بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 199412 / تحميل: 7652
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

يزرعون، فألقى الله بينه وبين ولد آدم العداوة.

وروي: لا تقتلوا الخطاطيف، فإنهن يبتن على بيت المقدس حتى كسر.

[١٩٣٣٨] ٤ - وفي الخرائج: عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سأله رجل عن الخطاف، فقال: « لا تؤذوه، فإنه لا يؤذي شيئا، وهو طير يحبنا أهل البيت ».

٢٨ -( باب كراهة قتل الهدهد والصرد والصوام والنحل والنمل والضفدع، وجواز قتل الغراب والحداة والحية والعقرب والكلب العقور)

[١٩٣٣٩] ١ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لا تقتلوا الهدهد لرسالة سليمان، ولا الضفدع لأنه كان يطفئ نار إبراهيم، ولا النمل لأنه كان منذرا من النمل، ولا النحل لأنه فيه الشفاء، ولا الصرد لأنه كان دليلا على بناء الكعبة ».

[١٩٣٤٠] ٢ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « خمس فواسق تقتل في الحل والحرم: الغراب، والحداة والكلب، والحية، والفأرة ».

[١٩٣٤١] ٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن قتل أربعة من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد.

[١٩٣٤٢] ٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: من ترك الحيات

__________________

٤ - الخرائج والجرائح ص ١٦٠.

الباب ٢٨

١ - لب اللباب: مخطوط.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٦ ح ٢٢.

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٨ ح ٢٢٥.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨٠ ح ١٣٤.

١٢١

مخافة طلبهن فليس منا، ما سالمناهن منذ حاربناهن.

[١٩٣٤٣] ٥ - محمد بن الحسن الصفار في البصائر: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن عبد الله بن فرقد قال: خرجنا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام متوجهين إلى مكة، حتى إذا كنا بسرف(١) استقبله غراب ينعتق في وجهه، فقالعليه‌السلام : « مت جوعا، ما تعلم شيئا إلا ونحن نعلمه، إلا أنا أعلم بالله منك » فقلنا: هل كان في وجهه شئ؟ قال: « نعم، سقطت ناقة بعرفات ».

[١٩٣٤٤] ٦ - البحار، عن دلائل الطبري: عن عبد الله بن هبة الله، عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن النضر، مثله.

[١٩٣٤٥] ٧ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسن بن زياد، عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: « لقد أخبرني أبي، عن جدي: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى عن قتل الستة: النحلة، والنملة، والضفدع، والصرد، والهدهد، والخطاف، فأما النحلة فإنها تأكل طيبا وتضع طيبا وهي التي أوحى الله عز وجل إليها، ليست من الجن ولا الانس، وأما النملة فإنهم قحطوا على عهد سليمان بن داود، فخرجوا يستسقون فإذا هم بنملة قائمة على رجلها، مادة

__________________

٥ - بصائر الدرجات ص ٣٦٥ ح ٢١.

(١) سرف بفتح السين وكسر الراء: موضع على ستة أميال من مكة. تزوج به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ميمونة بنت الحارث.. ( معجم البلدان ج ٣ ص ٢١٢ ).

٦ - بحار الأنوار ج ٦٤ ص ٢٦١ ح ١٣ عن دلائل الطبري ص ١٣٥.

٧ - الخصال ص ٣٢٦ ح ١٨.

١٢٢

يدها إلى السماء، وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك، لا غنى بنا عن فضلك، فارزقنا من عندك، ولا تؤاخذنا بذنوب سفهاء ولد آدم، فقال لهم سليمان: ارجعوا إلى منازلكم، فإن الله تبارك وتعالى قد سقاكم بدعاء غيركم، وأما الضفدع فإنه لما أضرمت النار [ على إبراهيم ](١) شكت هوام الأرض إلى الله عز وجل واستأذنته أن تصب عليها الماء، فلم يأذن الله عز وجل لشئ منها الا للضفدع، فاحترق منه(٢) الثلثان وبقي منه الثلث، وأما الهدهد فإنه كان دليل سليمان إلى ملك بلقيس، وأما الصرد فإنه كان دليل آدم من بلاد سرانديب إلى بلاد جدة شهرا » الخبر.

٢٩ -( باب كراهة قتل القنبرة، وأكلها، وسبها، واعطائها الصبيان يلعبون بها)

[١٩٣٤٦] ١ - الشيخ الطوسي في مجالسه: عن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان، عن أبيه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد البرقي، عن علي بن محمد القاساني، عن أبي أيوب المدني، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام ، قال: « لا تأكلوا القبرة، ولا تسبوها، ولا تعطوها الصبيان يلعبون بها )(١) ، فإنها كثيرة التسبيح لله، وتسبيحها: لعن الله مبغضي آل محمدعليهم‌السلام ».

[١٩٣٤٧] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « كان علي بن الحسينعليهما‌السلام ، يقول: ما أزرع الزرع لطلب الفضل فيه، وما أزرعه إلا ليتناوله الفقير وذو

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في الحجرية: « منها » وما أثبتناه من المصدر.

الباب ٢٩

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٩٩.

(١) في المصدر: لا تقتلوا القنبرة ولا تأكلوا لحمها.

٢ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٩٩.

١٢٣

الحاجة، وليتناوله القنبرة خاصة من الطير ».

[١٩٣٤٨] ٣ - الحافظ البرسي في مشارق الأنوار: عن محمد بن مسلم قال: خرجت مع أبي جعفرعليه‌السلام ، فإذا نحن بقاع مجدب يتوقد حرا، وهناك عصافير فتطايرن ودرن حول بغلته فزجرها، وقال: « لا، ولا كرامة » قال: ثم صار إلى مقصده، فلما رجعنا من الغد وعدنا إلى القاع، فإذا العصافير قد طارت ودارت حول بغلته ورفرفت، فسمعته يقول: « اشربي وأروي » فنظرت وإذا في القاع ضحضاح من الماء، فقلت: يا سيدي، بالأمس منعتها واليوم سقيتها، فقال: « اعلم أن اليوم خالطها القنابر فسقيتها، ولولا القنابر لما سقيتها » فقلت: يا سيدي، وما الفرق بين القنابر والعصافير؟ فقال: « ويحك أما العصافير فإنهم موالي زفر لأنهم منه، وأما القنابر فإنهم من موالينا - أهل البيت - وإنهم يقولون في صفيرهم: بوركتم أهل البيت، وبوركت شيعتكم، ولعن الله أعداءكم » الخبر.

٣٠ -( باب جواز قتل الحيات، وقتل كل حيوان يوجد في البرية من الوحش إلا الجان وما نص على النهي عنه، وكراهة قتل حياة البيوت، وكراهة تركهن مخافة تبعتهن)

[١٩٣٤٩] ١ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن سليمان الجعفري، عن الرضاعليه‌السلام : أن عصفورا وقع بين يديه وجل يصيح ويضطرب، فقال: « أتدري ما يقول؟ » فقلت: لا، فقال: « قال لي: إن حية تريد أن تأكل فراخي في البيت، فقم وخذ تلك النسعة(١) ، وادخل البيت واقتل الحية » فقمت وأخذت النسعة ودخلت البيت، فإذا هي حية

__________________

٣ - مشارق الأنوار ص ٩٠ باختلاف يسير، وعنه في البحار ج ٦٤ ص ٣٠٣ ح ٦.

الباب ٣٠

١ - لب اللباب: مخطوط.

(١) النسعة: سير ينسخ عريضا تشد به رحال الإبل ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٣٩٧ ).

١٢٤

تجول في البيت فقلتها.

[١٩٣٥٠] ٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « سمعت ( رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من قتل حية )(١) فكأنما قتل كافرا، ومن تركهن خشية ثأرهن، فقد كفر بما أنزل الله على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٩٣٥١] ٣ - المولى سعيد المزيدي في كتاب تحفة الاخوان: عن الصادقعليه‌السلام في خبر طويل في كيفية خلقه آدم ودخوله الجنة واخراجه منها، - إلى أن قال -: ثم أتى بالحية، وقد جذبتها الملائكة جذبة هائلة وقطعوا يديها ورجليها، وإذا هي مسحوبة على وجهها، مبطوحة على بطنها، لا قوائم لها، وصارت ممدودة شرحة، ومنعت النطق وصارت خرساء مشقوقة اللسان، فقالت لها الملائكة: لا رحمك الله، ورحم الله من يرحمك، ونظر إليها آدم وحواء، والملائكة يرجمونها من كل ناحية.

[١٩٣٥٢] ٤ - وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من قتل الحية فله سبع حسنات، ومن تركها ولم يقتلها مخافة شرها لم يكن له في ذلك أجر، ومن قتل وزغة فله حسنة، ومن قتل حية فله حسنات مضاعفة ».

وقال ابن عباس: من قتل حية أحب إلي من قتل كافر.

٣١ -( باب تحريم صيد حمام الحرم)

[١٩٣٥٣] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن علي بن الحسينعليهما‌السلام :

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢٤٦.

(١) ما بين القوسين بياض في المصدر.

٣ - تحفة الاخوان ص ٧٢.

٤ - تحفة الاخوان ص ٧٢.

الباب ٣١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٦ ح ١٢٦٧.

١٢٥

أنه نظر إي حمام مكة فقال: « هل تدرون ما أصل كون هذا الحمام [ بالحرم ](١) ؟ فقالوا: أنت أعلم يا بن رسول الله فأخبرنا، قال: » كان فيما مضى رجل قد آوى إلى داره حمام، فاتخذ عشا في خرق في جذع نخلة كانت في داره، فكان الرجل ينظر إلى فراخه، فإذا همت بالطيران رقى إليها فأخذها فذبحها، والحمام ينظر إلى ذلك ويحزن له حزنا عظيما، فمر له على ذلك دهر طويل لا يطير له فرخ، فشكا ذلك إلى الله عز وجل، فقال الله تبارك وتعالى: لئن عاد هذا العبد إلى ما يصنع بهذا الطائر لأعجلن منيته قبل أن يصل إليه(٢) ، فلما أفرخ الحمام واستوت أفراخه، صعد الرجل للعادة، فلما ارتقى بعض النخلة وقف سائل ببابه فنزل فأعطاه شيئا، ثم ارتقى فأخذ الفراخ فذبحها(٣) [ والطير ينظر ما يحل به فقال: ما هذا يا رب؟ ](٤) فقال الله عز وجل: إن عبدي سبق بلائي بالصدقة، وهي تدفع البلاء، ولكني سأعوض هذا الحمام عوضا صالحا، وأبقي له نسلا لا ينقطع(٥) ، فألهمه الله عز وجل المصير إلى هذا الحرم، وحرم صيده، فأكثر ما ترون من نسله، وهو أول حمام سكن الحرم.

٣٢ -( باب جواز قتل كلاب الهراش(*) ، دون كلب الصيد والماشية والحائط وجواز بيع كلب الصيد)

[١٩٣٥٤] ١ - عوالي اللآلي: وفي الحديث: أن جبرئيل نزل إلى النبي ( صلى

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: إليها.

(٣) في الحجرية: « فذبحه » وما أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه المصدر.

(٥) في المصدر زيادة: ما أقامت الدنيا، فقال الطير: رب وعدتني بما وثقت بقولك وإنك لا تخلف الميعاد.

الباب ٣٢

* الهراش: المقاتلة بين الكلاب ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٦٣ ).

١ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٤٨ ح ٤١٤

١٢٦

الله عليه وآله ) فوقف بالباب واستأذن، فأذن له فلم يدخل، فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال: « مالك؟ » فقال: إنا معاشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة، فنظروا [ فإذا ](١) في بعض بيوتهم كلب، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا أدع كلبا بالمدينة إلا قتلته » فهربت الكلاب حتى بلغت العوالي(٢) ، فقيل: يا رسول الله، كيف الصيد بها وقد أمرت بقتلها؟ فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاء الوحي باقتناء الكلاب التي ينتفع بها، فاستثنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كلاب الصيد، وكلاب الماشية وكلاب الحرث، واذن في اتخاذها.

[١٩٣٥٥] ٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لولا أن الكلاب أمة لأمرت بقتلها، ولكن اقتلوا منها كل أسود بهيم ».

وقال: « الأسود شيطان ».

الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن عبد الله بن معقل، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

[١٩٣٥٦] ٣ - وعن أبي رافع: أن جبرئيل نزل يوما إلى باب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاستأذن فأذن له، وقال: « ادخل »، فوقف بالباب ولم يدخل، فقال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : « مالك لا تدخل، وقد أذنت؟ » فقال: يا رسول الله، كذلك، ولكن لا ندخل في بيت فيه صورة أو كلب، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « انظروا » فوجد جرو كلب في بعض البيوت، فأمر فأخرج.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) العوالي: بساتين بينها وبين المدينة أربعة أميال ( معجم البلدان ج ٤ ص ١٦٦ ).

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٦ ح ٢١.

(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٠٣.

٣ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٠٢.

١٢٧

قال أبو رافع: فأمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن أقتل كلاب المدينة، فطلبت في المدينة وقتلت كل كلب رأيته، وسرت إلى أعلى المدينة، وكان لامرأة كلب يحرسها فرحمتها واطلقت كلبها، ورجعت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأخبرته فقال لي: « اذهب إليه فاقتله » فقتلته.

قال: فلما أمر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقتلوا الكلاب، قال له أصحابه: يا رسول الله، ليس شئ من الكلاب التي أمرتنا بقتلها حلالا لنا؟ فلم يجبهم بشئ فأنزل الله قوله:( وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِ‌حِ مُكَلِّبِينَ ) (١) الآية، فلما نزلت الآية رخصصلى‌الله‌عليه‌وآله في اقتناء كلب الصيد، وكل كلب فيه منفعة، مثل كلب الماشية، وكلب الحائط والزرع، رخصهم في اقتنائه، ونهى عن اقتناء ما ليس فيه نفع، وأمرنا أن نقتل الكلب المجنون والعقور، ورفع القتل عن كلب ليس بعقور ولا مضر.

[١٩٣٥٧] ٤ - الشيخ الطوسي في التبيان: عن سلمى أم رافع، عن أبي رافع قال: جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يستأذن عليه فأذن له، فقال: « قد أذنا(١) لك [ يا ](٢) رسول الله »، قال: أجل ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب.

قال أبو رافع: فأمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن أقتل كل كلب بالمدينة، فقتلت حتى انتهيت إلى امرأة عندها كلب ينبح عليها(٣) ، فتركته رحمة لها، وجئت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته، فأمرني فرجعت وقتلت الكلب، فجاؤوا فقالوا: يا رسول الله، ما يحل لنا

__________________

(١) المائدة ٥: ٤.

٤ - التبيان ج ٣ ص ٤٣٩ ومجمع البيان ج ٢ ص ١٦٠.

(١) في الحجرية: « اذن » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) ينبح عليها: كناية عن حراسة الكلب لها.

١٢٨

من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنزل الله:( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ) (٤) الآية.

٣٣ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الصيد)

[١٩٣٥٨] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحمامات الطيارات حاشية المنافقين ».

[١٩٣٥٩] ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : « أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، رأى رجلا يرسل طيرا فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : شيطان يتبع شيطانا ».

[١٩٣٦٠] ٣ - أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد بن محمد الأشعث قال: حدثني خست بن أحرم الششتري، حدثنا أبو عصام، حدثنا أبو سعد الساعدي، عن أنس بن مالك: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، رأى رجلا يطلب حماما، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « شيطان يطلب شيطانا ».

[١٩٣٦١] ٤ - دعائم الاسلام: قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « ولا يصاد من الطير إلا ما أضاع التسبيح ».

[١٩٣٦٢] ٥ - البرقي في المحاسن: عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن أبي عاصم، عن هاشم بن ماهويه المداري، عن الوليد بن أبان الرازي قال:

__________________

(٤) المائدة ٥: ٤.

الباب ٣٣

١ - الجعفريات ص ١٧٠.

٢ - الجعفريات ص ١٧٠.

٣ - الجعفريات ص ١٧٠.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٦٨ ح ٦٠١.

٥ - المحاسن ص ٦٢٧ ح ٩٤.

١٢٩

كتب ابن زاذان فروخ إلى أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، يسأله عن الرجل يركض في الصيد، لا يريد بذلك طلب الصيد، وإنما يريد بذلك التصحيح، قال: « لا بأس بذلك إلا اللهو ».

[١٩٣٦٣] ٦ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: في آداب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان يأكل الدجاج ولحم الوحش ولحم الطير الذي يصاد، وكان لا يبتاعه ولا يصيده، ويحب أن يصاد له ويؤتى به مصنوعا فيأكله، أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله.

[١٩٣٦٤] ٧ - زيد الزراد في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « أما الصيد فإنه سعي باطل، وإنما أحل الله الصيد لمن اضطر إلى الصيد، وليس المضطر إلى طلبه سعيه فيه باطل - إلى أن قال - وإن كان ممن يطلبه للتجارة، وليست له حرفة إلا من طلب الصيد فإن سعيه حق ».

[١٩٣٦٥] ٨ - القضاعي في الشهاب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من قتل عصفورا عبثا، جاء يوم القيامة وله صراخ حول العرش، يقول: رب سل هذا فيم قتلني من غير منفعة؟ ».

[١٩٣٦٦] ٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من اتبع الصيد غفل ».

__________________

٦ - مكارم الأخلاق ص ٣٠.

٧ - بل أصل زيد النرسي ص ٥٠.

٨ - شهاب الاخبار ص ٢٢١ ح ٣٩٥، ورواه في دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٥ ح ٦٢٩ باختلاف يسير.

٩ - شهاب الاخبار ص ١٤٤ ح ٢٧٦، وعنه في البحار ج ٦٥ ص ٢٨١ ح ٢٩.

١٣٠

أبواب الذبائح

١ -( باب أنه لا يجوز تذكية الذبيحة بغير الحديد، من ليطة(*) أو مروة(*) أو عود أو حجر أو قصبة ونحوها، في حال الاختيار)

[١٩٣٦٧] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن الذبح بغير الحديد.

[١٩٣٦٨] ٢ - وعن علي وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « لا ذكاة إلا بحديدة ».

٢ -( باب كيفية الذبح والنحر، وجملة من أحكامه)

[١٩٣٦٩] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من ذبح ذبيحة فليحد شفرته، وليرخ(١) ذبيحته ».

__________________

أبواب الذبائح

الباب ١

* الليطة: القطعة المحددة من القصب ( لسان العرب ج ٧ ص ٣٩٧ ).

* المروة: حجر أبيض براق، وعقب ابن الأثير هذا بقوله: والمراد بالذبح جنس الأحجار لا المروة نفسها. وقد تكرر ذكرها في الحديث ( النهاية ج ٤ ص ٣٢٤ ).

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٦ ح ٦٣٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٧ ح ٦٣٧.

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٤ ح ٦٢٤.

(١) كذا في الطبعة الحجرية، وفي المصدر: وليرم

١٣١

[١٩٣٧٠] ٢ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا أردت أن تذبح ذبيحة فلا تعذب البهيمة، أحد الشفرة، واستقبل القبلة، ولا تنخعها(١) حتى تموت ».

[١٩٣٧١] ٣ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « يرفق بالذبيحة ولا يعنف بها قبل الذبح ولا بعده » وكره أن يضرب عرقوب(١) الشاة بالسكين.

[١٩٣٧٢] ٤ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن الشاة تذبح قائمة، قال: « لا ينبغي ذلك، السنة أن تضجع ويستقبل بها القبلة ».

[١٩٣٧٣] ٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن البعير يذبح أو ينحر، قال: « السنة أن ينحر » قيل: كيف ينحر؟ قال: « يقام قائما حيال القبلة، وتعقل يده الواحدة، ويقوم الذي ينحره حيال القبلة، فيضرب في لبته بالشفرة حتى تقطع وتفرى(١) ».

٣ -( باب أنه لا يحل الذبح من غير المذبح، ولا يجوز أكل الذبيحة بذلك في حال الاختيار)

[١٩٣٧٤] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤ ١٧ ح ٦٢٥.

(١) نخع الذبيحة: هو أن يقطع نخاعها قبل موتها. ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٣٩٥ ).

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٩ ح ٦٤٨.

(١) عرقوب الدابة: العصب الغليظ المؤثر خلف الكعبين بين مفصل الساق والقدم.

( مجمع البحرين ج ٢ ص ١١٩ ).

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٩ ح ٦٥١.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨٠ ح ٦٥٢.

(١) الفري: الشق والقطع ( لسان العرب ج ١٥ ص ١٥٢ ).

الباب ٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٦ ح ٦٣٦.

١٣٢

نهى عن الذبح إلا في الحق(١) .

[١٩٣٧٥] ٢ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « ولا تؤكل ذبيحة لم تذبح من مذبحها ».

وعنهعليه‌السلام أنه قال: « اذبح من المذبح » الخبر(١) .

[١٩٣٧٦] ٣ - الصدوق في المقنع: ولا تأكل من ذبيحة لم تذبح من مذبحها.

٤ -( باب أن الإبل مختصة بالنحر، وما سواها بالذبح، وأنه لو ذبح المنحور أو نحر المذبوح لم يحل أكله وكان ميتة)

[١٩٣٧٧] ١ - الصدوق في المقنع: وإذا ذبحت البقر من المنحر فلا تأكلها، فإن البقر تذبح ولا تنحر، وما نحر فليس بذكي.

[١٩٣٧٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن البقر ما يصنع بها تنحر أن تذبح؟ قال: « السنة أن تذبح وتضجع للذبح، ولا بأس إن نحرت ».

٥ -( باب كراهة نخع الذبيحة قبل أن تموت)

[١٩٣٧٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن علي

__________________

(١) الحلق: مخرج النفس، ومساغ الطعام والشراب وهو المذبح ( لسان العرب ج ١٠ ص ٥٨ ).

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٦ ح ٦٣٦.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٧٥ ح ٦٣١.

٣ - المقنع ص ١٣٩.

الباب ٤

١ - المقنع ص ١٣٩.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨٠ ح ٦٥٣.

الباب ٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٥ ح ٦٣١.

١٣٣

عليهما‌السلام ، أنه قال: « اذبح في المذبح - يعني دون الغلصمة(١) - ولا تنخع الذبيحة، ولا تكسر الرقبة حتى تموت ».

[١٩٣٨٠] ٢ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عمن ينخع الذبيحة من قبل أن تموت، قال: « أساء، ولا بأس بأكلها ».

[١٩٣٨١] ٣ - وعن أبي جفرعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « ولا تنخعها حتى تموت » يعني بقوله: لا تنخعها: قطع النخاع وهو عظم في العنق.

[١٩٣٨٢] ٤ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أنه ركب بغلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشهباء بالكوفة، فأتى سوقا سوقا، فأتى طاق اللحامين، فقال بأعلى صوته: « يا معشر القصابين، لا تنخعوا، ولا تعجلوا الأنفس حتى تزهق » الخبر.

[١٩٣٨٣] ٥ - مجموعة الشهيد: في مناهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن النخع، قال: وهو القتل الشديد، وهو قطع النخاع مبالغة، وهو خيط الرقبة، والبخع بالباء أيضا: القتل الشديد، وبه نطق القرآن.

٦ -( باب أن الذبيحة إذا سخلت قبل أن تموت، لم يحل أكلها)

[١٩٣٨٤] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه

__________________

(١) الغلصمة: هي الموضع الناتئ في الرقبة ( انظر لسان العرب ج ١٢ ص ٤٤١ ).

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٥ ح ٦٣٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٤ ح ٦٢٥.

٤ - الجعفريات ص ٢٣٨.

٥ - مجموعة الشهيد: مخطوط.

الباب ٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٥ ح ٦٣٠.

١٣٤

نهى أن تسلخ الذبيحة، أو يقطع رأسها، قبل أن تموت وتهدأ.

٧ -( باب أن من قطع رأس الذبيحة غير متعمد، لم يحرم أكلها)

[١٩٣٨٥] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن قطع رأس الذبيحة في وقت الذبح.

[١٩٣٨٦] ٢ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « ولا يعتمد الذابح قطع الرأس، فإن ( ذلك جهل )(١) ».

[١٩٣٨٧] ٣ - وعنه وعن أبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا فيمن لم يتعمد قطع رأس الذبيحة في وقت الذبح، ولكن سبقه السكين فأبان رأسها، قالا: « تؤكل إذا لم يتعمد ذلك ».

[١٩٣٨٨] ٤ - الصدوق في المقنع: وإذا ذبحت فسبقت الحديدة فأبانت الرأس، فكله إذا خرج الدم.

٨ -( باب أن الذبيحة إذا استصعبت وامتنعت من الذبح، أو سقطت في بئر ونحوه، جاز قتلها بالسلاح، وحل أكلها بشرط التسمية، فإن أدرك ذكاتها بعد لم تحل إلا بالذكاة)

[١٩٣٨٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ولو تردى ثور أو بعير في بئر أو حفرة، أو هاج

__________________

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٦ ح ٦٣٣.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٦ ح ٦٣٥.

(١) في المصدر: جهل ذلك فلا بأس.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٦ ح ٦٣٥.

٤ - المقنع ص ١٣٩.

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٦ ح ٦٣٦.

١٣٥

فلم يقدر على منحره ولا مذبحه، فإنه يسمي الله عليه ويطعن حيث أمكن منه ويؤكل ».

[١٩٣٩٠] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن ثور(١) وحشي ابتدره قوم بأسيافهم وقد سموا فقطعوه بينهم، قال: « ذكاة وحية ولحم حلال ».

[١٩٣٩١] ٣ - الصدوق في المقنع: وإن امتنع عليك بعير وأنت تريد نحره، أو بقرة أو شاة أو غير ذلك، فضربتها بالسيف وسميت، فلا بأس بأكله.

٩ -( باب أن حد ادراك الذكاة أن يتحرك شئ من بدنه حركة اختيارية، ولا يشترط استقرار الحياة أكثر من ذلك)

[١٩٣٩٢] ١ - العياشي: عن عيوق بن قرط(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله:( الْمُنْخَنِقَةُ ) (٢) قال: « التي تختنق في رباطها،( وَالْمَوْقُوذَةُ ) : المريضة التي لا تجد ألم الذبح ولا تضطرب ولا يخرج لها دم،( وَالْمُتَرَ‌دِّيَةُ ) : التي تردى من فوق بيت أو نحوه،( وَالنَّطِيحَةُ ) : التي تنطح صاحبها ».

[١٩٣٩٣] ٢ - الصدوق في المقنع: والشاة إذا طرفت عينها، أو ركضت برجلها، أو حركت ذنبها فهي ذكية.

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧١ ح ٦١٥.

(١) في المصدر: حمار.

٣ - المقنع ص ١٣٩.

الباب ٩

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٢ ح ١٨، وعنه في البحار ج ٦٥ ص ٣٢٤ ح ٣٠.

(١) في الحجرية: « عنون بن قسوط » وفي المصدر: « عيوق بن قسوط » وكلاهما تصحيف وما أثبتناه من معاجم الرجال هو الصواب وعده الشيخ الطوسي من أصحاب الصادقعليه‌السلام ( راجع رجال الشيخ ص ٧٦٨ ح ٧٣٤ ومعجم رجال الحديث ج ١٣ ص ٢١٧ ).

(٢) المائدة ٥: ٣.

٢ - المقنع ص ١٣٩.

١٣٦

١٠ -( باب أنه لا بد بعد الذكاة من الحركة الاختيارية ولو يسيرا، أو خروج الدم المعتدل لا المتثاقل، وإلا لم يحل)

[١٩٣٩٤] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « علامة الذكاة أن تطرف العين، أو تركض الرجل، أو يتحرك الذنب أو الاذن، فإن لم يكن من ذلك شئ، وأهرق منه دم عند الذبح وهي لا تتحرك لم تؤكل ».

[١٩٣٩٥] ٢ - الصدوق في المقنع وإن ذبحت شاة ولم تتحرك، وخرج منها دم كثير عبيط فلا، تأكل إلا أن يتحرك شئ منها.

١١ -( باب حكم ما لو وقعت الذبيحة بعد الذكاة من مرتفع أو في ماء فماتت)

[١٩٣٩٦] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه سئل عن الذبيحة تتردى بعد أن تذبح من مكان عال، أو تقع في ماء أو نار، قال: « إن كنت قد أجدت الذبح وبلغت الواجب منه فكله ».

١٢ -( باب اشتراط استقبال القبلة بالذبيحة مع الامكان، فلا تحل بدونه، إلا أن يكون جاهلا أو ناسيا)

[١٩٣٩٧] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا أردت أن تذبح ذبيحة فلا تعذب الذبيحة، أحد الشفرة، واستقبل

__________________

الباب ١٠

١ - دائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٩ ح ٦٤٧.

٢ - المقنع ص ١٣٩.

الباب ١١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٩ ح ٦٤٩.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٤ ح ٦٢٥.

١٣٧

القبلة » الخبر.

[١٩٣٩٨] ٢ - وعنه وعن أبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا فيمن ذبح لغير القبلة: « إن كان أخطأ أو نسي أجهل فلا شئ عليه، وتؤكل ذبيحته، وإن تعمد ذلك فقد أساء، ولا نحب أن تؤكل ذبيحته تلك إذا تعمد خلاف السنة ».

وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: « ويستقبل بها القبلة »(١) .

[١٩٣٩٩] ٣ - الصدوق في المقنع: وإذا ذبحت فاستقبل بذبيحتك القبلة، ولا تبخعها حتى تموت.

١٣ -( باب اشتراط التسمية عند التذكية، والا لم تحل، إلا أن يكون ناسيا فيسمي عند الذكر أو عند الأكل)

[١٩٤٠٠] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا ذبح أحدكم فليقل: بسم الله والله أكبر ».

[١٩٤٠١] ٢ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « وإن ترك التسمية متعمدا لم تؤكل ذبيحته، وإن جهل ذلك أو نسيه يسمي إذا ذكر وأكل ».

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٤ ح ٦٢٦.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٧٩ ح ٦٥١.

٣ - المقنع ص ١٣٩.

الباب ١٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٤ ح ٦٢٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٥.

١٣٨

١٤ -( باب أنه يجزئ في التسمية عند الذبح، التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد)

[١٩٤٠٢] ١ - العياشي في تفسيره: عن محمد بن مسلم قال: سألتهعليه‌السلام ، عن الرجل يذبح الذبيحة، فيهلل أو يحمد أو يكبر، قال: « هذا كله من أسماء الله تعالى ».

[١٩٤٠٣] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « ويجزؤه أن يذكر الله وما ذكر الله عز وجل به أجزأه، وإن ترك التسمية متعمدا لم تؤكل ذبيحته » الخبر.

١٥ -( باب أنه يجوز للمجنب أن يذبح، وكذا الأغلف)

[١٩٤٠٤] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه أنه سئل عن

الذبح على غير طهارة، فرخص فيه.

١٦ -( باب أن الجنين ذكاته ذكاة أمه، إذا كان تاما بأن أشعر أو أوبر، ومات في بطن أمه، فيحل أكله، وإلا فلا، وإن خرج حيا لم يحل إلا بالتذكية)

[١٩٤٠٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن قول الله عز وجل:( أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ ) (١) قال: « الجنين في بطن أمه، إذا أشعر وأوبر، فذكاتها ذكاته، وإن لم يشعر ولم يوبر فلا

__________________

الباب ١٤

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧٥ ح ٨٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٥.

الباب ١٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٨ ح ٦٤٣.

الباب ١٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٨ ح ٦٤٥.

(١) المائدة ٥: ١.

١٣٩

يؤكل ».

[١٩٤٠٦] ٢ - عوالي اللآلي: روى أبو سعيد الخدري قال: سألنا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلنا: يا رسول الله، إنا نذبح الناقة ونذبح البقرة، وفي بطنها الجنين، أنلقيه أم نأكله؟ قال: « كلوه إن شئتم، فإن ذكاة الجنين ذكاة أمه » فروي ذكاة الثاني بالرفع وروي بالنصب، وعلى الأول لا يحتاج على ذكاة، وعلى الثاني لا بد من تذكيته.

الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أبي سعيد، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

[١٩٤٠٧] ٣ - وعن قابوس، عن أبيه: أنه ذبح يوما بقرة في بطنها جنين، فمر به عبد الله بن عباس، فأخذ بذنب الجنين، وقال: هذا من بهيمة الأنعام التي أحلت لكم.

[١٩٤٠٨] ٤ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ ) (١)

قال: الجنين في بطن أمه إذا أوبر وأشعر، فذكاته ذكاة أمه، فذلك الذي عناه الله.

[١٩٤٠٩] ٥ - الصدوق في المقنع: إذا ذبحت ذبيحة في بطنها ولد، فإن كان تاما فكل، فإن ذكاته ذكاة أمه، وإن لم يكن تاما فلا تأكله.

وروي: إذا أوبر أو أشعر، فذكاته ذكاة أمه.

__________________

٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٣٢٢ ح ١٧.

(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ٨٨.

٣ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ٨٨.

٤ - تفسير القمي ج ١ ص ١٦٠.

(١) المائدة ٥: ١.

٥ - المقنع ص ١٣٩.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

الفصل الثالث و الاربعون في مكارم الاخلاق

٢٢١

١ الحكمة ( ٤٤٦ ) وَ قَالَ ع ؟

 لِغَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ ؟ أَبِي ؟ اَلْفَرَزْدَقِ ؟ فِي كَلاَمٍ دَارَ بَيْنَهُمَا مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ اَلْكَثِيرَةُ قَالَ ذَعْذَعَتْهَا اَلْحُقُوقُ يَا ؟ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ ع ذَلِكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا أقول : قال ابن أبي الحديد دخل غالب بن صعصعة المجاشعي عليهعليه‌السلام أيام خلافته و غالب شيخ كبير و معه ابنه همام : الفرزدق و هو غلام يومئذ فقالعليه‌السلام له من الشيخ قال أنا غالب بن صعصعة قالعليه‌السلام ذو الابل الكثيرة قال نعم قال ما فعلت ابلك ؟ قال « ذعذعتها الحقوق و أذهبتها الحمالات و النوائب » قال « ذاك أحمد سبلها » من هذا الغلام معك قال ابني قال ما اسمه قال همام و قد رويته الشعر و كلام العرب و يوشك أن يكون شاعرا مجيدا

٢٢٢

فقال « لو أقرأته القرآن فهو خير له » فكان الفرزدق بعد ، يروي هذا الحديث و يقول ما زالت كلمته في نفسي حتى قيد نفسه بقيد و آلى ان لا يفكّه حتى يحفظ القرآن فما فكّه حتى حفظ .

قول المصنّف .

« لغالب بن صعصعة » أما غالب ففي ( الأغاني ) مسندا عن عوانة قال تراهن نفر من كلب ثلاثة على أن يختاروا من تميم و بكر نفرا ليسائلوهم فأيهم أعطى و لم يسألهم عن نسبهم من هم فهو أفضلهم فاختار كلّ رجل منهم رجلا اختاروا عمير بن سليك الشيباني و طلبة بن قيس بن عاصم المنقري و غالب بن صعصعة المجاشعي فأتوا عميرا فسألوه مائة ناقة فقال من أنتم فانصرفوا عنه ثم أتوا طلبه فقال لهم مثل قول الشيباني فأتوا غالبا فسألوه فأعطاهم مائة ناقة و راعيها و لم يسألها فساروا ليلة ثم ردوها و أخذ صاحب غالب الرهن و في ذلك يقول الفرزدق « و إذ نادبت كلب على الناس أيّهم أحق بتاج الماجد المكرم على نفرهم من نزار ذوي العلا و أهل الجراثيم التي لم تهدم فلم يجز عن أحسابهم غير غالب جرى لعنان كلّ أبيض خضرم » .

و عن الأصمعي قال جاءت امرأة إلى قبر غالب أبي الفرزدق فضربت عليه فسطاطا فأتاها الفرزدق فسألها عن أمرها فقالت اني عائذة بقبر غالب من أمر نزل بي قال ما هو قالت ان ابنا لي أغزي إلى السند مع تميم بن زيد و هو واحدي قال انصرفي فعلي انصرافه إليك ان شاء اللَّه و كتب من وقته إلى تميم :

« تميم بن زيد لا تكونن حاجتي

بظهر فيخفى عليّ جوابها

و هل لي حبيشا و اتخذ فيه منّة

لحرمة أم ما يسوغ شرابها

أتتني فعاذت يا تميم بغالب

و بالحفرة السافي عليه ترابها »

فعرض تميم جميع من معه من الجند فلم يدع احدا اسمه ( حبيش ) أو

٢٢٣

( حنيش ) إلاّ وصله و اذن له في الانصراف إلى أهله » و أما صعصعة في ( الأغاني ) كان يقال له محيي الموؤودات و ذلك انّه مر برجل من قومه و هو يحفر قبرا و امرأته تبكي فقال لها صعصعة ما يبكيك قالت يريد أن يأد ابنتي هذه فقال له ما حملك على هذا قال الفقر قال فاني اشتريتها منك بناقتين يتبعهما أولادهما تعيشون بألبانهما و لا تأد الصبية قال قد فعلت ، فأعطاه الناقتين و جملا كان تحته فحلا و قال في نفسه ان هذه لمكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب ، فجعل على نفسه ألا يسمع بموؤدة إلاّ فداها فجاء الاسلام و قد فدى ثلاثمائة و قيل اربعمائة .

موؤودة و قد فخر بذلك الفرزدق في عدّة قصائد و منها :

أبي أحد الغيثين صعصعة الذي

متى يخلف الجوزاء و الدلو يمطر

أجار بنات الوائدين و من يجر

على الفقر يعلم انه غير مخفر

على حين لا تحيى البنات و إذ هم

عكوف على الاصنام حول المدور

إلى أن قال :

فقال لها في‏ء فاني بذمتي

لبنتك جار من أبيها القنور١

و روى مسندا عن صعصعة أيضا قال قدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فعرض عليّ الاسلام فأسلمت و علّمني آيات من القرآن فقلت يا رسول اللَّه اني عملت أعمالا في الجاهلية هل فيها من أجر إلى أن قال قال ظهر الاسلام و قد أحييت ثلاثمائة و ستين موؤودة اشتري كلّ واحدة منهن بناقتين عشراوين و جمل فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اني حملت حمالات في الجاهلية و على منها ألف بعير فأديت من ذلك سبعمأة فقال له ان الاسلام أمر بالوفاء و نهى عن الغدر فقال حسبي

____________________

( ١ ) الأغاني لأبو الفرج الاصفهاني ٢١ : ٢٧٨ .

٢٢٤

حسبي و وفى بها١ .

و روي ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له ما شي‏ء بلغني عنك فعلته قال رأيت الناس يموجون على غير وجه و لم أدر أين الوجه غير اني علمت انّهم ليسوا عليه و رأيتهم يئدون بناتهم فعلمت ان ربهم لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم يئدون و فديت من قدرت عليه و روي انّه قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أوصني قال احفظ ما بين لحييك و ما بين رجليك .

« أبي الفرزدق » في ( الأغاني ) الفرزدق لقب غلب عليه و تفسيره الرغيف الضخم الذي تجففه النساء للفتوت و قيل بل هو القطعة من العجين تبسط فيخبز منها الرغيف شبه وجهه بذلك لأنّه كان غليظا جهما و اسمه همام٢ و قال هاشم العنزي ضمّني و الفرزدق مجلس فتجاهلت عليه فقال أو ما تعرف الفرزدق قلت الفرزدق شي‏ء يتخذه النساء عندنا يتسمّن به فضحك و قال الحمد للَّه الذي جعلني في بطون نسائكم .

و روى القحذمي قال لقى الفرزدق الحسينعليه‌السلام متوجها إلى الكوفة خارجا من مكة في اليوم السادس من ذي الحجة فقال له الحسين صلوات اللَّه عليه ما وراءك قال يا ابن رسول اللَّه أنفس الناس معك و أيديهم عليك قال ويحك مع و قر بعير من كتبهم يدعونني و يناشدونني اللَّه قال فلما قتل الحسينعليه‌السلام قال الفرزدق فان غضبت العرب لابن سيدها و خيرها فاعلموا انّه سيدوم عزّها و تبقى هيبتها و ان صبرت عليه و لم تتغيّر لم يزدها اللَّه إلاّ ذلا إلى آخر الدهر و أنشد في ذلك :

« فان أنتم لا تثاروا لابن خيركم

فالقوا السلاح و اغزلوا بالمغازل »

____________________

( ١ ) المصدر السابق ٢١ : ٢٧٩ .

( ٢ ) الأغاني لأبو الفرج الاصفهاني ٢١ : ٢٧٦ .

٢٢٥

و عن الشعبي قال حجّ الفرزدق بعد ما كبر و قد أتت له سبعون سنة و كان هشام بن عبد الملك قد حجّ في ذلك العام فرأى علي بن الحسينعليه‌السلام في غمار الناس في الطواف فقال من هذا الشاب الذي تبرق اسرة وجهه كأنّه مرآة صينية تترائى فيها عذارى الحي وجوهها فقالوا هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال الفرزدق :

هذا الذي تعرف البطحاء و طأته

و البيت يعرفه و الحل و الحرم

هذا ابن خير عباد اللَّه كلّهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجده أنبياء اللَّه قد ختموا

و ليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت و العجم

إذا رأته قريش قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يغضي حياء و يغضي من مهابته

فما يكلّم إلاّ حين يبتسم

بكفه خيزران ريحها عبق

من كفّ أروع في عرنينه شمم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

اللَّه شرّفه قدما و عظّمه

جرى له ذلك في لوحة القلم

أي الخلائق ليست في رقابهم

لا ولية هذا أوله نعم

من يشكر اللَّه يشكر أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الامم

ينمى إلى ذروة الدين التي قصرت

عنها الأكفّ و عن إدراكها القدم

من جدّه دان فضل الأنبياء له

و فضل امته دانت له الامم

مشتقة من رسول اللَّه نبعته

طابت مغارسه و الخيم و الشيم

ينشق ثوب الدجى عن نور غرّته

كشمس تنجاب عن اشراقها الظلم

من معشر حبّهم دين و بغضهم

كفر و قربهم منجى و معتصم

مقدم بعد ذكر اللَّه ذكرهم

في كلّ بر و مختوم به الكلم

٢٢٦

ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد جودهم

و لا يدانيهم قوم و ان كرموا

يستدفع الشر و البلوى بحبهم

و يسترب به الاحسان و النعم

فغضب هشام فحبسه بين مكة و المدينة فقال الفرزدق :

أ تحبسني بين المدينة و التي

إليها قلوب الناس تهوى منيبها

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

و عينا له حولاء باد عيوبها

فبلغ شعره هشام فوجه فأطلقه .

و فيه بعد ذكر و فود الأحنف و جارية بن قدامة و جون بن قتادة ،

و الحتات التميميين على معاوية و اعطائه جوائزهم و موت الحتات بالطعن و حبس معاوية جائزته و قال الفرزدق لمعاوية :

فما بال ميراث الحتات أخذته

و ميراث حرب جامد لك ذائبه

ألست أعزّ الناس قوما و اسرة

و أمنعهم جارا إذا ضيم جانبه

و ما ولدت بعد النبي و آله

كمثلي حصان في الرجال يقاربه

أبي غالب و المرء ناجية الذي

إلى صعصع ينمي فمن ذا يناسبه

و بيتي إلى جنب الثريا فناؤه

و من دونه البدر المضى‏ء كواكبه

أنا ابن الجبال الصم في عدد الحصى

و عرق الثرى عرقي فمن ذا يحاسبه

أنا ابن الذي أحيى الوئيد و ضامن

على الدهر إذ عزت لدهر مكاسبه

و كم من أب لي يا معاوي لم يزل

أغر يباري الريح ما أزور جانبه

نمته فروع المالكين و لم يكن

أبوك الذي من عبد شمس يقاربه

« و في كلام دار بينهما ما فعلت ابلك الكثيرة » لم أقف عليه مسندا و ابن أبي الحديد كالمصنف نقله مرسلا و الذي وقفت عليه مسندا في أمر غالب انّه نحر ابله مفاخرة مع سحيم الرياحي فحرّم أمير المؤمنينعليه‌السلام لحومها لكون

٢٢٧

نحرها لا للَّه روى ( الأغاني ) « عن ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة عن جهم السليطي عن إياس بن شبة بن عقال بن صعصعة قال أجدبت بلاد تميم و أصابت بني حنظلة سنة أي قحط في خلافة عثمان فبلغهم خصب عن بلاد كلب بن وبرة فانتجعها بنو حنظلة فنزلوا أقصى الوادي و تسرّع غالب بن صعصعة فيهم وحده دون بني مالك فنحر ناقة فأطعمهم إياها فلما وردت ابل سحيم بن وثيل الرياحي حبس منها ناقة فنحرها من غد فقيل لغالب انما نحر سحيم موائمة أي مساواة لك فضحك و قال كلا و لكنه امرؤ كريم و سوف أنظر ذلك .

فلما وردت إبل غالب حبس منها ناقتين فنحرهما فأطعمهما بني يربوع فعقر سحيم ناقتين و قال غالب الآن علمت ان يوائمني فعقر غالب عشرا فأطعمها بني يربوع فعقر سحيم عشرا فلما بلغ غالبا فعله ضحك و كانت ابله ترد لخمس فلما وردت عقرها كلّها عن آخرها فالمكثر يقول كانت اربعمائة و المقلل مائة فأمسك سحيم حينئذ ثم انّه عقر في خلافة علي بن أبي طالبعليه‌السلام بكناسة الكوفة مائتي ناقة و بعير ، فخرج الناس بالزنابيل و الأطباق و الحمال لأخذ اللحم و رآهم عليعليه‌السلام فقال أيها الناس انها لا تحلّ لكم انما أهلّ بها لغير اللَّه تعالى .

قال فحدّثني من حضر ذلك قال كان الفرزدق يومئذ مع أبيه و هو غلام فجعل غالب يقول يا بني اردد علي ، و الفرزدق يردها عليه و يقول له يا أبة اعقر ،

قال جهم فلم يغن عن سحيم فعله و لم يجعل كغالب إذ لم يطق فعله » .

و في كتاب النجاشي في عنوان ربعي بن عبد اللَّه بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي « و هو الذي روى حديث الابل » .

ثم روى باسناده « عن ربعي قال سمعت الجارود يحدّث قال كان رجل

٢٢٨

من بني رياح يقال له سحيم بن أثيل نافر غالبا أبا فرزدق بظهر الكوفة على أن يعقر هذا من ابله مائة و هذا من ابله إذا وردت الماء فلما وردت قاموا إليها بالسيوف فجعلوا يضربون عراقيبها فخرج الناس على الحميرات و البغال يريدون اللحم و عليعليه‌السلام بالكوفة فجاء على بغلة رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلينا و هو ينادي أيها الناس لا تأكلوا من لحومها فانما اهل بها لغير اللَّه » و في ديوان الفرزدق « و أورثني ضرب العراقيب غالب » و فيه أيضا :

« إذا ما رأوا نارا يقولون ليتها

و قد خصرت أيديهم نار غالب

إلى نار ضراب العراقيب لم يزل

له من ذبابي سيفه خير حالب »

و مر ان صعصعة أبا غالب ذعذع ابله الكثيرة في فداء الموؤودات و انّه كان عليه من الحمالات ألف بعير أدّى منها سبعمائة و بقي عليه ثلاثمائة .

فأمره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالوفاء فلعلّ المراد بقولهعليه‌السلام « ما فعلت ابلك الكثيرة لغالب على رواية المصنف الابل التي كانت لأبيه كما ان جوابه « ذعذعتها الحقوق » محمول على الحقوق التي كانت على أبيه لكن في ديوان الفرزدق أيضا « اني أنا ابن حمّال المئين غالب » .

« قال ذعذعتها الحقوق يا أمير المؤمنين » أي : فرقتها في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام ان اللَّه تعالى فرض في أموال الأغنياء حقوقا غير ( الزكاة ) قال عز و جلو الذين في أموالهم حق معلوم ١ فالحق المعلوم غير ( الزكاة ) هو شي‏ء يفرضه الرجل على نفسه في ماله يجب عليه أن يفرضه على قدر طاقته و سعة ماله ان شاء في كلّ يوم و ان شاء في كلّ جمعة و ان شاء في كلّ شهر و قال تعالىو اقرضوا اللَّه قرضا حسنا .٢ و هو أيضا غير الزكاة و قال

____________________

( ١ ) المعارج : ٢٤ .

( ٢ ) المزمل : ٢٠ .

٢٢٩

تعالى أيضاو انفقوا ممّا رزقناهم سرّا و علانية .١ و الماعون أيضا من الحقوق و هو القرض يقرضه و المتاع يعيره و المعروف يصنعه و ممّا فرض تعالى في المال غير الزكاة قوله عز و جلو الذين يصلون ما أمر اللَّه به أن يوصل .٢ و في خبر « الزكاة الظاهرة في كلّ ألف خمسة و عشرون و أما الزكاة الباطنة فلا تستأثر على أخيك بما هو أحوج إليه منك » هذا ، و في تاريخ بغداد قال الأصمعي : قال لي رجل من أهل الشام قدمت المدينة فقصدت منزل إبراهيم بن هرمة فاذا بنية صغيرة له تلعب بالطين فقلت لها : أين أبوك ؟ قالت :

و فد إلى بعض الأجواد فما لنا به علم منذ مدّة فقلت : انحري لنا ناقة فانّا أضيافك قالت : و اللَّه ما عندنا ، قلت : فشاة قالت : و اللَّه ما عندنا قلت : فدجاجة قالت و اللَّه ما عندنا ، قلت فاعطينا بيضة قالت و اللَّه ما عندنا قلت فباطل ما قال أبوك :

« كم ناقة قد و جأت منحرها

بمستهل الشؤبوب أو جمل٣

قالت فذلك الفعل من أبي ، هو الذي أصارنا إلى ان ليس عندنا شي‏ء و رواه ابن قتيبة في عيونه لكن فيه « قال عبد العزيز بن عمران نزلت ببنت ابن هرمة إلى أن قال قلت : فأين قول أبيك ؟

لا امتع العوذ بالفصال

و لا ابتاع إلا قريبة الأجل

قالت : ذاك افناها فبلغ ابن هرمة قول ابنته فقال اشهد انها ابنتي و ان داري لها دون الذكور من ولدي » .

« فقالعليه‌السلام : ذلك أحمد سبلها » في ( الكافي ) عن الرضاعليه‌السلام ان صاحب

____________________

( ١ ) الرعد : ٢٢ .

( ٢ ) الرعد : ٢١ .

( ٣ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٦ : ١٢٨ .

٢٣٠

النعمة على خطر انّه يجب عليه حقوق للَّه فيها و اللَّه انّه لتكون على النعم من اللَّه تعالى فما أزال منها على و جل و حرّك يده حتى أخرج من الحقوق التي يجب للَّه عليّ فيها قال البزنطي : قلت انت في قدرك تخاف هذا ؟ قال نعم ، فاحمد ربي على ما من به عليّ .

٢ الحكمة ( ١٠ ) و قالعليه‌السلام :

إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ اَلْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ أقول : قال إبن أبي الحديد ضلّ الأعشى في طريقه فأصبح بأبيات علقمة بن علاثة فقال قائده و نظر إلى قباب الادم و اسوء صباحاه يا أبا بصير هذه و اللَّه أبيات علقمة فخرج فتيان الحي فقبضوا على الأعشى فأتوا به علقمة فمثل بين يديه ، فقال : الحمد للَّه الذي أظفرني بك من غير ذمة و لا عقد عليك قال الأعشى أو تدري لِمَ ذلك ؟ قال نعم لأنتقم منك اليوم بتقوا لك على الباطل مع احساني قال : ( لا و اللَّه و لكن اظفرك اللَّه بي ليبلو قدر حلمك فيّ ) فأطرق علقمة ،

فاندفع الاعشى فقال :

أعلقم قد صيرتني الامور إليك

و ما كان بي منكص

كساكم علاثة أثوابه

و ورثكم حلمه الأحوص

فهب لي نفسي فدتك النفوس

فلا تزال تنمى و لا تنقص

فقال قد فعلت ، أما و اللَّه لو قلت في بعض ما قلته في ( عامر ) لأغنيتك طول حياتك و لو كنت قلت في ( عامر ) بعض ما قلته في ما اذاقك برد الحياة ، و قال المأمون لإبراهيم بن المهدي لمّا ظفر به اني قد شاورت في أمرك فأشير عليّ بقتلك إلاّ اني وجدت قدرك فوق ذنبك فكرهت قتلك للازم حرمتك فقال إبراهيم

٢٣١

ان المشير أشار بما تقتضيه السياسة و توجبه العادة إلاّ انّك أبيت أن تطلب النصر إلاّ من حيث عودته من العفو فان قتلت فلك نظراء و ان عفوت فلا نظير لك ، قال قد عفوت فاذهب آمنا .

و روي ان مصعبا لمّا ولّى العراق عرض الناس ليدفع إليهم أرزاقهم ،

فنادى مناديه أين عمرو بن جرموز ؟ فقيل له : أنّه أبعد في الأرض ، قال أو ظن الأحمق اني اقتله بأبي قولوا له فليظهر آمنا و ليأخذ عطاءه مسلما قلت في مستجاد التنوخي في ٢١ من عناوينه لمّا أفضت الخلافة إلى بني العباس استخفى رجال من بني أمية و منهم إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك حتى أخذ له داود بن العباس أمانا و كان إبراهيم عالما حدثا فخص بالسفاح فقال له حدثني بما مر بك في اختفائك قال : كنت مختفيا بالحيرة في منزل شارف على الصحراء فبينا أنا على ظهر بيت إذا نظرت إلى أعلام سود قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة فوقع في روعي انها تريدني فخرجت من الدار متنكرا حتى أتيت الكوفة و لا أعرف بها أحدا اختفي عنده فبقيت متلددا فإذا أنا بباب كبير و رحبة واسعة فدخلت فيها و إذا رجل و سيم حسن الهيئة على فرس قد دخل الرحبة و معه جماعة من غلمانه و اتباعه .

فقال لي من أنت ؟ و ما حاجتك ؟ قلت : رجل مستخف يخاف على دمه استجار بمنزلك فادخلني منزله .

ثم صيّرني في حجرة تلي حرمه فكنت عنده في كلّ ما أحب من مطعم و مشرب و ملبس و لا يسألني عن شي‏ء من حالي إلاّ انّه يركب في كلّ يوم ركبة فقلت له يوما أراك تدمن الركوب ففيم ذلك ؟

فقال : ان إبراهيم بن سليمان قتل أبي صبرا و قد بلغني انّه مستخف و أنا أطلبه لأدرك منه ثأري فكثر و اللّه تعجبي من ادبارنا إذ ساقني القدر إلى حتفي

٢٣٢

في منزل من يطلب دمي و كرهت الحياة فسألت الرجل عن اسمه و اسم أبيه فأخبرني فعرفت ان الخبر صحيح و أنا كنت قتلت أباه صبرا .

فقلت يا هذا قد وجب عليّ حقك و من حقك عليّ أن أدلّك على خصمك و أقرب عليك الخطوة قال و ما ذاك قلت أنا إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك فخذ بثأرك فقال اني لأحسبك رجلا قد أمضك الاختفاء فأحببت الموت قلت بل الحق ما قلت لك أنا قتلته يوم كذا و كذا بسبب كذا و كذا .

فلما عرف صدقي أربد وجهه و أحمرت عيناه و أطرق مليّا ثم قال أما أنت فستلقى أبي فيأخذ بثأره منك و أما أنا فغير مخفر ذمتي فأخرج عني فلست آمن نفسي عليك و اعطاني ألف دينار فلم آخذها و خرجت من عنده فهذا أكرم رجل رأيته بعد أمير المؤمنينعليه‌السلام ١ .

و في ( الأغاني ) لمّا قال عبد اللّه بن طاهر قصيدته التي يفخر فيها بمآثر أبيه و أهله و يفخر بقتله المخلوع عارضة محمد بن يزيد الأموي الحصني و كان رجلا من ولد مسلمة بن عبد الملك فأفرط في السب و تجاوز الحد في قبح الرد و توسط بين القوم و بين بني هاشم فأربى في التوسط فكان في ما قاله فيه ( من حسين من أبوك من مصعب غالتكم غول ) فلما ولّى عبد اللّه بن طاهر الشام علم الحصني انّه لا يفلت منه ان هرب ، فثبت في موضعه و أحرز حرمه و ترك أمواله و دوابه و كلّ ما كان يملكه في موضعه و فتح باب حصنه و جلس عليه ، قال محمد بن الفضل الخراساني و هو من وجوه قوّاد عبد اللّه و نحن نتوقع من عبد اللّه أن يوقع به فلما شارفنا بلده و كنّا على أن نصبحه دعاني عبد اللّه بن طاهر في الليل .

فقال لي بت عندي الليلة و ليكن فرسك معدا عندك ، ففعلت فلما كان في

____________________

( ١ ) المستجاد من خصلات الأجواد للتنوخي : ٣٢ ٣٤ ، تحقيق محمد كرد علي ١٩٧٠ م .

٢٣٣

السحر صبح الحصني فرأى بابه مفتوحا و رآه جالسا مسترسلا فقصده و سلّم عليه و نزل عنده و قال له ما أجلسك ههنا ؟ و حملك على أن فتحت بابك و لم تتحصن من هذا الجيش المقبل و لم تتنح عن عبد اللّه بن طاهر مع ما في نفسه عليك و ما بلغه عنك ؟ فقال ( ان ما قلت لم يذهب علي و لكني تأملت أمري و علمت اني أخطأت خطيئة حملني عليها نزق الشباب و غرّة الحداثة ، و اني ان هربت منه لم أفته فباعدت البنات و الحرم و استسلمت بنفسي و كلّ ما أملك فانّا أهل بيت قد أسرع القتل فينا ولي بمن مضى أسوة فاني أثق بأن الرجل إذا قتلني و أخذ مالي شفى غيظه و لم يتجاوز ذلك إلى الحرم و لا له فيهن أرب و لا يوجب جرمي أكثر ممّا بذلته ) .

فواللّه ما لقاه عبد اللّه إلاّ بدموعه تجري على لحيته .

ثم قال له أتعرفني ؟ قال لا و اللّه ، قال ( أنا عبد اللّه بن طاهر و قد امن اللّه روعتك و حقن دمك و صان حرمك و حرس نعمتك ، و عفا عن ذنبك و ما تعجلت إليك و حدي إلاّ لتأمن من قبل هجوم الجيش ، و لئلا يخالط عفوي روعة تلحقك ) فبكى الحصني و قام فقبّل رأسه ، فضمّه عبد اللّه بن طاهر و أدناه .

ثم قال أما فلا بد يا أخي من عتاب جعلني اللّه فداك قلت شعرا في قومي أفخر بهم و لم أطعن فيه على حسبك و لا ادّعيت فضلا عليك ، و فخرت بقتل رجل هو و ان كان من قومك إلاّ انّه من القوم الذين ثارك عندهم فكان يسعك السكوت أو ان لم تسكت لا تعرق و لا تسرف فقال ( ايها الأمير قد عفوت فاجعله العفو الذي لا يخالطه تثريب و لا يكدر صفوه تأنيب ) قال قد فعلت ، ثم دعا بدواة فكتب له بتسويغه خراجه ثلاث سنين و قال له ان نشطت لنا فالحق بنا و إلاّ فأقم بمكانك ، فقال فأنا أتجهّز و الحق بالأمير ، ففعل و لحق به بمصر و لم يزل معه حتى رحل عبد اللّه إلى العراق فودعه و قام ببلده ) .

٢٣٤

و في كامل الجزري لمّا ظفر عماد الدولة علي بن بابويه على ياقوت و ملك شيراز وجد في ما غنم برانس لبود عليها أذناب الثعالب ، و وجدوا قيودا و أغلالا فسأل أصحاب ياقوت عنها فقالوا ان هذه اعدّت لكم لتجعل عليكم و يطاف بكم في البلاد فأشار أصحاب ابن بويه ان يفعل بهم مثل ذلك فأبى و قال انّه بغي و لوم و ظفرت و لقد لقي ياقوت بغيه ثم أحسن إلى الاسارى و أطلقهم و قال هذه نعمة و الشكر عليها واجب يقتضي المزيد و خيّر الاسارى بين المقام عنده و اللحوق بياقوت فاختاروا المقام عنده فخلع عليهم .

و في السير ضرب الحجاج أعناق أسرى ثم قدم رجلا ليضرب عنقه ،

فقال و اللّه لئن كنّا أسأنا في الذنب فما أحسنت في العفو فقال الحجاج أف لهذه الجيف أما كان فيها يحسن مثل هذا و أمسك عن القتل و قال أبو تمام :

إذا سيفه أضحى على الهام حاكما

غدا العفو منه و هو في السيف حاكم

٣ الحكمة ( ١٩ ) و قالعليه‌السلام :

أَقِيلُوا ذَوِي اَلْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَ يَدُ اَللَّهِ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ أقول : و روى المصنف في مجازاته النبوية قريبا منه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ثمة « و من ذلك قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله « أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم فان أحدهم ليعثر و يده بيد اللّه يرفعها » و قال هذا القول منهصلى‌الله‌عليه‌وآله مجاز و المراد بذكر يد اللّه ههنا معونة اللّه تعالى و نصرته فكأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أراد أن أحدهم ليعثر و ان معونة اللّه لمن وراءه تنهضه من سقطته و تقيله من عثرته ، إلا انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا جاء بلفظ العثار أخرج الكلام بعده على عرف العادات لأن العادة جارية أن يكون المنهض

٢٣٥

للعاثر و المقيم للواقع انما يستنهضه بيده ، و يستعين عليه بجلده ، و المراد بذي الهيئات هنا ذوو الأديان لاذوو و الملابس الحسنة ، كما يظن من لا علم له لأن هيئة الدين و ظاهره أحسن الهيئات و الظواهر و أفخم المعارض و الملابس ، بل الظاهر كون أصلهما واحدا و مثل ذاك الاختلاف اليسير يقع في الروايات لكلام واحد قطعي كما لا يخفى إلاّ أن المصنف لم يتفطّن ثمة ، و هنا لذلك حتى يشير إليه كما أشار غير مرّة إلى مثله ثمة و هنا .

و رواه زكاة ( الكافي ) مسندا عن الصادقعليه‌السلام هكذا « أقيلوا لأهل المعروف عثراتهم ، و اغفروها لهم فان كفّ اللّه عز و جل عليهم هكذا قال سيف بن عميرة و أومأعليه‌السلام بيده كأنّه يظلّ بها شيئا » و علم الأئمةعليهم‌السلام من أمير المؤمنينعليه‌السلام و علمه من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و علمه من اللّه تعالى ثم التعبير ( بالمروءات ) كما هنا أحسن من التعبير ( بالهيئات ) كما في المخابرات .

« أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم » الأصل في الإقالة إقالة البيع ، و المراد الغض عمّا صدر من أهل المروءة كان لم يكن و في الخصال ست من المروءات ثلاث منها في الحضر و ثلاث منها في السفر ، فأما التي في الحضر :

فتلاوة كتاب اللّه تعالى ، و عمارة مساجد اللّه و اتخاذ الاخوان في اللّه تعالى ،

و أما التي في السفر : فبذل الزاد ، و حسن الخلق ، و المزاح في غير معاصي اللّه .

و قال ابن أبي الحديد « لام معاوية ابنه يزيد على سماع الغناء و حب القيان و قال له اسقطت مروءتك ، فقال يزيد : أتكلم بلساني كلّه ؟ قال نعم ،

و بلسان أبي سفيان بن حرب و هند بنت عتبة مع لسانك ، قال : و اللّه لقد حدّثني عمرو بن العاص و استشهد على ذلك ابنه عبد اللّه بن عمرو بن العاص فصدقة ان أبا سفيان كان يخلع على المغني الفاضل المضاعف من ثيابه :

و لقد حدّثني ان جاريتي عبد اللّه بن جدعان غنتاه يوما فأطربتاه فجعل يخلع

٢٣٦

عليهما أثوابه ثوبا ثوبا حتى تجرّد تجرد العير ، و لقد كان هو و عفان بن أبي العاص ربما حملا جارية العاص بن وائل فمرا بها على الأبطح ، و جلّة قريش ينظرون إليهما مرّة على ظهر أبيك و مرّة على ظهر عفان ، فما تنكر مني فقال معاوية اسكت لحاك اللّه ما أحد الحق بأبيك .

هذا ، الا ليفزك و يفضحك و ان كان أبو سفيان ما علمت لثقيل الحكم يقظان الرأي ، عازب الهوى ، طويل الأناءة ، بعيد القعر ، و ما سودته قريش إلاّ لفضله » قلت فعلى نقل عمرو بن العاص كان يزيد بن عبد الملك و ابنه الوليد بن يزيد اقتديا في طربهما المعروف أولا بشيخيهما أبي سفيان والد معاوية و عفان والد عثمان و ثانيا بيزيد بن معاوية جدّهما لأمهما و انكار معاوية في أبيه دفعا للعار عنه غير مسموع بعد البيّنة و يأتي في ( ٨ ) ماله ربط .

« فما يعثر منهم عاثر » العثرة الزلّة .

« إلاّ و يد اللّه بيده » هكذا في ( المصرية ) : ( إلاّ و يده بيد اللّه ) كما في غيرها .

« يرفعه » و قد عرفت من مجازات المصنف المراد من ذلك ، و في ( الخصال ) مسندا عن السجادعليه‌السلام قال : خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم و صلّى الفجر ثم قال : معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد حلفوا باللات و العزى ليقتلوني و قد كذبوا و رب الكعبة ؟ فأحجم الناس و ما تكلّم أحد فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما أحسب ان علي بن أبي طالب فيكم ، فقام إليه عامر بن قتادة فقال انّه و عك في هذه الليلة و لم يخرج يصلّي معك فتأذن لي أن أخبره ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شأنك فمضى فأخبره فخرج أمير المؤمنينعليه‌السلام و كأنّه نشط من عقال و عليه ازار قد عقد طرفيه على رقبته فقال يا رسول اللّه ما الخبر ؟ فقال هذا رسول ربي يخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا اليّ ليقتلوني و قد كذبوا و ربّ الكعبة فقالعليه‌السلام : أنا لهم سرية و حدي هذا البس على ثيابي فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بل

٢٣٧

هذه ثيابي و هذا درعي و هذا سيفي فألبسه و درّعه و عمّمه و قلّده و أركبه فرسه ، و خرجعليه‌السلام فمكث ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبر السماء و لا خبر من الأرض ، فأقبلت فاطمةعليها‌السلام بالحسن و الحسينعليهما‌السلام تصحبهما و تقول أوشك أن يؤتم هذان الغلامان فاسبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عينه يبكي ثم قال معاشر الناس من يأتيني بخبر علي ابشره بالجنّة ، و افترق الناس في الطلب لعظيم ما رأوا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و أقبل عامر بن قتادة يبشر بهعليه‌السلام ، و دخلعليه‌السلام و معه اسيران و رأس و ثلاثة أبعرة ، و ثلاثة أفراس ، و هبط جبرئيلعليه‌السلام فخبّر النبيعليه‌السلام بما كان .

فقال لهعليه‌السلام تحب أن أخبرك بما كنت فيه ؟ فقال : المنافقون هو منذ الساعة قد أخذه المخاض و هو الساعة يريد أن يحدثه ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : بل تحدّث أنت يا أبا الحسن لتكون شهيدا على القوم ؟ فقال نعم ، لمّا صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركبانا على الأباعر فنادوني من أنت فقلت أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه ، فقالوا ما نعرف للّه من رسول ، سواء علينا و قعنا عليك أو على محمّد و شد على هذا المقتول و دار بيني و بينه ضربات و هبت ريح حمراء و سمعت صوتك فيها و أنت تقول قد قطعت لك جربان درعه فاضرب حبل عاتقه فضربته ثم هبّت ريح سوداء سمعت صوتك فيها و أنت تقول :

( قد قلبت لك الدرع عن فخذه فاضرب فخذه ) فضربته فقطعته و وكزته و قطعت رأسه و رميت به ، و قال لي هذان الرجلان بلغنا ان محمدا رفيق شفيق و احملنا إليه و لا تعجل علينا و صاحبنا كان يعد بألف فارس فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أما الصوت الأول الذي صك مسامعك فصوت جبرئيل ، و أما الصوت الآخر فصوت ميكائيل قدم إلى حد الرجلين فقدم فقال : قل لا إله إلاّ اللّه و اني رسوله فقال : لنقل جبيل أبي قبيس أحب إليّ من أن أقول هذه الكلمة ، فقال : اخره

٢٣٨

و اضرب عنقه ثم قال : قدم الآخر فقدم فقال ، قل لا إله إلاّ اللّه و اني رسوله فقال الحقني بصاحبي قال : أخّره يا أبا الحسن و اضرب عنقه فأخره و قامعليه‌السلام ليضرب عنقه فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال يا محمّد ان ربّك يقرئك السلام و يقول لك : لا تقتله فانّه حسن الخلق سخي في قومه ، فقال الرجل و هو تحت السيف هذا رسول ربك يخبرك ؟ قال : نعم ، فقال و اللّه ما ملكت درهما مع اخ لي و لا قطبت وجهي في حرب و أنا أشهد ان لا إله إلاّ اللّه و انك رسوله ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا ممّن جرّه حسن خلقه و سخاؤه إلى جنات النعيم .

٤ الحكمة ( ٢٣ ) و قالعليه‌السلام :

مِنْ كَفَّارَاتِ اَلذُّنُوبِ إِغَاثَةُ اَلْمَلْهُوفِ وَ اَلتَّنَفُّسُ عَنِ اَلْمَكْرُوبِ أقول : في الخبر « كفارة عمل السلطان قضاء حوائج الاخوان » و في المعجم في كتاب هلال بن المحسن ان رجلا اتصلت عطلته فزوّر كتابا عن الوزير أبي الحسن بن الفرات إلى أبي زنبور المادراني عامل مصر يتضمن الوصاية به و التأكيد في الاقبال عليه و الاحسان إليه ، و خرج إلى مصر فلقيه به فارتاب أبو زنبور في أمره لتغيّر الخطاب على ما جرت به العادة و كون الدعاء أكثر ممّا يقتضيه محله فراعاه مراعاة قريبة و وصله بصلة قليلة ، و احتبسه عنده على وعد وعده به .

و كتب إلى أبي الحسن بن الفرات يذكر الكتاب الوارد عليه و أنفذه بعينه إليه و استثبته فيه ، فوقف ابن الفرات على الكتاب المزوّر فوجد فيه ذكر الرجل و انّه من ذوي الحرمات و الحقوق الواجبة عليه فعرض الكتاب على كتّابه و عرّفهم الصورة فيه و عجب إليهم منها و ممّا أقدم عليه الرجل و قال لهم ما

٢٣٩

الرأي في أمر الرجل ؟ فقال بعضهم بتأديبه أو حبسه ، و قال آخر اقطع ابهامه لئلا يعاود مثل هذا و لئلا يقتدي به غيره و قال أحسنهم محضرا يكتب إلى أبي زنبور بطرده و حرمانه ، فقال ابن الفراد ما أبعدكم عن الحرية رجل توسل بنا المشقة إلى مصر في تأميل الصلاح بجاهنا و يكون أحسن أحواله عند أحسنكم محضرا تكذيب ظنّه لا كان هذا أبدا ، ثم انّه أخذ القلم من دواته و وقع على الكتاب المزوّر .

« هذا كتابي و لست أعلم لم أنكرت أمره و اعترضتك فيه شبهة و ليس كلّ من خدمنا تعرفه و هذا رجل خدمني في أيام نكبتي فأحسن تفقده و وفّر رفده » ورد الكتاب إلى أبي زنبور ، فلما مضت مدّة دخل يوما على ابن الفرات رجل ذو هيئة مقبولة و أقبل يدعو له و يبكي و يقبّل الأرض فقال ابن الفرات من أنت بارك اللّه فيك و هذه كانت كلمته قال أنا صاحب الكتاب المزوّر إلى عامل مصر الذي صححه كرم الوزير و تفضله ، فضحك ابن الفرات و قال له كم وصل إليك منه ؟ قال : وصل الي من ماله و تقسيط قسطه على عمّاله عشرون ألف دينار ، فقال ابن الفرات الحمد للّه الزمنا فانّا نعرضك لمّا يزداد به صلاح حالك ثم اختبره فوجده كاتبا سديدا١ الخ .

و في ( الخصال ) عن الباقرعليه‌السلام « ثلاث منجيات » خوف اللّه في السر و العلن ، و القصد في الغنى و الفقر ، و كلمة العدل في الرضا و السخط .

و ثلاث موبقات : شح مطاع ، و هوى متبع ، و اعجاب المرء بنفسه و ثلاث درجات : افشاء السلام ، و إطعام الطعام ، و الصلاة و الناس نيام و ثلاث كفارات : اسباغ الوضوء في السبرات ، و المشي بالليل و النهار إلى الصلوات ،

و المحافظة على الجماعات » .

____________________

( ١ ) معجم الادباء للحمري ١٩ : ٢٩٥ ٢٩٧ دار الفكر بيروت .

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617