».

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٧٩.

٦ - جامع الاخبار ص ٥٦.

٧ - جامع الاخبار ص ٥٧.

٨ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٦٧، أورد الشيخ هذه الرواية بسندين مختلفين تماماً، احدهما موافق لما رواه عنه في البحار ج ٩٢ ص ١٨٦ ح ٢ والثاني موافق لما نقله هنا الشيخ المصنّف « قده ».

(١) كان في الأصل المخطوط: صهبان، وفي المصدر: تيهان، وكلاهما تصحيف، والصحيح كما أثبتناه، راجع تهذيب التهذيب ج ٢ ص ١٥٨ رقم ٢٧٦.

٢٣٣

٤٥٧٥ / ٩ - وبإسناده إلى الرقاشي: عن أبيه، عن محمّد بن مروان، عن المعارك بن عباد، عن سعيد بن ابي سعيد، عن أبيه، عن ابي هريرة، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « تعلموا القرآن وتعلموا غرائبه، وغرائبه: فرائضه وحدوده، فإن القرآن نزل على خمسة وجوه: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وامثال، فاعملوا بالحلال، ودعوا الحرام، واعملوا بالمحكم، ودعوا المتشابه، واعتبروا بالامثال ».

٤٥٧٦ / ١٠ - وبالاسناد إلى الرقاشي: عن وهب بن جرير، عن موسى بن علي بن رياح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « ايكم يحب ان يغدو إلى العقيق أو إلى بطحاء مكة، فيؤتى بناقتين كوماوين (١) حسنتين، فيدعو بهما إلى اهله من غير مأثم ولا قطيعة رحم »، قالوا: كلنا نحب ذلك يا رسول الله، قال: « لأن يأتي احدكم المسجد فيتعلم آية، خير له من ناقة، (أو اثنتين) (٢) خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث ».

٤٥٧٧ / ١١ - الصدوق في الخصال والامالي: عن محمّد بن احمد البردعي، عن عمر بن ابي غيلان الثقفي، وعيسى بن سليمان القرشي معا، عن ابي ابراهيم الترجماني عن سعد بن سعيد الجرجاني عن نهشل بن سعيد عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « اشراف امتي حملة القرآن، واصحاب الليل ».

____________________________

٩ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٦٧.

١٠ - امالي الطوسي ج ١ ص ٣٦٧.

(١) الناقة الكوماء: الضخمة السنام (لسان العرب ج ١٢ ص ٥٢٩).

(٢) في المصدر: وآيتين.

١١ - الخصال ص ٧ ح ٢١، وأمالي الصدوق ص ١٩٤ ح ٦.

٢٣٤

٤٥٧٨ / ١٢ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة: رجل قرأ كتاب الله، وأمّ لله قوماً وهم به راضون »، الخبر.

٤٥٧٩ / ١٣ - وعن عبدالرحمن السلمي قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ».

٤٥٨٠ / ١٤ - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ « معلم القرآن ومتعلمه، يستغفر له كل شئ، حتى الحوت في البحر ».

٤٥٨١ / ١٥ - وعن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من علّم آية في كتاب الله تعالى، كان له اجرها ما تليت ».

٤٥٨٢ / ١٦ - وعن علي الأزدي قال: سألت ابن عباس عن الجهاد، فقال: ا لا ادلك على ما هو خير لك من الجهاد، تبني مسجدا فتعلم فيه القرآن، والفقه والدين والسنة.

٢ - ( باب وجوب اكرام القرآن، وتحريم اهانته )

٤٥٨٣ / ١ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عمرو بن جميع، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، قال: « من قرأ القرآن من هذه الاُمة، ثم دخل النار، فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا ».

____________________________

١٢ - درر اللآلي ج ١ ص ١٠.

(١٣ - ١٦) - درر اللآلي: ج ١ ص ٣٣.

الباب - ٢

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٠ ح ٣٧٩.

٢٣٥

٤٥٨٤ / ٢ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير، قال: حدثني عمرو بن سعيد بن هلال، قال: حدثنا عبدالملك بن ابي ذر، قال: لقيني أميرالمؤمنين عليه‌السلام يوم مزق عثمان المصاحف، فقال: « ادع لي اباك » فجاء إليه مسرعا، فقال: « يا اباذر، اتى اليوم في الإسلام امر عظيم، مزق كتاب الله ووضع فيه الحديد، وحق على الله ان يسلط الحديد، على من مزق كتاب الله بالحديد » الخبر.

٤٥٨٥ / ٣ - جامع الأخبار: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « القرآن افضل كل شئ دون الله، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله، ومن لم يوقّر القرآن فقد استخف بحرمة الله، حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده ».

ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره (١): عن ابي الدرداء، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله.

٤٥٨٦ / ٤ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام قال: « لا تقولوا رمضان - إلى ان قال - ولا يسمى المصحف مصيحف ».

٤٥٨٧ / ٥ - السيد المرتضى في الغرر والدرر: عن القاسم بن سلام،

____________________________

٢ - كتاب عاصم بن حميد ص ٣٦.

٣ - جامع الاخبار ص ٤٧.

(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٨.

٤ - الجعفريات ص ٢٤١.

٥ - الغرر والدررج ١ ص ٢٤.

٢٣٦

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « لا ينبغي لحامل القرآن، ان يظن ان احدا اعطي افضل مما اعطي، لأنه لو ملك الدنيا باسرها، لكان القرآن افضل مما ملكه ».

٤٥٨٨ / ٦ - السيد علي بن طاووس في الطرف: عن كتاب الوصية لأبي الضرير عيسى بن المستفاد، من اصحاب الكاظم عليه‌السلام، عنه، عن ابيه عليه‌السلام، في حديث، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال للانصار ايام وفاته، فيما اوصى به إليهم: « كتاب الله واهل بيتي، فان الكتاب هو القرآن، وفيه الحجة والنور والبرهان، كلام الله غض جديد طري، شاهد وحكم عادل، قائد بحلاله وحرامه واحكامه، بصير به قاض به مضموم فيه، يقوم غدا فيحاج به اقواما، فتزل اقدامهم عن الصراط ». الخبر.

٤٥٨٩ / ٧ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « فضل القرآن على سائر الكلام، كفضل الله على خلقه ».

٣ - ( باب استحباب التفكر في معاني القرآن، وامثاله، ووعده، ووعيده، وما يقتضي الاعتبار والتأثر والاتعاظ، وسؤال الجنة، والاستعاذة من النار، عند آيتيهما )

٤٥٩٠ / ١ - محمّد بن مسعود العياشي: عن ابي بصير، عن ابي عبدالله

____________________________

٦ - الطرف ص ١٨ وفيه: عن الصادق، عن أبيه عليهما‌السلام، وعنه في البحار ج ٢٢ ص ٤٧٧ ح ٢٧.

٧ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٧.

الباب - ٣

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٥٧ ح ٨٤.

٢٣٧

عليه‌السلام، في قول الله تعالى: ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ) (١) فقال: « الوقوف عند ذكر الجنة والنار ».

٤٥٩١ / ٢ - وعن ابان بن عثمان، عن محمّد، قال: قال أبو عبدالله (١) عليه‌السلام: اقرأ قلت: من أي شئ اقرأ؟ قال: « اقرأ من السورة السابعة » قال: فجعلت التمسها، فقال: « اقرأ سورة يونس » فقرأت حتى انتهيت إلى ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ) (٢) ثم قال: « حسبك، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: اني لاعجب كيف لا اشيب إذا قرأت القرآن ».

٤٥٩٢ / ٣ - احمد بن محمّد بن فهد الحلي في عدة الداعي: عن حفص بن غياث، عن الزهري، قال: سمعت علي بن الحسين عليهما‌السلام يقول: « آيات القرآن خزائن العلم، فكلّما فتحت خزانة، فينبغي لك ان تنظر [ ما ] (١) فيها ».

٤٥٩٣ / ٤ - الشهيد الثاني في اسرار الصلاة: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لابن مسعود: « اقرأ علي » قال: ففتحت سورة النساء، فلما بلغت ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ) (١) رأيت عينيه تذرفان من الدمع فقال لي: « حسبك الآن ».

____________________________

(١) البقرة ٢: ١٢١.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٩ ح ١.

(١) في المصدر: أبو جعفر عليه‌السلام.

(٢) يونس ١٠: ٢٦.

٣ - عدة الداعي ص ٢٦٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

٤ - اسرار الصلاة ص ١٣٩.

(١) النساء ٤: ٤١.

٢٣٨

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، ولانت عليه جلودكم، فإذا اختلفتم، فلستم تقرؤونه ».

٤٥٩٤ / ٥ - نهج البلاغة: قال عليه‌السلام: « اعلموا ان هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدّث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن احد إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى، ونقصان من عمى، واعلموا انه ليس على احد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من ادوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فان فيه شفاء من اكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والعمى (١) والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، انه ما توجه العباد إلى الله بمثله، واعلموا انه شافع مشفع، وقائل مصدق، وانه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فانه ينادي مناد يوم القيامة: الا ان كل حارث مبتلى في حرثه، وعاقبة عمله، غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته واتباعه، واستدلّوه على ربكم، واستنصحوه على انفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه اهواءكم ».

٤٥٩٥ / ٦ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن الحارث الأعور، عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام قال: « ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، الفتنة يوما، فقلنا: يا رسول الله، كيف الخلاص منها؟ فقال: بكتاب الله، فيه نبأ من كان قبلكم، ونبأ من كان بعدكم، وحكم ما كان بينكم، وهو الفصل وليس بالهزل، ما تركه جبار الا

____________________________

٥ - نهج البلاغة ج ٢ ص ١١١.

(١) في المصدر: والغي.

٦ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٩.

٢٣٩

قصم الله ظهره، ومن طلب الهداية بغير القرآن ضل، وهو الحبل المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، وهو الذي لا تلبس على الألسن، ولا يخلق من كثرة القراءة، ولا تشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لما سمعه الجن ( قَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ) (١) وهو الذي ان قال صدق، وان حكم عدل، ومن تمسك به هداه إلى الصراط المستقيم، يا اعور خذ هذا الحديث يا اعور ».

٤٥٩٦ / ٧ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن ابي الرجاء محمّد بن علي بن ابى طالب (١) الرازي، عن ابي المفضل محمّد بن عبدالله بن محمّد بن المطلب الشيباني، عن ابي عبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي الحسيني، عن احمد بن محمّد بن عيسى الوابشي، عن عاصم بن حميد الحناط، قال أبو المفضل الشيباني: وحدثنا محمّد بن علي بن احمد بن عامر البندار بالكوفة، من اصل كتابه، وهذا الحديث بلفظه، وهو أتم سياقة (٢) قال: حدثنا الحسن بن علي بن بزيع، قال حدثنا مالك بن ابراهيم، عن عاصم بن حميد، عن ابي حمزة الثمالي، عن رجل من قومه، يعني يحيى بن ام الطويل، انه اخبره عن نوف البكالي، عن اميرالمؤمنين علي عليه‌السلام في حديث شريف، في اوصاف شيعته، إلى ان قال: « واما الليل فصافون اقدامهم، تالون لاجزاء القرآن، يرتلونه ترتيلا، يعظون انفسهم بامثاله، ويستشفون لدائهم بدوائه » الخبر.

٤٥٩٧ / ٨ - مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام: « من قرأ

____________________________

(١) الجن ٧٢: ١.

٧ - كنز الفوائد ص ٣٠.

(١) في المصدر: عن أبي المرجا محمّد بن علي بن طالب.

(٢) في المصدر: سباقة.

٨ - مصباح الشريعة ص ٩٦ باختلاف يسير في اللفظ.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

يوم أعطي من المخافة ضيما

والمنايا يرصدنني أن أحيدا

وفي كامل ابن الأثير ، عوضا عن (فلق) : (شفق) ، وفي تاريخ ابن عساكر (غبش) ، وفي الوفيات (غلس). والسّوام : طائر.

ومعنى البيتين : إذا كانت المنايا تحيط بي من كل جانب ، فألقي يدي إلى الضيم مخافة الموت ، فلن أكون بطلا يغير عند الصبح على الأعداء ، ولن أدعى يزيدا.

ترجمة محمّد بن الحنفية

كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يحب ابنه محمّد بن الحنفية حبا شديدا. وقد روي عنه أنه قال : من أحبني فليحبّ ابني محمدا. وقد ذكر علماء الرجال أن المحمّدين الثلاثة وهم : ابن الحنفية وابن أبي بكر وابن أبي حذيفة ، كانوا يساوقون في الدرجة.

ولقد كان محمّد بن الحنفية معذورا في تركه النصرة لأخيه وإمامه في كربلاء ، لأنه كان مبتلى بمرض شديد في ذلك الوقت. وما تضمنته الأخبار من حيث حسن نصيحته لأخيه والبكاء الشديد لأجله ، وحصول الغشية بعد الغشية له مرارا لأجل فراقه ، يكشف عن قوة إيمانه ، وعن سرّ ما قاله أمير المؤمنينعليه‌السلام في شأنه.

٤٧٢ ـ نساء بني عبد المطلب يجتمعن للنياحة ويطلبن من الحسينعليه‌السلام عدم السفر :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٢٨)

وأقبلت نساء بني عبد المطلب ، فاجتمعن للنياحة لمّا بلغهن أن الحسينعليه‌السلام يريد الشخوص من المدينة ، حتّى مشى فيهن الحسينعليه‌السلام ، فقال : أنشدكنّ الله أن تبدين هذا الأمر معصية لله ورسوله. قالت له نساء بني عبد المطلب : فلمن نستبقي النياحة والبكاء؟ فهو عندنا كيوم مات فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن ورقية وزينب وأم كلثوم!. جعلنا الله فداك من الموت ، يا حبيب الأبرار من أهل القبور.

٤٢١

٤٧٣ ـ أم سلمة ترجو الحسينعليه‌السلام عدم السفر ، وجوابه لها :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ١٥٢)

وقالت أم سلمة [إحدى زوجات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] : لا تحزنّي بخروجك إلى العراق ، فإني سمعت جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «يقتل ولدي الحسين بأرض العراق ، في أرض يقال لها كربلا ، وعندي تربتك في قارورة دفعها إليّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال الحسينعليه‌السلام : يا أماه وأنا أعلم أني مقتول مذبوح ظلما وعدوانا. وقد شاءعزوجل أن يرى حرمي ورهطي مشرّدين ، وأطفالي مذبوحين مأسورين مقيّدين ، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا. قالت أم سلمة : وا عجبا فأنى تذهب وأنت مقتول؟. قالعليه‌السلام : يا أماه إن لم أذهب اليوم ذهبت غدا ، وإن لم أذهب في غد ذهبت بعد غد ، وما من الموت والله بدّ ، وإني لأعرف اليوم الّذي أقتل فيه ، والساعة التي أقتل فيها ، والحفرة التي أدفن فيها كما أعرفك ، وأنظر إليها كما أنظر إليك. وفي

(لواعج الأشجان) ص ٢٩ : وأعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي».وإن أحببت يا أماه أن أريك مضجعي ومكان أصحابي. فطلبت منه ذلك ، فأراها تربته وتربة أصحابه(١) . ثم أعطاها من تلك التربة ، وأمرها أن تحتفظ بها في قارورة ، فإذا رأتها تفور دما تيقنت قتلهعليه‌السلام وفي اليوم العاشر من المحرم بعد الظهر ، نظرت إلى القارورتين فإذا هما تفوران دما(٢) .

وفي (لواعج الأشجان) ص ٢٩ : ثم أشار إلى جهة كربلا ، فانخفضت الأرض حتّى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره وموقفه ومشهده. فعند ذلك بكت أم سلمة بكاء شديدا ، وسلّمت أمرها إلى الله تعالى.

__________________

(١) مدينة المعاجز ، ص ٢٤٤.

(٢) الخرايج والجرايح للقطب الراوندي في باب معجزاته ؛ ومقتل العوالم ، ص ٤٧.

٤٢٢

ترجمة السيدة أم سلمة

(النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ، ج ١ ص ١٥٦)

وفي سنة ٦١ ه‍ توفيت أم المؤمنين (أم سلمة) واسمها هند بنت سهيل بن المغيرة المخزومية ، زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهي بنت عم أبي جهل ، وبنت عم خالد بن الوليد. بنى بها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سنة ثلاث من الهجرة ، وكانت قبله عند الرجل الصالح أبي سلمة بن عبد الأسد ، وهو أخو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الرضاعة. وكانت من أجمل النساء ، وطال عمرها ، وعاشت ٨٤ سنة. وقد عاصرت وفاة الحسينعليه‌السلام وحزنت عليه وبكته بكاء كثيرا. وهي آخر زوجات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفاة ، توفيت سنة ٦١ ه‍ ، وصلّى عليها سعيد بن زيد ، ودفنت بالبقيع.

٤٧٤ ـ منزلة أم سلمة :

(العيون العبرى لابراهيم الميانجي ، ص ٢١)

اسمها هند ، زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . كانت قبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند أبي سلمة المخزومي. وحالها في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين والزهراء والحسنينعليهم‌السلام أشهر من أن يذكر. وهي أفضل أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد خديجةعليها‌السلام .

في (كفاية الأثر) عن شداد بن أوس : أنه بعد ما قاتل مع عليعليه‌السلام يوم الجمل أتى المدينة. قال : فدخلت على أم سلمة. قالت : من أين أقبلت؟. قلت : من البصرة. قالت : مع أي الفريقين كنت؟. قلت : يا أمّ المؤمنين إني توقّفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، فألقى الله في قلبي أن أقاتل مع عليعليه‌السلام . قالت : نعم ما عملت ، لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «من حارب عليا حاربني ، ومن حاربني حارب الله». قلت : فترين أن الحق مع عليعليه‌السلام ؟. قالت : أي والله ، عليّ مع الحق والحق معه. والله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إن لأمتي فرقة وخلفة ، فجامعوها إذا اجتمعت ، فإذا افترقت فكونوا من النمط الأوسط ، ثم ارقبوا

٤٢٣

أهل بيتي ، فإن حاربوا فحاربوا ، وإن سالموا فسالموا ، وإن زالوا فزالوا معهم ، فإن الحق معهم حيث كانوا». قلت : فمن أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم؟. قالت :هم الأئمة بعده كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عدد نقباء بني إسرائيل : علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسينعليه‌السلام . أهل بيته هم المطهرون والأئمة المعصومون. قلت : أما والله هلك الناس إذ قالت :( كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (٣٢) [الروم : ٣٢].

ومن فضائل أم سلمة رضي الله عنها تسليم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليها تربة الشهداء في خبر القارورة المشهور.

ومنها : إيداع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندها الكتاب الّذي كتبه ، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار.

ومنها : إيداع أمير المؤمنينعليه‌السلام عندها الكتب. فعن الإمام الحسينعليه‌السلام أنه قال : إن الكتب كانت عند أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فلما سار إلى العراق استودعها أم سلمة رضي الله عنها. فلما مضى كانت عند الحسنعليه‌السلام ، فلما مضى كانت عند الحسينعليه‌السلام .

ومنها : إيداع الحسينعليه‌السلام لدى المضي إلى العراق عندها كتب علم أمير المؤمنينعليه‌السلام وذخائر النبوة وخصائص الإمامة. فلما قتلعليه‌السلام ورجع علي بن الحسينعليه‌السلام دفعتها إليه.

٤٧٥ ـ وصية الحسينعليه‌السلام لأخيه محمّد بن الحنفية قبيل مغادرته المدينة ، وفيها يبيّن سبب خروجه وهو الإصلاح والأمر بالمعروف :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٨)

ثم دعا الحسينعليه‌السلام بدواة وبياض ، وكتب فيها هذه الوصية لأخيه محمّد :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمّد بن علي المعروف بابن الحنفية :

إن الحسين بن عليعليهما‌السلام يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، جاء بالحق من عند الحق. وأن الجنة والنار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور.

إني لم أخرج أشرا(١) ولا بطرا ، ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت أطلب

__________________

(١) أشر : كفرح لفظا ومعنى.

٤٢٤

الإصلاح في أمّة جدّي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي محمّد وسيرة أبي علي بن أبي طالب(١) . فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا صبرت حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ، ويحكم بيني وبينهم وهو خير الحاكمين.

هذه وصيتي إليك يا أخي ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب.والسلام عليك وعلى من اتبع الهدى ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(٢) .

ثم طوى الكتاب وختمه بخاتمه ، ودفعه إلى أخيه محمّد بن الحنفية.

ثم ودّعه وخرج في جوف الليل يريد مكة بجميع أهله ، وذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ٦٠ ه‍ (لعله يقصد أن وصوله كان في هذا التاريخ).

يقول الدينوري في (الأخبار الطوال) ص ٢٢٨ :

لم يبق في المدينة عند رحيل الحسينعليه‌السلام بأهله غير محمّد بن الحنفية. أما ابن عباس فقد كان خرج إلى مكة قبل ذلك بأيام.

وفي (المنتخب) للطريحي ، ص ٤٢١ :

وعن سكينة بنت الحسينعليها‌السلام قالت : لما خرجنا من المدينة ما كان أحد أشدّ خوفا منا أهل البيت.

__________________

(١) مقتل المقرم ، ص ١٥٦ نقلا عن مقتل العوالم ، ص ٥٤ ؛ وكذلك في مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٤١. وفي المنتخب للطريحي زيادة (وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين).

(٢) غير خاف مغزى السبط المقدس من هذه الوصية ، فإنه أراد الهتاف بغايته الكريمة من نهضته المقدسة ، وتعريف الملأ نفسه ونفسيته ومبدأ أمره ومنتهاه ، ولم يبرح يواصل هذا بأمثاله إلى حين شهادته ، دحضا لما كان الأمويون يموّهون على الناس بأن الحسينعليه‌السلام خارج على خليفة وقته ، يريد شقّ العصا وتفريق الكلمة واستهواء الناس إلى نفسه ، لنهمة الحكم وشره الرئاسة ، تبريرا لأعمالهم القاسية في استئصال آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ولم يزلعليه‌السلام مترسلا كذلك في جميع مواقفه هو وآله وصحبه حتّى دحروا تلك الأكذوبة ، ونالوا أمنيتهم في مسيرهم ومصير أمرهم.

٤٢٥

الطريق المؤدية من المدينة إلى مكة

قال الإمام الحسينعليه‌السلام وهو خارج من المدينة المنوّرة :

( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٢١) [القصص : ٢١]

وقالعليه‌السلام حين وافى مكة المكرمة :

( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ ) (٢٢) [القصص: ٢٢]

٤٢٦

خروج الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة

[الأحد ٢٨ رجب سنة ٦٠ ه‍]

قال تعالى :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ) [النساء : ١٠٠]

٤٧٦ ـ المنازل من المدينة إلى مكة :

(البلدان لليعقوبي)

نذكر فيما يلي المنازل التي يمرّ بها المسافر من المدينة إلى مكة. قال اليعقوبي :ومن المدينة إلى مكة عشر مراحل عامرة آهلة : فأولها [ذو الحليفة] ومنها يحرم الحاج إذا خرجوا من المدينة ، وهي على أربعة أميال من المدينة

(الميل : ٨ / ١ كم). ومنها إلى [الحفيرة] وهي منازل بني فهر من قريش. وإلى [ملل] وهي في هذا الوقت منازل قوم من ولد جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام . وإلى [السيّالة] وبها قوم من ولد الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . وإلى [الرّوحاء] وهي منازل مزينة. وإلى [الرّويثة] وبها قوم من ولد عثمان بن عفان وغيرهم من العرب. وإلى [العرج]. وإلى [سقيا بني غفار] وهي منازل بني كنانة. وإلى [الأبواء] وهي منازل أسلم. وإلى [الجحفة] وبها قوم من بني سليم ، وغدير خم من الجحفة على ميلين عادل عن الطريق. وإلى [قديد] وبها منازل خزاعة. وإلى [عسفان]. وإلى [مرّ الظهران] وهيمنازل كنانة. وإلى [مكة المكرّمة] حرسها الله.

٤٧٧ ـ خروج الحسينعليه‌السلام من المدينة ونزوله في مكة :

(تاريخ دمشق لابن عساكر ، الجزء الخاص بالحسين ، ص ٢٠٠)

وخرج الحسينعليه‌السلام وعبد الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة. فقدما مكة ، فنزل الحسينعليه‌السلام دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم ابن الزبير الحجر.

٤٧٨ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام قاله لعبد الله بن مطيع العدوي بعد أن حذّره من الاغترار بأهل الكوفة :(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٩)

فبينا الحسين كذلك بين مكة والمدينة في موضع يقال له [الشريفة] إذ استقبله عبد

٤٢٧

الله بن مطيع العدوي ، فقال له : أين تريد يا أبا عبد الله ، جعلني الله فداك؟. فقال :أما في وقتي هذا فإني أريد مكة ، فإذا صرت إليها استخرت الله في أمري بعد ذلك.فقال له عبد الله بن مطيع : خار الله لك يابن رسول الله فيما قد عزمت عليه ، غير أني أشير عليك بمشورة فاقبلها مني. فقال له الحسينعليه‌السلام : وما هي يابن مطيع؟.فقال : إذا أتيت مكة فاحذر أن يغرّك أهل الكوفة ، فإن فيها قتل أبوك وطعن أخوك بطعنة كادت أن تأتي على نفسه فيها ، فالزم الحرم فأنت سيد العرب في دهرك هذا.وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٤ ط نجف : «ولن يعدلوا بك أحدا ، ويأتيك الناس من كل جانب». فو الله لئن هلكت ليهلكن أهل بيتك بهلاكك.

وفي (لواعج الأشجان) للسيد الأمين ، ص ٣٤ : لا تفارق الحرم فداك عمي وخالي ، فوالله لئن هلكت لنسترقنّ بعدك.

وجاء في (مقتل الحسين) لأبي مخنف ص ١٦ : ثم إن الحسين توجه سائرا حتّى جاوز [الشريفة] فاستقبله عبد الله بن مطيع القرشي ، وقال له : جعلت فداك ، إني أنصحك ، إذا دخلت مكة فلا تبرحنّ منها ، فهي حرم الله والأمان للناس. فأقم فيها وتألّف أهلها ، وخذ البيعة على كل من دخلها من الناس ، وعدهم العدل وارفع الجور عنهم ، وأقم فيها خطباء تخطب وتذكّر على المنابر شرفك ، وتشرح فضلك ، ويخبرونهم بأن جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأباك علي بن أبي طالب ، وأنك أولى بهذا الأمر من غيرك. إياك أن تذكر الكوفة فإنها بلد مشؤوم قتل فيها أبوك ، ولا تبرح من حرم الله تعالى ، فإن معك أهل الحجاز واليمن كلها ، وسيقدم إليك الناس من الآفاق وينصرفون إلى أمصارهم ، وادعهم إلى بيعتك. فاقبل نصيحتي وسر مسددا ، فو الله إن قبلت لترشدن. فقال الحسينعليه‌السلام : جزاك الله عني كل خير ، فإني قابل نصيحتك.

٤٧٩ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام وهو خارج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٩)

وخرج الحسينعليه‌السلام في جوف الليل يريد مكة في جميع أهل بيته ، وذلك لثلاث ليال مضين من شعبان سنة ٦٠ ه‍.

(كذا في مقتل الخوارزمي) ، أما في مقتل المقرّم ص ١٥٧ فجاء نقلا عن تاريخ الطبري ج ٦ ص ١٩٠ ما نصه :

٤٢٨

«وخرج الحسين من المدينة متوجها نحو مكة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب ودخل مكة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان». وهو الأصح كما ذكر العلامة الأمين في (لواعج الأشجان) في حاشية صفحة ٢٩.

فلزم الطريق الأعظم ، فجعل يسير وهو يتلو هذه الآية :( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٢١) [القصص : ٢١]. فقال له ابن عمه مسلم بن عقيل : يابن رسول الله ، لو عدلنا عن الطريق وسلكنا غير الجادة كما فعل عبد الله بن الزبير ، كان عندي خير رأي ، فإني أخاف أن يلحقنا الطلب. فقال له الحسينعليه‌السلام : لا والله يابن عم لا فارقت هذا الطريق أبدا ، أو أنظر إلى أبيات مكة ، ويقضي الله في ذلك ما يحب ويرضى.

يقول السيد جعفر الحلي :

خرج الحسين من المدينة خائفا

كخروج موسى خائفا يتكتمّ

وقد انجلى عن مكة وهو ابنها

وبه تشرّفت الحطيم وزمزم

٤٨٠ ـ الملائكة تعرض على الحسينعليه‌السلام المساعدة :

(اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ٢٧)

ذكر المفيد في كتابه (مولد النبي) بإسناده إلى الإمام الصادقعليه‌السلام قال : لما سار أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام من مكة ليدخل المدينة ، لقيته أفواج من الملائكة المسوّمين والمردفين ، في أيديهم الحراب ، على نجب من نجب الجنة. فسلّموا عليه ، وقالوا : يا حجة الله على خلقه بعد جده وأبيه وأخيه ، إن اللهعزوجل أمدّ جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنا في مواطن كثيرة ، وإن الله أمدّك بنا. فقال لهم : الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشهد فيها وهي كربلاء ، فإذا وردتها فأتوني. فقالوا : يا حجة الله ، إن الله أمرنا أن نسمع لك ونطيع ، فهل تخشى من عدوّ يلقاك فنكون معك؟.فقالعليه‌السلام : لا سبيل لهم عليّ ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي.

٤٨١ ـ مسلمو الجن يعرضون على الحسينعليه‌السلام مساعدته ونصرته :

(مثير الأحزان للجواهري ، ص ٩)

وأتته أفواج مسلمي الجن ، فقالوا : يا سيدنا نحن من شيعتك وأنصارك ، فمرنا بأمرك وما تشاء ، فلو أمرتنا بقتل كل عدوّ لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك. فجزاهم الحسين خيرا وقال لهم : أو ما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله :( أَيْنَما

٤٢٩

تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ ) [النساء : ٧٨]. وقال سبحانه :( قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ ) (١٥٤) [آل عمران : ١٥٤]. وإذا أقمت مكاني فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس ، وبماذا يختبرون؟. ومنذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء؟ وقد اختارها الله يوم دحي الأرض ، وجعلها معقلا لشيعتنا ومحبينا ، تقبل أعمالهم وصلواتهم وتجاب دعاؤهم ، وتكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة. ولكن تحضرون يوم السبت وهو يوم عاشوراء ، الّذي في آخره أقتل ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخوتي وأهل بيتي ، ويسار برأسي إلى يزيد.فقالت الجن : نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه ، لو لا أنّ أمرك طاعة ، وأنه لا يجوز مخالفتك ، لقتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك. فقال لهمعليه‌السلام : نحن والله أقدر عليهم منكم ، ولكن( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) [الأنفال : ٤٢].

٤٨٢ ـ ديار علي والحسينعليهما‌السلام مقفرة :

(الإمام الحسين يوم عاشوراء طبع مؤسسة البلاغ ، ص ٥٨)

ها هي ديار علي والحسين والزهراءعليهم‌السلام قد أمسى عليها ليل الفراق ، وأحاطتها وحشة البعد والغربة. لقد نأى الحسينعليه‌السلام ، وأمست المدينة موحشة ، تبكي سيدها الراحل ، والقلوب يعتصرها الأسى ، والنفوس يفترسها الألم ، ويحوطها الخوف والوجل.

٤٣٠

على طريق الشهادة : من المدينة إلى مكة إلى كربلاء

٤٣١

الفصل الثالث عشر

في مكة المكرّمة

[الجمعة ٣ شعبان سنة ٦٠ ه‍]

٤٨٣ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام لما وافى مكة المكرمة :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٩)

وسارعليه‌السلام حتّى وافى مكة (يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان) فيكون مقامه في الطريق نحوا من خمسة أيام(١) . فلما نظر إلى جبالها من بعيد جعل يتلو هذه الآية :( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ ) (٢٢) [القصص :٢٢]. فنزل دار العباس بن عبد المطّلب(٢) . فأقام بمكة باقي شعبان وشهر رمضان وشوالا وذا القعدة وثماني ليال من ذي الحجة. حيث خرج إلى العراق يوم التروية ، وهو اليوم السابق ليوم عرفة.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٤٨ ط نجف :

وقال السدي : خرج الحسينعليه‌السلام من المدينة وهو يقرأ :( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ ) [القصص : ٢١]. فلما دخل مكة ، فقال له عمرو بن سعيد : ما أقدمك؟. فقال : عائذا بالله وبهذا البيت.

٤٨٤ ـ هدف الهجرة :

(مع الحسين في نهضته لأسد حيدر ، ص ٦٩)

هاجر الحسينعليه‌السلام من دار الهجرة ، واتجه شطر البيت الحرام قبلة المسلمين ، وكانت غايته هناك أن يجتمع بوجهاء الناس وزعماء الأمة وأهل الرأي ، الذين قدموا إلى مكة للحج.

(أقول) : إضافة إلى أن الكعبة المشرّفة هي أكثر الأماكن أمنا ، فلها حرمتها

__________________

(١) لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٣٤.

(٢) مقتل المقرم ، ص ١٥٨ عن تاريخ ابن عساكر ، ج ٤ ص ٣٢٨.

٤٣٢

الخاصة ، إذ لا يجوز فيها قتال ولا اعتداء. يقول تعالى عن البيت الحرام :( فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) (٩٧) [آل عمران : ٩٧].

وترى جانبا صورة عن حرم الكعبة المشرفة وأقسامه المختلفة.

٤٨٥ ـ أهل مكة يستبشرون بقدوم الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٠ ط نجف)

قال أحمد بن أعثم الكوفي : ولما دخل الحسينعليه‌السلام مكة فرح به أهلها فرحا شديدا ، وجعلوا يختلفون إليه غدوة وعشية.

وكان قد نزل بأعلى مكة ، وضرب هناك فسطاطا ضخما ، ونزل عبد الله ابن الزبير داره ب (قيقعان)[وهو موقع غرب مكة عند الحجون]. ثم تحوّل الحسينعليه‌السلام إلى دار العباس ، حوّله إليها عبد الله بن عباس.

وكان أمير مكة من قبل يزيد يومئذ عمرو بن سعيد بن العاص. (وفي رواية ابن أعثم) «عمر بن سعد بن أبي وقاص» ، وهو اشتباه وتصحيف. فأقام الحسينعليه‌السلام مؤذّنا يؤذّن رافعا صوته ، فيصلي بالناس. وهاب عمرو بن سعيد أن يميل الحجّاج مع الحسينعليه‌السلام لما يرى من كثرة اختلاف الناس إليه من الآفاق ، فانحدر إلى المدينة ، وكتب بذلك إلى يزيد.

وفي (مقتل الحسين) المنسوب لأبي مخنف ، ص ١٧ : وقد كان عبد الله ابن الزبير سبقه إلى مكة ، ولزم الكعبة يصلي بالناس ويطوف البيت. وكان يأتي إلى الحسينعليه‌السلام ويجلس معه الجلسة الخفيفة.

ابن الزبير يمتعض من مجيء الحسينعليه‌السلام :

(المصدر السابق للخوارزمي)

وكان الحسينعليه‌السلام أثقل خلق الله على عبد الله بن الزبير ، لأنه كان يطمع أن يتابعه أهل مكة. فلما قدم الحسينعليه‌السلام اختلفوا إليه [أي ترددوا عليه] وصلّوا معه. ومع ذلك فقد كان ابن الزبير يختلف إليه بكرة وعشية ، ويصلي معه.

وأقام الحسينعليه‌السلام بمكة باقي شهر شعبان وشهر رمضان وشوال وذي القعدة.وبمكة يومئذ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب.

٤٣٣

(الشكل ٤) : مخطط الكعبة المشرّفة حرسها الله

٤٣٤

٤٨٦ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع عبد الله بن عمر في مكة بشأن البيعة ليزيد ، ونصيحة ابن عمر له :(المصدر السابق)

فأقبلا جميعا ، وقد عزما أن ينصرفا إلى المدينة ، حتّى دخلا على الحسينعليه‌السلام . فقال عبد الله بن عمر :

يا أبا عبد الله ، اتّق الله رحمك الله الّذي إليه معادك ، فقد عرفت عداوة هذا البيت لكم ، وظلمهم إياكم. وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية ، ولست آمن أن يميل الناس إليه ، لمكان هذه الصفراء والبيضاء ، فيقتلونك ويهلك فيك بشر كثير ، فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «حسين مقتول ، فلئن خذلوه ولم ينصروه ليخذلنّهم الله إلى يوم القيامة». وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس ، وتصبر كما صبرت لمعاوية من قبل ، فلعل الله أن يحكم بينك وبين القوم الظالمين. فقال له الحسينعليه‌السلام : يا أبا عبد الرحمن ، أنا أبايع يزيد وأدخل في صلحه ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه وفي أبيه ما قاله؟!.

٤٨٧ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع عبد الله بن عباس ، وبيان فضلهعليه‌السلام وما فعله به الناس :(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩١)

فقال ابن عباس : صدقت يا أبا عبد الله ، قد قال النبي : «ما لي وليزيد ، لا بارك الله في يزيد ، فإنه يقتل ولدي وولد ابنتي الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فو الذي نفسي بيده لا يقتل ولدي بين ظهراني قوم فلا يمنعونه إلا خالف الله بين قلوبهم وألسنتهم». ثم بكى ابن عباس وبكى معه الحسينعليه‌السلام ، ثم قال له : يابن عباس أتعلم أني ابن بنت رسول الله؟. فقال : الله م نعم ، لا نعرف في الدنيا أحدا هو ابن بنت رسول الله غيرك ، وأنّ نصرك لفرض على هذه الأمة كفريضة الصيام والزكاة ، التي لا تقبل إحداهما دون الأخرى. فقالعليه‌السلام : يابن عباس فما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من وطنه وداره ، وموضع قراره ومولده ، وحرم رسوله ، ومجاورة قبره ومسجده ، وموضع مهاجرته ، وتركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار ، ولا يأوي إلى وطن ، يريدون بذلك قتله وسفك دمه ، وهو لم يشرك بالله شيئا ولا اتخذ دون الله وليا ، ولم يتغيّر عما كان عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلفاؤه من بعده. فقال ابن عباس : ما أقول فيهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ، لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى( يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً (١٤٢)مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ ) (١٤٣) [النساء : ١٤٢ ـ ١٤٣] فعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى.

٤٣٥

وأما أنت أبا عبد الله ، فإنك رأس الفخار : ابن رسول الله ، وابن وصيه ، وفرخ الزهراء نظيرة البتول ، فلا تظن يابن رسول الله بأن الله غافل عما يعمل الظالمون ، وأنا أشهد أن من رغب عن مجاورتك ومجاورة بنيك ، فما له في الآخرة من خلاق.

فقال الحسينعليه‌السلام : اللهم اشهد. فقال ابن عباس : جعلت فداك يابن رسول الله كأنك تنعى إليّ نفسك ، وتريد مني أن أنصرك ، فوالله الّذي لا إله إلا هو لو ضربت بين يديك بسيفي حتّى ينقطع ، وتنخلع يداي جميعا ، لما كنت أبلغ من حقك عشر العشير. وها أنا بين يديك فمرني بأمرك.

فقال ابن عمر : الله م عفوا ، ذرنا من هذا يابن عباس.

ترجمة عبد الله بن عباس

قال السيد إبراهيم الميانجي في (العيون العبرى) ص ٥٤ :

عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهو حبر الأمة وعالمها ، دعا له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالفقه والحكمة والتأويل ، مقبول من الطرفين. وكان محبا لعليعليه‌السلام وتلميذه. حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنينعليه‌السلام أشهر من أن يخفى.

ولد في الشّعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، ومات بالطائف سنة ٦٨ ه‍ في فتنة ابن الزبير ، وكان قد كفّ بصره في أواخر حياته وعمره سبعون سنة.

وصلى عليه محمّد بن الحنفية ، وضرب على قبره فسطاطا (انظر المعارف لابن قتيبة).وقال المسعودي في (مروج الذهب) : ذهب بصر ابن عباس لبكائه على علي بن أبي طالب والحسن والحسينعليه‌السلام ، وهو الّذي يقول :

إن يأخذ الله من عينيّ نورهما

ففي لساني وقلبي منهما نور

قلبي ذكي وعقلي غير مدّخل

وفي فمي صارم كالسيف مشهور

وقال مسروق كما في (التنقيح) : كنت إذا رأيت عبد الله بن عباس قلت :أجمل الناس ؛ فإذا حدّث قلت : أعلم الناس ؛ فإذا تكلم قلت : أفصح الناس!.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، عن عليعليه‌السلام قال :

لله درّ ابن عباس ، فإنه ينظر من ستر رقيق.

٤٣٦

ترجمة عبد الله بن الزبير بن العوّام

كان يكنّى أبا بكر وأبا حبيب. ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا. طلب الخلافة لنفسه بالحجاز ، فسار إليه الحجّاج فحاصره بمكة خمسة أيام ، ثم أصابته رميّة فمات في البيت الحرام. وهو الكبش الّذي تنبّأ به أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه ستنتهك به حرمة البيت. وبعد أن قتل أمر بصلبه فصلب بمكة ، وكان ذلك سنة ٧٣ ه‍.

(انظر المعارف لابن قتيبة)

٤٨٨ ـ عداوة ابن الزبير لأهل البيتعليهم‌السلام :

(الدرجات الرفيعة للسيد علي خان الشيرازي ، ص ١٣٩)

عن سعيد بن جبير أن ابن عباس دخل على ابن الزبير ، فقال له ابن الزبير : إلام تؤنبّني وتعنّفني؟. فقال ابن عباس : إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :

«بئس المسلم يشبع ويجوع جاره». وأنت ذلك الرجل. فقال ابن الزبير : والله إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة ، وتشاجرا.

فخرج ابن عباس من المدينة مكرها ، فأقام بالطائف حتّى مات.

وفي (مقتل الخوارزمي) ج ٢ ص ٢٥١ :

وبقي عبد الله بن الزبير يجدّ في مناوأة محمّد بن الحنفية وعبد الله بن عباس وبقية أهل البيتعليهم‌السلام ، حتّى حبسهما إذ لم يجيباه إلى البيعة.

وحين تلاسن مع عبد الله بن عباس بعد مقتل المختار ، قال ابن الزبير له : لقد علمت أنك ما زلت لي ولأهل بيتي مبغضا ، ولا زلت لكم يا بني هاشم منذ نشأت مبغضا ، ولقد كتمت بغضكم أربعين سنة. فقال ابن عباس له : فازدد في بغضنا ، فوالله ما نبالي أحببتنا أم أبغضتنا!.

ثم خرج ابن عباس ومحمد بن الحنفية وأصحابهما من مكة إلى الطائف. فلم يزل ابن عباس بالطائف حتّى أدركته الوفاة ، فصلى عليه محمّد بن الحنفية رضي الله عنه ودفنه هناك سنة ٦٨ ه‍ ، وهو ابن ٧٢ سنة.

٤٣٧

وبقي بعده محمّد في الطائف. وذكر القتيبي أن محمدا توفي أيضا بالطائف سنة ٨٢ ه‍ ، وهو ابن ٦٥ سنة.

٤٨٩ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع عبد الله بن عمر ، وبيان أن الله سبحانه سينتقم من قتلته كما انتقم من بني إسرائيل :

(مقتل الخوارزمي ج ١ ص ١٩٢)

ثم أقبل ابن عمر على الحسينعليه‌السلام وقال له : مهلا أبا عبد الله عما أزمعت عليه ، وارجع معنا إلى المدينة ، وادخل في صلح القوم ، ولا تغب عن وطنك وحرم جدك ، ولا تجعل لهؤلاء القوم الذين لا خلاق لهم ، على نفسك حجة وسبيلا. وإن أحببت أن لا تبايع فإنك متروك حتّى ترى رأيك ، فإن يزيد ابن معاوية عسى ألا يعيش إلا قليلا ، فيكفيك الله أمره. فقال الحسينعليه‌السلام : أفّ لهذا الكلام أبدا ما دامت السموات والأرض. أسألك بالله يا أبا عبد الرحمن أعندك أني على خطأ من أمري هذا؟. فإن كنت على خطأ فردّني عنه ، فإني أرجع وأسمع وأطيع. فقال ابن عمر :الله م لا ، ولم يكن الله تبارك وتعالى ليجعل ابن بنت رسوله على خطأ [يعترف له بالعصمة] ، وليس مثلك في طهارته وموضعه من الرسول ، أن يسلّم على يزيد بن معاوية باسم الخلافة. ولكن أخشى أن يضرب وجهك هذا الجميل بالسيوف ، وترى من هذه الأمة ما لا تحب. فارجع معنا إلى المدينة ، وإن شئت أن لا تبايع فلا تبايع أبدا ، واقعد في منزلك. فقال له الحسينعليه‌السلام : هيهات يابن عمر ، إن القوم لا يتركوني ، إن أصابوني وإن لم يصيبوني ، فإنهم يطلبوني أبدا حتّى أبايع وأنا كاره أو يقتلوني.

ألا تعلم أبا عبد الرحمن أن من هوان هذه الدنيا على الله أن يؤتى برأس يحيى ابن زكريا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل ، والرأس ينطق بالحجة عليهم ، فلم يضرّ ذلك يحيى بن زكريا بل ساد الشهداء ، فهو سيدهم يوم القيامة(١) .

وفي رواية ابن نما : «وإن رأسي يهدى إلى بغيّ من بغايا بني أمية».

ألا تعلم أبا عبد الرحمن أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى

__________________

(١) روى ابن شهراشوب في المناقب ، ج ٣ ص ٢٣٧ قصة مقتل يحيى بن زكريا ، وذكر قبلها : عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال : «خرجنا مع الحسينعليه‌السلام ، فما نزل منزلا ولا ارتحل عنه إلا وذكر يحيى بن زكريا».

٤٣٨

طلوع الشمس سبعين نبيا ، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأنهم لم يصنعوا شيئا ، فلم يعجّل الله عليهم ، ثم أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ذي انتقام(١) . فاتّق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعنّ نصرتي(٢) واذكرني في صلاتك ، فوالذي بعث جدي محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشيرا ونذيرا لو أن أباك عمر بن الخطاب أدرك زماني لنصرني كما نصر جدي ، ولقام من دوني كقيامه من دون جدي. يابن عمر فإن كان الخروج معي يصعب عليك ويثقل ، فأنت في أوسع العذر ، ولكن لا تتركنّ لي الدعاء في دبر كل صلاة ، واجلس عن القوم ، ولا تعجل بالبيعة لهم حتّى تعلم ما تؤول إليه الأمور.

وفي (المنتخب) للطريحي ، ص ٣٨٩ :

ثم قالعليه‌السلام : يا عبد الله ، اتّق الله ولا تدعنّ نصرتي ، ولا تركنن إلى الدنيا ، لأنها دار لا يدوم فيها نعيم ، ولا يبقى أحد من شرها سليم. متواترة محنها ، متكاثرة فتنها. أعظم الناس فيها بلاء الأنبياء ، ثم الأئمة الأمناء ، ثم المؤمنون ، ثم الأمثل فالأمثل.

٤٩٠ ـ وصية الحسينعليه‌السلام لابن عباس وذكره بخير ، وبيان إقامته في مكة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٣)

ثم أقبل الحسينعليه‌السلام على ابن عباس رضي الله عنه وقال له : وأنت يابن عباس ابن عم أبي ، ولم تزل تأمر بالخير مذ عرفتك ، وكنت مع أبي تشير عليه بما فيه الرشاد والسداد. وقد كان أبي يستصحبك ويستنصحك ويستشيرك وتشير عليه بالصواب ، فامض إلى المدينة في حفظ الله ، ولا تخف عليّ شيئا من أخبارك ، فإني مستوطن هذا الحرم ومقيم به ، ما رأيت أهله يحبونني وينصرونني ، فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم ، واستعصمت بالكلمة التي قالها إبراهيم يوم ألقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل ، فكانت النار عليه بردا وسلاما.

__________________

(١) ذكر المقرم في مقتله ، ص ١٥٥ نقلا عن مثير ابن نما واللهوف : ان عبد الله بن عمر طلب من الحسين البقاء في (المدينة) فأبى ، وقال : إن من هوان الدنيا

(٢) اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ١٧.

٤٣٩

فبكى ابن عباس وابن عمر ذلك الوقت بكاء شديدا ، وبكى الحسينعليه‌السلام معهما ، ثم ودّعهما. فصار ابن عباس وابن عمر إلى المدينة.

٤٩١ ـ عزل الوليد بن عتبة عن المدينة ، وضمّ مكة والمدينة بإمرة عمرو ابن سعيد بن العاص (الأشدق):

بعد أن بلغ يزيد تسامح الوليد بن عتبة مع الحسينعليه‌السلام وضعفه في التصرف في الأمور ، عزله عن المدينة وأقرّ عليها عمرو بن سعيد بن العاص المعروف (بالأشدق) والي مكة ، فأصبحت مكة والمدينة تحت إمرته ، فقدم المدينة في شهر رمضان سنة ٦٠ ه‍.

٤٩٢ ـ بشارات مشؤومة بقدوم الوالي الجديد إلى المدينة :

(الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ، ج ٢ ص ٣)

قال : وذكروا أنه لما بويع يزيد بن معاوية ، خرج الحسينعليه‌السلام حتّى قدم مكة ، فأقام هو وابن الزبير.

قال : وقدم عمرو بن سعيد بن العاص في رمضان أميرا على المدينة وعلى الموسم ، وعزل الوليد بن عتبة. فلما استوى على المنبر رعف ، فقال أعرابي مستقبله : مه مه!. جاءنا والله بالدم. فتلقاه رجل بعمامته ، فقال : مه!. عمّ والله الناس. ثم قام يخطب ، فناوله آخر عصا لها شعبتان ، فقال الأعرابي : مه!. شعب والله أمر الناس. ثم نزل.

ترجمة عمرو بن سعيد (الأشدق)

قتله عبد الملك بن مروان بيده سنة ٧٠ ه‍. وذلك أنه بايع عبد الملك كرها ، فلما خرج عبد الملك إلى قتال الزبير خالفه عمرو إلى دمشق ، فغلب عليها وبايعه أهلها بالخلافة. وذكر الطبري أنه لما صعد المنبر خطب الناس فقال : إنه لم يقم أحد من قريش قبلي على هذا المنبر إلا زعم أن له جنة ونارا ، يدخل الجنة من أطاعه والنار من عصاه ، وإني أخبركم أن الجنة والنار بيد الله ، وأنه ليس إليّ من ذلك شيء ، وأن لكم عليّ حسن المواساة.

قال : فرجع عبد الملك وحاصره ، ثم خدعه وآمنه ، ثم غدر به فقتله. فيقال إنه ذبحه بيده. وكان عمرو أول من أسرّ البسملة في الصلاة مخالفة لابن الزبير ، لأنه كان يجهر بها (روى ذلك الشافعي وغيره بإسناد صحيح).

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508