بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 608

  • البداية
  • السابق
  • 608 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 49440 / تحميل: 7497
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

٢٢ - باب استحباب مشاورة التقي العاقل الورع الناصح الصديق واتباعه وطاعته وكراهة مخالفته

[ ١٥٥٩٠ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما‌السلام ) : من لم يكن له واعظ من قلبه، وزاجر من نفسه، ولم يكن له قرين مرشد استمكن عدوّه من عنقه.

[ ١٥٥٩١ ] ٢ - وعن عليّ بن أحمد بن موسى، عن محمّد بن هارون، عن عبدالله بن موسى (٣) ، عن عبد العظيم الحسني، عن عليّ بن محمّد الهادي(٢) ، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : خاطر بنفسه من استغنى برأيه.

[ ١٥٥٩٢ ] ٣ - أحمد بن محمّد البرقيّ في( المحاسن) عن موسى بن القاسم، عن جدّه معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: استشر في أمرك(١) الذين يخشون ربّهم.

____________________

الباب ٢٢

فيه ٨ أحاديث

١ - أمالي الصدوق: ٣٥٨ / ٢.

٢ - أمالي الصدوق: ٣٦٣ / ٩.

(١) في المصدر: عبيدالله بن الروياني.

(٢) في المصدر: أبي جعفر ومحمّد بن عليّ الرضا (عليهما‌السلام )

٣ - المحاسن:٦٠١ / ١٧.

(٣) في المصدر: استشيروا في أمركم.

٤١

[ ١٥٥٩٣ ] ٤ - وعن أبيه، عمّن ذكره، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال عليّ( عليه‌السلام ) في كلام له: شاور في حديثك الذين يخافون الله.

[ ١٥٥٩٤ ] ٥ - وعن أبي عبدالله الجاموراني، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن صندل، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: استشر العاقل من الرجال الورع، فإنّه لا يأمر إلّا بخير، وإيّاك والخلاف فإنّ مخالفة الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا.

[ ١٥٥٩٥ ] ٦ - وعنه، عن الحسن بن عليّ(١) ، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : مشاورة العاقل الناصح رشد ويمن وتوفيق من الله، فإذا أشار عليك الناصح العاقل فإيّاك والخلاف فإنّ في ذلك العطب.

[ ١٥٥٩٦ ] ٧ - وعنه، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن الحسين بن علي، عن المعلّى بن خنيس قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ما يمنع أحدكم إذا ورد عليه مإلّا قبل له به إنّ يستشير رجلاً عاقلاً له دين وورع، ثمّ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أما أنّه إذا فعل ذلك لم يخذله الله بل يرفعه الله ورماه بخير الأمور وأقربها إلى الله.

____________________

٤ - المحاسن: ٦٠١ / ١٩.

٥ - المحاسن: ٦٠٢ / ٢٤.

٦ - المحاسن: ٦٠٢ / ٢٥.

(١) في المصدر: الحسين بن علي.

٧ - المحاسن: ٦٠٢ / ٢٦.

٤٢

[ ١٥٥٩٧ ] ٨ - وعن أحمد بن نوح، عن شعيب النيسابوري، عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد بن عائذ، عن الحلبي، أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال: إنّ المشورة لا تكون إلّا بحدودها فمن عرفها بحدودها وإلّا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها له، فأولها إنّ يكون الذي تشاوره عاقلا، والثانية إنّ يكون حرا متدينا، والثالثة إنّ يكون صديقا مؤاخيا، والرابعة إنّ تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك بنفسك، ثمّ يسرّ (١) ذلك ويكتمه، فأنّه إذا كان عاقلاً انتفعت بمشورته، وإذا كان حراً متديناً أجهد نفسه في النصيحة لك، وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرّك إذا اطلعته عليه، وإذا اطلعته على سرّك فكان علمه به كعلمك تمت المشورة، وكملت النصيحة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٢٣ - باب وجوب نصح المستشير

[ ١٥٥٩٨ ] ١ - أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ في( المحاسن) عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أتى رجل أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فقال له: جئتك مستشيراً، إنّ الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر خطبوا إليّ فقال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) :

____________________

٨ - المحاسن: ٦٠٢ / ٢٨.

(١) في المصدر: يستر.

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٦ من أبواب الاحتضار، وفي الباب ٢١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢٣

فيه حديثان

١ - المحاسن ٦٠١ / ٢٠.

٤٣

المستشار مؤتمن أمّا الحسن فأنّه مطلاق للنساء، ولكن زوّجها الحسين فإنّه خير لابنتك.

[ ١٥٥٩٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن حسين بن حازم، عن حسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من استشار أخاه فلم ينصحه محض الرأي سلبه الله عزّ وجّل رأيه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٢٤ - باب جواز مشاورة الإنسان من دونه

[ ١٥٦٠٠ ] ١ - أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ في( المحاسن) عن أبيه، عن معمّر بن خلّاد قال: هلك مولا لأبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) يقال له: سعد: فقال له: أشر عليّ برجل له فضل وأمانة، فقلت: أنا اشير عليك؟ فقال شبه المغضب: إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان يستشير أصحابه ثمّ يعزم على ما يريد.

[ ١٥٦٠١ ] ٢ - وعن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الفضيل بن يسار قال استشارني أبو عبدالله( عليه‌السلام ) مرّة في أمر فقلت: أصلحك الله مثلي يشير على مثلك؟ قال: نعم إذا استشرتك.

[ ١٥٦٠٢ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن

____________________

٢ - المحاسن ٦٠٢ / ٢٧.

(١) تقدم في الباب ٥٢ من أبواب آداب السفر.

الباب ٢٤

فيه ٥ أحاديث

١ - المحاسن: ٦٠١ / ٢١.

٢ - المحاسن: ٦٠١ / ٢٢.

٣ - المحاسن: ٦٠٢ / ٢٣.

٤٤

جهم قال: قال: كنّا عند أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) فذكر أباه( عليه‌السلام ) فقال: كان عقله لا توازن به العقول، وربما شاور الأَسود من سودأنّه فقيل له: تشاور مثل هذا؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه، قال: فكانوا ربما أشاروا عليه بالشيء فيعمل به من الضيعة والبستان.

[ ١٥٦٠٣ ] ٤ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال لعبدالله بن العبّاس وقد أشار عليه في شيء لم يوافق رأيه: عليك أن تشير عليّ(١) فاذا خالفتك(٢) فاطعني.

[ ١٥٦٠٤ ] ٥ - العيّاشي في( تفسيره) عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن مهزيار قال: كتب إلّي أبوجعفر( عليه‌السلام ) إنّ سل فلاناً إنّ يشير عليّ ويتخير لنفسه فهو أعلم بما يجوز(٣) في بلده، وكيف يعامل السلاطين، فإنّ المشورة مباركة، قال الله لنبيّه في محكم كتابه: ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ) (٤) فإنّ كان ما يقول ممّا يجوز كتبت أصوب(٥) رأيه وإنّ كان غير ذلك رجوت إنّ اضعه على الطريق الواضع، إنّ شاء الله( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) (٦) قال: - يعني الاستخارة -.

____________________

٤ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٠ / ٣٢١.

(١) في المصدر: لك أن تشير عليّ وأرى.

(٢) في المصدر: فإنّ عصيتك.

٥ - تفسير العياشي ١: ٢٠٤ / ١٤٧.

(٣) في المصدر: فهو يعلم ما يجوز.

(٤) آل عمران ٣: ١٥٩، وقد وردت الآية في المصدر كاملة.

(٥) في المصدر: كنت أصوب.

(٦) آل عمران ٣: ١٥٩.

٤٥

٢٥ - باب كراهة مشاورة النساء إلّا بقصد المخالفة واستحباب مشارة الرجال

[ ١٥٦٠٥ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه - في وصيّة النبي لعليّ ( عليهم‌السلام ) - يا علي، ليس على النساء جمعة - إلى إنّ قال: - ولا تولى القضاء ولا تستشار، يا علي، سوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة، ياعليّ إنّ كان الشؤم في شيء ففي لسإنّ المرأة.

[ ١٥٦٠٦ ] ٢ - وبإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في وصيّته لمحمّد بن الحنفية - قال: اضمم آراء الرجال بعضها إلى بعض، ثمّ اختر أقربها من الصواب وأبعدها من الارتياب - إلى إنّ قال - قد خاطر بنفسه من استغنى برأيه من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في النكاح(١) .

٢٦ - باب كراهة مشاورة الجبإنّ والبخيل والحريص والعبيد والسفلة والفاجر

[ ١٥٦٠٧ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن محمّد بن أحمد بن

____________________

الباب ٢٥

فيه حديثان

١ - الفقيه ٤: ٢٦٣ / ٨٢٤.

٢ - الفقيه ٤: ٢٧٦ و ٢٧٨ / ٨٣٠.

(١) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٢٤، وفي الحديث ٤ من الباب ٩٤ وفي الباب ٩٦ من أبواب مقدمات النكاح، وفي الحديث ٢٢ من الباب ٣٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الباب ٢٦

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ٤: ٢٩٣ / ٨٨٦.

٤٦

يحيى، عن محمّد بن آدم عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) ، عن آبائه، عن عليّعليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : يا علي، لا تشاورن جبانا فإنّه يضيق عليك المخرج ولا تشاورن بخيلاً فإنّه يقصر بك عن غايتك، ولا تشاورن حريصاً فإنّه يزين لك شرّها، واعلم إنّ الجبن والبخل والحرص غريزة يجمعها سوء الظنّ.

وفي( الخصال) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد مثله (١) .

وفي( العلل) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد مثله (٢) .

[ ١٥٦٠٨ ] ٢ - وبالإِسناد عن محمّد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن محمّد بن سنان، عن عمّار الساباطي قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا عمار، إنّ كنت تحب إنّ تستتب لك النعمة وتكمل لك المروءة وتصلح لك المعيشة فلا تستشر(٣) العبيد والسفلة في أمرك، فإنّك إن ائتمنتهم خانوك، وإن حدّثوك كذبوك، وإنّ نكبت خذلوك، وإن وعدوك بوعد لم يصدقوك.

[ ١٥٦٠٩ ] ٣ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: كان

____________________

(١) الخصال: ١٠١ / ٥٧.

(٢) علل الشرائع: ٥٥٩ / ١.

٢ - علل الشرائع - ٥٥٨ / ١، وأورده في الحديث ٣ من الباب ١٦، وعن الكافي باختلاف في الحديث ١ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

(٣) في الكافي ( تشارك ) وقد مرّ في الحديث ١ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

٣ - علل الشرائع: ٥٥٩ / ٢. وأورده في الحديث ٤ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

٤٧

أبي( عليه‌السلام ) يقول: قم بالحقّ ولاتعرض لما نابك(١) ، واعتزل ما لا يعنيك، وتجنب عدوك، واحذر صديقك، (واصحب من الأقوام الأَمين) (٢) ، والأَمين من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر، ولاتطلعه على سرّك، ولا تأتمنه على أمانتك، واستشر في أُمورك الذين يخشون ربّهم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٢٧ - باب تحريم مجالسة أهل البدع وصحبتهم

[ ١٥٦١٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي عليّ الأَشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن أبي نجران، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه قال: لا تصحبوا أهل البدع، ولا تجالسوهم فتكونوا (٥) عند النّاس كواحد منهم، قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : المرء على دين خليله وقرينه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.(٦)

____________________

(١) في المصدر: فاتك.

(٢) في المصدر: من الأقوام الآمنين.

(٣) تقدم في الباب ١٧، وفي الحديث ٨ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث ٥ و ٣ من الباب ٣٨ من ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الباب ٢٧

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٢٧٨ / ٣، ٤٦٩ / ١٠، وأورده في الحديث ١ من الباب ٣٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(٥) في المصدر: فتصيروا.

(٦) يأتي في البابين ٣٧ و ٣٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

٤٨

٢٨ - باب جملة ممن ينبغى اجتناب معاشرتهم وترك السلام عليهم

[ ١٥٦١١ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو، وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعليّ( عليه‌السلام ) - قال: يا علي، من لم تنتفع بدينه ولا دنياه فلا خير لك في مجالسته، ومن لم يوجب لك فلا توجب له ولا كرامة.

[ ١٥٦١٢ ] ٢ - وبإسناده عن( شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد (١) ، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: وكره إنّ يكلّم الرجل مجذوما إلّا إنّ يكون بينه وبينه قدر ذراع، وقال( عليه‌السلام ) : فر من المجذوم فرارك من الأسد.

[ ١٥٦١٣ ] ٣ - وفي( الخصال) عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، بإسناده رفعه إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يسلّم على أربعة: على السكرإنّ في سكره، وعلى من يعمل التماثيل، وعلى من يلعب بالنرد، وعلى من يلعب بالأربعة عشر، وأنا أزيدكم الخامسة انهاكم إنّ تُسلّموا على أصحاب الشطرنج.

____________________

الباب ٢٨

فيه ٧ أحاديث

١ - الفقيه ٤: ٢٥٥ / ٨٢١.

٢ - الفقيه ٣: ٣٦٣ / ١٧٢٧.

(١) في المصدر: سليمإنّ بن جعفر البصري، عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، عن أبيه

٣ - الخصال ٢٣٧ / ٨٠.

٤٩

[ ١٥٦١٤ ] ٤ - وعن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سنان، عن الدهقان، عن درست قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) خمسة يجتنبون على كلّ حال: المجذوم، والأَبرص، والمجنون، وولد الزنا، والأَعرابي.

[ ١٥٦١٥ ] ٥ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن بنان بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: ستة لا يسلم عليهم: اليهوديّ، والنصراني (١) ، والرجل على غائطه، وعلى موائد الخمر، وعلى الشاعر الذي يقذف المحصنات، وعلى المتفكهين بسب الأُمهات.

[ ١٥٦١٦ ] ٦ - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباته، عن عليّ( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ستّة لا ينبغي أن يسلّم عليهم: اليهود والنصارى، وأصحاب النرد والشطرنج، وأصحاب الخمر والبربط والطنبور، والمتفكّهون بسب الأُمّهات، والشعراء.

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من رواية أبي القاسم بن قولويه، عن الأصبغ مثله (٢) .

____________________

٤ - الخصال: ٢٨٧ / ٤٢.

٥ - الخصال: ٣٢٦ / ١٦.

(١) في المصدر زيادة: والمجوسي.

٦ - الخصال: ٣٣٠ / ٢٩، وأورد ذيله في الحديث ٩ من الباب ٢٣ من أبواب الملابس، وقطعة منه في الحديث ٦ من الباب ١٤ من أبواب صلاة الجماعة، وأورده عن السرائر في الحديث ٨ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب.

(٢) مستطرفات السرائر: ١٤٥ / ١٧.

٥٠

[ ١٥٦١٧ ] ٧ - وعن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مصدق (١) بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ( عليهما‌السلام ) قال: لا تسلّموا على اليهود ولا النصارى(٢) ولا على المجوس ولا على عبدة الأوثان، ولا على شرّاب الخمر، ولا على صاحب الشطرنج والنرد، ولا على المخنث، ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات، ولا على المصلّي، وذلك إنّ المصلي لا يستطيع إنّ يرد السلام، لأَنّ التسليم من المسلم تطوع، والرد فريضة، ولا على آكل الربا، ولا على رجل جالس على غائط، ولا على الذي في الحمام، ولا على الفاسق المعلن بفسقه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود هنا(٣) وفي آداب الحمام، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

٢٩ - باب استحباب التحبب إلى النّاس والتودد اليهم

[ ١٥٦١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن

____________________

٧ - الخصال: ٤٨٤ / ٥٧، واورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ١٧ من أبواب قواطع الصلاة.

(١) كذا في المخطوط، وكتب على كلمة ( مصدق ) علامة التصحيح، ولكن في المصدر مسعدة.

(٢) في المصدر: ولا على النصارى.

(٣) تقدم في الأبواب ٨ و ١١ و ١٥ و ١٦ و ١٧ و ١٨ من هذه الأبواب، وفي الباب ١٧ من أبواب قواطع الصلاة.

(٤) تقدم في الباب ١٤ من أبواب آداب الحمام.

(٥) يأتي في الباب ٤٩ من هذه الأبواب.

الباب ٢٩

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٦٩ / ١.

٥١

هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) (١) قال إنّ أعرابياً من بني تميم أتى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فقال له: اوصني، فكان ممّا أوصاه: تحبب إلى النّاس يحبّوك.

[ ١٥٦١٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن حسان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: التودّد إلى النّاس نصف العقل.

[ ١٥٦٢٠ ] ٣ - ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب موسى بن بكر مثله، وزاد: والرفق نصف المعيشة، وما عال امرء في اقتصاد.

[ ١٥٦٢١ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن صالح بن عقبة، عن سليمإنّ بن داود بن زياد التميمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال الحسن بن عليّ (عليهما‌السلام ) : القريب من قربته المودة وإنّ بعد نسبه، والبعيد من بعدته المودة وإنّ قرب نسبه، لا شيء أقرب إلى شيء من يد إلى جسد، وإنّ اليد تغل فتقطع، وتقطع فتحسم.

[ ١٥٦٢٢ ] ٥ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى الله

____________________

(١) في نسخة: أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ( هامش المخطوط ).

٢ - الكافي ٢: ٤٧٠ / ٥.

٣ - مستطرفات السرائر: ١٩ / ١٠، وأورد مثله عن الكافي في الحديث ١٠ وبطريق آخر في الحديث ١١ من الباب ٢٥ من أبواب النفقات.

٤ - الكافي ٢: ٤٧٠ / ٧.

٥ - الكافي ٢: ٤٧٠ / ٤.

٥٢

عليه وآله): التودّد إلى الناس نصف العقل.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٣٠ - باب استحباب مجاملة النّاس ولقائهم بالبشر واحترامهم وكف اليد عنهم

[ ١٥٦٢٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: مجاملة النّاس ثلث العقل.

[ ١٥٦٢٤ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ثلاث يصفين ودّ المرء لأَخيه المسلم يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه، ويدعوه بأحب الأًسماء إليه.

[ ١٥٦٢٥ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى،، عن محمّد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: من كف يده عن النّاس فإنّما يكف عنهم يداً واحدة، ويكفّون عنه أيدياً كثيرة.

____________________

(١) تقدم في الحديثين ٤ و ٧ من الباب ٤٩ من أبواب آداب السفر.

(٢) يأتي في الحديث ٧ من الباب ١٢١ من هذه الأبواب، وفي الأحاديث ٥ و ٦ و ٧ و ١٠ و ١١ و ١٨ من الباب ٨٨ من أبواب ما يكتسب به.

الباب ٣٠

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٦٩ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٠ / ٣.

٣ - الكافي ٢: ٤٧٠ / ٦.

٥٣

أقول: وتقدّم مايدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٣١ - باب أنّه يستحب لمن أحب مؤمناً إنّ يخبره بحبه له

[ ١٥٦٢٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا أحببت رجلا فأخبره بذلك فإنّه أثبت للمودّة بينكما.

[ ١٥٦٢٧ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن عمر (٣) ، عن أبيه، عن نصر بن قابوس قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إذا أحببت أحداً من إخوانك فأعلمه ذلك، فإنّ إبراهيم( عليه‌السلام ) قال: ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال: أو لم تؤمن قال بلى، ولكن ليطمئن قلبي.

[ ١٥٦٢٨ ] ٣ - أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ في( المحاسن) عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جدّه، أنّ رجلاً قال لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : إني لأُحب هذا الرجل فقال له أبوجعفر( عليه‌السلام ) فأعلمه(٤) فإنّه أبقى للمودّة وخير في الالفة.

____________________

(١) تقدم في الأبواب ٢ و ٣ و ٥ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في البابين ١٠٧ و ١١٥ من هذه الأبواب.

الباب ٣١

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٠ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٠ / ١.

(٣) في نسخة: محمّد بن أذينة ( هامش المخطوط )

٣ - المحاسن: ٢٦٦ / ٣٤٧.

(٤) في المصدر: إلّا فاعلمه.

٥٤

[ ١٥٦٢٩ ] ٤ - وعن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا أحببت رجلاً فأخبره.

[ ١٥٦٣٠ ] ٥ - وعن عليّ بن محمّد القاساني، عمّن ذكره، عن عبدالله بن القاسم الجعفريّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إذا أحب أحدكم صاحبه أو أخاه فليعلمه.

٣٢ - باب استحباب الابتداء بالسلام وتقديمه على الكلام ، وكراهة العكس ، واستحباب ترك اجابة كلام من عكس ، وترك دعاء من لم يسلم إلى الطعام

[ ١٥٦٣١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: البادئ بالسلام أولى بالله ورسوله.

وعن عدّة من اصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وسهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب مثله (١) .

[ ١٥٦٣٢ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين ( عليهما‌السلام ) قال: من أخلاق المؤمن الإِنفاق على قدر الإِقتار، والتوسّع

____________________

٤ - المحاسن: ٢٦٦ / ٣٤٨.

٥ - المحاسن: ٢٦٦ / ٣٤٩.

الباب ٣٢

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧١ / ٨.

(١) الكافي ٢: ٤٩٢ / ذيل حديث ٢.

٢ - الكافي ٢: ١٨٨ / ٣٦.

٥٥

على قدر التوسع، وإنصاف النّاس، وابتداؤه إياهم بالسلام عليهم.

[ ١٥٦٣٣ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : أولى النّاس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام.

[ ١٥٦٣٤ ] ٤ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه، وقال: ابدؤا بالسلام قبل الكلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه.

[ ١٥٦٣٥ ] ٥ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( ثواب الإِعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة المفضّل، عن جابر، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) (١) قال: إنّ ملكاً مرّ برجل على باب(٢) فقال له: ما يقيمك على باب هذا الدار؟ فقال: أخ لي فيها أردت إنّ اسلم عليه، فقال له الملك: بينك وبينه قرابة أو نزعتك إليه حاجة؟ فقال: لا ما بيني وبينه قرابة ولا نزعتني إليه حاجة إلّا أُخوة الإِسلام وحرمته، فأنا أُسلّم عليه وأتعهده لله ربّ العالمين، فقال له الملك؛ أنا رسول الله إليك وهو يقرؤك السلام ويقول لك: إيّاي زرت، ولي تعاهدت، وقد أوجبت لك الجنّة، واعفيتك من غضبي، وأجرتك من النار.

[ ١٥٦٣٦ ] ٦ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد،

____________________

٣ - الكافي ٢: ٤٧١ / ٣.

٤ - الكافي ٢: ٤٧١ / ٢.

٥ - ثواب الأعمال: ٢٠٥ / ١.

(١) في المصدر: أبي جعفر الباقر (عليه‌السلام )

(٢) في المصدر: برجل قائم على باب دار.

٦ - الخصال: ١٩ / ٦٧.

٥٦

عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) (١) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه.

قال: وقال( عليه‌السلام ) : لا تدعُ إلى طعامك أحداً حتّى يسلّم.

اقول: ويأتي مايدلّ على ذلك(٢) .

٣٣ - باب تأكد استحباب السلام وكراهة تركه ، ووجوب رد السلام واستحباب اختيار الابتداء على الرد

[ ١٥٦٣٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وسهل بن زياد جميعاً عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ردّ جواب الكتاب واجب كوجوب ردّ السلام، والبادي بالسلام أولى بالله وبرسوله.

[ ١٥٦٣٨ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله عزّ وجّل

____________________

(١) في المصدر زيادة: عن آبائه (عليهم‌السلام ).

(٢) يأتي في الأبواب ٣٣ و ٣٤ و ٣٥ وفي الحديثين ١ و ٧ من الباب ٤٣ وفي الأبواب ٤٧ و ٤٨ و ٥٠ وفي الحديث ٤ من الباب ٧٥ ووفي الحديثين ٩ و ١٢ من الباب ١٢٢ وفي الباب ١٢٣، وفي الحديثين ٩ و ١٦ من الباب ١٢٦ وفي الحديث ٢ من الباب ١٢٧ من هذه الأبواب.

وتقدّم في الحديث ٦ من الباب ٢٩ من أبواب الملابس، وفي الحديث ١ من الباب ٥٥ من أبواب آداب السفر.

الباب ٣٣

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٩٢ / ٢، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٩٣ من هذه الأبواب.

٢ - الكافي ٢: ٤٧١ / ٦، وأورده عن معاني الأخبار في الحديث ٦ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

٥٧

قال: البخيل من بخل(١) بالسلام.

ورواه الصدوق في( معاني الأَخبار) عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال مثله (٢) .

[ ١٥٦٣٩ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : السلام تطوع، والرد فريضة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) ، وأمّا ما دلّ على ترك الإِجابة فيما مرّ فالمراد به ترك إجابة الكلام(٥) .

٣٤ - باب استحباب افشاء السلام وإطابة الكلام

[ ١٥٦٤٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله عزّ وجّل يحبّ إفشاء السلام.

[ ١٥٦٤١ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه

____________________

(١) في المصدر: من يبخل.

(٢) معاني الأخبار: ٢٤٦ / ٨.

٣ - الكافي ٢: ٤٧١ / ١.

(٣) تقدم في البابين ١٦ و ١٧ من أبواب قواطع الصلاة، وفي الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٥) مر في الحديثين ٤ و ٦ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

الباب ٣٤

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٤٧١ / ٥.

٢ - الكافي: ٤٧١ / ٤.

٥٨

السلام قال: كان سليمان( عليه‌السلام ) (١) يقول: افشوا سلام الله فإنّ سلام الله لا ينال الظالمين.

[ ١٥٦٤٢ ] ٣ - وعنهم، عن سهل، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن ابن القداح، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: كان عليّ( عليه‌السلام ) يقول: لا تغضبوا ولا تغضبوا، افشوا السلام وأطيبوا الكلام، وصلّوا بالليل والنّاس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام، ثمّ تلا (٢) ( عليه‌السلام ) قوله عزّ وجّل: ( السَّلَامُ الـمُؤْمِنُ الـمُهَيْمِنُ ) (٣) .

[ ١٥٦٤٣ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من التواضع إنّ تسلّم على من لقيت.

[ ١٥٦٤٤ ] ٥ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعليّ( عليه‌السلام ) - يا علي، ثلاث كفارات: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة (٤) بالليل والنّاس نيام.

[ ١٥٦٤٥ ] ٦ - وفي( معاني الأَخبار) عن أبيه، عن عليّ بن ابراهيم، عن

____________________

(١) في نسخة: سلمإنّ رحمه‌الله.

٣ - الكافي ٢: ٤٧١ / ٧، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٣٨ من هذه الأبواب.

(٢) في المصدر زيادة: عليهم.

(٣) الحشر ٥٩: ٢٣.

٤ - الكافي ٢: ٤٧٢ / ١٢.

٥ - الفقيه ٤: ٢٦٠ / ٨٢٤.

(٤) في المصدر: والتهجد.

٦ - معاني الأخبار: ٢٤٦ / ٨. وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب.

٥٩

أبيه، عن ابن فضّال، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: البخيل من بخل بالسلام.

[ ١٥٦٤٦ ] ٧ - وعن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إنّ في الجنّة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها لا يسكنها من أُمّتي إلّا من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والنّاس نيام، فقال عليّ( عليه‌السلام ) : يا رسول الله من يطيق هذا من أُمّتك؟ فقال: يا عليّ، أوتدرى ما إطابة الكلام؟ من قال إذا أصبح وأمسى: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله اكبر، عشر مرّات، وإطعام الطعام نفقة الرجل على عياله، وأما إدامة الصيام فهو إنّ يصوم الرجل شهر رمضإنّ وثلاثة أيام من كل شهر يكتب له صوم الدهر، وأما الصلاة بالليل والنّاس نيام فمن صلى المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداة في المسجد جماعة فكأنمّا أحيى الليل، وإفشاء السلام إنّ لا تبخل بالسلام على أحد من المسلمين.

ورواه في( المجالس) مثله (١) .

[ ١٥٦٤٧ ] ٨ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: ثلاث درجات: إفشاء

____________________

٧ - معاني الأخبار: ٢٥٠ / ١.

(١) أمالي الصدوق: ٢٦٩ / ٥.

٨ - معاني الأخبار: ٣١٤ / ١، وأورد قطعة منه في الحديث ١٣ من الباب ٢٣ من أبواب مقدمة العبادات، وفي الحديث ٧ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

اللّه عنه تركته١ ، و عنه عليه السلام : العبد بين ثلاثة بلاء و قضاء و نعمة ، فعليه في البلاء من اللّه الصبر فريضة ، و عليه في القضاء من اللّه التسليم ، و عليه في النّعم منه تعالى الشكر٢ .

« و خاف ذنبه » في ( الخصال ) عن الصادق عليه السلام : إنّ ابليس قال لجنوده ، إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم ابال ما عمل فانّه منه غير مقبول : إذا استكثر عمله ، و دخله العجب و نسي ذنبه٣ .

« قدّم خالصا » إلاّ عباد اللّه المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه و هم مكرمون في جنّات النّعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذّة للشاربين لا فيها غول و لا هم عنها ينزفون و عندهم قاصرات الطّرف عين كأنّهنّ بيض مكنون٤ .

« و عمل صالحا » قال تعالى : فمن يعمل من الصّالحات و هو مؤمن فلا كفران لسعيه و إنّا له كاتبون٥ .

« اكتسب مذخورا » ما عندكم ينفد و ما عند اللّه باق .٦ و ما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيرا و أعظم أجرا .٧ .

« و اجتنب محذورا » و الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش و إذا ما غضبوا هم يغفرون٨ و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، الذين يجتنبون

ــــــــــــ

 ( ١ ) الخصال للصدوق : ١٣٢ ح ١٣٩ ، ب ٣ .

 ( ٢ ) المصدر نفسه : ٨٦ ح ١٧ ، ب ٣ .

 ( ٣ ) المصدر نفسه : ١١٢ ح ٨٦ ، ب ٣ .

 ( ٤ ) الصافات : ٤٠ ٤٩ .

 ( ٥ ) الأنبياء : ٩٤ .

 ( ٦ ) النحل : ٩٦ .

 ( ٧ ) المزمل : ٢٠ .

 ( ٨ ) الشورى : ٣٧ .

١٤١

كبائر الإثم و الفواحش إلاّ اللّمم إنّ ربّك واسع المغفرة .١ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما .٢ .

« رمى غرضا و أحرز عوضا » قال ابن أبي الحديد : رمى غرضا أي : قصد الحق كمن يرمي غرضا يقصده ، لا من يرمي في عمياء لا يقصد شيئا بعينه٣ .

قلت : بل كلامه عليه السلام استعارة في تشبيه من استبق الى الخيرات و استحقّ الجنّات بمن رمى في وقت الرّماية ، و أصاب الهدف و استحقّ العوض الّذي جعلوه لمصيب الهدف فالغرض الهدف الّذي يرمي فيه و هو مفعول به ، و ابن أبي الحديد توهّمه مفعولا له ، قال تعالى : و السابقون السابقون أولئك المقرّبون٤ و منهم سابق بالخيرات بإذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير ، جنّات عدن يدخلونها يحلّون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا و لباسهم فيها حرير .

و قالوا الحمد للّه الذي أذهب عنّا الحزن انّ ربّنا لغفور شكور الذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيه نصب و لا يمسّنا فيها لغوب٥ .

« كابر هواه » قال تعالى : و أمّا من خاف مقام ربّه و نهى النفس عن الهوى فإنّ الجنّة هي المأوى٦ و في ( باب اتّباع هوى الكافي ) عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : يقول اللّه تعالى : و عزّتي و جلالي لا يؤثر عبد هواه على هواي الاّ شتّتّ عليه أمره ، و لبّست عليه دنياه ، و شغلت قلبه بها ، و لم أعطه منها إلاّ ما قدّرت له ، و عزّتي و جلالي لا يؤثر عبد هواي على هواه إلاّ استحفظته ملائكتي

ــــــــــــ

 ( ١ ) النجم : ٣١ ٣٢ .

 ( ٢ ) النساء : ٣١ .

 ( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ١٧٢ .

 ( ٤ ) الواقعة : ١٠ ١١ .

 ( ٥ ) فاطر : ٣٢ ٣٥ .

 ( ٦ ) النازعات : ٤٠ ٤١ .

١٤٢

و كفّلت السموات و الأرض رزقه ، و كنت له وراء تجارة كلّ تاجر و أتته الدنيا راغمة١ ، و عن الصادق عليه السلام : إحذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم ، فليس شي‏ء أعدى للرّجال من اتّباع الهوى و حصائد ألسنتهم٢ ، و كان عليه السلام يقول :

لا تدع النّفس و هواها

فإنّ هواها في رداها

و ترك النفس و ما تهوى أذاها

و كفّ النّفس عمّا تهوى دواها٣

« و كذّب مناه » لإنّ تصديق المنى سبب الهلاك ، يوم يقول المنافقون و المنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنة فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى و لكنّكم فتنتم أنفسكم و تربصّتم و ارتبتم و غرّتكم الأمانيّ حتّى جاء أمر اللّه و غرّكم باللّه الغرور٤ .

« جعل الصبر مطيّة نجاته » في ( الصحاح ) : المطيّة مأخوذ من المطو و هو المد ، في ( الكافي ) عن الباقر عليه السلام قال : الجنّة محفوفة بالمكاره و الصبر ، فمن صبر٥ على المكاره في الدّنيا دخل الجنّة ، و جهنّم محفوفة باللّذات و الشهوات ، فمن أعطى نفسه لذّتها و شهوتها دخل النار٦ ، و عن الصادق عليه السلام : إذا دخل المؤمن قبره ، كانت الصلاة عن يمينه و الزكاة عن يساره و البرّ مظلّ عليه و تنحىّ الصبر ناحية ، فإذا دخل عليه الملكان اللّذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة و الزكاة و البرّ : دونكم صاحبكم ، فإن

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكافي للكليني ٢ : ٣٣٥ ح ٢ .

 ( ٢ ) المصدر نفسه ٢ : ٣٣٥ ح ١ .

 ( ٣ ) المصدر نفسه ٢ : ٣٣٦ ملحق ح ٤ .

 ( ٤ ) الحديد : ١٣ ١٤ .

 ( ٥ ) الصحاح للجوهري مادة ( مطو ) .

 ( ٦ ) الكافي للكليني ٢ : ٨٩ ح ٧ .

١٤٣

عجزتم عنه فأنا دونه١ ، و عنه عليه السلام : إنّ اللّه تعالى أنعم على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم و بالا ، و ابتلى قوما بالمصائب فصبروا ، فصارت عليهم نعمة .

و عنه عليه السلام من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه ، كان له أجر مثل ألف شهيد٢ و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله : سيأتي على النّاس زمان لا ينال الملك إلاّ في القتل و التجبّر ، و لا الغني إلاّ بالغصب و البخل ، و لا المحبّة إلاّ باستخراج الدّين و اتّباع الهوى ، فمن أدرك ذلك الزّمان فصبر على الفقر و هو يقدر على الغنى و صبر على البغضة و هو يقدر على المحبّة ، و صبر على الذّل و هو يقدر على العزّ آتاه اللّه ثواب خمسين صدّيقا ممّن صدّق بي٣ .

« و التّقوى عدّة وفاته » إنّ الذين قالوا ربّنا اللّه ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا و لا تحزنوا و ابشروا بالجنّة التي كنتم توعدون٤ ،

نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا و في الآخرة و لكم فيها ما تشتهي أنفسكم و لكم فيها ما تدّعون نزلا من غفور رحيم٥ .

« ركب الطريقة الغرّاء » في ( المصباح ) : الغرّة في الجبهة : بياض فوق الدّرهم ، و رجل أغرّ صبيح أو سيّد في قومه٦ قال تعالى : فأمّا من أعطى و اتقى و صدّق بالحسنى فسنيسّره لليسرى٧ .

« و لزم المحجّة البيضاء » في ( الصحاح ) : المحجّة : جادة الطريق ، قال

ــــــــــــ

 ( ١ ) المصدر نفسه ٢ : ٩٠ ح ٨ .

 ( ٢ ) المصدر نفسه ٢ : ٩٢ ح ١٧ .

 ( ٣ ) المصدر نفسه ٢ : ٩١ ح ١٢ .

 ( ٤ ) فصلت : ٣٠ .

 ( ٥ ) فصلت : ٣١ ٣٢ .

 ( ٦ ) المصباح المنير للفيتوري : ٤٤٥ مادة ( الغرة ) .

 ( ٧ ) الليل : ٥ ٧ .

١٤٤

تعالى : و انّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه و لا تتبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله .١ .

« إغتنم المهل » في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : كان أبي يقول : إذا هممت بخير فبادر فإنّك لا تدري ما يحدث٢ ، و عنه عليه السلام : إذا همّ أحدكم بخير أو صلة فانّ عن يمينه و شماله شيطانين فليبادر لا يكفّاه عن ذلك٣ .

« و بادر الأجل » و أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق و أكن من الصالحين ، و لن يؤخّر اللّه نفسا إذا جاء أجلها و اللّه خبير بما تعملون٤ .

« و تزوّد من العمل » في ( الكافي ) عن أبي جعفر عليه السلام : إنّ اللّه تعالى ثقّل الخير على أهل الدّنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة و ان اللّه تعالى خفّف الشرّ على أهل الدّنيا كخفّته في موازينهم يوم القيامة٥ .

٤

في الخطبة ( ٨١ ) و منها :

جَعَلَ لَكُمْ أَسْمَاعاً لِتَعِيَ مَا عَنَاهَا وَ أَبْصَاراً لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا وَ أَشْلاَءً جَامِعَةً لِأَعْضَائِهَا مُلاَئِمَةً لِأَحْنَائِهَا فِي تَرْكِيبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِأَبْدَانٍ قَائِمَةٍ بِأَرْفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَةٍ لِأَرْزَاقِهَا فِي مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِيَتِهِ وَ قَدَّرَ لَكُمْ أَعْمَاراً سَتَرَهَا عَنْكُمْ

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأنعام : ١٥٣ .

 ( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ١٤٢ ح ٣ .

 ( ٣ ) المصدر نفسه ٢ : ١٤٣ ح ٨ .

 ( ٤ ) المنافقون : ١٠ ١١ .

 ( ٥ ) الكافي للكليني ٢ : ١٤٣ ح ١٠ .

١٤٥

وَ خَلَّفَ لَكُمْ عِبَراً مِنْ آثَارِ اَلْمَاضِينَ قَبْلَكُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ وَ مُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ أَرْهَقَتْهُمُ اَلْمَنَايَا دُونَ اَلْآمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ اَلْآجَالِ لَمْ يَمْهَدُوا فِي سَلاَمَةِ اَلْأَبْدَانِ وَ لَمْ يَعْتَبِرُوا فِي أُنُفِ اَلْأَوَانِ فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضَاضَةِ اَلشَّبَابِ إِلاَّ حَوَانِيَ اَلْهَرَمِ وَ أَهْلُ غَضَارَةِ اَلصِّحَّةِ إِلاَّ نَوَازِلَ اَلسَّقَمِ وَ أَهْلُ مُدَّةِ اَلْبَقَاءِ إِلاَّ آوِنَةَ اَلْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ اَلزِّيَالِ وَ أُزُوفِ اَلاِنْتِقَالِ وَ عَلَزِ اَلْقَلَقِ وَ أَلَمِ اَلْمَضَضِ وَ غُصَصِ اَلْجَرَضِ وَ تَلَفُّتِ اَلاِسْتِغَاثَةِ بِنُصْرَةِ اَلْحَفَدَةِ وَ اَلْأَقْرِبَاءِ وَ اَلْأَعِزَّةِ وَ اَلْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ اَلْأَقَارِبُ أَوْ نَفَعَتِ اَلنَّوَاحِبُ وَ قَدْ غُودِرَ فِي مَحَلَّةِ اَلْأَمْوَاتِ رَهِيناً وَ فِي ضِيقِ اَلْمَضْجَعِ وَحِيداً قَدْ هَتَكَتِ اَلْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ وَ أَبْلَتِ اَلنَّوَاهِكُ جِدَّتَهُ وَ عَفَتِ اَلْعَوَاصِفُ آثَارَهُ وَ مَحَا اَلْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ وَ صَارَتِ اَلْأَجْسَادُ شَحِبَةً بَعْدَ بَضَّتِهَا وَ اَلْعِظَامُ نَخِرَةً بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ اَلْأَرْوَاحُ مُرْتَهَنَةً بِثِقَلِ أَعْبَائِهَا مُوقِنَةً بِغَيْبِ أَنْبَائِهَا لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا وَ لاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَيِّئِ زَلَلِهَا أَ وَ لَسْتُمْ أَبْنَاءَ اَلْقَوْمِ وَ اَلْآبَاءَ وَ إِخْوَانَهُمْ وَ اَلْأَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ وَ تَرْكَبُونَ قِدَّتَهُمْ وَ تَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا لاَهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا سَالِكَةٌ فِي غَيْرِ مِضْمَارِهَا كَأَنَّ اَلْمَعْنِيَّ سِوَاهَا وَ كَأَنَّ اَلرُّشْدَ فِي إِحْرَازِ دُنْيَاهَا إلى أن قال ( و منها في صفة خلق الإنسان ) أَمْ هَذَا اَلَّذِي أَنْشَأَهُ فِي ظُلُمَاتِ اَلْأَرْحَامِ وَ شُغُفِ اَلْأَسْتَارِ نُطْفَةً دِهَاقاً وَ عَلَقَةً مِحَاقاً وَ جَنِيناً وَ رَاضِعاً وَ وَلِيداً وَ يَافِعاً ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً وَ لِسَاناً لاَفِظاً وَ بَصَراً لاَحِظاً لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً وَ يُقَصِّرَ مُزْدَجِراً حَتَّى إِذَا قَامَ اِعْتِدَالُهُ وَ اِسْتَوَى مِثَالُهُ نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وَ خَبَطَ سَادِراً مَاتِحاً فِي غَرْبِ هَوَاهُ كَادِحاً سَعْياً لِدُنْيَاهُ فِي لَذَّاتِ طَرَبِهِ وَ بَدَوَاتِ أَرَبِهِ ثُمَّ لاَ يَحْتَسِبُ رَزِيَّةً

١٤٦

وَ لاَ يَخْشَعُ تَقِيَّةً فَمَاتَ فِي فِتْنَتِهِ غَرِيراً وَ عَاشَ فِي هَفْوَتِهِ يَسِيراً لَمْ يُفِدْ عِوَضاً وَ لَمْ يَقْضِ مُفْتَرَضاً دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ اَلْمَنِيَّةِ فِي غُبَّرِ جِمَاحِهِ وَ سَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِراً وَ بَاتَ سَاهِراً فِي غَمَرَاتِ اَلْآلاَمِ وَ طَوَارِقِ اَلْأَوْجَاعِ وَ اَلْأَسْقَامِ بَيْنَ أَخٍ شَقِيقٍ وَ وَالِدٍ شَفِيقٍ وَ دَاعِيَةٍ بِالْوَيْلِ جَزَعاً وَ لاَدِمَةٍ لِلصَّدْرِ قَلَقاً وَ اَلْمَرْءُ فِي سَكْرَةٍ مُلْهِيَةٍ وَ غَمْرَةٍ كَارِثَةٍ وَ أَنَّةٍ مُوجِعَةٍ وَ جَذْبَةٍ مُكْرِبَةٍ وَ سَوْقَةٍ مُتْعِبَةٍ ثُمَّ أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ مُبْلِساً وَ جُذِبَ مُنْقَاداً سَلِساً ثُمَّ أُلْقِيَ عَلَى اَلْأَعْوَادِ رَجِيعَ وَصَبٍ وَ نِضْوَ سَقَمٍ تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ اَلْوِلْدَانِ وَ حَشَدَةُ اَلْإِخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ وَ مُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ حَتَّى إِذَا اِنْصَرَفَ اَلْمُشَيِّعُ وَ رَجَعَ اَلْمُتَفَجِّعُ أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ نَجِيّاً لِبَهْتَةِ اَلسُّؤَالِ وَ عَثْرَةِ اَلاِمْتِحَانِ وَ أَعْظَمُ مَا هُنَالِكَ بَلِيَّةً نُزُولُ اَلْحَمِيمِ وَ تَصْلِيَةُ اَلْجَحِيمِ وَ فَوْرَاتُ اَلسَّعِيرِ وَ سَوْرَاتُ اَلزَّفِيرِ لاَ فَتْرَةٌ مُرِيحَةٌ وَ لاَ دَعَةٌ مُزِيحَةٌ وَ لاَ قُوَّةٌ حَاجِزَةٌ وَ لاَ مَوْتَةٌ نَاجِزَةٌ وَ لاَ سِنَةٌ مُسَلِّيَةٌ بَيْنَ أَطْوَارِ اَلْمَوْتَاتِ وَ عَذَابِ اَلسَّاعَاتِ إِنَّا بِاللَّهِ عَائِذُونَ عِبَادَ اَللَّهِ أَيْنَ اَلَّذِينَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا وَ عُلِّمُوا فَفَهِمُوا وَ أُنْظِرُوا فَلَهَوْا وَ سُلِّمُوا فَنَسُوا أُمْهِلُوا طَوِيلاً وَ مُنِحُوا جَمِيلاً وَ حُذِّرُوا أَلِيماً وَ وُعِدُوا جَسِيماً اِحْذَرُوا اَلذُّنُوبَ اَلْمُوَرِّطَةَ وَ اَلْعُيُوبَ اَلْمُسْخِطَةَ أُولِي اَلْأَبْصَارِ وَ اَلْأَسْمَاعِ وَ اَلْعَافِيَةِ وَ اَلْمَتَاعِ هَلْ مِنْ مَنَاصٍ أَوْ خَلاَصٍ أَوْ مَعَاذٍ أَوْ مَلاَذٍ أَوْ فِرَارٍ أَوْ مَحَارٍ أَمْ لاَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ١٦ ١٧ ١٠ : ٣٤ أَمْ أَيْنَ تُصْرَفُونَ أَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وَ إِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ ذَاتِ اَلطُّوْلِ وَ اَلْعَرْضِ قِيدُ قَدِّهِ مُتَعَفِّراً عَلَى خَدِّهِ اَلْآنَ عِبَادَ اَللَّهِ وَ اَلْخِنَاقُ مُهْمَلٌ وَ اَلرُّوحُ مُرْسَلٌ فِي فَيْنَةِ اَلْإِرْشَادِ وَ رَاحَةِ اَلْأَجْسَادِ وَ بَاحَةِ اَلاِحْتِشَادِ وَ مَهَلِ اَلْبَقِيَّةِ وَ أُنُفِ اَلْمَشِيَّةِ وَ إِنْظَارِ اَلتَّوْبَةِ وَ اِنْفِسَاحِ اَلْحَوْبَةِ قَبْلَ اَلضَّنْكِ وَ اَلْمَضِيقِ

١٤٧

وَ اَلرَّوْعِ وَ اَلزُّهُوقِ وَ قَبْلَ قُدُومِ اَلْغَائِبِ اَلْمُنْتَظَرِ وَ أَخْذَةِ اَلْعَزِيزِ اَلْمُقْتَدِرِ و في الخبر أنّه لمّا خطب بهذه الخطبة اقشعرّت لها الجلود ، و بكت العيون و رجفت القلوب ، و من الناس من يسمّي هذه الخطبة الغرّاء١ .

أقول : « جعل لكم أسماعا لتعي ما عناها » الأصل في الوعي : جعل الأذن وعاء لما سمع قال تعالى : و تعيها اذن واعية٢ و عناها أي : أهمّها و في الخبر : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه٣ .

« و أبصارا لتجلو عن عشاها » قال تعالى : و جعل لكم السمّع و الأبصار و الأفئدة لعلّكم تشكرون٤ . و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلا ما تشكرون٥ و في ( المصباح ) : عشى أي : ضعف بصره ، فهو أعشى ،

و المرأة عشواء٦ .

« و أشلاء جامعة لأعضائها » قال ابن أبي الحديد : أراد بالأشلاء : الأعضاء الظاهرة ، و بالأعضاء : الجوارح الباطنة٧ ، و هو كما ترى فالضمير في ( أعضائها ) راجعة الى ( الأشلاء ) و الباطنة ليست للظّاهرة حتى يضاف اليها بل كلّ منهما مضاف الى الإنسان و الصواب أن يقال : إنّ المراد بالأشلاء ، الأعضاء الكبيرة ، و بالأعضاء : الأعضاء الصغيرة كاليد الجامعة للعضد و الذراع و الكفّ ، و الأصل في الشّلو عضو يرفعه ، فقال الفيروز ابادي

ــــــــــــ

 ( ١ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٢٧٦ .

 ( ٢ ) الحاقة : ١٢ .

 ( ٣ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٢٧٨ .

 ( ٤ ) النحل : ٧٨ .

 ( ٥ ) السجدة : ٩ .

 ( ٦ ) المصباح المنير للفيتوري : ٤١٢ ( العشي ) .

 ( ٧ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٢٥٨ .

١٤٨

شلا : سار و رفع شيئا١ .

« ملائمة لأحنائها » أي : لجوانب تلك الأشلاء ، قال المفضّل للصادق عليه السلام :

صف لي نشو الأبدان في نموّها حالا بعد حال حتى يبلغ التّمام و الكمال قال عليه السلام : أوّل ذلك تصوير الجنين في الرّحم حيث لا تراه عين و لا تناله يد تدبّره ، حتّى يخرج سويّا مستوفيا جميع ما فيه قوامه و صلاحه من الأحشاء و الجوارح و العوامل إلى ما في تركيب أعضائه ، من العظام و اللّحم و الشّحم و العصب و المخ و العروق و الغضاريف ، فإذا خرج إلى العالم تراه كيف ينمو بجميع أعضائه و هو ثابت على شكل و هيئة لا تتزايد و لا تنقض ، إلى أن يبلغ أشدّه أن يدم عمره أو يستوفي مدّته قبل ذلك ، هل هذا إلاّ من لطيف التدبير و الحكمة٢ ؟ « في تركيب صورها و مدد عمرها » قال الصادق عليه السلام : فكّر يا مفضّل في أعضاء البدن أجمع و تدبير كلّ منها للمآرب ، فاليدان للعلاج ، و الرّجلان للسعيّ ، و كذلك جميع الأعضاء إذا ما تأمّلتها و أعملت فكرك فيها وجدت كلّ شي‏ء منها قد قدّر لشي‏ء على صواب و حكمة٣ « بأبدان قائمة بأرفاقها » قال الصادق عليه السلام : فكّر يا مفضّل في وصول الغذاء الى البدن ، و ما فيه من التدبير ، فإنّ الطعام يصير إلى المعدة فتطبخه و تبعث بصفوه الى الكبد في عروق دقاق و اشجة بينها ، قد جعلت كالمصفّى للغذاء لكيلا يصل الى الكبد منه شي‏ء فينكاها ، و ذلك أنّ الكبد رقيقة لا تحتمل العنف ، ثمّ انّ الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دما ، و ينفذه الى البدن كلّه في

ــــــــــــ

 ( ١ ) القاموس المحيط للفيروز آبادي : ١٦٧٨ ( الشلو ) .

 ( ٢ ) التوحيد للمفضل بن عمر : ١٢ .

 ( ٣ ) المصدر نفسه : ١١ .

١٤٩

مجار مهيّأة لذلك بمنزلة المجاري التي تهيّأ للماء ليطرد في الأرض كلّها و ينفذ ما يخرج منه من الخبث و الفضول الى مغائص قد اعدّت لذلك ، فما كان منه من جنس المرّة الصفراء جرى إلى المرارة ، و ما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال ، و ما كان من البلّة و الرطوبة جرى الى المثانة ، تأمّل حكمة التدبير في تركيب البدن ، و وضع هذه الأعضاء منه مواضعها ، و إعداد هذه الأوعية فيه لتحمل تلك الفضول لئلاّ تنتشر في البدن ، فتسقمه و تنهكه ، فتبارك من أحسن التقدير و أحكم التدبير١ .

« و قلوب رائدة » أي : طالبة ، من راد الكلاء ، أي : طلبه .

« لأرزاقها » في ( العلل ) عن الصادق عليه السلام : إنّ منزلة القلب من الجسد ،

بمنزلة الإمام من الناس ، الواجب الطاعة عليهم ، ألا ترى أنّ جميع جوارح الجسد شرط للقلب و تراجمة له مؤدية عنه ، الاذنان و العينان و الأنف و الفم و اليدان و الرّجلان و الفرج ، فإنّ القلب إذا همّ بالنظر فتح الرّجل عينيه ، و إذا همّ بالاستماع فتح مسامعه فسمع ، و إذا همّ بالشمّ استنشق بأنفه ، فأدّى تلك الرائحة الى القلب ، و إذا همّ بالنّطق تكلّم باللّسان ، و إذا همّ بالحركة سعت الرّجلان ، و إذا همّ بالشهوة تحرّك الذّكر ، فهذه كلّها مؤدية عن القلب٢ .

« في مجلّلات نعمه » في ( الصحاح ) : جلّل الشي‏ء تجليلا ، أي : عمّ٣ ، قال الصادق عليه السلام : اعتبر يا مفضّل بعظم النعمة على الإنسان في مطعمه و مشربه و تسهيل خروج الأذى ، أليس من حسن التقدير في بناء الدار أن يكون الخلاء في أستر موضع منها ، فكذا جعل سبحانه المنفذ للخلاء من الإنسان في أستر

ــــــــــــ

 ( ١ ) المصدر نفسه : ١١ ١٢ .

 ( ٢ ) علل الأحكام للصدوق ١ : ١٠٩ ح ٨ ب ٩٦ .

 ( ٣ ) الصحاح للجوهري ( جلل ) .

١٥٠

موضع منه ، فلم يجعله بارزا من خلفه ، و لا ناشزا من بين يديه ، بل هو مغيّب في موضع غامض من البدن ، مستور محجوب ، يلتقي عليه الفخذان ، و يحجبه الاليتان بما عليهما من اللّحم يتواريانه ، فاذا احتاج الإنسان إلى الخلاء ، و جلس تلك الجلسة ، ألقى ذلك المنفذ منه منصبّا مهيّأ لإنحدار الثقل ، فتبارك من تظاهرت آلاؤه و لا تحصى نعماؤه١ « و موجبات مننه » روي ( الخصال ) عن الصادق عليه السلام : يقول عزّ و جلّ : إنّي تطوّلت على عبادي بثلاث : ألقيت عليهم الرّيح بعد الرّوح ، و لو لا ذلك ما دفن حميم حميما ، و ألقيت عليهم السّلوة بعد المصيبة ، و لو لا ذلك لم يتهنّ أحد منهم بعيشه ، و سلّطت هذه الدّابة على الحنطة و الشّعير و إلاّ ذلك لكنزوها كما يكنزون الذّهب و الفضة٢ ، و في خبر آخر منّ عليهم بالسّتر و لولاه لما دفن كثير من الناس و لألقوهم على المزابل٣ .

« و حواجز عافية » هكذا في ( المصرية )٤ و هو غلط ، و الصواب : ما في غيرها .

« عافيته » ثم ( عافيته ) بلفظ المفرد في النسخ و مقتضى الفقرات التي قبله كونه مصحّف عافياته ، و كيف كان ففي ( الصحاح ) : ( العافية دفاع اللّه تعالى عن العبد )٥ و في الخبر : ( إذا نظرت إلى مبتلى تقول في نفسك من دون أن تسمعه : الحمد للّه الذي عافاني ممّا ابتلاك به و لو شاء لفعل بي ذلك )٦ و في

ــــــــــــ

 ( ١ ) التوحيد للمفضل بن عمر : ٢٠ .

 ( ٢ ) الخصال للصدوق : ١٦٢ ح ٨٧ .

 ( ٣ ) التوحيد للمفضل بن عمرو : ١٩ .

 ( ٤ ) الطبعة المصرية ، شرح محمد عبده : ١٩٢ .

 ( ٥ ) الصحاح للجوهري مادة ( عفا ) .

 ( ٦ ) الكافي للكليني ٢ : ٩٧ ح ٢٠ .

١٥١

الخبر : أنّ يوسف عليه السلام لو كان سأل ربّه العافية من المصريّات بدون سجن لعافاه و لكنّه قال ربّ السجن أحبّ إليّ ممّا يدعونني إليه١ ، فصرف عنه كيدهن بما سأل .

« و قدّر لكم أعمارا سترها عنكم » قال تعالى : و أجل مسمّىً عنده .٢ و قال الصادق عليه السلام : تأمّل يا مفضّل في ما ستر عن الإنسان من علمه بمدّة حياته فانّه لو عرف مقدار عمره و كان قصير العمر ، لم يتهنّأ بالعيش مع ترقّب الموت و توقّعه لوقت قد عرفه ، بل كان بمنزلة من قد فنى ماله أو قارب الفناء ، فقد استشعر الفقر و الوجل من فناء ماله ، على أنّ الّذي يدخل على الإنسان من فناء العمر أعظم مما يدخل عليه من فناء المال ، لأنّ من يقلّ ماله يأمل أن يستخلف منه فيسكن إلى ذلك ، و من أيقن بفناء العمر استحكم عليه اليأس ، و إن كان طويل العمر ثمّ عرف ذلك ، وثق بالبقاء ، و انهمك في اللّذات و المعاصي ، و عمل على أنّه يبلغ من ذلك شهوته ثمّ يتوب في آخر عمره ، و هذا مذهب لا يرضاه تعالى من عباده ، ألا ترى لو أنّ عبدا لك عمد على أنّه يسخطك سنة و يرضيك يوما لم تقبل ذلك منه ، و لم يحلّ عندك محلّ العبد الصالح ، فإن قلت : أو ليس قد يقيم الإنسان على المعصية حينا ثمّ يتوب فتقبل توبته ؟ قلنا :

إنّ ذلك شي‏ء يكون لغلبة الشهوات ، و تركه مخالفتها من غير أن يقدّرها في نفسه ، و يبني عليه أمره ، فيصفح اللّه عنه ، و يتفضّل عليه بالمغفرة ، فأمّا من قدّر أمره على أن يعصي ما بداله ثمّ يتوب آخر ذلك ، فانّما يحاول خديعة من لا يخادع بأن يتسلّف التلذّذ في العاجل ، و يعد نفسه التوبة في الآجل ، و لأنّه قد لا يفي ، فإنّ النّزوع من الترفّه و التلذّذ و لا سيما عند الكبر و ضعف البدن أمر

ــــــــــــ

 ( ١ ) يوسف : ٣٣ .

 ( ٢ ) الأنعام : ٢ .

١٥٢

صعب ، مع أنّه لا يؤمن على الإنسان مع مدافعته بالتوبة ، أن يرهقه الموت فيخرج من الدّنيا غير تائب .

فكان خير الأشياء للإنسان أن يستر عنه مبلغ عمره فيكون طول عمره يترقّب الموت ، فيترك المعاصي و يؤثر العمل الصالح ، فإن قلت : و ها هو الآن قد ستر عنه مقدار حياته يقارف الفواحش و ينتهك المحارم قلنا : إنّ وجه التدبير في هذا الباب هو الذي جرى عليه الأمر ، فإن كان الإنسان مع ذلك لا يرعوي و لا ينصرف عن المساوئ ، فانّما ذلك من مرحه و قساوة قلبه لا من خطأ في التدبير كما أنّ الطبيب قد يصف للمريض ما ينتفع به ، فإن كان المريض مخالفا لقول الطبيب لم تكن الإساءة للطبيب بل للمريض ، و لئن كان مع ترقّبه للموت كلّ ساعة لا يمتنع عن المعاصي ، لو كان وثق بطول البقاء كان أحرى بأن يخرج الى الكبائر الفظيعة ، ثمّ إنّه و إن كان صنف يلهون عنه فإنّ صنفا ينزعون به عن المعاصي و يؤثرون العمل الصالح و يجودون بالأموال و العلائق النفيسة في الصدقة فلم يكن من العدل ان يحره هؤلاء به لتضييع أولئك١ .

« و خلّف لكم عبرا من آثار الماضين قبلكم » قال تعالى بعد ذكر طوفان نوح :

و لقد تركناها آية فهل من مدّكر٢ .

« و من مستمتع خلاقهم » في ( الصحاح ) : الخلاق : النصيب٣ .

« و متفسح خناقهم » و الفسحة : السعة ، و الخناق : مجرى النفس و الحلق و يقال : أخذ بخناقه و مخنقه٤ ، و في ( القاموس ) : خانقين بلد بسواد بغداد لأنّ

ــــــــــــ

 ( ١ ) التوحيد للمفضل بن عمرو : ٢٩ ٣٠ .

 ( ٢ ) القمر : ١٥ .

 ( ٣ ) الصحاح للجوهري مادة ( خلق ) .

 ( ٤ ) المصدر نفسه مادة ( خنق ) .

١٥٣

النعمان خنق به عديّ بن زيد العبادي١ ، قال تعالى في فرعون و قومه : كم تركوا من جنات و عيون و زروع و مقام كريم و نعمة كانوا فيها فاكهين كذلك و أورثناها قوما آخرين فما بكت عليهم السماء و الأرض و ما كانوا منظرين٢ .

« أرهقتهم المنايا دون الآمال » في ( الصحاح ) : رهقه بالكسر غشيه٣ و المنيّة : الموت ، لانّها مقدّرة و الجمع المنايا .

« و شذّبهم عنها تخرّم الآجال » في الطبعتين المصريتين جعل « شذّ بهم » كلمتين ( شذّ ) كلمة و ( بهم ) كلمة٤ و الصواب : كونه كلمة واحدة من التشذيب كما في ( ابن أبي الحديد ) و غيره٥ من قولهم شذّب الشجرة ، و نخل مشذب ،

و تشذّبوا أي : تفرّقوا ، و التخرّم : الاستيصال ، قال تعالى : و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنّهم كانوا في شكّ مريب٦ .

« لم يمهدوا في سلامة الأبدان » و في الخبر : إغتنموا خمسا قبل خمس ،

الصحّة قبل السّقم .٧ .

« و لم يعتبروا في انف الأوان » في ( الصحاح ) : ( انف كلّ شي‏ء أوّله و الأوان الحين )٨ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) القاموس للفيروز آبادي : ١١٣٨ مادة ( خنق ) مؤسسة الرسالة .

 ( ٢ ) الدخان : ٢٥ ٢٩ .

 ( ٣ ) الصحاح للجوهري مادة ( رهق ) .

 ( ٤ ) الطبعتان المصريتان ( المصححة و غير المصححة ) المصححة : ١٩٣ .

 ( ٥ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٢٥٧ .

 ( ٦ ) سبأ : ٥٤ .

 ( ٧ ) من وصايا الرسول إلى أبي ذر الغفاري ، أورده الطوسي في أماليه ، و نقله المجلسي في البحار ٧٧ : ٧٧ و هو بلفظ ( اغتنم ) و ليس ( اغتنموا ) .

 ( ٨ ) الجوهري ، الصحاح ، مادة ( أنف ) .

١٥٤

في الخبر : إنّ آدم عليه السلام لمّا أكل من الشجرة المنهيّة ذكر أنّه نهي عنها ،

فذهب لينتحي من الشجرة ، فأخذت الشجرة برأسه فجرّته اليها و قالت له : أفلا كان فرارك منّي قبل أن تأكل منّي١ « فهل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلاّ حواني الهرم » في ( الصحاح ) : رجل بضّ أي : رقيق الجلد ممتل٢ ، و الحواني : جمع الحين روى الخطيب عن جعفر البرمكي ، أنّ السّفّاح نظر في المرآة ، و كان من أجمل النّاس وجها فقال : اللّهم إنّي لا أقول كما قال سليمان بن عبد الملك : ( أنا الملك الشابّ ) و لكنّي أقول :

( اللّهم عمّرني طويلا في طاعتك ممتّعا بالعافية ) فما استتمّ كلامه حتّى سمع غلاما يقول لآخر : ( الأجل بيني و بينك شهران و خمسة أيام ) فتطيّر فما مضت الأيام حتّى أخذته الحمّى حتّى مات بعد شهرين و خمسة أيّام توفّي و هو ابن ثلاث و ثلاثين٣ .

« و أهل غضارة الصحّة إلاّ نوازل السّقم » في ( الصحاح ) : الغضارة : طيب العيش٤ فإذا لم يبادر في وقت صحّته فأيّ شي‏ء يستطيع وقت ابتلائه بالأسقام .

« و أهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء » الآونة : جمع أوان مثل أزمنة و زمان ،

و في الخبر اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و حياتك قبل موتك٥ الخبر و هل تنتظر أن يأتيك : جبرئيل و يقول لك : يأتيك في السّاعة الفلانيّة عزرائيل ؟

ــــــــــــ

 ( ١ ) بحار الأنوار للمجلسي ١١ : ١٨٨ ح ٤٥ ب ٣ .

 ( ٢ ) الصحاح : ( بضض ) .

 ( ٣ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١٠ : ٤٩ ترجمة ( ٥١٧٨ ) .

 ( ٤ ) الصحاح : ( غضض ) .

 ( ٥ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٧ : ٧٧ .

١٥٥

« مع قرب الزّيال » في ( الصحاح ) : زايله مزايلة و زيالا إذا فارقه١ .

« و أزوف الانتقال » أي : دنوّه .

« و علز القلق » في ( الصحاح ) : مات فلان علزا : أي وجعا قلقا لا ينام٢ .

« و ألم المضض » في ( الصحاح ) : أمضنّي الجرح إذا وجعك٣ .

« و غصص الجرض » جرض بريقه أي : ابتلعه على همّ و حزن ، و في ( شعراء القتيبي ) : لقي عبيد بن الأبرص النعمان في يوم بؤسه و كان يقتل كلّ من لقيه ذاك اليوم فقال له : هلاّ كان ذا لغيرك ، أنشدني فربّما أعجبني شعرك قال : ( حال الحريض دون القريض ) قال انشدني : ( اقفر من أهله ملحوب ) فقال :

أقفر من أهله عبيد

فاليوم لا يبدي و لا يعيد

فقتله و لطّخ بدمه الغريّين و كان بناهما على نديميه له٤ « و تلفّت الاستغاثة » في ( القاموس ) : « لفته ، لوّاه و صرفه عن رأيه و منه الالتفات و التلفّت »٥ و في ( الجمهرة ) : الأصل في الالتفات ليّ العنق٦ .

« بنصرة الحفدة و الأقرباء » في ( الصحاح ) الحفدة : الأعوان و الخدم و قيل :

ولد الولد٧ .

« و الأعزّة و القرناء » من كان لا يفارقه ، و في ( الكافي ) عنه عليه السلام : إنّ

ــــــــــــ

 ( ١ ) الصحاح : ( زيل ) .

 ( ٢ ) الصحاح : ( علز ) .

 ( ٣ ) الصحاح : ( مضض ) .

 ( ٤ ) الشعر و الشعراء لابن قتيبة : ١٤٤ طبع ليدن .

 ( ٥ ) القاموس للفيروز آبادي : ( لفت ) .

 ( ٦ ) الجمهرة لابن دريد : ٤٠٥ ( ت ف ل ) .

 ( ٧ ) الصحاح : ( حفد ) .

١٥٦

ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيّام الدّنيا و أوّل يوم من أيّام الآخرة ، مثّل له ماله و ولده و عمله ، فيلتفت الى ماله فيقول له : و اللّه إن كنت عليك حريصا شحيحا فمالي عندك ؟ فيقول : خذ منّي كفنك ، فيلتفت إلى ولده فيقول : و اللّه إنّي كنت لكم محبّا و عنكم محاميا فمالي عندكم ؟ فيقولون نؤدّيك إلى حفرتك ،

نواريك فيها فيلتفت إلى عمله و يقول له : كنت فيك زاهدا و كنت عليّ ثقيلا فمالي عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك و حشرك حتّى اعرض أنا و أنت على ربّك١ .

« فهل دفعت الأقارب أو نفعت النّواحب » في ( الصحاح ) : ( النحيب رفع الصوت بالبكاء )٢ قالوا : احتضر رجل فصاحت ابنته ففتح عينيه ، و هو يكيد بنفسه فقال :

عزاء لا أبا لك إنّ شيئا

تولّى ليس يرجعه الحنين

و في ( المعجم ) : ما رؤي أحد و فّي من الإعظام و الإجلال بعد موته ، ما وفّيه الصاحب ، فانّه لمّا جهّز و وضع في تابوته و اخرج على أكتاف حامليه للصلاة عليه ، قام الناس ، بأجمعهم فقبّلوا الأرض بين يديه ، و خرّقوا ثيابهم و لطموا وجوههم و بلغوا في النحيب عليه جهدهم٣ .

« و قد غودر في محلّة الأموات » في ( الطبري ) : كسرت الأتراك على قبر محمد بن بغا ألف سيف ) و كذا يفعلون بالسيّد منهم إذا مات٤ .

« رهينا » لنعم ما قيل بالفارسيّة : ( عاقبت منزل ما وادى خاموشان است ) .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكافي للكليني ٣ : ٢٣١ ح ١ .

 ( ٢ ) الصحاح للجوهري ( نحب ) .

 ( ٣ ) معجم الادباء للحموي ٦ : ٢٧٥ ترجمة ( إسماعيل بن عباد ) .

 ( ٤ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٥ : ٤٧٦ أحداث سنة ( ٢٥٦ ) .

١٥٧

« و في ضيق المضجع وحيدا » قال تعالى : و لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أوّل مرّة و تركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم .١ .

« قد هتكت الهوامّ جلدته » في ( الصحاح ) : الهامّة واحدة الهوامّ و لا يقع هذا الاسم إلاّ على المخوف من الأحناش٢ .

« و أبلت النّواهك جدّته » في ( المصباح ) : بلي الثوب خلق فهو بال و نهكته الحمى هزلته ، و جدّ الشي‏ء صار جديدا٣ .

« و عفّت العواصف آثاره » يجوز في ( عفّت ) التخفيف و التّشديد و هو هنا متعدّ و يجوز مجيئه لازما ، ففي ( الصحاح ) : عفت الرّيح المنزل ، و عفا المنزل يعفو درسته ، و درس يتعدّى و لا يتعدّى و عفّت الريح الدّار شدّد للمبالغة٤ .

« و محا الحدثان معالمه » في ( الصحاح ) : المعالم ، الأثر ليستدلّ به على الطريق٥ .

« و صارت الأجساد شحبة بعد بضّتها » في ( الصحاح ) : شحب جسمه إذا تغيّر٦ ، و مرّ أنّ البضّ : امتلاء الجلد .

« و العظام نخرة بعد قوّتها » نخر العظم بالكسر بلي و تفتّت .

« و الأرواح مرتهنة بثقل أعبائها » قال في ( الصحاح ) : العب‏ء بالكسر الحمل ،

و الجمع الأعباء أنشد أبو زيد :

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأنعام : ٩٤ .

 ( ٢ ) الصحاح : ( همم ) .

 ( ٣ ) المصباح للفيتوري : ٧٨ ( بلى ) .

 ( ٤ ) الصحاح : ( عفا ) .

 ( ٥ ) الصحاح : ( علم ) .

 ( ٦ ) الصحاح : ( شحب ) .

١٥٨

الحامل العب‏ء الثّقيل عن

الجاني بغير يد و لا شكر١

قال تعالى : كلّ نفس بما كسبت رهينة٢ .

« موقنة بغيب أنبائها » قال متمّم بن نويرة في أخيه مالك :

فلمّا تفرقنا كأنّي و مالكا

لطول اجتماع لم نبت ليلة معا٣

و في الديوان :

أمرّ على رسم القريب كأنّما

أمرّ على رسم امرئ ما أناسبه٤

« لا تستزاد من صالح عملها و لا تستعتب من سيّئ زللها » فإنّما الاستزادة و الاستعتاب قبل الموت ، فكلّ يوم ملك ينادي الأحياء : « يا صاحب الخير أتمّ و أبشر ، و يا صاحب الشرّ انزع و أقصر » .

« أو لستم أبناء القوم و الآباء » المراد بالقوم ، المقبورون الموصوفون .

« و اخوانهم و الأقرباء » قال الأمير الميكالي :

و كيف يلذّ طعم العيش نفس

غدات أترابها تحت التّراب

« تحتذون أمثلتهم » في ( الصحاح ) : احتذى مثاله أي : اقتدى به٥ .

« و تركبون قدّتهم » في ( الصحاح ) : القدّة : الطريقة .

« و تطؤون جادّتهم »٦ في ( الصحاح ) : الجدد : الأرض الصلبة ، و الجادّة :

معظم الطريق٧ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الصحاح : ( عبا ) .

 ( ٢ ) المدثر : ٣٨ .

 ( ٣ ) لسان العرب لابن منظور ١٢ : ٣٦٦ .

 ( ٤ ) ديوان أمير المؤمنين : ٧٩ .

 ( ٥ ) الصحاح : ( حذا ) .

 ( ٦ ) الصحاح : ( قدد ) .

 ( ٧ ) الصحاح : ( جدد ) .

١٥٩

« فالقلوب قاسية عن حظّها لاهية عن رشدها سالكة في غير مضمارها » قال تعالى : و لدينا كتاب ينطق بالحقّ و هم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرة من هذا و لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون١ .

« كأنّ المعنيّ سواها »

و الموت يأتي بعد ذلك كلّه

و كأنّه يعني بذاك سوانا

« و كأنّ الرّشد في إحراز دنياها » فيؤمّنون معاشهم و يخوّفون معادهم مع أنّه يجب أن يقولوا : ( اللّهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا تجعل الدّنيا أكبر همّنا ) و في ( الروضة ) عن جابر الأنصاري : « مرّ بنا النبي صلّى اللّه عليه و آله حين رجع من حجّة الوداع و هو على ناقته و نحن في نادينا فوقف و قال : « ما لي أرى حبّ الدّنيا غلب على كثير من الناس حتّى كأنّ الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب ، و كأنّ الحقّ في هذه الدّنيا على غيرهم وجب ، و حتّى كأنّ لم يسمعوا و يروا الأموات قبلهم ، سبيلهم سبيل قوم سفر عمّا قليل إليهم راجعون يبوّئونهم أجداثهم و يأكلون تراثهم فيظنّون أنّهم مخلّدون بعدهم هيهات هيهات ما يتّعظ آخرهم بأوّلهم لقد جهلوا و نسوا كلّ واعظ في كتاب اللّه و أمنوا شرّ كلّ عاقبة سوء ، و لم يخافوا نزول فادحة و بوائق حادثة٢ . .

قوله عليه السلام : « أم هذا الّذي أنشأه في ظلمات الأرحام » في الآية السادسة من سورة الزمر يخلقكم في بطون امّهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم اللّه ربّكم له الملك لا إله إلاّ هو فانّى تصرفون٣ .

« و شغف الاستار » في ( الصحاح ) : « الشغاف : غلاف القلب و هو جلدة دونه

ــــــــــــ

 ( ١ ) المؤمنون : ٦٢ ٦٣ .

 ( ٢ ) الكافي للكليني ٨ : ١٦٨ ح ١٩٠ .

 ( ٣ ) الزمر : ٦ .

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608