مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٤

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل7%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 508

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 508 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 228286 / تحميل: 5376
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

أشهد أن محمّدا رسول الله، أشهد أن محمّدا رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، حيّ على خير العمل، حيّ على خير العمل، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، لا إله إلّا الله مرّتين في آخر الأذان، وفي آخر الاقامة مرّة واحدة - إلى أن قال -:

والاقامة أن تقول: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن محمّداً رسول الله، أشهد أن محمّداً رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، حيّ على خير العمل، حيّ على خير العمل، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، مرة واحدة ».

٤١٣٤ / ٣ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « كان الأذان بـ (حيّ على خير العمل) على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وبه امروا أيّام أبي بكر، وصدرا من أيام عمر، ثم أمر عمر بقطعه وحذفه من الأذان والاقامة، فقيل له في ذلك، فقال: إذا سمع عوام (١) الناس، أن الصلاة خير العمل، تهاونوا بالجهاد، وتخلّفوا عنه ».

وروينا مثل هذا عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام.

٤١٣٥ / ٤ - وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « الأذان والاقامة مثنى

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٢.

(١) ليس في المصدر.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤.

٤١

مثنى، وتفرد الشهادة في آخر الإقامة، تقول: لا إله إلا الله: مرّة واحدة ».

٤١٣٦ / ٥ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عبدالصمد بن بشير، قال: ذكر عند أبي عبدالله عليه‌السلام بدء الأذان فقال: إن رجلا من الانصار رأى في منامه الأذان، فقصّه على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ان يعلمه بلالا، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام: « كذبوا، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، كان نائما في ظلّ الكعبة، فأتاه جبرئيل ومعه طاس فيه ماء من الجنّة، فايقظه، وامره أن يغتسل به، ثم وضع في محمل له الف الف لون من نور، ثم صعد به حتى انتهى إلى أبواب السماء، فلمّا رأته الملائكة نفرت عن أبواب السماء، وقالت: الهين إله في الأرض وإله في السماء: فأمر الله جبرئيل فقال: الله أكبر الله أكبر، فتراجعت الملائكة نحو أبواب السماء ففتحت الباب، فدخل حتى انتهى إلى السماء الثانية، فنفرت الملائكة عن أبواب السماء فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله أشهد أن لا إله إلّا الله، فتراجعت الملائكة وعلمت أنه مخلوق، ثم فتح الباب فدخل ومرّ حتى انتهى إلى السماء الثالثة، فنفرت الملائكة عن أبواب السماء، فقال جبرئيل: أشهد أن محمّداً رسول الله، أشهد أن محمّداً رسول الله، فتراجعت الملائكة، وفتح الباب، ومرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، حتى انتهى إلى السماء الرابعة.

- إلى أن قال -: ثم أمر جبرئيل فأتم الأذان، وأقام الصلاة، وتقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فصلّى بهم - إلى أن قال - فقال

____________________________

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٥٧ ح ٥٣٠ باختلاف وزيادة.

٤٢

أبو عبدالله عليه‌السلام: فهذا كان بدء الأذان ».

٤١٣٧ / ٦ - السيد علي بن طاووس في كتاب سعد السعود: نقلا عن تفسير الثقة الجليل محمّد بن العباس بن علي، قال: حدثنا الحسين بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن الفيض بن الفياض، عن ابراهيم بن عبدالله بن همام، عن عبدالرزاق، عن معمّر، عن ابن حمّاد (١)، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « بينما أنا في الحجر إذ أتاني جبرئيل فهمزني برجلي، فاستيقظت - إلى أن قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - قال: فهل تدري أين أنت؟ فقلت: لا يا جبرئيل، فقال: هذا بيت المقدس، بيت الله الاقصى، فيه المحشر والمنشر، ثم قام جبرئيل فوضع سبابته اليمنى في اذنه اليمنى، فأذّن مثنى مثنى، يقول في آخرها: حيّ على خير العمل مثنى مثنى، حتى إذا قضى أذانه، أقام الصلاة مثنى مثنى، وقال في آخرها: قد قامت الصلاة »، الخبر.

٤١٣٨ / ٧ - الصدوق في الهداية، قال: قال الصادق عليه‌السلام: « الأذان و الاقامة مثنى (١) مثنى، وهما اثنان واربعون حرفا، الأذان عشرون حرفا، والاقامة اثنان وعشرون حرفا ».

قلت: قال الشيخ في النهاية (٢)، بعد ذكر مختاره في فصولهما،

____________________________

٦ - سعد السعود ص ١٠٠ باختلاف بسيط في اللفظ، وعنه في البحار ج ١٨ ص ٣١٧ ح ٣٢.

(١) في المصدر: ابن هماد.

٧ - الهداية ص ٣١.

(١) ليس في المصدر.

(٢) النهاية للطوسي ص ٦٩.

٤٣

ونقل بعض ما ورد بخلافه قال: ومن روى اثنين واربعين فصلا، فانه يجعل في آخر الأذان التكبير أربع مرّات، وفي اوّل الاقامة أربع مرّات، وفي آخرها أيضاً مثل ذلك أربع مرّات، ويقول: لا إله إلّا الله مرتين في آخر الاقامة، فإن عمل عامل على إحدى هذه الروايات، لم يكن مأثوما.

١٩ - ( باب عدم جواز التثويب في الأذان والاقامة، وهو قول: الصلاة خير من النوم )

٤١٣٩ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام، قال بعد ذكر فصول الأذان: « ليس فيها ترجيع، ولا تردّد، ولا الصلاة خير من النوم ».

٤١٤٠ / ٢ - زيد النرسي في أصله: عن أبي الحسن عليه‌السلام قال: « الصلاة خير من النوم بدعة بني اميّة، وليس ذلك من أصل الأذان، ولا بأس إذا اراد الرجل أن ينبّه الناس للصلاة، أن ينادي بذلك، ولا يجعله من أصل الأذان، فإنّا لا نراه أذاناً ».

وتقدم (١) من الكتاب المذكور عنه عليه‌السلام انه قال: لمن اراد ان ينبّه بالصلاة قبل الفجر: « ولكن ليقل وينادي، بالصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، يقولها مراراً، وإذا طلع الفجر اذّن ».

____________________________

الباب - ١٩

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦.

٢ - أصل زيد النرسي ص ٥٤.

(١) تقدم في الباب ٧ حديث ٢.

٤٤

٢٠ - ( باب كراهة الزيادة في تكرار الفصول، إلّا للإشعار )

٤١٤١ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ليس فيها ترجيع، ولا تردّد ».

٤١٤٢ / ٢ - زيد النرسي في أصله قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « من السنّة الترجيع في أذان الفجر، وأذان العشاء (١) الآخرة، أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بلالا أن يرجع في أذان الغداة، وأذان العشاء (٢) إذا فرغ، أشهد أن محمّدا رسول الله، عاد فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله، حتى يعيد الشهادتين، ثم يمضي في أذانه »، الخبر.

٢١ - ( باب استحباب الترتيل في الأذان، والحدر في الاقامة )

٤١٤٣ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « يرتل الأذان، ويحدّر (١) الاقامة ».

____________________________

الباب - ٢٠

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦.

٢ - زيد النرسي في أصله ص ٥٣.

(١) في المصدر: عشاء.

(٢) وفيه: عشاء الاخرة.

الباب - ٢١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥.

(١) في الحديث « إذا أقمت فأحدر أقامتك حدرا » بضم الدال: أي أسرع بها من غير تأن وترتيل. (مجمع البحرين - حدر - ج ٣ ص ٢٦٠).

٤٥

٢٢ - ( باب سقوط الأذان والاقامة، عمّن ادرك الجماعة بعد التسليم، قبل أن يتفرقوا لا بعده، وإن كانا اثنين فصاعداً، جاز أن يصلّوا جماعة )

٤١٤٤ / ١ - زيد النرسي في أصله: عن عبيد بن زرارة: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « إذا أدركت الجماعة (وقد انصرف القوم) (١) ووجدت الامام مكانه، وأهل المسجد قبل أن ينصرفوا (٢) أجزأ أذانهم وإقامتهم، فاستفتح الصلاة لنفسك، إذا وافيتهم وقد انصرفوا عن صلاتهم وهم جلوس، اجزأ (٣) اقامة بغير أذان، وان وجدتهم وقد تفرّقوا، وخرج بعضهم عن المسجد، فاذّن وأقم لنفسك ».

٤١٤٥ / ٢ - ابن أبي جمهور الاحسائي في درر اللآلي: وفي الحديث: رجلان دخلا المسجد (والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قد صلّى) (١) بالناس، فقال لهما: « إن شئتما فليؤمّ أحدكما صاحبه، ولا يؤذّن، ولا يقيم ».

____________________________

الباب - ٢٢

١ - زيد النرسي في أصله ص ٥٢.

(١) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: من الصلاة.

(٣) في المصدر: أجزأك.

٢ - درر اللآلي ج ١ ص ١٩٣.

(١) في المصدر: وقد صلى علي عليه‌السلام.

٤٦

٢٣ - ( باب عدم وجوب الاعادة على من نسي الأذان والاقامة حتى صلى )

٤١٤٦ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام أنه قال: « لا بأس أن يصلّي الرجل بنفسه (١) بلا (٢) اذان، ولا اقامة ».

٤١٤٧ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « والأذان والاقامة من السنن اللازمة، وليستا بفريضة ».

٢٤ - ( باب استحباب رجوع المنفرد إلى الأذان، ان نسيه وذكر قبل الركوع لا بعده، وكذا من نسي الاقامة أو نسيهما، وعدم وجوب الرجوع مطلقاً )

٤١٤٨ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إن شككت في أذانك وقد أقمت الصلاة فامض وإن شككت في الاقامة بعد ما كبّرت فامض، وإن استيقنت أنك تركت الأذان والاقامة ثم ذكرت فلا بأس بترك الأذان، وتصلّي على النبيّ وعلى آله، ثم قل: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ».

____________________________

الباب - ٢٣

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.

(١) في المصدر: لنفسه.

(٢) وفيه: بغير.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦.

الباب - ٢٤

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٩.

٤٧

٢٥ - ( باب جواز مغايرة المؤذن للمقيم، ومغايرتهما، للامام، واستحباب الجلوس حتى تقام الصلاة )

٤١٤٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « لا بأس أن يؤذن المؤذن، ويقيم غيره ».

٤١٥٠ / ٢ - علي بن ابراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي الربيع، عن الباقر عليه‌السلام فيما أجاب به، عن نافع بن الازرق مولى عمر بن الخطاب: « فكان من الآيات التى اراها الله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، حين أسرى به إلى بيت المقدس، ان حشر الله الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل فأذّن شفعا، وأقام شفعا، ثم قال في إقامته: حيّ على خير العمل »، الخبر.

٤١٥١ / ٣ - المفيد في الإرشاد، في سياق مقتل أبي عبدالله عليه‌السلام: فلم يزل الحرّ مواقفا للحسين عليه‌السلام حتى حضرت صلاة الظهر، وأمر الحسين عليه‌السلام الحجّاج بن مسروق ان يؤذن، فلمّا حضرت الاقامة خرج الحسين عليه‌السلام في ازار ورداء ونعلين - إلى أن قال -، فقال للمؤذّن: « اقم فأقام للصلاة »، الخبر.

٤١٥٢ / ٤ - العياشي في تفسيره: عن عبدالصمد بن بشير، عن الصادق

____________________________

الباب - ٢٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.

٢ - تفسير علي بن ابراهيم ج ٢ ص ٢٨٥.

٣ - ارشاد المفيد ص ٢٢٤.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٥٧ ح ٥٣٠.

٤٨

عليه‌السلام في حديث المعراج -، إلى أن قال -: « ثم أمر جبرئيل فأتّم الأذان، واقام الصلاة ».

٢٦ - ( باب جواز أذان غير البالغ )

٤١٥٣ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « لا بأس بأن يؤذّن العبد، والغلام الذى لم يحتلم ».

٤١٥٤ / ٢ - الصدوق في المقنع: ولا بأس ان يؤذّن الغلام، الذي لم يحتلم.

٢٧ - ( باب أنّ من صلّى خلف من لا يقتدى به يستحب أن يؤذن لنفسه، ويقيم، وكذا من سمع أذان غير العارف، فإن خشي فوت الركعة اقتصر على تكبيرتين وتهليلة بعد قوله: قد قامت الصلاة مرتين )

٤١٥٥ / ١ - جامع الشرايع للشيخ يحيى بن سعيد: روي أن الانسان إذا دخل المسجد، وفيه من لا يقتدي به، وخاف فوت الصلاة، بالاشتغال بالأذان والاقامة، يقول: حيّ على خير العمل دفعتين، لانه تركه.

٤١٥٦ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ولا تصلّ خلف أحد إلّا خلف رجلين:

____________________________

الباب - ٢٦

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧.

٢ - المقنع ص ٣٥.

الباب - ٢٧

١ - جامع الشرايع ص ٧٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٧١ ح ٧٤.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٤.

٤٩

احدهما: من تثق (١) بدينه وورعه.

وآخر: من تتقي سيفه وسوطه - إلى أن قال -: واذّن لنفسك وأقم »، الخبر.

الصدوق في المقنع مثله (٢).

٢٨ - ( باب استحباب الجمع بين ظهري عرفة، وظهري الجمعة، وعشاءَي المزدلفة، بأذان واحد وإقامتين، وجواز ذلك في كلّ فريضتين )

٤١٥٧ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام، في ذكر ما يعمل في العرفات: « وصلّ الظهر والعصر، بأذان، واقامتين ».

وقال عليه‌السلام: « إذا أتيت المزدلفة وهي الجمع، صلّيت بها المغرب والعشاء، بأذان واحد، واقامتين ».

قال عليه‌السلام: « وانّما سمّيت المزدلفة الجمع، لأنه يجمع بها المغرب والعشاء، بأذان واحد، واقامتين ».

٤١٥٨ / ٢ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « لما دفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، من عرفات، مرّ حتى أتى المزدلفة، فجمع بها بين الصلاتين المغرب والعشاء، بأذان واحد، واقامتين ».

____________________________

(١) في المصدر زيادة: به وتديّنه.

(٢) المقنع ص ٣٤.

الباب - ٢٨

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٢٨.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٢١.

٥٠

٢٩ - ( باب من أراد قضاء صلوات، استحب له أن يؤذن للأولى ويقيم، واجزأه لكلّ واحدة من البواقي اقامة، واستحباب الاقامة للاعادة )

٤١٥٩ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال العالم عليه‌السلام « من أجنب ثم لم يغتسل، حتى يصلّي الصلوات كلّهن، فذكر بعد ما صلّى، قال: فعليه الاعادة يؤذّن ويقيم، ثم يفصل بين كلّ صلاتين باقامة ».

٣٠ - ( باب عدم جواز أخذ الاجرة على الأذان )

٤١٦٠ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، قال: « من السحت ثمن الميتة - إلى أن قال -: وأجر المؤذّن، الّا مؤذّن يجرى عليه من بيت المال ».

٤١٦١ / ٢ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام إنه قال: « من السحت أجر المؤذن - يعني إذا استأجره القوم يؤذّن لهم - وقال: لا بأس بان يجرى عليه من بيت المال ».

٤١٦٢ / ٣ - السيد هبة الله المعاصر للعلامة في مجموع الرائق: عن

____________________________

الباب - ٢٩

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١١.

الباب - ٣٠

١ - الجعفريات ص ١٨٠.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧.

٣ - مجموع الرائق: مخطوط.

٥١

الاربعين لجمال الدين يوسف بن حاتم الشامي تلميذ المحقق، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ثلاثة لا يكترثون للحساب، ولا تفزعهم الصيحة، ولا يحزنهم الفزع الأكبر: حامل القرآن المؤدّي إلى الله بما فيه، يقدم على الله سيّدا شريفا، ومؤذن اذّن تسع سنين، لا يأخذ على أذانه طمعا »، الخبر.

٣١ - ( باب استحباب الفصل بين الأذان والاقامة بركعتي الفجر، وفي الظهرين بركعتين من نافلتهما )

٤١٦٣ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: حدّث أبوالفضل الشيباني، عن محمّد بن جعفر بن بطّة، عن محمّد بن أحمد الاشعري، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي علي الانماطي، عن أبي عبدالله أو (١) أبي الحسن عليهما‌السلام قال: « يؤذن للظهر على ستّ ركعات، ويؤذّن للعصر على ستّ ركعات، بعد الظهر ».

٤١٦٤ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فإذا زالت الشمس فصل ثمان ركعات - إلى أن قال -: ثم أقم [ و ] (١) إن شئت جمعت بين الأذان والاقامة، وإن شئت فرّقت بركعتين منها (٢).

____________________________

الباب - ٣١

١ - فلاح السائل ص ١٥١.

(١) في المصدر: « و » بدل « أو ».

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) وفيه: الاوليتين.

٥٢

٣٢ - ( باب استحباب القيام إلى الصلاة عند قول المؤذن قد قامت الصلاة، وعدم انتظار الإمام بعد الاقامة، وتقديم غيره )

٤١٦٥ / ١ - دعائم الإسلام: عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، أنه قال: « إذا قال المؤذّن: قد قامت الصلاة، فقد وجب على الناس الصمت والقيام، إلّا أن لا يكون لهم إمام، فيقدّم بعضهم بعضا ».

٣٣ - ( باب استحباب الدعاء، عند سماع اذان الصبح والمغرب، بالمأثور )

٤١٦٦ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: باسناده عن هارون بن موسى عن محمّد بن همام، عن الحسن بن أحمد المالكي عن أحمد بن هليل الكرخي، عن العباس الشامي، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام، قال: « كان جعفر بن، محمّد عليهما‌السلام يقول: من قال حين يسمع أذان الصبح، واذان المغرب، هذا الدعاء، ثم مات من يومه، أو من ليلته، كان تائبا، وهو: اللهم إني أسألك بإقبال ليلك وإدبار نهارك، وحضور صلواتك واصوات دعاتك، وتسبيح ملائكتك، ان تصلّي على محمّد وآل محمّد، وان تتوب عليّ انّك أنت التواب الرحيم ».

____________________________

الباب - ٣٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥.

الباب - ٣٣

١ - فلاح السائل ص ٢٢٧.

٥٣

٤١٦٧ / ٢ - أبو الرضا السيد فضل الله الراوندي في ادعية السر، قال: قرأت بخط الشيخ الصالح محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن مهرويه الكرمندي، قال: واخبرني عنه ابنه الشيخ الخطيب أحمد، قال رضى الله عنه: وجدت بخط أحمد بن ابراهيم بن محمّد بن أبان، قال: اخبرني أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليماني، قال: حدثني محمّد بن إبراهيم الاصبحي، قال: حدثني أبو الخصيب بن سليمان رضي الله تعالى عنهم، قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ سرّ قلّما عثر عليه - إلى أن ذكر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال (١) -: لمّا أسري بي فانتهيت إلى السماء السابعة، فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كفَوْر القدور، فلمّا اردت الانصراف اقعدت عند تلك الفرجة، ثم نوديت يا محمّد ان ربّك عزّوجلّ يقرأ عليك السلام - إلى أن قال (٢) - قال: يا محمّد من أراد من أمتك الأمان من بليّتي، والاستجابة لدعوته، فليقل حين يسمع تأذين المغرب:

يا مسلط نقمته على اعدائه، بالخذلان لهم في الدنيا، والعذاب لهم في الآخرة، ويا موسّعا فضله على أوليائه، بعصمته إيّاهم في الدنيا، وحسن عائدته عليهم في الآخرة، ويا شديد النكال بالانتقام، ويا حسن المجازاة بالثواب من اطاعه، ويا بارئ خلق الجنّة والنار، وملزم اهلهما عملهما، والعالم بمن يصير إلى جنّته وناره، يا هادي، يا مضلّ، يا كافي، يا معافي، يا معاقب، اهدني بهداك، وعافني

____________________________

٢ - أدعية السر: ورقة ١.

(١) أدعية السر: ورقة ٣.

(٢) نفس المصدر: ورقة ٤٧.

٥٤

بمعافاتك، من سكنى جهنّم مع الشياطين، وارحمني فانّك ان لم ترحمني كنت من الخاسرين، واعذني من الخسران بدخول النار، وحرمان الجنّة، بحق لا إله إلّا أنت، يا ذا الفضل العظيم، فإنّه إذا قال ذلك، تغمّدته في ذلك المقام الذى يقول فيه برحمتي ».

قلت: والخبر طويل، مشتمل على ادعية كثيرة لحوائج شتّى، معروفة بادعية السرّ، فرّقها الاصحاب كالشيخ وغيره في كتب الادعية، وتلقّوها بالقبول.

٤١٦٨ / ٣ - الشيخ الطوسي في المبسوط مرسلا: ويقول عند اذان المغرب: اللهم هذا اقبال ليلك، وادبار نهارك، واصوات دعاتك، فاغفر لي.

٣٤ - ( باب استحباب حكاية الأذان عند سماعه كما يقول المؤذن، ولو على الخلاء، وما يقال بعد الشهادتين )

٤١٦٩ / ١ - جامع الاخبار: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، انه سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، عن تفسير الأذان، فقال: « يا علي الأذان حجّة على امّتي، وتفسيره: إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فإنه يقول: اللهم أنت الشاهد على ما أقول، يا أمّة أحمد قد حضرت الصلاة فتهيّؤوا، ودعوا عنكم شغل الدنيا.

وإذا قال: اشهد أن لا إله إلّا الله، فإنه يقول: يا أمّة أحمد

____________________________

٣ - المبسوط ج ١ ص ٩٧.

الباب - ٣٤

١ - جامع الاخبار ص ٧٩، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٥٣ ح ٤٩.

٥٥

اشهد الله، وأشهد ملائكته، إنّي أخبرتكم بوقت الصلاة، فتفرّغوا لها.

وإذا قال: أشهد أن محمّدا رسول الله، فإنه يقول: يعلم الله، ويعلم ملائكته، إنّي قد أخبرتكم بوقت الصلاة، فتفرّغوا لها فإنه خير لكم، وإذا قال: حيّ على الصلاة، فإنه يقول: يا أمة أحمد دين قد أظهره الله لكم ورسوله، فلا تضيّعوه، ولكن تعاهدوا يغفر الله لكم، تفرّغوا لصلاتكم، فإنّه عماد دينكم، وإذا قال: حيّ على الفلاح، فإنه يقول: يا أمة أحمد قد فتح الله عليكم أبواب الرحمة، فقوموا وخذوا نصيبكم من الرحمة، تربحوا للدنيا والآخرة، وإذا قال: (حي على خير العمل) (١)، فانه يقول: ترحّموا على أنفسكم، فإنه لا أعلم لكم عملا أفضل من هذه، فتفرغوا لصلاتكم قبل الندامة،

وإذا قال: لا إله إلّا الله، فإنه يقول: يا أمّة أحمد، إعلموا أني جعلت أمانة سبع سموات، وسبع أرضين في اعناقكم، فإن شئتم فاقبلوا، وإن شئتم فادبروا، فمن اجابني فقد ربح، ومن لم يجبني فلا يضرّني.

ثم قال: يا علي الأذان نور، فمن أجاب نجا، ومن عجز خسف، وكنت له خصما بين يدي الله، ومن كنت له خصما فما اسوء حاله.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: إجابة المؤذن كفّارة الذنوب ».

وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « اجابة المؤذن رحمة، وثوابه الجنّة، ومن لم يجب خاصمته يوم القيامة، فطوبى لمن أجاب داعي

____________________________

(١) في المصدر: الله أكبر الله أكبر.

٥٦

الله، ومشى إلى المسجد، ولا يجيبه ولا يمشي إلى المسجد، الّا مؤمن من أهل الجنّة ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من أجاب المؤذن، وأجاب العلماء، كان يوم القيامة تحت لوائي، ويكون في الجنّة في جواري، وله عند الله ثواب ستّين شهيدا ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من أجاب المؤذّنين والتائبين والشهداء فهم في صعيد واحد، لا يخافون إذا خاف الناس ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من اجاب المؤذن كتبت له شفاعتي، وكنت له شفيعا بين يدي الله، وغفر الله له الذنوب سرّها وعلانيتها، وكتب له بكلّ ركعة يصلّي مع الإمام فضل ستمائة ركعة، وله بكل ركعة مدينة [ في الجنة ] (٢).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من سمع الأذان فأجاب، كان عند الله من السعداء ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من لم يجب داعي الله، فليس له في الإسلام نصيب، ومن أجاب، اشتاقت إليه الجنة ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من أجاب داعي الله، استغفرت له الملائكة، ويدخل الجنّة بغير حساب ».

٤١٧٠ / ٢ - القطب الراوندي في دعواته: شكا رجل إلى أبي عبدالله عليه‌السلام الفقر فقال: « اذن كلّما سمعت الأذان، كما يؤذن المؤذن ».

____________________________

(٢) مابين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

٢ - دعوات الراوندي ص ٤٩، وأخرجه المجلسي « قده » في البحار ج ٩٥ ص ٢٩٥ ح ٧ عن مكارم الأخلاق ص ٣٤٨.

٥٧

٤١٧١ / ٣ - الصدوق في الخصال: عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي القوسي (١) الكوفي، عن أبي زياد محمّد بن زياد البصري، عن عبدالله بن عبدالرحمن المدني، عن ثابت بن أبي صفية الثمالي، عن ثور بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام في خبر شريف أنه قال: « واجابة المؤذن تزيد في الرزق ».

ورواه سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار، عنه عليه‌السلام، مثله (٢).

٤١٧٢ / ٤ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام أنه قال: « ثلاث لا يدعهنّ إلّا عاجز: رجل سمع مؤذّنا، لا يقول كما قال (١) »، الخبر.

٤١٧٣ / ٥ - وروينا عن علي بن الحسين عليهما‌السلام: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كان إذا سمع المؤذّن قال كما يقول، فإذا قال: حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على خير العمل، قال: لا حول ولا قوّة إلّا بالله، فإذا انقضت الاقامة قال: اللهم ربّ (هذه) (١) الدعوة التامة، والصلاة القائمة، اعط محمّدا سؤله يوم

____________________________

٣ - الخصال ص ٥٠٤ ح ٢.

(١) في المصدر: القرشي وهو الصحيح (راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٥٣ وغيره).

(٢) مشكاة الانوار ص ١٢٩.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥.

(١) في المصدر: يقول.

٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥.

(١) ليس في المصدر.

٥٨

القيامة، وبلّغه الدرجة الوسيلة من الجنّة، وتقبّل شفاعته في امّته ».

٤١٧٤ / ٦ - وعن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « إذا قال المؤذّن: الله أكبر، فقل: الله أكبر، [ وإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله فقل: أشهد أن لا إله إلا الله ] (١)، فإذا قال: أشهد أن محمّداً رسول الله، فقل: أشهد أن محمّد رسول الله، فإذا قال: قد قامت الصلاة، فقل: اللهم، اقمها، وأدمها واجعلنا من خير صالحي أهلها عملا »، الخبر.

٤١٧٥ / ٧ - الشيخ الطوسي في المبسوط: روي أنّه إذا سمع المؤذن يؤذن يقول: وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وان محمّدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد رسولا، وبالائمة الطاهرين ائمة، ويصلّي على محمّد وآله.

ثم يقول: اللهم ربّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمّدا الوسيلة [ والشفاعة ] (١) والفضيلة، وارزقه (٢) المقام المحمود الذي وعدته، وارزقني شفاعته يوم القيامة.

٤١٧٦ / ٨ - السيد الرضي في المجازات النبوية: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: وقد سمع مؤذّناً يقول: أشهد أن لا

____________________________

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٧ - المبسوط ج ١ ص ٩٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: وابعثه.

٨ - المجازات النبوية ص ٢٢١ ح ١٧٨.

٥٩

إله إلّا الله: [ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ] (١): « صدّقك كلّ رطب ويابس ».

٤١٧٧ / ٩ - الطبرسي في مكارم الاخلاق: إذا قال المؤذن: الله أكبر، فقل مثل ذلك، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن محمّدا رسول الله، فقل: وأنا اشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن محمّدا رسول الله (اكتفي بهما) (١) عن كلّ من أبى وجحد، واعين بهما (٢) من اقرّ وشهد.

وقد روي أن المؤذن إذا قال: أشهد أن محمّدا رسول الله، فقل: صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (الطيبين) (٣) الطاهرين، اللهم اجعل عملي برّا، ومودّة آل محمّد في قلبي مستقرا، وادرّ عليّ الرزق درّا، وإذا قال: حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح، فقل: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم.

ورواه والده المعظم امين الإسلام في الآداب الدينية مثله، وزاد فيه: ويقول عند قول حيّ على خير العمل: مرحبا بالقائلين عدلا، وبالصلاة مرحبا واهلاً (٤).

٤١٧٨ / ١٠ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن رسول الله

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٩ - مكارم الاخلاق ص ٣٩٨.

(١) في المصدر: اكفى بها.

(٢) وفيه: بها.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) الآداب الدينية ص ١٧.

١٠ - لبّ اللباب: مخطوط.

٦٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ ) (١) الآية، انّ من يستمع الأذان ويجيب فلا يسمع زفير جهنّم ».

٤١٧٩ / ١١ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « إذا سمعتم المؤذّن فقولوا كما يقول، ثم صلّوا عليّ، فمن صلّى علي صلاة صلّى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا [ لي ] (١) الوسيلة فانّها منزلة في الجنّة لا تنبغي أن تكون [ إلّا ] (٢) لعبد من عباد الله، وأنا أرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قال لمّا سمع بلال يؤذّن، وسكت بعد فراغه: « من قال مثل هذا بيقين، دخل الجنّة ».

٤١٨٠ / ١٢ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: انه إذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلّا الله، يقول الحاكي: وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأن محمّدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربّا، وبالاسلام دينا، وبمحمّد رسولا، وبالائمة الطاهرين عليهم‌السلام ائمّة ثم يقول:

اللهم ربّ هذه الدعوة التامّة، والصلاة القائمة، إئت محمّدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وارزقني شفاعته يوم القيامة.

____________________________

(١) الجمعة ٦٢: ٩.

١١ - درر اللآلي ج ١ ص ١٠.

(١)، (٢) أثبتناه من المصدر.

١٢ - درر اللآلي ج ١ ص ١١٩.

٦١

٣٥ - ( باب استحباب الأذان عند تغول الغول، وفي اذان المولود، وفي اذن من ساء خلقه )

٤١٨١ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من ولد له مولود، فليؤذّن في أُذنه اليمنى بأذان الصلاة، وليقم في اليسرى، فإن ذلك عصمة من الشيطان الرجيم، والافزاغ له ».

٤١٨٢ / ٢ - وبهذا الاسناد: عنه عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: إذا تغوّلت بكم الغيلان (١)، فأذّنوا بأذان الصلاة ».

٤١٨٣ / ٣ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « من ولد له مولود، فليؤذّن في أُذنه اليمنى، وليقم في اليسرى، فإن ذلك عصمة (١) من الشيطان »، الخبر.

____________________________

الباب - ٣٥

١ - الجعفريات ص ٣٢.

٢ - الجعفريات ص ٤٢.

(١) الغول: جنس من الجن والشياطين، وهم سخرتهم، وفي الحديث: « إذا تغولت بكم الغول فأذَّنوا ». كانت العرب تزعم في الغلوات تتغول غولاً اي تتلوّن تلوناً فتضلهم عن الطريق فتهلكهم.. (مجمع البحرين غول ج ٥ ص ٤٣٨).

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٦٣ ح ٦٧.

(١) في المصدر: عصمة له.

٦٢

٤١٨٤ / ٤ - وعنه عليه‌السلام أنه قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « إذا تغوّلت بكم (١) الغيلان فأذّنوا بالصلاة ».

٤١٨٥ / ٥ - زيد الزرّاد في أصله: قال: حججنا سنة فلمّا صرنا في خرابات المدينة (١) بين الحيطان، افتقدنا رفيقا لنا من اخواننا فطلبناه فلم نجده، فقال لنا الناس بالمدينة: ان صاحبكم اختطفته الجنّ، فدخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام، وأخبرته بحاله، وبقول أهل المدينة.

فقال: « اخرج إلى المكان الذى اختطف، أو قال: افتقد، فقل باعلى صوتك: يا صالح بن علي، إن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، يقول لك: اهكذا عاهدت وعاقدت الجنّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟ أطلب فلانا حتى تؤديه إلى رفقائه، ثم قال: يا معشر الجنّ عزمت عليكم بما عزم علي بن أبي طالب عليه‌السلام، لما خلّيتم عن صاحبي، وارشدتموه إلى الطريق ».

قال: ففعلت ذلك، فلم البث إذا بصاحبي قد خرج على بعض الخرابات، فقال: ان شخصاً تراءى لي، ما رأيت صورة إلّا وهو أحسن منها فقال: يا فتى اظنّك تتولّى آل محمّد عليهم‌السلام؟ فقلت: نعم، فقال: إن هاهنا رجلاً من آل محمّد عليهم‌السلام، هل لك ان تؤجر وتسلم عليه؟ فقلت: بلى، فادخلني من هذه الحيطان وهو يمشي امامي، فلما أن سار غير بعيد

____________________________

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٦٣ ح ٦٧.

(١) في المصدر والبحار: لكم.

٥ - كتاب زيد الزرّاد ص ١١ باختلاف.

(١) في المصدر: وفي نسخة: الابنية.

٦٣

نظرت فلم ار شيئا وغشي عليّ فبقيت مغشياً علي لا ادري أين انا من ارض الله حتى كان الآن، فإذا قد اتاني آت، وحملني حتى اخرجني إلى الطريق.

فاخبرت أبا عبدالله عليه‌السلام بذلك، فقال: « ذلك الغوال أو الغول، نوع من الجنّ يغتال الانسان، فإذا رأيت الواحد فلا تسترشده، وإن ارشدكم (٢) فخالفوه (٣)، فإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك، أو في فلاة من الأرض، فأذّن في وجهه، وارفع صوتك وقل:

سبحان الذى جعل في السماء نجوما رجوما للشياطين، عزمت عليك يا خبيث، بعزيمة الله التي عزم بها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام، ورميت بسهم الله المصيب الذي لا يخطي، وجعلت سمع الله على سمعك وبصرك، وذلّلتك بعزّة الله، وقهرت سلطانك بسلطان الله، يا خبيث لا سبيل لك، فإنّك تقهره ان شاء الله، وتصرفه عنك.

فإذا ضللت الطريق، فأذن باعلى صوتك، وقل: يا سيّارة الله، دلّونا على الطريق يرحمكم الله، ارشدونا يرشدكم الله، فإن أصبت والّا فناد: يا عتاة الجنّ، ويا مردة الشياطين، ارشدوني ودلّوني الطريق، وإلّا اشرعت (٤) لكم بسهم الله المصيب ايّاكم عزيمة علي بن أبي طالب عليه‌السلام، يا مردة الشياطين إن استعطتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا، لا تنفذون إلّا بسلطان مبين، الله غالبكم

____________________________

(٢) في المصدر: ونسخة: أرشدك.

(٣) وفيه: وفي نسخة: فخالفه.

(٤) في المصدر: انتزعت، ونسخة: أسرعت.

٦٤

بجنده الغالب، وقاهركم بسلطانه القاهر، ومذلّلكم بعزّة المتين، ( فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) (٥).

وارفع صوتك بالأذان ترشد، وتصيب الطريق ان شاء الله تعالى ».

٣٦ - ( باب جواز الأذان إلى غير القبلة، واستحباب استقبالها، خصوصاً في التشهد، وكراهة الخروج من المسجد، عند سماع الأذان )

٤١٨٦ / ١ - الصدوق في المقنع: ولا بأس أن تؤذّن وأنت على غير وضوء مستقبل القبلة ومستدبرها - إلى أن قال -: ولكن إذا أقمت، فعلى وضوء، مستقبل القبلة.

٣٧ - ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الأذان والاقامة )

٤١٨٧ / ١ - الشيخ الصدوق في معاني الاخبار والتوحيد: عن أحمد بن محمّد بن عبدالرحمن المروزي، عن محمّد بن جعفر المقري، عن محمّد بن الحسن الموصلي، عن محمّد بن عاصم الطريفي، عن عيّاش بن يزيد بن الحسن، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام، قال: « كنا جلوسا في

____________________________

(٥) التوبة ٩: ١٢٩.

الباب - ٣٦

١ - المقنع ص ٢٧.

الباب - ٣٧

١ - معاني الاخبار ص ٣٨ ح ١ باختلاف يسير في اللفظ، والتوحيد ص ٢٣٨ ح ١ كذلك.

٦٥

المسجد، إذ صعد المؤذّن المنارة، فقال: الله أكبر الله أكبر، فبكى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام، وبكينا ببكائه، فلمّا فرغ المؤذن.

قال: أتدرون ما يقول المؤذن؟ قلنا: الله ورسوله ووصيّه اعلم،

فقال: لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، فلقوله، الله أكبر معان كثيرة:

منها: ان قول المؤذن الله أكبر، يقع على قدمه، وازليّته، وابديّته، وعلمه، وقوّته، وقدرته، وحلمه، وكرمه، وجوده، وعطائه، وكبريائه، فإذا قال المؤذن: الله أكبر فإنه يقول: الله الذي له الخلق والأمر، وبمشيته كان الخلق، ومنه كان كلّ شئ للخلق، وإليه يرجع الخلق، وهو الأول قبل كلّ شئ لم يزل، والآخر بعد كلّ شئ لا يزال، والظاهر فوق كلّ شئ لا يدرك، والباطن دون كلّ شئ لا يحدّ، فهو الباقي، وكلّ شئ دونه فان.

والمعنى الثاني: الله أكبر، أي العليم الخبير، علم ما كان، وما يكون قبل أن يكون.

والثالث: الله أكبر: أي القادر على كلّ شئ، يقدر على ما يشاء، القوي لقدرته، المقتدر على خلقه، القوي لذاته، وقدرته قائمة على الاشياء كلّها، إذا قضى امراً فإنّما يقول له: كن، فيكون.

والرابع: الله أكبر على معنى حلمه، وكرمه، يحلم كأنه لا يعلم، ويصفح كأنّه لا يرى، ويستر كأنّه لا يعصى، ولا يعجل بالعقوبة كرما، وصفحا، وحلما.

والوجه الآخر في معنى الله أكبر: أي الجواد، جزيل العطاء، كريم الفعال.

٦٦

والوجه الآخر: الله أكبر فيه نفي كيفيته، كأنه يقول: الله أجل من أن يدرك الواصفون قدر صفته، الذي هو موصوف به، وإنّما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله، تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علوّا كبيرا.

والوجه الآخر: الله أكبر: كأنه يقول: الله أعلى وأجلّ، وهو الغني عن عباده، لا حاجة به إلى اعمالهم.

وأمّا قوله: أشهد أن لا إله إلّا الله، فاعلام بأن الشهادة لا تجوز إلّا بمعرفة من القلب، كأنه يقول: أعلم أنه لا معبود إلّا الله عزّوجلّ، وأن كلّ معبود باطل سوى الله عزّوجلّ واقرّ بلساني بما في قلبي من العلم، بأنه لا إله إلّا الله، وأشهد أنه لا ملجأ من الله عزّوجلّ إلّا إليه، ولا منجى من شرّ كل ذي شر، وفتنة كلّ ذي فتنة إلّا بالله.

وفي المرّة الثانية: أشهد أن لا إله إلّا الله، معناه أشهد أن لا هادي إلّا الله، ولا دليل إلّا الله، وأشهد الله بأني أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد سكان السموات، وسكان الأرض، وما فيهن من الملائكة والناس أجمعين، وما فيهن من الجبال والاشجار، والدواب، والوحوش، وكلّ رطب ويابس، بأني أشهد أن لا خالق إلّا الله، ولا رازق، ولا معبود، ولا ضارّ، ولا نافع، ولا قابض، ولا باسط، ولا معطي، ولا مانع، ولا دافع، ولا ناصح، ولا كافي، ولا شافي، ولا مقدم، ولا مؤخّر إلّا الله، له الخلق والأمر، وبيده الخير كلّه، تبارك الله رب العالمين.

وأمّا قوله: أشهد أن محمّدا رسول الله، يقول: أُشهد الله على أني أشهد أنه لا إله إلّا هو، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، ونبيّه، وصفيّه ونجيبه أرسله إلى كافة الناس اجمعين بالهدى، ودين الحق، ليظهره على

٦٧

الدين كلّه، ولو كره المشركون، وأشهد من في السموات والأرض (١) من النبيّين والمرسلين، والملائكة والناس اجمعين أنّي أشهد أن محمّدا رسول الله سيد الأولين والآخرين.

وفي المرة الثانية: أشهد أن محمّدا رسول الله، يقول: أشهد أن لا حاجة لأحد إلى أحد إلّا إلى الله الواحد القهّار، الغني عن عباده والخلائق اجمعين، وأنه أرسل محمّدا، إلى الناس بشيرا، ونذيراً، وداعياً ألى الله بإذنه وسراجا منيراً، فمن انكره وجحده، ولم يؤمن به أدخله الله عزّوجلّ نار جهنم خالدا مخلّدا، لا ينفك عنها ابدا.

وامّا قوله: حيّ على الصلاة أي هلمّوا إلى خير أعمالكم، ودعوة ربّكم، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم، واطفاء ناركم التى اوقدتموها على ظهوركم وفكاك رقابكم التى رهنتموها بذنوبكم ليكفّر الله عنكم سيئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ويبدّل سيئاتكم حسنات، فإنه ملك كريم، ذو الفضل العظيم، وقد أذن لنا معاشر المسلمين، بالدخول في خدمته، والتقدم إلى بين يديه.

وفي المرة الثانية: حي على الصلاة أي قوموا إلى مناجاة ربّكم وعرض حاجاتكم على ربّكم، وتوسّلوا إليه بكلامه، وتشفعوا به، وأكثروا الذكر والقنوت، والركوع والسجود، والخضوع والخشوع، وارفعوا إليه حوائجكم، فقد أذن لنا في ذلك.

وأما قوله: حيّ على الفلاح، فإنه يقول: أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه، ونجاة لا هلاك معها، وتعالوا إلى حياة لا ممات (٢) معها وإلى نعيم لا نفاد له، وإلى ملك لا زوال عنه، وإلى سرور لا حزن معه،

____________________________

(١) في الطبعة الحجرية: الأرضين، وفي نسخة الأرض.

(٢) في نسخة موت - منه (قدس سره).

٦٨

وإلى أُنس لا وحشة معه، وإلى نور لا ظلمة معه، وإلى سعة لا ضيق معها، وإلى بهجة لا انقطاع لها، وإلى غنى لا فاقة معه، وإلى صحة لا سقم معها، وإلى عزّ لا ذل معه، وإلى قوّة لا ضعف معها، وإلى كرامة يا لها من كرامة، وعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى، ونجاة الآخرة والاولى.

وفي المرة الثانية: حيّ على الفلاح، فإنه يقول: سابقوا إلى ما دعوتكم إليه، وإلى جزيل الكرامة، وعظيم المنّة، وسنّي النعمة، والفوز العظيم، ونعيم الابد، في جوار محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

وامّا قوله: الله أكبر الله أكبر، فإنه يقول: الله أعلى وأجلّ من أن يعلم أحد من خلقه، ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه، وأطاع أمره وعرفه وعرف وعيده، وعبده واشتغل به وبذكره، وأحبّه وأنس به، واطمأنّ إليه ووثق به وخافه ورجاه، واشتاق إليه، ووافقه في حكمه وقضائه، ورضي به.

وفي المرّة الثانية: الله أكبر، فإنه يقول: الله أكبر وأعلى، وأجلّ، من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه، وعقوبته لاعدائه، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته، لمن أجابه وأجاب رسوله، ومبلغ عذابه ونكاله، وهوانه، لمن انكره وجحده.

وامّا قوله: لا إله إلّا الله معناه: لله الحجّة البالغة عليهم، بالرسول والرسالة، والبيان والدعوة، وهو اجلّ من ان يكون لأحد منهم عليه حجّة، فمن أجابه فله النور والكرامة، ومن أنكره فإن الله غني عن العالمين، وهو اسرع الحاسبين.

ومعنى قد قامت الصلاة في الاقامة، أي حان وقت الزيارة

٦٩

والمناجاة، وقضاء الحوائج، ودرك المنى، والوصول إلى الله عزّوجلّ، وإلى كرامته، وغفرانه وعفوه ورضوانه ».

قال الصدوق: إنّما ترك الراوي، ذكر حي على خير العمل للتقيّة، وقد روي في خبر آخر أن الصادق عليه‌السلام، سئل عن معنى حيّ على خير العمل، فقال: « خير العمل الولاية ».

وفي خبر آخر: « خير العمل: برّ فاطمة وولدها عليهم‌السلام ».

٤١٨٨ / ٢ - وفي معاني الاخبار: عن علي بن عبدالله الوراق وعلي بن محمّد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن العباس بن سعيد الازرق، عن أبي نصر، عن عيسى بن مهران، عن يحيى بن الحسن بن فرات، عن حمّاد بن يعلى، عن علي بن الحزور، عن الاصبغ بن نباته، عن محمّد بن الحنفية، انه ذكر عنده الأذان فقال: لما اسري بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى السماء، وتناهى إلى السماء السادسة، نزل ملك من السماء السابعة، لم ينزل قبل ذلك اليوم قطّ، فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال الله جلّ جلاله، أنا كذلك، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله فقال الله عزّوجلّ: أنا كذلك، لا إله إلّا أنا، فقال: أشهد أن محمّدا رسول الله، قال الله جلّ جلاله: عبدي، واميني على خلقي، اصطفيته (١) برسالاتي.

ثم قال: حيّ على الصلاة، قال الله جلّ جلاله، فرضتها على عبادي، وجعلتها لي دينا.

____________________________

٢ - معاني الاخبار ص ٤٢ ح ٤.

(١) في المصدر زيادة: على عبادي.

٧٠

ثم قال: حيّ على الفلاح، قال الله جلّ جلاله: افلح من مشى إليها، وواظب عليها ابتغاء وجهي، ثم قال: حيّ على خير العمل، قال الله جلّ جلاله: هي افضل الأعمال، وازكاها عندي، ثم قال: قد قامت الصلاة، فتقدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فامّ أهل السماء، فمن يومئذ تمّ شرف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌.

٤١٨٩ / ٣ - وفيه عن أبي الحسن بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري، عن خلف بن محمّد البلخي، عن أبيه محمّد بن أحمد، عن عياش بن الضحاك، عن مكيّ بن ابراهيم، عن ابن جريح، عن عطا، قال: كنّا عند ابن العباس بالطائف، أنا وأبو العالية، وسعيد بن جبير، وعكرمة، فجاء المؤذّن فقال: الله أكبر الله أكبر، واسم المؤذّن قثم بن عبدالرحمن الثقفي، فقال ابن عباس: اتدرون ما قال المؤذن؟ فسأله أبو العالية، فقال: أخبرنا بتفسيره.

قال ابن عباس: إذا قال المؤذّن: الله أكبر الله أكبر، يقول: يا مشاغيل الأرض، قد وجبت الصلاة، فتفرّغوا لها، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلّا الله، يقول: يقوم يوم القيامة، ويشهد لي ما في السموات، وما في الأرض، على أني أخبرتكم في اليوم خمس مرّات، وإذا قال: أشهد أن محمّدا رسول الله، يقول: تقوم القيامة، ومحمّد يشهد لي عليكم، أنّي قد أخبرتكم بذلك، في اليوم خمس مرات، وحجتي عند الله قائمة، فإذا قال: حيّ على الصلاة، يقول: دينا قيما فاقيموه، وإذا قال: حي على الفلاح، يقول: هلمّوا إلى طاعة الله، وخذوا سهمكم من رحمة الله، يعني الجماعة، وإذا قال العبد: الله أكبر الله أكبر، يقول: حرّمت الأعمال، وإذا قال: لا إله إلّا الله،

____________________________

٣ - معاني الاخبار ص ٤١ ح ٢.

٧١

يقول: أمانة سبع سموات، وسبع أرضين، والجبال، والبحار وضعت على أعناقكم، أن شئتم أقبلوا (٢)، وإن شئتم فادبروا.

٤١٩٠ / ٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام: عن آبائه قال: « قال علي بن أبي طالب عليهم‌السلام لمّا بُدئ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بتعليم الأذان، أتى جبرئيل بالبراق فاستعصت عليه، ثم أتى بدابة يقال لها، برقة فاستعصت فقال لها جبرئيل: اسكني برقة فما ركبك احد أكرم على الله منه، [ فسكنت، ] (١) قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فركبتها حتى انتهيت إلى الحجاب، الذى يلي الرحمن عزّ [ ربّنا ] (٢) وجلّ، فخرج ملك من وراء الحجاب، فقال: الله أكبر الله أكبر، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قلت: يا جبرئيل من هذا الملك؟ قال [ جبرئيل ] (٣): والذى أكرمك بالنبوّة: ما رأيت هذا الملك قبل ساعتي هذه، فقال الملك: الله أكبر، الله أكبر، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أكبر، أنا أكبر.

قال: فقال الملك: أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي [ أنا الله ] (٤) لا إله إلّا أنا، لا إله إلّا أنا.

قال: فقال الملك: أشهد أن محمّدا رسول الله، أشهد أن محمّدا رسول الله، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أرسلت محمّدا رسولا.

____________________________

(٢) في المصدر: فاقبلوا.

٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٨٥ ح ١١٥.

(١ - ٤) أثبتناه من المصدر.

٧٢

قال: فقال الملك: حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلى عبادتي.

قال: فقال الملك: حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلى عبادتي، قد أفلح من واظب عليها، قال: فيومئذ أكمل الله عزّوجلّ لي الشرف، على الأولين والآخرين ».

٤١٩١ / ٥ - البحار، نقلا عن خطّ الشهيد (ره): عن أبي الوليد، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، في قوله: قد قامت الصلاة: « وإنّما يعني به، قيام القائم عليه‌السلام ».

ووجدته في مجموعة الشيخ محمّد بن علي الجباعي، منقولاً عنه (ره).

٤١٩٢ / ٦ - عوالي اللآلي: روي في الخبر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه إذا اذّن المؤذن، ادبر الشيطان وله ضراط.

٤١٩٣ / ٧ - البحار، عن العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، قال: علّة الأذان، أن تكبّر الله وتعظمه، وتقرّ بتوحيد الله، وبالنبوّة، والرسالة، وتدعو إلى الصلاة، وتحث على الزكاة، ومعنى الأذان الاعلام، لقول الله تعالى: ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ  ) (١) أي اعلام.

____________________________

٥ - البحار ج ٨٤ ص ١٥٥ ح ٥١.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٠٩ ح ٧٥.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ١٦٩ ح ٧٣.

(١) التوبة ٩: ٣.

٧٣

وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « كنت أنا الآذان في الناس بالحج [ وقوله: ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ) ] (٢) أي اعلمهم وادعهم، فمعنى الله: أنه يخرج الشئ من حدّ العدم ألى حدّ الوجود، ويخترع الاشياء لا من شئ، وكلّ مخلوق دونه يخترع الاشياء من شئ، إلّا الله، فهذا معنى الله، وذلك فرق بينه وبين المحدث، ومعنى أكبر: أي أكبر من أن يوصف في الأول، وأكبر من كلّ شئ لمـّا خلق الشئ.

ومعنى قوله: أشهد أن لا إله إلّا الله: اقرار بالتوحيد، ونفي الانداد وخلعها، وكلّ ما يعبد من دون الله، ومعنى أشهد أن محمّدا رسول الله: اقرار بالرسالة والنبوّة، وتعظيم لرسول الله، وذلك قول الله عزّوجلّ: ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (٣) أي تذكر معي إذا ذكرت، ومعنى حيّ على الصلاة: أي حثّ على الصلاة، ومعنى حيّ على الفلاح: أي حثّ على الزكاة، وقوله: حيّ على خير العمل: أي حثّ على الولاية، وعلّة أنّها خير العمل، ان الأعمال كلّها بها تقبل.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، فالقى معاوية من آخر الأذان محمّد رسول الله، فقال: أما يرضى محمّد أن يذكر في أول الأذان حتى يذكر في آخره.

ومعنى الاقامة: هي الاجابة، والوجوب، ومعنى كلماتها، فهي التى ذكرناها في الأذان، ومعنى: قد قامت الصلاة: أي قد وجبت الصلاة، وحانت، واقيمت، وامّا العلّة فيها، فقال الصادق

____________________________

(٢) أثبتناه من البحار، والآية في سورة الحج ٢٢: ٢٧.

(٣) الانشراح ٩٤: ٤.

٧٤

عليه‌السلام: إذا أذّنت وصلّيت، صلّى خلفك صفّ من الملائكة، وإذا اذّنت واقمت، صلّى خلفك صفّان من الملائكة، ولا تجوز ترك الأذان الّا في صلاة الظهر والعصر والعتمة، ويجوز في هذه الثلاث الصلوات اقامة بلا اذان، والأذان افضل، ولا تجعل ذلك عادة، ولا يجوز ترك الأذان والاقامة في صلاة المغرب، وصلاة الفجر، والعلّة في ذلك، انّ هاتين الصلاتين تحضرهما ملائكة الليل، وملائكة النهار ».

٤١٩٤ / ٨ - ابنا بسطام في طب الائمة عليهم‌السلام: عن محمّد بن جعفر البرسي، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام، انه دخل عليه رجل من مواليه وقد وعك فقال له: « ما لي اراك متغيّر اللون؟ » فقلت: جعلت فداك وعكت وعكا شديدا منذ شهر، ثم لم تنقلع الحمى عنّي، وقد عالجت نفسي بكل ما وصفه لي المترفقون (١)، فلم انتفع بشئ من ذلك، فقال له الصادق عليه‌السلام: « حلّ ازرار قميصك، وادخل رأسك في قميصك، واذّن واقم واقرأ سورة الحمد سبع مرّات » قال: ففعلت ذلك، فكأنّما نشطت من عقال.

٤١٩٥ / ٩ - الزمخشري في الكشّاف: في قوله تعالى: ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) (١) عن علي عليه‌السلام: « لو وقعت قطرة في بئر،

____________________________

٨ - طب الائمة ص ٥٢.

(١) - في المصدر: المترفعون.

٩ - تفسير الكشاف ج ١ ص ٣٥٦.

(١) المائدة ٥: ٩٠ ولكن الحديث في ذيل آية: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) البقرة ٢: ٢١٩.

٧٥

فبنيت مكانها منارة، لم اؤذّن عليها ».

٤١٩٦ / ١٠ - الشيخ الطبرسي في عدّة السفر وعمدة الحضر قال: روي عن الأئمة عليهم‌السلام انه: يكتب الأذان والاقامة، لرفع وجع الرأس، ويعلق عليه.

٤١٩٧ / ١١ - الديلمي في إرشاد القلوب: عن مسلم المجاشعي، عن حذيفة في حديث طويل، قال: ان ابا بكر اراد أن يصلّي بالناس في مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بغير اذنه، فلما سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذلك، خرج إلى المسجد متكئا على علي عليه‌السلام، والفضل بن العباس، فتقدم إلى المحراب، وجذب ابا بكر من ورائه (١) فنحّاه من المحراب فصلّى الناس خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو جالس، وبلال يسمع الناس التكبير، حتى قضى صلاته، الخبر.

قال في البحار: يدلّ على أنه لا يكره للمؤذن وشبهه، رفع الصوت بالتكبيرات، ليسمع سائر المؤمنين، كما هو الشائع، مع أنه في المجاميع العظيمة، لا يتأتى الامر بدونه (٢). انتهى.

٤١٩٨ / ١٢ - الشيخ الطوسي في المبسوط: فأمّا قول: أشهد أن عليّا أميرالمؤمنين وآل محمّد خير البرية، على ما ورد في شواذ الاخبار، فليس

____________________________

١٠ - عدّة المسافر وعمدة الحضر: مخطوط، ورواه عنه في سفينة البحار ج ١ ص ١٦.

١١ - إرشاد القلوب ص ٣٤٠ باختصار والبحار ج ٨٨ ص ٩٦ ص ٦٥.

(١) في المصدر: من ردائه.

(٢) البحار ج ٨٨ ص ٩٦ ذيل الحديث ٦٥.

١٢ - المبسوط ج ١ ص ٩٩.

٧٦

بمعمول عليه [ في الأذان ] (١) ولو فعله الانسان (لم) (٢) يأثم به، غير أنه ليس من فضيلة الأذان، ولا كمال فصوله.

٤١٩٩ / ١٣ - ابن أبي جمهور الاحسائي في درر اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه سمع مؤذنا يطرب، فقال عليه‌السلام: « الأذان سهل سمح، فإن كان اذانك سهلا سمحا، والّا فلا تؤذّن ».

٤٢٠٠ / ١٤ - دعائم الإسلام: ولا بأس (ان يؤذّن) (١) الاعمى إذا سدّد، وقد كان ابن أمّ مكتوم يؤذّن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو اعمى.

٤٢٠١ / ١٥ - وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ان بلالا كان يؤذنه (١) بالصلاة، بعد الأذان، ليخرج فيصلّي بالناس.

٤٢٠٢ / ١٦ - وعن علي عليه‌السلام انه قال: « ما آسى على شئ، غير انّي وددت أنّي سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، الأذان للحسن والحسين عليهما‌السلام ».

____________________________

(١) اثبتناه من المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

١٣ - درر اللآلي: ج ١ ص ١١٩.

١٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧.

(١) في المصدر. بأذن.

١٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.

(١) في المصدر: يؤذن.

١٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٥٧ ح ٥٦.

٧٧

قال في البحار (١): وفيه ترغيب عظيم في الأذان، حيث تمنّى ان يسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ان يعيّن شبليه للاذان في حياته، أو بعد وفاته، أو الاعمّ.

قلت: وفيه اشارة ايضاً إلى أن الأذان للاعلام، من المستحبّات الكفائية، وانّ المكلّف به متحّد، وان كان المكلّف عاما، وبعد تحقق الفعل من البعض، يرتفع الخطاب لعدم بقاء محلّه أو العينيّة، ولكن يسقط عن الباقي، مع فعل البعض.

ويؤيده ما مرّ (٢) عن الجعفريات عن علي عليه‌السلام، قال: « قلنا: يا رسول الله انك رغّبتنا في الأذان، حتى خفنا ان تضطرب عليه امتك بالسيوف، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: اما انه لن يعدو ضعفاءكم ».

وفي الدعائم، ما يقرب منه (٣).

وعن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (٤): قال: « ثلاثة (٥) لو تعلم امتي ما فيها (٦)، لضربت عليها بالسهام: الأذان »، الخبر.

فان ظاهر الجميع أنه فعل واحد يقوم به واحد كالامامة،

____________________________

(١) في البحار ج ٨٤ ص ١٥٧ ذيل الحديث ٥٦.

(٢) تقدم في الباب ٢ من ابواب الأذان الحديث ١.

(٣) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤.

(٤) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤.

(٥) في المصدر: ثلاث.

(٦) في المصدر: مالها فيها.

٧٨

والخطابة، قابل للتشاح (٧) والمنازعة فيه، وان كان كلّ من المكلفين قابلا لاقامته، فلو جاز التعدد، لما كان محلا لضرب السهام عليه.

قال في التذكرة (٨): فإن تشاحّ نفسان في الأذان، قال الشيخ رحمه الله: يقرع لقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الاول، ثم لا (٩) يجدوا الا ان يستهموا عليه لفعلوا » فدلّ على جواز الاستهام، فيه، وهذا القول جيّد، مع فرض التساوي في الصفات المعتبرة في التأذين، وان لم يتساووا قدم من كان أعلى صوتا، وأبلغ في معرفة الوقت، واشدّ محافظة عليه، ومن يرتضيه الجيران، واعفّ عن النظر.

وفي التحرير (١٠): ولو تشاحّ المؤذّنون قدم من اجتمعت فيه الصفات المرجحة، ومع الاتفاق يقرع.

وفي الذكرى (١١): لو تشاحّ العدل والفاسق قدم العدل، ولو تشاحّ العدول، أو الفاسقون، قدم الاعلم بالاوقات لأمن الغلط معه (١٢)، ومنه يعلم تقديم المبصر على المكفوف، ثم الاشد محافظة على الأذان في الوقت، ثم الاندى صوتا، ثم من ترتضيه الجماعة والجيران، ومع

____________________________

(٧) تشاحوا في الامر وعليه: شح بعضهم على بعض وتبادروا إليه حذر فوته، ويقال: هما يتشاحان على أمر إذا تنازعاه، لا يريد كل واحد منهما ان يفوته. (لسان العرب - شحح - ج ٢ ص ٤٩٥).

(٨) التذكرة ج ١ ص ١٠٨.

(٩) في نسخة: لم (منه قدس سره).

(١٠) التحرير ص ٣٥.

(١١) الذكرى ص ١٧٢.

(١٢) في المصدر زيادة: ولتقليد ارباب الاعذار له.

٧٩

التساوي فالقرعة، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لو يعلم الناس » الخبر، ولقولهم عليهم‌السلام: « كل امر مجهول، فيه القرعة »، انتهى.

ويؤيّد ما ذكرناه [ أن ] (١٣) تشريع حكاية الأذان لكلّ أحد، فإنه لو جاز لكلّ مكلّف أن يؤذّن في أوّل الوقت اعلاما، بأن يؤذنوا جميعا، كفعلهم سائر المستحبات من الادعية والاذكار، فلا محل، ولا وقع للحكاية، فإنّه لا داعي للحكاية والاعراض عن الأذان، الذي ورد فيه ما ورد من المثوبات والاجور، مع أنه لا يشترط فيه الطهارة، والقيام، والاستقبال، فكلّ من يتمكن من الحكاية، يقدر على الأذان، الذى هو منها افضل، وكلماته اقلّ، وثوابه اجزل، فهذا الاهتمام بالحكاية يؤذن بعدم جواز التعدد، والّا فهو ترغيب بالمرجوح، في وقت التمكن من الراجح.

ويؤيّده ايضا، ان في عصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، في الحضر والسفر والغزوات، حتى في فتح مكّة، وقد ناف الاصحاب على عشرة آلاف سوى أهل مكّة، كان المؤذن هو بلال، وكان ابن ام مكتوم يؤذّن في المدينة قبله، احيانا، كما لا يخفى على من راجع السير والاخبار، فلو كان مشروعا لكلّهم، لما رغبوا عن هذه السنّة الاكيدة، مع شدّة اهتمامهم في السنن، ومواظبتهم عليها، خصوصا الظاهرة منها، ولم نعثر على أثر حاك عن أحد من كبارهم، وضعفائهم، وزهّادهم، وعبادهم، انه اشتغل به في اول الوقت مع بلال، أو قبله، أو بعده، وقد مرّ في غير واحد من الاخبار، أنه في يوم فتح مكّة، لم يؤذّن غير بلال.

____________________________

(١٣) اثبتناه ليستقيم سياق الكلام.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508