مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٥

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 434

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 434 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 199103 / تحميل: 6218
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

من بجيلة يقال له عاصم بن عمر فقال لأبي جعفرعليه‌السلام إن كعب الأحبار كان يقول إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة فقال أبو جعفرعليه‌السلام فما تقول فيما قال كعب فقال صدق القول ما قال كعب فقال أبو جعفرعليه‌السلام كذبت وكذب كعب الأحبار معك وغضب قال زرارة ما رأيته استقبل أحدا بقول كذبت غيره ثم قال ما خلق الله عز وجل بقعة في الأرض أحب إليه منها ثم أومأ بيده نحو الكعبة ولا أكرم على الله عز وجل منها لها حرم الله الأشهر الحرم في كتابه «يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ » ثلاثة متوالية للحج ـ شوال وذو القعدة وذو الحجة وشهر مفرد للعمرة وهو رجب.

٢ ـ وبهذا الإسناد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرين ومائة رحمة منها ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين.

ما دل على الكراهة على ما كان في المسجد الحرام الذي كان في زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا الخبر على ما إذا كان في غيره.

قوله عليه‌السلام : « ما خلق الله عز وجل بقعة » اعلم : أنه اختلف في أشرف البقاع.

فقيل : هي موضع الكعبة.

وقيل : موضع قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعده مواضع قبور الأئمةصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقال الشهيد (ره) في الدروس : مكة أفضل بقاع الأرض ما عدا موضع قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وروي في كربلاء على ساكنها السلام مرجحات. والأقرب أن مواضع قبور الأئمةعليهم‌السلام كذلك إلا البلدان التي هم بها فمكة أفضل منها حتى من المدينة.

الحديث الثاني : حسن كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : « وأربعون للمصلين » لا ينافي هذا ما روي : أن الطواف في السنة الأولى أفضل من الصلاة ، وفي الثانية مساو لها ، وفي الثالثة الصلاة أفضل إذ الواردون غير المجاورين أكثر من المجاورين والمقيمين بكثير وكذا طوافهم أكثر فتأمل.

١٠١

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي عبد الله الخزاز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن للكعبة للحظة في كل يوم يغفر لمن طاف بها أو حن قلبه إليها أو حبسه عنها عذر.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن علي ، عن ابن رباط ، عن سيف التمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من نظر إلى الكعبة لم يزل تكتب له حسنة وتمحى عنه سيئة حتى ينصرف ببصره عنها.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال النظر إلى الكعبة عبادة والنظر إلى الوالدين عبادة والنظر إلى الإمام عبادة وقال من نظر إلى الكعبة كتبت له حسنة ومحيت عنه عشر سيئات.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من نظر إلى الكعبة بمعرفة فعرف من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها غفر الله له ذنوبه وكفاه هم الدنيا والآخرة.

الحديث الثالث : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « للحظة » يحتمل أن يكون اللام في قولهعليه‌السلام للحظة للسببية أي أن لله بسبب الكعبة للحظة أي نظر رحمة إلى العباد ، أو للاختصاص أي للكعبة نظر رحمة من الله بها يغفر لمن طاف بها ، أو الكعبة ينظر إلى الناس مجازا وكلمة « أو » فيقوله أو حبسه إما بمعنى الواو ، أو ألف زيد من النساخ ، أوقوله « حسن قلبه » أريد به من اشتاق لكن تركه بغير عذر ، وفيه بعد.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الخامس : حسن.

الحديث السادس : مجهول.

١٠٢

(باب )

(فيمن رأى غريمه في الحرم)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن شاذان بن الخليل أبي الفضل ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن رجل لي عليه مال فغاب عني زمانا فرأيته يطوف حول الكعبة أفأتقاضاه مالي قال لا لا تسلم عليه ولا تروعه حتى يخرج من الحرم.

(باب )

(ما يهدى إلى الكعبة)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز قال أخبرني ياسين قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول إن قوما أقبلوا من مصر فمات منهم رجل فأوصى بألف درهم للكعبة فلما قدم الوصي مكة سأل فدلوه على بني شيبة فأتاهم فأخبرهم الخبر فقالوا قد برئت ذمتك ادفعها إلينا فقام الرجل فسأل الناس فدلوه على أبي جعفر محمد بن عليعليه‌السلام قال أبو جعفرعليه‌السلام فأتاني فسألني فقلت له إن الكعبة غنية عن هذا

باب في من رأى غريمه في الحرم

الحديث الأول : مجهول. وقال الشهيد (ره) في الدروس : لو التجأ الغريم إلى الحرم حرمت المطالبة والرواية تدل على تحريم المطالبة لو ظفر به في الحرم من غير قصد للالتجاء.

وقال علي بن بابويه : لو ظفر به في الحرم لم تجز مطالبته إلا أن تكون قد أدانه في الحرم ، وألحق القاضي ، والحلبي مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمشاهد به ، وفي المختلف تكره المطالبة لمن أدانه في غير الحرم وإن أدانه فيه لم تكره وهو نادر.

باب ما يهدى إلى الكعبة

الحديث الأول : مجهول.

١٠٣

انظر إلى من أم هذا البيت فقطع به أو ذهبت نفقته أو ضلت راحلته أو عجز أن يرجع إلى أهله فادفعها إلى هؤلاء الذين سميت لك فأتى الرجل بني شيبة فأخبرهم بقول أبي جعفرعليه‌السلام فقالوا هذا ضال مبتدع ليس يؤخذ عنه ولا علم له ونحن نسألك بحق هذا وبحق كذا وكذا لما أبلغته عنا هذا الكلام قال فأتيت أبا جعفرعليه‌السلام فقلت له لقيت بني شيبة فأخبرتهم فزعموا أنك كذا وكذا وأنك لا علم لك ثم سألوني بالعظيم إلا بلغتك ما قالوا قال وأنا أسألك بما سألوك لما أتيتهم فقلت لهم إن من علمي أن لو وليت شيئا من أمر المسلمين لقطعت أيديهم ثم علقتها في أستار الكعبة ثم أقمتهم على المصطبة ثم أمرت مناديا ينادي ألا إن هؤلاء سراق الله فاعرفوهم.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسنعليه‌السلام قال سألته عن رجل جعل جاريته هديا للكعبة كيف يصنع قال إن أبي أتاه رجل قد جعل جاريته هديا للكعبة فقال له قوم الجارية أو بعها ثم

قوله عليه‌السلام : « فادفعها » ظاهر الخبر أن من أوصى شيئا للكعبة يصرف إلى معونة الحاج وظاهر الأصحاب أن من نذر شيئا أو أوصى للبيت أو لأحد المشاهد المشرفة ، يصرف في مصالح ذلك المشهد ولو استغنى المشهد عنهم في الحال والمال يصرف في معونة الزوار أو إلى المساكين والمجاورين فيه ، ويمكن حمل هذا الخبر على ما إذا علم أنه لا يصرف في مصالح المشهد كما يدل عليه آخر الخبر ، أو على ما إذا لم يحتج البيت إليه كما يشعر به أول الخبر فلا ينافي المشهور.

« والمصطبة » بكسر الميم وشد الباء كالدكان للجلوس عليه ذكره الفيروزآبادي.

الحديث الثاني : مجهول. ومضمونه مشهور بين الأصحاب إذ الهدي يصرف إلى النعم ولا يتعلق بالجارية والدابة ، وذكر الأكثر الجارية وألحق جماعة بها الدابة.

وقال بعض المحققين : لا يبعد مساواة غيرهما لهما في هذا الحكم من إهداء الدراهم والدنانير والأقمشة وغير ذلك ، ويؤيده الخبر المتقدم.

١٠٤

مر مناديا يقوم على الحجر فينادي ألا من قصرت به نفقته أو قطع به طريقه أو نفد به طعامه فليأت فلان بن فلان ومره أن يعطي أولا فأولا حتى ينفد ثمن الجارية.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان ، عن أبي الحر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال جاء رجل إلى أبي جعفرعليه‌السلام فقال إني أهديت جارية إلى الكعبة فأعطيت بها خمسمائة دينار فما ترى قال بعها ثم خذ ثمنها ثم قم على حائط الحجر ثم ناد وأعط كل منقطع به وكل محتاج من الحاج.

٤ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسن الميثمي ، عن أخويه محمد وأحمد ، عن علي بن يعقوب الهاشمي ، عن مروان بن مسلم ، عن سعيد بن عمرو الجعفي ، عن رجل من أهل مصر قال أوصى إلي أخي بجارية كانت له مغنية فارهة وجعلها هديا لبيت الله الحرام فقدمت مكة فسألت فقيل ادفعها إلى بني شيبة وقيل لي غير ذلك من القول فاختلف علي فيه فقال لي رجل من أهل المسجد ألا أرشدك إلى من يرشدك في هذا إلى الحق قلت بلى قال فأشار إلى شيخ جالس في المسجد فقال هذا جعفر بن محمدعليهما‌السلام فسله قال فأتيتهعليه‌السلام فسألته وقصصت عليه القصة فقال إن الكعبة لا

وقال في الدروس : لو نذر أن يهدي عبدا أو أمة أو دابة إلى بيت الله أو مشهد معين بيع وصرف في مصالحه ومعونة الحاج والزائرين لظاهر صحيحة علي بن جعفر(١) .

الحديث الثالث : مجهول.

الحديث الرابع : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « فارهة » قال البيضاوي عند تفسير قوله تعالى : «وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ »(٢) بطرين أو حاذقين من الفراهة وهي النشاط فإن الحاذق يعمل بنشاط.

__________________

(١) علل الشرائع ص ٤٠٩ ح ٢ طبع النجف.

(٢) سورة الشعراء : ١٤٩.

١٠٥

تأكل ولا تشرب وما أهدي لها فهو لزوارها بع الجارية وقم على الحجر فناد هل من منقطع به وهل من محتاج من زوارها فإذا أتوك فسل عنهم وأعطهم واقسم فيهم ثمنها قال فقلت له إن بعض من سألته أمرني بدفعها إلى بني شيبة فقال أما إن قائمنا لو قد قام لقد أخذهم وقطع أيديهم وطاف بهم وقال هؤلاء سراق الله.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن بعض أصحابنا قال دفعت إلي امرأة غزلا فقالت ادفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم فلما صرت بالمدينة دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت له جعلت فداك إن امرأة أعطتني غزلا وأمرتني أن أدفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة فقال اشتر به عسلا وزعفرانا وخذ طين قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام واعجنه بماء السماء واجعل فيه شيئا من العسل والزعفران وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم.

قوله عليه‌السلام : « فسل عنهم » ظاهره عدم جواز الاكتفاء بقولهم ولزوم التفحص عن حالهم وإن أمكن أن يكون المراد سؤال أنفسهم عن حالهم لكنه بعيد.

الحديث الخامس : مرسل. ويدل على جواز مخالفة الدافع إذا عين المصرف على جهالة ويمكن اختصاصه بالإمامعليه‌السلام ، ويحتمل أن يكونعليه‌السلام علم أن غرضها الصرف إلى أحسن الوجوه وظنت أنها عينته أحسن فصرفهعليه‌السلام إلى ما هو أحسن واقعا.

١٠٦

(باب )

(في قوله عز وجل «سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ »)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إن معاوية أول من علق على بابه مصراعين بمكة فمنع حاج بيت الله ما قال الله عز وجل : «سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ » وكان الناس

باب في قوله عز وجل «سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ »(١)

الحديث الأول : حسن. واختلف الأصحاب في أنه هل يحرم منع الناس من سكنى دور مكة أو يكره ، وذهب الشيخ وجماعة : إلى التحريم.

والمشهور بين المتأخرين الكراهة ، فظاهر هذه الأخبار الحرمة. وإن لم تكن صريحة فيها ، وأما الآية ففي الاستدلال بها لغير المعصوم العالم بمراد الله تعالى إشكال. لأن الموصول وقع في الآية صفة للمسجد الحرام حيث قال تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ »(٢) أي يصدون عن المسجد الحرام الذي جعل الله للناس مستويا فيه «الْعاكِفُ » أي المقيم فيه «وَالْبادِ » أي الذي يأتيه من غير أهله.

فقوله « سواء » منصوب على أنه مفعول ثان لجعلنا.

وقوله « للناس » تعليل للجعل أي لعبادتهم ، أو لانتفاعهم ، أو حال من الهاء ، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف هو المفعول الثاني أي جعلناه مرجعا أو معبدا للناس « فسواء » بمعنى مستويا يكون حالا « والعاكف والباد » فاعلاه كما في الأول.

وأما معنى « الاستواء » ، فروى الطبرسي عن ابن عباس ، وقتادة ، وابن جبير أن المراد به أن العاكف والباد مستويان في سكناه والنزول به فليس أحدهما

__________________

(١) سورة الحجّ : ٢٥.

(٢) سورة الحجّ : ٢٥.

١٠٧

إذا قدموا مكة نزل البادي على الحاضر حتى يقضي حجه وكان معاوية صاحب السلسلة التي قال الله تعالى «فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ » وكان فرعون هذه الأمة.

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن يحيى بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام قال لم يكن لدور مكة أبواب

أحق بالمنزل يكون فيه من الآخر غير أنه لا يخرج أحد من بيته ، وقالوا إن كراء دور مكة وبيعها حرام ، والمراد بالمسجد الحرام على هذا : الحرم كله كقوله : «أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ».

وقيل المراد بالمسجد الحرام عين المسجد الذي يصلي فيه ، وعلى هذا يكون المعنى في قوله «جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ » أي قبلة لصلاتهم ومنسكا لحجهم فالعاكف والباد سواء في حكم النسك(١) انتهى.

وظاهر هذه الأخبار : هو الأول ويؤيده ما رواه في كتاب نهج البلاغة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في كتاب كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة ، وأمر أهل مكة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا فإن الله سبحانه يقول «سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ » ، والعاكف المقيم به والبادي الذي يحج إليه من غير أهله.

وقال ابن البراج : ليس لأحد أن يمنع الحاج موضعا من دور مكة ومنازلها بقوله تعالى«سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ».

وقال ابن الجنيد : الإجارة لبيوت مكة حرام ولذلك استحب للحاج أن يدفع ما يدفعه لأجرة حفظ رحله ، لا أجرة ما ينزله.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

__________________

(١) مجمع البيان ج ٧ ـ ٨ ص ٨٠.

١٠٨

وكان أهل البلدان يأتون بقطرانهم فيدخلون فيضربون بها وكان أول من بوبها معاوية.

(باب)

(حج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله )

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن غياث بن إبراهيم ، عن جعفرعليه‌السلام قال لم يحج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد قدومه المدينة إلا واحدة وقد حج بمكة مع قومه حجات.

٢ ـ أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن عيسى الفراء ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال حج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشر حجات مستسرا في كلها

قوله عليه‌السلام : « بقطراتهم » كأنه جمع القطار على غير القياس ، أو هو تصحيف قطرات.

قال في مصباح اللغة : القطار من الإبل عدد على نسق واحد ، والجمع قطر مثل كتاب وكتب ، والقطرات جمع الجمع.

قوله عليه‌السلام « فيضربون بها » أي خيمهم.

باب حج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

الحديث الأول : موثق.

الحديث الثاني : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « عشر حجات مستسرا » يمكن الجمع بين الأخبار : بحمل العشر على ما فعلهصلى‌الله‌عليه‌وآله مستسرا لله ، والعشرين على الأعم بأن يكون قد حج علانية مع قومه عشرا كما يدل عليهقوله عليه‌السلام : « قد حج بمكة مع قومه » وإن أمكن أن يكون المراد كائنا مع قومه بمكة لا أنه حج معهم ، ويمكن حمل العشرين على الحج والعمرة تغليبا ، وأما حجةصلى‌الله‌عليه‌وآله مستسرا مع أن قومه كانوا غير منكرين للحج وكانوا يأتون به

١٠٩

يمر بالمأزمين ـ فينزل ويبول.

٣ ـ أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن يونس بن يعقوب ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال حج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشرين حجة.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ثم أنزل الله عز وجل عليه : «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ

إما للنسيء فإنهم كانوا غالبا يأتون به في غير ذي الحجة ، أو للاختلاف في الأعمال كوقوف عرفة ، وأما ما رواه الصدوقرحمه‌الله في كتاب علل الشرائع بإسناده عن سليمان ابن مهران قال : قلت لجعفر بن محمدعليهما‌السلام كم حج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال عشرين حجة مستترا في كل حجة يمر بالمأزمين فيبول فقلت يا ابن رسول الله ولم كان ينزل هناك ويبول؟ قال : لأنه أول موضع عبد فيه الأصنام ومنه أخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به عليعليه‌السلام من ظهر الكعبة لما علا على ظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر بدفنه عند باب بني شيبة فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنة لأجل ذلك انتهى(١) .

فيمكن حمل الحج فيه على ما يشمل العمرة ، أو على أن المراد كون بعضها مستترا ، أو بعض أعمالها كما عرفت.

وقال الجوهري :« المأزم » كل طريق ضيق بين جبلين ، ومنه سمي الموضع الذي بين المشعر وبين عرفة مأزمين.

الحديث الثالث : موثق.

الحديث الرابع : حسن كالصحيح.

قوله تعالى : «وَأَذِّنْ »(٢) قيل : الخطاب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع.

__________________

(١) علل الشرايع : ص ٤٥٠ طبع النجف الأشرف.

(٢) سورة الحجّ : ٢٧.

١١٠

يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ » فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يحج في عامه هذا فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب واجتمعوا لحج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أربع بقين من ذي القعدة فلما انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر وعزم بالحج مفردا وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الأول فصف له سماطان فلبى بالحج مفردا وساق الهدي ستا وستين أو أربعا وستين حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة أشواط ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيمعليه‌السلام ثم عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان

وقيل لإبراهيمعليه‌السلام : بعد بناء البيت أي ناد فيهم وأعلمهم بالحج بأن يحجوا وبوجوب الحج «يَأْتُوكَ رِجالاً » رجالا جمع راجل أي مشاة«وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ » أي وركبانا على كل بعير مهزول أتعبه بعد السفر فهزله «يَأْتِينَ » صفة لكل ضامر محمولة على معناه.

وقيل أوله ولرجالا وفيه نظر.

«مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ » أي طريق بعيد.

وقال الجوهري : الفج الطريق الواسع بين الجبلين.

وقال في النهاية : تكرر ذكر« العالية والعوالي » وهي أماكن بأعلى أراضي المدينة.(١)

قوله عليه‌السلام : « مفردا » أي مفردا عن العمرة أي لم يتمتع لأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قارنا.

قوله عليه‌السلام : « أو أربعا » الترديد من الراوي.

قوله عليه‌السلام : « في سلخ أربع » أي مضى أربع ، في القاموس : سلخ الشهر أي مضى كانسلخ.

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ٣ ص ٢٩٥.

١١١

استلمه في أول طوافه ثم قال إن الصفا والمروة من شعائر الله فأبدأ بما بدأ الله تعالى به وإن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون فأنزل الله عز وجل : «إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما » ثم أتى الصفا فصعد عليه واستقبل الركن اليماني فحمد الله وأثنى عليه ودعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مترسلا ثم انحدر إلى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا ثم انحدر وعاد إلى الصفا فوقف عليها ثم انحدر إلى المروة حتى فرغ من سعيه فلما فرغ من سعيه وهو على المروة أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن هذا جبرئيل وأومأ بيده إلى خلفه يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم ولكني سقت الهدي ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل «حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ » قال :

قوله تعالى : «مِنْ شَعائِرِ اللهِ » هي جمع شعيرة بمعنى العلامة أي من إعلام مناسكه ومعبداته و« الترسل » التأني.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لو استقبلت » قال في النهاية أي لو عن لي هذا الرأي الذي رأيته آخرا وأمرتكم به في أول أمري لما سقت الهدي معي وقلدته ، وأشعرته فإنه إذا فعل ذلك لا يحل حتى ينحر ، ولا ينحر إلا يوم النحر ، فلا يصح له فسخ الحج بعمرة ، ومن لم يكن معه هدى فلا يلتزم هذا ويجوز له فسخ الحج وإنما أراد بهذا القول تطييب قلوب أصحابه لأنه كان يشق عليهم أن يحلوا وهو محرم ، فقال : لهم ذلك لئلا يجدوا في أنفسهم ، وليعلموا أن الأفضل لهم قبول ما دعاهم إليه وأنه لو لا الهدى لفعله(١) .

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ٤ ص ١٠.

١١٢

فقال له رجل من القوم لنخرجن حجاجا ورءوسنا وشعورنا تقطر فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أما إنك لن تؤمن بهذا أبدا فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكناني يا رسول الله علمنا ديننا كأنا خلقنا اليوم فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بل هو للأبد إلى يوم القيامة ثم شبك أصابعه وقال دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة قال وقدم عليعليه‌السلام من اليمن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بمكة فدخل على فاطمة سلام الله عليها وهي قد أحلت فوجد ريحا طيبة ووجد عليها ثيابا مصبوغة فقال ما هذا يا فاطمة فقالت أمرنا بهذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فخرج عليعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مستفتيا فقال يا رسول الله إني رأيت فاطمة قد أحلت وعليها ثياب مصبوغة فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا أمرت الناس بذلك فأنت يا علي بما أهللت قال يا رسول الله إهلالا كإهلال النبي فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قر على إحرامك مثلي وأنت شريكي في هديي قال ونزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزل الدور فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا بالحج وهو قول الله عز وجل الذي أنزل على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فاتبعوا

قوله عليه‌السلام : « رجل » هو عمر عليه اللعنة باتفاق الخاصة والعامةوقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنك لن تؤمن بهذا أبدا من معجزاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنه قد أنكر ذلك بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا سيما في أيام خلافته أشد الإنكار كما هو المتواتر بين الفريقين ، ويكفي هذا الكفرة وشقاوته لكل ذي عقل ولب.

قوله عليه‌السلام : « رؤوسنا وشعورنا تقطر » أي من ماء غسل الجنابة ، وفي بعض الروايات وذكرنا تقطر أي من ماء المني.

قال : لعنه الله ذلك تقبيحا وتشنيعا على ما أمر الله ورسوله به.

قوله عليه‌السلام : « كانا خلقنا » إذ بالعلم حياة الأرواح والقلوب.

قوله عليه‌السلام : « وهو قول الله » لعله إشارة إلى ترك الشرك الذي ابتدعه المشركون في التلبية.

١١٣

ملة أبيكم إبراهيم فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس أن يفيضوا منها فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقريش ترجوا أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله تعالى عليه : «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ » يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم فلما رأت قريش أن قبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم حتى انتهى إلى نمرة وهي بطن عرنة بحيال الأراك فضربت قبته وضرب الناس أخبيتهم عندها فلما زالت الشمس خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه قريش وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم ثم صلى الظهر والعصر بأذان وإقامتين ثم مضى إلى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها فنحاها ففعلوا مثل ذلك فقال أيها الناس ليس موضع أخفاف ناقتي ـ بالموقف ولكن هذا كله وأومأ بيده إلى الموقف فتفرق الناس وفعل مثل ذلك بالمزدلفة فوقف الناس حتى وقع القرص قرص الشمس ثم أفاض وأمر الناس بالدعة حتى انتهى إلى المزدلفة وهو المشعر الحرام فصلى المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتين ثم أقام حتى صلى فيها

قوله عليه‌السلام : « يعني إبراهيم » تفسير للناس أي المراد بالناس : هؤلاء الأنبياء فأمر الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يتبعهم في الإفاضة من عرفات.

وقال البيضاوي : فيقوله تعالى «مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ » أي من عرفة لا من المزدلفة ، والخطاب مع قريش كانوا يقفون بالجمع وسائر الناس بعرفة ويرون ذلك ترفعا عليهم فأمروا بأن يساووهم ، وقيل : من مزدلفة إلى منى بعد الإفاضة من عرفة إليها ، والخطاب عام وقرئ الناس بالكسر أي الناسي يريد آدم من قوله فنسي ، والمعنى إن الإفاضة من عرفة شرع قديم فلا تغيروه.

١١٤

الفجر وعجل ضعفاء بني هاشم بليل وأمرهم أن لا يرموا الجمرة ـ جمرة العقبة حتى تطلع الشمس فلما أضاء له النهار أفاض حتى انتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة وكان الهدي الذي جاء به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربعة وستين أو ستة وستين وجاء عليعليه‌السلام بأربعة وثلاثين أو ستة وثلاثين فنحر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ستة وستين ونحر عليعليه‌السلام أربعا وثلاثين بدنة وأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يؤخذ من كل بدنة منها جذوة من لحم ثم تطرح في برمة ثم تطبخ فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وحسوا من مرقها ولم يعطيا الجزارين جلودها ولا جلالها ولا قلائدها وتصدق به وحلق وزار البيت ورجع إلى منى وأقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق ثم رمى الجمار ونفر حتى انتهى إلى الأبطح فقالت له عائشة يا رسول الله ترجع نساؤك بحجة وعمرة معا وأرجع بحجة فأقام بالأبطح وبعث معها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فأهلت بعمرة ثم جاءت وطافت بالبيت وصلت ركعتين عند مقام إبراهيمعليه‌السلام وسعت بين الصفا والمروة ثم أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فارتحل من يومه ولم يدخل المسجد الحرام ولم يطف بالبيت ودخل من أعلى مكة من عقبة المدنيين وخرج من أسفل مكة من ذي طوى.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن إسماعيل بن همام ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين غدا من منى في طريق ضب ورجع ما بين المأزمين وكان إذا سلك طريقا لم يرجع فيه.

قوله عليه‌السلام : « جذوة » هي مثلثة القطعة« والبرمة » بالضم قدر من الحجارة« وحسو المرق » شر به شيئا بعد شيء.

قوله عليه‌السلام : « فقالت له عائشة » إنما قالت ذلك لأنها كانت قد حاضت ولم تعدل من الحج إلى العمرة.

الحديث الخامس : صحيح.

١١٥

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين حج حجة الإسلام خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى الشجرة فصلى بها ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها وأهل بالحج وساق مائة بدنة ـ وأحرم الناس كلهم بالحج لا ينوون عمرة ولا يدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكة طاف بالبيت وطاف الناس معه ثم صلى ركعتين عند المقام واستلم الحجر ثم قال أبدأ بما بدأ الله عز وجل به فأتى الصفا فبدأ بها ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شيء أمر الله عز وجل به فأحل الناس وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم ولم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي كان معه إن الله عز وجل يقول : «وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ » فقال سراقة بن مالك بن جعشم الكناني يا رسول الله علمنا كأنا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو لكل عام فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا بل للأبد الأبد وإن رجلا قام فقال يا رسول الله نخرج حجاجا ورءوسنا تقطر فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنك لن تؤمن بهذا أبدا قال وأقبل عليعليه‌السلام من اليمن حتى وافى الحج فوجد فاطمة سلام الله عليها قد أحلت ووجد ريح الطيب فانطلق إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مستفتيا فقال رسول

الحديث السادس : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « فأحرم منها » لعل المراد بالإحرام هنا عقد الإحرام بالتلبية ، أو إظهار الإحرام وإعلامه لئلا ينافي الأخبار المستفيضة الدالة على أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحرم من مسجد الشجرة.

قوله عليه‌السلام : « وساق مائة بدنة » يمكن الجمع بين الأخبار بأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ساق مائة لكن ساق بضعا وستين لنفسه والبقية لأمير المؤمنينعليه‌السلام لعلمه بأنهعليه‌السلام يحرم كإحرامه ويهل كإهلاله ، أو يحمل السياق المذكور في الخبر السابق على السياق

١١٦

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي بأي شيء أهللت فقال أهللت بما أهل به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لا تحل أنت فأشركه في الهدي وجعل له سبعا وثلاثين ونحر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثا وستين فنحرها بيده ثم أخذ من كل بدنة بضعة ـ فجعلها في قدر واحد ثم أمر به فطبخ فأكل منه وحسا من المرق وقال قد أكلنا منها الآن جميعا والمتعة خير من القارن السائق وخير من الحاج المفرد قال وسألته أليلا أحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أم نهارا فقال نهارا قلت أية ساعة قال صلاة الظهر.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحج فكتب إلى من بلغه كتابه ممن دخل في الإسلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يريد الحج يؤذنهم بذلك ليحج من أطاق الحج فأقبل الناس فلما نزل الشجرة أمر الناس بنتف الإبط وحلق العانة والغسل والتجرد في إزار ورداء أو إزار وعمامة يضعها على عاتقه لمن لم يكن له رداء وذكر أنه حيث لبى قال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يكثر من ذي المعارج

من مكة إلى عرفات ومنى.

قوله عليه‌السلام : « سبعا وثلاثين » لعل أحد الخبرين في العدد محمول على التقية ، أو نشأ من سهو الرواة ، والبضعة بالفتح القطعة من اللحم.

الحديث السابع : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « لبيك » قال في القاموس : « ألب » أقام كلب ومنه « لبيك » أي أنا مقيم على طاعتك إلبابا بعد إلباب وإجابة بعد إجابة ، أو معناه اتجاهي وقصدي لك من داري ، تلب داره أي تواجهها ، أو معناه محبتي لك من امرأة لبه محبته لزوجها ، أو معناه إخلاصي لك من حسب لباب خالص انتهى.

وهو منصوب على المصدر كقولك حمدا وشكرا وكان حقه أن يقال : لبا لك ، وثنى تأكيدا أي إلبابا لك بعد إلباب.

قوله عليه‌السلام : « إن الحمد » قال الطيبي : يروى بكسر الهمزة وفتحها وهما

١١٧

وكان يلبي كلما لقي راكبا أو علا أكمة أو هبط واديا ومن آخر الليل وفي أدبار الصلوات فلما دخل مكة دخل من أعلاها من العقبة وخرج حين خرج من ذي طوى فلما انتهى إلى باب المسجد استقبل الكعبة وذكر ابن سنان أنه باب بني شيبة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على أبيه إبراهيم ثم أتى الحجر فاستلمه فلما طاف بالبيت صلى ركعتين خلف مقام إبراهيمعليه‌السلام ودخل زمزم فشرب منها ثم قال اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم فجعل يقول ذلك وهو مستقبل الكعبة ثم قال لأصحابه ليكن آخر عهدكم بالكعبة استلام الحجر فاستلمه ثم خرج إلى الصفا ثم قال أبدأ بما بدأ الله به ثم صعد على الصفا فقام عليه مقدار ما يقرأ الإنسان سورة البقرة.

٨ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول نحر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيده ثلاثا وستين ونحر عليعليه‌السلام ما غبر قلت سبعة وثلاثين قال نعم.

٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الذي كان على بدن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ناجية بن جندب الخزاعي الأسلمي والذي حلق رأس النبي

مشهور أن عند أهل الحديث.

قال الخطابي : بالفتح رواية العامة.

وقال تغلب : الكسر أجود لأن معناه أن الحمد والنعمة له على كل حال ، ومعنى الفتح : لبيك لهذا السبب انتهى.

ونحوه روى العلامة في المنتهى عن بعض أهل العربية.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « ما غبر » أي ما بقي أو ما مضى ذكره ، والأول أظهر.

الحديث التاسع : حسن كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : « الذي كان على بدن رسول الله » أي كان موكلا بالبدن التي

١١٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجته معمر بن عبد الله بن حراثة بن نصر بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب قال ولما كان في حجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يحلقه قالت قريش أي معمر أذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في يدك وفي يدك الموسى فقال معمر والله إني لأعده من الله فضلا عظيما علي قال وكان معمر هو الذي يرحل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله يا معمر ـ إن الرحل الليلة لمسترخى فقال معمر بأبي أنت وأمي لقد شددته كما كنت أشده ولكن بعض من حسدني مكاني منك يا رسول الله أراد أن تستبدل بي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما كنت لأفعل.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال اعتمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث عمر مفترقات عمرة في ذي القعدة أهل من عسفان وهي عمرة الحديبية

ساقها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان يحميها ويسوقها.

قوله عليه‌السلام : « أذن رسول الله » يحتمل أن يكون بضم الهمزة والذال أي رأسه في يدك ، ويمكن أن يقرأ بكسر الهمزة وفتح الذال أي في هذا الوقت هوصلى‌الله‌عليه‌وآله في يدك ، والموسى كفعلى ما يحلق به ، ذكره الفيروزآبادي وقال : ورحلت البعير أرحله رحلا إذا شددت على ظهره الرحل.

وروى الصدوقرحمه‌الله في الفقيه هذه الرواية بسند صحيح وزاد فيه بعد الأسلمي والذي حلق رأسهعليه‌السلام يوم الحديبية خراش بن أمية الخزاعي ، وكأنه سقط من قلم الكليني ، أو النساخ وفيه وكان معمر بن عبد الله يرجل شعرهعليه‌السلام واكتفى به ولم يذكر التتمة : وهذا التصحيف منه غريب ولعله كان في الأصل يرحل بعيره فصحفه النساخ لمناسبة الحلق.

الحديث العاشر : حسن كالصحيح. وقال الفيروزآبادي :عسفان كعثمان موضع على مرحلتين من مكة لقاصد المدينة.

وقال :الحديبية كدويهية ، وقد تشدد بئر قرب مكة أو شجرة حدباء كانت

١١٩

وعمرة أهل من الجحفة وهي عمرة القضاء وعمرة أهل من الجعرانة بعد ما رجع من الطائف من غزوة حنين.

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي نجران ، عن العلاء بن رزين ، عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أحج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غير حجة الوداع قال نعم عشرين حجة.

١٢ ـ سهل ، عن ابن فضال ، عن عيسى الفراء ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال حج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشرين حجة مستسرة كلها يمر بالمأزمين فينزل فيبول.

١٣ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن جعفر بن سماعة ومحمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد ، عن علي بن الحكم جميعا ، عن أبان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال اعتمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عمرة الحديبية وقضى الحديبية من قابل ومن الجعرانة حين أقبل من الطائف ثلاث عمر كلهن في ذي القعدة.

هنالك ، وقال« الجحفة » : ميقات أهل الشام وكانت به قرية جامعة على اثنين وثمانين ميلا من مكة : وكانت تسمى مهيعة فنزل بنو عبيد وهم إخوة عاد وكان أخرجهم العماليق من يثرب فجاءهم سيل فاجتحفهم فسميت الجحفة.

وقال :الجعرانة وقد تكسر العين وتشدد الراء.

وقال الشافعي : التشديد خطأ موضع بين مكة والطائف تسمى بريطة بنت سعد وكانت تلقب بالجعرانة.

الحديث الحادي عشر : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « عشرين حجة » أي مع حجة الوداع كما هو ظاهر الخبر المتقدم أو بدونها كما هو ظاهر الخبر الآتي وما روينا سابقا من العلل.

الحديث الثاني عشر : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث عشر : موثق كالصحيح.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

٥٧٧٧ / ٣ - الصدوق في كتاب الاخوان: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا، الا حضر من الملائكة مثلهم، فان دعوا بخير امنوا » الخبر.

٣٨ -( باب استحباب العموم في الدعاء، وتأكده في امام الجماعة)

٥٧٧٨ / ١ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمد قال: اخبرنا محمد بن محمد، حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثني ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لا يغل عليهن قلب مؤمن: اخلاص الدعوه لله تعالى، والنصيحة لولاة الامر في الحق حيث كان، وان يعم بدعوته جميع المسلمين، فان الدعوة تحيط من ورائهم ».

٥٧٧٩ / ٢ - الشيخ أبوالفتوح الرازي في تفسيره: وروي انه إذا دعا العبد ولم يضم المسلمين إلى نفسه، قال الله تعالى: « ملائكتي يحسب عبدي انه يسأل عن بخيل »، وإذا اعرض عن حاجته ودعا لهم، قالت الملائكة: بدأ الله بك الخبر.

____________________________

 ٣ - مصادقة الاخوان: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، ونقله في البحار ج ٦٣ ص ٢٥٨ ح ١٣٠ عن الكافي ج ٢ ص ١٥٠ ح ٦.

 الباب - ٣٨

١ - الجعفريات ص ٢٢٣.

٢ - تفسير ابي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٩٩.

٢٤١

٣٩ -( باب استحباب الدعاء للمؤمن بظهر الغيب، والتماس الدعاء منه)

٥٧٨٠ / ١ - الشيخ الطوسي في اماليه: عن جماعة، عن ابي المفضل، عن أحمد بن هوذة بن ابي هراسة، عن ابراهيم بن اسحاق النهاوندي، عن عبدالله بن حماد، عن ابي بصير، يحيى عن الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قضى لاخيه المؤمن حاجة، كان كمن عبدالله دهرا، ومن دعا لمؤمن بظهر الغيب، قال الملك: فلك بمثل ذلك عمل، وما من عبد مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات بظهر الغيب، الا رد الله عزّوجلّ، مثل الذي دعا لهم، من مؤمن أو مؤمنة مضى من اول الدهر، أو هو آت إلى يوم القيامة، قال: وان العبد المؤمن ليؤمر به إلى النار، يكون من اهل المعصية والخطايا فيسحب، فيقول المؤمنون والمؤمنات: إلهنا، عبدك هذا كان يدعو لنا فشفعنا [ فيه ](١) فيشفعهم الله عزّوجلّ فيه، فينجو من النار، برحمة الله عزّوجلّ ».

٥٧٨١ / ٢ - القطب الراوندي في دعواته: قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اسرع الدعاء اجابة، دعاء غائب لغائب ».

٥٧٨٢ / ٣ - وعن جابر، عن ابي جعفرعليه‌السلام ، في قوله تعالى:

____________________________

 الباب - ٣٩

١ - امالي الطوسي ج ٢ ص ٩٥ باختلاف يسير في بعض الفاظه، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٨٣ ح ٤.

(٢) اثبتناه من المصدر.

٢ - دعوات الراوندي: ص ٦، ونقله عنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٨٧ ح ١٩.

٣ - دعوات الراوندي: مخطوط، عنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٨٨ ح ١٩.

٢٤٢

( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ) (١) قال: « هو المؤمن يدعو لاخيه بظهر الغيب، فيقول له الملك: ولك مثل ما سألت، وقد اعطيت لحبك اياه ».

٥٧٨٣ / ٤ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمد: قال اخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : دعاء المؤمن لاخيه بظهر الغيب مستجاب ».

السيد الراوندي في نوادره: باسناده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

٥٧٨٤ / ٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليس شئ اسرع اجابة، من دعاء غائب لغائب ».

٥٧٨٥ / ٦ - أبو الفتح الكراجكي في معدن الجواهر: عنهمعليهم‌السلام : « ستة لا تحجب لهم عن الله دعوة - إلى ان قال - والمؤمن لاخيه بظهر الغيب ».

٥٧٨٦ / ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي

____________________________

(١) الشورى ٤٢: ٢٦.

٤ - الجعفريات ص ١٩٥.

(١) نوادر الراوندي ص ٦.

٥ - الجعفريات ص ١٩٥.

٦ - معدن الجواهر ص ٥٥.

٧ - لب اللباب: مخطوط، وفي البحار ج ٩٣ ص ٣٨٧ ح ١٩ عن الدعوات.

٢٤٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله ، انه قال: « اسرع الدعاء اجابة، دعوة غائب لغائب ».

٥٧٨٧ / ٨ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من دعا لاخيه بظهر الغيب، وكل الله به اربعة املاك يقولون: اللهم اعطه من مثل ما سألك لاخيه ».

٤٠ -( باب استحباب اختيار الانسان الدعاء للمؤمن، على الدعاء لنفسه)

٥٧٨٨ / ١ - البحار عن مصباح الانوار: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: « كانت فاطمةعليها‌السلام ، إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات، ولا تدعو لنفسها، فقيل لها، فقالت: الجار ثم الدار ».

٥٧٨٩ / ٢ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: باسناده إلى الشيخ ابي محمد التعلكبري، عن محمد بن محمد الحسني، عن محمد بن احمد الصفواني، قال: حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده، عن صفوان، عن عبدالله بن سنان، قال: مررت بعبدالله بن جندب، فرأيته قائما على الصفا، وكان شيخا كبيرا، فرأيته يدعو ويقول في دعائه:

اللهم فلان بن فلان، اللهم فلان بن فلان، اللهم فلان بن فلان، ما لم احصهم كثرة، فلما سلم، قلت له: يا عبدالله، لم ار

____________________________

٨ - لب الباب: مخطوط.

 الباب - ٤٠

١ - البحار ج ٩٣ ص ٣٨٨ ح ٢٠ عن مصباح الأنوار ص ٢٢٦.

٢ - فلاح السائل ص ٤٣، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٩٠ ح ٢٣.

٢٤٤

قط موقفا احسن من موقفك، الا اني نقمت عليك خله واحدة، فقال لي: وما الذي نقمت علي؟ فقلت له: تدعو للكثير من اخوانك، ولم اسمعك تدعو لنفسك شيئا، فقال لي: يا عبدالله، سمعت مولانا الصادقعليه‌السلام يقول: « من دعا لاخيه المؤمن بظهر الغيب، نودي من أعنان السماء(١) : لك يا هذا مثل ما سألت في أخيك، ولك مائة الف ضعف مثله » فلم احب ان اترك مائة الف ضعف مضمونة، بواحدة لا ادري تستجاب ام لا.

٥٧٩٠ / ٣ - المفيد في الاختصاص: عن احمد بن محمد بن القاسم الكوفي، عن علي بن محمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن فضال، عن علي بن اسباط، عن إبراهيم بن أبي البلاد أو عبدالله بن جندب، عن ابراهيم بن شعيب، في حديث، انه قال: سمعت اباعبداللهعليه‌السلام ، يقول: « من دعا لاخيه بظهر الغيب، وكل الله بن ملكا يقول: ولك مثلاه » الخبر.

٥٧٩١ / ٤ - زيد النرسي في اصله: عن معاوية بن وهب، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، في حديث قال: « من دعا لاخيه المؤمن بظهر الغيب، ناداه ملك من السماء الدنيا، يا عبدالله، لك مائة الف مثل ما سألت، وناداه ملك من السماء الثانية، يا عبدالله، لك مائتا الف مثل الذي دعوت، وكذلك ينادى من كل سماء، حتى(١) تضاعف حتى ينتهي إلى السماء السابعة، فيناديه ملك: يا عبدالله، لك سبعمائة

____________________________

(١) أعنان السماء: نواحيها (لسان العرب ج ١٣ ص ٢٩٤)

٣ - الاختصاص ص ٨٤، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٩٢ ح ٢٦، الكافي ج ٤ ص ٤٦٥ ح ٩.

٤ - كتاب زيد النرسي ص ٤٥، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٨٨ ح ٢١.

(١) ليس في المصدر والبحار.

٢٤٥

الف مثل الذي دعوت، فعند ذلك يناديه الله، عبدي، انا الله الواسع الكريم، الذي لا ينفد خزائني، ولا ينقص رحمتي شئ، بل وسعت رحمتي كل شئ، لك الف الف مثل الذي دعوت » الخبر.

٤١ -( باب استحباب الدعاء للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، واختيار الداعي الدعاء لهم، على الدعاء لنفسه)

٥٧٩٢ / ١ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمد قال: اخبرنا محمد بن محمد، حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه عن علي بن ابي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من دعا للمؤمنين والمؤمنات، في كل يوم خمساً وعشرين مرة، نزع الله الغلّ(١) من صدره، وكتبه من الابدال، ان شاء الله ».

٥٧٩٣ / ٢ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: باسناده إلى جده ابي جعفر الطوسي (ره)، مما يرويه باسناده إلى محمد بن الحسن بن الوليد، عن احمد بن ادريس، عن محمد بن علي بن محبوب، عن احمد بن الحسين بن سعيد، عن علي بن مهزيار، عن سليمان بن جعفر، عن ابيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، كتب الله له بكل مؤمن خلقه

____________________________

 الباب - ٤١

١ - الجعفريات ص ٢٢٣.

(١) الغلّ: الضغائن والحقد والغش (مجمع البحرين ج ٥ ص ٤٣٦).

٢ - فلاح السائل ص ٤٣، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٩١ ح ٢٤.

٢٤٦

الله، منذ خلق الله آدم إلى ان تقوم الساعة حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة ».

٥٧٩٤ / ٣ - وبالاسناد: عن ابن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن زكريا صاحب السابري، عن رجل، عن ابي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « إذا قال الرجل: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الاحياء منهم وجميع الاموات، رد الله عليه بعدد من مضى ومن بقي من كل انسان دعوة ».

٥٧٩٥ / ٤ - أبوجعفر محمد بن جرير الطبري، قال: روى أبو عبدالله محمد بن سهل الجلودي، قال: حدثنا أبو الخير احمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي، عن صاحب الزمانعليه‌السلام ، في حديث طويل، قال: ثم قال عجل الله تعالى فرجه: « يا بن المهزيار، لو لا استغفار بعضكم لبعض، لهلك من عليها، إلّا خواص الشيعة التى تشبه اقوالهم افعالهم » الخبر.

٥٧٩٦ / ٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: روي ان ابراهيم قال لاسماعيلعليهما‌السلام في حال الذبح: ادع انت بالفرج، لانك انت المضطر( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) (١) فلما رأى الكبش خرج ليأخذه، فلما رجع رأى يدي اسماعيل مطلقتين قال: ومن اطلقك؟

____________________________

٣ - فلاح السائل ص ٤٣، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٩١ ح ٢٤.

٤ - دلائل الامامة ص ٢٩٧.

٥ - لب الباب: مخطوط.

(١) النمل ٢٧: ٦٢.

٢٤٧

قال: رجل من صفته كذا، قال: هو جبرئيل، وهل قال لك؟ قال: نعم، قال لي: ادع الله فدعوتك الان مستجابة، قال ابراهيم: واي شئ دعوت؟ قال قلت: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، قال: يا بني انك لموفق.

٤٢ -( باب استحباب دعاء الانسان لوالديه، ودعاء المعتمر والصائم)

٥٧٩٧ / ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « عليك بطاعة الاب - إلى ان قال - تابعوهم في الدنيا احسن المتابعة بالبر، وبعد الموت بالدعاء لهم والتحرم عليهم، فانه روي: انه من برّ اباه في حياته، ولم يدع له بعد وفاته، سماه الله عاقا ».

٥٧٩٨ / ٢ - الصدوق في فضائل الاشهر الثلاثة: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن طلحة النهدي، عن جعفر بن محمد، عن ابيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اربعة لا ترد لهم دعوة، وتفتح لها ابواب السماء، وتصير إلى العرش: دعاء الوالد لولده، والمظلوم على من ظلمه، والمعتمر حتى يرجع، والصائم حتى يفطر ».

____________________________

 الباب - ٤٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٥.

٢ - فضائل الاشهر الثلاثة ص ٨٦ ح ٦٤.

٢٤٨

٤٣ -( باب استحباب دعاء الإنسان لأربعين من المؤمنين، قبل دعائه لنفسه)

٥٧٩٩ / ١ - الشيخ ابراهيم الكفعمي في البلد الامين: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اطلبو الدعاء عند التقاء الجيوش، واقامة الصلاة، ونزول الغيث، وصياح الديكة، وبعد الدعاء لاربعين مؤمناً ».

٤٤ -( باب تأكد استحباب التهليل عشراً، في الصباح والسماء، واستحباب قضائه ان فات)

٥٨٠٠ / ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن الحسين بن المختار، عن ابي عبداللهعليه‌السلام ، في قول الله:( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ) (١) قال: « تقول عند المساء: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو على كل شئ قدير.

قلت: بيده الخير، قال: ان بيده الخير، ولكن قل كما اقول لك، عشر مرات، واعوذ بالله السميع العليم، من همزات الشياطين، واعوذ بالله ان يحضرون، ان الله هو السميع العليم، عشر

____________________________

 الباب - ٤٣

١ - البلد الامين: لم نجده في مظانه، وأخرجه في البحار ج ٩٣ ص ٣٤٩ قطعة من الحديث ١٥ عن البلد الأمين ومجموعة بخط بعض الأفاضل.

 الباب - ٤٤

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٤٥ ح ١٣٧، وعنه في البرهان ج ٢ ص ٥٧ ح ٨.

(١) الاعراف ٧: ٢٠٥

٢٤٩

مرات، حين تطلع الشمس، وعشر مرات، حين تغرب ».

٥٨٠١ / ٢ - وعن محمد بن مروان، عن بعض اصحابه، قال: قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « استعيذوا بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، واعوذ بالله ان يحضروني(١) ، ان الله هو السميع العليم، قل لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت(٢) وهو على كل شئ قدير فقال له رجل: مفروض هو؟ قال: نعم مفروض هو محدود، تقوله قبل طلوع الشمس، وقبل الغروب، عشر مرات، فان فاتك شئ منها، فاقضه من الليل والنهار ».

٥٨٠٢ / ٣ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: باسناده إلى علي بن مهزيار، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن ابي هاشم، عن ابي خديجة، عن ابي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « الدعاء مع طلوع الشمس، وقبل غروبها، سنة واجبة، مع طلوع الشمس والمغرب، يقول: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير، عشر مرات، ويقول: اعوذ بالله السميع العليم، منهمزات الشياطين، واعوذ بالله ان يحضرون، ان الله هو السميع العليم، عشر مرات ».

٥٨٠٣ / ٤ - كتاب العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سألته

____________________________

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٤٥ ح ١٣٧، وعنه في البرهان ج ٢ ص ٥٨ ح ٩.

(١) في المصدر والبرهان: يحضرون.

(٢) وفيهما زيادة: ويميت ويحيي.

٣ - فلاح السائل ص ٢٢٢.

٤ - كتاب العلاء بن رزين ص ١٥٦.

٢٥٠

- يعني ابا جعفرعليه‌السلام - عن التسبيح، قال: « ما علمت فيه شيئاً موظفاً الا تسبيح فاطمةعليها‌السلام ، وعشرا بعد الغداة: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير ».

٤٥ -( باب استحباب الدعاء للرزق)

٥٨٠٤ / ١ - الراوندي في قصص الأنبياء: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ابى الله ان يرزق عبده الا من حيث لا يعلم، فان العبد إذا لم يعلم وجه رزقه، كثر دعاؤه ».

٥٨٠٥ / ٢ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن ابي الهذيل، عن ابي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « ان الله قسم الارزاق بين عباده، وفضل(١) فضلا كثيرا لم يقسمه بين احد، قال الله:( وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ ) (٢) .

____________________________

 الباب - ٤٥

١ - قصص الأنبياء ص ٣٠٣.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣٩ ح ١١٧، وعنه في البرهان ج ١ ص ٣٦٦ ح ٤.

(١) في المصدر: وأفضل.

(٢) النساء ٤: ٣٢.

٢٥١

٤٦ -( باب استحباب الدعاء لسعة الرزق، وإن لم يقيد بالحلال)

٥٨٠٦ / ١ - الشيخ الطوسي في اماليه: عن احمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن علي بن معمر، عن رجل جعفي، قال: كنا عند ابي عبداللهعليه‌السلام ، فقال رجل: اللهم اني أسألك رزقا طيبا، قال فقال أبو عبداللهعليه‌السلام : « هيهات هيهات، هذا قوت الانبياء، ولكن سل رزقا لا يعذبك عليه يوم القيامة، هيهات ان الله يقول،( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) (٢) ».

٤٧ -( باب كراهة الدعاء للرزق، ممن أفسد ماله، أو انفقه في غير حق، أو ادانه بغير بيّنة، أو ترك السعي، وكراهة الدعاء على الزوجة والجار، مع امكان الاستبدال بهما، وعلى ذي الرحم)

٥٨٠٧ / ١ - الصدوق في الخصال: عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن احمد بن علي الكوفي، ومحمد بن الحسين، عن محمد بن حماد الحارثي، عن ابي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خمسة

____________________________

 الباب - ٤٦

١ - امالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ٢٩١.

(١) المؤمنون ٢٣: ٥١.

 الباب - ٤٧

١ - الخصال ص ٢٩٩ ح ٧ ٧١ وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٥٦ ح ١٠.

٢٥٢

لا يستجاب لهم: رجل جعل الله بيده طلاق امرأته، فهي تؤذيه، وعنده ما يعطيها، ولم يخل سبيلها، ورجل ابق مملوكه ثلاث مرات، ولم يبعه، ورجل مر بحائط مائل وهو يقبل إليه، ولم يسرع المشي حتى سقط عليه، ورجل اقرض رجلا مالا، فلم يشهد عليه، ورجل جلس في بيته وقال: اللهم ارزقني، ولم يطلب ».

٥٨٠٨ / ٢ - القطب الراوندي في دعواته، قال: قال الصادقعليه‌السلام : « اربعة لا يستجاب لهم دعاء: رجل جالس في بيته، يقول: يا رب ارزقني، فيقول له: الم آمرك بالطلب؟ ورجل كانت له امرأة، فدعا علها، فيقول له: الم اجعل امرها بيدك؟ ورجل كان له مال فافسده، فيقول، يا رب ارزقني، فيقول له: الم آمرك بالاقتصاد؟ الم آمرك بالاصلاح؟ ثم قرأ (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ) (١) ورجل كان له مال، فادانه بغير بينة، فيقول: الم آمرك بالشهادة؟ ».

٥٨٠٩ / ٣ - زيد النرسي في اصله: سمعت ابا الحسن موسىعليه‌السلام يقول: « قال ابي جعفرعليه‌السلام : يا بني، ان من ائتمن شارب الخمر على امانة، فلم يؤدها إليه، لم يكن له على الله ضمان ولا اجر، ولا خلف، ثم ان ذهب ليدعو الله عليه، لم يستجب الله دعاءه ».

٥٨١٠ / ٤ - تفسير الامامعليه‌السلام ، قال: « قال أميرالمؤمنين

____________________________

٢ - دعوات الراوندي ص ٧، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٦٠ ح ٢١.

(١) الفرقان ٢٥: ٦٧.

٣ - كتاب زيد النرسي ص ٥٠.

٤ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٧٤.

٢٥٣

عليه‌السلام : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول: ثلاثة لا يستجيب الله لهم، بل يعذبهم ويوبخهم، اما احدهم فرجل ابتلي بامرأة سوء، فهي تؤذيه وتضاره وتعيب عليه دنياه، ويبغضها ويكرهها وتفسد عليه آخرته، فهو يقول: اللهم يا رب(١) خلصني منها، يقول الله: يا أيها الجاهل، خلصتك منها، وجعلت طلاقها بيديك، والتقصي(٢) منها طلاقها، وانبذها عنك نبذ الجورب الخلق المذق(٣) ، والثاني رجل مقيم في بلد واستوبله(٤) ، ولا يحضر له فيه كلما يريده، وكلّما التمسه حرمه، يقول: اللهم يا رب(٥) خلصني من هذا البلد الذي استوبلته، يقول الله عزوجل: يا عبدي قد خلصتك من هذا البلد، وقد اوضحت لك طرق الخروج منه، ومكنتك من ذلك، فاخرج منه إلى غيره، تجتلب عافيتي وتسترزقني، والثالث رجل اوصاه الله تعالى، بان يحتاط لدينه بشهود وكتاب، فلم يفعل(٦) ، ودفع ماله إلى غير ثقة، بغير وثيقة، فجحده أو بخسه، فهو يقول: اللهم ردّ علي(٧) ، قال الله عزوجل: قد علمتك كيف تستوثق لمالك، ليكون محفوظاً، لئلا يتعرض للتلف، فابيت، وانت الآن تدعوني، وقد ضعيت مالك واتلفته، وخالفت(٨) وصيتي فلا استجيب لك ».

____________________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) في نسخة: والتخلص، منه قده.

(٣) ليس في المصدر، والظاهر أن الصحيح « مزق »، جاء في لسان العرب ج ١٠ ص ٣٢٤، المزقة: القطعة من الثوب، ويقال: ثوب مزيق ومَزِق.

(٤) جاء في هامش المخطوط، منع قده: « استوبل فلان الارض إذا لم توافقه وان كان محبّاً لها ».

(٥) ليس في المصدر.

(٦) وفيه زيادة: ذلك.

(٧) وفيه زيادة: مالي.

(٨) في نسخة: غيّرت، منه قدّه.

٢٥٤

٤٨ -( باب استحباب دعاء الحاج والغازي والمريض، ووجوب توقي دعائهم، بترك أذاهم)

٥٨١١ / ١ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله: اخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : دعا موسى، وامّن هارون، وامنّت الملائكة، فقال الله عزّوجلّ: استقيما فقد اجيبت دعوتكما، ومن غزا في سبيل الله عزّوجلّ استجيبت له، كما استجيبت لكما، إلى يوم القيامة ».

٥٨١٢ / ٢ - الراوندي في دعواته، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ثلاث دعوات مستجابة، دعاء الحاج (فيمن يخلف)(١) أهله، ودعاء المريض فلا تؤذوه ولا تضجروه، ودعاء المظلوم ».

٤٩ -( باب وجوب توقي دعوة المظلوم بترك الظلم، ودعوة الوالدين بترك العقوق، واستحباب دعاء المظلوم والوالدين)

٥٨١٣ / ١ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله قال: اخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى قال: حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد،

____________________________

 الباب - ٤٨

١ - الجعفريات ص ٧٦.

٢ - دعوات الراوندي ص ٦، عنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٦٠ ح ٢١.

(١) في المصدر: في تخلف.

 الباب - ٤٩

١ - الجعفريات ص ١٨٦.

٢٥٥

عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اياكم ودعوة الوالد، فانها ترفع فوق السحاب، حتى ينظر الله تعالى إليها، فيقول: ارفعوها اليّ، حتى استجيب له، فاياكم ودعوة الوالد، فانها احدّ من السيف ».

٥٨١٤ / ٢ - وبهذا الاسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوه الوالد على ولده ».

ورواهما السيد الراوندي في نوادره(١) : باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، مثله.

٥٨١٥ / ٣ - أبوالفتح الكراجكي في معدن الجواهر: عنهمعليهم‌السلام : ستة لا يحجب(١) لهم عن الله دعوة: الإمام المقسط، والوالد البار لولده، والولد الصالح لوالده، والمؤمن لاخيه بظهر الغيب، والمظلوم، يقول الله: لا نتقمن لك ولو بعد حين، والفقير المنعم عليه، إذا كان مؤمنا ».

٥٨١٦ / ٤ - ثقة الإسلام في الكافي: عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن ابي عبداللهعليه‌السلام .

وعن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن محمد بن سنان، عن

____________________________

٢ - الجعفريات ص ١٨٧.

(١) نوادر الراوندي ص ٥ وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٥٨ ح ١٧.

٣ - معدن الجواهر ص ٥٥، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٦٠ ح ٢٠.

(١) في المصدر: تحجب.

٤ - الكافي ج ٨ ص ٨.

٢٥٦

اسماعيل بن جابر، عن ابي عبداللهعليه‌السلام ، انه قال في رسالته إلى اصحابه: « واياكم ان تعينوا على مسلم مظلوم، فيدعو الله عليكم، فيستجاب له فيكم، فان ابانا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان يقول: ان دعوه [ المسلم ](١) المظلوم مستجابة » الخبر.

٥٨١٧ / ٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: حكى ابن الاشجعي قال: اني كنت في اسر العدو، وهم يبعثوني مع جمالهم إلى الرعي كل يوم، وحولي جماعة منهم، فرأيت يوما خلوة منهم، فركبت ناقة وسقتها، فجاء بعدي تمام المائة، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « هي كلها لك، والله ساقها لدعاء والدك ».

٥٠ -( باب تحريم الدعاء على المؤمن بغير حق، وكراهة الاكثار من الدعاء على الظالم والملوك)

٥٨١٨ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: عن تاريخ الخطيب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « سألت الله ان لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه ».

٥٨١٩ / ٢ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن عبادة بن الصامت، ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « ما على الارض من رجل مسلم،

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - لب الباب: مخطوط.

 الباب - ٥٠

١ - فلاح السائل: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، ونقله عنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٧٨ ح ٢١.

٢ - درر اللآلي ج ١ ص ٣٨.

٢٥٧

يدعو الله بدعوة، الا اتاه الله اياها وكف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع باثم أو قطيعة ».

٥١ -( باب استحباب الدعاء على العدو، خصوصاً إذا أدبر)

٥٨٢٠ / ١ - الكشي في رجاله: عن حمدويه بن نصير قال: حدثني العبيدي، عن ابن ابي عمير، عن ابن ابي نجران، عن حماد الناب، عن المسعمي - في حديث - انه لما قتل المعلى بن خنيس، وبلغ ذلك ابا عبداللهعليه‌السلام ، خرج يجر ذيله، حتى دخل على داود بن علي، واسماعيل ابنه خلفه، فقال « يا داود، قتلت مولاي، واخذت مالي فقال: ما انا قتله، ولا اخذت مالك، فقال: والله لادعون الله، على من قتل مولاؤ واخذ مالي » الخبر.

٥٨٢١ / ٢ - ابن شهر آشوب في المناقب: روى الاعمش، والربيع، وابن سنان، وعلي بن حمزة، وحسين بن ابي العلاء، وابوالمعزى، وابوبصير، ان داود بن علي بن عبدالله بن العباس، لما قتل المعلى بن خنيس واخذ ماله، قال الصادقعليه‌السلام : قتلت مولاي واخذت مالي، اما علمت ان الرجل ينام على الثكل(١) ولا ينام على الحرب(٢) ، والله(٣) لأدعون الله عليك » فقال له داود: تهددنا

____________________________

 الباب - ٥١

١ - رجال الكشي ج ٢ ص ٦٧٥ ح ٧٠٨.

٢ - المناقب ج ٤ ص ٢٣٠.

(١) الثكل: فقد الولد (مجمع البحرين ج ٥ ص ٣٣٢.).

(٢) الحَـرَب، بالتحريك: نهب مال الانسان وتركه لا مال له (مجمع البحرين ج ٢ ص ٣٨).

(٣) في المصدر: أما والله.

٢٥٨

بدعائك، كالمستهزئ، بقوله الخبر.

٥٨٢٢ / ٣ - البرسي في المشارق: عن ابي بصير، عن ابي عبداللهعليه‌السلام - في حديث المعلى - انه قال: « يا داود، قتلت مولاي وكيلي، وما كفاك القتل حتى صلبته، والله لادعون الله عليك، فيقتلك كما قتله » فقال له داود: تهددني بدعائك، ادع الله لك، فإذا استجاب لك، فادعه علي، فخرج أبو عبداللهعليه‌السلام مغضبا، فلما جن الليل اغتسل واستقبل القبلة، ثم قال:

« يا ذا يا ذي يا ذو، آتِ داود سهماً من سهام قهرك، تبلبل به قلبه ».

ثم قال لغلامه: « اخرج واسمع الصياح » فجاء الخبر، ان داود قد هلك.

٥٨٢٣ / ٤ - ابن شهر آشوب في المناقب: قال: بلغ الصادقعليه‌السلام ، قول الحكيم بن العباس الكلبي:

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة

ولم ار مهديا على الجذع يصلب

وقستم بعثمان عليا سفاهة

وعثمان خير من علي واطيب

فرفع الصادقعليه‌السلام ، يديه إلى السماء وهما يرعشان، فقا: ل « اللهم ان كان عبدك كاذبا، فسلط عليه كلبك » فبعثه بنو امية إلى الكوفة، فبينما هو يدور في سككها إذ افترسه الاسد الخبر.

ورواه الطبري في دلائ الإمامة(١) : مسندا، بابسط من هذا.

____________________________

٣ - مشارق الأنوار ص ٩٢.

٤ - المناقب ج ٤ ص ٢٣٤.

(١) دلائل الامامة ص ١١٥.

٢٥٩

٥٨٢٤ / ٥ - الصدوق في العيون: عن احمد بن يحيى، عن احمد بن محمد الوراق، عن علي بن هارون، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي، عن ابيه، عن علي بن يقطين، قال: انهي الخبر إلى ابي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، وعنده جماعة من اهل بيته، بما عزم عليه موسى بن المهدي في امره - إلى ان قال - فمد(١) عليه‌السلام يده إلى السماء، فقال: « الهي(٢) كم من عدو شحذ لي ظبه مديته(٣) » الدعاء، قال: ثم تفرق القوم، فما اجتمعوا الا لقراءة الكتاب الوارد [ عليه ](٤) بموت موسى بن المهدي الخبر، والاخبار في هذا المعنى كثيرة.

٥٨٢٥ / ٦ - السيد علي بن طاووس في كتاب المجتنى، نقلا من كتاب دفع الهموم والاحزان، لاحمد بن داود النعماني، قال: شكا رجل إلى الحسن بن عليعليهما‌السلام ، جارا يؤذيه، فقال له الحسنعليه‌السلام : « إذا صليت المغرب، فصلّ ركعتين، فقل: يا شديد المحال، يا عزيزا ذلّلت بعزتك جميع ما خلقت، اكفني شر فلان بما شئت » قال: ففعل الرجل ذلك، فلما كان في جوف الليل، سمع الصراخ وقيل: فلان قد مات الليلة.

ورواه في موضع آخر(١) : نقل عن الزمخشري في كتاب ربيع

____________________________

٥ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ پ ص ٧٩ ح ٧.

(١) في المصدر: رفع.

(٢) وفيه: اللهم.

(٣) ظبة: الطرف الحاد (لسان العرب ج ١ ص ٥٦٨) والمدية: السكين (لسان العرب ج ١٥ ص ٢٧٣).

(٤) أثبتناه من المصدر.

٦ - المجتنى ص ١.

(١) المجتنى ص ٢٠.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434