بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 199174 / تحميل: 7633
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

والظاهر أنّه لا ينبغي التأمّل في وثاقته ، ولعلّه كان زلّة صدرت فتاب ، فإنّ الظاهر عدم تأمّل المشايخ في وثاقته وعلوّ شأنه ، وديدنهم الاستناد إلى قوله.

وفي الحسن بن سعيد ما يظهر منه اعتماد ابن نوح ، بل اعتماد الكل عليه(1) .

وقال الصدوق في أوّل كمال الدين : كان أحمد بن محمّد بن عيسى في فضله وجلالته يروي عن أبي طالب عبد الله بن الصلت ، وبقي حتّى لقيه محمّد بن الحسن الصفّار وروى عنه(2) .

هذا ، وفي النقد : رأينا في كتب الأخبار رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن المغيرة ، كما في صلاة الجمعة من التهذيب(3) وغيره(4) (5) .

ومنه في باب أنّ النوم ناقض للوضوء(6) فتأمّل ، انتهى.

وأبوه وجدّه وعمران عمّه ، وكذا إدريس بن عبد الله ، وأولاد أعمامه : زكريّا بن آدم وزكريّا بن إدريس وآدم بن إسحاق وغيرهم ، وجوه أجلّة رواة الحديث مذكورون(7) .

أقول : فيمشكا : يعرف ابن محمّد بن عيسى بوقوعه في وسط السند ، ويروي عنه أحمد بن عليّ بن(8) أبان ، ومحمّد بن يحيى ( العطّار ،

__________________

(1) رجال النجاشي : 58 / 136.

(2) كمال الدين : 3.

(3) التهذيب 3 : 9 / 28.

(4) الاستبصار 1 : 482 / 1865.

(5) نقد الرجال : 33 / 157.

(6) التهذيب 1 : 6 / 4.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 45.

(8) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

٣٤١

وسعد بن عبد الله ، والحسن بن محمّد بن إسماعيل ، وأحمد بن إدريس ، وعليّ بن موسى بن جعفر ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى )(1) ، ومحمّد بن عليّ بن محبوب ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، ومحمّد بن الحسن بن الوليد.

ووقع في الكافي(2) والتهذيب(3) رواية سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد بن عيسى.

وصوابه : وأحمد ، كما هو المعهود ، وقاله في المنتقى(4) أيضا(5) .

244 ـ أحمد بن محمّد بن عيسى القسري :

يكنّى أبا الحسن ، روى عن أبي جعفر محمّد بن العلاء بشيراز ، وكان أديبا فاضلا بالتوقيع الذي خرج في سنة إحدى وثمانين ومائتين في الصلاة على النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم(6) .

صه ، إلاّ أنّ فيها : النسوي ـ بالنون المفتوحة والسين المهملة المفتوحة ـ ، وليس فيها : أبو جعفر(7) .

وفي د أيضا القسري ـ بالقاف والراء ـ(8) .

أقول : في القاموس : قسر ، بطن من بجيلة ، وجبل السراة ، ورجل(9) .

__________________

(1) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(2) الكافي 3 : 551 / 3.

(3) التهذيب 4 : 55 / 147.

(4) منتقى الجمان : 2 / 404.

(5) هداية المحدثين : 175.

(6) رجال الشيخ : 449 / 63.

(7) الخلاصة : 18 / 34.

(8) رجال ابن داود : 44 / 132.

(9) القاموس المحيط : 2 / 116.

٣٤٢

هذا ، وتبعصه لم في قوله : بالتوقيع ، ولا أعرف له معنى صالحا. ولو كان التوقيع بغير ياء(1) لكان وجها.

وذكره في الحاوي في الضعاف(2) .

وفي الوجيزة : ممدوح(3) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن عيسى القسري ، عنه أبو جعفر(4) محمّد ابن العلاء(5) (6) .

245 ـ أحمد بن محمّد الكوفي :

أخو كامل بن محمّد ، ظم(7) .

وفيتعق ، عن المحقّق الشيخ محمّد : إنّ أحمد بن محمّد الكوفي يطلق على البرقي ، يعني : أنّ مطلقه ينصرف إليه ، وربما يقال أنّه ينصرف إلى العاصمي.

ومضى ابن محمّد بن علي ، وابن محمّد بن عمّار ، وغيرهما من الكوفيّين ، فتأمّل(8) .

246 ـ أحمد بن محمّد المقري :

صاحب ابن بديل(9) ، روى عنه التلعكبري إجازة ، لم(10) .

__________________

(1) ظاهر نسخة « ش » : بغير باء.

(2) حاوي الأقوال : 227 / 1191.

(3) الوجيزة : 154 / 131.

(4) في المشتركات : بروايته عن أبي جعفر.

(5) في نسخة « ش » : القلاء.

(6) هداية المحدثين : 178.

(7) رجال الشيخ : 343 / 17.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 46.

(9) في المصدر : أحمد بن بديل.

(10) رجال الشيخ : 446 / 46.

٣٤٣

247 ـ أحمد بن محمّد بن موسى :

الجندي ، أبو الحسن ، هو ابن محمّد بن عمران بن موسى ،تعق (1) .

248 ـ أحمد بن محمّد بن موسى :

المعروف بابن الصلت الأهوازي ، أبو الحسن ، روى الشيخ الطوسي عنه عن ابن عقدة جميع رواياته وكتبه ، قال : وكان معه خطّ أبي العبّاس بإجازته وشرح رواياته وكتبه(2) .

وهذا يدلّ في الجملة على اعتباره وصحّة روايته عنه بخصوصه ، فتدبّر.

وفيتعق : قال المحقّق البحراني : وجدت في إجازة العلاّمة لأولاد زهرة أنّه من رجال العامّة(3) . ولم أجده في كلام غيره(4) .

قلت : عن كتاب ميزان الاعتدال : أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن الصلت(5) الأهوازي ، سمع المحاملي وابن عقدة ، وعنه الخطيب ، وكان صدوقا صالحا(6) ، انتهى ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن محمّد بن موسى المعروف بابن الصلت ، عنه ابن عقدة(7) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 46.

(2) الفهرست : 28 ـ 29 / 86.

(3) بحار الأنوار : 104 / 136 ، معراج أهل الكمال : 77.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 46.

(5) في المصدر :. موسى بن هارون بن الصّلت.

(6) ميزان الاعتدال 1 : 132 / 533.

(7) هداية المحدثين : 178 ، ولا يخفى أنّ قول المشتركات : عنه ابن عقدة ، اشتباه ، والصواب : روى عن ابن عقدة.

٣٤٤

249 ـ أحمد بن محمّد بن نوح :

يكنّى أبا العبّاس السيرافي ، سكن البصرة ، واسع الرواية ، ثقة في روايته ، غير أنّه حكي عنه مذاهب فاسدة في الأصول ، مثل القول بالرؤية وغيرها ،صه (1) .

وزادست : وله تصانيف ، منها : كتاب الرجال الذين رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وزاد على ما ذكره ابن عقدة كثيرا ، وله كتب في الفقه.

أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا(2) . ومات عن قرب ، إلاّ أنّه كان بالبصرة ولم يتّفق لقائي إيّاه(3) .

وفي لم : ابن محمّد بن نوح البصري السيرافي ، يكنّى أبا العبّاس ، ثقة(4) ، انتهى.

وعندي أنّ هذا هو ابن عليّ بن العبّاس المتقدّم عنجش وصه ، لكن حكاية المذاهب الفاسدة كأنّها لم تصح عنه ، وإلاّ لم تخف علىجش ، ولذا لم يشر إلى شي‌ء منها.

وفيتعق : الأمر كما قاله ، فانّجش مع التصريح بقوله : شيخنا ومن استفدنا منه ـ الدال على معاشرته معه ومخالطته واشتغاله عليه مدّة ، المشير إلى كونه مفيدا لجماعة ومرجعا لهم ـ عظّمه وبجّله غاية التعظيم والتبجيل ، ولم يشر إلى فساد في عقيدة أو حزازة في رأي ، وذلك يدلّ على عدم صحّة الحكاية ، ويؤيّده كثرة استنادجش ، بل وغيره من الأعاظم إلى قوله ، وكذا توثيق الشيخ إيّاه في لم من دون إشارة إلى الحكاية.

__________________

(1) الخلاصة : 18 / 27.

(2) في الفهرست زيادة : بجميع رواياته.

(3) الفهرست : 37 / 117.

(4) رجال الشيخ : 456 / 108.

٣٤٥

على أنّا نقول : التوثيق ثابت معلوم ، والحكاية عن حاك غير معلوم ، فلم يثبت بذلك جرح.

وفي المعراج : حكى فيصه عن الشيخ أنّه كان يذهب إلى مذاهب(1) الوعيديّة(2) .

وهو وشيخه المفيد إلى أنّه تعالى لا يقدر على غير(3) مقدور العبد ، كما هو مذهب الجبائي.

والسيّد المرتضىرضي‌الله‌عنه إلى مذهب البهشميّة ، من أنّ إرادته تعالى عرض لا في محل.

والشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت إلى جواز اللذّة العقليّة عليه سبحانه ، وأنّ ماهيّته تعالى معلومة كوجوده ، وأنّ ماهيته الوجود المعلوم ، وأنّ المخالفين يخرجون من النار ولا يدخلون الجنّة.

والصدوق(4) وشيخه ابن الوليد(5) والطبرسي في مجمع البيان(6) إلى جواز السهو عن(7) النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ومحمّد بن أبي عبد الله الأسدي إلى الجبر والتشبيه(8) .

وغير ذلك ممّا يطول تعداده. والحكم بعدم عدالة هؤلاء لا يلتزمه أحد‌

__________________

(1) في المصدر : مذهب.

(2) الخلاصة : 148 / 46.

(3) في المعراج : عين.

(4) الفقيه : 1 / 234.

(5) الفقيه : 1 / 235.

(6) مجمع البيان : 2 / 317 ، سورة الأنعام : 68 ، في تفسير قوله تعالى :( وَإِمّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ ) .

(7) في المعراج : على.

(8) رجال النجاشي : 373 / 1020.

٣٤٦

يؤمن بالله.

والذي ظهر لي من كلمات أصحابنا المتقدّمين وسيرة أساطين المحدّثين : أنّ المخالفة في غير الأصول الخمسة لا توجب الفسق ، إلاّ أن تستلزم إنكار ضروري الدين كالتجسيم بالحقيقة لا بالتسمية ، والقول بالرؤية بالانطباع أو الانعكاس ، وأمّا القول بها لا معهما فلا ، لأنّه لا يبعد؟؟؟ حمله على إرادة اليقين التام وشدّة الانكشاف العلمي.

وأمّا تجويز السهو عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واللذّة العقليّة عليه تعالى مع تفسيرها بإدراك الكمال من حيث أنّه كمال فلا يوجب فسقا.

وأمّا الجبر والتشبيه فالبحث في ذلك عريض أفردنا له رسالة(1) ، انتهى.

أقول : ونسب ابن طاوس ، والخواجه نصير الدين(2) ، وابن فهد(3) ، والشهيد الثاني ، وشيخنا البهائي(4) ، وجدّي العلاّمة ، وغيرهم من الأجلّة ، إلى التصوّف.

وغير خفيّ أنّ ضرر التصوّف إنّما هو فساد الاعتقاد ـ من القول بالحلول أو الوحدة في الوجود أو الاتّحاد ـ أو فساد الأعمال ـ كالأعمال المخالفة للشرع الّتي يرتكبها كثير من المتصوّفة في مقام الرياضة أو العبادة ـ وغير خفيّ على المطّلعين على أحوال هؤلاء الأجلّة أنّهم منزّهون عن كلا الفسادين قطعا.

ونسب جدّي العالم الربّاني مولانا محمّد صالح المازندراني وغيره من‌

__________________

(1) معراج أهل الكمال : 202 ـ 204 ، باختلاف.

(2) مجالس المؤمنين : 2 / 208.

(3) لؤلؤة البحرين : 155 ـ 156.

(4) لؤلؤة البحرين : 19.

٣٤٧

الأجلّة إلى القول باشتراك اللفظ ، وفيه أيضا نظير ما أشرنا.

ونسب المحمّدون الثلاثة كابن الوليد إلى القول بتجويز السهو على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ونسب الصدوق بل وابن الوليد منكر السهو إلى الغلو.

وبالجملة : أكثر الأجلّة ليسوا بخالصين عن أمثال ما أشرنا إليه. ومن هنا يظهر التأمّل في ثبوت الغلوّ وفساد المذهب بمجرّد رمي علماء الرجال من دون ظهور الحال ، وقد أشير إليه مرارا(1) .

250 ـ أحمد بن محمّد بن هيثم :

العجلي ، ثقة ،صه (2) . وفي د : هيثمة(3) .

ويأتي توثيقه عنجش في ابنه الحسن(4) .

وفيتعق : يروي عنه الصدوق مترضّيا(5) ، والظاهر أنّه من مشايخه(6) .

251 ـ أحمد بن محمّد بن يحيى :

العطّار القمّي ، روى عنه التلعكبري ـ وأخبرنا عنه الحسين بن عبيد الله وأبو الحسين بن أبي جيد القمّي ـ وسمع منه سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة ، وله منه إجازة ، لم(7) .

وربّما استفيد من تصحيح بعض طرق الشيخ في الكتابين ـ كطريق‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 47.

(2) الخلاصة : 20 / 52 وفيه : ابن الهيثم.

(3) رجال ابن داود : 45 / 135.

(4) رجال النجاشي : 65 / 151.

(5) الخصال : 158 / 203.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني.

(7) رجال الشيخ : 444 / 36.

٣٤٨

الحسين بن سعيد(1) ـ توثيقه.

وفيتعق : كنيته أبو علي(2) ، وسيذكر المصنّف في طريق الصدوق إلى ابن أبي يعفور أنّ العلاّمة بنى على توثيقه بحيث لا يحتمل الغفلة كما لا يخفى ، بل الأصحاب أيضا(3) .

أقول : تصحيح حديثه لا يستلزم التوثيق ـ ولو بنى على عدم الغفلة ـ كما مرّ في الفوائد ، لجواز إطلاقهم الصحّة عليه بناء على ما قلناه ، نعم في إكثار الإطلاق وجعل ذلك ديدنا وطريقة إشعار بالبناء عليها.

وبالجملة : مرّ الكلام في الفوائد مشروحا(4) .

أقول : ذكره في الحاوي في خاتمة قسم الثقات ـ وقد عقدها لمن لم ينصّ على توثيقه بل يستفاد من قرائن أخر ـ وقال بعد نقل ما في لم : قلت : قد وصف العلاّمة طريق الشيخ في التهذيب والاستبصار إلى محمّد بن عليّ ابن محبوب بالصحّة(5) ، وهو في الطريق ولا طريق غيره(6) ، وذلك يقتضي الحكم بعدالته.

وكذا وصف طريقه في التهذيب إلى عليّ بن جعفر بالصحّة(7) ، وهو فيه ، ولا طريق سواه(8) .

__________________

(1) الخلاصة : 276.

(2) كنيته أبو علي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(3) منهج المقال : 412.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 48.

(5) الخلاصة : 276.

(6) التهذيب ـ المشيخة ـ : 10 / 72 ، الاستبصار : 4 / 324.

(7) الخلاصة : 276.

(8) مشيخة التهذيب : 10 / 86.

٣٤٩

وكذا وصف طريق الصدوق إلى عبد الرحمن بن الحجّاج(1) ، وهو فيه(2) .

ووثّقه الشهيد الثاني في الدراية(3) (4) ، انتهى.

وفي الوجيزة : من مشايخ الإجازة ، وحكم الأصحاب بصحّة حديثه(5) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن يحيى العطّار ـ المستفاد توثيقه من تصحيح بعض الطرق إليه ـ عنه التلعكبري ، والحسين بن عبيد الله ، وأبو الحسين بن أبي جيد(6) .

252 ـ أحمد بن محمّد بن يحيى :

الفارسي ، يكنّى أبا علي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وخرج إلى قزوين ، وليس له منه إجازة ، لم(7) .

وفيتعق : الظاهر أنّه من مشايخ الإجازة ، ورواية التلعكبري عنه وملاحظة الطبقة والكنية ربما تشير إلى الاتّحاد مع السابق ، لكن لا يخلو عن البعد ، فتأمّل(8) .

__________________

(1) الخلاصة : 278.

(2) مشيخة الفقيه : 4 / 41.

(3) الرعاية في علم الدراية : 370 ، فإنّه ذكر أحمد بن محمّد وقال : بأنّ هذا الاسم مشترك ، ثم عدّ أربعة منهم ، ثم قال : وجماعة أخرى من أفاضل أصحابنا.

(4) حاوي الأقوال : 170 / 699.

(5) الوجيزة 154 / 133.

(6) هداية المحدثين : 178.

(7) رجال الشيخ : 444 / 39.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 48.

٣٥٠

253 ـ أحمد بن محمّد بن يعقوب :

أبو علي البيهقي ، سيجي‌ء في ترجمة الفضل بن شاذان جلالته ونباهة شأنه ،تعق (1) .

أقول(2) : في المتوسّط : أحمد بن محمّد بن يعقوب ، أبو علي(3) البيهقيرحمه‌الله ، روى عنهكش هكذا مترحّما ، وقال عنه أنّه قال : صلّيت على الفضل بن شاذان. ودفع عنه ما روي من القدح فيه(4) ، فليتدبّر(5) . انتهى.

254 ـ أحمد بن معافي :

جعله د من أصحاب الجوادعليه‌السلام ووثّقه نقلا عن رجال الشيخ(6) ، ولم نجده فيه ولا في غيره.

255 ـ أحمد بن معروف :

قمّي ، له كتاب نوادر ، أخبرناه أبو عبد الله بن شاذان القزويني ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليّ بن محبوب ، عنه ، به ،جش (7) .

وفيست : له كتاب ، الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عنه(8) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 48.

(2) في نسخة « ش » : قلت.

(3) أبو علي ، لم يرد في نسخة « ش ».

(4) رجال الكشي : 542 / 1028 ، وفيه : أحمد بن يعقوب.

(5) الوسيط : 21.

(6) رجال ابن داود : 45 / 138.

(7) رجال النجاشي : 79 / 188.

(8) الفهرست : 36 / 108.

٣٥١

وفيتعق : في المعراج : لا يبعد انتظامه في سلك مشايخ الإجازة(1) .

انتهى ، فتأمّل(2) .

أقول : فيمشكا : ابن معروف ، عنه محمّد بن عليّ بن محبوب ، وأحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عنه(3) .

256 ـ أحمد بن موسى الأشعري :

مضى بعنوان ابن أبي زاهر ،تعق (4) .

257 ـ أحمد بن موسى بن جعفر :

ابن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن طاوس(5) العلوي الحسني ، سيّدنا الطاهر الإمام المعظّم فقيه أهل البيت(6) جمال الدين أبو الفضائل ، مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة. مصنّف مجتهد ، كان أورع فضلاء زمانه.

قرأت عليه أكثر البشرى والملاذ وغير ذلك من تصانيفه ، وأجاز لي جميع تصانيفه ورواياته ، وكان شاعرا مصقعا بليغا منشدا(7) مجيدا.

من تصانيفه : كتاب البشرى(8) في الفقه ، ستّ مجلّدات ، كتاب الملاذ في الفقه ، أربع مجلّدات ، كتاب الكر ، كتاب السهم السريع في‌

__________________

(1) لم نجده في نسختنا من المعراج ، وأورده المامقاني في تنقيح المقال : 1 / 97 نقلا عن المعراج.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 48.

(3) هداية المحدثين : 15.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 48.

(5) في المصدر : ابن محمّد الطاووسي ، بدل ابن طاوس.

(6) في نسخة « ش » زيادة :عليهم‌السلام .

(7) في المصدر : منشئا.

(8) في المصدر : كتاب بشرى المحققين.

٣٥٢

تحليل المداينة(1) مع القرض ، كتاب الفوائد ، كتاب العدّة(2) في أصول الفقه ، كتاب الثاقب للسحر(3) في أصول الدين ، كتاب الروح ، نقضا على ابن أبي الحديد ، كتاب شواهد القرآن ، مجلّدان ، كتاب بناء المقالة العلويّة في نقض الرسالة العثمانيّة ، كتاب المسائل في أصول الدين ، كتاب عين العبرة في غبن العترة ، كتاب زهرة الرياض في المواعظ ، كتاب الاختيار في أدعية الليل والنهار ، كتاب الاذخار(4) في شرح لاميّة مهيار ، مجلّدان ، كتاب عمل اليوم والليلة. وله غير ذلك تمام اثنين وثمانين مجلّدا ، من أحسن التصانيف وأحقّها.

حقّق الرجال والرواية(5) تحقيقا لا مزيد عليه.

ربّاني وعلّمني وأحسن إليّ ، وأكثر فوائد هذا الكتاب ونكتة من إشاراته وتحقيقه(6) ، جزاه الله عنّي أفضل جزاء المحسنين ، د(7) .

أقول : من جملة كتبهرحمه‌الله : حلّ الإشكال في معرفة الرجال.

قال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد : وهذا الكتاب عندنا موجود بخطّه المبارك(8) ، انتهى.

وقد حرّره ولده(9) المحقّق الشيخ حسن فسمّاه : التحرير الطاووسي.

__________________

(1) في المصدر : المبايعة.

(2) في المصدر : كتاب الفوائد العدّة.

(3) في المصدر : كتاب الثاقب المسخر على نقض المشجر.

(4) في المصدر : الأزهار.

(5) في المصدر زيادة : والتفسير.

(6) في المصدر : وتحقيقاته.

(7) رجال ابن داود : 45 / 140.

(8) بحار الأنوار : 108 / 154.

(9) في نسخة « ش » : ولد.

٣٥٣

وعندي منه نسخة ، وهو الذي رمزت له : طس.

وفي إجازة العلاّمة الكبيرة المشهورة عند ذكر من أجازه هكذا : ومن ذلك جميع ما صنّفه السيّدان الكبيران السعيدان رضيّ الدين علي وجمال الدين أحمد ابنا موسى بن طاوس الحسنيّان قدّس الله روحهما وروياه وقرآه وأجيز لهما روايته ، عنّي ، عنهما.

وهذان السيّدان زاهدان عابدان ورعان.

وكان رضي الدين علي(1) صاحب كرامات ، حكى لي بعضها ، وروى لي(2) والديرحمه‌الله (3) البعض الآخر(4) ، انتهى.

وأمّ هذا السيدرضي‌الله‌عنه على ما نقله الشيخ يوسف البحرانيرحمه‌الله بنت الشيخ مسعود ورّام بن أبي فراس ـ وهي أمّ أخيه أيضا ـ وأمّها بنت الشيخ ، وقد أجاز لها ولأختها أمّ ابن إدريس جميع مصنّفاته ومصنّفات الأصحاب ، قال : ويؤيّده تصريح السيّدرضي‌الله‌عنه (5) عن الشيخ وكذا عن الشيخ ورّام بلفظ : جدّي ، وهو أكثر كثير في كلامه(6) ، انتهى.

وأبو الفضائل أحمد هذا قبره في الحلّة مزار معروف مشهور كالنور على الطور ، يقصدونه من الأمكنة البعيدة ، ويأتون إليه بالنذور ، وتحرّج العامّة ـ فضلا عن الخاصّة ـ عن الحلف به كذبا ، خوفا ، وتسمّيه العوام : السيّد عبد الله.

__________________

(1) في المصدر زيادة :رحمه‌الله .

(2) لي ، لم ترد في نسخة « م ».

(3) في المصدر زيادة : عنه.

(4) بحار الأنوار : 107 / 63.

(5) في المصدر : السيّد رضيّ الدين ـرضي‌الله‌عنه ـ.

(6) لؤلؤة البحرين : 236.

٣٥٤

هذا ، وفي الوجيزة : ثقة جليل القدر(1) .

258 ـ أحمد بن موسى بن جعفر :

ابن محمّد(2) بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

في الإرشاد : كان كريما جليلا ورعا ، وكان أبو الحسن موسىعليه‌السلام يحبّه ويقدّمه ، ووهب له ضيعته المعروفة باليسرة(3) ، ويقال : إنّه ـرضي‌الله‌عنه ـ أعتق ألف مملوك.

أخبرني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا جدّي ، قال : سمعت إسماعيل بن موسىعليه‌السلام (4) يقول : خرج أبي بولده إلى بعض أمواله بالمدينة ، فكنّا في ذلك المكان ، وكان مع أحمد بن موسى عشرون من خدّام(5) أبي وحشمه ، إن قام أحمد قاموا معه وإن جلس جلسوا معه ، وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره ما يغفل عنه ، فما انقلبنا حتّى تشيّخ(6) أحمد ابن موسى بيننا(7) .

وفيتعق : في البلغة(8) : هو المدفون بشيراز ، المسمّى(9) بسيّد السادات(10) .

__________________

(1) الوجيزة 155 / 137 ، وفيه : ثقة جليل.

(2) ابن محمّد ، لم ترد في نسخة « م ».

(3) في المصدر : باليسيرة.

(4)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « ش » والمصدر.

(5) في المصدر : خدم.

(6) في المصدر : انشجّ.

(7) إرشاد المفيد : 2 / 244.

(8) في البلغة ، لم ترد في التعليقة.

(9) في التعليقة : الملقّب.

(10) بلغة المحدثين : 331.

٣٥٥

قلت : وكأنّه المعروف الآن بشاة چراغ(1) .

أقول : جزم ولده الفاضل دام فضلهما بأنّه هو ، ونقله عن المستوفي في نزهة القلوب.

وصرّح بذلك أيضا شيخنا الشيخ يوسف البحراني في مواضع من إجازته(2) .

وفي الوجيزة : أحمد بن موسى الكاظمعليه‌السلام ، ممدوح(3) .

259 ـ أحمد بن مهران :

روى عنه الكليني في كتاب الكافي.

وقال ابن الغضائري : إنّه ضعيف ،صه (4) .

وفيتعق : ترحّم عليه(5) في باب مولد الزهراءعليها‌السلام (6) ، وباب مولد الكاظمعليه‌السلام (7) ، وباب نكت التنزيل في الولاية مكرّرا(8) ، وغير ذلك من المواضع(9) ، وأكثر من الرواية عنه ، وهو عن عبد العظيم الحسني الجليل.

وفي الوجيزة : أستاذ الكليني ، ضعيف(10) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 48.

(2) لؤلؤة البحرين : 73.

(3) الوجيزة : 155 / 138.

(4) الخلاصة : 205 / 22.

(5) في المصدر زيادة : في الكافي.

(6) الكافي 1 : 381 / 3.

(7) الكافي 1 : 404 / 7.

(8) الكافي 1 : 351 / 60.

(9) الكافي 1 : 407 / 3.

(10) الوجيزة : 155 / 139.

٣٥٦

وفي التضعيف ضعف ، لكونه من ابن الغضائري ، مع مصادمته لما ذكر(1) .

قلت : لا ريب أنّ ثقة الإسلام أعرف بحاله من ابن الغضائري البعيد العهد عنه ، مضافا إلى ارتفاع الوثوق عن تضعيفاته.

260 ـ أحمد بن ميثم :

بالمثنّاة من تحت الساكنة بعد الميم المفتوحة بعدها الثاء المثلّثة ، ابن أبي نعيم ـ بضمّ النون وفتح المهملة ، واسم أبي نعيم : الفضل بن عمرو(2) ، ولقبه : دكين ، بالمهملة المضمومة ـ ابن حمّاد بن زهير مولى آل طلحة بن عبيد الله ، أبو الحسين(3) ، كان من ثقات أصحابنا الكوفيّين وفقهائهم ،صه (4) .

ست ، إلاّ الترجمة و : واسم أبي نعيم.

وكستجش إلاّ : ابن زهير(5) .

وزادست : له مصنّفات ، الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن جعفر ، عن حميد بن زياد ، عنه(6) .

واعلم أنّ : دكين ، لقب عمرو لا الفضل. والفضل بن دكين رجل مشهور من علماء الحديث.

وفيتعق : في ضح : أحمد بن ميثم ، بكسر الميم وإسكان الياء وفتح‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 49.

(2) في الخلاصة والفهرست ورجال النجاشي : عمر.

(3) في الخلاصة والفهرست : أبو الحسن.

(4) الخلاصة : 15 / 12.

(5) رجال النجاشي : 88 / 216.

(6) الفهرست : 25 / 77.

٣٥٧

المثلّثة(1) .

ثمّ فيه كذلك ، وبدل وفتح المثلّثة : فتح المثنّاة من فوق(2) .

ثمّ فيه : أحمد بن ميثم ، بكسر الميم(3) .

والظاهر اتّحاد الكل ، وتوهّم بعض أنّهم ثلاث.

وفي شرح البداية للشهيد الثاني : إنّ أحمد بن ميثم بالثاء المثلّثة غيره بالمثنّاة من فوق ، والأوّل هو ابن الفضل بن دكين ، والثاني مطلق ، أورده في ضح(4) ، انتهى.

قلت : في ضح عكس ما ذكرهرحمه‌الله (5) .

أقول : في نسختين عندي من الإيضاح إحداهما مصحّحة أيضا عكس ما ذكره الشهيد الثاني ، فإنّه جعل الثاني ابن دكين ، والأوّل مطلقا ، فلاحظ.

بل في حواشي الشهيد الثاني نفسه علىصه عن ضح جعل الثاني ابن دكين.

إلاّ أنّهما(6) ليس فيهما(7) ابن ميثم ثالثا كما ذكره سلّمه الله تعالى ، نعم فيهما : إسماعيل بن ميثم بكسر الميم ، فراجع.

وما مرّ عن الميرزا من قوله : واعلم أنّ دكين. إلى آخره ، صرّح به‌

__________________

(1) إيضاح الاشتباه : 113 / 93.

(2) إيضاح الاشتباه : 105 / 70.

(3) إيضاح الاشتباه : 114 / 98 إلاّ أنّ في النسخة المطبوعة : إسماعيل بن ميثم ، وذكر في الحاشية عن بعض النسخ أنّه : أحمد ، بدل : إسماعيل.

(4) الرعاية في علم الدراية : 381.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 49.

(6) في نسخة « ش » : إلاّ أنه.

(7) في هامش نسخة « م » : في النسختين.

٣٥٨

الشهيد الثاني قبله ، قال : لأنّ ما ذكرناه هو المطابق للواقع ، فإنّ الفضل بن دكين رجل مشهور من علماء الحديث ، وعبارة ضح وغيره موهمة خلاف الواقع(1) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن ميثم الثقة ، عنه حميد بن زياد(2) .

261 ـ أحمد بن نصر بن سعيد :

الباهلي ، المعروف بابن أبي هراسة ، يلقّب أبوه : هوذة ، سمع منه التلعكبري سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، وله منه إجازة.

مات في ذي الحجّة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة يوم التروية بجسر النهروان ، ودفن بها ، لم(3) .

ومرّ : إبراهيم بن رجاء الشيباني أبو إسحاق المعروف بابن أبي هراسة عنجش (4) وصه(5) . لكن على قول الشيخ ذاك ابن هراسة(6) ، وهذا ابن أبي هراسة.

وفيتعق : يظهر من الكفاية في النصوص أنّ أبا هراسة كنية لسعيد جد أحمد ، وأنّ أحمد يكنّى بأبي سليمان الباهلي(7) .

وسيجي‌ء هذا عن المصنّف في آخر الكتاب(8) ، ومرّ في إبراهيم بن‌

__________________

(1) ذكره في تنقيح المقال : 1 / 98 عن حاشية الشهيد الثاني على الخلاصة ، ولم يرد في نسختنا من الحاشية.

(2) هداية المحدثين : 15.

(3) رجال الشيخ : 442 / 31 ، وفيه : أحمد بن النضر.

(4) رجال النجاشي : 23 / 34.

(5) الخلاصة : 198 / 5.

(6) رجال الشيخ : 146 / 70.

(7) كفاية الأثر : 250.

(8) منهج المقال : 397.

٣٥٩

إسحاق(1) (2) .

قلت : لم يظهر من لم أنّ أبا هراسة كنية لغير سعيد ، بل الظاهر من العبارة أنّه كنية سعيد ، وما في الكفاية موافق له ، وإرجاع ضمير أبوه إلى أحمد غير مضر لكونه هو صاحب الترجمة.

ثمّ إنّه لا بعد في كون ابن أبي هراسة كنية لكلّ منهما بل وكل منهم ، كابن بابويه وابن طاوس.

هذا ، وذكره في مل في علمائنا(3) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن نصر بن سعيد ، عنه التلعكبري(4) .

262 ـ أحمد بن النضر :

بالنون والمعجمة ، أبو الحسن الجعفي ، مولى ، كوفي ، ثقة ،صه (5) .

جش ، إلاّ الترجمة ، وبعد الجعفي : الخزّاز(6) ، ثمّ زاد : له كتاب يرويه جماعة. أخبرنا جماعة ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى الخارقي ، عن أبيه ، عنه بكتابه(7) .

وفيست : له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن(8) ، عن سعد والحميري ،

__________________

(1) منهج المقال : 20.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 49.

(3) أمل الآمل 2 : 30 / 80.

(4) هداية المحدثين : 15.

(5) الخلاصة : 20 / 49.

(6) في المصدر : الخزاز ، بعد : النضر.

(7) رجال النجاشي : 98 / 244 وفيه : الخازمي ، بدل : الخارقي.

(8) في المصدر : ومحمّد بن الحسين.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

و قال أبو الغوث : النحيرة آخر ليلة من الشهر مع يومها ، لأنّها تنحر الشهر الذي بعدها ، أي تصير في نحره أو تصيب نحره ، فهي ناحرة و الجمع النواحر ، و احتجّ بقول ابن أحمر الباهلي :

ثم استمر عليها و اكف همع

في ليلة نحرت شعبان أو رجبا١

و قال ابن دريد : أقبل فلان في نحر الجيش ، أي في أوّله ، و الليلة تنحر شهر كذا و كذا أي هي أوّله ثم ذكر البيت الأخير ، فترى الأوّل جعله الآخر بلا خلاف لكن تردّد في أنّه آخر يوم فقط أو مع ليلة ، و الثاني جعله أول ليلة بلا خلاف ثم قال : و النحيرة و المنحورة واحد ، و قال : قيل في قوله تعالىفصلّ لربك و انحر ٢ أي استقبل نحر النهار أي أوّله ، و قيل يعني ضع يدك على نحرك٣ .

و الصواب قول ابن دريد لأخذه عن الخليل و لكثرة أوهام الجوهري و لأن ( الأساس ) وافقه فقال : قال الكميت :

و الغيث بالمتالفات

من الأهلّة في النواحر٤

إذا وقع الغيث في أوّل الشهر كان غزيرا . .

و منه يظهر ان الجوهري صحّف البيت الأول و أنّه كان بلفظ « في النواحر » لا « و النواحر » و بالجملة هو أيضا لم يشر إلى خلاف في كونه بمعنى الأول .

____________________

( ١ ) الجمهرة لابن دريد ١ : ٥٢٥ .

( ٢ ) الكوثر : ٢ .

( ٣ ) جمهرة اللغة لابن دريد ١ : ٥٢٥ .

( ٤ ) أساس البلاغة : ٤٤٩ .

٥٦١

١٢ من غريب كلامه رقم ( ٧ ) و في حديثهعليه‌السلام أنه شيّع جيشا يغزيه فقال :

اِعْذِبُوا عَنِ اَلنِّسَاءِ مَا اِسْتَطَعْتُمْ و معناه اصدفوا عن ذكر النساء و شغل القلب بهن و امتنعوا من المقاربة لهن لأن ذلك يفت في عضد الحمية و يقدح في معاقد العزيمة و يكسر عن العدو و يلفت عن الإبعاد في الغزو فكل من امتنع من شي‏ء فقد أعزب عنه و العاذب و العذوب الممتنع من الأكل و الشرب أقول : قال في النهاية : و في حديث عليعليه‌السلام أنّه شيّع سرية فقال : اعذبوا عن ذكر النساء أنفسكم ، فإنّ ذلكم يكسركم عن الغزو١ .

قولهعليه‌السلام « اعذبوا عن النساء ما استطعتم » في ( كامل المبرّد ) : كتب صاحب اليمن إلى عبد الملك في وقت محاربة ابن الأشعث معه إنّي قد وجهت إليك بجارية اشتريتها بمال عظيم و لم ير مثلها قط ، فلما دخل بها عليه رأى وجها جميلا و خلقا نبيلا فألقى إليها قضيبا كان في يده فنكست لتأخذه فرأى منها جسما بهره ، فلما همّ بها أعلمه الإذن أنّ رسول الحجاج بالباب ،

فإذن له و نحى الجارية فأعطاه كتابا من عبد الرحمن فيه سطور أربعة يقول فيها :

سائل مجاور جرم هل جنيت لها

حربا يزيل بين الجيرة الخلط

و هل سموت بجرار له لجب

جم الصواهل بين الجم و الفرط

و هل تركت نساء الحي ضاحية

في ساحة الدار يستوقدن بالغبط

و تحتها بيت آخر على غير الروي و هو :

____________________

( ١ ) النهاية ٣ : ١٩٥ مادة ( عذب ) .

٥٦٢

قتل الملوك و صار تحت لوائه

شجر العرى و عراعر الأقوام

فكتب جوابه و جعل في طيّه جوابا لابن الأشعث :

ما بال من أسعى لأجبر عظمه

حفاظا و ينوي من سفاهته كسري

أظن خطوب الدهر بيني و بينهم

ستحملهم مني على مركب و عر

و إنّي و إيّاهم كمن نبّه القطا

و لو لم تنبه باتت الطير لا تسري

أناة و حلما و انتظارا بهم غدا

فما أنا بالواني و لا الضرع الغمر

ثم بات يقلّب كفّ الجارية و يقول : ما أخذت فائدة أحبّ إليّ منك ، فتقول :

فما بالك و ما يمنعك ؟ فقال : يمنعني قول الأخطل و إن خرجت منه كنت ألأم العرب فإنّه قال :

قوم إذا حاربوا شدّوا مآزرهم

دون النساء و لو باتت بأطهار١

فما إليك سبيل أو يحكم اللّه بيني و بين ابن الأشعث ، فلم يقربها حتى قتل عبد الرحمن٢ .

قول المصنّف : « و معناه اصدفوا عن ذكر النساء » أي : اعرضوا عن ذكرهن « و شغل القلب بهن » و لا تكونوا كما قال الشاعر :

ذكرتك و الخطي يخطر بيننا

و قد نهلت منّا المثقفة السمر

« و امتنعوا من المقاربة لهن » و كان المهلب لما خرج ابن الأشعث على الحجاج في أهل العراق كتب إلى الحجاج أنّ أهل العراق أقبلوا إليك و هم مثل السيل المنحدر من عل ليس شي‏ء يرده حتى ينتهي إلى قراره ، و إنّ لأهل العراق شرة في أوّل مخرجهم و صبابة إلى ابنائهم و نسائهم فليس شي‏ء يردّهم حتى يسقطوا إلى أهليهم و يشمّوا أولادهم ، ثم واقعهم عندها فتغلب

____________________

( ١ ) ديوان الأخطل : ١٤٤ .

( ٢ ) الكامل ١ : ٢٣٥ ٢٣٦ .

٥٦٣

عليهم فلم يقبل ذلك فاستقبلهم إلى تستر فهزموه بها ، فتركهم حتى دخلوا الكوفة على نسائهم ثم حاربهم فهزم١ .

« فإن ذلك يفتّ » أي يضعف و يوهن .

« في عضد الحمية و يقدح » من « قدح الدود في الأسنان و الشجر قدحا » و هو تأكل يقع فيه ، و القادحة : الدودة .

« في معاقد العزيمة » فيحلها .

« و يكسر عن العدو » بالفتح فالسكون في الحرب ، و قد عرفت أنّ الجزري جعل كلامهعليه‌السلام تعليلا للإعذاب بلفظ « فان ذلكم يكسركم عن الغزو »٢ .

« و يلفت » أي : يصرف .

« عن الإبعاد في الغزو » و لما بلغ ابن الزبير قتل أخيه مصعب ، قال : قدم أيره و أخّر خيره ، و تشاغل بنكاح فلانة و فلانة و ترك جلبة أهل الشام حتى غشيته في داره .

« و كل من امتنع من شي‏ء فقد أعذب عنه » اعترض ابن أبي الحديد على المصنف٣ لما رأى أنّ الجوهري قال « أعذبته عن الأمر إذا منعته عنه ، يقال اعذب نفسك عن كذا أي اظلفها » بأنّ قوله « و كلّ من امتنع من شي‏ء فقد أعذب عنه » غير صحيح و ان الصواب ان يقال « و كل من منعته من شي‏ء فقد أعذب عنه » و ان كلامهعليه‌السلام بلفظ « اعذبوا » بكسر الهمزة لا « اعذبوا » بفتحها ، و استدل بأن الممتنع من الأكل و الشرب يقال له العاذب و العذوب لا المعذب .

إلاّ أن اعتراضه ساقط ، كما ان اقتصار الجوهري على ان « اعذب »

____________________

( ١ ) الكامل في التاريخ لابن الاثير ٤ : ٤٦٤ ٤٦٥ ، و قد مر ذلك في صفحة ١٨٨ .

( ٢ ) النهاية لابن الاثير ٣ : ١٩٥ ، مادة ( عذب ) .

( ٣ ) ذكر انه ليس بجيد ، شرح نهج البلاغة ١٩ : ١١٤ ح ٢٦٤ .

٥٦٤

بمعنى منع خطأ ، فقد قال الفيروز آبادي : العذب المنع كالإعذاب و الكف و الترك كالإعذاب و قال الجزري : اعذب ، لازم و متعد بل اقتصر ابن دريد على أن ( أعذب ) بمعنى ( امتنع ) فقال : أعذب عن الشي‏ء إذا امتنع عنه ، و في الحديث « فأعذبوا عن النساء » أي امتنعوا عن ذكرهن١ .

و الظاهر أنّ المصنف استند إليه حيث نقل العنوان مثله و جعله من أعذب و كون معنى « اعذب » امتنع .

و مثله الزمخشري ، ففي ( الأساس ) في حديث عليعليه‌السلام لسرية « اعذبوا عن النساء » اعذب عن الشي‏ء و استعذب عنه إذا امتنع ، لكن إن صح نقل الجزري لكلامهعليه‌السلام بلفظ « اعذبوا عن ذكر النساء أنفسكم » يكون « اعذبوا » بمعنى امنعوا٢ .

« و العاذب و العذوب الممتنع من الأكل و الشرب » و في ( الجمهرة ) : بات لرجل عاذبا و عذوبا إذا كان ممتنعا عن النوم جائعا ، و قول عبيد بن الأبرص الأسدي :

باتت على ارم عذوبا

كأنّها شيخة رقوب٣

أي جائعة ممتنعة من المأكل و المشرب ، و في ( الصحاح ) : العذوب من الدوابّ و غيرها القائم الذي لا يأكل و لا يشرب ، و كذلك العاذب و في ( القاموس ) : العذب ترك الأكل من شدّة العطش ، و هو عاذب و عذوب ، و العاذب و العذوب الذي ليس بينه و بين السماء ستر٤ .

____________________

( ١ ) القاموس المحيط للفيروز آبادي : ١٤٤ .

( ٢ ) أساس البلاغة للزمخشري : ٢٩٥ مادة ( عذب ) .

( ٣ ) الجمهرة لابن دريد ١ : ٣٠٤ .

( ٤ ) راجع المصدرين السابقين الصحاح ١ : ١٨٧ ، و القموس : ١٤٤ .

٥٦٥

١٣ الكتاب ( ٦١ ) و من كتاب لهعليه‌السلام إلى كميل بن زياد النخعيّ و هو عامله على هيت ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدوّ طالبا للغارة :

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ تَضْيِيعَ اَلْمَرْءِ مَا وُلِّيَ وَ تَكَلُّفَهُ مَا كُفِيَ لَعَجْزٌ حَاضِرٌ وَ رَأْيٌ مُتَبَّرٌ وَ إِنَّ تَعَاطِيَكَ اَلْغَارَةَ عَلَى أَهْلِ ؟ قِرْقِيسِيَا ؟ وَ تَعْطِيلَكَ مَسَالِحَكَ اَلَّتِي وَلَّيْنَاكَ لَيْسَ بِهَا مَنْ يَمْنَعُهَا وَ لاَ يَرُدُّ اَلْجَيْشَ عَنْهَا لَرَأْيٌ شَعَاعٌ فَقَدْ صِرْتَ جِسْراً لِمَنْ أَرَادَ اَلْغَارَةَ مِنْ أَعْدَائِكَ عَلَى أَوْلِيَائِكَ غَيْرَ شَدِيدِ اَلْمَنْكِبِ وَ لاَ مَهِيبِ اَلْجَانِبِ وَ لاَ سَادٍّ ثُغْرَةً وَ لاَ كَاسِرٍ لِعَدُوٍّ شَوْكَةً وَ لاَ مُغْنٍ عَنْ أَهْلِ مِصْرِهِ وَ لاَ مُجْزٍ عَنْ أَمِيرِهِ قول المصنّف : « إلى كميل بن زياد النخعي » في ( ذيل الطبري ) : هو كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع .

و روى أنّه جاء كميل إلى الحجاج يأخذ عطاءه فقال له : أنت الذي فعلت بعثمان و كلّمه بشي‏ء فقال له كميل : لا تكثر عليّ اللوم و لا تهل عليّ الكثيب و ما ذاك رجل لطمني فاصبرني فعفوت عنه ، فأيّنا كان المسي‏ء ؟ فأمر بضرب عنقه١ .

و في ( الإرشاد ) : روى جرير عن المغيرة قال : لما وليّ الحجاج طلب كميلا فهرب منه فحرم قومه عطاءهم ، فلما رأى كميل ذلك قال : أنا شيخ كبير و قد نفد عمري و لا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم ، فخرج فدفع بيده إلى الحجاج ، فلما رآه قال : لقد كنت أحب أن أجد عليك سبيلا فقال له : لا تصرف

____________________

( ١ ) ذيل الطبري : ١٤٧ مؤسسة الاعلمي .

٥٦٦

علي أنيابك و لا تهدم عليّ ، فو اللّه ما بقي من عمري إلاّ كمثل كواسل الغبار فاقض ما أنت قاض فإنّ الموعد اللّه و بعد القتل الحساب ، و لقد أخبرني أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّك قاتلي فقال له الحجاج : الحجّة عليك إذن فقال له كميل : إذا كان القضاء إليك قال : بلى كنت فيمن قتل عثمان اضربوا عنقه فضربت و هذا خبر رواه و نقله العامّة عن ثقاتهم١ .

« و هو عامله على هيت » في ( المعجم ) : هيت بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخيل كثير و خيرات واسعة٢ .

« ينكر عليه دفع من يجتاز به » أي : يمر عليه .

« من جيش العدو طالبا » حال من كميل .

« الغارة » في ( الطبري ) : وجّه معاوية في سنة ( ٣٩ ) سفيان بن عوف في ستة آلاف رجل و أمره أن يأتي هيت فيقطعها و أن يغير عليها ثم يمضي حتى يأتي الأنبار و المدائن فيوقع بأهلها ، فسار حتى أتى هيت فلم يجد بها أحدا .٣ .

قولهعليه‌السلام « فإنّ تضييع المرء ما وليّ » فكانعليه‌السلام ولاّه هيتا فضيعه .

« و تكفله ما كفي » من إرادة الاستيلاء على بلد آخر لم يكلف به .

« لعجز حاضر و رأي متبر » أي : هالك مهلك .

و نظير فعل كميل أنّ خالد بن عبد اللّه بن أسيد و لاّه عبد الملك الكوفة فعزل مهلبا عن حرب الخوارج و ولاّه الجباية و ولّى أخاه عبد العزيز حربهم ،

فانهزم فكتب إليه عبد الملك : إنّي كنت قد حدّدت لك حدّا في أمر المهلب فلما ملكت أمرك نبذت طاعتي و استبددت برأيك فوليّت المهلب الجباية و وليت

____________________

( ١ ) الإرشاد للمفيد : ١٧٢ .

( ٢ ) معجم البلدان ٥ : ٤٢١ .

( ٣ ) تاريخ الطبري ٤ : ١٠٣ .

٥٦٧

أخاك حرب الأزارفة ، فقبّح اللّه هذا رأيا أتبعث غلاما غرّا لم يجرّب الحروب و تترك سيّدا شجاعا مدبرا حازما قد مارس الحروب تشغله بجبايتك ، أما لو كافأتك على قدر ذنبك لأتاك من نكيري ما لا بقية لك معه ، و لكن تذكرت رحمك فلفتتني عنك فجعلت عقوبتك عزلك١ .

« و إنّ تعاطيك » أي : تناولك .

« الغارة على أهل قرقيسيا » في ( المعجم ) : قرقيسيا بلد على نهر خابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ ، و عندها مصبّ الخابور في الفرات ، فهي مثلث بين الخابور و الفرات قال حمزة : هو معرب كركيسيا من كركيس اسم لإرسال الخيل المسمّى بالعربية الحلبة٢ .

« و تعطيلك مسالحك » جمع المسلحة ، و في ( الصحاح ) : المسلحة قوم ذوو سلاح ، و المسلحة كالثغر و المرقب ، و في الحديث « كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العريب »٣ .

« التي ولّيناك ليس بها من يمنعها و لا يردّ الجيش عنها لرأي شعاع » بالفتح أي : متفرّق .

في ( فتوح البلاذري ) : أقام يزيد بن المهلب بخراسان شتوة ثم غزا جرجان و كان عليها حائط من آجر قد تحصنوا به من الترك و أحد طرفيه في البحر ثم غلبت الترك عليه و سمّوا ملكهم الصول ، فقال يزيد : قبّح اللّه قتيبة ترك هؤلاء و هم في بيضة العرب و أراد غزو الصين٤ .

و في ( الطبري ) : ولّى المنصور رجلا من العرب حضر موت ، فكتب إليه

____________________

( ١ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ١٧٨ .

( ٢ ) معجم البلدان ٤ : ٣٢٨ .

( ٣ ) الصحاح ١ : ٣٧٦ مادة ( سلح ) .

( ٤ ) الفتوح للبلاذري : ٤٦٩ ٤٧٠ .

٥٦٨

والي البريد انّه يكثر الخروج في طلب الصيد ببزاة و كلاب قد أعدّها ، فعزله و كتب إليه : ثكلتك امّك و عدمتك عشيرتك ما هذه العدّة التي أعددتها للنكاية في الوحش ، انّما استكفيناك أمور المسلمين و لم نستكفك أمور الوحش ، سلم ما كنت تلي من عملنا إلى فلان بن فلان و الحق بأهلك ملوما مدحورا١ .

« فقد صرت جسرا لمن أراد الغارة من أعدائك على أوليائك » أي كما أنّ الجسر وسيلة لعبور اليم كذلك تعطيل المسلحة وسيلة لعبور العدو إلى البلاد و نيله المراد و قال ابن أبي الحديد : أي كما أنّ الجسر لا يمنع من يعبر به فكذلك أنت و هو كما ترى٢ و نظير تشبيههعليه‌السلام قول ذي الرمة :

فلا وصل إلاّ أن تقارب بيننا

قلائص يجسرن الفلاة بنا جسرا

« غير شديد المنكب و لا مهيب الجانب » كنايتان عن الضعف ، كما أنّ شدّة المنكب و شدّة العضد كنايتان عن القوة .

« و لا سادّ » من سداد الثغر بالكسر ، قال العرجي :

أضاعوني و أيّ فتى أضاعوا

ليوم كريهة و سداد ثغر٣

« ثغرة » المراد به هنا موضع المخافة في فروج البلدان و مما يتصل ببلاد العدو ، و يأتي الثغر لمقدّم الأسنان .

« و لا كاسر لعدو » هكذا في ( المصرية )٤ أخذا من ابن أبي الحديد و ليس « لعدو » في ( ابن ميثم ) .

« شوكة »٥ الأصل فيه شوك الشجر .

____________________

( ١ ) تاريخ الطبري ٦ : ٣١٣ .

( ٢ ) شرح نهج البلغة لابن ابي الحديد ١٧ : ١٠٥ .

( ٣ ) ديوان المعاني ١ : ٨١ .

( ٤ ) الطبعة المصرية المصححة « كاسر شوكة » بخلاف ابن ابي الحديد انظر المصرية : ٦٣٢ و ابن أبي الحديد ١٧ : ١٤٩ .

( ٥ ) شرح نهج البلاغة لابن ميثم ٥ : ٢٠٠ .

٥٦٩

« و لا مغن عن أهل مصر و لا مجز » أي : كاف .

« عن أميره » قال بعضهم :

و ليس فتى الفتيان من راح و اغتدى

لشرب صبوح أو لشرب غبوق

و لكن فتى الفتيان من راح و اغتدى

لضرّ عدو أو لنفع صديق

١٤ الكتاب ( ٣٣ ) و من كتاب لهعليه‌السلام إلى قثم بن العباس و هو عامله على مكة :

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَيْنِي بِالْمَغْرِبِ كَتَبَ إِلَيَّ يُعْلِمُنِي أَنَّهُ وُجِّهَ إِلَى اَلْمَوْسِمِ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ ؟ اَلشَّامِ ؟ اَلْعُمْيِ اَلْقُلُوبِ اَلصُّمِّ اَلْأَسْمَاعِ اَلْكُمْهِ اَلْأَبْصَارِ اَلَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ اَلْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ يُطِيعُونَ اَلْمَخْلُوقَ فِي مَعْصِيَةِ اَلْخَالِقِ وَ يَحْتَلِبُونَ اَلدُّنْيَا دَرَّهَا بِالدِّينِ وَ يَشْتَرُونَ عَاجِلَهَا بِآجِلِ اَلْأَبْرَارِ اَلْمُتَّقِينَ وَ لَنْ يَفُوزَ بِالْخَيْرِ إِلاَّ عَامِلُهُ وَ لاَ يُجْزَى جَزَاءَ اَلشَّرِّ إِلاَّ فَاعِلُهُ فَأَقِمْ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ قِيَامَ اَلْحَازِمِ اَلصَّلِيبِ وَ اَلنَّاصِحِ اَللَّبِيبِ وَ اَلتَّابِعِ لِسُلْطَانِهِ اَلْمُطِيعِ لِإِمَامِهِ وَ إِيَّاكَ وَ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ وَ لاَ تَكُنْ عِنْدَ اَلنَّعْمَاءِ بَطِراً وَ لاَ عِنْدَ اَلْبَأْسَاءِ فَشِلاً وَ اَلسَّلاَمُ قول المصنّف : « و من كتاب لهعليه‌السلام إلى قثم بن العباس » قال ابن أبي الحديد : روى ( الاستيعاب ) عن عبد اللّه بن جعفر قال : كنت أنا و عبيد اللّه و قثم نلعب ، فمرّ بنا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله راكبا فقال : ارفعوا إليّ هذا الفتى يعني قثم فرفع إليه فأردفه خلفه ثم جعلني بين يديه و دعا لنا فاستشهد قثم بسمرقند١ .

قلت : انما في ( الاستيعاب ) : « استشهد . » إنشاء منه لا جزء الخبر كلام عبد اللّه بن جعفر كما يفهم من ابن أبي الحديد ، قال ابن أبي الحديد : قال أبو

____________________

( ١ ) الاستيعاب ٢ : ٥٥١ ترجمة قثم بن العباس طبع حيدر آباد ، كذلك نظر ابن ابي الحديد ١٦ : ١٤٠ .

٥٧٠

عمر : كان قثم يشبه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، و فيه يقول داود بن مسلم :

عتقت من حل و من رحله

يا ناق إن أدنيتني من قثم

إنّك إن أدنيت منه غدا

حالفني اليسر و مات العدم

في كفّه بحر و في وجهه

بدر و في العرنين منه شمم

أصمّ عن قيل الخنا سمعه

و ما عن الخير به من صمم

لم يدر مالا و بلى قد درى

فعافها و اعتاض منها نعم١

قلت : و نقل أيضا عن الزبير بن بكار أنّ الشعر الذي أوّله :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

و البيت يعرفه و الحل و الحرم

أيضا قيل في قثم و قال هو بل هو شعر آخر في عروضه و قافيته .

و الأمر كما ذكر أبو عمر ، فإن تلك الأبيات إنّما هي في علي بن الحسينعليهما‌السلام كما رواه جمع من أهل السير .

« و هو عامله على مكّة » قال ابن أبي الحديد : قال أبو عمر : قال خليفة :

استعمل عليعليه‌السلام قثما على مكّة بعد أبي قتادة ، و كان عليها حتى قتل علي .

و قال الزبير : استعمله على المدينة٢ .

قلت : لم ينقل الطبري خلافا في كون قثم عاملهعليه‌السلام على مكّة في سنة ( ٣٨ ٣٩ ) و إنّما نقل الخلاف في من حج سنة ( ٣٩ )٣ .

قولهعليه‌السلام « أما بعد فإنّ عيني » ذكر أهل اللغة للعين معاني كثيرة ، و المراد بها هنا الجاسوس .

« بالمغرب » أي : الشام .

____________________

( ١ ) نهج ١٦ : ١٤١ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ١٤٠ .

( ٣ ) تاريخ الطبري ٤ : ٢١٨ .

٥٧١

« كتب إليّ يعلمني أنّه وجّه إلى الموسم » أي : مجمع الحاج .

« اناس من أهل الشام » في ( الطبري ) : قال أبو زيد : يقال ان عليّاعليه‌السلام وجّه في سنة ( ٣٩ ) ابن عباس ليشهد الموسم ، و بعث معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي و زعم المدائني ان ذلك باطل و ان الذي نازعه يزيد بن شجرة هو قثم حتى اصطلحا على شيبة بن عثمان ، و مثله أبو معشر١ .

و قال الواقدي : بعث عليعليه‌السلام على الموسم في سنة ( ٣٩ ) عبيد اللّه بن عباس و بعث معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي ليقيم للناس الحجّ ، فلما اجتمعا بمكة تنازعا فاصطلحا على شيبة٢ .

و قال ابن أبي الحديد كان معاوية بعث إلى مكّة دعاة في السر يدعون إلى طاعته و يثبطون العرب عن نصرتهعليه‌السلام و يوقعون في أنفسهم أنّه إمّا قاتل عثمان أو خاذله و الخلافة لا تصلح فيمن قتله أو خذله ، و ينشرون عندهم محاسن معاوية بزعمهم ، و في قولهعليه‌السلام « و يحتلبون الدنيا درها بالدين » دلالة على ما قلنا أنّهم كانوا دعاة يظهرون سمت الدين و ناموس العبادة ، و فيه إبطال قول من ظنّ أن المراد بذلك السرايا التي كان معاوية يبعثها فتغير على عمّالهعليه‌السلام ٣ .

قلت : بل المراد ما نقلناه عن الطبري عن أبي زيد و المدائني و أبي معشر و الواقدي من بعث معاوية في سنة ( ٣٩ ) يزيد بن شجرة الرهاوي في جمع وقت الموسم لإقامة الحج ، إلا أنّ الأول قال انّهعليه‌السلام بعث في قبال ابن شجرة عبد اللّه بن عباس و الأخير عبيد اللّه بن العباس و الأوسطان قثما نفسه ، و هو

____________________

( ١ ) تاريخ الطبري ٤ : ١٠٤ .

( ٢ ) الكامل لابن الاثير ٣ : ٣٧٧ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ١٣٨ .

٥٧٢

الأوسط بشهادة العنوان و أما استشهاد ابن أبي الحديد لاجتهاده بقولهعليه‌السلام « و يحتلبون . » فأعمّ فيكفي في صدق الكلام بعث معاوية ابن شجرة لإقامة الحج و جزؤه الصلاة هذا ، و في ( كامل المبرد ) : خرجت طائفة من الخوارج بعد قتل عليعليه‌السلام لهم بالنهروان ثم النخيلة نحو مكّة ، فوجّه معاوية من يقيم للناس حجّهم فناوشه هؤلاء الخوارج ، فبلغ ذلك معاوية فوجّه بسر بن أرطاة فتوافقوا و تراضوا بعد الحرب بأن يصلّي بالناس رجل من بني شيبة لئلا يفوت الناس الحج ، فلما انقضى الحجّ قالت الخوارج إنّ عليّا و معاوية أفسدا الأمر١ .

و الأصل في الجميع واحد ، و لا تنافي فمكة لا ريب أنّها كانت بيدهعليه‌السلام و عاملها من قبله ، و لما بعث معاوية من يقيم للناس حجّهم و كان جمع من الخوارج شهدوا الموسم للحج لا بدّ أنّهم يناوشون من جاء من قبل معاوية مع عاملهعليه‌السلام و إن لم يكن لهم عقيدة بهعليه‌السلام أيضا .

« العمى القلوب » قال تعالى .فإنّها لا تعمى الأبصار و لكن تعمي القلوب التي في الصدور ٢ .

و في ( معارف ابن قتيبة ) : كان ابن عباس و أبوه و جدّه مكافيف ، و لذلك قال له معاوية : أنتم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم فقال له ابن عباس :

و انتم يا بني امية تصابون في بصائركم٣ .

« الصم الأسماع » و صمّ الأسماع أشدّ من صمّ الآذان كعمي القلوب و الأعين .

____________________

( ١ ) الكامل ، للمبرّد ٣ : ٩٢٥ ٩٢٦ .

( ٢ ) الحج : ٤٦ .

( ٣ ) معارف ابن قتيبة : ٥٨٩ .

٥٧٣

« الكمه » جمع الأكمه الذي يولد أعمى .

« الأبصار » أرادعليه‌السلام عدم استعداد بصائرهم للحق كالأكمه ، قال تعالى .لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها اولئك كالأنعام بل هم أضل .١ .

« الذين يلتمسون » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب : « يلبسون » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم )٣ .

« الحق بالباطل » و الأصل فيه قوله تعالىو لا تلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و أنتم تعلمون ٤ .

« و يطيعون المخلوق في معصية الخالق » في ( المروج ) : سأل معاوية صعصعة عن قبائل مضر و ربيعة ، فأجابه ثم سكت معاوية فقال له صعصعة : سل و إلاّ أخبرتك بما تحيد عنه قال معاوية : و ما ذاك ؟

قال صعصعة : أهل الشام قال ، فأخبرني عنهم فقال صعصعة : هم أطوع الناس للمخلوق و أعصاهم للخالق ، عصاة الجبّار و خلفة الأشرار ، فعليهم الدمار و لهم سوء الدار٥ .

« و يحتلبون الدّنيا درّها بالدين » في ( صفين نصر ) : أنّهعليه‌السلام لمّا أراد المسير إلى الشام استشار أصحابه ، فقام هاشم المرقال و قال : إنّا بالقوم خبير ، هم لك و لأشياعك أعداء ، و هم لمن يطلب حرث الدّنيا أولياء ، و هم مقاتلوك لا يبقون جهدا مشاحة على الدّنيا و ضنّا بما في أيديهم منها ، و ليس

____________________

( ١ ) الاعراف : ١٧٩ .

( ٢ ) الطبعة المصرية : ٥٧٣ ، شرح محمد عبده .

( ٣ ) شرح نهج البلغة لابن أبي الحديد ١٦ : ١٣٨ ، و ذكر رواية يلتمسون أيضا .

( ٤ ) البقرة : ٤٢ .

( ٥ ) مروج الذهب ٣ : ٤١ .

٥٧٤

لهم إربة غيرها الا ما يخدعون به الجهّال من الطلب بدم عثمان ، كذبوا ليسوا بدمه يثأرون ، و لكن الدّنيا يطلبون ، و أين معاوية و الدين١ .

و في ( مقاتل أبي الفرج ) : قال سعيد بن سويد : صلّى بنا معاوية بالنخيلة الجمعة ثم خطب فقال : إنّي و اللّه ما قاتلتكم لتصلّوا و لا لتصوموا و لا لتحجّوا و لا لتزكّوا إنّكم لتفعلون ذلك ، إنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم و قد أعطاني اللّه ذلك و أنتم كارهون قال شريك في حديثه هذا هو التهتك٢ .

« و يشترون عاجلها بآجل الأبرار و المتقين » هكذا في ( المصرية )٣ و الصواب ما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) : « المتقين »٤ في ( صفين نصر ) بعد ذكر قصّة معاهدة عمرو بن العاص مع معاوية في مساعدته لهعليه‌السلام على أن يعطيه مصر فقبل منه و أعطاه مصر ، فغضب مروان و قال : ما بالي لا أشتري كما اشترى عمرو٥ .

و في ( الاستيعاب ) : أعطى معاوية في و فد تميم عليه الحتات المجاشعي و جارية بن قدامة و الأحنف بن قيس و أعطاهما أكثر ، فقال له الحتات : لم فضّلتهما عليّ و كانا شيعيين و كان أمويا قال : اشتريت منهما دينهما قال :

فاشتر مني ديني٦ .

« و لن يفوز بالخير إلاّ عامله و لا يجزى جزاء الشرّ إلاّ فاعله »فمن يعمل

____________________

( ١ ) وقعة صفين لنصر بن مزاحم : ١٠٣ طبع القاهرة .

( ٢ ) مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني : ٤٥ .

( ٣ ) الطبعة المصرية : ٥٧٣ .

( ٤ ) ابن ابي الحديد ١٦ : ١٣٨ ، و ابن ميثم ٥ : ٧٢ ، الرواية ٣٣ .

( ٥ ) وقعة صفين لنصر بن مزاحم : ٤٢ .

( ٦ ) الاستيعاب لابن عبد البر ١ : ١٥٤ ، ترجمة حتات بن يزيد بن علقمة .

٥٧٥

مثقال ذرّة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره ١ .

« فأقم على ما في يديك قيام الحازم الصليب و الناصح اللبيب و التابع » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب : « التابع » كما في ( ابن أبي الحديد : و ابن ميثم ) .

« لسلطانه و المطيع لإمامه »٣ قد عرفت أنّه نازع يزيد بن شجرة الذي بعثه معاوية حتى اصطلحا على شيبة ، و الظاهر أنّه لم يكن قادرا على إخراجه لضعف جنده .

« و إيّاك و ما يعتذر منه » قال ابن أبي الحديد يقال : ما شي‏ء أشدّ على الإنسان من حمل المروة ، و المروة ألا يعمل الإنسان في غيبة صاحبه ما يعتذر منه عند حضوره٤ .

و في ( العقد ) : قال أبو عبيدة : ما اعتذر أحد من الفرارين بأحسن مما اعتذر به الحارث بن هشام حيث يقول :

و اللّه يعلم ما تركت قتالهم

حتى رموا مهري بأشقر مزبد

فصدفت عنهم و الأحبّة فيهم

طمعا لهم بعقاب يوم مرصد

و هذا الذي سمعه صاحب رتبيل فقال : يا معشر العرب حسّنتم كلّ شي‏ء فحش حتى الفرار٥ .

« و لا تكن عند النعماء بطرا و لا عند البأساء فشلا » قال ابن أبي الحديد قال الشاعر :

فلست بمفراح إذا الدهر سرّني

و لا جازع من صرفه المتقلّب

____________________

( ١ ) الزلزلة : ٧ ٨ .

( ٢ ) الطبعة المصرية : ٥٧٣ .

( ٣ ) ابن أبي الحديد ١٦ : ١٣٨ ، و ابن ميثم شرح نهج البلاغة ٥ : ٧٢ .

( ٤ ) ابن ابي الحديد ١٦ : ١٣٩ .

( ٥ ) العقد الفريد لابن عبد ربه ١ : ١٤٠ .

٥٧٦

و لا أتمنى الشرّ و الشرّ تاركي

و لكن متى أحمل على الشر أركب١

قلت : الأصل في قولهعليه‌السلام قوله تعالىإنّ الإنسان خلق هلوعا إذا مسّه الشرّ جزوعا و إذا مسّه الخير منوعا إلاّ المصلّين الذين هم على صلاتهم دائمون ٢ .

١٥ الكتاب ( ٤ ) و من كتاب لهعليه‌السلام إلى بعض أمراء جيشه :

فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ اَلطَّاعَةِ فَذَلِكَ اَلَّذِي نُحِبُّ وَ إِنْ تَوَافَتِ اَلْأُمُورُ بِالْقَوْمِ إِلَى اَلشِّقَاقِ وَ اَلْعِصْيَانِ فَانْهَدْ بِمَنْ أَطَاعَكَ إِلَى مَنْ عَصَاكَ وَ اِسْتَغْنِ بِمَنِ اِنْقَادَ مَعَكَ عَمَّنْ تَقَاعَسَ عَنْكَ فَإِنَّ اَلْمُتَكَارِهَ مَغِيبُهُ خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِهِ وَ قُعُودُهُ أَغْنَى مِنْ نُهُوضِهِ أقول : قال ابن ميثم روي أنّ الأمير الذي كتب إليهعليه‌السلام هو عثمان بن حنيف عامله على البصرة ، و ذلك حين انتهت أصحاب الجمل إليها و عزموا على الحرب ، فكتب عثمان إليهعليه‌السلام يخبره بحالهم ، فكتبعليه‌السلام إليه هذا الكتاب٣ .

قلت : لم يأت لما قال بمستند ، فان رأى رواية و إن كان قاله حدسا فهو كما ترى ، فابن حنيف لم يكن من أمراء جيشه حتى يقول المصنف « إلى بعض امراء جيشه » بل عامله على البصرة ، و لم ينقل أنّهعليه‌السلام كتب إليه بحربهم قبل وصولهعليه‌السلام ، و إنما ورد مضمونه في كتابه إلى قيس بن سعد مع عثماني

____________________

( ١ ) ابن ابي الحديد ١٦ : ١٣٩ .

( ٢ ) المعارج : ١٩ ٢٣ .

( ٣ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٣٤٩ الرواية ( ٤ ) .

٥٧٧

مصر ، ففي ( الطبري ) : أن قيسا كتب من مصر إليهعليه‌السلام : إنّ قبله رجالا معتزلين سألوه أن يكفّ عنهم و أنّه رأى ألاّ يتعجّل حربهم و أن يتألّفهم ، فكتبعليه‌السلام إليه :

سر إلى القوم الذين ذكرت ، فإن دخلوا فيما دخل فيه المسلمون و إلاّ فناجزهم .١ .

و في ( تذكرة سبط ابن الجوزي ) : فصل : و من كتاب كتبه إلى بعض امراء جيشه في قوم كانوا قد شردوا عن الطاعة و فارقوا الجماعة ، رواه الشعبي عن ابن عباس : سلام عليك أما بعد ، فإن عادت هذه الشرذمة إلى الطاعة فذلك الذي أوثره ، و إن تمادى بهم العصيان إلى الشقاق فانهد بمن أطاعك إلى من عصاك و استعن بمن انقاد معك على من تقاعس عنك ، فإنّ المتكاره مغيبه خير من حضوره و عدمه خير من وجوده و قعوده أغنى من نهوضه٢ .

« فإن عادوا إلى ظلّ الطاعة فذاك الذي نحبّ » فإنّ الأنبياء و الأوصياءعليهم‌السلام إنّما يحبّون هداية الخلق لنجاتهم ، و قولهعليه‌السلام « ظل الطاعة » استعارة لطيفة ،

فطاعة الوالي كالظلّ توجب الراحة ، و مخالفته كالحرور توجب المشقّة .

« و إن توافت الامور » أي : تتامت .

« بالقوم إلى الشقاق » و الأصل في الشقاق نزول الخصم في شقّ غير شقّك .

« و العصيان فانهد » أي : انهض من ( ينهد ) بالفتح .

« بمن أطاعك إلى من عصاك و استعن بمن انقاد معك عمّن تقاعس » أي : تأخّر .

« عنك فإنّ المتكاره مغيبه خير من مشهده » قال تعالىفي المنافقين الذين

____________________

( ١ ) تاريخ الطبري ٣ : ٥٥٤ .

( ٢ ) التذكرة لسبط بن الجوزي : ١٦٦ .

٥٧٨

كانوا متكارهين عن الخروج مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الجهاد لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلاّ خبالا و لأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة . .١ .

« و قعوده أغنى من نهوضه » أي : قيامه ، و أكثر انهزام العساكر في الأغلب من شهود المتكارهين .

١٦ الحكمة ( ٨٦ ) و قالعليه‌السلام :

رَأْيُ اَلشَّيْخِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَلَدِ اَلْغُلاَمِ و روي من مشهد الغلام أقول : و رواه الجاحظ في ( بيانه ) : « رأي الشيخ أحبّ إليّ من جلد الشاب »٢ .

و في ( العقد الفريد ) : وقع عليعليه‌السلام في كتاب جاءه من الحسن بن عليعليهما‌السلام : رأي الشيخ خير من جلد الغلام٣ .

« رأي الشيخ أحبّ إليّ من جلد » بفتحتين ، أي الشدّة و الضرب بالسيف .

« الغلام » فإنّ رأي الشيخ في الظفر يمكن أن يكون أشدّ تأثيرا من قوّة ألف غلام .

و في ( الطبري ) : حضر مع هوازن في غزوة حنين دريد بن الصمة و كان شيخا كبيرا ليس فيه شي‏ء إلاّ معرفته بالحرب و لرأيه إلى أن قال فلما نزلوا بأوطاس قال لمالك بن عوف رئيس القوم : إنّك قد أصبحت رئيس قومك و إنّ

____________________

( ١ ) التوبة : ٤٧ .

( ٢ ) البيان و التبيين ٢ : ١٤ .

( ٣ ) العقد الفريد ٤ : ٢٠٦ ، و في بعض النسخ « مشهد » بدل « جلد » كذا في نسخة التحقيق .

٥٧٩

هذا يوم له ما بعده ، مالي أسمع رغاء البعير و نهاق الحمير و يعار الشاء و بكاء الصغير قال : سقت مع الناس أبناءهم و نساءهم و أموالهم قال : لم ؟ قال :

ليقاتل كلّ رجل عن أهله و ماله قال : هل يردّ المنهزم شي‏ء ، إنّها إن كانت لك لم ينفعك إلاّ رجل بسيفه و رمحه و إن كانت عليك فضحت في أهلك و مالك ،

ارفعهم إلى متمنع بلادهم و عليا قومهم ثم الق الشبّان على متون الخيل فإن كانت لك لحق بك من وراءك ، و إن كانت عليك كفاك ذلك و قد أحرزت أهلك و مالك قال : لا أفعل إنّك قد كبرت و كبر علمك و قال لقومه : لتطيعنني أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري .

و كره أن يكون لدريد فيها ذكر و رأي فقال دريد : هذا يوم لم أشهده و لم يفتني . و كان صواب الرأي ما قال دريد١ .

و في ( الكامل ) للمبرد : قال المهلب ما يسرّني أنّ في عسكري ألف شجاع بدل بيهس بن صهيب ، فيقال له : أيّها الأمير بيهس ليس بشجاع فيقول : أجل و لكنّه سديد الرأي محكم العقل ، و ذو الرأي حذر سؤول ، فأنا آمن أن يغتفل ،

فلو كان مكانه ألف شجاع قلت إنّهم يتشأمون حتى يحتاطون٢ .

و كان المهلب شيخا ذا رأي متين ، فلو لا تدابيره في حرب الخوارج لخربوا البصرة و قتلوا رجالها و سبوا نساءها و لمّا أرجفوا بأنّ المهلب قتل يوم سلى و سلبرى و هم أهل البصرة بالنقلة إلى البادية ثم ورد كتابه بظفره فأقام الناس و تراجع من ذهب منهم قال الأحنف : البصرة بصرة المهلب ، بل لو لاه لغلبوا على جميع العراق الكوفة و غيرها ، و لذا قال الحجاج لأهل الكوفة بعد ظفر المهلب بالخوارج : أنتم عبيد المهلب .

____________________

( ١ ) تاريخ الطبري ٢ : ٣٤٤ .

( ٢ ) الكامل ، للمبرّد ٣ : ١١٣١ .

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617