عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور15%

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 379

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور
  • البداية
  • السابق
  • 379 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 183039 / تحميل: 9900
الحجم الحجم الحجم
عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

٣٦٦ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة كان ممّن يقال له يوم القيامة : يا عِبادَ اللهِ ، لا خوفٌ عليكُم ولا أنتم تحزنون.

ومن كتبها وشربها لم يحتَج إلى دَواء يُصيبُه لِمرض ، وإذا رُشَّ بمائها مصروع أفاق من صَرْعَتِه ، واحترق شيطانه ، بإذن الله تعالى »(١) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٤ : ٨٤٣ / ٩٥٦٣.

١٦١

سورة الدخان

(٤٤)

مكّية نزلت بعد سورة الزخرف

فضلها :

تقدّم فضل الحواميم في سورة ( غافر ) عن ابن بابويه فيثواب الأعمال .

٣٦٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ثواب الأعمال عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن عاصم الحنّاط ، عن أبي حمزة ، قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : « من قرأ سورة ( الدخان ) في فرائضه ونوافله بعثه الله من الآمنين يوم القيامة ، وأظلّه الله تحت عرشه ، وحاسبه حساباً يسيراً ، وأعطاه كتابه بيمينه »(١) .

٣٦٨ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ ( الدخان ) في ليلة الجمعة غُفر له »(٢) .

٣٦٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤١ / ٧٥٥٨.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٦٠.

١٦٢

هذه السورة كان له من الأجر بعدد كلّ حرف منها مائة ألف رقبة عتيق ، ومن قرأها ليلة الجمعة غفر الله له جميع ذنوبه.

ومن كتبها وعلّقها عليه أمِن من كيد الشياطين ، ومن جعلها تحت رأسه رأى في منامه كلّ خير ، وأمِن من قلقه في الليل.

وإذا شَرب ماءها صاحب الشقيقة بَرئ ، وإذا كُتِبت وجُعِلت في موضع فيه تجارة رَبحَ صاحب الموضع ، وكَثُر مالُه سريعاً »(١) .

٣٧٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها ليلة الجمعة غفر الله له ذنوبه السابقة ; ومن كتبها وعلّقها عليه أمِن من كيد الشياطين ، ومن تركها تحت رأسه رأى في منامه كلّ خير ، وأمِن من القلق ، وإنْ شرب ماءها صاحب الشقيقة برئ من ساعته ، وإذا كُتِبت وجُعلت في موضع فيه تجارة ربح صاحبها وكثُر مالُه سريعاً »(٢) .

٣٧١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من كتبها وعلّقها عليه أمِن من شرّ كلّ ملك ، وكان مهاباً في وجه كلّ من يلقاه ، ومحبوباً عند الناس ، وإذا شرب ماءها نفع من انعصار البطن ، وسَهُل المخرج بإذن الله »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧ / ٩٦٨٨.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧ / ٩٦٨٩.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧ / ٩٦٩٠.

١٦٣

سورة الجاثية

(٤٥)

مكّية إلاّ آية ١٤ فمدنيّة

نزلت بعد سورة الدخان

فضلها :

تقدّم فضل الحواميم في سورة ( غافر ) عن ابن بابويه فيثواب الأعمال .

٣٧٢ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده ، عن الحسن ، عن عاصم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من قرأ سورة ( الجاثية ) كان ثوابها أن لا يرى النار أبداً ، ولا يسمع زفير جهنّم ولا شهيقها ، وهو مع محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

٣٧٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : بالإسناد ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال : « ومن قرأ ( حم الجاثية ) ستر الله عورته ، وسكّن روعته عند الحساب »(٢) .

٣٧٤ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة سكّن الله روعته يوم القيامة إذا جثا على رُكبتيه وسترت عورته.

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٥ / ٧٨٨١.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٧٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٤٨ / ٤٨٧٤.

١٦٤

ومن كتبها وعلّقها عليه أمِن من سطوة كلّ جبار وسلطان ، وكان مهاباً محبوباً وجيهاً في عين كلّ من يراه من الناس تفضّلاً من الله عزّوجلّ »(١) .

٣٧٥ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كتبها وعلّقها عليه أمِن من سطوة كلّ شيطان وجبار ، وكان مهاباً محبوباً في عين كلّ من رآه من الناس »(٢) .

٣٧٦ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من كتبها وعلّقها عليه أمِن من شرّ كلّ نمّام ، وليس يُغتب عند الناس أبداً ، وإذا علّقت على الطفل حين يسقط من بطن اُمّه ، كان محفوظاً ومحروساً بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٢٣ / ٩٧٢٦.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٢٣ / ٩٧٢٧.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٢٣ / ٩٧٢٨.

١٦٥

سورة الأحقاف

(٤٦)

مكّية إلاّ الآيات ١٠ و ١٥ و ٣٥ فمدنيّة

نزلت بعد سورة الجاثية

فضلها :

تقدّم فضل الحواميم في سورة ( غافر ) عن ابن بابويه فيثواب الأعمال .

٣٧٧ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن سيف بن عميرة ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من قرأ كلّ ليلة أو كلّ جمعة سورة ( الأحقاف ) لم يصبه الله بروعة في الحياة الدنيا ، وآمنه من فزع يوم القيامة ، إن شاء الله تعالى »(١) .

٣٧٨ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( الأحقاف ) اُعطي من الأجر بعدد كلّ رمل في الدنيا عشر حسنات ، ومحي عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات »(٢) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٧ : ٤١١ / ٩٧٢١ ، والبحار ٩٢ : ٣٠١ / ١.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٨٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٤٨ / ٤٨٧٥.

١٦٦

٣٧٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة كُتبت له من الحسنات بعدد كلّ رِجْل مشَت على الأرض عشر مرّات ، ومُحي عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات.

ومن كتبها وعلّقها عليه ، أو على طفل ، أو ما يَرْضَع ، أو سقاه ماءها ، كان قويّاً في جسمه ، سالماً ممّا يصيب الأطفال من الحوادث كلّها ، قرير العين في مهده بإذن الله تعالى ومنّه عليه »(١) .

٣٨٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كتبها وعلّقها على طفل ، أو كتبها وسقاه ماءها ، كان قويّاً في جسمه ، سالماً مسلّماً صحيحاً ممّا يصيب الأطفال كلّها ، قرير العين في مهده »(٢) .

٣٨١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من كتبها في صحيفة وغسلها بماء زمزم ، وشربها كان عند الناس محبوباً ، وكلمتُه مسموعة ، ولا يسمع شيئاً إلاّ وعاه ، وتصلُح لجميع الأغراض ، تُكْتَب وتُمْحَى وتُغْسَل بها الأمراض ، يسكُن بها المرض بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٥ / ٩٧٥٥.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٥ / ٩٧٥٦.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٥ / ٩٧٥٧.

١٦٧

سورة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(٤٧)

مدنيّة إلاّ آية ١٣ فنزلت في الطريق أثناء الهجرة

نزلت بعد سورة الحديد

فضلها :

٣٨٢ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من قرأ سورة( الَّذِين كَفَروا ) لم يرتب أبداً ، ولم يَدْخُله شكّ في دينه أبداً ، ولم يبتله الله بفقر أبداً ، ولا خوف من سلطان أبداً ، ولم يزل محفوظاً من الشكّ والكفر أبداً حتّى يموت.

فإذا مات وكّل الله به في قبره ألف ملك يصلّون في قبره ، يكون ثواب صلاتهم له ، ويشيّعونه حتّى يُوقِفوه موقف الآمنين عند الله عزّوجلّ ، ويكون في أمان الله وأمان محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

٣٨٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٢ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٥ / ٧٨٨٢.

١٦٨

( محمّد )صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان حقّاً على الله أن يسقيه من أنهار الجنّة »(١) .

٣٨٤ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة لم يولِّ وجهه جهةً إلاّ رأى فيه وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا خرج من قبره ، وكان حقّاً على الله تعالى أن يسقِيَه من أنهار الجنّة.

ومن كتبها وعلّقها عليه ، أمن في نومه ويقظته من كلّ محذور ببركتها »(٢) .

٣٨٥ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كتبها وعلّقها عليه ، أمِن في نومه ويقظته من كلّ محذور ، وكان محروساً من كلّ بلاء وداء »(٣) .

٣٨٦ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من كتبها وعلّقها عليه دُفِع عنه الجانّ ، وأمِن في نومه ويقظته ، وإذا جعلها إنسان على رأسه كُفي شرّ كلّ طارق بإذن الله تعالى »(٤) .

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٩٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٤٨ / ٤٨٧٦.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٥٣ / ٩٨٠٦.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٥٣ / ٩٨٠٧.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٥٣ / ٩٨٠٨.

١٦٩

سورة الفتح

(٤٨)

مدنيّة نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبيّة

نزلت بعد سورة الجمعة

فضلها :

٣٨٧ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن عبدالله بن بُكَير ، عن أبيه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « حَصِّنوا أموالكم ونساءكم وما ملكت أيمانُكم من التَّلف بقراءة( إنَّا فَتحنا ) ، فإنّه من كان يُدمِن قراءتها ، نادى مُناد يوم القيامة حتّى يُسمِعَ الخلائق : أنت من عبادي الُمخلصين ، ألحِقوه بالصالحين من عبادي ، وأدخلوه جنّات النَّعيم ، واسقُوهُ من الرّحيق المختوم بمزاج الكافور »(١) .

٣٨٨ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « من قرأها ـ يعني سورة ( الفتح ) ـ فكأنّما شهد مع محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتح مكة ».

وفي رواية اُخرى : « فكأنما كان مع من بايع محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت الشجرة »(٢) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٢ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٥ / ٧٨٨٣.

(٢) مجمع البيان ٥ : ١٠٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٤٩ / ٤٨٧٧.

١٧٠

٣٨٩ ـ ومن كتاب خواصِّ القُرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة ، كتب الله له من الثواب كمن بايع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت الشجرة وأوفى ببيعته ، وكمن شهد مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم فتح مكة.

ومن كتبها وجعلها تحت رأسه أمِنَ من اللّصوص ، ومن كتبها في صحيفة وغسلها بماء زمزم وشربها ، كان عند الناس مسموع القول ، ولا يسمعُ شيئاً يمُرُّ عليه إلاّ وعاهُ وحفظه »(١) .

٣٩٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كتبها وجعلها في فراشه أمِنَ من اللّصوص ، ومن كتبها وشربها بماء زمزم ، كان عند الناس مسموع القول ، وكلّ شيء سمعه حفظه »(٢) .

٣٩١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من كتبها وجعلها في وقت محاربة أو خصومة ، أمِنَ من جميع ذلك ، وفُتح عليه باب الخير ، ومن يشرب ماءها للرجف والرعب ، يُسكّن الرجف ويُطلقه ، ومن قرأها في ركوب البحر ، أمِنَ من الغرق بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٧ / ٩٨٨٧.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٧ / ٩٨٨٨.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٧ / ٩٨٨٩.

١٧١

سورة الحجرات

(٤٩)

مدنيّة نزلت بعد سورة المجادلة

فضلها :

٣٩٢ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العَلاء ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من قرأ سورة ( الحُجُرَات ) في كُلِّ ليلة ، أو في كُلّ يوم ، كان من زُوّار محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

٣٩٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « من قرأ سورة ( الحجرات ) اُعطي من الأجر بعدد من أطاع الله ومن عصاه »(٢) .

٣٩٤ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة اُعطي من الأجر بعدد من أطاع الله تعالى وعدد من عصاه عشر مرّات.

ومن كتبها وعلّقها عليه في قتال أو خُصومة أمِنَ خوف ذلك ، وفتح الله

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٢ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٥ / ٧٨٨٤.

(٢) مجمع البيان ٥ : ١٢٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٤٩ / ٤٨٧٨.

١٧٢

تعالى على يديه باب كلِّ خير »(١) .

٣٩٥ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كتبها وعلّقها عليه في قتال أو خُصومة ، نصره الله تعالى وفتح له باب كُلِّ خير »(٢) .

٣٩٦ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من كتبها وعلّقها على المتبوع ، أمِنَ من شيطانه ، ولم يعد إليه ، وأمِنَ من كُلّ ما يحذر من الخوف.

والمرأةُ إذا شربت ماءها درّت اللّبن بعد إمساكه ، وحُفِظ جَنينُها ، وأمِنَت على نفسها من كلّ خوف ومحذور بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٩٩ / ٩٩٣٨.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٩٩ / ٩٩٣٩.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٩٩ / ٩٩٤٠.

١٧٣

سورة ق

(٥٠)

مكّية إلاّ آية ٣٨ فمدنيّة

نزلت بعد سورة المرسلات

فضلها :

٣٩٧ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن أبي المغرا ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : « من أدمن في فرائضه ونوافله قراءة سورة ( ق ) وَسَّع الله عليه في رزقه ، وأعطاهُ الله كتابه بيمينه ، وحاسبه حساباً يسيراً »(١) .

٣٩٨ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأه سورة ( ق ) هوّن الله عليه تارات الموت وسكراته »(٢) .

٣٩٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة ، هوّن الله عليه سكرات الموت.

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٢ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤١ / ٧٥٥٩.

(٢) مجمع البيان ٥ : ١٤٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٤٩ / ٤٨٧٩.

١٧٤

ومن كتبها وعلّقها على مصروع أفاق من صرعته وأمِن من شيطانه ، وإن كُتِبَت وَشَربتها امرأةٌ قليلةٌ اللبن كثر لبنها »(١) .

٤٠٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ هذه السورة يُهوِّنُ الله عليه سكرات الموت ، ومن كتبها وعلّقها على مصروع أفاق ، ومن كتبها في إناء وشربتها امرأةٌ قليلةُ اللَّبن كَثُر لبَنُها »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٢٥ / ١٠٠٢٠.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٢٥ / ١٠٠٢١.

١٧٥

سورة الذاريات

(٥١)

مكّية نزلت بعد سورة الأحقاف

فضلها :

٤٠١ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن مندل ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من قرأ سورة ( الذاريات ) في يومه ، أو في ليلته ، أصلح الله عزّوجلّ له معيشته ، وأتاه برزق واسع ، ونوّر له في قبره بسراج يزهر إلى يوم القيامة »(١) .

٤٠٢ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة ( الذاريات ) اُعطي من الأجر عشر حسنات ، بعدد كلّ ريح هبّت وجرت في الدنيا »(٢) .

٤٠٣ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة أعطاه الله تعالى بعدد كلّ ريح هبّت وجرت في الدنيا عشر

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٣ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٦ / ٧٨٨٥.

(٢) مجمع البيان ٥ : ١٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٤٩ / ٤٨٨٠.

١٧٦

حسنات »(١) .

٤٠٤ ـ وعنه : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كتبها في إناء وشربها زال عنه وجع الجوف ، وإنّ عُلّقت على الحامل وضعت ولدها »(٢) .

٤٠٥ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كتبها في إناء وشربها زال عنه وجع البطن ، وإن عُلّقت على الحامل المتعسّرة ولدت سريعاً »(٣) .

٤٠٦ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من كتبها عند مريض يُساق سهّل الله عليه جدّاً ، وإذا كُتِبت وعُلّقت على امرأة مُطلقة وضعت في عاجل بإذن الله تعالى »(٤) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٥٥ / ١٠١٠٣.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٥٥ / ١٠١٠٤.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٥٥ / ١٠١٠٥.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٥٥ / ١٠١٠٦.

١٧٧

سورة الطور

(٥٢)

مكّية نزلت بعد سورة السجدة

فضلها :

٤٠٧ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله وأبي جعفرعليهما‌السلام ، قالا : « من قرأ سورة ( الطّور ) جمع الله له خير الدنيا والآخرة »(١) .

فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : عن العالمعليه‌السلام مثله(٢) .

٤٠٨ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( الطور ) ، كان حقاً على الله أن يؤمنه من عذابه ، وان ينعمه في جنته »(٣) .

٤٠٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « من قرأ هذه السورة كان حقّاً على الله تعالى أن يُؤمنه من عذابه ، وأن يُنعِم عليه في جنّته.

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٣ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٦ / ٧٨٨٦.

(٢) فقه الإمام الرضاعليه‌السلام : ٣٤٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٠ / ٤٨٨٢.

(٣) مجمع البيان ٥ : ١٦٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٤٩ / ٤٨٨١.

١٧٨

ومن قرأها وأدمن في قراءتها ، وكان مقيّداً مغلولاً مسجوناً ، سهّل الله عليه خروجه ، ولو كان ما كان من الجنايات »(١) .

٤١٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أدمن قراءتها وهو مسجون أو مقيّد ، سهّل الله عليه خروجه »(٢) .

٤١١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من أدمن في قراءتها ، وهو معتقل ، سهّل الله خروجه ، ولو كان ما كان عليه من الحدود الواجبة ، وإذا أدمن في قراءتها وهو مسافر ، أمِن في سفره ممّا يكره ، وإذا رُشّ بمائها على لدغ العقرب ، برئت بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٧٥ / ١٠١٥٤.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٧٥ / ١٠١٥٥.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٧٥ / ١٠١٥٦.

١٧٩

سورة النجم

(٥٣)

مكّية إلاّ آية ٣٢ فمدنيّة

نزلت بعد سورة الإخلاص

فضلها :

٤١٢ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن مندل ، عن يزيد بن خليفة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من كان يُدمِن قراءة( والنَّجْم ) في كلّ يوم ، أو في كلّ ليلة ، عاش محموداً بين الناس وكان مغفوراً له ، وكان محبوباً بين الناس »(١) .

٤١٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : بالإسناد عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « من قرأ سورة ( النجم ) ، اُعطي من الأجر عشر حسنات ، بعدد من صدّق بمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن جحد به »(٢) .

٤١٤ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٣ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٦ / ٧٨٨٧.

(٢) مجمع البيان ٥ : ١٧٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٠ / ٤٨٨٣.

١٨٠

وما كان للقرآن هدف في هذا العرض التاريخي للصلاة إلاّ ليؤكّد للمؤمنين أنّ الصلاة في كُلّ الرسالات الإلهية كانت أولى شعائرها ، ومخّ عبادتها بعد الإيمان بالله تعالى.

وكم أوحى لنا القرآن بقداسة الصلاة ، وأهمّيتها في دعوة الأنبياء ؛ فحدّثنا عن مناجاة أبي الأنبياءعليه‌السلام وشعاره الحنيفي الذي تلقّاه من ربّه ، والذي كان يردّده خشوعاً ينساب في نفوس أتباعه عقيدةً ووعياً وطريقةً :( قُلْ إنّ صلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ ومَماتي للهِ ربِ العالَمينَ لا شَريكَ له وبذلكَ أُمِرتُ وَأنا أوَّلُ المسلمين ) (١) .

وكم كان يشتدّ بإبراهيمعليه‌السلام الشوق إلى الله تعالى ، فيرفع دعاءه إليه راجياً منه أن يجعله وذرّيته من مقيمي الصلاة والمتعبّدين بها فيقول :( رَبِّ اجعلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرّيتي ) (٢) .

وهكذا عرض لنا القرآن نماذج من الخطابات الإلهية الموجّهة للأنبياء ، بوجوب الصلاة فريضة على أُممهم وأتباعهم ، ليؤكّد لنا أهمّية الصلاة ، ويوضّح مركزها في دعوات الأنبياء ورسالات الرسلعليهم‌السلام .

( عقيل أحمد جاسم ـ البحرين ـ ٣٢ سنة ـ بكالوريوس )

حول صلاة الجمعة :

س : لماذا حرمت أجيالنا السابقة من صلاة الجمعة وقالوا : إنّها لا تجوز إلاّ خلف الإمام الغائب؟

ج : إنّ صلاة الجمعة مشروعة القيام زمن الحضور والغيبة ، ففي زمن الحضور هي واجبة تعييناً ، وفي زمن الغيبة واجبة تخييراً ، وفقهاء الشيعة

____________

١ ـ الأنعام : ١٦٢ ـ ١٦٣.

٢ ـ إبراهيم : ٤٠.

١٨١

يعتقدون بمشروعيتها إلا آن يطرأ طارئ فتكون محرّمة ، فإن منصب الإمامة في صلاة الجمعة منصباً سياسياً وحكومياً ـ بما أنّ الإمام يجب عليه أن يتطرّق إلى المسائل السياسية والاجتماعية ، ويبدي نظراً خاصّاً في كُلّ موضوع ـ فيجب أن يكون منصوباً مباشرةً ـ بالنيابة الخاصّة أو العامّة ـ من قبل الحاكم وهو الإمام المعصومعليه‌السلام حسب رأي الشيعة.

وعندما كانوا لا يرون للإمامعليه‌السلام أو المجتهدين يداً مبسوطة في الجانب الحكومي كانت الجمعة عندهم محظورة ، لأنّها حينئذٍ تؤدّي إلى تأييد وتشييد مباني الظلمة وحكوماتهم.

( علي أحمد جعفر ـ البحرين ١٩ سنة ـ طالب متوسطة )

لا تصحّ خلف الفاجر :

س : لماذا في مذهبنا الشيعي دائماً يكون إمام الجماعة عالم دين؟ ولا تصحّ الصلاة إلاّ إذا كنت تعرفه وتطمئن إليه؟

أمّا عند إخواننا السنّة فكُلّ مسلم يمكن أن يكون إمام جماعة ـ سواء كان ملتزماً أو غير ملتزم ، طاهر المولد أو لا ـ فأرى أنّهم على صواب ، فصلاة الجماعة لها ثواب عظيم ، فهم أين ما ذهبوا يصلّون جماعة.

نرجو أن تبصرونا حول هذا الموضوع ، ونشكركم على هذه الجهود الجبّارة.

ج : الصلاة جماعة عندنا تصحّ خلف كُلّ مكلّف بالغ ، فيحقّ لأيّ شخص التقدّم لإمامة جماعة من الناس ـ سواء كان عالماً أو غير عالم ، مرتدياً لزي العلماء أو غير مرتدٍ لذلك الزي ـ لكن عندنا لإمام الجماعة شروط يجب تحقّقها ، منها : عدالته ، فلا تصحّ الصلاة خلف الفاسق ، والفقهاء إنّما استفادوا وجوب هذا الشرط في إمام الجماعة من خلال أدلّة من الكتاب والسنّة.

١٨٢

فمن الكتاب : قوله تعالى :( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (١) ، والفاسق ظالم لقوله تعالى :( وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) (٢) ، والائتمام ركون ، لأنّ معنى الركون هو الميل القليل.

ومن الروايات : قول الإمام الصادقعليه‌السلام : «لا تصلّ خلف الغالي وإن كان يقول بقولك ، والمجهول والمجاهر بالفسق ، وإن كان مقتصداً »(٣) .

ومنها : قيل للإمام الرضاعليه‌السلام : رجل يقارف الذنوب وهو عارف بهذا الأمر ، أُصلّي خلفه؟ قال : «لا »(٤) .

ومنها : قيل لأبي جعفرعليه‌السلام : إنّ مواليك قد اختلفوا ، فأُصلّي خلفهم جميعاً؟ قال : «لا تصلّ إلاّ خلف من تثق بدينه »(٥) .

فعلى هذا الشرط يمكن لك إذا كنت تحرز في نفسك العدالة أن تصلّي بالناس جماعة ، أو تصلّي خلف أيّ شخص تثق بعدالته ، مع تحقّق الشروط الأُخرى لصلاة الجماعة ، من كونه صحيح القراءة ، بالغاً عاقلاً مؤمناً ، وولادته شرعية ، ذكراً إذا كان المأموم ذكراً ، فهذه الشروط يمكن أن تتحقّق في كثير من الناس ، وليست هي متحققّة فقط في رجل الدين ، بل رجل الدين هو أحد المصاديق.

نعم بعض العلماء يذكرون تحديد الإمام بالمتلبّس بزي العلماء ، إذا كان موجوداً في الجماعة ، ولا يصحّ لغيره أن يكون إماماً وهو مأموم ، وهو من باب حفظ مقام العلماء ، ودوام نظام معتنقي مذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، وأنّ العالم هو المركز الذي تدور عليه كُلّ أُمور الجماعة.

____________

١ ـ هود : ١١٣.

٢ ـ الطلاق : ١.

٣ ـ تهذيب الأحكام ٣ / ٣١ و ٢٨٢.

٤ ـ المصدر السابق ٣ / ٣١.

٥ ـ الكافي ٣ / ٣٧٤ ، تهذيب الأحكام ٣ / ٢٦٦.

١٨٣

وأمّا عند أهل السنّة فإنّهم لكي يصحّحوا صلاة من تسلّط على رقاب المسلمين ، أفتوا بصحّة الصلاة خلف كُلّ بر وفاجر ، حتّى عمّ وانتشر هذا التساهل في الإمام ، ووصل إلى وقتنا الحاضر ، وإن كان منشأه سياسياً.

( حسين ـ السعودية ـ ٣٤ سنة ـ خرّيج جامعة )

كراهة لبس السواد فيها :

س : هل يكره للمصلّي لبس السواد؟ أرجو الإجابة ، مع شكري الجزيل.

ج : قد ذكر بعض فقهائنا ذلك ، واستثنى منه العمامة والخف ، وقد قيّدها بعضهم بها ، إذا اتخذ السواد شعاراً كبني العباس ، لا فيما إذ لبس السواد صدفة ، أو حزناً على ميّت ، أو لجمال فيه وهيبة أحياناً ، واستثنى بعضهم ما لبسه للحسينعليه‌السلام ، فإنّه لا يكره بل يرجّح لغلبة جانب تعظيم شعائر الله على ذلك ، مضافاً إلى روايات متضافرة في موارد مختلفة يستفاد منها ذلك.

( علي العلي ـ السويد ـ )

وجوب صلاة الجمعة تخييري :

س : أسأل الله تعالى أن تكونوا في أتمّ الصحّة والعافية ، وأن يسدّد خطاكم لما هو خير ، ويوفّقكم لإعلاء كلمة الحقّ ، إنّه سميع مجيب.

لقد شجّعتموني على أن أسألكم كُلّما احتجت إلى ذلك ، ويا كثرة احتياجاتي ، وأعانكم الله عليها.

في الحقيقة أنا أحاور في كُلّ الأُمور ومع الجميع ، حيث أحاور الشيعة على التمسّك بخطّهم ، وخصوصاً من له ميل للعلمانية ، وحوار مثل هؤلاء أشدّ من غيرهم ، وأحاور أهل السنّة لأثبت لهم أنّ منهج الحقّ ليس منهجهم ، كما وأحاور النصارى ، وأنا دارس جيّد لكتابهم بعهديه القديم والجديد ، كما وأُحاور غيرهم ، وبأساليب مختلفة ، كُلّ حسب طريقته أو الطريقة التي تنفع معه.

١٨٤

سادتي الكرام ، لقد حاورت أحد الإخوة الشيعة ذوي الميول العلمانية ، وكان دائماً يقول : بأنّ علماء الدين الشيعة يفتون كما يحلوا لهم ، وبدون أيّ سند ، وقد أقنعته في كُلّ استشكالاته , وكان أحد استشكالاته عن تعطيل صلاة الجمعة.

بعد انتهاء الحديث أحببت أنا شخصيّاً أن ازداد علماً بموضوع صلاة الجمعة ، ومتى تمّ تعطيلها؟ ومن أوّل من عطّلها من علمائنا ( رضوان الله عليهم ) وأدلّة ذلك ، وما هي استدلالاته على ذلك؟

ج : الكلام في إقامتها وعدمها لا يتبع لأيّ عامل غير الأدلّة المستفادة من الكتاب والسنّة ، وبحسب هذه الأدلّة قد يخرج الفقيه الشيعي بنتيجة تدل على وجوب إقامة الجمعة في عصر الغيبة ، وقد يرى عدمه ، وثالثة يفتي بالوجوب التخييري بينها وبين الظهر ، هذه كُلّها خيارات الفقيه ، ولا يجوز ـ بحسب مذهب الشيعة ـ إلزام المجتهد بإحداها تمشيةً لأهواء البعض.

وأمّا أدلّة القائلين بالوجوب أو الجواز فمعروفة وواضحة من الكتاب والسنّة والإجماع ، منها آية :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) (١) .

منها : الأحاديث المعتبرة الدالّة على وجوب الجمعة مطلقاً ، أعمّ من زمن الحضور والغيبة(٢) .

وأمّا من لا يرى الوجوب التعييني لصلاة الجمعة في زمن الغيبة ، فقد يعتمد إلى ظهور اشتراط حضور الإمامعليه‌السلام ، وبسط يده في الروايات ، بحيث يستنبط منها أنّ صلاة الجمعة وإمامتها هي من شؤون الحكومة ، لأنّ خطبتها يجب أن تتناول المواضيع السياسية والاجتماعية التي تهمّ الناس ، ومن المعلوم عدم توفّر هذا الشرط في ظلّ الحكومات الفاسدة.

____________

١ ـ الجمعة : ٩.

٢ ـ وسائل الشيعة / أبواب صلاة الجمعة.

١٨٥

نعم ، إن قلنا بحصول إذن عام للفقيه الجامع لشرائط الفتوى ـ نظراً إلى موضوع ولاية الفقيه ـ أو إذن خاصّ له في إقامة صلاة الجمعة ـ نظراً إلى الروايات الواردة في المقام ـ يمكننا القول بوجوب إقامتها في عصر الغيبة.

ثمّ لا يخفى أنّ الرأي المتبع عند المحقّقين المتأخّرين هو الوجوب التخييري بين صلاة الجمعة وفريضة الظهر ، ويعتمد هذا الرأي أساساً على نتيجة التعارض بين عمومات الظهر والجمعة المنتهية إلى التخيير ؛ وللأخذ بالأمر الوجوبي الوارد بالنسبة لإقامة الجمعة ، وبما أنّ الوجوب أعمّ من العيني والتخييري فيبقى الوجوب التخييري بعد انتفاء العيني ؛ ولظهور بعض الروايات الملوّحة بالتخيير(٢) .

( زين العابدين أيوبي ـ سوريا ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

الأدلّة على رفع اليدين بالتكبير :

س : السادة في مركز الأبحاث العقائدية الأفاضل : أرغب بمعرفة الأدلّة من كتب الفريقين حول عملية ختم الصلاة بالتكبير ثلاث مرّات ، ورفع اليدين عند كُلّ تكبيرة ، علماً بأنّني قرأتها في كتاب مفاتيح الجنان نقلاً عن مصباح المتهجّد ، وأُريد معرفة أدلّة أكثر لو سمحتم ، وجزيتم خيراً.

ج : هناك قاعدة لابدّ من معرفتها ، وهي أنّ مسائل الفروع والفقه لا يطالب المذهب بأدلّتها من كتب المذاهب المختلفة معه حتّى في الأُصول ، وإلاّ لأصبح جميع المختلفين غير مختلفين وعلى مذهب واحد ، ولذلك فإنّنا نقول : إنّ طلب أدلّة الفروع من الفريقين ، وفي جميع التفاصيل غير وارد قطعاً ، ومثال لذلك بأنّ يأتي نصراني ويقول : اثبتوا لي أصل الصلاة ، أو الصيام ، أو الحجّ من الأديان الأُخرى ، فهل تستطيع إثبات ذلك له؟ بل إنّك سوف تجيبه بأنّ هذه الأديان مختلفة في الأُصول ، ولا يمكن بالتالي أنّ يتوافقوا في أدلّة الفروع ، لأنّ مصادر تشريعهم تختلف.

____________

١ ـ الكافي ٣ / ٤٢١ ، تهذيب الأحكام ٣ / ١٩ ، وسائل الشيعة ٧ / ٣١٠.

١٨٦

إذاً ، سوف نحتاج إلى إثبات صحّة أحد هذه الأديان أو المذاهب في العقائد ، ومن ثمّ نسلّم بمصادر تشريعها للفروع وهذا واضح ، لأنّ الفروع تتفرّع وتبتني على أُصولها ومنابعها ، وهذا أمر مسلّم لدى الجميع.

ومع ذلك فقد يتّفق في بعض المسائل الفرعية أن تكون متّفقاً عليها لدى الجميع ، وقد يكون لديك حكماً تنفرد به ، ومع ذلك تجد أدلّته في كتب المخالفين ، وقد توجد مسائل لا تجد لها دليلاً لدى المخالف ، بل في نفس المذهب الواحد قد يشذّ أو ينفرد أحد العلماء بقول لا دليل عليه ، حتّى في مذهبه نفسه ، وهذا واضح أيضاً.

ومسألتنا من المسائل التي ننفرد بها عن سوانا ، ولكن سوف نأتي بادلّتها من كتبهم أيضاً إن شاء الله تعالى.

فنقول : أمّا الأدلّة من كتب أتباع أهل البيتعليهم‌السلام فمنها :

١ ـ عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : لأي علّة يكبّر المصلّي بعد التسليم ثلاثاً يرفع بها يديه؟ فقال : «لأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا فتح مكّة صلّى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود ، فلمّا سلّم رفع يديه وكبّر ثلاثاً »(١) .

٢ ـ عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «إذا سلّمت فارفع يديك بالتكبير ثلاثاً »(٢) .

وأمّا من كتب أهل السنّة فمنها :

١ ـ عن ابن عباس قال : إنّ رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقال ابن عباس : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته(٣) .

____________

١ ـ علل الشرائع ٢ / ٣٦٠.

٢ ـ مستدرك الوسائل ٥ / ٥٢.

٣ ـ صحيح البخاري ١ / ٢٠٤ ، مسند أحمد ١ / ٣٦٧ ، المصنّف للصنعاني ٢ / ٢٤٥ ، صحيح ابن خزيمة ٣ / ١٠٢.

١٨٧

فلو جمعنا هذه الروايات وجعلناها رواية واحدة ، يتبيّن لنا بأنّ المراد برفع الصوت بالذكر بعد انقضاء الصلاة على عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو التكبير.

٢ ـ عن ابن عباس في الحديث السابق قال : ما كنت أعرف انقضاء صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ بالتكبير(٤) .

٣ ـ قال ابن حجر العسقلاني عند شرحه للحديث : وفيه دليل على جواز الجهر بالذكر عقب الصلاة ، قال الطبري : فيه الإبانة عن صحّة ما كان يفعله بعض الأمراء من التكبير عقب الصلاة ، وتعقّبه ابن بطال بأنّه لم يقف على ذلك عن أحد من السلف ، إلاّ ما حكاه بن حبيب في الواضحة أنّهم كانوا يستحبّون التكبير في العساكر عقب الصبح والعشاء تكبيراً عالياً ثلاثاً(٥) .

أمّا مسألة رفع اليدين عن التكبير ، فالأدلّة العامّة تشمل كُلّ تكبير ، وهذا التكبير داخل قطعاً لعدم الفرق بينه وبين كُلّ تكبير في الصلاة ، فإنّه آخر فعل مستحبّ فيها ، فيكون حكمه حكم كُلّ تكبير في الصلاة ، واليك الأحاديث الواردة في شأنها :

١ ـ عن عمير بن حبيب قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه مع كُلّ تكبيرة في الصلاة المكتوبة(١) .

٢ ـ عن قتادة قال : قلت لأنس بن مالك : أرنا كيف صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقام فصلّى فكان يرفع يديه مع كُلّ تكبيرة ، فلمّا انصرف قال : هكذا كانت صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

____________

١ ـ مسند أحمد ١ / ٢٢٢ ، صحيح مسلم ٢ / ٩١ ، سنن أبي داود ١ / ٢٢٦ ، سنن النسائي ٣ / ٦٧.

٢ ـ فتح الباري ٢ / ٢٦٩.

٣ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٢٨٠ ، المعجم الكبير ١٧ / ٤٩ ، تاريخ مدينة دمشق ١٨ / ١٥٤.

٤ ـ المعجم الأوسط ٩ / ١٠٥.

١٨٨

ونفهم ـ من التأكيد على رفع اليدين مع كُلّ تكبيرة وسؤاله عن كيفية الصلاة وأخباره بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلّي هكذا ـ من كُلّ ذلك بأنّ الناس قد تلاعبوا بالصلاة ، وخصوصاً بهذه السنّة التي ركّز عليها قتادة ، وأكّد وجودها أنس ، فأصبحت بعد ذلك من المستغربات والسنن المهجورة عندهم ، فأكّدها ونسبها للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ عن الذيال بن حرملة قال : سألت جابر بن عبد الله الأنصاري : كم كنتم يوم الشجرة؟ قال : كنا ألفاً وأربعمائة ، قال : وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه في كُلّ تكبيرة من الصلاة(١) .

٤ ـ عن نافع قال : إنّ عبد الله بن عمر كان إذا أبصر رجلاً يصلّي لا يرفع يديه كُلّما خفض ورفع حصبه حتّى يرفع يديه(٢) .

٥ ـ وأخيراً قال المحدّث الوهّابي الألباني : « وأمّا الرفع من التكبيرات الأُخرى ، ففيه عدّة أحاديث أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يرفع يديه عند كُلّ تكبيرة »(٣) .

____________

١ ـ مجمع الزوائد ٢ / ١٠١ ، التاريخ الكبير ٨ / ١٠٥.

٢ ـ مسند الحميدي ٢ / ٢٧٧.

٣ ـ تمام المنّة : ١٧٢.

١٨٩
١٩٠

صلاة التراويح :

( شهيناز ـ البحرين ـ سنّية ـ ٢٠ سنة ـ طالبة جامعة )

هي من سنّة عمر لا من سنّة الرسول :

س : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح؟ وكثير من صلوات السنّة؟ ومن هذا المنطلق أهل السنّة يسمّون الشيعة بالروافض ، لأنّه على حدّ قولهم : أنّ الشيعة يرفضون اتباع سنّة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ج : إنّ الله تعالى فرض على عباده الفرائض ، وأوحى بها إلى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لتبليغ ذلك إلى أُمّته ، فكُلّ صلاة وصيام وحجّ وزكاة وغيرها من الفرائض كانت عن الله تعالى ، أوحاها إلى نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبلّغها بدوره إلى أُمّته.

وهكذا ، فإنّ أيّة عبادة تسمّى توقيفية ، أي تتوقّف مشروعيتها على استئذان الشارع واعتباره إيّاها ، وما عدا ذلك من صلاة بما أنّها لم تكن من قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مشرّعة فإنّها بدعة ، والبدعة هي إدخال ما ليس في الدين في الدين.

وعندها فإنّ العبادة التي لم يشرّعها الشارع تعدّ غير مشروعة وغير معتبرة ، ومن يدري فلعلّ ما نفعله دون إذن الشارع من العبادة التي هي التقرّب إلى الله تعالى ستكون مبعّدة عن الله تعالى ، بل سننال سخطه تعالى وغضبه.

ومن هنا فإنّ الشيعة الإمامية لا تتعدّى النصّ الوارد عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في إحداث أيّة عبادة لم يأمر بهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليس لأحد الحقّ في تشريع عبادة معيّنة ، فإذا

١٩١

شرّعها أحد دون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله صارت تلك العبادة بدعة ، واستحقّ بذلك سخط الله تعالى وغضبه.

وهكذا في صلاة التراويح ، فلم يرد فيها نصّ قرآني ولا حديث نبوي حتّى يمكننا أن نقول بشرعية هكذا عبادة ، أمّا إذا كانت مستندة إلى اجتهاد رجل ورأي يرتأيه ، فهذا ما لا تعتبره الإمامية مشروعاً بل تعتبره بدعة.

واليكِ ممّن اعترف بأنّ صلاة التراويح هي ليست من سنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل هي من سنّة عمر بن الخطّاب ، وهو أوّل من سنّها وجمع الناس عليها ، كما نصّ عليه الباجي والسيوطي والسكتواري وغيرهم.

وإنّ إقامة النوافل بالجماعات في شهر رمضان من محدثات عمر ، وأنّها بدعة حسنة(١) .

( هويدا ـ ـ )

صلاة ابتدعها عمر :

س : لماذا لا نصلّي التراويح مثل أهل السنّة؟

ج : نعلمك بأنّ صلاة التراويح في الواقع هي صلاة الألف ركعة النافلة في شهر رمضان ، وورد في فضل هذه الصلاة فضل كثير ، ولكن عمر بن الخطّاب أضاف إلى هذه النافلة « الجماعة » ، أي أنّها تصلّى جماعة لا فرادى.

____________

١ ـ كتاب الموطّأ ١ / ١١٤ ، صحيح البخاري ٢ / ٢٥٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٩٣ ، فتح الباري ٤ / ٢١٩ ، المدونة الكبرى ١ / ٢٢٢ ، تنوير الحوالك : ١٣٧ ، المغني لابن قدامة ١ / ٧٩٨ ، الشرح الكبير ١ / ٧٤٧ ، نيل الأوطار ٣ / ٦٣ ، نصب الراية ٢ / ١٧٤ ، الجامع لأحكام القرآن ٢ / ٨٧ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ١٦٦ ، تاريخ بغداد ٨ / ٥١ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٧٠ ، تاريخ المدينة ٢ / ٧١٤ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ٣٦٥ ، تحفة الأحوذي ٣ / ٤٥٠ ، المصنّف للصنعاني ٤ / ٢٥٩ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ١٥٥ ، شرح نهج البلاغة ١٢ / ١٥٩ ، التعديل والتجريح ١ / ٤٦ ، كنز العمّال ٨ / ٤٠٧ ، سبل السلام ٢ / ١٠.

١٩٢

وكما هو المعلوم : أنّ العبادات توقيفية ، أي أنّها تؤدّى كما ذكرها الشارع ، والإضافة على ما جاء به الشارع يكون بدعة ، ولهذا لمّا أضاف عمر الجماعة إلى النافلة وقال : نعمت البدعة.

( محمّد ـ عمان ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة الطبّ )

أدلّة مشروعيتها عند أهل السنّة :

س : ما هو دليل العامّة على مشروعية صلاة التراويح؟ وما هو ردّنا العلمي على ذلك؟

ج : ابتدع أهل السنّة صلاة التراويح ـ وهي قيام ليالي شهر رمضان جماعة ـ ودليلهم : أنّ عمر بن الخطّاب هو الذي جمع الناس على إمام واحد ، ولم يشرّعها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يسنّها بل كانت سنّة عمر.

على أنّ عمر بن الخطّاب قال معترفاً بأنّها ليس من تشريع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بل هي بدعةً ابتدعها ، إلاّ أنّه وصفها أنّها بدعة حسنة.

قال عبد الرحمن بن عبد القاري : « خرجت مع عمر بن الخطّاب ليلة في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرّقون ، يصلّي الرجل لنفسه ، ويصلّي الرجل فيصلّي بصلاته الرهط.

فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أُبي بن كعب ، قال : ثمّ خرجت معه في ليلة أُخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعمت البدعة هذه »(١) .

على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد نهى عنها ، وإليك ما رواه البخاري : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد قال : حدّثنا وهيب قال : حدّثنا موسى بن عقبة ، عن سالم أبي

____________

١ ـ المغني لابن قدامة ١ / ٧٩٨ ، تحفة الأحوذي ٣ / ٤٥٠ ، نصب الراية ٢ / ١٧٤ ، كنز العمّال ٨ / ٤٠٧ ، تلخيص الحبير ٤ / ٢٤٧ ، كتاب الموطّأ ١ / ١١٤ ، تنوير الحوالك : ١٣٧ ، الشرح الكبير ١ / ٧٤٧ ، نيل الأوطار ٣ / ٦٣ ، صحيح البخاري ٢ / ٢٥٢ ، فتح الباري ٤ / ٢١٩ ، المصنّف للصنعاني ٤ / ٢٥٩ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ١٥٥.

١٩٣

النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اتخذ حجرة ، قال : حسبت إنّه قال : من حصير في رمضان فصلّى فيها ليالي ، فصلّى بصلاته ناس من أصحابه ، فلمّا علم بهم جعل يقعد ، فخرج إليهم فقال : «قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ، فصلّوا أيّها الناس في بيوتكم ، فإنّ أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة »(١) .

وأنت ترى صراحة نهي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الإتيان بهذه الصلاة ، ومن ثمّ اعترف عمر بأنّها لم تسنّ من قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل ابتدعها من عنده ، علماً أنّ البدعة : الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال.

ومن الغريب تقسيم ابن الأثير البدعة إلى بدعتين : بدعة هدى وبدعة ضلال ، وقال : « وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن هذا النوع قول عمر : نعمت البدعة هذه ، لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سمّاها بدعة ومدحها ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يسنّها لهم ، وإنّما صلاّها ليالي ثمّ تركها ولم يحافظ عليها ، ولا جمع الناس لها ، ولا كانت في زمن أبي بكر ، وإنّما عمر جمع الناس عليها وندبهم إليها »(٢) .

وهذا كما ترى من غريب ما يعتذر به ، فاعترافه بدعة وإنّها لم يأمر بها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسنّها ، دليل كاف على أنّها بدعة ، وكُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار.

هذا ما رووه أهل السنّة فضلاً عن الشيعة ، فكيف تكون بعد ذلك البدعة نوعان : بدعة هدى وبدعة ضلال؟ وهذا العذر يمكن أن يعتذر به كُلّ أحد ، فإذا قلنا للسارق لماذا سرقت؟ قال : السرقة نوعان : سرقة حرام وسرقة حلال ، وهذه سرقتي حلال ، فعلتها طلباً لقوت أطفالي ، وهكذا يمكن أن يفتح باباً للاعتذار عن كُلّ ذنب ومعصية ، ولا يحقّ لأحد الاعتراض عليه بعد ذلك.

____________

١ ـ صحيح البخاري ١ / ١٧٨.

٢ ـ النهاية في غريب الحديث ١ / ١٠٦.

١٩٤

على أنّه يمكن لأيّ أحد أن يبتدع صلاةً معيّنة ، أو عملاً معيّناً ويقول : هي بدعة ، ولكن نعمت البدعة هذه كما فعل من قبلي عمر!!

وأنت تعلم أنّ العبادة أمر توقيفي ، أي أنّها موقوفة من قبل الشارع ، فما لم يأمر به الشارع فلا يجوز الإتيان به ، فكيف نتعبّد بأمرٍ نهى عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!

أليس العبادة هي التقرّب إلى الله تعالى ، فكيف نتقرّب إلى الله بشيء مبغوض ، فإنّ الأمر المنهي عنه مبغوض عند الله ، إذ لا ينهي النبيّ عن شيء إلاّ كونه مبغوض ، فكيف نتقرّب إلى الله بشيء مبغوض؟!

وهل فات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تشريع صلاة التراويح؟ إذا كانت مندوبة عند الله تعالى ومطلوبة ، فهل غفل عن ذلك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وسبقه إلى ذلك عمر؟! سؤال نطرحه إلى كُلّ من رأى محبوبية صلاة التراويح وتشريعها.

فإننا أتباع سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وليس سنّة أحد ، فكُلّ سنّة دون سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بدعة ، وكُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار.

أعاذنا الله وإيّاك من البدع ، ووفّقنا للعمل بسنّة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

( عبد الله ـ الكويت ـ ٢٨ سنة ـ خرّيج ثانوية )

تعقيب على الجواب السابق :

س : تحية طيّبة ، وبعد :

أقول : لقد تقدّم القول : إنّ البدعة ـ في المعنى الاصطلاحي الشرعي ـ هي إدخال ما ليس من الدين في الدين ، وهذا التعريف ـ أي الإدخال في الدين ـ يحتمل معنى الزيادة ومعنى الإنقاص أيضاً.

ولنبدأ بتعريف صلاة التراويح : هي النافلة جماعة في ليالي شهر رمضان ، وإنّما سمّيت تراويح للاستراحة فيما بعد كُلّ أربع ركعات.

نبحث بما روى عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « أيّها الناس إنّ الصلاة بالليل في شهر رمضان من النافلة في الجماعة بدعة ، وصلاة الضحى بدعة ، ألا فلا تجتمعوا ليلاً في شهر رمضان لصلاة الليل ، ولا تصلّوا صلاة الضحى فإنّ تلك

١٩٥

معصية ، ألا فإنّ كُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة سبيلها إلى النار » ثّم نزلصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : « قليل في سنّة خير من كثير في بدعة »(١) .

وروي عن زيد بن ثابت قال : احتجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجيرة مخصفة أو حصيراً ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إليها ، فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلّون بصلاته ، ثمّ جاءوا إليه فحضروا ، وأبطأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنهم ، فلم يخرج إليهم ، فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب ، فخرج إليهم مغضباً ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما زال بكم صنيعكم حتّى ظننت أنّه سيكتب عليكم ، فعليكم بالصلاة في بيوتكم ، فإنّ خير صلاة المرء في بيته ، إلاّ الصلاة المكتوبة »(٢) .

وعن أنس قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي في رمضان ، فجئت فقمت إلى جنبه ، وجاء رجل فقام أيضاً حتّى كنّا رهط ، فلمّا أحسّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّا خلفه جعل يتجوّز في الصلاة ، ثمّ دخل رحله فصلّى صلاة لا يصلّيها عندنا ، قال : قلنا له حين خرج : أفطنت بنا الليلة؟ فقال : « نعم ، ذاك الذي حملني على الذي صنعت »(٣) .

وعن أبي سلمة ، أنّه سأل عائشة : كيف كانت صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في رمضان؟

فقالت : ما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يزيد في رمضان ولا في غيرها على إحدى عشرة ركعة ، يصلّي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثمّ يصلّي أربعاً فلا تسألوا عن حسنهن وطولهن ، ثمّ يصلّي ثلاثاً.

فقالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، أتنام قبل أن توتر؟ قال : « يا عائشة! إنّ عيني تنامان ، ولا ينام قلبي »(٤) .

____________

١ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ١٣٧ ، الاستبصار ١ / ٤٦٨ ، تهذيب الأحكام ٣ / ٧٠.

٢ ـ صحيح البخاري ٧ / ٩٩ ، صحيح مسلم ٢ / ١٨٨ ، المعجم الكبير ٥ / ١٤٤.

٣ ـ صحيح مسلم ٣ / ١٣٤.

٤ ـ الموطّأ ١ / ١٢٠ ، صحيح البخاري ٢ / ٤٧ و ٢٥٢ ، صحيح مسلم ٢ / ١٦٦ ، سنن أبي داود ١ / ٣٠١.

١٩٦

وسُئل عمر عن الصلاة في المسجد فقال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الفريضة في المسجد ، والتطوّع في البيت »(١) .

ومثل هذه الأحاديث الصحيحة كثيرة جدّاً في كتب أرباب الحديث ، ولكن الغريب أنّ بعضهم قال : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أتى بها ثمّ تركها من غير نسخ ، وهو يتعارض مع قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فعليكم بالصلاة في بيوتكم » ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ذلك الذي حملني على الذي صنعت » ، وغضبه لاجتماعهم في النافلة ، لا يعني مطلقاً أنّ التراويح كانت عملاً جائزاً.

والأغرب من هذا كُلّه ، أنّ كتب الحديث والتاريخ تقول : أنّ صلاة التراويح من مبدعات عمر بن الخطّاب فلماذا هذه الدعاوى وهذه التعاليل؟!

ولذا ، فإنّ صلاة التراويح لم يشرّعها الشارع المقدّس بل هي بدعة ، وقد روي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « من رغب عن سنّتي فليس منّي »(٢) .

ومن أقوال علماء أهل السنّة بأنّ صلاة التراويح هي من فعل عمر بن الخطّاب ، وليست من عمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال أبو الوليد محمّد بن الشحنة حيث ذكر وفاة عمر في حوادث سنة ٣٣ من تاريخه : « هو أوّل من نهى عن بيع أُمّهات الأولاد ، وجمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنائز ، وأوّل من جمع الناس على إمام يصلّي بهم التراويح ، الخ ».

ولما ذكر السيوطي في تاريخه أوّليات عمر نقلاً عن العسكري قال : « هو أوّل من سمّي أمير المؤمنين ، وأوّل من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ ، وأوّل من حرّم المتعة ، وأوّل من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات »(٣) .

وقال ابن سعد : « وهو أوّل من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ وجمع الناس على ذلك ، وكتب به إلى البلدان ، وذلك في شهر رمضان سنة أربع

____________

١ ـ الجامع الصغير ٢ / ٢٣١ ، كنز العمّال ٧ / ٧٧١ و ٨ / ٣٨٤.

٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ١١٦ ، صحيح مسلم ٤ / ١٢٩ ، سنن النسائي ٦ / ٦٠.

٣ ـ الإمامة والسياسة : ١٢٦.

١٩٧

عشرة ، وجعل للناس بالمدينة قارئين ، قارئاً يصلّي بالرجال ، وقارئاً يصلّي بالنساء »(١) .

وقال الشوكاني : « وقال مالك وأبو يوسف وبعض الشافعية وغيرهم : الأفضل فرادى في البيت لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة » متّفق عليه.

وقالت العترة : إنّ التجميع فيها بدعة(٢) .

أضف إلى هذا ، أنّ إعفاء النافلة من الجماعة يمسك على البيوت حظّها من البركة والشرف بالصلاة فيها ، ويمسك عليها حظّها من تربية الناشئة على حبّها والنشاط لها ، ذلك لمكان القدوة في عمل الآباء والأُمّهات ، والأجداد والجدّات ، وتأثيره في شدّ الأبناء إليها شدّاً يرسخها في عقولهم وقلوبهم.

وقال عبد الله بن سعد : سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيّما أفضل : الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد! فلأن أصلّي في بيتي أحبّ إليّ من أن أصلّي في المسجد ، إلاّ أن تكون صلاة مكتوبة »(٣) .

وعن زيد بن ثابت : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : » فصلّوا أيّها الناس في بيوتكم ، فإنّ أفضل صلاة المرء في بيته ، إلاّ الصلاة المكتوبة »(٤) .

وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم »(٥) .

____________

١ ـ الطبقات الكبرى ٣ / ٢٨١.

٢ ـ نيل الأوطار ٣ / ٦٠.

٣ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٤٣٩ ، الآحاد والمثاني ٢ / ١٤٥ ، مسند الشاميين ٢ / ١٥٩.

٤ ـ مسند أحمد ٥ / ١٨٢ ، صحيح البخاري ١ / ١٧٨ و ٨ / ١٤٢ ، سنن النسائي ٣ / ١٩٨ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٩٤ و ٣ / ١٠٩.

٥ ـ المستدرك ١ / ٣١٣ ، المصنّف للصنعاني ١ / ٣٩٣ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ٢١٣ ، الجامع الصغير ١ / ٢١٢.

١٩٨

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « مثل الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحيّ والميت »(١) .

وعن جابر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده ، فليجعل لبيته نصيباً من صلاته ، فإنّ الله جاعل في بيته من صلاته خيراً »(٢) .

وما روي عن ابن أبي الحديد : أنَّ الإمامعليه‌السلام بعث الحسنعليه‌السلام ليفرّقهم عن الجماعة في نافلة رمضان.

ففي شرح النهج : « روي أنَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام لمّا اجتمعوا إليه بالكوفة ، فسألوه أن ينصب لهم إماماً يصلّي بهم نافلة شهر رمضان ، زجرهم وعرّفهم أنّ ذلك خلاف السنّة فتركوه ، واجتمعوا لأنفسهم وقدّموا بعضهم ، فبعث إليهم ابنه الحسنعليه‌السلام ، فدخل عليهم المسجد ومعه الدرّة ، فلمّا رأوه تبادروا الأبواب وصاحوا : وا عمراه »(٣) .

ومن خلال التأمّل في الروايات المتقدّمة ، تراها أجمعت على النهي عن أداء صلاة التراويح جماعة ، غاية الأمر أنَّ بعض الروايات أرجعت النهي إلى أسباب خشية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تكتب عليهم أي أن تفرض عليهم فتكون جزءً من التشريع بتلك الكيفية.

فأعترف بأنّها بدعة وخلاف السنّة ، وهم يروون عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « كُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار »(٤) .

وأقول لمن يريد الحقّ : فليراجع المصادر ، ويبتعد عن التعصّب والجاهلية ، وليعلم بأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأصحابه : « ذَرُوني ما تركتكم ، فإنّما هلك

____________

١ ـ مسند أبي يعلى ١٣ / ٢٩١ ، الجامع الصغير ٢ / ٥٢٨ ، كشف الخفاء ٢ / ١٩٧.

٢ ـ مسند أحمد ٣ / ٣١٦ ، صحيح مسلم ٢ / ١٨٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٢ / ١٥٧ ، مسند أبي يعلى ٣ / ٤٤٦.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ١٢ / ٢٨٣.

٤ ـ سنن النسائي ٣ / ١٨٩ ، السنن الكبرى للنسائي ١ / ٥٥٠ و ٣ / ٤٥٠ ، صحيح ابن خزيمة ٣ / ١٤٣.

١٩٩

من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، ما نهيتكم عنه فانتهوا ، وما أمرتكم فأتوا منه ما استطعتم »(١) ، ثمّ يقول في الحديث التالي : « مَن أطاعني فقد أطاع الله ، ومَن عصاني فقد عصى الله »(٢) .

ويقول الله تعالى :( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَا نْتَهُوا ) (٤) ، وقال أيضاً :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (٥) .

وأخيراً ، نسأل الله تعالى أن يجمعنا على كلمة الحقّ.

( أبو علي ـ الكويت ـ )

نهى عنها الإمام عليعليه‌السلام :

السؤال : بعد الصلاة على محمّد وآله الطيبين الطاهرين ، لماذا لم ينه الإمام علي عليه‌السلام عن صلاة التراويح على الرغم من أنّه عليه‌السلام لم تأخذه بالحقّ لومة لائم؟ وكان أوّل فعله عند استلامه للخلافة أن عزل الولاة الظالمين ، ومنهم الملعون معاوية بن أبي سفيان ، حيث لم ينتظر أمير المؤمنين عليه‌السلام أن تثبت له أركان الخلافة ، فلم لم ينه عن هذه الصلاة البدعة؟

ج : لمّا ولي الإمام عليعليه‌السلام أُمور المسلمين ، وجد صعوبة كبيرة في إرجاع الناس إلى السنّة النبوية الشريفة ، وحظيرة القرآن الكريم ، وحاول جهده أن يزيل البدع التي أُدخلت في الدين ، ومنها صلاة التراويح ، ولكن بعضهم صاح : وا عمراه.

____________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٤٧ و ٤٢٨ و ٤٥٧ و ٥٠٨ ، صحيح مسلم ٤ / ١٠٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ١٠٣ ، المعجم الأوسط ٦ / ١٣٦.

٢ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٥٢ و ٢٧٠ و ٤١٦ و ٤٦٧ ، صحيح البخاري ٤ / ٨.

٣ ـ الحشر : ٧.

٤ ـ المائدة : ١١.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379